المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحُــكْم


lazary
04-04-2020, 12:33 AM
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at158464313094061.png





https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gif (https://top4top.io/)





تمهيد


أنا جالسة وهو نائم ورأسه بجانبي مدثرا بالوشاح البني الطويل والذي يغطي كل جسمه يتوسد حقيبة سفرنا، نائما ولا توجد تعابير معينة لأعرف ان كان يحلم أو في كابوس، أم انه فقط نائم بسلام، ألسنة اللهب الصغيرة تنعكس على وجهه، لأعود قبل سنتين للماضي، الى حيث خسر هو كل شيء وأنا أعنيها، خسر كل شيء حينها....

...................


في الصباح حينما رأيته مر أمامي يضحك خلفه "مرافقه" الثلاثينيْ أرستس وبجانبه ابن الوزير الأول "صديقه" المقرب هاتاكي ساساكي يضحك معهما كان يبدو بعيدا كل البعد عن كونه ولي العهد، ملك البلاد المستقبلي، لم يبدو كوُلاّت العهد حيث يكون على عاتقهم مستقبل الشعب ليكونوا أقرب كارهين لأنفسهم،

أما هو أحب كونه أمل المستقبل كما سمعته يقوله لهما وهو ضاحك، ولم تخفى علي نظرة الازدراء من مرافقه خلفه أما صديقه كان باسم التعابير،
وكوننا من الحرس وقف قائدنا لتقف جميع الكتيبة وبصور تلقائية واحتراما له وضعت القبضة اليمنى عند القلب والاخرى لُفت للخلف وانتصاب القامة ورفع الذقن بفخر.
لم يعرنا انتباهه وأكمل طريقه، ولم أكمل تحديقي به اذ أمر القائد بالتحرك للأمام وهذا عمل الدورية.

لأستفيق في مساء اليوم نفسه على ألسنة لهبٍ عملاقة تأكل الغرفة، والزجاج يتطاير وزميلاتي يصرخن طالبات النجدة، الفزع، الهلع سيطر علينا، كل واحد يريد انقاذ نفسه، وكما فعل أبي بالماضي حملت كرسي رميته للنافذة وحملت غطاء السرير دخلت الحمام أغدقته بالماء لففته على نفسي وقفزت للخارج عالمة بأن بحيرة الأمير الصغيرة تحت غرفتنا فاستقريت وسطها وكأني صخرة جعلت الماء يتصاعد لأمتار للأعلى، وقفت أتمالك انفاسي رفعت نظري لفوق للطابق الثاني رأيت البقية يحلقون نحوي ركضت لخارج الماء أنظر حولي.. القصر بالكامل غارق في النيران وذلك الوهج العظيم لم يكن في غرفتنا فقط.
وأول ما خطر في بالي

"الامير سيراي"

صرخت هلعا وركضت باتجاه جناحه، وفي الباحة العملاقة التي أقطعها بأقسى سرعتي
كان النبلاء وزوجاتهم، الجنود، القادة، الخادمات، كل شيء في فوضى وصراخ وسط الدخان والنيران في كل أنحاء القصر، انعطفت عند جدار السلالم أستند عليه بيدي ألتقط أنفاسي وأسعل من الدخان لم أجد ما أغطي به أنفي وفمي أرتدي لباس النوم الأبيض لا درع ولا سلاح، أكملتُ ركضي و قلبي يخفق للدمار حولي وكل تفكيري على الأمير.

صعدت السلالم الحجرية تعترضني حاشية الملك خائفون يركضون للخارج.. أكملت ركضي وأنفاسي تتهدج وأتمنى أن يكون الحراس والمرافق أرستس قد أخرجوا الأمير "سيراي"

دخلت جناح الأمير ثم الرواق الذي يؤدي لغرفته كانت الجدران تآكلها النيران، أقفز من مكان لآخر أتفادى ما يتساقط من اللوحات والستائر المشتعلة، حتى وصلت للغرفة ومن حسن حظي كان الباب سليم ووجدته موصد من الخارج فتحته و
دخلتُ للغرفة كانت نيرانها أشد التهابا من الباقي، وقد أظلمت بالدخان، نزلت للأسفل أحبو على ركبتيْ
لأن الدخان في الاسفل أقل،

لمَّا وصلت للسرير وجدته فارغا، ثم أرعبتني يد أمسكت بملابسي عند ركبتي
من أسفلي ليلفت انتباهي السوار الذي لمع في معصمه كما لمع صباحا وهو يضرب كفه بكف صديقه صرخت بخوف وفرح كونه حي وهنا

" سمو الأمير سيراي"

وجذبت معصمه ليخرج بصعوبة نظر الي وهو يحاول جاهدا كي لا يفقد الوعي وتنفسه يتباطأ شيء فشيء
فأدركت فورا انه استنشق الكثير من الدخان وأن هناك من أوصد الباب كي يموت في الداخل

" يجب أن نخرج من هنا سموك."

سألته بتوتر شديد فـأمسكَ بيدي التي تجره من معصمه نظرت له بتساؤل وعيني متسعة من الخوف فالمكان محاصر بالنيران وهو يوقفني
قائلاً بصوت متهدج

" لماذا أتيتِ الى هنا؟ لماذا لم تهربي كالبقية فحتى حارسي أغلق الباب علي"

كان فاقد للثقة نظراته الزرقاء ميتة جسمه ساكن ويقاوم الاغماء
ابتسمت له ولعينيه التي تقابلني وهو يماثلني طولاً

" أتيت لأجلك أمير سيراي"

رأيتُ عينيه تتوسع وفمه فُتحَ ثم أفتر ثغره عن شبه ابتسامة ليتهاوى للأرض فاقدا وعيه.
بسرعة أدخلت ذراعيَ تحت ابطيه أحتضنه لصدري وجررته أسير للخلف حتى خرجت من الغرفة وجدت النيران في أوجها، أسندته للحائط وهو مازال فاقدا وعيه، عدت للغرفة للسرير أخذت
الغطاء بللته بالماء الذي في الاناء عند سريره وعدت اليه لففته به، جلست أمامه وحملته على ظهري بصعوبة وربطت الغطاء في بطني لكي لا يسقط، وركضت بالسرعة التي سمح بها وزنه كان أقرب للمشي السريع أكثر منه ركضا،
نزلت من حيث صعدت، أسعل من وقت لآخر كان همي انقاذ سموه سواء الملك او الملكة لم يهمني أمرهما، لا أدري ما السبب أم أن ذلك بسبب شكي في عدم وفاء حارسيه ومرافقه أرستس الذين أظهروا دوما امتعاضهم منه وهو غافلا أو يتجاهل الأمر.

وفي اثناء نزولي على الدرج استفاق يكح بعنف ولكنني لم أتوقف وعند آخر درجة شد يده على كتفي هامسا بالكاد

" توقفي لا تذهبي من هناك، استديري للعكس أخرجي من الباب السري سأريك اياه. "

استدرت عن وجهتي فقد كنت سأخرج للباحة حيث قفزت قبل قليل، ووصلت للحائط العملاق للقصر

" سموك أين أذهب؟؟ "

قلتها لاهثة، صدري يحترق من أنفاسي التي آخذها من الدخان

"سيري مع الجدار نحو الجنوب...بـ كح كح كح بخمس خطوات تماما واضغطي الحجر البارز أكثر من الآخرين"

" واحد...اثنان...ثلاثة...أربعة...خمسة."

نظرت للخلف أتفقد لربما أحدهم لاحظنا أو يلحق بنا كنت خائفةً جدا ولم أدرك ذلك سوى من ارتعاشي عندما وضعت يدي على حجر الحائط، أدفعه ليفتح الباب وانسللت للخارج بسرعة وعند خروجي كانت الأجواء مظلمة لا شيء يرى، وشكرت للحظة النار لأنها أضاءت الطريق للغابة حيث اختفينا...

أنا بملابس النوم التي استحالت للأسود من الرماد والحروق، والأمير فوق ظهري غائب عن الوعي، و لو لم يكن غطاء السرير المبتل شده الي، لكان سقط لأن قواي خارت ولم أعد أستطيع امساكه بذراعي ولم أدري وقتها إلى أي درجة هي اصابتنا بالحروق.


.........................


استقفت من ذكرياتي على حركة أمامي على بعد أمتار،
بحذر مددت يدي لقوسي وسهمي اللذان بجانبي واعتدلت على قدم ونصف أنتظر أن يظهر هذا الشيء من خلف ظلال الظلام وراء الأشجار، وقلبي يخفق بانتظار من سيكون العدو
ثم قفز ثعلب بدا لي ملاحق، أطلقت أمام أقدامه السهم، ليجفل للخلف ويعود أدراجه قافزا تنهدت براحة وأعدت القوس بجانبي ورميت المزيد من الأغصان الصغيرة وسط النار وعدلت الوشاح على الأمير.

.
.
انتهى المهيد


---


الفهرسة:

الفصل الأول (https://woonder-land.com/vb/showpost.php?p=41434&postcount=6)

الفصل الثاني (https://woonder-land.com/vb/showpost.php?p=56628&postcount=12)

الفصل الثالث (https://woonder-land.com/vb/showpost.php?p=65666&postcount=16)

الفصل الرابع (https://woonder-land.com/vb/showpost.php?p=72569&postcount=19)

الفصل الخامس (https://woonder-land.com/vb/showpost.php?p=84607&postcount=20)

الفصل السادس (https://woonder-land.com/vb/showpost.php?p=95843&postcount=22)

الفصل السابع (https://woonder-land.com/vb/showpost.php?p=104823&postcount=26)




https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at158464294509512.png

lazary
04-04-2020, 01:18 AM
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at158464313094061.png



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم يا اعضاء ان شاء الله تمام..؟

من وقت وأنا متردة بشأن تنزيلها أولا لأنها لم تكن مكتملة وثانيا لأني خائفة أن أصدم فيها لأني أحبها كثيرا بكل شخصياتها

كما ترون اليوم نزلت تمهيد فقط بدون تعريف الشخصيات ولكن أكيد عرفتم القليل،،

ربما تجدونها غامضة ولكنه سيزول مع مرور الفصول...

أشكر من صممت التصميم الرائع j i m a â™ لقد أترى كما أردته وأكثر بجد رائع للغاية وقد أخذتْ عليه ألماسي

كيف ترونه أقصد التصميم ؟؟؟

التمهيد... كبف وجدتموه؟؟؟

طبعا ستكون هناك أخطاء فأرجو تنبيهي،

النت ضعيفة عندي لهيك ربما تجدون مشكلة في التنسيق مع التصميم
.
.
السلام عليكم ورحمة الله

https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at158464294509512.png

EINAS
04-04-2020, 12:13 PM
https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png https://a.top4top.io/p_1601i47jc1.gif


السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته

توأمتي الغالية اتمنى تكوني بألف خير ق1

شو هاد الابداع ؟؟ق1ق1 نار2
عااااا ما اتحمل كيوت1
رح موت من الجمال يلي في التصميم نار2 ق1
ولا جمال القصة ق1 ... هاد بس تمهيد ؟!! نار2
تمزحين صح ؟ لأن الحماس والجمال فيه كبير :er-17:

هي القصص هي نوعيتي المفضلة ق6 تماما ق1:ناميا:
احب الغموض والحماسة مع رشة رومنس ق6

الشخصيات حلوة والله ق2ق1
مسكين هاد الامير ص9
والله حزني كتير ��
التمهيد مليء بالغموض نار2 ق1
وهاد هو المطلوب تماما .. احسنت cute4

لهيك رح استنا الفصل القادم لأعرف عنهم اكثر

lazary
04-06-2020, 11:56 PM
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

توأمتي الغالية اتمنى تكوني بألف خير ق1

بخير دامك معي هههه د4د4 وتدعميني

شو هاد الابداع ؟؟ق1ق1 نار2
عااااا ما اتحمل كيوت1

:hug2::hug2:

رح موت من الجمال يلي في التصميم نار2 ق1

وانا كمان حبيته جدا بجنون

ولا جمال القصة ق1 ... هاد بس تمهيد ؟!! نار2
تمزحين صح ؟ لأن الحماس والجمال فيه كبير :er-17:

ان شاء الله يبقى حماسك مع الفصول.. يارب

هي القصص هي نوعيتي المفضلة ق6 تماما ق1:ناميا:

الحمد لله هكذا ستكونين معي بحماس ودعم محب،،،:ناميا:رموش3

احب الغموض والحماسة مع رشة رومنس ق6

مثلك، وايضا لا ادري ان كان يجب أن أقول ولكن ستفهمين لاعلاقة بينهما أكثر ولا ادري كيف ستكون ردت فعلك فأرجو أن تحبريني بها لاحقا عن العلاقة بينهما

الشخصيات حلوة والله ق2ق1
مسكين هاد الامير ص9
والله حزني كتير 💔
التمهيد مليء بالغموض نار2 ق1
وهاد هو المطلوب تماما .. احسنت cute4

كأني حسيتوا زيادة ولكن بما ان هذا قولك اذا جيدhappy1

لهيك رح استنا الفصل القادم لأعرف عنهم اكثر :تف3:

ربما نزله بعد لحظات شوفيهم

وان شآء الله رح ادعمك بكل شيء ق1 :ناميا:

شكرا لك من القلب

واذا بدك تاخدي رأيي بشي او بالتدقيق والاملاء فأنا هنا cute47

يسعدني ذلك طبعا...

رغم الدراسة الكثيرة بكاء2 بس ما رح قصر معك ان شاء الله :ناميا: ق6

الله يعينك ههه انتم تدرسون على النت الحين صح؟؟؟

+ في الفصل القادم يفضل تحطي نوع الرواية
+ شوي معلومات عن الشخصيات
مثل العمر والشكل ق6
شوي شغلات بسيطة مشان ما تحرقي علينا كل شي ق9

أمممم والله فكرة رح أحطهم خليني أشوف الي رح يظهرو هم على ما اذكر ههههه سيظهرون جميعا، حاكمني زهايمر..بوقس1بوقس1

و مشان يضل في غموض وحماس بكل فصل ق1
و مشان الكل يتحمس يعرف هالامير وهي الجميلة اكثر ق1ق1

ان شاءالله تحبوهم

وكمان اشوف تستخدمي اللون الكحلي بيلبق مع التصميم اكثركيوت1

ان شاء الله سكرا على االنصيحة

طريقة السرد جميلة ومريحة جدا ق6
يا قلبي انت شكرا من قلبي ايضا على قولك happy1:hug2::hug2:
احبك زهرتي heart3

وأنا ايضا
ق7ق7
واتمنى لك كل التوفيق في هي الرواية ق1

امين والتوفيق لك ايضا

وانا متأكدة ان رح تعجب الكل مثل ما عجبتني :er-17:
دمتي في حفظ المولى heart3

ان شاء الله

دمت بخير وصحة وحفظ من المولى اللهم امين

lazary
04-07-2020, 09:59 AM
-

lazary
04-07-2020, 10:14 AM
https://d.top4top.io/p_2302r4kk81.png
https://b.top4top.io/p_2302hou6k4.png
https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gif (https://top4top.io/)




(الفصل الأول)


مصافحة واثقة، ومقابلة الصديق الخائن



أتساءل ماذا سيفعل بعد ان كسبنا أخيرا حلفاء بعد سنتين أمضيناهما في التنقل بين المدن والقرى تجولنا في المملكة بأسرها بعد مغادرتنا من مدرسة المعلم كينجي،
نعمل في العديد من الوظائف لكسب المال، حتى أن سموه شارك في قطع الحطب من الجبال، و زرعنا الأرز، نقلنا الأغراض في الأسواق،
وفي أثناء ذلك كله استمعنا لكل آراء الشعب ومناقشاتهم على موت
الملك والملكة السابقين
واختفاء الأمير الصغير، كلما سمعنا ذلك كان الألم والحزن يعتمر صدري من أجل سموه الذي يحترق قلبه أمامي.
خلال سيرنا في احدى المرات في السوق الشعبي سمعنا أحاديث عن أملهم في عودة الأمير الضائع وعودة المملكة الى سابق عهدها.
وقتها تبسم سموه أيضا بأمل لأنهم يريدونه أن يحكمهم.
كان سموه يسير على الحصان أمامي يبدو غارقا في التفكير
اقتربت منه بحصاني حتى صرت بمحاذاته وسألته

" سموك هل تظن أن الملك هايجي سيوافق على اقتراحك"

نظر الي وقد لمعت عيناه الزرقاء بحزم ورفرف شعره الفضي عليهما ليلمع بجمال اكثر وأكثر مع ابتسامة واثقة

" عليه ذلك، فهذا سيكون مفيد للمملكتين في المستقبل عندما أصبح انا الملك"

" ولكن سموك.. عليك وضع خطة بديلة في حال رفض العرض"

" أجل.. ان لم يوافق سأتَّبع معه اجراءات أخرى."
نظرت له باستغراب

" اجراءات اخرى؟"

نظر الي مجددا وابتسم بتلاعب

" لا تقلقي جيرينا، سيكون عليه دفع أموال عديدة من الأضرار التي ألحقها بهجومه على المملكة بعد الحادث قبل أن يُعـين الملك الحالي "

رفعت حاجبي معجبة بتركيبه للأمور والسيطرة عليها
وسمعت حولي زينو والبقية يكتمون ضحكاتهم ابتسمت بهدوء، وأكملنا سيرنا لمملكة ديماروا.

............................

توقفنا أمام البوابة الكبيرة لسور قصر ملك مملكة ديماروا ليصرِّح زينو باسمه من الأشخاص الذي انضموا لنا أولا

" زينو موراسا، الفارس المحارب الأول من مقاطعة ليوفا مملكة زيروفا."

ليفتح الحراس الباب فورا

" كيف هذا هل يعرفك الحراس؟"

سألته مستغربة ونحن نعبر البوابة
التفت لي قائلا

" شاركت في مسابقة المبارزة الأخيرة التي أقيمت قبل سنة كانت هنا في القصر الملكي، أي أن اسمي معروف لدى الفرسان وكل حامل سيف في مملكة زيروفا أو ديماروا."

" ولكن هل يجوز وأنت من العامة و من مملكة أخرى؟؟"

" أجل يجوز فقط اتبع القوانين و القواعد ولن تواجه مشاكل."

نزل خمستنا من على الأحصنة وأخذها سائسي الخيل لجعلها ترتاح
وقفنا أمام بوابة أخرى ننتظر أن يشرفنا الملك
لحظات حتى فتحت دفتيْ الباب و ظهر من وراءه ملك شديد التكبر
لا ينظر للأسفل، نظر للأمير بتعالٍ وتكلم بلهجة احتقار حاول جعلها لطيفة

" أهلا وسهلا بالأمير المختفي.. وصلتني رسالتك، تفضل لداخل القصر سنتشرف بك وباستقبالك."

رد عليه سمو الأمير التحية بصمت برأسه ودخلنا
جلسنا على طاولة التفاوض الطويلة مباشرة وأحضر الخدم الماء و الفاكهة فاكتفينا بالماء فقط،
جلس الأمير وسطنا نحن الأربعة وركزنا أنظارنا على الملك وحارسه المقنع الضخم خلفه
وتكلم سموه بصوت هادئ يليق بمقامه وبمقام القاعة والحاضر أمامه

" أتيت اليوم أطلب دعمك جلالة الملك، لأجل استرجاع عرشي من يد الخونة."

رأيت الملك هايجي ضيق عينيه يحاول قراءة أميرنا العشرينيْ ولكن سموه كانت تعابيره هادئة للغاية وواثقة
ليكمل بعد لحظة بعد أن طال صمت الملك هايجي ومن معرفتي بالأمير خمن أنه سيرفض

" طبعا لن يكون هذا أمر صعب أو سيء بالنسبة اليك فأنت تملك جيشا قويا.. كما قلت لكَ في الرسالة قبل أيام، باتحاده مع جيشي سنصبح قادرين على النجاح،
وأيضا دعمك ليَ الآن، أو من عدمه، سيرد لكَ في المستقبل."

كلماته جعلتني أدرك أنه شرح مبطن لما سيؤول اليه الإمر ان رفض.
ضرب الملك صولجانه الذهبي على الأرض ضربات متتالية بدقة وحذر كما سمعنا عليه وعُرِفَ عنه، كل خطوة يحسب حسابها آلاف المرات قبل اتخاذها، بعد برهة قال مبتسم بخبث مبطن ردا على التهديد الغير مباشر

" جيد... سأكون معك اذا، ولكن ستكون بيننا اتفاقات بعد اعتلائك العرش"

"لا.. ليس اعتلائه العرش، بل استرجاعه لما هو ملكه ، أتمنى ألا تنسى ذلك جلالتك."

التفت لي بحدة مستغرب و متفاجأ ربما من جرأتي أو لاحظني سوى الآن فبالنسبة اليه أمثالي لا يجب ان يتكلموا في حضرته

" يبدو أن مرافقيك شرسون في الدفاع عنك سمو الأمير، حتى يتكلموا في حضرة الملوك."

اعتدلت أكثر في جلستي وكذلك فعل البقية من الفرسان لنكون في مصدر قوة للأمير

" طبعا نحن كذلك جلالتك في ما يتعلق بسموه."

رددت عليه أريد حرقه لاستخفافه الظاهر رغم أنه ليس في مكان يخوله لملأ آذاننا بهرائه النبيل على كيفية تعامل العامين مع حضرات الملوك
ضرب زينو قدمي بقدمه بسرية، يحاول نهري دوما عندما أغدق كل ما حولي بكلمات سامة رغم انها تخرج محترمة فأنا لا أتسامح في ما يخص سموه أبدا.
نظر لي الملك جيدا مقيِّماً ارتدائي للباس فرسان بلون أزرق قاتم ودرع فضي، شعري أشقر مجموع للخلف في جديلة متوسطة وغرة على جبيني وعلى حافة وجهي، لا أدري ما انطباعه ولكنه لم يظهر أي شيء على تعابيره الجامدة، أبدل نظره للأمير

" أظن أن اتفاقنا أبرم، هل تريده توقيع على وثائق أم شفوي."

وقف سموه لنفعل المثل قائلا بثقة

" لنجعل الأمر شفوي فأنا أثق بحكمة جلالتك."

وقف الملك هايجي أيضا ليقول

" أعدك وعد الملك سأكون بجوارك عندما.....(والتفت إلي وأكمل) تسترجع ما هو ملكك."
وتصافحا بقوة.
وهكذا انتهى اجتماعنا مع هايجي ملك ديماروا وسرنا عائدين إلى
وطننا الأم زيروفا.

.......................


جلستُ في الخارج أمام الغرفة التي ينام فيها سموه وكان قد حل الليل ودخل ليأخذ قسطا من الراحة تحت إلحاحي،
كان تجمعٌ سكاني. بيوت صغيرة وغرف منفردة أشبه بمعسكر وقريبة منه لقرية مختبئة في الجبال.
وذكرني هذا بالعدد القليل الذي
كانوا عليه قبل سنة،
أهالي أهملهم الملك الجديد وتكاتفت عليهم ايادي السلطة المحلية ليغتربوا عن أرضهم، و من وقتها وهم يقاسون،
وسموه من أنقذهم و بتعاوننا أسسنا هذا المكان واستقرينا فيه ليكون هذا المكان بيتنا الذي نعود اليه، وقد تجمع أفرادٌ هنا يوما بعد يوم حتى صار هكذا.
القمر بدرا، السماء صافية والنجوم لامعة، الهدوء نسبيا يعم الأجواء، الجميع خلد للنوم فقط أسمع بعض الهمهمات.
استندت للخلف على الحائط جالسة واضعة سيفي أمامي على كتفي أغمضت عيني أحاول الراحة وعدم النوم من هذا اليوم المتعب والذي قضيناه في السفر ذهاب وعودة وكوننا قريبين من حدود مملكة ديماروا كان الوصول والعودة سريع وأخذ منا يوما واحد بدل أيام.
ولم أشعر بنفسي إلا وشيء ساخن وضع على خدي فتحت عيني
مجفلة لأدرك فورا أني غبت في النوم للحظات قصيرة
وجدته شينجي
جلس بجانبي وكان قد نزع الدرع ليبقى بملابسه نفسها والتي تشبه ملابس الساموراي يرتديها عندما يكون ظاهرا بجانب سموه عكس تخفيه.
وضع أمامه إبريق شاي وكأسين وقال بخفوت يناسب الجو

" حضرت بعض الشاي ورأيتكِ متعبة فأتيت به لتشاركيني، ومن أجل أن تبقي مستيقظة لأجل الأمير فأنت لا تتركينه لحظة."

" ممتنة لـكَ."

أخذنا الجو المهيب وفتحنا عدة مواضيع مهمة وغير مهمة حتى نسينا فارق الوقت وبزغ الفجر لتخبو النجوم تدريجيا بعد أن كانت لامعة وسط دامس الليل الطويل،
و أمام جبروت سطوع الشمس لم تبقى على جمال ليلها.
فُتح الباب عند كتفي الأيسر لأقف و شينجي ننظر لسموه خرج مرتب الملابس والشعر ومبتسم، بادلناه الابتسام قائلين

" صباحٌ سعيد لسموك"

"وصباحكم أيضا"

ثم سأله شينجي وأنا أقف خلفهما أتمطط بتعب

" إلى أين سنذهب اليوم سموك؟؟"

والتفت لي بعد أن أصدرتُ صوتا بتثاؤبي

" سوف نذهب لحضور المهرجان الملكي الذي يقام كل سنة...."

"ماذا؟؟.. ماذا!!.."

أجفل ملتفتا على صراخي أنا و شينجي

" أريد رؤية ساساكي و سيكيوشي "

ثم ابتسم بقسوة، فالأمر بعد كل شيء عند ذكره يلهب حروق كلينا من تلك الليلة،
أو هو أكثر لأن الأمر أبعد من حروق الجسم هو فقد أعز ما لديه يومها، هناك بين جدران السور العملاق.. داخل القصر حيث يعيش الآن من كانوا يوما حرّاسه...حلفاءه...وأصدقاءه.

"سنكون جدران حول سموك."

نطقها شينجي وأنا أغوص بذكرياتي،
تقدمت بخطواتي نحو سموه أحببت أن أقدم له الدعم حتى بوقوفي فقط، أريده أن يدرك أني دوما سأكون بجانبه لف نظره إلي قائلا بجدية

" سأذهب مع موراكامي و شينجي و ليفيا أما أنتِ و زينو ارتاحا و سأوكل مهمة لكما عند عودتي ."

عارضته وأنا انظر لزرقاوتاه بتصميم

" سموك أنا أريد أن أكون بجوارك."

" وأنا أخبرتك أن ترتاحي، أحتاجك بكامل قوتك خذي قسطا من الراحة فأنت لم تنامي جيدا من ثلاثة أيام مذ خروجنا للممالك."

وسار مبتعدا يلف وشاح بني اللون حول جسمه ليتبعه شينجي بعد أن أعطاني تحية برأسه وأنا أنظر بقلق لظهر الأمير.
عدت أدراجي لغرفتي على يمين غرفة سموه
نزعت درعي ووضعت سيفي بجانبي لأذهب في سبات عميق
ثم استفقت على كوابيس أتعبتني، تأففت ومسحت حبات العرق وخرجت لأرى كم نمت والقلق مازال جاثما على صدري وجدت فتاة تعبر من أمام الباب سألتها فقالت لم يحن وقت الغداء بعد، همست لنفسي
( هذا يعني أن المهرجان مازال قائما )
استدرت عائدة لدرعي ارتديته بسرعة فأنا أريد اللحاق بسموه لست مرتاحة البال وهو بعيد عني حملت سيفي وقوسي وسهامي
وخرجت من غرفتي في طريقي رمى لي أحد الفتيان بتفاحة أمسكتها ووضعتها في جيبي وخرجت من القرية أعدو على الحصان متجهة حيث المدينة الكبيرة " العاصمة" أين يقام المهرجان السنوي.
نزلت من على الحصان في أطراف المدينة وتركته هناك بين الأشجار دخلت خلسة أقفز على الجدران وأسير فوقها بحذر حيث لا أختلط بالازدحام وأستطيع مراقبة الأوضاع.
جلت بعيني أبحث عن سموه كان من الصعب علي إيجاده خاصة ومعه شينجي البارع في الاختفاء والتخفي دائما ما كنت أفشل في إيجاده بينما هو يجدني في طرفة عين،
( حسنا.. سيكون هذا صعبا ومزعجا)

ثم من بين الحشود ولحسن حظي رأيت سموه واقف في ظل الحائط يتظلل يراقب الحشد المتجمع الذي يحتفل لأجل الملك، ورأيت ليفيا بجانبه أما موراكامي و شينجي لم أرهما.
سرت مع سور أحد البيوت وتسللت لشجرة كبيرة الأغصان وجلست فوقها
متخفية عن الأنظار أصدرت معدتي صوتها لأتذكر أني لم أتناول شيئا غيبا عن الشاي الذي جلبه شينجي، أخذت تلك التفاحة من جيبي لأشكر الفتى لكرمه وتناولتها وأنا أراقب حول سموه إن كان سيداهمه أي خطر،
لم أكمل التفاحة و تعال صوت البوق يعلن عن قدوم الملك ليشارك شعبه في الاحتفال بالمهرجان،
نظرت لسموه الذي تأهب ونزل بجانبه شينجي الذي يختفي ويظهر، ثم أتى موراكامي أيضا ووقفا كل واحد في جانب يرمقان الوضع بدقة، بينما وضعت ليفيا يدها على سيفها وهي تقف أمام الأمير كونها الأقصر كيلا تحجب الرؤيا على سموه تماما،
عدلت انا في جلستي وأنزلت قوسي وسهمي الذي سيخترق صدر كل من يحاول إيذاء الأمير.
ابتعد الناس ليتركوا الطريق للملك الذي حراسه حوله كما لم يفعل الملك السابق كما أذكر كان ملكا محبوبا.
إن كان في حضور سموه إلى هنا سرا أردت معرفته وسأتحمل عتابه لاحقا.
وصل الملك أمامنا،
التاج الطويل فوق رأسه تتلألأُ جواهرهُ، العباءة الملكية الحمراء افترشت على ظهر حصانه والذي زُين هو الآخر كي يليق بمن يحمل.
كان يرفع ذقنه يتفاخر بما ليس له، ولا يحق له.
هو الذي كان يوما يحني رأسه للملك أصبحت الرؤوس تنحني له.
نقلت نظري بقلق للأمير لأراه نزع الغطاء عن رأسه ووقف في زاوية مكشوفة بهلع صرخت

" ماذا تفعل سيراي؟؟"

ولكن زلتي بالصراخ باسمه لم تسمع من أصوات الحشد التي تهتف للملك.
عزمت على النزول فأوقفني موراكامي بإشارة يديه أن أبقى وأراقب.
وضعت السهم في القوس ووقفت مع الشجرة وأوراقها تعطيني الملاذ لأختبئ بينما تتيح لي الفرصة لأراقب كل شيء.
لا أدري ما الذي يفكر فيه سموه ولماذا يخاطر بأن يعلم سيكيوشي
أنه على قيد الحياة وانه هنا.
لحظات وعبر الملك سيكيوشي من أمامنا يكمل طريقه متفاخرا وتجمع الأهالي مجددا من الجهتين يتبعه،
ومن خلف الموكب رأيت
الصديق الخائن للأمير
(ساساكي هاتاكي.. أتمنى لو ألكمك حتى يُدمى وجهك)
همست في داخلي أغلي غضبا
تخلَّف على الموكب ثم ذهب ناحية سموه..
( إذا لهذا أظهر الأمير نفسه، أراد مكالمته)
تأهبت أكثر فأنا غير مرتاحة له،
رأيت سموه يزمجر ما ان وصل إليه ثم دفع بــهاتاكي للحائط ولكمه والآخر لم يفعل شيء رأيته يتكلم ثم ساروا جميعا عكس الموكب،
نزلت وتبعتهم حتى ابتعدوا عن أي أثر للناس كانت الأزقة فارغة فالجميع لحق بالموكب الملكي.
وقفت من بعيد كان سموه مرة يصرخ ومرة يهدأ ... ولم أفهم أي شيء....
بعد ذلك افترقا وعاد هو يلحق بالموكب بينما أخذ سموه طريقه مع الآخرين للعودة لمعسكرنا.. حيث بيتنا وجيشنا. .
.
.
.

https://c.top4top.io/p_2302735sx5.png

https://l.top4top.io/p_2302sv0cy2.png

السلام عليكم ورحمة الله

كيف حالكم اليوم؟؟ ان شاء الله تكونوا بخير امين..

للعلم صديق الأمير هو في نفس عمره

شوية أسئلة

اذا من توقع أن جيرينا أكبر عمرا من الأمير سيراي؟؟؟؟

جيرينا نادته باسمه ما رأيك حول ذلك؟؟

أفضل مقطع؟؟

أفضل شخصية شدتك مع أنه لم يظهروا كثيرا في هذ الفصل..؟

موقف استوقفك؟؟

شيء لم تفهمه؟؟

هل من نقد؟؟ نصيحة؟؟؟

والسلام عليكم ورحمة الله
https://k.top4top.io/p_23020tbqx1.png

lazary
04-07-2020, 08:18 PM
https://d.top4top.io/p_2302r4kk81.png
https://a.top4top.io/p_230231bb43.png


https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at158464746369556.png


الأمير سيراي آياموشي عمره الوقت الحالي 20 سنة



https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at158464746365455.png

الحارسة والمرافقة جيرينا ياناسو 22 سنة



https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at158464746346851.png

موراكامي ميتسكاكي 25 سنة




https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at158464746355782.png

زينو موراسا 22 سنة




https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at158464746358723.png

ليفيا هابانا 21سنة




https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at158464746361274.png

شينجي راكوساي 23 سنة

.
.
.
.
.
انتهى تعريف الشخصيات



https://k.top4top.io/p_23020tbqx1.png

EINAS
04-09-2020, 01:21 PM
https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png https://b.top4top.io/p_1601eln6u2.gif



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك أن شاء الله بخير :ناميا:
حبيت البارت كتير ق1
حسيت بإحساس الأمير
الخذلان واليأس :(
رغم هيك هو طموح وجاد أن يرجع ما سلب منه هه8
جميلتنا جيرينا كان ردها في وجه هداك الملك ممتاز ق1
أحب ردود أفعالها وكلاهما ق1
وحبها للأمير وحمايتها له صادقة وجميلة ق6
ما توقعت أن تكون أكبر منه هه8
فكرت أنها أصغر أو بنفس العمر هه5
نظرات هداك الملك ما راقت لي
حسيت أن ناوي لشيء ما هه5
ما اعرف اذا شعوري صحيح أو لا ههههه

تعريف الشخصيات كان جيد ق7

كل شيء كان جميل و1ق6

شكرآ لجهودك وابداعك :ناميا:




كيف حالكم اليوم؟؟ ان شاء الله تكونوا بخير امين..

الحمد لله بخير

للعلم صديق الأمير هو في نفس عمره
أي تمام :ناميا:

شوية أسئلة

اذا من توقع أن جيرينا أكبر عمرا من الأمير سيراي؟؟؟؟
مو انا صراحة هع1
فكرت أن نفس عمره والله هه8

جيرينا نادته باسمه ما رأيك حول ذلك؟؟
يدل على قربها وحبها ومساعدتها له ق1ق1

أفضل مقطع؟؟
لما ردت على الملك بشجاعة هه5

أفضل شخصية شدتك مع أنه لم يظهروا كثيرا في هذ الفصل..؟
جيرينا

موقف استوقفك؟؟
وهم يشوفو موكب يلي سرقو منه العرش
اكيد اشتعل من الغضب نار2

شيء لم تفهمه؟؟
لا يوجد

هل من نقد؟؟ نصيحة؟؟؟

كل شيء كان جميل ق6
والتعبيرات حلوة

أتمنى لك يوم جميل هه5
دمتي في حفظ المولى ق1

lazary
04-21-2020, 03:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

سأنزل الفصل بعد قليل

lazary
04-21-2020, 03:05 PM
................

lazary
04-21-2020, 03:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا لك على مرورك وقراءة الرواية والرد توأمتي الغالية
كيفك أن شاء الله بخير :ناميا:

بخير الحمد لله، ان شاء الله انت تمام ايضا

حبيت البارت كتير ق1

وانا حبيت ردك الرائع للغاية

حسيت بإحساس الأمير
الخذلان واليأس :(
رغم هيك هو طموح وجاد أن يرجع ما سلب منه هه8

انطباع جيد منك لحالة الامير

جميلتنا جيرينا كان ردها في وجه هداك الملك ممتاز ق1
أحب ردود أفعالها وكلاهما ق1

ههه انا ايضا

وحبها للأمير وحمايتها له صادقة وجميلة ق6
ما توقعت أن تكون أكبر منه هه8
فكرت أنها أصغر أو بنفس العمر هه5

هع عمرهم يجلط ههه ولكن هذا هو الواقع اقصد واقع الرواية بيس1

نظرات هداك الملك ما راقت لي
حسيت أن ناوي لشيء ما هه5
ما اعرف اذا شعوري صحيح أو لا ههههه

سيظهر مع الفصول الجاية،

تعريف الشخصيات كان جيد ق7

كل شيء كان جميل و1ق6

شكرآ لجهودك وابداعك :ناميا:

د4د4د4 شكرا جزيلا...


كيف حالكم اليوم؟؟ ان شاء الله تكونوا بخير امين..

الحمد لله بخير

للعلم صديق الأمير هو في نفس عمره
أي تمام :ناميا:

شوية أسئلة

اذا من توقع أن جيرينا أكبر عمرا من الأمير سيراي؟؟؟؟
مو انا صراحة هع1
فكرت أن نفس عمره والله هه8

جيرينا نادته باسمه ما رأيك حول ذلك؟؟
يدل على قربها وحبها ومساعدتها له ق1ق1

أفضل مقطع؟؟
لما ردت على الملك بشجاعة هه5

أفضل شخصية شدتك مع أنه لم يظهروا كثيرا في هذ الفصل..؟
جيرينا

موقف استوقفك؟؟
وهم يشوفو موكب يلي سرقو منه العرش
اكيد اشتعل من الغضب نار2


انا ايضا احب ذلك الموقف

شيء لم تفهمه؟؟
لا يوجد

هل من نقد؟؟ نصيحة؟؟؟

كل شيء كان جميل ق6
والتعبيرات حلوة

حقا توقعت ان تكون هناك مشكلة...
ولكن بماذا انك قلت هذا فسأسعد بذلك

أتمنى لك يوم جميل هه5
دمتي في حفظ المولى ق1

ولك ايضا أطيب الأماني بالخير والراحة

lazary
04-21-2020, 03:43 PM
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at158464313094061.png



https://b.top4top.io/p_2302hou6k4.png

https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gif (https://top4top.io/)




(الفصل الثاني )


خطاب، ومهمة إلى جبال الأكاديا


بعد أن وصلنا جميعا لمكان تجمعنا وأنا خلفهم خفية، أتيت سموه بعد أن دخل غرفته

" هل تسمح لي ؟؟"

" تفضلي"

فتحت الباب ودخلت وجدته جالس على فراشه الأرضي يفكر بشرود،

" هل تسمح لي بسؤال سموك؟"

استأذنته وأنا ما زلت واقفة ويدي تستريح على غمد السيف
نظر لي نظرة أعرفها جيدا لقد ملّ

" نحن وحدنا جيرينا لا داعية للرسميات"

نظرتُ حولي

" آه.. لم ألاحظ ذلك لشدة تركيزي في موضوع سؤالي ."

جلست على ركبتي مقابله لأنظر له وهو يفعل المثل يفرق بيننا طاولة ذات أدراج صغيرة كان قد وضع فوقها سيفه

" في ماذا تحدثت مع ساساكي هاتاكي؟ سألت شينجي والبقية ولم يخبروني."

أمال وجهه وابتسم بخفة في الواقع ظننته سيوبخني كالعادة عندما لا أطيع أوامره

" كنتِ هناك؟؟.. لا فائدة !! لا تسمعين الكلام أبدا.."

ثم تنهد بعمق ونظر للسيف أمامه

" أخبرني بالقليل.. والده كما تعلمين ساعد الوزير سيكيوشي في الانقلاب وقتل العائلة المالكة "

أشرت باسطة يدي أتصرف بطبيعية إزاء ذكره لوالداه

" أجل جميعنا نعلم أي الأفاعي الملتفة هم... كيف برر لك أفعاله وأفعال والده؟؟ "

تحدث يجيبني وأنا أعلم أنه يداري حزنه من ذكره للموضوع الذي لم يُنسى أبدا

" قال أنهم كانوا تحت التهديد يبدو أن والده الوزير ميليكس فعل شيء سيء واستغله سيكيوشي ليفعل له ما يأمره به."

" دائرة خونة.. لو أنه سار بإخلاص مع والدك والمملكة لما وصل له سيكيوشي بهذه القذارة."

رأيت ابتسامة صغيرة على وجه سيراي من ما جعلني أعلم أني لم أستطع التحكم في جملتي ولا صوتي الغاضب رغم انخفاضه خرج حادا.
لا أدري لماذا دوما كلما قلت شيء غاضبا كهذا أرى في عيناه شيء دافئً.. أحيانا أعتقد أنه يراني ملاذه...
أنزل بصره عني وتنهد للمرة العاشرة منذ ان دخلت ثم رفع بصره نحوي مجددا بوجه شفاف فاستطعت رؤية الحيرة والإحباط والغضب
ثم ابتسم بعد تفكير وقال

" ولكني سعيد رغم ذلك أن ساساكي لم يخدعني وكان يتبع والده."

رفعت حاجبي باستنكار

" سيراي..!! كيف تكون سعيد؟ يتبع والده..!! انه إمعة كيف صادقت شخصا كهذا؟."

قاطعني بهدوء أحسده عليه

" لا تقولي هذا جيرينا، أنتِ تحبين والدك وهو حد من الحدود التي لا يجب تخطيها بالنسبة إليك كما أعرف ويعرف بقية
الفرسان...كذلك والده بالنسبة إليه."

أبعدت مرمى بصري عنه وقلت له بضيق

" لا تقارن أبي بذاك عديم الوفاء."

" لم أكن أقارن بينهما ولكن أنا أعتذر.."

ثم أكمل وهو يستعد للنهوض

" أريد قول كلمة للناس والجنود في الخارج هلا حضرت لذلك."
" تحت أمرك"

لم أسأله عن الموضوع لأني شبه متأكدة عن فحوى خطابه


..........


على الأرضية الخشبية أمام مسكن سموه العالي المستوى بالنسبة للأرض وقف سموه وأنا على يمينه موراكامي على يساره، و شينجي كان خلفه، وبجانبه ليفيا، أما زينو كان يتقاتل مع اخوته الأربع التوائم ليهدؤوا استعدادا لخطاب سموه الذي سيوجهه للأهالي والجنود
نقلت بصري بين هذا العدد الهائل من الناس وعدت لألتفت لسموه أنتظر ما سيقوله أيضا
تنحنح يهدأ نفسه ويهدأ تَنَـفُّسَه فالأمر مربك حقا أن يقود كل هؤلاء ليس بالشيء الهين أبدا ثم بدأ خطابه مباشرة قائلا رغم هدوء صوته كان يصل للجميع

" أنا لم أخدعكم ولم أخفي هويتي عنكم ، أشكركم على ثقتكم بي ...اليوم جمعتكم لأن الوقت حان لاسترجاع حقوقِـنا، باتحادنا ويدا في يد سوف نبيد الخونة وننقذ المملكة من الهلاك الذي يوشك حدوثه، أنا أكمل طريق والدي في الاعتناء بالمملكة و بالشعب وأنتم تعودون لبيوتكم وأراضيكم و تساعدوني في بناء مستقبل زاهر لأجل أولاد بلادنا لأجل وطننا.. لأجل مملكتنا"

" نحن معك سموك."

صرَّحت بصوت عال ليهتف الناس ورائي
ليصمتوا بعد صوتين أو ثلاث بإشارة من يد سموه

" بعد أسبوع يجب أن تكون الامور كلها جاهزة سنناقش الأمر مع المسؤولين الذين عينتهم من قبل...تأكدوا أنكم أنتم المستقبل، لا أنا ولا فرساني سنفعل شيء أو سنكون بخير بدونكم.. لذا نحن نتمنى دعمكم المطلق لنا."

وأحنى رأسه قليلا لنفعل نحن الأربعة مثله حتى زينو الذي كان في الأسفل التفت لهم وأحنى رأسه مثلنا
هتف الجنود والناس بقوة ونصر لنا ولهم
نظرت لسموه والفرحة طغت على وجهي وأنا أراه مستبشرا بابتسامة رسمها بامتنان
ثم التفت الي وقال بالهدوء الذي يتسم به

" أحضري زينو وتعاليا."


...................


عندما دخلت وزينو لغرفة سموه وجدنا حقيبة أمامه، وهو منهمك يبحث في درج مكتبه المهترئ على شيء ما وبدى منزعج كأنه لم يجده.
ثم ختم بحثه بتنهيدة وهو ينظر اتجاهنا بعد ان انتظرناه قليلا

" تفضلا بالجلوس...أعتذر على جعلكما تنتظران ولكني فقدت شيء كنت أبحث عنه."

رغم معرفتي بعدم ايجاده له سألته

" وهل وُفقتَ في العثور عليه؟."

" لا...ولا تشغلي بالك ربما هو لم يعد بتلك الأهمية حتى ضيعته."

جوابه بصوت حيادي جعلني أفكر ما هو هذا الشيء وأكيد له علاقة بـصديقيه هاتاكي
وبما أنه لم يخبرني بشيء فضلت الصمت وعدم التدخل، فالأمور التي تزعج المرء والتي تفقده تركيزه يُفُضِّل تجاهلها ولو أنه يستطيع وضعها في غياهب النسيان لفعل حتى لو يؤلمه محاولته لنسيانها سيقاوم من أجل حاضره. أخرجني من دوامة تفكيري
بتقريبه الحقيبة منا

" هذه الحقيبة سرية وستوصلانها لأحد ما في قرية جبال الأكاديا
ولا تلفتوا الانتباه لها أو لكم"

سألته وأنا آخذها اتجاهي بجدية ودون فضول

" مَن المُستَـلم؟."

" هو رجل أسمر قوي البنية له عديد الجروح على يسار وجهه، ذراعه اليمنى مبتورة سيعطيكم اسم كيزارو تجدونه ينتظركم عند القرية شرقي الجبال.. لدى الحداد المشهور والوحيد في القرية اِسألا عنه... لن تضيعاه لأن كل شيء واضح هناك وانتبها لا تلفتا الانتباه."


...........


لم أعلم ماذا في الحقيبة ولم أرد أن أعلم بما أن سموه لم يخبرنا.
كان وقت الظهيرة بعد سيرنا على الخيل في طريقنا مباشرةً بعد تجهيزنا لمؤونة ثلاثة أيام
كانت الرحلة مع زينو هادئة ولطيفة،
لطفه يذكرني بشخص أتمنى لو أني أنساه وفي نفس الوقت أتمنى ألا تضمحل صورته من ذكرياتي.. عرفت اني سأغرق فيها ففضلت مكالمة زينو

" زينو لم تخبرني كيف كانت المبارزات في المسابقات بين الممالك؟."

استرسل يخبرني وهو ينظر في الأنحاء كعادة يكتسبها أي محارب

" كأي مسابقات أخرى من يُرِد المشاركة وهو في القرى يدخل للمدن وبعدها تتنافس المدارس وبعدها المدن ثم بقى اثنان يمثلان المملكة ضد الأخرى."

استعجبت أنه لم يخبرني من قبل بالتفصيل

" أنت الأول أم الثاني...يعني الترتيب هنا في مملكة زيروفا؟."

" أنا الثاني كان الأول يدعى ريكي سوبا، ولكنه أصيب في النزال الأول مع محارب من مملكة ديماروا كانت اصابة ذراعه خطيرة فانسحب ومن ثم أُعيد إلى هنا وبعدها لم أسمع عنه."

" لابد أنك شعرت بالوحدة؟."

" لا أبدا.. كانت تجربة تستحق.. محاربا مملكة ديماروا كانا قويا البنية وثقيلا الحركة، فكانت الكفة من ناحية السرعة لي، أما القوة فقد شعرت بفقدان الوعي كلما صد سيفي بكل قوته.."

ضحكت على تصريحه قائلة

" أفهم ما تعني أنا أيضا أواجه مشكلة مع أصحاب الجثث الضخمة لذا علينا تحسين مهاراتنا في خفة الحركة والمراوغة."

سألني بتعجب عرفته من صوته كوني لا أنظر نحوه

" حتى الآن لا أصدق أنك هزمت موراكامي.. لو لم أرى بعيني قتالكما المميت لما صدقت مثل الفتى ريو."
لم أرد عليه بشيء واكملنا سيرنا و مازال أمامنا سير يوم حتى نصل لقرية شرق جبال الأكاديا.

.................

في ليلة الغد بعد غروب الشمس استطعنا رؤية القرية وأضواءها الباهتة جراء المشاعل والفوانيس، وصلنا بعد دقائق فلم يسمح لنا الحراس بالمرور بما أننا أخفينا أسماءنا ولم نعطهم سببا مقنعا للزيارة،
عدنا أدراجنا أبعد قليلا نفكر في حل
ربت زينو على رقبة الحصان المرهق بإشفاق قائلا

" ان الجوادان مرهقان ولا ندري كيف سيستقبلنا هذا الرجل الضخم ذي الذراع المبتورة والوجه المجروح."

شعرت برغبة في الضحك وأنا أسمعه يعيد ملخص لوصف سموه
ربطت حصاني وفعل هو المثل بينما قلت أنا

" تبدو هذه القرية مرتابة من الزوار... سيكون علينا الانتقال للخطة البديلة."

.............


سرنا جنبا الى جنب في الشوارع البسيطة للغاية للقرية، كادت تكون أروقة اقرب منها لشوارع،
وزينو حتى الآن يضحك كاتما صوته مما أدى لاحمرار وجهه على المكان الذي قفزنا منه حيث الجدار المحيط للقرية، فقد وقعنا في فناء منزل لعجوزين كانا يتناولان الطعام فتشردق العجوز في طعامه وكانت زوجته ستفضحنا لولا أنها التهت به.
قال زينو بصوت مخنوق من الضحك بجانبي

" لا أدري أين وصية سمو الأمير في أمره لنا بتجنب لفت الانتباه..بففف..."

وانفجر هذه المرة ضاحكا

فدارت بعض الرؤوس الجالسة أمام البيوت والمحلات الصغيرة تنظر لنا ما جعلني ألكزه ليصمت،
بعد هينة قلت له وما زلت أوبخ نفسي كيف لنا أن نقفز بدون أن نرى ما تحتنا

" علينا أن نسأل شخص عن مكان الحداد.. لن ينفع أن نبحث هكذا وسيثير الشبهات حولنا."

فاقترب زينو فورا من أحد الجالسين الذي بدى منهمكا في اصلاح شيء بين يده لم أعلم ماهيته ابتدأ زينو سؤاله وأنا أنظر حولي ان كان أحد ينظر بغير راحة أو أي شيء مريب

" عفوا يا سيد، أريد سؤالك عن مكان متجر للحدادة واجهنا مشكلة في عربتنا ونحتاج للحداد لإصلاح العطل لنكمل سفرنا."

تفحصه الرجل جيدا، هذه القرية مرتابة للغاية رغم عدم رفاهيتها تبدو حريصة جدا وهذا جعل التساؤل يغزوني، علي اخبار سموه عند العودة.. والمثير للريبة أكثر هي قربها لجبال الأكاديا.
تكلم الرجل بعد امعان نظره جيدا فينا

" يوجد حداد واحد في هذه القرية إن متجره في الجهة الجنوبية آخر سكن."

" كيف أعرفه؟."

سأله زينو رغم سخافة السؤال ولكن ربما ذلك سيأتي بشيء
رد عليه بعصبية نزِقة

" أخبرتك انه آخر سكن أي لن تضيع عنه."

" شكرا لمساعدتنا."

التفت زينو لي وقد تغيرت ملامحه للانزعاج
قال لي بعد وصوله لمحاذاتي وبدأنا بالسير جنوبا

" كان عليه اجابتي بهدوء، لقد أفسد مسائي."

وبخته بينما ننعطف وأريح كتفي من ثقل الحقيبة للكتف الآخر

" أنت هو المخطئ فسؤالك لم يكن مناسب."

" ماذا تقصدين؟."

" ان كنت تريد معرفة شيء بشكل أكثر اسأل بذكاء، مثلا هو أخبرك انه الحداد الوحيد وأعطاك المكان ككل أي الجنوب وأخبرك انك لن تضيع، وانت كنت تريد أخذ معلومات أكثر.. اسأله عن الجنوب وأقنعه أنك من مكان آخر من المملكة بما أنك ذكرت السفر.. أخبره مثلا أنك تشعر بالدوار من العربة لذا لا تعرف الجنوب وهو بهذا سيترسل في الحديث لمساعدتك...والشيء الآخر هو عليك اختيار من تسأل لأن هناك العديد من أصناف البشر وطبائعهم."

" لم أفهم جيدا،"

" دقق في الأشخاص قبل سؤالهم ولكن ذلك سيأخذ منك الوقت، سموه يقوم بإرسال شينجي لأنه الأبرع في هذا بيننا.. يذهب قبل الوقت لهذا يأتي دوما بمعلومات كثيرة ومفيدة والوقت هو أحد الأسباب."

كنا قد وصلنا فتوقفنا عن الحديث كان متجر الحداد حقا آخر واحد كما أنه بعيد عن البيوت مما جعل المكان جواره مظلم عدى الضوء المنبعث من داخله.
مع اقترابنا بحذر والمراقبة سمعنا صوت رجل قوي النبرة

" تأخرتما."

نظر كلانا لمكانه كان يحمل في يده حزمة حطب يضعها قرب شجرة هناك يبدو انه كان خلفها فلم نلاحظه
اقترب واتضحت أوصافه كما قال سموه، جراح في جانب وجهه الأيسر
ذراعه مبتورة وقوي البنية.. شعرت وكأني رأيته أو شخص يشبهه

" كما أخبرني سيران وصفه دقيق."

" كيزارو.. لابد أنكما زينو وجيرينا."

أكدنا بإماءة فاقترب مُرَحبا بيده السليمة نية المصافحة، صافحه زينو ثم أنا
مد يده ناحية المتجر قائلا بلطف لم يناسب ضخامته، توقعته عابسا...شرس التعامل...ضيق الأفق.

دخلنا المتجر جالت عيناي وزينو في المكان، صغير.. و قديم الجدران ولكن بمعدات جديدة لا توجد سوى في العاصمة.. كان هناك عجوز ينفخ على النيران بآلة مثل مروحة نساء النبلاء ويتصرف كأننا غير موجودان،
تكلم مع كيزارو بشيء لم نسمعه ثم غادر المكان
التفت كيزارو مبتسم وداعانا للجلوس

" تفضلا .. هذا الرجل هو صاحب المحل وأخبرته أنكم أصدقاء من قرية أخرى،"

وأكمل يسأل دون توقف

" كيف حال سيران.."

سيران.. هو يقصد سيراي ربما.. فكرت في داخلي
ابتسم وكأنه فهم استفهامنا

" أجل أقصد من أرسل معكما الأمانة."

قيمته ببصري ولكني لم أفهم شيء لماذا لم يخبرنا سيراي عن اي شيء وشعرت بالندم لأني لم أسأله عن ذلك ثم أجبته

" انه بخير.."

"من أين تعرفه؟."

كان هذا زينو من سأل

" أنا والد شينجي."

هذا يفسر الشبه الذي كنت أراه اذا ولم أعرف من هو، لقد كان شينجي.
صمتت بينما أخرج زينو صوته متفاجئ

" لم اعلم أن لشينجي عائلة..؟"

ضحك والد شينجي باتساع قائلا وهو يقدم جرة ماء وكأسين

" أعلم ذلك، قليل هم من يعرفون عنه .. هل تعرفون اسمه الكامل..؟"

أومأت أنا بصمت، بينما نفى زينو ذلك، ليلتفت لي سائلا عن اسمه
فأجبته أحرك كتفاي

" لن أخبر بما انه لم يفعل."

اقترب ملتفا أكثر وقال ما جعلني أندهش

" هل تحبين الاحتفاظ بالأسرار..؟"

لم أعرف بما أجيبه فأعدت نفس قولي

" لن أخبرك بما أنه لم يفعل"

فاجأني مجددا بقوله والتذمر يلف صوته

" لا بد أن لك أيضا سر يجب عليك اخباري به لأنني سأكون منزعج إن أبعدتموني هكذا "

راودتني رغبة في الضحك على شكله المنزعج والظريف

" غباء."

هذا نطقه كيزارو ما جعلنا نلتفت له مجفلين من نبرته الغريبة والتي بدت قاسية للحظة...يبدو أن شينجي أخذ سكونه المخيف من والده

" عـــفوا."

قالها زينو بتمطيط
ليباشر الرجل باسطا يده مكملا حديثه

" من الغباء التحدث خارج المواضيع في أثناء واجب ما.."

شعرت بنفسي أتفحم بينما أغلق زينو فمه متراجعا
قدمت له الحقيبة بصمت أمسكها وجرها نحوه وهو ينظر لي بابتسامة هادئة

" هل ستبقيان أم سترحلان مباشرة؟؟."

" الجوادان مرهقان ان وجدت لنا مكان سنكون شاكران."

قلت له وأنا أفكر حتى في تصرفاته يشبه شينجي لحد كبير.. أو شينجي هو من يشببه.

.........

دخلنا غرفة أعطانا اياها من منزله قال أنها كانت لابنه شينجي قبل مغادرته
كون منزله صغير خمنت ان هذه الغرفة الوحيدة الشاغرة
زينو سقط على الفراش الأول مضطجعا على بطنه بعد أن أخبره كيزارو أنه سوف يعتني بالجوادان
جلست أنا على الفراش الثاني للحراسة فـزينو بدا متعب جدا ولا نستطيع النوم كلانا فبعد كل شيء لا ندري من أين قد تأتي الأذية،
فأخبرته أن ينام هو في أول الليل وأنام أنا آخره.
لكني شعرت برغبة في التحدث فقلت

" زينو هل تظن أننا نستحق أن نقف بجانب سموه؟"

شعرت به يرفع رأسه ثم قال بعد برهة وصوته في اعوجاج من استلقاءه على بطنه

" ألا ترين أنك تحملين نفسك فوق طاقتها..؟ تتدربين كثيرا تجيدين القتال بجميع الأسلحة.. ترافقين سموه أينما ذهب... وبعدها تسألين هذا السؤال..؟"

سألته مجددا أحدق للخارج من النافذة الصغيرة

" ألا ترى غبائي؟ يفترض أني أنا قائد الرحلة ولكني أخفقت في دخول القرية في البداية، ثم دخلنا منزل عجوزين، ثم انتهى بنا الحال نوبخ من طرف السيد كيزارو ... ألا ترى ذلك انه احراج لسموه بسببي."

صمت زينو حتى ظننته نام ويبدو أنه لم يسمع باقي حديثي
ثم أجفلني وهو ينتفض واقف ويلتف آخذا الوسادة ولم أشعر إلا وهي تصفعني على وجهي
وصوته الضاحك ذكرني بإخوته المشاغبين
أبعدتها عني أنظر له بصمت في فراشي
ثم عقد حاجبيه وقال لي

" يبدو أن التعب أثر على عقلك ليهذر بالهراء...نامي أولا و...."

ثم فُتح الباب بقوة جعلنا نقف مستعدين وكل منا قد استل سيفه ناظرين للباب حيث وقف كيزارو بهيئة مخيفة، وبعد أن حدق فينا لثواني افتتح فمه بابتسامة واسعة

" كما قال سيران ... فلتناما كلاكما فأنا سوف أحرسكما كما أنه لا داعي للخوف فقد أجريت بحثي في القرية ولم تجلبا
أي شبهات لذا لا تقلقا."

قال جملته وغادر بعد وضعه لصينية عشاء بسيطة وأغلق الباب،
أدرت رأسي على تنهد زينو وهو يعبث بشعره الفضي ثم أعاد غَمْدَ سيفه وهو يتمتم بما لم أفهم ولكني رجحت شتمه للرجل فوجهه قد انقلب للانزعاج وهو شخصية تنزعج بسهولة، لأتذكر ما قاله كيزارو

" زينو ترى ماذا عنى بقوله ــ كما قال سيران ــ ؟"

أجابني وهو يذهب لجلب الصينية وصوته منزعج للغاية

" وما أدراني..؟ فهو كابنه لا تدري من أين يأتي ولا من أين يذهب...انهما كالأفاعي التي تتسرب من تحت الأبواب."

جلست مقابله أتساءل بصوت خافت

" ان كان أفعى كما تقول تتسرب من تحت الباب.. ألا تظن انه يسمعك الآن..؟"

ترك الطعام ليسقط من فمه وأدار رأسه وعيناه الصفراء ستثقب الباب
ضحكت عليه أزيح أفكاري من العودة للحوار قبل مجيئ السيد كيزارو.
بعدها نام زينو مباشرة، لكن أنا لم أشعر برغبة في الاستلقاء أسمع ضجيج الصمت لدرجة أردت ايقاظ زينو ولكنه كان نائم في الجهة الاخرى للغرفة وكم بدى متعبا ففضلت الاستلقاء وانتظار النوم وتفكيري في سيراي والحقيبة حتى غفوت.

https://c.top4top.io/p_2302735sx5.png
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at158464294509512.png

EINAS
04-25-2020, 11:09 PM
https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png https://a.top4top.io/p_1601i47jc1.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك غاليتي وزهرتي الجميلة ق1
رمضان مبارك عليك
آسفة تأخرت لرد عليك
بس دراسة وهيك
البارت حلو بس لسة ما كملته بكمله وارجعلك

lazary
04-26-2020, 01:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيفك غاليتي وزهرتي الجميلة ق1
الحمد لله وانت؟؟ عساك دوما بخير
رمضان مبارك عليك
علينا وعليك انوس شكرا لك
آسفة تأخرت لرد عليك
للصراحة كنت انتظرك انوس
بس دراسة وهيك
البارت حلو بس لسة ما كملته بكمله وارجعلك

سأكون في الانتظار حتى تاتي

lazary
04-30-2020, 08:50 PM
هل انزل فصل الليلة؟؟؟؟؟؟؟؟

lazary
05-01-2020, 03:40 PM
https://d.top4top.io/p_2302r4kk81.png
https://b.top4top.io/p_2302hou6k4.png

https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gif (https://top4top.io/)





(الفصل الثالث )
تحضيرات، مشارف المعركة والتاريخ يَكْتُب


بعدها في يوم واحد عددت وزينو للمعسكر بعد أن ضغطنا على أنفسنا وعلى الخيل، من أجل أن هذا الأسبوع مهم كانت قد بقية أربعة أيام منذ رحيلنا لقرية الأكاديا على شن الحصار على القصر لذا يوم واحد أعادنا،
سمعت صوت سموه يقول مجددا بصوت عال من داخل غرفة عمله
بينما أنا جالسة أشرب الشاي على طاولة الطعام

" جيرينا استدعي المسؤول على السيوف وغيرها.. والمسؤول على المؤونة والمسؤول على السروج والخيول واستدعي معهم موراكامي."

هذا أمر من سموه منذ أيام وهو على هذه الحال لا راحة ولا كلـل، كل شيء أصبح معدا تقريبا.
خرجت من هناك،
الجنود يرتاحون بأمر من موراكامي المشرف عليهم، يتدربون ساعتين في اليوم فقط ويرتاحوا استعدادا للمعركة المحتملة،
النساء يخيطون الملابس ويجهزون طعام الجنود تحت اشراف ليفيا، الجواسيس العشرة الذين لا يعلم بأمرهم سوانا أنا وسموه وشينجي الذي يدربهم ولابد أنهم في مكان ما في الغابة، أما زينو لم أره في الأرجاء لابد أنه مع اخوته.
انتقلت بين الأماكن أستدعي المسؤولون لأجل سموه ثم لفت انتباهي امرأة تخيط رداء ابنها و تبكي وهو يحاول تهدئتها يقبل رأسها ويديها ويمسح دموعها، إلا أن دموعها أبت أن تتوقف وهذا جعلني أفكر أن مجزرة ربما تقع وليس مضمونٌ فوزنا،
ولكن الأمر يستحق المخاطرة والتضحية حتى لو لم يكن سموه هو القائد سيأتي يوم وتكون هناك ثورة..
سموه شخصية ملكية ذكية ربما سنجتاز الأمر بدون خسائر بشرية.

..............

جلسنا الستة نتناول طعام الغداء في مسكن سموه ذي الثلاث غرف
غرفة نوم، غرفة عمل، وغرفة طعام ..
كان موراكامي صامت كالعادة بينما زينو وشينجي يتناقشان على الكثير من الامور المهمة وغيرها، اما ليفيا فهي تراقبنا جميعا وهي تتناول الطعام، سموه كان غارقا في تفكيره او ربما لأنه الاصغر سنا بيننا يحب الصمت، احيانا لا افهم لماذا لا يشارك في الكلام؟؟..
رفعتُ تفاحة ورميتها على سموه كونه الأبعد،
بسهولة امسكها ونظر لي بتساؤل ابتسمت وقلت
" الجميع حمل نصيبه الا انت.."
قلب التفاحة بين يديه وهو مازال ينظر الي ثم ابتسم وقضمها وعيونه ابتعدت عني بشرود بلمعتها الزرقاء حتى لو لم يبعدها حرفيا عرفت انه دخل في طور التفكير العميق في عائلته وهذه احدى المرات التي يجعلني افكر ماذا يعتبرني..؟
موراكامي كان اول من نهض وهو يشكرنا على الطعام ويستأذن مغادرا تبعه شينجي ثم ليفيا وبقيت مع زينو وسموه
تنحنح زينو ما جعلنا نلتفت له فقال يخبرنا
" أنا سوف آخذ اخوتي لمنزل قريب لي في قرية أخرى."
نظرت أنا لسموه ثم سألت زينو
" وكم المسافة من هنا للقرية؟؟."
" يوم على الأكثر.. ذهاب وإياب."
" ما رأي سموك؟."
" بالطبع يمكنه الذهاب من أجل سلامة اخوته."
ابتسمت أنا لزينو فقال لي
" هل تريدين مرافقتي لتتعرفي على مكان ولادتي..؟"
" ربما في وقت آخر..لا أستطيع ترك جانب سموه."
" اذا بعد انتهاء كل هذا سوف آخذك الى هناك ولن تعترضي."
" سوف أنتظر ذلك."
ثم خرج زينو بعد القاءه التحية عندما نظرت لسموه وجدته غاص في تفكيره خلف أثر زينو..
" ما بك سيراي؟."
"لا شيء ."
رغم اجابته لم أقتنع، انه قليل الكلام مع الفرسان ان كان سيتكلم فهو يعطيهم مهمة أو أمر وهذا مقلق مع أننا التقيناهم معا ولكنه لا يختلط بهم وهذا يزعجني ليس مخافة منهم ولكن ان حدث لي شيء سيواجهون صعوبة في التفاهم..
ولكني من هذه الناحية أثق بموراكامي و وعوده.. وأثق بحنان زينو.. وأثق باستقامة ليفيا.. و وفاء شينجي.

................

عندما خرجت مساء قبل موعد العشاء من غرفة سموه وجدت الأهالي والمجندين مجتمعين دوائر حول النار حيث السمك يشوى و الأصدقاء الأربع جالسون كذلك مع بعض من الأهالي والجنود المقربين منهم كانت لمة جميلة وكأنهم يودعون بعضهم كآخر ليلة لهم معا.
ما لفت انتباهي هم الجنود و على وجوههم علامات اهتمام وانصات وعدم التصديق وهم ينظرون نحو موراكامي، فانتابني الفضول لأقترب فسمعت شينجي يؤكد شيء مما قاله زينو
" زينو يقول الحقيقة وجميعنا كنا شاهدين على القتال، بما أن موراكامي آخر الفرسان الذين انظموا الى حرس الأمير."
ثم انفجرت ليفيا ضاحكة بإشراق وهي ترى المجموعة، عيونهم مفتوحة وفُتاتُ السمك يتساقط من أفواههم، بينما فتيات ونساء بعضهن مؤيد وبعضهن مستنكر لما قيل،
سأل الجندي ريو وقد كان يحب موراكامي كثيرا متخذا إياه قدوة
" قائد موراكامي هل حقا هزمتك المرافقة جيرينا؟؟
أجابه موراكامي بهدوء وهو يقضم من السمكة المشوية في يده
" انها الحقيقة القائدة هزمتني و كادت تقتلني لولا أمر الأمير لها بتركي."
وكانت نوبة أخرى من الصدمة والتصديق أخيرا بما أكده هو بفمه
كنت قد وصلت خلفه، انزاح لأجلس بجانبه على الجذع المقطوع وقد عرفني،
شينجي هو الوحيد الذي لا نعرفه ولا نحس به عند اقترابه
مددت يدي لتفاحة وقضمت منها بصمت بينما أبعد موراكامي صحن السمك للناحية الأخرى فابتسمت بامتنان له كوني لا أحتمل أكل السمك وحتى رائحته، فجأة ظهر أمامي شعر أشقر و وجه حماسي
" ماذا هناك ريو؟؟."
سألته وأنا أراه يبدل بصره بيني وبين موراكامي
" هل حقا .. حقا قد هزمتي القائد موراكامي..؟ انا آسف قائدي ولكنه شيء صعب التصديق انك قوي وشجاع وكذلك جسمك ضخم قليلا فكيف تهزم على يد فتاة...لا أقصد الإهانة مرافقة جيرينا."
لم أجد مفر من ضحكة أفلتت مني على منظره
تركت الحديث لموراكامي الذي استمر بتأكيد الأمر وفي كل مرة يشهق ريو من الصدمة

..................

في الغد وقد تبقت يومان على المعركة وبما أن الذهاب للقصر يستغرق يوم فقد تبقى يوم واحد وننطلق وفي هذا اليوم زينو سيأخذ اخوته لقرية قريبه حتى انتهاء المعركة.
خرجت من غرفتي لتوديعه فوجدت سموه أمامي
( لقد ظننته نائما.)
كان اخوة زينو في العربة جميعهم يشبهونه إلى حد كبير شعر فضي وعينان عسليتان صافيتان قريبتان جدا للاصفرار .
أخبرني زينو أن أمهم ماتت بعد الولادة مباشرة، كونهم أربعة توائم وعلى قيد الحياة تلك كانت معجزة ولكن جسمها لم يتحمل،
ومع موت والدهم بعدها بسنة في الغارة التي حدثت على المملكة بعد اغتيال الملك السابق فقد تولى هو وحده رعايتهم،
أربعة أشقاء ذكور في الرابعة من العمر لهو أمر صعب للغاية ولكن الظريف في الأمر أنهم يسمعون كلامه ويحبونه جدا.
كما الآن مع بكائهم ظنا منهم انه سيتركهم يسافرون وحدهم وهذا جعلني أفكر كيف سيتركهم هناك ويعود؟...
وهل سيحقق وعده بالعودة حيا لأخذهم كما سيعدهم حتما؟.
وصلت إليه ومباشرة ضممته إلي شاكرة ومشفقة عليه وعليهم
تركته وكانت على وجهه ابتسامة مطمئنة وشاكرة
" عد سالما سنكون هنا بانتظارك."
خاطبه سموه أيضا
" سوف ننتظرك ستكون ركيزة مهمة في الحصار على القصر."
" حاضر."
لف يساره خلفه وضرب صدره بيمينه ورفع ذقنه ملقيا التحية واستدار راكبا العربة وانطلق في طريقه.
تساءلت
" ترى هل رآه الآخرين؟."
" أجل "
كانت اجابتهم جميعا من خلفي، لم ألاحظهم عند مجيئي لا أدري من أين خرجوا
ابتسم سموه على المفاجأة التي علت وجهي وسبقني عائدا لمكان الحدّاد أين كان سيرى عدد السيوف وجودتها فتبعته وكذلك موراكامي المقاتل والقائد الثاني لجيش المعسكر بعد سموه هو أكيد خبير في أمور السيوف الجيدة والممتازة

....................................

وصلنا لطرف المعسكر
محل كبير جدا حيث يجمع الحداد ومن معه الأسلحة كان يحوي كل الانواع.. رماح على كل الأشكال كبيرة وصغيرة، سيوف كذلك، سكاكين للحمل والرماية، أدوات ملتوية يجيدها شينجي، تلك الوحيدة التي لا أحسن استعمالها، أقواس، سهام و دروع،
وفي الحائط الآخر السروج، لكل حصان سرجه بمعاييره الجسدية وفارسه، هذه الأمور أذهلتني من سيراي وتفكيره وتخطيطه مع الحداد و موراكامي.
توقف ثلاثتنا ننظر لـليفيا هناك في مكان الرماة كانت تقلب رمح في يدها
وكان هناك شاب يهزأ بها وعلى أنَّ جسمها لن يتحمل حمل رمح، ورأيتها ببراعة وخفة أدارته في يديها وحولها ووضعته على بطنه وقالت بفخر تغيظه
" ليست كل الرماح متشابهة، وليست كل الأيادي رخوة، فتوقف عن انتقادي واذهب للبحث عن سلاح يلائمك."
زاد هو التحدث بنزق و وجهه يكاد ينفجر احمارا من الغضب
" أخبرتك اذهبي للنساء وساعدي في تحضير الوجبات لنا، وانتظري معهم حتى عودتنا."
بينما هي تلوح في مكانها بالرمح ولم تبالي به ويستمر هو بمضايقتها التفتتُ أنا على صوت سموه الخافت
" جيرينا أرى أن صديقتكِ ابنة المعلم هوايتها الإغاظة، ما رأيك أن تَحُلي الموضوع لا نريد تفاقم الأوضاع بين الجنود في هذا الوقت الحساس."
ولكن موراكامي كان من تقدم بصمت قبل تحركي
وصل لمكانهما ووصلنا صوته قائلا بثبات وثقة
" شاهيرو.. أين القوس الملائم لك.؟"
رأيت شتهيرو يجيبه بارتباك وهو ينظر حوله
" لم أجده بعد قائدي."
موراكامي أمسك ذراعيه وفتحهما ولأن الشاب شاهيرو ذا جسم صغير استطاع موراكامي قياس طوله بلا تعب من خلال ذراعيه وكذلك معرفة قوتهما، ثم التفت يبحث ويقلب حتى وجد مبتغاه وعند استقامته ضربه به على رأسه
" كف عن هراءك العنصري، نحن نحتاج لأقل قوة ممكنة وليفيا ليست شخص سهل، لقد تم اختيارها من طرف القائدة والأمير."
قال منهيا توبيخه بالإشارة حيث وجودي مع سموه
تلبك الشاب شاهيرو ثم غادر وهو يحمل حقيبة السهام حتى أنه نسي تحية الأمير.

كنت متعبة من الوقوف فطلبت الاذن من سموه للجلوس قليلا بينما هما يكملان التجول بين الجنود والأسلحة ومع قدوم الحداد والعمال معه بالمزيد من الأسلحة كان الخروج من ذلك المكان سوى في الظهيرة.

...................................

بعد تناولنا طعام الغداء خرجت أجلس أمام غرفة الأمير بينما هو يرتاح في الداخل، رأيت ريو قادم، الفتى الظريف والصغير
انه في سن سموه عندما هربنا من القصر.. في الثامنة عشر،
عندما أكون معه أشعر بالحنين لتلك الأيام حتى لو كانت سيئة تبقى ذكريات مرت علينا في أماكن عدة.
مع اقترابه كان وجهه حماسي وسؤالٌ مكتوب على وجهه ترى ماذا قال له موراكامي حتى يأتي مجددا
وبدون مقدمات قال باندفاع
" مرافقة آه... لقد قررت بما أن قائدي يناديك القائدة فأنا أيضا سوف أفعل مثله... قائدة جيرينا لقد سألت قائدي لماذا تقاتلت معه في أول لقاء ولماذا كنت تريدين قتله؟؟ ولكنه لم يجبني وأرسلني خارج غرفته بقدمه."
قلت له بابتسامة حيال فضوله
" أنت وفضولك.. سوف ترسل نفسك للموت أسرع من ارسال أعدائك لك بالتفافك حول موراكامي بهذا الشكل المزعج... أما عن سؤالك فهذا سر بما أنه رفض اخبارك لن أخبرك أيضا."
زم شفتيه وألقى التحية بانزعاج فرددتها له برأسي ليغادر وهو يتمتم بشيء لم أسمعه.
بعدها بقليل شعرت بخطوات خلفي ثم جلس سيراي بجانبي
ماد قدماه واضعا سيفه على ركبتيه ساندا ظهره للحائط خلفنا سألته بدون أن ألتفت له بعد أن سمعته يتنهد
" هل أنتَ بخير..؟"
أجابني بخفوت متأن مفكر
" لا أدري، أشعر بالتوتر.... والخوف ولا أخفيك أني أشعر بحماس أني سأرى أعداء والدي يسحقون...مع أن معرفتي أنه ربما لن تجري الامور في نصابها، ولكني... سعيد بوقوف هؤلاء معي.. وبنفس الوقت أشعر بالذنب من أجلهم ان حدث لهم شيء سوف يُكتب في التاريخ..."
ولم أدعه يكمل قاطعته
" ولكن... ألم تفكر أن التاريخ سوف يذكر اسمك كأمير هارب منهزم..؟"
سألني بعدم ثبات
" وهل يستحق هذا التضحية بهم..؟"
" سيراي أنت لم تجبرهم، هم من اختاروا ان يقفوا معك هم أصلا كانوا سيتبعون أحدهم يوما ما, فالملك الحالي سيكيوشي ليس صالحا.. مما يعني حرب أهلية قد تقع في أي وقت، وبهذا أنت سوف تضع حدا لها قبل حدوثها.. وان حدثت معركة أو لم تحدث التاريخ سوف يكتب أسماءهم تحت اسمك على انهم جاهدوا من أجل الوطن، واطمئن كلهم مدركون لذلك، لذا لا تعبئ بالتفكير بخوف، بل خطط بذكاء من أجلهم."
بعد انتهائي من طرح وجهة نظري ونصحي له،
سكتت آخذتً نفساً عميقاً وتركته صامتا أيضا ولم يعقب ما جعلني ألتفت له بعد برهة
وجدته ينظر الي عيناه كانتا زرقاء.. وأحيانا أشعرها بنفسجية من عمقها، داخلهما الكثير من الكلام ولكنه يأبى اخراجه
ليفتح فمه قائلا بخفوت وكأنه يسر لي سرا
" لا أدري ماذا فعلت لك حتى تكوني بجانبي ولا تتركيني أبدا، انا لا أذكرك حتى عندما كنت في القصر، رغم اني حضرت تدريبات المجندين الجدد ولكني لا أتذكر وجهك.. ولو أني املك القدرة للعودة لبحثت عنك وجلبتك بجانبي."
سكت بعدها يهمهم بضحكة على أنه جن حتما..
أدرت رأسي بعيدا عنه
" أنت لم تفعل شيء سيراي كل ما هنالك أنك أميري ومستقبل بلدي وواجبي الوقوف بجانبك ومساندتك ."
شعرت بقلبي ينقبض أحاول درأ الصدع فيه، وأحاول أن لا أعود لسبب انضمامي لحرس القصر، دعوت بصمت مغمضة عيناي وأنا أضغط على سيفي أن يحدث شيء يخرجني من هذا الموقف
واذا بموراكامي يتنحنح متقدما وهذا جعلني أزفر براحة وأقف مادت يدي لسموه ليقف هو الآخر مبتسما لي ودخلا للحديث حول بعض الأمور بشأن الحصار على القصر حتما..
بينما تقدمت أنا بخطوات بالكاد أتحكم فيها مبتعدة على المنزل بأمتار أراقب سلسلة الجبال البعيدة حيث سطعت الشمس فوقها باصفرار حاد ومع احمرار السماء وشموخ الجبال تأملتها بسهو عميق،
ففي الآونة الأخيرة بت أتذكر والدي كثيرا وقريتي وكل شيء حدث هناك، فكرت أنه ان حدث ونجحنا في العملية واسترجع سموه الحكم من جديد،
وبقيت على قيد الحياة، سوف اعود للقرية وأحاول اقناع أبي ليأتي معي للقصر لأني أشتاق اليه ولا أستطيع ترك سموه أيضا،
سيفي ذي القبضة الزرقاء هو من صنع والدي وهديته لي بعد قبولي في القصر كمتدربة،
وكان وقتها التعيين رسميا في الحرس سيحدث بعد أشهر ولكن الفاجعة وقعتْ وغادرتُ مع سموه بصفتي متدربة لا رتبة أستند عليها،
ومع هذا لا أتوقع من سموه تركي بعد عودته لأني لا أنوي ترك جانبه حتى أموت وأنا أنقذ حياته لأن حياتي توقفت على حياته منذ سنوات.
شعرت بيد كبيرة تحط على قمة رأسي وظل يقترب ليقف جانبي واتضح انه شينجي
" أهلا."
رحبت به فخرج صوتي خشنا أجشا
" تبدين شاردة وصامتة منذ خرجتِ من حديثكِ مع سموه قبل حوالي ساعة، حتى أن صوتكِ كان سيودعكِ ولم تتحركِ من مكانكِ."
نظرت له كان مبتسماً، تجاهلت سؤاله بقولي
" تشبه والدكَ جدا، لابد أنكَ عندما تكبر سوف تكون مثله تماما."
" والدي؟؟.. هل قابلته..؟"
استدركتُ خطئي ملتفته له مجددا بحزم
" أجل ولتبقي الأمر سرا.. لأن ذهابي لقريتك سر."
" ذهبت للأكاديا..؟"
" أجل، وأصمت لأن الأمر سري لقد خرجت الجملة بدون ارادتي والا لما قلتها."
" أجل، خرجتْ لأنكِ تتجنبين اخباري ما بك؟؟ "
و فُض حوارنا، أو خصامنا بقدوم ليفيا وزينو والفتى ريو ليقفوا معنا في وقفة أخيرة في هذا المكان أعلى موقع أمام مسكن سموه،
على ملامح الغروب وعلى مشارف المعركة،
نراقب الشمس تودعنا بسطوع ساحر ومفجع، فمن المقرر سيرنا اتجاه القصر غدا قبيل الفجر.


https://c.top4top.io/p_2302735sx5.png
https://k.top4top.io/p_23020tbqx1.png

lazary
05-03-2020, 08:35 PM
ولا رد

lazary
05-12-2020, 01:58 AM
سيكون هنا فصل ما ان تكون النت قوية وليست ضعيفة مثل الان

lazary
05-13-2020, 02:04 AM
https://d.top4top.io/p_2302r4kk81.png
https://b.top4top.io/p_2302hou6k4.png

https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gif (https://top4top.io/)





(الفصل الرابع)
المعركة، والخونة يسقطون





في فجر الغد على الأحصنة والكثيرين على أقدامهم كنا قد اجتزنا جبل معسكرنا والمسافات الطويلة بيننا وبين العاصمة، وعلى حسابات سموه ومستشاره وصولنا لحدود العاصمة في المكان الذي سنتوقف فيه ننتظر الجيوش المتحالفة من الممالك الأخرى سيكون بعد ساعات، قريبا جدا سيكون سموه في مكانه الصحيح.
الجيش ثابت وصوت خطواته الضاربة في الأرض قوية بعد الخطاب المحفز والمشجع من موراكامي لهم، لقد عينه سموه قبل ستة أشهر قائد جيش استرجاع الحكم، و أنا أعتقد انه من المرجح سيكون كذلك حتى بعد عودة الحكم للأمير، سيستأنف القيادة.
زينو يبدو شاردا على يساري منذ عودته من قرية قريبه وهو على هذه الحال، لم أعلم ماذا أقول له فالكلمات مهما بلغ عمقها لن تريحه على حال اخوته، لابد أنه يفكر في وضعهم ان حدث له شيء.
أدرت رأسي لسموه على يميني اذ هو أيضا يراقبه خلسة.
ثم سقطت عيني في عين موراكامي الذي يراقب كلانا أنا وزينو برزانة مربكة، كسرتُ نظري للأمام،
ليفيا تتقدمنا تثرثر مع أحد الجنود الصغار في السن ليشاركهم ريو بعد أن تراجع بحصانه ليسير بمحاذاتهما، شينجي ومن معه مختفيون كالعادة،
هذا الوضع خانق من كل الجهات.
تحرك ذراعي الأيسر فجأة للأعلى وصفع زينو على ظهره بكل قوة ما جعله يجفل ناظرا نحوي متسع العينين والشفتين.
انفجرت ضاحكة عليه ليتبعني ضحكا كل من لاحظ الأمر.
أدار رأسه عني للأمام منزعج وقال بمبالغة
" جيرينا.. ماذا تفعلين؟؟ لو لم يكن الدرع لتشققت بعض من أضلعي."
قلت له وقد توقف ضحكي المفاجئ كما بدأ
" لقد تخدرت أصابعي."
قلتها ناظرة ليدي أقبض عليها ثم أفتحها
لكز حذائي بحذائه قائلا بانزعاج
" يال هذه البلادة... لقد سألتك لماذا فعلت ذلك؟ ولم أسألك عن حال يدك."
أجبته أرمقه بتساؤل بريء دوما يزعجه
" قلت ربما أشفقت على يدي من درعك الصلب"
" لن أخاف على يديك انهما أقسى من أن تتألما من شيء بسيط كهذا."
" لماذا أنت متأكد هكذا؟."
" لأنك ببساطة معتادة على الكثير من الأعمال وفوق هذا اليد التي تحمل السيف لن تتأثر بسهولة لأنها صلبة..؟"
رأيته يتحكم في ابتسامة أراحتني، انه سهل الانزعاج وسهل الإضحاك.
أنا في العادة لا أملك الكلمات المشجعة لقولها ولا أدري حتى ان كانت هناك كلمات تطفئ النار من القلوب، أعلم ذلك وأدركه جيدا
فقلبي يحترق منذ ثلاث سنوات وما يهون الأمر هو وقوفي بجانب سموه.
لم أدرك غوصي في أفكاري إلا عندما نقر أحدهم على الدرع عند كتفي
كان سموه مقتربا مني بحصانه وقال يهمس
" أتظنين أن زينو سيبقى معنا حتى بعد أن أستلم الحكم؟."
" بل تسترجعه سيراي تسترجعه.. ذكر نفسك بهذا قبل الناس.. وأجل سوف يبقى جميع الحرس.. سوف يبقون هذا وعدهم يوم قبولهم التعيين مرافقينَ وحرساً لكْ."
لم أدري بأن صوتي كان حاد جدا في وجهه الا بعد ضربة من سيف زينو على رأسي وقوله
" خففي من حدة صوتك معه وذكري نفسك من هو أولا لقد ناديته باسمه."
شعرت بالصدمة من نفسي نظرت لسموه معتذرة
" أنا آسفة سموك لم أقصد ذلك...أنا."
ضحك في وجهي ضحكة أضاءت كل وجهه و زادته وسامة
" جيرينا لا تعتذري, و...زينو لا تكبر المشكلة لقد اعتدت عليها خلال العامين فمزاجها يتعكر كلما سهت بعمق."
اقترب زينو منه على جهتي فكنت في المنتصف قائلا بتفكه يشوبه السخرية
" مزاجها سيء أحيانا؟؟.. عليك الحذر من طعنة من قِبَلِها سموك لربما يأخذها حماسُ مزاجها."
ضحك سموه بينما عاد زينو لمكانه ضاحكا هو الآخر غير مدرك لآثار قوله.. أنا أقتل سيراي... أنا أقتل سموه...حتى سيراي لم يدرك حجم صفعة كلمات زينو علي، فهو فهم الأمر مزحة من قبل زينو المازح أيضا، ولكن مزحته أوقفت قلبي وجثت على صدري بقوة آلمتني بشدة لدرجة رغبت في الاستفراغ، عضضت على شفتي
أنظر لكفيْ بعد أن تركت لجام الحصان
دماء فيهما.. ربما هما نظيفتان الآن ولكنهما في ليلة في ما مضى كانتا حمراوتان بالدماء.
شكرتُ الحصان سرا الذي لم يترك طريقه بعد افلاتي له وأكملت سيري بصمت أراحني وأرهقني، رغم وعد نفسي بالنسيان والمضي مع سموه حتى موتي بجانبه ولأجله ولأجل المملكة، ها أنا أتخبط وحدي في طريق أشعر فيه أني ميتة.
..................
بعد ساعات وصلنا للمكان أخيرا وجدنا صفوف من جيوش الممالك الأربعة هي من تحالفت معنا منها القوية والمتوسطة والضعيفة، أستطيع الجزم بأن ملوك الممالك القوية لأنهم معجبون بسموه والأهم لديهم علاقات سابقة جيدة مع الملك الراحل وأفسدها سيكيوشي، وكذلك أمور اقتصادية أما البقية فهم يحتاجون أن تكون مملكتنا حليفة خصوصا مع سليل الملك السابق الأمير سيراي آياموشي.
ترجلنا من الأحصنة وتصاف الجنود من جيشنا باشارة من موراكامي بينما سرت وسيراي مع بقية الحراس حتى شينجي ظهر فجأة بجانبنا
وصل سموه للملوك الأخرين مبتسما بوقار ورزانة، وبثقة صافح أربعتهم شادا على أيديهم كما لاحظت، سمعته وأنا خلفهم يخاطبهم بهدوء وهم يواجهون القصر الذي ظهر لنا من بعيد حيث توارينا خلف تلة نطل برؤوسنا
"كل الخطط محكمة وكما هو متفق سيحاصر جيشي القصر بينما رجال مخيرون قد تسللوا للداخل وان استسلم الملك ومن معه فأنتم ستعودون أدراجكم حتى موعد التتويج الشرعي وستكون زيارتكم القادمة باستقبال مني يليق بكم...وان حدث العكس وقاوموا في القصر فأنتم مضطرون للتدخل العنيف....ولكن ضد جنود سيكيوشي فقط ولا نهب ولا قتل نساء أو أطفال."
كان هايجي ملك ديماروا أول من تكلم بنبرة اختلفت على أول لقاء لنا به
" كان هذا اتفاقنا سمو الأمير فلن نخل به والا سيكون عار علينا، عليك فقط أن تثق بنا."
لم يرد سموه في انتظار كلام البقية ليتكلم ملك ايسينيا الملك مينسو الملك العشريني الذي صعد العرش في سن صغيرة بعد موت والده بسبب مرض فكان هو ذاك الصغير الذي بالكاد استطاع النجاة وحكم المملكة وحافظ على استمرارها حتى اليوم رغم ضعفها
" أعطيتك كلمة ولن أعود عنها."
قالها جامد الملامح لم أتبين منه شيء
أما الملك آشويا ملك مملكة آشوياما فقد كان صاخبا وهو يضرب قبضته في راحة يده الأخرى كان حليف غير متوقع فهو يهوى القوة والحروب ورغم ذلك لا يخاطر ولكنه دخل في التحالف مع سموه
" أنا أكره الخونة وأحب قطع رؤوسهم على الفور بدون حتى محاكمة أتركني عليهم وسوف تجد قصرك فارغ منهم تماما."
ولأنه أدار موضوع الحديث قاطعه الملك ناشيكا الخمسيني الحكيم ملك مملكة ناسو
" لا يجوز الاعدام إلا بعد المحاكمة واثبات التهم جلالة الملك آشويا"
أومأ سموه لهم جميعا باسم الملامح
" كلمة وأعطيتها وأنتم وفيتم وأتيتم لن أخذل حليفا لي مطلقا."
كلمة أسكتت فضولهم وربما خوفهم .
نحن حراسه وقفنا خلفه والحراس الآخرين أيضا كل وقف خلف ملكه بأعداد متفاوتة،
رغم القوة المنبعثة من مظهر بعضهم ورغم العبث الذي يظهر في وجوه بعضهم لم ألتفت لهم ولم أعرهم اهتماما، فما يهمني أمامي ولن أتوانى في رمي نفسي أمام رمح أو سهم آتٍ ناحيته.
ليفيا رغم عبثها الذي اعتدت عليه من قبل أراها الآن صامتة مترقبة عيناها تجول الأرجاء، وكما عرفت عنها هي حتى الآن لم تحظى بمعركة حقيقية لذا أنا قلقة عليها بعض الشيء وقد أخبرتها قبل انطلاقنا أن تبقى بجانبي أو بجانب موراكامي فاختارتني تراقص عيناها في وجه موراكامي الذي دفعه بعيدا عنه باشمئزاز مزيف.
تذكُر ذلك جعلني أبتسم منزلةً بصري أردع الابتسامة من التوسع فالموقف لا يسمح بالابتسام لكزتني ليفيا ما جعلني انظر لها بصمت
همست مقتربة برأسها
" ما الذي جعلك تبتسمين في موقف كهذا أشعر بقدماي ترتعشان وأنت كحمقاء تبتسمين."
منعت قهقهة كانت ستفضحني وهمست أيضا
" لا شيء مهم ولكن بما أنك ذكرت ذلك أنا سأحمي سموه ولن أستطيع النظر لك طول الوقت لربما تودين الذهاب بجانب موراكامي."
أشرت بعيناي نحوه كان بعيدا عنا بأمتار وقد ترجل عن حصانه، الخوذة الموحدة فوق رأسه ودرعه وهيبته تصرخ بأنه القائد،
وكأنه أحس بنا التفت لنا فرفعت له يدي بتحية، وبإشارة متسلية مني أخبرته أن ليفيا تريد الذهاب له فرد الإشارة رافضا أن الخطة تقضي هكذا،
ضحكت داخليا على ليفيا التي ستنتحب في أي لحظة من تعابيرها
فجأة تحرك سموه أمامي ملتفتا لنا قائلا يناظر التي بجانبي بهدوء مبطن بشيء لم أفقه ماهيته
" ألم تقولي سابقا ليست كل الرماح متشابهة وليست كل الأيادي رخوة..؟؟..ترى أين تلك العزيمة؟.."
تلكأت بإجابتها ومن مظهرها بدت مرتبكة رغم لباسها ورمحها اللذان يبعثان شعور عدم العبث معها.
حركتُ قدمي نحوه بنصف خطوة قائلة برسمية
" سموك ان ليفيا فقط متوترة يمكنك الاعتماد عليها وقت الحاجة فلا تقلق."
عاد هو ليلتفت للأمام بصمت وعاد الملك مينسو نظره أيضا للأمام بعد أن أطال النظر نحوي أنا وليفيا ولم تخفى عني نظرة الشك التي رددت عليه بأخرى هادئة.
........
مع انتظارنا لساعتين وقاربت الشمس على الشروق والوقت المتفق عليه قبل الإشارة مازال عليه نحو نصف ساعة، تحدث فيها الأمير مع الملوك عن أشياء بسيطة وسطحية.
خلال ذلك كان الملك آشويا هاوي الحروب يتململ ورأيت مرافقه يهدئه بتوتر، شينجي كان بجانب موراكامي وقد عاد ليقف خلفي زينو بجانبه،
ليفيا لم تتكلم منذ وبخها سموه وقد بان عليها التماسك أخيرا.
صرخ الملك آشويا بسأم
" يا الهي.. الملل يفتك بروحي متى ستأتي الاشارة؟."
وبّخه مجددا الملك الخمسيني ناشيكا
" اهدأ جلالة الملك آشويا حتى لو ظهرت الإشارة نحن لن نتحرك، جيش الأمير هو من سيتقدم أولا... فنحن نأمل أن يستسلموا لا داعية لإراقة الدماء."
قاطعه بنفس النبرة والنظرة المتململة
" توقف عن تهدئتي يكفيني حارسي خلفي.. ألا يوجد شيء مسلي هاه؟؟."
فكرت أن طباعه تشبه طباع موراكامي نوعا ما، مع أن موراكامي اعتاد كبح جماح رغبته في النزال أستطيع معرفة أن آشويا أيضا من هواة القتال الودِّي من مراقبة الأشخاص وتقييمهم وتقييم كل شيء فيهم انها نفس نظرت موراكامي... صرخ مجددا بعصبية
" ألا يوجد من ينازلني ..؟"
أمسك الملك هايجي بصولجانه يدقه على أرض برتابة بينما ينظر اليه في صمت، الملك الخمسيني ناشيكا أبعد عنه نظره بسأم فلا فائدة من تذكيره أننا متخفون، بينما الملك العشريني مينسو وضع يده على جبينه يدلكها وكأنه أصيب بالصداع كونه واقف بجانب هذا الصارخ بعصبية
أجليت حنجرتي ناطقة بخفوت لسموه ما جعله يرجع رأسه نحوي
" سموك، فلتعِده بنزال بينه وبين موراكامي، شرط أن يصمت."
سموه نقل نظره بينهما ثم انفجر ضاحكا ما جعل رؤوس كل من سمعه تلتفت نحوه من كل الجوانب ثم كح محرجا واضعا قبضته قرب فمه
" ملك آشويا ما رأيك بنزال بينك وبين قائد جيشي بعد انتهاء كل هذا؟؟."
بدى آشويا متحمس وهو يقترب من سموه وخلف حارسه
"ولماذا ليس الآن هاه؟ نستطيع القتال الآن وعندما تأتي الإشارة سوف نتوقف."
ربت سموه على كتفه
" أحتاجه بكل قوته والنزال بين كلاكما سيكون صعبا جدا في موقف كهذا عند الترحيب بكم المرة القادمة سيعقد النزال بينكما."
بعد قول سموه تخيلت منظرهما حسنا سيكون ذلك مخيف كلاهما وحشان لن يتوقفا ولن يستسلما
استسلم آشويا أخيرا صاغرا وعاد لمكانه فنبرة سموه كانت نهائية غير قابلة للنقاش
بعد فترة قصيرة جدا همس شينجي في أذني
"( سمعت الملك هايجي يهمس للملك ناشيكا أن هذا ما جعله يقبل بالتحالف)"
سخرت داخليا أليس أنه كان خائف من حرب بين المملكتين لأنه نهب المملكة بعد موت الملك السابق ويعلم أنه ان تحالف مع سموه سوف يتغاضى عن ذلك بفعل أمور أخرى أكثر فائدة من الانتقام.
همست أرد عليه
" انه يغيظني يتصرف وكانه الأعلى شأنا دوما."
هز شينجي كتفيه قائلا ببساطة
" انه ملك.. حقه أن ينظر لنا بدونية."
" ليس حقه ان هذا يسمى "غطرسة" ألم تره عندما ذهبنا سابقا الى مملكته بالكاد تكلم مع سموه."
دار بصري تلقائيا للملك مينسو الذي نظر نحوي وشينجي مراقبا
همس شينجي مجددا قائلا من خزينة المعلومات لديه
" انه يشك بنا في نظره نحن مجال للشك حتى يرى نهاية الأمر انه من كثرة الخونة في قصره أصبح الجميع في قاموسه دائرة خونة لذا لا فكاك من شكه حتى يرى منا وفاء يغنيه عن شكه."
فجأة تحرك نحونا بل نحوي تحديدا وتحركت يده تمسك بدرعي عند عنقي وشدني نحوه بقوة جعلت أنفاسي تنحصر وعيناي تنفتحان بقوة ناظرة الى وجهه القريب وهمسه الحاقد
" منذ وصولنا والجميع يهمس لك أنت بالخصوص رغم حضور الأمير تبدين وكأنك المسير هنا...من أنت؟ لا بل ما مبتغاك."
رأيت جميع الحراس سيتحركون ما جعل يدي تتحرك تلقائيا رافعة اياها أمنعهم من أي حركة تفسد التحالف فهو ملك ولا يحق لنا رفع سيف في وجهه طالما لا يشكل تهديد لسموه.
من بعيد رأيت موراكامي واضعا يده اليسرى على يمناه التي كانت ستسحب السيف ليفيا أصبحت خلفي بعد ان جذبني الملك نحوه فاقتربتْ أكثر مني، شينجي أمام كتفي وكأنه سيقف بيني وبين الملك الغاضب أما زينو رأيته يكتم ضحكه ولم أعلم السبب.
أعدت عيني للملك مينسو كان يحرقني بعينيه السوداء المترقبة والحاقدة
لم أقل شيء ولم أقدم على أي حركة فأي أمر سأقوله لن يصدقه أو هذا ما ظننته
" أجيبي."
كان هذا صوت سموه وقوله هل يشك بي....؟؟؟؟
نظرت له بصدمة فكيف يشك بي..؟؟
كيف يعقل أن يفكر بذلك ولو للحظة...؟؟؟
كيف له أن..؟؟؟
" أليس هذا كفيل كاجإبة لسؤالك جلالة الملك مينسو."
مجددا صوت سموه أنبس قائلا
عدت ببصري مجددا للملك مينسو الذي تركني ناظرا الى بهدوء وكأنه لم يكن عاصفة قبل قليل ثم ضرب درعي ثلاث مرات عند المكان الذي شدني منه،
مالذي يحدث مع هذا....؟؟؟؟
" جيد.. عيناك فاضحتان."
هذا ما قاله وعاد ليقف جوار الملوك وكأنه لم يُحدث فوضى
لم أفهم ما يعني نظرت لسموه أستشفي منه وجدت تلك الابتسامة والنظرة العجيبة التي تظهر قلة قليلة لي..
الجميع عاد وكأن شيء لم يحدث ففعلت المثل وعدلت درعي قليلا وركزت على سيفي ووقفت خلف سموه قهقهة زينو أزعجتني
وفي تلك الثواني ارتفعت ثلاث أسهم مشتعلة رأيناها جميعا
"انها الاشارة"
صرخ الملك آشويا بحماس
تحفزنا جميعا ثم تكلم سموه
" انها اشارة بأن المقاومون هم الموالون لسيكيوشي فقط أي أنه سيتحرك جيشي فقط وان حدث شيء سيأتيكم الخبر من خلال حارسي."
قوله جعل حماس آشويا يخبو.
ثم رفع سموه يده لموراكامي باشارة للتحرك نحو القصر
ركبنا الأحصنة ثم
هدر موراكامي بقوة وهو يتقدم بحصانه
" تقدمواااااااااااااااا"
تقدم كل جيشنا بينما تحفز الملوك خلفنا مع بقية الجيوش المتحالفة
التففنا نحن حول سموه وسرنا في أوائل الجيش بينما يقوده موراكامي
تكلمت
" سموك ثلاث أسهم مشتعلة يعني أن آخرون استسلموا لعودتك ومناصري سيكيوشي يقاومون."
" أجل جيرينا يبدو انه لن يكون هناك مفر من اراقة الدماء."
أومأنا جميعا بصمت
أتمنى ان يكون فريق شينجي قد نجحوا في الخطة بالسيطرة على النقاط القوة
احتجاز الملك في غرفته وأخذ الختم اشعال مخزن الأسلحة افراغ القصر من الأبرياء كل هذا في غضون ساعات وبلا لفت انتباه مهمة لا تليق سوى بشينجي وفريقه.
وصلنا للبوابة الكبيرة للسور العملاق وألقيت بعض الحبال من فوق كما تسير الخطة
تسلق جنود خفاف الحركة ثم لحظات حتى فتحت البوابة
دخلنا مسرعين بالأحصنة وانتشر الجيش في الأنحاء كلها سموه توسط الساحة وأنا بجانبه.
وبدأت المعركة سيوف تتضارب..
صراخ خوف وصراخ شجاعة لا أدري من طرفهما
قاتلنا من فوق خيولنا وآخرون نزلوا ولكن لم انزل الا عندما نزل سموه يقاتل وهو متجه للباب الداخلي للقصر
سموه كان أسرعنا كان يسبقنا والتقدم كان صعب جدا ادفع هذا واضرب هذا
أقتل هذا ابتعد عن سيف هذا
في خضم ذلك اختفى عن ناظري انا وزينو
نظرنا لبعضنا وصرخ كلانا
" سموك.."
تزامنا مع ذلك ومع تقدمنا للدرجات للدخول سقطت أمامنا جثة
سمعنا أنينها رفعت وجهي للأعلى كان شخص ملثم بيده سيف ويده الأخرى لا ذراع قميصه تذريه الرياح
ذراع مبتورة؟؟؟
(السيد كيزارو)
نظرت مجددا للجثة التي همدت
انه المرافق والحارس السابق للأمير
" أرستس؟؟.."
" هل تعرفينه.؟؟"
كان سؤال زينو وهو يجذبني لنكمل الركض
أجبته ونحن نرتقي السلالم للدور الثاني بعد اجتيازنا البهو المليء بجثث الجنود الخونة
" كان حارس الأمير قبل الحادثة."
ركضنا رأسا للغرفة الملكية حيث متأكدين من وجود سموه
عند الباب رأينا رجلان بلباس أسود وأزرق معروف به شينجي ولكن بوجوه ملثمة
" سموه في الداخل"
قال واحد منهما عندما كنا على مقربة
فدخلنا مباشرة للغرفة الملكية الكبيرة والفخمة بكل أثاثها..
كان موجود شينجي وسموه وبعض الجنود المحاطين ببقية فريق شينجي
والخونة سيكيوشي وميليكس و صديق الأمير ساساكي
و.....السيد كيزارو كان قد نزع اللثام وهو واقف خلف سموه بينما الآخرين جاثين على ركبهم أمام سموه
كان منظر مخزي لثلاثتهم
ميليكس وولده رؤوسهما مطأطأه وأما الملك المزعوم فهو ينهق على أن سموه سيندم وأن تجرأ على الملك وسيندم وأنه ليس الأمير لأن الأمير مات في الحريق.
ولم أرى إلا وسموه يلكمه بكل قوته جعله ليسقط للجانب ليتأوه بصوت عالي
ثم قال سموه بهدوء زائف وغضب مكبوت
" حتى كبر سنك لن يشفع لك عندي، فما فعلته هو الخيانة العظمى وعقابها الاعدام على الملأ."
صرخ الآخر وهو يعتدل يريد الوقوف ولكن رَجُلْ شينجي ضرب ركبته ليسقط ورغم ذلك عاند قائلا
" ليس لديك دليل على ادانتي وليس لديك دليل يثبت أنك الأمير الميت."
" بل المفقود سيكيوشي.."
كان هذه المرة صوت كيزارو الراعد الذي أجفلنا جميعا حتى شينجي رأيته يتراجع من محيط والده من ردت فعله أظن أنه شخص مخيف.
" خذوهم الى الزنازن وأعلنوا انتهاء المعركة...
وشينجي اذهب للملوك في التل وأخبرهم أنهم مدعوون بعد أسبوعين على أكثر تقدير، وأننا سنكون على تواصل ان حدث تغيير."
كان ختام سموه لأمره ناظرا لأعدائه وخرج شينجي وبين أيديهم الأسرى.
ترى لماذا قتلوا أرستس بلا محاكمة كنت أنظر لسيف مرمي على الأرض
وفي بعض الدماء وبدى فريد من نوعه تقدمت وحملته في يدي أطالعه
فجأة قال كيزارو
" انه سيف أرستس."
ألقيته فورا بقرف تملكني كأنه قمامة
انفجر زينو ضاحكا نظرت له كما نظرنا له جميعا
"ماذا ألم ترو وجهها؟؟ كان نافرا وكأنها لمست شيء غير محبب لها... ان الشيء هو السمك أنظروا انها نفس التعابير.. أليس كذلك؟؟؟."
والد شينجي السيد كيزارو كان يرمقني بنظرات غير مريحة
بسرعة نقلت نظري لسموه كان أيضا يراقبني بهدوء
حسنا هذا مربك مالذي حدث أو يحدث
ثم تكلم سموه بنبرة غاضبة ملتفتا لزينو
" زينو هل هذا وقت مناسب للضحك؟؟.."
نقلت الأضواء لزينو وارتبك بشدة أكثر مني
تكلم كيزارو وهو يقترب من سموه واضعا يده على كتفه
" سموك دعك منهم هؤلاء هم الجنود صدقني يكونون ينازعون الموت وهم يلقون النكات."
تحكمت في موجة ضحك لا أدري من أين أتت ثم نقلت نظري لزينو كان مثلي ربما السيد كيزارو محق.
درت حول نفسي أتأمل الغرفة يبدو أنها كانت الغرفة الملكية لوالدي سيراي، في الجدار المعاكس للسرير صورة سيكيوشي المرسومة بدقة وهو يرتدي الملابس الملكية والتاج جالس على العرش
أغاضني بشدة ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أقطعها بسيفي
" أيها الوغد، الحقير، الخائن، البائس، اللعين، لن تنجو بفعلتك سأجعلك تتعفن سأجعلك سمك مطبوخ بدون ملح أيها..."
ثم شاركني سيف آخر بتقطيعها كان سموه ووجهه غاضب هو الاخر وبدأ بتقطيعها بلا رحمة وكأنه يتخيل سيكيوشي هناك
تراجعت تاركةً له المجال لإخماد حريق قلبه
فالعدالة يجب أن تحقق هذا ما قاله في احدى المرات عندما سالته ماذا سيفعل ان سقطوا تحت يديه
" ( العدالة يجب أن تأخذ مجراها حتى لو كانوا خونة سوف يحاكمون بالأدلة.)"
" لماذا تهينين السمك؟.."
كان سؤال زينو بجانبي
" لأنه أكثر شيء أراه مقززا في حياتي."
أجبته ببساطة وما زلت أراقب سموه الذي تعرق جبينه وهو يدوس بأقدامه على بقايا الصورة
شعرت بالباب يفتح ثم دخل كيزارو الذي لم أدري متى رحل وخلفه شينجي يبدو انه عاد بسرعة
وضع حقيبة على طاولة في طرف الغرفة وخاطب سموه بالاقتراب
ذهب سموه ولحقناه بفضول أنا وزينو
" لقد جمعت كل الأدلة التي ضدهم والتي معنا...اليوم يجب أن تتم المحاكمة ولن يبيتوا الا وهو محاكمون."
أمسك سموه بعض الأوراق وعلى ما أعتقد الختم والسيف الملكي والتصميم والجدية ظهرا جليا على وجهه
همس زينو بجانبي
" الآن تذكرتها انها نفس الحقيبة أليس كذلك جيرينا؟؟."
" بلى زينو انها هي...بتذكر ذلك لقد كانت مهمة جدا ونحن كنا كالحمقى متهورين."
همست له أيضا
تكلم سموه وهو يقرأ بعض الأوراق
" كيزارو حضر للمحاكمة بعدل ولا أريد أخطاء، وأنت شينجي راقب الأوضاع جيدا مع موراكامي وأي تحركات مريبة أو اي شيء مهما كان بسيطا أخبرني فورا.. وأخبر ليفيا أن تأتي هنا لحراسة الغرفة مع زينو."
غادروا جميعا وبقيت أنا.
من بين الأغراض لفتت انتباهي لفافة استأذنت سموه
" هل تمانع ان ألقيت نظرة"
بهدوء رد علي دون أن تفارق عيناه الورقة بين يديه
" لا تسألي أسئلة كهذه جيرينا.. بالطبع لا أمانع."
أخذت اللفافة وفتحتها أمام وجهي كانت صورة لسموه سيراي...؟؟؟
قبل سنتين أو أكثر ...؟
إنها...؟
نفس الملابس... نفس النظرة
نفس الهيئة لقد تم رسم هذه الصورة في المهرجان قبل دخولي للحرس بأشهر.
انها نفس الهيئة التي رأيته بها أول مرة....
ملابس ملكية بنفسجية مطرزة بلون الذهب وتاج صغير ارتاح على قمة رأسه
وحزام إلتف على خصره وتتدلى منه السيف على يساره
شعرت بقلبي سيتوقف، شعرت بالخيانة ولكنها لم تؤلمني،
لقد آلمني حينها ولائي، آلمني وفائي
لقد ارتكبت حينها جريمة في حق نفسي، في حق روحي
و أنقذت حياة سموه.
من وقتها أصبحت حياتي مرتبطة بحياة سموه .
رأيت قطرات سقطت على الصورة فاكتشفت بضعف أنها دموعي
لم أريد لسموه أن يراني لملمت نفسي مستديرة عكسه ولففت اللفافة وانا أرمش لتعود دموعي للداخل بينهما أمسح ما نزل محاولة ألا ألفت انتباهه.
.
.
.
.
.

انتهى الفصل الرابع
............

https://c.top4top.io/p_2302735sx5.png

https://l.top4top.io/p_2302sv0cy2.png

السلام عليكم ورمضانكم كريم... تقبل الله من ومنكم صالح الأعمال...اللهم آمين وفرج همنا يا رب.

.
..
...

كما قلت انتهى الفصل الرابع

وهو بالنسبة لي كان حماسي جدا...

واستمتعت جدا في كتابته كما أنه أخذ مني الكثير من الوقت وحذفت وأعدت الكتابة حتى ملت مني لوحة المفاتيح...





https://k.top4top.io/p_23020tbqx1.png

lazary
06-01-2020, 12:42 PM
https://d.top4top.io/p_2302r4kk81.png
https://b.top4top.io/p_2302hou6k4.png
https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gif (https://top4top.io/)



(الفصل الخامس)

المحاكمة.. تصفية قلوب




" جيرينا...عندما يأتي زينو وليفيا لحراسة الغرفة وهذه الأغراض، سنخرج للتحضير لخطاب قبل المساء"
لم ألتفت له وأنا أربط الخيط حول اللفافة ثم أعدتها للحقيبة وأجليت صوتي
" كما تأمر سموك"
ثم تقدمت للنافذة نظرت للخارج جميع جنود سيكيوشي استسلموا لجنودنا وهم يسوقونهم للسجن والبعض الآخر يضحكون بسعادة يبدو أنه الموالون للأمير، ثم تذكرت أرستس فالتفتت لسموه فوجدته يحدق في ظهري ثم أنزل بصره للورقة فسألته
" سموك لماذا السيد كيزارو قتل أرستس؟؟"
أجابني وقد شعرت بالغرابة في صوته
" لقد قاوم وحاول قتلي"
شهقت بصمت وتملكني الغضب والخوف من موت سيراي، ولوم نفسي فلم أكن بالسرعة الازمة لألحقه، قبضت يداي ونكست رأسي بخجل من نفسي ومن سموه في يوم كهذا وفي موقف كهذا تركته يركض للأمام وحده، رأيت قدمان أمامي فرفعت وجهي كان سيراي أمامي تماما
" جيرينا أنا أعتذر لك لأني تحركت بدونك للداخل، لم أستطع رؤية أي شيء سوى سيكيوشي وأرستس أمامي."
كان يريد قول المزيد ولكن لكمة لم أدري من أين أتت ضربت يمين وجهي
بقوة رمتني على الأرض وقذفت معي بعض الكراسي فاستقمت بسرعة مخرجة سيفي والدوار يلفني متقدمة أمام سموه والظلام على وشك أن يحل على عيناي.
حركت رأسي ورمشت بعيناي ثم سمعت صوت قاصفا
" هل تضنين أن ندمك ونكس رأسك سينقذانه، هل هذه هي قوتك التي تشدق بها سموه أمامي؟ هل هذه جيرينا الحارسة والمرافقة العظيمة التي يتحدث بها جميع جيشه؟ هل تضنين أن حماية حياته بتلك السهولة؟ أن تقفي بجانبه ورأسك شامخ وسيف في خصرك؟ ها؟؟"
اتضحت لي الرؤية فكان السيد كيزارو، ابتلعت ريقي وأنزلت السيف فرأيته بلمح البصر يوجه سكينا لرقبي رفعت السيف بسرعة مجددا وأوقفت سكينه وأنا أتنفس بقوة ناظرة في عيناه الغاضبتان، ثم ترك السكين فجأة وحاول لكمي على ذقني فخطفت نفسي للخلف ودرت حول نفسي لأركل ذراعه ولكنه انحنى وأراد الاطاحة بقدمي الثابتة فقفزت ودرت حول نفسي في الهواء ولوحت بسيفي أمام وجهه فقفز هو الآخر للخلف ولما أراد التقدم مجددا رأيت ذراع سموه توقفه ووجهه كما لم أره من قبل لقد كان غاضبا جدا.
ثم خاطبه بهدوء مشددا على كلماته وكأنه يردع نفسه على الصراخ كما فعل هو بي قبل قليل
" هذا يكفي كيزارو.. ماذا تظن نفسك فاعلا بها؟.. لا يحق لك لومها على أي شيء، وجيرينا إياك أن تقرب لأذيتها بأي شكل كان.. فهي الشخص الوحيد الذي عاد من أجلي في تلك الليلة.. وان أصابها ظلم وأنا أنظر، ذلك الشخص لن أسامحه ولن أرءف به مهما كان."
رأيت عينا كيزارو تتوسعان ثم حدق بي وتراجع لافا يساره خلف مؤديا التحية ولكن يده اليمنى لم تكن موجودة ليضرب بها صدره
" أعتذر من سموك ولكن قلقي على حياتك جعلي أغضب لأنهم تركوك تدخل وحدك الى هنا."
أنزل سيراي ذراعه من أمام كيزارو وقال ومازل ينظر له بقوة
" لا تتعدى على أي من حراسي بهذا الشكل مجددا. هم يعرفون عملهم جيدا."
وبعيدا عن سعادتي بقول سيراي قبل قليل لاحظت العلاقة بينهما ليست جيدة.
خرج كيزارو بينما أنا أغمد سيفي تقدم سيراي مني ورفع يده ويتحسس مكان اللكمة
" هل تؤلمك؟"
كان سؤال غبي ما جعلني أبتسم
" سؤالك غبي سيراي لقد قاربت على فقدان الوعي، كما أنها تخدرت لا أشعر بيدك على وجهي."
ابتسامة باهتة أظهرها ثم قال
" انك حقا لا تشعرين بها، أنا أستخدم أصابعي وليست كل يدي."
أردت السخرية حتى تتبدد أجواء الذنب المحيطة بنا
" إذا مادام تخدرٌ فقط فذلك رائع، وجيد أن أسناني لم تتحرك."
وجدته يصرح هامسا محدقا في ولم يتجاوب معي سخريتي وهو ينزل يده
" أنا خائف من مجيء يوم لا أستطيع فيه مساعدتك كما تفعلين، فأنا أعرف جيدا أنه مهما فعلت لن أرد شيء بسيط من ما فعلت من أجلي."
توترت من هذا الموقف الذي وضعني فيه فتكلمت بتوتر وانا ألوح بيداي
" سيراي من فضلك.. نحن ليس بيننا دين أو شيء ما، بتذكرك لي ومسانتدك لي ووقوفك أمام السيد كيزارو بهذا الشكل من أجلي انت تجعل كل شعور سيء يتبدد، يكفيني أن تكون أنت بخير وأنت تثق بي وتأتمنني على حياتك كما تفعل."
ابتسمت عيناه فارتحت فهذا يعني أنه صار أفضل بقليل
فاستدار وذهب للكرسيين اللذان أسقطتهما قبل قليل بجسدي
وأوقفهما وجلس على واحد وأشار للآخر حتى أجلس
ثم قال بعد جلوسي
" ان كيزارو يشعر بالسوء من نفسه لأنه لم يكن حاضرا يوم مات والداي وهو كان الحارس الشخصي لوالدي."
" لم أكن أعلم بهذا..؟!! "
قلت له وقد تفاجأت فاسترسل يكمل وهو ينظر أمامه
" لم يكن يوم اجازته ولكنه بتهور غادر القصر بعد أن استشار والدي بالمغادرة للنزول للمدينة وقد حدث ذلك أمامي عندما كنا نتناول طعام العشاء والا لما صدقت كلامه.. زيادة على ذلك أبي كان يثق به جدا.. ورغم معرفتي بذلك لا أستطيع مسامحته أو معاقبته لأنه عاقب نفسه وبتر يده اليمنى."
صدمت من هذا ولكني لم أقاطعه
" لقد التقيته بعد انضمام شينجي لنا.."
فكرت شينجي انظم لنا قبل سنة تماما
" هل هذا يعني أنه هو من أرسله، يعني كان يعرف أنك حي؟."
" لا لم يكن يعرف، كان يشك بنجاتي ولكني أشك أنه هو من أرسله."
" اذا هل كل تلك المسرحية من شينجي كانت تمثيل؟؟."
" لا أدري جيرينا كما تعرفين شينجي انه مراوغ.."
بعد قول سيراي تذكرت لقاءنا بـشينجي لقد كان لقاء من براءته حتى يثير الريبة ورغم ذلك سموه اعطاه فرص واختبره اكثر من مرة وان كان ما افكر فيه صحيح فهو بذكائه لابد انه عرف الامر واجتازه ضاحكا
( ذلك المستفز الملتوي..)
" سيكون علي اكتشاف ما يخبأه.. وان كان كل ذلك تمثيل سأجعل يومه جحيم"
" ليس عليكِ أن تتعبي نفسك معه، في النهاية هو شخص جيد."
" لا ليست النهاية بالنسبة لي.. ان كان كذب بهذه الطريقة في البداية لماذا لم يَصْدُق عندما أنتَ قبلته في جيشكْ."
حك فروة رأسه بتعب لاحظته جليا من تعابيره
" افعلي ما ترينه مناسب ولكن لا تجعلي الأمر يصل لحد الشقاق في الفريق... حسنا؟."
" لا تقلق، وأترك الامر علي."
مع نهاية جملتي طرق الباب جعلني أستقيم بتأهب ثم دخل زينو وليفيا
وفورا وقف سموه بحزم وثبات واتجه للباب فتبعته توقف عند الباب وأشار للحقيبة وما حولها من اغراض
" فلتحرسا هذه الغرفة جيدا فتلك الأغراض مهمة للغاية هي كل الدلائل ضد سيكيوشي ومن معه، واضح؟؟."
" علم.. وينفذ سموك."
أديا التحية بينما خرج كلانا وتوجهنا فورا لمنصة الاعلانات الملكية.

...................

لا أدري هل للحظ دور أم أن سموه كان محبوب فعدا الخونة الذين قتلوا او زجُّوا في السجن البقية من ساكني القصر عادوا وحتى الكثير من الشعب قد تجمعوا أمام القصر ولم يسمح لهم الحراس بالدخول وبعد أن علم سموه بذلك غير المخطط وقرر أن يعلن خطابه فوق السور العملاق المحيط بالقصر أعلى منصة للحراسة.
تقدم سموه وأنا وكيزارو وقفنا خلفه وخلفنا بعض الحراس من جيشنا،
الشعب تحتنا صامت الا بعض الأصوات القليلة، رفع سموه ذراعه كتحية ثم ابتدأ كلامه بصوت عال
" قبل سنتين تم اغتيال الملكين واضرام النار في القصر كان من المفترض أن يموت الأمير أيضا خنقا وحرقا ولكن تم انقاذهم، وعاد مجددا لاستعادة العرش وحكم المملكة بما يليق بها و بازدهارها وبتعاونكم ستستعيد المملكة مجدها."
سكت سموه يترقب سؤال كما استنتجت
" وأين هو الأمير؟؟."
كان صوت لرجل من الأسفل
" انه أنا.."
اتت اصوات من اشخاص مختلفين
"هل هو حقا الامير سيراي؟؟؟"
"... غير معقول..."
شعرت بالقلق هل سيصدقون؟؟ نظرت له فإذ هو هادئ
لا تعابير لأستشفي منها ما يختلج صدره
" وأنا أشهد بصحة كلامه.."
أعدتُ بصري اتجاه الصوت في الأسفل فرأيت شخصا بدى لي مألوفا وبارز بملابس سوداء لمدربي الفنون القتالية،
أدريت رأسي لسموه مخاطبة اياه وقد تملكتني الدهشة
" أليس هذا المعلم كينجي والد ليفيا؟"
" بلى."
رجعت مجددا ببصري الى المعلم والناس معظمهم يعرفونه ومن لا يعرف وجهه يعرف صيته،
انه المعلم الأول صاحب المدرسة الأولى في المملكة، كلمته صادقة دوما، نزيه، ووعده لا يُخلف، تلاميذه من أقوى الفرسان، هو الحَكَم في المسابقات التي تجرى دوما في القصر بين المدارس.
خطوة جيدة اتخذها سموه.
صوته العالي من الأسفل سمعناه جميعا
" الأمير عندما غادر القصر قبل سنتين أتى إلى مدرستي، وأخبرني أنه لن يترك المملكة في أيدي قتلة الملكين، لذا سيكون من المفيد لنا جميعا أن نقف إلى جانب سموه لينظف المملكة من القاتلينْ الخونة."
صوته وصل صداه للأنحاء وكلماته ترددت حتى في عقلي أنا رغم عشت مع سموه ذلك، أصوتاهم رفعت فجأة
" نحن مع الأمير، كن أملنا أمير سيراي.."
والعديد من الهتافات التي لم أفهم بعضها، سموه سيراي لم يقل كلمة ولم يتحرك سوى بانحناءه قليلا احتراما للشعب ثم غادرنا المكان للعودة للداخل.

.............

عندما أتينا الغرفة مجددا كان الباب مكسور دخلنا سريعا لنجد شينجي أيضا هناك مع زينو وليفيا المصابة في ذراعها الأيسر على ما أذكر لم تكن مجروحة من قبل، وكانت هناك أيضا أربعة جثث،
تقدم كلانا للداخل حيث وقف ثلاثتهم وبينهم الحقيبة
" ماذا حدث؟؟"
سأل سموه بهدوء كاذب، وهو ينقل بصره بينهم ليجيب زينو قائلا و مشيرا للجثث
" لقد حاول بعض الرجال أخذ الحقيبة ولكنهم لم يستطيعوا."
" أحسنتم عملا...ليفيا أوقفي النزيف الآن، وسأغادر أنا وجيرينا بالحقيبة بعد قليل فكيزارو قد أعد كل شيء، الجميع ينتظرنا في قاعة المحكمة، وأنتم اسبقونا الى هناك"

......................

مر كل شيء بسرعة وخرجنا من الغرفة باتجاه القاعة وسموه لم يقل شيء سوى الهدوء الظاهر على ملامحه،
ولكن أن يأتي بخطة كهذه حقا هذا شيء مذهل أن يدخل المعلم الموثوق في الخطة.
لـأتذكر أول يوم دخلنا فيه للمدرسة الفرعية في قريته بعدما لاحظ كلانا أننا لم نكن بالقوة اللازمة لننجو بحياتنا.
فور أن دخلنا على الباب كان المعلم كينجي يشرف على المتدربين وفور أن لاحظ سموه دعانا للدخول بدون أي أسئلة ما جعلني أستغرب وبعدها في غرفة خاصة علمت أنه كان شخصية مشهورة ومعروفة في القصر.
استضافنا جيدا ثم في الغد بدأت التدريبات كانت أيام رغم أنها متعبة لكلانا ولكن أثمرت جهودنا، فقد أشرف هو شخصيا على تدريبي لساعات طويلة ونستيقظ في أواخر الليل.
أما سموه في الليل كان يدرس الكتب عن السياسة، خرجت من ذكرياتي وسالت سموه وأنا أسير بجانبه أجاري خطواته
" سموك هل خططت لكل هذا؟"
" هل تستهينين بي جيرينا؟؟!!"
خرج سؤاله بمزاح لم يناسب وجوم وجهه ولا سرعة سيره المحفَّزة
" لم أقصد ذلك، بل أنا متفاجئة ... لقد كنت قلقة بهذا الشأن."
" كان علي أن أجد شخصا يعرفه الشعب في العاصمة والحظ كان معنا لأنه في فترة هروبنا كان في قريته الأصلية والا لما استطعنا الالتقاء به."
في أثناء صعودنا للدرجات الطويلة لقاعة المحاكمة فتح الحراس الباب دلفنا للداخل، صمت الجميع بدون أن يصرح أحد بدخول سموه.
وقف القاضي في مكانه مرحبا بصمت فمشى سموه شاقا طريقه نحوه وتبعته بهدوء مثله عكس الصخب الذي كنا نحدثه بأقدامنا قبل قليل في الخارج، تقدم سموه وصعد لمكانه في يمين القاعة بينما القاضي ترأس مقعده مواجهاً للمتهمين المكبلين وجالسين على ركبهم.
رغم عني أشفقت عليهم وعلى الحال الذي وصلوا اليه من جشع اصاب بعضهم والبعض الآخر منقادين، وآخر كساساكي كان الشخص الصامت في الماضي والآن أتساءل أي قول أو شهادة سيدلي بها..؟
وقفتُ خلف سموه أراقب بصمت أيضا ومتأكدة أن الوجوم أو ربما الانفعال مرسوم على تعابير خاصة عندما تكلم سيكيوشي ينفي ما ينسب اليه من تهم رغم الأوراق واللفافات التي تأكد ادانته من رسائل وتخطيط لقتل العائلة الملكية، واختلاس المال وادانة بعض الأشخاص ظلما.
بعد دقائق من الاستجواب واعطاء الأدلة التي كانت في الحقيبة للقاضي،
ميليكس اعترف بذنبه وأنه كان تحت التهديد وأن له يد في الاغتيال، ساساكي اعترف بصمته على ما سيحدث رغم انه كان يستطيع ايقاف ذلك لو انه تكلم، حراس، مرافقين، خدم، الجميع تم الاستماع اليهم عن الحادث.
في النهاية عرفنا الحقيقة وعرف سموه ذلك بطريقة مؤلمة جدا فرغم حضوره في تلك الليلة ورؤية والديه يقتلان و يحاصر هو في النيران سماع ذلك مجددا أرهق القلوب.
ولأني كنت خلفه قليلا لم أعرف أي تعابير تختلج وجهه.
ضرب القاضي المطرقة فسكت الحضور

" بعد الاستماع جيدا للشهود وللمتهمين وبناء على الأدلة قررت المحكمة ما يلي
تم تأكيد كل التهم الموجهة الى الوزير الأول السابق سيكيوشي بتهم القتل العمد للملكين الراحلين ومحاولة قتل الأمير، تهديد واستغلال الوزير المتهم هاتاكي ميليكس.. حكمة المحكمة عليه بالإعدام شنقا حتى الموت"

" الوزير هاتاكي ميليكس تم تأكيد التهم الموجهة اليه سوء استخدام السلطة والمشاركة في قتل الملكين السابقين ومحاولة قتل الأمير حكمة المحكمة عليه بالإعدام شنقا حتى الموت"
" ساساكي هاتاكي ابن ميليكس هاتاكي تم تأكيد التهم عليه بعد اعترافه بصمته أثناء التخطيط للقتل.. حكمة عليه المحكمة بالنفي خارج المملكة نفيا نهائيا."

وواصل القاضي حكمه والقائمة طالت
وفي النهاية
تم الحكم على عشرة أشخاص بالموت و آخرون بالسجن ودفع الغرامات.
وقبل انتهاء المحاكمة القاضي اعترف بسموه بعد أن نظرة للصورة التي في الحقيبة أيضا وكانت قبل سنتين لسموه، وهكذا
انتهت المحالمة قبل غروب الشمس بقليل.
سموه بقي جالسا في مكانه ولم يتحرك فلم أبرح أنا أيضا مكاني كما لم يفعل بقية الحراس،
رأيت ساساكي ينظر لسموه نظرة منكسرة ثم استدار يقوده الجنود، لأنه فورا سيتم ترحيله خارج الحدود.
سيكيوشي تم اخراجه بالقوة وهو ما زال يصرخ ويهذي بكلام غير مفهوم كأنه لم يصدق، ميليكس خرج بهدوء ناكسا رأسه
كما خرج البقية المُدانين كل واحد وحاله.
عندما خرج الجميع تقدمت حتى وقفت أمام سموه عيناه كانتا مثبتتان على مكان جلوس الخونة قبل قليل

" أنتَ تعلم أن كل شيء انتهى...أليس كذلك؟؟."

لم يرد علي فأكملت
" بقيَ التتويج، وسيكون غدا.. وعندها سترتاح وسيرتاح والداك وكل من مات في الحريق."
تنهد بقوة وصمت متقدما للأمام شابكا أصابعه وقد استند بمرفقيه على ركبتيه
استدرت خلفي للحراس وجدت ليفيا وزينو بجانب الباب موراكامي وشينجي لم يكن لهما أثر.
ربما هو يحتاج الراحة وليست المواساة ولكن رغم ذلك قلت له ساخرة
" تعرف أنك تعطي الموضوع أكبر من حجمه أليس كذلك أيها الأمير السابق."
رفع عينيه الي فكانتا داكنتين فلم أدري هل بسبب الظلام الذي اوشك على الحلول على القاعة أم أن الحزن هو السبب
أملت رأسي
" أنزل عينيك فقد ظهرت تجاعيد في جبينك فلم تلائم زرقة عينيك."
" أولا تقولين أمير سابق ثم تتغزلين في عيني... هل تريدين انقاذ نفسك."
قال مؤكداعلى كلمة "سابق"
بسطت يدي شارحة بلامبالاة
" وماذا أفعل سيراي.. من الظهيرة وأنا أسمع ــ الوزير السابق ــ المرافق السابق ـــ الملك السابق ـــ تعود عليها عقلي.
أما عن التغزل فذلك لم يحدث، أنا فقط أمدح ما يعجبني وأخبرتك "سابقا" أن لونهما جميل"
أكدتُ أيضا على كلمة "سابقا" وبحلقت فيه وهو يتراجع للخلف ثم مال على مسند الكرسي بمرفقه
" لست مثلك جيرينا، أنا لا أستطيع تجاهل هذا والمزاح وسط المواقف الجادة.. رغم أني أريد أن أكون مثلك ومثل الحراس أحاول تعلم ذلك."
" كيف هذا؟؟"
رفع كتفيه وأنزلهما
" تمزحون...تتجاهلون...متقاربين رغم أنكم لست في نفس الأعمار...."
" توقف... أنت تجعلني أشعر بالسوء."
" ماذا؟؟."
تفاجأ يسألني، شعرت حقا بالسوء لطالما قلقت كونه لا يتعاطى كثيرا مع الحراس حتى مع شينجي كونه الأقرب نسبيا، ولكن كونه حسبني مع أشخاص غير مقربين له ذلك آلمني
" لأنك كالـ...... لا تجعلني أشتمك نحن قربك وحولك ... وأنا معك سيراي، وقريبة منك، ليس عليك أن تجعلني أشعر أننا لسنا من نفس المستوى."
" انت تعرفين أنني لم أقصد ذلك.."
تجاهلته واستدرت في مكاني مستعدة أنتظره لنغادر وهي ثواني حتى سمعت خطواته الهادئة وتكلم عندما جاورني
" تعلمين أنه من السيء اتهامي بما لم أقصده."
فتبعته بدون رد
عندما اقتربنا من الباب حيث وقف زينو وليفيا توقفت واستدرت له
" وأنت ليس عليك ابعادي أو التفكير أني بعيدة عنك فانا سأبقى معك حتى النهاية وأنا أعنيها حتى النهاية....وأنا أعتذر عن فعل ذلك لن أعيدها."
" ابتعدنا عن الموضوع الذي بدأ نقاشنا به، والفضل لك أنا بخير الآن وبعيدا عن ذلك أنا لم ولن أفكر في المستويات في ما بيننا لذلك أزيل هذا عن تفكيرك."
ابتسم في نهاية كلامه وتقدم ففتح له زينو الباب وخرجا لحقتهما أنا وليفيا وجميعنا يحكمنا الصمت.
انها احدى المرات التي يكون فيها نقاش سيء بيننا ولكنه السبب، لم يكن عليه قول ذلك بعد كل ما مررنا به سويا.

............................


على المائدة الملكية الكبيرة حيث سموه كان قد ترأسها، والوزراء الذين لم تتم حولهم الشبهة في الخيانة جلسوا على الجانبين بينما أنا وزينو وقفنا خلف سموه فطبعا لن نستطيع الجلوس معه في نفس المائدة كما اعتدنا، الآن المكان ومراكزنا لن يسمحا لنا.
الغريب في الأمر أن السيد كيزارو كان حاضر وكان يتناول الطعام بيد واحدة بهدوء ذلك ذكرني بكلام سيراي حول شينجي
تمعنت فيه جيدا انه من النوع الذي يفكر ويحيط بكل شيء أكيد له يد في وجود شينجي قبل أزيد من سنة في أول لقاء بيننا معه.
أبعدت بصري عنه للنافذة التي احتلت جزء كبير من الجدار بدى الجو في الخارج مظلم وضوء الشموع القريبة من زجاج النافذة انعكس
بدون ارادة مني تذكرت ذلك اللهب الهائل ليلة الحريق، وتذكرت في يوم الغد في الغابة والأمير يخبرني بالتفصيل، كيف قتل سيكيوشي والداه واحد تلو الآخر أمامه، بينما هو أرستس حارسه الشخصي قد قيد حركته.
كان منهار جدا وهو يضرب كل ما هو قريب لقد كان يؤذي نفسه كثيرا فوق حروقه، كان أسبوع سيء مرَّ على كلانا من حروق وصدمة ألمت بكلانا.
عدت من ذكرياتي عليهم وهم يقفون ويستأذنون للمغادرة
وقف سموه هو الأخير ابتعد عن الكرسي و استدار نحونا ففاجأتني علامات الاحباط وكتفاه اللذان تهدلا...!!!؟
" لقد كان أسوء عشاء على الاطلاق."
قال وهو يمسد على معدته
لم أجد ما أمسك في نفسي على الضحك خصوصا وبجانبي قنبلة الضحك زينو لأنه انفجر قبلي.
بينما أكمل هو
" مضى وقت طويل منذ أصبتُ بآلام في معدتي بعد الأكل...ماذا يسمى؟؟ عسر الهضم."
حاولتُ مقاومة الضحك بصعوبة لأسأله وسطه
"لماذا؟"
" كانت آخر مرة عندما خالفت كلمات والدي و وبخني بشدة...والآن بجانب عدم لذة في الطعام، الوجوه التي قابلتها تجلب التعاسة."
" حتى وجهي سموك."
استدرنا جميعا للسيد كيزارو الذي دخل من الباب وخلفه الخادمات ليوظبن المائدة
" لم أقصدك بالتحديد كيزارو."
أجابه سموه وهو يمسد على معدته ويتجه الى كوب الماء ليرتشف منه فاعتذرت الخادمة بتوتر لأنها كانت ستحمله يبدو أنها مكلفة بتوضيب الكؤوس.
استدار هو غافلا عنها بينما أنا راقبتها كيف تنظر له بانبهار تبدو صغيرة في السن ربما في عمره أو أقل، ولم توقف تحديقها في ظهره إلا عندما حدجتها واحدة أخرى تبدو كرئيستهم.
تجاهلتهم وأصغيت لــكيزارو الذي يودع سموه وهو يقول بخفوت أنه سيمر على شينجي قبل رحيله لقريته الليلة.
شعرت بعينين تراقبانني استدرت فوجدتها رئيسة الخدم تحدق فيَ وفي ملابسي وسيفي، بادلتها التحديق بهدوء حتى استدارت مغادرة ما جعلني أرفع حاجبي باستغراب.
" ـــ هذا عمل لا يليق بك ـــ تلك معنى نظراتها"
أدرت بصري لـزينو بملل
" ماذا ؟؟ أنا أترجم لك كلامها الصامت"
" فقط توقف"
ضحك بخفوت وهو يتبع سموه للخارج فلحقتهما بعد خروجنا قلت
" سموك.. اسمح لي بالخروج قليلا."
" حسنا تعرفون غرفكم أليس كذلك؟.."
" بلى سموك غرفنا متفرقة حول غرفتك داخل جناحك، لقد كلف السيد كيزارو أحد الخدم بإخبارنا."
أجبته وأديت التحية واستدرت مغادرة فلحقني صوته
" اعتني بنفسكِ."
" حاضر."
أشعر بالملل ولا أرغب في النوم سأتجول قليلا وأعود بما أن زينو والبقية بجانب سيراي لن أقلق.

..............

وما ان دست عتبة الباب العملاق للقصر بغية الخروج للحديقة
حتى وجدت شينجي واقف مع حارسين هناك ولما اقتربت منهم عرفت الحارسان، انهما كانا ضمن جيشنا و مع اقترابي أكثر سمعت صوت أحدهما يخاطب شينجي
" الجنود محتارين من سيتبعون لأنهم فقدوا الثقة بالقادة القدامى، لمَّحْنا لهم عن الجنرال موراكامي فلم يبدو أي اعتراض ولكنهم محتارون."
" مساء الخير. "
" مساء الخير."
ردوا علي التحية جميعنا فوقفت قبالة الحارسين بجانب شينجي وسألتهم بعد أن عرفت شيء من الأمر
" هل من شيء آخر لاحظتموه؟؟"
أجابا هما بالنفي بينما لمح لي شينجي برأسه أن هناك ما يخبرني به،
فابتسمت لهما بتقدير على عملهما
" عمل جيد، عمتما مساءً "
سرنا نتمشى و ابتدأ شينجي الكلام عندما ابتعدنا بمسافة جيدة
" لقد أخبرني أبي أن وزيران لازالا لم يُمسكا بخيانتهما ولكنه متأكد تماما من ذلك."
" كنت أعلم أن تصفية القصر من الخونة أو الحكومة كـكل لن يكون سهل، وسموه مدرك لذلك."
لم يعقب شينجي واستمرينا بالسير في الحديقة حتى تكلم مجددا
" لقد سمعت من والدي أنكما دخلتما في عراك"
تحسست فكي
" لقد كان فضيع ولكنه لقنني درسا لن أنساه"
رأيته من زاوية عيني يلتفت لي باستغراب لأكمل على تساءله
" لقد كان محقا، لا يحق لي الوقوف بجانب سموه ان لم أكن على قدر مكانتي في حراسته"
" أنت أول شخص يقول عن قبضة والدي هكذا...قبل سنوات كنا أربعة تلاميذ نتدرب عنده من ضمتهم أنا...بعد شهر واحد لاذوا بالفرار لأنه لم يكن رحيم إنه والدي وأعرفه... وبالتفكير في تصادم حدث بينكما أنتما الاثنان ذلك يثير حماسي."
توقفت مكاني وواجهته بجسدي قائلة بجدية
" أنا أيضا يثير حماسي وفضولي انضمامك لنا ويثير حماسي أن أقطع وجهك المخادع"
رد على جديتي ضاحكا
" هيا لا تقولي لي أنك لا زلتِ تشعرين بالريبة مني؟؟.."
رفعت حاجبي وأنا ألتفت له برأسي
" لأني أشك أنك لم تَصْدُقْ وقد فات الأوان"
راقبت قهقهته التي انحسرت الى بسمة ثم اختفت للوجوم وهو يرسم وجهه الجليدي والذي يستعمله عادة في أعماله و مهماته
" أنت السبب شينجي ربما عليك أن تتخذ خطوة جيدة وتذهب لسموه في أقرب وقت... أخبرني سموه أنه سأل والدك عنك ولكنه لم يقل له شيء و راوغ."
مع نهاية قولي أبعد وجهه عني وبدقة لاحظت كيف توالت عليه مشاعر عديدة بعد أن فشل في تغطيتها بقناعه الجليدي، ليخرج في لحظة قناعه الخشبي ووضعه على وجهه وبقي ممسكا به ولم يلتفت لي.
ربما أكون اخطأت؟ ربما أكون آلمته؟ ولكني أحتاج للثقة به، أحتاج لائتمنه على حياة سموه.
ورغم ذلك لم أستطع تجاهل الأوقات التي قضيناها سويا
" شينجي تعلم أنك لست بحاجة لهذ القناع معي، سأتقبل كل ما تمر به في هذه المواقف وسأنسى ما رأيت، لست والدك لتخفي ما يختلج صدرك، أنا أسألك أن تذهب لسموه... ولكن ان لم تستطع أخبرني وأخبره."
" تم تدريبي على اخفاء ما يضعفني جيرينا، ولكن فشلت في ذلك عندما يتعلق الأمر بك وبسموه."
في أثناء رده أنزل يده ومعها القناع ونظر نحوي
عيناه شبه مغمضتان ذابلتان وملامحه متألمة ليكمل
" أنا لم أنظم اليكما بأمر من والدي."
صمت مبعدا عيناه ثم اعادهما لي
" لن أنكر أنه قال لي أن أذهب، وأرسلني خصيصا، ولكني رفضت ذلك وتشاجرنا وأجبرني على المغادرة...لأنه فضيع كما قلتِ، ولكن عزمت أني لن أشارك أميرا في هروبه أو في غزوه، لأني لست آلة يتحكم بها أي منهما، ولكن رؤيتكما بعد مغادرتكما مدرسة المعلم كينجي وصدقا كان الأمر صدفة حينها في المطعم أني دفعت ثمن طعامكما، لم أكن أعرفكما ولكنكما أثرتما انتباهي وبعد مراقبتكما ليوم عرفته هو فورا فتصرفاته النبيلة كانت بارزة حينها، ومعك أنت كنت اختلافه تماما لم تكونا ثنائي عادي."
ضحك بصدق ظهر لي جليا على وجهه
" فأنت كنت تأكلين بشراهة ولا تبالين بآداب المائدة بينما هو يرتب الأطباق ويرتب نفسه ثم يجلس يتناول طعامه ببطء حينها أنت تكونين ناصفت طعامك أو انتهيت، ثم راقبتكما أكثر من أسبوع من الفضول، ثم بعدها أحببت التقرب منكما... فقد رأيت أنه لا حدود بين مستواكما، أنت عاميّة بينما هو أميرُ البلاد، وأنت تعرفين الباقي."
أكمل حديثه بحنين في عيناه وكأنه عاد يعيش تلك اللحظات المهمة بالنسبة اليه.
" أدرك أنكما غاضبان ولكني حقا لست معكما لأن والدي قال ذلك...ما بين ثلاثتنا يفوق زملاء وأمير...على الأقل من جهتي."
كلماته الأخير أوجعتني،
" أرغب بلكمك شينجي."
تفوهت برغبتي وأكملت سيري بهدوء.
" ما معنى هذا؟؟."
صوته السائل المضطرب بجانبي جعلني أعلم أكثر أني آلمته لأجيبه أهون الأمر
" أنت المخطئ شينجي.. هل هذا هو الأمر..؟ كان يمكنك اخبرانا ولا تلفق كذبة تافهة حينها أنك لا تعرف أحد وانت تربيت على يد معلم قتال، ثم المراوغة من جديد بكذبة جديدة أنك تشاجرت مع السيد كيزارو بسبب موت أمك... هيا سنذهب الأن لسموه."
" ماذا؟؟!!"
صوته الذاهل هو ما أجابني به وأنا أشده من ذراعه لنعود لداخل القصر وتحديدا اتجاه جناح سموه.

....................

" استيقظ سموك."
كلمته من بعيد ولكن لم يجبني من خلال الانارة الخفيف لشمعة واحدة في الغرفة كان سموه مستلقي معطينا بظهره
"ماذا حدث له؟ في العادة يكون نومه خفيف"
صوت شينجي الهامس بجانبي حيث وقفنا بعد دخولنا السري من النافذة على طلب منه
" ربما حدث له شيء..؟؟"
صوته الهامس من جديد والمنذر بالشؤم جعلني أضربه بمرفقي على جانبه ليتأوه بهمس
" توقف عن تهويل الأمر، انه فقط نائم براحة."
وبخته بحدة ثم تقدمت من سرير سموه حيث هو نائم على جانبه الأيمن يقابل النافذة
أبعدت الملائة قليلا عن ذراعه ثم وكزته وأنا أهمس
" سموك...هاي..سيراي.."
مع ذكري لاسمه وكزته بحدة
" ما الذي تفعلانه في غرفتي في هذه الساعة؟؟ اذهبا للنوم."
صوته الصاحِ تماما من النوم فاجأ كلانا...!!! لقد كان صاحٍ من البداية...!!!
خطوات شينجي جاورتني وصوته المتذمر والمستفز تردد في الغرفة
" لماذا تعمدتَ التصرف كالميت سموك..؟"
" هل أنت بومة الشؤم في هذ المساء؟؟."
"أخفض صوتك أريد أن يبقى المكان هادئاً!!"
في نفس اللحظة وبنفس النبرة الهامسة خاطبته أنا وسموه
تجاهلني أنا وهو يتقدم ليجلس أمامي قليلا على سرير سموه بوقاحة رفعت له حاجبي بينما لاحظت سموه يستقيم جالس متربعا وقد أبعد الغطاء عليه
" لقد كنت سأنام حتى سمعت همسات مألوف وشخصان يتصرفان بحذر يدخلان نافذتي."
قوله المبسط على ارعابنا ولو لجزء من الثانية أزعجني ولكني هدأت نفسي وأنا أبتعد قليلا أترقب حديثهما.
نقل سموه نظره بيننا مبتسما وقال
" إذا، ما الذي أتى بكما؟"
بحدة تحرك شينجي مؤشرا بإصبعه علي مبعد الموضوع عنه
" انها هي من جرتني اليك، ولما عرفت أننا سنأتي الآن مهما اعترضتْ، أقنعتها أن الدخول من هنا أفضل وأكثر سرية."
اعتدل سموه أكثر رغم أنه يتوسط السرير باعتدال جيد، و سأل باستغراب
" أكثر سرية؟!.. من أجل ماذا؟؟."
جواب شينجي أتى فورا موضحا ببساطة
" ليس لأجل شيء فقط لنبعد شبهات او أي شيء آخر، يعني عمل في الظلام."
رأيت سموه يرمش ثم سأله بلم أعرف كيف أصفه من استغراب وتفكه في صوته
" هل أنت سفاح يعمل تحت ستار الليل؟؟"
أجابه شينجي بفطنة وجدتها شخصيا غبية وعنيفة
" تعرف أنك تستطيع الاستفادة مني في ذاك الجانب أيضا."
قهقه سموه فبدى لي أن مزاجه جيد
" حقا.. ماذا أتى بكما؟؟"
عند اعادت سؤاله أحببت تخطي هذ الأمر فهذا الغبي الذي أمامي عرفت قبل قليل أنه أحمق في هذ الأمور عندما يتعلق الأمر به فباشرت قائلة ولا زلت واقف خلف شينجي حيث هو جالس
" سموك هذا المستفز الأحمق قد اعترف أخيرا بالحقيقة، أنه تم ارساله من قبل والده السيد كيزارو."
اختفت ابتسامة سموه وهو يعود ببصره لشينجي الذي لم أرى ملامحه وهو جالس يعطيني بظهره فأكملت
" ولكن، شينجي لم يوافق على أمر والده وغادر البيت بأمر منه ليأتي إليك، وغادر وهو عازم على عدم المجيء اليك، ولكن، التقى بنا صدفة وبعدها أثرنا فضوله حسب ما قال وكما فهمت من وصفه لنا فقد كنا كبعد السماء والأرض... أنت تتصرف كالنبيل بينما أنا أنهش الطعام نهشا"
كشرت في آخر كلامي وأنا أتذكر أنه وصفني بالشراهة بينما وصف سيراي بالنبل
تحرك شينجي ملتفت لي باستفزاز قائلا
" انها الحقيقة."
رددت عليه بيأس
" أعلم أنها الحقيقة ولكنها مؤلمة جدا."
لم نحرك بصرينا عن بعض بتحدي الا على صوت سموه الذي ضحك وسقط مستلقيا للخلف، لم يتكلم أي منا حتى سكت ثم وجه كلامه لشينجي وهو يناظر السقف من خلال استلقاءه فاردا ذراعيه على السرير
" ما الذي جعلك ترفض أمر والدك؟ رغم أني أستحسنه ولكني أريد أن أعرف؟!!"
تحركت أنا للكرسي لأجلس لأني تعبت من الوقوف
بينما شينجي يرد بنبرة حيادية وبلا رحمة أخرج قوله
" وقتها فكرت أنا لم أتدرب تدريب قاسي لسنوات حتى أربط مصيري بأمير هارب، ولم أرد العيش تحت الأوامر والتقيد بها، لم أظن وقتها أنك تستحق مجهودي أو قطرة من دمي تُبذل لأجلك."
الهدوء حل على الغرفة بعد تصريحه الصريح جدا، بعد هينة تكلم سموه من جديد
" وهل أنا أستحق ذلك كله في نظرك؟؟."
ليرد فورا شينجي بلا تردد، بنبرة وصوت ثابتان
" طبعا، لو لم تكن كذلك لما رأيت وجهي أبدا."
رفع سموه ذراعيه وجذب نفسه ليعتدل في جلوسه مثل قبل ثم مد يمناه
" اذا فلنبذل جهدنا لأجل بعضنا ولأجل المملكة."
صافحه شينجي بدون قول شيء وملامح وجهه لم أفسرها سوى أنه ممتن جدا، وأنه كان خائف من الرفض... وأنه سعيد جدا راقبت ابتسامتهما الكبيرة وهي مرسومة على وجهيهما براحة، فهكذا أزيح جدار خفي كان بيننا وبين شينجي.

....................

بعد خروجنا من النافذة كما دخلنا افترقت عن شينجي لأذهب للنوم وأنا أفكر ما قاله شينجي هو كان يخاف أن يرفض، في أثناء عودتي سقطت لفيفة أمام قدمي من حيث لا أدري، حملتها بسرعة واقتربت من الانارة في الرواق المؤدي لغرفتي لأبدأ في قراءتها
" أعلم أني تماديت في تصرفاتي ولكن كل ذلك حرص من أجل حياة سموه، لا أرغب أن يعيد التاريخ نفسه، ولا أريد أن يعيش شخص آخر مثل ندمي وحسرتي على تهاوني في عملي... ابذلي جهدكِ."
لم يضع اسمه ولكني عرفته انه السيد كيزارو.
بعد دخولي لغرفتي رميت الرسالة في نار المدفئة لتحترق فأنا لا اجد سبب لبقائها فقد أكملت مهمتها، نزعت درعي وغيرت ثيابي وخلدت للنوم في استعداد للغد.
.
..
..
انتهى الفصل الخامس



https://c.top4top.io/p_2302735sx5.png
https://k.top4top.io/p_23020tbqx1.png

lazary
06-22-2020, 04:17 PM
جاري تنزيل الفصل السادس ان لم انزل فبسبب النت

lazary
06-22-2020, 11:43 PM
https://d.top4top.io/p_2302r4kk81.png
https://b.top4top.io/p_2302hou6k4.png
https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gif (https://top4top.io/)





( الفصل السادس )


التتويج، تحقيق أمنية




في الغد عندما اصطف الجميع في الأسفل من خدم، وزراء ومرافقيهم، كذلك الحرس الملكي، القادة العسكريين منهم من عرفتهم ومن لم أرهم من قبل،
موراكامي كان يتقدم في وقفته الآخرين وخلفه كان ريو و زينو و ليفيا،
أما كوني مرافقته وقفت بعيدا عنه بخطوات فوق منصة التتويج.
الجميع صامت ينتظر التتويج حيث وقف الأمير وبجانبه يتحدث الوزير الجديد
كانت ثرثرته على وجوب اطاعة الملك من أجل المملكة وأنه الوريث الشرعي وأن حقه ضاع ....
أصابني الصداع، لا أدري حتى كيف يمسك الأمير نفسه على دفعه للأسفل أو قطع رأسه لماذا لم يُظهر الحق سابقا ؟؟..
أبعدت نظري عنه بانزعاج لسموه وجدته ينظر لي وبسمة يحاول كبتها تريد الخروج، تلك النظرات أعرفها جيدا انه يعرف ما يدور في رأسي اتجاه هذا الأحمق، لم أستطع التحكم في شفتاي حتى لا تظهر ابتسامة واسعة فضحكت بخفوت وحييته برأسي باحترام وأعدت بصري للأسفل حيث وقف الجميع، وكلي يقين أن بعضهم كارهون ولكنهم مجبرون وآخرون متحمسون وآخرون أوفياء
دقائق حتى تقدم الوزير وخلفه خادم يحمل على يديه المبسوطتان وسادة من القماش الأحمر الفاخر محفوفة بشراشف بلون الذهب جميلة تليق بالتاج فوقها.
دَنَيَا حتى وصلا حيث يقف الأمير منتصف منصة التتويج الملكية
وقفت أبتسم له،
قلبي يرفرف من أجله وأخيرا سيعاد التاج الى مكانه.. سيعاد فوق رأس ملكه الحقيقي
أحنى الأمير رأسه استعداد للتاج والتفت الوزير باحترام بالغ ليحمل التاج بكلتا يديه

" حقق لي أمنيتي بتتويجك"

كنتُ أدري أن آخر أمنياتي التي لن وتتحقق في حياتي هي إلباس سموه التاج شخصيا،
ولم أدرك أني تفوهت بذلك في الحقيقة وأني لم أتركها أمنية في قلبي..
إلا عندما زمجر الوزير في وجهي بخفوت رغم غضبه العارم مصدوم من طلبي المنافي لمكانتي وسلطتي ويعارض كل القوانين.
وأما سموه فقط كان هادئ ولم أقرأ أي شيء على وجهه ثم ابتسمت عيناه ثم وجهه كاملاً وأومأ ملتفتا للوزير

" أمنيتك ستتحقق.... من فضلك أيها الوزير هلا تركتَ المكان للمرافقة جيرينا"

أطاع صاغرا وهو يرمقني بحدة لم تخفى علينا
تقدمت ووقفت أمام سيراي والتاج المحمول من قبل الخادم على يميني والغفر على يساري في الأسفل لم ألتفت ولم أتحرك وقفت فقط أحدق في سيراي وداخلي حماس وتوتر وفرح لأنه وافق بدون سؤال أو أي شيء..
فقط وافق وطلب من الوزير التنحي عن مكانه من أجلي...
ألصقت سيفي المُغمد في مكانه عند خصري وحدقت به قليلا، ثم رفعت رأسي ونظرت لسموه كان ينتظر بهدوء أحنيت عيني باحترام خالص له
واستدرت كليا للتاج وحملته وكل صور ذكريات السنتين أتت في رأسي دفعت واحدة، نزل سموه قليلا بمستواه حتى أضع التاج وأثبته
خفت أن ترتعش يداي وأسقطه ولكنها لم تفعل، ثبتت التاج وقلبي
يدق براحة ...أخيرا...
وقلت له

" حياتي هي فداك وفداء للمملكة.. وسلاحي سيكون في وجه أعدائك وأعداء المملكة، أنا بجانبك وسأبقى دوما كذلك، فكن ملكا صالحا ولا تخف أحداً فأنا والحراس سنكون ضد كل من يهددك أو يهدد استقرار المملكة.. نحن جميعا هنا من أجلك"

لم يقل لي شيء واستقام مستديرا للغفر، والوزير يعلن

" بالإثبات والدلائل والتعرف على الأمير سيراي آياموشي ابن الملك الراحل كامادو آياموشي، رسميا وشرعيا أعلن تتويج الملك الجديد سيراي آياموشي على مملكة زيروفا.... فلتحيوا الملك"

صرخ بصوت أعلى لتحية الملك ثم تعالت الهتافات خلفه بانتظام

"" يعيش الملك سيراي ... يعيش الملك ... يعيش الملك ""

بعد دقائق تقدم الوزراء وصعدوا المنصة وأحنوا رؤوسهم وهم واقفين

" نحن نتعهد لك بالولاء المطلق جلالة الملك"

كنت بجانب الملك فكان المنظر مربكا أن تكون محط الانظار بهذه الطريقة ولكن سموه لم يرتبك بل رد عليهم بهدوء وسلاسة، لا أدري لماذا أحيانا أنسى أن سموه قد كان يوما ما هنا وبين براثين السلطة وشيء كهذا لن يربكه.
بقي يتلقى التهاني والوعود بالولاء حتى تعبنا.

.................

وأخيرا بعدها عدنا لداخل القصر الذي تغيرت جدرانه وأثاثه كما قال سموه فيبدو أن الحريق سابقا ألَـمَّ بمعظمه لهذا غيروا ألوانه،
شعرت وأردت لسموه الدخول للمكتب الملكي وحده لبضع دقائق لأول مرة
وبما أننا لم نكن وحدنا معه فبعض من الوزراء وأشخاص آخرين نبلاء كانوا يريدون الدخول.
ونحن نرى المكتب قريب قلت لموراكامي بسرية

" سوف أدخل مع سموه لفحص المكتب و أخرج، انت أطلب منهم أن ينتظروا خارجا لدقائق"

لم يرفض بل أومأ موافق رغم غرابة قولي
أسرعت أهرول حتى تقدمت عليهم وفتحت الباب ودخلت ودخل خلفي سموه رأيت موراكامي يقف في الباب يسده بجسده أمام الآخرين قبل أن أغلقه وأستدير للداخل أتفحص المكان بسرعة جيدا ثم درت لسموه

" سموك سوف نسمح لهم بدخول ما ان تكون جاهزا"

سمعت همسته موافقا وهو يوليني ظهره فخرجت وأغلقت الباب خلفي بهدوء
وقفت بجانب موراكامي بينما الآخرون يبدوا أنهم توقفوا عن التذمر بعد أن خرجت أنا وبقي سموه وحده.
دقائق حتى سمعت صوت سموه يطلبني
دخلت فأذن للجميع بالدخول.
لم أرد التركيز فيه كثيرا، ولا في وجهه الشاحب، فعملي أصبح أخطر الآن وحياته في خطر أكثر من أي وقت، راقبت الوزير الذي كان في المنصة من قبل وهو يرمقني بغضب، وراقبت النبلاء صغار وكبار وهم يمجدون سموه وذكائه وهو يكتفي بإيماءة وابتسامة صفراء فلم أعرف هل هو يكرههم، او بسبب جلوسه في المكان الذي كان يوما ما لوالده.
وخرجوا بعد أن أعطاهم سموه ملاحظات وأوامر لم أفهم منها الا القليل حتى الآن لم أفهم كيف يعيش الملوك، ولا النبلاء، فأنا ابنة حداد كنت أجلب يوميا من الجبال الحطب الذي يقطعه أبي من أجل الحدادة وأعتني بأبي و البيت، لم يكن في تصوري أني يوما ما سأكون في القصر الملكي.

...........

كانت ليفيا آخر من غادر من الحرس
تراجع للخلف وحط رأسه على ظهر الكرسي محدقا للسقف تبعت أنا ببلاهة لم أتعمدها بصره، ونظرت للأعلى نقوش كثيرة ورموز تخص شعار المملكة حيث تداخلت ستة سيوف في بعض دائريا وقرض الشمس في المنتصف نحتت بامتياز ففكرت بصوت عالي بسخرية

" على أقل هو لم يغير شعار المملكة"

حيث أن سيكيوشي قام بالكثير من التغييرات الغير مفيدة والخاطئة ذلك ما أتى على عقلي بسخرية
أنزلت نظري له تزامن مع نظره، كل شيء به باهت حد الشحوب

" أنت لم تأكل أي شيء منذ البارحة بعد حضور السيد كيزارو..هل .."

قاطعني يخرج شيء من جيبه وهو يقف مقتربا مني

" لا أريد تناول شيء أشعر بالغثيان"

مد يده ناحيتي وفردها لأجد شيء كقلادة يعلق على الصدر
لقد رأيته سابقا على صدور الحراس الملكيين
رفعت له بصري مصدومة
بالكاد حرك فمه ليبتسم ثم مد يده يعلقها على يسار صدري حيث تضرب القبضة اليمنى عند التحية الملكية
توترت جدا لم أتوقع هذا رغم أني كنت أريد مرافقته حتى بعد عودته هنا،
كنت خائفة كيف سأبقى بجانبه ولكن الآن لي مكانتي التي تخولني للوقوف بجانبه أينما كان
ضرب درعي عند كتفي بحزم لم يتناسب مع حالة وجهه ونفسيته

" من الآن رتبتك الحارسة والمرافقة رسميا، ولست مرافق عادي بل كلمتك ستكون مطاعة من جميع من هم أدنى رتبة منك....و نصيحة لا تتدخلي في أمور النبلاء وحاولي ألا تحتكي بهم لأنهم خبثاء وليسوا كالجنود حيث اعتدت يخرجون وجها لوجه. هؤلاء كل شيء منهم يمشي بخبث وتحت ابتسامة خلابة.. جيرينا.."

توقف عن التحدث ولمعت عيناه بالدموع
فاحترقت عيناي أيضا، ونزلت دموعي خلف دموعه وأكمل قائلا ببحة حارقة


" انهم مخادعون.... جيرينا هؤلاء جميعهم كانوا قبل سنتين يبتسمون في وجه والدي، ونسائهم كنّ يضحكن على مائدة والدتي أثناء تناولهن العشاء أو الشاي .... جيرينا احذري منهم من فضلك فأنا لن أتحمل خسارة أخرى ......."

صمت وأمسك بكلا كتفاي وشد بيداه فوق الدرع وأجاب على ما كنت أتساءل عنه دوما

" جيرينا أنت عائلتي ....أنت ملاذي الآمن، أنت كل شيء جميل حدث بعد أن فقدت كل شيء ..... لا أريد خسارتك بأي شكل، لا أريدكِ أن تفديني بروحك ... أريدك أن تعيشي لأجلي"
كلانا نظر للآخر، ودموعنا سقت وجهينا
وعيوننا قالت العديد من المخاوف والعهود،
وفي موقف لم يحصل من قبل حتى عندما كان منهارا في الغابة بعد هروبنا قبل سنتين لم أفعلها
وجدت نفسي أعانقه بصمت وحديد الدرعين أصدر صوت الصلابة القوية والثقة المطلقة والعطاء الخالص والاحترام المتبادل،
أحسست به يكتم شهقاته وليس مثلي تركها تخرج ابتسمت من بين دموعي ثم ضحكت وضحك هو خلفي ثم تركنا بعضنا ولا زلنا نضحك ونمسح دموعنا
فقال وهو يردع دموعه بصعوبة ضاحكا

"بالمناسبة لقد أصبحت قصيرة أنظري قمة رأسك الآن تصل أنفي بالكاد"

رددت عليه بنزق

" بل أنت الذي أصبحت طويل قريبا ستصبح بطول موراكامي وشينجي وسيلزمني كرسي أصعد فوقه لألحق بكما، يا ويلي عليك يا أنا و يا زينو كلانا أقزام هذ الفريق حتى ليفيا أطول مني"

أكملت نحيبي المزيف وأنا أمسح دموعي الحقيقية بينما سيراي يضحك وقد عاد لون وجهه تدريجيا.
جلس أمام المكتب على الأريك باسترخاء ثم وضع ساق على الأخرى بتفاخر أثار استعجابي

" بالمناسبة أنا لم أعد سموك بل جلالتك"

رفعت حاجباي بتساؤل وأنا أدنو لأجلس مقابله
رد يجيبني

" قبل خروجك من قبل بعد فحصك للمكتب قلت لي
ـــ سموك سوف نسمح لهم بالدخول ما ان تكون جاهزا ـــ "

ضحكت بفرح لأجله وأملت رأسي أتسلى

"يبدو أني أجرمت في حق السلطة العليا هل ستتم معاقبتي..؟ "

أدار عينيه حوله ثم نظر لي

" امممم ربما ستسامح السلطة عندما تتم رشوتها بكأس ماء وتفاحة..؟"

" وااه هذه السلطة ليست طامعة كثيرا ان كانت تريد شيء بسيط كهذا ربما هي لا تقدر قيمة نفسها."
نفى بيده بانزعاج

" السلطة معدتها حاليا تتلوى والتفاحة سوف تكفي."

ضحكت وأنا أهم بالوقوف

" أمر السلطة ... الماء موجود وألذ حبة تفاح سوف تحضر خلال دقائق"

خرجت ولم تختفي ابتسامتي فالتقيت يزينو عند الباب كان سيدخل وكان هذا جيد لأني كنت سأتركه وحده.
دخلت للمطبخ بينما الخادمات ينظرن لي باستغراب وبعضهن يرمقن ملابسي باستعجاب وجدت سلة التفاح حركت التفاح حبة حبة أنتقي واحدة وأنا خائفة ان يكون مسموم.
لم أثق بالأمر توقفت عن الحركة أفكر من أين سأجلب شيء موثوق
ففي السنتين كنت أتسوق بنفسي أو ألتقطه من الأشجار مباشرة كون التفاح فاكهته المفضلة كنت أستطيع تدبير الأمر بنفسي ولكن في القصر الأمر مختلف ومقيد

" ( ربما لو كان السيد كيزارو هنا لــ)"
وقطع حديثي مع نفسي همسه بجانب أذني

" ماذا تريدين مني؟؟"

التفتت مجفلة لا أعتقد أن هناك من جعلني أجفل مثله.
تنحنحت وأجبته بهمس أيضا خشية من آذان الخادمات

" كنت أبحث عن تفاحة موثوقة للأمير...للملك"

أخذ تفاحة وقضم منها قائلا

" خذي الآن من هذا لأني أكلت منه قبل قليلا واحدة وها انا أمامك بخير."

أخذت اثنين وخرجنا سويا وعندما ابتعدنا عن أي آذان سألته

" ومرة أخرى ماذا أفعل فسـمـ ...جلالته يحب التفاح؟؟"

" حديقة القصر كبيرة للغاية ومليئة بأنواع كثير من الفاكهة، خذي منها عشوائيا حتى لا يعرفوا شجرة محددة."

ثم رمى بقايا التفاحة على طول ذراعه من نافذة ممرنا عليها وأكمل
" عليك التجول جيدا في القصر ودخول كل الأماكن فيه حتى تعرفي كل شيء وكل شخص فيه، لأنك الحارس و عليك معرفة من أين تذهبين مع الأمير في حالة حدوث شيء يهدد حياته داخل جدران قصره."
أكمل كلامه وافترق عني آخذا رواقا ثم نزل درجات طويلة أوصلته لساحة التدريب.
أكملت طريقي ثم ذهبت لغرفتي وأخذت اناء الماء سكبته في الحوض وأعدت ملأه وقصدت المكتب مجددا.

...................

في الغد بدأت الحياة في القصر تم تعيين الكثير من الأشخاص رسميا وأنا واحدة منهم كقائدة الحرس والمرافق الدائم للملك.
موراكامي عُين جنرال الجيش والمستشار الحربي.
زينو حارس ونائب لقائد الحرس يعني أنا.
شينجي حارس ومبعوث سري.
ليفيا أيضا حارسة ومدربة للمجندين الجدد لفرقة الرماح وكم كانت كارهة لذلك...شكت لي أنهم سوف يهزأون بها كما يفعل شاهيرو.
ريو عينه موراكامي مرافق له دوما بعد الحاحه المضني وكفائته طبعا.
بدأت الحياة في القصر وانا بجانب جلالته، البعض من الأعداء لم يتم إزالتهم تماما من القصر ولكننا جميعا نعمل على كشفهم.
السيد كيزارو غادر وهو يتمنى أن لا يحدث شيء يجعله يعود تاركا خلفه شينجي بعد أن أعطاه درسا قاسيا جعله يعاني لساعات من الألم في جسمه ولم أعلم لماذا؟ سوى بعد أن سألت شينجي قال ان هذه تحية والده.
قررت أنه بعد أن تهدأ الأوضاع سآخذ اجازة وأذهب لقرية والدي فقد مضت ستة أشهر منذ آخر مرة رأيته بها.
ووقتها طردني لأني لم أحضر معي الأمير فقد كان متحمس لرؤيته.
في الليل عندما خلدنا لغرفنا استلقيت على سرير وقد اطمئنيت على سيراي بما أن رجال جيشنا هم من يحرسون داخل القصر ورجلين من فريق شينجي هما من يحرسان غرفته، كنت أتأمل السقف بتفكير و فجأة شعرت بحركة قربة باب غرفتي استقمت حاملة سيفي بعد أن سللته من الغمد بهدوء ووقفت خلف الباب فسمعت وشوشة لم أعرف الأصوات لانها
منخفضة
دق قلبي وارتعبت ربما...؟

( سيراي... ربما حدثت خيانة ..)

فتحت الباب بقوة موجهتا سيفي ناويتا قتل من أمامي ثم أركض لغرفته

ولكن سيفي صُدَ من قبل موراكامي...؟؟

رمشت عدة مرات و أنا أتنفس بقوة سمعتها بوضوح لأن الرواق كان فارغ سواه ومن.. (سيراي...؟)

" موراكامي، سيـ.. سمـو، جلالتك..؟؟"

أبعد موراكامي سيفه بحذر وبطء تاركني استوعب الموقف
فأنزلت يدي بهدوء أيضا
تكلم سيراي أولا وهو يناظرني بتسلي

" أصبحت لديك مشكلة أكبر مع صفتي أليس كذلك؟؟"

أدرت رأسي بغباء
بسط يديه يشرح مقلدا لي

" سيراي، سموك، جلالتك.. أي منها بالضبط؟"

رأيت موراكامي ينظر له باستغراب
حقه أن يستغرب فأنا لم يسبق لي أن ناديت سيراي باسمه أمام أحد منهم.

أجبته وأنا أستند على اطار الباب أريح نفسي من هذا الفزع الذي أصابني من أجله

" ذلك يعتمد على الصفة التي أتيت بها الى هنا؟؟"

رأيته يرمش ثم قال بغرابة

" أنت تجعلين من الأمر غريبا لمن لا يعرفنا ويسمع مثل هذا الكلام"

لم أفهم ماذا يقصد ويبدو أن ذلك ظهر على وجهي فجذبني موراكامي لأخرج من الغرفة وأغلق الباب ثم شرح

" أنت تجعلين جلالته يبدو كشخص مقرب.... جدا"

صمتت أناظرهما مفكرة، أنا وسيراي حقا مقربان جدا،
ثم تكلمت وما زلنا لم نتحرك

" حسنا أنا أعتبره ..كيف أصفها؟ صديق..؟... لا! الأمر أكبر من ذلك.. أخ..؟...لا! لم أملك أخا لذا لا يمكنني أن أعرف، حسنا بعيدا عن أنه مَلـكي الآن لا أعرف كيف أًصفه بالتحديد."

كلاهما كانا يستمعان إلي ثم دفعني سيراي لأسير معهما قائلا

" عندما تفهمين أفهمينا معك، والآن دعينا نخرج للتجول فكلانا لم ننم حتى الآن... و لماذا مازلت بملابس الحرس ألم تنامي بعد؟؟"

خرجنا للحديقة نتمشى ببطئ والمكان هادئ جدا.

"لم أستطع النوم...لا زالت كل حواسي مستيقظة."

أيدني موراكامي

" أنا حتى الآن صوت المعركة يدور في رأسي من الأمس."

سار ثلاثتنا جنبا إلى جنب سيراي كان وسطنا

" كيف التقيتما؟"

سألتهما وأنا أجول بعيناي الأنحاء
أجابني سيراي

" لقد ذهبت الى غرفته."

التفتت مصعوقة ولم أستطع التحكم في نفسي ناهرة اياه

" كيف تكون مستهترا كهذا بشأن حياتك؟؟..ان احتجتنا فقد قم بأمر حرس الباب أن يستدعونا، لا تخرج بنفسك ووحدك."

نظر إلي وعيناه مذنبتان وما زاد عليه هو موراكامي الذي قال موبخا

" معها حق أنت لم تعد في المعسكر حيث الجميع يحبونك هنا أعدائك في كل مكان."

وسار يسبقنا ليجلس في المجلس الملكي للحديقة
تنهد سيراي وغمغم لي ببؤس مضحك

" لم أستطع النوم فالمكان جديد علي مثلكم."

كان يبدو تائها حقا يبدو أنني لم أفكر كثيرا بشأن نفسيته وأنه يرى نفسه وحده في القمة

" سيراي أيها الــ؟ كيف لك أن تعتقد نفسك أنك وحدك ألم أخبرك أننا معك وحولك."

أدركت أني لم أتحكم مجددا بنفسي وهذه المرة الثانية ضده
لم أستطع أن أنظر له مباشرة ثم على حين غرة ضربي حجر صغير على رأسي وسقط بجانبي نظرنا جميعا للشجرة فكان شينجي هنا

" أيتها القائدة لا تشتمي ملكك، هل تريدين النفي أيضا مثل ساساكي هاتاكي؟؟ وأنت موراكامي كيف لك أن تجلس بدون أن يأذن لك ملكك."

لقد شبهني بأكثر شخص أكرهه
بينما سمعت موركامي يأمره بببرود

" لا تتدخل"

صرخت عليه وانا أواجهه بجسمي

" لا تشبهني بأمثاله أبدا، إياك.. إياك شينجي"

شعرت أني أفقد أعصابي

" دعك منه إنه يستفزك"

كان هذا صوت زينو خلفنا ومعه ليفيا
التي لوحت لنا وهي تبتسم باشراق قائلة

" لم نستطع النوم فخرجنا ووجدناكم جميعا هنا،"

سقط حجر أمامهما وشينجي يقول ونبرة التكذيب تملأ صوته

" لا تكذبي أنتما تتبعونهم منذ خروجهم"

أدارت رأسها عكسنا ثم انفجر زينو ضاحكا ما جعلها تضربه على كتفه ولكنه لم يتوقف واستمرا بالتقدم حتى وصلوا لنا وأنا حتى الآن لم أنظر ناحية سيراي.
وتقدمنا جميعا وتفرقنا على كراسي المجلس تاركين سيراي واقف
بعد جلوسي نظرت نحوه كان يتقدم مع شينجي الذي نزل من الشجرة وحتى الآن هو بملابس التخفي خاصته.
جلس شينجي بجانب موراكامي بينما أكمل سيراي سيره حتى مكانه صدر المجلس كرسي الملك.
سقط عليه وأصدر آهة فالتفتنا له جميعا
نظر نحونا ثم ضحك بخفة وقال

" أنا فقط أشعر بالراحة الآن."

بما أن موراكامي أول من جلس بأريحية عرفنا كلنا بطريقة ما
أنه علينا التصرف بلا رسمية حتى يرتاح الملك ويشعر بالأُلفة في هذا المكان الذي قتلت فيه عائلته.
لأتذكر الأكاديا

" بالمناسبة جلالتك.. هناك أمر مريب يدور في قرية جبال الأكاديا."

نظروا لي جميعا بتركيز بينما سأل هو

" ماذا ما هو المريب؟."

" ذلك ليس سريا بعد الآن أليس كذلك؟؟."

كنت أعلم أنه سؤال غبي ولكني قلته على أي حال قهقه زينو بينما أجب هو بحيادية
" نعم"

" عندما ذهبت انا وزينو للقرية كانت حراستها مشددة على الباب ولا يحبون الزوار خاصة اننا وصلنا في الليل، كذلك أهلها كانوا مرتابين فلم أعرف هل يخفون شيء أم يخافون من شيء."

سكتت فتكلم زينو وهو يرمق سيراي بجدية

"ومنظر الجبال هناك مهيبة وكبيرة وكثيفة الأشجار ولابد أنها تتواجد كهوف هناك."

تزامن ثلاثتنا في النظر لشينجي
رفع يديه

" مرت سنوات منذ أن تجولت في الجبال، و اجل توجد هناك عدت كهوف كبيرة."

سكت ونظرنا جميعا لسيراي ماذا سيقول بخصوص هذا؟
ركز قليلا على أرض ثم رفع رأسه

" ولكن علينا أولا التركيز قليلا هنا في الأماكن القريبة... وبعدها سيكون علينا ارسال دورية سرية لتفقد القرية والجبل معا حتى نتأكد من أي شيء يحدث هناك."

" أترك الأمر لي ولفريقي جلالتك."

تدخل شينجي عارضا الفكرة

" أجل ولكني سأختار غيركم أيضا."

البقية لم يسألوا عن شيء ونحن اكتفينا بهذا القدر في الحديث عن الأمر.
بعدها أخذنا عدة أمور في حديثنا وقريب من الفجر عدنا لغرفنا لنرتاح.


https://c.top4top.io/p_2302735sx5.png
https://k.top4top.io/p_23020tbqx1.png

lazary
06-23-2020, 12:03 AM
انتهى الفصل السادس
الفصل القادم هو الأخير من الجزء الأول للرواية ...الجزء الثاني لا زال قيد الكتابة

استمتعوا...

lazary
06-27-2020, 03:14 PM
السلام عليكم

اليوم او غدا سيتم تنزي الفصل الأخير للجزء الأول من الرواية

lazary
07-04-2020, 03:49 PM
ممكن رد واحد على الاقل قبل الفصل الاخير

حتى اجتهد من اجل الجزء الثاني للرواية

lazary
07-13-2020, 11:59 PM
https://d.top4top.io/p_2302r4kk81.png
https://b.top4top.io/p_2302hou6k4.png
https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gif (https://top4top.io/)



الفصل السابع والأخير

التأقلم صعب وليس مستحيل، المكانة في القصر




بعد أيام في ساحة تدريب العائلة المالكة
وقفتُ أراقب جلالته يتدرب مع شينجي بدون استخدام السيف أراد تعزيز قوته بدون السيف وكانت الغلبة لـشينجي كما هو واضح لنا ولكن جلالته لم يستسلم بل هو ينفذ توجيهات شينجي ويزيد عليها كان جليا أنه متحمس وواثق من تقدمه ويريد تعلم كل شيء، وكأنه يخشى الاخفاق فهو يعمل فوق طاقته منذ التتويج.
أطاح به شينجي على الأرض فبقي مستلقي رأيتُ من هنا صدره يتحرك بسرعة يبدو أنه أُنهك تماما، ثم تحرك زينو ناحيته بتكاسل يمده بالماء بعد ان ساعده ليعتدل في جلسته، سمعته يقول
" أنت تراوغ كثيرا لا تتبع هذا الأسلوب فجسدك ليس بتلك الرشاقة... لا تتبع أسلوب جيرينا و زينو فأنت عكس قامتهما قوي البنية مع مرور سنة او سنتين ستصبح بحجم موراكامي تقريبا، لذا اعتمد على أسلوب خاص بك أي.."
قاطعه موراكامي بعد تقدمه نحوهم
" ليس هذا كل شيء عليك تقوية ذراعيك أكثر والركض حتى تستطيع رئتاك مجاراة حركاتك.. أنظر مع ان شينجي كان يتحرك مثلك ولكن أنفاسه لم تنقطع مثلك، ولم يحتج للماء بسرعة."
تجمع عليه ثلاثتهم كل واحدة من جهة يوثق فيه معرفته
ربما هو الان سيكون بخير بدوني فرغم تباعدهم الفكري شيء واحد يجمعهم وهي حياة جلالته.
صاح يخاطبني
" وأنت جيرينا ما رأيك؟؟ ما هي نصيحتكِ؟."
لم أجبه وانحنيت لأرفع سيفه وسرتُ ناحيته ثم استللت سيفي وقدمت السيف
" جلالتك أنا لا أستطيع تقديم النصائح الا مع التطبيق ما رأيك بتدريب قاسي بيننا؟؟."
تهيأت في مكاني بينما هو رمى القارورة لـزينو
نظرت له بهدوء كما ينظر لي
بعدها قال
" لنجعلها قياس لما أصبحنا عليه."
" ان كان هذا ما تريده جلالتك."
.....................
أدخلت وجهي في حوض الماء لثواني ثم أخرجته وأعدت الكرة مرات حتى شعرت بالراحة، ثم أدخلت ذراعي ورشقتهما أيضا وبعدها أخذت المنشفة من يد الخادمة جففت وجهي وعند انزال المنشفة نظرت لها وجدتها تنظر لذراعي الأيمن طرفت بعينيها ثم ارتبكت عندما وجدتني أحدق فيها بدوري،
توترت وتمتمت معتذرة، استغربت اعتذارها ولكني تجاهلت ذلك وأعطيتها المنشفة واستدرت خلفي فوجدت سيراي ينتظرني بينما بقية الفرسان غادروا بالفعل.
لأدرك بحرج أني أخذت راحتي في تبريد أطرافي بعد النزال المتعب الذي دار بيننا، ابتسمت له وأنزلت أطراف لباسي على ذراعي بينما أشيع الخادمة بنظراتي ثم أعطاني سيراي سيفي ونحن نسير اتجاه مدخل القصر من الجهة الخلفية، ثم تكلم بعد هينة
" لقد كانت تراقب حروق ذراعك وعندما أمسكتِ بها ظنت نفسها تواقحت معك، لهذا السبب اعتذرت منك."
تعجبت من جوابه على سؤال لم أطرحه ثم نظرت له مستغربة
" ولكن لماذا تظن نفسها وقحة لمجرد التحديق؟."
" هذه احدى ميزات المكانة في القصر الجميع يحسب حساب لمن هو أعلى رتبة منه ويريد لو يقدم أفضل ما لديه وأن لا يلاحظَ عليه سوء حتى لا يقع في المشاكل أو يطرد خارجا ان كان خادما."
داعبت رقبتي بتيه وملل ورددت عليه
" لا أعتقد أن عامِّية مثلي ستعتاد هذا الحال، أو أي حال.. سوى حراستك."
" لم تعودي عامية، صحيح... أنكِ من أصل من عامة الشعب ولكن لك مكانتك الآن في القصر كمرافق وحارس للملك، لذا لم يعد هناك داعي لتسمية نفسك بالعامية."
" كما لم تنسى أنت أصلك لن أنسى أنا أصلي سيراي... هذا شيء أفخر به حتى وان بدى غريبا للآخرين لا أبالي والشيء الوحيد الذي يهمني هو أنك لا تراني أقل منك."
صمتنا ونحن ندلف للداخل والخدم يقفون باحترام بينما الحراس يؤدون التحية تكلم سيراي بعادية أما أنا فلم أعتد بعد هذا الشيء
" أنت تتأقلمين بسرعة، قرأت في احدى الكتب في ما مضى، أن الشيء المذهل في الانسان أنه يتأقلم مهما كانت حياته أو مهما جرى فيها...والشيء الرائع فيكِ أنكِ لا تهتمين لأقوال الآخرين عنك.. هذا شيء أحسدك عليه أنا قبل قليل ارتبكت من الخادمة التي نظرت لحروق ذراعي بينما أنت لم يحدث معك شيء"
طفت جملته في عقلي ثم رددت عليه بصوت أردته حيادي
" أجل محق.... الانسان يتأقلم مع كل شيء، أما عن حروقنا لا تدع نظرات الآخرين لها تحبطك أنا أراها تذكرنا أننا وصلنا الموت ونجونا منه وقتها، رغم أنني ليلتها ظننتنا نجونا بلا حروق تُذكر ولكن يبدو أني كنت مخطئة."
سكتت مجددا بينما نعبر بجانب حارسين أمام احد الأبواب ثم أكملت
" التأقلم شيء صعب لكنه ليس مستحيل، وكما تأقلمتَ من قبل خارج القصر سوف تتأقلم داخله مجددا فلا تجهد نفسك بالتفكير في الاخفاق أو فيما أصبحتَ عليه، أنت تبلي حسنا فكثير من الأمور حُلت في وقت قياسي، أراقبك منذ يوم التتويج... صدقني انتَ تبلي حسنا."
توقف ملتفا لي فتوقفت بدوري
" ان كنت تراقبينني فأنت تعرفين أنني مرتبك، فالحال في القصر ليس جيد وما أخبرتني به تلك الليلة عن قرية الأكاديا يقض مضجعي، كيزارو أيضا أخبرني عن تحركات مشبوه في جبال الأكاديا.. ."
رفعت يدي لأوقف تسلسله في الحديث بينما أنظر في كل الاتجاهات في الأروقة.
" لحظة لقد انتقلنا من حديث لآخر ولم أعد أركز على شيء، كما أخفض صوتك هذا أمر يجب أن تناقشه بسرية ومع موراكامي، أخبرتك أني لن أتأقلم مع شيء غير حراستك."
أكملت قولي بهمس و قد اقتربت منه برأسي
سمعت أصوات أقدام تقترب فابتعدت مستقيمة أمام سيراي باحترام، فظهر وزيران من جهة الجناح الملكية بدا لي أنهما يقصدان القاعة بينما أحد الخدم الخاصين لجلالته يتبعهما وهو يحاول ايقافهما متوترا.
تحرك جلالته بجسده ليقابلهما وقد لاحظت الانزعاج سكن ملامحه
تقدم كلاهما وسرعان ما قدما احترامهما
" جلالة الملك سيراي، هناك بعض الأمور التي يجب مناقشتها و..."
" الاجتماع سيعقد بعد ربع ساعة فلماذا أنتما هنا قبل الوقت..؟ أي وقاحة هذه التي تتعاملان بها مع ملككم؟؟ وأنت."
رأيت الخادم الشاب يجفل مطأطأ رأسه
" كيف تجعل أحدهم يتطفل على جناحي هكذا؟.."
هدوء نبرته وصوته اعتدتهما ولكن يبدو أن الخادم قرأ ان ذلك ما قبل العاصفة
" جلالتك لم يكونا في جناحك.."
" اذا؟؟"
سأله جلالته
" لقد قصدا غرفة الطعام الملكية ظنا منهما أنك هناك؟؟"
أبعد نظره عن الخادم ونظر بغضب نحو الوزيران وهدر فيهما
" هذه آخر مرة أراكما هنا تبحثان عني، ان كان هناك شيء سنناقشه في القاعة وأنا لم يسبق لي التأخر عن أي اجتماع ...غادرا وانتظرا في القاعة مع البقية."
وبخهما بحدة كطفلين، واحد منهما ظهر عليه الخجل أما الآخر فهو أدى التحية بمروحته وغادر رافعا رأسه
" جلالتك اسمح لي بقطع رأسه المرفوع."
نبست أمزح فلقد رأيت سيراي أعطى الموضوع أكثر من حجمه
" للأسف هو لم يفعل شيء يجعلك تقطعين رأسه."
صفعت كتفه بخفة وسخرت قائلة
" ولكن مما رأيت عليك فأنت تريد قطع رأسيهما."
رد لي الضربة بنقرة على رأسي بسيفه
" أبعدي نظرات السخرية هذه عني، فهذه احدى الأمور المتعلقة بالقصر ان لم تضعي حدود حولك الجميع سوف يتخطاها ويطمعون في تخطيكِ."
حدقت فيه أفكر في ما قاله قبل قليل لأستنتج كل شيء في لحظة
" أعتذر جلالتك، يبدو أنني نسيت نفسي.. "
أديت التحية وعدت أنظر للخادم الذي كان ينظر لنا بخوف شديد وفضول فأنا قد سخرت من الملك في حضور خادمه
لف سيراي رأسه للخادم آمرا اياه
" وأنت إن حدث هذا مجددا سيكون آخر يوم لك في العمل هنا
وما حدث قبل لحظات بيني وبين مرافقتي ان خرج من شفتيك سيقطعان."
" لم أرى شيء ولم أسمع شيء جلالتك."
رد بسرعة وان لم تكذب عيناي فأنا رأيته قبل أن يغادر يبتسم بإعجاب لما رآه أتمنى أن يغلق فمه ويبقي اعجابه لعلاقتي مع سيراي في صدره والا قطعت شفتاه وربما رأسه ان زادت الأمور عن حدها.
أكملنا سيرنا اتجاه جناح جلالته
" سأذهب لأستحم لألحق بالاجتماع أنت ايضا استعدي."
قال سيراي بينما يدخل غرفته، أكملت سيري أيضا بدون رد أقصد غرفتي للاستحمام بعد التدريب ليبدأ يوم آخر حافل بالعمل لجلالة الملك سيراي.
.................
في قاعة الاجتماعات عندما أخبرهم جلالته باستقبال الملوك هنا بعد أيام كان ترحيب وحماس كبيرين أظهرهما الوزراء، لأن سيكيوشي في فترة حكمه خرب العلاقات بين الممالك وهذه كانت نقطة استغلها سموه لطلب الدعم منهم.
فور خروجنا من القاعة تنهد جلالته براحة
" كان هذا أكثر اجتماع متعب خصوصا مع رؤوسهم العنيدة.. ما أراحني هو حماسهم لاستقبال الملوك"
" ما رأيك بالوزراء سمو.. جلالتك؟؟"
" يقلقني واحد منهم، سوف أتدبر أمره بعد التحري عنه و جمع الأدلة التي تدينه."
استدرت له متفاجئة
" هل أنت متأكد من تورطه في شيء ما؟؟"
" له علاقة بتبديد الأموال خزينة المملكة ورواتب الجيش لستة أشهر الماضية"
" يا الهي كل شيء في حالة يرثى لها"
" أجل لقد لعب فيها سيكيوشي ودمر ما صنعه والدي."
" لو أنه أحسن إلى المملكة على الأقل بما أنه كان ملكها."
قلت ما أتى على ذهني دون مراقبة حروفي أعتقد أني قلت شيئا سيء لأن سيراي التفت لي بحدة لأرد بلا رحمة وأنا أهز كتفي
" أعتذر ان أزعجتك جملتي سيراي ولكنه واقع فتقبله."
أبعد بصره عني بانزعاج
" ان أردت قول أمر مشابه مجددا أرجو منك أن تراعي كوني ملك هذه المملكة ولا تنسبيها لغيري."
رددت عليه رغم أني لم أبالي
" كما تأمر."
فتح الحراس لنا غرفة الطعام بينما رد علي
" أجل.. يظهر ذلك جليا في صوتك."
لم أستطع كبح ابتسامتي من رده الساخر فهو يعلم أنني سأقول مثلها دوما.
ألقينا التحية على بقية الفرسان ليردوا التحية بينما الخدم يوزعون طعام الغداء.
لم أدري أن ابتسامتي كانت كبيرة إلا عندما سألتني ليفيا وأنا أجاورها في الجلوس
" ما سبب هذه الابتسامة الواسعة؟."
رددت عليها ولم أوقف ابتسامتي
" لا شيء فقط حدث موقف طريف."
واحد من الأشياء الجيدة في ليفيا هي عدم تدخلها في ما لا تريدها أن تعرفه،
الففتنا حولها وسيراي يناقش الأمور معنا حول التحضيرات التي تخصنا في استقبال الملوك وحول الحراسة حتى يعودوا لممالكهم بأمان.
دفع سيراي الصحن ليبتعد عنه وشرب كوب الماء
ونظر لمراكامي قائلا
" موراكامي كما تعلم سيكون هناك نزال بينك وبين الملك آشويا."
رد موراكامي بلا مبالاة ظاهرية وهو يلتهم الطعام بشهية مفتوحة
" أجل أخبرني زينو بشأن وعدك له جلالتك، سأكون عند حسن ظنك بي."
أكمل بنوع من التهذيب لم يكن لديه عند التقائنا به أول مرة ما جعلني مجددا أضحك بخفة عليه.
في نفس الوقت هو رفع رأسه وسيراي نظر ناحيتي كما فعل الآخرون أيضا ثواني ثم انفجر كلنا ضحكا.
كانت هذه لحظات رائعة وهذا اليوم من الأيام الجميلة التي حظينا بها في القصر، كان هادئ مليء بالعمل والحماس، كان سيراي سعيد رغم تعبه وتذمره لي بسرية.
موراكامي رزين أعلم سرا أنه ينتظر نزاله مع الملك آشويا عند مجيئه.
أما ليفيا فكانت متعبة يبدو أن متدربيها مشاغبين وأغبياء كما وصفتهم.
زينو قرر الذهاب لاخوته واحضارهم إلى هنا بعد انتهاء زيارة الملوك.
شينجي يأتي ويذهب ويستفزني
أما أنا كنت سعيدة لسعادتهم وسعيدة لأني حققت واجبي وحققت شيء من ما ضحيته به لأجل مملكتي.


..
...
https://c.top4top.io/p_2302735sx5.png

https://l.top4top.io/p_2302sv0cy2.png
انتهى الجزء الأول من رواية الحكم

الجزء الثاني لا أدري متى سأبدأ في تنزيله لم يكتمل ولكني كتبت فيه كثيرا ...

ان شاء الله أشوف ردود حول النهاية بما أنني رأت سوى رد أو ردين من توأمتي ايناس بارك الله فيها..

كونوا بخير أدام الله راحة بالكم

https://k.top4top.io/p_23020tbqx1.png

lazary
10-13-2020, 06:03 PM
السلام عليكم

من يريد الجزء الثاني

lazary
10-13-2020, 06:27 PM
مقطع من داخل الجزء الثاني للرواية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




نظر لأرجاء القاعة المليئة بالوزراء والجنود
وأمر بهدوء مصطنع
" فليخرج الجميع ويبقى حراسي فقط."
خرج الجميع وبقيت القاعة في سكون تام وما ان أُغلق الباب حتى سمع خطوات غاضبة تتجه نحوه ثم يد تسحبه بعنف من ذراعه ليلتفت، كانت جيرينا تنظر له بغضب لم توجهه نحوه حتى في اشد لحظاتها ألم بسببه عندما واجهت الموت لأجله مرات عديدة لم تنظر له يوما هكذا بل كانت نظرتها دوما قلقلة ان كان بخير،
كانت قصيرة بالنسبة لطوله ولكنه شعر بالعجز على ما ارتكب.
" ما معنى هذا؟"
سؤالها الفاقد لكل سمات الهدوء أنبأه أن القادم لن يكون جيد أبدا
أجابها بخفوت معتذر لم يستعمله مع اي احد من قبل ابدا وهو مثبت عيناه على عينيها، لأنها جيرينا ذلك الشخص الذي قدم حياته اليه انها الشخص الوحيد الذي عاد في تلك الليلة لأجله.
" كنت اريد ابعاده على الخطر بما أن قريتك كانت من القرى التي شككنا ان المتمردون سيذهبون اليها..."
" شككتم؟؟؟ من أنتم حتى تشكون أن قريتي ستتعرض لهجوم
ولا تخبروني....سيراي...انه والدي وانت تعرف مكانة والدي لدي...سيراي والدي هو السبب الذي تمسكت لأجله بالحياة بعد هينتارو...سحقا سيراي سحقا"
أتبعت انفجارها بلكمة انفجرت في وجه الملك.
الحراس الأربعة انفتحت أفواههم فما حدث لم يتخيلوه حتى في أشد حالاتهم جنونا
ترنح سيراي للخلف فاتحا عيناه على وسعها كأنه لم يصدق ان تصل الأمور الى هذا الحد، بينما تقدمت جيرينا مجددا نحوه فشهقت ليفيا، موراكامي أمال رأسه يحلل الوضع ولم يتدخل فلطالما رأى علاقة مميزة تربطهما أكثر من أمير وحارسة، زينو كتم أنفاسه بهلع على جيرينا وما تفعله، أما شينجي لم يتأثر كثيرا لأنه الوحيد المدرك أن الملك و جيرينا ليسا دوما كما يظهرون أمام الجميع فكما راقبهم سرا دوما ما بينهما كان أعمق من الولاء والاحترام تجمعهما صداقة لم يرها من قبل أبدا في أي مكان كونه سافر كثيرا ودخل العديد من الممالك.
أمسكت جيرينا ذراع الملك ولا زالت نبرتها غاضبة ولكنها منخفضة
" ان كان هناك شيء ينافس ولائي لك فهو أبي، وحياته الآن في خطر بسببك، سيكون عليك وضع خطة لإنقاذه واشراكي فيها أو انسى أنني يوما ما كنت بجانبك."
أكملت تصريحها مع قبضة قوية وجهتها إلى صدره واستدارت خارجة وصوت تنفسها ينافس خطواتها في السرعة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــ
من كان يتوقع شجار قاسي بين جيرينا والملك سيراي؟

lazary
10-29-2020, 10:04 PM
سأواضب على كتابة الجزء الثاني بعد أن انهي إفيلا