لم أتركك يوماً .
كنتُ امسِكُ حُبنا بمخالب الذاكرة كلما اوشك على التناسي .
كنت اغلق كل منافذ الريح خوفاً على مشاعرك من البرد،
كنت تضحك فتضحك سنين عمري كلها ،
تحزن فينكمش العمر في حد الوجع ،
كنتَ اكبر من أن تُمحى بجرة خطا ،
واعمق من ان تنسى بزلة قلب،
كنتُ امحو غيابك من جوانب الطرقات ،
وكنت اهمسُ لقلبي كان هنا وسَيعود لقلبي .. لمنزله .
لم اتركك وحدك ،
لكننِي في الأخير وجدتُك حملتَ معك الجميع !
الجميع بدون استثناء .!
وتركت قلبي....

كم نحتاج للبكاء أحياناً لنغسِل ما بداخلنا من ألم وهزيمة ،
نحتاج أن نبكي بعدد انكساراتنا وخيباتنا المريرة
في واقع ما عادَ يشبهنا ،
واقع قسى علينا كثيراً ،
نحتاج أن نبكي
إلى أن نجِد من يقف مسانداً لنا
في هذه الحياة التي أجهَدَتنا
وسلبَت كل ما فينا ،
نريد أن نرتمي بأحضان أحدهم ،
نحكي له عن مساحات الضياع
التي نعيشها ،
عن لحظات الضعف
التي تعترينا ،
نحتاج للبكاء بلا حدود
للصراخ بصوت مسموع
دون سؤال عن كل هذا الذي فينا ،
دون مواساة أو نظرة شفقة ،
لا نريد أحد يُقوّينا ،
أتعبتنا القوة كثيراً ،
نريد أن ننهار
لنشعُر أننا بخير حقًّا ،
في داخلنا طفلٌ قابع
يريد أن يتمرّد
أن يتحرر ،
يحتاج حب وحنان
وتفهّم لا أكثر.....!

‏"كل الأشياء التي كُتبت من نصيبك ستعرفُ طريقها إليك، مهما كان صعبًا أو طويلًا لكنها في النهاية ستصلك، اهدأ وخُذ نفسًا عميقًا، أنت بخير وحياتك تسير في اتجاهِها الصحيح، لا شيء يدعو للخوف بإذن الله.

الظروف وحدها من تجعل الإنسان يكبر في غير موعده ..

وإن هانت قلوبنا على العباد
فنشهدُ أنها لم تَهُن يوما على الله.
نلجأ لغيره فيرحلون عنا فينادينا " إني قريب " ..
الله يريد أن يخبرنا أنه بجانبنا دوما حتى وإن كنا لا نستحق !
ولازال هُنالك أمَل ، حتى في اللّحظات الاخِيرة كن مُؤمن بالله ثم ثِق به ، ثم ثِق بهذا الامَل وتمسّك بِه."

تقبل الله طاعاتكم .