منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   روايات مكتملة. (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=64)
-   -   سِحر كَوني || الصحوة؛ المتنفسُ بداخِلي (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=1210)

Relena 06-30-2020 10:28 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=225270
Y a g i m a#

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكِق1
شكراً على الدعوةق1ق1
تعرفين بالأمس كنت أتخيل أنكِ قد أنزلتي فصل جديد
واليوم تفاجئتد4
غريب أمر والد بيرت حقاً؟1
كان في البداية يعامل آيرس ببرود معتقداً
أن آيرس جاسوسة والآن يعاملها بلطف؟؟؟؟
انفصام بالمختصرhappy1
والد بيرت متأثر أن ابنه يقوقع نفسه؟
طبعاً لا يوجد أب يريد أن يرى ابنه هكذا لكن
كنت أظن أنه سعيد بهذا بسبب الوعد السخيف:sneaky1:
أحببت شجاعة آيرس لأخبار بيرت بالواقع المؤلمpe6
وأحببت تشجيع أليكس لآيرس لطيفكيوت4
نيوهه5ق1
كم أعشقه كيف أنه يخرج الجميع من الوضع الجدي إلى المضحكهع1
في الواقع لقد صُعقت من ردة فعل بيرت بعد معرفة الحقيقةمصدوم6
كنت أفكر كيف ستكون ردة فعله
لم أتوقع هذا انتابني الخوف
ما الذي سيفعله؟:confused:
أنتِ أيضاً لم تظهري لنا أي ملامح شعور مخيفpe6
أتمنى أن يكون بخير وأشعر أنه سيفتعل مشاكل كثيرةoe1
سلمت أناملكِ على هذا الفصل الجميلق1
دمتي بود
في أمان الله
وفقكِ المولى

#تَضارب على توازي

سيـرَان. 07-04-2020 06:45 PM

بسم الله شصااااار *مصدوووووومة* ماتوقعت هالردة الفعل من بيرت اريد ابكييييي pe3قلب0
مسكين كااان يبي يلقاها وهو متشوق ومتحمس للحظة اللقاء بس النتيجة الموووعسييييفاااااه بكاء6
واااااه جد حاسة ذا هدوء ماقبل العاصفة. pe1قلب0
من ضمن شخصيات الرواية، نيو دوووماً يفوووووز هه8 جد هالشخصية غير
نقدر نقول انه شخصية نيو نوعي المفضل هه5 ق1 كل شيء فيه وكل كلامه وافعاله تعجبني
مثلاً بيعجبني كثير لما يغير الموقف الجاد او الحزين الى خلفية من لقطات جينتامائية هه8بيس2
كان الجو اسود وكئيب واللحظات قاسية وسوداوية بس حبيت كيف تبدد الظلام بسبب دور نيوهه5ق1
عادي استبدل كل الشخصيات اللي حبيتهم بـ نيو؟:قمر1: اصلاً نيو يعني جديد، خلاص حب جديد و..#كفف
شسسسمة تقدرين تقولين اني تفاجئت من تغيير اسلوب تعامل والد بيرت مع آيريس،
عبالي راح بيكون احتكاكهم قليل او اذا صار بينهم كلام فـ راح يكون قاسي شوي عليها،
بس حبييييييت السير هذا، حلو كثير وهو يعاملها باللطف هه5 الدراما الهندية تكفينا يعنيxd
تيردا للحين ماني بالعة سالفة انها ماتت.:)بيس2 تمنيت يطلع جزء غير حقيقي من الرواية ~_~قلب0
ايش اللي راح يصير بالفصل القاااادم، يااااخ جد جد تحمسسسسسست، حاسة الفصل الجاي حماسي جداًص5قلب0
تقبلي ردي البسيط، من الصدمة مااعرف ايش خبصت بس المهم والله اسلوبك بالكتابة رهيب، نزلي الفصل بسرعة.هع1قلب0

شَفَق. 07-06-2020 02:20 AM

اخر فصل قريته الخامس ص2
جاري القراءة ..

فِريـال 07-06-2020 03:39 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819





الفصل التاسع: العائلة المشتّةَ...!

ألن يقولَ شيئا؟ ألن يسأل المزيد؟ إستوقفته عند الباب مُمسكة بذراعه اليسرى بكلتا يديها... نظرت نحوه بقلق
:" إلى أين أنت ذاهب بغير التعليق على ماسمعت؟ أرجوك.... قُل شيئا يا بيرت!"
حاول سحب ذراعهُ في حين شدت عليها بإصرار وهي تُقطب حاجبيها بقلق.... قال بصوتٍ مُنخفض:" دعيني أذهب!"
توسعت سوداوتيها وهي تستفسرُ بعدم فهم:" إلى أين يا بيرت؟!"
أخفض وجهه لتُغطي الخُصلات الأمامية عينيه مُخفية تَعابيره:" أريدُ... أن أبقى وحدي!"
رطبت شفتيها بقلق ثُم حررت ذراعهُ مُعتذرة بألم... خرجت تسيرُ خلفهُ ببطء إلى أن إختفى خلف باب غرفتهُ الأبيض...
إزدردت ريقها بخوف، ماذا الآن؟ ما الذي سيفعلهُ بيرت بعد ماسمع لِتوه؟
في الوقت ذاته كان نيو من جهة وسيندي من جهة آخرى يتوسدان سريريهما والأفكار تُنهشهُما بقوة...
وكلاهُما في غفلة عن الانفجار الذي حل في عقل بيرت من ذكريات مَنسية!

جلست آيرس في صالة الجناح على الأريكة الكهرمانية المُزركشة بِـزهورٍ ذهبية.... ولم تتوقف
عن النظر نحو الباب إلى أن غطت بنومٍ عميق حتى الصباح الباكر...
إستيقظت والعجوز يجلس على الأريكة المُقابلة بعدم فهم... وبِمُجرد أن رفعت أهدابها الطويلة عن سوداوتيها،
جفلت تنتفض لتنظُر حولها مُستكشفة لمكانِ تواجدُها... كان ثمة ضوضاء وحركة في المكان
والخادمات يُنظفن الغُرف ويستعدن لشيءٍ ما وبمهارة واضحة!
إستوت جالسة وهي ترمي ملامح غبية، مُستكشفة لما حولها ثُم نظرت لمُضيفها السيد جوليان بِعدم فهم
ليردُف الأخير مُبتسمًا:" غدًا لدينا حربٌ عائلية، أقصد حفلة عائلية!"
قهقهت بِخفوت على تشبيه السيد، ثُم تذكرت كلام بيرت عن الحفلة وتوافد أقربائه للبيت...
ولم تنسى أنهُ طلب مِنها البقاء في غُرفتها حينها! زمت شفتيها مُردفة:" لا أعرف كيف غفوتُ هُنا!
أعتذر إذا كان في ذلك فضاضةً مني!"
نفى بيُمناه وهو يُمسك العُكاز الخشبي ذو النقُوش الأرستقراطية بيسراه جالسًا ويستعدُ للنهوض
:"لاعليكِ عزيزتي... لكن لأكون صادقًا معكِ... نسيتُ أننا نملكُ هذه الأرائك الجميلة في الصالة التي تربطُ غُرف الجناح!"
وقف مُتمتمًا:" إنهُ وقت الفطور، لننزل للطابق السُفلي..."
إقتربت آرتميس تُساعده بحُكم العادة في حين إعتذرت آيرس لتُبدل ملابسها وتغتسل...
بعد حمام قصير إرتدت فانيلة قُطنية ذات أكمام طويلة مُخفية لندب يمناها، مع تنورة كُحلية قصيرة
وسُترة صفراء كبيرة القياس بالكاد تُظهر أطراف التنورة قليلًا... اللون الذي لاتتخطاهُ آيرس...
هو الأصفر بكل تأكيد!

كان كُل شيء يمرُ بسرعة، ولكن، أن يختفي بيرت عن المنزل حتى في يومِ العُطلة....
هو أمر أثار قلقها ثمَّ تفكيرها طويلًا وهيّ برفقة السيد جوليان... رطبت شفتيها بِتفكير،
ماذا لو كان ذلكَ بسبب معرفتهُ بِموت تيردا؟! في أثناء حديث صغير بين السيد ورئيس خدمه،
أخذت هاتفها النقال وراسلت نيو بِحذر...
"نيو.. ماذا أفعل؟ لقد أخبرته بكل شيء، لكنه إختفى بعدها!"
جاءها رد سريع منه
"إنهُ معنا، ويبدو بخير! مع أنهُ يشردُ كثيرًا."
إنتصبت تُعيد قراءتها مرارًا بعدم تصديق، لترُد بعد تفكير طويل
"أتمزح؟!"
بطرفة عين جاء الرد بسرعة مُذهلة
"هههـ لا! لاتُفكري كثيرًا فحين يتعلقُ الأمر بغريب أطوار كصاحبُنا، توقعي أي شيء!"
جلست من جديد وهيَّ تتنهد بِقلة حيلة، وبقيّ ما يدور في باله يُحيرها.... إستعاد السيد إنتباهه
وبقيَّ يحدقُ بِها بإستغراب، فقد إعتلت ملامحها جدية غير مسبوقة وتنظر للعدم بتركيز....
إبتسم جوليان وهو يُناديها بِهدوء، إستعادت نفسها وعلاماتُ التوتر بادية على ملامحها
ليُردف مكملًا:" لطالما بدوتِ مألوفة لي! كما ولو قابلتكِ في مكانٍ ما من قبل! ملامحكِ وتعابيراتُكِ....
تُذكرني بِسيدة قابلتُها قبل زمنٍ بعيد!"
إبتسمت آيرس وهي تنظر نحوه مُستمتعة بحديثه، أكان ذلكَ سبب شعوره بالألفة لها؟ ووجدها مُندمجة معه
فتابع مُستمتعًا بدوره:" كانت حفلة نهاية العام في القاعة القديمة للمدينة ، حيث إعتدنا على الإحتفال
بآخر سبت من السنة! قبل ستة أو سبعة سنوات وحين كانت صحتي أفضل ولاأزال أعملُ في الشركة
وأحضرُ الكثير من المُناسبات الإجتماعية.... تلكَ السيدة بدت بأقصى ما يُمكن للأناقة أن تكون!
لقد طلبتُ من سائقي ماكس البحث قبل فترة فقد كنتُ مُستغربًا حين رأيتُ صورتكِ وكان ذلك
حين كنتِ في المشفى بعد الحادِث وعرفتُ أنكِ إبنتُها الوحيدة!... السبب لِفعلتي هذه إذا كنتِ تتساءلين
فهو بِسبب زيارات بيرت لكِ كُل يوم! أن تكوني إبنة السيدة كورتني لينكس... يالهُ مِن عالمٍ صغير!"
توسعت حدقتاها وقد سمعت إسم والدتها منه ثم اكمل بجدية:" مهما كان سببُ إهتمام بيرت بكِ فقد
حمل تغير جذري في تعاملهُ مع الآخرين... مع ذلكَ..."
عقدت حاجبيها بتركيز مُكررة آخر كلماتهُ ليُكمل بِنبرةٍ جادة وصارِمة نوعًا ما:" مع ذلكَ، لايُمكنني قبول
فكرة عيشكِ مع بيرت في نفس البيت! أنا سعيد لِما يحدثُ مع بيرت مِن تغير وإنفتاح في شخصيته...
ولكن لا أريد أن يسيء أحد لكِ او لوالدتكِ فهيّ سيدة تعملُ بِمجالٍ صعب وتحتَ المُراقبة طوال الوقت....
لا أريد أن تُحدث إقامتكِ في بيتي وأنا حيّ، مُشكلة لإبني الوحيد بعد موتي!"
ماذا يقصد بِبعد موته! سألت آيرس بصوت مُتحشرج:" لما تقولُ ذلك؟!"
أجاب وهو يتكئ على الأريكة المُنفردة وينظرُ للسقف بشرود!:" أخبرتك، من أجل عدم إحداث ضجة في المستقبل!"
نفت برأسها مُردفة بِصوت مَبحوح:" ليس هذا ماقصدته!"
عقد حاجبيه بعدم فهم لتُكمل بقلق:" أقصد حديثكَ عن وفاتك! كما ولو أنهُ أمر تُوقنُ بِحدوثه!"
إبتسم الأخير لكلامها:" عاجلًا أم آجلًا... سأكون مع من أحبهُم في العالم الآخر! لقد عشتُ حياة طويلة
ومليئة بالأحداث! في كلِ مرة أرى بيرت يُغادر البيت... أقول لِنفسي، هذه آخر مرة!
وحين يعود أشعر بالراحة لأنها لم تكن كذلك!"
طقطقت رأسها والدموع تتجمع في مُقلتيها:" أن تعيش يومك كما ولو أنه الأخير... يبدو صعبًا للغاية!
وبيرت سيتدمر إذا إنقطع آخر حبل يربطه بالحياة!"
تنهد الأخير بقلة حيلة:" الأمر ليس بيدي! ولكنني واثق أنكِ حينها ستكونين مَوجودة لتملئي جُزء منه ب
أي صفةٍ كانت! سواء صديقة، زميلة دراسة أو عمل أو حتى حبيبة! ستكونين مَعه! ولكن لذلك الحين
سأطلب منكِ طلب أناني... أن لا تتركي أحد يؤذي ولدي بأي شكل مُستغلًا هذه العلاقة."
توردت وجنتاها وقد ربط السيد جوليان الأحداث بهذه الطريقة...:" أن أكون سببًا في أذيّة شخص
قدم لي مِن الجمائل ما لم أحضى بِهم في حياتي... لن أسمح به! ولكن أرجوك... لاتطلُب مِني الإبتعاد عنه!"
نفى برأسه مُبتسمًا:" لاتقلقي أنا لن أطلب ذلكَ منكِ! بل أريدكِ أن تبقي معه وتمنحيه قوتكِ
ليبقى واقفًا مهما حدث معه حين أتركه!"
توسعت حدقتاها بعدم تصديق في حين قال مُبتسمًا:" سأتركه في عهدتكِ! علميه كيف يعتبر نفسه جزء
من المُجتمع، وكيف أنهُ سيحتاج للناس من حوله مهما كانت مكانته... بسبب نسيانه لطفولته التي كانت
مليئة بالبهجة والمتعة... بيرت أمسى مُتأخرًا على الكثير وهو يكبُر."
أومأت موافقة بِخجل ليردف مُتسائلًا:" أنتِ لم تستغربي حين قُلت أن بيرت نسى طفولته! هذا غريب!"
أخفضت ناظريها وهي تبحث عن مهرب لتستخرج جزء من الحقيقة:" لقد عرفتُ ذلكَ صدفةً!"
فرك ذقنه المَحلوق بِعناية وهو يردفُ بفهم:" هكذا اذًا!"
أومأت برأسها ليقاطعهما صوت رنين هاتفها جوالها... إعتذرت بتوتر وهيّ تُجيب:" اهلًا سيندي!.. هاء؟
أجل ولما لا.. حسنًا، سأرسلُ لكِ العنوان!.. حسنًا!.. أراكِ لاحقًا."
كانت مُكالمة وصلت جانب آيرس وحدها، نظرت نحوه وهيّ تُرسل رسالة العنوان كاتبة
" أنا في بيت السيد جوليان!"
ثُم تركت هاتفها الجوال بتوتر مُلحقة:" إنها صديقتي من المدرسة! تُريد أن نذهب معًا لمكانٍ ما! أهنالك مانع؟!"
إبتسم السيد وهو يُجيب:" أيام المدرسة كانت أجمل أيام شبابي! لاتُفرطي بأصدقائكِ من هذه المرحلة
فهُم سيكونون دائمًا بِجانبكِ ورغم كُل الظروف!"
نهضت وهي تُرتب نفسها مُبتسمة له، إقتربت مِنه وإحتضنتهُ بشُكر ثُم إستأذنت الذهاب...
بعد أخذها لِمعطف سميك أبيض اللون، نزلت السلالم بهدوء... إلتقطت هاتفها لترى رسالة مفادُها
"أنتِ حقًا في منزل العم جوليان؟!"
أجابت بكُل غباء.... "أجل.... لِما؟!"
في حين لاحظت ما قاله السيد قبل قليل... بدأت تقلق وتُحدثُ نفسها بِخوف...
-ماذا لو كنتُ أخطاءت بإخبار سيندي، يجبُ أن لا أسمح لأحد آخر يعرفُ أين أسكُن....
خرجت للحديقة تتمشى فيها بهدوء نحو البوابة الخلفية، فعلى ما يبدو أنها الأكثر إستعمالًا مِن قبل
سكان هذا البيت، إنما الضيوف يأتون من البوابة الأمامية! بِمُجرد الإقتراب لمحت سيندي بجانب البوابة
إبتسمت تقتربُ مِنها بخطوات واسعة، توقفت بشك وهيّ تلمحُ ذلك الأشقر بني الأحداق يبتسمُ مُلوحًا لها...
فتحت البوابة تلقائيًا ووقفت بِجانبهُ مُستفسره:" ما الذي أتى بكَ إلى هُنا؟"
كانت ملامحهُ المُبتسمة اللطيفة تبرقُ على محياه مُجيبًا:" لن أفوت الفُرصة!"
نظرت نحوه بعدم فهم ثُم لسيندي التي أجابت بِقلة حيلة:" مُنذ الصباح وهو يتصلُ بي! لم أعد أستطيعُ تجاهله!"
أردف بِحزن مُصطنع:" أوتش! لِما ياسيندي!"
أبعدت وجهها مُتجاهلة له وسحبت الأخيرة بِهدوء مُبتعدة عنه... همست لآيرس بِتوتر
:" أخبريني أي نوع مِن البشر هذا الفتى؟! إنه يُرعبني!"
نظرت لها بعدم فهم... يُرعبها! من نيو؟!:" أتمزحين؟! إنهُ نيو وحسب!"
تمتمت سيندي بِعدم فهم:" وحسب؟!"
قهقهت آيرس تُجيب مُستمتِعة:" إنه ودودٌ للغاية! لا داعي للخوف هو لطيف
مع الجميع بِطبيعته! لاتحكُمي عليهِ بِسُرعة.."
ضمت نفسها بِقلق وهي تنظرُ نحوه:" إبتسامتهُ تُثير القشعريرة بِجسدي... لِذا.... لا أعرف ما اقول.... إممم...!"
نظرت له كان ينظرُ نحو المنزِل البعيد نسبيًا بإعجاب وهو يضعُ يديه في جيبي بنطال الجينز خاصته
وقد ارتفعت السُترة الجلدية السوداء حيثُ الجيوب لفعلته وظهرت فنيلتهُ السوداء ذات طابع جُمجمة...
هتفت بِه:" نيو... إلى أين تُريدُ الذهاب لتجُرنا مَعكَ؟.. لحظة أعرفُ إلى أين! إنهُ ما بِبالي صحيح!"
أومأ مُبتسمًا وهو ينظرُ لها جانبًا ويعطيهِما ظهره.. تنهدت الأخيرة بِقلة حيلة لتسأل بحذر:" أخبريني...."
حصدت إنتباه كليهِما لصوتها الواضح فإقترب نيو محاولًا الفهم، لتُردف بِخوف:" هل أخبرته!"
رطبت المَعنية شفتيها وعقدت حاجبيها بِقلق:" البارحة!"
عضت سيندي شفتها السُفلى بتوتر واضح ثُم تنهدت بِقلة حيلة:" دعيني أحزر... تصرفَ بِبرود بعدها!"
نهت برأسها مُجيبة:" بدا حزينًا لِما سمع لكنهُ تركني قبل التعليق بِشيء وهرب لِغرفته! لا أعرف ماذا أفعل،
أخشى أن يؤثر ذلك عليه سلبًا فقد قال نيو..."
أكمل عنها بِملامح هادئة:" بدا عاديًا هذا الصباح! عملنا على لُعبتنا ولكنهُ غادر وقت الغداء!"
نظر نحو آيرس مُكملًا:" هل عاد للبيت؟" نفت برأسها ليتنهد بِقلة حيلة:" ظننتهُ سيعود إلى هُنا!"
أخذت آيرس هاتفها وإتصلت بِمارتن ليُجيبها بعد الرنّة الثالثة:" نعم آنسة آيرس...."
تنهدت وهي تسأل بِحذر:" هل بيرت معكَ؟ أقصد هل هو بِجانبكَ؟"
-:" السيد بيرت في إجتماعٍ خاص..."
توسعت حدقتاها بإستغراب وهي تُجيب بعدم فهم:" عفوًا؟"
-:" يخصُ العمل..."
قالت بِتفهم:" هكذا اذًا... هل يُمكنكَ أن تُحضرهُ لِعنوان أرسلهُ لكَ وذلكَ حين يُنهي الإجتماع؟"
-:" ما الذي يدورُ في رأسكِ آنستي الصغيرة؟"
نظرت للواقفين أمامها كلٌ بِدوره لتقُول بِحذر:" هُنالكَ من ينتظرُ مُقابلة بيرت! لهذه المرة وحسب...
هل يُمكنكَ إيصاله لِمكانٍ أطلبه؟ أرجوك!"
كان الأخير مُستغربًا هذهِ الفتاة، الفتاةُ التي لم تجرُأ يومًا أن تطلب مِنه شيء بسيط، تُطالبهُ بِشيء لم يألفه...
أن يوصلَ سيدهُ لِمكان لم يطلُبه!

بطريقةٍ ما سار الأمر بسلاسة، كان نيو يجلسُ ويتحدث مع ايفرين مُضيفًا جو مُبهج حولها
لِشخصيتهُ المُنفتحة وحضورهُ القوي... كان بارعًا بلعبة الحديث ويحولُ قوانينها كما تُناسبه...
أذهل ذلكَ سيندي وهي تُراقب حضوره المميز وشخصيتهُ اللطيفة التي تُنشر السعادة حوله...
مِن بين الحديث قالت ايفرين لِضيفها (صديقها) الجديد بِحماس:" أخبرني نيو... هل لديكَ الكثير مِن الأصدقاء؟"
أجابها بِحماسة:" بالتأكيد! لقد تعرفتُ على الكثير مِن الفتيان والفتيات وكونتُ الكثير مِن الصداقات!
قد لا يبدو ذلكَ واضحًا عليَ ولكنني ترعرعتُ في ميتم! وهُناك قابلتُ الكثير مِن الأطفال!"
توسعت حدقتا سيندي في حين إستنكرت آيرس ذلك، كانت اول مرة تسمع ذلك حقًا! في حين
قالت ايفرين بِحماس غريب:" واو! أنت مثل والدي! فـأبي تم تبنيه مِن قبل سيدة من عائلة مُتوسطة وهو صغير!"
نظرت آيرس لسيندي وهي تسألُ عن صحة كلام ايفرين التي قالت ذلكَ بِعفوية، أكدت لَها المَعنية ذلكَ
بِهز رأسها في حين كان نيو يُحيط علمًا بِذلك....
دخل جيسون صدفةً في أثناء هذا الحديث وقد سمعهُ جيدًا ونيو يُجيبُها:" والدكِ رجلٌ رائع ليبني له
هذا العمل الناجح من الصفر! أعتقد أني سأجعلهُ مثلي الأعلى مِن الآن فصاعدًا!"
وجهت نظراتها لوالدها مِن مكانها على السرير حين لاحظته وهو يقفُ بإبتسامة باهتة إجتهد على رسمها،
إلتفت نيو نحوه لينهض بِشيء صغير من التوتر
-وااااه! انهُ ليور بشحمه ولحمه!.... هل سمع ماقُلته؟!
تقدم يلقي التحية وقد أنهى إجتماع عمله المنزلي في مكتبه.... فعلى ما يبدو،
جيسون يقود إمبراطوريتهُ من البيت! نظر لآيرس ثُم لنيو... وقد كان وجهًا جديدًا في مَنزله!
مَد نيو يدهُ لمُضيفهُ الذي رُسمت ملامح الأسى على وجهه رُغم إبتسامته الصغيرة،
قال بِشيء مِن البَهجة:" أن ألتقيكَ وجهًا لوجه لهو شرفٌ كبير سيد ليور! نيو جونز، من براعم الياسمين!"
بادلهُ المُصافحة وقد عرف مَن يكونُ تقريبًا:" الشرف لي، سيد جونز! أن التقي أحد الجونز في بيتي، لم أتوقعهُ بصراحة!"
سألت سيندي بِفضول وهيَّ تدنو مِن جيسون:" ماهو براعم الياسمين؟ وماذا تعني بأحد الجونز؟"
إلتفت إليها وقد سحب يده ووضع اليُمنى في جيب سُترته الكهرمانية:" إنها مؤسسة تدعمُ الأطفال الأذكياء
مِن دور الرعاية المُختلفة في مدينتنا، والجونز هُم الأطفال الذين يتخرجون مِنها!"
سألت آيرس بِعدم فهم:" أليست جونز كُنيتك!؟"
أومأ مجيبًا:" إنها كذلك! لقد إستحققتها! في الواقع السيد ليور أحد المُساهمين ماديًا في المؤسسة!"
إلتقط جيسون نفسًا وزفرهُ بهدوء مُجيبًا:" على المرء أن يعتز بجذوره فمهما حدث وأين ما أوصلتهُ الحياة، سينتمي لها!"
إبتسم نيو الذي تمتم الجُملة التي بدت كشعار نشأ عليه كلاهُما في نفس الوقت.. في حين قالت ايفرين
التي راقبت الحديث مُستمتعة:" نيو... هل كُنت مُتفوقًا؟"
أومأ مُبتسمًا:" على مايبدو! مع أني كنت أتهرب باللعب مع الأولاد وماشابه!"
قهقهت آيرس مُتمتة:" هذا مايجب على نيو أن يكونه!"
أخفت الأخيرة ضِحكتها مُستمتعة... إنتفضت حين حدقت بها آيرس بشيء من الجدية والحذر تُشير لِهاتفها،
فقالت سيندي تسحبُ الأخيرة وتخرُج من الغرفة مُتزامنة:" عن إذنكُم لحظة!"
نزلت السلالم مع آيرس ودخلتا المطبخ الذي حوى بجانب المخرج للحديقة شاشة تُظهر بِكاميرات المُراقبة الخارجية
وصول السيارة ففتحت الباب لَها بِتوتر... ودخلت السيارة التي تُقاد بِسُرعة قليلة وهدوء إستكشافي...
ثُم خرجتا مِن مَخرج المَطبخ نحو الحديقة وقد تمكن مارتن مِن مُلاحظة آيرس وسيندي التي يعرفُها مُسبقًا
لِزياراتها العديدة مع عائلتها لِمنزل سيده...
ترجل بيرت مُنزعجًا... هو بالتأكيد لم يكُن على عِلم بمَكانه! قال مُخاطبًا الفتاتان:" ما الذي يَعنيه هذا؟"
توترت سيندي وإحتمت بآيرس وهي تعرفُ كيف يُصبح بيرت إذا إنزعج أوغضب، عكس آيرس...
رطبت شفتيها وهي تقولُ بِحذر:" أنا آسفة!"
تقدم نحوها وهو يعبث بِخُصلات شعره الأمامية مُزيلًا إنزعاجه... هذه ثالث مرة تعتذر له بِلا مقدمات!
وقف أمامها تمامًا، تبادل النظرات بَينها وبَين البيت الذي لم يزُره مُسبقًا في حياته... ثُم مَنح رأسه زاوية بَسيطة
يرمقُ سيندي المُحتمية خلف السمراء بإنزعاج طفيف... إلى أن أردف بعد صمتٍ دام من الفتاتان أمامه، مُتنهدًا
:" إذًا؟ لماذا أتيتما بي إلى هذا المكان... سيندي، آيرس؟"
رطبت آيرس شفتاها بِحذر:" منزلُ ايفرين!"
تمتم بِعدم فَهم"ايفرين" ثُم إستدركَ الموقِف وتجاوز الفتاتينِ بعدم صبر.... دخل مِن حيثُ خرجتا
ثُم خرج مِن المطبخ ودخل الصالة باحثًا، هتفَ بصوتٍ مُرتفع:" ايفي! ايفي...."
ناداها كما إعتاد أيام طفولتُهُما، تلكَ الأيام التي كانا يلعبانِ فيها معًا، ليس كخالٍ وإبنة أخته، بل كصديقة،
كـأخت وكـعزيزة قلبِه! كانت آيرس تنظرُ له بعدم تصديق في حين إبتسمت سيندي بألم... هذا ماتوقعت
لردة فعله أن تكون، لم تحتاج لأحد يُخبرُها بذلك، فبيرت إستعاد شيء مِن شخصيته القديمة!
الطريقة التي نظر لها بإنزعاج.... كانت مألوفة.

في الطابق العلوي إنتفضت المُنادى عليها بِعدم فهم ووالدُها ينظرُ لِباب الغُرفة المزهر بورود بسيطة
بعدم إستيعاب، هو لا يتوهم! همس نيو وجيسون بِعدم تصديق وفي الآنِ ذاته:" بيرت!؟"
نظر جيسون نحو الأخير هو يعقد حابيه بِعدم فهم...
-أهو يعرفُ بيرت؟ ما الذي يحدُث؟
كان الصوت الذي نادى بكل ما أتاه مِن قوة يَقترب مُتزامنًا مَع خطواته على السلالِم الخشبية... للحظة
بدت تلكَ الخطوات لِـنظيره المَنسي... كأن الباب الذي لا يُمكن أن يكون لغير الفتاة التي بَحث عنها ناداه
ليدخُل هاتفًا بِقوة:" ايفي!"
إنتفضت الأخيرة مشدودة الموقف... دققت بِملامح المُقتحم لغرفتها بِحذر... هو يبدو مألوفًا!
تقدم بِعدم تصديق، ولكَم بدت له شبيهة تيردا! عينيها الزرقاوتان اللامعتان وشعرها الأشقر،
الطويل والمُمَوج بطبيعته... ينسابُ خلفها وهي تَجلسُ مُتدثرة بِغطاء سريرها المُزهر بالبنفسج...
أمسكت بِطرف الغطاء بحذر... تجاوز بيرت جيسون الذي وقفَ مصعوقًا للموقف، ولم يُصدق لِلحظة
أن بيرت حقًا في بيته! تلاصقت رُكبتاه بطرف السرير وهي تنظرُ للأعلى مِن مكانها تُحدق بوجهه،
إذا كان والدها لم يقُل شيئا، ولَم يُحاول إبعاده أو مَنعه مِن الإقتراب فهذا يعني أنهُ لابأس بِوجوده...
هذا ما أقنعت ايفرين نفسها به....
التفت نيو للخلفِ مُبتسمًا لآيرس وسيندي التي إنفجرت باكية للموقِف الذي تَمنتهُ مُنذ ذلك اليوم المشؤوم...
وقد إتكئت على الجِدار بِجانب الباب إلى أن تهاوت جالسة مِن فرط السعادة ولاتُصدق المُوقِف مع أنها بِحظرته لِهذه اللحظة!
بعد الوقوفِ وطبع ملامِحُها في ذاكرته بِدقة كما ولو أنهُ يخشى أن يستيقظ ناسيًا للوجه الملائكي الذي
ينظرُ له بِشيء مِن الاستفهام... جلس بيرت على رُكبتيه وهو يلمسُ وجهها بِعدم تصديق، هتفَ
بِصوتٍ مُتقطع:" ايفي......ايفي......ايفي!"
لم يكُن لديهِ مايقوله رُغم توفر الكثير! الطِفلة التي كانت في السادِسة آخر مرة رآها فيها...
كبرت لِتغدو زهرة على وشكِ التَفتح... بَل زهرة جميلة على وشكِ التفتُح! بادلتهُ المناداة كما ولو أنها
لَم تَنسى يومًا تذكيرَ نفسِها به:" بيرت! أنتَ هو بيرت؟"
نظر إليها بأسى... ماتزالُ ضعيفة البُنية كما كانت في طفولتِها... جلس مُرخيًا جسدهُ وهو يحتضنُها بِقوة
لتبتسم مُردفة:" كُنت أعرفُ... أنكَ ستعودُ مُجددًا! مَهما حدث، ستعود إلي!
ففي النهاية لقد وعدتني بأننا سنلعبُ أكثر في المرة المُقبلة!"
قهقهت وسط دموعها التي إنسابت على غَفلة وهو على حاله، يحتضنُها بألم،
أردفت مُكملة:" ما الذي أهذي بِه! لقد فات الأوان على اللعِب! مع ذلكَ..."

مع ذلك ماتزالُ قِمة السعادة... فـالفتى الذي شاركها أول سنون حياتها، الفتى الذي كونَ شخصيتها،
الفتى الذي قلدت كُل تصرفاتهُ لتغدو شيء يُشبههُ بعد حين! عاد مِن جديد.
-صديقي، أخي، خالي، عائلتي.... أهلًا بعودتك!


كان نيو أول من قرر الإنسحاب لكنهُ تفاجىء بِجيسون يُغادر الغُرفة بألم، وذلك بعد أن رمقَ سيندي
بأسى حَملها على اللحاقِ بِه، خرج نيو خلفهُما وهو يسيرُ على مَسافةٍ قليلة مِن سيندي...
إستوقفته قبل الغُرفة التي بدت كغُرفة نومِه وهي تُمسكُ ذراعهُ بِكلتا يديها.... بَقيّ ظهرهُ يثير شفقة
الناظر وهو يُحنيه وينظر للأرض بشيء كبير من الأسى، الحزن والندم!
إقترب بيرت وهو ينضمُ إليهم مع آيرس التي بدت قلقة مِن صمته وملامح فارغة تَرتسِمُ على مَلامحه،
وسرعان ما إعتلى الغضب ملامحه....
قالت سيندي وهي على حالها:" جيسون... أنتَ، لست مُنزعجًا مني أليس كذلك؟ أعني...
رُبما كُنت تتمنى أن لا يعود بيرت وما شابه!"
نظر لها بحدة سرعان ما حل الأسى مَكانها أطبق شفتيه بقوة قبل أن يُردف:" ذلكَ لأن بيرت نفسهُ
لم ينوي يومًا العودة لرؤية ايفرين! مع أنها كانت مُتعلقة به، صحيحٌ أنهُ كان طفلًا حينها... لكنهُ يعرف
أني لم أعتبره طفلًا في أي وقت!" نظر لِبيرت بألم:" أنتَ لم تُشبه الأطفالَ يومًا على أي حال!
لطالما كُنت تملكُ ذلك الحضور الذي ينمُ عن الفهم والوعي لِكُل ما يُحيط بِك! مع ذلكَ...
تصرفتَ كالأطفال ومهما حاولتُ الحديث معكَ بعد... بعد رحيلها، كُنت تتجاهلُني وتلومُني بِذلك لِما حصل مَعها!"
أبعد وجهه بعد سحب يدهُ مِن سيندي المَصدومة لِكلامه:" لستُ أقول لاذنب لي! بالتأكيد أنا مُذنب بِما حدث...
مع ذلك... طريقتكَ في مُعاملتي كانت قاسية... أعني.... لقد كنتُ أريد إخباركَ عن ايفرين التي تسألُ عنكَ
طوال الوقت وقد إعتادت على وجودكَ مُنذ ولدت... وأنت... ببساطة...."
قاطعه بيرت وهو يُحافظ على هدوئه:" أهذا ما أنا عليه! أتقول أني حُثالة لا يُجيدُ سوى لوم من حوله! أنا..."
عض شفتهُ السُفلى عاقدًا حاجبيه وكور قبضتهُ هاتفًا:" لا أصدق أنكَ إعتقدت مُجرد إعتقاد أني كُنتُ أتجاهلُكَ!"
قال الأخيرة وهو يسحبُ اسود العينين مِن ياقة قميصه الأسود ويستعدُ لِتفريغ غضبه! لكن نيو أوقفه
بوضع يده على كتفه يهزُ رأسه بألم... قالت آيرس وهي تضم يديها لصدرها بِحذر:" إنما هذا سوء فهم...
لاداعي للإنفعال!" نظرت لِبيرت مِن مَكانها خلف نيو:"أخبره!"
تنهد بيرت وهو يتركُ جيسون الذي إرتسمت أمارات عدم الفهم على محياه... بعد صمت دام
قالت سيندي تكسر جمود الجو:" ألم يُخبركَ كوفين عَن ما حدَث بَعد وفاةِ تيردا المُفاجئ؟!"
نظر لها بإستفهام ومرر ماتبقى مِنها على الآخرين وصولًا لِبيرت... تمتمَ بحيرة:" ما الذي يحدثُ هُنا بِحق السماء؟!"
لتُكمل سيندي:" بيرت نسي كُل شيء!"
نظر لها بِنُكران، بدا واضحًا أنهُ لم يسمع ذلكَ سابقًا لتُضيف مُستعيدة ماحدث:" لقد وقع عن أحد
أشجار التُفاح الخاصة بِـالعم جوليان في المصيف... وبقيّ فيّ العِناية المُشددّة أسبوعًا كامِلًا!
وحينَ إستعاد وعيه...."
قاطعها بيرت قائلًا بإنزعاج:" يكفي... لا تتكلمي الآن بعد كُل هذهِ السنوات كما ولو أنكِ مُهتمة
إذا عرف أوعرفتُ عما جرى ويجري! أبقي فمك مُطبقًا كما سبق وخلصيني مِن سماعِ تُراهاتكِ
الآن بعد فواتِ الأوان! أنتِ مِن بينِ الجميع؟ كُنتُ دائمًا أثقُ بكِ، قبل الحادثة السخيفة تلك...
كُنتُ أعتبركِ أختًا وصديقة، بئري وسندي قبل قريبتي... لكنكِ إلتزمتِ الصمت وكُنتِ أكثر من
حرمني عن ذِكرى أختي طوال السنوات المُنصرمة!"
كانت الصدمة مُرتسمة على وجوهِهم جميعًا.... قال نيو بألم:" إهدأ يا صديقي... لا ذنب لها!
فهذه اللُعبة لعبها القدر وكانت نصيبُكُما في الحياة! أعرف بأنكَ غاضب... أعذرُكَ،
كُنتُ لأفعل ذلكَ أيضًا! لكن، إتهام والقاء اللومِ على بعضِكُم لن يُثمر بِشيء!"
دمِعت عينا سيندي وقد نال مِنها شعورُ الذنب، هي لَم تتخيل أن يكونَ هذا موقفُ بيرت،
لِما كان عليها إلتزام الصمت؟ كان ذلكَ غباءً مِنها! ولكنهُ لن يُغير كونهُ قرارها الذي إتخذتهُ على مضض!
كانت تظنُ أنها بِالموافقة على طلبِ العم جوليان، فإنها ستحمي بيرت الذي تعرفُ أنَ خبر رحيلِ أختهُ
التي كانت أعز من أم له سيؤذيه! لكن الآن وحين تُفكر بالأمر جيدًا... هل استحق ذلكَ إلتزام الصمت
قرابة السنوات التِسع المُنصرمة؟! ما الثمن وماثمرُ مِن كُلِ هذا؟! في تلكَ اللحظة... كان الهرب
هو كُل ما فكرت بِه! هي تمنَت لو تختفي وحسب! لكِن قدماها ترفضان الحركة،
لقد تمت خيانتها مِن قبلهُما بِالفعل!
تنهد بيرت بألم وعاد لذلك الشخص الذي أمسى يسكنهُ بعد نسيان ذاتهُ المُعبقة بِذكرى تيردا، باردًا،
فارغ الملامِح، مُتجمد الذات! الآن وهو يُفكر بِنفسه، لقد إشتاق لذاته الحقيقية! المُبتسم والمُفعم بالبهجة!
ذلكَ الذي كونتهُ تيردا في شخصيتهُ وهو صغير! ذلكَ الذي دَثرهُ النِسيان.
تمتم بأسى:" أنا... آسف! سيندي، جيسون... لم أقصد ما قُلتهُ وفعلتهُ! لكنني...
مازلتُ مَصدومًا بِما عرفت وتذكرتهُ البارِحة وحسب! أنا، لم أقصد إلقاء اللوم هُنا وهُناك! لكنني
لا أستطيعُ التصديق بأني لن أراها مُجددًا."
-لو عرفتُ أن ثمة مؤامرة مِن قبل الجميع مُستغلين نِسياني لِكُلِ شيء... لكان أهون
مِن رحيلها للأبد! كُنا... سنجتمعُ ولو بعد حين.
ختم كلامهُ وهو يعودُ للغرفة ذات الباب الأبيض المُزهر وأغلقه خلفه! هو... يريدُ أن يستوعِب الزلزالَ
الذّي أحدثه لقاء واحد بالسمراء الجميلة! اللقاء الذي أخرجه من قوقعته ببطء، جعلهُ يُلاحظ نفسهُ
وفتحَ عينيهِ شيئاً فشيئاً.. إلى أن قلبت لهُ عالمهُ رأسًا على عقِب.
ذلك البيرت المَنسي الذي إستفاق، إقترب من ايفرين مُبتسمًا! هي بالتأكيد
سمعت حديثُهُم مِن مَكانِها، لكن هذا لم يُغطي على سعادتها... لاستعادتهُ...
قالت مُبتسمة:" خالي! أهلًا بعودتُك."
إبتسمَ بألم:" أنتِ تُشبهينها بِحيث لِوهلة ظننتك هيَّ.... ايفي!"
-لقد عُدت!



بقيَّ مَعها إلى أن حل الليل، لم يدخُل أحد ولم يصدُر سوى صوتيهِما يتحدثانِ طويلًا! دَخل جيسون
مُقاطعًا الجو بينهُما:" بيرت، على ايفرين تناولُ عشائها وعدم إهمال صِحتها كما تعرف...."
نهض بيرت ينظرُ في ساعة يدهُ الجلدية، لقد مر الوقتُ بسرعة! قال مُعتذرًا:" لم أقصد ذلك!
أعتقد أني أطلتُ زيارتي... إسمحوا لي."
أمسكتهُ ايفرين مِن كُم قميصهُ قبل أن يبتعدَ كثيرًا وهي تقولُ بِشيء مِن الرجاء:" لنأكُل مَعًا قبل ذلك!"
إبتسم بتوتر مُردفًا:" في يومٍ آخر عزيزتي"
أخفضت رأسها بإنصياع وهي تقولُ بشيء مِن الأسى:" لابأس إذًا..."

لقد وجدت ذاتها مَعهُ من جديد، ذاتها التي توقفَت عن الأحلام ورسم التوقعات للمُستقبل.
تلك الملامح أعادت لهُ شيء مِن حديثهُما السابق، حين قالت لهُ بشرود:" لقد كُنتُ أريدُ أن أصبحَ مُعلمة!
أو رُبما عدائة تشقُ المِضمار بسُرعة ورشاقة! ولرُبما كُنتُ سأصبح مُصورة وأسافر حولَ العالم! أنا أعرفُ
أني غير واضحة مع نفسي، فَفي كُل يوم كُنتُ أتمنى أن أكون شيئًا مُختلفا عن سابِقه! ولكِن في ذاتي،
أعرفُ أنها لن تكون سوى تخيُلات! أن أذهب للدِراسة مَع أشخاص لا أعرفهُم وأكوِنُ صداقات مع الجَميع...
ورُبما كُنتُ سأقع في الحُب مع شخصٍ ما وأجتهِد لأعترفَ له! أن أكبُر وتكبُر مَشاعري له، ورُبما أصبح أمًا
ولو لمرةٍ واحدة وأجرب شعور والدتي الراحِلة!.... لكِن، كُلُ ذلكَ آضغاث أحلام! فأنا أعرف أني لم أكن يومًا
تلكَ الفتاة القادرِة على عيشِ أحلامِها البسيطة! أنا فقط... مُجرد لا أحد!"


رَبتَ على رأسِها مُبتسمًا:" سأعودُ مجددًا، حينها سنأكلُ سويةً.. إتفقنا؟"
أومأت مُبتسمة ومُتوردة الوجنتين، مُوافقة... إذا كان قد وعدها، فلابأس! خرج مِن الغُرفة وهو يبتسمُ لها مودعًا
وما إن أغلق الباب حتى عادت ملامحهُ الباردة والفارغة تِلك! الابتسام والحديثُ بِلطف وعفوية كما مع ايفرين
لن يكونَ سهل التطبيق مع الجميع! هو الآن في حرب إستنزاف مع ذاتيه، ويبدو أن ذاتهُ القديمة
لا تظهرُ إلا لِـايفرين! الشخصُ الذي يُصبحهُ وهو مَعها.... تَسائل بِعدم إستيعاب عن مَن يَكون.



خرج جيسون بَعد دخولِ المُربية هادئة الملامِح والخادمة التي تدفعُ عربة جميلة، بدت كعربة لِنقل الطعام...
رافق بيرت نَحو الطابق السُفلي، قَبل المُغادرة مِن المدخل الذي لم يسلكهُ عند وصولِه،
كسر الصمت سائلًا:" أنا... لدي سؤال واحد فقط!"
نظر جيسون لهُ بتركيز:" ماذا يكون؟ إسأل ما تشاء..."




* يُتبع *



[IMG]https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820[/IMG

سيـرَان. 07-11-2020 04:18 AM

يووووووووووخ خلص الفصل! بكاء6 كان لازم اجيب معي مناديل صدق، عبالي تمزحين بكاء6
شهالفصل وشهالأحداث المؤثرة يااااخي بكاء8 عشت كل لحظة مشاعر مع الشخصيات اليوم:(
أول ضحكت على تشيبه الحفلة العائلية بـ الحرب العائلية هه8بيس2
هذا الـجيمسون رهيب، مدري ليش بس فعلاً حسيته تعمد او قال الوصف لا شعورياً اكل4
آيريس كيوت، من اول لما شفتها حسيت الأصفر أحلى لون عليها ق9
وطلع هو اللون اللي ماتفوته أبداً وتلبسه بكثرة حسب اللي رويتيه بالفصل لعب1
الكلام اللي قالته آيريس وهي تبكي بيضرب في الصميم جد مأخوذ من الواقع:(
انك تعيش يومك وكأنه يومك الأخير صعب مرة، هذا اللي قالته بكاء5
لما قالت ان بيرت بيتدمر إذا انقطع آخر حبل يربطه بهالحياة، هنا قلت لها فال الله، لا فالج هه8
أكثر شيء حبيته هو بيرت القديم!:( اذا شخصيته الاصلية قبل التغيير كانت كذا زمااان
فـ ياريت يرجع لذاته القديمة اللي ظهرت مع ايڤرين بنوتة تيريدا:(
ياااااااخ جدياً مرة مرة مرة حبيت خالو بيرت:(xd كان خالي من التعب وملامحة غير باردة ق1
كسر الصمت سائلًا:" أنا... لدي سؤال واحد فقط!" نظر جيسون لهُ بتركيز:" ماذا يكون؟ إسأل ما تشاء..."
خير يااااخ ايش يبي يسأله! °^° تف عليك هون مكان لتنهي الفصل بالله!! (:
حاسة الفصل الجاية برضوا قنابل من الأحداث الرائعة والمشاعر الجياشة ق1
كلما انتهي من الفصل اتمنى التكملة قدامي ولما تنزليه اتأخر ولي عين احكي (:
يعطيك العافية على الفصل السوبر رهيب، نزلي الفصل اقرب مايكون تحمست اعرف التكملة حواجب3نجمه1

فِريـال 07-21-2020 09:10 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819




الفصل العاشر: مشاعرهُم الهشة!



خرج جيسون بَعد دخولِ المُربية هادئة الملامِح والخادمة التي تدفعُ عربة جميلة، بدت كعربة لِنقل الطعام...
رافق بيرت نَحو الطابق السُفلي، قَبل المُغادرة مِن المدخل الذي لم يسلكهُ عند وصولِه، كسر الصمت سائلًا
:" أنا... لدي سؤال واحد فقط!"
نظر جيسون لهُ بتركيز:" ماذا يكون؟ إسأل ما تشاء..."
أدخل يديهِ في جيبِ بنطالهُ الأبيض وهو يردفُ بِتفكير:" ألم تكُن تيردا، حاملًا؟"
توسعت حدقتاه والأخير ينظرُ له بنظراتٍ مِلئها العطش للإجابة... إزدرد جيسون ريقه وهو يُجيب بِتردُد:" لم يكُن لهُ النصيب!"
توسدت الصدمة ملامحُ السائل... هذه لم تكُن الإجابة التي توقعها رغم وضوحها! عبر عن سيل الأفكار
التي عصفت بِعقله بشفتين مرتجفتين:" أخبرني... أهكذا توفيت أختي؟"
لمعت سوداوتا جيسون بِحُزن دفين مُجيبًا:" السببُ الرئيسي!..."
أوقع بيرت كُل أفكاره... إستعاد آخر ملامِحُها قدمتها ذكرياتهُ المعدودة:" أذكرُ أنها... كانت تتطلعُ لِذلك! يؤسفُني سماعُ ذلك!"
ختم كلامهُ وهو يُخفض رأسه كما يفعلُ كُل مرةٍ تخونهُ تعابيرُ وجهه وإظهار حُزنه... عض الأخير شفتيهِ بألم:
" لقد كُنا... نحلمُ أن نُشكل عائلة كبيرة! وأن نهتمَ بِهم ونرعاهُم بِكُلِ حُب...."
نظر لهُ بيرت مُبتسمًا رُغم الألم الذي يعتصرُ قلبه:" أخبرني... كيف عِشتُما؟!"
توسعت حدقتا جيسون لِلحظة قبل أن يُجيب مُبتسمًا بشيء من الألم وهو يُحملقُ بِالفراغ:" كُنا معًا،
في كُل زَوايا حياتِنا، أحلامِنا، وأوهامِنا... نعيش اللحظَة، نغرق بتفاصيلها، كأنَّها حياةٌ بحدِ ذاتِها...
لا نبتعد عن بعض، مكاننا بجانب الآخر، نُمسّي مَنسيّين، مُجردّينَ عن الواقع، كُلَ هذا وأكثَر..."
رفع عيناهُ معلقًا نظراتهُ بزرقاوتا بيرت خاتمًا كلامهُ بإبتسامة:" كُنّا نبتَسِم."
توسعت حدقتاه لوقعِ الكلمة مُرددًا:" لا أذكرُ سوى ذلك!."
لقد كانت دائمًا تبتسمُ بسعادة، لايذكرُ مرة كانت تبدو عكس ذلك... لكن قولُ جيسون السابق
عن إعتبارِ نفسه مُذنبًا حركَ التسائلات في ذاته....
-ما الذي تفعلهُ بِنفسكَ جيسون؟ أنتَ ستقتلُ نَفسكَ بإلقاء اللومِ عليها!.... فلاذنبَ لأحد بِما حدث.

دخل منزلهُ الذي بدا هادئًا مِن الخارج، بِمُجرد دخول الرُدهة، سمعَ همهمة كثيفة مِن غُرفة الجلوس...
إلتقطت مسامعهُ أصواتًا مألوفة! تنهد بِتعب وصعد السلالم مُختفيًا عن الجميع!
غير مَلابسهُ بعد الإستحمام مُرتديًا قميصا قُطنيا ذو أكمام طويلة مع سروال أسود فضفاض، أبسط مظهر
يُمكن تخيُله... بقيّ يستعيدُ حديثه مع ايفرين... وبلا شعور، كان يبتسم! تمتم بإبتسامة بلهاء مُحمر الوجنتين:" نادتني خالي!"
قهقه ساخرًا مِن نفسه، رُغم كُل شيء.... مع كُلما حدث معه، لقد إستمتعَ بِرفقتها.


نقر الباب مرتين ودخل مُباشرةً، نظرت للأعلى وهيَّ تتمددُ عرضًا مُمسكة بِمجلةٍ ما، بدت له كمجلة أزياء،
عدلت مِن جلوسها مُحرجة وتركت المجلة مِن يدها تُرحبُ بِه:" أوه.... عُدتَ أخيرًا؟"
تقدم وهو يُخفي يديهِ في جيبي سرواله الأسود:" لقد وصلتُ لِتوي... مِن الجيد أنكِ هُنا!"
جلس على طرفِ السرير بِملامح فارغة بالكاد تعرفُ بما يُفكر أو يشعر.. لكِنها فهمت قصده... هو لايُريدُ
أن تحتكَ بأقربائه! قالت مُبتسمة:" أجل... لقد أنهيتُ دراستي مَعَ الأستاذة وقد كُنتُ أتسلى بالمجلة!
تبدو انجليكا صاخبة نوعًا ما! أقصدُ شقيقة سيندي..."
تمتم بشرود:" أرآكِ أحد من عائلتها؟ أقصد والديها..."
نفت برأسها:" لا.. لقد كُنتُ في الأعلى، هل تناولتَ عشائكَ في منزلِ السيد ليور؟"
تمدد للخلف وهو يعقدُ يديه خلف رأسه مُجيبًا:" لا! لم أكن أشتهي شيئاً!" نظر نحوها بطرف عينه عابسًا، شاردًا...
عقدت حاجبيها بِحذر....:" هل أنت بخير؟!"
تمتم بِخفوت:" بخير...." لم يُضف شيئاً آخر فقد غفى في مكانه! لم تفهم ذلك إلا حين بدأ
يتنفسُ بإنتظام بعد حين! وكانت تلك ثاني أسرع عملية نوم شهدتها مِنه! إنهُ ينامُ بسرعة! لابُد أنه مُتعب....
هذا ما فكرت آيرس بِه وهي تضحكُ بِخفوت... إستنفرت مُتوردة وهي تمورُ حول نفسها جالسة....
- لالالالا! هذا ليس مكانًا مُناسب لتنام فيه! ماذا لو فُهمتَ خطأ...
أرخت أهدابها وهي تنظرُ له بِعُمق... للحظة خطر على بالها، كُل ما مرت بِه بَعد مُقابلتها له...
ما بعد لقائها بِه، ليس كقبله!
- تعرفتُ بأصدقاء، عدتُ للمدرسة بِعزم بَعد أن أهملتُها.. كسبتُ إحترام زملاء الصف بِلا عناء..
تخلصتُ مِن بطش والدي ولو مؤقتًا...
كست سحابةُ حزنٍ وألم ملامِحُها...
-لطفكَ أغرقتني حتى النُخاع.... فهل أستحقُ أن تقعَ في حُبي أيضًا؟!
نهضت وهي تتجهُ نحو نافذةُ الغُرفة التي تطلُ على الحديقة الخلفية بعد دثره بِغطاءٍ خفيف...كانت السماء
تُنذر بِزخاتٍ أكيدة.... منظرُها الحالك توسطتها غيومٍ رمادية وكاسرة لِعتمتها، مُخفية نُجومها الوهاجة،
كان الجوُ باردًا مِن الخارج جعل بُخار أنفاسها ودفء الغُرفة يُشوش المنظر الخارجي... جلست تقرأ المجلة ذاتِها
على أريكة فردية ذات تصميم كالأرجوحة وهيّ تضُمُ ساقيها الرفيعتين، مُبتعدة عن الأرض.... بقيت تسترقُ النظر له
بين فترةٍ وفترة مُبتسمة، بيرت الذي لا يشبهُ بشخصيتهِ الشباب مِن عمره، كان يغطُ في النوم على سريرها غير مُكترث....
-أتسائل... ألابأس بِذلك؟!
وكست سحابة حُزن ملامِحُها المُبتسمة شيئاً فشيئاً!

فتح عينيهِ بِكسل، كان مايزالُ ينام على السريرِ عرضًا ولم يتحرك كثيرًا... بِمُجرد رفعِ جسدهُ العلوي أصبح جالسًا
وهو يفركُ مؤخرة شعره وملامح ُالنعسان تُخيم على مَحياه... كان ضوء الغُرفة خافتًا، إستكشف مُحيطه
مُستوعبًا لِمكانِ إستقراره... ثُم نظر لها وهيَّ تنامُ على الأرجوحة جالسة، المجلة تكادُ تقع مِن يدها وفمُها شبه مَفتوح..
تتنفسُ مِنه مُصدرة صوت تنفسٍ خافت... وقف أمامها وهو يرغبُ بالضحكِ لوضعيتها الغريبة، لِنومها جالسة
ورأسها مرفوع للأعلى نوعاً ما... بدت لهُ وضعيةٍ غير مُريحة للنوم وبالتأكيد ستستيقظُ مُتشنجة...
السادي في شخصيتهُ بدأ يستيقِظ وقد كان في سُبات! ويبدو أنه ورث ذلكَ مِن والدهُ بلا شعور!
إقترب ينظرُ لملامِحُها عن كثب، مُستعيدًا بضعة مواقف جمعتهُما ثُم تذكر كلام نيو عن كونِها تُحبه!
وضع يُسراه خلف رقبتهُ وهو يُحرك رأسه... ثمَّ جلس القُرفصاء يُتابع النظر لها، إبتسم بإستمتاع وهو يُخطط
لإيقاظها بدلَ حملِها لسريرها وهي نائمة، وكان التصرف الأكثر توقعًا لشخصيتهُ السابقة...
لكنهُ الآن عاجز عن تفويت الفُرصة! في البداية حرر المجلة مِن يدها بِهدوء وذلكَ قبل ركلِ الأرجوحة!
ولكنها إستفاقت بِمجرد تناولهُ المَجلة رُغم حذره! ذات العيونُ الثعلبية السوداء...
كانت تنظرُ له متوسعة الحدقتين وملامحهُ تُحيرُها!
-يا للهول..... لِما هو مُنزعج؟
حركت جسدُها الذي أصدر أصوات طقطقةٍ مِن عدة مفاصِله... تمدّدت بيديها الطويلتين تشدُ جسدها المُتصلِب،
ثُم إرتخت مُتحدثة بِنُعاس:" متى إستيقظت؟"
وقف وتراجع خطوتينِ مُتمتمًا بِغيض:" قبل قليل... لِما تركتيني هُنا، ماذا لو بدأ والدي بِتوبيخي غدًا!
أنتِ لاتعرفين كم يُحبُ إزعاجي!"
كأن ذلكَ يُهمهُ أساسًا! ألم يكُن مُغتاضًا لِعدم تمكنهُ مِن إزعاجها كما خطط لِتستيقظ؟!
قهقهت مُستمتِعة:" تبدو مُشكلة للسيد بيرت! أخبرني كيفَ كانت ايفرين؟! أليست فتاةً ظريفة؟"
أومأ موافقًا وهو يرسمُ نفسَ الملامح مُمتعضًا عن الكلام.... لكن صوتٌ أحرجه حل دخيلًا بينهُما...
إستدار مُغادرًا فإنتفضت تلحقُ بِه وهيَّ تُخفي إبتسامتها...:" أنا لم أتناول العشاء أيضًا! أننزلُ لِلمطبخ؟"
أومأ يسبقُها وقطعا الصالة التي تربطُ غرف الجناحُ الأيسر كاللصوص! وبعد قطعِ المسافة التي تفصلُ غُرفتها
عن السلالم وقد كانت الأبعد عنها، نزلا للأسفل على نفسِ الوتيرة، كان قلبُها يخفقُ كَـمَن إرتكبَ جريمة،
ولم يكُن ذلكَ إلا بسببِ تصرفهُ الحذِرُ جدًا! هو لم يفعل ذلكَ لٍخوفه وماشابه، ليسَ كأنهُ يهتم بِرأي الآخرين عَنه،
إنما كان يستمتعُ بإزعاجها! مهما حاولَ كبحَ ذاته باء بِالفشَل!
دخلا المطبخ الذي غلب اللونُ الأبيض والفضّي تنسيقهُ، كانت الطاولة التحضيرية، خشبيةُ الصُنع،
تتوسطُ المطبخ وسطحُها فارغٌ تمامًا... رفع نفسهُ ليجلس عليها بإنزعاج لم تفهمهُ الأخيرة سببه للحظة..
أطلقت نظرات إستكشافية على المطبخ ذو الإضاءة الخافتة والذي دخل مِن النوافِذ القصيرة التي تطلُ
على الحديقة الخلفية، كانت تلكَ أول مرة تدخلُ المطبخ، سألت عن الإنارة ليُجيبَ بِملل:" لما يجب أن أعرف؟!"
تنهدت بيأس...
-ماذا به؟ أيعقل أنهُ يُعاملُني هكذا بسبب إخباري له عن وفاة أخته!؟ أهو ينظرُ لي كجالبة أخبار سيئة الآن؟!
تسائلت آيرس مُظهرة لملامح غلبها الأسى، كان يستطيعُ رؤية ذلك.. رُغم الظلام الذي يسودُ المطبخ
تمكنَ مِن رؤيتها... إلتقط نفسًا قصيرا زفرهُ ليتكلم.... إستوقفهُ إنارة المطبخ بشكلٍ فُجائي والذي
أفزع آيرس أكثر مِنه لتجفَل الفتاةُ المُشعة بِعدم فهم... تسائلت بغباء:" ماذا تفعلانِ هُنا في الظلام؟! ومتى عُدتَ يا بيرت؟!"
كان متفاجئاً ليس لسؤاليها السابقين بَل لعدم الإستفسار عن -ما الذي تفعلهُ آيرس هُنا؟!- حل الشكُ ملامحهُ...
إستنجدت به ليُجيب وهيَّ مُحرجة ولكنهُ إكتفى بالصمت....
-أهو لايزالُ مُنزعجًا مِن سيندي لِما حدث سابقًا؟
نفَضت أفكارها تُجيب بإبتسامة مُتوترة:" لقد كُنا جائعين وهكذا...."
كانا يعرفانِ بأن عائلة جيكوب سيبيتون الليلة هُنا وحتى مساء الغد بعد الحفلة... لكنهُما لم يتوقعا
إستيقاظ أحدهُم في هذا الوقت المُتأخر فالساعة بِالكاد الثالثة صباحًا... إقتربت فتاة شقراء صاخبةُ الحضورِ
تربطُ شعرها على الجانبين وتُغطي غُرتها والمقصوصة بِعناية جبينها وحتى حواجِبُها وتتدلى خُصلات رفيعة
ومُموجة على جانبي وجهِها الدائري وزرقاوتها تبرقُ بِبراءة، ترتدي فُستان زهري فاقع قصير ذو حزامٍ أبيض مُزَهَر
وسُترة بيضاء قصيرة تصلُ لِتحت صدرها... كان حذائها الأبيض الذي يصلُ لِمُنتصف ساقيها الناعمتان
مُزين بِزهرةٍ جلدية على الجانب الخارجي له، كُل هذهِ الأناقة وقد كان مِن المُفترض أن تنام!....
بدت في بداية السادسة أو نهاية الخامسة مِن عمرها... توسعت زرقاوتاها بِبراءة وهيَّ تُحدق بآيرس التي
شردت بالمظهر الأنيق للطفلة التي وجدتها كالدُمية بِطلتها وجمالِها!
همست آيرس بإستغراب وهي تُحدق بالطفلة:" سيندي؟"
رفعت ثعلبيتيها لسيندي بِعدم تصديق للشبه القاتل! هرعت الصغيرة نحو بيرت وهيَّ ترفعُ يديها بِسعادة،
في حينَ رفعها بيرت نحو الأعلى.. كانت مُعاملتهُ لها مُميزة فلم يكُن يُمانع أن تجلس على ساقهُ وهيّ تحتضِنهُ...
-يبدو مُعتادًا على ذلك... حينَ ترى ذلكَ حصرًا يبدو ظريفًا للغاية!
تنهدت سيندي مُردفة بِتذمُر وهي تتجهُ للثلاجة:" تخيل أيقظتني لأجل المُثلجات في هذهِ الليلة الباردة!
ستقتُلُني أمي صباحًا!"
فتحت أحد أدراج المُجمدة وهيّ تبحثُ عن مُرادِها ووجدتهُ في الدُرجِ الأوسط... فتحت العُلبة البُنية والتي
كانت مُغلقة بِعناية... وضعتها على الطاولة ثُم بحثت عن الملاعِق مُطولًا... وكان بيرت الأسبق
إذ فتح الدُرج تحت الطاولة التي يجلسُ عليها وبدأ الأكل مع انجليكا... في حين ماتزالُ الأخيرة تبحثُ
عن الملاعِق بلا نتيجة إلتفتت للخلف لتجد بيرت يرمقُها بِنظراتٍ عرفتها! تنهدت بعد نفخِ وجنتاها بِغيض
لتبتسم بألم بعدها... كان كَمن يبحثُ عن مُمارسته مُتعة مع أي ضحية تقع عينهُ عليها! مادام سيُزعج أحدهُم
فلا يهُم مَن يكون! وسيندي تعرفُ ذلك... لقد تجرعت الكثير مِنه في طفولتِها...
قالت بِغيض:" أوه.. كِدتُ أنسى هذا البيرت! لا أصدقُ أني إشتقتُ إليه!"
نظرت لآيرس وكانت تصنعُ الشطائر بعد أن عثرت على جهاز صُنعها بِعدم فهم... كانت تدهنُ خبز التوست بالزُبدة
وتستعدُ لوضعِ الجامبو مع الجُبنة وسطها... لتُردف وهيّ تجلسُ يساره لِيحُل بينهما، تُشيرُ نحوه:
" هذا الـ... إحذري مِنه! قد يبدو لكِ كالملاك المُنقذ، لكنهُ لن يُفوتَ فرصة إزعاج أحدهُم لِمُتعتهُ الشخصية!"
تمتمت آيرس بِعدم تصديق:" عفوًا؟!"
لتتنهد الأخيرة وهيَّ تضربهُ على صدره بِطرف يسارها الخارجي بِعفوية:" سادي!"
كان في تلكَ اللحظة يُزعج المسكينة التي يُعيد كل ماتحملهُ مِن المُثلجات بِملعقتها للعُلبة مُبتسمًا، مُستمتعًا ومُستخفًا!
-:" توقف عن إزعاجها!"
نظر لها ببرود وإنزعاج:" هذا لايعنيكِ، آنسة مُفسدة المُتعة!"
ثُم تابع القيام بذلك لتسأل انجليكا بِصوتها الصاخِب وهيّ تنظرُ لزرقاوتا الشقراء بِفضول:" أختي ما هو السادي؟!"
إزدردت ريقها لاتعرفُ كيف تُجيب طفلة قد تأخذها فكرة خاطئة تُسيء بِها لشخصيتها وهيّ في أوج تكوِنها:" إنهُ... بيرت!"
نظرت لها بِعدم فهم... ليقول بيرت وهو يُربت على ظهرها:" لا تهتمي لها! كُلي مُثلجاتكِ عزيزتي."
مطت الصغيرة شفتيها وهيَّ تنظرُ لها بِخيبة جفلت الأخيرة إثرها، ثُم عادت لأكلِ مُثلجات من العلبة مع
بيرت الذي بدأ يمتعِض لحلو المُثلجات بُنية اللون... تركَ المِلعقة جانبًا وهو ينظرُ لآيرس بِملل
ليتفاجئ بالأخيرة مُتجمدة في مكانِها...
-أهكذا الأمر اذًا؟ لِهذا هو كان.... لا أصدِق!
فكرت آيرس بِذلكَ لتعُود مُكملة ما بدأت بِه بشرود...
-ما من أحدٍ كامل الأوصاف! كما أنا ضعيفة الشخصية مُترددة القرار، هو باردُ المشاعر، سادي و...
هذا ما فكرت آيرس بِه وهي تبتسمُ بِقلة حيلة شيئاً فشيئاً....

كانا يتناولانِ الشطائر وهُما جالسانِ على المائدة التحضيرية، بعد أن رفض النزُول عنها والجلوس على
الكُرسي المُوجود هُناك... وبعد إنتهاء انجليكا من أكل المُثلجات حملتها سيندي وهي تُمسيّ الآخرين
مُضيفة:" سنعُود للنوم... بيرت...... دع المسكينة وشأنها!"
كان يأخذُ كُل شطيرةٍ تُحاول أخذها مِن الصحن المُشترك بينهُما قبل لمسٍها... لاحظت آيرس ذلك
ولكنهُ لم يُزعجها كسيندي التي كانت ترى ذلك...
بعد صمتٍ دام طويلًا إستمر خلالهُ بِتصرفهُ السابق، قال بِملامح فارغة وهو ينظرُ للشطيرة بين يديه
:" على الأقل إدعي أنكِ مُنزعجة!"
جفلت للحظة ثم رمقتهُ بِحذر مُتسائلة:" على ماذا؟"
تمتم بِبرود قبل أن يتمدد وهو ينزلُ عن الطاولة أخيرًا ويتجه للثلاجة:" مُمل!"
تجمدت على وقعِ الكلمة... أهو يجدُها مُملة؟! هذا مافكرت به فأعلنت أفكارُها حالة إستنفار تام!
هو لن يهتم بأمرها إذا وجدها مُملة وماشابه! حلت كآبة مؤقتة ملامحُها لتدحضها بِمُجرد عودتهُ حاملًا
عُلبة كولا، مُردفة:" الأمر أنه ليسَ مُزعجًا لأنه أنت! لو كانَ غيرُكَ لإنزعجت!"
رفعت نظراتها نحوه بِبطء لتصدم بِملامحهُ التي تنمُ عن عدم الفهم عاقدًا حاجبيه، أردفت موضِحة
:" أقصد، نوعًا ما... كيف أشرحُ الأمر يا إلهي..... رُبما أنا مُنذ ذلكَ اليوم، وجدتُ أني أدينُ لكَ بالكثير!
لِذا... مهما حدث ومها فعلتَ معيَّ أنا... لا أستطيعُ الإنزعاج وما شابه! أقصد... أقصد...."
لقد كان يبذل جهدًا طوال الوقت، جهدًا كبيرًا وهو يعملُ على الحفاظ على الجميع مِن حوله سواء بيته
أوالموظفين الذين يَعتمدون على قوتِهم مِن شركته.... في حين كانت تتذمر لإعتقادها أنهُ يُبالغ بإستعمالهُ لِجيبه!
-رؤيتكَ تُسابق الظروف لتُبقيّ الأمور كما ينبغي في العمل حتى الإنهاك... جعلني أدرِك! كم أنا
سخيفة لإعتقادي أنكَ ترمي بِمالك في الهواء لمُجرد إمتلاكِكَ الكثير مِنه! فقد كُنتَ تبذلُ جُهدك، بكُل ما أوتيت
وحتى الإنهيار.. لذا... كان علي أن أتوقف عن التذمُر، الإنزعاج مُتكبرةً كما ولو كُنتُ شخصًا مهمًا!
فَفي نهاية الأمر... أنا أدينُ لكَ بِحياتي وأكثر... فَعليّ أن أستحق كُل ما فعلتَ وتفعلهُ لأجلي.
إرتجفت شفتاها وبَحة مَنعتها مِن قولِ كل ذلكَ له.... لم تستطِع رفعَ رأسها بل وبقيت مُتوتِرة لِلحظات....
تفاجئت لليد التي إمتدت ورسَت على رأسِها وهو يُتمتم:" توقفي عن التفكير بهذه الطريقة!
لستِ مدينة بأي شيء، لقد كافحت كثيرًا بِالفعل."
كان الحوار بينهُما مُبهم لِمن يسمع ولكنهُ كان واضحًا لِكليهِما ولو لم يُعبرا عنه بالكلمات كما ينبغي....
أن يكونَ قادرًا على فهمِها عبر كلماتٍ قليلة... هذا بالتأكيد ليس بيرت مِن أول مرة رأته!
كان يعجزُ عن التعبير، لا يُدرك مايفعلهُ في مواقفَ كهذه... هو حتى فاجئ نَفسه،
مُنذ متى هو قادر على صُنع حديث عفوي وعميق بِسلاسة؟!



في الصباح الباكر غادر بيرت وعاد وقت الغداء.... كان هادئًا ومُسترخيا بِشدة! نظرت لهُ سيندي بِشك....
-ما الذي تُخطط له؟! هذا لايُبشر بالخير!
كانوا يجلسون في الحديقة رُغم برودة الجو، كانت سيندي تُظهر التأثر الأكبر إذ كست حُمرة أنفها
ووجنتاها حتى أذُناها... وأطراف أصابِعها أيضًا! لقد بدت ظريفة! كانت الطاولة المُدورة تحمل
كؤوس شاي أنيقة التصميم والبُخار يتصاعد مِنهُا، إقتربت انجليكا وهيَّ ترتدي ملابس ثخينة بعد أن
رفضت والدتها السماح لها بالجلوس مع بيرت والفتاتان في الحديقة! مدت يدها نحوه ليرفعها ويُجلسها
على الكرسي بِجانبه.. زفرت سيندي بِسخرية:" مِن الجميل الحصول على يوم عطلة! ومِن المُريح وجودكَ بالجوار يابيرت!"
كانت تُلمح لأختها التي لم تتوقف عن طلب خدمات بيرت بأي حُجة، في حين نظراتُ الشماتة ترتسمُ
على وجهها المُحمر:" أخطط للإنتقال والعيشِ معكَ ليكون كُل يوم عُطلة لي!"
بل كُل يومٌ تنمر علني! ألم تُدرك بعد أنهُ إختار الجلوس في الحديقة ورُغم هذا الجو المنخفض والذي تلى
ليلة شتوية ماطرة بغزارة، لأنه يعرفُ أنهُ سيُزعِجُها...
لم يُعلق فقد وجد نفسهُ المُنتصر سلفًا، لأنهُ كان يُعذبها بِغير أن تعرف حتى! فقد قالت لوالدتُها أن آيرس
صديقتهما المُشتركة من المدرسة وهيّ تُحاولُ توطيدَ علاقَتِها معها.... طبعًا بطلب مِن بيرت فَقد وجد مُطالبة
آيرِس بإلتزام غُرفتها طوال يوم العُطلة فيه شيء من القسوة! وماذا عن مايفعلهُ مع سيندي مِن تنمُر؟
أليس قسوة؟!
بعد وقت قصير وصل مارتن وهو يُرافق آني التي كان ومن الواضح أنها مُتحمسة! ترتدي كنزة صوفية سوداء
مع بنطال جينز فاتح وحذاء أبيض جلدي يصلُ لمنتصف ساقيها النحيلتين، تُدفئ نفسها بِمعطفٍ كثيف
كبياض الثلج بِنصاعتهُ وقُبعة بنفس النصاعة مع رفيقها الوشاح يُكملان طلتها الأنيقة...
كانت تركضُ مُتحمسة نحو الطاولة وقد تركت مارتن الذي كان يُرشدها الطريق... وعلى بُعد مسافة ملحوظة
يسيرُ اليكس الذي كان عكس آني لايُبالغ بِتدثير نفسه سوى بمعطفٍ بُني فوق قميص أبيض وبنطال رمادي داكن...
في حين نيو كان يبدو مُميزًا بطلته مُختارًا سُترة جِليدة سوداء أنيقة التصميم مع كنزه وبِنطال بنفس اللون،
كان شعرهُ الأشقر هو ما كسر مظهرهُ الغامق! رفع نيو يدهُ للأعلى فيّ حين وصلت آني لحيث يجلِسون
وهي تُلقي التحية.... وصل اليكس وربت على كتفها ليهدأ حماسها المُفرط...
كان تلكَ أولَ مرة ترى سيندي، نيو وهو يستفزُ آني.... وتلكَ الرفسة كانت لتتوسط وجهه لولا تراجعهُ
مُبتسمًا بإستمتاع... كان المشهد، بالنسبة لِبيرت رغم أنهُ شهدهُ سابقًا... مُذهلًا!
-تستطيعُ رؤية تلكَ الملامِح الآسرة! ظريفةٌ للغاية! هل يُمكن......

وقفت انجليكا نتظرُ لِـأليكس بِجسدهُ الضخم وطولهُ الفارع، بإنذهال! بقي يُحدق للأسفل حيثُ تقف وهي تتابع
التحديق بِه واضعة سبابتها أمام فمها الصغير بإستفهام.. رُغم نظراتهُ الحادة بِطبعها عكس شخصيته،
إبتسمت انجليكا وهي ترفعُ ذراعيها دلالة -احملني- وطبعًا اليكس الذي وجدها ظريفة للغاية
حملها للأعلى بِإعجاب... كيفَ يُمكن لِشخص أن يكون بهذه الظرافة؟!
في أثناء ذلكَ كان بيرت قد عثر على ضحيتهُ الجديدة وشارك نيو بإزعاج آني! كانت فزعة من هذا
الإنقلاب المُفاجئ، نادت اليكس برجاء:" اليكس... خلصني مِنهُما!"
لكن اليكس كان مشغولًا بِرفع ومُلاعبة انجليكا مسحورًا بِملامحها الظريفة،
ليقول نيو وهو يضحك بِهستيرية:" لقد تمت خيانتُكِ!"
رفعت ساقها اليُمنى تُدافع عن نفسها، ولكن الأخير باغتها مُنخفضًا بإبتسامة مُستفزة، لترسو الرفسة
القوية للواقف خلفه! وقع بيرت إثرها وهو غير مُستوعِب لِما حدث حقًا.... كانت الأخرتين ينظُرانِ نحوه بِحذر
في حين إختارت آني أن تحتمي بآيرس وهي تقفُ بجانب سيندي تنظرُ نحو نيو وبيرت الذين يتنمران على آني!
وقف كلاهُما مُتجمدين... أهيّ جادة؟ من بين كُل الناس إختارت أن تحتمي بآيرس؟ ليس بعد أن
رفستهُ على وجهه بتلك القوة... إبتسم بيرت ذاتيًا وقال مُناديًا آني:" تعالي إلى هنا!"
سرت القُشعريرة بِجسدها وهي تنظرُ لِملامحهُ الفارغة... إزدردت ريقها وهيَّ تقول:" لايُسمح لكَ
بإستعمال السُلطة للتنمر على موظفيك! كما لم أكن أقصدُ رفسك بل نيو المُلام لمراوغتي!"
قهقه نيو الذي إستمتع بالموقِف مردفًا:" هيا... هيا أطيعي أوامر مُديركِ الأعلى!"
نفخت وجنتاها بِغيض في حين قال بيرت وهو ينظرُ لنيو بِحدة:" أخرس... ستندمُ إذا إقتربت!
سأنسى ما حدث لذا تعالي... لن أسمح لنيو بإزعاجكِ لبقية حياتِك!"
قال الأخيرة وهو يُشير بيدهُ أن تقترب له وملامحهُ باردة أثارت الشك في نفسِها... أغلقت سيندي عينيها
وهي تقول بإنزعاج:" بجدية؟! أتطلبُ مِنها أن تُبدلَ ساديًا بآخر؟!"
لكنهُ تابع الإشارة بيده فتنهدت بِيأس في حين أشار نيو لنفسه مُردد بِعدم فهم:" أنا سادي؟!"
أخفت وجهها بِكفِ يدها ليُكمل بيرت حديثهُ وهو يُشيرُ لآيرس:" إبتعدِي جانبًا لوسمحتِ!"
إنتفضت كُل ذرة مِن جسدها لِهذا الطلب الغريب، نظرت لآني لِتجدها تنظرُ بِجدية وحذر مُردفة:
" ألن يُزعجني نيو مرة أخرى حقًا؟"
نظروا لها بإستغراب شديد وأشدهُم نيو الذي توقف عن الضحك غير مُصدق:" أوي... بيرت
لاداعي للمُبالغة! كُنا نمزح حسب ما أذكُر!"
نظر له بإزدراء:" متى مازحتُكَ لأفعل الآن؟!"
تنهدت سيندي بيأس...
-هذا ما كان ينقُص! الشخصُ الخطأ تحت رحمة الشخص الأخطأ! أرغب بضربه بِقوة ولكن...

تجاوزت آني الفتاتين عابرة مِن بينهُما بأقدام مُرتعشة، كانت آيرس على أشد فضولها عن ما
سيفعلهُ بيرت بعد إنقلاب شخصيته هذا... وقفت آني تُكور قبضتيها وتنظرُ لِحذاءها الأبيض مُنتظرة
لحظة خلاصِها.... كانت تعقدُ حاجبيها وتنفخُ وجنتاها المُتوردة... أمسكَ خدودها وبدأ بِشدهم مُستمتعًا!
-:" ظريفة جدًا!"
-:" هاخا يَخفي... سِخد بِخت!"
كانت كلِماتُها غير مفهومة وخدودها في شدٍ مُستمر! خرج اليكس مِن سحر انجليكا بعد أن
حملها على أكتافِه.... كان المنظرُ غريبًا له!
-هل هذا بيرت أم نيو؟ لا لا لا مستحيل! كيفَ حدثَ هذا؟!
كان مُعتادًا على حمايتِها مِن نيو ولكِن الآن وبيرت هو المُتنمر... كان الموقِف غريبًا بالنسبةِ له....
ترك خدودِها وقال بِمزيج مِن الجدية والمُزاح غير الواضح:" لن أسمح لنيو بإزعاجكِ بعد الآن!
لقد أصبحَ ذلكَ مُحرمًا عليه!"
أمسكت خدودها التي إحمرت لبرُودة الجو قبل شدهم حتى كانت بكُلِ تأكيد مؤلمة! أومأت بكُل غباء
لا تعرف مع من ورطت نَفسها، فهذا ليس بيرت الذي كان عليه مُنذ رأته أول مرة! بل وبكل تأكيد
كان المُتنفس الذي دثره النسيان.
تنفست آني الصُعداء وكأنها حققت حُلم حياتها بإبتعاد نيو عن طريقها للأبد ولازالت غافِلة عن الورطة
التي أوقعت نفسها بها!

كانت أحاديثهُم التالية مُمتعة أيضًا لكن ظهور شخص لا يستسيغهُ بيرت على الإطلاق بدد هذه الأجواء!
إقتربت سوداء الشعر بعيونها جوزية اللون وهي تُمسك بيد الفتى الأصهب الذي وبكلِ تأكيد ورث عينا
والده القرميدية... كانت ملامحهُ المُبتهجة هي الإختلاف الوحيد بينهما!
تركَ يداها وهو يركضُ نحو الجمع بِسعادة، كانت كلمات آيرس تتردد في مَسمعه، إبتسم رغمًا عنه،
فهو يعرف أنها كانت مُحقة! لكنه كان أغبى من أن يُلاحِظ! بخطوات قدميه الصغيرَتين ركض وهو يجرُ
يداه على جانبيه كطيرٍ بلا ريش، لاينكف عن الحلم بالسماء! وصل لبيرت وإحتضن ساقيه بِما أسعفتهُ
يديه الصغيرتين، نظر للأعلى بابتسامة واسعة وقد توردت وجنتاه! إنحنى لمستواه ليُربت على رأسه
بملامح فارغة وهو يتمتم بغير أن يلاحظه الصغير:" ما بال بذور هذه العائلة؟!"
أجابته سيندي بسخرية مُحاولة إغاضته:" البذور تُحب البذور التي تُشبهها!"
الأمر لم يكُن بيدها! فمُنذ أظهر جزء من شخصيته القديمة مُجددًا، بان معه كُل الغيض مِنه لتنمرهُ عليها
وهيّ صغيرة! مع أنها كانت أكثر من ودت لو يتذكر الماضي! يا للسخرية! لكن أحيانًا بعض الآلام عزيزة للمرء
بِحيث يتمنى وجودها في حياته!

إقتربت سوداء الشعر تجرهُ بطوله الفارع خلفها بحُرية وهي ترتدي كنزة سوداء مع بنطال شرابي
ذو حزام يصلُ لخصرها تمامًا أبيض اللون كسر عتمة الألوان في إطلالتها! كانت ملامحُها تبدو حادة،
تنظُر نحو بيرت ثُم سيندي بإزدراء، هي حقًا لايبدو عليها كشخص جيد! مدت زاوية فمِها بِسُخرية مُردفة
:" ماذا تلعبون يا أطفال!" عقدت سيندي حاجبيها ليُجيب بيرت مُخفيًا إنزعاجه:" أيجب أن تستلي سيفُكِ
قبل بدأ المُبارزة؟ ماذا جاء بكِ لهُنا؟"
لقد تعمد مُعاملتها كما تعرفهُ طوال حياتها! باردًا لامُبالي وعديم الإحساس إذا لزُم! تمامًا كما تخطى
طريقة مُعاملتها للجميع بإزدراء كما ولو كانت مِحور الكون، طوال حياته! لو لم تكُن إبنة عمته، لكان تجاهلها فحسب.
كانت تسيرُ وهي تعقدُ يديها للخلف وتضربُ حذائها بالعشب مُفرغة كل إنزعاجها رُغم أنها حافضت
على ميلان زاوية فمها المُستفزة... أردفت سيندي وقد قررت مُجاراة بيرت:" لم أكن أعرف أنكِ مدعوة
بعد آخر مرة زعزعت سلاسة حفلة عيد ميلاد أنجليكا!"
ظهرت عقدة صغيرة بين حاجبيها لم تُبان طويلًا إذ قامت بِتحرير أساريرها مُجيبة:" شئت أم أبيت...
أنا فتاة خالي المُفضلة!"
نظرت نحو شقيقتها ثُم عادت تنظرُ لها لتُردف بِسُخرية وهيّ ترفع حاجبها الأيمن:" كلانا نعرف أن
آنجي فتاةُ عمي جوليان المُفضلة!"
نفخت الأخيرة وجنتاها لتُكمل سيندي مُبتسمة:" طفلة."
نظرتا نحو بيرت الذي إختفى! ثُم نحو الضيوف الجالسين... كانت آيرس تجلس بين نيو واليكس الذين
كانوا يبتسمون بتوتر لثقل الجو بين الفتاتان! قالت سيندي بِعدم فهم:" أين آني؟"
أجابت آيرس تنظرُ نحو ظهريهِما مُبتعدينِ مُجيبة:" لقد قال أنه يُريدُ التحدُث معها!"
ثم أعادت نظرها نحو سيندي وأمارات الإستفهام مُرافقة لإبتسامة
عريضة ترتسِمُ على وجهها:" لم تُعرفينا؟!"
نظرت لِذات الشعر الأملس مُجيبة:" إبنة عمة بيرت، آليا لوكان..."
كان نيو ينظرُ لها بِتقييم... تلكُما العينين القهوائيتين كانتا تشُعان بِحدة
ولم يكُن الأمر بيدها!
-اليست تلك النظرات المُرعبة هيّ سبب حُكم الناس عليها؟
الإبنة الصُغرى لأب كبير السن وشقيقة الأخ الذي يكبرُها بثلاثة عشر سنة!
لطالما كانت وحيدة رُغم علاقاتِها القليلة تحت إطار الزمالة في المدرسة... الفتاة التي تبحثُ
عن أي فُرصة لكسب الإنتباه مِن مَن حولها لدرجة الغيرة لِكون فتاة في الخامسة محط الإهتمام
! لكن وكما أشار بيرت، هيّ سيافة بارعة وتزعزع هدوء خصومها في المُسابقات... مع ذلك
تلكَ العيون الحادة تُزيد من سوء مكانتها الإجتماعية لتنزوي على نفسها في عالم الشابِكة الواسع...
ونيو لاحظ الأخيرة.

نهض جون وأنجليكا تُمسكه مِن يده وتوجههُ للداخل ويبدو عليهِما الإستمتاع، أدارت آليا جسدها مُتجهة
للداخل لتُغادر خلفهما فجون مايزالُ مسؤوليتها... كانت تبدو في مزاجٍ سيء....تنهدت سيندي وهيّ
تُعدل جلستها مُتقابلة مع الآخرين ليقُول نيو مُبتسمًا:" لقد خرجتِ عن طوركِ حقًا! أهيّ تُزعجكِ لهذه الدرجة؟!"
وضعت رأسها على الطاولة مُردفة:" تلكَ الفتاة... مافعلته معي لم يكُن بِقليل! فقبلَ سنتين قامت
بوضع عِلكة على وسادتي وأنا نائمة! تخيل الوضع الذي وجدتُ نفسي بِه في الصباح!
كل هذا لأن العم جوليان قال لي أني فتاتهُ المُفضلة! ولك حرية تخيل المواقِف التي وضعتني فيها..."
أومأ اليكس بِتفهم:" يبدو أمرًا سيئًا!"
لتقول بانزعاج:" إنهُ سيء بالفعل... لقد أجبرتُ على قصِ شعري ليُصبح كشعر الأولاد!
لقد مرت سنتان وكانتا الأكثر ثقلًا عليّ! لم أكن أخرجُ كثيرًا، كنتُ مُحرجة وخاصة في الشهور الأولى..."
أخفضت آيرس رأسها وثُم خللت أصابعها بين خصلات شعرها البُندقي...
-كنتُ لأجن! هذا يبدو صعبًا حقًا!
نهضت سيندي وهيَّ تحتضنُ نفسها:" هيا لندخُل! أكادُ أتجمد... ذلك البيرت أراهن أنه كان يتعمد
تعذيبي مع أنه يعرفُ أني أشعرُ بالبرد بِسهولة!"
بل هوكذلك بالفعل! نهض نيو وهو يسيرُ بِجانبها ليلحق بِهما اليكس وآيرس... تعثرت بالعُشب الزلِق
من أمطار الليلة الماضية لكن اليكس أمسكها في آخر لحظة... بالنسبة له، كان واضحًا كم هي خفيفة!
عدلت نفسها مُحرجة ومُتوردة ووضعت يدها على ذراعهُ بعد أن عرضها عليها... قال مُبتسمًا
:" أنتِ نحيلة جدًا! ألا يجبُ أن تكسبي بعض الوزن!"
قهقهت مُستمتعة:" في العادة يُطلب مِن الفتاة أن تُحافظ على وزنها أو تُقلله! أنا لا أفهم كيف تُفكر اليكس..."
همهم مُجيبًا:" أنتِ مُختلفة! فطولكِ ووزنكِ لايتناسبان... تبدين كما ولو أنهُ يُمكن كسرُكِ بِسهولة!"
كست زُرقة وجهها شعرت بالخوف وشعور لم تُدركه... لتُقهقه مُدعية المرح:" لن يحدُث ذلكَ..."

نظرت للأمام حيثُ كان نيو وسيندي يسيران مُنغمسين بالحديث.. كان ينظرُ لها ومن الواضح أنهُ
كان يبتسم، في حين كانت تضحك بِخفة... لطالما كان نيو بارعًا بِصُنع الحديث مهما كان الموقِف أو الشخص الذي يُحادثه...
-تُرى ما الذي يتحدثانِ عنه؟! لدي القليل من الفضول...

في حين دخلت آني لما بدا كمكتبة تراصفت الكُتب بألوانها وأحجامها المُختلفة على رفوفها الخشبية....
إنتظرت عودتهُ وهيّ تُلقي نظرة على الكُتب المنوعة، تمرر أناملها على عناوينها بهدوء...
-رواية الخيميائي! لم أجد الوقت لقراءتِها بعد! انهُ يملكُ نُسخة مِنها حقًا! هُنالك الكثير مِما تمنيتُ قراءته!
وقفت أمام كتاب كبير الحجم وسحبتهُ مُنبهرة...
-الإلياذة وباللغة الأصلية! كُتب هذا الكتاب باللغة اليونانية القديمة.... من يستطيعُ قراءتهُ على أي حال!
ألم تكن النسخة المترجمة كافية؟
أغلقت الكتاب وأعادته لمَكانه ومرت على باقي الكُتُب.... هُناك الكثير مِن الروايات المُتميزة!
-الآن وأنا أراهُم بِجانب بعض.... هُنالك الكثير لقراءته!
وصلت لمسامعها قعقعة خفيفة فنظرت نحو الباب بِجفل لتجد بيرت وهو يحملُ دفترًا اسود اللون، كانت مُفكرته!
تقدم بعد أن أغلق الباب خلفه بِملامح فارغة وجلس على الأريكة الكهرمانية المُزدوجة في المُنتصف...
إقتربت ووقفت بعيدًا عنه ولكنهُ أشار مُربتًا على الأريكة لتجلُس بِجانبه، ففعلت...
زم شفتيهِ مُتحدثًا:" في الحقيقة، هذا أمر كُنت أتمنى الحديث بِه معكِ أنتِ تحديدًا! هلا إستمعتِ لي؟"



* يُتبع *





https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

روزماري 07-22-2020 03:31 PM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كيفك فري انشاء الله بخير

فصلين

واحد ورا التاني
و ما عندي خبر حرام عليك
طعنة بالظهر لا تنسيني مرة تانية ها

ننتقل الفصول
ما توقعت ابدا تكون هي ردة فعل بيرت
كنت اتوقع يروح لوالده الواجهه
الصدمة التانية
بيرت عندو شخصية سادية!!!!
ما توقعتها أبدا أبدا
توقعت معاملته المميزة مع ايفي
واخده موقف من عيلته ككل
لاخفائهم الحقيقة عنه
باختصار البارتين خرافة
ابداع و مهارة
دمت مبدعة حبيبتي
في امان الرحمان

Relena 07-22-2020 08:51 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=225269
Y a g i m a


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكِ فريالق9
في البداية أعتذر لم أكتب رداً للفصل الذي قبله
مع أني من أشد معجبي الروايةيب3ق9
لحظة واحدة أظن بإن النهاية أقتربتحزين4
رغم أنتظاري لها وبشدة ألا أنني لستُ مستعدة الآنبكاء4
أحببت الفصلين كثيراًق9ق9
صراحة كنت أتوقع ردة فعل قوية لكن أعجبت بما فعلهيب3
مع ابنته أخته وكيف استفسر عن ما حدث معهم
في البداية ظننت أن بيرت وقع لآيرس لكن بعد ما قالت سندي
فهمتha1
لم أظن أنه بيرت القديم مزعجtl2
عندما ركلت آني بيرت بدون قصد أنا أيضاً وقع قلبي في بطنيمصدوم6
مسكينة آني من سينقذها من بيرت الآنف0
فضولي سيقتلني ماذا سيقول بيرت لها في المكتبةف0
أتمنى أن لا تطيلي علينا ق9
سلمت أناملكق9
دمتي بود
في أمان الله
وفقك الرحمن

#تَضارب على توازي

فِريـال 07-29-2020 09:39 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819




الفصل الحادي عشر: عرض وحفلة!



وصلت لمسامعها قعقعة خفيفة فنظرت نحو الباب بِجفل لتجد بيرت وهو يحملُ دفترًا أسود اللون، كانت مُفكرته!
تقدم بعد أن أغلق الباب خلفه بِملامح فارغة وجلس على الأريكة الكهرمانية المُزدوجة في المُنتصف...
إقتربت ووقفت بعيدًا عنه ولكنهُ أشار مُربتًا على الأريكة لتجلُس بِجانبه، ففعلت...
زم شفتيهِ مُتحدثًا:" في الحقيقة، هذا أمر كُنت أتمنى الحديث بِه معكِ أنتِ تحديدًا! هلا إستمعتِ لي؟"
توسعت زرقاوتاها المُخضرة وهي تومأ موافقة في حين فاجئها لجدية نبرته الرزينة... أكمل بإبتسامة خفيفة
:" هذه.. هذه المُفكرة هيّ خطط رسمتها لمُستقبل الشركة... بعضُها مُجرد أفكار هامِشية رُبما سأسخر مِنها
حين أعيدُ قراءتها ولكن.... وضعتُ كُل أملي وإهتمامي فيهم! مرت ثلاثة أشهُر مُنذ أول مرة إستلمتُ أمور
الشركة وبدأتُ تدريبي المُبكر.. ومُنذ حينها حلمتُ بالكثير! ولكن الآن وأنا أعيدُ التفكير... أنا نادم على شيء
غفلتُ عنه... شيء سيجعلُ طريق وصولي له وعرة!"
نظرت للمُفكرة بين يديه مُبتسمة، رغم أنها لم تعلم ماعلاقتها بالموضوع إلا حين أكمل....
" أنا وفيّ هذه اللحظة أريدُ أن أعهد بأحلامي لكِ!"
توسعت حدقتاها بِعدم فهم:" عفوًا؟!"
نظر نحوها وهو يُمرر المُفكرة:" أنا لا أستطيعُ تنفيذ وعدي لكِ! لأنني أحتاجُ اليكِ لتكوني مُستشارتي الخاصة!"
إزدردت ريقها بتوتر، كان كلامهُ غير واضح وشِبه مُشفر:" كيف ذلك؟"
إبتسم وهو يضعُ المُفكرة السوداء بين يديها:" أريدكِ أن تُعيريني قوتكِ وخبرتكِ آني... أنا وأنتِ سنكسرُ
كُل القواعِد إذا عملنا معًا! أريدُكِ أن تقرأيها لأنني أثقُ بكِ.. وحينها أعلميني برأيكِ..."
صمت لتنظُر للمُفكرة بين يديها ويده تُحيطانِ بيديها:" هلا كُنت واضحًا أكثر، أشعر أني لم أفهم قصدكِ كما ينبغي!"
أجابها بِحذر وهو يضغطُ على يديها اللتان تُحيطان بالمُفكرة:" رُبما تجدين فيّ ذلكَ أنانية ولكنني أريدكِ
أن تطمحي لأبعد مِن أن تغدي مُصممة ألعاب!"
توسعت حدقتاها بِعدم تصديق مُتمتمة:" أتمزح؟!"
نفى برأسه لتزدرد ريقها عاقدة حاجبيها لكن الكلِمات رفضت أن تخرُج... إنتشلت يداها من يداه
ونظرت للمُفكرة التي إستوطنت كفيها.... مررت عيناها على الحروف والكلمات المُصطفة بجانبِ بعض...
قال وقد نهض مُسترخي الملامِح:" كنتُ أعرفُ أنكِ ذكية وتعرفين مصلحتُكِ! أعدكِ حين تُنهين قراءة
هذه المُفكرة... ستجدين رؤية واسعة عن المكانة التي خططتُها خاصةً لكِ!"
مررت نظراتها عليه وهو يُغادر ويغلقُ الباب خلفه بعد أن أردف بصوتٍ مُنخفض:" سأنتظرُ إنتهائكِ!... بعد اذنكِ."
اختفت زرقاوتاه خلف الباب الأبيض.... كانت الغُرفة خاوية إلا مِنهُا ومن الكُتب المُرتصفة
والمُفكرة التي لا يأتمنها عند أحد قابعة بين يديها.... جلست تقرأ.... بالأصح تدرُس خطط وأفكارهُ الخاصة...
إندمجت سريعًا وهي تكتشفُ رؤياه عن مستقبل الشركة... هو ورث هذ العمل عن والده ولكنهُ بدا لها الأكثر تأهيلًا
لتوجيه دفة الشركة إلى مستوى نجومي لم تحلُم به أيةَ شركة العاب....
قرأت جُمل مُرتصفة بجانب بعضها وقد توسعت حدقتاها على هذه الجملة:
" نيو، لديه قدرات تواصِل مُميزة... هو قادر على جذب الناس إليه! مظهرهُ لابأس بِه، وقد يُصبح وجه الإعلاني الأنسب مُستقبلًا..."
إعتلت ملامحُها الإمتعاض بلا شعور
-معهُ حق! كما أن نيو ليس مُتحمس لمسألة العمل كمُصمم! من المُذهل أنه لاحظ إمكانيات نيو خلال الفترة القصيرة المُنصرمة!
تابعت القراءة المزيد من الأمور المُلفتة وهيّ ترتبُ أفكاره وقد بدأت حتى تُطور بعضها!
" قد يكونُ من الجيد إذا جهزنا شخصية مُلهمة كعلامة تجارية نطبعُ صورها والعابها للدعاية....
أفكر بأن تكون فتاة تملكُ الكثير مِن الأحلام والمُغامرات... ورُبما قصص مُصورة أيضًا!..."
"في نهاية كُل عام يتم تجديد الأفكار بعد العطلة الشتوية والأعمالُ السابِقة التي لم تنجح يتمُ رميها بعيدًا!
أفكر بِتخصيص أرشيف لها لكي يستفاد مِنها مُستقبلًا! فبعضِها قد تكون مُلهمة عند الحاجة.."
" لديه إمكانيات عالية رُغم شخصيته الهادئة... إذا أثبت نفسه، سيكُون عونًا كبيرًا في المُستقبل...
على اليكس التخلُص مِن عناده بِموقفه، لِيكون مُصممًا ذات صيت! ولا يجب أن اتخلى عن آني... إنها حجرٌ مُهم."
" علينا أن نُلغي فكرة فريق الإختبار... نحتاجُ قسمًا حقيقي وبموظفين جديرين بالثقة! المُختبرين
يجب أن تتم حمايتهُم مِن خلال القسم ولا يُنشر إسم المُقيّم! على حادثة المشادة بين المُصمم والمُختبر ألا تتكرر!"
"آني هيّ الوحيدة التي تستحقُ ادارة قسم الجودة إذا افتُتح! ملفُ إنجازاتها أبهرني."

توردت وجنتاها وقد توسعت زرقاوتاها تستعيد ماقاله قبل أن يُغادر المكتبة....
" أنا وفيّ هذه اللحظة أريدُ أن أعهد بأحلامي لكِ!"..."أنا لا أستطيعُ تنفيذ وعدي لكِ! لأنني أحتاجُ اليكِ
لتكوني مُستشارتي الخاصة!"..."أريدكِ أن تُعيريني قوتكِ وخبرتكِ آني... أنا وأنتِ سنكسرُ كُل القواعِد
إذا عملنا معًا! أريدُكِ أن تقرأيها لأنني أثقُ بكِ.. وحينها أعلميني برأيكِ..."..."رُبما تجدين فيّ ذلكَ أنانية
ولكنني أريدكِ أن تطمحي لأبعد مِن أن تغدي مُصممة العاب!"..."كنتُ أعرفُ أنكِ ذكية وتعرفين مصلحتُكِ!
أعدكِ حين تُنهين قراءة هذه المُفكرة... ستجدين رؤية واسعة عن المكانة التي خططتُها خاصةً لكِ!"...
"سأنتظرُ إنتهائكِ!... بعد اذنكِ."
شعرت بخيط صوته ينقطع وقد عج صداه في رأسها... لم تعُد تُصدق الموقِف الذي هيّ فيه! إزدردت ريقها
وقد قرأت آخر صفحة تراصفت فيها كلمات كُتِبت بِخطٍ جميل أظهرَ مدى تميُز صاحِبه.... أغلقت المُفكرة
وقد عادت الكِلمات التي قرأتها سابقًا تعصِفُ بأفكارها...
-يبدو أن بيرت أكثر مِما قد يُقال عنهُ عبقري! ماذا أفعلُ الآن؟!



نهضت بعد قضاء وقتٍ طويل بالتفكير وخرجت مِن المكتبة حاملة المُفكرة بِيُسراها... كان الجناحُ هادئاً..
بِمُجرد وصولها لمُنتصف السُلم المُزدوج تمت مُناداتها! نظرت للأعلى حيثُ ظهر وجهُ آيرس التي هتفت بإسمها...
كانوا جميعهُم يجلِسون على الأرائك الكهرمانية ذات النقوش الذهبية.... تقدم بيرت ليقف خلف آيرس تمامًا:
" نحنُ هُنا! تعالي لهذه الجِهة..."
كانوا يجلسُون جميعًا وبدوا مُستمتعين، عادت آيرس لتجلس مَكانها بين سيندي واليكس على الأريكة الثُلاثية
في حين إنتظرها بيرت لِتصل، مررت المُفكرة وهيّ تُرطب شفتيها بتوتر... فتحت فاهها لكن توقفت فجأة...
هي لا تجرُؤ على الرفض أو المُوافقة!
إلتقت زرقاوتاهُما حين رفعت رأسها ليقُول بِحذر:" خُذي وقتُكِ!"
أخذ المُفكرة ووضعها في جيبِ سُترتهُ الداخلي بغير لفتِ الإنتباه ثُم والاها ظهره لتتبعهُ...
كانت الأريكة المُزدوجة وحدها الشاغرة ولكن...
-لما يجبُ أن أجلس بِجانب نيو مِن بين الجميع!
نهض اليكس في نفس الوقت وجلس بِجانب نيو لتتجه وتجلس بِجانب آيرس بعد أن إبتسمت لأليكس...


في المساء كانت الحفلة على وشكِ البدأ، كان السيد جوليان وجيكوب والدُ سيندي وهاري والد كوفين
يجلسون في الزاوية الأقرب للمدخل وقُربهم بمسافة صغيرة تجلسُ آليا وحدها وتعبث بهاتفها مُركزة...
نيتي زوجة كوفين وديانا زوجة جيكوب يجلسان معًا فيّ زاوية أخرى ويبدو عليهِما التفاهُم رُغم أن
السيدة ديانا لم تتوقف عن التفاخر بِذوقها المُتميز بإختيار أجمل وأحدث الصيحات لإبنتيها...
كانت انجليكا وجون يترافقانِ معًا وهيّ تمارس دور الأخت الكبرى على جون الذي يصغرُها بسنتين...
كانت الزاوية الأقرب مِن النافذة التي تطلُ على الحديقة الأكثر صخبًا إذ تجمع الشباب في فئة
والفتيات بفئة أخرى ولكن كانوا مايزالون قريبون لِبعضِهم البعض...
فجأة لفت انتباههم صوت دوي الرعد وسُرعان ما تلته زخات قوية! لكن هذا لم يدُم فقد كانوا
يتوقعون هطول الوفير مِن الأمطار الشتوية... دخل كوفين الذي لم يكُن يعلم عن الحفلة بل جاء
لأن السيد جوليان طلب رؤيته... كانت الصدمة اولى علامة عبر بها وسُرعان ما حلت اللامُبالاة ملامحه...
لقد كانت تلك ملامحه العادية وليست اللامبالاة شرطًا! بدا على ميتي السعادة حين وقفت
تطوق ذراعهُ اليمنى مُبتسمة... كانت فخورة به.
-:" مارأيك؟! هل تفاجئت؟!"
زفر ببطء مرتديًا ملامحهُ المُعتادة وقرميديتاه تشعان بالخجل الذي أخفاهُ بِبراعة مُحافظًا على
صورتهُ أمام الجميع... هو لم يكُن يعرف عن الترشيح، في الواقع كان متفاجئاً لإجتماع عائلته
أكثر من سماعه بِترشيحه! أخفض قرميديتيه لزوجته وهو يُرتب شعرهُ للخلف بعد أن إبتلت بالمطر
وقد فاجئه الهطول المُفاجئ وهو مُجرد من أي حماية...
-:" لما تسرعت! كُنا لنحتفل بعد نيل شرف الجائزة!"
قهقه والده السيد هاري:" لابأس! حينها سنحتفلُ على حسابُك مع ضيوفٌ أكثر!"
مرر عيناه حول قاعة الإحتفال الوسعة رغم قلة المُتواجدين، لكنه لمح أربعة وجوهٍ غير مألوفة...
وحين دقق النظر توسعت حدقتاه للُحيظة إستدركَ نفسهُ خلالها بِسرعة!
-ما الذي تفعلهُ هُنا! سيندي أيتها الغبية.
أطال النظر نحوهُم ليُقدمهُم بيرت بِملامح فارغة:" أعرفكَ بأصدِقائي.... اليكس ريني، نيو جونز،
آيرس كوربي وآني لينكس... لقد كُنا نُخطط لنسهر معًا لذا دعوتُهم!"
مع أن السبب الحقيقي كانت آيرس! لأنهُ دعاهمُ كي لايعرف أحد من أقربائه عن سكنها في بيتهُ!
إستنفرت سيندي داخليًا حين رمقها كوفين بإنزعاج لتُدرك الوضع... فهيّ أو آيرس لم يُخبرا بيرت
عن لقاء آيرس بِكوفين فيّ منزِل ليور!
إقترب نحو الفتيات الثلاثة فهرعت سيندي نحوه لتحتضنهُ مُدعية المرح:" ألم تشتق إليَّ كوفي!"
رمقهما بِنظراتهُ المُعتادة لتُكمِل مُستمتعة:" باردٌ كالعادة!"
بقيت مُلتصقة به ليهمِس لها وسط صخب المشهد:" ستندمين!"
توسعت حدقتاها للحظة لتبتسم مُخفية تعابيرها تتكلمُ بِتمثيل:" لمعلوماتِكُم جميعًا أنا فتاة كوفي المُفضلة!"
استنفرت آليا تاركة لهاتفها لتقترب منهُا مُستعدة لشن الحرب:" ماذا تقولين؟!"
احتضنتهُ من الجانب الأيسر وآليا تقف يمينه:" كما سمعتِ!"
توردت آليا وقد شعرت بالغيضِ ، ثم إحتضت أخيها من الجانب الآخر:" تحلُمين!"
نظر كوفين بلا مبالاة للمشهد المُعاد تمثيله نحو ميتي التي رفعت كتفيها تتنهد بقلة حيلة...

كان كوفين وجيكوب يتحدثانِ عن العمل فقد كان الحديث الوحيد الذي قد يجمعهُما، في حين يجلس
هاري وجوليان بدور المُستمعين إلى أن بدأوا المُشاركة شيئاً فشيئاً...
كانت حفلة هادئة نسبيًا إلى أن لفت بيرت الإنتباه اليه وهو يُمسك ذراع آيرس ويَخرُج من القاعة!
نظر والده نحوه بحذر..
-ألم تقُل لي أنكَ لاتُريد أن يعرف أحد بأنها تسكُن هُنا!؟ لما تلتصقُ بها بعذر أو سواه؟!
ولِما دعوت أصدقائكَ بحق السماء؟!
كان كوفين أشد الموجودين توجُسًا، فهو لايعلم لما يشعر بالحذر من ما قد يحدُث، هو فقط..... غير مُرتاح.

عاد بيرت وفتح الباب الأيسر للمدخل وآيرس تلتهُ بِفتح الباب الآخر لِتقف بعد ذلكَ وهي تنظر للأسفل بِتوتر...
ليظهر آخر شخص توقعه الحضور!
وقف هُناكَ يرتدي بزة بيضاء كسر القميص الأسود الوانها... يسندُ صغيرتهُ التي ترتدي فستان بلون بزته
ذات شريط ارجواني فاتح... وحذاء عديم الكعب بنفس اللون...
وقف جيكوب مِن هول الصدمة... وكوفين أشد صدمة إذا لم يتوقع حضوره... الحفلة الهادئة
التي كانت قائمة بسلاسة... كساها جمود فجائي! كانوا يمررون نظراتهم بين جيسون الذي فاجئهُم بحضوره
رغم الإمتعاض الذّي ظهر على ملامحهُ، وجوليان الذّي سرح بزرقاوتا ايفرين واللتان تشع بالسعادة والبراءة...
كأنه عاد للماضي ولأكثر من عشرين سنة... هيّ قد زعزعت إستقرار ذكرياته!
تحرك اليكس حين لاحظ عدم ثبات ايفي ليصل قبل أن تقع وهو يرفعُها... الملامح الظريفة، شيء لا يستطيعُ
اليكس أن يتجاوزه! حملها للأريكة التي قُرب النافذة وتركها هُنالك تحت أنظار الجميع في حين جيسون
بدأ يقلق عليها منذ الآن! فالجو بارد في الخارج والسماء تمطر بالفعل... صحيح أنه حملها لِما قبل دخول
الصالة الواسعة لكن صحتها لم تكُن تعرفُ المُزاح...
رفعت رأسها نحو اليكس وهي تشكرهُ، كان صدى صوتها يعجُ في الصالة...
-هو فقط، عكسي تمامًا!

الهدوء الذي عم المكان أشعرها أنها ليست مُرحبًا بها! إقتربت آني وهيّ تُردد بمرح:" ايفرين المشهورة!
آني لينكس، تشرفتُ بِمعرفتكِ"
كانت أمارات الإستفهام تكسو وجهها المُبتسم.... نظرت نحو والدها بعد أن صافحت آني بِتوتر جلي....
كان مايزالُ يقف مكانه مُطئطئا رأسه وملامحه تبدو أشد حزنًا من العادة! مررت نظراتها على الموجودين،
الشخص الوحيد الذي لم تقابلهُ سابقًا كان يقف بين جيكوب وكوفين! مُستندًا على عكازهُ البني
ذو النقوشِ الأرستقراطية، بِبذلته الرمادية الفاتِحة والأنيقة التي خُيطَت لهُ خصيصًا... ينظر نحو أبيها بازدِراء...
-من يكون؟
نظر نحوها في تلكَ اللحظة لتجفل مُبتسمة، يبدو غاضبًا، مُستنفرًا ومُتزعزع المشاعر! هو نفسه لم يدرك
أيَّة ملامِح يرسمُها حاليًا! أهوَ غاضِب؟ أم حزين؟ ولَرُبَما كانَ سعيدًا! فهو لم يُضطر علّى التنازُل!
كان طوال حياته ومُنذ ذهابِ تيردا يَنتَظِر مَتّى تَعود وتَعتذِر وتُخبِره كم ارتكَبَت خطأً جَسيمًا بِمغادرتِها
رُغم مَوقفهُ وقتها! لكِن الآنَ وهيّ لَم يَعُد لَها وجود.... وبَعدَ كُلِ هذهِ السَنوات... هَل كانَ ذلكَ يَستَحِق؟
أخفض جيسون رأسهُ وفي ملامحهُ شيء من الأسى وهو يقف بجانبِ بيرت، قال كوفين كاسرًا جمُود الجو
:" جيسون! لم أكن أعرفُ أنكَ ستأتي! يا للمُفاجأة..."
شقت إبتسامة طفيفة ملامحهُ السابقة مُجيبًا:" ألم تكُن الحفلة مُفاجأةً لك؟ لقد فوجئت بالدعوة بِدوري!"
قال الأخيرة وهو ينظرُ يمينه نحو بيرت الذي يقف بِملامح جامدة... إقترب جيكوب نحو جيسون
ليضع يدهُ على كتفه الأيمن مردفًا بِحذر:" أنت تعرف أنّي لا أضمرُ لك شيء... لكن.." نظر نحو سيد البيتِ بقلق
مُكملًا:" قد لاتكونُ تلبيتُكَ للدعوة في محلِها!"
قال بيرت مُتنهدًا بِصوت مسموع للجميع:" خالي... لا أفهم لِما تقولُ ذلك! جيسون صديقُ صاحب الحفلة
المُقربِ جدًا! أليس كذلك؟" رمقهُ بشيء من الإنزعاج مُكملًا:" فما المُشكلة بإنضمامهُ! ثمَّ أني تعبتُ كي أقنعهُ
بإحضار ايفي للحفلة، تعرفُ جيدًا أنها لاتخرجُ كثيرًا لذا..." نظر لهُ مُبتسِمًا:" أغلق الموضوع!"
بمجرد أن أنهى كلامهُ دفع جيسون مِن على ظهره بِكفه وتجاوزهُ ساحِبًا آيرس التي لم يختف التوتر
لِحظة عن ملامحها! وصل لحيث تجلسُ ايفرين ليسأل مُحنيًا ظهره:" أتشعُرين بالبرد؟"
نفت برأسها مُجيبة:" أبدًا!"
كانت ترتدي فستانًا أبيضا يصلُ لمُنتصف سيقانها، طويل الأكمام، أنيق التصميم بحزامهُ الأرجواني الفاتح....
جلس بِجانبِها تاركًا يد آيرس التي التفتت تنظرُ للسيد بِقلق... بطريقة ما كان قد خرج من هولِ الصدمة
وهو يُعامِل جيسون كشخصٍ لاوجود له! لكنه كان ينظر نحو ايفرين ويسترقُ نظرات مُتفحِصة بين الفينة والأخرى...
كانت كلٌ من ميتي وديانا يجلسانِ جانبًا وصغيراهما قد إستسلما للنوم... وجيكوب يقف مُتقابلًا مع جوليان وهاري الجالسين...
في حين كوفين وجيسون يتحدثانِ معًا في مُنتصف الصالة... كان الأصهب ينظر نحو المجموعة الأخيرة بقرميديتيه
نظرات لاتُبشر بالخير! كان الجو حول ايفرين صاخبًا وحيويًا وكانت هذه سابقة لها! هيّ عادةً لا تجلسُ بين هذا
العدد الكبير من الناس!
بينهم، كانت آيرس الوحيدة التي تنظر نحو السيد تارة ولجيسون تارة أخرى كانت قلقة، مُتوترة وشعور
شيء سيء قد يحدُث يُراودها... فقد تلاقت نظراتها كثيرًا مع مارونيتي الأصهب اللتان تُنذران بِنفاذ الصبر تدريجيًا...
-ماذا به على أي حال؟ لِما هو مُنزعج لِهذه الدرجة!

فيّ وقت متأخِر كانت عائلة كوفين أول المغادرين في حين بقيّ ليعود وحده... كان المطر قد توقف
عن الإنهمار لتوه... ثُم هم جيكوب وعائلتهُ ليُغادروا كان هو الوحيد الذي تردد بالصعود والمُغادرة
فقد خالجهُ شعور سيء! إقترب بيرت واقِفًا عند أوّل درجة للسُلم الذّي يوصلُ لِمدخل الرُدهة...
أشار بيده لسيندي لتنزِل من السيارة وتقترب مِنه بِعدم فهم:" سنسهرُ مع أصدقائنا لِمزيدٍ من الوقت!"
نظر نحو والدها مُردفًا:" أيمكنها البقاء؟!"
-رصاصة الرحمة! أريد أن أغادِر مادمتُ أستطيع! خلصني....
لكن اقترب كوفين بنفس الوقت ممسكًا بِها من ذراعها ليُدخلها إلى الرُدهة، مُتجاهلًا رأي الأخير!
أومأ جيكوب على مضض موافقًا! هو حتى لم يعرف أن لها علاقة بِموضوع جيسون! ركبَ السيارة
وهو يقولُ لِبيرت:" لاتنسى أن غدًا مدرسة! لاتتغيبوا وحسب!"
غادر جيكوب، هو لايريدُ أن يشهد الخلاف المُحتمل بين جيسون وجوليان!
إقترب جيسون حاملًا ايفرين التي تدثرت بِمعطف فرو ثخين كانت قد خلعتهُ قبل دخول الحفلة!
هو يخشى عليها من السيرِ لمسافة قصيرة حتى! كان ذلكَ النوع من الأباء... نظر نحو بيرت وخلفه
بِمسافة جديرة بالذكر تقف سيندي وهيَّ على وشك دخول صالة الإحتفال...:" ألا يُمكنها البقاء أيضًا؟!"
أجابهُ جيسون وهو ينظرُ لها بِقلق واضِح:" أخشى أن يحدُث لها مكروه، فهيّ حساسة جدًا للجو وتقلباتهُ كما تعرف!"
رمقها بيرت بشيء من عدم الإقتناع والألم، هو حقًا يرغبُ بِبقائها! أردف جيسون بِسابقة:" عزيزتي...
أتريدين البقاء مع بيرت لهذه الليلة فقط؟!"
تحررت أساريرُها تبتسمُ بِسعادة مُفرطة، هذا عرضُ العُمر لاتسمعهُ مرتان! فمُنذ ما يُقارب السنة
وبعد إنتكاسة صحتها الأخيرة أصبح مهووسًا بتخصيص العناية الشديدة لها! إحتضنته تومأ موافقة:
" شُكرًا لكَ يا أبي!"
إقترب بيرت يحملُها عنه لتحتضنهُ بِسعادة وهو يقول:" أنت أخف من ما يبدو عليكِ حتى!"
توردت وجتاها مُستنفرة:" على الأقل لستُ العكس!"
تجاوز بيرت، حاملًا ايفرين، جيسون وكوفين تحت أنظار والده الذي كان يقف عند المدخل
مُعطيًا ظهره للآخرين، وبخطوات بطيئة... تركها على الأريكة بينما الجميع كانوا مُستغربين!
هم عائدًا من حيث أتى وهو يقول:" سأعود بسرعة!"
نظرت ايفرين لسيندي وهي تقولُ بِسعادة:" أتصدقين أن أبي سمح لي أن أبقى هُنا؟!"



خرج بيرت والتقطت مسامعهُ الجُملة الشهيرة صعبة البَوح:" أنا آسف!"
لم يكُن بحاجة لإعادة التفكير... فقد عرف مُلقيها. كمية الأسى كانت واضِحة في نبرتهُ المُتحشرجة!
تقدم جوليان مُتجاوزا الرجُلينِ بِملامح حملت مزيج ألم وغضب دفين... أردف بعد أن خطى على أول درجة
:" دع الماضي للماضي ولاتؤجج آلاما تعرفُ أنها ستستهلُكُ كلينا أيُها الشاب!... ما حدث حدث،
دع الموتى يستريحُون في قبورهُم على الأقل!"

كان يُدركُ جيدًا أن ما حدث فيّ ذلك اليوم الشتوي... أثر بِه كثيرًا! ألقى اللوم على نفسه وإعتبر نفسهُ مُقصرًا!...
في حين توسع بؤبؤا الأخير غير مُصدقا... مط شفتيهِ بألم، كلامهُ ليس سهلًا! لايُمكنُك أن تُخبر أحدهُم
أن يتجاوزُ ما ألم بِه لفترة طويلة مِن حياته لمُجرد أنها تستهلِكُه! هو لا يستطيعُ نسيان كُل شيء هكذا،
فجأة وبلا مُقدمات أو مُبرر، ولِمُجرد أن أحدهُم طلبَ ذلكَ فقد سبقهُ الكثيرون من قبل!
لكِن... هذا ليس أي شخص! هو رُبما يجب أن يكون المُتأثر الأكبر لِهذه الظروف! فهيَّ لم تكُن
زوجتهُ الحبيبة، بل إبنته الغالية التي حملها بيديه مُنذ براعِم العُمرِ، شهد سنونها الذهبية بِتفاصيلها،
شهد وقوعها ونهوضها في الحياة، ولسنين كانت الأجمل فيّ حياته... ففي نهاية الأمر
هو أيضًا أب سيُجن جنونه لو حدث مكروه لإبنتهُ الوحيدة.
-يطلبُ ذلكَ مِني، رغم أنهُ يتألم أكثر مِني... قلبهُ ينهشُهُ الحنين، الشوق والفُراق لِشخصٍ لن يعود...
ومع ذلكَ ينصحُني أن أتركَ الماضّي لِلماضي!
كيف لِشخص يتألم، أن يُطالب آخر أن ينسى ما ألم بِه؟!

إختفى السيد خلف آخر درجة ووقعُ خطواتهُ يصدح فيّ المكان... أردف كوفين بِصوته ذو البحة الجميلة:
"لنذهب ياجيسون..." نظر نحو بيرت بِحدة:" هل أنتُم سُعداء الآن؟ أتظُن أنهُ كان سهلًا على جيسون
مواصلة العيش هكذا ولهذه اللحظة؟..."
أوقفهُ جيسون عن المتابعة هاتفًا به:" يكفي... دعكَ مِن الموضوع ياصديقي... لقد كانت تلكَ أمنية ايفي!
لا علاقة لبيرت أو سيندي بالأمر!"
كانت تقف خلف الباب تتنصت للحديث بحذر، نظر نحو جيسون بملامحهُ الجامِدة التي كسرها مزيج من الألم والغضب...
طوال تلك السنوات شهد على ما ألم بِصديقهُ... زوج الفتاة التي نشأ معها وكانت أختا أقرب إليه
من آليا نفسها! هو فقط لا يُريدُ أن يُعاود صديقهُ الإنطواء على نفسهُ كما حدث خلال أول سنتين مِن وفاة تيردا
وبِتلك الطريقة المأساوية.... لقد حبس نفسه وعزلها عن العالم، إختبر لحظات ضعفٍ كثيرة، كان وجود ايفرين
في حياته ما منعهُ عن التهور وأذية نفسه! إبنتهُ الوحيدة، الذكرى الأخيرة لزوجتهُ التي أحبها بجنون، هيَّ ما حل
بينه وبين أفكاره السوداء! لكم من المرات حاول تجريد جسده من الحياة؟ لكِن لمُجرد وجودها فيّ حياته،
كانت تقيدهُ بما يطلق عليه "البقاء حيًا!"... حي، جسدًا لا روحًا!
التفت كوفين يمررُ قرميديتيه بين بيرت ثم لسيندي حيثُ تقفُ خلف الباب تسترقُ النظر بِحذر... إبتسمت بألم
في حين زفر أنفاسهُ بِتعب! إقتربت وقد شعرت بشيء من الطمأنينة ووقفت بجانب بيرت تُكتف يديها....
قال بملامح فارغة بعد أن أظهر شبح إبتسامة:" حسابكِ سيكونُ عسيرًا أيتُها المُشاكسة!"
إبتسمت بِخوف مُتمتمة:" ستُعاقِبُني حقًا؟"
مد يدهُ بعد أن تقدم خطوتين وشد أذنها قليلًا:" متى ستكبُرين!"
أمسكت أذنها تلطفُ صوتها مُجيبة:" لاأريد! إذا كبرت... فسأصبحُ من أولائكَ الفتيات اللواتي يتجاهلهُن كوفي!"
مدت طرف لسانها ثم إحتضنتهُ مُبتسمة، حرك يُمناه على شعرها الناعِم ثم إلتفت مُبتعدًا نحو المخرج:" تُصبحون على خير!"
لحق جيسون بِه وهو يُحرك يده في الهواء يُمسيهما:" إنتبِها لايفي..."
أومأ بيرت بِملامح فارِغة في حين إبتسمت سيندي:" لا تقلق... ايفرين لم تعُد طفلة! وهيَّ..."
التفتت برأسها يمينًا مُكملة:" في أئمن مكان في الوقت الراهن... تقريبًا!"
نظر بيرت نحوها بِحدة لتتراجع بحذر مُبتسمة... عائدة لحيث يجتمعُ الجميع.


وقف جيسون بجانب سيارة كوفين الشرابية وقد جلس الأخير في مقعد السائق:" أخبرني...
مِن مَن كُنت حذرًا؟... لا أعلم لِما أخفيت علّي حقيقة كنسيان بيرت للماضي بعد وفاة تيردا...
لكنني واثق أنك بالغت بالتفكير والحذر كالعادة!"
-بيرت ليس أحد منافسيك في السوقِ كما تعلم... صديقي الغبي!
رطب كوفين شفتيه مُجيبًا:" أنا فقط... لا أريدُ أن أراك ضعيفًا مرة أخرى!"
عاد المطر يزخ ببطء... هذا النوع من الأجواء وحده المطر قادر على غسلِ همومه.


دخل بيرت خلف سيندي ليجد الجميع مُستغرقين بالحديث حيثُ سمع نيو يُجيب
ايفرين على ما يبدو:" حفلة المبيت يجب أن تكون في غرفة صديقتكِ المُضيفة!
لذا إذا أردتِ إقامة حفلة مبيت حقيقية يجبُ أن تكون في غرفة..."
وصل بيرت لهُ وعلى غفلة ضرب بقبضتهُ على رأسه قائلًا:" توقف عن تشويه أفكار الناس!"
إبتسم نيو لهُ بِمكر:" تخاف أن يُدخل إلى غرفتُك؟!"
كتف الأخير يديهِ مُجيبًا بِثقة:" لا بأس! سنلعبُ بشروطك!"
هتفت سيندي بعدم فهم:" نلعب؟!"
وتنهدت آني مردفة بِتذمر:" لكن بيرت...قوانين نيو مُزعجة!"
نظرت سيندي نحو آني مُرددة:" قوانين؟"
نهضت آيرس من جانب ايفرين تمددُ جسدها:" سأذهب لغُرفتي!"
راقبتها ايفرين وهيّ تبتعدُ بِملل، فقد كان مِن السهل فهم أنها تعيشُ هُنا! وبقيّ نيو وآني وبيرت
يتجادلون وسيندي تُحاول الفهم ما الذي يجري.... فرقهم اليكس وهو يقف في المُنتصف:" لنصعد للأعلى بلا تخطيط!"
التفت نحو ايفرين ليحملها ويتركهم يُكملون جدالهم، لكن نيو دفعهُ وهو يقول:" أنا سأفعلها!"
وبالفعل حملها وسار بِها نحو المخرج مُستمتعًا، نظرت نحو بيرت الذي بدا عليه الإنزعاج
واليكس الذي تبعهما بملامح مظلمة! لحقت سيندي بنيو مُرافقة لايفرين التي تعتبرُ نفسها
مسؤولة عنها لكونها أكثر من تُجيدُ العِناية بها..



بِمُجرد دخول آيرس الجناح الأيسر لمحت السيد جالسًا لوحده على الأريكة الفردية وسط الصالة،
اقتربت مِنه بدافع الإحترام:" تبدو مُرهقًا سيد جوليان!"
نظر لها بِملامح مُسترخية وهو يُجيب:" قليلًا! لِما تركتِ أصدقائكِ؟ قال بيرت ستسهرون لِبعض الوقت!"
جلست مُتقابلة معه وهي تُجيبُ مُستمتعة:" لقد تعبتُ كثيرًا وددتُ الإستحمام وتغيير ثيابي.. لذا تركتهُم يُخططون!"
نظر لها بعدم فهم لتُردف بِحماس وشكوى:" واه سيد جوليان لاتعرفُ ما قد يحدُث إذا تناقش بيرت ونيو وآني!
يتحمسون بإستفزاز بعضهم، ويخططون للأمور كما ولو كانوا يلعبُون بألعابهم الإلكترونية... يضعون شروط،
قوانين وطريقة سير كُل شيء كلُعبة!"
قهقه مُتفهِمًا وهو يُضيف:" وجد بيرت أصدقاء يُشبهونهُ إذًا!" نظرت نحوه باستغراب ليُكمل بِتفكير
:" لطالما كان بيرت يُبالغ بالتفكير والتخطيط بِجدية كما ولو كانت مسألة حياة أو موت! لقد كبر بسُرعة!
لا أصدق أنهُ خلال شهر سيبلغُ الثامنة عشر! الوقت يمضي بسرعة..."
رفعت ثعلبيتيها نحوه وهُما على أشدهما، بالتأكيد لم تكُن تعرف! التقطت مسامعها أصوات الجِدال
وهُم في الطابق السفلي.... قالت بِتردد:" اللُعبة التي يُصممها بيرت معُهم.... أهذا ما كان يقصده؟
هل سيكشف عنها في يوم ميلاده؟"
عقد حاجبيه سائلًا:" أي لُعبة؟!"
شهقت ورفعت كفيها تُغطي فمها تنظر لهُ بتوتر، فإبتسم قائلًا:" الحادي عشر من ديسمبر؟"
أومأت له بحذر ليردف مُغمضًا عينيه:" إذًا ليكُن هذا سرُنا!"
ازدردت ريقها وهي تسمع وقع عدة خطوات مُتزامنة على السُلم الخشبي تقتربُ ببطء....
في حين علق جوليان عينيه على الدرج بِشغف واضِح، إبتسمت وقد فهمت موقفه لتقول:" تُريدُ مُحادثتها؟!"
نظر نحوها بطرف عينه لتبتسم لهُ بِمكر:" ايفي فتاةٌ ذو شخصيةٍ مُميزة! فهيّ بارعة في
صُنع الحديث حتى لو كان شخصا لم تقابلهُ من قبل!"
توسعت حدقتاه يُتمتم:" مثلُها؟!"
أومأت مُجيبة:" شكلًا وباطنًا!"
وصل نيو وبجانبهُ سيندي وهو يحملُ ايفرين التي تُحاولُ إقناعه بأنها تستطيع السير
وحالتُها ليست بتلك السوء:" صدقني... بابا يُبالغ وحسب! أستطيع السير مادُمتُ أستندُ على يد أحدهُم!"
ازدرد جوليان ريقهُ وهو يراقبُها بِشوق واضِح، نظر نحو آيرس وهو يومأ برأسه
كما ولو يقول "أعتمد عليكِ!" لتبتسم الأخيرة كما لو تلقت أمرًا مُباشرا من سيدها! رفعت يدها تُشيرُ لنيو
وتكسب إنتباهه:" هُنا هُنا! لنجلس هُنا!"







* يُتبع *

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

فِريـال 07-29-2020 09:40 PM

الفصل ماقبل الخير بكاء6قلب0

فِريـال 08-08-2020 07:20 AM

منو يبي الالتكملة "الفصل الاخير" -تناظر بشر-xD

فِريـال 08-16-2020 10:53 PM

-ملاحظة في خلل بخصوص الطقم، مافهمته بس رح نزل الاخير واعدل الطقم لاحقًا ق1ق1

فِريـال 08-16-2020 10:56 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819




الفصل الثاني عشر: السيد بيرت.(الأخير)


وصل نيو وبجانبهُ سيندي وهو يحملُ ايفرين التي تُحاولُ إقناعه بأنها تستطيع السير وحالتُها ليست بتلك السوء:
"صدقني... بابا يُبالغ وحسب! أستطيع السير مادُمتُ أستندُ على يد أحدهم!"
ازدرد جوليان ريقهُ وهو يراقبُها بِشوق واضِح، نظر نحو آيرس وهو يومأ برأسه كما ولو يقول "أعتمد عليكِ!"
لتبتسم الأخيرة كما لو تلقت أمرًا مُباشرا من سيدها! رفعت يدها تُشيرُ لنيو وتكسب إنتباهه:" هُنا هُنا! لنجلس هُنا!"
كانت حماستُها قد لفتت إنتباههم أكثر من يدها المرفوعة، عقد نيو حاجبيه، فإبتسمت له وهيّ تُرطب شفتيها مُستمتعة
وتُشير نحو السيد بحاجبيها! لم يكُن نيو بِحاجة لمُترجم كايفرين التي لم تفهم الجو! تنهدت سيندي مُبتسمة
وهي تُشاهد نيو يتركُها على الأريكة المُقابلة للسيد بجانب آيرس وهو يجلس على مسند الأريكة يسار ايفرين!
وصل اليكس وهو يسأل:" تريدون إقامة حفلة المبيت في غرفة بيرت حقًا؟ أشعر بِأنهُ قد لايُعجبهُ الأمر!"
نظر نحو السيد جالسًا، في حين تمتمت آيرس مُبتسمة:" لن أستغرب ذلك!"
سأل نيو بدافع تحريك الجو:" أتظنين أنهُ يُخفي أسرارًا مُحرجة فيها!؟"
سألت سيندي بِفضول:" أسرارا مُحرجة؟! من بيرت؟ الإنسان الآلي لا يملكُ شيئاً!"
قهقه نيو بِثقة:" أنتِ فتاةٌ لطيفة حقًا لإعتقادكِ أن بيرت لا يملكُ أسرارًا مُحرجة! الجميع يملِك!"
إستفسرت ايفرين عاقدة حاجبيها:" أسرار؟ أتقصدُ كـ( بيرت يُحب الطيور الزرقاء)!"
نظر الجميع نحوها وقد كانت علاماتُ التفكير بادية على ملامحُها وهي تقول:" أو( بيرت يخشى الأماكن الضيقة)؟
هاء وجدتها... (بيرت يحب رائحة الكُتب)! هذا يبدو كسر مُحرج!"
قالت آيرس بِتسائل:" يُحب رائحة الكُتب حقًا؟!"
أومأت ايفرين لتقول سيندي مؤيدة:" لقد سمعتُ هذه من قبل... لذلك كان يُمضي وقتهُ في المكتبة كثيرًا
ولذلك لديه واحدة في البيت!"
سأل السيد بإستغراب:" لكن كيف تعرفين هذه الأمور؟"
حكت ايفرين شعرها بِتفكير:" لا أعلم كيف! رُبما من يوم كُنا أطفالًا وعلق ذلكَ في بالي!"
جلس اليكس على الأريكة الثُلاثية بِجانب سيندي وهو يقول:
"طيور زرقاء، رائحة الكتب... هذه اهتمامات وليست أسرار!"
أيدهُ نيو مُضيفًا:" فكروا بِشيء مُحرج أكثر وقد يُناسب بيرت!"
قالت آيرس بَعد تفكير:" ينامُ بسرعة! يُحب إزعاج الآخرين!"
أظلمت ملامح نيو وهو يقول:" خيبتم ظني جميعكم!... سر محرج يُشبه صورة يُخفيها أو يحتفظ بها لحبيبته الأولى وماشابه!"
نهضت آيرس وهيّ تُفكر بِعمق، ضرب اليكس طرف حذاء نيو يُنبههُ فنظر الأخير للواقِفة....
نظر للخلف وهو يقول:" كأن آني تأخرت؟ وكذلك بيرت!"
كان السيد ينظر نحو آيرس متوسِع الأحداق وكذلك سيندي... تردد صدى كلمات نيو في رأسها حين قال لآيرس
" لو كنت مكانكِ لما تمكنتُ مِن إخبار الشخصُ الذي أحب حقيقة أعرف أنها قد تُحزنه!"
ترددت عبارة نيو (الشخصُ الذي أحب) في أذنيها كرنين ألف جرس في الوقتِ ذاته!
تحركت شفتيها وهي تعلقُ نظراتِها في ملامِح آيرس بحثًا عن ردات فعل تؤكد هذا الشك:
"لا تكُن سخيفًا يا نيو! فلن تجد شيء مُشابه! بيرت لم يقع في الحُبِ يومًا! لن أستغرب
اذا كان لا يعرف ما تعنيه عبارة (الوقوع في الحُب)!"
تحررت ملامحها وبدا عليها شيء من السعادة التي بذلت جهدها لتُخفيها في حين ايفرين تُحملق بِمن حولها بِعدم فهم...
توتر نيو وهو يدعي الغباء:" أوه توقعتُ شيء كهذا أيضًا! لكن كنتُ أضرب مثالًا وحسب!"
إقترب بيرت بعد أن وصل الجناح برفقة آني وهو يسأل:" ما هذا! أنتم تجلسون هنا؟!" نظر نحو نيو
مردفًا بِسُخرية:" كُنت أتوقع مِنكَ.. على الأقل أن تكُون قد كشفت كُل صغيرة وكبيرة بِترتيب الغُرفة!"
جلست آني بِجانب اليكس على مسند الريكة ترددُ بسخرية مُماثلة:" على الأقل!"
نظر بيرت نحو الواقِفة الوحيدة غيره:" أكنتِ ذاهبة؟"
أجابتهُ بِتوتر:" أ...أجل! عن إذنكُم!"
إنسحبت تحت مرئى زرقاوتاه وهو يتبعها لِحيث إختفت خلف باب الغُرفة الأبعد.... قالت سيندي بِسخرية
وهي تنظر نحوه حيثُ يقف بين نيو وآني:" جاهل!"
كانت لحظة صمت، لفتت الأنظار لها فإستنفرت تنهضُ وهيّ تسحبُ آني:" سنعود مع آيرس!"
ودخلت الغُرفة وهي تتنفس كمن ركض في سباقٍ وبأقوى ما لديه! إلتقطت نفسًا عميقا لِتقول بعدها:
"اللعنة! لا شيء يسيرُ معي بشكلٍ طبيعي مؤخرًا!"
قالت آني بِسُخرية:" هذه أنا! ثُم ما دخلي لتأتي بي إلى هُنا!"
نظرت نحوها وهيّ تسأل:" هل كنتِ تعرفين أنكِ ستبيتين هُنا؟!"
أومأت مُوافِقة:" أخبرنا بيرت سننامُ هُنا فأحظرت معي حقيبة تركتُها في سيارة مارتن حين أحضرنا!
مهلًا.. أين أجدُ مارتن الآن؟"
رفعت سيندي الهاتف الذي بِجانب سريرُ آيرس والتي يبدو أنها دخلت لِحمام الغرفة سابقًا:
"عفوًا... هل مارتن بِجانبكِ؟.... لوسمحت مارتن، يبدو أن آني تركت حقيبتها في السيارة حين أحضرتها... هل يُمكن؟"
لم تكمل فقد كان واضحًا أنهُ فهم طلب الأخيرة! رمت آني جسدها على السرير مُرددة:
"حياةٌ سهلة! هذا لا يُناسبُني حقًا! كيف تتحمل آيرس ذلك؟!"
قهقهت سيندي مُردفة:" أنتِ أول شخص يشكو من الحياة المُرفهة أقابله في حياتي..."
أدارت جسدها لتنام على بطنها مُسترخية:" ليست سيئة... ولكِنها لا تُناسبُني! أحب أن أفعل كُل ما يعنيني بنفسي!"
أحضر مارتن الحقيبة بنفسه وطرق باب الغُرفة ودخل بعد أن أذنت لهُ سيندي، أخذت آني الحقيبة
وهي تشكره عدة مرات من شدة إمتنانها! إستأذن وغادر لتخرُج آيرس مِن الحمام مُباشرةً..
كانت مُلتفة بِمنشفةٍ بيضاء وتُجفف شعرها بأخرى أصغر حجمًا...:" أنتما هُنا؟"
فتحت آني الحقيبة وهيّ تُجيب:" سأستعملُ الحمام إذا لم يكُن لديكِ مانع!"
إبتسمت وهيّ تُبعد المنشفة عن شعرها وتُعاود التجفيف بِها:" إطلاقًا... خُذي راحتكِ."
دخلت آني الحمام وقالت سيندي تجلسُ على السرير مُبتسمة:" أنتِ تُحبينهُ حقًا! ما الجيد بِه على أي حال؟!"
نظرت لها عاقِدة حاجبيها:" عفوًا؟"
حركت إشارتها حول خصلة مِن شعرها الأشقر:" حديثُ فتيات ليس إلا.... ما الذي يُعجبُكِ به؟ أقصدُ بيرت!"
توردت وجنتاها ووقعت المِنشفة التي كانت كانت تُجفف شعرها البندقي بها، من يدها....
حركت شفتيها مُحاولة الإجابة عبثًا، ضمّت نفسها وهيَّ تتمسك بالمنشفة حول جسدها بإحكام:" لِما تسألين؟"
أشارت نحوها بيمينها بعد تركِ شعرها:" مِن المُدهش أنكِ تُحبينهُ لتلكَ الدرجة!" ضيقت زرقاوتاها مُكملة:
"ثُم أنتِ لم تُنكري حتى! يا للجُرأة!"
تمتمت آيرس بإحراج تضمُ نفسها بِتوتر:" لم أذنب بشيء لأخفيه! أنا أ..."
توقفت قبل أن تُكمل الكلمة إثر فتح الباب فجأة.. نوعًا ما، عرفت أنهُ يقِف خلفها! عديم الصبر الذي
يدخلُ بعد الطرق مُباشرةً! لم تلتفت إثر الإحراج بل التقطت مَسامعها صوتهُ يقول:
" أتفضلن النوم معًا؟ أم ننام في غُرفتي بشروط نيو السخيفة عن حفلة المَبيت؟!"
أجابت سيندي بِغباء:" وايفرين؟"
قال بِملامحه الجامدة:" ستنامُ في غُرفتي بالتأكيد!"
نهضت وهيّ تُجيب:" إذًا لنُجرب شروط نيو! يبدو مُمتعًا!"
تنهد بِملل:" ما المُمتع بالنومِ في أكياس نوم التخييم على الأرض؟!"
وقف سيندي مُتقابلة مع بيرت وآيرس بينهُما:" ماذا! أهو جاد؟!"
أومأ بتعب لتُردف بضيق:" إذًا ما باليَدِ حيلة!"
تراجع يُغادر وقبل أن يُغلق الباب عاد وأردف بِجمود:" آيرس... الجو بارد! ستمرضين هكذا!"
أغلق الباب مُباشرةً غير آبه للموقف، كأنهُ شيء عادي! جلست آيرس مُحمرة تمامًا بعد أن عجزت عن الوقوف...
إبتسمت سيندي مُستمتعة:" أرأيتِ كم بيرت غبي؟! بحق السماء من بين عشرة ملايين نسمة في هذه المدينة،
ما الجيد بِه على أي حال؟!"
توسعت حدقتا الأخيرة وهيَّ تنهض بِصدمة:" ماذا تعنين بِ(ما الجيد بِه)؟" نظرت للأرضية التي إبتلت
بقطرات عشوائية مِن شعرها:" بيرت... إنسانٌ لطيف، مُراعي لِمشاعر الآخرين ، يشعرُ بالمسؤولية تجاه من حوله،
يعملُ بِجُهد طوال الوقت والكثير مِن الصفات الحميدة الأخرى... كيف تسألين سؤالًا كهذا وأنتِ من تعرفينهُ لِفترة أطول مِني؟"
إبتسمت سيندي تقفُ أمامها بعد أن عدمت المسافة بينهُما بالتقدم:" دعيني أعرفكِ على بيرت الذي أعرفه!
باردُ المشاعر، غير مُبالي، إنطوائي، يُثير الأعصاب بأبسط تصرفاته، سادي، فاشل بمُعاشرة الناس،
تريدين المزيد؟ جاهل بِمسائل الحُب و...!"
رفعت آيرس يدها لِخلف عنقها هاتفة:" هذه أمور غير مُهمة وأغلبها طريقة نظركِ نحوه! وأمور قابلة للتغير
وخاصة هو إستعاد ذاكرتهُ وبدأت مُعظم الصفات التي ذكرتِها تتغير تدريجيًا! لا أقصد أنها صفات لا تُعجبني بِه،
بل لكونهُ يُعجبني كيف ما كانت صفاته! لا أحد كامل الأوصاف كما تعرفين... كُلُنا لنا صفاتٍ غبية وغريبة!"

همهمت سيندي مُستمتعة:" لو كُنت مكانكِ، لوقعت بحبِ نيو! فهو لديه صفات أروع من بيرت!
ألا تظنين أن نيو أفضل لكِ من بيرت! فهو دائمًا يبذلُ جهده ليراعي مشاعركِ، وهو ليس غبي مثل صاحبُنا!
لم تري وجهه، لم تهتز لهُ شعرة حتى!"
توسعت حدقتا آني التي سمعت كلامهُما لتقول بِصدمة:" أأنتِ جادة؟ أأنتِ تظنين أن نيو أفضل من بيرت كحبيب!"
أومأت سيندي بغباء تحت صدمة الآخرتينِ... خرجت آيرس من صدمتها والتفتت لآني تبادلها النظرات مطولًا
لتبتسم بإستمتاع مُرددة:" ولكِن ما الجيد بنيو؟!"
وقفت آني وكانت ترتدي ملابس دافئة وُمريحة باللون الأزرق، بِجانب آيرس تعيدُ سؤالها:" صحيح، ما الجيد بنيو؟!"
شهقت بعدم تصديق:" بجدية تسألان وأنتما تعرفانهُ أكثر مني؟ نيو ذكي للغاية، لطيف، إبتسامته مُريحة للنفسية
مع أني كنت مرعوبة مِنه في البداية، يهتم بِمن حوله، مُنفتِح، مراعي لِمن حوله، بارع بِصنع العلاقات والصداقات،
لديهِ معارف كثيريون مِن الأصدقاء غيرنا، ومن الواضِح أنهُ يفهم ويتفَهم مَشاعر الفتاة الواقعة بالحب أمامه!"
أطلقت آني ضِحكة ساخرة قصيرة وهيّ تردُ عليها:" تخلصي مِن الغشاوة التي صنعها نيو بِلطفه معكِ! فهو أيضًا سادي!
ويحبُ إزعاج الفتيات الصغيرات، فضولي يحشرُ أنفه بِخصوصيات الناس، لا يعرفُ كلامه ولا يفهم ماذا يعني إحراج الآخرين بِه!
تُريدين المزيد؟ تركتهُ حبيبتهُ السابقة بِسبب إبتساماتهُ البلهاء طوال الوقت!"
توسعت حدقتا آيرس وهي تسأل:" أيوجد مجنونة تتركُ أحدهُم بِسبب إبتسامه الدائم؟! لحظة كان لديهِ حبيبة حقًا!؟"
أومأت آني مُردفة:" تخيلي!"
تنهدت سيندي وهيّ تقول:" هذه أمور تافهة وبسبب طريقة تعاملهُ معكِ! ثُم كون المرء مُبتسم ليست صفةً سيئة!
تلكَ المُغفلة هيّ الخاسرة! بربكِ أتفضلُ أن تعيش مع مُتهجم الوجه لايُعجبهُ العجب!"
قهقهت الفتاتان على كلامها، وخاصة آيرس، أليس ذلكَ مُشابِه لِما قالتهُ قبل قليل؟!
نظرت نحوهما بِعدم فهم لتُردف آني:" عزيزتي آيرس... بيرت أفضل لكِ من نيو وأمثاله!
وأنتِ سيندي، إذا كان يُعجبُكِ نيو إلى هذه الدرجة... فسيُسعدُني أن أخبركِ أنه غير مُرتبط حاليًا!"
توسعت حدقتا سيندي وتوردت وجنتاها حتى أذنيها! كانت تُحاول حث آيرس للكلام عما يُعجبها في بيرت
فإنتهى بها تقارنهُ مع نيو وتلقى ما قد يُعجبها بِه!
قالت بإحراج شديد:" سُحقًا لكليكُما أيتها الماكرتان! كنتُ أعني..... وآآآه هذا مُحرج!"

توجهت آيرس للخزانة وإرتدت بيجامة نومٍ صفراء مرسوم عليها بِنقوشٍ بيضاء... في حين رفعت آني
شعرها نحو الأعلى تمامًا وربطتهُ بِربطة صغيرة مُلونة....
خرجت سيندي قبل ذلك مُحرجة وعادت لغُرفتها المُعتادة كُلما جائت للمبيت في منزل السيد جوليان...
إرتدت ثياب نومٍ زهرية وماتزالُ وجنتاها بنفس اللون! دخلت الغُرفة حيثُ كان نيو ينظر حوله بإهتمام
كما ولو يبحث عن شيء! في حين يجلسُ اليكس على الأريكة الثنائية البيضاء والوحيدة في الغرفة بِملل،
وبيرت يجلسُ مع ايفرين على السرير!
-هذه لا تبدو كحفلة مبيت! كلٌ في عالمهُ يطير...

إقترب نيو لها وهو يسأل:" بِجدية أحقًا لايوجد شيء يُخفيه بيرت في غرفته؟!"
توردت وجنتاها تنظرُ جانبًا ثم لبيرت بِملل... أجابت بإبتسامة:" ربما يُخفي شيئاً حقًا لكن ليس في غُرفة نومه!"
حدق نيو بِها بتركيز لتُجيب بنبرة مُستفزة:" رُبما في المكتبة!"
نظر بيرت نحوها بِغير تحريك رأسه وعلى ثغره إبتسامة مُستفزة:" خيالكِ واسع!"
وكأنه يقول واحدة بواحدة، إستفزيني أستفزك!.... دخلت خادمتان وبسرعة قُمن بفرش حقائب النوم على هيئة دائرة....
رمت سيندي بنفسها على إحداها وهي تقول:" مُتعبة!"
تزامن ذلك مع دخول آني وآيرس.... كلتاهُما انبهرتا لِجمال وبساطة الغرفة... جدران بنية وأرضية خشبية،
الأريكة، أبواب الخزانة والسرير جميعهم باللون الأبيض الناصع... الستائر أيضًا كانت بيضاء وشفافة،
بالكاد تحجبُ الضوء الخارجي....
رمت آني نفسها لتُصبح بين سيندي يمينًا وآيرس يسارًا.... لكن التعب الذي غلب الأغلبية منعهُم من البقاء
مستيقظين طويلًا... نزلت ايفرين لتنام بجانب سيندي وبيرت بجانبها ثم اليكس ونيو.... كانت الأفرشة تُشكلُ حلقة....
آني أول المُستسلمين ثم ايفرين وسيندي وبعدهما بيرت واليكس.... رفع نيو جِذعه ونظر حولهُ
والغرفة في إضاءة خافتة جدًا...
-أتسمون هذه حفلة مبيت؟ يفترض أن تُحاربوا النوم!...

همس:" مُستيقظة؟"
أومأت آيرس وهي تلتف على بطنها:" مُرهقة، لكن لا أريد النوم..."
إبتسم ينظرُ للأعلى:" تقصدين، لايمكنُني النوم!"
نظرت نحوه بِغيض:" أنت تقرأني دائمًا!"
قهقه بِخفة:" أول مرة تدخُلين الغُرفة؟"
همهمت مُجيبة ليلتفت نحوها وقد كانت أقرب الفتيات له:" وهو؟"
توسعت حدقتاها لتقول عاقدة حاجبيها:" ماذا تقصد؟"
قال ساخرًا:" هل دخل لغُرفتكِ؟"
أجابت بِغباء:" في المشفى..."
نهض مُضيقًا عينيه:" أتمزحين؟ أقصد هُنا!"
توردت وجنتاها:" هذا لاايعنيك!"
إبتسم إبتسامة عريضة:" هذا يعني حدث! الأبله بالكاد يطرق الباب نقرة واحِدة! لا تقولي لا!"
أخفت وجهها تحت الغطاء:" هذا لا يعنيك!"
عاد لينام على ظهره مُحافِظًا على إبتسامتهُ.... بعد عدة دقائق، نهضت تتأكد من إستيقاظه أوعدمه، لينظر لها مبتسمًا...
قالت بتردُد:" لدي سؤال!"
ركز معها لتنهض مِن مكانها وتتجه للباب تحت إضاءة الغرفة مُنخفضة... لحق بِها للتوجه نحو السُلم لتجلس
في المُنتصف وقد كان المكان الوحيد المُضاء! جلس خلفها بِدرجتين لتقول وهي تتلمس أصابع قدميها:
"بيرت لايهتمُ لأمري! أليس كذلك؟"
نظر نحو السقف مُجيبًا بِشرود:" مُحتمل!"
توسعت حدقتاها بِصدمة، كانت إجابة سريعة وصريحة... لم يُحاول التبرير أو منحها أي أمل! عضت شفتها السفلى
وهيّ تُردف:" لا فرصة لي؟ كُنت أعرف ذلك وأدركه! أنا وهو... مُختلفان تمامًا! وأنا بالكاد مُجرد صديقة عادية! اليس كذلك؟"
نظر نحوها مُبتسمًا:" لما لا تسألينه؟ كما تعرفين أنا وبيرت لسنا بذلكَ القرب الذي نُخبر بعضنا بأمور كهذه بعد!
لذلكَ أنا لا أعرف... لاتستبقي الأحداث ولاتستعجلي! لديكُما الكثير من الوقت لتتعرفا على بعضكُما...
دعي الوقت يُلقي سحره!"

سألت بحذر:" ما الذي تعنيه؟"
نهض ونزل الدرج ليجلس بِجانبها:" إصبري... ولاتستعجلي... دعي الأمور كما هيّ،
سيأتي يوم يتغير كُل شيء كما هو مُقدر."
وضع يدهُ على رأسها مُبتسمًا... بقيت تفكر كثيرًا....
-الصبر!
نهضت تنفضُ البيجامة وترتبها، نظرت لهُ وهو جالس مُردفة:" أنت فتىً لطيف والحديثُ معكَ سهل! لذلكَ سأخبرُكَ بِذلك!"
صمتت مُبتسمة فعقد حاجبيه بعدم فهم.... أكملت تهمسُ في أذنه:" لقد مدحتكَ سيندي كثيرًا!"
غمزت له فنهض يقولُ بِغباء:" ألستُ شخصًا رائعًا؟ رُغم أنها بالكاد تعرفُني!"
أصابتها خيبة أمل إذ لم يفهم قصدها الحقيقي فقالت بإنزعاج:" أنت أغبى مِن بيرت بأشواط!"
تجاوزتهُ بعد ذلكَ ليقول مُستفسرًا:" لِما قلتِ ذلك؟"
عادت للغُرفة مُتضايقة مِن غبائه وبقيَّ يفكرُ بالأمرِ جيدًا....
-هذا مُستحيل! ولكن....



دخل جيسون بيته بِتعب، كان الصمت هو الجو العام في الأرجاء إذ خلد الجميع للنوم....
بقيّ يحاولُ النوم عبثًا، أن يكون غير قادر على رؤية ايفرين حين يدخل غرفتها كان يُسبب له فراغ ليس لهُ مثيل!
لطالما كانت هُنا... متى ما أراد الإطمئنان عليها يجدُها متوسطة سريرها الناعِم....
في تلكَ الليلة... لم يستطع النوم إلا وهو يملئ أنفه بِما تبقى مِن عبقها على سريرها المُزين بالدُمى المحشوة.







فيّ الصباح الباكر نهض بيرت من النوم ووالده يُوقظه.... سألهُ ومايزالُ شبه نائم:" أين الفتاة؟ أين ذهبت؟"
فتح عينيه وهو يُمررهُما على ايفرين وسيندي ثُم آني... توسعت حدقتاه مُدركًا بِمقصد والده ليُبعد الغطاء عن نفسه،
وهو يسأل نيو:" أين آيرس؟" نظر حولهُ مِن جديد:" وأين اليكس؟"
قالت سيندي بِتوتر:" لا أعلم! لم نجدهما حين إستيقظنا...ثُم عرفنا أن...."
أردف جوليان بِحزم:" لِما لم تُخبرني أن هُناكَ مَن يبحثُ عن آيرس؟"
نهض خارجًا مِن غرفتهُ وتوجه نحو خاصتها.... كانت مُرتبة وفارغة.... نزل السلالم يُنادي مارتن وهو مايزالُ
بِبيجامة النوم الفضية.... وقف في مُنتصف السلالِم مواجهًا لرجالٍ ببزات زرقاء موحدة...
تقدم أحدهم وهو يُظهر شارته:" أأنت هو بيرت كينت؟"
أومأ مُلحقًا:" ماذا هُناك سيادة الضابط؟"
تنهد الأخير وبدا مَهمومًا:" سلمنا آيرس كوربي!"
توسعت حدقتاه هاتفًا:" عفوًا؟!"

إقترب نيو مِن خلفه ووضع يده على كتف بيرت مُردفًا بهمس:
"يقولون أن والدها قام بِالإبلاغ عن إختفائها مُنذ شهرين ونصف!"
نظر نحو نيو بِصدمة ثم لوالده الذي وصل لتوه، قال بشيءٍ من الغضب:" أتسخر مِني؟ ذلك الرجُل....
ليس كأنهُ لايعرفُ بمكوثها في المشفى مُنذ يوم الحادث!" نظر نحو الضابط مُردفًا:" إنهُ سوء فهم ليس إلا! فـ....."
رفع الضابط صوته بحزم مُظهرًا ورقة بيضاء مختومة بعدة أختام:" معنا إذن بتفتيش القصر والقاء القبض عليك!
فوالد آيرس كوربي والوصي القانوني لها يوجهُ لكَ تُهمة إختطاف والتلاعب بأفكارها بشكلٍ مُباشر!"

توسعت حدقتاه وهو يراقب عناصر الشرطة ينتشرون بحثًا عنها في كل أركان القصر... الغُرف، المكتبة، المطبخ،
غرف الخدم، صالة الضيوف والجلوس، قاعة الحفلات، السيارات، المسبح، الحديقة والمُلحق....
آيرس لم يكُن لها أثر يُذكر! في أثناء ذلك تحدث مع نيو بهدوء:" أتعرف؟"
نظر لهُ نيو بثقة، فعرف أن الأخير يعلم بِمكانها! تنفس الصعداء وهو متأكد أنها في أمان... قال لهُ والده بحذر:
"ما الذي يجري؟ لما لم تُخبرني بأن لها أقارب؟"
نظر نحو الأرض بإنزعاج مُردفًا:" لم تكُن لتُغير معرفتك شيئاً!" نظر نحو نيو وهو يُحدثهُ:
" إذهب وأخبر مارتن أن يُحضر نسخة من أوراق وفواتير المشفى والمدرسة!"
نظر نيو جانبًا بغير قول شيء، فعرف أن مارتن هو من أخرجها.... تنهد بقلة حيلة مُردفًا:" حين يعود... أخبره!"
كانت الخيبة واضحة على ملامح الرجال فقال الضابط يوجه كلامهُ لبيرت:" يُمكنك تغيير ملابسك قبل مُرافقتنا....
إذا كُنت تعرف مكانها فإخفائه لن يجلب لكَ سوى المشاكل!"
توجه للطابق العلوي بِرقفة أحد رجال الشُرطة، غير ملابسهُ في الحمام وخرج مقتربًا من ايفرين،
مسح على رأسها مُبتسمًا:" حين يأتي والدكِ... لاتخبريه عما حدث! إتفقنا؟!"
أومأت بتفهم مُرددة:" حسنًا... ولكن هل كُلُ شيء بخير؟"
نهض مُقبلًا جبينها:" سيكونُ كذلك! مُجرد سوء فهم صغير."
مرر زرقاوتاه على سيندي وآني مُبتسمًا بثقة.... يبدو أنهُ لن يتخلى عنها لمُجرد تهديد الضابط له!
وبمُجرد أن وضع أول خطوة لِخارج البيت بِرفقة الضابط، صُدم بجيسون عند الدرج...
وصدم الأخير مِن الموقف ليسأل بإستفسار:" ماذا هنالكَ حضرة الضابط؟"
أجاب الضابط مُتنهدًا:" ومن تكون أنت؟"
إقترب السيد جوليان مِن الخلف مُجيبًا:" مِن العائلة!"
توسعت حدقتا بيرت ولكن ليس كجيسون.... أهو قرر فجأة الإعتراف بِه صهرًا لعائلة كينت؟ أم ايفرين أثرت بِه؟!
أجاب الضابط بِتبرم:" السيد بيرت كينت مُتهم بإختطاف الآنسة آيرس كوربي المفقودة مُنذ ما يُقارب ثلاثة أشهر!"
سأل جيسون بِحدة:" متى قُدم البلاغ؟"
نظر في ملف الدعوة بين يديه:" صباح الأمس!"
قهقه جيسون بِسُخرية:" أتذكر الرجل أن له إبنة مخطوفة بعد مرور الشهور الثلاث؟! هذا سخيف!"
نظر نحو بيرت ثم عاد للضابط بعد أن صعد الأدراج الخمس:" أتسمح أن أحدثهُ بالأمر لأفهم مايحدُث؟"
نزل الضابط السلم قائلًا:" خمس دقائق!"
وقف بيرت بين جيسون و أبيه ليسألهُ بِحذر:" ما الذي حدث حقًا؟!"
أجاب السيد جوليان:" تعرضت للحادث سيارة! ملفُ المشفى موجود!"
عقد حاجبيه:" ثم؟"
قال بيرت بشيء مِن الغضب:" يكفي أن تعرف أن والدها حقير ويسيء مُعاملتها ولايهتم سوى بالتسبب بِمشاكل لها ولنا"
أكمل والدهُ عنه:" ولوالدتها أيضًا! فهيّ عارضة الأزياء سابقًا السيدة كورتني لينكس.."
توسعت حدقتا جيسون:" آيرس إبنة كورتني؟"
سأل بيرت عاقدًا حاجبيه:" أتعرفها؟"
أومأ مُستغرقًا بالتفكير... هو بالتأكيد يعرفها.... الوجه الدعائي لشركة الطيران خاصته.... أردف مُحدثًا جوليان:
" دع الأمر لي! سأنهي الأمر قبل تفشي الخبر! إنتبه لايفرين وحسب!"
قال السيد وهو يرفع هاتفه:" هل أتصلُ بكوفين؟"
نفى برأسه:" لا بأس سأتصل بِه لاحقًا إذا لزُم.... أين ملفُ المشفى؟"
قال بيرت بعد أن رفع الصابط يده مُناديًا:" نيو يعرفُ كل شيء!"
تقدم خطوتين ليعود قائلًا بِحدة:" لن أسامحكُما... كلاكُما إذا سلمتُما آيرس بِسهولة!"
توسعت حدقتا والده لوقع كلماته في حين أومأ جيسون مُردفًا:" لم أسمح يومًا لقاصر أن يعاني
من عائلته من قبل! رُبما لا تعرفُ إمكانيات ما يُمكنني القيام به بهكذا مواضيع...!"
جيسون لهُ تبرعات وإهتمامات كبيرة بأمور الأولاد الأيتام والذين يُعانون الإضصهاد من عائلاتهم!
لم يخسر قضية مِن قبل فمعه مُحامون أوفياء ولديه علاقات عديدة مع مسؤولين في مراكز الرعاية وناشطون إجتماعيون....
ركب بيرت السيارة مع الضابط بهدوء والأخير إحترم تعاونهُ فعاملهُ بشيء من الإحترام.

إقترب نيو لحيثُ جيسون وجوليان يراقبون خلو الساحة الأمامية من السيارات، أردف جيسون وهو يراقبهُم:
"نيو جونز، أين الملف؟"
حدق به مُردفًا:" مع مارتن!"
عقد حاجبيه بِتسائل:" ومن مارتن هذا؟"
فأجابه بسُرعة:" سائق بيرت!"
نظر نحو السيد جوليان:" وأين نجده؟ مهلًا آيرس معه صحيح؟"
توسع حدقتا السيد مُرددًا:" ألِهذا إختفى ولم أره مع أن بيرت في البيت؟ وذلك الشاب الضخم؟"
وضح نيو بإشارة اصبعه مُفصلًا الوضع:" حين وصل عناصر الشرطة، جاء مارتن لغُرفة بيرت حيثُ كُنا نائمين...
كنت واليكس مستيقظين... حينها قررنا أن نُخرج آيرس كي لا يتفاقم الأمر! فحملها اليكس لسيارة السيد جوليان
وخرجا من البوابة الخلفية التي قُرب المُلحق... لذا، حاليًا آيرس مع اليكس ومارتن."
إتصل جوليان بِمارتن مُباشرةً وهو يسأل:" أين وضعتَ ملف المشفى الذي جاء بيرت بِسيرته؟"
كان الأخير مُتوترًا لِسرعة الأحداث لكنهُ أجاب بِوضوح:" في حقيبة سوداء والموجودة في سيارة بيرت...
حيث أضع كُل الأشياء المُهمة والمُتعلقة بآيرس تحسبًا!"

توجه جيسون برفقة نيو بعد أن أصر على الذهاب معه لشرح المزيد من التفاصيل التي قد تكون مُهمة....
في حين يتفحص جيسون ما يُمكنهُ من الملفات التي بين يديه.... طلب جيسون رقمًا بهاتفه المحمول:" آرليا.. كيف حالكِ؟"
أتاه صوت أنثوي رقيق مُزج مع شيء من القوة على مُكبر الصوت:" أوه جيسون... لم تتصل بي مُنذ فترة! ألديك عمل جديد؟"
إبتسم جيسون وهو يُراقب الطريق:" عمل سهل جدًا! لكِن مُستعجل للغاية!"
أتاه صوت نهوضِها ووقوع بضعة أشياء:" الآن؟"
أيد لتُردف وبدا عليها أنها تتجهز إذ فتح باب وأغلق ففهم جيسون أنها تستعدُ للقدوم حيثُ يطلبُ وهي تقول:
" دقيقة... لا تفصل الخط..."
بعد فترة عادت وتحدثت بِراحة:" ماذا يكون هات التفاصيل!"
أتى صوت باب يُغلق ويُقفل ليردف بالتفاصيل بإختصار:" فتاة في السادسة عشر، والداها مُطلقان ووالدها الوصي،
تعرضت لحادث وأسعفها أحد أقربائي وإهتم بأمرها ريثما شُفيت والآن بعد مايُقارب ثلاثة أشهر،
رفع الوصي دعوة يتهم المُنقض الشاب بالإختطاف! يبدو أن الوصي غير مؤهل إذ وحسب الشهود يعامل الفتاة بعنف!
وهذا واضح في تقارير المشفى! مكتوب بالحرف الواحد (علاوةً عن الكسور الخطيرة في الساق واليد اليمنى،
لديها جُرح سكين سطحي وعلامات ضرب وخنق!) ورفيقي الشاب أكد لي أنها قالت أن الوصي هو الفاعل
في محاولةٍ منه لقتلها... تبدو قضية من النوع الذي تُحبين!"
كانت تستمع بإهتمام وصوت القيادة أصبح واضحًا... أجابت بِحماس:" سأمسح الأرض بوجه ذلكَ الوصي المُستهتر!"
تنهد بِراحة مودعًا لِحين... نظر نحو نيو الجالس بِجانبه وهو يُراسل اليكس بتركيز، رد جيسون يطمئن نيو
رغم أنه لا داعي لذلك:" سيكون كُل شيء بخير، الأمور ستجري كما نُريد... لكن..."
التفت نيو نحو جيسون عاقدًا حاجبيه بِعدم فهم ليُكمل الأخير:" قد لا تتمكن آيرس من البقاء في بيتِ، بيرت ووالده!"
توسعت حدقتا نيو ليقولَ بعدها بِحدة:" بيرت لن يقبلَ بعودتها!"
قهقه جيسون مُستمتعًا:" لم أقصد أن والدها سيستعيدها بسهولة ليُعاملها بسوء!"
ركز نيو بحديث جيسون الذي أردف مُكملًا بثقة:" إنها بارعة! لطالما كانت آرليا بارعة بهذا النوع من القضايا!
ستُحاصر الوصي وتجعله يتنازل! لكن الفتاة ستُجبر أن تُنقل وصايتها لوصيٍ جديد!"

تمتم نيو بعدم تصديق:" وصيٍ جديد!"
أومأ جيسون مُجيبًا.... هذه ليست أول مرة له مع قضايا مُشابهة، لقد نشأ في الميتم وكبر وهو يُجاهد
أن يكون عونًا للأطفال الذين يمرون بِظروفٍ صعبة.... سواء من فقدوا ذويهم أو من يُتخلى عنهم في رعاية الميتم،
أو الذين تُجردهُم الحكومة مِن أهلية العناية بأبنائهم... تعرف على الكثيرون مِنهُم... ساعد الكثيرين....
ووقف بجانبهم ولو ليس حضورًا بِنفسه...


دخل جيسون مقر الشرطة حيث تم تقديم البلاغ وقابل المُحامي إميلياس سوير، أحد مُحامي شركة كينت للألعاب....
وهو رجُلُ طويل القامة من أصلٍ إفريقي ذو إبتسامة لطيفة، يرتدي بذلة شرابية ويجمع شعره المُظفر للخلف....
بعد فترة ملحوظة دخلت سيدة طويلة القامة عريضة الأكتاف، ذات شعرٍ أسود وعينان خضراوتان،
بِبشرتها الناصعة التي أخفت عُمرها الحقيقي لتبدو كسيدة بالكاد ثلاثينية... إقتربت لحيث وقف جيسون
بِجانب المُحامي إميلياس سوير والفتى الشاب نيو جونز يتحدثون عن القضية... قدمها جيسون للمُحامي:
"إسمح لي... السيدة آرليا كويد، موظفة خدماتٍ إجتماعية... آرليا، هذا مُحامي بيرت كينت، السيد إميلياس سوير."
توسعت حدقتا السيدة للحظة لتصافح المُحامي بإبتسامة:" أتطلع للعمل معكَ!"
نظرت نحو جيسون نظرة عميقة وهيّ ترسم إبتسامة لطيفة على شفتيها ذات مُلمع شفاة بلون الكاكاو الفاتح...
كان الأمر كتحريك حجرين على رُقعة الشطرنج! فقد كان المُحامي إميلياس بارعًا بالدفاع عن رب عمله
وقد طالبت السيدة كويد الضابط بلقاء والد آيرس!
إن السبب الوحيد للإطالة هو عدم تواجده فيّ القسم الشرطة.... بِمُجرد وصوله أدخلهُ الضابط لغرفة مُتوسطة الحجم
جلس فيها بيرت بجانب مُحاميه، مُتقابلًا مع الضابط ومايك كوربي! في حين وقفت السيدة كويد تُحادث الشاكي:
" سيد كوربي... هُناك سؤال خطر ببالي حين قراءة ملف المشفى.... لماذا الآن؟! واجهت إبنتك الحادث في بداية سبتمبر...
وبقيت في المشفى طواله وخرجت بعد إنقضاء أكتوبر فوقه وفي الثالث من نوفمبر تحديدًا!"
رفع المعني حاجبيه بعدم فهم لتُردف الأخيرة بإبتسامة زعزعت استقرار مايك:" لِما لم تُعلن عن إختفاء إبنتك
بعد مُضي يوم أو يومين! كيف أوضح السؤال.... ألم تعلم أن إبنتك ترقدُ في المشفى؟ ألم تكُن تعرفُ أنها
وصلت لِحافة القبر وعادت للحياة بِفضل مُساعدة هذا الشاب الصالح الذي إعتنى بِها وخصص لها أفضل الأطباء
وفي أفضل مُستشفى خاص مُتوفر في المدينة؟ كيف أعبر عن الوضع... أليس ذلك إهمالًا واضحا أيها الأب الرائع!"
قطب حاجبيهِ بِنفاذ صبر:" هذا لايعنيكِ أيتُها الإمرأة الفضولية! فقد عرفتُ عن ذلك وبعد يوم عدت لأصدم
أن هذا الشاب أخرجها من المَشفى! وشيء طبيعي أن تخضع إدارة المَشفى لِمن يدفع!"
نهض بيرت غاضبًا لكن السيدة وقفت خلفه لتضع يدها على كتفه مُجيبة:" إذًا إبنتك ذهبت معه! فقد
وجدت نفسها مدينة له بحياتها! أليس هذا إحتمالا أكبر مِن كونها أختطفت؟!"
رفعت نظرها للضابط مُبتسمة ومرر المُحامي إميلياس ورقة من الملف الذي كان على الطاولة:
" السيد بيرت دفع فواتير المشفى، هذا أكيد فقد قدمت الشركة شيكًا بأتعاب الأطباء! ولكن كيف تُفسر
كونها تُزاول الذهاب للمدرسة التي تدفع شركتنا لمقعد آيرس كوربي الدراسي وللسنتين المُقبلتين؟!"
توسعت حدقتا الضابط يقرأ الورقة المُوقعة من مُدير المدرسة مُرفقة مع فاتورة بإسم الشركة!
ولايزالُ مايك كوربي في حالة من عدم التصديق....
قهقهت السيدة مُستمتعة وهي تُردد وهي تقف خلف بيرت والمحامي إميلياس:" ما أسمعه عن حالات الإختطاف عادةً...
يتم طلب فدية مُقابل المخطوف! لم أسمع بِخاطف يدفع فواتير المخطوف عبر شركة ذات صيت وإسم عالمي
ويصدف أن يكون مالك ومدير الشركة!"
توسعت حدقتا مايك الذي إعتبر بيرت مُجرد شاب مُدلل لغنيٍ ما! إزدرد ريقه وهو يسأل:" من أنتِ أيتُها المُحامية!"
نظر إميلياس نحوها مُردفًا بإبتسامتهُ اللطيفة:" لسوء حظك ليست مُحامية!"
كتفت يديها وهيّ تُظهر ورقة مُوقعة مِن قبل مكتب الخدمات الإجتماعية التابع للدولة:" سيد مايك كوربي،
أنا رسميًا أجردكَ مِن وصاية آيرس كوربي! بِتاريخ اليوم الرابع عشر مِن نوفمبر، الآنسة آيرس كوربي البالغة 16 عامًا،
أصبحت رسميًا تحت وصاية الولاية لِعدم أهليتكَ لِهذه المسؤولية!"
توسعت حدقتا بيرت ينظرُ نحوها بِعدم تصديق في حين نهض مايك وهو يضربُ الطاولة بكفيه مُفرغا إستيائه...:
" ما الذي تهذين بِه! آيرس إبنتي، مِن لحمي ودمي! لايُمكن لأحد تغيير هذهِ الحقيقة! أتظُنين أن قولكِ شيء
كأجردك مِن الوصاية يعني أني سأتنازل عن حقي بإبنتي؟!"
مررت السيدة الورقة نحو الضابط مُتجاهلة صياح مايك في حين همهم الضابط وهو يتأكد من صحة الورقة:
" هذه الورقة رسمية بالفعل! حتى أن ختم وزير الأمور الإجتماعية موجود! من المُذهل حصولكِ عليها اليوم مِن بين جميع الأيام!"
ليست صُدفة ولا خُطة! لم تمُر ساعتين ونصف مُنذ إتصل جيسون بها! ببساطة دبرت الأمور خلال وقتٍ قصير!
فقد قال جيسون أن الموضوع يخصُ أحد أقربائه وهذا نادر! وفوق ذلك، أمر مُستعجل!...
نهض الضابط وهو يُحادث المُحامي:" على هذا الحال، الدعوة تبطل! فهيّ شكوى كاذبة!"
هاج مايك هاتفًا بالضابط:" كيف تقول أنها شكوى كاذبة؟ هذا الشاب إختطفها!"
تنهد الضابط مُجيبًا:" الفتاة تُزاول المدرسة الإلزامية! هُناك أوراق المشفى والمدرسة وهذه أيضًا!
إبنتكَ ليست مخطوفة وأنتَ لم تعُد الوصي... سحقًا! مجرد مضيعة للوقت!"
توسعت حدقتا مايك في حين قالت السيدة تحت إستغراب بيرت من سير الأمور بهذه السلاسة غير المُتوقعة:
" إستسلم سيد كوربي! وكن ممتنًا إذ لم ترفع الولاية دعوى الشروع بالقتل ضدك لهذه اللحظة!
إذا قاومت أكثر، ستُجبرني على القيام بأمر لن تكون نهايته سوى محاكم لانهاية لها."
رمى مايك نفسه بِعدم تصديق، وقد وقف بيرت على وقع كلماتها الأخيرة...
-هذا الـ... حاول قتلها حقًا!
كان ينظرُ نحوه بحدة... نهض المُحامي وهو يجمعُ الأوراق يهمُ بالمغادرة بعد أن صافح الضابط...
دفع بيرت ليحثهُ على الخروج من غرفة التحقيق الخاصة بالضابط... كان غاضبًا والألم يعتصر قلبه بقوة...
وقفت السيدة يساره والمُحامي يمينه، إستأذن المُحامي سوير ليُجري آخر إجراءات القضية
ويتأكد من عدم بقاء ملفها نشطًا... في حين إقترب جيسون مُبتسمًا وهو ينظر في ساعته الفضية
وبجانبه نيو الذي كانت السعادة واضحة على ملامحهُ حين إقترب لحيث يقف بيرت...:
" كان هذا أسرع ما قمتِ به لليوم آرليا! أنا مُنبهر... شكرًا لكِ لن أنسى لكِ وقوفكِ بجانبنا...."
إبتسمت له مُغمضة العينين لتُضيف وهيّ تنظرُ نحو بيرت:" لا تُقلل مِن قُدرات الرائعة آرليا كويد!
ليس عليك شكري فقد كان ذلكَ واجبي!" أكملت حديثها مُحدثة بيرت:" لا داعي للقلق...
سأتأكد من عدم تعرضهُ لكَ أو للفتاة مهما حدث! سأجعلهُ يندم أشد الندم لإستهتاره بِمسؤولية الوصاية وإستغلالها!"
تنفس بيرت نفسًا عميق زفره بِبطء وهو يُلين ملامحهُ:" يُسعدني سماعُ ذلك..."
إستدار ليُغادر بِرفقة نيو الذي ودع جيسون والسيدة... قال بعد أن وقف بعيدًا
-:" شكرًا لكِ على وقوفكِ بجانبي اليوم، أمي!"
توسعت عيناها لمعرفته عن من تكون في حين أخفت أشعة الشمس مِن المدخل خلفه ملامحهُ...
أكان يبتسمُ لها، أم كانت ملامحهُ عادية... هذا أمر لم تتمكن من تحديده!
لم تكُن يومًا تنوي أن تكون أمًا بسبب رغبتها بأن تقف بِجانب أكبر عدد مُمكن من الأطفال عديمي الأهل،
ولم تكُن تريد أن تُنجب طفلا لايربى مع كِلا والديه! لكن تيردا أقنعتها بِجملة واحدة
"أتمنى أن يكون أخًا رائعًا... مُتشوقة للإهتمام بِه!" لم تتوقع أن يغدو الشاب المُميز الذي يسير مُبتعدًا عنها!

-وحده... إكتشف الطريق، سار به، وتميز به! الإبن الذي لم أتوقع أن يغدوه..... كان يسير عني مبتعدًا.










بعد مضي سبعة سنوات...

كان يجلس خلف مكتبهُ الذي تكدست الملفات المُلونة على زاويتيه، مرّر يدهُ على لوحة المفاتيح ثم تثائب بِتعب
وهو ينظرُ لِلساعة في الزاوية السُفلى لِشاشة الحاسوب العريضة.... طرقت فتاة شابة الباب وكانت ترتدي
قميصا أبيض بلا أكمام وتنورة سوداء تصل لمُنتصف أفخاذها... أدخلت رأسها تستكشفُ المكتب قبل أن تدخل
وصوتُ كعبها يُزعزع سكون الغرفة... خللت أصابعها بين خصلات شعرها الأشقر الطويل لتُعيده لخلف أذنها مُبتسمة:
" ألا تزالُ هُنا؟ إرحم نفسك..."
أطفئ الشاشة وهو ينهضُ مُتمددًا:" لدي بَعض الأعمال المُهمة.... أنا جائع! أتأتين معي لِنأكُل؟!"
قهقت مُستمتِعة:" بعضُنا لديهِ حياةُ خاصة مُثيرة للإهتمام! سأعود لِلبيت، فَزوجي اللطيف طاهٍ بارع وينتظرُ عودتي لِنأكُل معًا!"
خطى بِجانِبها وهو يضعُ يده على كتِفها يُحَمِلُها على السير بِرفقته:" وطبعًا لستُ مدعوًا!"
أجابت مُحافظة على إبتسامتها:" تمامًا!"
خرجا مِن المكتب نحو المِصعد، كان مدى قُربِهما واضحًا، إذا كانت لاتُمانع أن يسيرا أمام الجميع وهو يضعُ يده
على كتِفها في حين يتجاوزانِ الموظفين وماشابه... تركها عِند المِصعد وهو يودِعُها:" إدعوني لتناولِ العشاء
في أحدِ المرات... سيُسعدُني تقييم طبخ زوجكِ عديمُ الذوق! كان عليهِ دعوتي للعشاء ولو لِمرةٍ واحدة!
إعترفي أنكِ لم تُخبريهِ بأنني أهمُ مِنه في حياتكِ!"
قهقهت مُستمتعة وهي تدخلُ المصعد:" واثقٌ من نفسكَ كالعادة!... لن أسمح له بدعوتكَ فلا تحلُم بِذلك!"
إبتسم بإستخفاف:" إذًا طبخهُ سيء كما توقعت وتتفاخرين بِه عبثًا!"
لوحت له مودعة:" بل لا أريدُكَ أن تُفسدهُ كما أفسدكَ نيو واحسرتاه!"
التفت عائدًا لِمكتبه:" هو الخاسر إذًا! تصبحين على خير آني! مُلاحظة، تعرفين أن لا علاقة لنيو...
أحب إزعاجكِ وحسب... يجب أن تفتخري بنفسك فهذا يعني أنكِ إمرأة متميزة!"
تنهدت بيأس وأغلق بابُ المِصعد في نفس الوقت وهيَّ تُلوحُ له وعاد لِمكتبه لتولي المزيد مِن العمل..
ألم يُرد الذهاب لتناول العشاء؟ تأخر الوقت وهو مُنغمس بالعمل كالعادة وتجاوزت العاشرة مساءً لكنهُ
مايزال يُمرر زرقاوتاه بين الملفِ والآخر! خرج مِن مكتبهُ وقاد سيارته السوداء، وصل لِمطعمٍ قريب
حيثُ إعتاد الذهاب كُل ليلة... جلس وطلب العشاء لِشخصين وهو ينظرُ في هاتفهُ بِقلة حيلة!
" أطلُب لي على ذوقك! سمعتُ من صديقي المُقرب أن طعامهُم لذيذ!"

خلال دقائق جلس رجُلٌ أشقر يرتدي قميصا أبيض ناصعا وجينز أزرق فاتِح ويحملُ سُترة جلدية سوداء في يدهُ اليُمنى...
مرر بُنيتاه على الأخير وقد كان شاردًا:" مساء الخير ياصاح... أوي بيرت..."
كسب إنتباههُ ليهتف بِتعب:" أنتَ تُنهكُ نفسكَ بِالعمل من جديد..!"
وصل الطعام وقدمهُ النادل الشاب شاكرًا لإختيارهُما المطعم... أخذ بيرت الشوكة وهو يشرعُ بتناولِ طبقهُ بِكسل:
" لقد رفضت آني تناولَ العشاءِ معنا!"
تجاهل كلامهُ عن كونهُ يُرهق نفسه لكن دفة الحديث أعجبت الأشقر:" أحقًا؟ لايُمكنكَ لومها!"
قهقه بيرت مُدعيًا عدم الإنزعاج ليُردف:" تجعلُ زوجها الغبي، يبدو أروع مِنا!"
أردفَ الأخير بِإستمتاع:" فترة وستمُر! مازالا حديثي الزواج... ستملُ مِنه خلال شهرين بَعد أن تتعرفَ عليهِ أكثر!"
فمط الأخير شفتيهِ مُكملًا:" هيّ لم تأخُذ رأينا حتى!" أومأ نيو ليُكمل بِتذمُر:" ما الرائِع بِه على أي حال؟"
باغتهُ نيو مُستفزًا:" أتغارُ مِنه!"
أوقع بيرت الشوكة لِيُجيبَ بِعدم تصديق:" أغار؟! مِن مَن؟ الأمرُ وما فيه، توقعتُ على الأقل أن تأخُذ بِرأينا!"
نظر نيو نحوه بِعدم تصديق مُصححًا:" لا علاقة لي بالموضوعِ أساسًا! تقصدُ أنها لم تسألكَ رأيك!"
ركز بِيرت كوعه على الطاولة بعد أن أزاح طبق عشائه:" لقد كُنتُ أظن أننا أصدقاء! لقد كانت تُخبرني كل شيء كما أفعل...
ولكِن فجأة تُمرر لي دعوة لِحضورِ الزفاف بِلا مُقدمات! أنا لم أقابلهُ قبل ذلكَ ولو لِمرة في حياتي...
ماذا كان إسمهُ؟ أه جونيور!"
صحح نيو كلام بِيرت مِن جديد:" تقصدُ جيوفاني!"
ردد الأخير بعدم مُبالاة:" أيًا كان!"
إبتسم نيو بِقلة حيلة ليُتابع تناول العشاء وهو ينظرُ لِملامِح بيرت، كان يبدو مُتعبًا، مُنزعجًا ومهمومًا!:
" الأمر هو أنكَ بَعد سفرِها، ثُم وفاة والدكَ.... أصبحت آني أكثر من تُخالِطُها طوال الوقت... لا أعلمُ كيف أصِفُ ذلك....
كُنتُ أحيانًا أعتقد أنكُما قد ترتبطان! مع أنني واثق بأنها كانت بِالفعل تُمثلُ الصديقة الحقيقية لك!"
بدأ الأخير يَعبث بِشعره الأمامي بِملل:" أأبدوا مُثيرًا للشفقة؟ فأنا الآن مُجبر على تناولِ العشاء مَعك!"
تمتم نيو مُعترضًا:" أيها الصديقُ التافِه! لن يطول الأمر فلا تُتابع التذمر!"
أردفَ بِسُخرية:" لِما... أستخونُني أنت أيضًا! فأليكس سافر قبل شهر لِقُبرُس مِن أجلِ المؤتمر ويبدو أن
المكانَ أعجبهُ إذ يُريد مُتابعة العمل كمُصمم في الشركة مِن مكانه!"
قال مُبتسمًا بِثقة:" يبدوا أنكَ ستشتاقُ إلي قريبًا جدًا!"
رفع عيناه بِملل هاتقًا:" ماهذا؟ أتُخطط لِرمي نفسكَ عن جِسرٍ ما؟ أرحني مِن حضور جنازة أخرى!"
قهقه مُستمتعًا وهو يُجيب ساخرًا:" لاتكُن سخيفًا... فأنا سأسير على الدرب الذي إتخذتهُ آني قبلي!
لكِن لاتقلق فأنا لا أدعوك، بل أعلمُك عما أنا مُقبل عليهِ! سنُصبح أقرباء رسميًا!"
تراجع مُتكئًا على كُرسيه بِعدم تصديق:" اللعنة... ماذا بكُم مع إتخاذكُم لِهذه القرارت المُثيرة للغثيان!
لقد كان كُلُ شيء بِخير كما كان سابقًا!" صمت لِبعض الوقت قبل أن يُكمل:" مُنذ تخرجتُ من الجامعة....
ولاشيء يسيرُ كما ينبغي! أليكس سافر وقد لايعود، آني تزوجت بالغبي جيك الذي لم أقابلهُ في حياتي قبلَ ذلكَ..."
-:" تقصدُ جيوفاني!"
أكمل بِملل:" أيًا كان! والآن أنت وسيندي... أتمنى أن تعود كُلُ الأمور كما كانت قبل ستة سنوات، حين كُنا معًا جميعُنا."
-أتسائل إذا كان لابأس بإخباركَ أنها عادت بدون أن تسأل! وماذا ستُفكر إذا عرفتَ أني كُنتُ معها قبل قدومي!
غبي.. إعترف بِمشاعركَ الحقيقية وحسب!
كان نيو يُفكر...
نهض بيرت تاركًا الحساب وهو يقول:" لو أنها لم تُغادر.... رُبما كُنا سنبقى معًا!"
نظر نيو نحوه هاتفًا:" أنت تؤذي نفسكَ وحسب!... ثم اللعنة إذهب لِرؤية ايفرين فهي تسألُ عنك!"


في ذلكَ الوقت.. كان في السنة الثانية مِن الجامعة... فجأة قالت أنها ستذهبُ للعيش مُستقلة بِذاتها كما أراد لها مِن قبل!
غادرت بعد أن إستمر بِمعاملتُها كما يفعلُ دائمًا.... مِن جهة يبدو باردًا في مشاعره ومن جهةٍ آخرى يمنحُها الكثير مِن الآمال!
وحين تاهت عن موقفه الذي لم يكُن واضحًا يومًا إنسحبت مِن حياته بهدوء!
-اللعنة... اللعنة... اللعنة... لما كان يجبُ أن يحدُثَ ذلك! ظننتكِ تُحبينني حقًا! ظننتُ أن لا بأس إذا لم أقُل شيئاً!
فمادمتِ تهتمين بِي فلابأس! لكن.. لاشيء كان "لابأس"! فقد ذهبتِ ولم أشعُر يومًا بِمرارة الخسارة كما يومها.

لم تمُر سوى سنتين أخرتين جاء موعد والده وتوفي بعد أن عاش خمس سنوات وهو يمنحُ حفيدتهُ الوحيدة
ما فاته مِن حُبه وإهتمامه! لدرجة مُسامحة جيسون لأجلها... الرجُل الذي عاش كُل يوم على أنه الأخير...
عاش خمس سنوات أعادتهُ للحياة بِواسطة الفتاة التي لاتُشبِه أحدا حقًا!


إرتمى في حِضن سريره مُستعيدًا لِحديث سمعهُ في الغُرفة ذاتها وهو يُفكر بِها مُطولًا...
" مُستيقظة؟"..." مُرهقة، لكن لا أريد النوم..."..." تقصدين، لايمكنُني النوم!"..." أنت تقرأني دائمًا!"...
" أول مرة تدخُلين الغُرفة؟"..." وهو؟"..." ماذا تقصد؟"..." هل دخل لغُرفتكِ؟"..." في المشفى..."...
" أتمزحين؟ أقصد هُنا!"..." هذا لايعنيك!"..." هذا يعني حدث! الأبله بالكاد يطرق الباب نقرة واحِدة! لا تقولي لا!"
..." هذا لا يعنيك!"
" لدي سؤال!"..." بيرت لايهتمُ لأمري! أليس كذلك؟"..." مُحتمل!"..." لا فرصة لي؟ كُنت أعرف ذلك وأدركه! أنا وهو...
مُختلفان تمامًا! وأنا بالكاد مُجرد صديقة عادية! أليس كذلك؟"..." لما لا تسألينه؟ كما تعرفين أنا وبيرت لسنا بذلكَ القرب
الذي نُخبر بعضنا بأمور كهذه بعد! لذلكَ أنا لا أعرف... لاتستبقي الأحداث ولاتستعجلي! لديكُما الكثير من الوقت
لتتعرفا على بعضكُما... دعي الوقت يُلقي سحره!"..." ما الذي تعنيه؟"..."إصبري... ولاتستعجلي...
دعي الأمور كما هيّ، سيأتي يوم يتغير كُل شيء كما هو مُقدر."


نهض يمسحُ العرق عن جبينه مُتوترًا:" كيف حدث ذلكَ بِحق السماء؟ لِما كان يجبُ أن يحدُث كل ذلكَ وبِهذه الطريقة؟
لقد كان كُل شيء بِخير... لقد عرفتُ وتعلمتُ الكثير بعد لِقائكِ... كُنتُ مُستعدًا لأن أتغير أكثر وأكثر لأجلكِ!"

لكن، أحيانًا للصمت وترك الأمور كما ينبغي نتائجٌ عكسية! نهض وهو يُمسك هاتفهُ مُتصلًا:" كأنكَ تأخرتَ بالرد؟"
جاء صوتٌ نعس مِن خلف الخط:" أتعرفُ كم الساعة الآن؟"
تجاهلهُ هاتفًا:" أين أستطيعُ لِقائها؟"
نهض الأخير بِعدم تصديق:" ماذا تقصد؟"
هتف بإنزعاج:" أنتَ تعرفُ كُل شيء! وهيَّ تثقُ بكَ لتقولَ لكَ أي شيء!"
تمتم بِعدم إستيعاب لِهذه المُحادثة الغريبة مُنذ بِدايتها:" لحظة عن مَن نتحدث؟!"
رفع صوتهُ غاضبًا:" أقصدُ آيرس أيها المُتحاذق!"
أطلق الأخير ضِحكة خافتة وهو يرُدد:" عجبًا! متى آخر مرة ذكرت هذا الإسم؟!"
أخفض نظرهُ شاكرًا لكونها مُكالمة هاتفية وعدم تمكُن نيو من رؤية ملامحهُ
:" أعفِني مِن المُماطلة وحسب!"
تنهد الأخير بِقلة حيلة:" لقد قابلتُها اليوم وحسب، عادت بعد أن أنهت دراستها... قالت لي،
إذا سأل بيرت عني يومًا ولو صدفة سيعثر عليَّ حيث قابلني أول مرة! ولم أفهم ماتعنيهِ تحديدًا
لكنها تعيش مع والدتها حاليًا..."
نهض ينظرُ نحو الوقت، إنها الخامسة صباحًا! أغلق الهاتِف بعد أن ردد بِصوت أظهر شيئاً مِن سعادته:
" شُكرًا لك... صديقي الغبي!"
تركَ الأخير هاتفهُ وعاد ليتمدد على سريره مُبتسمًا:" أنا صديقُكَ الرائع... أيُها الغبي!"

خرج بِسيارتهُ ولاتزال السماء عتِمة، قادها لِحيثُ بدأ كُلُ شيء... في تلكَ الضاحية، على الطريق العام،
مُقابل ذلكَ المطعم البَسيط.... ترجل يبحثُ عنها وكان المطعمُ مُغلقا ولا أحد في الجوار رُغم وصول
روائح طبخ واضحة... سرت طاقه غريبة في جسده فجأة، نظر خلفهُ فتجمد الوقت! كانت تقف وهيّ تحملُ
كيسا شفافا مليئا بالزهور المُنوعة وهي ليست أقل مِنهُ صدمة، إذ تركتهُم مِن يديها ووقعت تلك
الأزهار الجميلة على الأرض...
رطب شفتيهِ هاتفًا بِعتاب:" أيتها الجبانة! أهذا مكان تُخفينَ نفسكِ فيه؟ بعد كُل هذا الوقت... كان يجبُ أن أتوقع ذلك!"
إبتسمت تِلقائيًا وهي تُجيب مُمسكة لِطرف فُستانها القصير عديمُ الأكمام باِللونِ الأصفر المُشع:" أخيرًا تذكرتَني؟!"
أخفضَ بصرهُ ليُعيد النظر إليها وبكُل ما فيها:" ماتزالينَ هزيلة!"
دمَعت عيناها مُرددة وسط إبتسامتُها اللطيفة:" أأبدو بذلكَ السوء؟!"
أومأ مُجيبًا وفتح ذراعيهِ...
-إذا كنتِ، ماتزالين تملكين ولو ذرة واحدة مِن تلكَ المشاعر.... أرجوكِ.... أنقذي ما تبقى مِن عقلي!

ملئت الدموع مُقلتيها، تشوشت رؤيتها تدريجيًا.... كانت الخُطوات بينهُما، كأنها سنوات من السير والمُضي بلا إطالة الهدف...
وفجأة... أصبح معدومًا... الهدفُ الذي لم يُدرك كيفَ تاه عنه، أصبح بين ذراعيه.

-ذهبتِ لكن مكانُكِ بقيّ شاغرًا... تعلمتُ الكثير بَعد لِقائكِ وحسب....
شُكرًا لك.


*النهاية*





https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

فِريـال 08-16-2020 10:57 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819





https://k.top4top.io/p_1692cbv7g1.png
(رسمة لايرس في الرابع والعشرون من العمر نهاية الروايه، بمناسبة ختم الروايه)

اوهايو مينا سان! أتمنى لكم رحلة موفقة بين رحاب سطوري المتواضعة...
لقد كتبتها بكل جوارحي وحين إنتهيت، أدركت أنها كانت جزء مني وتحرر أخيرًا... عشت شخصياتها،
بآلامهم وأحلامهم وإبتساماتِهم... شعرت بكمية كبيرة من الألم وأنا أكتب آخر أربعة صفحات..
منذ شكر بيرت والدته والى النهاية... شعرت بكمية إحباط شديدة وأنا أكتب المقاطع الأخيرة...
عن كيف أصبح بيرت بعد مضي السنوات السبع... أعترف لو لم يفقد آني لبقي ساكنًا ولم يغير شيئاً بحياته!
فبعد رحيل آيرس وموت أبيه لاحقًا كان متمسكًا بها! لكنني أدبته، جعلته يدرك حياته قبل أن يضيع تماما...
لم أرد للنهاية أن تكون مأساوية رغم أني حاربت نفسي كي لاتذهب آيرس وتتركه.... ثم أدركت،
هذا الإبن العاق لن يتغير إذا لم يفقد شيئاً! لكن ما جنني هو آيرس... هذا الفتاة ماتزال بسيطة،
لو كان الأمر بيدي لجعلتها ترفض العودة وقبول مشاعره! لكن هذا ليس فيلم هندي
يتبادل الأبطال الأدوار لتعذيب بعضهم البعض! XD
أتمنى أن هذه الرواية والتي هيَّ عبارة عن قطعة مني، إقتبست تصرفات ومواقف من من حولي
ومن من تعرفتهم طوال حياتي أو سمعت بقصصهم وخلطها مع كمية كبيرة من الخيال الجميل، قد أعجبتكم...
للملاحظة وحسب، إسم أو لمحة عن دور بعض الشخصيات ظهر قبل ظهورهم حتى.... وأدوارهم لم تكن عشوائية!
ليس هنالك جملة أو حوار حشو للأحداث لذلك كان هنالك إختصار في بعض المقاطع لتجنب الحشو والخروج من الأحداث الرئيسية.

العنوان"الصحوة، المتنفس بِداخلي"، أعتقد سر العنوان وضح تدريجيًا مع سير الأحداث على ما آمل!
وكما سبق وذكرت بيرت هو محور القصص وسير الأحداث وبالتالي العنوان يرمز إليه.
شكر خاص لمحررتي الجميلة، ثلجية وندر الرهيبة، كانت على إستعداد دائمًا ولم تخيبني وتحملت
أخطائي بأعصاب ثلجية كالعادة! *ثقة*
وشكر خاص آخر لِـصديقتي الراحلة "وردة المودة" التي كانت لي بمثابة تيردا وتخليدًا لذكراها بين سطور الرواية...
وعدم نكران الجمائل العديدة من النصائح الكتابية التي زودتي إياهم طوال فترة معرفتي بها.
ألقاكم في أعمال أخرى مُستقبلًا على ما أعتقد... دمتم في رعاية الباري.




https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

Relena 08-18-2020 07:25 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فريالوو كيفك حبيبتي:hb1:
اسمحي لي اذبحك آنسة فريال لعدة أسبابغضب3
السبب الأول لأنك عذبتي قلبي من الانتظار تعرفي كمية الحماس الي يجيني وأنا أقرأ روايتك وأنتي شريرةلا3ص1
خليتني انتظر كل هذي الفترة قلبيقلب6
والسبب الثاني ليش ليش أنتي كذا شريرة ليش ما رسلتي
ليش ما رسلتي دعوةغضب2
يعني ااا حددي موقعك برسلك قنبلة اقتلكغضب2
تعرفي على كثر حماسي للفصل الأخير ألا أني زعلت أنها خلصتحزين4
الفصول الأخيرة كانت عبارة عن قنابل من الأبداع كل فصل أحلى من الثاني حرفياً اتلذذت بكل حرف مكتوب فيهاق8
في البداية فصل الحادي عشر كنت متفاجئة أو مذهولة
من بيرت أبداً ما توقعت أنه يريد من آني تكون مستشارته الخاص
طبعاً ما ننكر مواهب آني الفريدة بس من كان يتخيل
أنه بيرت يريدها تطور من نفسهاق8
أن بيرت يفكر كيف و شو يريد من اصدقائه يكونوا في المستقبل
شي عظيم من كان يتوقع أن بيفكر كذاق8ق8
كوفين الشخص الي تحبه فريالتي هممم تصرفاته غريبة
مدري ما ارتحت له حقيقي بس كنت أفكر بيكون له تأثير مخيف مثل شخصيته الي خوفتنييب5
حضور جيسون وايفرين الي كان كالصاعقة لهم كان لي كالقوس المطرق8
كنت سعيدة بحضورهم مع شويه توتر من ردة فعل والد بيرت
وأخيراً سيد جوليان تقرب من حفيدته و أكيد بفضل حبيبتنا آيرسق8:ناميا:
أما الفصل الأخير
نيو وحركاته هو كان قاصد ولا شو أسرار محرجة لبيرت
اسمها أسرار يا ابني أسرار يعني مو لازم تعرفها اخخخد0
مسكينة آيرس كأنه نيو متعمد يقول كذا شكلي بذبحه معاكِ فريال استعدوا
بصراحة سيندي تمدح نيو الي كانت تخاف منه شي حلو
هذا حب بعد الخوفtl2
والد آيرس ما شاء الله الحين تذكر أن عنده بنت ولا بعد يقول أنها مخطوفة
بس حمدلله أن جوليان وجيسون حلوا المشكلة وبكذا
آيرس تحررت من والدها الشريرق8
بعد سبع سنوات كان مفاجئة
من كان يتوقع أنه آني بتكون قريبة من بيرت و بتتزوج مدري ما كنت متوقعة أنها بتزوج بس شخصيتها جميلة وفرحت أنها صارت مساعدة بيرت نهاية جميلة لهاق8
واليكس كنت اتمنى اعرف أكثر عن وضعه خسارة سافر قبرس و تركني في هذا العالم الموحشpe3
نيو ما تغير في سنوات هذي؟
لازم يزعج الناس و لازم يستفز بيرت بس اكيد فرحت أنه
صداقته مع بيرت صارت اقوى و بيتزوج سيندي كان لازم
اتوقع هذا الشي صحق8
وبمن أبدا الحين آيرس أو بيرت
بيرت الشخصية الباردة والمنطوية على نفسه دخلت آيرس حياته فجأة وبفضلها بدأ يتغير تدريجياً أول شيء صار عنده اصدقاء وبعدها قالت له عن السر السخيف الي جمعه ببنت أخته وفجأة اجتمعوا كل عايلته واصدقائه بفضلهاق8
بيرت كان لازم يحافظ عليها بهذيك الفترة
مع كل الي سوته ما وضح لها أنه يحبها ولما سافرت تمنى لو أنها انتظرته أكثر؟
سيد بيرت هل أنت بكامل قواك العقلية؟
بس حمدلله أنه أدرك في نهاية وتشجع واعترف لها بطريقة غير مباشرة أكيد هذا بيرت من متى يوضح حركاته بدون لف ودورانha1
حبيبتي آيرس أكثر شخصية حبيتها في الرواية تأثيرها القوي وحضورها القوي مع أنها بسيطة كان ولازال جميلق8
شكراً لك فريال لأنك عطيتني هذي الفرصة الجميلةق8
أني أقرأ وحده من كتاباتك الأكثر من جميلة
بجد استمتعت فيها وأتمنى ما تحرميني منهاق8
أنا مفروض ما اكتب لك رد بعد الي سويتيه فيني من عذاب
بس ما تهوني أنتي مؤلفتي المفضلة لازم ادعمك حتى لو كنتي شريرة معيق8ق8
شكراً لك لكل ذرة جهد بذلتيها في الكتابةق8
وأكيد شكراً لكل الي دعمكق8
دمتي بود
في أمان الله
وفقكِ ربي

فِريـال 08-19-2020 06:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة relena (المشاركة 109919)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فريالوو كيفك حبيبتي:hb1:
وعليكم السلام، الحمد لله بخير بعد ردك الي يقطر سعادة بكاء5

اسمحي لي اذبحك آنسة فريال لعدة أسبابغضب3
السبب الأول لأنك عذبتي قلبي من الانتظار تعرفي كمية الحماس الي يجيني وأنا أقرأ روايتك وأنتي شريرةلا3ص1
خليتني انتظر كل هذي الفترة قلبيقلب6
والسبب الثاني ليش ليش أنتي كذا شريرة ليش ما رسلتي
ليش ما رسلتي دعوةغضب2
يعني ااا حددي موقعك برسلك قنبلة اقتلكغضب2
ظروف تحكم بنتي ركض1، تغير الكثير واخر شيء غيرنا بيتنا والنت مفصول smile8
بصراحة كان نفسي ابعث دعوات بس فصل النت ثاني ضحك4


تعرفي على كثر حماسي للفصل الأخير ألا أني زعلت أنها خلصتحزين4
لانك كيوووت :ناميا:ق1

الفصول الأخيرة كانت عبارة عن قنابل من الأبداع كل فصل أحلى من الثاني حرفياً اتلذذت بكل حرف مكتوب فيهاق8
في البداية فصل الحادي عشر كنت متفاجئة أو مذهولة
من بيرت أبداً ما توقعت أنه يريد من آني تكون مستشارته الخاص
طبعاً ما ننكر مواهب آني الفريدة بس من كان يتخيل
أنه بيرت يريدها تطور من نفسهاق8
أن بيرت يفكر كيف و شو يريد من اصدقائه يكونوا في المستقبل
شي عظيم من كان يتوقع أن بيفكر كذاق8ق8
عبالك يكتب بمفكرته على الطلع والنازل على الفاضيضحك4
كان لازم نكشف كم سطر من اسرار مفكرته هه9


كوفين الشخص الي تحبه فريالتي هممم تصرفاته غريبة
مدري ما ارتحت له حقيقي بس كنت أفكر بيكون له تأثير مخيف مثل شخصيته الي خوفتنييب5
كوفي كيوت كان خايف على صديقه من انهيأذي نفسه وبس بكاء5قلب0
بيني وبينك يستاهل رواية لحاله xd


حضور جيسون وايفرين الي كان كالصاعقة لهم كان لي كالقوس المطرق8
كنت سعيدة بحضورهم مع شويه توتر من ردة فعل والد بيرت
وأخيراً سيد جوليان تقرب من حفيدته و أكيد بفضل حبيبتنا آيرسق8:ناميا:
يومها بكيت وانا اكتب احداث الحفلة بكاء6

أما الفصل الأخير
نيو وحركاته هو كان قاصد ولا شو أسرار محرجة لبيرت
اسمها أسرار يا ابني أسرار يعني مو لازم تعرفها اخخخد0
مسكينة آيرس كأنه نيو متعمد يقول كذا شكلي بذبحه معاكِ فريال استعدوا
-xdتخبي وراء ظهرها-

بصراحة سيندي تمدح نيو الي كانت تخاف منه شي حلو
هذا حب بعد الخوفtl2
كل مرة اشوفهم احس حالي اطلععلى الشمس xd
حبيت اظهر انوا الانطباع الول ممكن يكون فكره خاطئةق1


والد آيرس ما شاء الله الحين تذكر أن عنده بنت ولا بعد يقول أنها مخطوفة
بس حمدلله أن جوليان وجيسون حلوا المشكلة وبكذا
آيرس تحررت من والدها الشريرق8
نسيتي تشكري الرائعة آرليا كويدxd

بعد سبع سنوات كان مفاجئة
من كان يتوقع أنه آني بتكون قريبة من بيرت و بتتزوج مدري ما كنت متوقعة أنها بتزوج بس شخصيتها جميلة وفرحت أنها صارت مساعدة بيرت نهاية جميلة لهاق8
يسعني حبيتي نهايتهم، الإثنين كيوت سوى ق1

واليكس كنت اتمنى اعرف أكثر عن وضعه خسارة سافر قبرس و تركني في هذا العالم الموحشpe3
افرحي له صار مصمم عالمي، حقق احلامه يعني xd

نيو ما تغير في سنوات هذي؟
لازم يزعج الناس و لازم يستفز بيرت بس اكيد فرحت أنه
صداقته مع بيرت صارت اقوى و بيتزوج سيندي كان لازم
اتوقع هذا الشي صحق8
اول ما كتبت مواصفات نيو كتبت مواصفاتها في ملف الشخصيات عندي
كنت ابي له السعادة بعدالحرمان الي عاناه بكاء5و3


وبمن أبدا الحين آيرس أو بيرت
بيرت الشخصية الباردة والمنطوية على نفسه دخلت آيرس حياته فجأة وبفضلها بدأ يتغير تدريجياً أول شيء صار عنده اصدقاء وبعدها قالت له عن السر السخيف الي جمعه ببنت أخته وفجأة اجتمعوا كل عايلته واصدقائه بفضلهاق8
بيرت كان لازم يحافظ عليها بهذيك الفترة
مع كل الي سوته ما وضح لها أنه يحبها ولما سافرت تمنى لو أنها انتظرته أكثر؟
سيد بيرت هل أنت بكامل قواك العقلية؟
حزت لحاله لالبداية بس بعدين فرحت لهق1

بس حمدلله أنه أدرك في نهاية وتشجع واعترف لها بطريقة غير مباشرة أكيد هذا بيرت من متى يوضح حركاته بدون لف ودورانha1
حبيبتي آيرس أكثر شخصية حبيتها في الرواية تأثيرها القوي وحضورها القوي مع أنها بسيطة كان ولازال جميلق8
عمري ما رح انسى آيرس رح تبقى جو قلبي للأبد اجمل شخصية خلقتها بحياتي نجمه3heart0و3

شكراً لك فريال لأنك عطيتني هذي الفرصة الجميلةق8
أني أقرأ وحده من كتاباتك الأكثر من جميلة
بجد استمتعت فيها وأتمنى ما تحرميني منهاق8
يشرفني اسمع هل حكي منك cute9ق1ق1

أنا مفروض ما اكتب لك رد بعد الي سويتيه فيني من عذاب
بس ما تهوني أنتي مؤلفتي المفضلة لازم ادعمك حتى لو كنتي شريرة معيق8ق8
شكراً لك لكل ذرة جهد بذلتيها في الكتابةق8
قلت لك انتي كيوت :ناميا:نجمه3
ان شاء الله اذا الله كتب لنا اشاركك برواية اخرى ق1
كتبتها بثلاثة اشهر عشتها بحق، يسعدني انك حبيتيها، دعمك كان يخلج شعورة من قوس القزح والكوكيز:ناميا:<< مشاعر مكركبةxd


وأكيد شكراً لكل الي دعمكق8
شكر كبير بكاء5نجمه3

دمتي بود
في أمان الله
وفقكِ ربي

الله يسعدك زي ما اسعديني بنتي بكاء5ق1 <<< عجوز1
ويوفقك دائمًا وين ماكنتِ.

فِريـال 03-16-2021 08:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Soleil~ (المشاركة 126863)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك فريال؟!
وعليكم السلام،الحمد لله بخير وانتِق1ق1ق1

قرأت الفصل أول ما نزل، و أجلت الرد بسبب النهاية.
اتفهم خيبة املك، حسيت بنفس الشيء بكاء6

النهاية كانت سعيدة و كل واحد منهم نجح فى مجاله، لقاء بيرت و ايريس لطيف جدا، و تمنيت أم ايريس تطلع أكثر!
هو للصراحة النهاية تركتها مفتوحة لخيال القارئ بالبداية، بعدين لقيت كثير اشياء تمنيت اقولهم في الرواية،
وبالفعل ظهور ام آيرس -كورتني- شخصيًا كان احداها:(ق1ق1


استمتعت و أنا أقرأ الفصل بتلهف لمعرفة النهاية و توضيح بعض النقاط بس أحبطت يوم انتهى بسرعة!
اعتذر لهذا الشيء واستمتاعك رغم هالنقطة اسعدني بكاء8ق1ق1

الشخصيات لطيفة و جميلة، و الحوارات اللي بينهم ممتعة و مضحكة.
لكن...
هو حلو أن الرواية تنتهي بشوق بيرت للقاء آيريس و تحمسه لرؤيتها بعد ما بعدت عنه بس تمنيت تتوضح بعض الأشياء، زي موت تيرا عشان أتفهم تصرف عائلة بيرت أنهم ما علموه عنها، فكرت أنه ممكن ماتت موتة قاسية و بشعة بتسبب له صدمة لو عرف عنها و هو كان صغير، و سبب كره أبو بيرت ل زوج تيرا، و اللعبة، كانوا يخططون لها بس ما شفت مشهد لهم و هم يعرضونها للشركة و كلامهم عنها، و كانت هى السبب لتجميعهمق0، و خوف بيرت من الأماكن الضيقة!

بالبداية كتبت مقطع موت تيردا وكان سودواي بزيادة، خفت يأثر على طابع الرواية بس الحين نادمة اني مسحته ضحك4
يوم نشر اللعبة-ميلاد بيرت- كنت حابة اضيفه بس تطور الاحداث نساني اياه-اعترافxD-
اماخوفه وسبب تصرفه والده وجيسون كان مذكور بالسرد بدون تعمق،اعترف نادمة لاستعجالي وقت الكتابة :قمر1:قلب0


حبيت ظهور والدة بيرت و للأمانة انصدمت يوم عرفت أنها حية.
احبها هلشخصية القوية وسعيدة انك حبيتي ظهورها بكاء6ق6

الرواية و الأسلوب جميلين،حبيت العلاقات اللطيفة اللى في الرواية زي نيو اللي كان الصديق الداعم لايريس و علاقتهم أشبه بالأخ و الأخت، و نيو و بيرت علاقتهم جميلة و عملية، حبيت أنها صارت السكرتيرة، و علاقة أليكس و آني، و محارشة نيو و بيرت ل آني، و صداقة آيريس بسيندي، و بيرت و بنت تيرا كانت ألطف علاقةق0
ركزت على هلنقطة، الصداقة، بالفعل حبيت يبانوا نيو وآيرس كالإخوة xD
ولانهم اصدقاء فعلاقتهم بالجميع كانت مهمة لتتوضح
وشسمة السكرتيرة شخصية ثانية مو آني رح تفهمي هل شيء، كح بالجزء الثاني الي قيد اعادة الكتابة-اول اعلان- xD
عشان تتوضح امور كثيرة وجدتني اكتب مسودة لفصل اضافي طويل ومع الوقت صار في احداث كثيرة وظهرت شخصيات جديدة
كصديقة اليكس وقريب آيرس، فيل و ووالدتها read3 ووالدتها بالفعل عالم ثانيxD اقصد تصرفاتها ممتعة xDD
ان شاء الله رح اركز كمان عن نيو حبيب الجماهير بشكل غير متوقع لتفموا شخصيته المبتهجة وكيف تكونت او ماضيه كح كح بلا حرقxD


اللي حبيته بعد تطور شخصية بيرت الملحوظ، و تأثير آيريس عليه و كيف أنها ساعدته بتكوين أصدقاء و أنه يتقرب أكثر من الناس بدل ما ينطوي أكثر على نفسه و حسنت علاقته بعائلته، و تطور آيريس من بنت خجولة لبنت لطيفة جريئة، حبيت تأثير الاثنين على بعض و حبهم لبعض و اهتمامهم بعد ق0
اريجتوا، يسعدني تعمقك لتلاحضي هل تطور وانك حبيتي عملي ذا بالفعل اشكرك بكاء6ق6


و العنوان كان قوي، اختيارك له ممتاز، و الفصول كانت لطيفة و مليانة صدمات ق0
جد استمتعت بالرواية و فصولها ق0
فى أمان الله
اريجتو ناااه صولاي-تشان، ردك ابهجني بشكل وان شاء،الله اكون عند حسن ضنك بالأحداث المقبلة والمكملة للصحوة:(ق6نجمه5نجمه5


.


الساعة الآن 12:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team