مازلت مريضاً بكي
* ، يا صباح مساء الخير شخبااااركممممم ؟ و إنجي هنا مجدداً dx ق4 اترككم مع الرواية ____ |
*، الاسم : مازلت مريضاً بكي الكاتبة : Night Breeze المنتدى : منتديات غرام |
مرحباً أعزائي من جديد...... أضع بين أيديكم اليوم....رواية جديدة من رواياتي.....أتمنى أن تنال اعجابكم....تحياتي....ونبدأ مع الفصل الأول.... "ما زلت مريضاً بكي!" Night Breeze الفصل الاول " الكعكة الهاربة!" تتجمع الصديقات الاربع في منزل أماندا.....والتي تعيش عائلتها في الريف....مما يغري الصديقات بالنزهات والرحلات المتميزة..والطبيعة الخلابة...التي لن يروا لها مثيلاً....الا في الريف!!!!! وبينما تتجول الفتيات في ارجاء المزرعة....يطل عليهن فجأة..ذلك الرجل الاسمر...وقد أسر الفتيات بطلته وحضوره الطاغي ورجولته المدمرة....وهو يتهادى فوق حصانه بخيلاء وثقة تكاد تصل الغرور....... " آه ..ها هو أندرو!" تصيح أماندا بفرح....... تقوم أماندا بتعريف صديقاتها الى شقيقها والذي يكبرها بعدة أعوام.....وقد ظهرت على وجوههن امارات الاعجاب ....ويلمس هو طرف قبعته لتحيتهن.....لكنه يتذكر فيقول :" ألم تذكري ثلاث صديقات؟؟أم أنني مخطئ!" " كلا...هناك لوسي...لكنني لا أعرف أين هي....لقد ذهلت من حياة الريف التي لم تعتد عليها أبداً...ومنذ جولتنا في المزرعة وهي تتركنا وتنفرد بالاشياء بذاتها....وهي تتعجب من كل ماتراه..." علقت اليانور:" كأنها أليس في بلاد العجائب" وضحكت الفتيات على تعليق اليانور...واليانور الشخصية العدائية والشقية...المثيرة للمشاكل في المجموعة!....لكنها ذات جمال صارخ يذهب بالعقول,..وشخصية منفتحة..مغرية!!! وبينما كانت الفتيات مشغولات بالضحك, نظر أندرو الى البعيد وقد لمح فتاة هاربة في مزرعة الدجاج....تركض في جميع الاتجاهات وهي تصرخ طالبة النجدة....بينما يجري وراءها سرب دجاج كامل......ماهذا الذي في يدها؟؟؟آه..انها تمسك كيساً من الحبوب.....اذن كانت الدجاجات تجري خلف عشائهن..... لم يستطع منع نفسه من الابتسام...ثم مالبث أن قال:" أيعقل أن تكون فتاة الدجاج تلك...هي الصديقة المختفية؟؟؟" التفتت الفتيات بسرعة للخلف..وما ان وقعت اعينيهن عليها...حتى صرخت أماندا:" آه...انها لوسي..ولكن؟؟ماذا يحدث؟؟" مشى أندرو على ظهر حصانه باتجاهها سابقاً الفتيات....وما ان أصبح على مسافة قريبة من السياج....صرخ قائلا.."ماذا تفعلين؟؟!!" صرخت بذعر:" أووه!! ساعدني أرجوك..!!!....." قال ووميض التسلية في عينيه:" هل تحبين اللعب مع الدجاجات ؟" اغتاظت...وصرخت قائلة:" تعال ساعدني بدلاً من سخريتك علي....واجعل هذه الدجاجات الحمقاء تتركني وشأني؟؟لم تلحقني...يا الهي!!لقد تعبت" " أرم الكيس الذي بيدك....فتترككي وشأنك!" ودون تفكير..نفذت ما طلبه منها بسرعة..وألقت بالكيس وهربت.....ولما نظرت وراءها وجدت الدجاجات وقد كفت عن اللحاق بها وانهمكن بالاكل.... " أووه يا الهي....." لكنها حينما حاولت الخروج ..وجدت أنها لن تستطيع ذلك! فباب السياج يقع في الجهة المقابلة لها...اذاً عليها أن تمر عبر هذا السرب المخيف ثانية لتخرج من هنا..... " أووه..ماذا سأفعل؟" قال بتثاقل:" باب السياج من هناك..!" وهو يشير باصبعه..... " أنا أعرف....ولكن...أليس من وسيلة أخرى؟؟" " كلا..هذا هو المخرج الوحيد!!" "قال مبتسماً.. ارتعدت لوسي:" ولكن كيف سأمر عبر هذه الدجاجات المريعة!!" اتسعت ابتسامته أكثر:" هي لن تأكلكي!!" نظرت اليه بحقد.....ثم عادت وصلت في داخلها أن تلتهي الدجاجات بطعامهن ولا يلحظنها....بدأت بالسير وساقاها تضرب بريش الدجاج....فترتجف لوسي ويقشعر بدنها....صرخت برعب..."أووه... يا الهي! كم هذا مريع!! " قال بصوت واثق:"...أنتي جيدة حتى الآن!!.. استمري " " .ابتعدي عني...أيتها الدجاجة الحمقاء!" وهي تبعد احدى الدجاجات عنها...وقد خرجت من السرب..لكن دجاجة او اثنتين عادتا لملاحقتها..وما ان تنبهت لذلك حتى عادت للصراخ...والجري...ووصلت باب السياج فأخذت تحاول فتحه..ولكن دون جدوى....وهي ترتعد خوفاً....وتصرخ طلباً للنجدة.... لكن الباب فتح فجأة...فاندفعت خارجة وتعلقت بذلك الجسد القوي الماثل أمامها.....وهي ما تزال تنظر ناحية الدجاجتين اللتين أغلق الباب في وجهيهما ...... وحينما أحست بالامان..استدركت ماهي فيه...ونظرت الى هذا الذي تعانقه دون حياء.....أووه..كم يبدو مثيراً للاعصاب...ويقطع الانفاس....لكن نظرة السخرية في عينيه وابتسامة الاستهزاء التي كست شفتيه..جعلتها تنفر وتجذب نفسها منه..... وفي هذه اللحظة وصلت صديقاتها....ومع أنهن كن قلقات...الا أنهن لم يستطعن منع انفسهن من الضحك..وبشدة... " هذا ليس مضحكاً..لقد كدت أموت من الذعر..خاصة حينما تحتك ريشات الدجاجات المريعات بساقي!!أوووه" وهي ترتعد..... " ربما لو كان فستانكي أطول بقليل...(وهو ينظر)..بل بكثير...لما حصل ذلك!!" قال هذا وهو يتفحصها بنظرة وقحة من رأسها وحتى أخمص قدميها.... وهنا تدخلت أماندا...:" أه..نسيت أن أعرفكما ببعضيكما....لوسي هذا شقيقي الاكبر..."أندرو" ...أندرو...كما سبق واكتشفت...هذه صديقتنا المفقودة.لوسي!!" لمس قبعته بطرف يده قائلا " تشرفنا أيتها الكعكة الهاربة!!!" وانفجرت الفتيات بالضحك من جديد.... " لم تنسي أماندا أن تخبرينا عن وجود شقيق لكي وحسب...بل وكم هو خفيف الظل أيضا!!!!" محاولة الرد على ملاحظته اللاذعة.... وعادت الفتيات للضحك من جديد.....بينما لاحت طيف ابتسامة على وجه أندرو وهو ينسحب ليودع حصانه الاسطبل....... |
الفصل الثاني " هل تجرؤ؟" دخل الجميع الى المنزل..فقد حان موعد العشاء...ولما التف الجميع حول المائدة,..بدأت الفتيات بقص ما حدث للوسي على السيد والسيدة ماير.....فانفجر الجميع بالضحك...الا لوسي التي كانت عابسة!..لقد كانت خائفة حقاً....فلم كل هذا الضحك الآن!!! لكن شخصاً واحداً فقط...لم يشارك الجميع الضحك بل اكتفى بالابتسام وهو يحدق فيها خلسة....ثم قال " أبي...ما أخبار المزرعة الجنوبية؟؟؟" " أوه يا بني...هناك فوضى عارمة..لست أعرف لم لا يستطيعون......" حينها تنفست لوسي الصعداء....هاقد نسوا قصتها ووجدوا أمراً آخراً للتحدث فيه....يمكنها أن تشكر أندرو على ذلك...ولكنها لن تفعل....فهو مغرور بما فيه الكفاية!!! وبعد العشاء..اجتمعت الاسرة في غرفة الضيوف من اجل تناول القهوة...فاقترحت عليهم اماندا ان يستمعوا لعزف كيتي على البيانو..وبالرغم من أنها كانت محرجة جداً..الا أنها وافقت تحت اصرار الجميع...وبدأت تعزف اعذب الالحان....كان اندرو يجلس على حافة النافذة ويرفع الفنجان الى شفتيه تارة...ويحدق بكيتي.....تارة أخرى!!! لم تدر لوسي لم أزعجها ذلك....أتراه تعجبه كيتي؟؟حسناً هي فتاة جميلة ورائعة..ومع أنها خجولة قليلاً..الا أنها طيبة القلب!! كيتي ذات الشعر الاشقر الطويل...والعينين الخضراوين الطفوليتين....كانت القلب الطيب في هذه الشلة...وحلالة المشاكل....وبالاخص مشاكل القلب.....فكانت كل الفتيات يلجأن اليها حينما تصادفهن اي مشكلة.... وحينما انتهت صفق لها الجميع بحماسة....حينها قفزت أماندا..لتعلن بأن لوسي ستؤدي فقرة جميلة مع غيتارها...بهتت لوسي..واعتذرت بحجة انها ليست بتلك المهارة....فبعد عزف كيتي الرقيق...العذب...هل يتوقعون منها أن تعزف على غيتارها بكل بساطة؟؟وماهي الا مبتدئة....بالتأكيد ستكون موضع سخريتهم وبالاخص ذاك النمر الذي يحدق فيها الآن بغموض...وهو يبتسم بمكر..... " هيا لوسي!!" " آه..حسناً ربما في وقت آخر....فالغيتار الآن في غرفتي..ولن أستط..." لكنها بهتت فجأة حينما رأت أماندا تسحب الغيتار من خلف كرسيها..... ابتسمت لوسي بغيظ:" أرى أنكي خططتي لكل شيء أماندا!" " والآن لا حجة لكي أيتها الكعكة الهاربة!!"قال أندرو بتسلية.... نظرت اليه بشزر وهي تبتسم بغيظ... " حسناً...! ان كنتم تصرون....!" وهي تمسك غيتارها بتوتر.... جلست على كرسي واحتضنت غيتارها ..وبدأت أصابعها تعبث بأوتار الغيتار..فتنبعث أحلى الالحان وأشجاها....ويبدو انها انسجمت فماعادت تشعر بوجود أحد غيرها...أغمضت عينيها وهي تحرك رأسها مع ألحان معزوفتها.....كان اندرو يحدق بها...ثم نهض من مكانه واقترب حتى أصبح الى جانبها تقريباً........ ولما انتهت أدركت انها كانت في عالم آخر....ففتحت عينيها..لتجده بهذا القرب منها...ولكن الجميع ضج بالتصفيق والتشجيع... قال لها بصوت هادئ" لم أسمع هذه المقطوعة قبلاً!! لمن هي؟؟" نظرت اليه بترقب:" هل أعجبتك؟؟" " لا بأس بها!! " أثارها مرة أخرى:" انها من تأليفي!!" لوى شفتيه بتعجب...:" هذا مثير!" "شكراً!!" قالت بغيظ...والتفتت لتذهب...وتلحق بالاخرين...لكن كلماته استوقفتها..:" انها تشبهكي.........فهي حالمة..وشقية!! مزعجة....وعذبة!...أجل...تشبهكي" قال ذلك بجانب أذنها ثم خرج ....تاركاً اياه تغرق في بحر من الحيرة.......حتى اتت اماندا وجذبتها من ذراعها...قاطعة عليها تلك اللحظة الحالمة!!! يخلد الجميع الى النوم..لكن الفتيات يرغبن بالقليل من المرح بعد!...فيقمن بلعب لعبة "هل تجرؤ؟" وفي هذه اللعبة يقوم شخص بالعمل على ادارة زجاجة فارغة على الارض... والتي تشير اليها قاعدة الزجاجة تقوم باختراع التحدي الذي على من تشير اليها رأس الزجاجة أن تنفذه أو تنسحب!!..وبالتالي تخرج من اللعبة! وهكذا استمر اللعب لساعات وساعات... والضحك متواصل طوال الليل....حتى أخيراً خرجت كل من أماندا وكيتي....وظل الصراع بين اليانور ولوسي...ولما كان دور اليانور في رمي التحدي...قامت بما هو غير متوقع......فتحدت لوسي ان تنزل للحديقة خارج المنزل...وتحضر لها زهرة صفراء...ولكن؟؟؟؟؟؟؟...وهي بقميص نومها القصير الشفاف...وأيضا حافية القدمين... صرخت أماندا:" أنتي مجنونة اليانور.....هذا لا يعقل!!" وافقتها كيتي:" هذا صحيح اليانور! لقد كنتي مجنونة طوال الليل بتحدياتك المحرجة...ولكن هذا الأكثر جنوناً..هل فقدتي عقلكي؟؟!!" ابتسمت اليانور بمكر:" لم تسمى هذه اللعبة (بهل تجرؤ) عبثاً!! عليها أن تكون مثيرة!!" وقفت لوسي بتحدي:" أنا موافقة!!" صرخت بها أماندا:" لوسي..أنتي لستي جادة!! سوف تتجمدين من البرد!!" عقبت اليانور بدهاء:" كلامها صحيح لوسي.....ربما من الافضل أن تنسحبي!!" ابتسمت لوسي بتحدي:" أبداً!! ربما أنتي لا تعرفين اليانور..بأنني أكثر جنوناً منكي!!وأنتي لن تربحي الا على جثتي!!" هزت كتفيها بلا مبالاة:" أرنا مهارتك اذا!!" حاولت كل من أماندا وكيتي ثني لوسي عن ما ستفعله....أو على الاقل اقناع اليانور بالسماح للوسي بارتداء روب خفيف فوق قميص نومها الوردي....ولكن اليانور رفضت بشدة.....هي للحق, كانت تتوقع انسحاب لوسي...لهذا شددت عليها الشروط....ولم تعرف كم كانت لوسي مصرة وجادة في تنفيذ التحدي!!! وفي النهاية كانت لوسي تنزل الدرج على أطراف أصابعها حتى لا توقظ أحداً...حتماً سيكون الموقف بغاية الاحراج..ان رأها أحد على هذه الصورة....... فتحت باب المنزل....فهبت عليها نسائم الليل لتلفحها بشدة.....ارتجفت لوسي...ولكنها لن تسمح لتلك المتكبرة اليانور بالفوز عليها...أبداً.... بدأت تخطو خارج المنزل....وقد تلطخت قدماها الصغيرتان بالتراب...حتى وصلت الحديقة....وراحت تبحث عن تلك الزهرة الصفراء...ولم تجدها!! انتصبت فجأة وهي تضم ذراعيها حول نفسها....وقد كانت ترتجف من شدة البرد....." أين تلك الزهرة اللعينة؟؟" " هل هناك أحد؟؟" التفت بذعر لترى خلفها.......أندرو؟؟؟؟؟.....كاد قلبها يتوقف....خاصة وهو ينظر اليها بتلك النظرات المتفحصة الساخرة... " أنها أنتي اذاً ايتها الكعكة الهاربة!! ولكن ما هذا بحق السماء؟؟؟هل أنتي معتادة على التجول هكذا تحت ضوء القمر..؟؟" شعرت بأشد الحرج وهو ينظر اليها ويفصل جسدها الذي لا يستره الكثير...نظرت اليه وقالت بتوتر:" أليس لديكم هنا زهور صفراء؟؟؟" بدت الدهشة على ملامح وجهه:" أستمحيكي عذراً؟؟" قالت وهي تتحرك في مكانها من أجل بعض الدفء:" اسمع...ان كنت تعرف فدلني عليها..لأنني أكاد أتجمد...وان لم تعرف....فاتركني وشأني....فلست بحاجة الى من يأخرني!!" وهي تعود لتغوص بقدمها في تربة طينية......" آه..تباً!!" ظهرت التسلية في عينيه.....ومنع نفسه من الضحك بصعوبة.." هذا منظر لا يراه المرء كل يوم!!" نظرت اليه بحقد:" أنت مسرور حقاً!ها؟؟" نظر اليها...كانت شفتاها ترتجفان...:" حسناً هذا يكفي..أنت مجنونة بالقدر الذي يتطلب التدخل!!" وهو يخلع سترته ويحاول ان يلقيها على كتفيها..... لكنها ابتعدت..." لا!! سوف أخسر هكذا!!" " تخسرين؟؟ لا أكترث بأي لعبة تلعبينها أيتها المجنونة؟؟؟سوف تتجمدين من البرد...والآن اقتربي هنا...فقد بدأ صبري ينفذ!" " أنت لا تفهم....نحن نلعب لعبة " هل تجرؤ" واليانور تحدتني هذا التحدي....والذي قد يفسر لك بأنني لست مجنونة أو مشعوذة تقوم بأحدى طقوسها في اليالي المقمرة.......ساعدني في العثور على تلك الزهرة...لا يمكنني تركها تهزمني!!" قال بصوت محتد:" أنتما مجنونتان ولاشك!! وسوف يكون لي كلام مع أماندا بشأن مثل هذه السخافات.....لكن هنا في هذا البيت...ذلك مرفوض!! تعالي هنا!!" " لا!!" وهي تحاول الابتعاد...فغرز شيء ما في قدمها...فوقعت أرضاً وصرخت متألمة........ " أووه.. أيتها الحمقاء؟؟" وهو يقترب منها...ليرى قدمها...لكن الظلام كان دامساً..فلم يستطع رؤية أي شيء...سوا بعض الدماء.... نظر اليها بغضب وهو يرغب بدق عنقها:" وتمشين حافية أيضاً؟؟؟" قالت ودموعها تنساب بألم:" هكذا كان التحدي!!" " اللعنة على هذا التحدي! أنتم مجانين....!" قال ذلك وهو يلفها بسترته....ثم يحملها بين ذراعيه....ويسير بها الى المنزل.... أطرقت محرجة:" أنا آسفة!! هل آلمت ذراعيك؟" قال بجفاء:" هل هذه طريقة غير مباشرة.... لتعرفي ان كنتي ثقيلة الوزن؟؟؟حسناً..لا تقلقي..فأنتي أخف من الريشة!!" أشاحت بوجهها عنه..فهو لا يطاق!..تباً لاليانور....هاقد أذت نفسها وخسرت الرهان أيضاً...... أجلسها على كرسي في المطبخ...وهبط الى جانب قدمها المصابة ورفعها...ليتفحصها....فوجد بأن هناك جرحاً في قدمها جراء غصن صغير..لكنه كان بسيطاً....عمد الى تطهيره وتنظيفه.....ثم بدأ بمسح قدمها الصغيرة....ولم تدر لم توترت هي من لمسة يديه القويتين...... وما ان انتهى...حتى أعاد الكرة مع قدمها الاخرى....ومع انها حاولت الاعتراض الا أنه لم يلتفت لها.....وأخيراً أحست بأصابعه تمشي على باطن قدمها.....وهو يقول بغموض:" لم أر في حياتي...قدمين عاجيتين ناعمتين كهاتين!!" توترت لوسي وهي تستمتع اليه...لكنه تركهما فجأة قائلاً بسخريته المعتادة:" أرى بأنكي لم تعرفي سوا الرفاهية في حياتكي....أيتها الاميرة!" نظرت اليه بحنق..ولكنها سعلت فجأة....فتنبه الى ما ترتديه....اقترب منها وهو يتساءل باهتمام " هل تشعرين بالبرد؟؟" كانت حقاً ترتجف:" أجل!!" " اذاً من الافضل أن تأخذي حماماً ساخناً وتبدلي ثيابكي الرقيقة هذه!! مع أنها كانت رائعة...طبعاً قبل أن تختلط بالطين!!!" قال بمكر وهو يبتسم..... أثارت كلماته حنقها...فآثرت الصمت....الذنب ذنبها أولاً وآخراً....!وبدون سابق انذار...قام برفعها على ذراعيه.... " كلا...انزلني من فضلك!!" لكنه لم يكترث...بل صعد بها حتى باب غرفتها....ثم أنزلها..." والآن...لامزيد من العاب المراهقة....وأظنكي تتفقين معي في ذلك!!" ثم التفت وغادر سريعاً......" أي مغرور هو؟!!" وقبل أن تمسك بمقبض الباب...كان الباب قد فتح...وظهرت منه صديقاتها..التي بدا عليهن مشاعر متضاربة...الرعب والقلق ....الضحك...والسخرية.....أدخلنها وأغلقن الباب خلفهن سريعاً! |
الفصل الثالث " التحدي!" وفي اليوم التالي...يتم التخطيط للذهاب في نزهة مع الفتيات....لكن ما ان تفتح لوسي عينيها حتى تشعر بوهن وثقل في اجفانها...وحرارة مرتفعة!! حسناً..كان واضحاً بأنها مرضت نتيجة التحدي الرائع ليلة الامس!!! ولكنها لم ترغب في تعطيل برنامج الفتيات..خاصة وقد لاحظت مدى حماستهن للقيام بمثل هذه النزهة.... لكن السيد والسيدة ماير..يرفضان الذهاب دون وجود شخص يعتني بلوسي...ولم تكد السيدة سارة تنهي جملتها حتى أطل أندرو من الباب متسائلاً: " تحتاجون لمن....ومن أجل العناية بمن؟؟" أجابت اليانور:" نحتاج لشخص يعتني بلوسي...بينما قوم نحن بنزهتنا التي خططنا لها بالامس!!!" ظهر الاهتمام على وجهه:" لوسي مريضة؟؟؟ " أجابت السيدة سارة:" أجل عزيزي..وهي ترفض ان تعطل نزهتنا!!لكننا قلقون من بقائها وحيدة ومريضة هنا!" " لا تقلقي أمي...أنا سأهتم بها!!" اتسعت كل العيون محدقة به, فقال بارتباك:" وهل قلت شيئاً خاطئأً؟" أجابت اليانور:" ألن ترافقنا؟؟؟" نظر اليها أندرو نظرة ذات مغزى....فهي المسؤولة الاولى عن جعل لوسي طريحة الفراش.... " كلا اليانور...فلدي أعمال هنا علي أن أنهيها...!" وهنا علق السيد ماير بابتسامة:" حسن اذاً.....فليستعد الجميع..سننطلق خلال دقائق!!!" وحينما غادر الجميع........... يتجه الى المطبخ ويحضر الفطور لها...ولاينسى وضع زهرة صفراء..على صينية الطعام..حتى تحسن شهيتها!!!لقد فكر في كل شيء اذاً!!! صعد الى غرفتها ....وطرق الباب أكثر من مرة..ثم دخل......وضع الصينية جانباً..ثم وقف ينظر اليها......وهو يبتسم ضاحكاً..... لم يرى في حياته من هي تنام هكذا.....!!انه غير قادر على تحديد مكان رأسها من أقدامها....من ذراعيها؟؟؟انها تنام بفوضوية تامة!!!! اقترب منها...ليوقظها..وهو محتار...كيف سيفعل هذا!!! حتى نفد صبره أخيراً.....فجذب الغطاء بأكمله عنها...مما جعلها تقفز مرتعدة...من الذعر والبرد!!! وما ان وقعت عينيها عليه... :" كيف تجرؤ على فعل هذا!!!ثم لم أنت في غرفتي؟؟؟" ترك الغطاء من يده...واقترب ليجلس على حافة السرير..... " أعتذر حقاً! لكنكي تنامين بطريقة غريبة...جعلت من الصعب علي ايقاظكي!!" ابتسم بمكر وهو يلاحظ مدى ارتباكها.....,فقالت متلعثمة:" هذا.....هذا...ليس من شأنك!!! ولا يبرر لك اقتحامك لغرفتي بهذا الشكل!!" " اقتحام؟؟؟ انكي تشاهدين الكثير من الافلام...ياصغيرتي!!" كانت على وشك قول شيء سيء حقاً..لكنها سعلت فجأة.... " حسناً انتهينا من حركات المراهقة الآن....انتي مريضة وأنا هنا للاعتناء بكي...لم يرض والدي المغادرة حتى تأكدا من وجود من يفعل ذلك...وسواء أعجبكي ذلك أم لم يعجبكي....فسأقوم أنا به!!!" قالت مندهشة:" هل تهددني يا هذا؟؟" نظر اليها بجمود مما أخافها قليلاً:" لدي اسم....وأنتي تعرفينه جيداً....!" حاولت تجاهل تلك النبرة الساخطة:" حسناً يا سيد أندرو!! هل من الممكن ان تخرج وتدعني انام...وبهذا توفر علينا مزيداً من الازعاج والتعب!!!" وهي تجذب غطاءها اليها من جديد وتحاول الاستلقاء...... لكنه عاد فجذبه عنها......فصاحت قائلة:" اتركني وشأني!!!" يبدو أنه لم يعد قادراً على تحمل مزاجها السيء أكثر من هذا:" أوووه لوس!! آخر ما تريدينه هو اثارة غضبي...وصدقيني ان ذلك قريب...قريب جداً!!" ومع ان كلامه أخافها:" أنا ..لا أخاف منك...!!فأنت ببساطة مجرد.." قاطعها بغضب:" حذار!!!" ابتلعت ماكانت على وشك قوله....واكتفت بالنظر الى ملامح وجهه المشدودة.... نهض من مكانه وحمل اليها صينية الفطور...." والآن ستتناولين هذا كله...ومن بعده الدواء...!ثم تنامين قليلاً!!" " هذا رائع!!تخطط لي كل شيء...لم لا تحشر طعامك هذا في فمي....ورغماً عني؟؟؟لأنني ببساطة....لن أكل!!!" قال بغيظ:" اممم!! ليست فكرة سيئة أبداً!!!" تراجعت لوسي الى الخلف...وهي تراه يمسك بقطعة التوست ويقترب منها... " لاتمزح معي أندرو؟؟" كان صوتها يرتجف....مع انها حاولت ان يبدو واثقاً ..هازئاً.... " وهل يبدو لكي أنني أمزح؟؟" قال بغضب..... " حسناً..حسناً...سأتناول فطوري....ولكن وحدي!!" عاد للجلوس ...." سأظل هنا ريثما تنتهي!!هيا الآن..." بدا الحنق على وجهها:" هيا الآن...أهكذا تعتني بالمريض؟؟؟أشعر وكأنني في معسكر!!!" بدت الابتسامة ترتسم على وجهه:" تتراجعين فوراً حالما تشعرين بالخطر...!!فتاة ماكرة!!" " حسناً...لم ترى وجهك..كم هو مخيف وأنت غاضب!!!" اتسعت ابتسامته أكثر....." ولم تري وجهكي حينها أيضاً!" ارتبكت باحراج, لكنها قالت بحنق:" لقد أخفتني!!!فكيف تتوقع أن يصبح وجهي!!" قال بهدوء وبابتسامة ناعمة:" كما لم أتوقع أن أراه قبلاً.....رائعاً..يضج بالانوثة والسحر!!" رفعت رأسها اليه مندهشة..., وحينها تذكرت...بأنها تجلس أمامه ..مشعثة الشعر...وبوجه شاحب....لم تغسله بعد!!! " أووه...أنا..؟؟عذراً...(وهي تضع يدها على رأسها...وتبتسم باحراج)..من المؤكد أنني أبدو لك كفزاعة...!" " فزاعة؟؟؟ان كانت هكذا الفزاعات..فعلي البدأ باقتنائها!!!" ابتسمت وقالت بنبرة عدم تصديق..:" آه...أجل!! مقنع للغاية!!!اذن....هل تظن أن بامكانك الخروج للحظات.....علي الذهاب...للحمام!!!!!" ضحك رغماً عنه.....:" حسناً...سأترككي..على ان تنهي فطورك وتتناولي دوائك...هاهو بجانب فنجان القهوة....اتفقنا!!!؟؟" " اتفقنا....أيتها الممرضة الجميلة!!!" قالت بسخرية..... لكنه انفجر ضاحكاً......وهو يغادر...وذلك لم يغظها...بل على العكس...لقد راحت تبتسم هي الاخرى رغماً عنها!!ما بالها؟؟؟هل بدأ وجوده يعجبها؟؟؟وهل بدأت تحب مشاكساته وانتقاداته لها؟؟؟؟ " آه..لوسي....كفاكي سخافات" قالت ذلك وهي تنهض لتستعد ...لما يبدو ...يوماً حافلاً!!! وبعد انقضاء فترة العصر...يعود ليتفقدها....فيجدها تجلس في سريرها بملل...وهي لا تدري ماذا تفعل!!! " كيف حال النمرة الشرسة؟؟؟؟" نظرت اليه وقد سرها وجوده...فهي تعاني مللاً فظيعاً بالجلوس هكذا في سريرها...دون حراك...:" هل جاءت الممرضة المجتهدة للاطمئنان على مريضتها؟؟" ابتسم واقترب منها:" سخريتكي لاذعة يا فتاة...وتحتاجين لمن يهذبها لكي!!" " انك من يحب استفزازي!!!مع العلم بأنني المريضة هنا..ويتوجب عليك مراعاة مشاعري!!ولكن..كيف تفعل ذلك؟؟؟ الكاوبوي المتسلط العنيد....كيف يمكن أن يراعي مشاعر آنسة رقيقة مثلي!!" ضحك طويلاً...ثم جلس الى جانبها:" اذن الانسة الصغيرة الرقيقة....تشعر بالملل!!! حسناً.....ربما يمكننا معالجة ذلك!!!" ابتسم أكثر..حينما لاحظ الفضول والترقب في عينيها...:" ماذا سنفعل؟؟؟؟" تساءلت بحماس.... " كبداية!! سنعمل على اخراجكي من غرفتك....فيبدو لي أنكي مللت التحديق في السقف!!لا؟؟" أجابت برأسها مؤكدة:" أوه...بلى..., كثيراً!!! " " حسناً اذاً!" قال ذلك ثم أزاح الغطاء جانباً....وهو ينهض ويحضر روبها الدافئ...:" ارتدي هذا!" أطاعته وارتدت حذاءها المنزلي الصوفي.....وعادت للجلوس على السرير.... " والآن ماذا؟؟؟" اقترب منها وحملها بين ذراعيه..لكنها اعترضت كثيراً.......وحاولت النزول... " أندرو لم نتفق على هذا...أوووه!!أندرو! أنزلني!!!" "ان لم تهدأي فستتسببين بوقوع كلينا عن السلم!!!" " أووه....كان يجب ان أعلم بأنك لن تتغير!!!" ابتسم:" لا...لن أتغير أبداً...كوني واثقة!!!!" وصل بها غرفة الضيوف....ووضعها في كرسي مريح....له مسند صغير لترفع ساقيها عليه..... ثم وضع عليها بطانية قطنية....من باب الاحتياط..... كانت هي تنظر اليه وتراقب مايفعل..وهي حائرة...فلماذا يهتم بها هكذا؟ ويتعب نفسه في العناية بها؟؟؟بالطبع من أجل والديه وشقيقته أماندا....وماذا غير ذلك؟؟ألم يعدهم بالاعتناء بكي؟؟انه من نوع الرجال الذي ان وعد يلتزم بوعده حتى آخر رمق.....!!انه من نوع الرجال الذين يعتمد عليهم بحق!! انه من نوع الرجال....الذي قد يجذبكي من آخر الدنيا لوسي......لترتمي في أحضانه!! لاحظ حمرة خديها...فتبسم وهو يسأل:" والى ماذا تراكي تخططين الآن؟؟؟أدفع كل مالدي..لأعرف مايدور في هذا الرأس الجميل!!" قالت بتحدي بعد ان استيقظت من شرودها:" ربما ستولي هارباً ...حينما تعلم ماهو داخل هذا الرأس الجميل!!" " اذاً لم أخطئ...!!فأنتي حقاً تخططين لشيء؟؟؟؟وهو...؟؟..يتعلق بي...!!" علت الحمرة خديها:" أووه أندرو.....لكم هذا محزن!مازلت أصغر بكثير على أن تصاب بالخرف!!!" قالت ممثلة الحزن.... ضحك عالياً...:" هكذا اذاً؟ مصاب بالخرف؟؟؟لا بأس! بامكانك اذاً ان تفسري لي سبب هذه الحمرة؟؟" وهو يلمس وجنتها بلطف..........ابتعدت لوسي تلقائياً من جديد......وكأن تياراً كهربائياً مسها...... ابتسم أكثر....وهو يرتد الى الخلف....ويجلس على مكتبه ويختفي بين أوراق وملفات كثيرة منتشرة على سطح المكتب...... (ذلك المغرور....يشعر بتأثير لمسته علي!!!آه لو كان بامكاني توجيه صفعة لكبريائه العالية تلك!!!!لكن لا بأس.....الايام قادمة...وهي كفيلة برد الصاع صاعين...سترى ايها الكاوبوي!!!)... التقطت كتاباً كان قد وضعه الى جانبها....كي تنشغل بقرائته.......لكنها من ان أنهت الفصل الاول....حتى أحست بالملل.....ورويداً...رويداً....شعرت بالنعاس يتسلل الى عينيها...حتى أثقل أجفانها أخيراً...فلم تستطع الا أن تستغرق في نوم عميق...... تنقضي الساعة وهو بين أوراقه وملفاته....ويتذكر فجأة وجود لوسي...فيرفع رأسه ليلقي نظرة عليها...ليجدها تنام بهدوء كالملاك...... ابتسم...ونهض متوجهاً اليها.......أمال رأسه جانباً وهو يتأمل ملامح وجهها الرقيقة....وحينما تذكر كلماتها الخشنة....أفلتت منه ضحكة بدون صوت...فهذه الملامح الناعمة لا تتناسب أبداً مع لسانها السليط!!!! لاحظ بأن غطاءها انحسر عنها قليلاً...فاقترب منها ليشده عليها حتى تظل دافئة.....لقد كان قريباً جداً منها...., وبينما هو كذلك....اذ بها تفتح عينيها فجأة وقد أحست بحركته القريبة....... وتلتقي العيون أخيراً....وبهذا القرب الشديد....وتتحدث حديثاً صامتاً خاصاً بها...وتكون هي البادئة في كسر الصمت...فتشيح بعينيها جانباً...وكأنها تهرب من دوامة تجرفها دون هوادة.....الى حيث كانت تخشى دوماً الذهاب!!! فتنساب خصلة او اثنتين من شعرها الجميل بالقرب من وجهه.... ويتسلل الى أنفه رائحة عبيرها المنعش...مما يشعره بالضعف قليلاً...ويجبره على الانسحاب فوراً.... كان لابد أن يكسر هذا الجو المشحون..... " أرجو أن تعذريني....انشغلت بأوراقي واعمالي ونسيت وجودكي...!لابد أنكي شعرتي بالملل!!! ألم تعجبكي الرواية؟؟" شعرت بالراحة لتجنبه التحدث عما حدث بينهما منذ قليل:" انها مميزة..لكنها ليست نوعي المفضل!" " حسناً...بما أنكي تحبين التحدي....فما رأيك ان تنازليني؟؟؟" لمعت عيناها :" موافقة!! ولكن بماذا تتحداني؟؟" ضحك من حماسها الشديد:" لا تتحمسي كثيراً.....فربما أحبط مخيلتكي!!والآن..أتظنين أنكي قادرة على الامساك بالغيتار؟؟؟" صفقت بيديها فرحاً:" أوووه!! ستتحداني في العزف؟؟هذا رائع....انها لعبتي...وسأهزمك شر هزيمة!!!" ضحك مجدداً" تبدين واثقة؟؟؟اممم.. ربما علي اعادة التفكير!!!" " أوه...أندرو....أرجوك!!! أهكذا تهتم بمريضتك الرقيقة...الحساسة...الرا.." قاطعها:" حسناً حسناً..... لا تبدأي من جديد!!!" ابتسمت بفرح....كان هو أيضاً مستمتعاً وفرحاً لرؤيتها سعيدة وتضحك... " سأذهب لاحضار الغيتاران....!" " حسناً!!" قالت بفرح...... وبعد حين.....يمسك هو بغيتاره وهي بغيتارها...والتحدي ان يبدأ أحدهما عزف مقطوعة مشهورة...على الاخر ان يتمها...وهكذا....وتبدأ هي أولاً...فيكمل معها....فيضحكان بشدة....ثم يبدأ هو ....فتكمل معه...لفرط انفعالها تصاحب عزفها بصوتها الشجي...لتندمج وتغني برقة......مما يدفع اندور للتوقف عن العزف...والسرحان والتأمل فيها ومعها...وعلى وجهه ابتسامة مفاجئة....تنتهي أخيراً حينما تفتح عينيها ..لتراه يحدق بها هكذا فتضحك بخجل...." آسفة!!" ولكن التصفيق والهتاف الذين صدرا من ناحية الباب قطعا انسجامهما الرائع....كانت العائلة قد وصلت ولما رأت تلك المبارزة الرائعة..وقف الجميع ينصت بصمت....ومع غناء لوسي....انفجرت عبارات المديح والفرح من الجميع.... " لم نشعر بقدومكم؟؟؟!!هل تقفون هناك منذ مدة؟؟" قال اندرو بتهكم...... " منذ بدأ التحدي!!" علقت أماندا......ودخل الجميع ليجلسوا معاً.....فماكان من اندرو الا أن انسحب بهدوء قائلاً قبل خروجه..." حسناً...أنتي الرابحة اذاً لوس !!ولكي ما طلبتي!!!" وخرج سريعاً.... " وماذا طلبتي لوسي؟؟أخبرينا!!" أصاب الفتيات الفضول....... سرحت هي مع هذا الرجل المحير......ولم يكن طلبها الا ان يعوضها عن رحلة اليوم..بنزهة شخصية يصطحبها هو بالذات فيها.......حالما تتعافى..... |
4
___ |
الفصل الرابع
الفصل الرابع " أجمل رهان!" وبعد اسبوع....تحسنت احوال لوسي....وكان من المقرر الذهاب غداً في نزهة اندرو....لكن بينما كانت الفتيات يسهرن ..كعادتهن قبل النوم....ويتحدثن...عن نزهة لوسي.....بدأت اليانور برمي سهامها.....فلم يعجبها اصطحاب اندرو للوسي وحدهما..... " اوه لوسي...مازلتي بريئة وتصدقين كل شيء!!" نظرت اليها لوسي بعدم فهم..:" ماذا تقصدين اليانور؟" توجهت كل الانظار الى اليانور:" أنتي لم تصدقي بالطبع..من أنكي تمكنتي من هزيمة اندرو؟؟؟" " بلى فعلت!" " حقاً؟؟هل تظنين بأن مبتدأة مثلكي..قد تهزم شخصاً ضليعاً بعزف الغيتار؟؟؟لقد ترككي تهزيمنه عزيزتي...لأنه يعطف عليكي...بسبب مرضكي....ولأنني هزمتكي في لعبتنا" من يجرؤ"!!" " أه أليانور...كفي!" علقت أماندا..... " انا لا أصدقكي...!" علقت لوسي واجمة.... "لا؟؟؟بامكانك سؤال أماندا عن مهارة أخيها.....أو..لم لا تسألين اندرو نفسه؟؟هو لن يستطيع الانكار....او سأخبركي بفكرة أفضل....احملي غيتارك وتحدينه ثانية...وانظري ان كنتي ستهزمينه أم لا!!!" كان يبدو على لوسي أنها تفكر جدياً في ذلك..... " أوه لوسي لا تستمعي لها!!" قالت أماندا.... لكن لوسي نهضت اخيراً وهي تمسك بغيتارها:" سأبرهن لاليانور كم هي مخطئة!! وبأنني على حق!" وخرجت حانقة.... " لم يكن هذا لطيفاً منكي اليانور....!!" قالت كيتي بحزن... أما أماندا فاكتفت بأن تلقي بنفسها على سريرها معطية ظهرها لاليانور.....وهي لا تفهم لماذا تفعل ذلك بلوسي.... يسمع طرقاً على باب غرفته المفتوح....ومع انه يندهش لكنه يأذن لها بالدخول....وما ان تفعل...ويراها تقف هناك بشورتها الليلي وبلوزتها الداخلية....حاملة الغيتار بيدها... " هل أصبحت هذه عادة لديكي....أن تتجولي في المنزل بثياب نومك!!؟؟" دخلت وأغلقت الباب...مع أنها تكاد تموت من الاحراج...فهي لم تفطن الى ما ترتديه قبل ثورة غضبها...لكن لا يهم الآن..فالمهم هو ان تثبت لاليانور مدى خطئها.... اقتربت منه وقالت بحدة:" أصحيح أنك تركتني أهزمك في تحدي الغيتار؟؟؟" رفع حاجبيه دهشة:" هل أتيتي الي في مثل هذا الوقت المتأخر...وبثيابكي الخفيفة هذه....حتى تقولي ذلك؟؟ لوس....ستجعلينني أشك في نواياكي...!" وهو يقترب منها بمكر..... ابتعدت وقد أجفلها قوله...لكنها تماسكت وقالت....:" أخبرني الان..هل هذا صحيح؟؟؟" هز كتفيه بلا مبالاة...وقال:" وان يكن؟ فالمهم هو النتيجة...وانتي ربحتي..واستحققتي بذلك نزهتكي الجميلة!!" أصابها الغيظ من تهكمه الواضح..ونبرة عدم اللامبالاة منه....فوجدها تتجه الى سريره وتجلس عليه وهي تتخذ وضعية العزف...قالت بغيظ:" سنعيد التحدي!! هيا أمسك بغيتارك!!" قال بسخرية:" أنتي تمزحين!!" لم تجب....وكأنها مازالت تنتظره....., زفر زفرة طويلة...هل عليه أن يتحمل تصرفاتها الصبيانية؟ أمسك غيتاره بحنق...وجلس على الارض قبالتها...... نظر اليها وهو يبتسم باستهزاء:" ابدأي!!" بدأت تعزف مقطوعة..بكل ما اوتيت من قوة....لكنه سرعان ما أنهاها عنها......وهو يبتسم باستهزاء..... " والآن دوري!!" بدأ يعزف مقطوعة جديدة....بدا هذه المرة مختلفاً...كانت الالحان اقوى...وأكثر مهارة.....ظل يعزف طويلاً...ولم تكمل عنه..حتى توقف أخيراً....وهو يرفع حاجباً ويقول بخبث:" لقد تعبت يداي!! ألا تذكرينها؟؟" أخفضت رأسها من شدة حرجها..فهي لم تتعرف على تلك المقطوعة الرائعة التي عزفها منذ قليل....نظر اليها...ثم قال بسخرية لاذعة.... " لا عليكي....محاولة أخرى للكعكة الهاربة!!" رفعت رأسها اليه وعينيها تتأججان غضباً.....ضحك باستخفاف...ثم عاد يعزف مقطوعة أكثر روعة من سابقتها....وهو يختلس النظر اليها بين كل فينة وأخرى... وأيضاً لم تتعرف اليها....وضع الغيتار جانباً...وهو يريح ذراعيه على ركبتيه...." اذاً!" ......" اذاً....أنت الرابح! واليانور كانت محقة!!" قالتها وهي تهم بالذهاب....لكنه وقف بسرعة وأمسكها من ذراعيها....." الى أين؟؟؟لم أحصل على هديتي!! ألست أنا الفائز؟؟" نظرت اليه بحنق.....لكنها تمالكت نفسها فالتحدي يظل تحدي...وهو الرابح...فلابد من تحقيق مطلبه... قالت بجفاء....:" وما هو مطلبك؟؟" " لا افهم لم تؤثر فيكي اليانور الى هذا الحد؟؟؟ لم تريدين أن تثبتي لها دوماً أنها مخطئة!!" " لآنها دوماً على حق...مع أن دوافعها ليست طيبة أبداً!!" حدق فيها قليلاً..ثم قال بلطف:" حسناً..مطلبي هو نزهتنا في الغد!! " لكنها نظرت اليه بغضب قائلة:" لا!! هذا كان مطلبي أنا..وليس أنت...اختر شيئاً آخر!!" قال باستغراب:" ولم لا؟؟أنا أيضاً ارغب في نزهة...معكي!!" قالت بحنق:" أنت لا تريد ذلك...الا لأنك تشعر بالحزن والشفقة نحوي..!!ولكنني لا أريد ذلك!!أفهمت؟؟ فاما ان تطلب ماتريد...أو تتركني لأذهب!!" كان الغضب قد بدأ يعميه..." لامشكلة.....فهناك ما رغبت في عمله منذ مدة!!" جذبها من شعرها الطويل وأطبق على شفتيها بوحشية....بدأت تضرب صدره بقبضتيها الصغيرتين.....حتى تركها...فابتعدت بخوف....وهي تمسح شفتيها بظهر كفها بقرف واشمئزاز.. " أيها المتوحش.....ستندم على مافعلت!!" كان ينظر اليها براحة..وعلى شفتيه طيف ابتسامة شيطانية......" كان هذا أجمل رهان على الاطلاق!!" " أيها...؟؟" لكنها تمالكت نفسها وخرجت بسرعة من غرفته....وما ان اصبحت بمأمن منه...حتى راحت تحاول تهدئة قلبها المجنون......الذي كان ينبض بشدة..بدون رحمة!! تحسست شفتيها من جديد.....حركت رأسها في محاولة لطرد تلك الاحساسات الدخيلة.....فهي لن تحمل لهذا الاندرو....سوا الكره والاحتقار....ولسوف تجعله يندم على فعلته هذه...! |
الفصل الخامس الفصل الخامس " حورية البحيرة!" يمر أسبوع دون ان تلمح لوسي اندرو...الا من بعيد, حسناً هي لا تريد ان تراه بعد مافعله معها!!!لقد كان في غاية الوقاحة....لكن لم تشعر بقلبها يدق بشدة حينما تتذكر فعلته الشنيعة تلك؟؟!!لا...لا يمكن أن يكون ذلك أعجبها!! لقد هاجمها تقريباً....!!وربما كان هذا هو المميز في الامر!!! استيقظت من أفكارها...على صوت أماندا..وهي تهزها.... " لوسي....أنا أحدثكي منذ ساعة؟؟؟بماذا تسرحين؟؟" قالت بارتباك:" ها؟؟لا..لاشيء....أنا أسمعكي!!" " اذن هيا بنا!!" " والى أين؟؟؟" قالت باستغراب..... " أوه....كنت أعرف أنكي لم تسمعيني....الى الكرنفال عزيزتي..سيبدأ قريباً!!" " الكرنفال؟؟؟حسناً ولم لا!!" وفي الحال....كانت الصديقات الاربع يتجولن في انحناء الكرنفال..... " آه....انظرن الى ذلك الشاب هناك!!كم هو وسيم!!" قالت اليانور بمكر..... " أوه..أجل ...يا الهي...انه يحدق بكي اليانور!!" قالت كيتي..... " حسناً صديقاتي....لا تنتظرنني!!!" وهي تعبث بشعرها لتتأكد من حسن ترتيبه...وتمشي بطريقة مغرية متجهة الى ركن المشروبات..والذي كان واضحاً بأن ذاك الشاب...يبيع العصير فيه!!! تنهدت أماندا.....:" كم هي محظوظة اليانور!!لا يعجبها شخص..الا ويقع في اللحظة التالية في شباكها!! كيف تفعل ذلك؟" علقت كيتي:"انها جميلة جداً....وتعرف جيداً ما الذي عليها فعله!!أما نحن؟؟فأظن أنه تنقصنا الجرأة....أليس كذلك لوسي؟" " لست أدري حقاً!" قالت ساهمة.......لكنها عادت فقالت بفرح:" لكن ما أعرفه الآن....هو أننا خرجنا لنتسلى لا...لمراقبة اليانور...والتحسر على انفسنا!!" ضحكت الفتاتان:" هذا صحيح!!" صاحت كيتي:" انظرن هناك! أليس هذا هو أندرو!!" " أين؟؟ آه..اللئيم....لم يخبرني بأنه آت!" علقت اماندا بفرح.... لكن لوسي..توترت وارتبكت الى حد بعيد....رفعت نظرها اليه...أوه اللعنة!!هل عليه أن يكون وسيماً هكذا؟؟؟لم لا تستطيع اخراج ذكرى تلك الليلة من ذهنها!! " مرحباً يا جميلات!!" " أهلاً...." هتفن بصوت واحد.....باستثناء لوسي التي اكتست وجنتاها لاتعرف لماذا بالحمرة...... " مرحباً لوس!" قال وهو يبتسم بمكر..... " أهلاً..." " أين اليانور؟" تساءل بدون اكتراث...... " انها هناك!!" أجابت أماندا وهي تشير برأسها الى حيث كانت اليانور تضحك وتتكلم برقة مع بائع العصير..... " انها تلهو جيداً!!" قال بدون استغراب....لكنه عاد فنظر اليهن قائلاً:" وماذا عنكن؟؟؟هل تستمتعن بوقتكن؟؟" " كنا على وشك ذلك قبل مجيئك!!!" قالت لوسي بحدة..... ولماذا هي محتدة هكذا؟؟ألانه سأل عن اليانور؟؟؟هل يهتم بها؟؟هل يغار عليها؟؟؟ آه كم هي غبية ومجنونة....مابالها تتصرف بهذا الشكل المخزي المثير للتساؤل!! " يبدو أن وجودي يضايق الاميرة الصغيرة!!" قال اندرو بعينين ضيقتين.... ارتفع ذقن لوسي عالياً...وقالت بتحدي:" وجودك ليس من شأني....كما أن لدي اسم..وتعرفه جيداً!!" ابتسم...اذن فهي تتذكر كلامه واياها..حينما كانت مريضة...... كانت كل من أماندا وكيتي مندهشتان وهما تراقبان بحيرة مايحدث بينهما......اخيراً استأذن وغادر فجأة..كما جاء فجأة........ " ماسبب كل هذا لوسي؟؟؟؟" تساءلت كيتي...... " هل هناك مايحصل بينكي وبين اندرو ؟؟" قالت اماندا بحيرة.... " ما بالكما؟؟؟لايوجد بيني وبين اندرو اي شيء....!" قالت اماندا بمكر:" أرأيتي يا كيتي...كيف كانا ينظران الى بعضيهما؟؟؟" نظرت لوسي بحنق الى اماندا....لكني كيتي ابتسمت وأردفت بسرعة:" كاثنان يكرهان بعضيهما بشدة بالطبع أماندا...وماذا غير ذلك؟؟؟" وانفجرت الفتاتان بالضحك....بينما احمر وجه لوسي...وانطلقت تمشي وهي لا تعرف الى اين تذهب... . " انتظري لوسي....حسناً حسناً سنصمت!!" ولحقتاها بسرعة...ومع ان لوسي كانت غاضبة الى ابعد حد..الا ان ذلك لم يمنعهما من الاستمرار في الضحك.... اتجهت الفتيات الى مسابقة خيول خاصة بالفتيات.....والفائزة في السباق تربح جولة على ظهر حصان الرجل الفائز بسباق الخيول الرجالي....... شاركت الفتيات الاربع في السباق.....لكن أياً منهن لم تفز.....الحقيقة كانت هناك مسافة بسيطة بين لوسي وفتاة رائعة الجمال شقراء....عرفت فيما بعد أنها تدعى جوزي..... وما ان قطعت خط النهاية حتى التفتت الى لوسي باستهزاء ..ثم هبطت عن ظهر حصانها وهي تتجه الى المنصة..... وكم كانت دهشة لوسي....حينما رأت أندرو يقف في المكان المخصص للفارس الفائز...... وكم شعرت بالراحة حينما تذكرت بأنها لو فازت كان سيصحبها في تلك النزهة المزعومة...... لكنها لم تدر...لما بدأ دمها بالغليان...حينما رأت الفتاة ترمي بنفسها بين ذراعي اندرو لتعانقه....ثم يمتطيان سوياً ظهر حصانه ويغيبا عن الانظار...بين هتافات وتصفيق الجميع........ " كم هذا رائع..وعاطفي!!! قالت كيتي ذلك وهي تضم راحتي يديها الى صدرها وتتطلع اليهما بشكل حالم...... وكزتها اماندا بيدها..وهي تشير الى لوسي....التي بدا الضيق على وجهها...ثم مالبثت ان رفعت رأسها لترى الجميع ينظر اليها..... " ماذا؟؟؟ " تنقلت نظرات اليانور بينهن......:" لاشيء سوا ان الفتيات يظنن بأنكي بتي تغارين على اندرو!!" " اليانور!!!" صرخت اماندا بدهشة وحنق...... نظرت لوسي الى اليانور..ثم قالت بابتسامة مريرة:" لم عليكي دائماً التصرف بهذا الشكل؟؟؟" ادعت اليانور البراءة قائلة:" وأي شكل تعنين لوسي؟؟ألأنني أقول الحقيقة لكي دائماً..أصبح بهذا سيئة؟؟؟ آه..انتي غير عادلة أبداً!!" نظرت اليها لوسي...وهي غير قادرة على فهمها....وفهم كرهها لها....فاكتفت بأن رفعت يديها علامة الاستسلام...وانسحبت بهدوء...... " لوسي...؟؟لوسي!!" حاولت كيتي اللحاق بها.... لكن لوسي أوقفتها:" أريد أن ابقى وحدي!!" وابتعدت بسرعة....... فما كان من أماندا التي اغتاظت من اليانور الا ان وقفت في وجهها وقالت بحدة:" اليانور...لا تتصرف الصديقات على هذا النحو!!ولوسي لم تخطئ يوماً في حقك....فلم تقسين عليها؟؟؟" قالت اليانور بعدم اكتراث:" هذا رائع!! تلك الاميرة لديها كل شيء....كل شيء..., حتى صديقاتي!!!!" قالت كيتي بدهشة:" ولكنها صديقتنا ايضاً اليانور!!!" " ليس بالنسبة لي!!" علقت اليانور بحقد...... " اليانور!! ليس ذنب لوسي...كون عائلتها فاحشة الثراء....!!" علقت اماندا وكأنها بدأت تفهم مايعتمل في صدر اليانور..... " وليس ذنبي ايضاً..أن عائلتي...؟" وصمتت...وقد بدت الحرقة في صوتها...ولاحت الدموع في عينيها.... اقتربت منها كيتي لتربت على كتفها:" اليانور...؟؟لوسي طيبة....وتحبك!!" رفعت رأسها وقالت بشراسة والدموع تغطي عينيها:" وأنا أكرهها!!أتسمعن؟؟أكرهها!!" واندفعت بين الجموع....حاولت كيتي اللحاق بها..لكن اماندا منعتها...... " دعيها تفكر قليلاً.......فربما غيرت قليلاً من افكارها عن لوسي!" " أوه لوسي المسكينة...! انها لاتستحق ذلك!!" علقت كيتي بأسى... " وايضاً اليانور مسكينة كيتي....فهذه اول مرة أدرك مدى معاناتها...لم تكن طفولتها سعيده ابداً....لكنني ظننت بأنها تجاوزت ذلك!! والواضح انها لم تفعل!!" " يجب ان نحل هذه المسألة...وفي اقرب وقت!!لا استطيع رؤيتهما يهذا الشكل!!" " معكي حق كيتي....يجب ان نفعل ذلك!!" كانت تسير وحيدة....وهي تشعر بأسى وحزن فظيعين......فلم تستطع منع دمعة من الانحدار على وجنتها......كانت قد ابتعدت قليلاً عن مكان الكرنفال...اسندت رأسها الى شجرة وهي تنظر الى مظاهر الاحتفال من بعيد...وتسمع صوت الموسيقى والضحك...وهتافات الناس....... " ربما علي المغادرة!!" قالت بحزن..... " ربما أنتي جبانة!!" التفتت بذعر...لترى اندرو يمتطي صهوة حصانه ويقترب منها.....مسحت وجهها بسرعة.... " هل من الصعب ان يختلي المرء بنفسه قليلاً هنا؟" هبط عن جواده واقترب منها....تفحص وجهها مما أربكها فأشاحت برأسها لتنظر الى الكرنفال... " أكنتي تبكين؟؟؟" تساءل بدهشة.... " لا...بالطبع لا....وماذا سيبكيني؟؟؟" قالت بارتباك...وهي تتمنى لو يرحل ويتركها بسلام...قبل ان تنهال الدموع من جديد..... " هل حصل شيء في غيابي؟؟؟لا تبدين بخير!!" ومع أنها لاحظت نبرة الاهتمام في صوته..وفي نظرات عينيه...الا ان ذلك لم يمنع فمها الثرثار من القول:" ربما لو تتركني وشأني...سأكون بخير!!" نظر اليها نظرة باردة:" لم أكن الى جوارك...حينما كنتي تذرفين كل هذه الدموع....و قررتي المغادرة!!" قالت بتوتر:" هذا ليس من شأنك!!" " اذاً...لست أنا من يثير انزعاجك!!" " اتركني وشأني!!" صرخت بأسى.... أمسكها من ذراعيها.....لكنها قاومت...:" لا تلمسني!!" " مابكي؟؟؟؟" قال بصوت اشبه بالصراخ......" أخبريني الآن....عن ذاك الشيء الملعون الذي اثار دموعكي!!" عادت الدموع تترقرق في عينيها:" أخبرتك أنني لم أكن أبكي!!!" نظر اليها طويلاً.....:" وهذه اللالئ؟؟؟ أهي من خيالي أيضاً؟؟؟" حينها لم تستطع..فانسابت تلك الدموع التي حبستها طويلاً...قالت بصوت أجش:" اللعنة عليك أندرو ماير....!" لانت قبضته عليها قليلاً...وقربها اليه بصوت مهدئ:" سيكون كل شيء على مايرام!" قالت بصوت يملؤه الدموع:" لا..لن يكون اي شيء على مايرام!!" " لايوجد اي شيء في هذا العالم...يستحق كل هذه الدموع الغالية!!" زاد بكاؤها...:" وأنت...؟؟كف عن هذه السخافات....ولم لا تتركني وشأني؟؟" في الواقع.... هي من كانت متمسكة به..ومسندة رأسها على صدره....والآن تطلب منه ان يتركها وشأنها؟؟؟أليس الاحرى بها..أن تدعه هي وشأنه!! ابتسم حينما لاحظ تمسكها به...:" حسناً..أظن بأن لدي الحل لما تشعرين به!" رفعت رأسها وهي تحاول مسح دموعها.... " تعالي معي!" قال وهو يمد يده اليها..ويبتسم ابتسامته الرائعة ..... قالت بدهشة:" الى أين؟" " ستعرفين بعد قليل....تعالي الآن!!" ترددت قليلاً....فأردف قائلاً:" ألا تثقين بي لوس؟" بلى هي تثق به ثقة عمياء.....لكنها أجابت بخلاف ماتشعر به.... " حسناً...إنك شخص مزعج...ولئيم..وماكر...وشرير..و." قاطعها قائلاً بنفاد صبر:" هل هناك نقطة معينة ستصلين اليها بعد كل هذا المديح؟؟" ابتسمت:" على الرغم من كل تلك الصفات وتلك التي لم تتركني اكملها.." قاطعها من جديد وقال بحنق:" لوس؟" " الا أنني أثق بك!" قالت بابتسامة عذبة..... ظهرت ابتسامة رائعة أخرى وجهها بدوره اليها...." اذاً هيا!" وهو يمسك بيدها ثم يمسكها من خصرها...فيشعر بنظراتها المذعورة....ويرفعها على الحصان فتصرخ..:" أندرو!!كان عليك أن تخبرني!!" ضحك عالياً:" وأفوت فرصة تلك النظرة المريعة على وجهك؟؟أبداً!" " أنت لا تطاق!!" قالت بتسلية.... جلس خلفها وقد امتدت ذراعيه على خصرها ليمسك باللجام وينطلق...... " الى أين ستأخذني؟" " الى بقعة خاصة بي!!" " حيث أخذت رفيقتك منذ قليل؟؟؟" علقت بمكر.... لكن لهجته المرحة اراحتها الى ابعد حد:" أخبرتك أنها بقعة خاصة بي...ولا يدخلها الا من يخصني!!!" قال بصوت عذب.... مما جعل وجنتيها تحمران من جديد....ولم تعرف لماذا شعرت بالسعادة الى هذا الحد..... وحينما وصلا....كانت بقعة رائعة تنتشر فيها الاشجار الباسقة الخضراء.....وتتناثر فيها الزهور من كل الألوان...حتى لتظن بأن الارض مفروشة بسجاد ملون...... وكانت هناك بحيرة صافية...تعكس منظر السماء وبعض الغيوم البيضاء الصغيرة التي تسبح في السماء..على صفحة الماء النقية...بينما كان هناك بعض أسراب البط تسبح بشكل رائع..... " يا الهي!!!" قالت لوسي وهي تضع يدها على صدرها....... هبطت الى الارض..ولحق بها اندرو....كان ينظر اليها باستمتاع وسرور...وهي تنظر الى كل شيء مبهورة...بل مسحورة...... " كنت أعرف أنه سيعجبكي!!" نظرت اليه غير مصدقة:" أه أندرو.....أنه أشبه بحلم!!وكأنني دخلت لوحة زيتية....أو تسللت الى صفحة كتاب!!ان هذا أجمل من أن يصدق!!أه أندرو!!لكم أنت محظوظ!!" اقترب منها وقال بصوت اقرب للهمس:" أجل أنا محظوظ...فأخيراً تحقق حلمي!!" قالت وهي مازالت مأخوذة بروعة المكان:" أي حلم؟؟" لمس وجنتها لتنظر اليه..وعاد ليقول:" أن أحضر فتاتي الى هنا!!" وفي الحال اشتعلت النيران في قلبها ووجنتيها:" أنا... لست فتاتك أندرو!!" " أهذا صحيح؟؟؟" تساءل بنبرة أثارت مشاعرها....... " أجل...أجل....هذا صحيح!! وان كنت تنوي افساد هذه النزهة فاستمر بكلامك المجنون هذا..ولكنني لن أظل دقيقة واحدة!!" " حسناً..انتظري!!كم أنتي حادة المزاج!!" وهو يمسكها من ذراعها..... ابتسمت...وهي تتنقل بين الزهور....وتعبث بمياه البحيرة تارة..... قالت بسعادة وهي تفتح ذراعيها على اتساعهما وتنظر الى السماء مغمضة العينين..وكأنها طائر يستعد للحرية:" آه..ما أجمل هذا المكان!!! هذه هي الطبيعة!! وطننا الام!! هذه هي الحرية التي اريدها....! أريد أن أرى أماكن كهذا المكان الرائع!! أريد أن أطوف العالم..بحثاً عن كل مايبهج العين..ويسعد القلب!!أريد أن أرى الدنيا!!!" نظر اليها وهو يبتسم:" وماذا يمنعكي؟؟؟" فتحت عينيها وتنهدت وقد هبطت ذراعيها الى جانبيها...وكأنها أفاقت من حلم جميل:" والدي!!!" نظر اليها اندرو باستفهام...فتابعت توضح:" آه..أنت تعرف كيف هم الاباء هذه الايام!!! يريدون ابنائهم ان يكونوا نسخة مصغرة عنهم!! حتى لا يضطروا الى توريث كل اعمالهم وتسليمها الى غريب!!!" " أتعنين بأن والدكي يريد منك العمل معه؟؟" " هذا صحيح!!!وهو ينتظر تخرجي بفارغ الصبر!!" " وأنتي؟؟ما رأيكي لوس؟؟" " أنا لا يهمني عالم الاعمال...بل انا لا اطيقه....أريد أن أكون حرة أندرو!!أتفهمني؟؟؟ حرة كالطير...أتنقل من مكان الى مكان...بدون قيود!! أريد أن أعيش يومي....وأن أتعلم من العالم.....!!" " افهمكي لوس!!" نظرت اليه....لكنها لاحظت بأن أندرو يجلس مستفيئاً بظل شجره..وهو غارق بالتفكير..... فما كان منها الا أن حملت بعض الماء براحتي يدها ونثرتها في وجهه....وما ان لامست قطرات المياه وجهه حتى انتفض مذعوراً....ولما تعالت ضحكات لوسي...وفهم ماحدث...حتى خلع قميصه...وقام بثني بنطاله...وقال وهو يدخل الى البحيرة... " تذكري بانكي جلبتي هذا لنفسك!!" صرخت لوسي:" أوه..كلا...كلا...لم أعد أريد اللعب!!" لكن اندرو كان قد قذف كمية من الماء باتجاهها....فوقفت في البحيرة...وقد تبلل قميصها وشعرها..... كانت واقفة كتمثال وهي لاتتخيل ماحدث للتو..... صرخ عالياً وهو يضحك:" مابكي؟؟؟هل تجمدتي يا أميرة الثلج؟؟؟" خلعت قميصها هي الاخرى واكتفت بالبلوزة الداخلية...ورمت به على العشب....ولم تدر ماذا حدث لاندرو حينها...كانت هناك حرب تجري داخله لم تعرف بها أبداً..... ثم أرجعت شعرها الى الخلف بعد أن تبلل معظمه....و قالت بتحدي:" سوف ترى الآن ايها الكاوبوي!!" وراحت تقذف الماء عليه من كل الجهات...... علا صوته وهو يحاول الابتعاد:" سأريكي ايتها الكعكة الهاربة!!" وقام برشها بالماء من جديد...علا صوت صراخها وضحكاتها....." أيها اللئيم!!" لم تستطع بالطبع مجاراته....فحاولت الهرب...لكنه سبح بسرعة اليها وأمسكها من ذراعيها:" ذاهبة الى مكان ما؟؟" قالت وهي تحاول الامساك بنفسها من شدة الضحك:" انك تفتقر الى الذوق ايها الكاوبوي...لايتوجب عليك رش انسة رقيقة مهذبة وناعمة مثلي بالماء بهذا الشكل!!!" قال بابتسامة واسعة:" ولماذا لم تفكر الانسة الرقيقة المهذبة والناعمة بالعواقب قبل ان تبدأ الهجوم؟؟؟" " آه...أندرو....قدمي....هناك شيء في قدمي!!" قالت بصرخة.... فظهر على وجه اندرو الذعر وأفلت ذراعها وهو يقول بقلق:" دعيني ارى حبيبتي!" ومع أنها جفلت لثانية...مما سمعته منه...حبيبتي؟؟؟هل ناداها حبيبتي؟؟؟أوه يالهي؟ما هي آخرة كل هذا؟؟؟؟ لكنها عادت لرشدها فوراً...فسبحت حتى أصبحت خلفه ثم قفزت بكل ثقلها عليه..لتغرقه.....وهي تضحك...:" خدعتك!!" رفع رأسه من البحيرة....وهو يمسح وجهه وشعره:" أيتها الماكرة.. سأريكي!!" حاولت ان تسبح باتجاه ضفة البحيرة...لكنه كان اسرع ....فانسل من تحتها...واذا به يهب واقفاً وهو يحملها....صرخت هي من العذر والضحك... " كلا..أندرو ..أنزلني...أنزلني فوراً!!" " في الحال!!" ويعود ليفلتها لتقع في الماء من جديد......... رفعت رأسها وهي تمسح الماء عن وجهها:" أيها الشرير!!" ضحك عالياً:" أنتي من بدأتي!!" وهو يقف بالقرب من حافة البحيرة..ويمد ذراعه لها..:" هيا تعالي....لقد تبللت كثيراً وهذا كفيل بامراضك مرة أخرى!!" سبحت باتجاهه...حتى وقفت على ساقيها..بينما هي كذلك...تعثرت قدمها بصخرة صغيرة...فكادت ان تسقط..لولا تلك الذراعين القويتين اللتين أحاطتا بها على الفور..... تمسكت بهما وهي تقف من جديد..وتقول باحراج:" أشكرك!!" لكنها ما ان نظرت اليه حتى أحست بانجذاب هائل...في عينيه.... مسح شعرها المبلل بيده....التي ارتاحت أخيراً على وجنتها....... فقالت بذعر:" أشعر بالبرد!!" كانت حقاً ترتجف......ولكن ليس من البرد...ومع هذا صدقها....فساعدها على الخروج....وبمجرد ان ارتديا قميصيهما..حتى ساعدها على الصعود على ظهر الحصان..وانطلقا الى البيت..... ولم تدر هي بماذا أخطأت....فقد كان يظهر على وجهه كم هائل من الغضب....كما انه لم يتحدث معها طوال الطريق.....وما ان دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها حتى تنفست الصعداء....... |
الفصل السادس الفصل السادس " يجتاح...قلبها!!!" "انقضى اسبوعان....ولم يبق الا اسبوع واحد!!" قالت كيتي .... " لقد مر الوقت سريعاً!!آه لكم سأفتقدكن ايتها الماكرات!!" علقت أماندا... " حبيبتي..لاتقلقي سنرى بعضنا في الكلية!!" علقت اليانور... لكن لوسي كانت سارحة مع شخص آخر....كيف سيكون بامكانها المغادرة...وترك أندرو خلفها هنا؟؟؟؟؟ ماهذا الهراء؟؟؟ تتحدثين وكأنه حبيبك!!..أوه يالهي....حبيبي؟؟ كيف..ومتى؟؟؟ ولكنني سأغادر بعد بضعة ايام......!! " هاي....أيتها الاميرة النائمة!!!" صحت لوسي من شرودها:" ماذا اليانور؟؟؟ ثم انني سبق وطلبت منكي عدم مناداتي بذلك!!" " ولماذا؟؟؟أتكره الفتاة أن تكون أميرة؟؟؟أوه...نسيت بأنكي تحبين التواضع!!!" تنهدت لوسي...ثم قالت بنفاد صبر:" ماذا كنتي تريدين مني؟؟" ابتسمت اليانور بمكر ثم قالت:" كنا نتساءل ان كنتي ترغبين في الذهاب الى سهرة ريفية مساء الاثنين.....؟" " ان كنتن تردن الذهاب..فبالطبع سأذهب!!" " ظننت انكي لن تحبي الحفلات الريفية البسيطة..بما انكي معتادة على سهرات اليخوت والفنادق الفاخرة!!!" " أتعلمين ماذا اليانور؟؟لقد ضقت ذرعاً بكل هذا الهراء الذي يملأ رأسكي!!" وهي ترمي الكتاب الذي كانت تدعي قراءته جانباً..وتنهض مواجهة اليانور.... فما كان من تلك الا ان نهضت بتكاسل وبسمة الاستهزاء تعلو وجهها..:" حقاً؟؟وماذا ستفعلين ايتها الاميرة البريئة؟؟؟ربما ستلجئين لحبيبكي الرائع هذه المرة ايضاً!!" حاولت كل من اماندا وكيتي ايقاف هذه العاصفة...ولكن لوسي قد وصلت حدها..وبدا ان اليانور لا تنوي التراجع..... " ماذا تقصدين بكلامكي هذا؟؟؟" " أوه لوسي..كفي عن التظاهر الآن.....تستطيعين خداع الجميع....ولكن ليس انا!!! تتظاهرين بالبراءة واللطف....وتذرفين دموعكي الرقيقة...حتى تستحوذي على عطف الاخرين ومحبتهم....." هزت لوسي رأسها غير مصدقة..:" أنا....أنا لا أفعل ذلك أبداً!!" أكملت اليانور بشراسة:" لا؟ حسناً وذالك اليوم حينما اخذنا نبحث عنكي لساعات في الكرنفال.....واين كنتي؟؟؟ببساطة كنتي بين أحضان اندرو....تلهوان معاً بالماء!!!! أنكري هذا ان استطعتي!!" كانت الصدمة قد ألجمت لسانها...فوجدت كيتي نفسها تمسكها محاولة تهدئتها..بينما راحت اماندا تتحدث مع اليانور..لتجعلها تكف....ولكن انى لها ذلك؟؟؟ " هيا...اعترفي الآن....بأنكي أوقعتي اندرو في شباككي....اعترفي بأنكي بكيتي له وشكوتي معاملتي السيئة..حتى ما عاد يطيق النظر في وجهي!!" " اليانور كفى!!" صرخت اماندا.... لكن لوسي بدت شاحبة....ولم تستطع الكلام....الا انها قالت أخيراً: " لأن أندرو يراكي على حقيقتكي اليانور!!لهذا هو لا يطيق النظر في وجهك!!" وخرجت من الغرفة مسرعة.... نادتها كيتي..وجرت خلفها.....ولحقت بهما أماندا...لكنها توقفت على باب الغرفة..ألقت نظرة الى اليانور...التي بدت منهارة.....ومع هذا سارعت الى جانب لوسي..... وبينما كانت اماندا تنزل السلم مسرعة..اصطدمت باندرو..... " ولم العجلة؟؟" تساءل اندرو بحيرة... ولما لم تجب اماندا وبدا عليها الارتباك...." لاشيء...لاشيء!! أراك لاحقاً!" وهي تجري مسرعة... " أماندا!!!" صرخ اندرو منادياً..لكن لاجدوى.......تعجب...وحينما مر بجانب غرفة شقيقته سمع صوت بكاء.....أطل من الباب المفتوح...فوجد اليانور منهارة وتبكي بحرقة.... لكنها ما ان رأته حتى انتفضت بذعر............... " أندرو؟" قالت بخوف..... استغرب هو تصرفها والرعب الواضح في عينيها...." هل أنتي بخير اليانور؟؟" " انا...؟؟أنا؟؟..." وفوراً خطرت لها فكرة......فقالت بأسى وبصوت عذب رقيق...:" أوه أندرو!!! أحمد الله انك هنا!!!انني على وشك الانهيار!!" وهي تضع يدها على جبينها في حركة مسرحية مدعية الاغماء والترنح.... فأسرع اليها حالاً..ليسندها.....وبالطبع لم تكن محتاجة الى دعوة....ففي الحال...كان رأسها مستنداً الى صدر اندرو..الذي بدا غير مرتاح أبداً... " هل أنتي بخير؟؟؟" تساءل في قلق...... " أوه..أندرو!!أشعر بالتعب...أسندني من فضلك!!" " حسناً..لم لانساعدك على الجلوس على الكرسي...؟" وهو يهم بذلك...لكنها أسرعت تقول...وقد بدأت تذرف الدموع من جديد....:" أوه أندرو...لاأريد الجلوس ولا الحياة كلها....فليساعدني الله!!" وهي تعود لاسناد رأسها على كتفه وتسند ذراعيها على صدره....وتنخرط في بكاء مرير..... " اهدأي اليانور.....وأخبريني مابكي!!!" ولكنها راحت تبكي بطريقة مؤثرة رقيقة....وهي تدس رأسها أكثر في صدره وتقترب منه.... لم يعرف هو ماذا يفعل.....لقدكان مرتبكاً جداً....لكن عذرها الوحيد انها منهارة وتبكي بحرقة..ولولا ذلك...لأبعدها عنه منذ وقت طويل....لكنه لم يكد يصحو من شروده....حتى استيقظ على ماهو أسوأ...... " أندرو!!!" قالت أماندا بصوت مرتفع.... التفتت أندرو.....ليرى شقيقته وكيتي....ولوسي!! أجل لوسي...كانت تقف هناك....وبدت مصدومة وشاحبة.....!! رفعت اليانور رأسها ومع أنها كادت تقفز من فرط سعادتها فلم يكن الحظ كريماً معها بهذا الشكل.. كاليوم!.....ومع انها لم تخطط لهذا الامر بالذات...الا أنها فرحت كثيراً.....و استمرت في تمثيليتها..... فقالت ودموعها ما تزال معلقة على جفنيها:" اوه...لوسي!! أرجو أن تسامحيني يا عزيزتي....أنا لم أكن أقصد أبداً اغضابكي!!" وهي تتجه اليها وتعانقها عناقاً مؤثراً مليئ بالمشاعر الزائفة والدموع الكاذبة...... صحت لوسي من شرودها..فوجدت نفسها ترفع ذراعيها هي الاخرى لتعانقها بدورها قائلة :" لا عليكي....فنحن نظل صديقات!!أليس كذلك اليانور؟؟؟" " بالطبع حبيبتي!!بالطبع!!" لم يعرف اندرو لم شعر بالخداع......والحرج....لذا أطرق صامتاً وخرج وملامح وجهه تنذر بالشر....... " هذا رائع!! بامكاننا الآن الاستمتاع بما تبقى من الاجازة!!" قالت كيتي بفرح.... " هذا صحيح!!بامكاننا الان العودة لحياتنا!!" عقبت أماندا.... وهن ينضممن الى اليانور ولوسي في عناق رباعي.......كما كانت عادتهن!!!! وفي وقت لاحق.....من عصر ذلك اليوم...... كان الجميع يجلسون لتناول الشاي في الشرفة.....أماندا واليانور كانتا تسبحان في بركة السباحة الداخلية..... بينما كيتي كانت منسجمة مع السيدة ماير في دروس تعليم الحياكة...وبدتا وكأنهما تقضيان وقتاً ممتعاً... بينما اكتفى السيد ماير بمطالعة كتاب سياسي....وهو ينفث الدخان من غليونه تارة....ويتجاذب اطراف الحديث مع عائلته تارة أخرى.... أما لوسي....فكانت تحاول قراءة كتاب ما....لكن عقلها كان بعيداً..بعيداً جداً عن هنا!!! " مرحباً!!!"..... "أهلاً حبيبي..." قالت السيدة ماير......بينما أخفضت لوسي رأسها وتعمدت عدم النظر اليه وهي تدس رأسها في كتابها الذي تحاول منذ الصباح قراءة كلمة مما فيه....ولكن عبثاً!!! جلس في الكرسي المجاور لها.......وقد سكب لنفسه فنجاناً من الشاي.....واعتدل في جلسته وهو يرشف الشاي ويختلس النظر اليها ....ثم قال أخيراً....حينما أنهى تناول فنجانه.... " اذاً بما أن الجميع مشغول....وأنتي الوحيدة المتفرغة لوس....ما رأيكي بنزهة على الاقدام؟؟؟" تفاجأت من جرأته....وخاصة بعد مابدر منه...فرفعت وجهها عن الكتاب...لتراه ينظر اليها مبتسماً....لقد تعمد احراجها وسؤالها أمام الجميع...حتى لا تستطيع الرفض.... لكنها قالت بأدب....:" ولكن ألا ترى أنني أقرأ أندرو؟؟" ابتسم أكثر.....ثم اقترب منها هامساً:" ربما لو لم يكن الكتاب مقلوباً....لصدقت ذلك!!!" قال هذا... ثم اعتدل في جلسته....وهو لايستطيع ان يمسك نفسه عن الابتسام..... اشتعلت وجنتيها حرجاً...وهي تعود لتقلب الكتاب بالشكل الصحيح...نظرت حولها...حسناً!!الحمدلله أن الجميع مشغول بما يفعله ولم يسمعوا او يلاحظوا الحمق الذي كانت فيه!!! قال بصوت مرتفع:" اذاً لوس؟؟هيا بنا؟؟!" قالت بصوت حاولت ان يظهر اللامبالاة..ولكنه كان مغتاظاً الى ابعد حد:" حسناً..!" وهما ينهضان....ولم يلحظا بالطبع...النظرات والابتسامات الخفية للسيد والسيدة ماير.. كانت تمشي الى جانبه صامتة.....لقد قررت ان لا تكلمه....أو تنفرد به في اي مناسبة.....بل لقد قررت ان لا تفكر فيه....وان لا تحبه!!! لكنها لاتعرف...بأنها لن تستطيع معارضة قدرها!!! قال وهو يلاحظ مدى شرودها:" مرحباً!!" نظرت اليه باستياء لكنها قالت بجفاء:" أوه..أهلاً!" " حسناً لوس....هذا لايمكن ان يستمر!!أنا لم افعل شيئاً يجعلني استحق معاملتكي السيئة هذه!!" " ما الامر اندرو؟؟؟هل يجب ان ترتمي كل فتاة تحت قدميك طالبة عطفك واهتمامك والا اعتبرت معاملتها سيئة لك؟؟؟ " قالت بابتسامة استهزاء.... لكن الغضب بدأ يكسو ملامح وجهه:" هذا غير صحيح...وأنتي تعرفين ذلك!" " أوه! بربك أندرو....!" قالت بعدم اكتراث... فما كان منه الا ان أمسكها من ذراعيها بخشونة...قائلاً بلهجة لا تقل قسوة:" أنا لست خادماً في قصركي...حتى تتحدثي الي بهذا الشكل....أيتها الاميرة!!" ولم يعرف لم قست ملامحها فجأة...وظهر البرود في عينيها ...ثم قالت:" لقد بدأت أفهم هذا حقاً....فمنذ أن وصلت الى هنا..وأنا لا أنادى ولا أعامل الا كالاميرة!!!" وهي تجذب نفسها منه لتبتعد عنه..لكنه رفض التخلي عن ذراعيها..... وعاد ليقول بخشونة أقل:" ماذا جرى لوس؟؟؟؟ أريد أن أعرف حالاً ماذا بدلكي بحق السماء؟" " أنا لم أتبدل!! ولم يكن هناك شيء بيننا حتى يتغير.....والآن اتركني من فضلك!!" " هذا هراء!!! ولن أترككي حتى أعرف ماذا حدث؟؟" " اتركني اندرو....لقد انتهينا!!" " وهل بدأنا حتى ننتهي لوس؟؟؟" بدا عليها الارتباك.....لكنه عاد ليقول بسرعة:" أخبريني لوس؟؟من حقي أن أعرف!! لا يمكنك الافتراض وتصديق افتراضك دون سماع رأيي!!" حينها لم تعد تتمالك نفسها, فقالت صارخة:" افتراض؟؟؟؟؟ أوه..كم هذا مسلي!! ومثير للسخرية!!! لقد رأيتك بأم عيني....وأتذكر أنك رأيتني كذلك!!!مالم تكن فاقداً للوعي!! لكن وجهك كان يعبر عن سعادتك ومتعتك في ذلك الوقت!! أوه تباً!! وما شأني أنا بك....ما شأني بكل هذا!! افعل ما تريده أندرو!!لست ادري لم ....." وصمتت وكأنها استدركت أنها كشفت الكثير عن مشاعرها..!!تباً لغبائها..... " لوس؟؟....أنتي تغارين؟؟؟؟" قال بنبرة أقرب الى الفرح........ " أوه تباً لك أيها المغرور.....!" قالت بحنق.... لكن ملامح وجهه رقت كثيراً وقال بحنان:" لم يحدث شيء بيننا لوس....لقد كانت تبكي حينما كنت أهم بدخول غرفتي!! وحينما ذهبت لأراها..." قاطعته:" لا أريد سماع المزيد!!" وهي ترفع يديها لتسد أذنيها.... لكنه ثبت ذراعيها الى جانبها وقال باصرار:" بل ستسمعين...وان اضطررت الى تقييدك!!" نظرت اليه منصتة....ما كل هذه الاصرار على توضيح الامر لها؟؟؟أيعقل أنه يهتم بشأنها..وأنه ليس من تلك النوعية اللعوبة التي ظنته منها.... تابع بابتسامة حينما لاحظ انتباهها:" حينما سألتها ما بها....بدت منهارة ومترنحة...فأسرعت لأسندها...وبدون أن ألحظ كانت متعلقة بي....أقسم لكي لوس..بأن لا شيء مما رأيته كان حقيقياً....لم أعرف كيف انسحب...لقد بدت مرهقة وحزينة جداً وصادقة...وكان صعباً علي ألا أساعدها أو أخفف عنها...ولم أعرف كيف كان يبدو الامر الا حين رأيتكي أمامي!!!" أطرقت لوسي....ومع أنها ارتاحت كثيراً لتفسيره..الا أنها قالت ببرود :" حسناً وما شأني أنا!! ان كانت اليانور تعجبك اندرو فهذا شأنك وحدك!! ولادخل لي بذلك!!" شد على قبضتيه.....وهو يصر على اسنانه بغيظ:" من تعجبني هي حمقاء عنيدة أرغب في دق عنقها حالاً!!!" ازدردت لوسي ريقها بصعوبة......لكنها قالت:" افعل ما تشاء معها..واليك عني الآن!!!" تركها من بين ذراعيها ونظرة اليها نظرة قاتمة...ثم غادر تاركاً اياها مع افكارها ومشاعرها المتضاربة ورحل....... |
الفصل السابع
الفصل السابع " ليلة ..لاتنسى!!!" انه اليوم الاخير....وغداً تغادر الفتيات.., كل الى منزلها حتى بدء الدراسة في الجامعة بعد اسبوع واحد....... اذاً؟ فالليلة هي الاخيرة..لتودع فيها لوسي اندرو....وتلك الحياة البرية التي عشقتها بكل جوانبها!!!لكن...لم الحزن؟؟فالاجازات كثيرة...ومؤكد بأن أماندا لن تبخل عليهن بمثل هذه الدعوة مرة أخرى...لكن السؤال؟؟هل تريد هي حقاً الرجوع الى هنا؟؟؟؟أليس من الافضل لو وضعت هذا المغرور خلفها ونسيت أمره...وتابعت حياتها من حيث توقفت...عندما التقته؟؟؟ الليلة هي ليلة السهرة الريفية......فيقوم أندرو باصطحاب الفتيات الى هناك...أما السيد والسيدة ماير...فيذهبان وحدهما كما لو كانا شابين حبيبين....!!! حسناً...لقد قالا للجميع بأنهما ذاهبان الى السهرة...ولكن الحقيقة هي غير ذلك تماماً!! ولنعد الآن الى صديقاتنا الاربع..... فما ان وصلن مكان الاحتفال...حتى تفرقت الفتيات للتجول بين الباعة المتجولين...والذين كانوا يعرضون مختلف البضائع للبيع...وبأسعار زهيدة..... توقفت لوسي عند بائع قبعات رعاة البقر....فأعجبتها قبعة بنية اللون...تتماشى بشكل رائع مع فستانها الصيفي الخفيف الذي كان بلون القشدة وعليه نقوشات باللون البني...يصل فوق ركبتيها بقليل...وارتدت فوقه سترة من الجينز..وحذاءاً جلدياً من اللون البني ذو عنق مرتفعة.....وتناثر شعرها الطويل بخصلاته الملتفة...حتى خصرها! وللحق فقد زادتها القبعة جمالاً فوق جمالها...... قال البائع:" انها تناسبكي كثيراً...فلن تستطيعي الافلات من المعجبين لهذه الليلة!!" ضحكت بعذوبة...وهي تؤكد:" أتظن هذا؟؟؟اذاً لابد أن أشتريها!!!" وهي تدفع له ثمنها..... وماهي الا لحظات...حتى بدأ الجميع بالرقص على موسيقى الكنتري الريفية....ويعجب شاب بكل فتاة..وتلتقي اماندا "ستيف" جارها وصديق طفولتها الذي بدا واضحاً بأنها عاشقان...وتتعرف اليانور على العديد من الشبان المعجبين بجرأتها وجمالها الصراخ....وكيتي ايضاً يكون لها نصيب من الاعجاب والرقص...لرقتها وهدوئها....أما لوسي فتلفت الانظار عندما تتحداها جوزي حينما تعلم من اندرو انها تعزف وتغني على الجيتار..فترغب باحراجها بأن تحييها على المنصة عبر مكبر الصوت..وتطلب من الجميع التصفيق للوسي لأنها ستؤدي اغنية كانتري ريفية تصاحب ذلك عزفها الشجي على الغيتار...طبعاً هي كانت واثقة من فشل لوسي الذريع...وهي تعرف بأنها من عائلة ثرية..من المجتمع المخملي..,انها ابنة المدينة!!لذا هي بالطبع غير معتادة على هذا النوع من الرقص او الغناء او حتى العزف... وبينما يحاول اندرو منع لوسي وقد علت وجهه تقطيبة....توقفه لوسي بابتسامة عذبة....وهي تخلع سترتها الجينز وتناوله اياها...وتصعد الى المنصة وتفعل ماهو ليس بالحسبان...حتى ان اندرو ذاته يفغر فمه دهشاُ...لم يكن يتوقع ان تعزف هذه الاغنية الرائعة...وهي عبارة عن اغنية ريفية.حزينة..تحكي عن الحبيب الذي غادر ولم يرجع الى حبيبته..وهي ماتزال تنتظره حتى الان...وتتساءل :"ألن يرجع؟؟؟" فيهتف المدعوون..."بلى!" تعود لتقول:" لا أظنه سيرجع!!" فيعودون للصراخ:" بلى...." وتكمل اغنيتها بسعادة....حتى يأتي مقطع تدق فيه على اوتار الغيتار لحناً سريعاُ رائعاً..وتصاحب ذلك تمايل جسدها مع الالحان..والاستدارة....حيث تعطي الجمهور ظهرها....ثم تلتفت فجأة وهي على نفس الوضعية..ويتناثر شعرها الطويل الفاحم تحت قبعتها الكاوبوي.......وتحدق بالجمهور بغموض....فيعلو التصفيق والهتاف.....والتصفير!!! وتعود لتستدير وتكمل الغناء والعزف..وما ان تنتهي حتى يصرخ الجميع طالباً المزيد...لقد بهرتهم فتاة المدينة..وكأنها تعيش في الريف منذ الازل..... لكن صوت اندرو علا طالباً منهم التوقف...." كلا..كلا هذا يكفي!! فالانسة ضيفتنا وانتم أتعبتموها بحق!!هيا الآن الى الرقص!!" ومابين همهات الجمهور بين الاحباط والنشاط.....تعض جوزي على شفتيها وتختفي في الحال بين الجموع.... وما ان هبطت لوسي عن المنصة....حتى سارع شاب وسيم..بهي الطلعة...لطيف المعشر....الى الانضمام اليها وتقديم نفسه اليها.....ودعوتها للرقص!! لم تجد مانعاً...خاصة وهي تلحظ نظرات اندرو المتجهمة....ولكن ليس لوقت طويل....فهاهي جوزي قد جاءت لتملأ عليه عالمه!!! ومع انها اغتاظت جداً لهذا المنظر....لكنها قالت برقة لرفيقها:" حسناً لابأس...لنرقص!!" وبعد عدة رقصات مع صديقها الجديد....وهي تلمح اندرو يراقص جوزي منذ مدة....وراقص الجميع....وأخيراً توجه اليها وطلب الاذن من رفيقها الذي لم يمانع أبداً...وان كان الامتعاض قد ظهر جلياً على وجهه!! يبدآن بالرقص....ويقوم اندرو ببعض الحركات المفاجئة في الرقص, فيتركها فجأة..ويبدأ يحوم حولها وهو يدق بقدميه على الارض بصورة ايقاعية...حتى جعل الراقصين يلتفون حولهما جميعاً ويكتفون بالتصفيق بايقاع يتناسب ونقرات قدميه..!!! تضحك لوسي بشدة..ولكنها لن تدعه يهزمها!! فتعقد ذراعيها خلف ظهرها... وتبدأ هي الاخرى بنقر الارض بقدميها بصورة احترافية...مما يجعل اندرو يفتح عينيه دهشة واعجاباً....وما ان تسمع هتافات الجميع وتشجيعهم لها...بل هي تسمع صوت أماندا واضحاً يكاد يثقب أذنيها..:" أجل لوسي...أحسنتي يا فتاة...!"...فتهتاج لوسي وتضحك بشدة..لكنه لايترك لها فرصة...فيعود لجذبها اليه والبدء برقصة جديدة.....ويستمران الرقصة تلو الرقصة...وهكذا وهما لا يشعران بالوقت...حتى يتعبا أخيراً...مما يجبرهما على التوقف. تعرب لوسي عن عطشها الشديد....فيصطحبها اندرو لشراء بعض العصير لهما...و ما ان تمسك كوبها....حتى تتناوله على دفعة واحدة..ثم تعتذر عن عدم لباقتها..لكنها تجده يحدق فيها باسماً...وكأنه يراها لأول مرة....ويقوم هو الاخر بجرع كوبه مرة واحدة... ....فتضحك هي من كل قلبها... " لقد أصبحتي فتاة ريفية بحق!!" " وهذا يسرني حقاً!!!" يحدق بها بصمت..ثم يقول بحيرة:" أنتي مليئة بالاسرار والمفاجآت!!" تبتسم:" لايوجد لدي اسرار.....بل انا كتاب مفتوح..لمن يريد ان يعرفني!!" يقترب منها وتعبث أصابعه بخصلات شعرها..وعيناه لا تفارقان عينيها...:" وهل مسموح لي...بقراءة هذا الكتاب لوس؟؟" كانت لوسي تحت تأثير سحر عينيه..فوجدت نفسها تقول:" اذا..كنت ترغب!!" "أوه لوس....أرغب منذ مدة طويلة!!طويلة جداً..!" وهو يقترب منها...ويقبلها بنعومة ورقة....أذابتها....! تأوه اندرو من رقتها...ودفئها...وهو يضمها اليه.... " يا الهي!!....أنتي مزيج غريب بين الشقاوة..والطفولة...والرقة...والسحر...!!انكي فاتنة لوس....ولقد فتنتي بحق...أووه....يا الهي!!ماذا فعلتي بي ايتها الساحرة؟؟؟" رفع رأسها لينظر اليها فوجد وجنتيها تضرجتا حمرة...." أندرو...؟" لكن مجيئ جوزي الوقح يقطع عليهما خلوتهما فسرعان ماتبتعد لوسي عن أندرو..الذي بدا حانقاً مغتاظاً لهذا التدخل اللعين....تقترب جوزي من اندور وتعانقه بتملك...قائلة:" عزيزي اندرو...يبحثون عنك في الداخل...ثمة مشكلة تتعلق بفقرة دان...هلا ذهبت والقيت نظرة؟" " حسناً..." ينظر الى لوسي ويقول برقة:" سنكمل لاحقاً!!" تبتسم مجيبة برأسها..ويذهب وهو حانق..ولكنه يلتفت لجوزي:" ألن تأتي؟؟" حيث ان جوزي هي ايضاً عازفة غيتار وفي فرقة محلية تعزف مع اندرو والباقيين فقط للتسلية...... " كلا عزيزي...أريد أن أتحدث مع لوسي قليلاً بشأن عزفها..وسألحقك بعد لحظةَ!" نظر بعدم راحة..لكنه أوما وذهب..... وحينما تأكدت من ذهابة..كشرت جوزي عن انيابها.....قائلة بوحشية:" اسمعي يا ابنة المدينة.....اندرو لي....ملكي!!كنا منذ الصغر معاً وسنظل معاً...ولن أسمح لفتاة مدللة غبية سلبي اياه....افهمي هذا وحدكي...والا قمتي بمساعدتكي على فعل ذلك..وحينها ستكرهين نفسك! صدقيني!!! الوداع يا حلوتي!!!" تشعر بالصدمه.....ولكنها لا تجب بكلمة....وتكتفي بالصمت..حتى اثناء رحلة العودة....تبدو هادئة..وحزينة... مما يحير اندرو...وحينما يصلوا وتصعد الفتيات الى الطابق العلوي..يستوقف لوسي على الدرج ممسكاً يدها..تلتفت بدهشة..قائلة بانزعاج واضح:" ماذا تظن نفسك فاعلاً؟" " أريد محادثتكي للحظة!!" " أنا متعبة وأريد النوم!!" " وأنا قلت الآن..يعني الآن!!وان حاولتي الذهاب...فسأقتحم غرفتكي..أمام الجميع وأحملكي رغماً عنكي وأخذكي الى غرفتي...فماذا تفضلين؟؟" ظهر الحنق على وجهها..." انت لا تطاق!!" قال بنفاذ صبر:" اذاً؟" تهبط السلالم أمامه..وهي تغلي من الغضب....وتدخل الى المكتبة..يتبعها ويغلق الباب.......ومع ان الظلام دامس الا انها استطاعت ان تميز ملامح وجهه الغاضبه... " حسناً؟" " ماذا قالت لكي جوزي؟" " ماذا؟؟؟ألهذا سحبتني الى هنا ؟؟لتسألني عن جوزي؟؟ألديك الجرأة على فعل ذلك؟" اقترب منها و أمسك معصمها وضغط عليه بشدة..." لا تستفزيني....لست اريد ايذائك!!" " اتركني!" " أخبريني أولاً!!!" مع ان الالم كاد يجعلها تسقط مغشياً عليها الا انها تمالكت نفسها وقالت بجفاء:" قالت ما كنت تحاول اخفاؤه عني!!" شد على معصمها أكثر قائلاً:" لامزيد من الالغاز!" لكنها ماعادت تحتمل فصرخت من الالم وشحب وجهها....نزع قبضته عن يدها..وقد بدأ الوجوم يتلاشى ويحل محله العطف... " هل آلمتكي؟؟أنا آسف...لم أكن أعرف أنني أؤذيكي...لم لم تقولي شيئاً أيتها العنيدة!!!" ثم أخذ يدلك رسغها...بلطف...مما أجفلها..كيف يستطيع التبدل هكذا من حال الى حال..انه شخص غريب!! " هل هذا أفضل؟" تساءل في قلق.... " أجل..أشكرك!" وهي تسحب يدها من بين يديه....وتدلكها بنفسها.... تنهد وهو يمسح شعره بيده...ثم قال:" اسمعي لوس...لا أريد أن نتشاجر....لكن اعلمي بأن جوزي..تتكلم فقط عن نفسها!! ولا يعننيني ابداً ما تدعيه!!" نظرت اليه غير مصدقة" يالجرأتك!!! كيف تظن الفتاة بأنك ملكها..ان لم تشعرها أنت بذلك؟؟؟" " حسناً..كان ذلك في الماضي.....لكن ذلك انتهي منذ زمن بعيد لوس!" " هل تريد أن تفهمني بأنه كانت تربطكما علاقة حب...في الماضي...والآن بكل بساطة نسيتها؟؟؟انها جارتك وتلتقيك تقريباً كل يوم؟؟؟هل تظنني بلهاء؟؟؟حسناً انا ابنة المدينة...ولكنني لست غبية برأس فارغ..وأصدق كل مايقال لي!!" وهي تلتفت لتذهب.... لكنه استوقفها قائلاً:" وماذا عنكي؟؟؟هل أنتي ملاك؟؟؟ألم تكن لكي علاقات سابقة؟؟أنا لا اعرف عنكي شيئاً لوس...ومع هذا لم أسألك أي شيء....!!" التفتت اليه غير مصدقة:" ماذا تعني بهذا الكلام؟؟؟هل أبدو لك من النوع الذي يغير الرجال بحسب الموسم؟؟؟" " لم أقل هذا!!!" " ماذا تقول اذاً؟؟؟" "أقول بأنه لابد وان كان لديكي اصدقاء في السابق...أليس هذا صحيحاً؟؟" صمتت.....اقترب منها.. كان يتلمس شفتيها برغبة جامحة ظاهرة في عينيه...." :" أتعنين بأنه لم يقبلكي احد قبلي لوس؟؟؟ألان انتي التي تظنين بأنني رجل ريف غبي...؟؟؟أيعقل أن يكون هذا وانتي ابنة المدينة؟؟؟؟" أعماها الغضب حينها....فهجمت عليه تضربه بقبضتا يديها في صدره وهي تدفعه الى الخلف...." أجل أيها الغبي....لم يقبلني غيرك!!وأنا الاغبى لأنني سمحت لك بذلك!!!أيها الاحمق..المتكبر..الغبي!!" كان متفاجئاً..لكن كلامها أثاره من جديد...فحاول ضمها اليه..لكنها كانت ثائرة الى ابعد حد....وغاضبة...!!! ولهذا.... وجد لذة غريبة في ترويضها....وجعلها أخيراً ساكنة بين ذراعيه...تتألم لما آل اليه حالها....وتتأوه بعذاب...فتزيده جنوناً ورغبة بها....لكنها انتفضت أخيراً...دافعة اياه بكل قوة...... " أنت انسان مقيت..أندرو ماير! أكرهك بكل أملك!!" واندفعت لتخرج بسرعة بعيداً عن هذا الجذاب اللعين قبل ان تنهار ويحدث مالا يحمد عقباه.... لكنها سمعته يقول:" لقد أثبتي جيداً كم تكرهينني......!لدرجة أنكي كدتي تفقدين عقلكي بين ذراعي!!تذكري ذلك جيداً لوس!!" أه....ذلك المغرور!!سيدفع الثمن!!! وتفاجئ اليوم التالي بأنه قد غادر تاركاً لها رسالة مع اماندا.... |
الفصل الثامن الفصل الثامن " أهذه هي النهاية؟!" حسناً ...لقد تعلقت به الى حد ما!...قليلاً!!...ليس كثيراً جداً!! أوه..تباً يا فتاة....انكي غارقة حتى أذنيكي!!! كان هذا الاستنتاج كفيلاً بجعلها ترتجف حينما لم تلمحه هناك بين أفراد عائلته كي يودعها!! كيف يفعل هذا؟؟؟كيف يتركها تذهب هكذا...وبدون حتى كلمه؟؟؟ هل أغضبه تصرفها بالامس؟؟ولكن...أليس عليها ان تكون هي الغاضبة منه....؟؟وان يكن...فهذا لا يبرر له تجاهلها بهذا الشكل!!! تودع لوسي اماندا.. فتهمس متسائلة" أين؟؟ لقد.....؟؟" وهي لا تعرف كيف ستفعل ذلك دون ان تذل نفسها!!فان لم يكن هو مكترثاً بها...فسحقاً لن تكترث هي الاخرى!!! لكن أماندا همست بعطف:" أندرو ليس هنا لوسي....لقد اضطر للذهاب الى المزرعة الجنوبية!" قالت بخيبة أمل جلية:" آه...فهمت!" لمست ذراعها وهي تقول:" لكنه طلب مني ان أودعكي نيابة عنه....! أظن بأنه لم يستطع تحمل وداعكي!!فلا تغضبي منه لوسي!!" حاولت رسم ابتسامة زائفة على وجهها..وهي تغالب دموعها وتقول:" لا تكوني سخيفة أماندا....بالطبع لست غاضبة منه!!كما أن هذا شأنه...بل أنا واثقة بأن المزرعة الجنوبية تشغل تفكيره أكثر من أي شيء آخر!" " آه لوسي...لاتكوني قاسية هكذا!!" قالت أماندا بأسى..... " لاعليكي حبيبتي....أراكي اذاً بعد أسبوعين...سأشتاق اليكي!" وهي تعود تضمها من جديد......وتحدق بالمزرعة والبيت من خلف أماندا...وأحلى الذكريات لها مع أندرو....فليساعدها الله لتنسى كل ذلك! افترقت عن أماندا وأسرعت لتركب السيارة التي يقودها سائق عائلة ماير لايصال الفتيات الى المحطة... مسحت دمعة صغيرة...ولوحت الفتيات لأماندا وعائلتها بمحبة...وفوراً انطلقت السيارة..... انشغلت كل من كيتي واليانور في الحديث....وبعد فترة لاحظتا صمت لوسي...التي كانت تجلس بهدوء ...وتنظر شاردة من نافذة السيارة.... " هاي؟؟؟مابكي؟؟؟أين وصلتي هذه المرة في أحلامك؟؟؟" علقت اليانور.... صحت فجأة من شرودها ونظرت الى اليانور...وهي تتساءل:" ماذا؟؟ماذا قلتي اليانور..لم أسمعكي؟؟" نظرت كل من كيتي واليانور الى بعضيهما........ثم قالت لها كيتي:" مابكي حبيبتي؟؟تبدين بائسة جداً وشاحبة!! هل أنتي مريضة؟؟" " لا..لاتقلقي كيتي لست مريضة ابداً...كل ما احتاجه الآن هو أن أكون بين والدي....فلقد اشتقت لهما حقاً!!" ولم تستطع منع دمعة من الانسياب......... حينها أجفلت الفتاتان...., انها تبكي!! لوسي تبكي!! وهذا ما جعل قلب اليانور ينتفض لأول مرة..حزناً عليها!!! ربتت كيتي على كتفها وقالت برقة:" حبيبتي كلنا مشتاقون لذوينا...ولكن؟؟ءأنتي واثقة بأنكي على مايرام!!؟؟" "أجل..أجل بالطبع!(وهي تمسح دموعها بسرعة وتبتسم)..أه..لست ادري مابي..انني حمقاء وسخيفة جداً هذا الصباح!!! اعذراني!" وهي تبحث عن منديلها في حقيبتها وتمسح به انفها...... وبينما هي كذلك... " أنتي تحبينه؟؟؟" فجرت اليانور هذه القنبلة...... "ما...ماذا تقولين؟؟" تشتت لوسي من جديد...... " يا الهي!!أنتي تحبينه!! كيف لم أرى ذلك؟" تساءلت الان كيتي:" ماذا تقولين اليانور؟؟؟من هذا الذي تحبه؟؟" نظرت اليانور بحدة الى لوسي وهي تقول:" ومن برأيكي كيتي؟؟؟" تنقلت نظرات كيتي بين اليانور ولوسي....حتى قالت اخيراُ بصوت هامس..متردد " أتعنين؟؟.....أندرو؟" وما ان سمعت اسمه حتى انتفضت بشدة وترقرقت الدموع في عينيها من جديد... " كفا عن هذا الهراء في الحال!!" لمست اليانور ذراعها قائلة:" لا بأس لوسي....لابأس..فنحن صديقات!!!" حينها انهمرت دموع لوسي غزيرة..وكأنها حبات المطر.......لكن وجود صديقتيها الى جانبها خفف عنها الشيء الكثير!!!! وتمر الايام سريعاً....فهاقد انتهت الامتحانات.....وجاءت الاجازة مرة أخرى....فتودع لوسي الفتيات وتغادر مسرعة.....انها تحتاج الى اجازة تقضيها بين ذويها لقد تعبت حقاً من هذا الاندرو ومن كل ما يذكرها به...حتى انه لم يكلف نفسه عناء السؤال عنها..فيما كان اذاً كل ماحدث بينهما؟؟؟لقد كانت جوزي محقة...وهذا كل مافي الامر!!! لكنها..... كانت مخطئة!.....لقد حضر اندرو ليصطحب شقيقته الى المنزل...ولكنها لم تكن سوا حجة ليرى لوسي...ويتفاجأ حينما يصل بأن يجد الصديقات الثلاث...ولا يجدها هي بالذات بينهن!!..يظل يتوقع انضمامها اليهم في اي لحظة...كان قد حضر الكثير من الكلام ليقوله لها.....وأخيراً تركب الفتيات السيارة حتى يوصلهن الى المحطة....بينما سيقوم هو باصطحاب الى المنزل....فتصيبه الدهشة....وتراه يسأل محاولاً اظهار عدم الاكتراث... " هل سننطلق بدون لوسي؟؟" " آه..أخي!! نسيت اخبارك...لقد غادرت صباح هذا اليوم...في سيارة ارسلها لها ذووها....كان يبدو عليها التعب..والارهاق وقالت بأنها بحاجة لأن تكون بين عائلتها!!هناك مايكدرها..لكنها لاتود الافصاح عنه..وهذه اول مرة تخفي عني اي شيء!!!" ارتبكت ملامح اندرو..وشعر بتأنيب الضمير للحظة....حسناً..هي لم تكن تعرف بأنه قادم..ربما لو عرفت لكانت انتظرته!! ومالذي يجعله متأكداً هكذا؟ بعد تصرفاته الوحشية اخر ليلة...والاتهامات العنيفة التي تبادلاها؟؟؟؟كيف بامكانها التفكير فيه حتى؟؟؟؟ ويأتي التخرج ولا يحضره اندرو....فتعرف لوسي بأنه قد أخرجها من حياته...فهاهي سنوات الدراسة انتهت ولم تسمع منه شيئاً...لابد بأنه مضى في حياته..واختار طريقه بعيداً عنها.......لذا عليها بدورها أن تمضي في طريقها...وأن تدفع طيفه خارج حياتها!! لقد كانت تحلم به كل ليلة تقريباً..منذ ان عادت من تلك الاجازة المشؤومة!! ومع مرور الايام والسنين....وهي التي لم تره لمرة واحدة خلال كل هذه الفترة....بدأت احلامها تقل تدريجياً..... حتى جاء اليوم...الذي ظنت بأنها قد نسيته.....................ولكن؟ |
الفصل التاسع الفصل التاسع " وجع الحنين!!" وأخيراً يبادر ستيف صديق اماندا من الطفولة بخطبتها والزواج....وبالطبع ستكون الوصيفات هن صديقاتها الثلاث.... وتختار لهن اثواباً متماثلة من اللون البني المشابه للقهوة....والذي كان ضيقاً ومنساباً على اجسامهن الرشيقة بدقة.......كان يبدو رائعاً ومثيراً...وتكتفي لوسي باسدال شعرها الرائع...مع القليل من الزينة الطبيعية التي زادتها براءة واشراقاً.....وبالطبع تعلم من عليها ان تلتقي في هذا الحفل....وهل يعقل ان لا يكون شقيق العروس الوحيد موجوداً؟ وتبدأ المراسم....وتحاول لوسي تجنب النظر الى اندرو الذي بدا رائعاً ووسيماً الى ابعد حد....لكن ما ان تنتهي المراسم وتلقي العروس باقتها لتسقط في حجر كيتي....فتتعالى الضحكات باهتياج وسرور.... " أنتي التالية كيتي..!!" " تهانينا!" كانت لوسي تقف مع اليانور...بينما وصل ذلك المدمر اليهما....وما ان القى التحية..حتى انسحبت اليانور بسرعة...ومع ان لوسي كادت ان تشدها من ذراعها لكنها توقفت في اخر لحظة....لن تسمح له أبداً بأن يذلها ويهزها أكثر مما فعل!.....ولهذا عليها ان تكون قوية أمامه....حتى وان كاد قلبها يتوقف عن الخفقان!!! " بدا لي بأنكي تتجنبيني طوال الوقت لوس.....!" ردت بارتباك" لابد أنك تتخيل ذلك...كل مافي الامر انني لم الحظك!" " حقاً؟" تساءل بسخرية.... قالت وهي تحدق في عينيه بتحدي:" حقاً!..أرجو المعذرة!!" وهي تحاول الانسحاب..... لكنه جذبها من ذراعها بقسوة...وهو يسحبها باتجاه للحديقة....وما ان يصل حتى ينقض عليها في عناق محموم جائع....تصرخ وهي تبعده عنها" هل جننت؟" " حدث ذلك منذ زمن!! والآن ببساطة تقفين أمامي..وتريدين مني ان اظل بكامل عقلي؟؟" أخذ حديثه الصريح بأنفاسها....فأحست بالدوار والسقوط القريب...لكنه اسندها الى صدره بسرعة..." ما بكي حبيبتي؟!" " حبيبتي؟؟؟ماذا يقول الآن؟؟" قالت لنفسها..واصطحبها للجلوس على كرسي...وهي مازالت تسند رأسها الى كتفه.... " أمازلتي تعبة لوس؟ هل اصطحبكي للمنزل؟؟" "لا..لا..ساكون بخير بعد لحظة!!" " خذي نفساً عميقاً!" قال بصوت آمر... أطاعته..." أفضل؟" " أجل...أشكرك....كنت؟!" " خذي نفساً آخر....!" " أندرو؟" " اسمعي الكلام لوس!" أطاعته من جديد....وحقاً شعرت بانها أفضل... " هل انتي بخير الآن؟" قال وهو يفرك يديها الصغيرتين اللتين ضاعتا في راحتي يديه.... " أجل..أجل!!أشكرك على اهتمامك...ولكن يجب أن أذهب!!" " تشكرينني على اهتمامي؟؟؟آه..كم هذا رسمي...ويجعلكي تبدين غريبة عني؟؟" قال بمرار.. " ألسنا كذلك أندرو؟ ان كنت تقصد ماقد حدث...؟(وصمتت قليلاً!! أما هو فكان ينظر اليها باستهزاء)..فقد مضى زمن على ذلك....والآن لكل منا حياته..فلا داعي لكل هذه التلمحيات....وأنت لست سوا شقيق صديقتي العزيزة....!" ضحك ضحكة خالية من المرح....وقال بجفاء:" أنتي ممثلة فاشلة....وكاذبة سيئة!!" تصاعد الغضب الى وجهها....فنهضت واقفة وهي تحاول الانسحاب...لكنه أمسك رسغها...مما جعلها تلتفت اليه وتقول بعصبية:" اتركني أندرو..ولا تسبب فضيحة!" " آه يا عزيزتي....ما كنت لأفعل ذلك! لكنكي لن تغيبي عن ناظري لحظة واحدة...لهذه الليلة! فتفضلي معي...!" " أنت مجنون ولاشك!" قالت مرتعدة.... " حسناً...هذا منطقي! فأنتي تجرين في دمي كالفيروس وتجعلينني مجنوناً ومريضاً بكي...والاغرب من هذا كله......أن هذا يعجبني!! يعجبني كثيراً لوس!" قال ذلك وهو يشدها من ذراعها بلطف لتتعلق بذراعه..وهي تسير معه كالمسحورة... " حبيبتي هدأي قليلاً من روعك...من يراكي يحسب أنني غمدت خنجري في قلبك!!" قال ممازحاً.... وفكرت....."ألم يفعل للتو؟؟!" سارت الامسية على خير مايرام...وحقق اندرو وعده...فظلت لوسي ملاصقة له طوال الحفل...ولم تغادره لحظة كما وعد...!!! اختلطا مع المدعوين....تسامرا وضحكا.....و رقصا قليلاً ....ومع أنها كادت تنفجر لاستبداده وتحكمه فيها بهذا الشكل...الا أنها لم تنكر أنها قضت وقتاً ممتعاً..بل ممتعاً للغاية! ولم الكذب الآن؟؟بامكانها الكذب على اندرو...ولكنها لن تكذب على نفسها....! بل هي يعجبها تسلطه وتحكمه وجنونه معها...كان ذلك جارفاً مثيراً...لم تختبر مثل هذا الشعور سابقاً...وربما كان هذا هو سبب عدم التقائها بأي شاب حتى الآن...نعم كانت تخرج برفقتهم...أحياناً...لكنها لم تعطي أياً منهم فرصة التقرب منها!!! كان هذا الريفي يحتل قلبها لفترة طويلة....وحينما ظنت أنها انتهت منه..ووضعته خلف ظهرها!! جاء ليؤكد لها عكس ذلك...!! وهي لم تعد تعرف ماذا يتوجب عليها فعله الآن؟؟؟ ولماذا الآن؟؟لماذا لم يسأل عنها أو حتى يحضر لزيارتها ولو لمرة خلال هذه الاعوام؟؟وكأنه لم يلتقيها أصلاً!! لقد مضى وكأنما أعجبه الفراق!!كيف بعد كل هذه السنون...وقد حطم قلبها..وجعلها فارغة الاحاسيس والمشاعر..فلم تعد تشعر بالحب ولا تقدره من حولها!! كيف يأتي الآن ببساطة...ويخبرها بأنه مجنون بها؟؟؟؟!! لا..هي لن تصدق ذلك..وتعيش التجربة المريرة من جديد!! عليها ان تكون قوية وتقاوم سحره...نعم! هذا بالضبط ما عليها فعله!حتى ينتهي كل هذا...ويفترقا مرة أخرى!!! وفي نهاية الاحتفال.... " ألا تستطيعين البقاء؟؟كما في الايام الخالية!!" قال بحب وشوق.... " لا...لا أستطيع ذلك! كان هذا في الماضي أندرو...والماضي لا يعود!!" محاولة التأكيد على رفضها لأي علاقة يمكن ان تربطهما من جديد.... تنهد بتعب...ثم عاد ليقول وكأنه تعمد تجاهل كلمتها:" كيتي واليانور ستقيمان في المنزل حتى الصباح...فلم لا تنضمين اليهما؟؟؟ فالوقت متأخر..وأنتي لن تجدي." قاطعته قائلة:" لا تقلق علي...فالسائق ينتظرني في الخارج!" قال وهو يرفع حاجبه:" آه...السائق!!حسناً ربما لا تودين أن تتأخري عليه أكثر!! على اي حال..كنت قد خططت لنزهة جميلة في الانحناء مع الفتاتين...وبما أنكي لن تأتين..؟؟!" قال بلا اكتراث.... ومع أن الامر استحوذ على اهتمامها الكامل...لكنها رفضت اظهار ذلك..فقالت بنبرة لامبالية:" وهل يعني هذا بأنك عدلت عن الفكرة؟" ابتسم لأنه وفق فيما كان يرمي اليه...:" على العكس...لكنني حزين لعدم تمكنكي من الحضور...لسوف تكون نزهة ممتعة!!" أخذ منها الغضب كل مأخذ..فرأت نفسها تقول بلا وعي:" هذا مؤكد..بل ان اليانور ستزيدها جمالاً...خاصة بثيابها التي لا تخفي أكثر مما تظهر!!" والتفتت لتذهب...لكنه جذبها من ذراعها وهو يقول بتحدي:" لاداعي للغيرة حبيبتي...فأنتي تعلمين بأن قلبي ملك لكي!!" قالت بوحشية:" ومن قال بأنني أحبك..حتى أغار!!!" وأخذت تركض مبتعدة....حتى لا يرى دموعها......ذلك الوغد!! يعرف كيف يغيظها....بل هي تكاد تموت من غيرتها...لماذا اذاً لم تبق؟؟؟ان كانت متحرقة هكذا للذهاب وحماية ماهو لها....لماذا لم تقبل دعوته..وهي تعرف بأن والديها لن يعارضا!! فتح لها السائق باب الليموزين السوداء.....فركبت على عجل...ونظرت من النافذة... لم يكن هناك....! لقد غادر على الفور.....آه أيتها الحمقاء!! وهل كنتي تظنين بأنه سينتظرك حتى تغادري وبلوح لكي مودعاً..بعد كل ماقلته له؟؟؟بل أنتي محظوظة ان كان سيلقي عليكي التحية حين يراكي مرة أخرى!!! يراني؟؟؟وأين سيراني؟؟أوه يالهي!! ما الذي يحدث لي؟؟؟هذا اللئيم يجذبني اليه بقوة غريبة...ولكن لا!!لن نرى بعضنا ثانية....وهذا كفيل بنسيانه!! " أجل...هذا بالضبط ماسيحدث!" " هل تكلميني آنستي؟؟؟" تسائل السائق.... " لا.. توم....أكلم نفسي...انتبه للطريق!" " أجل آنستي!" ظلت تنظر الى البعيد...وهي تفكر بأمسيتها الغريبة..... |
الفصل العاشر الفصل العاشر " أبواب جحيمه الرائعة!" بعد تخرجها يصر والدها كثيراً على انضمامها له في عمله...ولكن تستمر بالرفض, أما الآن...وقد سيطر أندرو على تفكيرها..رأت بأن هذا هو أحسن حل لما هي فيه.....فراحت تعمل وتجهد نفسها في العمل...حتى تعود آخر النهار منهكة متعبة..غير قادرة الا على النوم!!! وخلال شهرين..كانت نائبة ناجحة لوالدها..وأثبتت نفسها بجدارة...ولمع صيتها في عالم الاعمال....سمكة القرش الفاتنة!! مثال الاناقة والجمال...والذكاء!!! ازدهر العمل في عهدها...حتى بدأ والدها يفكر جدياً في التقاعد المبكر وتسليمها مجموعة شركاته.... الى أن جاء ذلك اليوم الذي لن تنساه أبداً........ دخلت كعادتها من باب الشركة....مشرقة ..رائعة وخطيرة!!! وفوراً اشرأبت الاعناق لتلمحها للحظة كحال كل يوم... وهي تمشي بثقة ونعومة....حقاً هي أصبحت سيدة الاعمال الناجحة التي لا تقهر....ولكنها ما زالت لوسي الفتاة الرائعة المحبة للحياة...فلم تتكبر يوماً على أحد...وكانت تتعامل مع الموظفين بكل محبة ورقة.. لهذا وجدت بأن الكل يحبها...ويحترمها...مما زاد من انتاجية العمل في عهدها!..فظروف العمل الجيدة...تعني انتاجاً جيداً....هكذا كان شعارها!! كانت تلقي التحايا على الموظفين هنا وهنا...وللحقيقة كانوا يتسابقون لذلك..بل كان بعضهم يرمي بنفسه في طريقها ليحوز ابتسامة رائعة كوجه الصباح منها....فيمضي يومه سعيداً وهانئاً...... وما ان فتحت باب غرفة الاجتماعات....وهي تبتسم وتقول معتذرة:" عذراً على التأخير...فالسير...!!!" وتوقفت عن الكلام....وهي تلمح ذاك الذي يجلس الى جانب والدها ويترأس الاجتماع على مايبدو.... جاءها صوت والدها:" وهل يمكننا بدأ اجتماعنا دونك حبيبتي....تعالي اقتربي لأعرفكي على شريكنا الجديد ورئيس مجلس الادراة..." فتحت عيناها دهشة:" ماذا؟(ثم استدركت أنها بين الموظفين..فقالت بصوت منخفض..) أنت تمزح أبي بالتأكيد!!!هذا لا يمكن!!" " اجلسي حبيبتي..واهدأي...أرجوا أن تعذرونا للحظة....!!" فانسحب الجميع بين تمتات خفيفة..اذا قد لاحظ الكل مدى تفاجأ وصدمة لوسي بهذا الشريك المفاجئ الذي سرق منها منصبها هي...وترقيتها التي انتظرتها لفترة طويلة!!! وبعد خروج الجميع... " اجلسي حبيبتي واهدأي..".. قالت بعصبية:" أبي..لا تطلب مني الهدوء...فكل هذا جنون لا أقدر على احتماله!!" " لوسي!!هذا يكفي!!رحبي بالسيد ماير...وكفي عن تصرفات الاطفال!!" نظرت لوسي بحنق الى أندرو رافعة حاجبها الانيق باستهزاء....وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها .... كان هو ينظر اليها متلذذاً طوال الوقت.....لقد سمع عن هذه الحسناء الفولاذية..كما ينعتها البعض..لكنه يعرف بأنها ليست الا لوس حبيبته...هو يعرفها أكثر من نفسها.... وعلى الرغم من أن مظهرها الجديد..رائع ومثير....وهي ترتدي فستاناً رمادياً ضيقاً بدون أكمام يصل حتى ركبتيها..ذو حزام أحمر رفيع ليبرز نحول خصرها ورشاقته...وحذاء أحمر عال.. وقامت بعقص شعرها ورفعه عن طريقها بدبابيس صغيرة..مما أضفى عليها وقاراً وجاذبية... لكن أحمر الشفاه....كان ذو لون أحمر قاني......انها تريد أن توحي كم هي امرأة واثقة وخطيرة...ومغامرة..لاتخش شيئاً...!!! أما مع أندرو!!؟فهو يعرفها حق المعرفة......أخذ يحدق بشفتيها المغريتين طويلاً.. حتى أربكها...فراحت تقول باستهزاء:" أهلاً أيها الكاوبوي....أقصد سيد ماير!!!" " لوسي!!" صرخ والدها بغضب....... وأخيراً تكلم بهدوء مصحوب بابتسامة:" لا عليك سيد ماكغواير...فأنا ولوس معتادان على المزاح!!!" "معتادان؟؟....أتعرفان بعضيكما.؟؟؟" وهنا قالت لوسي باستهزاء:" ماذا سيد ماير؟؟ألم تخبر أبي بذلك؟؟" حسناً....مع كل هذه الاثارة والفتنة...لكنه يفضل لوسي صغيرته البريئة...بشورتها الجينز..وقميصها الازرق...وبشعرها الرائع المنسدل على صدره...!!لكم سيبدو هذا المنظر رائعاً...ومثيراً..... مما جعله يقول ببرود:" لا...فهذا شيء ثانوي بالنسبة للعمل!! ولكنني سأفعل الآن (بابتسامة مستفزة)...سيد ماكغواير..انني شقيق أماندا...صديقة لوسي...لقد أقامت لوسي في بيت عائلتنا الريفي في احدى الاجازات..برفقة بعض الصديقات!!" " آه...أجل تذكرت...اذاً أنت شقيق أماندا؟؟لكم يسرني ذلك...فهي الصديقة المميزة لدي لوسي..أليس كذلك حبيبتي؟؟؟" تذكرت لوسي أماندا...وكيف أنها سترزق بعد عدة أشهر بطفلة رائعة جميلة....انها تفتقدها كثيراً....ولكم ترغب ان تكون موجودة لحظة ولادتها...... قالت بهدوء:" بلى أبي...هي كذلك!!" علق اندرو:" لم لا تأتين لزيارتها..ستفرح كثيراً!!" " ربما أفعل ذلك..عند مجيئ الطفلة!" ابتسم أندرو براحة....لكنها عادت لتقول:" ولكن هذا لا يعني بأنني قبلت وجودك هنا!!!" " أوه عزيزتي...أخشى أن عليكي تقبل ذلك....فقد أصبح كل شيء رسمياً الآن!!" استغرب السيد ماكغواير الجدال المحتدم والمستمر بينهما...شعر بأن هناك شيئاً خفياً يجري بينهما...هناك شيء لا يفهمه...لكن ماهو!؟؟ " حبيبتي اهدأي...لقد فعلت مافيه مصلحة العمل!!" " لقد كان هذا المنصب من حقي أبي....كيف؟كيف تفعل بي هذا؟؟لقد عملت جاهدة من أجل الوصول اليه..وبكل بساطة تأتي لتقلده هذا الريفي!!" " لوسي!!كفي عن هذا فوراً!" " حسناً سأفعل....كما أنني أنبئك من الآن...بأنني لن أعمل تحت امرة هذا الكاوبوي!!" " بل ستعملين وستجلسين الآن أيتها السيدة الصغيرة...لأننا تأخرنا عن اجتماعنا!!" " أبي؟؟" " لوسي؟؟أنتي لن تحرجيني أمام موظفيي.....ليس بعد كل هذا العمر!!" خجلت لوسي من نفسها...فبادرت معتذرة وهي تنظر الى ذلك الذي يجلس يحدق بها ويبتسم بمكر... " اعذرني أبي...لم أقصد اغضابك!!" فوراً بدا الارتياح على وجه السيد ماكغواير....وهو يدق الزر ويطلب من السكرتيرة ادخال الموظفين المنتظرين خارجاً... اتجهت لوسي الى الكرسي المجاور لوالدها والذي كان مقابلاً لأندرو.....كانت تنظر اليه بحقد...وأحست بأن رأسها سينفجر من الغيظ.....بدأ والدها الاجتماع..وهي تشير الى السكرتيرة بيدها الى فنجان كبير من القهوة...عله يخفف هذا التوتر الناري الذي يفتك بها...... واحتدمت الاراء خلال الاجتماع بين مؤيد ومعارض....وتصادمت لوسي كثيراً مع اندرو....وللحق كانت معظم الوقت على خطأ....كانت تجادله وتعارضه فقط لأنها تريد ذلك...ولكنها كانت أبعد مايكون عن التفكير المنطقي...والتوسع في الانتاج والربح...كل ذلك كان وراء ظهرها...مما دفع والدها للتساؤل مرة أخرى...فليس ذلك من عادتها أبداً!!! انتهى الاجتماع....ورأت نفسها تغادر بسرعة حتى قبل الموظفين أنفسهم....اتجهت فوراً الى مكتبها...حتى لم تلق على السكرتيرة التحية...مما أجفل تلك المسكينة فهي لم تعتد مع لوسي الا كل محبة وعطف..... دخلت المكتب وهي تصفع الباب خلفها بشدة...وتلقي بحقيبتها بعنف على المكتب..وكأنها تلقي بأندرو نفسه..... لكنها بعد لحظات...عادت فالتقطت حقيبتها..وهي تبحث عن المسكن الخاص بصداعها.....و فتح الباب فجأة...وظهر منه ذاك المدمر...ومن خلفه بدت السكرتيرة مرتاعة وخائفة.... " آسفة لوسي....لكن السيد ماير..قال!!" بادر أندرو مخففاً عن المسكينة التوتر:" لا عليكي سوزان...اذهبي وأتمي عملك..فأنا ولوسي أصدقاء!!" لم يبد لسوزان أبداً بأنهما اصدقاء..فقد كانت لوسي على وشك التهامه....خرجت مرتعدة....ودخل اندرو وأغلق الباب خلفه... " لقد ارعبتي المسكينة....!!اذاً صحيح ما أسمعه عنكي أيتها المفترسة الجميلة!!" هزت رأسها علامة الاحباط..وعادت تنقب في حقيبتها...حتى وجدت شريط الحبوب...بدأت بفتح الاقراص... وفجأة! خطف اندرو الشريط منها وابتعد... " أنت؟؟؟؟ماذا تعتقد نفسك فاعلاً؟؟؟أعد لي الاقراص!!" " أوه عزيزتي لن أسمح لكي بتناول هذه الاقراص على معدة فارغة!!هل تناولتي فطوركي؟" صرخت غير مصدقة:" ما شأنك أنت؟؟؟من تظن نفسك؟؟أعطني هذه الاقراص اللعينة في الحال!!!" نظر اليها متأملاً....لقد بدت مختلفة...أصبحت عصبية سريعة التأثر...وشديدة التوتر...سوف تنهار قريباً اذا لم يفعل شيئاً... " حسناً...فقط قرص واحد!" " قلت لك هاتها!!!" " قرص واحد..أو سأرميها الآن من النافذة!!" "آه يا الهي!! أي صباح هذا؟ !!" وهي تنهار على كرسيها وتحيط رأسها بين يديها باعياء....فتح ثلاجتها وأخرج قارورة ماء صغيرة....اتجه اليها...وهو يرفع رأسها قائلاً " تناولي هذا القرص حبيبتي..وستشعرين بالتحسن!!" قالت والدموع تتجمع في مقلتيها:" أنا لست حبيبتك!!ألا تفهم؟ لم تلاحقني؟؟ماذا تريد مني؟؟؟لم لا تتركني وشأني!!" " تناولي هذا القرص..وانسي كل شيء الآن!!فأنا لاأستطيع رؤيتكي حزينة ومتألمة هكذا! وبعدها سنتحدث!!" نظرت اليه بحزن...تناولت القرص منه وشربته على الفور..... " اشربي القليل من الماء..." أطاعته مكرهة...فالقرص توقف في حلقها...ابتعلت كمية من الماء.... " والان...سأترككي قليلاً...حتى تهدأي...وسأعود فيما بعد لنتكلم بجدية!!" لم تعرف ماذا تقول له ...اكتفى هو بطبع قبلة على جبينها....وخرج على الفور..تاركاً اياها في حيرة وعذاب كبيرين....... وللحق..بدت بعد ساعتين أهدأ بكثير...كما حضر والدها للاطمئنان عليها بعد اندفاعها وعصبيتها التي لم يرهما قبل اليوم....وأسعده تقبلها المؤقت-على حد تعبيرها- لوجود أندرو..... وماهي الا دقائق....حتى دخلت سوزان السكرتيرة من أجل اعلامها بأن السيد ماير ينتظرها في سيارته..من أجل معاينة المشروع الجديد...الذي هم بصدد تنفيذه.. حسناً..هو لن يتركني وشأني..الا ان تلقى صفعة قوية من الفاتنة الفولاذية كما يدعي...سأريه الآن!! " لوسي؟؟" تنبهت لوسي لسوزان التي ماتزال تنتظر ردها..:" أوه..حسناً سوزان...أنا في طريقي..وبالمناسبة لن أرجع اليوم الى المكتب..فبامكانك المغادرة حالما تنتهين!!" " أشكركي لوسي!!" قالت سوزان بفرح وهي تنطلق لتنهي بسرعة مالديها... ابتسمت لوسي...لقد كانت تعلم بأن خطيب سوزان سيصل اليوم من اسكتلندا..وبأنها تتوق للقائه والبقاء معه....وها هي تعتذر لها بطريقتها على مابدر منها صباحاً!!! تناولت حقيبتها وعدلت زينتها...وخرجت......ولما وصلت بوابة الشركة....ارتدت نظارتها الشمسية السوداء..لتضفي عليها غموضاً وجاذبية اضافية...وأخذت تبحث بعينيها عن اندرو....حتى رأته أخيراً في سيارة رائعة..لم تكن تظن بأنه يمتلك مثلها..... اتجهت اليه وما ان وصلت...حتى وجدته يفتح لها الباب بأدب....لوت شفتيها وهي تقول بتعجب يميل الى السخرية.... " أوووه!! سيارة فاخرة حقاً!!أهي لك أندرو؟؟" فطن هو الى سخريتها الاذعة..لكنه اكتفى بالابتسام وهو يغلق الباب ويجلس خلف المقود.....وينظر اليها قائلاً:" ماذا حبيبتي؟؟أكنتي تظنين بأنني فقير معدم الى هذه الدرجة؟؟؟" حاولت أن تظل هادئة:" ان كنت ترغب ان نعمل سوياً..فعليك أن تكف عن مناداتي بحبيبتي!!اتفقنا؟" ابتسم وهو يحرك السيارة...:" اتفقنا! ولكن فقط أثناء العمل!!" كظمت غيظها وأشاحت بوجهها عنه....." كيف حالك الآن؟؟أزال الصداع عنك؟" أجابت بدون أن تحرك نظرها:" أنا بخير...!" انه لا يعرف بأنه من يسبب لها الصداع....بل هو يفصل روحها عن جسدها بمجرد ان ينظر اليها نظرته العميقة المشتاقة تلك!!اه يا الهي...كيف ستتحمل ان تكون بقربه الى هذا الحد...دون أن يحرقها لهيبه؟؟؟ " بماذا تفكرين؟" " لاشيء!.." لكنها نظرت اليه..:" في الحقيقة..كنت أفكر كيف وصل بك الحال الى شركتنا؟؟ألا تنوي أن تقص علي تلك القصة المشوقة؟؟" ابتسم بتسلية قائلاً:" بلى...لكنني أدخرها الى مناسبة أكثر تشويقاً!" " ماذا تعني؟؟؟" " ستعلمين حبيبتي في وقته.....أووبس...نسيت أننا في أوقات الدوام الرسمي...عذراً لوس!" أشاحت وجهها عنه بغيظ.... وحينما انتهيا من جولتهما التفقدية......وكانت الساعة قد تجاوزت موعد الغداء... ركبا السيارة....ولم تتوقف الا أمام فندق فخم ورائع........ " ماذا؟؟" " لايمكننا العمل بدون تناول الطعام!!هيا!" " أنا لا أريد!أخبرتك من البداية أندرو...لا ألعاب!!" " ومن قال انني ألعب؟؟كل ما اريده هو تناول الطعام...ألستي جائعة؟؟" كانت معدتها تصرخ من الجوع...:" كلا! أريد فقط أن أعود للبيت...بامكانك ايصالي الى حيث تركت سيارتي ثم تذهب لتناول غدائك كما تشاء!!" " هناك ما أريد أن اعطيكي اياه!!حملته لكي من الريف!!" "لا أريد شيئاً منك!!" قال بحنق:" ليس مني!!والآن كفي عن تصرفات الاطفال...لن آكلكي...سنتناول طعامنا وأعطيكي ماهو لكي..ونرحل!!أم أنكي لا تثقين بنفسكي؟؟" قال بمكر.. " أنا لا أثق بك..وليس بنفسي!!" رسم على وجهه البراءة:" أنا لم أفعل أي شيء...بدون موافقتكي!!لست من هذا النوع لوس!!والآن؟ هل سنظل نتجادل هنا طوال اليوم؟؟لقد بدأ الناس ينظرون الينا..ربما يعتقدون بأنكي مخطوفة!!" " آه لا تكن سخيفاً!" وهي تنزل من السيارة في كبرياء وتعالي....... رافقها عبر البوابة وهو يبتسم.....لقد لفتت الانظار بقامتها الممشوقة وأنوثتها الطاغية.....لكنها ملكه وحده...وليس مسموحاً لأي أحد الاقتراب...وان كان بامكانه منعهم من النظر اليها لفعل ذلك دون أدنى شك...... وما ان ركبا المصعد...." هل سنصعد الى غرفتك؟؟؟لقد جننت حتماً!!" " هل أنتي خائفة مني لوس؟؟أم من نفسك؟؟؟" " أندرو!" " لا تقلقي لن ألمسكي...وان كنت أموت شوقاً لذلك!!" ابتعلت ريقها بصعوبة....وهي تلعن نفسها على غبائها وحمقها...لقد سقطت في الفخ من جديد.....مالذي جعلها توافق على الصعود الى هنا؟؟؟كبرياؤها اللعينة!! آه..تباً لغبائكي لوسي....ولكن تماسكي...فقد أقسم أن لا يلمسكي!!وأنتي لن تنهاري أبداً!!! " من هنا لوس!" تبعته...وما ان دخلت..حتى راقتها الغرفة كثيراً...وبعد لحظة..تبين لها أنها في جناح خاص..... عقدت الدهشة لسانها....وماهي الا لحظات حتى انضم اليها اندرو وهو يحمل كوبين من العصير.. " هل أعجبتكي غرفتي؟" وهو يناولها كوبها..... " غرفة؟؟؟ انه جناح خاص....." قالت باستنكار..وهي ترشف رشفة من كوبها علها ترطب حلقها الجاف قليلاً.... " وما الغريب في الامر؟؟؟" " أندرو!! قص علي تلك القصة التي كنت تؤجلها..أريد أن أعرف كل شيء..والآن!!!" ابتسم بهدوء:" لقد أصبحتي عصبية وثائرة على الدوام لوس....وهذا يزعجني!!فهو يؤثر على صحتكي حبيبتي!" قالت بنفاذ صبر:" لا دخل لك بصحتي...وقلت لك لا تنادني حبيبتي....والآن ستخبرني أم أخرج في الحال!!" " لا تهدديني لوس....وأنتي لن تخرجي من هنا...قبل تناول الغداء سوياً!!" فتحت عينيها دهشة:" وهل ستجبرني ؟؟؟" اقترب منها وقال بلطف:" بالطبع لا حبيبتي...فلن أحتاج لذلك!!" واذا به يسمع طرقاً خفيفاً على الباب.....قال بابتسامة هادئة:" هاقد وصل الطعام!!" فتح الباب ودخل النادل وهو يدفع منضدة محملة بالاطباق الشهية...رتب المائدة الخاصة بذلك وغادر على الفور.... " حسناً كل شيء جاهز....هل نأكل؟؟" قال ذلك وهو يتأبط ذراعها ويسير بها حتى كرسيها.....الذي يسحبه لها وما ان تجلس حتى يغلقه.... انه يعاملها كأميرة....ويتصرف وكأنه فارس نبيل...كيف بامكانها مقاومة ذلك؟ وما ان ألقت نظرة على الاطباق..حتى أحست بمعدتها تزقزق...... " علي أن أعترف الآن....بأنني أحس بالجوع الشديد!!" ضحك اندرو من صراحتها:" هيا اذاً ...أريدكي أن تجهزي على جميع هذه الاطباق..." ابتسمت وهي تتناول القليل من السلطة:" ليس الى هذا الحد!!" وبعد برهة لاحظت بأنه لا يأكل...بل اكتفى بالتحديق اليها مبتسماً.... تساءلت بحرج:" لم لا تأكل؟؟؟" قال بسعاده:" حينما أنظر اليكي حبيبتي...لا أعود بحاجة الاكل او الشرب او حتى النوم!!" " كف عن هذا الكلام...وتناول طعامك حالاً!!!كما أنني لا أحب أن يراقبني أحد وأنا آكل!!انه لشيء مزعج حقاً!!" ضحك من قولها وهو يشرع بالطعام:" حسناً ...ها أنا سآكل...ألذ وجبة في حياتي...لأنها مع حياتي!!" شعرت بالارتباك...فأطرقت صامتة....ثم عادت تقول لتكسر الجو المشحون بالعواطف بينهما... " أخبرني الآن قصتك!!" " أنتي مصرة اذاً؟؟؟حسن جداً.....باختصار شديد..أردت أن أكون قريباً منكي...ولم أجد الا هذه الطريقة كي أحقق ذلك!!" " ماذا؟؟" قالت بدهشة.... " أكملي طعامكي..والا لن اكمل!!" بلهجة الامر..... تابعت تناول طعامها وهي تنظر اليه منتظرة منه اكمال كلامه.... ابتسم على تجاوبها السريع:" كنت قد أخبرتني سابقاً بأن والدكي يلح عليكي في الامساك بزمام الشركات ومساعدته في ذلك...فذهبت اليه وطرحت عليه مشروع اقامة منتزه ريفي سياحي.....حيث الطبيعة الخلابة....فيقوم ببناء عدد من المساكن بتصاميم هندسية حالمة تتناسب وطبيعة المكان.....ويقوم بتأجيرها للسياح..وقدمت له دراسة جدوى...فنالت أكثر من موافقته....لكن شرطي الوحيد...أن اقوم أنا بادارة هذا المشروع...وأن أكون كذلك مجلس ادارة شركته الرئيسية...والتي أعلم طبعاً أنكي تعملين فيها!!!! " هذا مكر ودهاء كبيرين منك اندرو ماير!!" " حسناً..لست سهلاً كما تظنين!!" " أووه..أبعد الظن عنك أن تكون سهلاً أو بسيطاً!! بل أنت ثعلب محترف!!" " هذا جيد!!" " ومن أين أتيت بكل هذا المال لدعم المشروع؟؟لقد قال أبي أنك شريك جديد!!" " لم تظنين بأنني لا أملك مثل هذا المبلغ؟؟؟" " حسناً...لقد كنت وأماندا صديقات منذ مدة طويلة...ولم أسمعها تتحدث يوماً عن ذلك!!" " ولما لم تتحدث أماندا....افترضتي أننا ريفيون فقراء....نمضي يومنا في العمل من أجل تأمين لقمة العيش!!!" قالت باحراج:" أنا لم أقصد أن أقول هذا...لكن اليانور كانت دائماً تضايقني بسبب ثراء عائلتي.....فإن كانت أماندا كذلك..؟؟؟" " آه لوس....ابنة المدينة تختلف عن ابنة الريف!! وللحق مع ثرائنا...الا أننا لا نصل الى ثروة والدك!! وأظنكي تعرفين هذا!!" " أنا لم أهتم يوماً بثروة والدي...أو ثروة أي كان!!هذه أمور تافهة لا تشغل بالي!" " حقاً؟ لم اذاً أنتي مستميتة في عملك الى حد الجنون؟؟؟؟أنتي على حافة الانهيار لوس....أتعلمين هذا؟؟؟؟" " أه..لا تبدأ الآن...أنا أعمل لأشغل وقتي!! وليس من أجل زيادة الثروة!!" " بعد أن رأيت مدى انفعالكي اليوم لرغبتك في ذلك المنصب...لست أعرف ان كان كلامكي الآن مقنعاً!" " وماذا تنتظر مني؟؟؟لقد استحققت هذا المنصب بعملي وجهدي....وليس لأنني ابنة المدير!! اسمع...لايهمني كل هذا!! أنت لن تذكر بالطبع..كم كنت أحلم بالسفر حول العالم.....والحرية من كل هذه القيود!!" قال متأملاً:" بلى لوس...أذكر كل شيء عنكي! وهذا ما يجعلني أستغرب ان اراكي الآن....سمكة قرش شرسة!!!لم ترغبي بهذا يوماً..فما الذي بدل رأيكي؟؟" شعرت بالكآبة من قوله:" لهذا كنت عصبية وحادة المزاج هذا الصباح....لأنني حينما قررت أن أنسى أحلامي..وأستجيب لالحاح أبي كي أساعده....أجده أخيراً يكافأني بهذا الشكل!!!قل لي؟؟أليس هذا مؤلماً وكريهاً؟؟ألا يبعث ذلك على الجنون؟؟؟" وهي تنهض بتوتر وتقف ناحية النافذة...محاولة تمالك أعصابها...... لكنها وجدته خلفها :" أعتذر لوس! لم أعرف بأن الامر يعنيكي الى هذا الحد!ومع هذا فقد كنت مضطراً!!لكنني لم أرغب أبداً في ايذائكي!!" حاولت لملمة حطام نفسها" لا بأس....أخبرني الآن أين يمكنني غسل وجهي بالماء؟!!" " الباب الثاني الى اليمين!" " أشكرك!" وانسحبت بسرعة.......اغتسلت ومسحت وجهها بقليل من الماء...فأحست فوراً بالفرق....عدلت زينتها..وخرجت.... " هل نغادر الآن؟" " بالطبع...بعد أن تري هديتك؟" " ماهي؟" وهي تتفحصها بيديها..... " افتحيها......" جلست على الاريكة وفتحت غطاء الصندوق الوردي....لتجد داخله ثوب طفلة صغيرة..مع جواربه...وعليه غصن لافندر...ابتسمت غير مصدقة وهي تتبادل النظرات مع اندرو...الذي كان يحدق بها بحب..... ثم رأت بطاقة..فتحتها وقرأت مافيها....." لقد ابتعت هذا الفستان الرائع لطفلتينا...نعم! ستلبس طفلتينا نفس الثوب الاول...وان كنت سأسبقكي في ذلك!!!! اشتقت اليكي لوسي!ويجب أن تكوني هنا..حينما تصل طفلتي الى العالم...أحبكي "أماندا" تناولت لوسي غصن اللافندر واشتمته بعمق.....آه هذه الصديقة الوفية...تعلم كم تحب لوسي رائحة اللافندر المنتشر في تلك المنطقة بكثرة..... "لم تدعني أذهب حتى أعدها بان أوصل لكي هذه.....!!" رفعت عينيها الدامعتين اليه:" لقد اشتقت اليها كثيراً..كثيراً!" " ربما تزورينها قريباً.....حينما أذهب المرة القادمة..سأصطحبكي معي!!" أعادت الاشياء الى العلبة وأغلقتها بسرعة وهي تنهض..:" لا أظنها فكرة صائبة!" أمسكت حقيبتها...لكن أندرو جذب منها الصندوق والحقيبة...وألقاهما على الاريكة..وهو يقترب منها.... توترت لوسي:" أندرو...لقد وعدتني!!!" " وأنا لا أستطيع أن أراكي حزينة هكذا...!!" " أندرو...لا!!" لكنها كانت بين ذراعيه القويتين...وللحق لم تعد تملك الطاقة الكافية لمقاومته...فاستسلمت..واستكانت بهدوء...وهي تسند رأسها الى صدره... كان عناقه حانياً مهدئاً......بعث الراحة والسلام في أرجاء روحها المعذبة... قال أخيراً:" لو كنت أعلم بأن هدية أماندا..ستثير الاحزان في قلبك بهذا الشكل...ما كنت أوصلتها اليكي!!" نزعت نفسها عنه بصعوبة وهي تقول بصوت حزين حاولت اظهار المرح فيه..ولكن دون جدوى:" لاتقل هذا....على العكس!كل مافي الامر....أنني مشتاقة لها ...أتصدق؟؟أماندا ستصبح أماً...وستنجب طفلة؟؟آه..طفلة صغيرة رائعة كوالدتها...كم أنا متشوقة لتلك اللحظة....ترى ماذا ستسميها؟؟ألم تقل؟؟" ابتسم بحنان وهو ينظر الى حبيبته الصغيرة:" لم ترغب في الكشف عن ذلك...تريد مفاجأة الجميع !!" ضحكت لوسي بفرح...وكانت هذه هي اول مرة منذ زمن يراها تضحك بهذا الصدق والسعاده....:"ونحن؟ متى سيحين دورنا؟؟؟" وهو يمد أصابعه نحو وجنتها.... ارتبكت لوسي....فهي الآن في أضعف حالاتها....وبدا أن أندرو يستغل ذلك... " أندرو؟" "أه لوس....اشتقت اليكي..اشتقت اليكي كثيراً....وكنت أحاول طوال اليوم...أن لا اقترب منكي!!لكنني الآن لم أعد قادراً حبيبتي...فأنتي تثيرين جنوني!!" وهو مازال يتلمس وجنتها المخملية بأصابعه الدافئة...فأغمضت عينيها وبدا له بأن ليس لديها مانع..... فانقض بشفتيه الجائعتين على تلك التفاحتين الحمراويين...اللتين عذبتاه طوال هذا اليوم..... لكن لوسي انتفضت فجأة....:" كيف تجرؤ؟؟؟؟" وهي تمسح شفتيها بحركة لا ارادية.......مما لطخ وجهها ويدها بأحمر الشفاه القاني..... " كيف أجرؤ؟؟؟أووه....أنتي تعلمين أنني أجرؤ وأجرؤ.....!!" وهو يقترب منها.. ارتعدت لوسي....مالذي حصل له هذا المجنون..حتى ماعاد يسيطر على نفسه... " أندرو..ابتعد عني!! لا تجعلني أكرهك!!!" " اذاً أنتي تحبينني؟؟ اممم...مع أنني أذكر بأنكي ادعيتي عكس ذلك...آخر مرة التقينا!!أليس هذا صحيحاً؟؟" أثار حنقها....:" انك مجنون!!!" " أوكنتي تظنين بأن حبكي يترك في المرء عقلاً؟؟؟ يا الهي!! انظري الى نفسك....! وهذا التلطيخ على فمك...؟اللعنة....! يجعلني أفقد الذرة الاخيرة من تعقلي!!" رفعت لوسي أصابعها الى شفتيها...ثم ركضت بسرعة مبتعدة الى الداخل.....زفر أندرو كأسد غاضب.....كل ما يحدث فوق طاقته!! ان تمالك نفسه اليوم...فهو غير واثق من حصول ذلك في الغد.....لهذا!! عليه أن يحاصر لوسي..ويجعلها تعترف بحبه..في أقرب وقت ممكن!!! خرجت وقد عدلت نفسها....لكنه لاحظ عدم وضعها لأحمر الشفاه ثانية...ابتسم بمكر قائلاً:" هذا أفضل!! وربما لن تقومي باستخدامه في الشركة بعد الآن!!!والا؟؟؟هاقد رأيتي النتائج!!!" " أنت لن تملي علي..ما أفعله ...!أفهمت؟ من فضلك الآن....أوصلني الى سيارتي!!" " تفضلي آنستي....ولاتنسي هديتكي!!" وهو يناولها هديتها وحقيبتها.... أمسكت بهما على مضض....واندفعت خارجة ...تبعها وهو يضحك بصمت... وحينما خرجا من المصعد لاحظا كيف أن جميع الانظار كانت تحدق بهما وبالاخص أندرو.... وما ان ركبا السيارة.... " لقد جن الناس حتماً!!ألا يمكن للمرء التمتع بخصوصيته قليلاً!!؟ولكنني لست ألومهم....بينما تسير الى جانبي هذه الفاتنة المثيرة!!" نظرت اليه بغضب....لكنها ما ان فعلت....حتى راحت التقطيبة شيئاً فشيئاً...وراحت الابتسامة تشق طريقها...عبر عبوسها وتكدرها...لكنها لم تستطع أخيراً منع نفسها من الضحك..... شعر أندرو بالفرح لأنه رآها تضحك بهذا الشكل....لكنه أحس أن في الامر سراً... " أنا سعيد حقاً لأنني أراكي تضحكين أخيراً....لكنني سأكون أسعد حينما أعرف السبب!!" نظرت اليه من جديد وهي لا تستطيع تمالك نفسها...... " اتود أن تعرف سبب تحديق الناس الينا...أه عذراً..أو اليك؟؟" نظر اليها بحيرة.....فماكان منها الا أن أخرجت منديلاً..ومسحت به فمه....ومن ثم رفعته اليه كي يراه بوضوح..... وحينما رأى آثار أحمر الشفاه الذي كان عالقاً بشفتيه...حتى بدأ هو الاخر بالابتسام.... " اذاً.....كان هذا مايحدث!!" استمرت لوسي بالضحك.....مما أثلج صدره لكن ذلك كله توقف حينما قال.. " هذا جيد! ليعرف جميع الناس مدى علاقتنا...وارتباطنا معاً...خاصة وأنكي قد قمتي بمسح أحمر الشفاه عن فمك..مما يعطي الانطباع..بأننا فعلنا..أكثر من مجرد الغداء!!!" الآن عادت لها شخصيتها الفولاذية الباردة:" لقد فعلت هذا عن قصد!! يا الهي كم كنت مغفلة!!" الآن جاء دوره ليضحك..:" حبيبتي لا تستائي..فالناس كانوا سيعرفون بأنكي امرأتي عاجلاً أم آجلاً!" فتحت عينيها على اتساعهما دهشة:" أنت لا تحتمل!!! كم مرة علي أن أقول..بأننني لست امرأتك أو حبيبتك؟؟؟.... يا الهي!! سيدفعني للجنون!!!" عاد للابتسام..:" حسناً..هوني عليكي...سيكون كل شيء على مايرام!" " لاتعاملني وكأني طفلة!!! تذكر مع من تتكلم!!!" " آه حسناً...أنا أتكلم مع الآنسة الفولاذية الحسناء! أهذا أفضل؟؟" " أوووه يا الهي!" وهي تشيح بوجهها عنه....هذا الانسان المثير للاعصاب.والاستفزاز..كاد يفقدها عقلها ويدفعها الى الجنون...لم تعد تعرف كيف تتصرف معه...وكيف ستهرب من محاصرته..وهو لاينفك عن الاعتراف بحبه لها طوال الوقت...وهي ؟؟؟حتى متى ستتمكن من المقاومة؟؟؟؟؟ |
الفصل الحادي عشر الفصل الحادي عشر " هل يمسح عن قلبها الرماد؟؟؟" تستمر المواقف بينهما...وتستمر مقاومتها لحبه وجاذبيته....وتشعر بأنها تضعف يوماً بعد يوم!!! كان يستغل اللحظات...أي لحظة..حتى يكون الى جانبها!!! حتى كان هذا اليوم..الذي لم يزعجها فيه بكثرة اتصالاته...ولم تره فيه ولا حتى مرة واحدة..... احتارت.... " حسناً هذا أفضل!! على الاقل سأرتاح منه ليوم واحد!!!" ولكن الراحة لم تعرف لها طريقاً......كانت ترغب دائماً بابتعاده عنها...وقد أخبرته ذلك في أكثر من مناسبة......فلماذا اذن..لا تستطيع التركيز على كلمة واحدة مما في يديها؟؟؟؟ بدون تفكير....أمسكت بالهاتف وتكلمت مع سكرتيرته.....فعرفت انه لم يحضر اليوم...وأخبرتها أنه بدا متعباً بالامس....... أقفلت السماعة....حملت حقيبتها واتجهت لفورها الى الفندق الذي يقطن فيه..... صعدت الى جناحه وطرقت الباب....لكن....؟لا جواب! أعادت الكرة مرة واثنتين وثلاثاً.....ولما لم يأتها الرد في أي منها...بدأ الهلع يغزو قلبها....فلربما أصابه مكروه ما....ومن الذي سيعرف عنه..أو يهتم به؟؟؟ وحينما كانت على وشك النزول لطلب النجدة من ادارة الفندق....سمعت صوت مزلاج الباب,....وفتح الباب قليلاً.... نادت بحذر :" أندرو؟؟؟" فتح الباب على مصراعيه ...ونظر بعدم تصديق..:" لوس؟؟ ماذا تفعلين هنا؟؟؟" " أنا....؟؟جئت ..من أجل العمل؟؟؟" " آه...صحيح...حسناً..لن آتي كما هو واضح لليومين القادمين...وأعرف بأنكي ستبلين خيراً في غيابي...والآن ان لم يكن لديكي مانع....اذهبي حتى لا تصابي بالعدوى!!" وهو يتركها على الباب ويمضي ليلقي بنفسه على سريره باعياء..... لم تقاوم الامر.....ولم تستطع الذهاب بكل بساطة....فدخلت وأغلقت الباب خلفها.... لحقت به الى غرفته....وما ان رآها حتى بدا الانزعاج على وجهه.... " حسبتك غادرتي؟؟؟ماذا هناك أيضاً؟" ألقت حقيبتها ومعطفها جانباً....وجلست الى جانبه قائلة:" أنت مريض!!" " مفاجأة ...أليس كذلك؟؟؟؟" اقتربت منه ولمست جبهته..:" يا الهي!! حرارتك مرتفعة!!!" لم يعلق....... " هل تناولت غداءك؟؟؟" " لست جائعاً!!" " حسن ..حسن....هذا رائع!!!" نظر اليها بعدم فهم:" ماهو الرائع؟؟؟" نهضت من مكانها.....قائلة:" أعطني مفتاح الجناح!!" " ولماذا؟" " سأذهب لأحضر بعض الاشياء...وأعود....ولا أريد ازعاجك ثانية لتفتح لي الباب!!!" " ها هو هناك.....على المنضدة!" تناولته ولكن قبل مغادرتها.......:" هل تريد ان أحضر لك شيئاً معيناً؟" " كنت سأكتفي بكي.....لكن في حالتي هذه..أتمنى ان لا تقتربي مني!!!لن أتحمل رؤيتكي طريحة الفراش... وبسببي!!" قالت بابتسامة ساخرة:" سأجرب فرصي!! والآن نم ولا تتحرك من مكانك! فلن أتأخر!!" " أحبكي وأنتي متسلطة!!!" وأغمض عينيه وقد راح في سبات عميق..... مع انها ارتبكت من كلماته..الا انها كانت سعيدة بها.....خرجت...وبعد الساعة تقريباً....رجعت وهي تحمل بعض الاكياس التي تحتوي الادوية وميزان حرارة... وكانت قد طلبت في طريقها وجبة طعام له من الفندق...... رتبت المكان من حولها حيث كان كل شيء متناثراً....وما ان وصل الطعام....حتى أيقظته وعملت على جعله يتناول طبق الحساء بالخضار والدجاج بأكمله.... وبعد ان تناول الدواء عاد للنوم مرة أخرى....... نظرت الى ساعتها...لقد تجاوزت التاسعة..ويوم غد هو اجازة....ماذا تفعل؟؟لن يكون بامكانها تركه وحده....قد ترتفع حرارته او قد يحتاج شيئاً ما....فماذا تفعل؟؟؟ أخيراً....حدثت والدتها في الهاتف مخبرة اياها انه ستمكث عند صديقة لهذه الليلة....وما الذي سيجعلها تخبرها الحقيقة؟؟؟ هي لا تريد اي تلميحات بينها وبين اندرو خاصة لدى ذوويها....... وما ان أنهت ذلك.....حتى دخلت لتغتسل....وخلعت حذائها ذو الساق العالية....وحيث أنه لا يوجد ما يناسبها لدى اندرو....وحيث انها لا ترغب في ارتداء اي شيء يعنيه حتى لا يضفي ذلك حميمية على الاجواء بينهما.... رأت ان تظل بفستانها الاخضر الزيتوني القصير..وبنطالها الشفاف الاسود...جلست براحة على اريكة مقابلة لسريره...وبدأت ترتخي بالتدريج...تثاءبت....ودون ان تشعر كانت في سبات عميق........ استيقظت على صوت هذيانه....كان يتقلب في الفراش..يمنة ويسرة...ويهذي بكلمات كثيرة...غير مفهومة...سمعت من بينها "لا"..... "بماذا تراه يحلم؟؟؟" فكرت في نفسها....اقتربت منه ولمست جبينه... " يا الهي!! انها الحمى من جديد!!" حاولت ايقاظه حتى يتناول دوائه....فتح عينيه باعياء....وهو يشعر بأنه بين الحقيقة والخيال...فقد تداخلت الصور....وهاهي حبيبته تدخل الى حلمه الكئيب..المعتم.... " لا...لا لوس...اهربي حبيبتي!!" بدأ يهذي..... عادت لتهزه:" أندرو!! استيقظ....عليك ان تتناول دوائك حتى لا تسوء حالتك!!هيا!" وهي تحاول رفع رأسه وساعدها هو قليلاً...مما أشعرها بأنه بدأ يستيقظ... وما ان ابتلع دوائه والقليل من الماء..حتى عادت لتسند رأسه الى الوسادة... مسحت رأسه بالماء البارد...وهو ينظر اليها من بين اجفانه شبه المغمضة... " أشعر بالبرد!!!" "حسناً...ها أنا سأدثرك! لا تقلق!!" وهي تغطيه جيداً بلحافه...وتشده عليه... " هل هذا أفضل؟؟" تساءلت بقلق.... لكنه لم يرد....نظرت اليه ..وجدته قد استغرق في النوم من جديد....وقد بدت علامات الاعياء واضحة على وجهه الوسيم...... ترددت....لكنها سمحت ليدها بالمسح على شعره...ورفع خصلة شعر متدلية على جبينه....... قالت هامسة:" أه أندرو!! أيها الحبيب المجنون!!!" وهي تمسح دمعة صغيرة انسابت على خدها.....ونهضت لتعود الى اريكتها وتسترخي فيها من جديد..وهي تنظر الى حبيبها الراقد أمامها......وأغمضت عينيها على صورته!!! ومع أول خيوط النهار.....وزقزقة العصافير.....فتح أندرو عينيه...وهو يشعر بأنه نام لدهر....لقد كان يشعر بالحيوية والنشاط..... رفع رأسه من سريره....لكنه ذعرحينما عرف أنه ليس وحيداً..ولكن؟؟أهي لوس؟؟ ابتسم رغماً عنه..وهو ينهض من مكانه بهدوء ويتجه الى حيث تنام كالطفلة.... ركع بجانبها....وأخذ يحدق في وجهها عن قرب وهو مستمتع.. وأي استمتاع!!! لمس بشرتها باصبعه...فتململت وهي ماتزال مغلقة عينيها....وتقول بكسل:" ماذا؟" لكنه لم يجب..اكتفى بتحسس شعرها.....فابتسمت بدلال...وهي تقول:" كفي ماري..!" فقال متعجباً:" ماري؟؟؟" لكنها ما ان سمعت هذا الصوت..حتى نهضت مذعورة...وهي تجلس في مكانها...لكنها ما ان فعلت ذلك حتى أحست بالالم في خصرها ورقبتها...ومع هذا نظرت الى اندرو...الذي كان عاري الصدر...ومكتفياً فقط ببنطال بيجامته الحريرية السوداء.... " أوه..تباً!!" لم تعرف ان كان ذلك بسبب المها...أم بسبب هذا الجذاب اللعين.. " هل أنتي بخير؟؟؟" تساءل برقة.... " علي أنا أن أسألك هذا!! كيف تشعر اليوم؟" قالت ذلك...وهي تمد يدها الى جبينه بحركة تلقائية..... لكن هذا آخر ماتوقعه فراح يقول:"كنت جيداً..ولكن الآن؟؟؟أظن بأن الحمى قد عادت إلي!!!" سحبت يدها بسرعة.... ونهض هو من مكانه وهو يبتسم......" لقد قضيتي ليلة سيئة على هذه الاريكة...وأنا آسف حقاً!!!ليتني.." قاطعته وهي تنهض ..:" لا تعتذر..فأنا؟؟" نظر اليها وهو يقترب منها:" أنتي ماذا لوس؟" " أنا...قلقت عليك....وحينما وصلت كنت تهذي من الحمى...فلم أجد بداً من قضاء الليلة هنا....!!لقد كنت متعباً جداً!!!".... وهي تحاول دفع التهمة عنها! ابتسم ضاحكاً:" هذا صحيح..وأشكرك جداً لذلك!!! وخصوصاً حينما انتابتني الحمى الليلية! " ارتبكت لوسي هنا وهي تقول:" ما..ماذا بشأنها؟؟" ابتسم...:" لنقل...بأنني أتمنى لو تصيبني الحمى كل يوم....حتى تعتني بي كما فعلتي بالامس!!!" ارتبكت أكثر وهي تقول:" لست أفهم عما تتحدث!! والآن..أتريد استخدام الحمام..أم أبدأ أنا؟؟" " من بعدك طبعاً!!" ذهبت وهي حانقة....ولكنها لم تدر بأن هناك أكثر من حمام في الجناح..... وما ان رتبت نفسها واغتسلت حتى وجدته هو الآخر قد أصبح أندرو الذي تعرفه..نشيطاً..وسيماً..أنيقاً...يفيض بالجاذبية والرجولة!!!! جلست ترتدي حذائها الطويل....وهي تقول:" حسناً..يجب ان أغادر الآن..!" ناولها معطفها وهي تنهض....وهو يقول:" لا!! بل سنذهب لتناول الفطور..ومعاً!!" " اسمع أندرو!" " بل أنتي من ستسمعين!! لقد اعتنيت بك مرة وأنتي مريضة...وحضرت لكي الفطور بنفسي!!!لهذا..عليك ان تعوضيني عن ذلك...بقبول الفطور معي!!" وهل بامكانها ان ترفض...حينما يصوغ الامر بهذه الصورة المحببة...هي ببساطة ستوافق من كل قلبها.... وجدها تبتسم وهي تقول:" حسناً...لا بأس!!" اتسعت ابتسامته أكثر وهو يضع ذراعه على خصرها مقرباً اياها اليه بينما هما يمشيان.... كانت لوسي تفهم حركاته تلك....هو يريد ان يعرف الجميع انها تخصه هو..وبأنها ملكه وحده....ولم تعرف ..لماذا أعجبها ذلك!! ولم تمانع أبداً كما في السابق!! فهل تغير فيها شيء؟؟؟؟ وهل نفض الرماد عن قلبها أخيراً!!!! |
الفصل الثاني عشر " ما أجمل العودة!" يقترب موعد ولادة أماندا......وتستعد للذهاب لتكون الى جانبها....لكنها ترفض مرافقة أندرو...وتقرر الذهاب برفقة صديقاتها.....اليانور وكيتي.....! وفي آخر لحظة....تعتذر اليانور..حيث أنه لن يمكنها أخذ اجازة من عملها الجديد...لكنها وعدت بأن تأتي حالما تستطيع! أما كيتي...فقد كانت خارج البلاد....في زيارة لعمتها في انجلترا...وعلى مايبدو...فهناك مشروع حب يلوح في الافق..حيث تعرفت على شاب يقطن بالقرب من منزل عمتها..وتظن كيتي بأنه معجب بها وهي كذلك.... اذاً....عليها الذهاب وحدها!!!! فما المانع من الذهاب برفقة أندرو؟؟؟ " كلا...لن أذهب معه!!! لا يمكن أن أحتمل كل هذا المسافة...وهو الى جانبي!!" انها تخاف من انهيار عزيمتها أخيراً............. " سأذهب وحدي!!" قررت ذلك..... وما ان حضرت حقيبتها....وأخبرت والديها....وعمدت الى عدم نشر الخبر في الشركة..حتى لا يعرف أندرو بموعد ذهابها مسبقاً!!! انطلقت بسيارتها...... حسناً! انها تحس بالراحة.....لقد عادت الى طبيعتها من جديد...بدون أي ضوابط أو قيود..... عادت لوسي الفتاة المرحة المحبة للحياة والطبيعة..... تركت جميع بذلها الانيقة...وثيابها الثمينة.....وكل ما يتعلق بالفاتنة الفولاذية خلفها... هي تريد أن تكون هنا...فقط لوسي...!! وما ان وصلت وتوقفت سيارتها أمام منزل العائلة....حتى تنهدت براحة :" ما أحلى العودة!!!" ومر في خاطرها شريط ذكريات سريع...لآخر اجازة قضتها في هذا البيت.... تذكرت حينما كانت تهرب من الدجاج....والتقت بأندرو...الذي بدا وسيماً وواثقاً من نفسه الى ابعد درجة..... تذكرت كيف كان ينظر اليها...ويبتسم لها ابتسامته الهازئة تلك...!! ابتسمت بهدوء وهي تغمض عينيها....لكنها عادت فعبست:" لماذا أنتي حمقاء هكذا لوسي؟؟؟؟" نفضت من رأسها تلك الافكار...وأسرعت الى المنزل.....لقد كانت مشتاقة جداً لأماندا.....وللسيد والسيدة ماير....!!حسناً...وربما لأندرو! كان التوتر واللهفة يأكلان قلبها.....لقد علمت أن أندرو قد سبقها الى هنا حينما ظن بأنها سترافق صديقاتها...... ولابد أنها ستفاجأه الآن....!!بل انها ...لن تقف في سعادتهما مرة أخرى!! هي تحبه....وهو يحبها!! أجل هي واثقة أنه يحبها...صحيح أنه لم يقلها صراحة...لكن تصرفاته...نظراته كلها تبوح لها بالشيء الكثير...فلم الانتظار؟؟ولم العذاب؟؟؟ انها تشعر بالسعادة الغامرة...وهي تقفز درجات المنزل...أهي سعيدة اليوم؟؟أم أن جو الريف...و وجودها في هذا المنزل..هو من يفرض عليها ذلك؟؟؟ قرعت الجرس وانتظرت.....وملامح السعادة تزيد من جمال وجهها الفاتن...وتلون وجنتيها بلون الغروب..... فتح الباب مع صوت ضحكة...وأطل وجه ستيف...... " أوه...من؟؟لوسي...؟؟أهلاً بكي!" " كيف حالك ستيف؟؟؟" وهي تمد يدها مصافحة اياه..... " تفضلي بالدخول...ستجن أماندا حين تراكي....فهي لا تفتأ تسأل عنكي...ولن تعرفي ماذا فعلت بأندرو....حين علمت بأنه لم يصطحبكي واياه!!" " أندرو..هنا؟؟" " أجل..لقد وصل بالامس!! لكنه أخبرنا بأن لديكي عملاً..ولن تستطيعي الحضور قبل الاسبوع القادم!!" قالت لوسي بحرج وهي تدخل:" تبدلت الامور في اخر لحظة...!" " حسن هذا جيد!! سيفرح الجميع بقدومكي!!" وقد وصلا الى غرفة الجلوس....فتقدم ستيف وهو يعلن بفرح:" لن تحزروا من هنا!!!" نظر الجميع الى باب الغرفة....وحينها تقدمت لوسي...بخجل!!أهي المرة الاولى أم ماذا؟؟؟لماذا تشعر بكل هذا الخجل والحرج!!أوه تباً! لم لا تستطيع ارتداء قناع المرأة الفولاذية حينما تحتاجه؟؟؟!! " مرحباً!" قالت..وهي ترفع عينيها.....ولكن؟؟؟هي سرحت قليلاً...وهو كذلك أحس بالارتباك...... كان أندرو يجلس على كرسي بينما كان من الواضح بأن جوزي لم تجد مكاناً تجلس فيه..سوا ذراع الكرسي الخاص بأندرو.....علماً بأن هناك أريكة كاملة فارغة!! وما ان لمحتها جوزي....حتى رفعت حاجبيها بمكر...وابتسمت ابتسامتها الشيطانية تلك....وأراحت ذراعها على كتف أندرو....... كان يبدو على أندرو الضيق....كان يرغب بالتوضيح للوسي..بأن الامر لم يتعدى الصدفة وبأنه لا يعني له شيئاً...لكنه تأكد بأن جهوده ستكون سدى وبدون أي فائدة....فاكتفى بالسكوت..وهو يزيح ذراع جوزي...... رحب بها الجميع أحلى ترحيب...وكأنها فرد من العائلة....أما أماندا....فراحت تبكي وهي تعانق لوسي قائلة:" ظننتكي لن تأتي!!قال أندرو!!" قاطعتها لوسي وهي تقول بحنان:" أجل...لكن الامور تغيرت بسرعة..وأصبح بامكاني القدوم!! وما كنت لأفوت هذا الحدث السعيد أبداً أيتها العزيزة أماندا!!" " أه لوسي!!!" قال ستيف وهو يجذب أماندا اليه ويمسح دموعها:" اهدأي حبيبتي...لم كل هذه الدموع! ستحزنين لوسي وتجعلينها تندم على القدوم!!" مسحت لوسي دموعها وهي تبتسم لستيف....بينما قالت أماندا من بين الدموع:"اعذريني حقاً حبيبتي..لست أدري لم أصبحت أفرط في مشاعري كثيراً!!ربما السبب هو اختلال الهرمونات!!" " بالطبع حبيبتي..فالكل يعلم مدى تأثر الحامل!!" " كيف هما والداكي يا عزيزتي!! ان أندرو..مسرور جداً بالعمل مع والدكي...لابد أن يأتيا لزيارة الريف يوماً...واثق بأنهما سيعجبان به!" " واثقة بأنهما سيفرحان بذلك كثيراً!" أجابت بلباقة....... " كيف حالك جوزي؟؟؟" تساءلت مكرهة..... " أوه بأحسن حال عزيزتي..كما ترين!!" وهي تنظر الى اندرو بابتسام..... " حقاً؟؟متى سنسمع اذاً الاخبار السعيدة؟؟؟" تساءلت وهي تكاد تنفجر... ضحكت جوزي بعصبية..:" أوه عزيزتي...أنتي تستبقين الاحداث!!أليس كذلك أندرو؟؟؟" فما كان من أندرو الا أن نظر الى لوسي بعينين تلمعان كالرصاص....ثم مالبث ان نهض من مكانه معتذراً...وغادر على الفور...ووجهه يضج بالغضب..... وللخروج من هذا الجو المشحون..سارعت السيدة ماير لاحضار الشاي...بينما راحت أماندا تمطر لوسي بوابل من الاسئلة...عن حياتها وعملها وصداقاتها...وحتى عن اندرو!!! انقضى اليوم ثقيلاً....بائساً...مشحوناً بالغضب والتوتر!! كما أن لوسي لم تلمح خلاله أندرو الا مرة أثناء العشاء...وبعدها ذهب ليوصل جوزي الى بيتها.... باتت تعرف الآن أي نوع من العلاقات يربطهما!! خاصة ..حينما سمعت صوت أقدامه على الدرج...بعد منتصف الليل!!! وهي التي أرادت أن تبدأ من جديد....وتصارحه بكل ما لديها!! بينما كان هو يلهو بها هناك...ويعود في اخر المطاف الى حبه الاول..."جوزي"! كيف ظنت أنه يمكنه نسيانها؟؟وهي التي تعيش قربه...ويراها كل يوم؟؟؟؟ أه كم كانت مغفلة وغبية!! ولكن لم يفت الوقت بعد!! فهي قررت مصارحته...لكنها لم تفعل!! " تباً لك أندرو...لن أفعل ذلك أبداً!" قالت بحقد....... |
الفصل الثالث عشر " قسوة المشاعر!" كانت جالسة وأماندا في الحديقة.....في احدى الامسيات الريفية الرائعة..... تثاءبت اماندا...ثم ما لبثت أن أغمضت عينيها.....نظرت اليها لوسي بحب وهي تبتسم... انها لا تصدق بأن صديقتها العزيزة ستصبح عما قريب أماً!! ياه....كم تمر السنون بسرعة!!! لقد كانتا بالامس فقط...فتاتين لهما احلامهما وطموحاتهما.....كانتا تعبثان وتلهوان....ولاتحملان اية مسؤوليات...!!لكن الآن؟؟؟ " مرحباً!" استيقظت من شرودها....لتجد كلاً من ستيف واندرو يقفان أمامها..... " أهلاً!" " كيف حال جميلتي؟؟" قال ستيف ذلك وهو يقترب من أماندا ويقبلها على رأسها... قالت لوسي وهي تبتسم:" انها نائمة!!" قالت بجفون مثقلة:"لا...أنا مستيقظ....ة!!" وتثاءبت من جديد وعادت لتغط في النوم..... ضحكوا جميعاً من أماندا التي لا تريد اضاعة لحظة برفقة لوسي.... لكن ستيف هزها بلطف قائلاً:" هيا حبيبتي الى غرفتك....وفي الصباح ستجدين لوسي بانتظارك!! أليس كذلك لوسي؟" " هذا مؤكد!!" قالت بابتسامة.... " حسناً! تصبحون على خير!!" وهي تنهض بتثاقل....فأسرع ستيف الى جانبها وهو يهمس للوسي.... " أظن بأنني بدأت أغار منكي لوسي!!" " ماذا تقول ستيف؟؟" قالت اماندا بتباطؤ.... " لا..لاشيء حبيبتي! هيا بنا!!" ضحكت لوسي من كلام ستيف...لكنها توقفت عن ذلك..حينما لاحظت بأن أندرو يحدق فيها وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة رائعة!!....وما ان توارت اماندا وستيف عن الانظار..... حتى نهضت لوسي بسرعة وهي تقول متحججه..... " سوف أذهب للنوم! عن اذنك!" وهي تلتفت لتغادر... " انتظري لوس!" وهو يمسك ذراعها ليمنعها من الذهاب....... نظرت اليه وهي تحدق متعمدة في ذراعه التي تقبض عليها بهذا الشكل....فتنهد وهو يترك ذراعها ويتمتم معتذراً " أنا آسف!..لكنني أرغب في التكلم معك!" عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تنظر اليه ببرود مصطنع:" أنا أستمع!" لم تعجبه نبرة البرود والتجاهل في صوتها ومع هذا .... " هل من الممكن أن تجلسي؟" "لا!" قالت بتحدي.... فما كان منه الا أن جلس وجذبها بقوة من ذراعها لتجلس الى جانبه......اتسعت عينيها غير مصدقة.... " كيف تسمح لنفسك بالتصرف معي بهذه الصورة الهمجية؟؟؟" " بنفس الطريقة التي سمحتي فيها لرأسكي الجميل هذا...بالتفكير بهمجية!!!!" قال غاضباً.... مما أربكها..:" أنا....لا أفهم ماتقصده!" " بل تفهمين جيداً! ومع أنني لست بحاجة الى التبرير..." قاطعته بسخرية:" يالهذا الغرور!!!" " ألن تصمتي حتى استطيع انهاء ما أريد قوله؟" قال بنفاد صبر...لكنها أيضاً..كانت قد تمردت على مشاعرها نحوه....وعادت شخصيتها الفولاذية للاكتساح..... " وربما أنا لا أريد أن أسمع كلمة من الهراء الذي ستقوله؟؟!!" وهي تعود للنهوض.... مما يجبره على الوقوف ومواجهتها.... " لقد حذرتكي مرة لوس من اهانتي!! صحيح بأنك تسرين في شراييني مسرى الدم....لكنني لن أسمح لامرأتي أبداً باهانتي!!!" اقتربت منه متعمدة وقد أعماها مايقول....وقربت وجهها من وجهه...وهي تقول بتحدي وحنق:" لست امرأتك أيها الكاوبوي! أترغب في تهجئتها لك؟حسناً!" أمسكت بكفه وبدأت تعد على اصابعه وهي تنظر اليه باستهزاء.... " ل..س..ت...ام..ر..أ..ت..ك!" ثم أسقطت يده من بين أصابعها ..قائلة ببرود..." عمت مساءاً!" هل ظنت بأنها انتهت منه هكذا؟؟؟ حسناً..ان كانت تظن هذا ..فهي حتماً مخطئة! بل هي لم تكد تشعر بطعم النصر في هذه الجولة...حتى أكد لها أندرو..بأنها تشاركه الخسارة...أكثر مما ظنت....... أمسكها من ذراعيها بخشونة....وقربها منه " اتركني!" وهي ترتعد..حينما رأت عينيه القاتمتين..... وبنفس طريقتها....قرب وجهه من وجهها.....حتى شعرت بأنفاسه الدافئة التي تناقض برودة ملامحه..... " حالما نتزوج....سأقوم بتهذيب لسانكي السليط هذا! ومنذ الان حتى ذلك الوقت...سأعاقبكي بطريقتي!!" وهو يشدها اليه معانقاً.....بقسوة وغضب....أجل! انه يصب كل غضبه منها...عليها وفي عناقه البارد..الخالي من المشاعر.... حاولت التخلص منه..." اتركني أيها المجنون!! اتركني!!" لكنه بدا وكأنه لا يسمعها......قالت بأسى:" أندرو!!!" رفع رأسه وعينيه ما زالتا تقدحان شرراً...وهو يطالع عينيها البائستين..قالت بمرار.. "دعني!" " لا!" قال بتصميم... " ماذا تريد مني؟؟؟" " ما كنت أريده منذ أول يوم رأيتك فيه!!" قال بعينين قاسيتين..لم تلمح فيهما اي أثر للعاطفة...... " ولكنني لا أريد ...!!" قاطعها قائلاً:" بل أنتي تريدينه!!" ارتبكت..فحاولت التململ من جديد:" اتركني اندرو! ما تفعله لن يحل المشكلة!!" فكر قليلاً...ثم قال:" هذا صحيح!!" وهو يقترب منها...مما أجفلها:" ماذا ستفعل؟؟أوه يالهي..أندرو تعقل!!" لكنه أمسك بها وحملها على ظهره وكأنها كيس بطاطا..... صرخت بحدة:" أندرو أيها المعتوه...ماذا تفعل!!؟؟أنزلني في الحال!!" لكنه اكتفى بالصمت...وهو يسير بها نحو سيارته....وهناك ألقاها في الداخل...وفي دقيقة كان قد انطلق بها الى حيث لا يعلم أحد!!!! كانت تصرخ في السيارة...." هل أنت مجنون؟؟؟أين تأخذني؟؟ أنزلني في الحال!! أقول لك أنزلني فوراً والا ستندم حقاً أندرو ماير!!!" لم يكلف نفسه حتى عناء النظر اليها...... مما أفقدها أعصابها:" سأقاضيك!! سأجعلك تدفع كل ما تملكه في المحاكم!!! سترى أيها المجرم!!" أيضاً لم يرد......حسناً, لقد بدأت حقاً تشعر بالخوف!! هي تعرف بأنها تثق بأندرو حتى النخاع!! لكنها خائفة من أشياء أخرى....بدت جلية في ملامح وجهه!! وأخيراً توقفا...... خرج من السيارة وسحبها من ذراعها ....وهو يسير بها سريعاً مما جعلها تتعثر أكثر من مرة....وبعثر خصلات شعرها حول وجهها...... ولما رأت بأنهما يقتربان من كوخ....ارتاعت صارخة:" أوه..لا!!" وأخذت تحاول مقاومة السير مع اندرو....التفت اليها فسارعت بلكمه بقبضتيها الصغيرتين محاولة ابعاده عنها.... ولما أحست بعدم جدوى ذلك...عادت تضربه براحتي يديها دون فائدة وهي تنهار باكية :" لا..اندرو..اتركني....لا تفعل بي هذا!!!" وهي تسترخي بين ذراعيه..مما جعله يدرك ما كانت تفكر فيه...أمسك وجهها بين راحتي يديه...وقال وهو غير مصدق ماتظنه... " أكنتي تظنين بأنني أنوي...؟؟" رفعت عينيها اليه..ورأت مقدار الالم الذي لاح فيهما.... " أوه لوس!!! أي وحش عديم الاخلاق تظنيني؟؟؟ ظننت بأنكي تعرفينني!! ولكنني واهم حقاً...أليس كذلك؟؟ أم أن أبناء الريف هم مجرد ذئاب بشرية تشتهي تمزيق براءة فتيات المدينة الفاتنات؟؟؟" " أنا؟؟" " أجيبيني!!" وهو يهز كتفيها بغضب.....ولما لم تجب..تركها من بين ذراعيه....وابتعد عنها قليلاً...ثم عاد ليقول وهو ينظر اليها بألم.... " اطمئني أيتها الاميرة!! لست أبداً كما تظنين! كنت أرغب بمفاجأتكي بهذا الكوخ..الذي اشتريته لكي ..بجانب البحيرة الصغيرة.... كنت أرغب أن نتحدث بحرية....كما فعلنا ذات يوم...في نفس هذا المكان... ولكن؟؟؟... لا أظن بأن لذلك أي فائدة الآن...!!" نظرت اليه وهي تشعر بقلبها يتمزق بين ضلوعها...هل حطمت كل شيء؟؟هل مات حبها في قلبه؟؟؟هل يحتقرها الآن...أو يكرهها؟؟؟؟ يا الله..ما الذي فعلته!!!! ولم تشعر به..الا وهو يهبط ويساعدها على النهوض...نظر الى وجهها طويلاً حينما استقرت واقفة أمامه....رفع خصلات شعرها المبعثرة عن وجهها... فحاولت الكلام حينما التقت عينيها بعينيه المعذبتين...لكن اصبعه الذي استقر على شفتيها أمات الكلام في مهده..... " لا تقولي شيئاً!" ومع أن عينيه تعلقت باصبعه الذي كان يلامس شفتيها الناعمتين....بل هو نسي نفسه للحظة..وظن أنه؟؟؟..لا.....قال بصوت مكتوم..لم يسمعه الا هو..... وسحب نفسه بعيداً عنها طالباً منها الركوب....... أعادها الى المنزل....وانتظر حتى تنزل من السيارة....لكنها لم تفعل!! نظرت اليه..كان وجهه جامداً..بارداً..لم تعهد فيه كل هذه القسوة قبلاً....! كان ينظر أمامه وكأنه لا يراها..... قالت برقة:" أندرو...؟ لم أكن أقصد...لقد ظننت؟؟؟" ولكنه ايضاً لم يتحرك... تابعت بعد ان ابتلعت ريقها بصعوبة.... " حسناً...كنت غاضباً...وحملتني قسراً الى مكان معتم مهجور...أليس من الطبيعي أن أظن ذلك؟؟؟" أيضاً....لا جواب!!! حينها نظرت اليه بغضب وقالت..:" لا بأس....لك ما تريد!" وهي تخرج غاضبة وحانقة حتى دون أن تنظر خلفها..ثم سارت مسرعة باتجاه المنزل...لكنها سمعت صوت سيارته بمجرد خروجها منها...استرقت نظرة للخلف...كان قد انطلق من جديد وهو ينهب الارض نهباً....متوارياً بسرعة البرق...عن أنظارها!!! |
أحقاً؟؟ حسناً لنرى ان كان ظنك في محله!! وللحق...كنت على وشك وضع فصل جديد الآن...فاستمتعي! الفصل الرابع عشر... "حبيبتي..... حتى الموت!" يمر يومين دون أن تراه........ومع هذا تعرف بأنه يقضي وقته في المزرعة الجنوبية...وبدا بأن لاأحد على علم بماحدث بينهما!!! " لوسي؟؟ تعالي حالاً...لدينا ضيوف!!" صرخت أماندا من أسفل السلم... كانت مستلقية على سريرها تقلب صفحات مجله دون ان تركز فيها....فكل تركيزها كان مع ذلك الاسمر الذي خطف قلبها منذ زمن!!! لكنها ما ان سمعت صوت أماندا....حتى ألقت بها بعنف...وهي لا تعرف ماسبب مزاجها السيء لهذا اليوم!! ونهضت عن سريرها...ألقت نظرة الى نفسها في المرآة....ثم هبطت في الحال.....وما ان وصلت الى غرفة الضيوف...حتى فوجئت بذلك الشاب الوسيم...والذي تشعر بأن ملامحه مألوفة لها بعض الشيء!! تقدمت لتحييه..... " مرحباً!" "أهلاً..كيف حالكي؟" قال مبتسماً بعينين مضيئتين..وهو يصافحها... " بخير...وأنت؟" قالت وهي تنظر الى أماندا مستنجدة..فذاكرتها لا تسعفها...وبدا بأن هذا الشخص يعرفها..... اقتربت أماندا وهي تضحك:" انه تيد!! ألا تذكرينه؟؟" " آه تيد! كيف حالك؟؟" وهي ترسم ابتسامة مصطنعة على وجهها....هل يفترض بأن يذكرها اسمه بهويته؟ ضحك تيد وقال:" أنتي لا تذكرينني؟؟؟" ابتسمت بحرج:" حسناً...تبدو مألوفاً لدي...ولكن ذاكرتي لا تسعفني هذه الايام!!" صرخت اماندا وهي تضحك:" ألا تذكرين رفيقكي ...من الحفل الريفي؟؟" وهنا صرخت لوسي:" آه الآن تذكرت!!! كيف نسيت هذا؟؟ انه لمن المفرح ان اراك حقاً بعد كل هذه السنين...كيف حالك؟" " أنا في احسن حال...وأرى أنكي كذلك!!" " لكن؟؟كيف حدث وتعارفتما؟؟" تساءلت لوسي.. " انه صديق ستيف! " هتفت أماندا.... " أوه! لم أعرف هذا!" " لا عليكي!! فصداقتنا حديثة العهد!!".. " حسناً..ألن نجلس؟ سيحضر ستيف قريباً..!" تساءلت لوسي وهي تجلس..:" والى أين ذهب مبكراً هكذا؟؟" " ذهب لمعاونة أندرو في المزرعة الجنوبية!! فالعمل شاق ومنهك هذه الايام! وأظنهما سيعودان معاً!!" ارتبكت لوسي....لكنها عادت لتنظر الى تيد الذي كان ينظر اليها محدقاً... فوجدت نفسها تقول:" هل تشرب شيئاً تيد؟ شاي أم قهوة؟؟" " فنجان من الشاي سيكون رائعاً..أشكرك!" قال برقة... بينما انسحبت هي بهدوء...الى المطبخ..لتلتقي السيدة ماير..وتنخرطان معاً في الحديث عن هذا التيد...... ويأتي الليل...لينشر أجنحته ويلف المكان......هذا السكون والعتمة......يخرقه صوت عزف غيتار ...وأصوات غناء وضحك هستيري...تنبعث من...بيته!!! نظر باستغراب الى ستيف....بادله الاخر نفس النظرات..... تقدم أندرو..وفتح الباب ومن خلفه ستيف...خلع معطفه وحذائه الملطخ بالطين....وارتدى الحذاء المنزلي....تقدم الى مصدر الصوت....حتى وصل الى غرفة المعيشة.... ليجد لوسي تتوسط أماندا وتيد على الاريكة المقابلة للمدفأة...وهي تدق على غيتارها..وتغني بصوتها الشجي...ومما يبدو بأن السهرة كانت أكثر من ممتعة...فهاهي اماندا..وكذلك تيد...يغنيان باعلى صوتهيما في محاولة لمرافقة غناء لوسي.... والجميع في ضحك واهتياج.....ولمعت عيني اندرو..وهو يرى ذراع تيد المرتاحة على كتفي لوسي.... لكن ما ان لمح ستيف تيد حتى هرع الى الداخل مرحباً.......... " أكل هذه الجلبة منك أيها المحتال؟؟؟" قال ستيف وهو يعانق تيد...... " وماذا سنفعل؟ ان كانت هذه الحسناء تفقدنا صوابنا؟؟" وهو ينظر الى لوسي بهيام.... مما أجفل المسكينة..خاصة وهي تلمح نظرات اندرو النارية...... تقدم اندرو وقبل شقيقته على رأسها...واكتفى بالقاء تحية جافة على لوسي... بينما وقف أمام تيد وهو ينظر اليه بتحدي.... شعر ستيف بحرب اثبات الافضل بينهما..فسارع الى تقديم كل منهما للآخر... " ومن لا يعرف أندرو ماير....الاعزب الوسيم!! انك حلم كل فتيات البلدة يا رجل!!" ارتفعت زاوية فمه بشكل بسيط وقال بسخرية:" لم أكن أعرف هذا! تفضل بالجلوس!!" ولم يعرف تيد لم لم يعجبه ترحيب اندرو...بل هو للحق يبادله الشعور...فوجد نفسه يمسك بمعطفه...وهو يقول معتذراً " أرجو ان تسمحوا لي الان بالانصراف...لقد تأخر الوقت..ولم ألحظ ذلك!" " وكيف ستفعل ذلك...وقد أفقدتك هذه الحسناء...صوابك- على حد تعبيرك-؟؟؟" قال باستهزاء وهو ينظر الى لوسي بشزر.... ابتسم تيد بدون مرح...وقال:" هذا صحيح! أراك لاحقاً ستيف! عن اذنكم!" وهو يغادر.... نظر اندرو الى لوسي وعينيه تقدحان شرراً.... لو أن النظرات تقتل...لأرداها قتيلة على الفور!!مما جعلها تحول ناظريها بعيداً عنه...وماذا فعلت حتى ينظر اليها بهذه الصورة؟؟؟! قال بغضب غير مبرر:" أرجو المعذرة!!" وهو يغادر كالثور الهائج..... تساءلت أماندا بحيرة:" ماذا يجري ستيف؟؟ماباله أندرو؟؟" وبدا بأن ستيف ايضاً يشعر بالحيرة...:" لست أعرف حقاً! كان بخير منذ لحظات!!ولكن؟؟" وهو يحول نظره ليستقر على لوسي.... " هل هناك شيء ستيف؟" تساءلت لوسي بقلق.... " لا..أبداً! يبدو أنني شردت...اعذراني حقاً..فانني منهك وليس لدي اية فكرة عما يحدث!!" اقتربت اماندا معانقة اياه:" أوه حبيبي...لابد أنك تعبت كثيراً اليوم...هيا اصعد لتأخذ حماماً منعشاً ريثما احضر لك شيئاً تأكله!!" قبل رأسها وهو يقول:" لا حبيبتي...لقد تناولت العشاء برفقة اندرو...لايمكنك توقع بقائي حتى الآن بلا طعام..خاصة بعد المجهود الذي بذلناه...يا الهي !! كان يوماً متعباً بحق!! " ابتسمت أماندا ثم قالت:" حسناً اذاً أنت بحاجة الى الراحة!!" " وأنتي كذلك حبيبتي ...هيا بنا!" وهو يضمها اليه...ويساعدها لتمشي... " ألن تنامي لوس؟" تساءلت أماندا..... بينما استيقظت لوسي من شرودها على صوت صديقتها...:" أوه..أجل بالطبع!! تصبحان على خير...." وهي تنهض وتصعد الى غرفتها بسرعة....... لكنها لم تستطع التحرك من مكانها.....بعد دخولها الى غرفتها..كان هناك مايشغل تفكيرها......أندرو!!! مضت ساعة.....وهي تخرج الى الشرفة تارة...وتارة تذرع أرضية الغرفة جيئة وذهاباً.... جلست على سريرها...وهي تحضن رأسها بين يديها....ولم تشعر الا والباب يفتح على مصرعيه...ويظهر اندرو بملامح غاضبة جداً...... تراجعت للخلف مذعورة....وهي تتمتم:" أن...درو!" كان كالعاصفة الهوجاء....كالزوبعة.....وهو يجذبها من ذراعيها بقوة...ويسحبها حتى غرفته..... وهي حتى لم تعترض....بل ان الصدمة ألجمت لسانها...... وحينما أصبحا هناك......دفعها الى الداخل..وأغلق الباب...... التفتت بسرعة...وهي تنظر اليه مرتاعة....نظر اليها مطولاً......ثم قال آمراً.... " لن تقابلي هذا التيد مرة أخرى!" نظرت اليه غير مصدقة:" م..ماذا؟" "سمعتني!" قال بجفاء..... حينها لم تستطع تمالك غضبها...:" ومنذ متى أتلقى الاوامر منك؟؟" " منذ اليوم!!" نهضت وهي تهم بالخروج:" اذاً أنت واهم كبير!!" أمسكها من ذراعها....وكان يهم بقول شيء..لكنه عاد فقال....وهو يبتسم بسخرية " نسيت أنكي مولعة بالتحدي!!" نظرت اليه وهي تبتسم ببرود......دون ان تضيف شيئاً... "حسن اذاً! لكي هذا!! أمسكي الغيتار!!"... قالت مصعوقة:" ماذا؟؟؟" " أنا أتحداكي ايتها الاميرة....ماذا؟ هل أنتي خائفة من الخسارة!!" " كان هذا في الماضي!!" قالت بتحدي.... " حسناً..أرني ما لديكي!!" وهو يقول بتصميم لايقل عن تصميمها.... أمسكت بالغيتار الذي أعطاها اياه.....وجلست على كرسي خشبي وسط غرفته..بينما جلس هو على الارض كعادته....وتناول غيتاراً اخرا من مجموعته... نظر اليها..... ياللسماء....كم تفقده عقله!!! كانت ترتدي قميصاً أزرقاً ضيق من الكاروهات..وبنطالاً من الجينز الضيق...بينما ينساب شعرها بتموجات رائعة ويحيط بجانبي وجهها.... حسناً..لقد كانت حافية القدمين..حينما جذبها من غرفتها....فظهرت أصابع قدميها الصغيرة المطلية باللون الاحمر.... مما زاد من شكلها المغري...برأي اندرو بالطبع..فهي لم تقصد اي من هذا..... ربما لهذا فقد عقله حينما رآها بصحبة تيد....كاد الفتى يأكلها بنظرات عينيه!!وكان أهون على أندرو أن يقتلع عينيه من محجريهما على ان يحدق بحبيبته بهذا الشكل!! نظرت اليه بحقد...وقررت بأنه يجب ان يخسر بأي ثمن... بدأت بعزف مقطوعة فرنسية...وهي متأكدة من أنه لن يعرفها لأنها مغمورة جداً..وحديثة العهد....ورافقتها بغنائها الرائع.... " أنا المطر ..وأنت قطراتي... أنت المؤكد....وأنا الشك... أنت الباقة....وأنا الزهور.... أنت اللحظة وأنا السعادة... أنت شروق الشمس...وأنا غروبها.... أنا جحيم كل خطاياك..... أنت حبي...أنت حبي.. أنا الحكيم....وأنت المجنون... أنت لاشيء وأنا كل شيء..." كانت تغني هذه الكلمات بتمهل...وبصوت فيه بحة رائعة...وهامسة...أثارت عواصف مشاعره وزوابع العاطفة في جسده وقلبه.... وبما أنه لم يكمل معزوفتها..توقفت وهي تبتسم لأنها هزمته....لكنها تفاجأت به...يقول بحزم..لا يحتمل الرفض... "أكملي!!!" نظرت اليه مستغربة...لكن نظرات عينيه أفهمتها أنه لا نقاش...فعادت تدق أوتار غيتارها..وتكمل أغنيتها..وقد أصبحت على النمط السريع....وهي تهز رأسها تأثراً باللحن...وتبتسم حيناً...ثم تعود لتنظر اليه حيناً بتحدي.... لكنه كان أبعد ما يكون عن التحدي....لقد كان سارحاً معها ومع عذوبتها التي تدفعه للجنون.... وأخيراً...وصلت لمقطع الذي تقوم فيه فقط بتلفظ الكلمات بدون لحن...مرافقة عزفها....بنفس بحتها الشقية.. " أنا كتابتك.....وأنت صورتي... أنت روايتي....وأنا مرآتك.... أنت الرغبة....وأنا الايماءة... أنت الليمون.....وأنا قشرته....امممممم (وهذه الاممممم أفقدته صوابه...!!) أنا الشاي....وأنت الكوب أنت الغيتار...وأنا الناي.... أنت حبي....أنت حبي... رفعت رأسها..ونظرت اليه بتحدي.....وقالت بسخرية وهي تبعد الغيتار جانباً:" هل اعجبتك مقطوعتي؟" فهي تعرف بأن كلمات أغنيتها سخيفة جداً....لكنها اختارتها لأنها متأكدة من عدم معرفته بها....مما يعني فوزها في التحدي أخيراً!!!! امم....لقد كانت محتاطة اذاً هذه المرة!!! نهض من مكانه وهو لا يكاد يسيطر على نفسه..واقترب منها وهو يشد ذراعها لتقف هي الاخرى وتواجهه...وهي تنظر اليه بتوجس.... " بل أنتي من أعجبتني...!!" " أندرو..!!!لا...!!" قالت محذرة.... ولكنه لم يعطها اي فرصة..اذ ضمها اليه في عناق محموم...مجنون....لم تستطع الهرب منه!! وظلا هكذا لبرهة من الوقت...حتى بدأت تستيقظ على مايحدث....فحاولت التململ.... " أندرو...اتركني!!" ابتعد قليلاً وهي ماتزال بين ذراعيه.....نظر اليها...ثم عاد فأسند جبهته على جبهتها...قائلاً مغمض العينين ...... " أنا...أعتذر! أعرف بأنه لم يتوجب علي ذلك....لكنكي المذنبة الوحيدة هنا!اللعنة..فلم أر من هي بمثل اثارتك وجمالك وهي تغني....وأنا لست حجراً! بل في الحقيقة..أنا أبعد مايكون عن الحجارة...كما تعلمين!!" انتفضت مبتعدة من كلماته ولمساته التي هزتها...." أنت لا تحتمل!!وقد كانت غلطتي من البداية.مجيئي معك الى هنا!!كان علي أن أعلم أنك لست أهلاً للثقة؟" جذبها اليه من جديد:" وهل أنتي كذلك؟؟؟" " ماذا تقصد؟؟" قال بسخرية:" أعني أنكي لا تثقين حتى بنفسك....حينما أطلقتي لها العنان...وكنتي دافئة ورائعة بين ذراعي قبل قليل....!!فكيف تريدين مني أنا منع نفسي؟؟؟؟" نظرت اليه بحقد وهي تحاول تخليص نفسها من قبضته..:" أنت وغد كبير!!!" ضحك بسخرية...:" حسناً...أيتها الحمل الصغير!!!" وهو يتركها......فسارت باتجاه الباب حانقة وهي تود لو أن بامكانها صفعه....لكن صوته استوقفها وهي تفتح الباب لتخرج... " لم تقولي؟ماهي هديتك؟فأنتي في النهاية قد ربحتي التحدي ..!!" نظرت اليه بغضب...قائلة:" أريدك أن تتركني وشأني.....!!" " هذا أمر غير قابل للنقاش..!! فأنا لن أتركك حتى الموت حبيبتي!!!" " آهههه!" قالت بحنق....وخرجت وهي تصفق الباب خلفها..... لكنها لم تدر لم شعرت بالراحة لكلمته تلك......حسناً هذا واضح!! فهذا يعني بأن حبه لها لم يمت...ولكنها لا تعرف....لم تفقد السيطرة على اعصابها ...حينما يقترب منها؟؟؟ لم لا تستطيع اخباره بكل بساطة.....كم تحبه! |
الفصل الخامس عشر " حدث سعيد؟....أم حزين؟!" تقرر لوسي الخروج في نزهة بمفردها....في الصباح الباكر...عل هواء الريف العليل يشفي قلبها ويذهب ضيق صدرها....فهي لم تذق طعم النوم أبداً ليلة الامس....ولم يكد يطلع النهار...حتى قفزت من سريرها....وبدلت ثيابها وخرجت تتمشى في الطرقات والمزارع الواسعة.... لفح النسيم وجهها وأطار بعض خصلات شعرها...فدمعت عينيها من السعاده....!!! كل هذا السكون...والجمال...يثير مشاعرها الى ابعد حد!! ويجعلها هشة...ضعيفة...سريعة العطب!! مسحت عينيها..وهي تجبر نفسها على الابتسام... " لابأس لوسي....سيكون كل شيء على مايرام! فقط..تمتعي باللحظة..وانسي أمر الغد!!فما من احد يعرف.ماهو مخبأ؟؟صحيح؟؟" ابتسمت بسعاده وهي تقول بصوت مسموع هادئ:" صحيح!" وبينما هي كذلك.. " مرحباً أيتها الجميلة!" التفتت لوسي الى مصدر الصوت...لترى تيد يقف وهو يحمل بيده مجرفة.....بدا وكأنه يعمل منذ الصباح الباكر.....ومع أنه كان وسيماً جداً...وفراشات الاعجاب...تتطاير من عينيه....الا أنه لا يقارن بأندرو.....فذاك شخص آخر...بل عالم آخر!!! " أهلاً تيد....كيف حالك؟؟" " بخير!! ولكن ماذا تفعلين في هذا الوقت المبكر؟؟لم أكن أظن بأنكي من الفتيات اللاتي يصحون قبل الشمس!!" ضحكت من ملاحظته:" ولماذا؟؟ ألأنني ابنة المدينة المستهترة؟؟" بدا الارتباك على وجهه:" لم ..أقصد هذا لوسي!اعذريني ان بدت كلماتي .." قاطعته وهي تبتسم ابتسامتها الرائعة:" لا عليك!! انني أمازحك فقط!!" ابتسم هو الاخر براحة أكبر....واقترب منها..بينما اردفت هي:" أتعمل دائماً مبكراً هكذا؟" " أجل! فالمزرعة كبيرة...وليس لدي الكثير من العمال!!" " ولم لا؟" تساءلت بحيرة.... قال بسخرية:" لسنا جميعاً بمستوى السيد أندرو ماير.. لوسي!!" ومع أن لوسي تضايقت من لهجة تيد وأسلوب حديثه عن اندرو..لكنها عادت لتبدل الموضوع وهي تقول باسمة :" اذاً..ألن تأتي لزيارتنا تيد؟لقد استمتعنا حقاً بالامس!!" عاد ليقول بحب:" أود ذلك كثيراً ....لكنني..لا أظن بأنه مرحب بي!!" قالت وهي تلمس ذراعه:" لا تقل هذا! بل أنت أكثر من مرحب بك!!" لمس وجنتها باصبعه :" أنتي لطيفة ورقيقة جداً لوسي...لهذا لا تشعرين بما يجري حولك!" أجفلت من لمسة اصبعه..فأبعدت رأسها..لتصطدم عينيها بعينين حادتين كالرصاص.... لم تدر لم أحست بالذعر الى هذا الحد...؟ ليس لأنه طلب منها..بل أمرها أن تبتعد عن تيد....تكون بهذا مخطئة ان اقتربت منه! بل هي لم تفعل شيئاً سوا أنها ردت عليه التحية....وهل عليها أن تكون قليلة التهذيب..لترضيه؟! فليذهب الى الجحيم اذاً!! " تيد! " قال اندرو بنبرة قاسية..وهو يلمس طرف قبعته... ولم يكن تيد أفضل حالاً:" أندرو!" وهو يومئ برأسه مجبراً...... ثم التفت الى لوسي..ليصب نظراته النارية كلها عليها....وكانت قد صهرتها وصهرت دفاعاتها..والجليد الذي غلفت به ملامحها منذ قليل!! " صباح الخير لوس!" قال بحنق... " صباح الخير !" قالت بتوجس..... لكنه عاد ليتابع:" أكره أن أقاطعكما حقاً...ولكنني مضطر لاصطحابكي للمستشفى!" ومع ان جملته لم تخل من سخرية... الا أن ملامح وجهه تبدلت في الحال..حينما تعلقت لوسي بذراعه وهي تقول بعينين تلمعان فرحاً... " أماندا؟؟هل؟؟؟" لم يستطع منع نفسه من الابتسام وهو ينظر الى عينيها ملياً:" أجل...لقد جاءت الصغيرة أخيراً!!" صرخت لوسي بتأثر وهي تقفز معانقة أندرو.....مما لم يعجب تيد.....ولاحظ اندرو ذلك.... لكن لوسي تقطع حربهما الباردة.....وهي لاتملك ادنى فكرة عن كل هذ!ا.....تشبثت بذراع اندرو..وهي تجذبه نحو السيارة قائلة:" وماذا تنتظر اذاً؟؟؟هيا بنا بسرعة.....!! " " حسناً..حسناً!" وهو يضحك....ويسير معها.... " أراك لا حقاً تيد!!" قالت على عجلة..... لكن تيد كان متضايقاً الى ابعد حد..ومع هذا قال بابتسامة عذبة..موجهه بالطبع الى لوسي..ولكنه رمى كلماته.. بدون شك...في وجه اندرو:" هذا مؤكد لوسي!" نظر اليه اندرو بتحدي...وبدا واضحاً بأن رسالة تيد لم تعجبه....لكنه لم يعلق...بل اكتفى بايماءة بسيطة.... وهو يجذب لوسي بعيداً عن تيد باتجاه سيارته..... وما ان ابتعدا..... حتى القى تيد مجرفته على الارض بعصبية......وغادر على الفور..! وفي السيارة...... كانت لوسي لا تستطيع الانتظار..وهي تفكر بالطفلة..وملامحها....وكيف تبدو؟؟؟ كانت تضم يديها الى صدرها..وهي سارحة بافكارها....وتخيلاتها..... نظر اليها اندرو...الذي كان يغلي منذ قليل بسبب تيد!! لكن نظرة واحدة الى حبيبته...تنسيه كل الدنيا.... ابتسم وهو يلمح سعادة الاطفال تشع من عينيها الخلابتين........... عاد لينظر امامه...وهو يقول:" لقد اقتربنا كثيراً.....!! ومع هذا أرى بأن الفضول سيقتلكي!!" نظرت اليه ...وقالت بحماس لم يره فيها منذ وقت طويل....." لا أستطيع الانتظار حتى أرى الطفلة!! يا الهي اندرو....انه لشيء رائع.....!! (وهي تعود لتنظر الى السماء).. تخيل بأنها ستناديني بعد عدة أشهر بالعمة لوسي؟؟؟ آه يالهي....لا استطيع الانتظار.....!!" ضحك اندرو من شدة حماسها........:" ربما ستكونين حينها العمة لوسي التي فقدت عقلها!! اهدأي قليلاً!!" وضحك مجدداً..حينما قالت بحنق:" أندرو ماير ...أنت عديم الاحساس!!!" كانا قد وصلا المستشفى......وما ان وصلا غرفة اماندا......حتى كانت العائلة كلها تقف في الاستراحة..... دخلت لوسي الى الغرفة برفقة اندرو بهدوء......رفعت اماندا رأسها..وما ان رأت شقيقها وصديقتها العزيزة.....حتى تهلل وجهها بالفرح.....قائلة:" لقد أتيتما أخيراً!" اقتربا منها.........." تهانينا!!" " أشكركما!" نظرت لوسي الى الطفلة بعدم تصديق.....ولم تستطع منع دمعة من الانسياب....... " لوسي؟ أرجوك لاتبكي....ستدفعين بي للبكاء كذلك....أتريدين هذا؟؟" شعرت لوسي بيد اندرو تستريح على كتفها.....وصوته القوي الدافئ يهمس في اذنها:" اهدأي لوس!!" مسحت عينيها بسرعة..وهي تبتسم.....وتحدق في الصغيرة.... " ألا تريدين حملها ؟؟" تساءلت اماندا بحنان..... ارتبكت لوسي وهي تنقل نظراتها بين اماندا واندرو:" أنا؟؟ لا أعلم..ان كان بامكاني.....انها صغيرة..وأخاف أن أوقعها..." " بل تستطيعين!! تعالي..لاتخافي!!" " أوه..أماندا...لست واثقة حقاً!!" وهنا تدخل اندرو:" ستكونين بخير لوس....هيا أيتها الجبانة!!" نظرت اليه بتحدي....لكنها ما لبثت ان ابتسمت.....فقد فهمت ما يرمي اليه....انه ببساطة يتحداها ليدفعها لفعل ما يريده..... حسناً...انها تريد ذلك ايضاً! بل انها تتوق للامساك بالصغيرة وحملها........ اقتربت أكثر....وأمسكت بالصغيرة من ذراعي اماندا.....وحملتها برفق....وهي تنظر الى ملامحها الصغيرة....غير مصدقة....وتبتسم بعذوبة....... " آه أماندا....!! انها جميلة جداً.....وتشبهكي كثيراً!!!" قالت وهي لا تستطيع ازالة عينيها عنها..... وبدأت تلاعبها...... كان اندرو ينظر اليها..وهو يكاد يلتهمها بعينيه......لقد كان منظرها مع الطفلة مؤثراً جداً...وأثر في نفسه كثيراً!! كم مرة حلم بهذا المنظر في يقظته..وفي منامه....ولكن الفرق الوحيد...بأن الطفل الذي كانت تلاعبه...كان طفله هو........منه هو!!! شعرت أماندا بما يعتمل في صدر شقيقها....وهي تنقل بصرها بينه وبين لوسي........ وقطعت لوسي هذا السكون بضحكتها الرائعة المندهشة:" انها تضحك!! تضحك لي أماندا!! أرأيت ذلك أندرو؟؟؟؟؟ هذه الجميلة....قد تعرفت الي!!" ضحكت اماندا..وهي تقول محاولة مساعدة شقيقها الذي بدا التجهم يغزو وجهه:" أرأيتي لوسي؟ انكي أم بالفطرة!! وواجبكي يحتم عليكي ضرورة الاسراع في تحقيق ذلك!! كما أنني لا اريد ان يكون هناك فرق في العمر بين طفلتي وطفلتك..أو طفلك!!! أريدهما ان يكونا اصدقاء....مثلنا تماماً!!" ارتبكت لوسي من كلام اماندا..وبخاصة في وجود اندرو....الذي بدا وكأن شياطين العالم تحوم فوق رأسه....فاعتذر وغادر غاضباً........ أطرقت لوسي.....بينما تساءلت اماندا بحيرة:" وما الذي قلته؟؟؟" ابتسمت لوسي وهي تهدأ أماندا:" لا عليكي حبيبتي.....سيهدأ بعد قليل....لقد اصبح عصبي المزاج مؤخراً...ربما لكثرة اشغاله في المزرعة الجنوبية!!" وهي تعيد الطفلة الى جانب والدتها..... لكن اماندا لم تترك الموضوع:" أو ربما بسبب حبيبته التي لا ترغب ان يجتمع شملهما اخيراً!!" توترت لوسي.....ولكنها قالت" ربما هو لا يحبها بشكل كافي اذاً!!" "صحيح بأنهما انقطعا لفترة من الزمن......لكنني اؤكد لكي بأنهما يعشقان بعضيهما الآن!!وأكثر من ذي قبل!!!!" ارتبكت لوسي ولا أظنها فهمت ما قصدته اماندا... بالطريقة الصحيحة!! تمالكت دموع اليأس...وأطرقت قائلة:" فهمت!" وما الذي فهمته.....؟؟؟؟؟ أه أيتها الحمقاء لوسي.....كل هذه المدة وأنتي مغرمة بشخص لا يبادلكي الحب؟؟؟بشخص متعلق بغيرك؟؟؟ وماذا تريدين دليلاً أكثر من كلام أماندا؟؟؟ كان يحبها قديماً..ثم انقطعا....وعادا الآن لبعضيهما وبشغف أكبر؟؟؟؟؟ ولم تدر لم تذكرت الآن...قول جوزي....حينما سألتها عن اي اخبار سعيدة بخصوصها واندرو....فأجابت بأن لوسي تستبق الاحداث!!! يالحمقها!! تستبق الاحداث؟؟؟لا أظنها تفعل ذلك الآن....بل انها لن تتعجب ان خرجت من الغرفة...ووجدت بأنهما أعلنا خطبتهما!!!! فعلى مايبدو بأن الاخبار السعيدة معدية!!! استأذنت لوسي...لتترك اماندا ترتاح قليلاً.....وما ان خرجت من الغرفة....حتى رأت ما كانت تحاول جاهدة تجاهله!!! كان أندرو في الممر....معطياً ظهره لها...بينما كانت جوزي تقترب منه لتهمس شيئاً في أذنه....وما ان رأت لوسي....حتى تعمدت عناقه... بل وأخذت تداعب خصلات شعره بيدها....... التفتت لوسي مسرعة.. قبل أن تدرك رد فعل اندرو...الذي جذب جوزي بحدة عنه......وتمتم بكلمات.....ليتها سمعتها....لتمحو الشك من خيالها وعقلها...... لكنها كانت بكل بساطة قد غادرت!!! |
الفصل السادس عشر " وداعاً يا عذابي!" وصلت الى البيت بسرعة..وبدأت تجهز حقائبها...ومضت برهة بسيطة..ثم مالبثت أن سمعت صوت بابا غرفتها يفتح ويطل منه وجه اندرو المحتار......... نظرت اليه....وبدون اي كلمة أكملت ما كانت تفعله...... ولما لاحظ أنها تحزم حقائبها....قال مستنكراً:" ما الذي تفعلينه؟؟" " أنني مغادرة! " قالت بهدوء ممزوج بالغضب.... " وأماندا؟؟" " لقد اطمئننت عليها.....وسأعود لأراها لاحقاً!!" " وما سبب قرارك المفاجئ؟" " تعرف بأن العمل يتطلب وجود أحدنا!!" وهنا أثارت جنونه....فتقدم وهو ينزع يديها من حقيبتها:" أعرف بأنكي كاذبه!" " لست كاذبة!" قالت بحنق.... " اذاً أخبريني الحقيقة!!" قالت بعصبية:" أخبرتك اياها!!" " لم أصدق كلمة من هذا الهراء الذي تفوهت به!!" قال بغضب.... " هذا لا يخصك!! أتفهم؟؟؟ان رغبت في العودة..فهذا شأني وحدي!!" " لا! بل شأني كذلك....! اننا شخص واحد لوس....حتى وان أنكرتي ذلك مئة مرة...!" قالت بمزيج من القرف والغضب:" كيف تجرؤ على قول هذا؟؟؟يالك من منافق كبير!" كان يجبر نفسه على الهدوء:" هاتي ما عندك!..ماسبب كل هذا؟؟" " ألا تعلم؟؟؟تباً أندرو....لم لم تحاول احتراف التمثيل؟؟؟؟فأنت أبرع ممثل رأيته في حياتي...بل أن تمثيلك مؤثر...ويبدو صادقاً في بعض الاحيان!!!" أمسكها من ذراعيها وهو يهزها بغضب:" اللعنة عليك يا امرأة...! توقفي عن هذا الجنون...وأخبريني في الحال...عن سبب هذه الهستيريا!! واياكي....والعودة للشتائم..فلن أحتمل أكثر!!" لم تدر ماذا تقول!! أتخبره كم كانت مغفلة وحمقاء وهي تصدق بأنه يهتم بها وحدها....ويهيم بها حباً؟؟انه يعرف ذلك...يعرفه جيداً..ولاحاجة بها لاخراج تلك المسرحية الهزلية الى العلن.... لمست جبهتها براحة يدها.......وهي تشعر بأنها على حافة الانهيار............ ثم رفعت رأسها لتنظر اليه ملياً......تتأمل ملامح وجهه المشدودة.......وتلك التقطيبة التي ظهرت بين عينيه...... ولم تجد الا كلمة واحدة لتقولها...:" تهانينا أندرو!" " أهذا كل ما ستقولينه؟؟؟؟" وهو يصر بأسنانه...... " أجل...! آه...ولا تنسى أن تنقل ذلك أيضاً لجوزي!!" قالتها بلا مبالاة.....على النقيض من الغضب الذي يعصف داخلها...... " م..ماذا تقولين؟ وما شأن جوزي ب؟؟؟" وحينما بدأت الخيوط تتجمع في رأسه....حاول ان يكذب ذلك..... فرأته ينظر اليها بعنين داميتين....وهو يهزها قائلاً:" ماذا تعنين بكلامك؟؟؟أجيبي!!!" صرخ بقوة... لكنها حافظت على هدوئها....هذا صحيح....لقد عادت الحسناء الفولاذية الى المسرح........ " ألم تفهم بعد؟؟؟حسناً.....لقد عرفت كل شيء....عرفت اي لعبة كنت تمثلها باهتمامك الزائد بي......! بينما كنت في الواقع....تخطط لزواج سعيد مع حبيبة الطفولة!!" كان يبدو كالمجنون....وقد اتسعت عينيه بعدم تصديق:" ماذا تقولين...؟؟ هل جننتي؟؟؟" وهنا ثارت ثائرتها:" أجل جننت!!! فبينما كنت أتخيل وأحلم....وأتعذب!!(وهي تغص بكلماتها)..آه يالهي!!! كنت أنت مستمتعاً بكل مايجري.....! كنت تبني حياتك الخاصة........(قالت بألم)..وبعيداً عني!!!" عاد يهزها بغضب:" من ملأ رأسك بهذه التفاهات أيتها الحمقاء؟؟؟؟ يا الهي....لا يمكنني أن اصدق ما تقولينه!!" صرخت قائلة:" بل صدق...!! لقد تحدثت مع اماندا هذا الصباح.....وأخبرتني ما لم تستطع انت اخباري به ايها الجبان!!!" " ستندمين ان لم تتوقفي عن كيل الاهانات لي!!" قالت وقد بدت دموعها تترقرق في عينيها:" لقد ندمت....ندمت منذ زمن طويل أيها المغفل اللعين!!! تباً لك.....أكرهك ولا أريد رؤيتك مرة أخرى!!!" حاول الامساك بها....لكنها صرخت قائلة:" ابتعد عني!! اياك ان تلمسني ايها الوغد....!" عاد للوراء...وأعاد ذراعيه الى جانبه.....وقال بهدوء:" حسناً....ولكنك مخطئة!! لابد أنك أسأتي فهم أماندا!!" فضحكت بدون مرح...ودموعها مازالت في عينيها:" أحقاً؟؟؟ وهل أساءت عيني الفهم أيضاً؟؟" " لا أفهم!" " لقد رأيتك وأنت تعانقها اندرو.....في رواق المستشفى....لقد كنت هناك!!" " لا لوس....لم يكن الامر كما بدا لكي...بل انني" قاطعته قائلة:" ألم تتعب من الكذب؟" " أنا لا أكذب.......ولو أنكي تسمعين قليلاً بدلاً من القفز لاستنتاجات خاطئة..لوفرتي علينا كل هذا!!" " لن أستمع اليك مجدداً..أندرو ماير....لقد اكتفيت منك هذه المرة حقاً!!" تنهد ثم قال.." حتى وان أخبرتكي بأنك مخطئة.....وبأنني لم أعشق في حياتي..سواكي؟؟؟" " لقد جعلتني حمقاء مرة......ولن أسمح لك بهذا ثانية!" بدت ملامحه كأنها منحوته في الصخر....لكنه قال أخيراً بصوت بارد:" اذاً لن أعطلكي أكثر!" وغادر على الفور................................ **************** "هاي لوسي...ألم تسمعي آخر الاخبار؟؟؟؟" هتفت سوزان بحماس....لكن لوسي كانت أبعد ما يكون عن الحماس هذه الفترة.....فوجدت نفسها تجيب بلا اكتراث....ودون أن ترفع عينيها عن الاوراق التي تقوم بمراجعتها..... " ماذا هناك؟" لكن هذا لم يعجب سوزان بالطبع.....فجلست على الكرسي المقابل لمكتب لوسي....وهي تقول بغموض... " كم تدفعين؟؟؟" رفعت لوسي رأسها..ونظرت الى سوزان بوجه لا أثر للانفعال أو حتى الحياة فيه......... وقالت بصوت رتيب:" أليس لديكي عمل تنهينه؟؟" نظرت اليها سوزان بدهشة وقالت:" واووو.....استرخي يا فتاة...ما هذه الكآبة التي انتي فيها؟؟" أعادت لوسي نظرها الى الاوراق..وهي تردف بذات النبرة:" هذا ليس من شأنك سوزان! " " أتعلمين؟؟ربما ان ذهبت الى أحد تلك المنتجعات التي توفر التدليك و...." قاطعتها لوسي :" عودي الى مكتبك سوزان!" ولكن سوزان كانت قد بدأت...فكيف السبيل الى اسكاتها الآن؟؟؟ " صدقيني لوسي.....تلك اليابانيات ماهرات حقاً في مايفعلن...فما ان يبدأن بالتدليك..حتى.." رفعت لوسي رأسها ونظرت الى سوزان بحدة....مما أخرس الاخيرة...... " أحاول التركيز هنا!!!" " حسناً..حسناً....يا الهي...كم أنتي عصبية!!!" وهي تنهض..وتمسك الباب لتخرج...لكنها عادت لتحشر رأسها من فتحة الباب وتقول بسرعة..... " على كل أردت اخبارك بأن السيد اندرو ماير قد استقال اليوم....مما يعني بأن المنصب قد عاد اليكي على طبق من الذهب!!" وهي تبتسم وتخرج..... وفجأة...تداخلت الحروف في بعضها.....رفعت رأسها لتدرك ما قالت سوزان........ أندرو استقال؟؟؟ لن أراه بعد الان؟؟ ولكن؟؟ ولكن هذا لا يمكن!!! وبسرعة التقطت سماعة الهاتف واتصلت بوالدها تسأله عن الامر....ولما أكد لها ذلك.....حاولت معرفة الاسباب.....ولم يجبها والدها الا بكلمة واحد..... " أسباب شخصية" حاولت تناسي الامر..والعودة الى ما كانت تفعله.....لكنها لم تستطع....بل انها أمسكت بتلك الاوراق المهمة وألقت بها في الهواء بعصبية........ " تباً!! تباً!" نهضت لتقابل النافذة وتراقب المارة...... " وماذا كنت أتوقع؟؟؟؟ فأنا التي طلبت منه عدم رؤيته....! أجل..لا أريد أن أراه....فأنا أكرهه..أكرهه جداً!! أكرهه لأنني أحبه بشدة! أكرهه لأنني أراه ماثلاً أمام ناظري...في كل شيء!! أكرهه لأنه يعيش في ذكرياتي كلها....... أكرهه..لأنني أحببت كلماته....وحركاته......وخطوط وجهه!!!!! أكرهك أندرو ماير...أكرهك ايها البائس اللئيم.......!!" وهي تذرف الدموع بشكل هستيري................................. |
مساء الخير للجميع... حسناً أعترف بأن هذا الفصل قصير....لهذا قمت بتنزيله اليوم....على ان نلتقي ثانية يوم الاربعاء.... فاعذروني......^^ الفصل السابع عشر " العتمة......في كل مكان!" واستمرت أحوال لوسي بالتدهور.....واختفت تلك الشعلة الرائعة التي كانت تنبعث من عينيها...وتشعر الناظر اليها بأنها تملك الدنيا...... لا حظ والداها ذلك........لكنهما لم يعرفا لذلك سبباً............. " لوسي ما الامر؟؟" رفعت رأسها عن طبقها الذي كانت تقلب محتوياته دون ان تتناول منه شيئاً...... " هل قلتي شيئاً أمي؟" " ألا يعجبكي الطعام حبيبتي؟؟" تساءلت والدتها برقة... " لا..لا..بل هو ممتاز....لكنني فقدت شهيتي!" قالت وهي تدفع بالطبق بعيداً..وتحاول النهوض... " أرى بأنكي تفقدين شهيتك كثيراً هذه الايام!! ألم تلاحظي بأنكي فقدتي الكثير من الوزن مؤخراً؟؟" قال والدها بلهجة حازمة..... لم تكن بحاجة لسماع اي محاضرات او مواعظ الآن....فوجدت نفسها تقول بابتسامة " انها حمية جديدة احاول اتباعها..ويبدو انها نجحت!!" علقت والدتها:" حمية؟؟حبيبتي لقد كان جسمكي رشيقاً ورائعاً...لطالما كان كذلك....!" " حسناً أمي.....هذا بالنسبة اليكي...لكنني كنت سمينة!" " والآن....أنتي هزيلة كالمومياء....أهذا ما تريدينه؟" تساءل والدها..... " آه...ما بالكما أنتما الاثنان؟؟ لم لا تتركاني وشأني؟؟؟" قالت بحنق.... " حبيبتي نحن قلقان عليكي.....تبدين متعبة دائماً وتعيسة....لا نستطيع ان نراكي هكذا..ونقف مكتوفي الايدي!!" " يا الهي كم تضخمان المسألة!! أنا بخير وبصحة جيدة.....نهاية النقاش!" وهي تحاول وضع حد لهذا الحصار.....نهضت عن المائدة لكن صوت والدها استوقفها للحظة....حينما قال.... " أنتي ممنوعة من الذهاب الى الشركة....ابتداءاً من الغد!" التفتت اليه غير مصدقة.....ثم ابتسمت باستنكار:" ماذا تقول؟" قال وهو يرتشف الحساء ويعيد الملعقة الى الطبق...." سمعتني!" " لابد أنك تمزح!" نظر اليها..وقد بدا جاداً كل الجد...." أمزح؟" تساءل باستنكار..... حينها فقدت اعصابها:" لايمكنك ذلك!!" " آه يمكنني ويمكنني ايتها الشابة.....سألغي التوكيل الصادر باسمك...وينتهي كل شيء!!" انسابت دمعة من عينها:" لم تفعلان هذا؟؟ لم لا يتركني الجميع وشأني!!" " حبيبتي نحن نريد مصلحتك..كما أن قرار والدك هذا مؤقت....فقط كي تأخذي قسطاً من الراحة...أنتي تحتاجينها ولاشك!" علقت والدتها بحنان...وهي تتبادل مع زوجها النظرات.... " لا أحتاج راحة....لماذا تقررون عني؟؟أنا لم أعد صغيرة..متى تفهمان ذلك؟؟؟آه...أتعلمان؟؟لم أعد أهتم...افعلا ما تريدانه..وسأبحث عن عمل منذ الغد!!!" قالت ذلك وخرجت كالاعصار......... " ألا تظن بأننا قسونا عليها قليلاً عزيزي؟؟تبدو على حافة الانهيار...اه يا الهي ...لا استطيع رؤيتها بهذا الشكل!" امتدت يده لتشد على يد زوجته...وهو يقول بعطف:" ستتحسن....أعدك بذلك!" ابتسمت....وهي تربت على يده بتفهم...... ******************************* عادت حانقة......وهي تلقي بحقيبتها على الكرسي بانزعاج.......بينما رفعت والدتها رأسها عن القطعة التي تقوم بتطريزها....وقالت بصوت رقيق :" مابكي حبيبتي؟؟لم تبدين منزعجة؟" كانت تذرع أرض الغرفة كنمر غاضب...ثم مالبثت ان قالت بحنق:" آه..ألا تعرفين أمي؟؟ألستما شريكين في كل هذا؟؟" " لا أفهم شيئاً مما تقولينه حبيبتي...!" " آه يالهي!!كيف بامكانه فعل ذلك بي......؟؟ كيف بامكانه الطلب من جميع الشركات بعدم توظيفي؟؟؟" " من فعل هذا؟" تساءلت الام بحيرة..... " أبي أمي....ومن غيره؟؟؟ لقد أخبروني ذلك صراحة...وبأنهم لايستطيعون تحمل اي توتر بين شركاتهم وشركات والدي.....بل ان البعض تطاول وطلب مني استرضاء والدي...وطلب الصفح منه!!! لم يعرفوا بأنه هو من تخلى عني!!!" وضعت والدها التطريز جانباً:" حبيبتي تعلمين أن والدكي لم يتخل عنك.....وبأن هدفنا في هذه الحياة هو اسعادك.....لكنك تقتلين نفسك....ولن تتوقعي ان نصمت على هذا!! حبيبتي...أياً كان سبب حزنك.....فاعلمي أنه لا يستحقك..ان كان كدركي بهذا الشكل!!" شعرت بأنها ستنهار قريباً:" لم يهجرني أي أحد أمي..ان كان هذا ما تلمحين اليه.....بل في الحقيقة...أنا التي فعلت!!!" وخرجت ...تاركة والدتها تعاني أثار صدمتها...... وفي المساء.................... تسمع طرقاً على باب غرفتها....فتصرخ قائلة...." لا أريد أن أرى أحداً!" لكن الطارق تجاهلها على مايبدو لأن الباب فتح فجأة......رفعت رأسها بعصبية وهي تستعد لخوض مشاجرة حقيقية مع هذا الذي لا يحترم حتى خصوصيتها.....لكنها ما ان فعلت ذلك...حتى لم تصدق عينيها......وتبدلت ملامح السخط الى الفرح والسعادة.....والقليل من الحزن............ |
الفصل الثامن عشر " يقتلني حنيني....وغيابه!" " سندخل رغماً عنكي!" قالت اليانور ..وقد بدت كيتي من خلفها...... " أنا..أنا لا أصدق!! آه أيتها العزيزات!!" وهي تهرع بسرعة لتلقي بنفسها في احضانهن.....بينما عانقنها هن بكل حب..... وبعد تبادل الاخبار والتحايا....عمدت اليانور الى البدء بماقدمن من أجله............. " أتعلمين بأننا كنا بالامس فقط في مزرعة السيد ماير؟" توترت لوسي:" حقاً؟ أرأيتما طفلة أماندا؟؟؟ألا تشبهها ؟؟ أظنها نسخة عنها!" وهي تحاول ابداء المرح.... لكن كيتي سارعت تقول:" انها رائعة....وقد فرحت اماندا كثيراً لرؤيتنا...مع انها كانت تأمل.ان تراكي معنا!" " سأحاول الاتصال بها قريباً!" " أتعلمين من رأينا أيضاً....؟؟؟" تساءلت اليانور بخبث...... أجل....كانت تعرف من رأين..ولكم تتمنى ان تتوقف اليانور الآن عن رمي السهام....هي للحق قد تحولت الى صديقة وفية في السنوات الماضية....لكن يبدو أنها لم تعد تنوي ذلك الآن.... ولما لم تجب..... أردفت اليانور" أندرو! آه لوسي..لم اعرفه في البداية....لقد تغير كثيراً!" نظرت لوسي الى اليانور..ورددت خلفها:" تغير؟" وهنا تدخلت كيتي:" أجل..وياللأسف! لم يعد ذلك الشاب الجذاب الذي فتنتي به لوس منذ سنوات....لقد أصبح هزيلاً كالخيال....منعزلاً....لم نلمحه سوا مرة!! ولم يجلس معنا او يرحب بنا كعادته!!!" شعرت لوسي بقلبها ينقبض.....كل هذا يحصل لحبيبها؟؟؟؟لكن..ماذا بيدها لتفعل؟؟ " ولا أرى بأنكي أحسن حالاً منه!" علقت اليانور..... وهنا نهضت لوسي من مكانها قائلة:" وماذا تعنين الآن اليانور؟" نهضت اليانور كذلك:" أعني أننا نعرف كل شيء لوسي...لقد أخبرتنا أماندا.....لقد ظلمتي أندرو!!" نظرت لوسي غير مصدقة:" هل أتيتما الى هنا...لتقنعاني بمسامحة ذلك الكاذب.." لكن كيتي قاطعتها وهي تقف مربته على كتفها:" لم يكذب عليكي ابداً لوسي...بل أنتي التي لم تتركي له فرصة ليوضح!!" " لقد جننتما حقاً!" وهي تتجه الى النافذة..... نظرت كل من اليانور وكيتي الى بعضهما.....ثم اردفت اليانور " كانت اماندا ستقوم بالتوضيح اللازم..لكن اندرو جعلها تقسم..أن لا تكلمك في هذا ابداً! أظن بأنكي جرحتي كبريائه كثيراً!" ابتلعت لوسي غصتها وهي تقول:" لم أفعل شيئاً لم يستحقه!" " حقاً؟؟ فبينما كان يحاول اخبارك كم يحبكي....كنت تطلقين عليه أقسى الالقاب وأبشع الاتهامات!" قالت بيأس:" الى صف من أنتما؟؟يفترض بأنكما صديقتاي!!" وهي تنهار على سريرها..وتضع رأسها بين راحتي يديها...... جلست كيتي الى جانبها وهي تسحب يدها وترفع رأسها..لتلتقي عينيها بعيني لوسي الدامعتين.... " لقد أخبرتنا أماندا....عن حديثكما ذلك النهار....!" " أجل!..لقد قالت لي صراحة بأن اندرو وحبيبته التي كان يحبها في الماضي....قد عادا الى بعضيهما من جديد!! ماذا تريدان اكثر من هذا؟!" عقدت اليانور ذراعيها أمام صدرها وقالت بسخرية:" هل أنتي حمقاء الى هذا الحد؟" رفعت لوسي رأسها لتنظر الى اليانور.....لكن تلك ثارت ولم يعد بامكانها السكوت أكثر.... " لقد كانت تقصدك ايتها البلهاء!! أه لوسي....أهكذا تفعل الغيرة بالشخص؟؟؟ تجعله بلا رأس!!!" وهي تقول بلوم..... " هذا لا يمكن!! لقد...لقد كانت تتحدث عن جوزي!" " بل عنك!....ولهذا هي مندهشة من تصرفك!!.." " ولكن؟...لقد كانا هناك....يتعانقان أمامي!!!" قالت بوهن.... " آه تباً!" قالت اليانور ذلك..ثم جلست الى الجانب الاخر من لوسي....واردفت وهي تلمس كتفها " ألم تتعرفي الى تلك الثعبان بعد لوسي؟؟؟ لا أستغرب الان...لم اندرو واقع فيكي حتى الجنون...فلم أر من هي اكثر سذاجة وطيبة منك!!آه...بالطبع باستثناء كيتي!!" وهي تغمز لها بعينيها.... فضحكت كيتي وهي تقول:" لا! بل هي أكثر سذاجة مني....لأنني كنت أخذت حذري من تلك الثعبان منذ اللحظة الاولى!!!" لم تعد تستطيع التصديق:" ولكنه....كان يعانقها أيضاً!" " لا...لم يفعل ذلك....كانا يتحدثان معاً....وأظنها حين رأتكي أحكمت الخطة جيداً....فألقت بنفسها عليه...ومثلت دور العاشقين.....وأنتي صدقت ذلك ببساطة! حسناً....أنتي لم تسمعي ولم تري ما حدث بعد ذلك؟؟" " ما حدث بعد ذلك؟؟؟؟" قالت كيتي:" أجل لوسي....لقد دفعها اندرو وقال لها بالحرف الواحد....انه يحبكي...ولن يؤذيكي ابداً...وبأن عليها ان تحترم ذلك ان رغبت في ان تكون صديقة!" اتسعت عينيها دهشة:" أندرو.....قال هذا؟" " لقد أخبرتنا أماندا بهذا....وبحسب ما سمعته ايضاً...بأنها منذ ذلك الحين... لم تعد لزيارة آل ماير!" قالت اليانور..بينما علقت كيتي " أظنها شعرت أخيراً بأنها شخص غير مرغوب فيه!!" لكن صوت نحيب لوسي قطع عليهما حديثهما....." لوسي؟؟" قالت من بين الدموع:" أتعرفان ما فعلته؟؟؟؟أتعرفان اي حمقاء غبية كنت...حتى القيت بحب كبير كهذا وأضعته من بين يدي؟؟؟؟ لقد حاول ان يشرح لي.....حاول ان يتكلم.....ولكن لا؟؟كانت كبريائي تنزف....وأعتقدت انني هكذا أثأر لها..... وحينما أخبرني بأنه لم يحب في حياته كلها غيري......نعتته بالكاذب!!!! آه يا الهي...أندرو!!" وانخرطت في بكاء مرير..... " حبيبتي اهدأي....هناك حل دوماً!" قالت كيتي بحزن.... " هذا صحيح سنفكر في حل...فلا تيأسي!" أكدت اليانور..... " كيف سيسامحني.؟؟؟ لم كنت كالصماء....التي ترفض سماع اي كلمة منه؟؟؟لم أتركه يوضح اي شيء....!!آه....ماذا سأفعل الآن؟؟؟ أنا لا استطيع العيش بدونه!! أنا أحبه....أحبه كثيراً! ولا يمكنني تخيل حياتي خالية منه! لقد كنت اقتل نفسي حينما انسحبت غاضبة.....وحينما ترك العمل.....ذبلت وأظلم العالم بأجمعه...والآن؟؟؟وبعد ان أكتشف بأنني أنا المخطئة في حقه..وبأن كل ما حصل...هو بسبب غبائي؟؟؟كيف سأعيش بعد؟؟؟آه..يا الهي ساعدني!!" " حبيبتي اهدأي من فضلك!!" قالت كيتي بحزن...وقد انسابت دمعة او اثنيتين على وجنتها... لكن اليانور نهضت...وهي تفكر....ثم التفتت فجأة الى لوسي قائلة بحزم.... " لوسي؟ هناك أمر واحد بعد..يمكنك فعله!" رفعت لوسي رأسها الى اليانور....وهي ما زالت تذرف الدموع........ فأردفت اليانور:" لا يمحي الاخطاء....الا اعتذار صادق من القلب.....عليكي مقابلة اندرو...والاعتذار منه!" هزت لوسي رأسها بيأس رافضة..:" وماذا لدي لأقوله اليانور؟؟؟كل اسبابي سخيفة..غبية...كبريائي...وغيرتي...!!سأكون محظوظة ان لم يقم بطردي!!" " لا تكوني سخيفة! انه يحبكي كما تحبينه وأكثر!" علقت كيتي محاولة بث الامل في نفسها.... ركعت اليانور الى جانبها وأمسكت يديها..قائلة بصدق:" لوسي! هذه هي الفرصة الاخيرة....وأنتي لن تخسري شيئاً.....أتعلمين ماذا؟؟ أخبريه ما قلته للتو.....أخبريه كم تحبينه لوسي!! واثقة بأن ذلك سينسيه كل ما كان بينكما!! صدقيني!!" تسرب خيط أمل صغير الى قلب لوسي لدى سماعها كلام اليانور.........ظهرت ابتسامة صغيرة على ثغرها الحزين......فانقضت عليها الصديقتان تعانقانها في حب....حتى وقعن كلهن عن السرير...وتكومن على الارض...... كانت السيدة ماكغواير قد احضرت القهوة وبعضاً من بسكويت الزبدة لهن.....لكنها ما ان أمسكت مقبض الباب...حتى سمعت صوت ضحكاتهن.....فابتسمت بفرح...وهي تضع يدها على صدرها..ولم تستطع منع دمعة دافئة من الانسياب!!! |
الفصل الأخير " لآخر مرة!" بالطبع تهاتف لوسي أماندا...وتخبرها بكل شيء...وبالرغم من كل الدموع..الا أنهما كانتا تشعران بفرح شديد....فهذه اول مرة تتوتر علاقتهما منذ عهد طويل......!!! وحينما تطلع لوسي اماندا على رغبتها في الحديث مع اندرو على انفراد......وبعيداً عن العائلة, تخبرها أماندا عن دعوة ال آدمز لعائلتها....مساء يوم الاحد....وتؤكد لها بأن الجميع سيذهب..باستثناء اندرو بالطبع...فهو لم يعد يذهب الى اي مكان....منذ ما حدث بينهما! ولما صمتت لوسي على الطرف المقابل من الهاتف......استدركت اماندا ما تفكر به صديقتها..فعادت لتؤكد بأنها ستقوم بالاتصال بها قبل مغادرتهم للمنزل..... و هذا ما حدث.... تصل لوسي الى المنزل...المعتم...والذي يبدو لا أثر لحياة فيه....بعدما قامت أماندا بمهاتفتها..." تمني لي الحظ!" " انه يحبكي..وسوف يسامحكي....انا واثقة من هذا!!" بحسب ما قالته اماندا..فإن أندرو يتعب نفسه في العمل بالمزرعة...حتى لا يفكر كثيراً...وبعد العشاء..يقضي معظم وقته اما في غرفته او المكتبة.... كانت لوسي ترتدي فستاناً صيفياً أخضر اللون...ومع انه كان بسيطاً..الا أنها بدت رائعة الجمال فيه..وبريئة الى أبعد حد.....كانت تصطحب غيتارها معها..... طرقت الباب...لم يجبها أحد...طرقت ثانية..أيضاً لا أحد!! حاولت فتح الباب...ولحسن حظها...كان مفتوحاً....فدخلت...وأغلقته خلفها....نظرت الى جميع الانحناء...لم تلحظ أحداً..... نادت بصوت خافت:" أندرو!!!" لكن أيضاً لا جواب.... اتجهت ناحية المكتبة....تبين لها بان النور مطفأ...فعرفت بانه قد يكون اذاً في غرفته....صعدت الدرج...وقلبها يرتجف قلقاً ورعباً..... وما ان وصلت باب غرفته...وهمت بطرق الباب...حتى فتح الباب فجأة..ورأته أمامها يهم بالخروج.... ولم تكن صدمتها بأكبر من صدمته....." لوس؟؟؟؟ ماذا تفعلين هنا؟؟؟" " أنا؟؟...امم...كن...كنت..." هاهي تتلعثم في كلماتها كالبلهاء....ولكن؟من يمكنه لومها؟؟؟؟فها هو يقف أمامها...عاري الصدر...ولا يرتدي الا بنطاله الجينز القديم.....لم تعد تستطيع التركيز... قالت أخيراً وهي تنظر الى صدره..وعضلاته المفتولة......وتبتلع ريقها بصعوبة...:" كنت...أريد التحدث معك!!" نظر اليها بسخريته المعهودة وهو على علم بتأثيره عليها...فملامح وجهها فضحتها....مما جعله يبتسم بسخرية ويقول:"لقد سبق وتحدثنا بكل ما تريدينه....وقلت أروع ما يمكن أن يقال...." حاول تجاوزها وهو يقول بقساوة:" لا أظن بأن هناك أي حديث بيننا!!" لكنها تشبثت بذراعه العارية ودموعها تترقرق في عينيها....قائلة برجاء:" أندرو!! أرجوك!!" نظر اليها....تحركت عضلة في جانب وجهه...عاد فالتفت اليها وهو يشيرلها بذراعه بصمت...باتجاه الغرفة...لتدخل... تمالكت نفسها.....حتى لا تنزل دموعها...فهي لا تريد ان تكون ضعيفة الآن....عليها فقط أن تثبت له كم تحبه....وهو يجب أن يصدقها...يجب!!! دخلت الغرفة...وجلست على سريره.... لحق بها هو.......ثم دخل واتكئ على طرف مقعد وعقد ذراعيه أمام صدره...ونظر اليها بتكاسل.... " اذاً؟؟" لم تعرف كيف تبدأ.....لكنها قالت برجاء:" أندرو!! أعلم أنك غاضب مني...وربما تكرهني!!" قاطعها قائلاً:" أنا لا أكره أحداً!!!" نظرت اليه بحيرة..فأسرع يقول بعصبية:" تابعي!" مع أنها فرحت لمعرفتها بأنه لا يكرهها..لكنها تابعت بقلق:" أنا....؟؟أعرف بانني أخطأت...ولكن ليس بحقك فقط!!بل بحقي أولاً!! أووه اندرو...لقد كانت الغيرة هي من أعمتني!! لقد ظننت أنك و جوزي..." قاطعها:" أخبرتكي أنه لا شيء بيننا!!ولكن..هل كنتي تثقين بي؟؟؟لا..بالطبع لا...وثقتي بجوزي..وأنتي تعرفين ماهي أهدافها....وهدمت كل شيء....ولم تكتفي عند هذا الحد!!بل أيضاً هاجمتني...واتهمتني بأمور....؟؟؟" وبدا أنه لم يستطع الاكمال....وهو ينهض ويلتفت الى النافذة....." لقد دمرت كل ما بيننا لوس....!!لقد كان حبي لكي عظيماً!!" بدأت الدموع تتجمع في مقلتيها من جديد...:" كان؟؟؟أتعني..أنك لم تعد...تحبني أندرو؟؟؟" التفت اليها..وحينما رأى حالها...رق قلبه...وتحرك حبها في قلبه.....فقال مداعباً...:" وماذا جئتي تفعلين بهذا؟؟؟هل كنتي ستعزفين لي تحت نافذتي؟؟؟؟" ابتسمت رغماً عنه..مع انها تحس بقلبها ينزف....:" لقد...فكرت..بأن نقوم بتحدي أخير....!!" راقت له الفكرة.....فقال بجمود:" ولم لا؟ لكن....ان أنتي هزمتني....فسأعطيكي فرصة....وان أنا هزمتكي؟؟؟!" أكملت عنه بمرار...:" سأخرج من حياتك...وللأبد!" وهي؟؟هل تريد أن يعطيها فرصة..لأنها تغلبت عليه في التحدي؟؟؟لا...!هي لا تريد ذلك...!ان كان سيعطيها فرصة...فمن أجل حبه لها...وليس لأي سبب آخر....لذا؟ كانت قد قررت أن تخرج من حياته الى الابد.....ولكن؟بعد نزال أخير بينهما...فهي تريد توديعه...وحفر ملامحه في ذاكرتها جيداً....... " اتفقنا!" قالها ببرود..وهو يمسك غيتاره الآخر....ويعود للاتكاء على الحائط بظهره..... قائلاً..:" ابدأي!" نظرت اليه بحزن....وبدأت تعزف مقطوعة جديدة..ظنت بأنه لن يتعرف اليها..ولكن هيهات!! فما ان بدأت حتى أكملها أندرو بكل مهارة..... قال ساخراً:" اختيار موفق!! والآن دوري!!" تحفزت جميع حواسها...أنها لا تريد أن تخسر بالرغم من أي شيء....ولم تعرف لماذا؟؟لكنها لا تريد ان تخسر تحديها الاخير مع حبيبها.....يكفيها انها خسرته هو...وخسرت حبه الكبير...!! صحت على عزفه الشجي....وأحست بالغثيان والتوتر....فهي لم تتعرف على مقطوعته أبداً.... توقف....وهو ينظر اليها وابتسامة السخرية لا تفارقه....:" لم تعرفيها؟ حسناً...اليك محاولة أخرى..فانتبهي!!" هل يريدها ان تهزمه؟؟لم يعطيها فرصة اخرى؟؟أيعقل بأنه يريدها ان ترجع اليه؟؟ولكن ان كان يريد ذلك...فلم لم يتركها تكمل مقطوعتها وبالتالي تربح التحدي؟؟؟آه...انه لايريد ان يكون فوزها سهلاً.... شعرت بالفرح..وأطرقت منصتة فربما نجحت هذه المرة.....!! لكن ما ان عاد للدق على اوتار غيتاره....حتى عاد قلبها للانقباض من جديد....لماذا يصعب عليها الأمر؟؟؟ يا الهي...لقد خسرت...خسرت التحدي الاخير مع اندرو!! وعليها الآن..أن تغادره..للأبد..وليس هذا فقط..بل و مصحوباً بالذل والمرارة!! وحينما توقف....لاحظ شحوب وجهها..وامارات الحزن والاسى تكسو ملامحها الرقيقة.... رفعت رأسها وبدت عينيها مغرورقتين بالدموع...حاولت رسم ابتسامة على وجهها...وفعلت ذلك بصعوبة وهي تقول... " اذاً؟ أظن أنه الوداع!!" وهي تنهض....لكن اندرو بادر قائلاً:" ليس بعد!! فالتحدي من ثلاث جولات..ألم أذكر لكي ذلك؟؟" قالت بدهشة:" لا لم تذكر ذلك!! ولكن الامر ماعاد مهماً أندرو...فقد" قاطعها قائلاً:" التحدي هو التحدي.....وعليكي اتمام ثلاث جولات....كما أن الرابح هو من يربح الجولة الاخيرة!!!" ابتسمت بسخرية....انه يضع الشروط والقوانين للعبة بحسب رغباته....لم تستطع ان تمنع نفسها من مجاراته لترى الى اي حد بعد..يريد اذلالها!! " أندرو!" " اجلسي!" قال بتصميم.... بدا التوتر على ملامح وجهها المشدودة...لكنها انصاعت لطلبه وعادت للجلوس على السرير...وهي تطرق صامتة وتحدق في الأرض..... وما ان عاد للعزف...حتى بدأت تتعرف على هذه الألحان....لايمكن أن يكون هذا صحيحاً!! انها..!انها مقطوعتها التي تغلبت عليه فيها في اخر تحدي بينهما....حينما أثارته بصوتها وغنائها... ولكن؟؟كيف استطاع عزفها؟؟هل...؟هل كان يتدرب عليها بعد أن سمعها منها؟؟؟لكن لماذا؟؟؟ وسطع الجواب فوراً أمام ناظريها....." لأنه يحبكي أيتها الحمقاء!! " ...آه..أندرو!! رفعت رأسها لتنظر اليه...وهي تبتسم..وحينها انسابت دمعة دافئة على وجنتها....كان يحدق بها بتأثر كبير...وأخبرتها نظراته العميقة...ما كانت بحاجة الى معرفته..... لكنه قال مداعباً..:" لقد تعبت من العزف..ألن تكملي عني؟؟" ابتسمت وهي تهز رأسها....وأكملت عنه العزف..فتوقف يتأملها بملأ عينيه.... " غنها لي لوس!!" نظرت اليه....لمحت اللهفة والشوق في نظراته لها.....فبدأت تقول بصوت مرتجف... " أنا كتابتك.....وأنت؟؟؟" ثم توقفت فجأة..ورفعت يدها الى فمها لتمنع شهقة من الخروج..... وضع اندرو غيتاره جانباً..واقترب منها وهو ينزع عنها الاخرى غيتارها..ويمسكها من ذراعيها لتقف مواجهة له... تحاول هي التماسك...فتبدأ بالاعتذار...من بين الدموع:" أعتذر...! لم أق..." وعادت دموعها لتسكتها من جديد.... قربها منه وهو ينظر في عينيها...ويمسح دموعها بيديه..." اهدأي حبيبتي....لم أقصد أن أسبب بكائك!" نظرت اليه بدهشة...بوجه مليئ بالدموع!!" هل...؟ هل ناديتني..حبيبتي؟؟" ابتسم بحنان وهويعود لمسح دموعها العالقة:" وهل لي حبيبة سواكي أيتها الحمقاء؟؟" لم تستطع التصديق..." أتعني أندرو....بأنك ما زلت..." قاطعها قائلاً:" أحبكي؟آه أيتها العنيدة....لم أتوقف عن ذلك...منذ أن رأيت الدجاجات تطاردكي!!" ابتسمت ابتسامة واسعة....ثم قفزت معانقة اياه ....مما أدهشه ولكن أعجبه للغاية.....فضمها هو الآخر اليه بشوق...ولهفة... " يا الهي لوس.....كم اشتقت اليكي!! لقد كدت أجن بدونك!!" أرخت ذراعيها قليلاً ونظرت اليه..." لقد ظننت بأنك لا تريدني..حينما لم تترك لي فرصة للفوز في التحدي!!" ابتسم بسعادة وقال مداعباً وجنتها:" اعذريني حبيبتي..كان علي أن القنك درساً على ما فعلته بي..لكنني لم اكن لأدعك تخرجين من هذا الباب قبل اخباركي بكل شيء..!! لم أكن لأدعكي تخرجين من حياتي....أبداً لوس! " " آه..أندرو!! أتحبني الى هذا الحد؟؟" قال وهو يضمها اليه أكثر:" ألم تعرفي بعد يا حبيبتي الغالية!!؟؟ لقد كنت على حافة الانهيار بعيداً عنكي!!" تلمست وجنتيه بأصابعها الناعمة :" أنا لا أستحق كل هذا!!لقد آذيتك...و" " اش!!(وهو يضع اصبعه على فمها)... لا أريد سماع هذا الكلام مرة أخرى..!لن أسمح لأي كان باهانة حبيبتي....حتى لو كانت هي نفسها!!" ابتسمت لوسي بسعادة...وعادت للبكاء.....:" والآن لم كل هذه الدموع حبيبتي؟؟أم تراها دموع الفرح؟؟" هزت رأسها مؤكدة ...ثم قالت:" لا أصدق بأن هذا الكابوس انتهى!! وبأننا الآن معاً!! " قال بمكر:" هل يعني هذا..بأنكي أيضاً كنتي تتعذبين لأجلي؟؟" نظرت اليه وقالت بصدق...والابتسامة لاتفارق وجهها:" لن تعرف أبداً مقدار الالم واليأس اللذين احتوياني طوال هذه الفترة.....أووه أندرو...لم أعرف أنني أحبك الى هذا الحد!!بل انني مريضة بحبك....ولا أريد أن أشفى منك أبداَ!!" اتسعت عينا اندرو وهو يعود ليقربها منه أكثر...:" هل قلتي للتو بأنكي تحبينني؟؟؟" ألقت ذراعيها حول عنقه وهي تبتسم برضى بينما انسابت دمعة كانت معلقة بجفنها..... " ألم أخبرك بذلك بعد؟؟؟أجل أندرو ماير....أنت حبي الاول والاخير....أنت حبي الوحيد...أتفهم الان؟؟؟أحبك أيها الكاوبوي المزعج الجذاب!..أحبك ولا أرغب في الابتعاد عنك للحظة!!" ابتسم ابتسامة رائعة..أظهرت غمازة ذقنه الجذابة..." ومن قال بأنني سأسمح لكي بالابتعاد حبيبتي!!" وهو يعانقها بحب." لقد تركتك مرة...رغماً عني!! منذ عدة سنين....كنت أظن بأنني أسدي اليكي معروفاً..حينما اترككي تكبرين وتخططين لحياتك..! كنت اريدك ان تعيشي جميع مراحل حياتك..وأقنعت نفسي...بأنكي ان كت تحبينني حقاً..فستعودين الي اخر المطاف!! ولما التقيتك في عرس اماندا وستيف..عرفت بأنني لم أفعل شيئاً..سوا زيادة المسافات بيننا! لا يمكنك ادراك شعوري في تلك اللحظة....أه لوس! لم اكن لأدعكي تخرجين من هذا المنزل...الا عروساً!!" قالت وهي تحدق به بلوم:" لقد تسائلت كثيراً عن سبب هجرك لي كل هذه السنين....!! حتى بدأت أقنع نفسي بأنني لم أكن سوا دمية بين يديك!! لذا حاربتك وحاربت مشاعري تجاهك..بكل ما أملك!! لكنني لم استطع اخيراً!! ليتك اخبرتني كل هذا اندرو!! ليتك منحتني حرية الاختيار...!! لن تعرف كم تعذبت..وأنا أظن بأنك ..لم تحبني يوماً!!!" قربها منه بحنان وهو يقول:" لكن الاوان لم يفت بعد! أليس كذلك؟" وهو يقبل انفها...فتضحك هي بسعادة وهي تدس رأسها في صدره..... ....لكنه تذكر فجأة...:" هذا يذكرني...بأنه لا عزف ولا غناء ولا عمل خارج منزلي!!أريدكي لي وحدي لوس...!!" " ولكن أندرو؟" " آه لوس....لن أتراجع في كلامي...حتى وان رجوتني!....لن أسمح لأي كان بالتمتع بجمالك وفتنتك....فأنتي لي!!ملكي أنا!!" " هل هذا يعني بأنك ستحبسني في بيتك؟؟؟" " بيتنا حبيبتي....ثم لا! لن أحبسكي في بيتنا..وانما في غرفة النوم أيضاً!!" شهقت لوسي وهي تضحك...." أندرو...يا عديم التهذيب!!" وهي تفتح الباب وتحاول الفرار.....لكنه يلحق بها سريعاً ويمسكها في أعلى السلم ويجذبها اليه في تملك....:" ألم تعجبكي الفكرة؟؟" " أندرو!!" وقد تضجرت وجنتاها بالحمرة.... " حبيبتي الصغيرة...أعشق خجلكي!!" " وأنا أيضاً!!!" علا صوت من أسفل السلم....فنظرا بدهشة ...لم تكن الا أماندا....والى خلفها والديها...وجميعهم ينظرون بفرح وسعادة اليهما....اذاً فقد حلت مشكلة هذين العنيدين....وحان وقت السعادة..... جذبت لوسي نفسها من اندرو..فقد شعرت بالحرج من عائلته ووقوفهما بهذا الشكل أمامهم...ماذا سيظنون الآن....لكن اندرو رفض ذلك بشدة...فقالت بصوت اقرب للهمس..وقد اصطبغ وجهها بالحمرة.... " أندرو أرجوك....!!اتركني الآن!!" " كلا..لن أفعل!!" بل ضمها اليه أكثر...وهو يخاطب عائلته:" حسناً كما هو واضح...وكما تعلمون جميعاً بأنني أعشق هذه الفتاة....أبي أمي...أماندا؟؟صحيح...أين زوجك..وطفلتك؟؟" نظرت اليه أماندا بعصبية.... "حسناً..حسناً...سنتزوج أنا ولوس....وخلال أسبوع فقط...." رفعت لوسي رأسها معترضة:" أنت لست جاداً!! ..فهذا لا يكفي!!" قال بهيام..:" أتعلمين أنكي محقة...فلنتزوج غداً!!" قالت بدلال:" أندرو!!".... " اذاً أسبوعاً واحداً!....وكلمة أخرى...ستجدين نفسك عروساً خلال ساعات!!" ابتسمت بفرح..وتعالت أصوات ضحكات الجميع....بينما اندفعت أماندا..والسيدة ماير....لمعانقة لوسي...وتهنئتها.....ومن بعدهما السيد ماير.....كانوا يحيطون جميعاً بها بسعادة وحنان..شعرت بالدفء بينهم....وكم فرحت بأنها ستكون فرداً من هذه العائلة الرائعة.... بل والاهم من كل هذا...هو ذاك الاسمر الجذاب...الذي يقف محدقاً فيها وهو يبتسم بصمت...... انه يعشقها..ويحبها كثيراً......وهي أيضاً تحبه....ولن يهمها تسلطه وعناده....فلربما كان هذا هو سبب حبها له....... مع ان الجميع منشغل يتحدثون اليها تارة والى بعضهم عن تجهيزات الزفاف...وضرورة تنسيق ذلك مع عائلتها...كانوا يتكلمون بأشياء كثيرة...لكنها كانت تنظر اليه فقط...وكأنها تشاهد فيلماً صامتاً..هما فقط بطلاه..... حرك فمه من بعيد بدون صوت....قائلاً:" أحبكي!" ابتسمت بسعادة...وقالت في سرها...:" ليس أكثر مني!" انتهى Night Breeze |
الساعة الآن 09:39 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.