منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   روايات الانمي_ روايات طويلة (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   سماء العزلة (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=603)

Inas Fallata 03-24-2020 01:25 AM

سماء العزلة
 



مساء \ صباح الخير كيف حالكم أعضاء و زوار منتدى عيون العرب الكرام؟
سأضع بين يديكم الرواية التي انتهيت منها منذ فترة قصيرة فقط قد تملون منها لطولها لكنني أعدكم بأنها مليئة بأحداث مشوقة خاصة لمن يحبون الغموض أتمنى من كل قلبي أن تنال إعجابكم و ألا تخيب آمالكم الآن سأكتب لكم بطاقة تعريفية عن الرواية

عنوان الرواية: سماء العزلة
تصنيفها: غموض، خارقة للطبيعة، ربما قد تجدون بها بعض الرومانسية و الكوميديا
عدد الفصول: لا أعلم تماما لكنني أثق بأنها ستتجاوز الأربعة عشر فصلا
موعد نزول الفصل الجديد: كل جمعة أعتقد
طول الفصل: مناسب كفاية لإشباع فضولكم أو لزيادة حماستكم أكثر

حسنا أعتقد أنني كتبت ما يكفي لمعرفته في البطاقة لذا فلنبدأ الآن قراءة أول فصلين للرواية معا و أتمنى أن ينالا إعجابكم

-

الفهرس:

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

الفصل الحادي عشر

الفصل الثاني عشر

الفصل الثالث عشر

الفصل الرابع عشر

الفصل الخامس عشر

الفصل السادس عشر

الفصل السابع عشر

الفصل الثامن عشر

الفصل التاسع عشر

الفصل العشرون

الفصل الواحد و العشرون

الفصل الثاني و العشرون

الفصل الثالث و العشرون

الفصل الرابع و العشرون

الفصل الخامس و العشرون

الفصل السادس و العشرون

الفصل السابع و العشرون #2

الفصل الثامن و العشرون

الفصل التاسع و العشرون

الفصل الثلاثون #2

الفصل الواحد و الثلاثون #2

الفصل الثاني و الثلاثون #2

الفصل الثالث و الثلاثون #2 #3

الفصل الرابع و الثلاثون #2

الفصل الخامس و الثلاثون

الفصل السادس و الثلاثون

الفصل السابع و الثلاثون #2

الفصل الثامن و الثلاثون

الفصل التاسع و الثلاثون

الفصل الأربعون

الفصل الواحد و الأربعون

الفصل الاثنان و الأربعون

الفصل الثالث و الأربعون

الفصل الرابع و الأربعون

الفصل الخامس و الأربعون

الفصل السادس و الأربعون

الفصل السابع و الأربعون




Inas Fallata 03-24-2020 01:25 AM




الـــــقـــــــصـــة....The story:
الفوضى تعم تلك الغرفة المتوسطة الحجم الملابس ملقاة على الأريكة الزرقاء القديمة و الأواني الفضية في أرجاء الغرفة الستائر البيضاء ممزقة بمخالب حادة اللوحات المعلقة على الجدار محطمة و مائلة الثريا المعلقة في سقف الغرفة تساقطت بعض أجزائها و تناثرت على أرضية الغرفة الباب مخلوع من مكانه مقسوم لأجزاء كثيرة وقفت قرب الباب تلك الآنسة المصعوقة من رؤية هذا المنظر عينيها الخضراوتين الداكنتين توسعتا لأقصى ما يمكنها قلبت عينيها في أرجاء الغرفة ليبدأ قلبها بالنبض بسرعة خارقة غادرت المكان لتصعد الدرجات القديمة بسرعة وصلت للطابق الثاني لتفتش في أرجاء الغرفتين عن شخص ما لكن لا يوجد أحد نزلت الدرج و فكرها يسبقها للمطبخ لتجده فارغ أيضا التقطت أنفاسها الهاربة منها لم تستطع قدماها النحيلتين من حملها أكثر لتسقط على الأرض المليئة بالأتربة و الموحلة أغمضت عينيها لبعض الوقت تحاول التفكير في مكان قد يذهبون إليه لكن بلا فائدة ترجى ليصيب قلبها الهلع الشديد و تقول: يا إلهي إلى أين ذهبتم جميعا؟ أرجوكم كونوا بخير
شدت قبضتيها الصغيرتين لتتساقط دموعها عليهما سمعت أصوات خطوات كثيرة مسرعة مبتعدة عن المطبخ التفتت لترى الممر خالي تماما نهضت لتسير بهدوء في ذلك الممر الخشبي القديم كباقي أجزاء المنزل وصلت لبداية الدرج لترى مجموعة الأشخاص الذين تبحث عنهم بقلق شديد يحاولون الهرب لتتوقف أقدامهم عن الحراك فور سماعهم صوتها يغادر حنجرتها مناديا لهم التفتوا جميعا إليها و ذلك الذعر يملؤ وجوههم تفاجؤوا لتلك الدموع التي ملئت عينيها لتقول لهم بهدوء: تعالوا إلى هنا أيها الأشقياء
مدت ذراعيها لهم لينزلوا الدرجات بهدوء و يقتربوا منها قامت بمعانقتهم بسعادة و تقول: اعتقدت أن شيئا سيئا قد حدث لكم حمدا لله أنكم بخير
شلت ألسنتهم و هم ينظرون إليها بعيون تشعر بالذنب نهضت الفتاة من على الأرض لتنفض ذلك الغبار عنها و تمسح الدموع العالقة في عينيها لتبتسم و تقول: إذا ماذا حدث هنا؟
نظرت إليهم منتظرة إجابة منهم الصمت يلف المكان ينتظر معها بملل ليقطعه أخيرا صوت تلك الطفلة صاحبة شعر أسود يصل لأسفل عنقها و عينيها ماثلتا عيني تلك الفتاة قائلا: لقد كان روي و جوي يتشاجران في الغرفة و أحدثا تلك الفوضى حاولنا إيقافهما لكن المنزل كله تحاول لساحة قتال
نظر الجميع إليها بشيء من الانزعاج لتتنهد تلك الفتاة بقلة حيلة لتنظر إليهم بشيء من الحدة و تقول: حسنا لقد سمعت أكثر مما ينبغي أريد منكم الاصطفاف حالا
بدأ الرعب يتملك أجسادهم التي بدأت تتحرك وحدها ليقفوا حسب أعمارهم كانوا ستة أشخاص أربع فتيات و صبيان بدأ المكان ينتفض لرؤية عينيها الجادتين و الغاضبتين وقفت أمامهم لتقول بهدوء: بما أن ما حدث بسبب جوي و روي أعتقد أنه من الأفضل قيامكما بكل أعمال المنزل وحدكما
قال الشابين المطابقين لبعضهما صاحبي شعر رمادي و عينين أرجوانيتين واسعتين بنبرة منزعجة: هذا غير عادل أبدا
قالت الفتاة: لقد قلت "أعتقد" أليس كذلك؟ جميعنا سنهتم بذلك.... أنتما غرفة الجلوس ستكون مهمتكما روز و ليلي أنتما ستهتما بغرفتكن تولاي و استر اهتما بغرفة الفتية سأقوم أنا بالباقي
قالت استر: لكن ألن يكون متعبا أن تقوم بباقي العمل وحدك لافي؟
ابتسمت لافي لها بمرح شديد ليباشر الجميع بالعمل انتهوا من تنظيف المكان و ترتيبه حضرت لافي لهم بعض الوجبات الخفيفة ليتناولوها قبل خلودهم للنوم نظرت إليهم بتلك العيون الحانية لتبتسم لهم بهدوء تلك الابتسامات السعيدة و الأحاديث المرحة التي تملأ جوانب هذا المنزل الموحش تدفئ قلبها أفاقت من شرودها على صوت جوي القائل: لافي لن يكون لديك عمل غدا أليس كذلك؟
قالت لافي: بلى لم السؤال؟
قال روي: لقد مللنا البقاء في المنزل
تفاجأت من كلماتهما و النظرات الراجية موافقتها من الجميع عدا تولاي التي لا تبدو مهتمة كعادتها لتبتسم لهم بمرح شديد و تقول: أنا موافقة لكننا لن نذهب لمكان قرب المدينة حسنا؟
اتسعت ابتسامات الجميع شعورهم بالسعادة وسع المنزل الضيق عليهم تلك الابتسامات الجميلة أشعرتها بالسعادة نهضت لتحمل تلك الأطباق و هي تقول: حسنا جميعا هيا عليكم الخلود للنوم لنستطيع الذهاب
نهضوا جميعا بمرح شديد و هم يتحدثون في الأمر صعدوا الدرجات ليتوجهوا لغرفهم اهتمت لافي بتنظيف تلك الصحون و وضعها في المكان المخصص لها صعدت الدرجات بهدوء و تأكدت من خلود الجميع للنوم رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها لتعود لغرفة الجلوس استلقت على الأريكة الطويلة لتغطي نفسها بتلك البطانية الرقيقة السوداء لتحدق بالسقف بهدوء أغمضت عينيها لتنام و تجول في عالم الأحلام أخذتها تلك الأحلام لذكرى ليست ببعيدة " أحاط منزلهم عدد كبير من أهالي المدينة الذي يحملون مشاعل نارية و يصرخون طالبين مغادرتهم كانت لافي في غرفة الفتيات تحتضن شقيقاتها و شقيقها الخائفين و الباكين قال جوي: ماذا يحدث بالخارج أختي؟ لم هم غاضبون هكذا؟
قالت روز: أرجوك دعيهم يتوقفوا
قالت ليلي: أختي أنا خائفة جدا
قالت لافي بابتسامة محاولة تهدئتهم: سيكون كل شيء على ما يرام والدينا في الخارج سيهتمان بالأمر ما رأيكم أن أروي لكم قصة؟
بدأت برواية قصتهم المفضلة و أطرافها ترتعش ابتسامتها تلك تكاد تتحول لدموع نام إخوتها وسط رعبهم من تلك الأصوات في الخارج نزلت الدرجات بهدوء لترى والدتها تقف بالقرب من الباب المحطم و تعابير حزينة تملؤ وجهها اقتربت منها لتقول لها: ماذا يحدث أمي؟ أين هو أبي؟
التفتت الوالدة إليها لتنزل لمستواها و تبتسم لها بمرح و تقول: أين هم إخوتك لافي؟
قالت لافي: لقد ناموا جميعا حتى تولاي
قالت الوالدة: هذا جيد أنت أخت كبرى رائعة لافي
ربتت على رأسها بمرح شديد لتقول لها: اسمعيني لافي أنا و والدك لن نبقى معكم دائما لذا عليك الاهتمام بإخوتك جيدا مهما حدث عديني بذلك
قالت لافي: أمي أنت تخيفينني ماذا يحدث هنا؟ لم لم يعد أبي بعد؟
قالت الوالدة: عزيزتي والدك.... والدك لم يعد معنا بعد الآن لقد أخذوه منا
نزلت تلك الدموع الحزينة المتألمة من عينيها أنزلت رأسها حتى لا تريها تلك التعابير المثيرة للشفقة هدأت قليلا لتقول: والدتك لن تستطيع البقاء معكم وحدها لذا عليّ اللحاق بوالدك
قالت لافي و الدموع تغادر عينيها: لماذا تتركينا وحدنا أمي؟ أرجوك لا تفعلي
مسحت الوالدة دموعها بإبهامها و الابتسامة الحزينة تزين شفتيها الورديتين لتهمس لها: أنا آسفة لافي لا يمكنني تحمل هذا وحدي" وقعت أشعة الشمس المشرقة على وجهها لتستيقظ رفعت رأسها عن الوسادة بهدوء لتضع أصابعها النحيلة على وجنتيها المحمرتين لتشعر بتلك الدموع التي تسير عليهما مسحتها بهدوء لتبتسم بحزن شديد نهضت من الأريكة لتتجه للحمام غسلت وجهها و غادرته بدأت بترتيب الأشياء لنزهتهم الصغيرة أيقظت إخوتها و اهتمت بهم لتقول: حسنا هيا بنا
قالت روز بمرح و هي تمسك بيدها: لافي إلى أين سنذهب؟
قالت لافي بمرح: سنذهب للبحيرة فهذا الجو مناسب تماما
قالت استر: هذا رائع سألعب كثيرا بالماء
ابتسمت لافي لها بمرح شديد غادروا منزلهم ليسيروا معا بتلك الابتسامات السعيدة حتى وصلوا لوجهتهم تلك البحيرة البيضاوية الواسعة الجميلة انعكست عليها أشعة الشمس الذهبية الخضرة المحيطة بها و الأزهار الملونة المتنوعة المتناثرة على جنباتها الشلال الطويل المكون لها يجعلها كما لو أنها منظر من قصة خيالية وضعت لافي السلتين البنيتين الكبيرتين على الأرض العشبي الناعم و ذلك القماش البني الكبير لتقول: بإمكانكم فعل ما تريدون لكن لا تبتعدوا كثيرا
توزعوا للقيام بما يحلو لهم جلست لافي تراقبهم يلعبون و يمرحون كما يحلو لهم لفت نظرها تولاي الجالسة بقربها لتبسم لها و تقول: ماذا هناك تولاي؟ ألا تريدين اللعب معهم؟
أغمضت عينيها الواسعتين اللتين تكادان تملآن وجهها الصغير لتهز رأسها بقوة كافية لتحريك خصلات شعرها السوداء كالدياجي نافية إجابة على سؤال شقيقتها ابتسمت لها بمرح لتقول: لماذا؟ ألا تشعرين بالملل أنت أيضا؟
هزت رأسها مجددا لتربت على رأسها بمرح لطالما كانت هادئة و منعزلة عن البقية عينها الخضراء و الأخرى العسلية كانت ترهبهم في البداية لكنهم اعتادوا على ذلك عادت بعينيها للبحيرة حيث كان الشابان يتراشقان بالمياه بمرح شديد لتقول لهما: لا تبللا نفسيكما حتى لا تصابا بالمرض
قال جوي: لم لا تشاركينا لافي؟
قال روي: سيكون هذا ممتعا حقا
ابتسمت لهما بمرح شديد و تقول: تابعا اللهو من دوني أنا بخير هنا
ابتسما لها بمرح شديد أتت روز و استر إليها و هما تحملان طوقان من الأزهار الملونة وقفتا أمامها لتقولا بمرح شديد: هذه لك أختي لافي
وضعتاه على رأسها لتبتسم لهما بمرح عانقتهما بسعادة بالغة جلستا معها لتعطيهما بعض الشطائر التي أعدتها لتستمتعا بتناوله قالت استر: سيكون من الجميل لو بإمكاننا القدوم لهنا دائما
قالت روز: أجل سيكون ذلك ممتعا
قالت لافي: أعتقد ذلك أيضا لكن المكان هنا خطر للغاية فهذه البحيرة خاصة بالجنيات
قالتا معا بحماس: الجنيات؟
قالت لافي: أجل و كما تعرفان نحن و الجنيات لا نتوافق لكنني أخذت إذنا منهم لذلك لا بأس
قالت ليلي التي أتت بعد استمتاعها باللعب بالماء: هل تستطيعين التحدث إليهم؟ أيمكننا رؤيتهم؟
قالت لافي: أود ذلك حقا لكنهم حقا لا يحبوننا ربما في وقت آخر اتفقنا؟
قال روز: سيكون هذا مشوقا للغاية
قالت ليلي: تولاي لم لا تلعبين معنا؟
نظرت إليها بهدوء و قالت: لا أريد اللعب
ابتسمت لها لافي و قالت: حسنا لنرى ربما تولاي تحب الجنيات سأحاول معهم
قالت استر: جوي و روي تعاليا سترينا أختي الجنيات
خرجا من الماء ليجلسا معهم و الحماس يملؤهم جميعا ابتسمت لتلك الوجوه المتحلقة حولها لتغمض عينيها تأخذ ذلك النفس و تزفره بهدوء وضعت يدها اليمنى على صدرها لتحرك شفتيها هامسة بلحن أغنية ما تحركت الأعشاب بعكس اتجاه الرياح الهادئة تغير لون الأزهار التي أحاطتهم كما اختفت تلك الشمس الدافئة ليحل محلها قمر فضي جميل فتحت عينيها لتنظر لأشقائها المنبهرين بالمكان من حولهم ابتسمت لهم بلطف لتقول: هذا هو شكل البحيرة الحقيقي
قال التؤامين: هذا رائع للغاية
قالت ليلي: المكان جميل للغاية
قالت استر بحماس: إذا أين هم الجنيات؟
وضعت لافي سبابتها أمام شفتيها أغمضت عينيها ليفعل الجميع المثل فتحتهما لتقول بصوت هامس: بإمكانكم فتح أعينكم الآن
فعل الجميع ذلك بهدوء لينظروا للمكان من حولهم ليروا تلك الأجساد الصغيرة التي تحمل أجنحة رقيقة على ظهورها تجول في المكان قال روي بهمس: هذا رائع للغاية لم أتوقعهم هكذا أبدا
قالت روز: هذا لطيف للغاية
اقترب أحدهم من لافي التي كانت تبتسم باستمتاع لرؤية السعادة تطفو على وجوه إخوتها انتبهت لتواجده قريبا من يديها ليقول لها: أخبرتني أنك ستحضرينهم للبحيرة و ليس لهنا
قالت لافي بصوت هامس: أنا آسفة لقد أرادوا رؤيتكم بشدة
تنهد بانزعاج لينظر إليهم يتفحصون المكان دون إزعاجهم ابتسم بهدوء حتى لفت نظره تولاي التي لم تهتم بالنظر لما يحيط بها صدمه رؤية لون عينيها ليقول: من تكون هذه الفتاة؟
قالت لافي: أختي الصغرى تولاي إنها لطيفة أليس كذلك؟
قال ذلك الجني الكبير في السن: هذه الفتاة فأل سيء عليكم الابتعاد عنها
دهشت لافي من كلماته الموجهة لأصغر أفراد عائلتها نظرت لتولاي التي كانت تحدق بالأرض دون اهتمام كعادتها نظرت لباقي أشقائها لترى علامات السرور تعلو وجههم لتقول: أبإمكانهم الحديث قليلا؟
قال الجني: حتى لو أنني رئيس المجموعة لن أستطيع منعهم من أي شيء قد يقومون به لكم
قالت لافي بشيء من الحزن: أتفهم الأمر شكرا لك مجددا
ابتسمت له بلطف شديد ليبادلها الابتسامة و يتركهم نظرت لافي إليهم لتقول بهمس: علينا المغادرة قبل اكتشافهم وجودنا
قالت ليلي: لنبقى قليلا بعد
قالت لافي: أود ذلك حقا لكن لا يمكننا
تنهدوا بحزن لفراق هذا المكان الجميل أغمضوا أعينهم لتهمس بلحن مختلف هذه المرة ليعودوا للمكان الذي كانوا فيه قال جوي: لقد كان هذا ممتعا بالرغم من قصره
قالت لافي: بالتأكيد هو كذلك
قالت استر: من المؤسف أننا لا نتفق معا
قالت روز: فكرت في ذلك أيضا
ابتسمت لهم بمرح ليكملوا نزهتهم الجميلة في ذلك المكان حتى الظهيرة شعروا بالتعب ليستلقوا جميعا و يحدقوا بالسماء الصافية الجميلة ليقول جوي: لقد تذكرت رحلتنا مع أمي و أبي لقد قضينا وقتا ممتعا
تذكروا جميعا والديهم اللذينرحلا دون توديعهم تركاهم وحيدين في عالم شاسع كاره لهم ظهرت الدموع في أعينهم جميعا لتقول لافي: لا تنسوا أبدا أننا لا نزال معا و سنبقى معا مهما ساءت الأحوال
قالت روز: أجل سنبقى معا إلى الأبد
قالت استر: هذه مدة طويلة لكن أجل سنبقى معا
ابتسمت لافي لهم بمرح شديد و تغني لهم تلك الأغنية التي اعتادت والدتهم غنائها لهم طوال الوقت استمعوا إليها و الأشواق إليهما تزداد مع كل كلمة أنهت تلك الأغنية لينتهي يومهم السعيد معها تلبدت السماء بالغيوم الداكنة لتنهض لافي على الفور و تقول بعجل: انهضوا علينا العودة للمنزل حالا
قالت ليلي: ماذا هناك أختي؟
قالت لافي: سأخبرك لاحقا جوي احمل تولاي و روز روي خذ ليلي و استر معك
قال التؤامين: لكن ماذا هناك؟
نظروا للبحيرة التي تجمدت فجأة ليظهر انعكاس لشيء ما عليها حملت لافي السلتين لتقول: هيا أسرعوا
فعل التؤامين ما طلبته منهما شعر الجميع بالرعب لرؤية ذلك الشيء الأسود الذي يشبه الظل يحمل منجلا حادا يطاردهم في تلك الغابة المسافة القصيرة أصبحت طويلة للغاية توقف الجميع على صوت لافي التي التقطت أنفاسها بهدوء لتقول استر بخوف: ما هذا الشيء الذي يطاردنا أختي؟
قالت ليلي: إنه مخيف للغاية
قال روي: هل من الممكن أن يكون روليث؟
قالت لافي: أجل هو كذلك لذلك علينا الإسراع
أخرجت الدبوس الوردي الذي كان يرفع شعرها للأعلى لتمرره أمام شفتيها و تلقيه في الهواء ليطفو عليه تعجبوا استخدامها لقوتها بالرغم من تحذيرها المستمر لهم بعدم فعل ذلك لتقول و هي ترتدي خاتم بنصرها المعدني الأزرق نقش عليه رموز و عبارات غريبة في سبابتها: اتبعوا دبوسي سيرشدكم للمنزل أنا أعتمد عليكما أخواي
قال روي: أستبقين هنا وحدك؟
قالت لافي: أجل لذا أسرعوا سأعود للمنزل حالما أنتهي
قالت روز: كوني بخير أختي
ابتسمت لهم بلطف ليغادر التؤامان المكان متبعين ذلك الدبوس التفت لافي للاتجاه المعاكس لهم لتسير مبتعدة عن طريقهم قدر الإمكان حتى أوقفها الروليث بمنجله المخيف لتقول: تبا لك لقد أفسدت وقتنا الممتع ستدفع ثمن ذلك
قربت الخاتم من شفتيها لتضعه بينهما و تسحبه بعيدا عنها ليظهر ذلك الرمح الأزرق قلبته في الهواء عدة مرات لتشكل تلك الحلقة الزرقاء المفرغة فوقها تحركت في اتجاه الروليث لتظهر صواعق مخيفة و تضربه في المنزل حيث وصل التؤامين برفقة شقيقاتهما قالت ليلي: أنا قلقة على لافي
قالت استر: أختي فتاة قوية ستكون بخير
قالت روز: ربما يجدر بنا العودة إليها
قال روي: لا لن نفعل لقد طلبت منا العودة للمنزل
قالت ليلي: هل سنتركها هناك وحدها؟
قال جوي: لا نستطيع العودة حتى لو أردنا فالروليث شيء خطير للغاية نحن لسنا بمستواه و لا نستطيع التحكم بقوانا بعد أقصى ما يمكنا فعله هو التحول
شعروا بقلة الحيلة بقوا في غرفة المعيشة بانتظار عودة شقيقتهم الكبرى لوقت طويل





Inas Fallata 03-24-2020 01:26 AM




حل المساء و بدأت الأمطار بالتساقط القلق هز منزلهم الخشبي القديم وقف التؤامين على صوت شيء يرتطم بباب المنزل توجهوا هناك برفقة الفتيات ليروا جسد شقيقتهم المجروح بشدة ملقى على عتبة بابهم حملها التؤامان لغرفة المعيشة ليساعداها على الاستلقاء على الأريكة فتحت عينيها لتبتسم لهم و تقول: جميعكم بخير لم يتأذى أيا منكم صحيح؟
قال روي: لا تقلقي بشأننا عليك أخذ قسطا من الراحة
قالت استر و الدموع تجري على وجنتيها: هذا بسببنا نحن من طلبنا الذهاب لهناك
مدت ذراعها لها لتقترب منها و تأخذها بين أحضانها و تربت على رأسها بلطف و تقول: لا تلوموا أنفسكم فهذا لم يكن خطأ أي منكم
نظرت لجوي الذي أخفى وجهه عنهم لتبتسم بمرح و تقول: لماذا تبكي جوي؟ الأمر ليس غلطتك حسنا؟ أتريدني أن أقوم باحتضانك أيضا؟
قال جوي بصوته المليء بالحزن: لا تمازحيني أنا بخير و لا أحتاج لأي شيء
رفعت رأسها لتطلب منه القدوم جلس بجانبها لتحتضنه بمرح شديد دموعه لم تتوقف عن الهطول ضحكوا عليه بمرح شديد لتشاركهم لافي ذلك بقوا بجانبها حتى اختفت تلك الجراح التي تعرضت لها تماما كما لو أنها لم توجد من قبل رفعت شعرها من جديد لتقول: إذا ماذا تريدون على العشاء؟
قالت استر: سأساعدك على إعداد العشاء
قالت روز: أنا أيضا سأفعل
قالت ليلي: أود ذلك أيضا
ابتسمت لهن بمرح شديد لتنظر لتولاي التي لم تنطق بأي شيء سحب روي وجنتيها بمرح شديد ليقول لها: لم أنت هادئة هكذا؟ أليس من المفترض أن يكون الطفل الأصغر الأكثر مرحا؟ هذا مزعج حقا
قال جوي: دعها روي سوف تجعل وجنتيها مطاطيتين
ضحكا بمرح شديد لتقول تولاي: سأذهب للنوم
قالت لافي: لا يمكنك فعل ذلك قبل تناول العشاء لا تدعاها تنام
اتسعت ابتسامة شريرة سعيدة على وجهيهما ضحكت لافي بهدوء و غادرت الغرفة برفقة شقيقاتها للمطبخ نظر التؤامان لتولاي الهادئة تمسك بكتاب قديم غلافه الجلدي يكاد يتلف عيناها لم تتحركا من موضعهما قط اقتربا منها بهدوء شديد ليختبئا خلف الأريكة نظرا لبعضهما بمرح واضعين يديهما على فم بعضهما كاتمين ضحكتهما أخذا نفسا عميقا لتتغير هيئتهما لذئبين قطبيين جميلين فرائهما الأبيض الناصع شابه لون أرجواني فاتح التفا حول الأريكة محاولين إخافتها بمظهرهما أصابهما الذهول لاختفائها من مكانها ليعودا لهيئتهما التفتا حولهما في الغرفة ليقولا: إلى أين ذهبت؟
سمعا صوت صفحات الكتاب تقلب ليرفعا بصرهما للأعلى ليجداها تجلس على الثريا بهدوء تجمدت تعابير وجههما المصدومة أنزلت عينيها إليهما لتقول بهدوء: أنتما تفعلان ذلك دائما هذا مزعج
اختفت من هناك لتعود للأريكة من جديد عادت لافي للغرفة لتفقدهم لتفاجئ بالجو الهادئ في الغرفة نظرت للتؤامين اللذين ينظران إلى تولاي بشيء من الذهول لتقترب منهما و تقول: ماذا هناك؟ أحدث شيء ما؟
نظر جوي إليها بوجهه المتجمد ليذوب ذلك الجليد تدريجا و يقول: استطاعت تولاي الانتقال أخيرا
قالت لافي بمرح و هي تنظر إليها: هل هذا صحيح؟ يسرني سماع ذلك هل باستطاعتك فعل ذلك من جديد؟
هزت رأسها بالإيجاب لتختفي من على الأريكة لتظهر بالقرب منها ابتسمت لها لتربت على رأسها و تقول: هذا جيد لقد أحسنت لكن استخدميه وقت الحاجة فقط حسنا؟
قبلت جبينها بمرح شديد لتغادر للمطبخ من جديد بتلك الابتسامة المرحة وصلت هناك لترى شقيقاتها أنجزن ما طلبته منهن لتبتسم بمرح و تقول: ستكون طاهيات رائعات بالتأكيد دعننا نكمل
قالت استر: حقا؟ هذا رائع
قالت روز: أريد أن أكون مثلك أختي
قالت لافي: ستكونين أفضل مني بالتأكيد
ابتسمت لهن بمرح شديد لتكملن إعداد العشاء تلك الضحكات السعيدة و الأخطاء الصغيرة أشعرت لافي بالدفء و السعادة فهذه اللحظات قضتها مع والدتها من قبل أنهين إعداد العشاء ليرتبن الأطباق على الطاولة البنية الخشبية القديمة الموجودة في إحدى زوايا الغرفة جلس كل منهم في مقعده الخاص تناولوا طعام العشاء وسط أحاديثهم المرحة لتقاطعهم لافي بقولها: غدا سوف نذهب للمدينة
نظروا إليها جميعا بذهول شديد مما قالته لمحت لافي أنواع المشاعر و التعابير التي علت وجوههم لتتنهد و تقول: ما حدث اليوم لم يكن شيئا بسيطا فذلك الشيء بدأ يطاردنا لسبب معين بالتأكيد و أنا أجهل السبب لذلك سنذهب للمدينة لأخذ احتياطاتنا
قالت روز: ماذا سنفعل هناك؟
قالت لافي: سنذهب لرؤية السيد كورنيه ليخبرنا بالأمر كما أن جوي و روي سينهيان عقدهما الأول غدا سنحتفل بذلك معه
نظرت إليهما بحنان ليبتسما لها بمرح شديد أنهوا عشائهم ليغطوا في نوم عميق على أوتار لافي الموسيقية الذهبية كانت تجلس في غرفة المعيشة الباردة وسط تلك الأمطار الغزيرة و صوت الرعد المخيف أضواء البرق اللامعة تفكر فيما قاله رئيس الجنيات و مطاردة الروليث أغمضت عينيها لتطلق تلك التنهيدة العميقة و تحدق بالسماء الملبدة بالغيوم لتقول بصوت خافت: لقد توفي أبي و أمي في يوم عاصف كهذا
تحركت أصابعها على تلك الأوتار من جديد لتغني مع تلك الألحان الأغنية التي لطالما أدفئت جوانب هذا المنزل مر الليل سريعا لتشرق الشمس من خلف تلك الغيوم التي بدأت بالانقشاع أخفت لافي تلك الأوتار لتنهض و تغادر الغرفة استحمت و ارتدت تنورة بيضاء واسعة طويلة و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة أطرافها وردية داكنة رفعت شعرها بدبوسي شعرها الوردي لتصعد للأعلى طرقت باب الفتية لتقول: روي و جوي استيقظا علينا المغادرة
سمعت صوت أقدامهما في الغرفة لتبتسم و تذهب لغرفة الفتيات أيقظتهن واحدة تلو الأخرى طلبت منهن الاستحمام سريعا ارتدين ثيابهن المتماثلة المنقطة بالأبيض بألوان مختلفة روز ترتدي ثوبا أحمرا و استر ثوبا أصفرا و ليلي ثوبا ورديا و تولاي ثوبا أرجوانيا سرحت شعرهن بمرح بينما هن يشعرن بالنعاس لتقول استر و هي تتثاءب: لم يجدر بنا الذهاب في مثل هذا الوقت المبكر؟
قالت لافي: لا نريد جذب الانتباه لنا لا يوجد أشخاص كثر خارج بيوتهم في مثل هذا الوقت
قالت روز المستلقية على السرير الخاص بها: لا أريد الذهاب المكان هنا دافئ و مريح
أغمضت عينيها لتعود لدنيا أحلامها لتجلس ليلي فوق ظهره بهدوء و تقول: لا تنامي يا كسولة
قامت بتحريك أصابعها الهادئة على جسدها بهدوء لتقوم بدغدغتها ضحكت روز بشدة لدرجة أن دموعها بدأت في مغادرة عينيها قالت لافي: حسنا هذا يكفي هيا بنا لنغادر
أعطت لكل منهن معطفا أبيضا طويلا بقبعة واسعة مزين بنقوش وردية مختلفة غادرن الغرفة لترى الصبيان قد انتهيا لتعطيهما معطفهما الأبيض بحبل أرجواني حول العنق لتقول: حسنا سنغادر الآن مهما حدث لا تخلعوا هذه القبعات حتى نصل....تولاي إن تعبت من المشي لا بأس بإخباري بذلك
هزت تولاي رأسها بالإيجاب لتبتسم لها بمرح غادروا المنزل ليسيروا بهدوء وسط تلك الأشجار الطويلة وصلوا للمدينة لتقول بصوت هامس: خذوا حذركم من الآن
قال جوي: لا يوجد الكثير من الأشخاص
قالت ليلي: هذه المرة الأولى التي أدخل فيها المدينة
ابتسمت لهم لافي بمرح ليسيروا وسط تلك الأبنية مختلفة الأطوال و الألوان الغريبة عنهم توقفت لافي أمام إحدى الأبنية المتوسطة الطول تحوي لافتة كتب عليها اسم صاحبها لتقول بمرح: ها قد وصلنا لمحل السيد كورنيه حيث تعمل أختكم
نظروا للمكان بفضول شديد ليدخلوه خلفها كان متجرا متوسطا لبيع الملابس و الأقمشة خرج رجل أربعيني من غرفة كانت في زاوية مخفية عن الأنظار بابتسامة واسعة تزين وجهه ليقول: صباح الخير مرحبا بآل لوريجن جميعهم
اقترب منهم بهدوء ليقفوا بالقرب من لافي التي كانت تبتسم لهم بمرح و هي تقول: صباح الخير سيدي أتمنى بأننا لا نزعجك
قال السيد كورنيه: بالتأكيد لا مرحبا بكم دائما هنا في أي وقت
نظر إليهم بتلك الابتسامة الحانية وقعت نظراته على التؤامين ليقول بمرح: إذا هذان هما سيدا الحفلة سعدت بلقائكما جوي و روي
صافحاه بهدوء أخذهم لدرج خلفي معدني لولبي صعدوا للطابق الثاني ساروا في ممر معدني ليفتح لهم باب أبيض عريض دخلوا جميعا الغرفة التي كانت واسعة كقاعة لتدريبات الدفاع عن النفس وضعت أريكتين بيضاوين على الطرف الأيمن من الغرفة بينهما طاولة مربعة زجاجية طلب منهم الجلوس هناك لانتظاره قالت روز بمرح: يبدو السيد كورنيه شخصا لطيفا للغاية
قالت لافي: هو كذلك بالفعل
قال روي و هو يفحص المكان بعينيه: لسبب ما لا أستطيع الوثوق به
قال جوي: أجل هناك شيء مريب بشأنه
نظرت لافي إليهما بابتسامة هادئة ليتوقفا عن شكوكهما لتحرك شفتيها قائلة: أعرف ذلك أيضا لكن هلا أبقيتما الأمر سرا؟
هزا رأسيهما بموافقة لتبتسم لهما بمرح شديد دخل السيد كورنيه برفقة سيدة تحمل أكوابا بيضاء مزينة بأزهار صفراء متداخلة و أطباق صغيرة ماثلتها وضعته على الطاولة لتقول: صباح الخير
قالت لافي: صباح الخير سيدة كورنيه
قالت السيدة كورنيه: آه يا إلهي إخوتك يصغرونك بفارق كبير
قالت لافي بابتسامة: أجل سيدتي ألقوا التحية عليها
نهضوا جميعا لينحنوا لها برسمية بالغة ابتسمت لهم بمرح ليعاودوا الجلوس جلس السيد و السيدة كورنيه قرب التؤامين ليقول: حسنا يبدو أنها حالة طارئة
قالت لافي: هي كذلك بالفعل لقد قام الروليث بمطاردتنا بالأمس و ذلك لم يحدث قط من قبل
قال السيد كورنيه: هذا حقا غريب إذا المطلوب؟
قالت لافي و هي تنظر لإخوتها بعدما تنهدت: أعرف بأنه ليس الوقت المناسب لذلك لكن يجدر بهم التحكم بقواهم فلو تكرر الأمر مجددا لا أعتقد بأنني سأكون قادرة على حمايتهم
سكنت الأجواء المحيطة بهم و ملأ الحزن وجوههم أنزلت رأسها بحزن لترسم ابتسامة حزينة على شفتيها ليقول السيد كورنيه: أتعرضت لإصابة خطيرة أخرى؟
قالت لافي: ليس تماما لكن الإصابة الأولى لم تشفى تماما بعد
تنهد السيد كورنيه بيأس ليقول: حسنا لا بأس سأفعل ذلك لليوم فقط
نظر إليها بتلك الابتسامة لتهز رأسها موافقة بالإيجاب نهضت السيدة كورنيه لتقول بمرح: إذا يجدر بنا مراقبة المتجر لهذا اليوم لافي
نهضت لافي لتغادر برفقة السيدة شعرت بأنظار إخوتها تتجه نحوها رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها لتلتفت نحوهم و تقول: ستكونون بخير مع السيد كورنيه لا تقوموا أبدا بإزعاجه أهذا واضح؟
أجابوا بتلك الابتسامات بالموافقة لتغادر برفقة السيدة كورنيه نزلتا الدرج بهدوء لترسم السيدة كورنيه ابتسامة غريبة على شفتيها و تقول: لابد أنه من الصعب الاعتناء بهم وحدك صحيح؟ ألم تفكري يوما بتركهم وحدهم و الفرار أيضا؟
قالت لافي بوجه خالي من المشاعر و نبرة باردة: آسفة سيدتي لم أسمع ما كنت تقولينه
عضت السيدة كورنيه شفتيها بانزعاج شديد لتكملا السير بصمت دخلتا المتجر لتقوم لافي بترتيب بعض الأشياء قبل فتح المكان دخل الزبائن الأوائل لترحب بهم بابتسامتها الجميلة دخل شاب بشعر أشقر داكن طويل بعض الشيء عينيه العشبيتين ظهرتا من خلف تلك العدسات الدائرية المتوسطة جال بعينيه في أرجاء المحل يبحث عن شخص معين رسمت ابتسامة دافئة على شفتيه فور وقوع نظره عليه اقترب منه بهدوء ليقف خلفه منتظرا اللحظة التي سيلتفت فيها طال انتظاره لبضع دقائق ليقترب من أذن ذلك الشخص و يهمس بصوت خافت: صباح الخير جميلتي لافي
فزعت لافي من ذلك لتلفت إليه على الفور و تنظر إلى عينيه مباشرة ابتسم لها بهدوء لتقول: لقد كدت أن تخرج قلبي من مكانه جون
قال جون بمرح: لابد أن يحدث ذلك فأنت تحبينني صحيح؟
قالت لافي: لم أخبرك بذلك كما أنني مشغولة الآن
تنهدت بهدوء لتبتعد عنه و تكمل عملها بهدوء اختلست إليه النظر لتراه يتحدث مع السيدة كورنيه في شيء ما تحولت نظراتها الحذرة لأخرى قلقة من تلك الأصوات التي تسمعها من مكان خارج المبنى في الطابق العلوي حيث كان الجميع يتدرب على بعض الأشياء التي طلبها السيد كورنيه منهم نظر للتؤامين المتحولين ليبتسم لهما و يقول: يبدو أنكما الأفضل من هذه الناحية و تولاي أنت هي الأسوأ بالتأكيد
قالت روز: أرجوك لا تقسو عليها فهي لا تزال طفلة
قال السيد كورنيه: أعدائكم لن يميزوا ذلك لذا من الأفضل أن تصمتي و تكملي التدريب
ظهرت أنيابها مع زمجرة منزعجة ليبتسم لها بلا مبالاة عاد لينظر لتولاي الجالسة على الأريكة تنظر للأسفل بلا أي اهتمام أو مبالاة بهم لينزعج منها و يقترب منها سحبها من يدها بقوة لتنزل عن الأريكة نظر الجميع إليه بتلك العيون المنزعجة من تصرفه ليقول: وفروا هذا لوقت لاحق عليكم إتقان كل شيء خلال هذا اليوم لا أعرف لما طلبت مني تلك السخيفة فعل ذلك
قالت استر بغضب: لا تقل هذا عن أختنا
قال التؤامان: أتريد أن تموت مأكولا؟
التوتر و الانزعاج ملأ الهواء الموجود في الغرفة الجدران بدأت بترقب ما سيحدث تاليا أفزعهم جميعا صوت بكاء تولاي النادر ليترك السيد كورنيه يدها فور دخول لافي القلقة بأنفاسها المسروقة منها لتركض في اتجاه تولاي لتجثو بقربها و تأخذها بين أحضانها و تقول لها: ماذا هناك عزيزتي تولاي؟ أأنت بخير؟
لم تجب عليها تولاي اكتفت بالبكاء فقط تحلق إخوتها حولها محاولين إبهاجها لتهدأ قليلا حملتها لافي من على الأرض لتلتفت إليه بنظراتها الحادة المنزعجة ليتعرق جبينه خوفا مما قد يحدث انتبهت لافي لتصرفاتها لتنحني و تقول: أنا آسفة لم أعي ما أفعله سنغادر الآن
حمل الجميع معاطفه ليغادر خلف لافي المنزعجة بشدة كما البقية التفتت للتؤامين لتقول لهما بابتسامة: أعرف أنكما غاضبين جدا لكن أذنيكما
تعابيرهما الغاضبة تحولت لأخرى مستعجبة حاولا إخفاء آذانهما الذئبية لكن الغضب مسيطر عليهما لم يكونوا مرتاحين أثناء سيرهم وسط الطرقات فتلك الأنظار المتوجهة نحوهم و الأفواه التي لا تتوقف عن التحدث عنهم بسوء أشعرت الفتيات بالخوف و عدم الارتياح لتقول ليلي: أختي أريد العودة للمنزل
قالت لافي: سنفعل عزيزتي لا تهتمي لهم
قالت استر: لكنهم ينظرون إلينا أنا خائفة
ابتسمت لافي لهن بشيء من الحزن لتنظر للشخص الذي كان ينادي اسمها و هو يركض من بعيد توقفت ليقترب منهم و يلتقط أنفاسه لتقول له: ماذا تريد جون؟
قال جون: رحيلك المفاجئ عن المحل سبب لي الرعب
قالت لافي: لا وقت لديّ لك....هيا بنا
نظر جون إليهم باستغراب ليبتسم لاحقا و يسير بالقرب منهم دون قول أي شيء شعروا جميعا بالتضايق من وجوده لتقول روز بهمس: إلى متى ينوي اللاحق بنا؟
قالت استر بانزعاج: ألا بأس بحفر مخالبي به؟
قال جوي: صه أنتما الاثنان بإمكانه سماعكما
كتم جون ضحكاته على تصرفاتهم الظريفة ليكمل المسير غادروا مجال المدينة لتتوقف لافي و تقترب منه و تقول: أنا لا أهتم إن بدأت تظهر عنك شائعات سخيفة أو بدأ الناس بكرهك لكن دعنا و شأننا
ابتسم جون لها ليقول: أتفهم مدى حرصك على إخوتك لافي لذلك لا بأس
تنهدت لافي بقلة حيلة لتنظر لإخوتها و تقول: أتودون منه القدوم معنا؟
نظر جون إليهم بتلك النظرات الراجية عفوهم في انتظار قرارهم ليوافقوا على أخذه معهم لمنزلهم الصغير تنهدت لافي بقلة حيلة لتنظر إليه بشيء الانزعاج لتكمل سيرها و يفعلوا المثل وصلوا لقمة التلة البعيدة عن المدينة ليدخلوا منزلهم المخبئ وراء كثافة الأشجار المعمرة العملاقة أخذت لافي شقيقتها لغرفتها لتضعها على السرير و تقول بمرح: أتشعرين بتحسن الآن تولاي؟
هزت رأسها موافقة ليرتاح بالها لتنهض و تقول و هي تمسح على شعرها بحنان: سأقوم بإعداد العشاء الآن حالما أنتهي سآتي إليك حسنا؟
هزت رأسها مجددا لتبعثر شعرها قليلا نزلت الدرجات لتصدر صريرا مزعجا ليختفي على أصوات ضحكات إخوتها برفقة جون اقتربت من الغرفة لتراهم يتحلقون حوله يستمعون لقصصه المضحكة بالرغم انزعاجها لقدومه كل هذا الطريق لهذا المنزل المحمي من قبل البشر الذين يضايقونهم لكن شعرت بالدفء يغمرها لرؤية السعادة تلون جنبات منزلهم حالما ارتسمت تلك الابتسامة الحانية على شفتيها التقت عينيها بأعين جون المشغول بالحديث إليهم وضعت تعابير منزعجة لتذهب للمطبخ ابتسم جون بلطف لتقول ليلي: لم تبتسم وحدك هكذا؟
قال جون: لأنكم ظرفاء جدا و أيضا لم تخبرني لافي قط بأنها أخت لأولاد مثلكم
قال روي: كيف تعرفت على أختي؟
قال جون: اممم كيف أخبركم بالأمر؟ حسنا حتى أكون صادقا معكم و لا أخفيكم شيئا كنت أشعر بفضول شديد ناحيتها خاصة و أن تلك النظرات الحاقدة تراقبها طوال الوقت تصادفت طرقنا كثيرا فوالدي لديه متجر قريب من المتجر الذي تعمل به
قالت روز: لم تخبرنا أختي بشيء كهذا من قبل
قال جون: لأنها تكرهني بالتأكيد
قال جوي بنبرة مغايرة للأجواء المرحة: أختي لا تكره أحدا أبدا
نظروا جميعا إليه ليروا تلك النظرات الحزينة تعلو وجهه تفهموا الأمر ليطغى الحزن و الهدوء على المكان لم يفهم جون السبب فقط نظر إليهم محاولا معرفة السبب دخلت لافي الغرفة و هي تحمل بعض الأطباق في يديها لتقول بابتسامتها الجميلة: لم كل هذا الهدوء المفاجئ؟ أحدث شيء ما؟
وضعت الأطباق على الطاولة لتنظر إليهم وقعت عينيها على جون الذي كان يحدق بشيء من الاندهاش إليها لتقول بقليل من الانزعاج: ماذا هناك؟
قال جون بابتسامة: لا شيء تبدين كأم أكثر من شقيقة لهم
قالت لافي: لا أظن ذلك....ليلي و استر هلا أحضرتما باقي الأطباق؟ جوي و روي اهتما بترتيب المكان ريثما أتفقد تولاي
نهض كل منهم لمهمته التي أعطتهم إياها لتصعد الدرجات و تدخل غرفة الفتيات لتجد تولاي نائمة في سريرها بعمق لتبتسم لها و تقبل جبينها بهدوء عادت لغرفة الجلوس لتراهم قد أنهوا مهامهم اجتمعوا حول الطاولة ليبدؤوا بتناول الطعام قالت روز بمرح: أليست أختي طاهية بارعة جون؟
قال جون بابتسامة سعيدة: بلى هي كذلك إنه ألذ طبق أتناوله في حياتي كلها
لم تهتم لافي بتعليقه ذاك و تكمل تناول طعامها بهدوء ليقول جون: إذا ما هو ترتيبكم في العائلة؟ بالتأكيد لافي هي الأكبر من يليها؟
قال التؤامان بمرح: نحن
قالت روز: بعدهما أختي استر ثم أنا ثم ليلي و الفارق بين كل منا سنتين
قال جون بمرح: أعماركن متقاربة حقا ماذا عن أصغر فرد في العائلة؟
قالت لافي: هي تولاي و الفارق بينها و ليلي عقد
كاد الطعام الذي تناوله للتو أن يتوقف في حنجرته لينظر إليها بشيء من الاندهاش ضحكوا عليه بمرح شديد لتقول ليلي: صحيح أنها صغيرة لكنها تتصرف كالكبار تماما
قالت استر: إنها حقا تزعجني في بعض الأحيان لكنني أحبها كثيرا
ابتسمت لافي لها بمرح شديد لتقول: الفارق بيني و التؤامان ثلاثة عشرة سنة
هذه المرة أخرج جون الماء الذي كان يشربه ليسعل بعدها بهستيرية لينظر إليها بصدمة بالغة ليضحكوا بمرح أنهوا تناول طعامهم لتغسل لافي الأطباق بينما يلعب أشقائها برفقة جون جلست معهم لبعض الوقت قبل انصرافهم للنوم كان جون على وشك مغادرة المنزل لتقول له: شكرا لقدومك للمنزل لقد أسعدتهم بتواجدك هنا لكن لا تفعل ذلك مجددا
قال جون بمرح و هو يغلق إحدى عينيه بلطف: إن كانوا قد سعدوا بتواجدي فسأتي للزيارة مجددا بالتأكيد
تنهدت لافي باستسلام لتقول: هل تستطيع العودة وحدك؟ ربما يجدر بي الذهاب معك
قال جون: لا تقلقي بشأني أنا أحفظ الأشياء من المرة الأولى لن يكون من الصعب عليّ مغادرة المكان
ابتسمت له بلطف ليقترب منها و يطبع قبلة حانية على جبينها لتتوسع حدقتا عينيها و تضع يدها اليمنى موضع القبلة ليقول لها: أنت أخت عظيمة حقا لا أستغرب مدى حبهم لك البقاء معكم جعلني أتمنى لو أكون فردا من عائلتكم
ابتسم لها بمرح ليتركها تقف أمام ذلك الباب بذهول الابتسامة التي اتسعت على شفتيه لم تستطع وحشة ذلك المكان في هذه الظلمة من محيه توقف أمام إحدى الأشجار على صوت تلك الفراشة الزرقاء المضيئة كالنجوم في عتمة الغابة ليهلع من الصوت الصادر منها القائل ببرود: سأرشدك لطريق أسرع لافي قلقة ألا تدرك المدينة قبل العاصفة القادمة
ارتاح لسماع اسم الفتاة التي وقع قلبه في حبها منذ اللحظة الأولى ليتبع تلك الفراشة التي لم تنطق بأي شيء آخر حتى أوصلته لبر الأمان اختفت فور دخوله للمدينة ليكمل طريقه وحيدا لمنزله الكبير دخل المنزل ليستقبله كبير الخدم الكبير في السن بتلك التعابير القلقة التي أظهرتها تجاعيد وجهه أكثر و يقول: أين كنت طيلة هذا الوقت سيدي؟
فتح جون شفتيه ليخبره بقصة كاذبة لأحداث لم تحدث ليوقفه صوت جهوري منزعج: أكنت ترافق تلك الفتاة الحقيرة من جديد؟
نظر جون لوالده الذي كان ينزل الدرج بعصاه الحديدية التي يستند عليها بهدوء و نظراته المنزعجة تخترق عيني ولده الذي اقترب منه بهدوء بابتسامته الواسعة الهادئة ليقول له: مساء الخير أبي إلى أين أنت ذاهب في هذا الوقت؟
قال الوالد: أجب عن سؤالي أولا
قال جون: لا أعرف عن أي فتاة تتحدث أتقصد كاثي ابنة صديقي الشاعر أم ليندا ابنة المحافظ أم دورثي شقيقة اللورد لوري؟ آه عرفتها ماري ابنة الايرل جان جوزيف
تلك التعابير المرحة على وجه جون لطالما أزعجت والده حينما يتحدث إليه بجدية ليضرب بعصاه الأرض بقوة لتصدر صوتا عاليا دوى في المكان مع صوته الغاضب العالي: تعرف أنني أتحدث عن ابنة الوحوش تلك أكنت معها أم لا يا جون؟
محيت تلك التعابير المرحة من وجهه لتحل محلها واحدة حزينة خاضعة لذلك الغضب ليقول بهدوء: أجل لقد كنت معها لكنها ليست كما تعتقد أبدا لا أفهم لم الجميع يكرهها لكونها شخص مختلف فقط هذا سخيف للغاية يا أبي
أنهى تلك القطعة من أفكاره التي لطالما أراد البوح ليتلقى ضربة من تلك العصا على وجنته اليمنى لتطرحه أرضا و تترك أثرا واضحا على وجنته التقت عينيه بعيني والده الغاضبة و المنزعجة منه تماما ليقول: أنصحك بعدم الذهاب لرؤيتها مجددا فقريبا لن تكون هي و لا مجموعة الوحوش تلك على قيد الحياة
توسعت حدقتا عينيه المصدومتين مما سمعه من والده الذي ارتسم ابتسامة سعيدة على شفتيه ليقول لكبير الخدم: لا تدعه يغيب عن نظرك أبدا لديّ اجتماع بما سنفعله بهذه الوحوش
انحنى له كبير الخدم ليغادر الباب البني الكبير و يغلقه بقوة اقترب كبير الخدم من جون المتجمد في مكانه ليقول له: سيدي عليك الاهتمام بهذا الجرح و إلا تورم أكثر
نهض جون محاولا مغادرة المكان ليعترضه كبير الخدم و يقول: لا أستطيع السماح لك بالمغادرة سيدي لقد سمعت ما قاله السيد
قال جون: دعني أذهب عليّ إخبار لافي بذلك عليّ فعل ذلك قبل فوات الآوان
قال كبير الخدم: لن تذهب لأي مكان سيدي لو ذهبت لرؤيتها مجددا قد يطردك المحافظ من المدينة تعرف بأنه محظور الاقتراب منهم علينا حماية أنفسنا منهم
توقف جون عن المقاومة لينظر لكبير الخدم الذي ظهر على جسده المرتعش الخوف بشيء من الاستغراب لينزل برأسه بإحباط شديد و يسير متقدما من الدرج الطويل ليقول بصوت هادئ: لا تنسى أبدا أنها قد ساعدتك يوما
صعد الدرج للطابق الأول ليتوجه لغرفته و يهتم بذلك الجرح عند لافي التي كانت تنظر للسماء الملبدة بالغيوم السوداء و المطر الغزير الذي يكاد يكون بحيرة جديدة في المكان شعرت بأطرافها ترتعش من البرد لتنهض من على الأريكة و تصعد لغرفة الصبيان فتحت الباب بهدوء لتخرج من الخزانة البنية القديمة مجموعة أغطية شتوية لتغطي الصبيان بها و تحمل الباقي لغرفة الفتيات لتغطيهن بها ابتسمت لهن بهدوء لتنزل الدرج بخطوات رقيقة حتى لا يصدر ذلك الصرير عادت لأريكتها لتسمع صوت طرق خفيف على النافذة الشبه محطمة لتنظر لذلك الزائر الغريب فتحت النافذة ليدخل ذلك الهواء العنيف مع المطر للغرفة تبللت المنطقة القريبة من النافذة لتغلق النافذة فور دخول ذلك الزائر نظرت لتلك المنطقة لتتنهد بعمق و تقول: لم أنت هنا وسط هذه العاصفة العنيفة؟
التفتت لذلك الجني الذي كانت أجنحته لم تبتل لتفهم الطريقة التي وصل بها لهنا تفاجأت التعابير القلقة على وجهه لتقول: ماذا هناك؟ أحدث شيء ما؟
نظر إليها ذلك الجني بقلق شديد ليقول: لقد طلب مني الرئيس تحذيرك هناك شيء خطير قادم في الطريق لا يعرف أين أو متى لكنه يريد تحذيرك كما أنه قد طلب منك الابتعاد عن تلك الفتاة صاحبة الأعين الغريبة
قالت لافي: تولاي؟ مستحيل أن أفعل ذلك لأختي الصغرى
قال الجني: هذه الفتاة تحمل خطرا كبيرا عليكم و تركها الطريقة الوحيدة للتخلص من الخطر القادم
قالت لافي: حتى لو كان ذلك صحيح لن أترك أختي أبدا
قال الجني: لهذا أنتم أغبياء لا تفهمون أبدا ما يجري حولكم تلك الفتاة سبب مقتل والديك و أظنهما كانا يعرفان بالأمر أيضا على كل لن أتحمل أي سخافة أخرى ستقولينها
اختفى من أمامها بعد أن أثار الجرح القديم في قلبها الخافق بسرعة رفعت بصرها للأعلى بصدمة عميقة لتجلس على الأريكة أشرقت الشمس خلف تلك الغيوم السوداء الكثيفة لتنظر لافي إلى السماء من نافذة الغرفة أثناء وضعها تلك الكعكة الشهية على الطاولة لتتنهد بهدوء و تقول: لا بأس أيضا بحفلة داخل المنزل
سمعت صوت صرير الدرج لتسرع في مغادرة الغرفة حتى لا تفسد مفاجأتها نظرت للشخص الذي يخطو على الدرج بهدوء و خطواته الصغيرة بهدوء التقت أعينهما لفترة لتنتبه لافي لتلك الملامح الغريبة التي وضعتها على وجهها لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير تولاي لقد استيقظت أبكر من العادة ما السبب يا ترى؟
لترفع يديها اللتين كانتا تمسكان بورقتين ورديتين و مجموعة أقلام تلوين لتستغرب ذلك في البداية لتفهمها أخيرا و تبتسم بلطف شديد و تقول: هدية للتؤامين؟ أنت لطيفة للغاية
هزت رأسها بلطف لتنزل الدرج و تدخل الغرفة لتضع الورقتين على الطاولة و تبدأ بالرسم و التلوين ابتسمت لها بمرح لتصعد لغرفة الفتيات بخطوات خفيفة و هادئة لتوقظهن و تقول: هيا لتضعن هداياكن على الطاولة
نهضن بسرعة لتخرج كل واحدة منهن هديتها و ينزلن الدرج بهدوء كما فعلت لافي وضعن الهدايا على الطاولة لتقول استر: سنذهب لنوقظهما الآن
قالت لافي بمرح: اذهبن جميعا سأهتم ببعض الأشياء هنا
أمسكت ليلي بتولاي لتأخذها معهن ضحكت لافي بهدوء على تصرفهن صعدن الدرج بحماس شديد ليفتحن باب الغرفة بقوة صعدن على سريرهما لتقوم ليلي و روز بالقفز عليهما بمرح شديد و هما تقولان: استيقظا أيها الكسولان هيا
قامت استر بدغدغة باطن قدم روي بمرح شديد لينهض و يفرك عينيه بنعاس شديد وقفت تولاي بالقرب من موضع رأس جوي النائم ليفتح عينيه بهدوء على الإزعاج من حوله التقت عينيه الناعستين بعيني تولاي الباردتين لينهض و هو يصرخ فازعا فتح روي عينيه الناعستين على صرخة شقيقه لتبدأ الفتيات الضحك عليه بمرح شديد انضم إليهن روي ليلتقط أنفاسه الهاربة منه محاولا تهدئة قلبه الخافق بسرعة ليقول: أرجوك تولاي لا تفعلي هذا مجددا سأموت حقا لو فعلت ذلك
لم تجبه تولاي بأي شيء سوى ابتسامة مرحة صعقوا لرؤيتها لكنهم تبسموا أيضا ليقول روي: إذا ما سبب كل هذا الإزعاج منذ بداية الصباح؟
قالت روز: لقد غادرت لافي لمكان ما حينما استيقظنا
قالت استر بنبرة حزينة: و لا يسعنا تحضير الإفطار وحدنا
قال جوي: بطونكن الخاوية جعلتكن تقتلني رعبا هكذا
ضحكوا من جديد لينهضا من السرير و ينزلا الدرج برفقة شقيقاتهما طلبت الفتيات منهما التوجه لغرفة الجلوس ليقول جوي: هل أصبحت غرفة الجلوس هي المطبخ؟
قالت استر: هناك شيء نريد أن نريكما إياه
قال روي: و ما عساه أن يكون؟
قالت ليلي و هي تدفعه بمرح: فقط اذهبا
قال التؤامان: حسنا لا تكن متسرعات هكذا
دخلوا غرفة الجلوس ليتفاجئ الجميع من تلك الفقاعات المتوسطة التي انفجرت ببريق لامع فور دخولهم انهمرت قصاصات ملونة في أرجاء الغرفة لتقول الفتيات بمرح شديد: كل عام و أنتما و بخير
نظرا إليهن بذهول شديد بينما تلك الابتسامات الدافئة تقابلهما اقتربت لافي منهما لتعانقهما بمرح شديد و تقول: آسفة اضطررنا لتأجيل عيد ميلادكما....كل عام و أنتما بخير جوي و روي
قبلت جبين كل منهما لتطلب منهما التقدم للطاولة نظرا لتلك الكعكة الاسفنجية الشهية المغطاة بالشوكولاته الداكنة زينت أطرافها بأزهار مختلفة بالكريمة الملونة وضعت الرقم 11 المصنوع من الشوكولاته البيضاء و شموعها زرقاء داكنة ظهرت علامات موسيقية ملونة حولهما ليسمعا لحن أغنية جميلة نظرا للافي المبتسمة بمرح شديد و هي تغني برفقة الفتيات بسعادة أطفئا تلك الشموع لتعلو أصوات الصفقات المرحة في أرجاء المنزل ليقولا بمرح: لقد كانت مفاجأة رائعة
تقدمت روز منهما و هي تحمل صندوقين خشبيين صغيرين حفر عليهما اسمهما بخطها الجميل لتقول بمرح: هذه هديتي لكما
قال جوي: ما هذا؟
قالت روز: افتحاه أولا
فتح كل منهما صندوقه لتخرج منه مجموعة من الدعسوقات الجميلة ليطرن في الغرفة قليلا قبل مغادرتهن من النافذة لتظهر قلوب خشبية ملونة نظرا إليها بابتسامة سعيدة لتظهر استر و ليلي من خلفهما بمرح شديد لتقول ليلي: لقد شاركتني استر لصنع هذه الهدية لكما
قدمت كل منهما الوشاح الذي قامت بحياكته أحدهما كان رمادي و الآخر أرجواني فاتح ليبعثرا شعرهما بمرح و يقولان: شكرا لكما
ابتسمتا لهما بمرح شديد نظرا لتولاي التي اقتربت منهما بهدوئها المعتاد لترفع رأسها و تضع ورقتين أمامهما نظرا إليها ليجدا لوحة لكل منهما و كتب فوقها "عيد ميلاد سعيد" أعادا النظر إليها ليعانقاها بمرح شديد و يقولان: شكرا لك تولاي أنت رسامة بارعة
ابتسمت لهما بمرح شديد لتقول لافي: حسنا فليجلس الجميع لتناول الكعكة
جلسوا في أماكنهم لتبدأ لافي بتقطيع الكعك بمرح و هي تهمهم بلحن أغنية يحبونها كثيرا وزعت قطع الكعك لتقول: آسفة هذا العام لم أفعل الكثير لكما لكن العام القادم بالتأكيد سأفعل
قالا معا: كل ما يهم أننا معا
ابتسمت لهما بمرح شديد لتخرج صندوقين أسودين من جيب تنورتها الطويلة لتضع واحد أمام كليهما فتحاه ليظهر الخاتمين الأرجواني و الرمادي المشابهين لخاتمها صرخات حماسهما ملئت المكان فقد كانا ينتظران هذا اليوم طويلا ابتسمت لهما لتقول: هذه الخواتم تميزنا كأبناء مميزون لساحرة و متحول كما أنها تقوي جانبنا السحري أكثر لذا اهتما به جيدا
قالا معا بمرح: بالتأكيد سنفعل
تناولوا الكعك بمرح وسط أحاديث و ألعاب أبهجت يومهم بعد غروب شمس ذلك اليوم اجتمعوا حول لافي التي كانت تروي لهم قصة تدفئهم في برودة تلك العاصفة الماطرة انتبهت للأعين الناعسة و الأخرى النائمة لتبتسم بلطف و تقول في نفسها: ليت أيامنا كلها تبقى هكذا
التفتت لتولاي الواقفة بقرب النافذة تحدق في القمر المختبئ خلف الغيوم الكثيفة الماطرة بغزارة لتقول لها: ألا تشعرين بالبرد تولاي؟ تعالي لهنا
هزت تولاي رأسها نافية لتكمل تحديقها في ذلك القمر ابتسمت لافي بهدوء حتى صدمها تلك الأغنية التي صدرت من تولاي نهضت لتقترب منها و تمسك بكتفيها لتقول لها: أين سمعت هذه الأغنية تولاي؟
نظرت لعينيها الواسعتين التي تسحبها لعالم غامض مظلم لم تجبها على سؤالها بل أكملت غناء تلك الأغنية شعرت لافي بنبضات قلبها تحطم المعدل القياسي رئتيها بالكاد تحوي أكسجينا كافيا الرؤية بدأت تظلم شيئا فشيئا مدت يدها لشقيقتها لكنها فقدت الوعي قبل ذلك نظرت تولاي للجميع مستلق في مكانه نائم بابتسامة لطيفة على شفتيه تجاوزت الجميع لتصعد للغرفة عند جون الذي كان يفكر في طريقة يغادر بها غرفته المشددة الحراسة أوقفه حديث حارسي الباب ليقترب منه و يسمع ما يقولان بوضوح قال الحارس الأول: لقد سمعت بأنهم سيذهبون لصيد الذئاب غدا مساء
قال الثاني: أجل لقد تأجل الموضوع بسبب عاصفة هذه الليلة
قال الأول: أتمنى لو باستطاعتي الذهاب معهم
قال الثاني: أجل سيكون من الجيد لو حصلنا على بعض الفراء منهم لأجل الشتاء الطويل
ركل جون الباب بغضب ليصمتهما و يرمي بجسده على السرير ليفكر في حل سريع ليصل به إلى لافي عض شفتيه بانزعاج شديد ليغمض عينيه ليرتاح قليلا استيقظ على صوت صراصير الليل لينظر للسماء ليرى الفجر قد بزغ منذ دقائق نهض من سريره ليرتدي حذائه و يغادر غرفته بهدوء شديد نظر للحارسين النائمين بقرب الباب سار في الممر بحذر شديد وصل للباب الرئيسي بنجاح ليفزع على صوت خطوات بطيئة تقترب من الدرج وقف خلف عامود أخضر فاتح كاتما لأنفاسه مغمضا عينيه خائفا من اكتشاف أمره سمع صوت ذلك الشخص و هو يقول: لا أعرف لم سمحنا لهم بالبقاء على قيد الحياة حتى.... هذا سخيف للغاية هذه المرة لن أترك أي منهم حيا
عرف صاحب الصوت الذي دخل قسم الخدم لسبب ما أسرع في الخروج من المنزل ليركض بأسرع ما يمكنه وصل لتلك التلة مع شروق الشمس صعده بأنفاسه المتقطعة ليرتاح عند لافي التي استيقظت نهضت من الأرض لتمسك برأسها المتألم لتتذكر آخر لحظاتها لتبحث عن تولاي في أرجاء المنزل لكن بلا فائدة لم تجدها ليدب الرعب في قلبها القلق عليها سمعت طرق الباب المتكرر ليضيء الأمل في وجهها اقتربت من الباب لتفتحه بتلك الابتسامة اللطيفة لترى جون يقف هناك محاولا التنفس بطبيعية انتبهت للجرح المتورم على وجنته اليمنى لتقول له: كيف حصلت على هذا الجرح جون؟ يا إلهي إنه بحالة سيئة للغاية
دخل برفقتها ليجلس على أقرب درج لتنظر للجرح بقلق شديد ليقول لها: لا تقلقي بشأن ذلك هناك أمر أهم مني
نظرت إليه باستغراب شديد لينظر إليها بجدية بالغة: عليكم مغادرة المنزل حالا و الذهاب لأي مكان هذه الليلة سيأتون لأجلكم
فهمت لافي الأمر لتنزل رأسها بحزن و تقول: سأفعل حال عودة تولاي لا أعرف أين هي
اقتربت ليلي منها و هي تفرك عينيها بنعاس اقتربت منها لتحملها بين يديها و تقول: أتودين الذهاب لسريرك؟
قالت ليلي: لا لقد حلمت حلما غريبا
قالت لافي بابتسامة: حقا؟ و ما هو؟
قالت ليلي و هي تنزل من بين يديها: لقد حلمت أننا جميعا كنا مع أمي و أبي نجلس أمام تلك البحيرة الجميلة التي زرناها من قبل
توسعت حدقتا عينيها بصدمة لتنظر إليها ليلي باستغراب ابتسمت لها لتقول: إنه مجرد حلم لا تهتمي له عزيزتي هيا اذهبي و اغسلي وجهك
ذهبت ليلي للحمام لتفعل ما أمرتها شقيقتها به نظر جون ليديها اللتان بدأتا بالارتعاش لتكتفهما بهدوء ليقول لها و هو يعانقها: ماذا هناك لافي؟ لا تبدين بخير
قالت لافي بصوت خافت: ذلك الحلم سيصبح حقيقة لا أريد ذلك
قال جون الذي أمسك بها محاولا تهدئتها: إنه مجرد حلم كما قلت لم كل هذا القلق؟
قالت لافي: أنت لا تفهم ليلي ترى المستقبل و رؤيتها مع والدينا يعني....
أنزلت رأسها لتتساقط دموعها على الأرض لم يفهم جون المشكلة بحد ذاتها لكن تلك الدموع قد أحزنته كثيرا ابتعدت لافي عنه لتمسح دموعها أيقظت إخوتها لتطلب من الفتيات تحضير الإفطار معها فكرها كان مشغولا بتولاي التي لا تعرف مكانها بعد أنهين إعداد الطعام ليضعنه على الطاولة قال جوي: متى أتيت لزيارتنا جون؟
قال جون بمرح شديد: منذ وقت قصير مفاجأة جميلة أليس كذلك؟
قالت استر بمرح: أجل إنها كذلك
قالت روز: لافي أين هي تولاي؟
قالت لافي بابتسامة مرحة: إنها في الأعلى تقرأ كتابها المفضل تعرفينها عندما تدخل عالم كتبها
قالت ليلي: الآن تذكرت أمرا غريبا
نظرت لافي إليها بقلق لتسأل بتردد: ما هو ليلي؟ أهو متعلق بذلك الحلم؟
قالت ليلي: أجل لم تكن تولاي موجودة معنا لسبب مجهول
توقف قلبها عن النبض للحظة لتبتسم لها و تكمل تناول طعامها بهدوء وسط المرح و الضجة لم تستطيع تخيل أن وقتهم معا سينتهي قريبا و ستترك أصغر فرد وحيدا في عالم كاره لهم نهضت وسط تعجبهم دون التبرير توجهت لخارج المنزل لتتنشق هواء الصباح العليل أغمضت عينيها لوهلة لتسمع صوت يناديها لم تجبه اكتفت فقط بالسير في تلك الذكريات القديمة الخاصة بوالدتها توقفت أمام ذكرى ولادة تولاي"غادرت الوالدة المنزل صباحا برفقة الوالد تاركين عناية المنزل لها سارت الوالدة بهدوء و علامات التعب تعلو وجهها لتنظر للوالد الممسك بها من خصرها بابتسامة صغيرة غيرت تعابير وجهها و هي تقول: بإمكاني الذهاب وحدي عليك البقاء برفقة الأطفال
قال الوالد: لا عليك لافي بقربهم هي لم تعد طفلة صغيرة
قالت الوالدة بمرح: حقا هي قد كبرت أحيانا أشعر بأنني أعتمد عليها كثيرا
ابتسم الوالد لها بمرح ليصلا للمدينة البعض كان يبتعد عن طريقهما و الآخر كان يحدق بهما بحقد شديد وصلا لعيادة وسط المدينة استقبلهما الطبيب على عجل ليقول: لا أريد لأحد رؤيتكما تدخلان هنا
قال الوالد: آسفان لإزعاجك ندرك تماما ما تقصده
قالت الوالدة و هي تنحني له بصعوبة: آسفة لجلب المشاكل لك
أخذها الطبيب لغرفة خاصة لفحصها ليغادر الوالد للعمل كانت الوالدة في حالة صعبة للغاية ليقول لها الطبيب: لا أستطيع إنقاذ حياتكما عليك الاختيار
قالت الوالدة بصوتها المنهك و المتعب: لا أهتم لنفسي دع الطفل يعيش
أمسك الوالد بيدها بحنان لتشد قبضتها حوله فقدت الوالدة وعيها بعد خروج الطفل ليصدم الوالد كثيرا تعابير الطبيب زادت الأمور سوءا لينطق بتلك الكلمات التي لم يرد سماعها: للآسف الطفل ميت
انهار الوالد لسماع ذلك نقل الخبر بدوره للوالدة حالما استفاقت لتشعر بحزن شديد غادرا العيادة و دموع الوالدة تأبى التوقف كانت تسير بمساندة الوالد الحزين مثلها توقفا في أحد الأزقة ليقول لها: هل أنت بخير؟ أتريدين التوقف هنا؟
هزت رأسها نافية و دموعها لا تتوقف عن الهطول رفعت بصرها للسماء المظلمة لتجذبها تلك الشرنقة السوداء المتوسطة الحجم تشع بطريقة غريبة في زاوية درج الطوارئ المعدني توقفت تلك الدموع على توسع عينيها المصدومتين لتقول: عزيزي انظر لهذا
رفع بصره هو الآخر ليدهش من وجود تلك الشرنقة و بذلك الحجم هناك صعد الدرج بهدوء ليشق الشرنقة ليفاجأ برؤية تلك الفتاة صاحبة الشعر الأسود الداكن القصير أخرجها من هناك لينزل بها لتقول الوالدة: أتعتقد بأنها لا تزال بخير؟
قال الوالد: أجل هي فراشة متحولة و تبدو فريدة من نوعها
حملتها الوالدة لتقول: من الخطر تركها وحدها هنا لنأخذها للمنزل معنا
قال الوالد: أجل سنفعل لكن ماذا سنخبر الأطفال؟
فكرت الوالدة في الأمر قليلا لتحرك يديها عليها و هي تمتم بتعويذة ما ليتغير شكلها لطفل حديث الولادة و تحملها بهدوء لتقول: هكذا لن يكون الأمر بالمشكلة الكبيرة صحيح؟
أجبرت نفسها على الابتسام وسط تلك الدموع ليعانقها الوالد بهدوء" فتحت لافي عينيها بهدوء لتقول بهمس: تولاي....ليست فردا من العائلة؟
تذكرت ما قاله رئيس الجنيات لها و الرسالة الغريبة التي أوصلها و الأغنية لتنزل رأسها بشيء من الحزن عبث الهواء بشعرها عله يقلب مشاعرها الحزينة تغير مجرى الهواء لينذرها بالخطر المحدق بهم نظرت للمكان من حولها لترى جماعة كبيرة من الروليث خلف الأشجار القريبة من المنزل غادر التؤامين المنزل بقلق شديد ليقولا: لافي ماذا هناك؟
رأت ذلك الروليث يقترب سريعا منهما لتسبقه و تقف في وجه ذلك المنجل الذي كاد يطيح برأسيهما أصيبت في ظهرها لتقول لهما: ادخلا للمنزل عليكما حماية الآخرين
قال جوي: أختي لن أتركك وحدك هنا
دفعتهما بالقوة لداخل المنزل و أغلقت الباب لتبصق تلك الدماء من فمها و تتحول لذلك الذئب الكبير لتقف أمام الباب بتحدي لهم داخل المنزل كانت الأجواء مضطربة للغاية قالت ليلي و دموعها تغادر عينيها: ماذا يحدث أخي؟ أين هي لافي؟
قال روي: فقط ابقين هادئات ستكون الأمور على ما يرام
قالت استر: أختي لافي وحدها هناك في مواجهتهم
قالت روز: لنذهب لمساعدتها
قال جوي: لن نغادر المنزل أبدا
ظهر في عينيه القلق و الخوف على شقيقته بعد مضي وقت قصير اختفى ذلك الخطر الذي كان يلفهم منذ دقائق اقتربوا جميعا من الباب الذي فتح بقوة ليصدموا من رؤية تلك الجراح الكثيرة و العميقة على جسد لافي الممددة على الأرض بإرهاق حملها جون برفق شديد ليضعها على الأريكة انتبهوا للجرح العميق في معدتها أسرعت الفتيات بإحضار بعض الأدوية و المناشف و الماء ليحاولوا وقف ذلك النزيف الشديد نجحن في ذلك بعد عناء طويل جلسن بالقرب منها لتفتح عينيها بصعوبة و تقول بابتسامة لطيفة: شكرا لكن لقد أحسنتن عملا حقا
رفعت بصرها لجوي الذي كان يشد قبضته تساقطت قطرات الدماء منها كما حال شفتيه طلبت منه الاقتراب منها لكنه رفض ذلك و أنزل رأسه ليخفي تلك الدموع عنهم كان جون جالسا في زاوية الغرفة بصمت يراقب الرابطة العميقة بينهم لحظات صمت طويلة عبرت في تلك الغرفة لكنها اختفت في المساء على صوت مجموعة من الأشخاص يصرخون مطالبين مغادرتهم للمنزل طرقوا الباب بعنف شديد لتنهض لافي من مكانها و تسير بهدوء مغادرة الغرفة طلبت الفتيات منها الجلوس بالرغم من خوفهن التفتت لافي إليهن بابتسامة حانية لتعانقهن بلطف و تقول: أنتن أخوات رائعات حقا آسفة
ابتعدت عنهن لتنظر لأعيهن الباكية لترسم ابتسامة أخيرة على شفتيها نظرت للتؤامين لتقول: أعتمد عليكما
غادرت الغرفة بتثاقل لتصل للباب فتحته ليبتعدوا عن الباب بفزع شديد تقدم من بينهم والد جون الذي رسم ابتسامة شريرة على شفتيه ليقول: لقد سئمنا وجودكم هنا غادروا مدينتنا
قالت لافي بتلك النبرة المنزعجة المتألمة: أتيتم مجددا لأخذ عائلتي مني؟ لن أسمح لكم بفعل ذلك أبدا
أشهر والد جون تلك البندقية الطويلة أمامها لتعض شفتيها بانزعاج شديد تغير شكل عينيها ليطلق النار عليها حتى لا تكمل تحولها جثت على ركبتيها ليسند جسدها على طرف الباب قال الوالد و هو يشق طريقه داخل المنزل: لا تتركوا فردا واحدا على قيد الحياة تحركوا
دخلوا المنزل و هم يحملون تلك البنادق و المشاعل تفرقوا لمجموعات توجهت مجموعة لغرفة المعيشة ليروا ذلك الذئب الواقف في وسط الغرفة و يزمجر بانزعاج في وجههم اتخذ الخطوة الأولى و تقدم لمهاجمتهم دب الخوف في قلوبهم للحظات اختفى على صوت الطلقات النارية الصادرة من الأعلى حاول الذئب مغادرة المكان لكن بلا فائدة فقد تمت محاصرته تماما ألقوا المشاعل من حوله ليحترق المنزل الخشبي القديم كله في مكان بعيد عن كل هذه الأحداث في وسط تلك الغابة المظلمة التفتت تولاي للخلف لترى ذلك الدخان المتصاعد من حيث ما غادرت توسعت حدقتا عينيها بصدمة بالغة جثت على ركبتيها لتتساقط تلك الدموع الحزينة على الأرض العشبية التي شدتها بقبضتيها الصغيرتين لتصرخ بأعلى صوتها حزنا على المأساة التي سببتها تورمت عيناها الواسعتان لم تعد حنجرتها قادرة على إخراج أي صوت آخر سمعت أصوات أقدام تسير بسرعة في اتجاهها نهضت من مكانها لتحاول الابتعاد قدر الإمكان عن تلك الخطى السريعة و الأصوات الآمرة بالبحث عنها جسدها الصغير لم يتحمل كل هذا الجهد الذي حل به وضعت قدمها على صخرة زلقة لتتدحرج من ذلك المنحدر المخيف وصل جسدها المجروح للأرض لم يستطع التحرك مع غزو الألم لأعضائه كلها سمعت صوت يقول: هناك بقع دماء هنا
أجبرت تولاي جسدها على الحراك لبضع مترات أخرى لتختفي خلف كومة الشجيرات المتراصة بالقرب من بعضها لم يستطع جسدها تحمل كل هذا المشآق ليعطي لنفسه استراحة مع إغلاق عينيها


Inas Fallata 03-24-2020 01:27 AM


يا مرحبا بكم و ها قد وضعت الفصلين الأولين للرواية
أتمنى أن تستمتعوا بهما قدر الإمكان حتى يوم الجمعة بإذن الله تعالى
أعرف أنهما طويلين جدا لكن لا تعتادوا ذلك حتى لا يخيب أملكم
و الآن أقول إلى اللقاء دمتم في حفظ الرحمن

Inas Fallata 03-24-2020 01:28 AM




صوت خطوات سريعة و أنفاس ساخنة ظهرت في تلك الأجواء الباردة الظلمة تحيط بذلك الممر الضيق بين بنايتين طويلتين توقف صاحب تلك الخطوات الهاربة أمام ذلك الجدار الحجري المشوه برسومات مضحكة تسارعت أنفاسه و نبضات قلبه أكثر التفت لصوت سقوط حاوية نفايات معدنية رأى ذلك الشخص الذي اتخذ السواد له عنوان ظهرت فقط عينيه العسليتين أخرج ذلك المسدس الفضي المتوسط الحجم نقش عليه نقوش أرجوانية متداخلة لتتوسع حدقتا ذلك الهارب الخائف ليفتح شفتيه المرتعشتين ليقول: سأخبرك بكل شيء لكن لا تقتلني رجاء لقد كان السيد كوري وراء كل شيء لقد طلب مني فعل كل ذلك لأجله لم أكن لأستطع فعل ذلك بدونه أرجوك لا تقتلني عائلتي تحتاج إليّ
لم يهتم ذلك الشخص كثيرا بالكلمات التي غادرت شفتيه ضعظ الزناد لتخرج تلك الرصاصة من فوهة ذلك المسدس لتستقر داخل جمجمته تزلجت جثته على الجدار لترسم خطا من الدماء نظر إليه بكل برود ليدخل مسدسه في حافظته الأرجوانية الداكنة اختفى من ذلك المكان تماما اكتشف الجثة أحد المارة ليتصل على الشرطة التي أحاطت المكان بالسيارات و استجوبت جميع من ساروا بالقرب من المكان وقف أمام الجثة ذلك المحقق المنزعج ليقترب منه مساعده و يقول: سيدي الأمر كما اعتقدنا إنها رصاصة الظلال
عض على شفتيه بانزعاج شديد ليبتعد عن موقع الجريمة و يدخل سيارته أغلق الباب بقوة ليتصل على شخص ما و يقول: الأمر قد تجاوز الحدود علينا إيقاف هؤلاء الأشخاص عند حدهم
قال الشخص في الخط الثاني: أعرف ما تشعر به لكن لا يمكننا فعل شيء لمنظمة كبيرة لا نعرف أيا من أفرادها على كل أنهي ملف هذه القضية سريعا
أغلق الخط بانزعاج شديد ليضع رأسه على مقود السيارة بغضب و يقول في نفسه: تبا لكم سأجدكم بالتأكيد و سأقبض عليكم جميعا
طرق نافذة سيارته بشكل متتابع ليرفع بصره لصاحبها رأى سيدة تبتسم له بمرح ضعظ على زر قريب منه لتنزل النافذة بهدوء و يقول: ماذا تريدين الآن أيتها المحققة شيري؟
قالت شيري: رأيتك مكتئبا للغاية فأتيت لإبهاجك جاي
قال جاي: لا أعرف كيف تكونين مبتهجة في مثل هذه الأوقات
قالت شيري: أنت حقا تبذل ما في وسعك لحماية الجميع لكن لا تفرط في ذلك فزوجتك بالتأكيد تريد عودتك قطعة واحدة
قهقهت بمرح شديد ليرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه اقترب مساعد جاي من السيارة ليقول: لقد وجدنا هاتف الضحية و يبدو أن آخر متصل به كانت فتاة تدى كاثرينا موريس
قال جاي: هل حاولتم الوصول إليها؟
قال المساعد: أجل لقد فعلنا و أخذنا عنوانها أرسلت ظابطي شرطة لهناك
قال جاي: هذا جيد لو حصلت على أي نتيجة أخبرني بها فورا
غادر مساعده مسرعا ليتحدث قليلا مع الطبيب الشرعي لتقول شيري: لدي شعور سيء حيال هذا الأمر جاي
نظر إليها باستغراب دون التعليق على كلماتها غادرت لتكمل تحقيقاتها بينما عاد هو للمقر الرئيسي ألقى التحية على بعض من مر بهم دخل مكتبه المتوسط الحجم جلس على كرسيه لينظر للقرص المدمج داخل الظرف البلاستيكي أخرجه باستغراب ليضعه على حاسوبه فتح محتوياته ليتعجب من وجود فيديو واحد فقط فتحه لتتوسع حدقتا عينيه بصدمة بالغة ذلك الفيديو قد تم تصويره منذ وقت قصير داخل منزله جثة زوجته على الأريكة الزرقاء بلا رأس نهض بسرعة من مكانه ليتجه لمنزله و هو يحاول تكذيب ما رأه وصل للمنزل ليفتح الباب بقوة تباطأت نبضات قلبه و أنفاسه جثى على ركبتيه أمام ذلك المنظر الفظيع في غرفة المعيشة محيت كل المشاعر من داخله تبقت الكراهية و الحقد فقط لأولئك الأشخاص شعر بذلك الحديد البارد الملتصق بعنقه ليسمع صوت يقول بسخرية: لقد حاولنا تحذيرك مرارا لكنك قررت تجاهلنا و هذه هي النهاية جاي ويليس
ضغط الزناد لتتنشر الدماء في أرجاء المكان رسمت ابتسامة راضية على شفتي ذلك الشخص المجهول الذي غادر المنزل بثقة في مكان ما بعيد عن الأنظار في تلك الغرفة البيضاء الواسعة وجدت أرائك بيضاء متوزعة في أرجاء الغرفة توسطتها طاولة زجاجية بيضاوية متوسطة الحجم عليها آنية أزهار حملت باقة كبيرة من اللافندر الأرجواني فتح الباب الزجاجي ليدخل ذلك الشخص بابتسامته المنتصرة الواثقة بحث قليلا في أرجاء الغرفة ليجد الشخص الذي بحث عنه في أرجاء المكان ليقترب منه و يضع تلك البطاقة البيضاء التي رسمت عليها زهرة أرجوانية كبيرة على الطاولة البيضاء و يقول: وجدتك أخيرا ليليان
التفتت تلك الفتاة صاحبة الشعر الأشقر الداكن الطويل و العينين الزرقاويين لتبتسم له بلطف و تقول: لقد انتظرتك طويلا لويس هل كانت المهمة صعبة للغاية؟
قال لويس و هو يقبل وجنتها بمرح: بالتأكيد لا فقط أن ذلك المزعج لم يحضر مبكرا كيف لي أن أتأخر عن مخطوبتي الحبيبة هكذا؟
جلس في الجهة المقابلة لها لتبتسم له بسعادة تحدثا معا لبعض الوقت حتى دخل مجموعة من الأشخاص الغرفة لينظرا إليهم باستغراب عمت الغرفة الهادئة الفوضى و الانزعاج الشائعات و الأحاديث ملئت الأرجاء شعرت الجدران بالانزعاج الشديد من كل هذه الفوضى المفاجئة نهضا من مكانهما ليقتربا من تلك المجموعة الأكثر من مزعجة لتقول ليليان: ماذا هناك؟ لم كل هذا الإزعاج فجأة؟
قالت إحدى الفتيات: ستحل كاثرين روسيك منصب الرئاسة غدا
نظرا إليها بصدمة من الخبر الذي سمعاه توا فتح الباب على مصرعه لتدخل سيدة بابتسامة متعجرفة أزعجت الناظرين اقتربت من حيث ذلك التجمع لتعقد يديها خلف ظهرها رافعة رأسها للأعلى لتنظر لوجوههم واحدا تلو الآخر لتقول: سيكون من الرائع العمل معكم ابتداء من اليوم أتمنى أن تكونوا على قدر ما سمعت عنكم
تلك الضحكة المغرورة جعلت النظرات الحاقدة تخترق جسدها لم تهتم لهم كثيرا أوقف لحظاتها المستمتعة صوت خطوات هادئة دخلت الغرفة جلس صاحب تلك الخطوات على الكرسي الأبيض المفرد البعيد عنهم اقتربت منه تلك السيدة لتطرق بحذائها ذو الكعب العالي الأرض دالة على انزعاجها الذي بدأ يشتد مع كل دقيقة تجاهل أعطاها ذلك الشخص لها لتقول بغضب: أنت ألا ترينني هنا؟
رفع ذلك الشخص عينيه عن الكتاب ذو الغلاف الأزرق الداكن لتظهر ملامح وجهه الأنثوي البارد عينيها العسليتين الواسعتين حملتا برودا قاتلا شعرها الأسود المرفوع كذيل الفرس الطويل ارتبكت السيدة لتلك النظرات الصامتة التي اخترقت قلبها لتعيد عينيها بهدوء للكتاب من جديد دون التفوه بكلمة واحدة جعلت السيدة تغضب أكثر لتقول: أنا أحدثك لذا لا تتجاهليني هكذا
انحنت للأمام قليلا لتضع أصابعها على أطراف الكتاب بغية أخذه منها لتشعر بذلك المسدس الفضي يصطدم بجبينها توسعت حدقتا عينيها كما فعل الجميع الغرفة امتلئت بالاضطراب و الخوف لتزيح أصابعها عن الكتاب ليختفي ذلك المسدس قالت السيدة بانزعاج و خوف طغى على صوتها: أنا لن أدعك تفتلين بهذا
غادرت الغرفة و أطرافها ترتعش من شدة الخوف لتعض شفتيها و تقول في نفسها: سأجعل حياتك جحيما لا يطاق
رسمت ابتسامة شريرة واسعة على شفتيها صباح اليوم التالي في مكتب المحققة شيري التي كانت تشاهد ذلك القرص التي عثر عليه في مكتب المحقق جاي أنزلت بشاشة حاسوبها المحمول بسرعة فور رؤيتها جثة زوجته واضعة تعابير متألمة حزينة لفقدان زميل عمل و صديقة مميزة طرق الباب المفتوح ليدخل مساعد جاي نظرت إليه لتقول: أوجدتم دليلا؟
قال المساعد: لا سيدتي بحثنا عن بصمات أو آثار اقتحام لكن لا شيء
قالت شيري: هل استجوبتم الجيران؟ أي أحد؟
قال المساعد: أجل لقد فعلنا لكن لا أحد منهم شاهد أو سمع أي شيء
قالت شيري: هذا غير معقول كيف دخل القاتل إذا؟ كيف لم يترك أي بصمة أو دليل خلفه؟ من يقدر على فعل شيء كهذا؟
زفرت بانزعاج شديد لتضع رأسها على كفيها متشابكتي الأصابع أغمضت عينيها لتتذكر جثتيهما و تعض شفيتها بانزعاج شديد ليقول المساعد: بالنسبة لأدوات الجريمة
قالت شيري: هل عثرتم عليها؟
قال المساعد: لا سيدتي لكن السيد ويليس قد أصيب برصاصة الظلال في عنقه بينما زوجته قطع رأسها بشيء حاد يشتبه كونها سيفا أو منجلا
رفعت رأسها لتنظر إليه باستغراب من نوع الرصاصة لتقول: رصاصة الظلال؟
قال المساعد: أجل إنهم الأشخاص الذي كان السيد ويليس يبحث عنهم اشبته بكونهم منظمة سرية مؤلفة من قتلة محترفين و لهم رصاصة خاصة تميزهم
قالت شيري: سمعت شيء كهذا من قبل لكن كيف عرف اسم المنظمة؟
قال المساعد: إنه مجرد اسم وهمي وضعته الشرطة لا أحد يعرف أي شيء عنهم فهم....
قاطع حديثه صوت طرق باب خفيف مع صوت يقول: يقتلون ضحاياهم و لا يتركون أي دليل خلفهم
التفتا لصاحب الصوت الساخر ليصدما من رؤية ذلك المسدس الأسود اللامع اقترب أكثر منهما ليقفل الباب خلفه بهدوء نهضت شيري لتخرج سلاحها و توجهه نحو ذلك الشاب الذي انفجر ضاحكا بسخرية على الموقف ليضرب الجدار القريب منه باستمتاع شديد لتقول شيري: من تكون يا هذا؟ و كيف دخلت لهنا؟
قال الشاب: ألا تعقتدين بأن هذا ليس الوقت المناسب لأسئلة؟ المهم سيكون من الممتع اللهو مع فريستي الجديدة على كل هذا تحذيرك الأول صدقيني أنا لا أستمتع بإعطاء الناس فرص كثيرة
استدار الشاب ليقترب منه المساعد و يحيطه بذراعيه ليبتسم الشاب بمكر و ينحني ليقلب المساعد للأمام رفع سبابته ليحركها بطريقة نافية تصرفه فتح الباب ليغادر أسرعت شيري باللحاق به تفاجأت لعدم رؤيتها له في ذلك الممر الشبه الخالي نظر إليها أحد المارة ليقول لها: ماذا هناك أيتها المحققة؟
قالت شيري: ألم أترى شابا يسير هنا منذ دقائق قليلة؟
قال الرجل: لا لقد كنت أجلس في نهاية الممر منذ نصف ساعة و لم أرى أحدا
صدمت شيري و المساعد الذي لا يزال متألم من تلك السقطة على رأسه رأى الرجل ذلك النزيف ليأخذه لغرفة الاستراحة و يضمد ذلك الجرح السطحي في مكان بعيد عن مركز الشرطة كانت تلك الفتاة تسير في الطرقات و هي تسمع الأصوات المزعجة من حولها أصوات الناس المارين بقربها و أبواق السيارات المزعجة في ذلك الزحام الخانق و أعمال البناء في الجهة المقابلة تضايقت كثيرا من كل هذا وقفت قليلا أمام مبنى بني داكن من القرميد ذو طوابق ثلاث نظرت إلى لوحة بيضاء رصت عليها أحرف كبيرة بنية تشكل "Lottie Cafe" رسم بالقرب منها كوب قهوة توقفت عينيها عن التحديق بالمبنى بعد مغادرة مجموعة من الأشخاص منه لتحدق بالأرض لفترة لتكمل سيرها الهادئ في ذلك الطريق تنبهت للخطوات القريبة الملاحقة لها لتقف مع جموع الناس أمام الإشارة الحمراء تلك الخطوات توقفت في انتظار الإشارة تغير لون الإشارة لتسير بهدوء معهم لتتوقف في منتصف ذلك الشارع المزدحم العريض و تلتفت سريعا للشخص الذي تجمدت أقدامه لتلاقي أعينهما تلك العيون الباردة جعلت قلبه يرقص من الخوف حاول إخفاء تتبعه لها بإكمال سيره متجاوزا له لتمسك بيده اليسرى و تدفعه للأرض ألصقت وجهه بأرضية الشارع الساخنة التي تزداد حرارتها مع زيادة تعرضها لشمس الظهيرة الحارقة اقترب رجلي شرطة منها ليقول الأول لها: ماذا هناك يا آنسة؟
قالت الفتاة: لقد حاول سرقة حقيبتي
قال الثاني: حسنا دعيه يذهب يا آنسة سنهتم نحن بالأمر
أبعدت يديها بهدوء عن الرجل الثلاثيني المتألم ليقترب منه رجال الشرطة و يرفعاه عن الأرض نظرت له بهدوء تحاول تحديد هويته لتغادر بعدها وسط جموع الناس أكملت سيرها المنتظم الهادئ حتى وصلت المبنى الأزرق الداكن ذو الطوابق الأربع صعدت الدرجات بهدوء لتصل للطابق الرابع أخرجت مجموعة مفاتيح لتفتح الباب الأبيض دخلت الشقة الواسعة ذات الغرف الأربع الواسعة أغلقت الباب لتضع معطفها الأسود في مكانه قرب المعاطف الأخرى توجهت لغرفة نومها لتبدل ثيابها و ترتدي بنطال أزرق بنجوم بيضاء متوسطة الحجم و قميص طابقه تماما رفعت شعرها للأعلى و وضعت عليه دبوس شعر أسود تدلى منه أربع نجوم ملونة بدرجات الأزرق غادرت الغرفة لتتجه للمطبخ و تحضر وجبة خفيفة لتتناولها رن هاتفها الذهبي الموضوع على طاولة المطبخ المربعة البيضاء نظرت إليه طويلا قبل الإجابة لتحمل الهاتف و تضعه بالقرب من أذنها لتسمع صوت المتصل يقول لها: لديك مهمة جديدة تناسبك تماما عليك الحضور مساء لمكتبي فورا
أغلق المتصل صاحب الصوت الأنثوي المتعجرف الخط لتنظر إليه و تقول: سأجعلك تندمين على قرارك هذا
غرزت الشوكة في اللحم المقدد لتضعه بين فكيها بهدوء قرع جرس بطريقة مزعجة لتنهض و تفتح الباب لترى ذلك الرجل القصير و البدين يضع وجها منزعجا ليقول لها: أخبرتك أن تغادري المنزل و قلت بأنك ستفعلين ذلك كان قبل ثلاثة أشهر السكان يتشاءمون منك
قالت الفتاة: ثلاثة أشهر؟ سأنتقل هذا المساء
قال الرجل: هذا أفضل بكثير لو أشرقت شمس الغد و أنت موجودة تأكدي أن الشرطة ستتدخل في الأمر
استدار ليخطو خطوات مبتعدة عن المكان ليلتفت مجددا و يقول: سأتي لتفقدك في العاشرة يستحسن لك ألا أراك هنا
نزل الدرجات المقابلة لباب شقتها لتغلقه بهدوء أكملت تناول طعامها بهدوء في المساء في ذلك المكان السري كان الجميع في انتظار قدوم شخص ما وسط ذلك الضجيج الذي أصدره صوت حذاء بكعب عالي تعابير منزعجة بدأت تعلو وجه صاحبها ليفتح الباب و تدخل تلك الفتاة لتقول السيدة بانزعاج شديد: لم تأخرت كل هذا الوقت؟
نظرت الفتاة إليها بلا مبالاة لتقترب منها في انتظار المهمة التي أبلغتها عنها لتقول السيدة: بما أنني أصبحت رئيسة المقر سأجعلك تهتمين بطلباتي الخاصة أقصد خادمتي الخاصة
نظرت الفتاة إليها من قدميها لرأسها لتقول: كاثرين روسيك القيادة العليا تطلبك و ترغب في حضورك فورا
أبعدتها عن طريقها لتجلس على الكرسي المفضل لديها في المكان ثار غضب كاثرين لتسير بتلك الخطوات الغاضبة و المنزعجة مغادرة الغرفة اقتربت ليليان منها لتقول لها: عليك الحذر منها فقد عرفت لفترة طويلة بمكرها
لم تهتم الفتاة بالحديث إليها ليقول لويس: لا تهتمي لها عزيزتي فهي تدرك ما تفعله
نظرت الفتاة إليه لتعيد بنظرها للكتاب الجديد الذي أحضرته معها ليغادرا و يتركاها عند المحققة شيري التي كانت تقرأ الكثير من الملفات و الأوراق عن القضايا التي لا تزال أدلتها غير موجودة في غرفة كتب على بابها "سري للغاية ممنوع الدخول" لتتنهد و ترجع رأسها للخلف فالتعب قد نال منها فهي تبحث في هذه الملفات منذ زيارة الغريب لمكتبها طرق الباب ليدخل مساعد جاي و هو يحمل كوبي قهوة ساخنة ليضعه بالقرب منها و يقول: ربما يجدر بك العودة للمنزل الآن
قالت شيري: لا أستطيع عليّ معرفة ما يجري حول هؤلاء الأشخاص و لو معلومة بسيطة
قال المساعد: لقد حاولنا إمساك أي فرد منهم لكنهم دائما يسبقوننا بشوط
قالت شيري: ربما هم يختارون ضحايهم وفق آلية معينة لا يمكن أنهم يفعلون ذلك بعشوائية ثم كيف يعرفون بشأن كل ما يحدث في مراكز الشرطة؟ هل لهم جواسيس هناك؟
تنهدت بيأس لترشف رشفة بطيئة من كوب القهوة كان المساعد ينظر إليها بهدوء يراقب تصرفاتها نهض ليقول: سأتي لتفقدك لاحقا لكن حقا يجدر بك الذهاب للمنزل
ابتسمت له ليغادر و يغلق الباب بهدوء خلفه ليرسم ابتسامة خبيثة على وجهه و يقول بصوت منخفض: يبدو أنك تسرعين في طريقك للموت سيدة لوكيج
ضحك بهدوء و شر أثناء سيره ليجلب انتباه الجميع إليه مضى شهر مليء بالجرائم الغير محلولة و شيري تطارد كل الأدلة الموجودة للعثور على أولئك الظلال لكن بلا فائدة ترجى في إحدى الليالي الباردة الماطرة غادرت شيري مكتبها و هي تودع الجميع وصلت عند الباب الرئيسي لمقر الشرطة ليوقفها ذلك الشخص الذي يحمل مظلة كبيرة داكنة اللون اقتربت منه بهدوء ليرفع المظلمة عن وجهه الذي تصلبت تلك الابتسامة الساخرة عليه و هو يشير بمسدسه لرأسها ليقول: لقد أخبرتك من قبل لا أحب إعطاء فرص كثيرة
توسعت عينيها المصدومتين من اختراق تلك الرصاصة لقلبها خار جسدها على ذلك الدرج لتتدحرج منه لتصل لنهايته لم يمضي الكثير من الوقت حتى رأى تلك الجثة مجموعة من رجال الشرطة المغادرين المكان أسرعوا بالاتصال على الشرطة من مكان قريب خلف المبنى كانت تلك الأعين تراقب الموقف بابتسامة سعيدة ليقول صاحبها: هذا جزاء تدخلك سيدة لوكيج
التفت ليغادر المكان ليصطدم جبينه بفوهة مسدس مألوف بالنسبة إليه توسعت حدقتا عينيه ليقول ذلك الشاب بابتسامة مرحة: سعدنا كثيرا بالتعامل معك وداعا
فرغ الرصاصة الأخيرة في رأسه ليسقط في مكانه غادر ذلك الشاب بابتسامة سعيدة لانتهائه من هذه المهمة عند الفتاة التي كانت تقف في منتصف تلك الغرفة الواسعة جدا ذات الإضاءة الخافتة مقابلة لقيادة منظمتهم العليا شخصين يجلسان في كرسيين أبيضين الإضاءة الخافتة لم تجعل ملامحهم واضحة قال أحدهما صاحب الصوت الأنثوي الرقيق: ما فعلته مع كاثرين كان طائشا للغاية
قال الآخر صاحب الصوت الذكوري الهادئ: هذا و أنت أفضل العملاء هنا
لم تبالي كثيرا بالإجابة عليهما لينزعجا من ذلك الصمت لف المكان ليخرقه صوت خطواتها المقتربة منهما و نظراتها الحادة كالسيف الأفكار خلف تلك العاصفة المقتربة منهما أصابهما بالرعب أسرعت في خطاها لتخرج سيفها الفضي الطويل حاد النصل مقبضه الأسود اخترق جسد السيدة المذهولة من الموقف لتخرجه بسرعة و تقسم ذلك الرجل لنصفين تلطخت بدمائهما لتعود الخروج من ذلك المكان لتسير في ممر طويل مليء بالأبواب رأت مجموعة من الحراس يقتربون نحوها بسرعة لتقطع تلك المسافة الفاصلة بينهم بسرعة الريح قضت عليهم جميعا بضربة واحدة أفقدتهم حياتهم أكملت سيرها الهادئ لتغادر ذلك الممر وقفت أمام تجمع من العملاء لتنظر لتلك الوجوه المستعدة للهجوم في أي لحظة اختفت من أمامهم ليصابوا بذهول شديد بحثوا عنها في أرجاء ذلك المكان الواسع لكن بلا فائدة ترجى في مكتب كاثرين الخائفة بعد سماع هذه الأخبار السيئة لم يتوقف عرق جبينها عن التساقط لحظة واحدة و هي مختبئة أسفل مكتبها سمعت صوت الباب يفتح بهدوء لتغمض عينيها متمنية ألا يجدها ذلك الشخص كانت الغرفة مظلمة ليتقدم ذلك الشخص بهدوء رفع سيفه المغطى بالدماء ليقسم طاولة المكتب الخشبية لنصفين لتظهر كاثرين بأطرافها المرتعشة لتقول: سأفعل أي شيء لك فقط لا تقتليني أرجوك أي شيء سأفعله لك
اقتربت من قدميها لتقبلهما بتوسل لإبقائها على حياتها ابتعدت عنها حالما شعرت بذلك النصل يخترق جسدها البدين أخرجته الفتاة بلا مبالاة لتغادر ذلك المكان التفتت لتنظر لذلك المكان الذي بدأ بالاحتراق من العدم لتقول في نفسها: لن يتوقف الأمر هنا
أكملت سيرها عائدة لمنزلها في الطرف الآخر من المدينة وصلت لمبنى بدا عليه القدم بالرغم من جماله صعدت الدرجات لتصل للطابق الثاني دخلت شقتها ذات الغرف الثلاث توجهت مباشرة للحمام لتغسل جسدها من كل هذه الدماء القذرة التي لطخت جسدها النحيل ذو البشرة البيضاء لفت جسدها بمنشفة بيضاء طويلة مزينة بأزهار و فراشات وردية طابقته المنشفة الصغيرة التي لفت شعرها بها نظرت للمرآة لدقائق قليلة لتتوجه لمطبخها الصغير حضرت لنفسها كوب حليب محلى بالعسل جلست على الكرسي البني لتسند ظهرها عليه رشفت رشفة واحدة من الحليب لتشعر بالراحة تسري في جسدها المنهك أغمضت عينيها بهدوء لتسقط تلك الدموع الحزينة من عينيها أنهت كوبها لتغسله و تذهب لتنام على سريرها الأبيض و الأسود في مكان آخر بعيد عن المدينة وصلت تلك الأخبار للمقر الرئيسي لتلك المنظمة الخفية في غرفة الاجتماعات ذات الطاولة المربعة الطويلة تحلق حولها مجموعة من الرؤوساء المنتشرين حول العالم أو الأحرى من تبقى منهم قالت إحداهن: إلى متى سيستمر كل هذا؟
قالت أخرى: علينا فعل شيء ما لإيقاف هذا الشخص
قال أحدهم: حتى الآن لم نعرف من يكون وراء كل هذا
قال آخر: تبا ربما يجدر بنا أخذ احتياطاتنا من هذه المجموعة
نظروا جميعا لذلك الشخص الجالس في منتصفهم يطرق الطاولة بقلمه الذهبي حل الصمت لدقائق قبل أن يقاطع وجوده و يقول: إنه مجرد شخص واحد من يفعل كل هذا علينا الإمساك به قبل أن ينهي حياتنا جميعا وجهته التالية بالتأكيد ستكون إيطاليا فهناك تقع أكبر تجمع لمنظمتنا عليكم أن تكونوا حذرين
قالت إحدى رؤساء المنظمة في إيطاليا: أتود التضحية بنا أيضا للإمساك بهذا الشخص المجنون؟
قال آخر: لن أوافق على هذا أبدا لن أدع حياتي تذهب أمامي
ضرب الطاولة بيده بقوة ليصمت تلك الثرثرات التي بدأت في الظهور ليقول: لن أدعها تقضي عليكم بالتأكيد فنحن سنخسر أكثر
رسم على وجهه ابتسامة خبيثة ليعرفوا بأن لديه خطة ما أوقف قلوبهم صوت الضجة القادم من الباب الكبير أمامهم ليفتح على مصرعيه لينهضوا جميعا على جثث الحراس التي لطخت دمائها الأرضية البيضاء لينظروا لذلك الشخص الواقف خلف الجثث يحمل سيفا طويلا حاد النصل اقترب منهم بهدوء ليقول: هل اعتقدتم حقا بأنني سأضيع فرصة رائعة كهذه؟ بالتأكيد لن أفعل ما فعلتموه حتى الآن لن أسامحكم عليه أبدا
أسرع في خطاه ليجعل رؤوسهم تتطاير في الهواء تدريجيا وصل لقائد هذه المنظمة و مؤسسها ليضع السيف على عنقه و يقول: قتلت عشيرتي كلها بلا أي سبب يذكر سأجعلك تندم على ذلك
أبعد السيف عن عنقه ليقطع يده من الكتف أظهر تعابير متألمة على وجهه لينظر لذلك الشخص بحقد شديد ليرفع السيف من جديد و يلتف من خلفه ليصنع جرحا عميقا في ظهره و قطع ساقه اليمنى ليسقط جسده على الأرض وقف ذلك الشخص أمامه ليميل برأسه قليلا لليمين ليرفع ذلك السيف عاليا ليسقطه سريعا على رأسه الذي تدحرج ليصدم بالنافذة الزجاجية الداكنة عينياه العسليتين التمتعا في تلك الظلمة وجهه ذو البشرة البيضاء قد لطخ بالدماء تماما سار بعيدا عن المقر المحترق خلفه ليشعر بشيء من الرضا خلع تلك الثياب السوداء ليظهر ملامحه الأنثوية و شعره الأسود الطويل المرفوع كذيل فرس مسحت تلك الدماء عن وجهها اقتربت من تلك الحقيبة السوداء الملقاة على الأرض و أخرجت جاكيت أزرق فاتح بأكمام متوسطة تناسب مع بلوزتها البيضاء المطبوع على طرفها السفلي أزهار زرقاء اللون متوسطة و صغيرة الحجم على التوالي و بنطالها الأزرق الداكن أخرجت هاتفا من جيب بنطالها الخلفي لتلقيه على الأرض و تحطمه بحذائها الأسود الرياضي تابعت السير بهدوء لتنخرط مع الناس في الطريق العام رفعت رأسها للسماء الخالية من النجوم و الغيوم تلبدت عليها لتحجب الهلال الفضي أخذت نفسا عميقا لتكمل سيرها توجهت للمطار عائدة لبلدها صعدت الطائرة لتستغرق الرحلة فترة طويلة وصلت المطار لتنظر للساعة الرقمية الكبيرة المتدلية من السقف لتقول بصوت منخفض: الثامنة و النصف صباحا سأستغرق للعودة لمدينتي ساعتين و نصف من هنا بالقطار
تنهدت بتعب لتكمل سيرها مغادرة لأقرب محطة قطار أخذت تذكرة لأقرب رحلة لمدينتها كانت بعد ساعة جلست على مقاعد الانتظار التي كانت مكتظة بالناس في مثل هذا الوقت مضى الوقت بهدوء حتى لفت أنظار الجميع أصوات شجار و مطاردة بين شرطي و شخص ما يحتضن حقيبة عمل سوداء بشدة يركض بأسرع ما يمكنه في اتجاهها أخرجت ساقها من أسفل المقعد لتمده قليلا لم يمضي الكثير من الوقت حتى تعثر به ذلك الرجل ليسقط أرضا بقوة أسند الشرطي جسده للأرض ليقييد يديه بالأصفاد و يرفعه نظر للفتاة ليبتسم لها و يقول: أخيرا أمسكنا بهذا اللص و الشكر يعود لك يا آنسة
لمحت الابتسامة التي أخفت معنى ما خلف شفتيه لم تهتم بالنظر إليه أو الرد عليه نهضت من مقعدها حالما سمعت الإنذار باقتراب القطار لتتجاوزه و تقول بهمس: خدعة قديمة لن تنطلي عليّ
نظرا إليها باندهاش و انزعاج شديدين وصل القطار لتصعده بهدوء جلست على أقرب مقعد مواجهة للنافذة الزجاجية المطلة على الرجلين الواقفين هناك بلا مبالاة أغمضت عينيها قليلا لتسمع صوتا حزينا من ذكرياتها البعيدة و المبعثرة يناديها صاحب الصوت لم تظهر ملامحه جيدا لكن الدموع التي نزلت على وجنتيه أثناء تحريك شفتيه بكلمات غير مسموعة لم تفارق ذهنها قط فتحت عينيها بهدوء على صوت الإنذار بوصولهم لوجهتهم نهضت لتغادر القطار خطواتها الهادئة سارت في اتجاه منزلها رائحة البحر القريب من منطقة سكنها ملئت الهواء لتسير بهدوء على الرصيف قليل العرض المليء بالمارة المنحدر من مرتفع بسيط حيث يقع مسكنها في قمته وصلت لمبنى أخضر فاتح يشعرك بالطمأنينة لمجرد رؤيته دخلته لتصعد للطابق الثاني حيث كانت شقتها مع ثلاث شقق مختلفة أخرجت المفتاح الأسود المعدني من جيب بنطالها الأمامي الأيسر فتحت الباب بهدوء لتدخل و تغلق الباب خلفها خلعت حذائها عند الباب لتحمله و تضعه في مكانه في تلك الخزانة البيضاء الطويلة القريبة من الباب لتخرج خفيين أزرقين داكنين لتسير بهدوء في الممر القصير المؤدي للصالون المربع المتوسط الحجم المحدودة بالغرفتين الكبيرتين من الطرفين و الحمام القريب من غرفة الجهة اليسرى و المطبخ الصغير المطل عليه لتجد أشيائها التي نقلتها لهنا قبل أيام متراصة أمام أريكتها البيضاء بدأت بتحريك بعضها للغرفة اليمنى لتفتح بابها الأبيض و ترى سريرها الأسود قد ركب في تلك الغرفة مقابلا لخزانة ملابسها البيضاء المتوسطة الحجم اقتربت من النافذة لتفتح ستائرها الزرقاء الداكنة التي طبع عليها أزهار مختلفة ألوان باللوم الرمادي الفاتح لتسمح بضوء النهار يتجول في الغرفة فتحت النافذة لتترك الحرية للهواء بالتجوال في الغرفة أثناء عملها فتحت الصناديق لتخرج ملابسها و تعلقها في الخزانة بترتيب و تنسيق حسب ألوانها و تصميمها ثم وضعت الشرشف الأبيض على السرير لترتب الوسائد الثلاث عليها اثنتان مربعتان من الأطراف توسطتهما واحدة دائرة الشكل و اللحاف الأبيض و الأسود وضعته بطريقة مرتبة عليه أكملت باقي عملها في أرجاء المنزل من تنظيف و ترتيب حتى انتهت قبل غروب الشمس بدقائق قليلة استحمت بماء دافئ لترتدي بنطالا أسودا يصل لمنتصف الساق و بلوزة واسعة مخططة من أعلى الأيسر لأدنى اليمين بالأبيض و الأسود طرز عليها أشكال هندسية رباعية متداخلة على الطرف الأيسر العلوي بأكمام طويلة واسعة تضيق بعد المرفق سرحت شعرها و رفعته كذيل فرس ارتدت حذائها الأبيض الرياضي لتغادر المنزل نظرت للسماء التي بدأ اللون البرتقالي بمغادرتها لتعلن عن قدوم المساء سارت بهدوء نحو السوق المركزي لتشتري بعض ما ينقصها في المنزل من آواني و مواد غذائية أنهت تسوقها لتقف بالقرب من باب المتجر تفكر بطريقة تحمل كل هذه الأشياء للمنزل أوقفت سيارة أجرة ليأخذها لمنزلها الغير بعيد عن المكان وصلت لهناك ليساعدها السائق في حمل بعض الأشياء لمنزلها شكرته على المساعدة لتزيد على ثمن إيصالها دخلت المنزل لتدفع الصندوقين المتوسطي الحجم بالإضافة لمجموعة الأطباق التي اشترتها للمطبخ رتبتها في أماكنها بدأت بتحضير شيء خفيف لتناوله قبل إكمال التسوق بعد استراحة قصيرة أنهت الاستراحة لتغادر المنزل مجددا ذهبت للمركز التجاري لتشتري هاتفا جديدا و تلفازا بحثت عن عمل لوقت قصير لتجده عادت لمنزلها و هي تعبث قليلا بهاتفها الجديد اصطدمت كتفها اليسرى بشاب أطول منها يرتدي نظارة سوداء شمسية في هذا الليل و قبعة معطفه التي غطت ملامحه ليهمس قائلا: فراشة جميلة وحدها هنا هذا مثير للغاية
التفتت فورا لذلك الشخص الذي اختفى وسط المارين على ذلك الرصيف بعينين مصدومتين حاولت العثور عليه من بينهم لكنه ذاب تماما بينهم أسرعت في اتجاه منزلها لتدخله و تغلق الباب على نفسها جلست عند تلك العتبة الصغيرة تحاول تهدئة قلبها المندهش و أنفاسها المخطوفة لتقول في نفسها: كيف عرف ذلك؟ لم يعرف أحد ذلك من قبل؟ هل يتعقبني؟ لا يعقل ذلك أبدا لم يتعقبني أحد من سنوات يا إلهي من يكون هذا الشخص؟ و ماذا يريد مني؟
أخذت نفسا عميقا لتنهض و تتجه للمطبخ غسلت وجهها لتحضر شرابا دافئا و تشربه تحاول تصفية ذهنها أنهت ذلك الكوب لتغسله و تذهب للفراش لتنام



Inas Fallata 03-24-2020 01:29 AM


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حالكم جميعا؟ أتمنى أنكم بصحة جيدة
جمعة طيبة علينا و عليكم لا تنسوا الصلاة
على الحبيب صلى الله عليه و سلم و قراءة
سورة الكهف أيضا فهي نور بين الجمعتين
ها هو الفصل الثالث بين أيديكم لا تنسوا
وضع الردود و تعليقاتكم عليه أراكم الجمعة
المقبلة دمتم في حفظ الله و رعايته

Inas Fallata 03-24-2020 01:30 AM




في الصباح استيقظت على رنين المنبه في الساعة السابعة و الخمس دقائق صباحا لتستحم و تعود لغرفتها نظرت لوجهها في المرآة لتسرح شعرها و تبدل ثيابها لتنورة أرجوانية فاتحة تصل لمنتصف الساق و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة نهايتها دائرية أرجوانية على شكل وردة متفتحة سحبت الدرج لتخرج مطاط شعر على شكل وردة بيضاء لتجمع خصل شعرها التي خلف أذنيها لمنتصف رأسها و تلفهما بالمطاط ارتدت حذاء أبيض بكعب صغير حملت حقيبة بيضاء بها ورود أرجوانية متوسطة الحجم غادرت المنزل ذاهبة لمقر عملها الجديد في وسط المدينة استقلت حافلة لتوصلها لوسط المدينة المزدحم المليء بالناس ذهبت لعنوان المكان الذي كان شركة ترفيه كبرى في عالمها دخلت الشركة لترى المكتب البيضاوي المواجه للباب حيث يقف أربعة أشخاص اقتربت من أحدهم لتقول له: أرجو المعذرة لديّ موعد مع السيد ليون وريك
قال الرجل: السيد ليون وريك؟ موعد لأجل ماذا؟
قالت الفتاة: مقابلة عمل
قال الرجل بابتسامة: لقد حضرت قبل الموعد بدقائق بإمكانك الصعود للطابق الثاني ستجدين طريقك لمكان المقابلة بالتأكيد تفضلي بصعود الدرج
أشار لها للدرج الزجاجي العريض و الطويل الممتد للطابق العلوي صعدت الدرج بهدوء لترى الورقة البيضاء الملتصقة أسفل زر المصعد كتب عليها "الطابق الثاني اتبع الأسهم" ضغطت الزر لتنتظر المصعد سمعت صوت وقع حذاء ذو كعب عالي على الدرج الزجاجي فتح باب المصعد لتدخله أوقفها صاحب ذلك الحذاء قائلا: رجاء انتظريني
أسرعت تلك الفتاة خطاها لتصل للمصعد التقطت أنفاسها لترفع رأسها و تظهر عينيها الزرقاوين المبتسمة لها شعرها البني كالكراميل المموج كان طويلا مدت يدها للمصافحة و تقول بمرح: أنا جينجر لوسين سعدت بلقائك أذاهبة لمقابلة العمل أنت أيضا؟
صافحتها الفتاة مع إيماءة صغيرة ابتسمت لها جينجر بمرح شديد ليحلق الصمت حولهما وصلتا الطابق الثاني لتتبعا السهم حتى وصلتا لنهاية الممر فتحت جينجر الباب الأيسر لترى مجموعة من الفتيات قد وصلن بالفعل جلستا بالقرب من بعضهما على الكراسي المرتبة في المكان اكتمل العدد في غضون ربع ساعة لتبدأ مقابلات العمل أنهت جينجر مقابلتها ليحين دور الفتاة الهادئة فتحت الباب بهدوء لتتقدم من الكرسي الموضوع أمام لجنة من مختلف الأشخاص جلست بهدوء ليقول أحدهم: بداية أخبرينا عن اسمك
قالت الفتاة: تولاي لوريجن
قال آخر: اسم غريب حقا
قالت إحداهن: كم هو عمرك آنسة لوريجن؟ تبدين صغيرة في السن
قالت تولاي: عشرون عاما
قالت أخرى: ألديك خبرة سابقة كمديرة أعمال؟
قالت تولاي: لا سيدتي
قال الرجل الأول: لم تقدمت لهذا العمل يا آنسة؟
قالت تولاي: أبحث عن عمل أستقر به فقد انتقلت للعيش هنا منذ أيام فقط
تعابيرها الباردة و ردودها الخالية من المشاعر جعلتهم يحدقون بها دون قول أي شيء غادرت الغرفة بعد انتهاء المقابلة لتقول جينجر: كيف كان الأمر؟
قالت تولاي: عاديا
قالت جينجر: يبدو أنك لا تحبين الحديث كثيرا
قالت تولاي: أجل
قالت جينجر: فتاة شابة مثلك لا يجب أن تضع تعابير مثل هذه
نظرت تولاي باستفسار عن الوصف الغريب لترفع أصبعين من يدها اليسرى و ثلاثا من يدها اليمنى بابتسامة جميلة و تقول: أنا في الثانية و الثلاثين من عمري
تعجبت تولاي ذلك لكن بلا أي تعابير متعجبة ظهرت النتائج لتعلن رفض عدد كبير من المتقدمات من ضمنهن جينجر و تولاي اللتان غادرتا المكان لتقول جينجر: حسنا لم أتوقع موافقتهم عليّ من الأساس ماذا ستفعلين الآن؟
قالت تولاي: سأعود للمنزل
قالت جينجر: حقا؟ لم لا تأتين معي؟ لقد حجزت هذا اليوم بطوله لأجل مقابلات العمل ربما ستجدين من إحداها وظيفة لك
ابتسمت جينجر بمرح لتولاي التي بدأت تفكر بهدوء بعرض المرأة الغريبة التي تلتقي بها للمرة الأولى وافقت على ذلك لتقوما معا بكل تلك المقابلات لم تتم قبولهن في أغلبها بينما أوجلت نتائج البعض للغد أثناء افتراقهما قالت جينجر: حتى الآن لم أعرف ما هو اسمك
قالت تولاي: آسفة اسمي هو تولاي لوريجن
قالت جينجر بمرح شديد: اسمك غريب لكنه جميل حقا هلا تبادلنا أرقام هواتفنا؟
فعلتا ذلك لتودعا بعضهما البعض عادت تولاي لمنزلها لتستحم و تتناول الطعام نظرت للتلفاز الموضوع على طاولة بيضاء فاتحة بأدراج خضراء فاتحة لتشغله قلبت في القنوات لبعض الوقت و هي تفكر في أمر السيدة البشوشة التي التقتها في الخارج لتقول في نفسها: لا أريد التورط في شيء لا أعرفه بالرغم أنها لا تبدو خطيرة
تنهدت و أغمضت عينيها لتتذكر ما قاله له ذلك الشاب لها عاد ذلك الرعب لقلبها من جديد لتنهض من على الأريكة و تتجه لغرفة نومها لتستلقي على السرير بهدوء أغمضت عينيها و هي تقول في نفسها: سأكون بخير
غطت في نوم عميق فالتعب قد نال من جسدها جراء تجوال هذا اليوم في صباح اليوم التالي كانت تولاي تشاهد التلفاز رن هاتفها ليصدر أنغاما هادئة حملته لترفع الخط و تقول: مرحبا
قال المتصل بصوته المرح: صباح الخير تولاي
قالت تولاي: صباح الخير سيدة لوسين
قالت جينجر بمرح: أنا لست كبيرة في السن كثيرا ناديني جينجر أو جيجي
قالت تولاي: ما الأمر جينجر؟
قالت جينجر بعد قهقهة قصيرة: لدي خبر سيفرحك بالتأكيد لقد تم قبولنا في دار ويرو للنشر و قد طلبوا ذهابنا مساء اليوم لبعض الإجراءات
قالت تولاي: حسنا شكرا لك
مرت لحظة صمت بينهما لتقطعه جينجر قائلة: لم لا نلتقي قبل الموعد بنصف ساعة؟ إن كنت متفرغة بالطبع أود التعرف إليك أكثر أراك لطيفة للغاية
قالت تولاي: بالتأكيد لا بأس في ذلك
قالت جينجر بمرح: إذا لنلتقي أمام المحطة الرئيسية في الثامنة و النصف مساء
قالت تولاي: حسنا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتضع حافة ذلك الكوب الأبيض ذات الأزهار البرتقالية الملتفة حوله على شفتيها لتشرب النعناع مغلي مع الليمون بهدوء وضعت الكوب على المنضدة البيضاوية الخشبية المرتفعة لتقول: دار نشر سيكون هذا مرهق حقا لكن أفضل من البقاء دون فعل شيء هنا
انقضى الوقت ببطء و ملل شديدين سدل الليل ستاره لتستعد لموعدها مع جينجر استحمت و ارتدت بنطالا طويلا أزرق اللون داكنا بطابع فراشات ثلاث متراصة تحيط بها ثلاثية أزهار على حافة الطرف الأيسر و بلوزة بيضاء بأكمام قصيرة و جاكيت أسود بأكمام طويلة رفعت شعرها بشكل دائري لتزينه بدبوس شعرها الأزرق اللامع حملت حقيبتها لتغادر المنزل وصلت للمحطة القريبة منها أسرعت في ركوب ذلك القطار المتجه لوسط المدينة توقف القطار فجأة و أطفئت الأضواء البيضاء لتحل محلها أخرى حمراء سمعوا صوتا يقول: آسفون للتوقف المفاجئ تعرضت السكة لخلل بسيط سيعالج قريبا شكرا لتفهمكم
أغلقت عينيها لبعض الوقت و هي تضع سماعات أذن سوداء صغيرة تستمع لمذياع الهاتف تحرك القطار بعد دقائق قليلا ليصلوا لوجهتهم أخيرا غادرت القطار لتصعد الدرج بهدوء بحثت بعينيها عن جينجر نظرت لساعة الهاتف لتجدها الثامنة و أربعين دقيقة لتقول في نفسها: ربما قد سبقتني لهناك
تقدمت خطوتين للأمام لتراها واقفة قرب موقف الحافلات تنظر لساعتها و للمارة أمامها اقتربت منها بهدوء لتقول: مساء الخير جينجر
التفتت جينجر لها لتبتسم لها بمرح شديد و تقول: مساء الخير تولاي لقد تأخرت كثيرا
قالت تولاي: آسفة لقد تعطلت السكك فجأة
قالت جينجر: لا عليك ذلك لم يكن خطأك لنتجه لهناك فلم يبق الكثير من الوقت
هزت رأسها موافقة على مقولتها لتنتظرا الحافلة معا بصمت وصلت الحافلة لتصعداه جلستا بالقرب من بعضهما البعض لتقول جينجر: أأنت جديدة في المدينة؟
قالت تولاي: أجل انتقلت منذ أيام
قالت جينجر: و أين كنت تعيشين سابقا؟
قالت تولاي: أوتاوا
قالت جينجر بمرح: في كندا؟ هذا جميل أنا ولدت هنا و ترعرعت في مدينة قريبة من هنا حالما تزوجت عدت لهنا مجددا مع زوجي آه نسيت إخبارك بذلك
قالت تولاي: لقد رأيت خاتم الزواج من قبل
رفعت بنصرها الأيسر لتنظر إلى خاتم زواجها الذهبي البسيط لتبتسم بمرح شديد و تقول: تزوجت منذ عامين و تسعة أشهر من رجل رائع حقا تستطيعين القول أنه فارس أحلامي حاليا هو مسافر لزيارة والديه في روما
وصلت الحافلة لوجهتهما لتنزلا و تتجها مباشرة للمبنى المقابل موقف الحافلات كان مبنى متوسط الطول مقارنة بالمباني المحيطة به دخلتا المبنى لترحب بهما موظفة الاستقبال و ترشدهما للغرفة المطلوبة طرقت الباب لتقول: الموظفتان الجديدتان وصلتا سيدي
قال صوت ذكوري من الداخل: تفضلا بالدخول رجاء
فتحت تولاي الباب لتدخل من بعدها جينجر جلستا على ذلك الكرسي المعدني ليقول لهما ذلك الرجل الثلاثيني: مساء الخير آنسة لوريجن و سيدة لوسين أتمنى بأني لا أشغلكما
قالت جينجر: بالتأكيد لا سيدي
قالت تولاي: أنا متفرغة تماما
ابتسم لهما الرجل ليقول: أعرفكما بنفسي أنا جون دويك يسعدني العمل معكما.... حسنا العمل في دار للنشر ليس سهلا أبدا نحن مشغولون طوال الوقت و لا وقت محدد للاتصالات من العمل لذا أتمنى بأنكما تعرفان ما أنتما مقدمتان عليه
ابتسمت جينجر دالة على موافقتها كذلك هزت تولاي رأسها بالإيجاب ليبتسم لهما بمرح و يعطيهما بعض الأوراق و يخبرهما بمزيد من التفاصيل انتهوا من كل ذلك بعد الساعة العاشرة ليقول لهما جون بابتسامة مرحة و هو يرتب تلك الأوراق على الطاولة: بإمكانكما القدوم متى شئتما فنحن حاليا في حالة جيدة لكن رجاء لا تتأخرا
نهضتا لتغادر المبنى بهدوء قالت جينجر: لقد كان هذا متعبا حقا أتشوق للعمل هنا
قالت تولاي: ملء الوقت أفضل من البقاء في المنزل
قالت جينجر: محقة تماما حاليا أنا وحيدة في المنزل و أشعر بالملل الشديد
نظرت جينجر لتعابير تولاي الباردة لتبتسم بمرح شديد صعدتا الحافلة لتعودا لمحطة القطار لتفترقا هناك عادت كل منهما لمنزلها انقضى شهران على بدايتهما للعمل تعرفت فيه جينجر على تولاي جيدا و انفتحت لها تولاي قليلا في ظهيرة أحد الأيام أثناء استراحة الغداء كانتا تجلسان على مكتبهما و مجموعة من الفتيات يحطن بهما لتقول الأولى: بعض الكتاب لا أعرف فيما يفكرون أثناء تأخرهم عن الكتابة
قالت الثانية: أجل الكاتبة التي أعمل معها دائما ما تصاب بأزمة نفسية عن كره الجميع لمؤلفاتها
قالت الثالثة: ربما كان من الأفضل لو أصبحت مديرة أعمال لأحد المشاهير
قالت الرابعة: سيكون هذا ممتع حقا
ضحكت جينجر بمرح لتقول: لكن الأمر سيان فكلا العملين صعبين
قالت الثانية: أجل أعتقد ذلك أيضا
قالت الثالثة: أحيانا أحلم بأني أعمل مع الفنان المشهور كاي
قالت الأولى: أتقصدين الشاب الصاعد الآن؟
قالت الثالثة: أجل إنه هو
قالت الرابعة: إنه وسيم للغاية و لطيف مع معجبيه
قالت الخامسة: أنا واحدة من معجبيه لقد اشتريت بالأمس ملصقا كبيرا لألبومه الجديد
قالت الأولى: و هل شاهدت إعلان العطر الخاص به؟ لقد كان مذهلا للغاية
حركت جينجر كرسيها ذا العجلات قريبا من تولاي التي كانت تحتسي قهوتها بهدوء لتهمس لها قائلة: يبدو أنهن فقدن صوابهن تماما ما رأيك بطردهن من هنا؟
أبعدت تولاي الكوب الورقي الدافئ عن شفتيها لتضعه على الطاولة التفتت للفتيات لتقول: أرجو المعذرة لكن أنتن تسببن الإزعاج لي غادرن رجاء
صمتن لفترة لينظرن إليها بانزعاج شديد غادرن و هن يثرثرن بشائعات لا صحة لها عنها قالت جينجر: آسفة سببت المتاعب لك من جديد
قالت تولاي: لا عليك فقد كن يزعجنني أيضا
ابتسمت جينجر لها بمرح تحدثتا معا قليلا حتى رن الهاتف الأبيض الموضوع على مكتب تولاي لترفع الخط و تقول: تولاي لوريجن تتحدث
قال المتصل: آسفة أنا حقا آسفة لا أستطيع الاستمرار في كتابة هذه القصة
قالت تولاي: رجاء اهدئي سيدة ثيرومي و أخبريني ماذا هناك؟
قالت السيدة: لا أستطيع الاستمرار في الكتابة لقد عجزت تماما عن كتابة النهاية
أغلقت الخط لتنظر تولاي للفراغ باستفهام يقفز فوق رأسها وضعت سماعة الهاتف في مكانها لتنهض و تحمل حقيبتها لتقول: سأذهب للتحدث مع السيدة ثيرومي إن سأل أحدهم عني
قالت جينجر: مجددا؟ إنها المرة الرابعة هذا الشهر
ابتسمت تولاي لها بمرح شديد لتغادر مسرعة المكان استقلت سيارة أجرة ليوصلها السائق للعنوان المطلوب غادرت السيارة لتدخل ذلك البناء الطويل فتح الباب الزجاجي فور اقترابها منه صعدت المصعد لآخر طابق في المبنى غادرت المصعد لتسير في الممر الضيق وصلت الشقة المطلوبة لتقرع الجرس مرات عدة ليأتيها صوت السيدة ثيرومي من خلف الباب: من هناك؟ لم كل هذا الإزعاج؟ سأفتح الباب حالا
فتحت الباب لتفاجئ برؤية تولاي التي انحنت لها قليلا ثم قالت: مساء الخير سيدتي أردت معرفة المزيد عن حديثنا في الهاتف
تنهدت السيدة ثيرومي بانزعاج شديد لتسند جسدها على طرف الباب لتقول: لا يوجد ما أضيفه على ما قلته
قالت تولاي: أود معرفة السبب وراء ذلك
اقتربت منها السيدة ثيرومي لتهمس في أذنها: لا بأس بالعبث قليلا مع الفريسة قبل التهامها صحيح؟
ابتعدت تولاي خطوات كثيرة عنها لتبتسم السيدة ثيرومي بخبث اصطدم جسدها بشخص ما خلفها التفتت إليه لترى الابتسامة الخبيثة تزين شفتيه اقتربا منها بخطوات ثابتة لتشعر بالارتباك أكثر أغمضت عينيها بقوة لتفتحهما بهدوء لترى نفسها في مصعد مقر عملها استندت على حائطه لتحاول إعادة ضبط أنفاسها و نبضات قلبها فتح باب المصعد لتعتدل في وقفتها و تنزل رأسها دخل شابين المصعد ليقول الأول بعد تنهيدة قصيرة: لا أصدق بأنهم جعلوك تأتي كل هذه المسافة لأجل شيء كهذا
قال الشاب الآخر: لا تهتم للأمر كثيرا ثم أنه اجتماع مهم سيتحول كتابي لمسلسل درامي سيكون هذا رائعا
التفت الأول لتولاي ليقول لها: آه آنسة لوريجن هادئة كعادتك لم أشعر بوجودك هنا
التفت الشاب الآخر لها لتظهر عينيه العشبيتين و شعره الأشقر ابتسم لها بمرح ليقول: سررت بالتعرف عليك أخيرا آنسة لوريجن سمعت الكثير عنك من الكتاب الآخرين و كذلك العاملين هنا أنت مشهورة للغاية
رفعت رأسها لتنظر ليد الشاب التي مدت في اتجاهها نظرت لصاحبها ليبتسم لها بمرح و يقول: أنا توم كوين
صافحته بهدوء دون قول شيء لتتسع ابتسامته و يقول: اعتقدت أنني سأسمع صوتك
لم تجبه بأي شيء ليقهقه بمرح أخرج من جيب قميصه العلوي بطاقة تحوي اسمه و رقم هاتفه ليضعها في يدها و يقول بمرح: سعدت حقا بالتعرف عليك شخصيا آنسة لوريجن
فتح باب المصعد ليغادرا للطابق الأول من المبنى عادت لطابق مكتبها جلست في مكتبها لتضع تلك البطاقة على الطاولة قالت جينجر بمرح: كيف جرى الأمر معها؟
قالت تولاي: لم تفتح لي الباب
قالت جينجر: ماذا؟ هذه السيدة حقا مزعجة للغاية كيف تتعاملين معها تولاي؟
قالت تولاي: لا تقلقي سأسلم العمل لغيري
اقترب جون منهما ليقول: لقد عدت أخيرا كنت أبحث عنك و أخبرتني جينجر بأنك ذهبت لرؤية السيدة ثيرومي هل حدث شيء ما هناك؟
قالت تولاي: لا شيء مهم لم السؤال؟
قال جون: لقد اتصلت منذ قليل و قالت أنها لا تريد العمل معك
قالت تولاي: هكذا إذا
ابتسم لها جون ليضع يده على رأسها ليقول بمرح: لا تقلقي سأتعامل مع الأمر بنفسي لذا أخبريني ماذا جرى
قالت تولاي: لا شيء ذهبت لرؤيتها و رفضت الحديث معي لا أود العمل معها أيضا
نظر جون إليها يحاول قراءة شيء ما خلف تلك العيون الواسعة ليبتسم لها بمرح و يغادر لتقول جينجر: يبدو أنه يحبك تولاي
نظرت تولاي إليها باندهاش من كلامها لتضحك جينجر بمرح شديد أنزلت تولاي وجهها المندهش لتقول: جون كأخي الأكبر و حسب
قالت جينجر: أنت رائعة حقا صحيح أثناء ذهابك أتى رئيس القسم و قال بأننا سنذهب للاحتفال هذا المساء بنجاح مجموعة كبيرة من المؤلفات لنذهب سويا
قالت تولاي: لا أحب السهر خارج المنزل لكن لا بأس
قهقهت جينجر بمرح شديد لتبتسم تولاي أكملت كلتاهما عملها حتى المساء توجه الجميع مباشرة للمطعم الذي حجز لهم فيه بعد انتهاء الدوام كانت الأجواء الاحتفالية مرحة للغاية فهؤلاء يتسامرون و أولئك يفرطون في شرب الخمور و آخرون يتحدثون عن النجاحات البارعة التي تتالت عليهم الشهر الفائت كان الجميع يستمتع بوقته هناك حتى وقت متأخر من الليل بدأ الحضور بالانسحاب تدريجا حتى خلت تقريبا من أغلبهم اقترب جون من تولاي بعد توديع زملائه ليقول: أتريدان أن أوصلكما للمنزل؟
قالت تولاي: لا سنكون بخير زوجها قادم لأخذها للمنزل منزلي ليس بعيد من هنا
قال جون: حسنا أراكما بعد غد في العمل
ابتسم لها بمرح شديد ليضع يده على رأسها كما يفعل عادة لتتسع ابتسامته و يغادر دخل رجل المطعم ليبحث عن شخص ما اقترب منهما ليقول بمرح: مرحبا لابد أنك الآنسة لوريجن أليس كذلك؟
قالت تولاي: أجل سررت برؤيتك سيدي
نظر لجينجر النائمة بالقرب من تولاي تسند رأسها لكتفها ليبتسم لها بلطف و يقول: أتمنى ألا تكون زوجتي قد أزعجتك
قالت تولاي: أبدا قضينا وقتا ممتعا
حاول إيقاظها ليسندها على كتفه و يأخذها للسيارة حملت حقيبتها لتغادر المطعم نظرت لساعة الهاتف لتقول بصوت منخفض: الساعة الثانية و النصف صباحا متى سأستيقظ لو نمت الآن؟ أصبح التفكير صعبا مع كل هذا التعب
بدأت السير لتغادر منطقة المطعم لتعود لمنطقتها الهادئة في هذا الوقت المتأخر من الليل هواء الخريف البارد أعلن اقتراب الشتاء أسرعت الخطى لمنزلها تريد الهروب من هذا البرد الذي يحيطها وصلت لمبنى سكنها لترى أحد الرجلين من محطة القطار لتطلق تنهيدة يائسة رسم ذلك الرجل ابتسامة خبيثة ليقترب منها بهدوء واضعا يديه في جيب بنطاله الأسود ليهمس بأذنها قائلا: عليك الاستسلام قبل أن تسوء الأمور تعرفين السيد زورف لن يتوقف حتى خضوعك له
ابتعدت عنه لتسير بهدوء متجاهلة كلماته الغير جديدة على مسامعها كل ما التقاها محيت تلك الابتسامة من وجهه ليقول في نفسه: ستندمين على هذا بالتأكيد
اختفى من هناك خرجت تولاي من الحمام و هي تلف المنشفة الخاصة بها حول جسدها النحيل دخلت المطبخ لتشرب كوبا من الحليب المحلى بالعسل أخذت نفسا عميقا لتبدل ثيابها و تذهب لسريرها لتنام مضى يومان بعد الاحتفال هادئان أتى جون لمكتب تولاي ليقول لها: مساء الخير لم أرك اليوم بطوله تولاي
قالت جينجر بمرح: هذا لأنها كانت مشغولة جدا أعتقد أنها قد قامت بزيارة جميع الأقسام هذا اليوم
قالت تولاي: أعرف أنك تسخرين مني جينجر
ضحكت جينجر بمرح ليبتسم جون و يقول: هناك كاتب يريد العمل معك و قد اختارك شخصيا لسبب ما
رفعت تولاي رأسها عن الطاولة لتنظر إليه باستغراب ليبتسم لها و يقول: بما أن مدير القسم قد وافق على الفور لا أعتقد أنه بإمكانك الرفض
أخرجت تنهيدة متعبة ليضحكا عليها باستمتاع أتى مدير القسم لينظر لتولاي الهادئة كالعادة ليقول: عليك الذهاب لمنزل الكاتب الآن هناك أشياء مهمة لإيصالها
نهضت لترتدي معطفها بهدوء أخذت تلك الحقيبة الورقية المتوسطة ذات اللون الأزرق بنجوم رمادية سارت بالقرب من مدير القسم المغادر المكان ليوقفها قبل صعود المصعد قائلا: صحيح سمعت أنه لم يتناول أي شيء منذ أيام لذا اشتري بعض الأشياء له
هزت رأسها موافقة لتغلق باب المصعد تنهدت من جديد غادرت المبنى لتقف أمام محطة الحافلات تدقق بالعنوان الذي أعطي لها لتقول في نفسها: ليس غريب عليّ أذهبت لهناك مسبقا؟ لا أعتقد ذلك
صعدت الحافلة المزدحمة في هذا الوقت من الظهيرة لتقف بين الركاب وصلت للعنوان المطلوب لتصعد جسر المشاة و تسير بهدوء كان الجسر طويلا يسبب الملل وصلت الجهة الأخرى لتنزل الدرج دخلت أقرب مبنى للجسر وصلت للشقة المطلوبة قرعت الجرس عدة مرات ليفتح صاحب الشقة الباب بوجه نعس بالكاد استطاع تحريك جسده نظر إليها بعينيه المتعبتين في انتظار ما ستقوله كانت تولاي تنظر إليه بعينيها الواسعتين الفاحصتين له ببرود لتقول: أنا تولاي لوريجن سأعمل معك ابتداء من اليوم
ردد اسمها خلفها يحاول تذكر صاحبها لينظر إليها جيدا ثم يبتسم بمرح و يقول: بالتأكيد آنسة لوريجن لم يخبرني أحد بقدومك يسرني العمل معك تفضلي بالدخول رجاء
دخلت تولاي شقته المكونة من طابقين صالونها في الطابق الأول به أرائك بنية فاخرة توسطتها منضدة مربعة زجاجية مرتفعة وضع كوبي قهوة على المنضدة ليقول لها: آسف على استقبالك بهذا الشكل كنت أكتب طوال مساء أمس حتى الصباح نمت قبل دقائق فقط
قالت تولاي: آسفة على إزعاجك بحضوري في هذا الوقت
ابتسم لها بمرح شديد رشف قهوته بهدوء ليغمض عينيه بنعاس شديد تحرك جسده ببطء ليستقر ممدا على الأريكة وضعت تلك الحقيبة الورقية على المنضدة بهدوء مع الكيس البلاستيكي الذي يحتوي على بعض الوجبات الغذائية كتبت ملاحظة على ورقة لاصقة لتضعها على الكيس غادرت المنزل بهدوء لتعود لعملها وقت الاستراحة وجدت الثرثارات يملأن المكان بثرثرتهن المزعجة عن ذلك الفنان المشهور اقتربت منهن بهدوء لتقول: ألا يوجد مكان آخر لنشر تفاهتكن فيه غير هنا؟
نظرن إليها باشمئزاز و انزعاج شديدين ليغادرن و هن يثرثرن عنها قالت جينجر: آسفة لم أستطع فعل شيء
جلست تولاي على الكرسي لتقول: لا عليك لم بقيت حتى الآن؟ أليس لديك موعد مع زوجك؟
نظرت جينجر لساعتها لتنهض مسرعة و تقول: يا إلهي كيف لم أنتبه على الوقت؟ إلى اللقاء تولاي
ابتسمت لها لتلوح لها مودعة رسمت جينجر ابتسامة على شفتيها لتغادر مسرعة نظرت للأوراق بين يديها لتبدأ العمل عليها أنهت العمل بعد التاسعة المكاتب من حولها خالية الجميع قد عاد للمنزل منذ ساعات أغلقت الملف الأسود لتحمله مع مجموعة أخرى من المستندات و تغادر المكتب شاهدت بعض الأضواء قادمة من نهاية الممر سارت بهدوء لتطرق الباب النصف مفتوح رفع ذلك الشخص رأسه عن حاسوبه ليبتسم لها و يقول: أنت لم تغادري بعد؟
قالت تولاي: كان لديّ بعض الأعمال و قد انتهيت منها
قال الرجل: حسنا ضعيها هناك سأحرص على جعل الرئيس يراها غدا صباحا
انحنت له انحناءة خفيفة لتغادر المبنى عائدة لمنزلها أثناء صعودها ذلك المنحدر رن هاتفها لتخرجه من الحقيبة نظرت للشاشة لتستغرب الرقم الغريب الذي يتصل في هذا الوقت رفعت الخط لتسمع صوت المتصل القائل: مرحبا آنسة لوريجن آسف على اتصالي في هذا الوقت
قالت تولاي: لا أبدا سيد كوين
قال توم بمرح: ناديني توم فقط
قالت تولاي: هل لي بمعرفة السبب وراء الاتصال؟
قال توم: آه صحيح أردت شكرك على الوجبات التي أحضرتها لي
قالت تولاي: الأمر ليس بمشكلة طلب إلي ذلك
قال توم: حسنا أراك غدا إلى اللقاء
أغلق الخط ليتنهد بارتياح رسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول له الشاب الذي كان معه في المصعد: ماذا هناك توم؟
قال توم بمرح: لا شيء مهم
قال الشاب: ماذا تقصد بذلك؟ بالتأكيد هناك شيء مريب بك اليوم
اتسعت ابتسامته السعيدة نظر لحاسوبه المحمول ليكمل كتابة باقي روايته عند تولاي التي وصلت منزلها لتجد ذلك الظرف الأبيض أسفل بابها حملته لتضعه على المنضدة لتذهب و تبدل ثيابها جلست على الأريكة و هي تحمل كوب نعناع مغلي مع الليمون رشفت رشفة منه لتضعه على المنضدة و تفتح الظرف لترى تذكرة حفلة موسيقية ستقام غدا في المدينة رأت الرسالة المرفقة معهما لتعرف المرسل أعادت الظرف إلى المنضدة لتكمل احتسائها للنعناع المغلي أنهت الكوب لتذهب لتنام فتحت عينيها بهدوء لترفع رأسها عن الوسادة نظرت للساعة القريبة منها فركت عينيها بهدوء لتنهض من السرير و تذهب لتستحم و ترتدي بنطال أسود يصل لمنتصف الساق ضيق و بلوزة زرقاء داكنة بأكمام طويلة و جاكيت رمادي بأكمام على الكتف بقبعة واسعة سرحت شعرها بشكل ذيل فرس دخلت المطبخ لتحضر إفطارها تناولته بهدوء و هي تشاهد التلفاز لفت اهتماها ظهور توم مع مدير أعماله على الشاشة لتزيد مستوى الصوت لتسمع مقدمة البرنامج تقول: توم كوين دائما ما يتصدر الأخبار و يبهرنا بأعماله التي تتوالى عليها الجوائز وصلتنا أخبار بأن أحد رواياته المميزة ستتحول لمسلسل درامي لابد أن الجميع متحمس لمعرفة تفاصيل أكثر عن الأمر....
أغلقت التلفاز لتضع المتحكم على المنضدة حملت تلك الأطباق لتأخذها للمطبخ قامت بغسلها لتغادر المنزل تجولت قليلا في المدينة حتى موعد الحفلة في الرابعة و النصف مساء وصلت لمكان الحفل داخل قاعة مغلقة مزدحمة بالمعجبين و محبي الموسيقى وقفت في مكان بعيد عن السماعات المكبرة للصوت الثرثرة و الحماس يملآن المكان كانت تولاي تنظر للناس من حولها و هي تقول في نفسها: لم هم مهتمون كثيرا بهذا النوع من الضجيج؟ لم أكن لأتي لو لم يكلف جون نفسه بشراء التذكرة
خفتت الأضواء و الأصوات لتعلن الموسيقى عن ظهور صاحب الحفل الذي صعد المسرح بابتسامته الساحرة الباردة بدأت الجماهير بالصراخ لمجرد رؤيته حمل مكبر الصوت ليبدأ الغناء لم تكن تولاي مهتمة كثيرا بالأمر حتى شعرت بنظرات تراقبها من الخلف حاولت الالتفات لكن المكان مزدحم بالناس المجانين حسب رؤيتها عضت شفتيها بانزعاج لتشعر باختفاء تلك النظرات لتقول في نفسها: ربما خيل لي ذلك
انقضت الساعات الثلاث سريعا ليبدأ ذلك الحشد بالتحرك مغادرا المكان و هو يتحدث عن الحفل الجنوني و صاحبه أثناء مغادرتها أوقفها رجل يقول بابتسامة مرحة: أنت محظوظة للغاية بطاقتك كانت البطاقة الرابحة لمقابلة كاي لابد أنك سعيدة للغاية
نظرت تولاي إليه بعينيها الباردتين ليشعر بالارتباك طلب منها اللحاق به ذهبا خلف المسرح المتوسط الحجم ليسيرا في تلك الممرات ليقفا أخيرا أمام باب غرفة أبيض اللون طرق الباب ليقول: كاي لقد أتت صاحبة التذكرة الفائزة لرؤيتك
فتح الباب ليدخل برفقة تولاي لترى ذلك الشاب ذا الشعر الأسود الذي غطى جبينه و عنقه فتح عينيه الزرقاوين الداكنتين لينظر لتولاي رسم ابتسامة مستمتعة على شفتيه ليقول: حسنا غادر من هنا
غادر الرجل ليغلق الباب خلفه أسند ذلك الشاب ظهره على الأريكة واضعا ساقه اليمنى على الأخرى ليقول: لم أتوقع رؤيتك مجددا أيتها الفراشة النادرة
توسعت حدقتا عينيها ليتراجع جسدها للخلف وحده شعر بالخطر من نظرات هذا الفنان المشهور شفتيها المرتدعتين تحركتا بصعوبة لتقول: من تكون أنت؟ أتطاردني؟
نهض من الأريكة ليقترب منها ببرودة أعصاب سعيدة لرؤيتها متوترة بهذا الشكل اصطدم جسدها بالباب المغلق خلفها وقف ذلك الشاب بالقرب منها ليقول: بالتأكيد لا أطارد فراشة جميلة مثلك لكن من الغريب رؤية واحدة في مكان كهذا ألا توافقينني الرأي؟
عينيه الزرقاوين كادتا تغرقانها في بحر من الخوف و الرعب لتختفي من تلك البقعة محيت الابتسامة من شفتيه ليعود لمكانه وضع رأسه على الوسادة البنية الفاتحة القريبة ليغمض عينيه المرهقتين عند تولاي التي كانت تستند على الجدار و هي تلتقط أنفاسها المحاولة تهدئتها تلك الأعين الزرقاء لا تغادر مخيلتها التي تفكر في أسوأ ما يحدث لو كشفت هويتها الحقيقية لو كانت مطاردة بالفعل عقلها لا يتوقف عن تكرار مشاهد بشعة تود نسيانها لم تستطع قدماها التحمل أكثر لتخور قواهما و تسقط أرضا وضعت يدها على صدرها لتقول: سأكون بخير سأكون بخير لن يحدث أي شيء سيء
أخذت نفسا عميقا لتزفره مع كل تلك الوساوس المخيفة نهضت من هناك لتنفض ذلك الغبار عن ملابسها لتكمل سيرها إلى المجهول تلاعب نسيم الهواء المسائي بخصلات شعرها السوداء توقفت قدماها عن السير على جسر المشاة الطويل رفعت بصرها للسماء الداكنة المليئة بالنجوم الجميلة المختبئة خلف غيوم داكنة شعرت بالوحدة تملأ كيانها شعرت بتلك القطرات الباردة المرتطمة بجسدها الدافئ أكملت سيرها عائدة لمنزلها تجاهلت جسدها المرتعش من البرد و البلل الذي أصابه وصلت المنزل لتتجه للحمام مباشرة ملئت حوض الاستحمام الذي لا تستعمله عادة بالماء الدافئ خلعت ثيابها لتلقيها في سلة قماشية زرقاء داكنة غطست في الحوض العميق لتغمض عينيها بارتياح تذكرت تلك العيون الزرقاء الداكنة لتفتح عينيها بخوف شديد و تلتقط أنفاسها ارتاحت بعد التأكد من وجودها في شقتها أسندت ظهرها بالحوض لتقول: كيف عرف ذلك إن لم يكن يطاردني؟
غادرت الحوض لتفرغه من الماء و تحمل المعطف القطني الأرجواني الفاتح لترتديه و تغادر الحمام لترتمي على سريرها غطت في النوم فور ملامسة جسدها للسرير في مكان آخر حيث غادر ذلك المدعو كاي سيارته الزرقاء الداكنة الصغيرة ذات المقاعد الرمادية الداكنة ليصعد الدرج الحديدي في زاوية الموقف المليء بالسيارات المختلفة فتح الباب الأسود ليدخل لذلك الممر الطويل الأبيض الفاخر سار بهدوء ليفتح الباب الأبيض الموجود نهاية الممر التقى بامراءة أربعينية جميلة عيناها البنيتين الداكنتين تكونت قربها تجاعيد صغيرة و شعرها البني الأفتح درجة من لون عينيها رفع للأعلى بطريقة جميلة تخلع معطفها البني من الفرو الناعم نظراتها اللطيفة في اتجاهه تغيرت لأخرى منزعجة فور اقترابها منه لتقول له: أخبرتك مئة مرة ألا تأتي من الباب الخلفي الخاص بالخدم
نظر إليها بهدوء لتصمت قليلا و تتنهد اقتربت من جسده البارد لتقول: ماذا هناك؟ تبدو هادئا أكثر من العادة
ابتعد عنها خطوات قليلة ليصعد الدرج لتفعل المثل سارت خلفه بخطوات صغيرة في انتظار حديث و لو قصير بينهما لتتنهد بهدوء و تقول: أتمنى لو كان لاري هنا لحل لنا هذا اللغز العجيب
قال الشاب: لقد أخذ فترة طويلة هذه المرة أين ذهب؟
قالت السيدة: بالفعل لقد ذهب إلى إيطاليا لقد اشتقت إليه كثيرا
تقدمت يدان لخصر السيدة لتسحبها لأحضان دافئة التفتت بابتسامة جميلة وضع صاحب تلك اليدين ذقنه على كتف تلك السيدة ليهمس بلطف: اشتقت إليك أيضا عزيزتي مايا
التفت الشاب إليهما بنظراته الهادئة المحدقة بهما رسم ابتسامة لطيفة سرعان ما غادرت فور التقاء عينيه بعيني ذلك الرجل الذي حمل لون عينيه ليبتسم له و يقول: أتشعر بالغيرة من والدتك كايت؟ لقد أصبحت وسيما مثلي بالتأكيد
قهقهت الوالدة بمرح لتقول: لا تزال مغرورا كما عهدتك متى عدت للمنزل؟
أغمض عينيه و هو يقول بابتسامة جميلة: سمعت قلبك يناديني فأتيت مسرعا
ضحكت الوالدة بمرح ليغادر كايت المكان سامحا لهما بأخذ راحتهما وصل لباب غرفته المظلمة خلع جاكيته الأسود ليلقيه على السرير كما فعل بجسده المنهك من العمل المتواصل لأيام لهذه الحفلة أغمض عينيه ليأخذ قسطا من الراحة ليسمع بعض الضحكات المكتومة أسفل سريره ليفتح عينيه بهدوء و يتنهد بانزعاج و يقول: اخرجوا من هنا جميعا
خرج مجموعة أطفال مختلفي الأعمار من تحت سريره العالي بضحكاتهم العالية المستمتعة ليقول أحدهم: لقد نجحنا بالتسلل لغرفتك أخي كايت
قال كايت: لقد حضر أبي منذ قليل
خرجوا جميعا بمرح شديد و اشتياق لوالدهم الغائب عنهم تسعة أشهر تنهد بارتياح ليغمض عينيه و ينام



Inas Fallata 03-24-2020 01:30 AM




في الصباح استيقظت على رنين المنبه في الساعة السابعة و الخمس دقائق صباحا لتستحم و تعود لغرفتها نظرت لوجهها في المرآة لتسرح شعرها و تبدل ثيابها لتنورة أرجوانية فاتحة تصل لمنتصف الساق و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة نهايتها دائرية أرجوانية على شكل وردة متفتحة سحبت الدرج لتخرج مطاط شعر على شكل وردة بيضاء لتجمع خصل شعرها التي خلف أذنيها لمنتصف رأسها و تلفهما بالمطاط ارتدت حذاء أبيض بكعب صغير حملت حقيبة بيضاء بها ورود أرجوانية متوسطة الحجم غادرت المنزل ذاهبة لمقر عملها الجديد في وسط المدينة استقلت حافلة لتوصلها لوسط المدينة المزدحم المليء بالناس ذهبت لعنوان المكان الذي كان شركة ترفيه كبرى في عالمها دخلت الشركة لترى المكتب البيضاوي المواجه للباب حيث يقف أربعة أشخاص اقتربت من أحدهم لتقول له: أرجو المعذرة لديّ موعد مع السيد ليون وريك
قال الرجل: السيد ليون وريك؟ موعد لأجل ماذا؟
قالت الفتاة: مقابلة عمل
قال الرجل بابتسامة: لقد حضرت قبل الموعد بدقائق بإمكانك الصعود للطابق الثاني ستجدين طريقك لمكان المقابلة بالتأكيد تفضلي بصعود الدرج
أشار لها للدرج الزجاجي العريض و الطويل الممتد للطابق العلوي صعدت الدرج بهدوء لترى الورقة البيضاء الملتصقة أسفل زر المصعد كتب عليها "الطابق الثاني اتبع الأسهم" ضغطت الزر لتنتظر المصعد سمعت صوت وقع حذاء ذو كعب عالي على الدرج الزجاجي فتح باب المصعد لتدخله أوقفها صاحب ذلك الحذاء قائلا: رجاء انتظريني
أسرعت تلك الفتاة خطاها لتصل للمصعد التقطت أنفاسها لترفع رأسها و تظهر عينيها الزرقاوين المبتسمة لها شعرها البني كالكراميل المموج كان طويلا مدت يدها للمصافحة و تقول بمرح: أنا جينجر لوسين سعدت بلقائك أذاهبة لمقابلة العمل أنت أيضا؟
صافحتها الفتاة مع إيماءة صغيرة ابتسمت لها جينجر بمرح شديد ليحلق الصمت حولهما وصلتا الطابق الثاني لتتبعا السهم حتى وصلتا لنهاية الممر فتحت جينجر الباب الأيسر لترى مجموعة من الفتيات قد وصلن بالفعل جلستا بالقرب من بعضهما على الكراسي المرتبة في المكان اكتمل العدد في غضون ربع ساعة لتبدأ مقابلات العمل أنهت جينجر مقابلتها ليحين دور الفتاة الهادئة فتحت الباب بهدوء لتتقدم من الكرسي الموضوع أمام لجنة من مختلف الأشخاص جلست بهدوء ليقول أحدهم: بداية أخبرينا عن اسمك
قالت الفتاة: تولاي لوريجن
قال آخر: اسم غريب حقا
قالت إحداهن: كم هو عمرك آنسة لوريجن؟ تبدين صغيرة في السن
قالت تولاي: عشرون عاما
قالت أخرى: ألديك خبرة سابقة كمديرة أعمال؟
قالت تولاي: لا سيدتي
قال الرجل الأول: لم تقدمت لهذا العمل يا آنسة؟
قالت تولاي: أبحث عن عمل أستقر به فقد انتقلت للعيش هنا منذ أيام فقط
تعابيرها الباردة و ردودها الخالية من المشاعر جعلتهم يحدقون بها دون قول أي شيء غادرت الغرفة بعد انتهاء المقابلة لتقول جينجر: كيف كان الأمر؟
قالت تولاي: عاديا
قالت جينجر: يبدو أنك لا تحبين الحديث كثيرا
قالت تولاي: أجل
قالت جينجر: فتاة شابة مثلك لا يجب أن تضع تعابير مثل هذه
نظرت تولاي باستفسار عن الوصف الغريب لترفع أصبعين من يدها اليسرى و ثلاثا من يدها اليمنى بابتسامة جميلة و تقول: أنا في الثانية و الثلاثين من عمري
تعجبت تولاي ذلك لكن بلا أي تعابير متعجبة ظهرت النتائج لتعلن رفض عدد كبير من المتقدمات من ضمنهن جينجر و تولاي اللتان غادرتا المكان لتقول جينجر: حسنا لم أتوقع موافقتهم عليّ من الأساس ماذا ستفعلين الآن؟
قالت تولاي: سأعود للمنزل
قالت جينجر: حقا؟ لم لا تأتين معي؟ لقد حجزت هذا اليوم بطوله لأجل مقابلات العمل ربما ستجدين من إحداها وظيفة لك
ابتسمت جينجر بمرح لتولاي التي بدأت تفكر بهدوء بعرض المرأة الغريبة التي تلتقي بها للمرة الأولى وافقت على ذلك لتقوما معا بكل تلك المقابلات لم تتم قبولهن في أغلبها بينما أوجلت نتائج البعض للغد أثناء افتراقهما قالت جينجر: حتى الآن لم أعرف ما هو اسمك
قالت تولاي: آسفة اسمي هو تولاي لوريجن
قالت جينجر بمرح شديد: اسمك غريب لكنه جميل حقا هلا تبادلنا أرقام هواتفنا؟
فعلتا ذلك لتودعا بعضهما البعض عادت تولاي لمنزلها لتستحم و تتناول الطعام نظرت للتلفاز الموضوع على طاولة بيضاء فاتحة بأدراج خضراء فاتحة لتشغله قلبت في القنوات لبعض الوقت و هي تفكر في أمر السيدة البشوشة التي التقتها في الخارج لتقول في نفسها: لا أريد التورط في شيء لا أعرفه بالرغم أنها لا تبدو خطيرة
تنهدت و أغمضت عينيها لتتذكر ما قاله له ذلك الشاب لها عاد ذلك الرعب لقلبها من جديد لتنهض من على الأريكة و تتجه لغرفة نومها لتستلقي على السرير بهدوء أغمضت عينيها و هي تقول في نفسها: سأكون بخير
غطت في نوم عميق فالتعب قد نال من جسدها جراء تجوال هذا اليوم في صباح اليوم التالي كانت تولاي تشاهد التلفاز رن هاتفها ليصدر أنغاما هادئة حملته لترفع الخط و تقول: مرحبا
قال المتصل بصوته المرح: صباح الخير تولاي
قالت تولاي: صباح الخير سيدة لوسين
قالت جينجر بمرح: أنا لست كبيرة في السن كثيرا ناديني جينجر أو جيجي
قالت تولاي: ما الأمر جينجر؟
قالت جينجر بعد قهقهة قصيرة: لدي خبر سيفرحك بالتأكيد لقد تم قبولنا في دار ويرو للنشر و قد طلبوا ذهابنا مساء اليوم لبعض الإجراءات
قالت تولاي: حسنا شكرا لك
مرت لحظة صمت بينهما لتقطعه جينجر قائلة: لم لا نلتقي قبل الموعد بنصف ساعة؟ إن كنت متفرغة بالطبع أود التعرف إليك أكثر أراك لطيفة للغاية
قالت تولاي: بالتأكيد لا بأس في ذلك
قالت جينجر بمرح: إذا لنلتقي أمام المحطة الرئيسية في الثامنة و النصف مساء
قالت تولاي: حسنا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتضع حافة ذلك الكوب الأبيض ذات الأزهار البرتقالية الملتفة حوله على شفتيها لتشرب النعناع مغلي مع الليمون بهدوء وضعت الكوب على المنضدة البيضاوية الخشبية المرتفعة لتقول: دار نشر سيكون هذا مرهق حقا لكن أفضل من البقاء دون فعل شيء هنا
انقضى الوقت ببطء و ملل شديدين سدل الليل ستاره لتستعد لموعدها مع جينجر استحمت و ارتدت بنطالا طويلا أزرق اللون داكنا بطابع فراشات ثلاث متراصة تحيط بها ثلاثية أزهار على حافة الطرف الأيسر و بلوزة بيضاء بأكمام قصيرة و جاكيت أسود بأكمام طويلة رفعت شعرها بشكل دائري لتزينه بدبوس شعرها الأزرق اللامع حملت حقيبتها لتغادر المنزل وصلت للمحطة القريبة منها أسرعت في ركوب ذلك القطار المتجه لوسط المدينة توقف القطار فجأة و أطفئت الأضواء البيضاء لتحل محلها أخرى حمراء سمعوا صوتا يقول: آسفون للتوقف المفاجئ تعرضت السكة لخلل بسيط سيعالج قريبا شكرا لتفهمكم
أغلقت عينيها لبعض الوقت و هي تضع سماعات أذن سوداء صغيرة تستمع لمذياع الهاتف تحرك القطار بعد دقائق قليلا ليصلوا لوجهتهم أخيرا غادرت القطار لتصعد الدرج بهدوء بحثت بعينيها عن جينجر نظرت لساعة الهاتف لتجدها الثامنة و أربعين دقيقة لتقول في نفسها: ربما قد سبقتني لهناك
تقدمت خطوتين للأمام لتراها واقفة قرب موقف الحافلات تنظر لساعتها و للمارة أمامها اقتربت منها بهدوء لتقول: مساء الخير جينجر
التفتت جينجر لها لتبتسم لها بمرح شديد و تقول: مساء الخير تولاي لقد تأخرت كثيرا
قالت تولاي: آسفة لقد تعطلت السكك فجأة
قالت جينجر: لا عليك ذلك لم يكن خطأك لنتجه لهناك فلم يبق الكثير من الوقت
هزت رأسها موافقة على مقولتها لتنتظرا الحافلة معا بصمت وصلت الحافلة لتصعداه جلستا بالقرب من بعضهما البعض لتقول جينجر: أأنت جديدة في المدينة؟
قالت تولاي: أجل انتقلت منذ أيام
قالت جينجر: و أين كنت تعيشين سابقا؟
قالت تولاي: أوتاوا
قالت جينجر بمرح: في كندا؟ هذا جميل أنا ولدت هنا و ترعرعت في مدينة قريبة من هنا حالما تزوجت عدت لهنا مجددا مع زوجي آه نسيت إخبارك بذلك
قالت تولاي: لقد رأيت خاتم الزواج من قبل
رفعت بنصرها الأيسر لتنظر إلى خاتم زواجها الذهبي البسيط لتبتسم بمرح شديد و تقول: تزوجت منذ عامين و تسعة أشهر من رجل رائع حقا تستطيعين القول أنه فارس أحلامي حاليا هو مسافر لزيارة والديه في روما
وصلت الحافلة لوجهتهما لتنزلا و تتجها مباشرة للمبنى المقابل موقف الحافلات كان مبنى متوسط الطول مقارنة بالمباني المحيطة به دخلتا المبنى لترحب بهما موظفة الاستقبال و ترشدهما للغرفة المطلوبة طرقت الباب لتقول: الموظفتان الجديدتان وصلتا سيدي
قال صوت ذكوري من الداخل: تفضلا بالدخول رجاء
فتحت تولاي الباب لتدخل من بعدها جينجر جلستا على ذلك الكرسي المعدني ليقول لهما ذلك الرجل الثلاثيني: مساء الخير آنسة لوريجن و سيدة لوسين أتمنى بأني لا أشغلكما
قالت جينجر: بالتأكيد لا سيدي
قالت تولاي: أنا متفرغة تماما
ابتسم لهما الرجل ليقول: أعرفكما بنفسي أنا جون دويك يسعدني العمل معكما.... حسنا العمل في دار للنشر ليس سهلا أبدا نحن مشغولون طوال الوقت و لا وقت محدد للاتصالات من العمل لذا أتمنى بأنكما تعرفان ما أنتما مقدمتان عليه
ابتسمت جينجر دالة على موافقتها كذلك هزت تولاي رأسها بالإيجاب ليبتسم لهما بمرح و يعطيهما بعض الأوراق و يخبرهما بمزيد من التفاصيل انتهوا من كل ذلك بعد الساعة العاشرة ليقول لهما جون بابتسامة مرحة و هو يرتب تلك الأوراق على الطاولة: بإمكانكما القدوم متى شئتما فنحن حاليا في حالة جيدة لكن رجاء لا تتأخرا
نهضتا لتغادر المبنى بهدوء قالت جينجر: لقد كان هذا متعبا حقا أتشوق للعمل هنا
قالت تولاي: ملء الوقت أفضل من البقاء في المنزل
قالت جينجر: محقة تماما حاليا أنا وحيدة في المنزل و أشعر بالملل الشديد
نظرت جينجر لتعابير تولاي الباردة لتبتسم بمرح شديد صعدتا الحافلة لتعودا لمحطة القطار لتفترقا هناك عادت كل منهما لمنزلها انقضى شهران على بدايتهما للعمل تعرفت فيه جينجر على تولاي جيدا و انفتحت لها تولاي قليلا في ظهيرة أحد الأيام أثناء استراحة الغداء كانتا تجلسان على مكتبهما و مجموعة من الفتيات يحطن بهما لتقول الأولى: بعض الكتاب لا أعرف فيما يفكرون أثناء تأخرهم عن الكتابة
قالت الثانية: أجل الكاتبة التي أعمل معها دائما ما تصاب بأزمة نفسية عن كره الجميع لمؤلفاتها
قالت الثالثة: ربما كان من الأفضل لو أصبحت مديرة أعمال لأحد المشاهير
قالت الرابعة: سيكون هذا ممتع حقا
ضحكت جينجر بمرح لتقول: لكن الأمر سيان فكلا العملين صعبين
قالت الثانية: أجل أعتقد ذلك أيضا
قالت الثالثة: أحيانا أحلم بأني أعمل مع الفنان المشهور كاي
قالت الأولى: أتقصدين الشاب الصاعد الآن؟
قالت الثالثة: أجل إنه هو
قالت الرابعة: إنه وسيم للغاية و لطيف مع معجبيه
قالت الخامسة: أنا واحدة من معجبيه لقد اشتريت بالأمس ملصقا كبيرا لألبومه الجديد
قالت الأولى: و هل شاهدت إعلان العطر الخاص به؟ لقد كان مذهلا للغاية
حركت جينجر كرسيها ذا العجلات قريبا من تولاي التي كانت تحتسي قهوتها بهدوء لتهمس لها قائلة: يبدو أنهن فقدن صوابهن تماما ما رأيك بطردهن من هنا؟
أبعدت تولاي الكوب الورقي الدافئ عن شفتيها لتضعه على الطاولة التفتت للفتيات لتقول: أرجو المعذرة لكن أنتن تسببن الإزعاج لي غادرن رجاء
صمتن لفترة لينظرن إليها بانزعاج شديد غادرن و هن يثرثرن بشائعات لا صحة لها عنها قالت جينجر: آسفة سببت المتاعب لك من جديد
قالت تولاي: لا عليك فقد كن يزعجنني أيضا
ابتسمت جينجر لها بمرح تحدثتا معا قليلا حتى رن الهاتف الأبيض الموضوع على مكتب تولاي لترفع الخط و تقول: تولاي لوريجن تتحدث
قال المتصل: آسفة أنا حقا آسفة لا أستطيع الاستمرار في كتابة هذه القصة
قالت تولاي: رجاء اهدئي سيدة ثيرومي و أخبريني ماذا هناك؟
قالت السيدة: لا أستطيع الاستمرار في الكتابة لقد عجزت تماما عن كتابة النهاية
أغلقت الخط لتنظر تولاي للفراغ باستفهام يقفز فوق رأسها وضعت سماعة الهاتف في مكانها لتنهض و تحمل حقيبتها لتقول: سأذهب للتحدث مع السيدة ثيرومي إن سأل أحدهم عني
قالت جينجر: مجددا؟ إنها المرة الرابعة هذا الشهر
ابتسمت تولاي لها بمرح شديد لتغادر مسرعة المكان استقلت سيارة أجرة ليوصلها السائق للعنوان المطلوب غادرت السيارة لتدخل ذلك البناء الطويل فتح الباب الزجاجي فور اقترابها منه صعدت المصعد لآخر طابق في المبنى غادرت المصعد لتسير في الممر الضيق وصلت الشقة المطلوبة لتقرع الجرس مرات عدة ليأتيها صوت السيدة ثيرومي من خلف الباب: من هناك؟ لم كل هذا الإزعاج؟ سأفتح الباب حالا
فتحت الباب لتفاجئ برؤية تولاي التي انحنت لها قليلا ثم قالت: مساء الخير سيدتي أردت معرفة المزيد عن حديثنا في الهاتف
تنهدت السيدة ثيرومي بانزعاج شديد لتسند جسدها على طرف الباب لتقول: لا يوجد ما أضيفه على ما قلته
قالت تولاي: أود معرفة السبب وراء ذلك
اقتربت منها السيدة ثيرومي لتهمس في أذنها: لا بأس بالعبث قليلا مع الفريسة قبل التهامها صحيح؟
ابتعدت تولاي خطوات كثيرة عنها لتبتسم السيدة ثيرومي بخبث اصطدم جسدها بشخص ما خلفها التفتت إليه لترى الابتسامة الخبيثة تزين شفتيه اقتربا منها بخطوات ثابتة لتشعر بالارتباك أكثر أغمضت عينيها بقوة لتفتحهما بهدوء لترى نفسها في مصعد مقر عملها استندت على حائطه لتحاول إعادة ضبط أنفاسها و نبضات قلبها فتح باب المصعد لتعتدل في وقفتها و تنزل رأسها دخل شابين المصعد ليقول الأول بعد تنهيدة قصيرة: لا أصدق بأنهم جعلوك تأتي كل هذه المسافة لأجل شيء كهذا
قال الشاب الآخر: لا تهتم للأمر كثيرا ثم أنه اجتماع مهم سيتحول كتابي لمسلسل درامي سيكون هذا رائعا
التفت الأول لتولاي ليقول لها: آه آنسة لوريجن هادئة كعادتك لم أشعر بوجودك هنا
التفت الشاب الآخر لها لتظهر عينيه العشبيتين و شعره الأشقر ابتسم لها بمرح ليقول: سررت بالتعرف عليك أخيرا آنسة لوريجن سمعت الكثير عنك من الكتاب الآخرين و كذلك العاملين هنا أنت مشهورة للغاية
رفعت رأسها لتنظر ليد الشاب التي مدت في اتجاهها نظرت لصاحبها ليبتسم لها بمرح و يقول: أنا توم كوين
صافحته بهدوء دون قول شيء لتتسع ابتسامته و يقول: اعتقدت أنني سأسمع صوتك
لم تجبه بأي شيء ليقهقه بمرح أخرج من جيب قميصه العلوي بطاقة تحوي اسمه و رقم هاتفه ليضعها في يدها و يقول بمرح: سعدت حقا بالتعرف عليك شخصيا آنسة لوريجن
فتح باب المصعد ليغادرا للطابق الأول من المبنى عادت لطابق مكتبها جلست في مكتبها لتضع تلك البطاقة على الطاولة قالت جينجر بمرح: كيف جرى الأمر معها؟
قالت تولاي: لم تفتح لي الباب
قالت جينجر: ماذا؟ هذه السيدة حقا مزعجة للغاية كيف تتعاملين معها تولاي؟
قالت تولاي: لا تقلقي سأسلم العمل لغيري
اقترب جون منهما ليقول: لقد عدت أخيرا كنت أبحث عنك و أخبرتني جينجر بأنك ذهبت لرؤية السيدة ثيرومي هل حدث شيء ما هناك؟
قالت تولاي: لا شيء مهم لم السؤال؟
قال جون: لقد اتصلت منذ قليل و قالت أنها لا تريد العمل معك
قالت تولاي: هكذا إذا
ابتسم لها جون ليضع يده على رأسها ليقول بمرح: لا تقلقي سأتعامل مع الأمر بنفسي لذا أخبريني ماذا جرى
قالت تولاي: لا شيء ذهبت لرؤيتها و رفضت الحديث معي لا أود العمل معها أيضا
نظر جون إليها يحاول قراءة شيء ما خلف تلك العيون الواسعة ليبتسم لها بمرح و يغادر لتقول جينجر: يبدو أنه يحبك تولاي
نظرت تولاي إليها باندهاش من كلامها لتضحك جينجر بمرح شديد أنزلت تولاي وجهها المندهش لتقول: جون كأخي الأكبر و حسب
قالت جينجر: أنت رائعة حقا صحيح أثناء ذهابك أتى رئيس القسم و قال بأننا سنذهب للاحتفال هذا المساء بنجاح مجموعة كبيرة من المؤلفات لنذهب سويا
قالت تولاي: لا أحب السهر خارج المنزل لكن لا بأس
قهقهت جينجر بمرح شديد لتبتسم تولاي أكملت كلتاهما عملها حتى المساء توجه الجميع مباشرة للمطعم الذي حجز لهم فيه بعد انتهاء الدوام كانت الأجواء الاحتفالية مرحة للغاية فهؤلاء يتسامرون و أولئك يفرطون في شرب الخمور و آخرون يتحدثون عن النجاحات البارعة التي تتالت عليهم الشهر الفائت كان الجميع يستمتع بوقته هناك حتى وقت متأخر من الليل بدأ الحضور بالانسحاب تدريجا حتى خلت تقريبا من أغلبهم اقترب جون من تولاي بعد توديع زملائه ليقول: أتريدان أن أوصلكما للمنزل؟
قالت تولاي: لا سنكون بخير زوجها قادم لأخذها للمنزل منزلي ليس بعيد من هنا
قال جون: حسنا أراكما بعد غد في العمل
ابتسم لها بمرح شديد ليضع يده على رأسها كما يفعل عادة لتتسع ابتسامته و يغادر دخل رجل المطعم ليبحث عن شخص ما اقترب منهما ليقول بمرح: مرحبا لابد أنك الآنسة لوريجن أليس كذلك؟
قالت تولاي: أجل سررت برؤيتك سيدي
نظر لجينجر النائمة بالقرب من تولاي تسند رأسها لكتفها ليبتسم لها بلطف و يقول: أتمنى ألا تكون زوجتي قد أزعجتك
قالت تولاي: أبدا قضينا وقتا ممتعا
حاول إيقاظها ليسندها على كتفه و يأخذها للسيارة حملت حقيبتها لتغادر المطعم نظرت لساعة الهاتف لتقول بصوت منخفض: الساعة الثانية و النصف صباحا متى سأستيقظ لو نمت الآن؟ أصبح التفكير صعبا مع كل هذا التعب
بدأت السير لتغادر منطقة المطعم لتعود لمنطقتها الهادئة في هذا الوقت المتأخر من الليل هواء الخريف البارد أعلن اقتراب الشتاء أسرعت الخطى لمنزلها تريد الهروب من هذا البرد الذي يحيطها وصلت لمبنى سكنها لترى أحد الرجلين من محطة القطار لتطلق تنهيدة يائسة رسم ذلك الرجل ابتسامة خبيثة ليقترب منها بهدوء واضعا يديه في جيب بنطاله الأسود ليهمس بأذنها قائلا: عليك الاستسلام قبل أن تسوء الأمور تعرفين السيد زورف لن يتوقف حتى خضوعك له
ابتعدت عنه لتسير بهدوء متجاهلة كلماته الغير جديدة على مسامعها كل ما التقاها محيت تلك الابتسامة من وجهه ليقول في نفسه: ستندمين على هذا بالتأكيد
اختفى من هناك خرجت تولاي من الحمام و هي تلف المنشفة الخاصة بها حول جسدها النحيل دخلت المطبخ لتشرب كوبا من الحليب المحلى بالعسل أخذت نفسا عميقا لتبدل ثيابها و تذهب لسريرها لتنام مضى يومان بعد الاحتفال هادئان أتى جون لمكتب تولاي ليقول لها: مساء الخير لم أرك اليوم بطوله تولاي
قالت جينجر بمرح: هذا لأنها كانت مشغولة جدا أعتقد أنها قد قامت بزيارة جميع الأقسام هذا اليوم
قالت تولاي: أعرف أنك تسخرين مني جينجر
ضحكت جينجر بمرح ليبتسم جون و يقول: هناك كاتب يريد العمل معك و قد اختارك شخصيا لسبب ما
رفعت تولاي رأسها عن الطاولة لتنظر إليه باستغراب ليبتسم لها و يقول: بما أن مدير القسم قد وافق على الفور لا أعتقد أنه بإمكانك الرفض
أخرجت تنهيدة متعبة ليضحكا عليها باستمتاع أتى مدير القسم لينظر لتولاي الهادئة كالعادة ليقول: عليك الذهاب لمنزل الكاتب الآن هناك أشياء مهمة لإيصالها
نهضت لترتدي معطفها بهدوء أخذت تلك الحقيبة الورقية المتوسطة ذات اللون الأزرق بنجوم رمادية سارت بالقرب من مدير القسم المغادر المكان ليوقفها قبل صعود المصعد قائلا: صحيح سمعت أنه لم يتناول أي شيء منذ أيام لذا اشتري بعض الأشياء له
هزت رأسها موافقة لتغلق باب المصعد تنهدت من جديد غادرت المبنى لتقف أمام محطة الحافلات تدقق بالعنوان الذي أعطي لها لتقول في نفسها: ليس غريب عليّ أذهبت لهناك مسبقا؟ لا أعتقد ذلك
صعدت الحافلة المزدحمة في هذا الوقت من الظهيرة لتقف بين الركاب وصلت للعنوان المطلوب لتصعد جسر المشاة و تسير بهدوء كان الجسر طويلا يسبب الملل وصلت الجهة الأخرى لتنزل الدرج دخلت أقرب مبنى للجسر وصلت للشقة المطلوبة قرعت الجرس عدة مرات ليفتح صاحب الشقة الباب بوجه نعس بالكاد استطاع تحريك جسده نظر إليها بعينيه المتعبتين في انتظار ما ستقوله كانت تولاي تنظر إليه بعينيها الواسعتين الفاحصتين له ببرود لتقول: أنا تولاي لوريجن سأعمل معك ابتداء من اليوم
ردد اسمها خلفها يحاول تذكر صاحبها لينظر إليها جيدا ثم يبتسم بمرح و يقول: بالتأكيد آنسة لوريجن لم يخبرني أحد بقدومك يسرني العمل معك تفضلي بالدخول رجاء
دخلت تولاي شقته المكونة من طابقين صالونها في الطابق الأول به أرائك بنية فاخرة توسطتها منضدة مربعة زجاجية مرتفعة وضع كوبي قهوة على المنضدة ليقول لها: آسف على استقبالك بهذا الشكل كنت أكتب طوال مساء أمس حتى الصباح نمت قبل دقائق فقط
قالت تولاي: آسفة على إزعاجك بحضوري في هذا الوقت
ابتسم لها بمرح شديد رشف قهوته بهدوء ليغمض عينيه بنعاس شديد تحرك جسده ببطء ليستقر ممدا على الأريكة وضعت تلك الحقيبة الورقية على المنضدة بهدوء مع الكيس البلاستيكي الذي يحتوي على بعض الوجبات الغذائية كتبت ملاحظة على ورقة لاصقة لتضعها على الكيس غادرت المنزل بهدوء لتعود لعملها وقت الاستراحة وجدت الثرثارات يملأن المكان بثرثرتهن المزعجة عن ذلك الفنان المشهور اقتربت منهن بهدوء لتقول: ألا يوجد مكان آخر لنشر تفاهتكن فيه غير هنا؟
نظرن إليها باشمئزاز و انزعاج شديدين ليغادرن و هن يثرثرن عنها قالت جينجر: آسفة لم أستطع فعل شيء
جلست تولاي على الكرسي لتقول: لا عليك لم بقيت حتى الآن؟ أليس لديك موعد مع زوجك؟
نظرت جينجر لساعتها لتنهض مسرعة و تقول: يا إلهي كيف لم أنتبه على الوقت؟ إلى اللقاء تولاي
ابتسمت لها لتلوح لها مودعة رسمت جينجر ابتسامة على شفتيها لتغادر مسرعة نظرت للأوراق بين يديها لتبدأ العمل عليها أنهت العمل بعد التاسعة المكاتب من حولها خالية الجميع قد عاد للمنزل منذ ساعات أغلقت الملف الأسود لتحمله مع مجموعة أخرى من المستندات و تغادر المكتب شاهدت بعض الأضواء قادمة من نهاية الممر سارت بهدوء لتطرق الباب النصف مفتوح رفع ذلك الشخص رأسه عن حاسوبه ليبتسم لها و يقول: أنت لم تغادري بعد؟
قالت تولاي: كان لديّ بعض الأعمال و قد انتهيت منها
قال الرجل: حسنا ضعيها هناك سأحرص على جعل الرئيس يراها غدا صباحا
انحنت له انحناءة خفيفة لتغادر المبنى عائدة لمنزلها أثناء صعودها ذلك المنحدر رن هاتفها لتخرجه من الحقيبة نظرت للشاشة لتستغرب الرقم الغريب الذي يتصل في هذا الوقت رفعت الخط لتسمع صوت المتصل القائل: مرحبا آنسة لوريجن آسف على اتصالي في هذا الوقت
قالت تولاي: لا أبدا سيد كوين
قال توم بمرح: ناديني توم فقط
قالت تولاي: هل لي بمعرفة السبب وراء الاتصال؟
قال توم: آه صحيح أردت شكرك على الوجبات التي أحضرتها لي
قالت تولاي: الأمر ليس بمشكلة طلب إلي ذلك
قال توم: حسنا أراك غدا إلى اللقاء
أغلق الخط ليتنهد بارتياح رسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول له الشاب الذي كان معه في المصعد: ماذا هناك توم؟
قال توم بمرح: لا شيء مهم
قال الشاب: ماذا تقصد بذلك؟ بالتأكيد هناك شيء مريب بك اليوم
اتسعت ابتسامته السعيدة نظر لحاسوبه المحمول ليكمل كتابة باقي روايته عند تولاي التي وصلت منزلها لتجد ذلك الظرف الأبيض أسفل بابها حملته لتضعه على المنضدة لتذهب و تبدل ثيابها جلست على الأريكة و هي تحمل كوب نعناع مغلي مع الليمون رشفت رشفة منه لتضعه على المنضدة و تفتح الظرف لترى تذكرة حفلة موسيقية ستقام غدا في المدينة رأت الرسالة المرفقة معهما لتعرف المرسل أعادت الظرف إلى المنضدة لتكمل احتسائها للنعناع المغلي أنهت الكوب لتذهب لتنام فتحت عينيها بهدوء لترفع رأسها عن الوسادة نظرت للساعة القريبة منها فركت عينيها بهدوء لتنهض من السرير و تذهب لتستحم و ترتدي بنطال أسود يصل لمنتصف الساق ضيق و بلوزة زرقاء داكنة بأكمام طويلة و جاكيت رمادي بأكمام على الكتف بقبعة واسعة سرحت شعرها بشكل ذيل فرس دخلت المطبخ لتحضر إفطارها تناولته بهدوء و هي تشاهد التلفاز لفت اهتماها ظهور توم مع مدير أعماله على الشاشة لتزيد مستوى الصوت لتسمع مقدمة البرنامج تقول: توم كوين دائما ما يتصدر الأخبار و يبهرنا بأعماله التي تتوالى عليها الجوائز وصلتنا أخبار بأن أحد رواياته المميزة ستتحول لمسلسل درامي لابد أن الجميع متحمس لمعرفة تفاصيل أكثر عن الأمر....
أغلقت التلفاز لتضع المتحكم على المنضدة حملت تلك الأطباق لتأخذها للمطبخ قامت بغسلها لتغادر المنزل تجولت قليلا في المدينة حتى موعد الحفلة في الرابعة و النصف مساء وصلت لمكان الحفل داخل قاعة مغلقة مزدحمة بالمعجبين و محبي الموسيقى وقفت في مكان بعيد عن السماعات المكبرة للصوت الثرثرة و الحماس يملآن المكان كانت تولاي تنظر للناس من حولها و هي تقول في نفسها: لم هم مهتمون كثيرا بهذا النوع من الضجيج؟ لم أكن لأتي لو لم يكلف جون نفسه بشراء التذكرة
خفتت الأضواء و الأصوات لتعلن الموسيقى عن ظهور صاحب الحفل الذي صعد المسرح بابتسامته الساحرة الباردة بدأت الجماهير بالصراخ لمجرد رؤيته حمل مكبر الصوت ليبدأ الغناء لم تكن تولاي مهتمة كثيرا بالأمر حتى شعرت بنظرات تراقبها من الخلف حاولت الالتفات لكن المكان مزدحم بالناس المجانين حسب رؤيتها عضت شفتيها بانزعاج لتشعر باختفاء تلك النظرات لتقول في نفسها: ربما خيل لي ذلك
انقضت الساعات الثلاث سريعا ليبدأ ذلك الحشد بالتحرك مغادرا المكان و هو يتحدث عن الحفل الجنوني و صاحبه أثناء مغادرتها أوقفها رجل يقول بابتسامة مرحة: أنت محظوظة للغاية بطاقتك كانت البطاقة الرابحة لمقابلة كاي لابد أنك سعيدة للغاية
نظرت تولاي إليه بعينيها الباردتين ليشعر بالارتباك طلب منها اللحاق به ذهبا خلف المسرح المتوسط الحجم ليسيرا في تلك الممرات ليقفا أخيرا أمام باب غرفة أبيض اللون طرق الباب ليقول: كاي لقد أتت صاحبة التذكرة الفائزة لرؤيتك
فتح الباب ليدخل برفقة تولاي لترى ذلك الشاب ذا الشعر الأسود الذي غطى جبينه و عنقه فتح عينيه الزرقاوين الداكنتين لينظر لتولاي رسم ابتسامة مستمتعة على شفتيه ليقول: حسنا غادر من هنا
غادر الرجل ليغلق الباب خلفه أسند ذلك الشاب ظهره على الأريكة واضعا ساقه اليمنى على الأخرى ليقول: لم أتوقع رؤيتك مجددا أيتها الفراشة النادرة
توسعت حدقتا عينيها ليتراجع جسدها للخلف وحده شعر بالخطر من نظرات هذا الفنان المشهور شفتيها المرتدعتين تحركتا بصعوبة لتقول: من تكون أنت؟ أتطاردني؟
نهض من الأريكة ليقترب منها ببرودة أعصاب سعيدة لرؤيتها متوترة بهذا الشكل اصطدم جسدها بالباب المغلق خلفها وقف ذلك الشاب بالقرب منها ليقول: بالتأكيد لا أطارد فراشة جميلة مثلك لكن من الغريب رؤية واحدة في مكان كهذا ألا توافقينني الرأي؟
عينيه الزرقاوين كادتا تغرقانها في بحر من الخوف و الرعب لتختفي من تلك البقعة محيت الابتسامة من شفتيه ليعود لمكانه وضع رأسه على الوسادة البنية الفاتحة القريبة ليغمض عينيه المرهقتين عند تولاي التي كانت تستند على الجدار و هي تلتقط أنفاسها المحاولة تهدئتها تلك الأعين الزرقاء لا تغادر مخيلتها التي تفكر في أسوأ ما يحدث لو كشفت هويتها الحقيقية لو كانت مطاردة بالفعل عقلها لا يتوقف عن تكرار مشاهد بشعة تود نسيانها لم تستطع قدماها التحمل أكثر لتخور قواهما و تسقط أرضا وضعت يدها على صدرها لتقول: سأكون بخير سأكون بخير لن يحدث أي شيء سيء
أخذت نفسا عميقا لتزفره مع كل تلك الوساوس المخيفة نهضت من هناك لتنفض ذلك الغبار عن ملابسها لتكمل سيرها إلى المجهول تلاعب نسيم الهواء المسائي بخصلات شعرها السوداء توقفت قدماها عن السير على جسر المشاة الطويل رفعت بصرها للسماء الداكنة المليئة بالنجوم الجميلة المختبئة خلف غيوم داكنة شعرت بالوحدة تملأ كيانها شعرت بتلك القطرات الباردة المرتطمة بجسدها الدافئ أكملت سيرها عائدة لمنزلها تجاهلت جسدها المرتعش من البرد و البلل الذي أصابه وصلت المنزل لتتجه للحمام مباشرة ملئت حوض الاستحمام الذي لا تستعمله عادة بالماء الدافئ خلعت ثيابها لتلقيها في سلة قماشية زرقاء داكنة غطست في الحوض العميق لتغمض عينيها بارتياح تذكرت تلك العيون الزرقاء الداكنة لتفتح عينيها بخوف شديد و تلتقط أنفاسها ارتاحت بعد التأكد من وجودها في شقتها أسندت ظهرها بالحوض لتقول: كيف عرف ذلك إن لم يكن يطاردني؟
غادرت الحوض لتفرغه من الماء و تحمل المعطف القطني الأرجواني الفاتح لترتديه و تغادر الحمام لترتمي على سريرها غطت في النوم فور ملامسة جسدها للسرير في مكان آخر حيث غادر ذلك المدعو كاي سيارته الزرقاء الداكنة الصغيرة ذات المقاعد الرمادية الداكنة ليصعد الدرج الحديدي في زاوية الموقف المليء بالسيارات المختلفة فتح الباب الأسود ليدخل لذلك الممر الطويل الأبيض الفاخر سار بهدوء ليفتح الباب الأبيض الموجود نهاية الممر التقى بامراءة أربعينية جميلة عيناها البنيتين الداكنتين تكونت قربها تجاعيد صغيرة و شعرها البني الأفتح درجة من لون عينيها رفع للأعلى بطريقة جميلة تخلع معطفها البني من الفرو الناعم نظراتها اللطيفة في اتجاهه تغيرت لأخرى منزعجة فور اقترابها منه لتقول له: أخبرتك مئة مرة ألا تأتي من الباب الخلفي الخاص بالخدم
نظر إليها بهدوء لتصمت قليلا و تتنهد اقتربت من جسده البارد لتقول: ماذا هناك؟ تبدو هادئا أكثر من العادة
ابتعد عنها خطوات قليلة ليصعد الدرج لتفعل المثل سارت خلفه بخطوات صغيرة في انتظار حديث و لو قصير بينهما لتتنهد بهدوء و تقول: أتمنى لو كان لاري هنا لحل لنا هذا اللغز العجيب
قال الشاب: لقد أخذ فترة طويلة هذه المرة أين ذهب؟
قالت السيدة: بالفعل لقد ذهب إلى إيطاليا لقد اشتقت إليه كثيرا
تقدمت يدان لخصر السيدة لتسحبها لأحضان دافئة التفتت بابتسامة جميلة وضع صاحب تلك اليدين ذقنه على كتف تلك السيدة ليهمس بلطف: اشتقت إليك أيضا عزيزتي مايا
التفت الشاب إليهما بنظراته الهادئة المحدقة بهما رسم ابتسامة لطيفة سرعان ما غادرت فور التقاء عينيه بعيني ذلك الرجل الذي حمل لون عينيه ليبتسم له و يقول: أتشعر بالغيرة من والدتك كايت؟ لقد أصبحت وسيما مثلي بالتأكيد
قهقهت الوالدة بمرح لتقول: لا تزال مغرورا كما عهدتك متى عدت للمنزل؟
أغمض عينيه و هو يقول بابتسامة جميلة: سمعت قلبك يناديني فأتيت مسرعا
ضحكت الوالدة بمرح ليغادر كايت المكان سامحا لهما بأخذ راحتهما وصل لباب غرفته المظلمة خلع جاكيته الأسود ليلقيه على السرير كما فعل بجسده المنهك من العمل المتواصل لأيام لهذه الحفلة أغمض عينيه ليأخذ قسطا من الراحة ليسمع بعض الضحكات المكتومة أسفل سريره ليفتح عينيه بهدوء و يتنهد بانزعاج و يقول: اخرجوا من هنا جميعا
خرج مجموعة أطفال مختلفي الأعمار من تحت سريره العالي بضحكاتهم العالية المستمتعة ليقول أحدهم: لقد نجحنا بالتسلل لغرفتك أخي كايت
قال كايت: لقد حضر أبي منذ قليل
خرجوا جميعا بمرح شديد و اشتياق لوالدهم الغائب عنهم تسعة أشهر تنهد بارتياح ليغمض عينيه و ينام



Inas Fallata 03-24-2020 01:31 AM


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
أسعد الله صباحكم أعتذر في البداية
عن التأخير في الموعد و ثانيا أتمنى
أن ينال هذا الفصل إعجابكم و ثالثا
أعرف أنني اخترت الوقت الأسوأ
لتنزيل الرواية ماذا أفعل شاءت
الأقدار أ يتوافق تنزيل القصة مع امتحاناتكم
أدعو الله من أعماق قلبي أن تجتازوا هذه المرحلة
بالنجاح المكلل بالأزهار و أخيرا دمتم في حفظ الرحمن

Inas Fallata 03-24-2020 01:32 AM




في الظهيرة في دار النشر لم تتوقف الهواتف عن الرنين و الملفات عن الانتقال و الأشخاص عن الحركة القسم مليء بالفوضى عند جينجر التي تتحدث عبر الهاتف بعجلة تنهدت بعد انتهاء تلك المكالمة الطويلة نظرت للمكتب الفارغ بالقرب منها لتطلق تنهيدة جديدة اقترب جون منها ليقول: مرحبا جينجر ألم تتصل بك تولاي بعد؟
قالت جينجر: لا لم تفعل أنا قلقة عليها بعض الشيء
تنهد جون بهدوء لتنظر إلى وجهه القلق رسمت ابتسامة ظريفة على شفتيها لينظر إليها بشيء من الارتباك رن الهاتف الموضوع على مكتب تولاي اقترب جون منه ليحمل السماعة و يضعها على أذنه ليقول: مرحبا هذا مكتب الآنسة لوريجن
قال المتصل: آه مرحبا بالتأكيد أنت لست هي
قال جون: أجل هي لم تحضر اليوم
قال المتصل: ماذا؟ اعتقدت أنها مشغولة بالعمل لذلك لم تجب على اتصالاتي
قال جون: هل يمكنني إيصال رسالة لها؟
قال المتصل: لا عليك شكرا على إخباري بذلك
أغلق الخط ليعيده لمكانه و يقول: لا تجيب على هاتفها يبدو أن شيئا ما قد حدث لها
قالت جينجر: لا أظن ذلك فهي فتاة حذرة
تنهد كلاهما مجددا ليعودا لعملهما عند تولاي فتحت عينيها المتعبتين بهدوء لتواجه سقف غرفتها الهادئة نظرت للساعة القريبة منها لتجدها الثالثة و النصف مساء رفعت جسدها بهدوء من السرير لتحمل هاتفها و تتصل بجون رفع الخط على الفور ليقول بنبرة قلقة طغت على صوته النحيل بعض الشيء: أأنت بخير تولاي؟
قالت تولاي: أجل فقط أصبت بالمرض من الحفلة الموسيقية بالأمس
تعجبت التنهيدة المرتاحة التي صدرت منه ليقول: اعتقدت أن شيئا ما قد أصابك
قالت تولاي: أنا بخير آسفة لأنني لم أحضر اليوم قد أخذ يوم غد أيضا إجازة قصيرة
قال جون: حسنا سأخبرهم بذلك إن احتجت لشيء ما أخبريني به حسنا؟ إلى اللقاء
أغلقت الخط لتضع الهاتف على السرير و تنهض لتغادر للحمام استحمت بهدوء لترفع شعرها بشريطة زرقاء داكنة بشكل دائري أخرجت من الدرج البني نظارة طبية مزينة بشرائط زرقاء صغيرة على أطرافها تدلت منها سلسلة معدنية نحيلة و ارتدت تنورة واسعة بيضاء اللون و بلوزة زرقاء داكنة بأزرار دائرية بيضاء و شريطة بيضاء أحاطت المعصم و حذاء أزرق داكن بكعب عالي غادرت شقتها لسير بهدوء وسط جموع الناس المحدقة بها باستغراب وصلت لبوابة حديدية كبيرة أوقفها الحرس لتنظر لوجههما بهدوء اقترب الأول منها ليقول: أرجو المعذرة يا آنسة لكن لا يسمح لك بالدخول بلا إذن مسبق
أخرجت المسدس الفضي الخاص بها لتطلقه على رأسه سقطت جثته بهدوء ليقترب الآخر من جرس الإنذار لتوقفه عن الحركة بتلك الرصاصة سارت في الممر الطويل و العريض وصلت للباب الرئيسي للمنزل الكبير قرعت الجرس ليفتح الباب رجل كبير في السن نظر إليها بهدوء ليقول لها: آنسة كاسي صحيح؟
قالت تولاي: أجل
قال الرجل: لقد كان السيد في انتظارك
ابتعد عن طريقها لتدخل المنزل أغلق الباب الأبيض الكبير خلفها ليسير أمامها بضع خطوات صعدا الدرج بهدوء توقفا أمام تلك الفتاة التي تثرثر مع الخادمة المبتسمة خلفها لتقول: مرحبا ألفرد من هذه؟ لا تقل أنها معلمة خاصة أخرى
انحنت تولاي لها بهدوء لتقول: اسمي هو كاثرينا كاسي آنستي سأعمل مساعدة للسيد
قالت الفتاة بنبرة متعجرفة و نظرات فاحصة: أجل أجل ستتحولين من مساعدته لفتاته جميع من سبقك كان كذلك لكنك غريبة جدا ملابسك سخيفة و لا تضعين مساحيق تجميل لن تعجبيه أبدا
قال الرجل: آنستي أرجوك عليها مقابلة السيد
قالت الفتاة: أيا كان شيء واحد بعد
اقتربت منها الفتاة لتهمس في أذنها بسخرية: مفاتنك ليست مغرية أبدا ستندمين عليها
ابتعدت عنها لترسم ابتسامة راضية عن كلماتها التي لم تؤثر في تعابير تولاي التي أفرغت ثلاث رصاصات واحدة في صدرها و أخرى في صدر الخادمة و أخيرة في صدر الرجل أكملت سيرها في ذلك الممر الطويل لتتجه لمكتب ذلك الرجل طرقت الباب بهدوء ليقول: تفضل
دخلت الغرفة ليرفع رأسه عن المستندات التي وضعت على طاولته السوداء رسم ابتسامة جميلة على شفتيه ليقول: اعتقدت بأنك نسيت موعدنا آنسة كاسي تفضلي بالجلوس
اقتربت من مكتبه بهدوء لتقول: أنا لم آتي هنا للجلوس سأجعلك تذوق الألم الذي عشته لفترة طويلة
نظر إليها باستغراب من كلماتها التي لم يفهم معانيها الخفية أخرجت ذلك المسدس الفضي لتتوسع حدقتا عينيه المصدومتين نهض جسده بهدوء عن الكرسي المتحرك ليتراجع للخلف ليقول: ماذا تريدين مني؟
قالت تولاي: قتلت عشيرتي قبل زمن طويل لن أسامحك على هذا أبدا
زادت تلك الكلمات صدمته بحث عن شيء ما فيها ليعرف إلى أي عشيرة انتمت هذه الفتاة باردة الأعصاب لمح النقوش الأرجوانية على المسدس ليقول: أنت لا تنتمين إلى أي عشيرة حتى من تكونين؟
أغلقت عينيها بهدوء لتفتحهما بعد فترة من الوقت نبضات قلبه المرتعبة زادت مع رؤية اللون الأخضر الذي زين عينها اليمنى أطرافه بدأت في الارتعاش ليقول بارتباك و خوف: لا أعرف من تكونين حقا لكنني لم أتورط قط في قتل عشيرتك
قالت تولاي: أجل سيد روك ماني لم تتورط في قتلهم لكنك قتلت والدتي بيديك لا زلت أذكر وجهك جيدا
لم تتحمل رؤية أنفاسه الهاربة منه لتضغط الزناد لتريح رئتيه المتعبتين من أخذ الأكسجين تلك الرصاصة دوى صوتها في المكان معلنا بداية مجزرة مخيفة في وضح النهار غرق جسدها في دماء قاطني ذلك المنزل الكبير لم ترف عينيها أو تتردد أثناء قتل أي فرد منهم عادت لمنزلها مع انتصاف الليل لتغسل تلك الدماء عن جسدها لتتذكر مشاهد حفرت في ذاكرتها غادرت الحمام لتشرب كوب دافئ من الحليب المحلى بالعسل رن هاتفها في غرفة نومها حيث تركته حملته لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر بنبرة طغت عليها السعادة و المرح: سعيدة لسماع صوتك أخيرا تولاي سمعت بأنك ستأخذين يوم غد إجازة أأنت بخير؟
قالت تولاي: أصبت بالبرد لقد بقيت في المطر لفترة طويلة يوم أمس
قالت جينجر: ماذا؟ حالتك ليست سيئة جدا أليس كذلك؟
قالت تولاي: لا أنا بخير سأعود للعمل قريبا
قالت جينجر: لقد شعرت بالوحدة حقا بدونك هنا آه صحيح لدي خبر لك
قالت تولاي: أنهيت عملك مع الكاتبة الجديدة؟
ضحكت جينجر بمرح شديد لتقول: لا خبر من نوع آخر
مرت لحظة صمت لتتنهد جينجر و تقول: أنا حامل في شهري الثاني
قالت تولاي: مبارك لك جينجر
قالت جينجر بنبرة مستسلمة: ألا يمكنك أن تكوني سعيدة لأجلي و لو قليلا تولاي؟
ابتسمت تولاي بهدوء لتقول: أنا سعيدة لأجلك حقا جينجر
قهقهت جينجر بمرح على ردها لتعتذر إليها و تغلق الخط ألقت بهاتفها على السرير لتضع جسدها المرهق عليه مضى يوم واحد فقط قبل أن تبدأ الصحافة التحدث عن مجزرة قصر روك ماني في دار النشر حيث كان الجميع يتحدث عن ذلك الخبر قطع ثرثرتهم عنه دخول توم للقسم بابتسامة لطيفة و هو يحمل باقة ورد بيضاء متوسطة الحجم احتشدوا من حوله يحدثونه و يطلبون توقيعه بالرغم من الابتسامة الجميلة التي علت وجهه إلا أنه لم يحب كل هذا ليقول: أتيت لأجل العمل لذا أرجو المعذرة
أزاحهم عنه بتلك الكلمات لكن نظراتهم لا تزال تلاحقه منتظرين المكان الذي سيتوقف عنده وقف خلف تلك الفتاة المشغولة جدا بعملها لتتسع ابتسامته انحنى قليلا بالقرب منها ليمد الباقة أمامه ليجذب ناظريها التفتت إليه بعينيها الهادئتين كالعادة ليقول بمرح: مرحبا آنسة لوريجن سعيد لعودتك سالمة
لم تجبه بأي شيء ليعتدل في وقفته منتظرا إجابة و لو قصيرة منها لتنهض من كرسيها المتحرك و تنظر للباقة التي وضعها على مكتبه لتقول: أرجو المعذرة لكنني لست مهتمة بهذا و لديّ الكثير لإنجازه شكرا لقدومك لهنا على كل حال
انحنت له بطريقة مهذبة لينظر إليها بعينيه المتوسعتين كما بقية الموجودين الأجواء الهادئة في المكان وترت القلوب أكثر اعتدلت في وقفتها لتحمل الملف الموضوع على مكتبها لتنحني إليه من جديد و تغادر ذلك المكان أفاق من ذهوله على صوت جينجر التي قالت: أعتذر بالنيابة عنها سيد كوين أتمنى بأنها لم تقم بإزعاجك
رسم ابتسامة لطيفة و سعيدة على وجهه ليغادر هو الآخر وسط أنظار الناس المشفقة عليه صعد المصعد لتمحى تلك الابتسامة فور غلق الأبواب ليسند جسده على المصعد و يطلق تنهيدة عميقة ليقول: هكذا إذا آنسة لوريجن هذا كان مؤلما لكنني لن أتوقف هنا فقط
اتسعت ابتسامة أسعد من سابقتها على وجهه المستمتع بالأمر عند تولاي التي عادت بعد نصف ساعة لتجلس على الكرسي المتحرك الخاص بها لتقول لها جينجر: لقد كان هذا تصرفا غير لائق تولاي لقد قدم السيد كوين إلى هنا لقلقه عليك
قالت تولاي و أصابعها تتحرك على لوحة مفاتيح الحاسوب بسرعة: الأمر ليس كذلك و حسب هذا النوع من الأشخاص مزعج سترين قريبا
نظرت جينجر إليها باستغراب قدم إليهما جون بابتسامته المعتادة ليقف خلف تولاي و يقول: اعتقدت أن السيد كوين هنا
قالت جينجر: لقد غادر منذ نصف ساعة تقريبا
قال جون: ماذا؟ هناك الكثير من الأشياء لنتناقش فيها بشأن قصته الجديدة
نظر لتولاي التي أبدت عدم اهتمام كبير بالأمر ليبتسم و يقول: أعرف أنك مشغولة الآن لكن هلا أوصلت له الرسالة؟
توقفت أصابعها عن الحركة ليترقبا إجابتها في ذلك الصمت لتقول: سأفعل فقد أنهيت عملي هنا على أي حال
تنهد جون بارتياح شديد لتكتم جينجر ضحكتها على تصرفه أخبر تولاي بكل شيء و أعطاها بعض الكتب لتوصلها ارتدت معطفها الأسود و غادرت المكان لعنوان السيد كوين وصلت لهناك ليفتح الجرس على الفور تفاجئ في البداية لكنه سرعان ما ابتسم و قال: أهلا بقدومك آنسة لوريجن لم أكن أعرف بقدومك أحدث أمر طارئ؟
قالت تولاي: أجل لذا أرجو ألا أكون قد قاطعتك
ابتسم لها بمرح لتدخل المنزل عند كايت الواقف أسفل المطر الغزير يحدق بالسماء المظلمة أغمض عينيه بارتياح ليقول بصوت أقرب للهمس: اشتقت إليك كاثرين
أنزل رأسه بهدوء لتنزل قطرات المطر من خصلات شعره المبتلة تماما عادت نظراته الباردة فور سماعه صوت المخرج يقول: انتهى التصوير
هرع مدير أعماله إليه و هو يحمل مظلة بيضاء كبيرة و منشفة زرقاء داكنة ليقول له: أحسنت عملا كاي لقد كان هذا رائعا حقا
لم يجبه كايت بأي شيء ليسير معه أسفل تلك المظلة حتى صعد سيارته ليغادر للمنزل قاد سيارته وسط المطر في طريق عودته لمنزله رن هاتفه لينظر لاسم المتصل بشيء من البرود ليتنهد و يرفع الخط قال المتصل بمرح: مرحبا عزيزي كايت أأنهيت عملك؟
قال كايت: أجل منذ قليل عائد للمنزل
قال المتصل: هذا رائع للغاية فنحن في انتظارك سنقيم حفلا بمناسبة عودة لاري من عمله الطويل
قال كايت: ربما أتأخر قليلا
قال المتصل بصوته المرح: لا بأس المهم أن تأتي فنحن مشتاقون إليك
أغلق الخط ليتنهد من جديد أوقف السيارة أمام تلك الإشارة الحمراء الطويلة الشارع تقريبا خال من الأشخاص و السيارات بدت المنطقة مهجورة من أي حركة أو ازدحام وضع رأسه على المقود ليغمض عينيه قليلا ليسمع صوت السيارات من خلفه رفع رأسه ليقود سيارته بهدوء وسط ذلك المطر أوقف سيارته على رؤية ذلك الشخص الجريح الذي يسير على الرصيف القريب منه توسعت حدقتا عينيه لرؤية تلك الدماء تتدفق من جرح عميق في بطنه غادر السيارة بسرعة ليقترب من ذلك الشخص و يقول: أأنت بخير؟ ماذا حدث لك؟
توقف ذلك الشخص عن السير لينظر لكايت بنظرات خائفة مرتعبة اقترب منه ليمسك قميصه بكلتا يديه و يقول: لقد قتلهم جميعا لم يبقى أحد من عائلتي قتلوا جميعا
فقد الوعي ليسقط جسد ذلك الصبي بين أحضان كايت تلطخت ملابسه بدماء الصبي اتصل على الشرطة قبل أخذه للمشفى تفاجئ المتواجدون هناك من الشخص الذي يحمله كايت أخذه الأطباء المتواجدون لغرفة العمليات على الفور وصلت الشرطة لتقوم بتحقيق صغير مع كايت المذهول من الموقف لم ينقضي الكثير من الوقت حتى عرفت الصحافة بالأمر و أسرعوا في نشر الخبر جلس كايت بهدوء في غرفة انتظار بعيدا عن ضوضاء الصحافة رن هاتفه بضع مرات أثناء انشغاله بالتفكير نظر لهاتفه ليرى اسم والده رفع الخط ليقول: مرحبا أبي
قال الوالد: أهلا بني أكل شيء على ما يرام؟ لقد وصلتنا الأخبار توا
قال كايت: أنا بخير فقد عثرت على الصبي في منتصف الطريق و أحضرته للمشفى
قال الوالد بعدما أطلق تنهيدة عميقة: كنا قلقين عليك سأرسل لويس لاصطحابك لابد أن الصحافة قد ملئت المشفى في انتظار معرفة الحقيقة
قال كايت: لا عليك أريد الاطمئنان على الصبي
قال الوالد: حسنا أطلعنا على جديدك لاحقا
أغلق الخط ليغمض عينيه و يرجع رأسه للخلف تلك الدماء التي رآها من قبل سحبت ذكرياته القابعة في سرداب عقله للأعلى وضعت تعابير متألمة حزينة على وجهه الهادئ "وقف كايت الصغير أمام بركة الدماء النابعة من جسد والدته الملقاة على الأرض ثيابها البيضاء قد غمره اللون القرمزي للدماء بشرتها البيضاء الشاحبة ازدادت شحوبا جثى على ركبتيه ليزحف وسط تلك البركة ملوثا نفسه توقف أمام جسدها ليهزه و يقول بصوته الطفولي الباكي: أرجوك أمي ردي عليّ أرجوك
فتحت تلك السيدة عينيها ببطء شديد حركت رأسها بهدوء لجهة صوت طفلها الوحيد رسمت ابتسامة لطيفة على شفتيها لتضع يدها على وجنته الدافئة مقارنة بجسدها غادرت تلك الدموع عينيها لتقول بصوتها الهادئ: ماما لم تكن قوية كفاية لحماية نفسها لذا كن قويا حتى لا تصبح مثلي....أحبك كثيرا كايت
سقط ذراعها النحيل على الأرض كما اختفت تلك الابتسامة من وجهها لم يتمالك كايت نفسه صرخ مناديا باسمها طالبا إليها العودة بلا فائدة حضر والده و زوجته الثانية ليشاهدا المنظر البشع الموجود أمامهم أغمي على الزوجة الثانية من هول الموقف بينما أسرع الوالد في أخذ كايت بين أحضانه" فتح عينيه المقابلتين لسقف الغرفة الزرقاء الفاتحة تذكر الأحداث الذي جلبته لهذا المكان نظر للباب الذي صدر من خلفه ضجة الصحافة و الحراس المحاولين إيقافهم نهض من الأريكة البيضاء ليتجه نحو الباب فتحه بهدوء ليصمت الجميع متفاجئين من مظهره نظر لوجوههم مختلفة التعابير المعلقة به ليتنهد و يقول: أرجو المعذرة هذا المكان مشفى و يوجد مرضى نائمون سأجري أي مقابلة معكم بشأن الأمر غدا غادروا الآن
أنهى كلماته ليغادر المكان وقف أمام موظفة الاستقبال التي بدأت أحلام اليقظة الخاصة بها قال بهدوء: كيف هو حال الصبي؟
قالت الموظفة على عجل و هي تبحث بين الأوراق الموضوعة على الطاولة: آه الصبي أجل هو بخير الآن لكنه لم يستفق بعد
رفعت بصرها إليه بتلك العيون الخجولة لتصطدم بالأعين الغير مبالية بتصرفاتها اتجاهه أخرج من جيب سترته بطاقة أعماله ليضع على المنضدة الزرقاء ليقول: لو حدث أي شيء أرجو أن تتصلوا بي أولا بالنسبة لتكاليف علاجه سأتكفل بها
غادر المشفى وسط أضواء الكاميرات المراقبة له صعد سيارته ليقودها للمنزل ليوقفها في موقف السيارات دخل المنزل ليرى الجميع في انتظاره هناك بوجوههم القلقة اقتربت الوالدة منه لتعانقه و تقول: حمدا لله أنك بخير كايت كاد قلبي أن يتوقف
نظر إليها بنظراته الباردة المعتادة لتبتسم له بلطف قال الوالد: اعتقدت أنك ستأخذ الكثير من الوقت هناك
قال كايت: لم تسأل الشرطة الكثير لذلك عدت...سأذهب لغرفتي الآن
صعد الدرج بهدوء ليذهب لغرفته تنهد الوالد بارتياح لينظر إلى البقية و يقول بابتسامة مرحة: هيا جميعا لغرفكم فغدا يومكم الأول في المدرسة
قالت إحدى الفتاتان: لكن أبي لا نشعر بالنعاس
قال أحد الفتية: أجل لنلعب قليلا
قالت الوالدة: هيا استمعوا إلى والدكم يا أولاد
أرخوا أكتافهم باستسلام ليتجهوا لغرفهم كما فعل الوالدين أيضا نظرت الوالدة لزوجها الهادئ على غير العادة اقتربت منه لتأخذ يده بين أحضانها و تضع تلك الابتسامة الجميلة على شفتيها لتلفت انتباهه نظر إليها بهدوء ليمحو تلك التعابير الهادئة عن وجهه الغير معتاد عليها لتقول له مدعية الحزن: ألم أعد جميلة بنظرك عزيزي؟ أم أنك وجدت فتاة أجمل مني في إيطاليا؟
قهقه الوالد بمرح و قبل جبينها بلطف ليقول لها بابتسامة جميلة: بالتأكيد لا حبيبتي لا توجد فتاة أجمل منك و لو وجدت بالتأكيد لن تأسر قلبي كما فعلتي
ابتسمت له بمرح ليدخلا غرفتهما و يناما كما فعل باقي أفراد العائلة



Inas Fallata 03-24-2020 01:33 AM



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مسائكم خير و نور بإذن الله
كيف حال الجميع؟ و كيف هي اختباراتكم؟
أتمنى التوفيق و النجاح بأعلى النسب و الدرجات
للجميع بإذن الله أتمنى أن يعجبكم هذا الفصل أيضا
و أعتذر عن التأخير و للمتابعين بصمت أقدر ذلك لكم
كثيرا ستسعدونني أكثر لو وضعتم ردا يعبر عن أرائكم
و شكرا جزيلا مقدما و إلى اللقاء في أمان الله


Inas Fallata 03-24-2020 01:34 AM




في الصباح رن الهاتف كثيرا مصدرا صدى مزعجا في المكان تسللت تلك اليد النحيلة لتبحث عن الهاتف فوق المنضدة الزجاجية وصلت إليه لتضعه على الأذن المختبئة خلف الشعر الأسود الغزير ليقول المتصل: تولاي أين أنت؟ الرئيس يبحث عنك من أجل العمل الجديد
رفعت تولاي رأسها من المنضدة لتفرك عينيها بهدوء نظرت من حولها لتستغرب تواجدها في هذا المكان الجديد على عينيها حاولت تذكر أي شيء مما حدث معها بالأمس لتجيب بصوتها الناعس: آسفة سأكون عندكم في وقت قصير
قال المتصل: يا إلهي هل استيقظت لتوك؟ إنها التاسعة و النصف صباحا أثملت بالأمس أو شيء من هذا القبيل؟
قالت تولاي و هي ترتب أغراضها المبعثرة على الطاولة: لا أنا بخير سأخبرك لاحقا جون
قال جون: سأكون في انتظارك إلى اللقاء
أغلقت الخط لتنهض من على الأرض لترى توم نائم على الأريكة واضعا حاسوبه الشخصي فوقه حملته بهدوء لتضعه على المنضدة غطت جسده المرتعش من النسيم البارد نظرت لأكواب القهوة الفارغة الموضوعة على المنضدة من جهته لتحملها و تضعها في المطبخ حضرت له وجبة خفيفة مما وجدته في ثلاجته الشبه فارغة غادرت بعدها للعمل مباشرة التقت بجون أمام الباب انحنت له بهدوء لتقول بنبرتها الهادئة المعتادة: أنا حقا آسفة استيقظت لتوي فقط لم أنتهي من عملي البارحة و بقيت طوال الليل مستيقظة في منزل السيد كوين
قال جون بصدمة: ماذا؟ بقيت في منزل السيد كوين طوال الليل؟ لم؟
قالت تولاي: لقد طلب مني التحقق من تقدمه و تحدثنا عن بعض التفاصيل ثم بدأنا بمناقشة ما طلبته مني
قال جون: بإمكانك العودة للمنزل إن شئت سأخبرهم بذلك
ابتسمت تولاي له بهدوء لتبدأ السير ذاهبة لمكتبها التقت بجينجر التي قالت بمرح: صباح الخير تولاي
قالت تولاي: صباح الخير جينجر
قالت جينجر: يبدو أنك لم تأخذي كفايتك من النوم انظري لكل هذه الجيوب أسفل عينيك
قالت تولاي: أجل أدرك ذلك لديّ اجتماع الآن لذا أرجو المعذرة
قالت جينجر: من المستحيل أن أدعك تذهبين هكذا
أخرجت من حقيبتها علبة مساحيق التجميل الخاص بها لتضع بعضها أسفل عينيها في محاولة لإخفائها ابتسمت برضا عن النتيجة لتقول لها: ابذلي جهدك تولاي
ابتسمت لها تولاي لتغادر لغرفة الاجتماعات عند كايت الواقف في غرفة الصبي مع رجال الشرطة الذي فشلت محاولاتهم في إنطاقه دموعه لم تتوقف عن السقوط من وجنتيه المحمرتين تنهد المحقق و مساعده ليقول: حسنا سنترك هذا الصبي في رعايتك سيد لوسيل
هز كايت رأسه بالموافقة ليغادرا المكان جال الصمت في المكان قبل تحريك كايت للكرسي وضعه بالقرب من سرير الصبي الباكي ليجلس عليه نظر إليه بهدوء ليقول له: لا تخف لن أقوم بإيذائك
نظر الصبي إليه لتظهر معالم وجهه الحزينة عيناه البنيتين الواسعتين و شعره البني الفاتح ابتسم له بهدوء ليقول له: ما اسمك؟
قال الصبي و هو يمسح دموعه: أنا تيم واتسون عمري 12 سنة
قال كايت: مرحبا تيم أنا كايت أتعرفني؟
قال تيم: أجل ذهبت مع أختي لحفلاتك
ابتسم كايت له بلطف ليقول: جيد أخبرني أرأيت الأشخاص الذين هجموا عليكم؟
أنزل تيم رأسه بحزن شديد ليقول: لم يكن هناك سوى شخص واحد فتاة مخيفة للغاية لم أرها من قبل
صدم كايت من الاعتراف الذي صرح به تيم ليقول: أواثق بأنها فتاة وحدها من فعلت كل هذا؟
قال تيم: لست واثق بأنها فتاة لكنه شخص واحد بالتأكيد
قال كايت: لم قلت بأنها فتاة إذا؟
قال تيم: لقد كان ذلك الشخص مغطي جسده كله بثياب سوداء شعره الطويل فقط كان ظاهرا و عيناه الواسعتين
وضع كايت يده على رأسه ليربت بهدوء عليه نظر تيم إليه ليبتسم بمرح حاول كايت التخفيف عنه ليطرق باب الغرفة و يظهر والد كايت ليقول بصوته المرح: مرحبا كايت و صديقه الصغير
نظر كايت لوالده باستفسار ليقترب منه و يقول: ما هو اسم صديقك كايت؟
قال كايت: تيم واتسون أثق بأنك تعرفه لسبب ما
جلس الوالد على طرف سرير تيم ليربت على رأسه بحنان و يقول: آسف لما جرى لعائلتك تيم سأبحث عن الفاعل و أعاقبه بالتأكيد
وضع تيم رأسه بين أحضان لاري المبتسم له بلطف بالغ مسح لاري دموع تيم الجارية على وجنتيه ليبتسم له بلطف و يقول: بعد خروجك من المشفى سنرحب بك في منزلنا
نظر لاري لابنه الجالس بهدوء يراقبهما ليبتسم له بمرح و يقول: ماذا؟ أتغار منا كايت؟
نظر تيم إليه بفضول عن تعابير وجهه الهادئة ليبتسم له بهدوء و ينهض ليقول: سأذهب الآن إلى اللقاء
غادر الغرفة بلا كلمات أخرى نظر تيم للوالد ليقول: أنتما حقا لا تشبهان بعضكما عمي
ابتسم لاري له بمرح و قال: هو هكذا لأنه رأى والدته تموت أمامه مثلك تماما لكن لا تصبح مثله فهو يخفيني حقا
ضحكا بمرح شديد في ظل تلك الظروف المؤلمة وصل كايت للشركة التي يعمل بها ليرى تجمهر مزعج للصحافة أمام الباب الرئيسي ليتنهد بانزعاج شديد رن هاتفه باسم مدير أعماله ليرفع الخط و يقول: هل وصلت أمام الباب؟
قال كايت: أجل
قال مدير أعماله: حسنا أنا في طريقي إليك
أغلق الخط ليرى مدير أعماله الثلاثيني ذو الجسد النحيل يخترق ذلك الفوج من أصحاب الكاميرات المنتظرين قدومه برفقة حارسي أمن ارتدى نظارته الشمسية ليغادر سيارته فور وصول مدير أعماله سار بين ذلك الجمع المتسائل عن حادثة الأمس خالط أصواتهم العالية أصوات الكاميرات المختلفة الأنواع دخل المبنى بهدوء ليقول مدير أعماله: مر هذا بسلام بالنسبة لجدول أعمالك لا يوجد الكثير لذا سننتهي مبكرا
لم يسمع إجابة من كايت كالعادة ليختلس النظر إلى وجهه الخالي من التعابير كالعادة عند تولاي التي أنهت اجتماعها و أعمالها المكتبية الأخرى جلست على الكرسي الخاص بها بإرهاق شديد لتقول جينجر بمرح و هي تسند رأسها على كفيها: إذا أكنت برفقة رجلك المحظوظ بالأمس؟
فتحت تولاي عينيها لتنظر إليها بهدوء و تقول: متى أخبرتك بأنني أواعد أحدهم؟
قالت جينجر بمرح: لم تفعلي لكن هذه الجيوب لم تأتي بسبب العمل و حسب أليس كذلك؟
قالت تولاي: بلى كذلك فقد كنت أعمل طوال الليل برفقة السيد كوين
قالت جينجر باندهاش شديد: ماذا؟ تمزحين بالتأكيد
هزت تولاي رأسها نافية لينال الذهول منها أخذت نفسا عميقا لتنظر لتولاي من جديد و تقول لها: ألم يخبرك بأي شيء عما فعلته له هنا؟
قالت تولاي: لا
نظرات الاستغراب لم تفارق عينيها حتى رن هاتف تولاي لتحمله حدقت في الاسم لبعض الوقت لترفع الخط و تقول: مساء الخير سيد كوين
قال توم بتثاؤب: مرحبا آنسة لوريجن أتمنى بأنني لم أزعجك
قالت تولاي: لا سيدي فيم أساعدك؟
قال توم: وددت شكرك على وقتك بالأمس آسف لقد أخذت الكثير في النهاية و أيضا شكرا لوجبة الإفطار الرائعة
قالت تولاي: هذا واجبي سيدي
قال توم: إذا هل لديك القليل من الوقت اليوم أيضا؟ لا أعرف لما هذا الجزء يصعب عليّ كتابته وحدي
قلبت تولاي أوراق جدولها لهذا اليوم لتراها فارغة من الأعمال لتضع تعابير منزعجة على وجهها و تقول: أجل سأتي بعد العمل بساعتين
قال توم بمرح و سعادة: حسنا سأكون في انتظارك إلى اللقاء
أغلق الخط لتطلق تولاي تنهيدة منزعجة و تضع رأسها على الطاولة لتقول جينجر: عمل آخر؟
قالت تولاي: أجل نوعا ما
قالت جينجر: ابذلي جهدك إذا
وضعت يدها على رأسها بمرح و هي تبتسم بلطف لها نهضت تولاي لتحمل حقيبتها البنية الفاتحة الممتلئة بالأشياء لتغادر للمنزل أثناء سيرها الهادئ و الغير مبالي اصطدم بكتفها شخص ما ليهمس إليها قائلا: ستندمين على تجاهلك للسيد زورف
نظرت إليه لترى تلك الابتسامة الخبيثة المنزعجة تعلو شفتي ذلك الرجل لتمسك بطرف جاكيته البني الداكن توقف عن المسير ليحدق بها بانزعاج شديد و يقول: ماذا تريدين أيتها المزعجة؟
اقتربت منه لتمسك بيده و تسقطه أرضا وسط المارة حدق الجميع بهما لتقول: توقف عن التحرش بالآخرين و إلا سأدع الشرطة تتولى أمرك
بدأت الأفواه بالتحرك متحدثين عن هذا الشخص الذي بدأ العرق يتصبب من جبينه نهض من هناك ليغادر المكان على الفور أكملت طريقها لتصعد الدرجات سريعا دخلت شقتها الهادئة لتغلق الباب خلفها خلعت حذائها لتضعه في الخزانة اتجهت لغرفة نومها لتضع جسدها على السرير بهدوء لم يمضي الكثير من الوقت حتى سرق النوم جسدها بالكامل بعد مضي أسابيع مرهقة من العمل استيقظت تولاي على رنين منبه هاتفها في السادسة و النصف مساء لتغلقه نهضت من السرير لتستحم و تبدل ثيابها بأخرى غير رسمية رفعت شعرها الغير مجفف على شكل دائرة زينته بدبوس أسود حملت حقيبة العمل الخاصة بها و هاتفها بعد تناول وجبة خفيفة أسرعت الخطى لمحطة قطار الأنفاق نظرت لهاتفها المهتز داخل الحقيبة لتتجاهل المتصل وصل القطار لوجهته نزلت من القطار لتصعد الحافلة اتصل ذلك الشخص من جديد لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر بمرح: مرحبا تولاي يبدو أنك استيقظت في موعدك تماما
قالت تولاي: أجل آسفة لإزعاجك بأمري
قالت جينجر: لا أبدا أردت فقط التأكد من استيقاظك فقد بدوت مرهقة كثيرا هذه الأيام
قالت تولاي: شكرا لك
قالت جينجر: لا عليك حسنا سأتصل بك لاحقا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتعيد الهاتف لداخل الحقيبة وصلت لوجهتها لتتجه مباشرة لمنزل توم الذي سعد كثيرا برؤيتها سمح لها بالدخول ليقول لها: آسف لقد أتعبتك كثيرا معي
قالت تولاي و هي تضع حقيبتها على المنضدة: لا عليك سيدي فهذا هو عملي
ابتسم لها بمرح شديد ليجلس على الأريكة المقابلة للمنضدة حيث وضع حاسوبه الشخصي بدأت بإخراج ملفات المعلومات التي بحثت عنها لأجل قصته الجديدة و تضع على المنضدة لتقول: أتناولت طعام العشاء سيد كوين؟
قال توم و هو يضع يده على جبينه: لقد نسيت ذلك تماما ربما يجب عليّ طلب شيء من الخارج
نهضت تولاي بهدوء لتحمل معطفها الأسود و ترتديه قائلة: لا يجدر بك تناول الوجبات السريعة دائما سأذهب لشراء بعض الأشياء لإعداد العشاء
نهض توم ليقول على عجل: سأذهب معك سيكون من السيء تركك تذهبين وحدك
صعد الدرجات سريعا ليبدل ثيابه و يغادر برفقتها دخلا متجر قريب من المنزل يشتريان الكثير من الأشياء انتظرا في صف طويل من المتسوقين لفت توم أنظار المتسوقين في المكان ليرفع قبعة جاكيته الأبيض ليغطي رأسه به و يقول بصوت منخفض: ربما لم تكن فكرة جيدة الخروج من المنزل
نظر لتولاي الهادئة بقربه كما لو أن الأمر عادي للغاية أخذ نفسا عميقا ثم زفره ليحين دورهما قامت تولاي بتسديد ثمن المشتريات لترى نظرات الإعجاب التي أحاطت بتوم لتتنهد و تقول: رجاء هلا أسرعتي؟ ليس لدينا اليوم بطوله؟
نظرت إليه الموظفة بشيء من الانزعاج لتفعل ما طلبته غادرا المكان وسط همسات الجميع و إثارة شائعات لا طائل لها عادا للمنزل ليتنشق توم الهواء بارتياح شديد ليقول: أنا آسف عرضتك لموقف كهذا
قالت تولاي: ليست بالمشكلة الكبيرة
توجهت للمطبخ لتعد وجبة عشاء صحية له بينما هو كان يراقب كل تحركاتها من الأريكة رن هاتفه ليرفع الخط و يقول: مرحبا أمي
قالت الوالدة: مرحبا عزيزي مضى وقت طويل منذ آخر مرة تحدثنا ألم تشتق إليّ؟
ضحك بمرح شديد ليقول: بلى يا أمي اشتقت إليك بالتأكيد كيف تبلين هناك؟
قالت الوالدة: لست بحالة جيدة وحدي هنا ألن تقوم بزيارتي؟
قال توم: بلى سأتي لزيارتك غدا و ستبقين معي في المنزل لأسبوع أيناسبك هذا؟
قالت الوالدة بعد صمت و تفكير: أجل لكن لم غدا؟ أأنت مشغول الآن؟
قال توم: أيوجد ما يشغلني عن سر وجودي؟
ضحكت الوالدة بمرح شديد على كلماته النرجسية ليقول لها: حسنا سأتي لأخذك في الثامنة و النصف مساء لذا كوني جاهزة في ذلك الوقت
قالت الوالدة بمرح: حسنا سأكون في انتظارك توم
أغلقت الخط ليرسم ابتسامة حزينة على شفتيه و هو يحدق بالفراغ عاد لأرض الواقع على صوت الأطباق المصطفة على الطاولة البلاستيكية البيضاء الموجودة في طرف الصالون رفع رأسه لينظر لتولاي المنتظرة قدومه ليبتسم لها بمرح و يقول: شكرا لك أنا حقا أتعبك معي
لم تجبه تولاي بأي شيء اكتفت بحمل كوب الشاي للمنضدة الزجاجية و بدأت بعملها جلس على الكرسي الموضوع القريب من الطاولة ليقول: من غير الممتع تناول الطعام بمفردي آنسة لوريجن كما أنك قد قمت بعمل رائع حقا هنا
قالت تولاي: أنا بخير هكذا
قال توم: هل تقومين بحمية ما؟ الفتيات في عمرك يحببن هذا آه صحيح كم هو عمرك آنسة لوريجن؟
قالت تولاي: عشرون عاما
نظر توم إليها بتلك العيون المصدومة ليضع كوب الماء الذي رشف منه رشفة واحدة على الطاولة ليقول لها: حقا؟ تبدين أصغر بكثير من ذلك لم أتوقع هذا حقا
قالت تولاي: عليك إنهاء طعامك سريعا فلديك موعد في الثامنة و النصف
التفت للساعة الجدارية المستطيلة المشيرة للثامنة و خمس دقائق أسرع في تناول طعامه ليصعد لغرفته و يبدل ثيابه وقف أمام تولاي ليقول لها: أنا حقا آسف يجب أن أحضر والدتي لهنا سنبدأ العمل بعد ذلك
قالت تولاي: أدرك ذلك أرجو ألا تتأخر عن موعدك مع والدتك
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر المنزل و يصعد سيارته قادها بهدوء حتى وصل للمشفى الموجود في طرف المدينة نظر للمبنى الذي لم يزره منذ أشهر غادر من السيارة و هو يحمل باقة أزهار بيضاء جميلة ليدخل المبنى رأته موظفة الاستقبال لتقول بمرح: أهلا سيد كوين لم نرك منذ فترة لابد أنك مشغول للغاية
ابتسم لها دون الإجابة عليها اتجه للمصعد المتوسط الحجم ذو النقوش البرتقالية على أرضيته ليضغط على الزر الفضي لتقفل الأبواب المعدنية الرمادية و تتغير الأرقام حسب عدد الطوابق التي تم اجتيازه حتى توقفت الشاشة على الرقم أربعة فتحت الأبواب ليخرج من المصعد ليسير في ذلك الممر الهادئ القصير توقف أمام باب غرفة زرقاء فاتحة طرقه بهدوء ليفتحه بعد ذلك ليقول بمرح شديد: مساء الخير أمي الجميلة
التفتت تلك السيدة صاحبة الشعر الأشقر الداكن الذي يصل لأسفل لكتفها و العينين الزرقاوين بدت في أواخر عقدها الرابع اتسعت ابتسامة سعيدة على وجهها اقترب منها ليضع بين يديها تلك الباقة و يطبع قبلة لطيفة على جبينها ليقول: تبدين تحسنا واضحا حقا يا أمي كما أنك أصبحت أجمل من ذي قبل
قهقهت بمرح و قالت: بالتأكيد لا فأنا عجوز
حمل تلك الحقيبة السوداء المتوسطة الحجم ليغادرا الغرفة و يصعدا السيارة ليعودا لمنزل توم حال وصولهما نزلت الوالدة من السيارة لتنظر للمبنى بشيء من التفحص لتقول: أحقا تسكن هنا توم؟
قال توم بمرح: بالتأكيد يا أمي هيا علينا الدخول فالجو بارد هنا
حمل الحقيبة ليصعدا المصعد وقفا أمام الباب ليقرع الجرس بهدوء تعجبت الوالدة ذلك و زاد تعجبها حالما فتحت تولاي الباب دخلا المنزل و نظرات الوالدة لا تزال معلقة بتولاي التي لم تتحدث بأي شيء جلست على الأريكة لتتفقد المكان من حولها لتقول: منزلك نظيف خلاف المتوقع أتقوم بتنظيفه باستمرار؟
قال توم: أجل هناك مدبرة المنزل الخاصة تقوم بذلك كل يوم
نظرت لتولاي التي كانت تقف بعيدا عنهما ليبتسم لها و يقول: هذه محررتي تولاي لوريجن هي هنا من أجل العمل
انحنت لها تولاي برسمية لترفع رأسها و تقول لها: سعدت بلقائك سيدتي
قالت الوالدة: آه آسفة لظنك شخص آخر أتمنى بألا يزعجك وجودي هنا
قالت تولاي بابتسامة لطيفة: المنزل منزلك سيدتي أنا هنا فقط لأجل العمل
ابتسمت الوالدة لها بلطف شديد ليسعد توم برؤية تلك الابتسامة تعلو شفتيها من جديد حضرت لها تولاي كوب شاي مع النعناع لتشربه و تريح أعصابها قليلا لتقول: لقد مضى وقت طويل منذ آخر مرة خرجت من المشفى أنا سعيدة حقا لرؤيتك بخير توم
ابتسم لها توم بلطف شديد ليقول لها: أود الجلوس و التحدث إليك لكنني حقا مشغول بالكتابة لذا أرجو أن تعذرينا قليلا
قالت الوالدة: لا عليكما أبدا لا تهتما لي
قالت تولاي: سأبقى أنا برفقتها حتى تنتهي لقد وضعت لك كل الأوراق و التوضيحات بجانب حاسوبك آسفة للتجول في منزلك دون إذن مسبق
قال توم: لا أبدا شكرا لك أنا حقا أتعبك معي كثيرا
ابتسم لها بمرح شديد ثم صعد الدرجات بهدوء ينظر إليهما تتحدثان بهدوء ليدخل الغرفة و يغلق الباب خلفه عند كايت الذي أنهى جلسة التصوير الخاصة بالألبوم الجديد جلس في غرفة الاستراحة الخاصة به وضع مدير أعماله علب غداء بلاستيكية و عصير برتقال ليقول له: لقد عملت بجهد هذا اليوم و لم تتناول أي شيء
نظر كايت لتلك العلب لبعض الوقت ليرفع عينيه عنها لمدير أعماله الذي بدأ يشعر بالارتباك من تلك النظرات الباردة المستفسرة ليبتسم و يقول بارتباك ظهر على بدنه: آه هذه طلب إليّ ذلك من الآنسة لوسي بيرون
قال كايت: مجددا
تنهد بانزعاج ليسند رأسه على طرف الأريكة و يغمض عينيه ليبدي مدير أعماله علامات الاستسلام غادر الغرفة بهدوء ليفتح كايت عينيه و يحدق بالسقف يحاول التفكير في معاني كلمات الأغنية الجديدة في الألبوم ليتنهد و يقول في نفسه بشيء من الانزعاج: ماذا يعتقدني هؤلاء الأشخاص؟ هذه الأغنية ليست جميلة بقدر كلماتها
تنهد من جديد حلق الصمت في الغرفة بملل شديد في انتظار ما يبعده طرق الباب ليرحل بسعادة نظر كايت في اتجاه الباب ليسمع صوت أنثوي يقول: هل بإمكاني الدخول كاي
لم يجبها بأي شيء في انتظار رحيلها أنزل مقبض الباب المعدني الفضي لتظهر تلك الفتاة الجميلة صاحبة الشعر الأرجواني الداكن الطويل لمنتصف ظهرها و العينين السوداوين انتبهت لوجود كايت في الغرفة لتشعر بالارتباك ابتسمت ثم قالت: آسفة لدخولي هكذا اعتقدت بأنك لست موجودا بما أنك لم ترد عليّ
حاولت البحث عن مكان لتضع عينيها عليه لتجد علب غدائها لم تمس نظرت إليه باستفسار قائلة: لم تتناول أي شيء مما أعدته لك هل أنا طاهية سيئة؟
نهض ليقترب منها بخطوات هادئة ليقف أمامها أسرها بعينيه ليبتسم لاحقا و يقول: آسف لست جائعا اعذريني الآن
غادر الغرفة ليتركها هناك تصارع أمواج مشاعرها و الاحراج الذي شعرت به لاقترابه الشديد منها اتصل بمدير أعماله ليخبره بعودته للمنزل وصل للمنزل ليرى إخوته يلعبون في الردهة الكبيرة تحلقوا حوله فور رؤيته ارتسمت ابتسامات سعيدة على وجوهم شعر كايت بعدم ارتياح قامت إحدى الفتاتين باحتضانه من الخلف بمرح شديد و هي تقول: أهلا بعودتك للمنزل أخي كايت
قال كايت بارتياب: ما الذي تريدونه؟
قالت الفتاة الآخرى و هي تنفج وجنتيها بانزعاج: ماذا تقصد بهذا؟ ألا تحبنا؟
قال كايت: أخبروني و حسب
قال أحد الصبين: نريدك أن تأخذنا لمدينة الألعاب أرجوك
نظر كايت إليهم بهدوء ليسير متجاهل نظراتهم الطالبة عفوه توقف عن المسير ليطلق تنهيدة صغيرة و يقول: كونوا جاهزين بعد نصف ساعة
صعد الدرج ليسمع أصواتهم المرحة و المتحمسة ليرسم ابتسامة لطيفة على وجهه استحمل و بدل ثيابه ليغادر الغرفة التقى بوالدته المبتسمة بسعادة لتقول له: شكرا لك كايت لقد كانوا يزعجون والدك طوال الوقت لكنه مشغول كثيرا منذ عودته أتمنى لو بإمكاني مرافقتكم أيضا
لم يجبها بأي شيء لتتسع ابتسامتها أكثر قبلت جبينه بمرح ثم غادرت نزل الدرجات بهدوء ليسمع همس إخوته المتحمسين للذهاب غادروا الردهة ليصعدوا سيارته البيضاء الكبيرة ليأخذهم لمدينة الألعاب استمتعوا بوقتهم هناك كثيرا ليعودوا للمنزل و نشاطهم قد سلبه التعب منهم توجهوا لغرفهم ليريح النوم أجسادهم من كل المرح الذي نالوه هذا اليوم كذلك فعل كايت المتعب من مرافقته لهم في الصباح استيقظ توم على صوت الخلاط الآلي في مطبخه نزل الدرجات بهدوء ليرى تولاي تحضر عصيرا ما ليقول لها: صباح الخير آنسة لوريجن
قالت تولاي: صباح الخير سيدي أتمنى أنني لم أزعجك
قال توم: لا أبدا ماذا تفعلين عندك؟
قالت تولاي: أحضر عصير البرتقال و الجزر لوالدتك و لك أيضا
نظر توم إليها باستغراب شديد ليذهب و يستلقي على الأريكة بهدوء فهو لا يزال يشعر بالنعاس أنهت تولاي إعداد وجبة الإفطار و كذلك العصير لتضعه على الطاولة بشكل مرتب حملت حقيبتها لتقول: يجب أن أغادر الآن سأعود في الثالثة مساء لذا أرجو أن تتناول طعامك و ترتاح حتى ذلك الوقت
انحنت له بهدوء ثم غادرت أغمض توم عينيه ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول في نفسه: إنها حقا تهتم بي كثيرا
نهض من الأريكة ليذهب لغرفة والدته و يطرق الباب عند تولاي التي كانت تسير في طريقها للمنزل و التعب قد نال منها أوقف رجل ما مسيرتها لتنظر إليه باستغراب شديد رغم برودة وجهها ابتسم الرجل لها فور انتهاء تفحص معالم وجهها ليقول لها: يا آنسة أنت جميلة هل أتبحثين عن عمل؟
قالت تولاي: لا
قال الرجل: راتبنا مغري حقا
تجاهلته تولاي و أكملت سيرها ليحاول إيقافها من جديد ليقول لها: حسنا أنا آسف فهمت أنك لا تريدين العمل لكن أرجوك نحن بحاجة شخص مثلك أرجوك يا آنسة و لو لمرة واحدة فقط
التفتت تولاي إليه بنظراتها المنزعجة لتصمت كيانه كله تنهدت بهدوء لتوافق على الذهاب برفقته أوقف سيارة أجرة ليذهبا لاستديو ما وسط المدينة فور دخوله تحدث مع مجموعة من الأشخاص عنها لينظروا إليها متفحصين اقترب رجل آخر منها ليقول لها بنبرة مرحة و سعيدة: أنت حقا تناسبين الصورة التي تخيلتها أقدر لك مساعدتك لنا يا آنسة أنا حقا ممتن و آسفين لأخذ وقتك هكذا
قالت تولاي بنبرتها الباردة و الهادئة: لا بأس سيدي لديّ وقت لأضيعه هنا
قال الرجل: رجاء تفضلي لتلك الغرفة سيجهزونك للتصوير
توجهت للغرفة الموجودة في إحدى زوايا الاستديو طرقت الباب ثم دخلت نظرت إليها سيدتان إحداهما تقف أمام المرآة الكبيرة و آخرى بجانب الملابس انحنت لهما لتقول: أتيت هنا لأجل المساعدة في التصوير
اقتربت منها السيدة الأولى لتبتسم لها بمرح و تقول: حسنا تفضلي سنباشر العمل فورا
طلبت منها الجلوس على الكرسي المتحرك لتفعل بدأت العمل على وجهها و شعرها بينما ساعدتها الآخرى على ارتداء الثوب المختار للتصوير غادرت الغرفة برفقتهما لينظر الجميع إليها بانبهار شديد كانت ترتدي ثوب زفاف أبيض اللون منفوش للغاية بأكمام طويلة منقوشة عاري الكتفين و حذاء أبيض بكعب عالي شفاف موج شعرها عرضيا و أسدل على ظهرها توقفت أمام المصور الذي لم يعلق بأي شيء فقد جذبه جمالها تماما أخرجته إحدى السيدتين من دوامة أفكارها بقولها: نعرف جميعا كم تبدو الآنسة جميلة للغاية لكن متى سيبدأ التصوير؟
قال المصور: حالما يجهز كاي فقد حضر منذ وقت قصير لذا رجاء تفضلي بالجلوس هنا
ساعدت السيدتين تولاي في الجلوس على ذلك الكرسي بهدوء في انتظار انتهاء كاي من تلك الإعدادات بدأ النعاس يتغلل جسد تولاي المرهق لتنظر لحيث اجتمع حشد من العاملين حول ذلك المدعو كاي ليظهر من بينهم يرتدي بدلة رسمية سوداء اقترب من تولاي لينظر إليها بهدوء و يرسم ابتسامة جميلة على شفتيه و يقول هامسا بنبرة صوته الهادئة: التقينا مجددا أيتها الفراشة
توسعت حدقتا عينيها لتنظر لعينيه اللتين أغرقتاها في بحر من الخوف و الاضطراب حاولت التماسك أمامه لكن لا فائدة اتسعت ابتسامته المستمتعة أكثر ليقول: ماذا تفعلين هنا؟ أأنت عارضة؟
قالت تولاي ببرود: لا ماذا تريد أنت مني؟ لا أعتقد بأنها مصادفة هذه المرة أيضا
قال كاي: بالتأكيد لا إنه القدر
اقترب منهما المصور ليقطع تلك النظرات الغريبة من كليهما بقوله: أتعرفان بعضكما من قبل؟
هزت تولاي رأسها نافية لينظر لكاي المبتسم بشكل غريب هذا اليوم ليقول: حسنا لنبدأ التصوير كل ما عليكما فعله هو ما أطلبه منكما
تقدما لأمام الكاميرات ليتخذا الوضعيات المطلوبة منهما كانت تولاي تشعر بالإرهاق من كل هذا خاصة و الثوب ثقيل أخذوا استراحة قصيرة قبل استكمال التصوير جلست على الكرسي الخاص بها بتلك التنهيدة الطويلة شعرت بشخص ما يراقبها من الخلف لتلتفت إليه بنظرات منزعجة باردة ابتسم لها ذلك الشخص حالما التقت أعينهما اقترب منها ليجلس على الكرسي المجاور لها و يقول: إذا كيف انتهى بك الأمر هنا؟
لم تجبه تولاي بأي شيء و أشاحت بوجهها بعيدا عنه لا ترغب بالتحدث مع هذا الشخص المخيف بالنسبة إليها رن هاتفها لترفع الخط و تقول: مرحبا سيد كوين
قال توم: مرحبا تولاي أتمنى بأنني لم أيقظك من النوم
قالت تولاي: لا أبدا سيدي أهناك شيء ما؟
قال توم بمرح: متسرعة كعادتك....موعدنا في الثالثة أيمكننا تغيره للتاسعة مساء؟ سأمضي بعض الوقت مع أمي
قالت تولاي: حسنا لا بأس بذلك إلى اللقاء
أغلقت الخط قبل أن تسمع أي شيء آخر منه نظرت للساعة لتراها الحادية عشرة و النصف لتتنهد بتعب أغلقت عينيها لبعض الوقت لتسمع صوت إحدى السيدتين قريبا منها فتحت عينيها لتنظر إليها ابتسمت لها السيدة و قالت: تفضلي هذه لابد أنك متعبة من كل هذا
قالت تولاي: أنا بخير و شكرا لك سيدتي
ابتسمت لها السيدة بمرح شديد لتقدم لها كوب القهوة التي حضرته لها رشفت منه بهدوء لتشعر بالدفء يتغلل في جسدها و يعيد النشاط إليها كان كايت يحدق بها يبحث عن سر وجودها في هذا المكان ليقول: حقا ما الذي أتى بك لهنا؟
عض شفتيه بانزعاج لتحرك لسانه دون إرادته اختلس النظر إليها ليجدها تتجاهله مجددا ارتاح لذلك كثيرا ليقول في نفسه: يبدو أنني فضولي جدا
نظر إليها من جديد ليرى تعابير وجهها لم تتغير منذ لحظة دخوله للمكان اقترب منهما المصور ليقول: هيا لنعد للعمل
نهضت تولاي بكل هدوء لتتقدم لتلك الأريكة الحمراء ذات الطراز اليوناني القديم في انتظار أوامر المصور اقترب كايت من المكان بهدوء ليعطي المصور أوامره انتهت جلسة التصوير ليقدم المصور شكره لتولاي التي بالكاد ترى الطريق أمامها غادرت المكان بأسرع ما يمكنها لتعود لمنزلها في الاستديو حيث بدأ الجميع بالاستعداد للرحيل بحث مدير أعمال كايت عنه في المكان ليراه يقف قريبا من المصور اقترب منهما ليقول: علينا الإسراع للمكان التالي
قال كايت: حسنا فقط أود أن أسال أتعرف تلك العارضة؟
قال المصور و هو ينظر لمساعده: صحيح من أين أتيت بها؟
قال المساعد: لقد نسيت سؤالها عن اسمها التقيت بها على الطريق
قال المصور: هذا مؤسف حقا وددتها أن تعمل معي
انزعج كايت من جوابه ليغادر برفقة مدير أعماله لموعده التالي



Inas Fallata 03-24-2020 01:35 AM




حل المساء لتستيقظ تولاي المتعبة من جدول أعمالها على رنين هاتفها بشكل مستمر رفعت الخط لتسمع صوت جون القلق عليها القائل: مرحبا تولاي
لم تجب تولاي عليه فهي لا تعي بعد المحيط من حولها ليقول: تولاي أأنت بخير؟
قالت تولاي: أجل بخير هل لي بسؤال؟
قال جون: تفضلي
قالت تولاي و هي تتثاءب: كم هي الساعة الآن؟
تنهد جون ليقول: إنها التاسعة و النصف مساء
نهضت تولاي من السرير بإرهاق لتقول: آه آسفة هل بإمكانك الاتصال لاحقا؟
قال جون: حسنا سأتصل بك لاحقا
أغلقت الخط لتضع الهاتف على الطاولة القريبة من السرير لتغادر الغرفة اتجهت للحمام لتستحم بهدوء غادرت الحمام بمنشفة زرقاء داكنة تلف جسدها ارتدت بنطال أزرق يصل لمنتصف الساق و بلوزة سوداء بأكمام طويلة واسعة حتى المعصم طبع عليها كلمات متفرقة سرحت شعرها لتضع المشط على الطاولة نظرت لعينيها بهدوء في المرآة وضعت يدها على عينها اليمنى لتغمض عينيها بهدوء تتذكر أصوات محببة لقلبها و ضحكات محاها الزمن لحظة فراقهم كانت مؤلمة بالنسبة إليها أفاقت من ذكرياتها على صوت رنين هاتفها رفعت الخط لتقول: مرحبا جون
قال المتصل بمرح: أنا لست جون آسف إن اتصلت في وقت غير مناسب
قالت تولاي: لا أبدا سيد كوين ما الأمر؟
قال توم: أردت الاطمئنان عليك فقد تأخرت عن موعدك
قالت تولاي: أنا حقا آسفة لذلك سأتي بعد نصف ساعة
قال توم: حسنا سأكون في انتظارك إلى اللقاء
أغلق الخط لتتصل بجون أخبرته بما جرى معها و منعها عن القدوم لمقر عملها ارتاح كثيرا بعد سماع السبب حملت حقيبتها و استعدت للخروج رن جرس منزلها لتستغرب ذلك اقتربت من الباب بهدوء لتسمع صوت رجل مألوف لديها يقول: السيد زورف يرسل تحياته لك و يطلب منك العودة إليه فورا فلا فائدة من الهرب
سار مبتعدا عن الباب لتفتحه بشيء من الشك لم يكن أي شخص يسير هناك تنفست الصعداء لتنزل الدرج و تسير في الشارع و الارتياب يملأ الأجواء المحيطة بها توقفت أمام مخبز قريب من محطة القطار دخلت المخبز لتستقبلها إحدى العاملات هناك بابتسامة بشوشة تجولت في المكان لبضع دقائق لتقول: رجاء أريد تشكيلة من قطع كعك الشوكولاتة و دونات محشوة
قالت العاملة: على الفور آنستي
لم تأخذ الكثير من الوقت حتى أحضرت الصندوقين الورقين لتغادر المتجر وصلت أمام باب منزل توم لتقرع الجرس في انتظار قدومه فتح الباب لترى والدته تقف هناك بتلك الابتسامة اللطيفة لتقول لها: تفضلي بالدخول
انحنت لها تولاي ثم دخلت المنزل لتضع الصندوقين على الطاولة نزل توم من الدرج ليقول: أهلا بقدومك آنسة لوريجن
انحنت له بهدوء لتقول: أحضرت هذه اعتذارا عن تأخري
قالت والدته: يا إلهي أنت لطيفة للغاية و مهذبة أيضا
ربتت على رأسها بمرح شديد لتبتسم تولاي لها بهدوء اقترب توم منهما لينظر لمحتوى الصندوقين ليبهر بها و يقول: ما كان عليك تكليف نفسك هكذا أشتريته من مخبز "Cherry Blooms "؟
هزت رأسها بالموافقة لينظر إليها بتلك العيون الشاكرة و المتحمسة بدأ بإعداد القهوة ليضعه على الطاولة تناولوا معا قطع الكعك وسط أحاديث توم و والدته لتنظر لتولاي بلطف و تقول: لم أنت هادئة هكذا؟ أنزعجك بحديثنا المتواصل؟
قالت تولاي: أبدا أنا بخير هكذا لا أحب الحديث كثيرا
قال توم: أشهد بذلك أيضا طالما الأمر لا يخص العمل هي لا تنفتح أبدا
قالت الوالدة: حقا؟ هذا مضر لفتاة شابة في عمرك أخبريني عن عائلتك أتعيشين وحدك؟
قالت تولاي: عائلتي توفيت منذ كنت صغيرة و أعيش وحيدة الآن
نظرا إليها بشيء من الحزن و الشفقة انزعجت تولاي من تلك الأجواء حولها لكنها لم تظهر تلك المشاعر على وجهها قالت الوالدة: آه يا إلهي ما كان يجدر بي السؤال عن هذا
قالت تولاي: لا أنا بخير
قال توم: إنها فتاة رائعة أليس كذلك أمي؟
قالت الوالدة: أجل بالتأكيد أتواعدين شخص ما؟
سعل توم القهوة التي كان يشربها على سؤال والدته المفاجئ نظرت إليه باستغراب ليعتذر عن ذلك انتظرت الوالدة رد تولاي بابتسامة مرحة لتقول تولاي: لا أنا لست مهتمة بأمور كالحب و المواعدة
قالت الوالدة بابتسامة: ماذا؟ أنت صغيرة جدا لتقولي هذا
لم تعلق تولاي على الأمر لتكمل احتساء قهوتها الدافئة شعر توم بشيء من خيبة الأمل نظراته تلك أشعرت الوالدة بشيء الحزن عليه انتهوا من تناول الكعك ليباشرا العمل بتلك الأجواء الثقيلة عند كايت الموجود في غرفته طرق الباب لتظهر والدته بتلك الابتسامة المرحة نظر إليها باستغراب لتقترب منه لتقول: هل بإمكانك تنفيذ هذا الطلب لي كايت؟ أرجوك
بدأت تلك المشاعر السيئة تجوب في خلد كايت المنتظر ما ستقوله شعرت بشيء من القلق لتتنهد و تريح أعصابها و تقول: سنذهب لحفلة السيدة بيرون بعد ساعة و يريد والدك أن تذهب معنا أنت و تيم
قال كايت: هذا فقط؟ لم الارتباك يعلو وجهك إذا؟
زاد سؤاله ارتباكها أكثر لتقول: في الواقع كنت أخشى رفضك للفكرة
تنهد كايت لينهض و يتجه للخزانة ليحضر شيء للحفلة غادرت الوالدة الغرفة بابتسامة سعيدة و هي تقول في نفسها: لا أصدق بأنني أقنعته بالذهاب سأذهب لأستعد أنا أيضا
توجهت مباشرة لغرفتها لتنهي استعداداتها للذهاب بعد مضي نصف الساعة وقف كايت أمام المرآة يربط ربطة عنقه الزرقاء الداكنة المخططة يتأكد من أنها مرتبة طرق الباب ليفتح و يدخل تيم بتلك الابتسامة المرحة و يقول: ألم تنتهي بعد؟
قال كايت: بلى في طريقي إليكم
ابتسم تيم له بمرح ليغادرا معا كان تيم يروي له تفاصيل ما يفعله أثناء غيابه تعابير وجهه قد لانت مع كل ابتسامة يرسمها تيم على شفتيه السعادة المحيطة به انتقلت إليه رويدا رويدا وصلا لحيث والديّ كايت المبتسمين بمرح قال الوالد و هو يتفحصهما بنظرات ثاقبة: يا إلهي تبدوان رائعين لكن ليس أروع مني بالتأكيد
قالت الوالدة بمرح و هي تستند على كتفه بلطف: توقف عن هذا لاري تعرف كايت لا يحب هذا
نظر الوالد لكايت الغير مبالي بهما ليبتسم بمرح شديد غادروا المنزل لمكان الحفل الذي عج بالضجة و المشاهير و الأثرياء من كل مكان تقدم الجميع لإلقاء التحية عليهم و على تيم المرتبك من هذه الأجواء التي أحاطت به بحث عن كايت بعينيه ليراه يجلس وحيدا على تلك الطاولة أراد الاقتراب منه لكنه قدوم الآنسة بيرون قد أوقفه ليتنهد و يبقى مع والديّ كايت نظر كايت إليها بهدوء لتبتسم له بمرح و تجلس بقربه لتقول: لم أصدق عينيّ عندما رأيتك هنا
قال كايت في نفسه: أنا أيضا لم أصدق نفسي
أسندت رأسها على كتفه بتلك الابتسامة السعيدة التي علت وجهها الجميل لينظر إليها بانزعاج ليقول: أرجو المعذرة لكن هلا ابتعدت عني؟
قالت الفتاة بابتسامة لطيفة: لم ذلك؟ ألسنا مخطوبين الآن؟
نظر إليها باستفسار ليتذكر التعابير المرتبكة التي علت وجه والدته لينهض من مكانه بشيء من الانزعاج لتنظر إليه باستغراب غادر الحفل دون أن يقول أي شيء لم يرد العودة للمنزل بعد ليسير في تلك الأجواء الجميلة الدافئة نظر للسماء ليجد القمر يتوسطها بكل تكبر مجبرا النجوم التحلق حوله عند تولاي التي انتهت من عملها مع توم بعد الثالثة صباحا بدأت توضب أشيائها للرحيل لتقول الوالدة: إلى أين أنت ذاهبة في هذا الوقت؟
قالت تولاي: سأعود للمنزل أرجو أن تعذريني الآن
قالت الوالدة: من المستحيل أن أدعك تذهبين وحدك الآن
قالت تولاي: لا عليك سيدتي أعيش في الشارع المقابل بإمكانك مراقبتي من النافذة إن شئت
انحنت لها بهدوء لتغادر المنزل سارت قليلا لتصل للشارع المقابل لمبنى توم لتشعر بنظرات الوالدة تختفي حال صعودها درجات ذلك المبنى مجهول الهوية نزلت الدرجات بهدوء لتعود لمنزلها سيرا على الأقدام فالوقت متأخر للغاية بالكاد يوجد شخص ما في شوارع المدينة وصلت لمنزلها بسلام لتأخذ قسطا من الراحة عند كايت الذي كان يجلس على الكرسي الذهبي مواجها للأريكة التي يجلس عليها والديه غير مبالي بسبب اجتماعهم في هذا الوقت المتأخر من الليل تنهد الوالد بقلة حيلة ليقول: لم غادرت الحفلة قبل أن تقول أي شيء؟
قال كايت: كنتما مشغولين
قال الوالد: منذ متى كان هذا يهمك؟
لم يجبه كايت بأي شيء لتشعر الوالدة بالأجواء المتوترة في الغرفة لتقول بصوت هامس: عليك أن تهدأ عزيزي
نظرات لاري المنزعجة من تصرفات كايت الغير مبالي تماما اختفت فور تنبيهها له ليقول بهدوء: أخبرتنا لوسي بأنك رفضت التحدث إليها
لم يعلق كايت على مقولته لتظهر عينيه الانزعاج من الأمر ليقول الوالد: أثق بأنك تعرف بأنها مخطوبتك لذا تصرف معها بطريقة ألطف
نهض كايت دون المبالاة بما قاله والده ليغادر الغرفة و يغلق الباب خلفه بهدوء شديد عض لاري على شفتيه بانزعاج شديد شعرت الوالدة بعدم الارتياح لهذه التعابير التي علت وجه زوجها ليقول: ربما ما كان عليّ معاملته بهذه الطريقة
قالت الوالدة: لا تقلق لاري كل شيء سيكون على ما يرام الأمر فقط بأنه كان يجدر بنا إخباره مسبقا
قال لاري: و لم ذلك؟
قالت الوالدة: ربما كانت هناك فتاة يحبها أو معجب بها
نظر لاري إليها بشيء من الاندهاش ليفكر في الأمر و إمكانية حدوثه مع ابنه الذي يحاول كبح مشاعره عن العالم ليتنهد و يقول: ربما كنت محقة لكن هذا لا يلغي الخطبة و لا يغير رأي سأحدثه في الأمر لاحقا
ابتسمت له بمرح شديد لتضع رأسها على كتفه و تقول: أنت حقا لطيف للغاية مهما حاولت اصطناع غير ذلك
محى تلك التعابير التي أزعجت وجهه الغير معتاد عليها ليبتسم و يقبل جبينها بمرح نهضا ليعودا لغرفتهما و يناما كما فعل الجميع بعد أسابيع قليلة صدرت القصة الجديدة لتوم كوين لتتصدر عناوين الصحف و تترشح لجوائز عدة اشتهرت القصة خلال وقت قصير من خلال وسائل الإعلام التي تتشاجر على الحصول على المقابلة الحصرية الأولى مع المؤلف في مكتب تولاي الذي لم يتوقف الهاتف عن الرنين بشأن ذلك الكتاب مسببا صداعا رهيبا لها كان الجميع ينظر إليها مستغربين قدرة تحملها كل هذا الإزعاج كانت جينجر تنظر إليها بابتسامة متأسفة لها فتعابير وجهها المرهقة جعلتها أكثر إرهاقا في أعين الآخرين نهضت من هناك لتحمل ملف بني يحمل الكثير من البحوث كانت تعمل عليه هذا الصباح لتقول جينجر: إلى أين ستذهبين؟
قالت تولاي على عجل: منزل السيد كوين طلب مني إيصال بعض الأشياء إليه سأعود بعد نصف ساعة
قالت جينجر: أنت حقا تعملين بجهد ألا يجدر بك الارتياح قليلا؟
قالت تولاي بابتسامة مطمئنة: أنا بخير لا تقلقي
أسرعت خطاها الهادئة في مغادرة المبنى التفت لصوت جون المنادي لها لتتوقف عن المسير اقترب منها ليعطيها تلك المظلة المغلقة السوداء و يبتسم لها بلطف شديد و يقول: لقد بدأت تمطر منذ نصف ساعة لذا كوني حذرة في طريقك
قالت تولاي: سأفعل سيدي
انحنت له بهدوء لتغادر المبنى و تسرع في اللحاق بالحافلة صعدتها قبل إغلاقها لأبوابها جلست على أحد الكراسي الفارغة نظرت للسماء الملبدة بالغيوم الداكنة المثقلة من حمل كميات الماء الكبيرة لتنهمر الأمطار بغزارة شديدة بالرغم من أن الساعة لم تتجاوز الرابعة و النصف مساء وصلت لمحطتها لتغادر لمنزل توم قرعت الجرس مرة واحدة لتفتح والدته الباب لتقول بمرح: لم نرك منذ فترة تولاي سعيدة برؤيتك
قالت تولاي: سعيدة برؤيتك أيضا سيدتي هل السيد كوين موجود؟
قالت الوالدة بمرح: أجل تفضلي بالدخول
دخلت تولاي المنزل لتغلق الباب خلفها بهدوء نظرت للدرج الذي ينزل منه توم على عجل ليقف أمامها و يقول: أنا حقا آسف أعرف أنك مشغولة جدا
قالت تولاي: لا عليك تفضل هذا الملف
وضعت الملف بين يديه ليتفحص من تواجد جميع ما طلبه منها ليبتسم لها بمرح و يقول: أنت حقا منقذتي تولاي
قالت تولاي: آسفة عليّ الرحيل الآن سأعود في المساء لأجل مواعيدك القادمة
قال توم: لابد أن الأمر مرهق في العمل
هزت رأسها نافية الأمر لتنحني لهما و تغادر عائدة لمبنى عملها جلست على كرسيها بهدوء لترى تلك الورقة الزرقاء الملصقة على الطاولة قرأت المكتوب عليها " تعالي لمكتبي فور عودتك" علامات التعجب تطايرت حولها لتأتي جينجر و تمحوها بقولها: آه لقد عدت سريعا حقا تولاي
نظرت تولاي لها لتقول: من وضع هذا هنا؟
نظرت جينجر للورقة لتتبدل تعابير وجهها لأخرى قلقة و هي تقول: لقد أتى المدير لهنا و قد بدا غاضبا للغاية قال أنه يريد رؤيتك
نهضت من مقعدها لتتوجه لمكتب المدير في الطابق الأخير من المبنى وقفت أمام الباب البني بهدوء لتطرقه و تقول: تولاي لوريجن سيدي
فتحت الباب بعد سماعها الإذن دخلت بهدوء لتنظر للرجل الواقف بالقرب منه بانزعاج شديد رغم عدم إظهارها لذلك ابتسم لها بخبث ليقول المدير: آنسة لوريجن أريد أن أعرف لم زورت معلوماتك في مقابلة العمل؟
قالت تولاي: لم أفعل سيدي كل ما كتبته صحيح
قال المدير: حقا؟ إذا أفترض أنك لا تعرفين السيد رين لوريجن؟
نظرت للرجل الواقف بالقرب من المدير و ابتسامة منتصرة خبيثة على وجهه القبيح بنظرها لتقول: أعرف السيد رين لوريجن جيدا و أنا أثق بأن هذا الرجل ليس هو
قال الرجل: ما هذه القسوة منك تولاي؟ ألست ابنة أخي العزيز الراحل؟
قال المدير: لقد أخبرني بكل شيء أنك هاربة من المنزل و أنا لا أسمح أيا من يقوم بتزوير أي شيء بالعمل هنا لذا هذا الأسبوع سيكون الأخير لك تأكدي من إنهاء كل شيء و تسلميه لشخص آخر لا يهمني من يكون فقط افعلي ذلك
قالت تولاي بعدم مبالاة و برود: سأفعل سيدي أرجو المعذرة الآن
انحنت له بهدوء لتغادر الغرفة بجو جليدي قد عاد إليها بعد طول غياب وصلت مكتبها لتجلس بهدوء على كرسيها نظرت جينجر إليها بقلق شديد لتقول: ماذا حدث تولاي؟ لا تبدين بخير
لم تجب عليها تولاي بأي شيء انتبهت لنفسها لتنظر لجينجر القلقة لتقول لها: لا تقلقي الأمر فقط بأنه تم طردي
قالت جينجر بصدمة: ماذا؟ لم ذلك فجأة؟
قالت تولاي: لا أعلم أيضا لا تقلقي كثيرا هذا سيشكل خطرا على صحتكما
تعابير حزينة علت وجه جينجر المبتسم عادة حركت تولاي كرسيها في اتجاهها لتمسك بيدها و تقول: ليس الأمر كما لو أننا لن نلتقي مجددا لديّ أسبوع هنا و سنرى بعضنا خارج العمل بالتأكيد
قالت جينجر: سيكون المكان مملا بدونك هنا
ابتسمت تولاي لها لتفعل جينجر المثل غادرت جينجر العمل لأجل موعدها هذا الشهر مع الطبيبة الخاصة بها تنهدت تولاي بهدوء لتضع رأسها على الطاولة بهدوء شديد لتتذكر وجه رجل تكرهه من أعماق قلبها عند كايت الذي كان يجلس على الأريكة بانزعاج ظاهر على وجهه ينظر لوالده المنزعج بقدره ليقول له: إلى متى تنوي تجاهل كل ما حولك كايت؟ تعرف بأن هذا يزعجني كثيرا
لم يجب عليه كايت ليزيد انزعاجه ليتنهد بهدوء ثم يقول: أكل هذا من أجل الخطبة؟ لقد أخبرتني مايا بأن السبب قد يكون وجود فتاة معينة في قلبك
ظهرت تعابير استغراب مضحكة على وجهه جعلت الوالد يبتسم بمرح و يقول: إذا الأمر غير ذلك أود أن أعرف السبب
قال كايت: أبي أعرف أنك تزوجت أمي بسبب جدي لكنني لن أفعل ذلك
قال الوالد: لماذا تريد تحطيم تقاليد عائلتنا؟
قال كايت: أود اختيار الفتاة التي أتزوجها بنفسي قد يبدو الأمر لك سخيفا لكنني أود البقاء مع شخص يفهمني أقلها
نظر الوالد لابنه منذهلا مما قاله نهض كايت ليغادر الغرفة و هو يتنهد لا يعرف لم عاد سؤال والده الغريب مع صورة لتلك الفتاة التي لا يعرف حتى اسمها و الفضول يقتله لمعرفة ما تفعله في هذا المكان عاد لغرفته ليجلس على سريره راجع جدول أعماله لهذا الأسبوع ليتنهد بهدوء حمل أحد كتبه المفضلة ليبدأ قراءتها طرق الباب لتدخل الوالدة و هي تحمل كوب شاي أخضر و قطعة كعك صغيرة ابتسمت له بمرح لتقول: لابد أنك مرهق من العمل لقد أعددتها لك
قال كايت: شكرا لك
قالت الوالدة بنبرة هادئة حذرة مرتقبة: لم يحدث شيء سيء مع والدك صحيح؟
قال كايت: لا أبدا كل شيء بخير
قالت الوالدة بمرح: لقد بدا منزعجا بشكل مخيف لذا اعتقدت أنكما تشاجرتما أدرك بأنه أخبرك بشيء مزعج
قال كايت: فقط تحدثنا بشأن تلك الخطبة
نظرت إليه قليلا لتقول: هل اقتنع لاري بما لديك؟
قال كايت: ربما لا أعلم
اقتربت منه بهدوء لتعانقه بمرح و تقول: لا تقلق حتى لو عارض لاري الأمر سأقف له
نظر إليها ليجدها تبتسم بمرح غادرت الغرفة بعدها على الفور نظر للكوب الممتلئ الدافئ أخذ منه رشفة أولى هادئة ليكمل قراءة ذلك الكتاب رن هاتفه لينظر إليه بانزعاج شديد رفع الخط ليقول: مرحبا
قال المتصل: لابد أنني أزعجك في وقت راحتك لكن وجدنا معلومات عن الفتاة التي سألت عنها من قبل
قال كايت: أي فتاة تقصد؟
قال المتصل: التي في صورة ألبومك الجديد
نهض كايت لينظر للصورة التي التقطها برفقة تلك الغريبة ليتذكرها على الفور ليقول: أجل ماذا عرفت عنها؟
قال المتصل: ليس الكثير فقط عنوان سكنها
قال كايت: حسنا شكرا لك آسف لو أتعبتك معي
أغلق الخط ليحدق بتلك الصورة لبعض الوقت انتبه فقط لصوت الضحكات المكتومة المعهودة من أشقائه الأصغر سنا نظر إليهم في انتظار ما سيقولونه من أعذار هذه المرة بدت علامات الارتباك على وجوههم ليقول أحد الصبين: فيم تحدق هكذا يا أخي؟
قال الصبي الآخر: ربما أعجب بنفسه لذا قرر إلقاء نظرة على صورته
ضحكوا بمرح شديد ليقترب منهم بهدوء بتلك النظرات الباردة التي لطالما جعلت قلوبهم تتراقص من الخوف ليقول الصبي الأول: هذا خطأك يا جيمي انظر ماذا فعلت؟
قال جيمي: و لم أنا؟ أنت أيضا قلت له شيئا يغضبه بريس
ابتسم لهم بخبث شديد ليقول بصوت أقرب للهمس: بسبب تصرفكم هذا لن أخذكم لأي مكان لمدة أسبوع
نظروا إليه بصدمة لتقول إحدى الفتاتين: تستحقان ذلك بالتأكيد
قال كايت: يشملكما الأمر
نظرت الفتاتين إليه بذات النظرات المصدومة ليضحك الصبيان باستمتاع ليقول كايت: ماري و ليدي السبب وراء ذلك أنكما دخلتما لهنا بلا إذني مجددا و أنتما أيضا توقفا عن قول السخافات
قالوا معا بشيء من الحزن: نحن آسفون أخي كايت لن نكررها مجددا
قال كايت: هذه المرة المئة التي تقولون هذا لذا لا فائدة مهما اعتذرتم سبب آخر لمنعي لكم أنني لن أكون هنا طيلة الأسبوع المقبل
نظرات التعجب و الحزن اختلطت في أعينهم ليبتسم لهم و يقول: لا تقلقوا سأعود حالما أنهي عملي هناك لن أتأخر أكثر من أسبوع أعدكم بذلك
بدأت الابتسامات ترتسم على وجوههم السعيدة جلسوا معه يتحدثون و يلهون بينما هو يراقبهم بهدوء بعد غروب الشمس غادرت تولاي المكتب و هي تحمل حقيبتها الممتلئة بالملفات المختلفة حملت بعضها بين يديها صعدت القطار المؤدي لمنزلها على الفور أغلقت عينيها لبعض الوقت لتعض شفتيها بانزعاج شديد و تقول في نفسها: تبا لك
وصلت لمحطتها لتسرع الخطى لمنزلها أثناء صعودها الدرجات انتبهت للمياه المتزلجة عليها باستمتاع و غزارة تفاجأت حينما رأت كمية المياه المغادرة منزلها ذا الباب المفتوح دخلت لترى أشيائها تطفو على المياه بكل استرخاء انتبهت لمغادرة صاحب المبنى الحمام لتنظر إليه في انتظار تفسير لما حدث في المكان ليقول لها: لقد عدت آنسة لوريجن كنت سأتصل بك الآن
قالت تولاي: ماذا حدث هنا؟
قال صاحب المبنى: كل شيء يبدو على ما يرام لا توجد أنابيب محطمة حقا أستغرب كيف حدث هذا لشقتك وحدها سأهتم بتنظيف المكان لكن ذلك سيستغرق عدة أيام
تنهدت تولاي لتقول: آسفة لتسبيب مشكلة لك سيدي سأنتقل من هنا عما قريب
انحنت له بهدوء بينما عيناه تحدقان بها باندهاش عادت أدراجها لتدخل أحد المقاهي القريبة من المكان وضعت الملفات على الطاولة بهدوء لتحدق بالعدم لفترة من الزمن بتعابير هادئة مخيفة جعلت القلوب المحدقة بها ترتعد رعبا اقترب منها أحد الموظفين في المكان ليقول بصوت مرتبك: ما هو طلبك يا آنسة؟
نظرت تولاي إليه بنظرات منزعجة جعلته يندم على قدومه لتقول: كوب قهوة عادية رجاء
غادر فور تدوين طلبها حملت هاتفها لتتصل على رقم جينجر بعد تفكير عميق لتجيب جينجر بصوتها المرح قائلة: مرحبا تولاي ليس من عادتك الاتصال عليّ
قالت تولاي: حدث طارئ ما
قالت جينجر بصوت مدعية الحزن: ماذا؟ أنت لا تهتمين بي على الإطلاق تولاي
قالت تولاي: بالتأكيد أفعل
قالت جينجر بقهقهة ظريفة: أجل أعلم ذلك فيم يمكنني مساعدتك؟
صمتت تولاي لبعض الوقت لتتنهد و تقول: أيمكنني البقاء في منزلك لبعض الوقت؟
قالت جينجر بمرح: هذا يسعدنا كثيرا لكن هل لي بمعرفة السبب؟
قالت تولاي: لقد أغرقت شقتي
قالت جينجر: ماذا؟ كيف حدث هذا الأمر المروع؟
قالت تولاي: لا أعلم سأنتقل من هناك قريبا لذا لا بأس
قالت جينجر: سأطلب من سام أن يأتي لأخذك حالا
قالت تولاي: لا داعي لذلك أستطيع القدوم وحدي
قالت جينجر: لكن ستحتاجين لبعض الأشياء من شقتك أليس كذلك؟ استمعي لي و دعي سام يفعل ذلك
قالت تولاي باستسلام: حسنا سأكون في انتظاره إذا
أغلقت جينجر الخط لتتنهد تولاي شربت قهوتها بهدوء و هي تنظر للسماء المظلمة أنهت ذلك الكوب سريعا لتعود لشقتها و تحمل بعض من ثيابها و أشياء آخرى قد تحتاج إليها حضر سام لأخذها لمنزله ألقى عليها التحية و تحدث إليها حتى وصلا المنزل عانقتها جينجر بمرح شديد لتقول: أهلا بك في منزلنا تولاي
قالت تولاي: شكرا لاستضافتكما أتمنى بأنني لست ضيفا ثقيلا
قال سام بابتسامة مرحة: لا عليك يسعدنا تواجدك معنا
نظرت إليهما لترى السعادة تطغى عليهما ساعدها سام في نقل أشيائها للغرفة البعيدة قليلا عن باقي الغرف جلست قليلا في تلك الغرفة المتوسطة الحجم التي تحتوي على سرير و خزانة ملابس فقط ترتب أفكارها المشتتة وسط ظلمة عقلها طرق الباب لتدخل جينجر و تفاجئ من كم الملفات التي أخرجتها تولاي و وزعتها على السرير بتسلسل ما و هي تحدق بها دون حراك قالت جينجر: ماذا تفعلين تولاي؟
التفتت تولاي إليها لتقول: أحاول إنهاء هذه الملفات
قالت جينجر: ماذا؟ دعي ذلك لوقت لاحق لابد أنك متعبة تعالي لتناول شيء خفيف معا
ابتسمت جينجر لها بمرح لتنهض من على الأرض لتذهب برفقتها للصالون الواسع جلستا على الأريكة الزرقاء الداكنة لتقول جينجر: يا إلهي يبدو أن يومك هذا سيء لسبب ما ألا تشعرين و لو بشيء من الحزن مما حدث لك؟
هزت تولاي رأسها نافية الأمر لتبتسم جينجر و تقول: أنت حقا قوية كيف يمكنك تحمل كل هذا مرة واحدة؟
قالت تولاي: يحدث لي هذا دائما
قالت جينجر: حقا؟ هذا مخيف للغاية صحيح لم أسألك يوما عن عائلتك
قالت تولاي: ليس لديّ واحدة
نظرت جينجر إليها باستغراب لتقول: ألا تعرفين من يكونون؟
قالت تولاي: بلى لكنهم متوفون جميعا
نظرت لتعابير وجهها الهادئة التي لا تتغير كثيرا لتتعجب علامات الغضب الخفيفة التي ظهرت على وجهها لتقول: آسفة لذكر أمر محزن كهذا
قالت تولاي: لا عليك أنا بخير
بقيتا صامتتين لبعض الوقت حتى اعتذرت تولاي لإكمال عملها شعرت بالنعاس قبل إنهاء أي شيء لترتب أشيائها و تستعد للنوم



Inas Fallata 03-24-2020 01:36 AM




في الصباح استيقظت جينجر و هي تتثاءب لترى سام يعمل على حاسوبه الشخصي بشيء من الإرهاق نظر إليها ليبتسم بمرح و يقول: صباح الخير
قالت جينجر: صباح الخير ألم تستيقظ تولاي بعد؟
قال سام: لقد غادرت للعمل منذ ساعتين تقريبا
نظرت جينجر للساعة الرقمية القريبة منها بشيء من الصدمة فالساعة الآن الثامنة و النصف صباحا تنهدت و غادرت هي الآخرى وصلت لهناك لترى مكتبها فارغا لتستغرب ذلك مرت إحدى الموظفات بالقرب منها لتقول: ماذا هناك جينجر؟ لا تبدين بخير أأنت متعبة؟
قالت جينجر: لا أنا بخير أتعرفين أين هي تولاي؟
قالت الموظفة: أجل لقد كانت تتجول في القسم منذ دقائق لسبب مجهول
أتت موظفة أخرى لتقول: أسمعتن بالخبر الجديد؟
قالت الموظفة الأولى: ما هو؟
قالت الموظفة الثانية: لا تصدقا ما سأقوله لقد تم إمهال تولاي أسبوع فقط لترك العمل
قالت الموظفة الأولى: ماذا؟ لماذا فجأة هكذا؟
نظرتا لجينجر في أمل سماع أي تفاصيل منها لم تلتف إليهما و بدأت في مباشرة عملها و هي تحاول ضبط أعصابها على الشائعات السخيفة التي بدأتا في إطلاقها عن الأمر توقفتا عن الحديث فجأة لتستغرب ذلك التفتت إليهما لترى تولاي تقف بالقرب منهما بنظراتها الهادئة كالعادة لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير تولاي
قالت تولاي: صباح الخير....هلا ابتعدتما عن طريقي رجاء؟ أنا في عجلة من أمري
أفسحتا لها المجال لتهربا فور استطاعتهما لتجلس على كرسيها و تبدأ العمل على شيء ما في حاسوبها نظرت جينجر إليها بشيء من الحزن لتكمل عملها هي الآخرى مضى الوقت سريعا لينتهي دوام عملها في السادسة و النصف مساء نظرت لجينجر التي نهضت بهدوء لتقول: تبدين متعبة للغاية يجدر بك أحذ قسط من الراحة
قالت جينجر و هي تضع يدها على رأسها بمرح: أنت من يجدر بها الاستراحة قليلا لا تجهدي نفسك كثيرا
قالت تولاي: سأهتم بنفسي لذا لا تقلقي
ابتسمت جينجر لها لتغادر المكتب رن هاتفها لتنظر للرسالة التي وصلتها باستغراب ابتسمت بلطف شديد لاسم المرسل لتقول في نفسها: تهتم بالناس أكثر من نفسها يا إلهي إنها لطيفة
كتمت ضحكاتها السعيدة بكلمات تولاي الدافئة السارية في جسدها المنهك من كثرة الجلوس صعدت الحافلة بهدوء لتجلس بقرب النافذة عند كايت الذي يقف أمام تلك الكاميرات بابتسامة مزيفة على شفتيه أشعرته بالضيق كثيرا أنهوا التصوير لتختفي تلك الابتسامة من شفتيه بلمح البصر اقتربت منه العاملات في الاستديو بمرح شديد لتقول إحداهن: أنت تزداد وسامة كل يوم
قالت أخرى: هل بإمكاني الحصول على توقيعك؟
قالت ثالثة: أريد أن ألتقط صورة معك
قالت رابعة: لا أصدق حتى الآن أنك قد خطبت لوسي
صرخت العاملات الأخريات بصدمة من هذا الخبر الجديد عليهن تلك الصرخة شدت الكثير من الانتباه الغير المرغوب به لم يستطع كايت الهروب من ذلك الجمع المتسائل بشأن هذا الخبر أتى مدير أعماله ليقول: أرجو ألا تمانعوا سنغادر الآن شكرا لجهدكم هذا اليوم
انحنى لهم بهدوء ثم غادر برفقة كايت الذي صعد السيارة بانزعاج شديد أغلق الباب بقوة ليشعر مدير أعماله بالارتباك الشديد للأجواء المتوترة داخل السيارة الهادئة توقف أمام الإشارة الحمراء ليلتفت لكايت و يقول: بإمكاننا إلغاء باقي مواعيدك إن شئت
حرك كايت نظراته المنزعجة نحوه بهدوء ليشعره بالرعب ليتنهد و يزفر كل ذلك الانزعاج ليقول ببرودته و هدوئه المعتادين: ماذا لدينا تاليا في الجدول؟
قال مدير أعماله بابتسام: مقابلة برفقة الآنسة بيرون و اجتماع مع المدير
علامات الانزعاج وضعت أنحاء وجهه لتظهر تلك التكشيرة الغاضبة انتبه لنفسه ليأخذ نفسا عميقا و يحدق بمناظر المدينة أثناء الغروب ليقول بهدوء: لا داعي لذلك
ابتسم مدير أعماله ليكمل قيادته الهادئة نحو الشركة أغمض عينيه بهدوء ليتذكر ابتسامة امرأة يحبها كثيرا حنانها فقط الباقي و ذكريات جميلة عنها شعر بنسيم الغروب يداعب خصلات شعره فتح عينيه لينظر لمدير أعماله القريب منه نظر إليه باستفسار ليبتسم له و يقول: اعتقدت أنك نائم
غادر السيارة ليلحق به كايت الهادئ كالعادة تحلقت الأعين حوله فور دخوله للشركة نظرات الإعجاب و الانبهار لم تتوقف عن الاصطدام به لتشعره برغبة في خلع تلك الأعين من مكانها توقفا عن السير حالما وقفت لوسي أمامهما بتلك الابتسامة اللطيفة التي تزين وجهها الجميل لم يهتم كثيرا بما لديها لتقترب منه و تقول: أنا حقا سعيدة للمشاركة معك في هذه المقابلة كايت
أنزل نظراته لها ليفحص تلك التعابير اللطيفة على وجهها رسم ابتسامته الساحرة ليقترب منها و يقول: يسعدني أيضا العمل معك آنسة بيرون
وجنتيها احمرتا خجلا من كلماته و نظراته اللطيفتين لتتشنج في مكانها سار برفقة مدير أعماله المبتسم بمرح لهما لينزعج كايت من ذلك و يقول في نفسه: تبا لم عليّ التصرف هكذا أمامها؟ كل هذا بسبب أبي المزعج
وصل لغرفة المقابلة ليطرق مدير أعماله الباب بهدوء فتح الباب لتظهر الصحفية التي اعتادت القدوم لإجراء مقابلة معه برفقة شاب ما نهضت على الفور لتنحني له و تقول: يسعدني كثيرا العمل معك مجددا كاي
أظهر تلك الابتسامة المزعجة بالنسبة إليه مجددا ليجلس على الأريكة الفضية المخططة بالأرجواني الداكن لتقول: أرجو ألا تمانع وجوده هنا هو متدرب عندي
انحنى الشاب له ليقول: يشرفني العمل معك سيدي
لم يهتم كايت لكليهما ليسند رأسه للأريكة و يغمض عينيه في انتظار قدوم لوسي وصلتهم أخبار بتأجيل المقابلة لوقت لاحق فقدت وعيها من فرط حماسها غادر كايت بذلك الجو الثقيل المنزعج الخاص به لموعده التالي مع المدير لم يستطع محو الانزعاج الظاهر عليه عند تولاي الجالسة في مكتبها تحدق بشاشة الحاسوب لفترة أثناء عملها عليه رن الهاتف للمرة الثامنة منذ ساعتين لم ترغب في التحدث مع صاحب الاتصالات الكثيرة في هذا الوقت لكنه لم يتوقف عن الاتصال رفعت الخط لتقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر بشيء من القلق: أأنت بخير تولاي؟ لقد اتصلت عليك كثيرا لكنك لم تردي على أي من اتصالاتي؟
قالت تولاي: آسفة لقد نسيت هاتفي على الطاولة كان لديّ الكثير لأفعله
قالت جينجر بعد تنهيدة قصيرة: يا إلهي كدت أموت قلقا عليك أتعرفين كم الساعة الآن؟
قالت تولاي: الحادية عشرة و النصف
قالت جينجر: متى ستنتهين من عملك؟
قالت تولاي: ساعة أخرى تقريبا
قالت جينجر: حسنا سأنتظرك لذا لا تتأخري أكثر من هذا
قالت تولاي بابتسامة لطيفة زينت تقاسيم وجهها الهادئة: ستكونين أما رائعة
صمت جينجر جعلها تدرك إحراجها بمقولتها لتقول: لن أتأخر سأتصل بك قبل قدومي
قالت جينجر: إلى اللقاء إذا
أغلقت الخط لتضعه على الطاولة من جديد لتكمل عملها على الحاسوب شعرت بشيء من التعب يزورها لتضع رأسها على الطاولة بهدوء أغمضت عينيها لتزور عالم الأحلام لثواني قبل حضور جون إليها رفعت رأسها لتنظر إليه بهدوء لتجده يبتسم لها بمرح و يقول: ما زلت هنا كما توقعت
قالت تولاي: هل بإمكاني مساعدتك في شيء؟
هز رأسه نافيا ذلك رغم الابتسامة التي لا تزال تزين وجهه الجميل ليقول: عليك العودة للمنزل تبدين مرهقة للغاية
قالت تولاي: أنا بخير عليّ إنهاء هذا قبل مغادرتي
قال جون: لا يجدر بك القيام بكل هذا وحدك سأساعدك إن شئت
قالت تولاي: آسفة لكنني سأهتم بالأمر وحدي
شعر جون برغبتها في البقاء وحدها خلال هذا الوقت ليسحب الكرسي الخاص بجينجر ليجلس عليه بهدوء و يقول بشيء من الحزن الظاهر في صوته: أعرف أن ما حدث صعب عليك و إنهاء كل هذه الأمور خلال أسبوع أمر صعب للغاية لكن عليك أخذ قسط من الراحة
نظرت إليه لترى تلك الهالة اللطيفة تحيط به مع تلك الابتسامة التي تزين شفتيه كلما التقت أعينهما أنزلت كتفيها باستسلام لتتنهد و تهز رأسها بالإيجاب لتتسع تلك الابتسامة على شفتيه ليقول: أمر آخر أبي يريد لقاءك و لو لمرة واحدة
نظرات الاستغراب علت وجهها ليقول بابتسامة مرحة و لطيفة: آه صحيح لم أعرف قرابتنا إلا منذ وقت قصير أنا جون رين فريدريك لوريجن قد لا تصدقينني لكنني نصف ذئب لا أعرف لما أبدى والدي اهتماما كبيرا بالأمر حالما سمعني أتحدث عنك لكنه أصر على قدومك لزيارة منزلنا
لم يعرف ما يفعل أكثر من الحديث بعد تلك النظرات الباردة التي رمقته تولاي بها تحاول استيعاب ما قاله لها منذ دقائق تنهدت بهدوء لتقول: سأفعل حالما أنتهي من هذه الفوضى أرجو أن ترسل لي العنوان
ابتسم جون لها بمرح شديد ليحمل أحد الأقلام الموضوعة داخل كوب أبيض أخرج مذكرته الصغيرة ليكتب العنوان فيه و يعطيها ليقول لها: قد تعتقدين أنني مجنون كوني قلت أنني نصف ذئب الأمر قد يأخذ الكثير من الوقت لشرح الأمر لكن عند قدومك لمنزلنا سأخبرك بكل تأكيد
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر المكتب المظلم و الخالي تقريبا من الأشخاص أنهت عملها على الحاسوب لتغادر المبنى نظرت لساعتها السوداء لتجدها الحادية عشرة و خمس و أربعين دقيقة وقفت في انتظار قدوم الحافلة لتواجه عينيها الأرض تفكر في شيء ما رن هاتفها بضع مرات قبل إجابتها عليه قائلة: مرحبا سيد كوين فيم يمكنني مساعدتك؟
قال توم بصوته المرح كالعادة: مرحبا آنسة لوريجن أتمنى أن الوقت مناسب لاتصالي
قالت تولاي: أجل سيدي
قال توم: في الواقع أردت الاطمئنان عليك بدوت مرهقة للغاية هذه الأيام
قالت تولاي: أنا بخير سيدي لا داعي للقلق بشأني
قال توم: هكذا إذا....آه صحيح ماذا لدينا خلال هذا الأسبوع؟
قالت تولاي و هي تتفقد جدول الأعمال لهذا الأسبوع: جدولك خالي من الأعمال حتى يوم الجمعة لدينا جلسة تواقيع للمعجبين من الصباح حتى الظهيرة
قال توم: هذا يعني أنني لن أراك لأيام خمس هذا محزن حقا لكن لا بأس والدتي تلقي التحية
قالت تولاي: شكرا لاهتمامها بي أرجو المعذرة لقد وصلت الحافلة
قال توم بمرح شديد: حسنا إلى اللقاء
أغلق الخط لتضع الهاتف في حقيبتها لتصعد الحافلة جلست بهدوء على أقرب مقعد فارغ عادت لمنزل جينجر التي رحبت بقدومها بالرغم من شعورها بالتعب لتقول تولاي: لا تقلقي بشأني بإمكانك الذهاب للنوم
قالت جينجر: يا إلهي أنت حقا تحبين الاهتمام بالآخرين كثيرا
ابتسمت جينجر لها بمرح شديد لتذهب لغرفتها كما فعلت تولاي مضت أيام ذلك الأسبوع سريعا شعرت جينجر بالحزن حال اقتراب موعد رحيل تولاي عن العمل و المنزل بينما حاولت تولاي إنهاء كل أعمالها و الانتقال لمسكن جديد في صباح يوم الجمعة وقفت تولاي أمام جينجر و سام لتقول لهما: شكرا على استضافتكما لي خلال هذه الفترة أتمنى بأنني لم أكن ضيفة ثقيلة عليكما
انحنت لهما بهدوء لتنظر لجينجر و تقول بابتسامة: سأتي للزيارة بالتأكيد و سنبقى على تواصل لذا اهتمي بصحتك جيدا
تساقطت تلك الدموع الحزينة على فراقها على وجنتي جينجر المحمرتين لتعانقها بلطف شديد و تقول لها: سأشتاق إليك كثيرا تولاي
قالت تولاي: سأفعل بالتأكيد
ابتسم لهما سام بمرح شديد ليقول بنبرة مرحة ممازحة: لنبقى على تواصل آنسة لوريجن قد تفقد جينجر يوما صوابها لذا سأحضرها إليك على الفور
قالت جينجر: ما الذي تقوله؟ أنا بالتأكيد لن أصبح مجنونة لهذه الدرجة
ضحكا بمرح شديد بينما ابتسمت تولاي لهما ودعتهما للمرة الأخيرة لتغادر للمكتبة التي ستعقد جلسة تواقيع توم وصلت للمكان مبكرا لتشرف على اللمسات الأخيرة رحب بها العاملون هناك ليقول أحدهم: من المؤسف أنك لن تعملي معنا مجددا آنسة لوريجن
قال آخر: أجل بالفعل سنشتاق إليك
قالت تولاي: رجاء لا تخبروا السيد كوين عن الأمر
قالت إحدى العاملات: ألا يعرف السيد كوين بالأمر؟
قالت تولاي: أجل سأخبره بذلك نهاية اليوم
تعجبوا طلبها الغريب لكنهم وعدوا بتنفيذه حضر توم قبل موعده بنصف ساعة ليرحب الجميع به بمرح شديد و حماس وقع لهم بعض الأشياء الخاصة بهم لينتهي من ذلك كله ليجلس بالقرب من تولاي الهادئة ليقول لها: صباح الخير آنسة لوريجن
قالت تولاي: صباح الخير سيد كوين
قال توم: أرادت والدتي القدوم لرؤيتك لكنها لم تستطع بسبب مرضها
قالت تولاي: أتمنى لها الشفاء العاجل
ابتسم توم لها بمرح شديد ليقول: المكان يبدو جميلا للغاية
قالت تولاي: لقد بذلوا ما في وسعهم
قال توم: بالفعل لقد فعلوا
حل الصمت بينهما لا يعرف ما يفعل و هو يراقبهما حان وقت دخول المعجبين ليتجه توم لتلك الطاولة المستطيلة البيضاء التي غطت بغطاء وردي فاتح وضعت عليها آنية زهور بيضاء ملئت بأزهار الأقحوان البيضاء و علب ماء وقفت تولاي خلفه لتقول له: أتمنى لك التوفيق سيدي
التفت توم إليه بتلك الابتسامة السعيدة ليبدأ المعجبين بالدخول و الحصول على توقيعه بتلك الضجة و السعادة التي تغمرهم عند كايت الذي كان يسير برفقة تيم السعيد في الممر الطويل نظر إلى تيم ليقول له: أيعجبك هذا الكاتب تيم؟
قال تيم: لا أعرفه لكنني ذاهب لأنني أفسدت كتابيّ ليدي و ماري لذا أردت تعويضهما بالحصول على كتاب جديد موقع
قال كايت: تود مفاجئتهما صحيح؟
قال تيم بمرح: أجل
ظهر شبح ابتسامة على شفتيه ليكملا سيرهما الهادئ توقف كايت على صوت أزعج أذنيه لينظر تيم إليه باستغراب نظر للفتاة التي وقفت هناك بابتسامة سعيدة فور التقاء أعينهما ببعضهما نزل الدرج و هو يتمنى اختفائها في هذه اللحظة اقتربت منه بهدوء لتقول بابتسامة لطيفة: مرحبا كايت سعيدة برؤيتك بخير بدوت مشغولا للغاية هذه الأيام
قال كايت: شكرا لاهتمامك بالأمر لديّ موعد مع تيم علينا اللحاق به
نظرت لوسي لتيم المبتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل سار كايت مبتعدا عنها ليأتيه صوت والده القائل: لم لا تأخذها معك؟ سيكون هذا ممتعا بالتأكيد
التفت كايت لوالده بتلك النظرات المنزعجة للغاية بينما رمقه والده بتلك النظرات الحازمة طال بهما الأمر ليستسلم كايت أولا و يذهب ثلاثتهم معا للمكتبة وصلوا لهناك ليروا ذلك الازدحام الشديد اكتظ المكان بالناس ليقول تيم بانبهار: لم أعرف أنه مشهور للغاية
قالت لوسي: إنه من الكتاب المشاهير رواياته رائعة للغاية لا عجب بأن أكثر معجبيه من النساء أتحبه كايت؟
قال كايت: لا أحب الروايات كثيرا
قال تيم: سيكون علينا الانتظار طويلا في الصف هذا ممل للغاية
تنهد بانزعاج ليغادروا السيارة ليجذبوا الانتباه إليهم لم يبالي كايت كثيرا بالأمر بدأت الكاميرات في التصوير و المعجبات بالصياح باسميهما وقفوا في ذلك الصف الطويل المحدق بهما و يتهامسون بشأنهما داخل المتجر الساعة الآن الواحدة و النصف ظهرا لم يخف الازدحام عما كان عليه منذ بدايتهم لتقول تولاي بهمس: إن كنت متعبا سيدي بإمكاننا إنهاء الأمر هنا
قال توم: لا أنا بخير ما زال بإمكاني تقديم المزيد لا تقلقي
هزت رأسها بموافقة على كلماته ليكمل توقيع تلك الكمية الهائلة من الكتب و التحدث مع معجبيه المتحمسين للغاية حتى وقف أمامه تيم بتلك الابتسامة المرحة ليقول: سعيد بلقائك سيدي
قال توم: و أنا أيضا يشرفني معرفة أن هناك جيل مختلف يقرأ كتبي أيضا
ابتسم تيم بمرح شديد ليوقع له الكتاب باسم ماري اقترب منه كايت بنظراته الهادئة التي لم تبالي بالتلفت في الأرجاء ليقول في نفسه: لم أتوقع كونه شابا في عمري أو أكبر أعتقد
قال توم: ما هو اسمك سيدي؟
قال كايت: أرجو توقيع الكتاب باسم شقيقتي ليدي لوسيل
فعل توم ذلك بابتسامة مرحة نظر كايت للفتاة الواقفة خلفه بوجهها الهادئ كالمعتاد ليذهل من رؤيتها في مكان كهذا ليقول: وجدتك مجددا
نظر توم إليه بنظرات استغراب و دهشة ليلتفت لتولاي الغير مبالية بنظراته الفاحصة لها ليقول لكايت بنبرة متعجبة: أتعرف الآنسة لوريجن من قبل؟
قال كايت بنبرة هادئة: ربما
اتسعت تلك الابتسامة المستمتعة بالموقف بينما نظرات الجميع المتعجبة تحدق بهم و همساتهم ملئت المكان لم تتوقف الصحافة عن التقاط الصور لتقطع لوسي أحاديثهم بابتسامة لطيفة قائلة: ربما يجدر بنا المغادرة الآن
قال تيم بمرح: سعدت بلقائك مجددا سيدي
ابتسم توم له بمرح بينما تلك الأسئلة الحائرة تجوب في رأسه ليغادر المكان برفقة كايت و لوسي التي قالت: أتعرف هذه الفتاة من قبل كايت؟
لم يجبها بأي شيء لتشعر بالانزعاج لذلك أوصلها لمنزلها ليكمل طريقه لمنزله و ذلك الفضول لا يزال يجوب في دماغه يود إشباعه بأي طريقة قال تيم الذي لاحظ تلك الابتسامة المعلقة على شفتيه: أتعرف تلك الآنسة من قبل كايت؟
قال كايت: ليس تماما رأيتها في أماكن عدة بالصدفة
قال تيم بابتسامة: بالتأكيد هو القدر لكن هناك شيء غريب بها
قال كايت: ألم تعرف ما هو؟
قال تيم: لا لكنني أثق بأنها ليست بشرية
قال كايت: أجل هي ليست كذلك
قال تيم بحماس: هذا يعني أنك تعرفها جيدا صحيح؟
ابتسم كايت دون الإجابة على سؤاله لتحوم علامة تعجب كبيرة فوق رأس تيم رن هاتف كايت ليرفع الخط و يقول: ماذا هناك؟
قال المتصل: لقد اتصلت الكثير من المجلات يرغبون بإجراء مقابلة عن ذهابك لمؤتمر توقيع الكاتب توم كوين
قال كايت: اختر أي واحدة منهم لنجري معها المقابلة غدا
قال المتصل: حسنا سأرى جدول أعمالك أولا ثم أخبرك
أغلق الخط ليتنهد بانزعاج شديد عند توم الذي انتهى من عمله في تلك المكتبة شكر الجميع على جهودهم المتفانية بحث عن تولاي بعينيه ليجدها تتحدث مع شاب ما اقترب منهما بهدوء ليقول: شكرا لتعاونكما لهذا اليوم
هزت رأسها بإيماءة خفيفة لينظر للشاب بابتسام ارتبك الشاب قليلا ليبتسم و يقول: أنا رون ويزلي يشرفني العمل معك ابتداء من هذه اللحظة سيدي
مد يده للمصافحة ليفعل توم المثل ابتسما لبعضهما بشيء من المرح ليقول: يبدو أنني أتعبك بالكثير من العمل آنسة لوريجن
قالت تولاي: لا أبدا سيدي هذا كان آخر عمل لي معك
نظر توم إليها بشيء من الاستغراب يحاول استيعاب الخبر الذي يصله للتو فقط محيت تلك الابتسامة من على وجهه ليظهر بعض الحزن الأجواء بدأت تتوتر من حولهم نظرات الجميع تترقب ما سيحدث تاليا لتنحني تولاي له و تقول: شرفني كثيرا العمل معك سيدي أتمنى لك المزيد من النجاح
اعتدلت في وقفتها لتغادر بعدها بدأت الهمسات في العلو عن تصرفها الغير مبالاي بالأمر كله تنهد توم ثم محى تلك التعابير عن وجهه ليبتسم من جديد و يقول: حسنا شكرا مجددا لاستضافتي هنا
غادر برفقة محرره الجديد الذي أعاده لمنزله والدته التي كانت تشاهد عبر التلفاز المؤتمر الذي تم عقده رحبت به بوجهها المبتسم السعيد لتقول: أهلا بعودتك بني لقد بدوت وسيما للغاية على شاشة التلفاز
انتبهت للهالة الحزينة المحيطة به لتستغرب ذلك و تقول: ماذا هناك توم؟
رفع رأسه لينظر إليها و يقول بابتسامة لطيفة: لا شيء أمي فقط متعب قليلا
ابتسمت له بمرح شديد لتقول: لقد بذلت جهدك حقا اذهب و استرح قليلا
ابتسم لها بمرح ليصعد لغرفته عند تولاي التي وصلت لشقتها الجديدة تفحصت المكان قبل فتح تلك الصناديق بهدوء رتبت المنزل و انتهت من ذلك لتتذكر موعد رحلتها لتقول بصوت منخفض متثائب: بعد قيلولة قصيرة سأرتب حقيبتي
دخلت غرفة نومها لتريح بجسدها على السرير أغمضت عينيها بهدوء ليرن هاتفها نهضت لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر: أوصلت شقتك الجديدة بأمان؟ كيف جرى الأمر مع السيد كوين؟
قالت تولاي: أجل وصلت بأمان و أنهيت الترتيبات و قد أخبرته بالأمر أيوجد أمر آخر تريدين الاستفسار عنه؟
تنهدت جينجر بارتياح شديد لتقول بمرح شديد: حقا أنا أشتاق إليك منذ الآن أوجدت عملا جديدا لك؟
قالت تولاي بصوتها الناعس: لا ليس بعد سأبحث عنه بعد عودتي
قالت جينجر: صحيح قلت أنك ستسافرين لزيارة شخص ما آسفة لإزعاجك
قالت تولاي: لا بأس بذلك سأخلد للنوم الآن لذا أراك لاحقا
قالت جينجر بمرح: عمت مساء تولاي
أغلقت الخط لتزفر الهواء من رئتيها لتعود للنوم من جديد



Inas Fallata 03-24-2020 01:37 AM




استيقظت في الصباح الباكر لتستحم و ترتدي بلوزة زرقاء داكنة بأكمام طويلة ياقتها بيضاء و بنطال أزرق فاتح يصل لمنتصف الساق طبع على طول الساق الأيمن فراشات رمادية و حذاء أبيض بأربطة رمادية رفعت شعرها بمطاط أبيض زغبي حملت حقيبة ظهرها الأرجوانية المخططة بالأبيض لتغادر المنزل توجهت لمحطة القطار المتوجهة للمدينة المجاورة وصلت إلى هناك خلال ساعتين توجهت للعنوان المطلوب لتقف أمام بوابة حديدية كبيرة تقدمت من حارس البوابة لينظر إليها بشيء من الاستغراب و يقول: هل لي بمعرفة هويتك يا آنسة و سبب قدومك؟
قالت تولاي: أنا تولاي لوريجن أتيت لأجل السيد لوريجن
دهش الحارس كثيرا من لقبها المطابق للقب أفراد هذه العائلة اتصل بهاتف المنزل ليتأكد من غرض زيارتها مرت دقائق معدودة قبل قدوم كبيرة خدم المنزل فتحت البوابة لتغادره السيدة الخمسينية السمينة بعض الشيء لتنحني لها و تقول: آسفة لجعلك تنتظرين هكذا آنسة لوريجن تفضلي من هنا رجاء
دخلت تولاي معها المنزل الكبير ذو اللون الأزرق الفاتح فتحت كبيرة الخدم الباب الأبيض الكبير المزين بكثير من النقوش لترى جون في استقبالها بتلك الابتسامة اللطيفة ليقول: أهلا بك في منزلنا تولاي
انحنت له لتقول بهدوء: شكرا لاستضافتي هنا
ابتسم لها بمرح شديد ليقول: شكرا لك سيدة مادليت سأوصلها بنفسي لأبي
قالت كبيرة الخدم: آسفة سيدي لكن والدك طلب مني فعل ذلك شخصيا
نظر جون لتولاي بنظرات حزينة فقد أراد التحدث إليها أكثر ليتنهد بقلة حيلة و يقول: حسنا سأكون في انتظارك
ابتسم لها بمرح ليغادر تبعت كبيرة الخدم خلال تلك الأروقة الواسعة المليئة بلوحات فنية مختلفة حتى وصلتا أمام الباب الأزرق الداكن لتطرقه كبيرة الخدم و تقول: سيدي لقد وصلت الآنسة لوريجن
سمعتا صوتا ذكوريا هادئا يقول: دعيها تدخل
فتحت الباب لتدخل تولاي الغرفة الزرقاء الفاتحة كل الأثاث الموجود بها باللون الأزرق و تدرجاته انحنت للرجل الأربعيني الجالس على الأريكة الزرقاء الفاتحة المقلمة لتقول: آسفة لظهوري المفاجئ سيد رين لوريجن
تحولت تعابير وجهه الهادئة لأخرى لطيفة و مرحة لينهض بمساعدة عصاه البنية الداكنة المحفورة من قبل حرفي ماهر نقش عليه اسم العائلة داخل دائرة في طرفها الأيسر السفلي خطوط متشابكة مكونة حروف اسمه الأولى و يقول بنبرة مرحة و لطيفة: لا عليك عزيزتي تولاي كل شيء بخير ثم أنني من دعوتك لهنا لذا لا داعي للقلق
رفعت رأسها لتنظر إليه بنظراتها الهادئة و الباردة وجهه لم يتغير عن آخر مرة رأته فيه لكن الزمن ترك أثاره عليه لتقول: أتمنى معرفة سبب وجودي هنا
قال رين و هو يقترب منها بهدوء: لم شمل العائلة و حسب لقد كبرت حقا
قالت تولاي بنبرة باردة منزعجة جمدته في مكانه: لم أكن كذلك لفترة طويلة لم الآن؟
تنهد رين بهدوء و قال: ألا يمكنك فقط نسيان الماضي و حسب؟ أعرف أننا قمنا بالكثير لكننا تغيرنا
قالت تولاي: أشك في ذلك سيدي يبدو وجودي غير مرحب به هنا
صمت رين لفترة يحدق بها ليقول: حقا أنت لم تتغيري و لو قليلا و يبدو أن الأمر أصعب مما اعتقدت
قالت تولاي: أنا لا أقصد الإهانة لكنني لا أشعر بالارتياح هنا
قال رين بجدية ظهرت على عينيه: حسنا سأدخل في صلب الموضوع سنعيدك للعائلة
قالت تولاي: لا أريد ذلك فأنتم العائلة التي سلبتني من أحب لا تنسى ذلك رجاء
قال رين بشيء من الحزن: تولاي أدرك بأنك تشعرين بالحزن لفقدانهم و نحن كذلك
قالت تولاي: هذه مزحة سيئة للغاية أنتم السبب وراء موتهم في المقام الأول و أنا لا أريد أن أبقى معكم بأي طريقة كانت
فتح الباب بقوة ليدخل شابين يحملان تلك النظرات المنزعجة على وجههما ليقول أحدهما: أنت من تحسبين نفسك للتحدث مع أخي بهذه الطريقة؟
قال الآخر: تبا لك كيف تجرؤين على القدوم بعد تركك لهم هكذا؟
نظراتها القاتلة و الباردة التفتت لهما لتصيب قلبيهما بشيء من الرعب لكن كرههما العميق لها فاق ذلك الرعب ليقول رين: روبن و كيث ماذا قلت لكما؟ سأنتهي من هذا الموضوع وحدي
قال روبن: لم دعوت هذه القاتلة لمنزلنا أخي؟
قال كيث: تعرف بأن جميعنا معارضين لهذه الفكرة السيئة
قالت تولاي: لا يشرفني البقاء هنا مع مجموعة من الذئاب السخيفة أفضل الموت على الالتحاق بكم
أنهت كلماتها لينقض عليها روبن بمخالبه الحادة ليرسم خطوط دموية على وجنتها اليمنى لم تهتز شعرة واحدة منها لتقول بابتسامة استفزازية: طفوليين أكثر مما توقعت على كل أنا مغادرة
تلك التكشيرة الحاقدة علت وجهيهما لتغادر الغرفة تاركة لهما المجال للتنفيس عن ذلك الغضب سارت بهدوء في ذلك الممر الطويل لتسمع صوت أطفال يركضون في الممر أخفت تلك الخدوش المؤلمة من وجنتها ليتوقفا أمامها باستغراب شديد ليقول أحدهم و استفهام كبير يقفز فوق رأسه ببراءة: من تكونين يا آنسة؟
قال آخر بهمس: لا يجدر بك التحدث مع الغرباء أخي
نظرت إليهما لبعض الوقت لتشعرهما بشيء من عدم الارتياح دنت منهما لتخرج من حقيبتها مصاصتي حلوى دائرتي الشكل ذات غلاف مخطط بالأبيض و الوردي لتعطيهما بابتسامة لطيفة أعجب الصبيان بابتسامتها لتغادر الممر دون قول شيء آخر نظرا إلى ظهرها المبتعد عنهما و قد سرقت كيانهما بتلك الابتسامة التي رسخت في ذهنيهما ليقول الأول: لا تبدو شخصا سيئا أليس كذلك يا أخي؟
ضربه الصبي الآخر بأصبعيه على جبينه بقوة و يقول: لهذا لا يريد والدينا تركك وحيدا أنت تثق بالناس بسهولة
قال الأول و دموعه غادرت عينيه واضعا يده على جبينه متألما: لكنها ليس كذلك صحيح؟
تنهد الثاني بانزعاج ليسير متقدما على أخيه اللطيف نزلت تولاي الدرجات بهدوء منزلة رأسها غير مبالية بكل ما جرى توقفت عن المسير حالما شعرت بنظرات ذلك الشخص تراقبها رفعت رأسها لتنظر لجون الذي رسم تعابير حزينة على وجهه لتقترب منه بهدوء و تقول: آسفة لكن مكاني ليس هنا
رسم ابتسامة حزينة على شفتيه ليقول: أجل أدركت ذلك آسف لتسببي بكل هذه المشاكل
انحنت له دون قول أي شيء لتغادر المنزل بهدوء في طريق مغادرتها التقت بذلك الرجل الكهل إن جاز التعبير لكنه لم يبدو كذلك أبدا يستند على عصا مشابهة لعصا رين بلون أسود ملامح وجهه لم تبشر بخير أبدا انحنت له دون البوح بأي شيء لتكمل مسيرها أوقفها بقوله: لم أتوقع رؤيتك مجددا هنا تولاي
قالت تولاي: لو كان الأمر بيدي لما أتيت مجددا لهنا
التفت لينظر إليها بنظراته المنزعجة التي سرعان ما تغيرت لأخرى حزينة و هادئة ليقول: اليوم ذكرى وفاتهم هل ستذهبين؟
قالت تولاي: لا أحتاج دعوتك سيدي فأنا لم أخن عهدي معهم مثلك
قال الرجل: أجل أنت محقة لنلتقي هناك إذا
لم تجبه تولاي بأي شيء لتكمل سيرها مغادرة هذا المنزل صعد جون الدرج ليذهب لزيارة غرفة والده و يعرف ما حدث بالضبط وصل هناك ليرى الباب المفتوح و عميه يجلسان مقابلا لوالده بانزعاج شديد الغرفة كانت مضطربة للغاية طرق الباب ليلفت انتباههم نظروا إليه جميعا بمختلف التعابير ليتعجب نظرات والده الحزينة إلى الأرض ليدخل الغرفة و يجلس بجانبه و يقول: ماذا حدث هنا أبي؟
قال كيث بانزعاج: ما كان يجب أن يحدث لم دعوتها إلى هنا من الأساس؟
قال روبن: خيرا أن أبي لم يكن موجودا ليرى هذا
طرق باب الغرفة لينظروا إليه وقفوا جميعا بشيء من الذهول و الاندهاش لتواجده أمامهم نظراته توجهت لوالد جون الذي لم يرفع عينيه عن الأرض منذ فترة ليقول: ما بال هذه التعابير السخيفة على وجوهكم؟
قال كيث: أبي أليس من المفترض أنك في رحلة عمل؟
قال الوالد: أجل لكن اليوم هناك شيء مهم علينا القيام به كما تعلمون
قال جون: أتقصد ذكرى وفاة عائلة عمي راي؟
نظر الجد إليه بتلك الابتسامة الحنونة الحزينة لتصمت جميع مشاعرهم و تكسبهم حزنه غادر الجد الغرفة عائدا لغرفته بعد ساعات طويلة بدأت الشمس بالغروب فيها لتسدل السماء ستارها الأسود على المدينة استعدت عائلة لوريجن للذهاب لذكرى وفاة عائلة ابنهم الذي عانى كثيرا بسببهم غادروا منزلهم في سياراتهم متجهين لحيث تم دفن جثثهم على تلك التلة البعيدة عن المدينة وصلوا لهناك ليقتربوا من قبورهم المصفوفة بالقرب من بعضهم لم ينسى أيا منهم وضع باقة أزهار على القبور الثمانية النسيم البارد العابر جعل مشاعرهم تتأجج أكثر الدموع المحبوسة منذ فترة انسكبت على وجوههم نظر جون لوالده الواقف بقربه يبكي بصمت فهو تؤام هذا الشخص الراحل الذي لا يعرفه جيدا رفع رأسه أخيرا للنجوم علها توصل شيئا من مشاعره لأخيه الذي لم يعد موجودا بقربه نظر لليد النحيلة ذات التجاعيد الكثيرة التي قبضت يده بقوة محاولة التخفيف عن هذا الحزن الدفين في قلبه اقترب صاحبها منه ليضع رأسه على كتفه و يقول بهمس: لم يكرهك راي يوما عزيزي و أنت تدرك ذلك لذا لا تعذب نفسك بذنب لم تقترفه
نظر للعيون البنية الداكنة التي اختفت خلف تلك الدموع ليسند رأسه بلطف لتلك السيدة التي وقفت بقربه لسنين طوال أهدته حب العالم كله و لم تزل ابتسامتها الجميلة عن شفتيها يوما تبسم لها بلطف ليعود برفقتها و ابنه للمنزل مضى الوقت ليخفف من ذلك الجمع حتى تبقى الجد و أصغر أبنائه أمام قبر ابنه الذي فقده لسذاجة أفكاره كان يجثو على ركبتيه متناسيا آلام ركبه و ظهره أمام ألم إفساد حياة ابنه وقف خلفه خادمه المتقدم في العمر لينحني بهدوء و يقول: سيدي يجدر بنا الذهاب الآن
قال الجد: هناك شخص أنا في انتظاره
نظر روبن و كيث إليه باستغراب من مقولته ليقول كيث: من تنتظر يا أبي؟
لم يجبه بأي شيء ليصمت هو الآخر مضت بضع ساعات حتى انتصف الليل السماء تلبدت بغيوم داكنة لتحجب ضوء القمر الذي توسط السماء بكل افتخار استغل شخص ما عتمة المكان ليهجم على الجد المغمض العينين رفع رأسه مستسلما للسيف الفضي اللامع وسط العتمة القريب من عنقه ليقول صاحبه الذي لم يظهر لهم ملامحه بعد بنبرة هادئة و برود قاتل: تبدو متأهبا جدا سيد لوريجن
قال الجد: هذا هو موعدنا الذي أردتك فيه
قال روبن و هو يقترب بحذر من والده: هل تعتقد بأنك ستنجو بفعلتك يا هذا؟
حاول كيث الهجوم على ذلك الشخص ليختفي من أمامه حاملا والده معه في الهواء ليقف على غصن أقرب شجرة منه رفعوا أنظارهم إليه ليثير انزعاجهم أكثر عض كيث على شفتيه لفشل هجومه حاول أحد الحراس الشخصيين لوالده شن هجوم مباغت على هذا الغريب لتشنج ملامحه المصدومة على السيف الذي غرس في بطنه ليشق نصفين سقطت جثته على الأرض بقوة ليحذر الجميع منه ليقول كيث: من أنت؟ و ماذا تريد من أبي؟
لم يجب على أي من أسئلته الموجهة له لتتوتر الأجواء أكثر من قبل تحركت الغيوم مبتعدة عن القمر الذي أسرع في مد ضوؤه للكشف عن هذا القاتل تدفقت الدماء أسرع في شرايين الشقيقين الواقفين بعيدا عن الشجرة بغضب شديد ليقول روبن: ماذا؟ ألم تكتفي بمقتل أخي و عائلته؟ تريدين قتل أبي أيضا
قال كيث و هو يتأهب لهجوم ثان: لن أسمح لك بذلك أبدا أيتها الحقيرة
نظراتها الهادئة و صمتها القاتل أثار أعصابهما أكثر ليتقدم كيث منهما ليوقفه قول الوالد: أنتما توقفا عن الهذيان تعرفان تماما أن تولاي بريئة من تهمكما القاتل الحقيقي له بالتأكيد هو أنا بسببي أنا قتل راي و عائلته لو تركته يبقي في المنزل معنا لما حدث أي من هذا
قال روبن بغضب: أبي لا تلم نفسك أبدا على ذلك نعرف جميعا أن هذه المزعجة هي السبب وراء مقتلهم
قال الوالد: على المجرم أخذ عقوبته
أغمض الوالد عينيه منتظرا اللحظة الحاسمة التي ستنسيه ذنبه و ألمه رفعت تولاي السيف في الهواء لتتوسع الأعين المصدومة من هبوط جسد والدهم من على ذلك الغصن أسرع الشابين في التقاطه لينجحا في ذلك بحثا عن أي جرح في جسده لكن الدماء التي علت ملابسه لم تكن دمائه فتح عينيه ليحدق بابنيه الممسكين به لتفيض عينيه بالدموع الحزينة النادمة على خوفه من الموت في اللحظات الأخيرة قفزت تولاي من الغصن لتقف على الأرض بهدوء لتقترب من قبر الزوجين اللذين احتضناها في منزلهما الصغير المليء بالمحبة لتنحني لهما بشكل رسمي لفترة طويلة لترفع رأسها و تلفت للشابين اللذين ثقبا جسدها بتلك النظرات الحاقدة لتقول ببرود و عينيها مصوبتين في اتجاه الوالد المتألم: أنا لن أسامحك أبدا لأنك سبب في قتلهم لكنني لن أقتلك لأجلهم أيضا
قال كيث بغضب: بالتأكيد أنت تمزحين تتحدثين كما لو أنك لست السبب الرئيسي وراء مقتلهم
نظرت إليه بعدم مبالاة لكلامه الموجه لها لتقلب عينيها لشقيقه القريب منه لتقول: و أيضا علم أولادك كيف يتصرفون مع الضيوف فأنت لا تريد خسران شخص آخر منهم صحيح؟
أنهت كلماتها لتختفي من أمامهم ليفرغ روبن غضبه على الشجرة القريبة منه بلكمها تورمت يداه و غطت بالدماء لكنه لم يبالي يشعر بالندم الشديد على عدم قتل تلك الفتاة الساخرة منه ليقول بصوت منخفض: إن التقينا مجددا سأنهي حياتك بالتأكيد
التفت للشخص الذي وضع يده على كتفه بتلك النظرات المنزعجة ليرى كيث يحمل النظرات ذاتها ليقول له: علينا العودة للمنزل سنتعامل مع هذا الشخص لاحقا
نظرا لوالدهما الذي يقف بمساعدة خادمه ليذهبا معه للسيارة السوداء التي أحضرتهم عائدين للمنزل



Inas Fallata 03-24-2020 01:38 AM




مضت أسابيع هادئة على الجميع و الروتين يقتلهم عند كايت الذي يسير في الممر عائدا لغرفته بعد يوم شاق من الأعمال و الانتقال توقف عن المسير فور رؤيته لوالده المستند على الجدار بهدوء ليقول: انتهت الحفلة منذ ساعة أين كنت حتى الآن؟
قال كايت: في السيارة لم أرد سماع توبيخ آخر من أمي
قال الوالد: إن كنت مهتما هكذا بها فلم لم تحضر مبكرا؟
قال كايت: أجبرت على البقاء برفقة هذه الفتاة المزعجة
قال الوالد: لا يجدر بك الحديث بسوء عن مخطوبتك
أظهر كايت تعابير منزعجة على وجهه ليسير متجاهلا ما يريد والده الحديث فيه ليمسك بيده و يقول: أنا لم أنهي حديثي معك بعد
تنهد كايت ليقف منتظرا ما سيقوله والده المنزعج من تصرفاته ليقول: أنا حقا لم أفهم ما أردت إيصاله إليّ في المرة الأخيرة تفاجأت بشدة مما قلته
لم تتغير النظرات الهادئة على وجه كايت المنزعج بشدة من الحديث في هذا الأمر ليرى نظرات والده المنتظرة إجابته ليقول بعد تنهيدة هادئة هربت منه: لنتحدث في هذا لاحقا أنا متعب الآن و لا أريد البقاء مستيقظا طوال الليل لديّ عمل في الصباح
ترك الوالد يده ليقول: سنفعل ذلك بالتأكيد و لن أسمح لك بالهرب مجددا
سار كل منهما عائدا لغرفته يفكر في الأمر ذاته دخل كايت غرفته ليستحم و يرتمي على سريره لينام بهدوء في الصباح عند تولاي التي غادرت المشفى برفقة جينجر المبتسمة لها و تقول: آسفة لإزعاجك بأمري
قالت تولاي: لا عليك المهم أنك بخير
قالت جينجر: حقا حتى الآن لا أعرف كيف فقدت توازني ربما انزلقت بالماء
قالت تولاي: عليك الاهتمام بنفسك جيدا المرة القادمة
قالت جينجر: بالتأكيد سأفعل كاد قلبي أن يتوقف عندما استعدت وعيّ خيرا أن طفلي بخير
ابتسمت تولاي بلطف لها و هي تنظر إليها تضع يديها على معدتها التي برزت رن هاتفها لترفع الخط و تقول: مرحبا سام
قال سام بقلق شديد: هل جينجر بخير؟ لقد رأيت رسالتك للتو فقط
قالت تولاي: أجل هي بخير فقط خدش صغير.... بإمكانك الحديث إليها
أبعدت الهاتف عن أذنها لتعطيه لجينجر التي سعدت بالحديث إليه فهو في رحلة عمل منذ أسبوعين أنهت المكالمة لتعيد الهاتف لتولاي لتقول: آسفة لإطالة الحديث
قالت تولاي: لا بأس بذلك
ابتسمت جينجر لها لتنظرا لمجموعة الأشخاص الواقفين قرب أحد واجهات المحلات الزجاجية التي كانت تبث إعلانا على التلفاز اقتربتا منهم لتنظرا ما في الأمر قالت جينجر: ماذا هناك؟
قالت فتاة قريبة منهم: إحدى الشركات يبحثون عن عارضة ما وضعوا صورتها و قالوا من يجدها عليهم الاتصال بهم
قالت جينجر: ماذا؟ عارضة هاربة؟ هذا غريب حقا ألا تظنين ذلك تولاي؟
قالت تولاي: ربما
نظرت جينجر للصورة التي زينت الشاشات كلها بينما كانت تولاي مشغولة بتفقد الرسائل التي أتتها توسعت حدقتا عيني جينجر لتطلق تلك الصرخة المصدومة مما تراه نظر الجميع إليهما في انتظار تفسير لهذه الصرخة نظرت جينجر لتولاي باندهاش و من ثم لتلك الصورة لتشير بسبابتها إليها و تقول بدهشة ظهرت على صوتها: ألست هي تولاي؟
رفعت تولاي رأسها عن شاشة هاتفها لتنظر بعدم مبالاة للتلفاز لتتبدأ النظرات في التوجه إليها لتقول إحدى الفتيات لصديقتها بهمس: هناك شبه ظاهر بينهما
قالت صديقتها: أجل ربما تكون هي
قال أحد الفتية بهمس: هل من المعقول أن تكون العارضة الهاربة؟
قال آخر: شكلها لا يبدو كذلك
بدأت الأفواه بالتحرك و التحدث عن الأمر لتقول جينجر: لم أنت صامتة هكذا؟ أهذه أنت حقا؟
قالت تولاي: أجل لكنني لست عارضة بالتأكيد و أنت تعرفين ذلك
قالت جينجر: لم صورتك موجودة هناك إذا؟
فتحت شفتيها لتخبرها بالسبب لكن أصوات الكاميرات التي أحاطت بها أصمتتها بدأ المكان من حولهما يزدحم بالناس و يضج بالإزعاج قالت جينجر بهمس: أنا حقا آسفة حدث هذا بسببي
قالت تولاي: لا عليك يجدر بنا الرحيل من هذا المكان سريعا
أسرعتا الخطى لمغادرة ذلك الجمع الذي بدأ باللحاق بهما و السؤال عن الكثير توقفتا أمام أحد المقاهي لتجلسا فيه لم ترتاحا هناك أيضا لتقول جينجر: إنهم حقا مثابرون للغاية لكن حقا كيف وصلت تلك الصورة لهناك؟
قالت تولاي: الأمر و ما فيه أنني كنت عائدة من العمل ظهر لي رجل ما و طلب مني القيام بذلك برجاء مزعج وافقت و حسب
قالت جينجر: و الآن يبحث عنك؟ هذا يبدو جنوني حقا
رشفت كلتاهما من كوبيهما لتهدأ كل الاضطراب المليء حولهما لتقول جينجر: ما زلت تبحثين عن عمل صحيح؟ لم لا توافقين على هذا و تختصرين الوقت؟
قالت تولاي: لا أحبذ فكرة وضعي أمام الأضواء طوال الوقت
قالت جينجر: لابد أن هناك ملايين الفتيات شاهدن هذا و يتمنين أن يكن مكانك كما أنك جميلة جدا أستطيع تخيلك كعارضة منذ الآن
قالت تولاي: ربما أفكر في الأمر لكن بالتأكيد ليس الآن
ضحكت جينجر بمرح شديد على تعابير الانزعاج الظاهرة على وجهها عادتا بعدها للمنزل بسلام عند كايت الذي كان ينظر لذلك الإعلان برفقة لوسي و عدد من العاملين ليقول أحدهم: هل يعتقدون أنه بإمكانهم العثور عليها هكذا؟ أراهن على أنهم لن يجدوها
قال آخر: هذا الإعلان منتشر على نطاق الدولة لذا أعتقد أنهم سيجدونها
قال ثالث: أنا أيضا
قال الأول: أتراهنون على ذلك؟
قال الثالث بابتسامة: بالتأكيد و لم لا؟ أنت الخاسر في النهاية
تحمسوا بشأن الرهان كثيرا و اشترك عدد لا بأس منهم لتقول إحدى العاملات: إنها جميلة جدا لن يكون من الصعب العثور عليها
قالت أخرى: أثق بأنها كلها عمليات تجميلية
قالت ثالثة: لا إنها ليست كذلك لقد قمت بوضع القليل من مساحيق التجميل لكنها لم تكن بحاجة لذلك حتى
قالت رابعة: حقا؟ أتعرفينها إذا؟
قالت الثالثة: لا للأسف أردت الجائزة كثيرا
قالت لوسي: أهي جميلة لهذه الدرجة؟ لا أرى ذلك ربما لو التقيتها سأقيم ذلك ما رأيك كايت بها؟
لم يجب كايت على سؤالها لتراه يبتسم بشرود للتلفاز لتنزعج من تلك النظرات على وجهه لتحتضن ذراعه و تقول: عزيزي كايت ماذا لديك بعد هذا؟ لنذهب و نتناول الغداء سويا
نظر كايت إليها بوجهه الهادئ ليرسم ابتسامته المزيفة على شفتيه و يقول: آسف لكن لديّ الكثير من العمل هذا اليوم بإمكانك الذهاب وحدك
قالت لوسي: هذا لن يكون ممتعا سأنتظرك إذا
أتى مدير أعمال كايت ليقول: آسفة آنسة بيرون لكنه لن ينتهي حتى بعد انتصاف الليل هذا الأسبوع هناك الكثير من الأعمال
قالت لوسي بشيء من الحزن: هكذا إذا أعتذر عن إشغالك
غادر كايت دون الاهتمام بالتعابير المصطنعة على وجهها ليسير برفقة مدير أعماله الذي انتبه لتلك الابتسامة التي لا تزال تعلو شفتيه ليقول له: أهناك ما يشغل تفكيرك كاي؟
نظر كايت إليه بشيء من الاستغراب من سؤاله المفاجئ لينتبه لتصرفاته السابقة ليظهر ابتسامة خفيفة و يقول: لا شيء أبدا
ابتسم مدير أعماله له دون التحدث أكثر انتقلا من موعد لأخر حتى نهاية اليوم ليعود لمنزله منهك تماما استلقى على سريره ليتذكر أمر الإعلان التلفازي ليقول في نفسه: هكذا إذا سنلتقي قريبا مجددا أيتها الفراشة الغامضة
أغمض عينيه لينام بعمق بعد أربع أيام استيقظت تولاي في الظهيرة لتستحم بماء فاتر غادرت الحمام على رنين هاتفها لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر: أهلا تولاي لم نرى بعضنا منذ فترة
قالت تولاي: أجل تبدين متعبة هل أنت بحاجة للذهاب للمشفى؟
قالت جينجر: لا أبدا كل ما في الأمر أنني قضيت وقتا طويلا في ترتيب المنزل والدة سام قادمة للزيارة و هو لم يعد بعد
قالت تولاي: إن كان بإمكاني المساعدة أرجو أن تخبريني
قالت جينجر: لا لقد انتهيت من كل شيء و هي لن تأتي حتى بعد غد لكنني متوترة قليلا فأنا لم أرها منذ فترة طويلة
قالت تولاي: كل شيء سيكون بخير أعتقد أن سام سيعود هذا المساء أو صباح الغد
قالت جينجر باستغراب: هل تحدثت إليه؟
قالت تولاي: لا شخص ما في عمله أخبرني بذلك لسبب ما
قالت جينجر: شكرا لإخباري بذلك
قالت تولاي: لا عليك تأكدي من أن تحافظي على صحتك جيدة
قالت جينجر بمرح شديد: سأفعل بالتأكيد لا تقلقي عليّ أبدا
قالت تولاي: أرجو أن تعذرني الآن لديّ موعد عليّ اللحاق به
قالت جينجر: آه ذاهبة لتلك الشركة؟
قالت تولاي: أجل سأخبرك بما سيحدث لاحقا
قالت جينجر بلطف: حظا طيبا لك تولاي
قالت تولاي: شكرا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتتجه لغرفتها المتوسطة الحجم ارتدت ثيابها الموضوعة على السرير بلوزة زرقاء داكنة بأكمام متوسطة و بنطال أسود به نجوم فضية على الطرف الأيسر من الأسفل للركبة و الطرف الأيمن من الأعلى حتى الركبة واسع الأطراف و حذاء أزرق داكن بمستوى الأرض زين بفصوص فضية على الأطراف رفعت شعرها على شكل حلقة دائرة لتزينه بدبوس أسود تدلى منه سلاسل رباعية بها نجوم مختلفة الأحجام فضية اللون حملت حقيبة بيضاء على كتفها لتقول بانزعاج: لو غادرت هكذا لن يتوقفوا عن إزعاجي
أخرجت نظارة مظللة باللون الأزرق عدساتها واسعة كعينيها غادرت منزلها لتتجه لأقرب محطة قطار أنفاق وقفت في انتظار قدوم القطار بهدوء رغم الإزعاج الذي سببه مظهرها لتعض شفتيها بانزعاج وصل القطار خلال وقت قصير كان مكتظا كالعادة وقفت بالقرب من الباب في انتظار وصول محطتها بهدوء حتى أمسكت تلك اليد ذراعها لم تعطي للأمر أهمية كبرى حتى سمعت صوت أنفاس صاحبها بالقرب من أذنها انزعجت كثيرا لكن الازدحام يمنعها من التحرك شبرا واحدا ليهمس في أذنها قائلا: هذا هو التحذير الأخير لك تعرفين حينما يغضب السيد زورف كل الأمور السيئة تحصل
اختفى ذلك من خلفها حالما أعلن اقترابهم من المحطة المنشودة فتحت الأبواب لتغادر القطار مع ذلك الفوج أكملت سيرها دون المبالاة لهذا التهديد وصلت لعنوان الاستديو الذي كان في الطرف الآخر من المدينة دخلت لهناك لتراهم مشغولين بتصوير مجموعة من الفتيات وقفت في مكانها بهدوء لبضع دقائق اقترب منها أحد العاملين هناك ليقول: من تكونين يا آنسة؟
قالت تولاي: أتيت لأجل العثور على العارضة
قال العامل: آه حسنا تفضلي معي
سارت خلف العامل الذي بدأ يقودها للطرف الآخر من الاستديو فتح الباب الرمادي المعدني لترى تلك الدرجات الرخامية العريضة و الكبيرة بدآ بصعودها ليصلا للطابق الثاني فتح باب آخر لتظهر تلك المكاتب الكثيرة و الأشخاص المتجولون في المكان بعضهم يحمل أقمشة فاخرة و آخرون يعملون على تصاميم ما ساروا بين تلك المكاتب ليصلا للباب الزجاجي الذي ظهر من خلفه رجل يتحدث مع آخر عن مجموعة أوراق وضعت على طاولته البيضاء المربعة طرق العامل الباب ليقول: أرجو أن تنتظري هنا لبعض الوقت
دخل بعد سماعه الإذن بذلك توجه للرجل الجالس على كرسي أسود متحرك حدثه في أمر ما لينظر لتولاي عبر الزجاج ليقول: أقالت بأنها تعرف تلك العارضة؟
قال العامل: أجل سيدي لذلك طلبت منها القدوم في هذا الوقت أتمنى بأنك لست مشغولا
قال الرجل: ليس كثيرا دعها تدخل
غادر العامل ليطلب منها الدخول طرقت الباب قبل دخولها لينظر الرجل إليها من رأسها لأخمص قدميها فاحصا ملابسها بتلك الابتسامة الراضية تماما عن مظهرها ليقول: تفضلي بالجلوس أتريدين شرب شيء ما؟
قالت تولاي: لا أبدا سيدي
جلست على المقعد الجلدي البني القريب من طاولته لتخلع نظارتها و تضعها داخل الحقيبة لتقول: الشخص الذي تبحثون عنه هو أنا
توسعت عيناي الرجل المصدوم من رؤيتها أمامه ليأخذ نفسا عميقا ثم يقول: لا تعرفين مقدار الجهد الذي بذلناه في البحث عنك يا آنسة حقا كيف فاتنا أخذ اسمك أو عنوانك؟ لكنني سعيد لرؤيتك مجددا أتودين العمل هنا؟
قالت تولاي: أجل سيدي
قال الرجل بابتسامة سعيدة: هذا مريح للغاية بداية أعرف عن نفسي أنا المصمم ليو براندون شكرا جزيلا لتعاونك معنا في المرة السابقة
قالت تولاي: أنا تولاي لوريجن سعدت بمعرفتك سيدي
قال ليو: أود حقا إكمال إجراءات توظيفك لكنني مشغول ببعض التصاميم الآن لذا يمكنك فعل ذلك عند المكتب الرابع القريب من باب المصعد بعد خروجك من هنا توجهي مباشرة إليه
وقفت تولاي و انحنت له بهدوء لتغادر مكتبه و تتجه لذلك المكتب وصلت هناك لتخبرها السيدة على الفور بتلك الإجراءات و أعطتها استمارة لتكتب بياناتها عليها و عقد للتوقيع عليه أنهت ذلك لتعيده للسيدة التي قالت: حسنا بما أننا مشغولون بعض الشيء هذه الفترة بإمكانك القدوم بعد غد سنتصل بك و نخبرك بباقي ما تحتاجين لمعرفته
قالت تولاي: شكرا لوقتك
غادرت بعدها المبنى عائدة لمنزلها عند كايت الذي كان يسير في ممر شركته برفقة لوسي وصل لغرفة الاستراحة ليجلس على الأريكة البيضاء بهدوء لتقول لوسي: كيف تجري الأمور في عملك؟
قال كايت: بخير
قالت لوسي: سمعت أنك ستكتب إحدى أغاني ألبومك ما هو موضوعها؟
قال كايت: لم أحدد بعد
ابتسمت لوسي بمرح لتجاوبه مع أسئلتها دخل بعض العاملين ليقول أحدهم: لقد أخبرتك بأنك ستخسر هيا عليك الدفع
قال الآخر: يا إلهي لم أصدق حتى ما وصلت أذنيّ هل أنتم متأكدون من الخبر؟
قال الثالث بمرح: هيا لا تماطل ادفع لنا نقودنا
ضحكوا عليه بمرح شديد لتقول لوسي: هل حقا وجودها؟ في أيّ استديو تعمل هي؟
قالت إحدى العاملات: في استديو دوتسون غاريل
قالت أخرى:سمعت بأنها لم تكن عارضة حتى لا أعرف من أين أحضروها
قالت ثالثة: لا يهم طالما أنها جميلة و تستحق كل هذه الفوضى
قالت لوسي: صحيح سيكون لديّ معهم جلسة تصوير بعد يومين
قالت إحدى العاملات: أخبرينا بعدها كيف تبدو
قالت لوسي بمرح: بالتأكيد سأفعل فقط انتظرنني
سعدت العاملات بتلك الابتسامة حضر مدير أعمال كايت ليغادر برفقته لتبدأ الأعمال بالانهيال عليه حتى المساء



Inas Fallata 03-24-2020 01:39 AM




بعد يومين في الصباح في منزل جينجر حيث كانت تجلس على الكرسي تنتظر قدوم والدة سام بتوتر شديد غادرت تولاي المطبخ مع كوب زجاجي به ماء بارد لتعطيها إياه و تقول: لا داعي لكل هذا التوتر
قالت جينجر بابتسامة: لا أعرف حقا لم أشعر بكل هذا التوتر
قالت تولاي بابتسامة: كل شيء سيكون بخير
ابتسمت جينجر لها بمرح شديد لتشرب الماء بهدوء و تأخذ نفسا عميقا استيقظ سام ليغادر غرفة النوم و هو يتثاءب بنعاس شديد تفاجئ لتواجد تولاي في المكان ليبتسم و يقول: مرحبا تولاي لم أرك منذ فترة
قالت تولاي: أجل أتمنى أن تكون بخير
قال سام بمرح: أجل أنا بخير شكرا لاهتمامك الدائم بنا
قالت جينجر: عزيزي عليك الاستعداد ستأتي والدتك في أي لحظة
قال سام: آه نسيت ذلك تماما
أسرع في التوجه للحمام لتضحك جينجر بمرح على تصرفه قرع الجرس لتتوقف أنفاسها للحظات فتحت تولاي الباب لتنظر إليها تلك السيدة العجوز ذات الشعر البني الفاتح التي اختلطت بها شعيرات رمادية تظهر عمرها و العينين العسليتين لم تظهر الكثير من التجاعيد على وجهها و يديها الممتلئتين بشيء من الاستغراب لتقول تولاي: أهلا بكما سيدتيّ
قالت الفتاة التي كانت تقف خلف السيدة و تشبه سام بعض الشيء بابتسامة مرحة: أين هي جينجر؟ اشتقت لرؤيتها كثيرا
ابتعدت تولاي عن طريقهما بهدوء لتدخلا المنزل وقفت جينجر بمرح فور رؤيتها لوالدة سام تدخل غرفة المعيشة لتقول: سعيدة لرؤيتك مجددا عمتي
نظرت والدة سام للمكان من حولها قبل البوح بأي شيء توقفت عينيها على يد جينجر المرتعشة الممسكة بالطاولة مستندة عليها لتقول: لو كان الأمر كما قلت لأتيتي للزيارة
قالت جينجر: أنا حقا متأسفة لقد انشغلنا كثيرا عن الكثير من الأمور
اقتربت تلك الفتاة منها بمرح شديد لتعانقها و تقول: سعيدة برؤيتك جينجر
قالت جينجر: و أنا أيضا سوزي
ابتعد سوزي عنها قليلا لتنظر لبطنها و تقول بمرح شديد: لم أصدق حينما أخبرنا أخي أنك حامل لقد كان الأمر مفاجئا للغاية مبارك لكما
ابتسمت جينجر لها بمرح شديد غادر سام الحمام مرتديا ثياب أخرى اقترب من والدته ليعانقها بمرح و يقول: مرحبا بك يا أمي
قالت الوالدة بابتسامة: لم نرك منذ فترة طويلة لذلك قررنا القدوم للزيارة
قال سام: أنا حقا آسف
قبل جبينها بلطف ليبتسم لها و تبادله الابتسامة نظر لشقيقته الواقفة بقرب جينجر بشيء من الذهول لتبتسم له بمشاكسة نظر لوالدته مرة و إليها مرة أخرى ليقول: أنت ماذا تفعلين؟ أليس من المفترض أنك تجهزين لامتحانات دخولك للجامعة؟
قالت سوزي: بلى و قد مللت من الدراسة طوال اليوم لذلك أتيت لأريح أعصابي قليلا
قال سام: تريحين أعصابك من ماذا؟ أشك في أنك بدأت المذاكرة حتى
قالت سوزي: بلى فعلت و قد أنهيت قبل قدومي كتابين
قال سام: أنت حقا مهملة للغاية سوزي
ضحكت جينجر بمرح شديد لتقول: أنتما الاثنان لن تتغيرا أبدا اهدئا الآن لابد أن عمتي متعبة من الرحلة تفضلي بالجلوس رجاء سأحضر لك شراب باردا
نهضت جينجر من كرسيها لتقول تولاي: لا عليك بإمكانك الجلوس سأجلبه
قالت جينجر: شكرا لك تولاي
ذهبت تولاي للمطبخ لتسحب أنظار والدة سام إليها لتقول: من تكون هذه الفتاة؟
قالت جينجر: إنها صديقتي تولاي لوريجن
قال سام: حقا إنها تفعل الكثير لأجلنا
قالت سوزي: تبدو لطيفة لكنها هادئة للغاية
قالت جينجر: أجل هي كذلك
قالت الوالدة: و ماذا تفعل هنا؟
قالت جينجر: كانت تساعدني في الاهتمام بالمنزل فقبل أيام كنت في المشفى لذلك هي قلقة
قالت سوزي: و هل تحسنت صحتك؟
قالت جينجر بمرح: أجل كثيرا
غادرت تولاي المطبخ لتوزع أكواب عصير التفاح البارد عليهم لتضع أمام جينجر كوب عصير ليمون تعجبت جينجر ذلك لتنظر إليها باستفسار لتقول تولاي بنبرتها الهادئة: ليخفف من توترك قليلا
قالت جينجر: أنت حقا تفكرين فيّ كثيرا
هزت رأسها بالإيجاب لتبتسم لها جينجر نظرت لساعة يدها لتقول: أرجو المعذرة عليّ الذهاب لعملي الآن
قال سام: آسفون لإزعاجك بأمرنا
قالت تولاي بابتسامة صغيرة: لا يوجد إزعاج في هذا أراكم لاحقا
انحنت بهدوء لتغادر المنزل متجهة للاستديو عند كايت الذي كان يجلس في حديقة المنزل الواسعة بكل هدوء إخوته ذهبوا في زيارة لمنزل جديه برفقة والدتهم أسند رأسه على طرف الكرسي مغمضا عينيه بكل استرخاء ليقول في نفسه: لم لا توجد العديد من الأيام الجميلة كهذه؟
فتح عينيه بهدوء لتشاهد أعنان السماء الزرقاء الخالية من الغيوم تنشق عبير الأزهار الجميلة المنتشرة في أرجاء الحديقة ليسمع صوتا يقول: يبدو أنك تستمتع بوقتك وحدك هنا
التفت لصاحب الصوت ليرى والده يقف عند مدخل الحديقة بتلك الابتسامة اعتدل في جلسته حالما جلس والده مواجها له ليتنهد بانزعاج تغير مزاجه على الفور ليقول الوالد: لقد أخبرتك بأننا لم ننتهي بعد من هذا الموضوع
قال كايت: ماذا تريد مني بالضبط؟
قال الوالد: أريد أن أفهم السبب وراء اعتراضك لتقاليد العائلة
قال كايت: لا يوجد سبب معين أنا فقط لا أريد الزواج من شخص لا أحبه
قال الوالد بابتسامة ساخرة: هذا الكلام للفتيات فقط يا عزيزي
قال كايت: هذا هو ما عندي
نظر الوالد لعينيه المصرتين على رأيه ليتنهد باستسلام و يقول: أنت تعرف بأن ذلك لن يغير من الأمر شيئا صحيح؟
قال كايت بانزعاج: أستطيع تغيير ذلك حتى لو لم ترد ذلك
قال الوالد: أتعلن التمرد كايت؟
قال كايت: أيا ما كان اسمه أنا لن أوافق على هذا الزواج أبدا
نظرات التحدي التي ملئت المكان بالشرارات الغاضبة سخنت الأجواء بينهما أكثر نهض كايت ليغادر ليمنعه والده من ذلك بقوله: لقد أخبرتك من قبل لن أدعك تهرب حتى نهاية هذا النقاش لذا اجلس قبل أن تثير أعصابي أكثر
نظر كايت إليه بانزعاج شديد ليبادله والده تلك النظرات الحادة المنزعجة جلس كايت في مكانه بانزعاج ليقول الوالد: قد لا تعلم هذا لكن من يخالف تقاليد العائلة ينفى منها و لا أعتقد أنك ترغب في ذلك
قال كايت: لا أمانع ذلك أبدا لا أحب أن يتحكم أحدهم في حريتي الشخصية
قال الوالد: عليك أن تعرف ما تقوله قبل التفوه به كايت الأمر ليس بلعبة البتة
قال كايت: أدرك ذلك يا أبي و أعتقد بأن هذا يسوي النقاش أليس كذلك؟
نظر الوالد بغضب لكايت المنزعج من كل هذا الحديث الصمت المخيف أطبق على المكان منتظرا العاصفة القادمة بعد كل هذا الهدوء نهض كايت مجددا ليغادر المكان تاركا والده يتنهد بانزعاج خلفه ليقول بصوت منخفض: لماذا يتصرف هذا الولد هكذا؟ إنه حقا عنيد كأمه لكنني لا أود خسارته مثلما خسرتها
تذكر لاري زوجته التي قتلت قبل سنوات كثيرة رغم أن قلبه أحب أخرى إلا أنها بقيت معه طوال تلك الفترة و أحبته بقدر كرهه لها رفع بصره للسماء الواسعة متذكرا آخر ذكرى عنها خزنت في عقله "كانت تسير في ممر الحديقة بسرعة تريد رؤية زوجها بعد طول غياب حتى وصلت لردهة المنزل لتتوقف قدميها عن الحراك عينيها تشاهدان زوجها بين أحضان زوجته الأخرى بابتسامته التي لم يهديها واحدة قط وضعت يدها على صدرها ليتوقف قلبها عن الانقباض بتلك الطريقة المؤلمة استدارت لتعود أدراجها و غيمة الحزن تجوب معها رآها لاري و هي تنسحب من المكان لكنه لم يبالي سمع صوت ابنه ينادي والدته الغائبة في عالم حزنها لتتوقف أمامه و تبتسم له بلطف شديد و تقول: ماذا هناك كايت؟ لم لم تنم بعد؟
قال كايت بابتسامة مرحة: سمعت بأن أبي سيعود اليوم لذلك أتيت لإلقاء التحية عليه هل رأيته يا أمي؟
ظهرت علامات الحزن على وجهها رغم الابتسامة الكبيرة المرسومة على شفتيها لتقول: لا لم أره بعد ربما قد تأخر عن موعده
قال كايت: هذا يعني أنه يجدر بي النوم الآن
ربتت على رأسه بلطف شديد ليبتسم لها بكل براءة اقترب لاري منهما ليقول: ماذا تحاولين أن تفعلي لابني؟
التفت كلاهما له لتتسع الابتسامة على شفتي كايت و هو يطير من السعادة لأحضان والده الذي عانقه بدوره بسعادة ليقول: سعيد لرؤيتك بخير كايت
قال كايت: أنا أيضا أبي لقد تأخرت كثيرا هذه المرة
قال لاري: أجل أدرك ذلك و أنا آسف
نظر لزوجته الواقفة هناك تحاول الابتسام و منع دموعها عن إفساد متعة كايت برؤية والده لتقترب منه بهدوء و تقول: أهلا بعودتك للمنزل سالما لاري
قال لاري: لماذا قلت بأنك لم ترينني؟ ألا تريدين أن أراه؟ كما تعلمين هو ابني أيضا
قالت والدة كايت: لم أقصد ذلك أبدا كل ما في الأمر أنني لم أرد إفساد لحظة التقائكما معا
قال لاري: و هل تريدين مني تصديق كذبة سخيفة كهذه؟
قالت والدة كايت و هي تنزل رأسها بحزن: أنا لم أكذب فيما قلته
اقتربت منه مايا لتقول بهمس: هذا يكفي لاري فكايت هنا
نظر لاري لكايت الصامت المنزل برأسه بين يديه ليعض على شفتيه بانزعاج و يقول: عليك التوقف عن أفكارك السخيفة و ملأ رأس كايت بها إن كنت تريدين ترك المنزل بشدة فافعلي و حسب
لم تقل والدة كايت أي شيء دموعها تطرق أبواب عينيها لم ترد لكايت رؤية موقف كهذا بينهما لتقول: أنا آسفة إن كنت سببت لك الإزعاج سأذهب الآن
نزل كايت من بين يدي والده ليقول: سأذهب مع أمي
قالت والدته بابتسامة لطيفة: لا عليك كايت بإمكانك البقاء مع والدك
قال كايت و هو يهز رأسه بشدة: لا أريد ذلك أود الذهاب معك
سار خطوتين مقتربا من والدته ليمسك لاري بيده و يسحبه للبقاء بقربه ليقول: لن تذهب لأي مكان معها ابقى هنا
امتلأت عينيه بالدموع لتقول الوالدة بابتسامة حنونة: كن طفلا مهذبا و استمع لوالدك كايت سأذهب لغرفتي الآن
غادرت والدة كايت الممر عائدة لغرفتها لتبتعد عن الأنظار لتقول مايا: لم يكن هناك داعي لكل هذا لاري خاصة أمام كايت الصغير
نظر لاري لابنه الذي يبكي بصمت دون رفع رأسه من الأرض ليعض على شفتيه بانزعاج شديد ترك يد كايت ليقول له: اذهب لغرفتك الآن سنذهب في نزهة غدا صباحا
هز كايت رأسه نافيا ذلك لينزعج لاري من الأمر و يقول: ماذا هناك؟ ألا تود الذهاب لنزهة برفقة والدك؟
قال كايت: لا أريد لأن أمي لن تذهب
نزلت مايا لمستواه لتبتسم له بلطف و تقول: لا تقلق والدتك بالتأكيد ستذهب معنا لذا أسرع بالذهاب لغرفتك
قال لاري بانزعاج: لن تذهب معنا بالتأكيد و هذا أمر لا نقاش فيه
نظرت مايا إليه محاولة إقناعه بالعدول عن رأيه لكنه لم يبالي بنظراتها إليه ليبتعد كايت عنها و ينظر لوالده بشيء من الغضب: أنا لا أحبك يا أبي لأنك تتصرف مع أمي بقسوة أنا أكرهك كثيرا
أسرع في الركض هاربا من أي شيء قد يقوله والده المصدوم من كلامه جدا نهضت مايا لتقول: لهذا أخبرتك أن تتوقف عن عنادك لكنك لا تستمتع إليّ أبدا
قال لاري: هذا ليس وقتك مايا
سار برفقتها ملاحقا ابنه الهارب منه أوقف قلبه سمع صرخاته تعلو في المكان ليسرع في الذهاب إلى مصدر الصوت ليقف مصدوما من هول الموقف الفظيع الذي يراه أمامه" فتح عينيه ليغادر المكان و هو يتنهد التقى بمايا ليستغرب تواجدها في المنزل اقتربت منه بابتسامة مرحة ليقول: ماذا تفعلين هنا مايا؟
قالت مايا و هي تعدل ياقة قميصه: ماذا؟ هل تعتقد أنني سأترك كايت هنا وحده لتفترسه؟
قال لاري و هو يدعي الحزن: أصبحت تحبين كايت أكثر مني إذا؟
ضحكت بمرح ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه و يقول: حقا لا داعي لكل هذا القلق لن أقوم بافتراسه أو التهامه أنا لست شريرا لتلك الدرجة
قالت مايا: أدرك ذلك لكنك مؤخرا أصبحت صارما أكثر من اللازم معه
قال لاري: أتقفين في صفه أيضا؟
قالت مايا: أنا لست منحازة لأحد لكن عليك فقط الاقتناع بما لديه فأنت تعرف بأنه لم يعد طفلا
قال لاري: أدرك ذلك لكن الأمر لن ينتهي بسهولة كما تعتقدان
قالت مايا: أدرك ذلك أيضا
وضعت مايا ملامح حزينة على وجهها الجميل ليطبع لاري قبلة على جبينها نظرت إليه بتفاجؤ ليقول: هذه الملامح لا تليق بك أبدا
ابتعدت عنه لتقول: بما أنك بخير سأذهب لأرى كايت الآن
قال لاري: سأذهب معك هناك أمر أود إخباره به
قالت مايا: لو هي عن الخطبة لن أخذك معي
قال لاري بمرح: لا تقلقي هي ليست كذلك
ابتسمت له بمرح ليذهبا معا لغرفة كايت في الطابق الثاني وصلا لهناك ليطرق لاري الباب بهدوء لم يسمعا إجابة منه لتفتح مايا الباب بهدوء و تنظر للغرفة باحثة عنه لتجده يجلس في شرفة غرفته واضعا سماعات رأس مستديرة سوداء اللون على أذنيه اقتربت منه بهدوء لينتبه لوجودها و ينزل السماعات عن أذنيه ليقول: لم عدت للمنزل؟
قالت مايا بابتسامة شبه حزينة: ألا تريد رؤيتي بعد الآن كايت؟
قال كايت: تعرفين لا أقصد ذلك
ابتسمت له بمرح شديد و قالت: أتيت للاطمئنان عليك و حسب
قال كايت: لم كل هذا القلق؟ أنا بخير كما ترين
قالت مايا: هل هذا يعني أنك تخطيت أزمتك مع والدك؟
أبعد عينيه عنها ليتذكر الحوار الذي دار بينهما ليصمت نظرت مايا للاري الواقف خلفها باستفسار ليقول: لقد تحدثنا في الكثير و حسب
لم يهتم كايت بالنظر لوالده الواقف خلفه لينزعج لاري و يقول: أتيت لأخبرك بأن فكرتك مرفوضة تماما
غادر بعدها منسحبا من الغرفة لتقول مايا: أحدثك مجددا بشأن لوسي؟
قال كايت: تقريبا
قالت مايا: و أنت تصر على رأيك صحيح؟
لم يجبها كايت بأي شيء لتمسك بيديه الباردتين قليلا و تبتسم له بلطف شديد و تقول: أخبرتك من قبل بأنني سأقنع والدك بذلك مهما حدث صحيح؟ لا تفكر في الأمر كثيرا حتى لا تهرم قبل أوانك
قبلت جبينه بمرح قبل مغادرتها الغرفة ليعاود وضع تلك السماعات على أذنه عند تولاي التي لم تقم بالكثير في عملها لهذا اليوم أثناء مغادرتها الاستديو اقترب منها ليو ليقول: يبدو أنك تشعرين بالضجر لعدم وجود عمل كثير
قالت تولاي: لا أبدا سيدي فقط انقضى الوقت سريعا
قال ليو: هكذا إذا حسنا أردت الحديث إليك بشأن العرض الذي سأقيمه بعد أشهر من الآن
قالت تولاي: تصاميمك الجديدة في عرض عالمي سمعت عن الأمر
قال ليو بابتسامة: يبدو أن الأمر انتشر سريعا أريدك أن تشاركي فيه
قالت تولاي: شكرا لك سيدي هذا شرف كبير حقا
ابتسم ليو لها ليتركها تغادر المكان لتعود لمنزلها بدلت ثيابها لتجلس على الأريكة بهدوء و تنتظر للرسالة التي وصلتها لتجدها فارغة و رقم المرسل مجهول قامت بحذفها دون مبالاة وضعت الهاتف بقربها لتفكر في أمر ما ليرن هاتفها رفعت الخط لتقول: مرحبا جون
قال المتصل: آه آسف لكنني لست جون
عرفت المتصل لتنتظر ما سيقوله تاليا شعر بصمتها المخيف ليقول: آسف للاتصال بك من هاتف جون اعتقدت أنك لن تجيبي على أرقام مجهولة
قالت تولاي: هلا أخبرتني بما لديك سريعا؟
قال المتصل: هل أنت مشغولة؟ هناك أمر أود الحديث فيه شخصيا
قالت تولاي: آسفة لكنني لن أقطع كل هذه المسافة لأجل مقابلتك رين
قال رين: أتفهم ذلك جيدا و لن أطلب منك ذلك فأنا في مدينتك بسبب العمل و رأيت أنه أن وقت مناسب للتحدث إليك في هذا الأمر
قالت تولاي: الذي هو؟
قال رين: لا أستطيع إخبارك في الهاتف خاصة و أنا في مكان عام
قالت تولاي: إذا أين تريد الحديث؟
قال رين: إن لم تمانعي هناك مطعم خاص بالعائلة سأرسل لك عنوانه هل بإمكاننا الالتقاء بعد العاشرة مساء؟
قالت تولاي: لا مانع لديّ
قال رين: حسنا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتزفر الهواء المحبوس داخل رئتيها لتنتظر موعدها معه ليحل المساء أسرع مما اعتقدت و اقترب موعدها مع رين لتنهض و تبدل ثيابها لبلوزة وردية داكنة قليلا بأكمام تصل لرسغها بها زهرتان صغيرتان بيضاوان أسفل الجيب على الجهة اليسرى من الصدر و تنورة بيضاء واسعة تصل لمنتصف الساق بها زهور وردية لامعة على الطرف الأيمن مع حزام فضي لامع و حذاء أبيض بكعب يحوي فصوص فضية لامعة متوسط الطول رفعت شعرها للأعلى كذيل فرس بمطاط وردي على شكل مجموعة أزهار صغيرة و نظارة بيضاء غطت عينيها لتقول و هي تنظر للمرآة: هذا لأجل المزعجين
حملت حقيبتها البيضاء لتضع هاتفها فيه و تغادر لعنوان ذلك المطعم وصلت للمكان المطلوب في ناطحة سحاب كانت أضواءه خافتة مريحة للأعصاب ليقترب منها أحد العاملين هناك ليقول: ألديك حجز مسبق أم تريدين الحجز؟
قالت تولاي: لديّ حجز باسم السيد لوريجن
قال العامل بابتسامة: أجل لقد وصل منذ دقائق قليلة رجاء اتبعيني
سارت خلف العامل ليوصلها للطاولة المنشودة و يغادر لترى رين يجلس وحيدا على الطاولة المقابلة للنافذة الزجاجية المطلة على منظر المدينة في الأسفل اقتربت منه بهدوء لتقول: مساء الخير سيد لوريجن
التفت إليها ليبتسم لها بلطف و يشير إليها بالجلوس لتفعل ذلك بهدوء ليقول: آسف لدعوتك في وقت هكذا
قالت تولاي: أرجو ألا يكون الحديث طويلا
قال رين: لا أبدا أخبرني أبي بأنه ندم كثيرا على قرارك بعدم قتله
قالت تولاي: أرجو المعذرة لكن لا أفهم مقصدك من هذا
قال رين: اعتقد أبي أنه سيرتاح لو قمت بقتله فهو لم يسامح نفسه قط على ترك راي وحيدا في ذلك المكان
لم تعلق تولاي بأي شيء ليكمل حديثه قائلا: يريد الاعتذار إليك عما بدر من كيث و روبن شقيقيّ الصغيران تعرفينهما بالتأكيد
قالت تولاي: أجل الفظ و المتهور
ابتسم رين على وصفها لهما ليقول: عليك أن تعرفي بأنهما مثلك تماما حزينان للغاية على فقدانهما لراي فقد كان أخا حنونا مع الكل صحيح أنهما لا يتذكران الكثير عنه لكنهما أحباه كثيرا
قالت تولاي: هما ليسا مثلي أبدا سيد لوريجن
قال رين: أنت محقة فهما ذئبان مخيفان بينما أنت فراشة رقيقة حقا لا أعرف كيف وصلت لمنزل أخي
قالت تولاي: لا أعتقد بأن هذا أحد المواضيع التي أتيت لنقاشها
صمت رين دون الإجابة بأي شيء ليقول لاحقا: هل رأيت والدة جون؟ إنها مريضة للغاية و سمعت بأن علاج مرضها لن نجده إلا عند فراشة ما لذا أتيت لأطلب منك هذا المعروف
قالت تولاي: زوجتك ليست مريضة و لن تعيش لفترة طويلة علتها قد ظهرت متأخرة لكن ذلك بسبب زواجكما يوجد علاج بالفعل لكن ليس لدى فراشة مثلي
دهش كثيرا مما قالته ليخيم الحزن عليه لينزل برأسه شاعرا بقلبه يعتصر في داخله ليبتسم بحزن و يقول: هل بإمكانك أن تدلني على من لديه العلاج؟
قالت تولاي: أود ذلك لكن لا يمكنني فأنت تعلم بأن القلة الموجودة ليست بالدم النقي
أمسك رين بيديها ليقول لها: أرجوك سأفعل أي شيء لإيجاد هذا الدواء لا أود أن أفقدها هي الأخرى
نظرت تولاي لدموعه المتساقطة على غطاء الطاولة الأحمر لتشعر بمدى حزنه و ألمه فهي تعرف أنه تألم أكثر من بين الجميع لفقدانه شقيقه التؤام لتقول: عليك بالتضحية بشيء مهم مقابل ذلك أمستعد لذلك؟
قال رين: سأفعل أي شيء لأجلها
قالت تولاي ببرود مخيف: بشريتها....عليها أن تتخلى عنها
قال رين على عجل: إن كان الأمر كذلك فأنا لا أمانع ذلك أبدا
قالت تولاي: ألا يجدر بك سؤالها عن رأيها؟
فكر رين في الأمر ليصمت لتقول تولاي ببرود: عليك البقاء بقربها إن لم ترد الندم على فقدانها أيضا
نهضت من ذلك المكان لتغادره عائدة للمنزل بينما بقي رين هناك يفكر في الأمر الذي أخبرته به لتعود تلك الدموع للانحدار على وجنتيه ترك المكان بعد نصف ساعة ليعود لمدينته




Inas Fallata 03-24-2020 01:40 AM




مضى أكثر من أسبوع على ذلك الحديث و والدة جون لم تتحسن قط حالتها تزداد من سيء لأسوأ حتى تلك الليلة الهادئة التي وصل المرض ذروته فيها كان رين يجلس بقربها ممسكا بيدها ينظر لوجهها بتعابير حزينة متألمة للغاية فتحت عينيها بإرهاق شديد لتنظر لوجهه و تقول: لم كل هذا الحزن رين؟ حتى لو رحلت ما زال جون برفقتك
قال رين: لا تقولي شيئا حزينا كهذا ستكونين بخير قريبا
ابتسمت له بلطف شديد لتغمض عينيها بهدوء و تقول: لا أستطيع التصديق بأنني عشت لفترة طويلة كهذه شهدت موت جميع أفراد عائلتي كان الأمر مخيفا في البداية لكن طالما أنا معك لا يوجد ما أخافه
غادرت تلك الدمعة الوحيدة عينيها لتدفع دموع رين للخروج أيضا قبل يدها بحنان لتهدأ الأجواء من حولهما تغيرت الرياح لنسيم لطيف مر عبر النافذة لترفرف الستائر الزرقاء الفاتحة الخفيفة معها دخلت تلك الفراشة البرتقالية المضيئة عبر النافذة المفتوحة لتجذب انتباه رين لم يستوعب الأمر حتى وقفت تلك الفراشة على جبين زوجته لتغلق جناحيها بهدوء غادرت شظايا برتقالية صغيرة مضيئة أجنحتها لتنتشر على جسدها الممد على السرير بهدوء لتنقل ذلك الضوء لجسدها الذي بدأ يعود بالزمن ليبدو أصغر مما كان عليه فتحت تلك الفراشة جناحيها لترتفع عن جسدها و تختفي في الهواء شعر رين بشيء من السعادة تملأ قلبه لرؤية عينيها تفتحان من جديد تحركت في اتجاهه لتغرقا في بحر دموعها احتضن رين جسدها بسعادة بالغة لتفعل المثل و تقول: سعيدة لرؤيتك مجددا رين
ابتسم رين لها من بين دموعه السعيدة عند كايت الذي لا يزال حبيس عمله كان يسير بإنهاك في ممرات الشركة أتت لوسي لتعانق ذراعه بمرح شديد نظر إليها بانزعاج شديد لتتجاهله و تقول: لابد أنك تشعر بالتعب الشديد بعد كل هذا العمل سنذهب في رحلة لباريس سيقام عرض أزياء عالمي أود مشاهدته بعد ثلاثة أشهر لنذهب لرؤيته معا
قال كايت: لا ألبومي الجديد سيصدر في نفس الموعد سأكون مشغولا
قالت لوسي: لقد سألت عن جدولك في ذلك الوقت و صدور ألبومك سيكون بعده بأسبوعين لذا ستكون متفرغا تماما
انزعج كايت كثيرا مما قالته لكنه لم يهتم بالرد عليها الآن فهو متعب للغاية يريد الاستراحة بعد انتهاء حديثه مع مدير أعماله الذي ظهر أمامه بابتسامته المعتادة ليقول: آسف لمقاطعتكما لكن كاي لديه ما يفعله الآن
قالت لوسي بمرح: لا عليك أبدا فأنا متفرغة سأنتظره بعد العمل أراك لاحقا كايت
ابتسمت له بمرح شديد لتغادر الممر توجها لأقرب غرفة فارغة ليقول مدير أعماله: لقد تغير جدولك فجأة لا أعلم لماذا لكنه قد حدث ذلك بالفعل
نظر كايت إليه بشيء من الانزعاج ليتنهد و يقول: و ما الذي أصبح عليه؟
قال مدير أعماله و هو ينظر لتلك المذكرة السوداء الصغيرة: غدا فارغ تماما من الأعمال و الثلاث الأيام اللاحقة المساء كله فارغ من الأعمال الشهرين القادمين لا يزالان تحت التعديل
قال كايت: أواثق بأنك لا تعلم السبب وراء ذلك؟
قال مدير أعماله: تفاجأت أنا أيضا بذلك و صدقا لا أعلم بأي شيء
تنهد كايت بانزعاج لينهض و يغادر الغرفة ليجد لوسي تقف في الممر تتحدث في الهاتف بانتظاره ليسير من الاتجاه المغاير بهدوء متجاهلا الضجة من حوله صعد سيارته ليقودها في اتجاه منزله وصل لهناك ليلتقي بمايا القادمة من الباب الرئيسي لتنظر إليه بانزعاج مصطنع و تقول: لقد أخبرتك أن تتوقف عن الدخول من الباب الخلفي كايت ربما يجدر بي بناء سد هناك
قال كايت بتثاءب: أرجوك لنتحدث لاحقا أنا متعب للغاية
قبلت مايا وجنته اليسرى و تقول: حسنا ارتح قدر ما تشاء أتمنى لك أحلاما سعيدة
ابتسمت له بلطف شديد لتدعه يصعد الدرجات بتعب شديد لتتسع تلك الابتسامة على شفتيها أتى شخص من خلفها و قام بمعانقتها بمرح شديد و يقول: أواثقة بأن كايت لم يسرق قلبك؟
قالت مايا: ربما فعل ماذا ستفعل حينها لاري؟
قال لاري: سأستعيد قلبك بالتأكيد أعرف أنه وسيم جدا لكنه ليس بمثل وسامتي أبدا
قالت مايا: لا تكن مغرورا بنفسك كثيرا ثم أنه يفوقك وسامة
قال لاري: بالتأكيد تمزحين مايا أليس كذلك؟
ابتسمت له بمرح شديد لتتركه واقفا خلفها مبتسما من كلماتها اللطيفة ليصعد الدرجات خلفها عند تولاي النائمة بعد عمل طويل رن هاتفها بلا توقف لتفتح عينيها بثقل شديد بحثت عن الهاتف بيدها لتحمله و تضعه على أذنها لتنتظر سماع صوت المتصل نظرت للهاتف لتدرك بأنها لم ترفع الخط بعد جلست على طرف سريرها لترفع الخط و تقول بتثاءب: مرحبا جينجر
قال المتصل: نتمنى قدومك للمشفى حالا السيدة لوسين على وشك الولادة
أغلقت الخط لتبدل ثيابها سريعا و تذهب للمشفى اتصلت على سام في طريقها لكن بلا فائدة وصلت لهناك لترى جينجر على ذلك السرير الأبيض النقال تعاني آلام المخاض اقتربت منها لتمسك بيدها فتحت جينجر عينيها لتنظر إليها و تقول: سعيدة لرؤيتك بجانبي
قالت تولاي: كل شيء سيكون بخير خذي نفسا عميقا
قالت جينجر: تمني لك التوفيق تولاي
قالت تولاي: حظا طيبا
أسرعت الممرضات في نقلها لغرفة الولادة اتصلت تولاي على سام مرات كثيرة حتى رفع الخط أخيرا ليقول: ماذا هناك تولاي؟ أتدركين أن الوقت متأخر؟
قالت تولاي: أنا حقا آسفة جينجر تلد الآن
قال سام: ماذا؟ حقا؟ سأغادر الآن يا إلهي لن أصل في الموعد أبدا
قالت تولاي: سننتظر قدومك
أغلق الخط لتقف تولاي هناك تنتظر خروج جينجر بعد ساعة و نصف حضر سام ليلتقط أنفاسه نظرت تولاي إليه ليقول: أهي بخير؟
قالت تولاي: أجل حتى الآن
جلس القرفصاء ليتنهد براحة ابتسمت تولاي له ليفتح الباب و يدفع ذلك السرير الزجاجي الذي يحمل ذلك المولود الصغير الباكي بوجهه المحمر اقترب سام منه ليحدق به بابتسامة سعيدة وضع سبابته في يد الطفل الصغيرة الناعمة ليتركه يذهب بعدها أخذوا جينجر لغرفة أخرى ليذهبا لرؤيتها تعابير وجهها المجهدة تغيرت لأخرى متفاجئة لتبتسم و تقول بدموع السعادة التي انحدرت من عينيها: أتيت لرؤيتي كل هذه المسافة؟
اقترب منها سام ليقبلها بلطف شديد و يقول: بالتأكيد سأفعل حبيبتي
ابتسمت له بمرح شديد لتنظر لتولاي المبتسمة لهما بلطف لتقول: شكرا لتواجدك بجانبي دائما تولاي
ابتسمت لها تولاي دون قول أي شيء جلسا برفقتها لبعض الوقت قبل أن تنام و ترتاح بعد كل هذا الجهد قال سام: حقا ما كنت لأعرف ما أفعل بدونك تولاي شكرا جزيلا
قالت تولاي: لا داعي لشكري
قال سام بمرح: عندما اتصلت عليّ تعجبت ذلك كثيرا
قالت تولاي: دهشت أنا أيضا فقد عدت من العمل قبل الاتصال بساعة
قال سام: يا إلهي يجدر بك العودة لأخذ قسط من الراحة
قالت تولاي: أنت عد للمنزل و ارتح قليلا سأبقى بجانبها حتى الصباح
ابتسم سام لها بمرح شديد ليربت على رأسها بلطف و يقول: أدع زوجتي بين يديك
هزت رأسها بالموافقة ليغادر المشفى بقت تولاي برفقة جينجر مراقبة لها بهدوء أشرقت الشمس سريعا لتغرد العصافير مباركة للزوجين بمولودهما فتحت جينجر عينيها و ترى زوجها يجلس بقربها بابتسامته الجميلة ليقول: صباح الخير جينجر
ابتسمت له بمرح لتقول: هل رأيت الطفل؟
قال سام: أجل إنه ظريف للغاية مثلك
قالت جينجر: يسعدني سماع ذلك
قبل جبينها بلطف ليبتسم لها عند كايت الذي يقف خلف تلك النافذة الزجاجية واضعا تلك السماعات الكبيرة على أذنيه أمامه مكبر صوت مربع الشكل يستمع لحديث الرجل الجالس خلف لوحة المفاتيح الكبيرة التي احتوت جميع أنواع الأزرار ليتنهد و ينزع السماعات ليقول الرجل بانزعاج: ألا تريد الاستماع إليّ الآن أيضا؟
نظر كايت إليه بانزعاج شديد ليغادر تلك الغرفة دون الاهتمام بما يقوله لحق به مدير أعماله ليقول له: ماذا هناك كاي؟
قال كايت: لا شيء أنا عائد للمنزل
قال مدير أعماله: لكننا لم ننتهي بعد
سار كايت دون المبالاة بما يقوله ليصعد سيارته و يتجول في المدينة لبعض الوقت منفسا عن غضبه ليتوقف أخيرا قريبا من البحر ليملأ رئتيه بنسيم البحر العليل في هذا الوقت من النهار أسند رأسه على كرسي سيارته ليغمض عينيه للحظة رن هاتفه لمرات عديدة لكنه تجاهل كل تلك المكالمات المتتابعة لينظر لآخر متصل رفع الخط ليقول: ماذا هناك؟
قال المتصل: كايت أين أنت؟ اتصلنا بك أكثر من مرة لم لا تجيب على هاتفك؟
قال كايت: ماذا تريدين يا أمي؟
قالت مايا بانزعاج: لماذا تجاهلت كل اتصالاتي كايت؟ أتعرف أن قلبي كاد أن يتوقف؟ أخبرني أين أنت الآن؟
قال كايت: لماذا تريدين معرفة ذلك؟
قالت مايا: فقط أخبرني
لم يجبها كايت بأي شيء لتتنهد بانزعاج شديد و تقول: الآنسة بيرون أتت للمنزل تبحث عنك عليك العودة سريعا
قال كايت: لن أفعل ذلك
قالت مايا: تعرف بأن والدك سيغضب لو سمع هذا منك
قال كايت: لست مهتما بذلك إلى اللقاء
أغلق الخط قبل أن تنهي حديثها معه ليتنهد بانزعاج رن هاتفه مجددا ليغلقه و يلقيه على الكرسي المجاور له ليضع رأسه على المقود الجلدي الأسود المطرز بخيوط رمادية ليغمض عينيه و يقول بصوت منخفض: لماذا يحدث كل هذا في ذكرى وفاة أمي؟
زفر كل ذلك الانزعاج من داخله ليرفع رأسه و يقود السيارة لمحل أزهار ما دخله ليرحب به الرجل الكبير في السن و يقول: لم نرك منذ فترة طويلة كايت
قال كايت بهدوء و هو يتجول بناظريه في المكان: أجل هلا حضرت لي الباقة المعتادة؟
قال الرجل بمرح: على الفور
تجول كايت في المحل يتنشق عبير تلك الأزهار الجميلة الملونة قدم له الرجل باقة أزهار الياسمين المتوسطة الحجم ليقول بابتسامة: لا تنسى أن تلقي عليها تحياتي
قال كايت: سأفعل بالتأكيد شكرا لك
ابتسم له الرجل بمرح ليغادر كايت و يصعد سيارته و يتجه لمقبرة العائلة في طرف المدينة سار بين تلك القبور ليتوقف عن المسير حالما رأى جده يقف بالقرب من قبر والدته اقترب منه بهدوء لينظر إليه مطولا و يقول: ماذا تفعل هنا يا جدي؟
لم يجب عليه بأي شيء ليلتفت إليه ذلك الرجل الكبير الذي يرتدي معطفا أسودا طويلا و يقول: لا تنسى أنها ابنتي قبل أن تكون والدتك أيها الطفل المزعج
قال كايت: لا أذكر أنها كانت كذلك من قبل ما هذا التغيير المفاجئ؟
انزعج الجد كثيرا من كلماته ليقول: لو لم تكن ابنها لقتلتك منذ زمن طويل
لم يهتم كايت بتهديده الغاضب ليقترب من قبر والدته ليضع تلك الأزهار عليها و يتأملها قليلا ليجري حوارا معها في قلبه ليقاطعه جده بتلك التنهيدة و يقول: سمعت بأمر خطبتك للآنسة بيرون ذهبت للحفل برفقة العائلة لكنك لم تكن موجودا هناك الجميع قلق بشأنك في المنزل
قال كايت: لا يوجد شيء لتقلقوا عليه فأنا لم أعد طفلا صغيرا
وضع الجد يده على رأس كايت بلطف شديد ليقول: نعلم ذلك جميعا لكن عائلة لوسيل مخيفة أكثر مما تتصور هل تعتقد أنها حصلت على هذا المركز بيننا من العدم؟
قال كايت: أعرف كل شيء عن العائلة لأنني فرد منها كما تعلم
قال الجد بابتسامة: أنت حقا كوالدتك لكنها لم تكن فظة مع من يكبرونها سنا
قال كايت: أسمع ذلك كثيرا
ابتسم الجد دون التعليق على كلماته ليغادر المكان و يتركه وحده هناك عند تولاي التي كانت تصور إعلانا لأحمر شفاه جديد أخذوا استراحة قصيرة لتجلس على الكرسي اقترب منها المصور ليقول لها بابتسامة: تبدين رائعة للغاية خاصة مع أحمر الشفاه الأسود
قالت تولاي: شكرا لك سيدي
قال المصور: أستشاركين في العرض العالمي؟
قالت تولاي: أجل سيدي و يشرفنا قدومك
قال المصور: بالتأكيد سأذهب لديّ عمل هناك سأحضر لأراك
ابتسمت له ليفعل المثل و يذهب ليكمل عمله تنهدت بهدوء أكملوا التصوير لينتهوا من ذلك الإعلان ذهبت تولاي لمكتب ليو الذي كان يعمل بجهد على تصاميمه طرقت الباب ليرفع رأسه و ينظر إليها رفعت يديها لتظهر كوب القهوة البنية المخططة بالأبيض و صندوق غداء قد أرسل له ابتسم لها ليغلق ذلك الملف و يبعده عن الطاولة وضعت كوب القهوة و صندوق الغداء عليه لتقول: أخبرتني السيدة براندون بأن أوصله لك
قال ليو باستغراب: هل حضرت لهنا؟
هزت تولاي رأسها بالموافقة ليتنهد و يقول: حقا إنها تحب القلق عليّ كثيرا
قالت تولاي: اهتم بنفسك رجاء سمعت أنك أردت رؤيتي سيدي
قال ليو: آه أجل سنقوم غدا بأخذ القياسات بعد الظهيرة
قالت تولاي: حسنا سأكون هناك بالتأكيد
قال ليو: شكرا لك أأنهيت عملك لهذا اليوم؟
قالت تولاي: أجل سيدي أراك غدا
انحنت بهدوء ليرسم على شفتيه ابتسامة لطيفة أثناء مغادرتها صعدت سيارة أجرة لتعود للمشفى طرقت الباب بهدوء لتفتحه و ترى سيدتان تتحدثان مع جينجر بمرح شديد و هي مستمتعة بذلك كثيرا انتبه سام لدخولها الغرفة ليقول: أهلا بعودتك تولاي
التفتت النساء إليها لتقترب منهن و تنحني بهدوء ثم تقول: أتشعرين بتحسن الآن؟
قالت جينجر: بالتأكيد بالمناسبة أعرفك أمي و أختي الكبرى
قالت السيدة الكبيرة في السن: أهلا تولاي حدثتنا جينجر عنك كثيرا
قالت السيدة الأخرى: أنا أوليفيا سعدت بلقائك
صافحتها تولاي بهدوء ليقول سام: لابد أنك عائدة من العمل الآن ألست متعبة؟
هزت رأسها نافية ذلك ليبتسما لها بمرح شديد جلست على الأريكة في طرف الغرفة بعيدة عنهم لتشاهدهم يستمتعون بوقتهم اعتذرت منهم على رحيلها السريع لتغادر المشفى عائدة لمنزلها في منزل كايت كانت لوسي تجلس برفقة أخوة كايت المرتابين منها قليلا لتبتسم لهم بمرح شديد و تقول: ماذا هناك؟ هل أنتم خجولون أمام الغرباء؟
قال بريس: لسنا كذلك
قالت لوسي: إذا ماذا هناك؟
لم يجبها أي منهم بأي شيء لتعاود الابتسام لهم بمرح عند باب الغرفة كان يقف لاري و الغضب يكاد يملأ كيانه لتقول له مايا: عليك أن تهدأ عزيزي هكذا لن تحل أي شيء
قال لاري: هذا الولد يفقدني صوابي تماما سأحبسه المرة التالية التي سأراه فيها
قالت مايا: لا تبالغ في ردة فعلك لاري
قال لاري: لم تدافعين عنه الآن مايا؟ هذا مزعج للغاية
ابتسمت له بمرح شديد لتمسك بيده و تخلل أصابعها النحيلة بين أصابعه لتقول له: لا تنسى أبدا أنه لم يعد طفلا لاري كما أنه ابنك عليك تحمل ذلك
قال لاري: لا تفعلي هذا بينما تتحدثين عنه إنه يصيبني بالجنون
كتمت مايا ضحكتها على تعابير وجهه الغاضبة التي لا تناسبه البتة ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه نظرت مايا لكايت الذي يسير منزلا رأسه للأسفل بتلك التعابير الهادئة على وجهه كالمعتاد اقتربت منه على عجل لتقول له: أأنت بخير كايت؟ أحدث لك مكروه؟ أين كنت حتى الآن؟
لم يسمع أسئلتها و هو يشاهد موت والدته أمامه بلا توقف رفع رأسه لينظر إليها بعد طول عناء لينتبه لوالده الواقف هناك قرب النافذة بنظراته الغاضبة الموجهة له أعاد بصره لمايا التي قالت: هل أنت بخير كايت؟ وجهك يبدو شاحبا بشكل مخيف
قال كايت: أنا بخير سأذهب لغرفتي
تجاوز مايا دون الاستماع إليها أكثر ليسير بالقرب من والده ليوقفه عن المسير و يقول: أين كنت حتى الآن كايت؟
قال كايت: قبر أمي
قال لاري: و ماذا كنت تفعل هناك؟
قال كايت: اليوم ذكرى وفاتها
قال لاري: لا يهمني ذلك الآن لم تجاهلت كل اتصالاتنا بتلك الطريقة؟ أتعرف أن مخطوبتك أتت لهنا منذ ما يقارب الثلاث ساعات؟
قال كايت: أعرف و لا أهتم
سار كايت ليبتعد عنه ليمسك بذراعه بقبضة قوية ليوقفه عن المسير و يقول له: أخبرتك مئة مرة لا تذهب و أنا أتحدث إليك
لم يحدثه أو يلتفت إليه حتى ليشعر بذلك الغضب يعود إليه من جديد ليشد قبضته أكثر على ذراعه ليقول له: إلى متى تريد تجاهلني كايت؟ تعرف أن ذلك بلا فائدة صحيح؟
قال كايت: أنا لا أتجاهلك فقط أفعل ما أريده أنا
قال لاري: إذا عليك البدء في التغير
قال كايت: لن أفعل ذلك
بدأت براكين غضب لاري بالثوران ليقلب يده خلفه ظهره بتلك القوة و يقول له: تمردك لن يغير من الأمر شيئا أيها الشاب عليك معرفة ما هي منزلتك في هذه العائلة
لم يظهر كايت أي تعابير متألمة على وجهه الذي احتقن بالدماء حاولت مايا التدخل لمنع حدوث الأسوأ لكن جسدها لا يستطيع التحرك تحت ذلك الضغط المخيف نظرات لاري الغاضبة بدأت تهدأ فور سماعه صوت أقدام أبنائه يقتربون من باب الغرفة ليبعده عنه بتلك القوة التي جعلته يرتطم بآنية زهور سوداء كبيرة موضوعة على النافذة لتتحطم فوقه و تجرحه شفته السفلية نظر أشقاء كايت إليه بشيء من الاستغراب ليقول جيمي: ماذا حدث لك أخي؟
قالت ليدي: يا إلهي انظر لهذا الجرح الكبير
نهض كايت بلا اهتمام بما حصل ليتوجه لغرفته لينظروا لوالدهم الذي يرونه غاضب هكذا للمرة الأولى اقتربت مايا منهم لتقول بشيء من الارتباك: لا عليكم الأمر ليس بالخطير للغاية
قالت ماري: لكن أخي كان ينزف
قال لاري بعد تنهيدة صغيرة: لا تهتموا بما حدث عودوا لغرفكم
غادر هو الآخر الممر ليعود لغرفته قالت مايا: هيا استمعوا لوالدكم و عودوا لغرفكم
فعلوا ما طلب إليهم و هم لا يزالون قلقون على ما حدث دخلت مايا غرفة الضيوف لتقول: أرجو المعذرة عزيزتي لوسي هل بإمكانك العودة لاحقا؟ يبدو أن كايت غاضب لسبب ما
قالت لوسي بحزن: لابد أن الأمر بسببي
قالت مايا على الفور: بالتأكيد لا حبيبتي صحيح أن كايت لا يتحدث كثيرا لكنني واثقة بأنه يفكر بك الآن
قالت لوسي بسعادة: حقا يا خالة؟ أنا سعيدة للغاية سأعود للزيارة مرة أخرى بالتأكيد
قالت مايا بابتسامة: أجل سيسرنا ذلك بالتأكيد رافقتك السلامة
غادرت لوسي الغرفة عائدة لمنزلها سعيدة بما سمعته من والدة كايت في المساء على وجبة العشاء التي كانت أهدأ وجبة تمر عليهم نظرات مايا القلقة كانت تحدق بلاري الذي لم ينطق بأي شيء الأطفال كانوا قلقين بشأن أخيهم الذي لم يظهر حتى الآن نظر لاري لمقعده الفارغ بالقرب من الصبين ليقول: أين هو هذا الولد؟ لم لم يحضر بعد؟
قالت مايا بارتباك واضح على صوتها: لقد قال بأنه ليس جائعا بدا متعبا هذا اليوم لذلك تركته في غرفته
قال لاري: أنت تدللينه أكثر مما ينبغي
قالت مايا: الأمر ليس كذلك بالتأكيد
حل الصمت بينهم من جديد حتى تقطعه ليدي بوضع ملعقتها الفضية على الطاولة لينظر لاري إليها باستنكار من فعلتها و يقول: لم تنهي طعامك بعد ليدي
قالت ليدي و هي تنزل برأسها للأسفل بشيء من الخوف: أبي هل كايت ليس شقيقنا؟
نظرت مايا إليها لتصمتها لكن لا فائدة بعد خروج ذلك السؤال لتنظر بحذر للاري الذي تنهد لينظر إليها و يقول: لماذا تقولين ذلك؟
قالت ليدي: أنت تعامله بطريقة مختلفة عنا
قال لاري: هذا لأنه شخص بالغ....أعتقد
قال جيمي: لكنه لا يشبه أي أحد منا
قال لاري: لكنه يشبهني صحيح؟
هزوا رؤوسهم بصمت ليتنهد و يقول: لا تدعوا خيالكم يجوب بعيدا
قالت مايا: هيا أنهوا طعامكم عليكم الاستيقاظ باكرا في الغد
أكملوا تناول عشائهم بهدوء لينتهوا و يتجهوا لغرفهم عند كايت الذي كان يراقب القمر بهدوء دون التفكير في أي شيء يستمع لآخر تسجيلاته ليقول بهدوء: إنها حقا سيئة عليّ فعل شيء بشأنها
تنهد بهدوء شديد لينهض من على الكرسي و يذهب ليستلقي على سريره لينام




Inas Fallata 03-24-2020 01:41 AM




مضت الأيام أسرع مما توقع الجميع العلاقة بين كايت و والده تسوء مع مرور الوقت و عرض الأزياء العالمي لم يتبقى عليه سوى أسبوع عند تولاي التي أنهت آخر أعمالها قبل سفرها بعد ساعتين مع البقية توجهت لمنزل جينجر لتودعها قرعت الجرس ليفتح سام الباب و هو يحمل الطفل بين يديه لتحمله عنه و تقول: ستغادر طائرتي بعد ساعتين أتيت لتوديعكما
قال سام بابتسامة لطيفة: ستحزن جينجر لسماع ذلك بالتأكيد
قالت تولاي: أجل ستفعل
دخلت المنزل لتغادر جينجر المطبخ و تراها تجلس على الأريكة مع طفلها ذو الشهور الثلاث لتقترب منها و تقول بمرح: آه ها قد أتيت تولاي
قالت تولاي: سأسافر بعد ساعتين
قالت جينجر: ماذا؟ اعتقدت أنك ستسافرين في الغد أليس هذا مبكرا قليلا؟
قالت تولاي: لا العرض في الأسبوع التالي
قالت جينجر: سأفتقدك بالتأكيد ابذلي ما في وسعك هناك سأتابعك من هنا بالتأكيد
قالت تولاي: شكرا لك ألا يستطيع ماثيو الحديث بعد؟
نظرا إليها باستغراب شديد ليبتسما بمرح و يقول سام: لن يستطيع قبل إتمامه عامه الأول أو بعد ذلك
هزت رأسها متفهمة الأمر لتعيد النظر إليه بهدوء و اهتمام تخاف أن تؤذي تلك الابتسامة الصغيرة على شفتيه لتنهض و تقول: حسنا أراكما لاحقا
قال سام: انتبهي لنفسك هناك
قالت جينجر: سنشتاق إليك تولاي
ابتسمت لهما لتعيد الطفل لجينجر و تغادر عائدة لشقتها وصلت لهناك بهدوء لتبدأ في تجهيز حقيبتها انتهت قبل الوقت المحدد لتغادر المنزل و تذهب للمطار صعدت الطائرة التي بدأت تمتلأ بالركاب قبل وقت الإقلاع وصلت الطائرة لباريس في وقت المساء بعد ساعات طويلة من الجلوس استلقت تولاي على سرير الفندق الذي تم حجزه لأجلها كانت الغرفة واسعة و فخمة للغاية لم تهتم تولاي بذلك كثيرا لتغمض عينيها فالإرهاق يفوح من جسدها المتعب استيقظت في النهار على صوت طرق الباب لتنظر للساعة لتجدها العاشرة و النصف نهضت لترى الطارق و ترى العاملة لتقول لها بالفرنسية: هلا حضرت في وقت آخر؟
قالت العاملة بابتسامة بعد تعجب ملأ وجهها: بالتأكيد آنستي آسفة لإزعاجك
غادرت لتغلق الباب و تدخل الحمام الكبير لتستحم في حوض الاستحمام بماء دافئ فالأجواء الفرنسية باردة خلال هذه الفترة من السنة غادرت الحمام مرتدية منشفة بيضاء تحوي شعار الفندق لترتدي بنطالا أزرقا فاتحا يصل لمنتصف الساق و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة مقلمة غطت نصف كفيها و ارتدت معطفا أبيضا يصل لأسفل الخصر بأزرار رمادية فاتحة و حذاء أبيض يغطي أعلى كعبها لتغادر غرفتها و تتجه للعنوان الذي أرسل لها على هاتفها وصلت للعنوان المطلوب لتجد قاعة كبيرة بها منصة مربعة بيضاء به أضواء على أطرافه و ممشى طويل يتوسط القاعة به أضواء دائرية على أطرافه تناثرت تلك الكراسي الكثيرة حول الممشى انتبهت لليو الواقف على المسرح يتحدث مع المنتجين لتقترب منه و تقول: صباح الخير سيد براندون
التفت لها ليبتسم بمرح و يقول: مرحبا تولاي لقد تأخرت قليلا عن الموعد
قالت تولاي: آسفة على ذلك سيدي
قال ليو: لا عليك فلم تأتي الكثير من عارضاتي بعد هل بإمكانك انتظاري هناك؟ سألحق بك بعد قليل
هزت رأسها بالموافقة لتذهب حيث أشار عبر ذلك الشق الخفي في الجدار الأبيض الذي زين بأزهار ملونة طبعت عليه نزلت تلك الدرجات القليلة لترى المصممين الآخرين يتحدثون مع عارضاتهم و مع المنتجين الآخرين يبذل الجميع قصارى جهده حضر ليو ليقول: حسنا سأريك مكاننا الحقي بي
سارت تولاي خلفه حتى وصلا للمكان المخصص له لترى عدد قليل من العارضات قد حضرن ليقول: مرحبا بكن جميعا لابد أن الرحلة كانت طويلة عليكن
ابتسمن له بمرح شديد ليقول: حسنا أعرفكن العارضة الرئيسية تولاي لوريجن
صفقن لها بحماس لتنحني لهن بهدوء بدأ بشرح بعض الأمور عن العرض ليطلب منهن التمرن على الممشى فعلن ذلك ليلقي ملاحظته و يخبرهن بما يريد و جربن الملابس التي صممها ليتأكد من القياسات انتهين من ذلك كله ليقول: حسنا بإمكانكن فعل ما تريدن حتى يوم العرض تأكدن ألا تصبن بالبرد طاب يومكن آنساتي
ابتسمن له بمرح شديد لتغادر تولاي المكان كما فعلن البقية تجولت بين شوارع باريس تبحث عن هدايا مناسبة لجينجر و عائلتها عادت للفندق لتريح قدميها مضت أيام ذلك الأسبوع سريعا ليأتي يوم العرض في مقعد المشاهدين كانت لوسي تجلس برفقة كايت في الصفوف الأمامية لتقول بمرح شديد: العرض على وشك البدء
لم يكن كايت مهتما أبدا بذلك عيناه المتعبتان تريدان النوم بعد الرحلة المتعبة المفاجئة ليقول في نفسه: لم أتيت إلى مكان مزعج كهذا؟
شعر بنظرات الجميع متوجهة إليهما و يتهامسون بشأنهما ليزيد انزعاجه بدأ العرض ليرتبك من خلف الكواليس و يتعجل في كل شيء بدأ الكثير من المصممين الفرنسيين و الألمانيين حتى حان دور المصمم ليو براندون ليعرض تصاميمه التي أبهرت الجميع و أعجبتهم حتى حان وقت اللحظة الحاسمة لتظهر تولاي بذلك الثوب الأزرق الداكن المنفوش المليء بالكريستالات الفضية الطويل من الخلف و الذي يصل لمنتصف الساق من الأمام صدريته على شكل قلب متداخل بخطوط كريستالية عريضة عاري الكتفين و حذاء فضي بكعب عالي موج شعرها الطويل ليسدل على ظهرها ليزين به بدوس شعر فضي يحمل زهرة زرقاء داكنة كبيرة وضعت على شعرها سارت في ذلك الممشى لتسلب أنظار الجميع إليها حتى كايت الذي أبدى انزعاجه بقدومه منذ لحظات انزعجت لوسي من نظراته إليها لتقول في نفسها: هل يعرف هذه الفتاة من قبل؟ لماذا أنا منزعجة؟ أنا من أحضرته لهنا تبا
عضت شفتيها بانزعاج شديد ختمت تولاي العرض بظهور مع ليو على المسرح مع العارضات ليصفق الجميع لليو بحفاوة غادرن المنصة ليتنفسن الصعداء صفقن بحرارة لليو بتلك الابتسامات السعيدة و أمطرنه بأنواع المديح انتهى العرض بعد المصمم الأخير طلب من المصممين الظهور لأخر مرة مع العارضات الرئيسيات ليذهب ليو برفقة تولاي ليسمعوا تصفيق الجمهور لإبداعهم الذي أبهروا به أنهوا العرض الأخير لتتجه الصحافة لخلف الكواليس و تجري المقابلات و تلتقط الصور كانت تولاي تحت أنظار الصحافة الفرنسية التقطوا لها العديد من الصور و أجروا عددا من المقابلات ليأتيها ليو و يقول: يبدو أنك أصبحت مشهورة للغاية تولاي
قالت تولاي: أجل لكنه مزعج بعض الشيء
قال ليو: ستعتادين على ذلك قريبا
نظرا لحيث قدم صوت تلك الفتاة التي تبحث عن ليو وصلت إليهما لتنظر لتولاي بشيء من الانزعاج من الأعلى للأسفل و العكس لتقول: لا أعرفك لكنك لا تبدين جميلة كما قالوا لي يبدو أنهم يحبون المبالغة فقط
قال ليو: أرجو المعذرة آنسة بيرون لكن ماذا تفعلين هنا؟
قالت لوسي بابتسامة: أتيت لرؤية العرض بالتأكيد لقد كانت تصاميمك رائعة كالعادة سيد براندون
قال ليو: شكرا لك جزيلا هل أتيت وحدك؟
قالت لوسي: بالتأكيد لا أتيت برفقة خطيبي كايت لوسيل تعرفانه بالتأكيد
نظرت لوسي بانزعاج شديد لتولاي التي بدأت بتبديل ثوبها لملابسها العادية اقتربت منها بهدوء لتقول لها: هلا عرفت عن نفسك يا آنسة؟ وجودك يزعجني بعض الشيء
التفتت تولاي إليها بعيونها الباردة لتتراجع خطوتين للخلف بارتباك ظهر على نظراتها لتقول إحدى العارضات: آه تولاي ها أنت هنا كنت أبحث عنك سنلتقط صورة مع الجميع عليك الإسراع
قالت تولاي: أجل سألحق بك حالا
غادرت العارضة لتخبر الأخريات بذلك نظرت تولاي للوسي لتقول لها: أرجو المعذرة لكن لا أعرف من تكونين و لن أفصح عن هويتي أمام شخص فظ مثلك
غادرت لتتركها تنفجر من الغضب لتنزعج و تغادر المكان بحثت عن كايت بين الحضور لتراه يجلس في مكانه دون حراك يحدق بمجموعة العارضات اللاتي يلتقطن مجموعة صور لهن كذكرى عن هذا اليوم وقفت تولاي وسطهن بابتسامة خفيفة على شفتيها انزعجت لتقترب منه و تقول بابتسامة مخفية انزعاجها: ماذا هناك كايت؟ هل نمت وسط العرض؟ أكان مملا لهذه الدرجة؟
نهض كايت و هو يضع يديه داخل جيبيه ليقول في نفسه: لم يكن ذلك سيئا للغاية
سار متقدما لها لتقترب منه و تمسك بذراعه بقوة و تقول: لا تتركني أضيع وسط هذا الجمهور
نظر إليها بشيء من الانزعاج المدفون خلف نظراته الهادئة ليبتسم لها دون قول أي شيء لتسعد بذلك لكن تلك الفتاة لا تغادر رأسها أبدا خاصة بعد رؤيتها اهتمام كايت الغريب بها نظرت إليه تحاول إيجاد السبب وراء الابتسامة المعلقة على شفتيه عند تولاي عادت للفندق لترمي بجسدها على السرير و تنظر للسقف لتقول بصوت منخفض: يبدو أن هذا الشخص يطاردني حتما و ما بال تلك المزعجة برفقته؟
تنهدت بهدوء لتغمض عينيها تريد الاستراحة قليلا رن هاتفها لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر: لقد بدوت رائعة للغاية تولاي
قالت تولاي: شكرا لك
قالت جينجر: لقد سجلت ذلك على شريط فيديو لأريه لسام حينما يستيقظ
قالت تولاي: لم أنت مستيقظة في وقت متأخر كهذا؟
قالت جينجر: لم يدعني مات أنام دقيقة واحدة منذ تغييري لحفاضه
قالت تولاي: أهو بخير؟
قالت جينجر: بصحة جيدة للغاية لابد أنه يشتاق إليك أيضا
قالت تولاي: حقا؟ ظننت أنه لا يتكلم بعد
ضحكت جينجر بمرح شديد لتنتظر تولاي إجابتها بعد فترة قصيرة قالت جينجر: أنت مضحكة للغاية تولاي
ابتسمت تولاي دون التعليق على مقولتها لتقول جينجر: لابد أنك متعبة بعد كل هذا يجب أن تأخذي بعض الوقت راحة متى ستعودين من هناك؟
قالت تولاي: تقريبا بعد يومين حسب الجدول المقرر لكن بما أنه لا شيء لأفعله سأستقل أول طائرة بعد أخذ قيلولة
قالت جينجر بمرح: سأكون بانتظارك إذا إلى اللقاء تولاي
أغلقت الخط لتغط في نوم عميق خلال فترة قصيرة استقلت أول طائرة عائدة لموطنها توجهت لشقتها لتنام بأريحية أكثر



Inas Fallata 03-24-2020 01:42 AM




بعد أيام وصلت دعوات لحفلة خطبة جون لوريجن من الآنسة روز ماركيز للمدعوين المميزين من قبل العائلتين تعجبت تولاي وصولها واحدة أيضا لكنها استعدت لها في المساء وصلت لمكان الحفل في منزل لوريجن الذي لم يرحب أصحابه بوجودها أرادت إلقاء التحية على صاحبيّ الاحتفال و الرحيل التقت بالشقيقين المزعجين ليقول كيث بانزعاج شديد: من دعاك إلى هنا أيتها المزعجة؟
قال روبن: هل تعتقدين بأن المكان منزلك لتدخلي و تخرجي كما تشائين؟
أخرجت بطاقة الدعوة من حقيبتها الصغيرة لتصمتهما و تكمل بحثها حتى وجدته محاط بعدد من الأقارب لتقترب منهم و تقول: أرجو المعذرة جون هل بإمكاننا التحدث؟
نظر جون إليها ليسعد بقدومها لحفل خطبته ليخرج من جمعهم و يذهب معها ليقول بمرح شديد: لا أصدق أنك قد أتيت تولاي هذا يسعدني كثيرا
قالت تولاي: أجل مبارك لك جون ظفرت بشخص رائع حقا
قال جون بابتسامة: هل التقيت بروز؟
هزت رأسها نافية ذلك ليبتسم لها بمرح تحدثا معا لبعض الوقت قبل أن تغادر أتاه والده ليقول له: اعتقدت أنني رأيت تولايّ معك منذ قليل
قال جون: أجل قالت بأنها لا تريد إطالة البقاء هنا لذلك أتت لإلقاء التحية
قال رين: هكذا إذا حسنا استمتع بوقتك
ابتسم له بمرح شديد ليتركه و يعود لزوجته التي كانت تراقبهما بهدوء لتقول: يبدو أنكما في علاقة جيدة كالعادة
قال رين: أجل بالتأكيد نحن كذلك
ابتسمت له بمرح شديد عند كايت الذي كان حبيس غرفته لا يريد الخروج منها منذ يومين طرق الباب عدة مرات قبل أن يجيب سمع صوت إخوته يتهامسون أمام الباب اقترب من الباب ليفتحه ليراهم يقفون هناك يحملون مجموعة أطباق بتلك الابتسامات اللطيفة سمح لهم بالدخول لينظر إليهم باستفسار عن تلك الأطباق ليقول بريس: أنت لم تأكل أي شيء أليس كذلك؟ لابد أنك جائع الآن
قالت ليدي: لقد حاولنا الحضور بعد موعد العشاء لكن أمي أخذتنا معها لمنزل جارتنا
قال كايت: شكرا لكم لكنني لست جائعا
قالت ماري: ماذا؟ يجب أن تأكل شيئا ما كيف تريد لزكامك أن يشفى؟
قال كايت: أقدر تفكيركم فيّ لكنني بخير هكذا لا تهتموا كثيرا لي
أظهروا تعابير حزينة على وجهه ليسمعوا صوت طرق الباب الذي طرق قلوبهم الخائفة فالساعة الآن قد تجاوزت موعد نومهم بثلاث ساعات فتح كايت الباب ليظهر تيم بطبق آخر ليقول: ماذا تفعلون جميعا هنا؟
قال جيمي: نفس السبب
رفعوا أطباقهم ليبتسم معهم بمرح شديد وضعوا الأطباق على الطاولة ليتنهد و يقول كايت: لنتناولها معا
قالت ماري: ماذا؟ بالتأكيد لن أفعل سأفسد حميتي حينها
قال تيم: لكنك تبدين جميلة هكذا
أحرجها تعليقه لتصمت بينما أشقائه يكتمون ضحكاتهم المرحة ابتسم كايت لهم ليجلسوا معا و يأكلوا تلك الأطباق و يتحدثوا بهمس لم يمس كايت الكثير منها لكنه استمتع بمراقبتهم يستمتعون بوقتهم معه أنهوا ذلك ليقول بريس: هل أنت و أبي متشاجران؟ أصبحتما لا تتحدثان معا كثيرا
نظروا جميعا إليه بقلق منتظرين إجابته ليبتسم لهم بلطف و يقول: لا تقلقوا كل شيء بخير أنا فقط لا أحب الطريقة التي يتصرف بها معي الأمر ليس بالشجار الكبير ستعود الأمور لما كانت عليه قريبا
ارتاحوا جميعا لمقولته تلك و ابتسامته التي طفت على وجهه ليقول في نفسه: لن يحدث ذلك أبدا ليس بعد الآن
وقف ليقول: هيا عليكم الذهاب لغرفكم للنوم الآن لا تريدون أن تعاقبوا صحيح؟
ابتسموا له بمرح شديد ليغادروا غرفته عائدين لغرفهم بتسلل و حذر شديد نام كايت بهدوء تلك الليلة ليستيقظ على رنين هاتفه بتلك النغمة المزعجة تجاهل الاتصال لينهض و يستحم و يرتدي بنطالا أسودا طويلا و بلوزة بيضاء بأكمام قصيرة و حذاء أسود جلس على كرسيه بهدوء ليرن هاتفه من جديد رفع الخط ليقول المتصل: آه كاي هل تحسنت صحتك؟
قال كايت: ربما لا أعلم
قال المتصل: حسنا أردت إخبارك بأن المدير قد مدد إجازتك لأسبوع آخر
قال كايت: و السبب؟
قال المتصل: حتى الآن لم أعرف سأسأله بعد انتهاء اجتماعه حاول أن تتحسن سريعا
قال كايت: سأفعل إلى اللقاء
أغلق الخط ليتنهد بانزعاج و يقول: لماذا قام بتمديد هذه العطلة السخيفة؟
تنهد مجددا ليطرق باب غرفته و تظهر مايا من خلف الباب بهدوء و تقول بابتسامة: صباح الخير كايت
قال كايت: صباح الخير
قالت مايا: أردت إخبارك أننا ذاهبون لزيارة منزل العائلة لذا استعد لذلك جيدا
قال كايت: لا أريد الذهاب
قالت مايا: يا ليت كان الأمر بيديّ لكنه ليس كذلك لقد اتصل جدك و طلب لقاءك أنت خاصة
نظرت إليه في انتظار ردة فعله لينهض من ذلك الكرسي و يقول: سأذهب خلفكم لذا لا تنتظروني
قالت مايا بمرح شديد: حسنا نراك هناك إذا إلى اللقاء
أغلقت الباب بهدوء لتتنهد بارتياح و تقول في نفسها: الأمر ليس سيئا كما اعتقدت
ابتسمت بمرح لتكمل طريقها للأسفل التقت هناك بلاري الذي كان بانتظارها ليقول: لماذا لم يأتي ذلك الولد؟
قالت مايا بابتسامة: قال أنه سيلحق بنا لذا هيا لنذهب
قال لاري: لا يمكنك تركه يفعل ذلك ربما قد يهرب لمكان ما ستكون مشكلة مزعجة لو فعل ذلك
قالت مايا و هي تدفعه للأمام: لا تقلق كثيرا و تحل بقليل من الثقة في ابنك لاري
تنهد بهدوء ليصعد معها لسيارة الليموزين البيضاء الخاصة بالعائلة قالت ماري باستغراب: ألن يأتي أخي كايت معنا؟
قالت مايا بمرح: لا سيذهب بسيارته تعرفين كم يحبها
قال جيمي بمرح: عندما أكبر أريد سيارة رائعة مثل سيارة أخي
قال بريس: ستكون عتيقة الطراز حينها لن أشتري إلا أسرع سيارة في العالم
قالت ليدي: لا تحلما بالكثير فأبي لن يشتري شيئا كهذا لكما صحيح؟
قال لاري و هو يدعي التفكير: حسنا سأفعل ذلك بشرط أن تكبرا أولا
ضحكوا جميعا بمرح شديد لتنظر مايا لوجوه الجميع المستمتعة لتقول في نفسها: هل يصعب كونك هنا معنا كايت؟ هذا كل بسبب رأس والدك الصخري
كتمت ضحكتها على كلماتها الساخرة لينظر لاري إليها باستغراب انتبهت له لترسم ابتسامة لطيفة على شفتيها عند كايت الذي كان يقود خلف سيارتهم البيضاء الطويلة يشعر بالملل الشديد و النعاس ليفكر في سبب الطلب الخاص وراء رؤيته من جده الذي لم ينظر إليه قط من قبل ليقول في نفسه: لم كل الأمور المزعجة تحدث تابعيا؟ هذا مزعج للغاية
تنهد بانزعاج لينزل زجاج نافذته ليسمح للهواء بالدخول للسيارة وصلوا لمنزل عائلة لوسيل الشبه العتيق المحاط دائما بالصحافة و الزوار من أنحاء العالم فتلك القلعة المخيفة قد قطبت الناس كافة لجميع أنواع الأسباب قالت مايا بمرح: حقا المكان لم يتغير كثيرا منذ أخر زيارة
قال لاري: حقا الآن بدأت أشعر بأن الوقت قد مر سريعا بالفعل
ابتسمت مايا له بمرح شديد ليدخلوا القلعة دون جذب الانتباه إليهم رحب بهم كبير الخدم ليقول: السيد لوسيل يتوقع وصولكم في غرفة الضيوف رجاء اتبعوني
ساروا خلفه بهدوء شديد التفت لاري ليتأكد من تواجد كايت خلفهم ليراه يسير بهدوء غير مبالي تماما لينزعج من ذلك و يقول في نفسه: لقد أصبحت مزعجا للغاية بالفعل كايت لكنني لن أتمنى حدوث شيء سيء لك أبدا
تنهد بهدوء لتنظر إليه مايا بشيء من الاستغراب ليبتسم لها بمرح شديد طرق الخادم الباب البني الكبير ليفتحه ثم يدخل و يقول: لقد وصل السيد لاري و عائلته
دخلوا الغرفة ليجلسوا في أماكنهم كان جدهم يجلس ببرود كعادته التجاعيد الكثيرة التي ملئت وجهه تزيده رعبا ليبتسم لأحفاده و يقول بابتسامة: مرحبا بكم أحبابي لم أراكم منذ فترة طويلة أأنتم بخير؟
قال بريس: أجل جدي نحن بخير
قالت ليدي: لقد اشتقنا إليك كثيرا جدي
نظر الجد لتيم بابتسامة لطيفة ليقول: أهلا بك أيضا تيم سعيد برؤيتك مجددا
قال تيم: شكرا لك سيدي
قال الجد: لا تزالين جميلة كما عهدتك مايا
قالت مايا بمرح: شكرا لك عمي و أنت أيضا لم تتغير كثيرا
قال الجد: بل هرمت كثيرا
ضحك بمرح شديد ليرسم الابتسامات على وجوه الجميع عدا كايت و والده الذي في انتظار معرفة السبب وراء طلب الزيارة المفاجئة ليقول: ألن ترحب بي أنا أيضا يا أبي؟
قال الجد: آه صحيح أهلا بك أيضا لاري نسيت ذلك لأنني رأيتك السنة الماضية
قال لاري و هو يدعي الحزن: أنت تفعل هذا بي دائما أحيانا أشعر بأنني لست ابنك
قال الجد: ربما أنا أيضا أشعر بذلك فأنت تشبه والدتك أكثر مما تشبهني لذلك أنسى
نظرا لبعضهما ليبتسما بمرح شديد حول الجد نظره لكايت الغير مبالي تماما بالأمر كله و الجالس بعيدا عنهم ليقول: لم نسمع منك شيئا منذ عقود كايت هل أصبحت أبكما؟
لم يتجاوب كايت معه ليقول: يبدو أنك أصبحت بالغا حقا أتذكر أنك كنت تحب المشاجرة معي دائما
قالت ماري: أكان أخي يفعل ذلك حقا؟
قال الجد: أجل كلما حاولت المزاح معه يحوله لشجار مضحك لكنه لا يضحك الآن
قال جيمي: جدي أخبرنا عن أخي أكثر
قالت مايا: توقفوا عن هذا الآن سأخبركم بكل ما تريدون لاحقا
شعروا بخيبة أمل فهي لا تحدثهم بأي شيء عن كايت لذلك يجهلون الكثير عنه قال الجد: أرجو المعذرة أيها الأطفال لكن هناك حديث أود إجراؤه مع هذا الشاب بإمكانكم الذهاب للحديقة و اللعب مع البقية
غادروا الغرفة و هم يرغبون في معرفة ما سيقوله له قال لاري: أبي هلا أخبرتني ما الأمر؟
قال الجد: الحوار خاص بيننا آسف عليكما المغادرة أيضا
نهضت مايا لتمسك بيد لاري و تقول بمرح شديد: سنذهب لإلقاء التحية على أفراد الأسرة خذا وقتكما
غادرا الغرفة ليسكن المكان تماما نظرات الجد المنزعجة نحو كايت لم تستطع جلب أنظاره إليها ليقول بانزعاج: سمعت شيئا مزعجا عنك كايت و أريد التحقق منه
قال كايت: و ما هو؟
قال الجد: تحاول مخالفة قوانين العائلة هذا ما سمعته و أرجو أنها مجرد كذبة بشعة
قال كايت: لم أقل أيا من هذا
تنهد الجد بارتياح ليقول: أجل اعتقدت ذلك أيضا لكنني سعيد بزواجك بالآنسة بيرون اختيارك لها كان موفقا تماما
قال كايت: لن أتزوجها
نظر الجد إليه باستغراب ليقول: لماذا؟ أحدث شيئا ما معها؟ أم أنها من طلبت ذلك؟
قال كايت: أنا لا أريد الزواج منها
قال الجد: حسنا هناك فتيات مرشحات غيرها إن كنت لا تريدها
قال كايت: لن أتزوج أي واحدة منهن
نظر الجد إليه باستغراب شديد ليقول: لماذا؟
قال كايت: لأنني لا أريد الزواج بهذه الطريقة
قال الجد: أتقصد بأنك لا تريد الزواج كتقليد عائلتنا كايت؟
قال كايت: أجل
صمت الجد لفترة ليصاب بالغضب الشديد و يقول: أنت تعرف عقوبة مخالفة التقاليد صحيح يا كايت؟
قال كايت: أجل أعرف ذلك
قال الجد: و ما زالت لديك الجرأة لقولها؟
لم يجبه كايت بأي شيء لينظر إليه بانزعاج شديد ليتنهد و يقول: عليك العدول عن رأيك و إلا نهايتك ستكون مثل والدتك تماما
نظر كايت إليه بشيء من الذهول ليقول الجد: أجل لقد قتلت بسبب مخالفتها لتقاليد عائلتنا خاصة بعد عنادها في مساعدة أحد المحبوسين بسبب عصيانهم لأوامري أخبرتها مرارا ألا تتدخل في أموري لا تريد أن تصبح مثلها صحيح؟
نهض كايت من مكانه و نظراته الحادة تكاد تأخذ قلب جده الذي يروي ذلك و بكل برود ليغادر الغرفة محاولا التحكم بغضبه أثناء سيره في الممر الحجري الطويل التقى بمايا و لاري اللذين توقفا عن المسير لرؤيته يقترب منهما وقف أمامهما لينتبها للغضب العارم في كيانه لتقول مايا: هل أنت بخير كايت؟
لم يهتم بالرد على سؤالها ليقول: أكنت تعرف بأنه السبب وراء موت أمي؟
لم يجب لاري على سؤاله و لم يبدي اهتماما بالإجابة حتى نظرت مايا له بقلق لينزعج كايت من ذلك و يقول بغضب شديد: أكنت تعرف بالأمر أم لا؟
قال لاري: ليس هناك فرق إن عرفت الإجابة فهي ميتة على كل حال
عض كايت على شفتيه بانزعاج شديد لتنزل قطرات الدم من الجرح السطحي عليها أرادت مايا الاقتراب لكن لاري منعها من التقدم بقربه نظرت إليه باندهاش لتصرفه لكنه لم يبالي بنظراتها ليقول: تعرف تماما بأنني لم أهتم يوما لها لذا لا تسألني عنها
قالت مايا: لاري لا تبالغ في الأمر و كايـــ....
تنهدت حالما سار كايت مبتعدا عنهما لتنظر للاري بشيء من الانزعاج و تقول: هل كان حقا من الضروري التفوه بذلك لاري؟ أنت لا تفعل أي شيء سوى إثارة غضبه
قال لاري: الخطأ ليس خطأي أخبره والدي بذلك و أنا أخبرته بالحقيقة
قالت مايا: تعرف بأن ذلك لن يحل أي شيء لاري أنت فقط تزيد الأمور سوءا
زفر لاري الهواء المحبوس داخل رئتيه ليقول: مايا لا تدعينا نتشاجر بسببه الأمر قد حصل و انتهى
قالت مايا: توقف عن قول ذلك لاري أنت لا تعرف بما أشعره عندما تكون غير مباليا هكذا لا زلت أشعر بالذنب لوفاة والدته بتلك الطريقة لذا أرجوك توقف عن التصرف بأنانية و لو لمرة
تعجب لاري الدموع العالقة في عينيها لتسير مبتعدة عنه في الاتجاه الآخر عند تولاي التي كانت تتحدث مع ليو بشأن جدولها الجديد طرق الباب لتدخل لوسي بتعابير مرحة لتقول: مرحبا ليو لقد مضى وقت طويل منذ آخر مرة أتيت لهنا قمت بالكثير من التعديلات الرائعة
قال ليو بابتسامة: شكرا لك آنسة بيرون
قالت لوسي: سعدت كثيرا حالما سمعت أنني سأعمل معك مجددا
قال ليو: أنا أيضا ستكون الآنسة لوريجن شريكتك في المقابلة
نظرت لوسي لتولاي لتمحو الابتسامة من على وجهها لتظهر بعض الإزعاج لتقول: آه يسعدني ذلك آنسة لوريجن
قالت تولاي: أنا أيضا آنسة بيرون
قال ليو: بإمكاننا إكمال حديثنا لاحقا آنسة لوريجن لابد أن موعد المقابلة قد اقترب
قالت تولاي و هي تنهض: حسنا أراك لاحقا سيد براندون
ابتسم لها بمرح شديد لتغادر برفقة لوسي المنزعجة كثيرا من نظرات المقارنة بينهما و الهمسات التي لم تعجبها قط وصلتا للغرفة التي سيجرون المقابلة بها قال الصحفي: يسعدني كثيرا العمل معكما آنسة لوسي بيرون و آنسة تولاي لوريجن
قالت لوسي: أجل يشرفني ذلك أيضا
ابتسمت بمرح بينما اكتفت تولاي بإيماءة قصيرة بدأت المقابلة لتنتهي قبل أوانها ليقول الصحفي: سنقوم بتصوير بعض الصور لأجل المقالة أتمنى ألا تمانعا ذلك
قالت تولاي: لا بأس بذلك
قالت لوسي: أجل أنا أيضا
قال الصحفي: حسنا لنتجه للاستديو أثق بأنهم أنهوا الاستعدادات اللازمة....صحيح سنلتقط خمسة صور بمواضيع مختلفة واحدة منها ستكون على الغلاف
قالت لوسي بحماس: حقا؟ هذا رائع للغاية
ابتسم الصحفي لها ليذهبوا للاستديو لتبدلا ثيابهما ليستعدا لتصوير الموضوع الأول الذي كان حفلة راقصة انتهت لوسي قبل تولاي لتقول إحدى العاملات: تبدين جميلة آنسة بيرون كالعادة
قالت لوسي بمرح: حقا؟ شكرا لك
كانت لوسي ترتدي ثوبا أبيضا بلا أكمام منفوش من أسفل الخصر يصل لأسفل الركبة صدريته على شكل قلب به حزام ذهبي على الخصر و حذاء أبيض بزينة ذهبية في المنتصف و رفع شعرها الأشقر على شكل دائرة حلقية مزينة بشريط ذهبي يشبه الحزام و غرتها قد موجت طوليا من الأطراف تألقت ابتسامتها وسط ذلك البريق اقترب المصور منها ليقول لها: لم نرك هنا منذ فترة آنسة بيرون
قالت لوسي: أجل سعيدة لعودتي لهنا
ابتسم لها بمرح شديد حتى لفت انتباههما صوت المساعدة القائلة: تولاي مستعدة للتصوير الآن
نظرات الجميع لها بإعجاب أصابت لوسي بالانزعاج كانت تولاي ترتدي ثوبا أحمرا طويلا بأكمام متوسطة الطول شفافة به فتحة تصل لأسفل الركبة من الجهة اليسرى و حذاء أبيض بكعب عالي مفتوح المقدمة أسدل شعرها على ظهرها و غرة غطت عينها اليمنى سارت بهدوء بينهم لتقترب من موقع التصوير لتقول: آسفة على التأخير
قال المصور بابتسامة مرحة: تبدين مذهلة كعادتك آنسة لوريجن
هزت رأسها بإيماءة و ابتسامة صغيرة نظرت لوسي إليها بشيء من الانزعاج حالما تذكرت نظرات كايت اتجاهها لتقول في نفسها: كيف يعرفها؟ هو لم يبدي يوما اهتماما بالفتيات
أنهوا اللمسات الأخيرة على المكان ليبدؤوا التصوير بعد تغيير الخلفيات و الملابس حسب المواضيع المختارة أنهوا التصوير لذلك اليوم ليقول الصحفي: شكرا لتعاونكما معي أتمنى أن نعمل سوية في المستقبل القريب
قالت لوسي بابتسامة: أجل لنعمل معا مجددا
قالت تولاي: شكرا لوقتك
ابتسم لهما ليغادر المكان التفتت لوسي لتولاي بانزعاج لتقول: من أين تعرفين كايت لوسيل؟
قالت تولاي: لا أعرف أحدا بهذا الاسم
قالت لوسي: لا تدعي البراءة
قالت تولاي: كما تشائين يا آنسة لكنني لا أعرف أي أحد بهذا الاسم
غادرت تولاي المكان و نظرات لوسي المنزعجة تكاد تثقب جسدها استندت على الدرج الحديدي لتفكر في هدوء رن منبه هاتفها لتنظر إليه بشرود و تقول في نفسها: لقد أتى الوقت سريعا
أغلقت المنبه لتصعد الدرج و تخبر أحد العاملين بمغادرتها العمل غادرت المبنى لتسير بين الشوارع في هدوء شديد حتى توقفت أمام مبنى قديم لا يبدو أن أحدا يعيش فيه صعدت تلك الدرجات القذرة وصلت أمام مطلبها لتقرع الجرس بهدوء فتح الباب ليظهر صبي صغير بابتسامة لطيفة و يقول بمرح: من أنت يا آنسة؟
نظرت تولاي إليه بهدوء لتمحو الابتسامة من وجهه اقتربت سيدة ما منهما لتقول: من تكونين؟
قالت تولاي: منزل السيدة روفيس صحيح؟
قالت السيدة: أجل أنا شقيقتها أيمكنني مساعدتك في شيء ما؟
قالت تولاي: لا سيدتي أنا قادمة لرؤيتها
قالت السيدة: حسنا تفضلي بالدخول
دخلت تولاي المنزل لتغلق الباب خلفها جلست على أقرب أريكة في الصالون لتذهب السيدة لمناداة شقيقتها نظر الطفل إليها بشيء من الخوف و الرعب حضرت السيدة روفيس لتنظر لتولاي باستغراب شديد و تقول: أأعرفك يا آنسة؟
وقفت تولاي لتقترب منها و تهمس قائلة: أجل تعرفينني بالتأكيد ماريا كوراني
توسعت عيون تلك السيدة لسماع اسمها الحقيقي لتبتعد عنها بخوف بخطوات مرتجفة أخذت الطفل الخائف و المرتعب من نظرات تولاي الباردة نحوهما بين أحضانها لتقول: من تكونين؟ و ماذا تريدين مني؟
أخرجت تولاي ذلك الخنجر الفضي الصغير قبضته مخططة بالأرجوانية لترعب تلك السيدة بها اقتربت منها لتحاول تلك السيدة الهرب منها لتدخل إحدى الغرف و تغلق الباب نظرت لها شقيقتها باستغراب لتقول: ماذا هناك أختي؟ أحدث شيء ما؟
قالت ماريا: هذه الفتاة المجنونة تريد قتلي
قالت شقيقتها: ماذا؟ علينا الخروج من هنا
سمعتا صوت تولاي القائل: لا مهرب من هنا
اقتربت منهما سريعا لتغرس خنجرها في صدر ماريا لتتناثر الدماء على الأرض بدأ ذلك الطفل بالبكاء بشدة أخرجت الخنجر من صدرها لتمزق به عنق شقيقتها التي حاولت فتح الباب لتسقط جثتها على الأرض اقتربت من ذلك الطفل الصغير لتنزل لمستواه و تقول: ذنبك الوحيد أنك فرد في هذه العائلة
عانقته بهدوء لتطعنه من الخلف أخرجت الخنجر ببطء من ظهره لتمدده على الأرض غادرت تلك الشقة لتغلق الباب خلفها و تعود لشقتها غسلت تلك الدماء عن جسدها و ملابسها لتجلس بهدوء على الأريكة تحدق بالفراغ لتقول بهدوء: يجدر بي الانتهاء من هذا سريعا ذلك الشخص سيظهر بالتأكيد مجددا
أغلقت عينيها لتعود ذكرياتها لفترة تتمنى لو تعود مجددا فتحت عينيها على صوت غريب في النافذة التي خلفها لتلتفت بسرعة رأت ذلك الطائر الصغير الأزرق اللون تنهدت بهدوء انتبهت للورقة التي كان يحملها في عنقه لتفتح النافذة دخل الطائر لتأخذ الورقة من عنقه حاول الاقتراب منها لتبتعد عنه أمال رأسه قليلا متعجب رد فعلها لتقول بابتسامة صغيرة: آسفة لو اقتربت مني ستفقد حياتك لذا عد لسيدك
غرد مجيبا عليها ليغادر من النافذة فتحت تلك الورقة البيضاء المزينة بشريطة وردية لتقرأ ما كتب عليها "حدثني جون عنك و أردت مقابلتك سأكون في مقهى قريب من عمله خلال المساء.... روز ماركيز" نظرت للرسالة باستغراب لبعض الوقت لتنظر للساعة و تجدها الثامنة مساء بدلت ثيابها لتغادر للمكان المطلوب وجدتها تجلس في أقرب طاولة قريبة من النافذة تحدق بمكان عملها السابق اقتربت منها بهدوء لتقول: مساء الخير آنسة ماركيز
التفتت لها لتنظر إليها بشيء من الذهول لتنهض على الفور و تصافحها بكلتا يديها و هي تقول: لا أصدق أنك هي تولاي التي قصدها جون يا إلهي أشعر كأنني في حلم أنا حقا معجبة بك
قالت تولاي: شكرا لك لكن رجاء أخفضي صوتك لا أريد لأحد أن يزعجني
قالت روز: آسفة لذلك لكنني تفاجأت كثيرا
جلستا بهدوء على الكراسي البيضاء طلبتا بعض الأشياء لتقول روز: سمعت من جون أنك قدمت لحفل خطبتنا لكنني لم أرك
قالت تولاي: لديّ مشاكل هناك و لم أحبب إفساد الحفلة
قالت روز: ماذا تقصدين؟ ألست أحد أفراد العائلة تولاي؟ أقصد لقبك لوريجن أيضا
هزت تولاي رأسها نافية ذلك لتبتسم لها بهدوء ثم تقول: لماذا تريدين رؤيتي؟
قالت روز: أنا الفتاة الوحيدة في عائلتي لذلك أمل كثيرا و شقيقات جون مزعجات للغاية بالرغم من ذلك أحبهن بما أنني هنا لم أرد البقاء وحدي في انتظار جون
قالت تولاي: أتفهم ذلك لكن لم أقتنع به
نظرت روز إليها باستغراب لترسم ابتسامة ماكرة على شفتيها و تسند رأسها على يديها المستندتين على الطاولة و تقول: أنت شديدة الملاحظة كما سمعت عنك حقا لابد أنك تعرفين السيد زورف؟
لم تجبها تولاي بأي شيء لتقول: يبدو أن السيد زورف يتساهل معك كثيرا و بسببك هو غاضب أغلب الأوقات لذلك أردت تقديمك هدية له عله يخفف من غضبه المستمر ألا تظنينها فكرة جيدة؟
قالت تولاي ببرود: اختطفت روز ماركيز لسبب تافه كهذا كاترينا موراي؟
عضت المدعوة كاترينا شفتيها بانزعاج لانكشاف هويتها بهذه السرعة أرادت قول شيء ما لكن قدوم جون منعها لتنظر إليه بلطف شديد و تقول: آه أهلا بك عزيزي لقد تركتني أنتظرك طويلا
قال جون: أنت من أتيت باكرا للغاية أوه أهلا تولاي لم أعرف أنك قادمة لرؤيتي أيضا
نهضت تولاي من الكرسي لتسير بالقرب منه و تهمس في أذنها قائلا: غدا قمر مكتمل سيكشف عن حقيقة المخادع أمامك
نظر إليها باستغراب لتتجاهل نظراته و تغادر بهدوء جلس في مكانها ليحاول استيعاب ما قالته لتقول المدعوة كاترينا: ماذا هناك عزيزي؟ أقالت لك شيئا مزعجا؟
قال جون بمرح: بل على العكس تماما ما رأيك أن نخرج معا غدا؟
قالت كاترينا: بالتأكيد لم لا عزيزي؟ سيكون ذلك ممتعا للغاية
ابتسم لها بمرح شديد ليعاود التفكير فيما قالته تولاي له عاد لمنزله بعد إيصال كاترينا للمنزل ليتوجه لرؤية والده مباشرة تعجب والده النظرات التي علت وجهه ليقول له: ماذا هناك جون؟
قال جون: لقد أخبرتني تولاي بشيء غريب
قال رين: تولاي؟ أين التقيت بها؟
قال جون: رأيتها مع روز في المقهى قبل قدومي للمنزل
قال رين: و ماذا قالت لك؟
قال جون: " غدا قمر مكتمل سيكشف عن حقيقة المخادع أمامك" هذا ما قالته
تعجب رين ذلك لينظر للقمر في وسط السماء ليقول: أفهمت ما قصدته؟
قال رين: أولا ما هي المناسبة لكلماتها تلك؟
قال جون: لا أعلم كانت تتحدث مع روز ثم أخبرتني بذلك
قال رين: روز تلك ليست روز التي تعرفها بل محتالة ما تنتحل شخصيتها لسبب ما
ظهرت أمامهما من العدم لتنظر لرين بهدوء و لولده بعدم مبالاة لتقول: عليكما الحذر من ذلك الشخص روز ماركيز محبوسة في قبو منزلها عليكما الإسراع و إلا فإن الوقت قد ينفذ منها
اختفت بعد كلماتها تلك ليسرع جون بالاتصال على هاتفها لكن ما من مجيب ليقول: سوف أذهب لمنزلها يا أبي
قال رين: لا تتسرع يا بني سأذهب أنا ربما يكون الأمر أخطر مما توقع
قال جون: إذا لنذهب سويا
قال رين: حسنا لكن لا تخبر أحدا بذلك ربما سيسبب مشاكل أخرى
تفهم جون الأمر ليسرعا بالذهاب لمنزل روز عند كايت الذي لم يعد للمنزل بعد كان يقف بالقرب من ذلك الشاطئ الخالي تقريبا من الناس يتأمل البحر الشاسع و الواسع في تلك الظلمة جلس على تلك الرمال البيضاء واضعا رأسه على يديه المكتفتين فوق ركبتيه ليتذكر ما قاله جده هذا اليوم و يعاوده ذلك الغضب لم يستطع منع دموعه من التساقط ليقول بصوت منخفض: تبا لهم أخذوك مني لسبب سخيف كهذا لماذا وافقت على الزواج من شخص كأبي على أي حال؟
أغمض عينيه ليتذكر والدته التي لطالما أغدقته بحبها لم تنسى يوما الابتسام في وجهه بالرغم من معاملة والده السيئة لها لكنها لم تفعل أي شيء بشأنه أخذ نفسا عميقا لينهض من هناك و يعود لسيارته توجه لأحد الفنادق القريبة ليحجز غرفة قضى الليل فيها استيقظ في الصباح على صوت إحدى العاملات في الغرفة ليفتح عينيه بانزعاج من الضوء قالت العاملة: آسفة على إزعاجك سيدي
غادرت الغرفة بسرعة لينهض من سريره بهدوء و يستحم جلس على الكرسي بهدوء يشرب بعض الماء ليرن هاتفه رفع الخط ليقول المتصل: أخيرا أجبت على هاتفك حاولت الاتصال بك كثيرا
قال كايت: آسف حدثت بعض الأشياء في المنزل ما الأمر؟
قال المتصل: أردت الاطمئنان عليك و حسب بدوت متعبا للغاية آخر مرة تحدثنا
قال كايت: أنا بخير الآن
قال المتصل: هكذا إذا إن احتجت أي شيء سأكون في الخدمة
قال كايت: لا عليك و شكرا على اهتمامك
أغلق دون أن يسمح للطرف الآخر بالإجابة نظر لعدد المكالمات المفقودة من المنزل ليمحوها بلا مبالاة غادر الغرفة ليصعد سيارتها و يقودها بهدوء في طرقات المدينة توقف أمام تلك الإشارة الحمراء لينظر لهاتفه الذي بدأ يهتز انزعج لرؤية اسم المتصل ليترك الهاتف يرن وحده نظر للتجمهر الكبير على الطرف المقابل من الطريق لتسير السيارات ببطء و حذر نظر للسيارة الكبيرة البيضاء المسببة لكل هذا الإزعاج لينتبه للفتاة الجالسة بالداخل ليتنهد بانزعاج و يكمل طريقه



Inas Fallata 03-24-2020 01:44 AM




عند تولاي التي استيقظت منذ خمس دقائق استحمت و تناولت إفطارها لتنظر للتلفاز الذي يبث خبرا حصريا عن لوسي لتقول: إذا هي ممثلة مشهورة لم أكن أعرف ذلك
تذكرت سؤالها لها لتحاول تذكر شخص بذلك الاسم لكن لا يخطر أي أحد على بالها رن جرس منزلها لتنهض و تسير في اتجاه الباب ليوقفها الطرق العنيف على الباب اضطرب قلبها للحظات لتسمع صوت شخصين يتحدثان باللغة الإسبانية اقتربت من الباب أكثر لتسمع حوارهما لتفاجئ بمقبض الباب يلتف ابتعدت عن الباب بسرعة لتستند على الجدار في انتظار قدومهما اقترب الأول من مكانها لتمسك بيده و تسقطه أرضا وقف الثاني بحذر شديد في مكانه لينظر إليها بعيون فاحصة ليقول بالأسبانية: عثرنا عليك أخيرا أيتها المزعجة
اقترب منها سريعا و يحمل سكينا فضيا ذو مقبض بني ليحاول طعنها به تفادت كل هجماته العشوائية لترهقه بهربها المستمر نظرت للرجل الأول الذي بدأ يستعيد وعيه لتنزعج من ذلك اقترب منها الثاني ليضع السكين بالقرب من عنقها ليقول: يا للأسف أنت فتاة جميلة للغاية ربما لا يجدر بنا قتلك
قامت بضربه بمرفقها في معدته لتأخذ السكين من يده و تطعن قلبه بها حاول الأول الإمساك بها لتنزلق من بين يديه الضخمتين و تضرب رأسه ليفقد توازنه أخرجت السكين من صدر ذاك لترميه عليه و تصيب رأسه ليسقط هو الآخر جثة هامدة التقطت أنفاسها الهاربة منها لتنظر للفوضى التي سببته في المكان حملت هاتفها و معطفها لتغادر المنزل سريعا و تتصل بالشرطة جلست على الدرج بانتظار قدومهم ليصلوا في غضون ساعة ذهبوا معها لشقتها ليقول المفتش: هل وجدت منزلك هكذا عندما أتيت آنسة لوريجن؟
قالت تولاي: أجل سيدي
قال المفتش: بعد النظر في المكان يبدو أنهما آتيا ليسرقا المنزل و تشاجرا و قتلا بعضهما
التفت المفتش لتولاي بنظرات شاكة في صدقها أنهوا عملهم في المكان ليقترب منها و يقول بابتسامة: تعرفين أننا نحب لعبة القط و الفأر معك لذا لا تلوميننا
توسعت عينيها و هي تتراجع للخلف اصطدم جسدها بالجدار لتشعر بنبضات قلبها تكاد تكسر المعدل الطبيعي لها غادرت الشرطة بعد طمأنة الجيران على ما حدث انزلق جسدها على الجدار ليسقط أرضا وضعت يدها على فمها لتقول بصوت منخفض: لقد وجدوني
ذلك الاعتراف لم يرح قلبها أو أنفاسها أغمضت عينيها لتأخذ نفسا عميقا نهضت لتغادر ذلك المكان تفاجأت بوجود ذلك الكم الهائل من الصحافة و الجماهير التي تود معرفة ما حصل صعدت الدرجات مجددا ليرن هاتفها رفعت الخط ليقول المتصل بهدوء: أنا أمام منزلك بإمكانك الخروج الآن سأخذك لمكان آخر بعيدا عن هنا
لم يسمع إجابة من تولاي التي لم تفق من صدمتها بعد ليدخل المبنى و يراها تجلس على الدرج بتلك التعابير الخائفة ليقترب منها و يقول: آنسة لوريجن هل أنت بخير؟ أتيت لأخذك لمكان آمن
أمسك بيدها ليساعدها على النهوض رفع قبعة معطفها ليغطي رأسها به خرج برفقتها لتبدأ الصحافة بالاحتشاد حولهما طرحوا أنواع الأسئلة و التقط ما شاؤوا من الصور فتح الباب الخلفي لسيارته الزرقاء الصغيرة ليدخلها و يذهب لمقعد السائق قاد السيارة مبتعدا عنهم رن هاتفه ليرفع الخط و يقول المتصل: هل أخذت الآنسة لوريجن من منزلها؟
قال الرجل: أجل سيد براندون لقد فعلت
قال المتصل: حسنا بإمكانك أخذها لأي فندق سأدفع ذلك لاحقا
قال الرجل: سأفعل ذلك إلى اللقاء سيدي
أغلق الخط ليأخذها لفندق قريب من الاستديو صعدا غرفتها لتجلس تولاي على طرف السرير دون قول أي شيء ليقول لها: ستكونين بخير هنا
رفعت بصرها لتنظر إليه و تقول: من تكون؟
قال الرجل: أنا مساعد السيد براندون اسمي هو مايك ريدو
قالت تولاي: شكرا لك سيدي آسفة لإزعاجك معي
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر الغرفة نظرت تولاي للأرض بهدوء لتقول: خففت دفاعاتي كثيرا عليّ فعل شيء حيال ذلك قبل تفاقم الأمر أكثر
استلقت على السرير لتغمض عينيها بهدوء عند كايت الذي كان يجلس بهدوء في أحد المقاهي الهادئة رن هاتفه لينظر للاسم بلا اهتمام ليكمل شربه لقهوته بهدوء نظر لشاشة التلفاز المعلقة التي بدأت بعرض الأحداث التي حدثت مع تولاي لم يرى وجهها جيدا فقد غطيّ بقبعتها ليقول أحد الموجودين في المكان: سمعت أن اللصين دخلا ليسرقا المنزل لكن أحدهما قتل الآخر طمعا في المال
قال الآخر: حقا؟ هل هي القاتلة؟
قال الأول: لا تكن سخيفا هكذا انظر إليها جيدا لا تستطيع قتل ذبابة
قال الثاني: هي عارضة أزياء أليست كذلك؟
قال الأول: أجل لكنهم لم يتحدثوا كثيرا في الأمر هذا أفضل لها بالتأكيد
قال الثاني بمرح: يبدو أنك معجب بها
قال الأول: أنت ماذا تقول؟ أتريد لزوجتي أن تقتليني؟
ضحكا معا بمرح شديد غادر كايت بعد دفع حسابه رن هاتفه ليرفع الخط و يقول المتصل: يبدو أن الإجازة الطويلة قد ألغيت ستعود للعمل ابتداء من الغد
قال كايت: هذا جيد بدأت أشعر بالملل
ضحك المتصل بمرح شديد ليقول: حسنا أراك غدا....آه صحيح لقد اتصلت والدتك عليّ تسألني عنك ألست في المنزل؟
قال كايت: لا و إن سأل أحدهم عني أخبرهم بأي شيء لن أعود للمنزل في الوقت الحالي
قال المتصل: حسنا لكن مهما كانت المشكلة يمكنك حلها دائما لا تترك المنزل مجددا
قال كايت: لست صغيرا لتقول لي هذا
أغلق الخط ليتنهد بانزعاج صعد سيارته ليعود للفندق عند تولاي التي اسيقظت مع غروب الشمس على رنين هاتفها رفعت الخط لتسمع جينجر تقول: يا إلهي تولاي هل أنت بخير؟ لقد شاهدت الأخبار للتو أين أنت الآن؟
قالت تولاي: اهدئي يا جينجر أنا بخير
تنهدت جينجر بارتياح لتقول: لقد كاد قلبي أن يتوقف أين أنت الآن؟
قالت تولاي: حجزت في فندق قريب من مكان عملي لذا لا تقلقي
قالت جينجر: سام يود التحدث إليك
انتظرت سماع صوته ليقول لها: هل أنت بخير؟ لم يحدث لك مكروه صحيح؟
قالت تولاي: أجل بخير
قال سام: إن احتجت لأي شيء بإمكاننا المساعدة كما تعلمين لذا لا تترددي
قالت تولاي: بالتأكيد شكرا لعرضك
قال سام بمرح: المهم أنك بخير لابد أن يومك كان عصيبا لذا ارتاحي جيدا
قالت تولاي: سأفعل شكرا لكما
أغلقت الخط لتجلس على الكرسي و تتنهد بهدوء و تقول: سأنتقل لمكان قريب من هنا سيكون هذا أفضل
تذكرت ما قاله الشرطي لها لتضع تعابير باردة على وجهها و تقول: هذه المرة لن تجدوني بسهولة أيها التافهون
تلك التعابير التي علت وجهها لم تخفي ذلك الكره و الحزن الذي ملأ كيانها أنزلت رأسها للأسفل بهدوء لتنهض من الكرسي و تعود للنوم مجددا



Inas Fallata 03-24-2020 01:44 AM




مضت أربعة أشهر هادئة بعد كل تلك الفوضى لتتصدر عناوين الأخبار إصدار الألبوم الجديد لكايت لم يخلو أي محل موسيقى من معجبيه يريدون الاستولاء على كل الأقراص الموجودة و استعدوا أيضا لمقابلته شخصيا في لقاء بينه و معجبيه بعد أيام ثلاث كان الجميع متحمس لذلك اللقاء كثيرا عند تولاي التي تستعد للمشاركة في عرض أزياء للمصممين الشباب رأت ليو يقترب منها بابتسامته المرحة لتقول له: مرحبا سيدي
قال ليو: أصبحت مشغولة للغاية في وقت قصير كهذا أنت مذهلة حقا تولاي
قالت تولاي: شكرا لك سيدي
قال ليو: سمعت بمشاركتك في العرض القادم للشباب بعد يومين
قالت تولاي: أجل
قال ليو: من من المصممين اخترت؟ سمعت أنهم هاجموا عليك جميعا
قالت تولاي: المصمم الذي سأعمل معه هو شاب مزعج اسمه تايلور مينويال
قال ليو: سمعت عنه الكثير بالفعل أتمنى لكما حظا موفقا في المسابقة إذا
ابتسم ليو لها ليغادر بمرح شديد عادت لمقعدها في انتظار قدوم ذلك الشاب المزعج بالنسبة لها لتشعر بتلك اليدين اللتين وضعتا على عينيها لتدخلها في عالم دامس لتسمع صوت صاحبها يقول: لا تزالين جميلة كما عرفتك أول مرة تولاي
تنهدت تولاي لتبعد يديّ ذلك الشخص عنها لتنظر إليه بانزعاج شديد ابتسم لها بمرح ملامح وجهه المبتسمة بدت طفولية بعض الشيء عينيه الواسعتين الأرجوانيتين الفاتحتين زادت ملامحه وسامة شعره الرمادي الذي غطى أذنيه و زين جبينه صبغت بعض خصلاته باللون الأرجواني الداكن جلس في الكرسي القريب منها و يقول: إذا تولاي هل أنهيت عملك لهذا اليوم؟
قالت تولاي: لا لديّ أشياء أخرى أقوم بها ماذا تريد تايلور؟
قال تايلور: أردت أن أريك التصاميم التي قمت بها حتى الآن كما تعرفين في العرض عليك ارتداء ثوبين لكنني انتهيت بتصميم ستة منها و أردتك أن تختاري ما تشائين منها
قالت تولاي: سأفعل بعد انتهاء عملي
قال تايلور بمرح و هو يضع يديه على وجنتيها بلطف: و أيضا متى ستخرجين معي في موعد؟
أبعدت يديه عنها لتنهض و تتركه هناك مع ابتسامته الساذجة عادت لعملها لتنهيه في موعد متأخر اتصلت على تايلور لتخبره بعدم قدومها لهذا اليوم عادت لشقتها لتستحم و تنام بهدوء في الصباح استيقظت على رنين هاتفها لتنظر لاسم المتصل لتنزعج من ذلك نهضت من سريرها لتذهب و تستحم بهدوء غادرت الحمام بمنشفة سوداء تلف جسدها لتجلس على الأريكة بهدوء تشرب كوب حليبها المفضل ليساعدها على الاسترخاء قليلا رن الهاتف مجددا باسم ذلك الشخص لتتجاهله مجددا دخلت غرفة نومها لتفتح خزانتها السوداء و تخرج تنورة زرقاء داكنة تصل لمنتصف الساق بنقوش برتقالية و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة بها صورة لبرتقالات ثلاث متفاوتة الأحجام بالقرب من بعضها و حذاء برتقالي سرحت كذيل الفرس و ارتدت معطفها الأسود و نظارات شمسية حملت حقيبتها لتغادر المنزل ذاهبة لزيارة جينجر التي لم تزرها منذ ثلاث أسابيع قرعت الجرس لتفتح جينجر الباب و هي تقول بمرح و تعانق تولاي: يا إلهي تولاي أنت هنا لقد مضى وقت طويل
قالت تولاي: أجل آسفة لأنني لم آت مؤخرا
قالت جينجر: نعرف تماما أنك مشغولة للغاية
دخلتا المنزل لترى تولاي الفوضى تعم المكان و سام يجلس وسط كومة الألعاب المنتاثرة حوله برفقة ماثيو الذي يمسك بعض الألوان المائية و يرسم على بلوزة سام الزرقاء الفاتحة التفت لتولاي ليقول: مرحبا تولاي العزيزة لم أرك منذ فترة طويلة
قالت تولاي: مرحبا سام يبدو أنك تعطيه درسا خاصا في الرسم آسفة للإزعاج
ضحك بمرح شديد لتقول جينجر: آسفة على الفوضى ماثيو هذا أصبح شقيا للغاية
قال سام: إنه فقط يحب اللعب كثيرا
قالت تولاي: أستطيع رؤية ذلك
جلست على الأريكة لينظر ماثيو إليها بشيء من الاستغراب ثم ينهض بهدوء ليسير ببطء في اتجاهها أمسكت به قبل وقوعه لتحمله و تضعه على ساقها لتقول: كبرت حقا عن آخر مرة رأيتك فيها
قالت جينجر: يبدو أنه معجب بك تولاي
ابتسمت تولاي بلطف لتعليقها ذاك نظرا لبعضهما بابتسامة لطيفة بدآ بترتيب المكان بينما يلعب ماثيو بشعر تولاي الموضوع على كتفها باستمتاع شديد انتهيا من ذلك لتحضر جينجر لها كوبا من العصير كما فعل سام لماثيو ليقول له بمرح شديد: هيا تعال خذ كوبك مات
نزل من فوق تولاي بهدوء ليسير نحو والده و يأخذ كوب عصيره قال سام: أنت تحب عصير الأناناس كثيرا صحيح؟
هز رأسه موافقا على كلام والده بشدة ليبتسما بمرح شديد رن هاتف تولاي باسم ذلك الشخص مجددا لتتنهد بانزعاج قالت جينجر: اتصال من العمل؟
قالت تولاي: لا اليوم ليس لديّ عمل أقوم به
قالت جينجر: تبدين مرهقة بالنظر إليك من قرب لا ترهقي نفسك كثيرا
قالت تولاي: أنا لا أفعل ذلك
قالت جينجر: الجميع في العمل يتحدث عن البرنامج الذين ستشاركين فيه يبدو ممتعا
قالت تولاي: ليس كثيرا إنه أشبه بالحضانة
ضحك سام على تعليقها ليقول: لكنك لا تكبرين عنهم كثيرا تولاي
قالت تولاي: ربما لكنهم حقا مجرد أطفال مزعجون يتشاجرون طوال الوقت
قالت جينجر: لابد أنه بسبب المنافسة الشديدة بينهم ....صحيح تولاي متى هو عيد ميلادك؟ لابد أنك ستتمين الواحد و العشرين قريبا دعينا نحتفل به معا
قالت تولاي: لا أعرف متى ولدت
إجابتها القصيرة غيرت الأجواء المرحة التي غطت المنزل ندمت تولاي على قول ذلك لرؤيتها التعابير الحزينة على وجههما لتقول: لا تحزنا هكذا أنا بخير حقا أمور كهذه لا تهمني
قال سام: إذا أتعرفين والديك؟
قالت تولاي: أجل قتلا منذ كنت صغيرة
ساد ذلك الحزن أكثر لتقول جينجر: آسفة لتذكيرك بشأن أمر محزن كهذا
قالت تولاي: لا بأس أبدا
حل الصمت لفترة لا يعرف أي منهم ما يقول حتى بدأ ماثيو بالبكاء فجأة نظر سام للكرسي القريب منه ليراه فارغ نهض ليراه يجلس أمام الطاولة ليحمله و يهدئه لتقول جينجر: لابد أنه اصطدم بالطاولة يحدث هذا كثيرا خاصة أنه يحب تسلقها
قالت تولاي: لن يستغرق الكثير من الوقت حتى يعتاد على السير
قالت جينجر: أجل لقد تفاجأت والدتي عندما أخبرتها أنه بدأ بالسير
هزت تولاي رأسها متفهمة الأمر أمسكت جينجر بيديها لتنظر تولاي إليها باستغراب ابتسمت لها بلطف و قالت: لا تحزني فنحن هنا لأجلك تولاي
قالت تولاي: أنا لست حزينة جينجر و شكرا
ابتسمت جينجر لها بلطف كما فعل سام الذي كان ينظر إليهما بمرح رن هاتفها مجددا لتنهض و تقول: أرجو المعذرة
ابتعدت عن غرفة المعيشة لترفع الخط و تقول: إلى متى تريد الاتصال بهذه الطريقة المزعجة؟
قال المتصل: ماذا؟ هل أزعجتك؟ أنا آسف حقا لم أقصد ذلك أبدا
قالت تولاي: إذا ماذا تريد؟
قال المتصل: ألن تأتي اليوم لرؤية التصاميم؟
قالت تولاي: لن أفعل لأنني مشغولة الآن
قال المتصل: هذا مؤسف اعتقدت أن بوسعي لقائك أخيرا خارج العمل
قالت تولاي: حسنا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتتنهد بانزعاج و تعود إليهم عند كايت الذي ينظر للسماء بهدوء من داخل سيارته القابلة لإنزال السقف رن هاتفه مرارا لكنه لم يهتم بالإجابة أبدا ليغمض عينيه قليلا و يستمتع بتحريك الهواء لخصلات شعره بعد إصرار ذلك المتصل على التحدث مع كايت الذي بدأ ينزعج من اتصالاته الكثيرة رفع الخط و قال: ماذا تريدين آنسة بيرون؟
قالت لوسي: أي خطيب أنت؟ لم تناديني "آنسة بيرون"؟ على كل أين أنت؟
قال كايت: في مكان ما
قالت لوسي: أدرك ذلك لكن أين بالتحديد؟
قال كايت: لن أخبرك به
قالت لوسي: لقد سمعت أنك سافرت منذ البارحة لأوتاوا لماذا؟ والدتك حزينة للغاية
قال كايت: أريد معرفة سبب اتصالك
قالت لوسي بمرح: اشتقت إليك كثيرا فنحن لم نرى بعضنا منذ شهر الآن أليس كذلك؟
لم يجب كايت بأي شيء ليسمعها تتنهد بهدوء و تقول: يبدو أنك مشغول الآن لنتحدث لاحقا إلى اللقاء
أغلق الخط قبل أن تفعل هي ليضع الهاتف على الكرسي المجاور ليقود السيارة لفندقه ليذهب لينام قليلا فمنذ قدومه و هو يستكشف المدينة في المساء عند تولاي ودعت جينجر لتغادر منزلها أثناء سيرها عائدة لمنزلها رن هاتفها لترفع الخط و تقول: توقف عن الاتصال بي تايلور
قال تايلور: مساء الخير تولاي أأنت متفرغة؟
قالت تولاي: حتى لو كنت كذلك لن أخرج معك لأي مكان
قال تايلور بمرح: إذا كنت تفكرين في الأمر أيضا أليس كذلك؟ توقعت ذلك
قالت تولاي: أنت مزعج سأغلق الخط إن كان هذا ما تريده
قال تايلور على عجل: لا لا تفعلي هناك أمر آخر أريد الحديث فيه
قالت تولاي: و ما هو؟
قال تايلور بعد تنهيدة قصيرة: الأزياء الستة ما الذي سترتدينه منهم؟
قالت تولاي: أرسل لي الصور و سأقرر
قال تايلور بمشاكسة: لن أفعل أريدك أن تأتي لمنزلي لتريه بنفسك
قالت تولاي: كما تريد أنا لن أذهب لمنزلك لذا افعل ما بوسعك بإيجاد شخص آخر
أغلقت الخط دون مبالاة بما سيقوله لها تنهدت بانزعاج لتعود لمنزلها في منزل كايت الذي لم يره منذ فترة طويلة كانت الأجواء هادئة بين الأطفال الذين لا يستمتعون بأي شيء يفعلونه كانوا يتناولون العشاء مع والديهم لم يلفت لاري الكثير من الانتباه للأمر نظرت مايا للوجوه الحزينة من حولها لتبتسم و تقول بمرح: سنذهب غدا لأوتاوا لذا استعدوا جيدا
نظر لاري إليها باستغراب شديد بينما بدأت الابتسامة تعلو وجوه الأطفال لتقول ماري: سنذهب لرؤية أخي كايت أليس كذلك؟
قالت مايا: بالتأكيد سنذهب لرؤيته
قال بريس: لابد أنه مشغول للغاية لذلك لم يعد للمنزل بعد
صمت الجميع لتزيح مايا الحزن عنهم بقولها: هو مشغول بالفعل لكنه سيسعد برؤيتكم
أنهوا عشائهم سريعا ليذهبوا للنوم أثناء سير الوالدين لغرفتهما قال لاري: لم أسمع أي شيء عن سفركم مايا
قالت مايا: لن توافق على الأمر لو أخبرتك من قبل ثم أنك كنت ستفسد مفاجأتي لهم
قال لاري: بما أنك تعرفين ذلك لم جهزت الأمر مسبقا إذا؟
قالت مايا: لاري أدرك أنك غاضب منه لكن كان من الأفضل لو طلبت منه العودة للمنزل لقد مضت أربعة أشهر و هو غير موجود هنا إلى متى تريد ترك الأمور كهذا؟
قال لاري بعد تنهيدة: لن أفعل أي شيء مايا أنا آسف لكن عليه تقبل الواقع سريعا
نظر لمايا بحزن لتفهم شيء من المشاعر التي يحملها قلبه اقتربت منه لتحيط جسده بذراعيها و تسند رأسه لكتفها عانقها هو أيضا بشدة ليقول: أرجوك أخبريه بأنني أشتاق إليه أيضا مايا
قالت مايا: بالتأكيد سأفعل عزيزي
قبل جبينها ليغادر للحديقة ليجلس وحيدا هناك ينظر للسماء بتلك المشاعر المتألمة داخله وضع رأسه على الطاولة المستديرة الباردة مر ذلك النسيم البارد ليحرك تلك المشاعر أغمض عينيه ليقول: آسف بني لا يمكنني فعل شيء لك أعتذر إن وضحت الأمور بطريقة خاطئة أنا حقا آسف
فتح عينيه لتغادرها تلك الدموع



Inas Fallata 03-24-2020 01:45 AM



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
صباح الخير لكم و أسعد الله أوقاتكم
مع من تحبون كيف حال الجميع؟ أتمنى أنكم بألف خير و عافية
برفقة كل من تحبون اشتقت للجميع هنا و للرواية أيضا
أعتذر لكم جميعا للتأخير الشديد فقد تعطل حاسوبي و الأسوأ
من كل هذا أن جميع بياناته قد حذفت لكن لا تقلقوا روايتكم في الحفظ
و الصون لا يزال يوجد الكثير لأقوم به على الحاسوب قبل تحميل
أول فصل بعد هذه المدة الطويلة و ستكون فصلين بإذن الله قد يطول
الأمر حتى الجمعة القادمة لكن بإذن الله ستعود الأمور لنصابها لذا
تحلوا بقليل من الصبر و كثير من الحماس دمتم في حفظ الرحمن الرحيم


Inas Fallata 03-24-2020 01:46 AM




ودع الأطفال لاري ليسافروا مع مايا لكندا التي أبهرتهم بجمالها و روعة طبيعتها تجولوا في المناطق السياحية حتى المساء ليعودوا للفندق و يرتاحوا عند تولاي التي كانت تقوم بعملها لهذا اليوم أمام ذلك الشاب المزعج بنظرها لتنهيه أسرع من المتوقع ليقترب منها بابتسامته التي جذبت كثير من الفتيات و أزعجتها كثيرا ليقول لها بمرح شديد: تبدين رائعة كالعادة تولاي لا تنسي لدينا موعد اليوم
قالت تولاي: لم أنسى ذلك يا تايلور
قال تايلور: هذا جيد للغاية سأكون في انتظارك طيلة اليوم
ابتسم لها بمرح ليغادر المكان اقتربت منها إحدى العاملات في المكان لتقول: يبدو أنكما تقربتما من بعضكما خلال وقت استعدادكما للبرنامج
قالت تولاي: لا الأمر ليس كذلك البتة
ضحكت العاملة بمرح شديد لتقول: ربما قد يكون بداية حب بينكما من يعرف؟
قالت تولاي: أفضل الموت على ذلك
ابتسمت لها العاملة بمرح لتعيد تلك التعابير الهادئة على وجهها بدلت ثيابها لتنهي عملها لهذا اليوم توجهت لإحدى الغرف الفارغة في المكان لتطرق الباب ثم تدخل لترى تايلور يهتم بالتفاصيل الأخيرة في الثياب الستة التي صممها التعابير الجادة التي وضعها على وجهه غيرت شخصيته التي اعتادت عليها دخلت إحدى الفتيات الغرفة متجاوزة تولاي الواقفة قرب الباب تنظر إليها بشيء من الانزعاج عانقت تايلور من الخلف بمرح شديد لتقبل عنقه بلطف و تقول: اشتقت إليك كثيرا تايلور كيف كانت أمورك بدوني؟
نظر تايلور إليها بابتسامته اللطيفة ليقول بشيء من الحدة: أخبرتك أن تتوقفي عن فعل هذا بي ميرا
قالت ميرا و هي تقبل وجنته: ألم تشتاق لحبيبتك ميمي؟ لم أنسى يوما التفكير فيك
قال تايلور: حسنا هذا يكفي عارضتي ستأتي خلال دقائق
التفت للباب ليرى تولاي تقف قرب الباب في انتظار انتهاء المسرحية الدرامية التي أمامها نظر إليها بشيء من الارتباك ليبعد عينيه عنها نظرت ميرا لها بتفحص لتبتعد عنه و تقترب منها بهدوء لتقول: و من تكونين يا هذه؟ لا تفكري أبدا في خطف حبيبي مني
نظرت تولاي لها من أسفل قدميها لرأسها لتشعرها بالانزعاج اقتربت ميرا منها أكثر لتقف أمامها زاد ذلك الكعب الأحمر الطويل الحاد من طولها لتقول: ماذا هناك؟ ألا يعجبك مظهري هذا؟
قالت تولاي: طفلة رقيقة مثلك لا يجدر بها التحدث معي بمثل هذه الطريقة
قالت ميرا بغضب: ماذا قلت؟ لم أسمعك جيدا أيتها المزعجة من تكونين على أي حال؟ أتعرف هذه المزعجة يا تايلور؟
نظرت لتايلور بغضب ليتنهد و يقول: أنا حقا أعتذر عوضا عنها هي تتصرف هكذا دائما أرجو أن تعذريها
قالت ميرا بغضب شديد: ماذا؟ لماذا يجدر بك الاعتذار لها عوضا عني؟ إنها المخطئة هنا و لست أنا
قال تايلور: هذا يكفي أنت لا تعرفين من تكون هي لذا توقفي
قالت ميرا بانزعاج: هاه؟ و من تكون هذه التافهة المزعجة؟ مهرجة سيرك مشهورة؟
ضحكت باستمتاع على طرفتها السخيفة لتقول تولاي بلا اهتمام بها: يبدو أنك مشغول الآن سأعود لاحقا
قال تايلور: لا لا....لا داعي لتأجيل ذلك أعرف بأنك ستهربين مني و لن أجد وقتا مناسبا آخر
قالت تولاي: أظافرها الصناعية قد تؤلم لاحقا
ابتسم تايلور لمقولتها التي ألقتها و هي تنظر بطرف عينها لميرا التي ستنفجر خلال ثواني لترسم ابتسامة شريرة على شفتيها لتقول: ميرا لويس كوارين بشرية ضمن عائلة كانت من الفراشات من الجيد أنك لست فراشة و إلا كنت ستفسدين سمعة جمالنا الذي نتباهى به من الأفضل لك البقاء بعيدة عني
توسعت حدقت عينيها بصدمة لمعرفة تلك الأمور عنها لتتراجع بهدوء بشيء من الرعب و هي تقول: لا يمكن أن تكوني....الفراشة الأخيرة من نوعها؟ فراشة الحظ العاثر و الموت
نظرت تولاي لها ببرودها ذاك لتتقلب الأجواء في الغرفة اقترب تايلور من ميرا ليقول: أرجو المعذرة تولاي هل لنا بدقيقة انفرادية؟
غادرت الغرفة دون الإجابة عليه لتسند بجسدها للجدار الذي يفصل بينهم ليقول تايلور لميرا بصوت منخفض: ما كان يجدر بك قول ذلك أبدا ميرا أتعرفين ما قد تستطيع فعله بنا؟ و خاصة أنت؟
قالت ميرا بهمس مطابق له: لماذا أنت معها تايلور؟ أنت لا تخطط لشيء سيء معها أليس كذلك؟ أرجوك أخبرني
قال تايلور: ماذا تقصدين بهرائك هذا؟ أنا لا أخطط لأي شيء نحن معا فقط في برنامج مواهب
وضعت ميرا رأسها على كتف تايلور ممسكة بيده لتشعر بأنفاسها تختطف منها ربت على رأسها ليهدأ نبضات قلبها الهاربة منها ليهمس لها قائلا: أرجو أن تعودي للمنزل الآن لا تخبري أيا كان بذلك تعرفين ما قد يحدث لو عرف أحدهم بذلك أرجوك ميرا
نظر لعينيها العسليتين منتظرا إجابتها لتهز رأسها موافقة على ذلك ابتسم لها بمرح شديد ليقبل وجنتها اليسرى بلطف شديد ليجعل وجنتيها تحمران خجلا همست له في أذنه قائلة: أحبك كثيرا تايلور سأنتظر عودتك
ابتسم لها بلطف لتغادر الغرفة نظرت لتولاي بهدوء لتقترب منها و تقول: أنا آسفة لكل شيء قلته لك آنستي
انحنت لها بتلك الرسمية المبالغة فيها قالت تولاي: تعرفين أنت و تايلور تناسبان بعضكما لكنك فظة بعض الشيء عدا ذلك كل شيء بخير ميرا كواري لا تدعيه يهرب منك أبدا
رفعت رأسها لتنظر لتولاي بصدمة من كلامها الغير متوقع وجنتيها المحمرتين من الاحراج ارتفعت مع تلك الابتسامة السعيدة بكلماتها سارت تولاي لتتجاوزها و تدخل الغرفة نظرت لتايلور المبتسم لها بمرح شديد لتتنهد بانزعاج ليقول لها: ماذا هناك تولاي؟ تبدين متعبة
قالت تولاي: منك بالتأكيد
ضحك بمرح شديد ليقول: حسنا ماذا سترتدين منها؟
نظرت تولاي لتلك الثياب بهدوء تتفحص كل واحد منها لتقول: الثاني و الأخير لسبب أنك صممت الباقي لأجلها و هذا مزعج للغاية عليك أن تكون صادقا مع نفسك تايلور
نظر إليها بصدمة ليبتسم لاحقا و يقول: عرفت ذلك بهذه السهولة هل من السهل قراءة أفكاري؟
قالت تولاي: لا أقرأ الأفكار فهذه موضة قديمة و مزعجة
قال تايلور: إذا كيف عرفت بالأمر؟
قالت تولاي: كما عرفت أمور أخرى غيرها
ابتسم لها على إجابتها الهادئة لتغادر الغرفة بعدها عائدة لمنزلها سيرا نزلت تلك القطرات الباردة على بشرتها رفعت رأسها للسماء لتحرك تلك الرياح شعرها المرفوع للأعلى معها أغمضت عينيها لترحب بالمطر الذي بدأ يزداد مع مرور الثواني ليهرع الجميع من حولها لمكان يحتمون فيه من المطر بينما هي تسير بهدوء تستمتع بهذا الجو وصلت شقتها و هي غارقة بمياه الأمطار خلعت حذائها عند الباب لتسير في اتجاه الحمام خلعت ملابسها بهدوء لتدخل جسدها في الحوض المليء بالماء الدافئ استرخت فيه لفترة طويلة لتغادره و تبدل ثيابها لتنام عند كايت الذي وقف ينظر باندهاش لإخوته المبتسمين أمامه بسعادة أمام باب غرفة انتظاره حاول استيعاب الأمر ليأخذ نفسا عميقا ثم يقول بحذر: أنتم لستم هنا وحدكم صحيح؟
قالت ليدي: بالتأكيد لا أتينا برفقة أمي
غادر الغرفة ليراها تقف قريبا منه بابتسامة لطيفة لتقول: مرحبا كايت تبدو بصحة جيدة
اقتربت منه بهدوء لتعانقه و تقول بهمس: لقد اشتقنا إليك كثيرا جميعنا
ابتعد عنها بهدوء لتنظر إليه بابتسامة حزينة ليشعر بشيء من الذنب اقترب إخوته منه ليقول بريس بمرح: سعيد لرؤيتك من جديد
قالت ماري: أجل المنزل بدونك موحش للغاية
قالت ليدي: نعرف أنك مشغول كثيرا بعملك لكن هلا أتيت لزيارتنا في المنزل من وقت لأخر؟
نظر كايت إلى أعينهم الطالبة عودته للمنزل لينزل لمستواهم و يبتسم بلطف و يقول: سأفعل حالما أنتهي من هذا
تحمسوا كثيرا لذلك ليتحلقوا حوله بسعادة يتنافسون لإخباره بالأمور التي حدثت في غيابه الطويل عن المنزل أحاطتهم نظرات مايا السعيدة برؤية الحيوية تعود إليهم قضى بعض الوقت معهم قبل استعداده للقاء معجبيه توجهوا لمقاعدهم ليروا الكم الهائل الذي أتى للقائه ليقول جيمي بانبهار: إن أخي مشهور أكثر مما تصورت
قالت ليدي: و ماذا توقعت؟ أشك في وجود أحد أوسم أو أفضل منه
قهقهت مايا بمرح شديد لينظروا إليها باستغراب لتقول: لو سمع والدكم هذا أتعرفون ما سيقوله لكم؟ "بالتأكيد هو ليس أوسم مني فأنا الأفضل"
عادت للضحك من جديد لترى بعض الوجوم على وجوههم تعجبت ذلك لكنها لم تسأل عن السبب لتنظر للمنصة البيضاء الموضوع أمامهم في انتظار ظهور كايت لم يمضي الكثير من الوقت حتى أتى بحضوره الملكي الذي سلب أفئدة المعجبين الذين بدأوا بالهتاف باسمه فور انتباههم له تبسم لجمهوره تلك الابتسامة التي حمستهم أكثر بعيدا عن أجواء الحماسة كانت تولاي تقف خلف تلك الستائر برفقة تايلور المبتسم لها بمرح شديد ليقول: أتشعرين بالتوتر مثلي؟
قالت تولاي: لا
قال تايلور: بالتأكيد لا تفعلين
لم تعلق تولاي بأي شيء آخر ليعلن اسمه ليسيرا في ذلك الممر المتوسط الطول لينظروا للثوب الأسود الذي صممه بدا عاديا للجنة التحكيم التي لم تظهر أي اهتمام في التصميم ليكتبوا بعض الملاحظات ثم يقول أحدهم: في الحقيقة قد خاب ظني بك تايلور خاصة بعد كل المديح الذي سمعته عن تصاميمك أتمنى ألا يكون تصميمك الآخر هكذا
شعر تايلور بشيء من الإحباط رغم الابتسامة التي تعلو وجهه عادا لمكانهما خلف المسرح لتقول تولاي: فقدت الأمل بهذه السرعة
لم يجب عليها و اكتفى بالتقدم عنها جلس على كرسيه يحاول التغلب على تلك المشاعر التي استحوذت على قلبه ليغمض عينيه قليلا انتهى وقت الاستراحة المخصص لهم لتبدل تولاي للثوب الآخر بهدوء اهتمت بتسريح شعرها لتنظر لتايلور المكتئب في مكانه اقتربت منه لتقول: إلى متى تنوي البقاء في هذه الوضعية سيد مينويال؟
رفع رأسه باستغراب لينظر إليها تحمل بعض الأزهار في يدها اليمنى و مشط في الآخر ليقول: ما الذي تخططين له؟
قالت تولاي: ليس بالشيء الكثير
اقتربت منه بهدوء لتغير تسريحة شعره لتضع مجموعة أزهار أرجوانية داكنة صغيرة في طرف شعره الأيسر و أخرى على صدره لتنظر إليه برضا تام و تقول: سيحين دورنا قريبا استعد
رفعت ثوبها قليلا لتتقدمه بينما هو ينظر إليها باستغراب نهض من كرسيه ليضع تلك الابتسامة اللطيفة على شفتيه ليسير معها على ذلك الممر من جديد لم يستغرب نظرات لجنة التحكيم المتفاجئة من التغير الملحوظ في الثوب الذي كان طويلا منفوشا أسودا بكم واحد على شكل مجموعة أزهار متداخلة متوسط الطول شفاف مليء بالنقوش المتداخلة زينت صدرية الثوب بإطار من الزهور السوداء في داخلها لؤلؤ أسود لامع الثوب من أسفل الركبة شفاف يغطي الحذاء الأسود ذو الكعب العالي مكشوف المقدمة أسدلت شعرها بعد تمويجه مزينة شعرها بكريستالات سوداء زادتها تألقا وقفا في انتظار قرار لجنة التحكيم التي لم تعرف ما تقوله بعد ليهموا بكتابة بعض الملاحظات لتقول إحدى الحكام: هذا يبدو شيئا مختلفا تماما عن تصميمك الأول أرى أنك عملت جاهدا عليه
قال تايلور: شكرا لك
انحنى لهم بهدوء ليغادر الممر برفقة تولاي التي جلست بهدوء في مقعدها و تخلع الحذاء ليقول تايلور: شكرا لك لمجهودك في العمل معي لقد استمتعت بوقتي معك كثيرا
لم تجب تولاي عليه بأي شيء تعابير وجهها المتجمدة أجبرته على الصموت و الجلوس بهدوء ليقول في نفسه: عليّ إخبارها بذلك
اختلس النظر لوجهها الذي لم يتغير بعد ليتنهد بهدوء عند كايت الذي أنهى ذلك اللقاء و استعد للعودة لفندقه التقى بمايا و أشقائه الذين بدت علامات الحزن و الإرهاق على وجوههم ليقترب منهم و يقول: هل ستعودون للمنزل الآن؟
قالت مايا: أجل فنحن هنا منذ يوم تعرف مدارسهم لن تسمح بالغياب لأكثر من هذه المدة لهذا هم يعبسون هكذا
قالت ليدي: لا نريد تركك وحدك هنا أخي
قال تيم: أجل لنعد سوية للمنزل
نظر كايت إليهم ليتنهد بهدوء ثم يقول: اذهبوا أنتم سأعود للمنزل لاحقا
قال جيمي: عدنا بذلك أولا
قال بريس: أجل إن فعلت سنذهب مع أمي
قالت مايا: ستفعلون حتى لو لم يعدكم
نظراتهم المصرة على ذلك تركته بلا خيار ليقول: أنا أعدكم بذلك
قالت ماري: بماذا تعدنا؟
نظر إليها باستغراب ليرى تلك الابتسامات المشاكسة على شفاههم ليبتسم و يقول: أعدكم سأعود للمنزل أهذا يريحكم الآن؟
ضحكاتهم قد علت المكان لتبتسم الوالدة لهم و تغادر برفقتهم تنهد كايت بعدم ارتياح ليرفع بصره للسماء أخذ نفسا عميقا قبل صعوده لسيارته عائدا للفندق ليرتب أشيائه مستعدا للسفر عائدا لوطنه



Inas Fallata 03-24-2020 01:46 AM


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
صباحكم سعيد و أنتم بسعادة
أعتذر عن التأخير الفصل الثامن عشر
في طريقه إليكم
دمتم في حفظ الرحمن

Inas Fallata 03-24-2020 01:47 AM




مضى أسبوع هادئ خالي من الأحداث المثيرة حتى ذلك اليوم الذي رن فيه جرس منزل تولاي لتفتح الباب و تستغرب وجود تايلور بابتسامته المزعجة أمام بابها أغلقت الباب بهدوء ليطرقه و يقول: هناك أمر أريد التحدث فيه معك
صمت لفترة لتفتح الباب من جديد لتسمح له بالدخول جلس على الأريكة لتضع أمامه كوب عصير ليمون لتجلس على الكرسي القريب من الأريكة لتقول: ماذا تريد؟
قال تايلور بمرح: أردت شكرك على مشاركتك معي في المسابقة
قالت تولاي: حسنا شكرتني تفضل بالمغادرة
اختفت تلك الابتسامة من وجهه ليقول: هناك أمر أريد طلبه منك و لا أحد يستطيع مساعدتي فيه عداك
ظهرت ملامح جادة على وجهه لتنتظر ما عنده أخذ نفسا عميقا ليقول: لابد أنك تعرفين بأن عائلتنا لم تكن كسابق عهدها بسبب لعنة ألقتها إحدى الساحرات
قالت تولاي: لم تكن ساحرة و هي ليست أنثى و شخص مقرب من العائلة لعنتكم لن تحل إلا باختفائه
نظر إليها باندهاش من كلماتها التي ظهرت فور سماعها بالأمر ليغمض عينيه و يقول: هل تعرفين من يكون ذلك الشخص؟
قالت تولاي: فقط إن كنتم مستعدين لذلك سأخبركم من يكون
تلك النظرات الهادئة في عينيها جعلته يدرك بأن ذلك الشخص مقرب للغاية منه أنزل عينيه للأرض خائفا من الإجابة التي سيسمعها رن هاتفها لترفع الخط و تقول: مرحبا سيد براندون
قال ليو بمرحه المعتاد: أهلا تولاي آسف لاتصالي في وقت كهذا
قالت تولاي: لا أبدا سيدي
قال ليو: اعتذرت إحدى العارضات عن القدوم بسبب مرضها هل تستطيعين القدوم؟
قالت تولاي: سأكون هناك خلال دقائق
قال ليو: شكرا لك و أعتذر مجددا
أغلق الخط لتتنهد و تنهض دخلت غرفة نومها لتبدل ثيابها ارتدت معطفها لتغادر الغرفة و تنظر لتايلور الواقف ببرود و تقول: حالما تمتلك الشجاعة لمعرفة الفاعل تعرف أين تجدني لا تتردد بالقدوم
غادرت المنزل بعده بدقائق لتتجه للاستديو انتبه الجميع لها ليشكروها على قدومها خلال هذا الوقت المتأخر من الليل عند كايت الذي عاد للمنزل في تلك الليلة أثناء سيره في الممر عائدا لغرفته التقى بوالده الذي أصابته الصدمة برؤيته يسير مجددا أمامه لكنه لم يبالي بوجوده كثيرا تجاوزه كايت دون قول أي شيء لينزل لاري برأسه بتلك الابتسامة الحزينة ليقول في نفسه: سعيد لرؤيتك مجددا
أكمل سيره بهدوء عائدا لغرفته في الصباح على طاولة الإفطار المليئة بنظرات الاستغراب لوجود كايت برفقتهم تصارع الأطفال على من يجلس بجواره ليحدثوا ضجة في المكان أتت مايا لتدهش من وجوده و تبتسم بمرح ثم تقول: هيا فليجلس الجميع في مكانه
فعلوا ذلك بهدوء فور دخول لاري الغرفة جلس في مكانه و هو يتثاءب ليترقب الجميع ما سيحدث على مائدة الإفطار تناولوا الطعام بهدوء لينهض كايت قبل إنهاء وجبته لتقول مايا: إلى أين أنت ذاهب كايت؟ لم تنهي طعامك بعد
قال كايت: لديّ عمل عليّ اللحاق به
غادر الغرفة ليمنع أي حديث آخر بينهم لتعود أجواء الاكتئاب للغرفة نظروا لوالدهم الشبه نائم يتناول طعامه بهدوء لتقول مايا: عزيزي تبدو مرهقا للغاية لن أدعك تذهب للعمل هكذا أبدا
قال لاري: لدي اجتماع مهم هذا اليوم سأعود بعد إنهائه
قالت مايا: أأنت واثق بأنك ستكون بخير؟
فتح عينيه لينظر إليها و يقول بمرح: من تعتقدينني؟ أنا لاري لوسيل المذهل سأكون بخير بالتأكيد
نظر إليهم باستغراب من تلك الضحكات المكتومة ليبتسم لهم بمرح سامحا لهم بإخراج تلك الضحكات ليقول: أعدكم بنزهة جميلة للعائلة....بعد غد
محيت معالم الحماس التي علت وجوههم منذ دقائق ليضحك بمرح شديد و يكمل تناول طعامه أنهوا طعامهم ليذهبوا لأعمالهم عند كايت الذي كان يسير في ممر الشركة و هو يتلقى أنواع المديح و الهدايا بسبب إصدار ألبومه الجديد وصل لغرفة استراحته ليرى لوسي تجلس بانتظاره و هي تفكر في شيء ما وضع تلك الهدايا على الطاولة لترفع رأسها و تنظر إليه بابتسامة مرحة لتقول: سعيدة برؤيتك أخيرا كايت اشتقت إليك كثيرا كيف سار المؤتمر؟
نظر كايت إليها بهدوء ليبتسم و يقول: بخير كيف كانت أمورك؟
ابتسمت بسعادة لتقول: كانت جيدة لحد ما
نظرت لكمية الهدايا الموضوعة على الطاولة و المنثورة في أرجاء الغرفة لتقول: يبدو أن الجميع يدعمك أكثر مما يفعلون لي
ابتسمت بهدوء لتقترب منه و تحتضن ذراعه لينزل بناظريه إليها طرق الباب ليدخل مدير أعماله و هو يقول: أهلا بعودتك كاي
انتبه لوضعيتهما ليبعد عينيه عنهما و يقول: أتمنى بأني لا أقاطع شيئا مهما
قال كايت: لا أبدا ماذا هناك؟
قال مدير أعماله: حسنا ليس لديك الكثير من العمل اليوم فقط توقيع مجموعة من أقراص ألبومك من أجل توزيعها خلال الحدث القادم للشركة بعد أسبوعين
قالت لوسي: إذا لنخرج معا بما أنك لست مشغولا أخيرا
شعر مدير أعمال كايت بنظراته المنزعجة التي تكاد تقتله لقوله هذا أمامها ابتسم بارتباك ليعذر نفسه و يغادر الغرفة ليعيد نظره للوسي التي بدت مشغولة في التفكير في موعدهما الصغير و الأول غادرا الغرفة معا ليلفتا انتباه الجميع إليهما لتقول لوسي بهمس: ربما يجدر بنا الذهاب لمكان بعيد عن الأضواء
نظرت إليه لترى تعابير وجهه الغير مبالية تماما بالأمر لتتنهد بشيء من الحزن صعدا سيارته ليقودها للمكان المطلوب وصلا لمقهى هادئ مطل على البحر لا يوجد به عدد كبير من الأشخاص رحب بهما النادل ليوصلهما لطاولة على الشرفة المطلة على البحر أخذ كايت نفسا عميقا و هو ينظر للبحر استند على السياج الخشبي ليضع تلك التعابير الوحيدة على وجهه اقتربت لوسي منه بهدوء لتحيط خصره بذراعيها الطويلتين واضعة ذقنها على كتفه لترسم ابتسامة هادئة على شفتيها و تقول: ما بك كايت؟ أنت لا تبدو بخير أبدا أكان العمل مرهقا للغاية؟
لم يجبها بأي شيء ليطلق تنهيدة أقلقتها كثيرا شعرا بتلك الأعين المراقبة لهما و أصوات الهمس التي كثرت في المكان لتبتعد لوسي عنه و تلتفت لمجموعة الأشخاص الواقفين أمام الباب يلتقطون الصور بكاميراتهم انزعج كايت من ذلك ليجلس في مكانه بهدوء حضر النادل لتقول لوسي: لم سمحتم لهم بالدخول لهنا؟ هذا مزعج حقا
قال النادل و هو ينحني: آسف آنستي لم نستطع منعهم من القدوم
تنهدت بانزعاج ليطلب كل منهما وجبة خفيفة مع قهوة عادية تناولاه بهدوء رغم الضجة الكبيرة من حولهما تجرأ أحدهم على الاقتراب ليقول: يبدو أنكما في موعدكما الأول منذ الخطبة
لم يعلق أي منهما على ذلك ليقول: سمعت بأن الخطبة مجرد تمثيل من أجل ألبوم كاي الجديد و فيلمك آنسة بيرون
قالت لوسي بانزعاج: الأمر ليس كما تفكرون أبدا و من أخبرك بذلك مخطئ تماما
قال الصحفي: بالرغم من أننا شاهدناكم في عرض للأزياء معا لم نركما تخرجان كثيرا
قالت لوسي: لأننا مشغولين بما كان لدينا
قال الصحفي: سيكون من الجيد لو أخبرتنا عن أول لقاء بينكما سمعنا أن الخطبة نتيجة عن حب سابق
شعرت لوسي بتلك الحمرة تشتعل في وجنتيها لتنزل رأسها بهدوء اختلست النظر لكايت الغير مبالي بالأمر كله فقط يحدق بالشاطئ تفاجأت من تلك الابتسامة التي ظهرت على شفتيه من العدم لتلحق بنظراته المستمتعة لتنزعج من رؤية تلك المجموعة من الأشخاص على الشاطئ يصورون إعلان ما لتلك الفتاة لتقول في نفسها: هل تلاحقنا هذه الفتاة؟ لابد أنها السبب وراء انزعاج كايت مني سأذهب لأعرف ذلك منها
نهضت من كرسيها لتغادر المكان وسط استغراب الصحافة الذين لحقوا بها لحيث موقع التصوير الذي كان مشغولا بإنهاء المشهد بنجاح أوقفهم عن العمل الفوضى القادمة من خلفهم ليأخذوا استراحة قصيرة سارت بحذائها البني بحبل يفصل الإبهام عن باقي الأصابع أنزلت قبعة القش الكبيرة على وجهها لتبعد أشعة الشمس عنها توقفت عن السير لرؤيتها لوسي تقترب منها مع ذلك الفوج الغريب من الصحافة نظرت بهدوء للوسي الواقفة أمامها بانزعاج شديد لتقول لها: هل أنت تلاحقيننا؟
قالت تولاي: أرجو المعذرة؟
قالت لوسي: توقفي عن التصرف كالبريئة كلما خرجنا معا تظهرين لي من حيث لا أعلم أخبريني من أين تعرفين كايت؟
قالت تولاي: أخبرتك من قبل آنسة بيرون بأنني لا أعرف المدعو كايت هذا
نظرت لوسي لها بغضب و انزعاج شديدين لتحدق في ملامح وجهها لترتخي أكتافها و تقول باندهاش: ألست الفتاة التي كنت تعملين مع ذلك الكاتب توم كوين؟ التقينا أثناء توقيعه لكتب المعجبين أليس كذلك؟
قالت تولاي: لا أعلم ربما فقد حضر كثير من الناس في ذلك اليوم
عضت على شفتيها بانزعاج لتذكرها التعابير التي وضعها كايت على وجهه أثناء ذلك اللقاء لتقول: أنت تعرفينه أليس كذلك؟ لماذا تحاولين إخفاء ذلك بشدة؟
تنهدت تولاي لتقول: يبدو أنك لا تفهمين ما أقوله لك لوسي بيرون توقفي عن إزعاجي
استدارت تولاي لتكمل طريقها لكن ذراع لوسي التي امتدت لتمسك بيدها بقوة أوقفتها لتسقط كلتاهما على الرمال الناعمة انتاب الجميع القلق مما سيحدث تاليا رفعت لوسي رأسها لليد التي امتدت لها لترى كايت يقف بتعابير هادئة أمامها ابتسمت بمرح لتمسك بيده و يساعدها على النهوض نفضت الغبار عن ملابسها لتقول: شكرا لك كايت
قال كايت: لا بأس ماذا تفعلين هنا؟
قالت لوسي: أتيت للحديث معها
نظر كايت لتولاي التي أحيطت بعدد من الأشخاص يهتمون بتنظيف الثوب البرتقالي الطويل الخفيف بأكمام على الكتف به ثنيات صغيرة في الخصر بشكل مائل تموجت في أطراف الثوب العلوية و السفلية درجات اللون الأصفر التقت أعينهما للحظة لتظهر تولاي تعابير منزعجة بينما ابتسم كايت بهدوء ليقول: أهي صديقتك أو ما شابه؟
قالت لوسي بانزعاج: بالتأكيد ليست كذلك أنا أكرهها للغاية على كل من أين تعرفها كايت؟ تبدو مهتما للغاية بها
قال كايت: أنا لا أعرف أي شيء عنها
نظرت إليه باستغراب من كلماته التي ناقضت تلك الابتسامة و العيون الملاحقة بأدنى تفاصيل حركاتها أنزلت رأسها بشيء من الحزن لتقول: أأنت معجب بها كايت؟ هل أنت معجب بتلك العارضة المزعجة؟
التفت كايت بتلك التعابير الغبية المستغربة و المندهشة من كلماتها ليتنهد و يقول: أخبرتك أنني لا أعرفها فكيف سأكون معجبا بها؟ فكري قبل التفوه بأي شيء
قالت لوسي: لكنك تبتسم كلما رأيتها و عينيك تلاحقانها في كل مكان ماذا تسمي هذا إذا؟ أنت لم تنظر إليّ هكذا من قبل أبدا
وقف كايت مقابلا لها ليمسك بيدها و يرفعها قريبا من شفتيه ليهمس لها قائلا: اعذري عيناي فهي لا تستطيع النظر إلى جمالك طوال الوقت تشعران بالخجل من ذلك
احمر وجه لوسي بالكامل لتبعد عينيه عنها ليمحو تلك التعابير اللطيفة من وجهه و يقول في نفسه: هذا الأمر مزعج للغاية
وضع يده حول كتفها ليسيرا مبتعدين عن المكان التفت مرة واحدة بعد لينظر لتلك العيون الباردة المشغولة بالتحديق في الكاميرا ليعود برفقة لوسي لطاولتهما لم تتحدث لوسي معه بأي شيء من شدة الخجل رن هاتفها ليفسد مزاجها رفعت الخط لتقول: مرحبا
قال المتصل: آسف لاتصالي المفاجئ بك لكن حدث أمر طارئ و يريدون قدومك لموقع التصوير الآن
قالت لوسي: لماذا؟ ماذا حدث؟
قال المتصل: الفيلم الذي تشاركين به الآن قد نال جائزة أفضل فيلم لهذا العام
تجمدت تعابير وجهها المندهشة مما سمعته لتغلق الخط و تضع هاتفها على الطاولة بهدوء استرق كايت النظر إليها بشيء من الاستغراب لتقول: لا أصدق ذلك أبدا
قال كايت: أحدث شيء ما في العمل؟
قالت لوسي بحماس و مرح شديدي: أجل لقد نال فيلمي جائزة أفضل فيلم هذا العام
أمسكت بكلتا يديه بحماس شديد لتحمل هاتفها و تتصل بكل من تعرفه لتخبره بالأمر أعاد كايت بصره للشاطئ حيث بدأوا الاستعداد للرحيل بحث بعينيه عن تلك الفتاة التي أثارت فضوله وسط مجموعة الناس تلك ليقول بهمس: هربت مجددا.... سنلتقي قريبا بالرغم من ذلك
رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه حالما وقعت عينيه عليها تسير بهدوء رفعت رأسها لتنظر إليه يحدق بها لتظهر ملامح الانزعاج على وجهها و تقول في نفسها: من يكون هذا الشخص؟ و لم أقابله مؤخرا؟ إنه يزعجني كثيرا
أنزلت رأسها بهدوء لتعود للسيارة الكبيرة التي بدلت ثيابها فيها منذ ساعة ارتدت ثيابها من جديد لتغادر السيارة حاملة حقيبتها لتضع يدها على جبينها حامية عينيها من أشعة الشمس القوية اقترب منها أحد الصحفيين الذين أرادوا معرفة المزيد عما حدث أمامهم ليقول: آنسة لوريجن ما معنى ما حدث منذ قليل مع الآنسة بيرون؟
قالت تولاي: لا أعرف عما تتحدث ليس لديّ وقت لأضيعه
سارت خطوتين مبتعدة عنه ليوقفها بقوله: إذا هل يعد هذا أنك على علاقة مع كاي؟
توقفت عن السير لتنظر إليه ببرود بعد تنهيدة منزعجة شعرت بخوفه من نظراتها لترسم ابتسامة هادئة قائلة: لا أعرف من يكون كاي أو كايت هذا....شكرا على وقتك سيدي
انحنت له بهدوء لتكمل سيرها للسيارة التي ستوصلها للاستديو وصلت قبل الموعد بدقائق لتخطو خطواتها الأولى داخل المكان لتلاحظ الفوضى و الضجة العارمة في المكان سارت بهدوء وسط الأشخاص المسرعين لمكان ما لتقف أمام الشخص الوحيد الواقف بينهم لتقول: ما الذي يجري هنا؟
التفت إليها ذلك الشخص بتعابير مندهشة من برودة صوتها ليقول لها: ألم تعرفي بالأمر بعد؟ لقد قتل السيد براندون
نظراتها الباردة لم تتغير بعد لتنظر في اتجاه الدرج الذي غادره الكثيرون لتسير وسطهم بهدوء شديد لتصل لمكتب السيد براندون لترى الدماء تناثرت على النافذة الزجاجية و الباب دخلت لترى قاتله لا يزال يقف بالقرب من جثته المستندة على الكرسي بابتسامة باردة رفع رأسه لتظهر عينيه الرماديتين الفاتحتين من خلف نظارته البيضاوية الخفيفة أنزل القبعة السوداء الطويلة عن رأسه ليظهر شعره الأرجواني الفاتح الطويل ذو الأطراف الرمادية الفاتحة فتح شفتيه لينطق بشيء ما لكن سيفها الذي وضع بالقرب من عنقه منعه من التحرك ليضحك باستمتاع شديد و يقول: كالأيام الخوالي تماما تولاي أتيت للاطمئنان عليك بعد كل هذه السنوات ألم تشتاقي إليّ؟
قربت السيف من عنقه أكثر ليرفع رأسه قليلا محدقا بسيفها الطويل الحاد القريب منه اختفى من أمامها ليظهر بالقرب من الباب مستندا عليه ليقول: سعيد برؤيتك مجددا عزيزتي تبدين أكثر جمالا بهذه الدماء المعلقة عليك
لم تتغير تلك النظرات الباردة من عينيها لتلتفت ناحية النافذة المطلة على الشارع لترى رجال الشرطة و الإسعاف في المكان لتعيد بنظرها لذلك الرجل لتراه قد اختفى من المكان اعتدلت في وقفتها لتخفي سيفها دخل رجال الإسعاف ليروها تجلس بهدوء وسط الدماء المتناثرة في أرجاء الغرفة اقترب منها أحدهم ليقول لها: هل أنت بخير يا آنسة؟
نظرت في اتجاهه بهدوء لتغادر تلك الدموع عينيها لتظهر الحزن على ملامح وجهها الهادئة ساعدها على النهوض ليخرجها من الغرفة ليوقفها أحد رجال الشرطة و يقول: نحتاج لبعض الأجوبة منك يا آنسة
هزت رأسها بموافقة لتسند بجسدها على إحدى الطاولات الموجودة في المكان سألها الشرطي بضعة أسئلة لتجيبه بما لديها بعد استجواب طويل مع كل الموجودين و نقل الجثة للمشفى عادت تولاي لمنزلها في المساء لتدخل حمامها لتستحم و تبعد رائحة الدماء عنها لفت جسدها النحيل بمنشفة سوداء منقطة بالأبيض تصل لمنتصف ساقها غادرت الحمام لتشتم رائحة غريبة في المنزل لتقع عينيها فورا على الرجل الذي يفتش في ثلاجتها البيضاء المتوسطة الحجم انتبه لوجودها في المكان ليبعد وجهه عن الثلاجة و يغلقها بفمه المليء بالطعام و يقول: لماذا لا تتناولين الكثير من اللحوم؟ لا أتعجب كونك هزيلة هكذا
نظرت إليه بانزعاج شديد ليسمح بالطعام بالنزول لمعدته سريعا اقترب منها ليقول: لا داعي لكل هذا الغضب عزيزتي لم أكن لأستطيع لفت انتباهك بدون فعلها
اتجهت تولاي ناحية هاتفها الموضوع على المنضدة لتحمله و ترفع الخط بهدوء لتقول: مرحبا سام
قال سام بصوت قلق: لقد سمعت ما حدث في مقر عملك هل أنت بخير؟ حمدا لله أن جينجر نائمة
قالت تولاي: أنا بخير سام لا داعي لهذا القلق
قال سام: أواثقة من ذلك؟ أين أنت الآن؟
قالت تولاي: أنا في المنزل الآن عدت للتو بعد استجواب الشرطة
تنهد بارتياح ليقول: حقا آسف لما جرى لك أتمنى أن يمسكوا بقاتله عاجلا
رفعت رأسها لتنظر لذلك الرجل بهدوء لتقول: أجل أتمنى ذلك أيضا أتمنى أن تعذرني الآن
قال سام: آسف للاتصال في وقت كهذا
أغلق الخط لتضع الهاتف في مكانه من جديد توجهت نحو غرفتها لتبدل ثيابها و تغادرها لتراه يجلس يشاهد التلفاز بهدوء تام نظر إليها ليبتسم بمرح و يعود بناظريه للتلفاز لتقول: ماذا تفعل هنا زيس؟
قال زيس: لا شيء شعرت بالملل و اشتقت إليك فأتيت للبقاء عندك
قالت تولاي: تعرف أن منزلي ليس فندقا لك غادره الآن
قال زيس: يا إلهي أنت لست مضيافة أبدا كما عهدتك
رسم ابتسامة راضية عن كلماته لتمحى فور شعوره بذلك المسدس قرب رأسه لينهض بهدوء و يقول بابتسامة مرتبكة: أنا أمازحك و حسب سأغادر الآن بالتأكيد لا داعي لكل هذا التوتر أبعدي هذا الشيء عني
أبعدت تولاي المسدس عنه بهدوء ليقترب منها بهدوء و يهمس قائلا: سنلتقي مجددا يا حبي
ابتسم بعدها بلطف ليختفي من أمامها لم تتغير تعابير وجهها لتسير في اتجاه المطبخ لتحضر شيئا ما




Inas Fallata 03-24-2020 01:48 AM



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
أسعد الله أوقاتكم جميعا كيف حالكم؟
أتمنى أنكم بدوام الصحة و العافية
و السعادة برفقة كل من أحبه قلبكم و أحببتموه
جمعة طيبة علينا و عليكم لا تنسوا قراءة الكهف
و الصلاة على الحبيب و الدعاء في آخر ساعة من يوم الجمعة
سأضع الفصل التاسع عشر بعد دقائق فانتظروه رجاء
دمتم في أمان الله


Inas Fallata 03-24-2020 01:48 AM




عند كايت الذي كان يتناول طعام العشاء بهدوء برفقة أفراد عائلته المستمتعين بأحاديثهم عما فعلوه هذا اليوم ليضع ملعقته بالقرب من صحنه ليشعر بأنظار الجميع نحوه دفعه كرسيه قليلا للخلف محاولا مغادرة المائدة لتوقفه مايا بقولها: لم تأكل الكثير يا كايت هل تتبع حمية ما؟ لقد هزلت أكثر مما ينبغي
قال كايت: لا أتبع أي حمية أنا بخير هكذا
قالت مايا: لا تقل كلاما سخيفا كهذا أكمل تناول طعامك لن أقبل بالرفض كإجابة
نظر إليها بهدوء ليرى ابتسامتها اللطيفة تزين وجهها ليعود لمقعده بهدوء أكمل تناول ما في الطبق ليبتسم لاري على تصرفه ذاك ليقول: سنذهب في نزهة عائلية بعد غد هل أنت متفرغ لها كايت؟
نظر كايت لوالده الذي لم يبعد عينيه عن صحنه و ابتسامته الحنونة لم تغادر شفتيه ليقول: سأرى جدولي ثم أجيبك
عاد لتناول طعامه لتتسع ابتسامة والده كما فعل الجميع ارتاحوا للحديث الصغير الذي دار بينهما أخيرا انتهى كايت من طعامه ليغادر لغرفته في طريقه أوقفه رنين هاتفه ليرفع الخط و يقول: ماذا هناك الآن؟
قال المتصل بارتباك: آسف لاتصالاتي الكثيرة اليوم لكن العمل يبقى عملا صحيح؟
قال كايت: فقط أخبرني بما لديك
قال المتصل: آه حسنا اتصلت الآنسة بيرون منذ قليل و قالت بأنها قد أضاعت هاتفها في مكان ما و سائقها قد تأخر في أخذها
قال كايت بانزعاج: أين هي الآن؟
قال المتصل: آه في الواقع إنها عند محطة "شوبو" الآن؟
قال كايت بانزعاج أكبر: هاه؟ أليس هذا في المدينة المجاورة؟ لم لم تتصل بسائقها إذا؟
قال المتصل: فعلت لكنه لا يجيب على اتصالاتها
تنهد كايت ليقول: حسنا سأذهب إليها
أغلق الخط قبل سماع صوت مدير أعماله من جديد ليبدل ثيابه و يغادر غرفته التقى بوالده في الممر ليستغرب من هيئته و يقول له: هل أنت ذاهب لمكان ما؟
قال كايت: للآنسة بيرون
قال الوالد: في هذا الوقت؟ لم؟
نظر كايت إليه بعيون هادئة تحمل شيئا من الانزعاج ليصمت الوالد لفترة ثم يقول: لا تتأخر في العودة
غادر كايت دون قول أي شيء صعد سيارته ليقودها في اتجاه تلك المحطة وصل لهناك خلال فترة من الزمن ليراها تقف هناك وحيدة بثوبها الأبيض الذي يصل لمنتصف الساق بلا أكمام غادر سيارته ليقترب منها و يقول: ماذا تفعلين وحيدة هنا؟
التفتت إليه ليرى الدموع العالقة في عينيها ليتنهد بشيء من الانزعاج خلع جاكيته الأرجواني الفاتح ليضعه على كتفيها أخذها لسيارته ليبدأ في قيادتها نظراتها المترددة في اتجاهه أصابته بالانزعاج ليقول: إن كان هناك شيء تريدين قوله فأسرعي بذلك
قالت لوسي على الفور: شكرا لك لمجيئك لهنا
لم يجبها بأي شيء لتسند رأسها على الكرسي و تغمض عينيها بابتسامة لطيفة لتقول في نفسها: سعيدة لوجودك بقربي الآن
ذهبت تلك الابتسامة من وجهها فور نومها فالتعب قد نال منها تماما أوصلها لمنزلها ليوقظها بهدوء فتحت عينيها لتلمح شفتيه القريبتين منها لتحمر وجنتيها على الفور و تقول بصوت هامس: آسفة لقد غفوت
قال كايت: لا يهم لقد وصلنا لمنزلك
ابتعد عنها ليسمح لها بالنهوض غادرت السيارة لتقف مقابلة له و تقول بابتسامة خجولة منزلة عينيها للأسفل: شكرا لك مجددا على القدوم لأجلي كايت
قال كايت: حسنا إلى اللقاء
دخل سيارته ليبدأ في قيادتها مبتعدا عن بوابة منزلها التي فتحت لها سارت بهدوء و هي تتخيل الكثير من الأمور دخلت المنزل ليرحب بها كبير الخدم و يقول: آسفون لما حدث معك آنستي لقد حدث عطل بالسيارة و قد اهتم السائق بها منذ دقائق فقط
نظرت لوسي إليه بهدوء ثم أكملت سيرها سارحة في خيالها تعجب كبير الخدم ردة فعلها الغير معتادة عند كايت الذي عاد لمنزله التقى بمايا لتنظر إليه بشيء من الاندهاش لتقول: أين كنت كايت؟
قال كايت: ألم يخبرك أبي بأمر مغادرتي؟
قالت مايا: لا في الواقع أنا أبحث عنه الآن
تعجب كايت ذلك ليفهم الأمر و يقول: رجاء لا تقم بمراقبتي هكذا
ظهر الوالد من خلف ستائر النافذة الكبيرة القريبة منهم بابتسامة مرتبكة ليقول: لقد جعلتني أقلق من غير سبب
قالت مايا: أين كنت عزيزي؟ بحثت عنك في كل مكان تقريبا
اقترب منها ليقبل جبينها و يقول: ها أنا ذا ما الأمر المهم الذي جعل حبيبتي تبحث عني؟
نظرت مايا لكايت بشيء من القلق لتتنهد و تقول: والدك أقصد السيد لوسيل يريد لقاء كايت بعد أيام وحده حاولت رفض ذلك لكن بلا فائدة
نظرا لكايت الذي بدا مندهشا من طلبه ليقترب منه والده بهدوء و يقول: لا تقلق لن يحدث أي شيء سيء
قال كايت: لست مهتما بالذهاب لهناك لديّ الكثير من العمل لأقوم به
تجاوزهما ليكمل طريقه لغرفته في الطابق العلوي بدل ثيابه ليلقي بجسده على السرير و يغط في النوم مضى أسبوع هادئ عند تولاي التي كانت تسير بهدوء في ممر طويل أبيض وقفت أمام الباب لتطرقه سمعت الإذن بالدخول لتفتح الباب بهدوء و تقول: صباح الخير
نظر إليها ذلك الرجل بهدوء ليقول: الآنسة تولاي لوريجن صحيح؟ أنا هنري جايري تفضلي بالجلوس
جلست تولاي على الكرسي القريب منه بهدوء ليقول لها: يسعدنا انضمامك إلينا أتمنى ألا تمانعي بدء العمل من اليوم
قالت تولاي: على الإطلاق سيدي
ابتسم لها ليصافحها طلب من أحد العاملين أخذها في جولة قصيرة في الشركة فعل ذلك خلال نصف ساعة ليقول لها: لابد أن الأمر كان صعبا عليك أقصد كونك رأيت مقتل المصمم براندون
لم تجبه بأي شيء لتكتفي بالنظر للأرض ليشعر بالذنب لما قاله ليعتذر إليها أكمل طريقه ليتوقف أمام لوسي التي كانت تسير بهدوء في الممر وقعت عينيها على تولاي لتتوقف و تنظر إليها بصدمة أشارت بسبابتها إليها لتقول لها: أنت ماذا تفعلين هنا؟
قال العامل: بالتأكيد تعرفينها آنسة بيرون ستعمل هنا ابتداء من اليوم
النظرات المصدومة تحولت لأخرى غاضبة لتكمل سيرها دون قول أي شيء لها أكملت تولاي تجوالها في المكان حتى استأذنها بالذهاب جلست في كافتيريا الشركة تشرب كوب قهوة دافئة و هي تتحدث في الهاتف مع شخص ما أنهت تلك المكالمة لتنتبه للكاميرات التي بدأت في التقاط صورها لم تبالي بهم كثيرا قدر ما أزعجتها العيون المحدقة في ظهرها بانزعاج شديد التفتت لصاحبها لترى لوسي تجلس خلفها مباشرة نهضت من كرسيها لتجلس مقابلا لها و تقول: صباح الخير آنسة بيرون يبدو أنك مرهقة للغاية
قالت لوسي بانزعاج: ماذا تريدين مني الآن؟
قالت تولاي: اعتقدت أنك من تريدين الحديث معي و ليس العكس
انزعجت لوسي من كلماتها لتبعد عينيها عنها سمعت صوت تولاي قريبا منها يهمس بهدوء: يبدو أننا نثير انتباه الجميع هنا
التفت لوسي لها بهدوء لتنظر من حولها لترى الجميع يتهامس بشأنهما نظرت بانزعاج لتولاي لتقول بهمس: تأكدي بأنني لن أسمح لك بأخذ هذه الشهرة مني
نهضت لتغادر المكان بانزعاج التقت بكايت في طريقها لتشعر بشيء من الارتباك لتوقفه و تقول: صباح الخير كايت ماذا تفعل هنا؟
نظر كايت إليها باستغراب من ارتباكها العجيب ليقول في نفسه: هل فقدت صوابها أو شيء ما؟
سار متجاوزا لها لتقف أمامه مجددا و تقول: ما رأيك بالذهاب معا للمقهى القريب؟ سمعت أنه لديهم قائمة جديدة
نظر كايت إليها باستغراب أشد ليقول: عليّ مقابلة مدير أعمالي هناك ابتعدي
سار من جديد ليصل للكافتيريا تجول بعينيه في المكان ليجد مدير أعماله يجلس هناك يتحدث في الهاتف ظهرت لوسي من خلفه و القلق يعتريها بحثت بعينيها عن تولاي لتجد المكان فارغا تنهدت بارتياح لتشعر بنظرات كايت في اتجاهها لتبتسم بمرح و تقول: آسفة لأخذ وقتك سأغادر الآن إلى اللقاء
أسرعت في مغادرة المكان حتى ابتعدت عن أنظار كايت المتعجبة منها جلس أمام مدير أعماله ليقول له بابتسامة مرحة: صباح الخير كاي أتمنى بأنني لم أوقظك باكرا
قال كايت: اعتقدت أن اليوم خال من العمل
قال مدير أعماله: أجل هو كذلك فقد أتيت لأخبرك بأنني لن أكون معك لبضعة أيام بسبب إنجاب زوجتي هل ستكون بخير وحدك أم يجدر بك الحصول على بديل؟
قال كايت: لا سأكون بخير وحدي تمتع بإجازتك القصيرة و مبارك لك
ابتسم له مدير أعماله ليقول بمرح: حسنا إذا سأترك لك جدول أعمالك للأسبوعين القادمين مع الملاحظات
قال كايت: شكرا لك إلى اللقاء
نهض قبل مدير أعماله ليغادر المكان صعد سيارته ليعود للمنزل التقى بتيم الذي اقترب منه بمرح و قال: صباح الخير كايت
قال كايت: صباح الخير تيم ماذا هناك؟
قال تيم: سنذهب في رحلة مدرسية بعد ساعة
قال كايت: حسنا استمتعوا بوقتكم هناك
قال تيم بمرح: أجل سنفعل بالتأكيد إلى اللقاء
ابتسم كايت له بمرح ليصعد لغرفته استلقى على السرير من فوره ليغط في النوم فقد كان هذا الأسبوع مرهقا للغاية بالنسبة له لم يمضي الكثير من الوقت حتى طرق باب غرفته لتدخل مايا بنظرات قلقة جلست بالقرب منه لتربت على رأسه بهدوء و هي تقول: هل أنت بخير كايت؟
قال كايت: أجل بخير
قالت مايا: بشرتك تبدو باهتة أكثر من العادة لم تعد تتناول طعامك بانتظام
نظر كايت إليها بشيء من الانزعاج حالما فهم مقصدها ليتنهد بهدوء و يقول: لا تقلقي أنا بخير هكذا
قالت مايا: حسنا لكن لا ترهق نفسك كثيرا
قبلت جبينه بهدوء لتغادر غرفته أغلق عينيه لوهلة قصيرة لتدخل ماري و تقول على عجل: أخي عليك أن تستيقظ لا وقت لدينا
فتح عينيه بهدوء ليقول: ماذا تريدين؟
قالت ماري: سنتأخر عن رحلتنا المدرسية و سيارة السائق قد تعطلت
نهض من السرير لينظر إليها بانزعاج شديد بدل ثيابه ليغادر الغرفة برفقتها أخذهم لمدرستهم ليصلوا في الموعد عاد للمنزل ليلتقي بوالده يسير في الممر بسرعة ليقول له: كايت لا تبدو بخير أتتناول طعامك جيدا؟
قال كايت: أنا بخير أحتاج فقط للنوم
اقترب منه لينظر في عينيه بهدوء ثم يبتسم بمرح و يبعثر شعره و يقول: حسنا أراك لاحقا
أسرع في المغادرة ليعود كايت لغرفته ليحظى ببعض النوم أخيرا في الظهيرة عند تولاي التي كانت مشغولة في تصوير إعلان ما انتهت منه في وقت قصير لتغادر موقع التصوير رن هاتفها لترفع الخط و تقول: مرحبا
قال المتصل: مرحبا تولاي أأنت متفرغة هذا اليوم؟ أريد الحديث إليك
قالت تولاي: في موضوعنا السابق صحيح تايلور؟
قال تايلور: أجل إذا متى يمكننا الالتقاء؟
قالت تولاي: بعد دقائق في منزلك
قال تايلور باستغراب: في منزلنا؟ لماذا؟
قالت تولاي: لديّ شيء أقوم به هناك
قال تايلور: حسنا سأكون في انتظارك
أغلق الخط لتستعد تولاي لمغادرة الموقع فقد أنهت أعمالها لهذا اليوم غادرت الشركة لتصعد سيارة أجرة ليقول السائق: إلى أين تريدين الذهاب يا آنسة؟
نظرت بانزعاج شديد للسائق الذي لم يكن سوى زيس الذي ابتسم لها بمرح شديد و قال: ماذا؟ ألم تشتاق إليّ أيضا؟
قالت تولاي: لا رجاء خذني لمنزل مينويال
قال زيس ببرود: لا أعتقد أنها فكرة جيدة تعرفين أنهم ليسوا بالأشخاص الذين يسهل التعامل معهم
قالت تولاي و هي تنظر إلى النافذة: هذا لا يعينك أبدا فقط خذني لهناك
قال زيس بابتسامة لطيفة: أنت حقا لم تتغيري كثيرا تولاي رغم أن هذا سيء لك
لم تعلق تولاي على كلماته ليأخذها للعنوان المطلوب وصلت هناك لتنزل أمام البوابة الحديدية الكبيرة ليقول زيس: سأكون بانتظارك هنا عزيزتي
لم تبالي تولاي له ليسمح لها الحراس بالدخول للمنزل الواسع و الكبير الذي امتاز بطابع غربي وضعت تماثيل مختلفة الأشكال في زوايا الردهة الواسعة نظرت لتايلور الواقف أمامها بابتسامة صغيرة ليقول: أهلا بك في منزل مينويال تولاي
قالت تولاي: حديثي ليس معك أين هو السيد مينويال أقصد عمك؟
قال تايلور: عمي؟ لماذا تريدين الحديث معه؟
لم تجبه تولاي بأي شيء ليتنهد و يأخذها لغرفة الضيوف ليطلب منها الانتظار نظرت للوحة زيتية كبيرة لمنظر غروب منعكس على بحيرة وسط غابة كبيرة وقفت أمام اللوحة لبعض الوقت لتشعر بالأقدام المقتربة من الباب لتبتعد عنها و تنظر للشخص الذي دخل الغرفة بوجه متهجم لرؤيتها اقتربت منه بهدوء ليقول: أرجو أن تبقي مسافة بيننا آنسة تولاي
قالت تولاي: لم تتغير عما كنت عليه سيد مينويال لكن هناك أمر مهم عليّ إخبارك به
نظرت لتايلور ليفهم تلك النظرات و يغادر الغرفة بفضول شديد اقتربت تولاي منه لتهمس له قائلة: سأنتقم لعائلتي
ظهرت تعابير متوترة و خائفة على وجهه حاول الهروب ذلك السيف قد قيد حركته و هو يستند على ظهره ليقول له: ماذا تريدين مني الآن؟ لقد كنت موجودة في كل مكان لم لم تقتليني من قبل؟
قالت تولاي: لأنك أصبحت مزعجا للعائلة بسببك لا يعرفون الارتياح بسبب لعنتك أظنك تعرف ذلك بالفعل
تصببت قطرات العرق المرتعبة من جبينه المتعرق بشدة غرزت ذلك السيف أكثر في ظهره لتتسارع تلك الدماء في التساقط على الرخام الأزرق الفاتح لتتشكل بقع كبيرة من الدماء أخرجت السيف بهدوء لتشاهد جثته تتهاوى على الأرض سقط على الأرض لتغادر كمية كبيرة من الدماء فمه ليقول: شكرا لأنك خلصتــ....ــــني من عـــــ...ــــــــذابي
رسم ابتسامة راضية على شفتيه ليغمض عينيه بهدوء غادرت الغرفة لترى تايلور يقف هناك بانتظارهما ليلتفت إليها و يقول: إذا كيف جرى الأمر؟
قالت تولاي: بخير لكنه طلب البقاء وحيدا لبعض الوقت لا تقلق انتهيت من مهمتي
لم يطمئن قلب تايلور لتلك النظرات الباردة ليتنهد بهدوء و يغادر المكان كما فعلت تولاي التي رأت زيس يقف هناك يلوح لها بمرح شديد لم تهتم له و اختفت من تلك البقعة ليظهر زيس انزعاجه على وجهه




Inas Fallata 03-24-2020 01:49 AM




عند تولاي التي كانت تقف بانزعاج و هي تنظر لزيس المستلقي على أريكتها و يشخر بأعلى صوته فتح عينيه لينظر إليها ليمد ساقيه و يديه بمرح شديد و يقول: صباح الخير عزيزتي هل نمت جيدا؟
قالت تولاي: ماذا تفعل هنا؟
اعتدل زيس في جلسته ليقول: ماذا تقصدين؟ ألسنا صديقين قديمين؟
قالت تولاي: لا لسنا كذلك غادر من هنا رجاء ليس لديّ وقت لك
قال زيس و هو يدعي الحزن: لماذا تقولين شيئا كهذا؟ سيحزن والديك لو سمعا هذا
ضرب فمه بيديه مندهش من ذكره لوالديها رفع بصره لينظر إليها بحذر شديد ليرى تعابيرها المنزعجة لم تتغير لينهض بهدوء و يقول: حسنا سأغادر لكن سأعود للزيارة كما أنه عليك الحذر فقد أعلن عن مقتل السيد مينويال قبل ساعات
قالت تولاي: لا تتدخل فيما لا يعينك
نظر إليها بهدوء ليبتسم لها بمرح شديد اقترب منها ليطبع قبلة لطيفة على وجنتها اليمنى ليغادر بعدها عادت تولاي لغرفتها لتعود للنوم لبعض الوقت رن هاتفها بضع مرات متتالية رفعت الخط لتسمع صراخ ماثيو عبر الهاتف لتنهض من السرير مباشرة و تقول: ماذا هناك ماثيو؟ هل أنت بخير؟
انتبهت لنفسها لتتذكر ما قالته جينجر لها لتسمع صوت سام القائل: آه آسف لاتصالي تولاي لكن لا أعرف ماذا أفعل مع هذا الولد إنه يصيبني بالجنون
قالت تولاي: اهدأ سام قليلا و أخبرني أين هي جينجر؟
قال سام: إنها في المشفى منذ يومين بسبب إرهاق من العمل
قالت تولاي: حسنا سأتي لمنزلك خلال دقائق لذا اهدأ حتى ذلك الوقت
قال سام: سأحاول فعل ذلك
أغلق الخط لتنهض و تبدل ثيابها لتغادر منزلها في طريقها لمنزل جينجر أوقفت سيارة أجرة لتدخل السيارة و تطلب منه أخذها للعنوان التفت السائق لها بمرح شديد ليقول لها: من تعرفين في هذا المكان حبيبتي؟
قالت تولاي و هي تنظر للنافذة: ذلك لا يعنيك زيس فقط خذني لهناك
قال زيس: ربما يجدر بي العمل كسائق خاص لك أفضل فأنا حقا أغار عليك من الآخرين
لم تهتم تولاي بالتعليق على مقولته ليبدأ بقيادة السيارة أغلقت عينيها لبعض الوقت لتسند رأسها على النافذة توقفت السيارة أمام إشارة ضوئية لينظر زيس إليها و يرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول في نفسه: أنت حقا تجهدين نفسك كثيرا و تحملين أكثر مما تطقين
أعاد الابتسام ليكمل قيادة السيارة بهدوء وصل لوجهتها ليقول: لقد وصلنا لوجهتك آنستي الجميلة سأعود لأقلك لاحقا
غادرت تولاي السيارة بعد فرك عينيها بهدوء صعدت الدرجات لتصل لشقة جينجر قرعت الجرس لتسمع أصوات ركض قادمة للباب فتح الباب ليعانق ماثيو قدميها بمرح شديد رفع رأسه إليها ليرفع يديه إليها حملته تولاي لتقول: مرحبا ماثيو أنت تكبر سريعا
دخلت المنزل لتلقي التحية على سام الذي بدأ بترتيب المكان الذي تناثرت فيه أنواع الأشياء على الأرض و الجدران قد تلطخت بالألوان بدا الإنهاك و التعب على سام الذي لم ينم منذ فترة طويلة وضعت تولاي ماثيو على الأريكة لتقول له: ابقى هنا لبعض الوقت حسنا؟
ابتسم لها ماثيو لتساعد سام على ترتيب المكان و تنظيفه حتى انتهيا بعد ساعة لتقول: بإمكانك أخذ قسط من الراحة سأخذ ماثيو معي للمنزل لبعض الوقت
قال سام: أنا حقا أشكرك و أعتذر عن ازعاجك بماثيو هذا
قالت تولاي: لا عليك لا عمل لديّ لهذا الأسبوع لذا سيكون بخير معي
ابتسم سام لها ليساعدها على توضيب بعض الأشياء لماثيو الذي بدا سعيدا بمغادرة المنزل غادرا المنزل على غروب الشمس لترى زيس يقف أمام سيارة الأجرة في انتظارها نظر إليها بشيء من الاستغراب اقترب منها ليتلفت يمنة و يسرة ثم يقول بهمس: هل قتلت والديه و أخذته معك؟
قالت تولاي: توقف عن قول الترهات حسنا؟ لم أفعل أي شيء
صعدت السيارة و هي تحمل ماثيو فوقها أعجبه كثيرا المناظر التي يمرون بقربها حتى غفا فوقها لطول الطريق وصلت شقتها لتحمل ماثيو بهدوء و تصعد لشقتها و أعين زيس تطاردها باستفهام عن هذا الطفل أغلقت الباب خلفها بهدوء لتضعه على سريرها و تغطيه جيدا لتضع حقيبته على الطاولة القريبة من السرير لتغادر الغرفة بهدوء و تجلس على الأريكة تقرأ كتاب ما عند كايت الذي كان يستعد للذهاب للحفلة المقامة في منزل عائلة والدته الذي لم يزره منذ فترة طويلة غادر الغرفة ليسمع الضجة القادمة من آخر الممر ليسير بهدوء فيه حتى وصل إلى مجموعة إخوته ليقول لهم: ألا تعرفون كيف تخفضون أصواتكم قليلا؟
قالت ماري بمرح: نحن متحمسون للذهاب للحفلة كثيرا
قال تيم: أجل أنا أيضا
قال بريس: لا أعرف لما كل هذا الحماس أنا حقا لا أحب الذهاب لذلك المنزل
قالت ليدي: سيقيمون مسابقة للعزف سأشارك فيها بالتأكيد
قال جيمي: ستعزفين على أي آلة؟
قالت ليدي: لم أفكر في ذلك بعد لكنني متحمسة للمشاركة
قال تيم بابتسامة: أنا أيضا سأشارك أستطيع العزف على الكمان
توقفوا عن المسير لينظروا إليه باندهاش ليجعل الأرض تحتضن نظراته الخجولة من ذلك التحديق ليقول بريس: حقا؟ لماذا لم تخبرنا بذلك من قبل؟
قال تيم: لا أعرف حقا
قالت ماري بمرح: متشوقة لسماع عزفك عليه
شعر تيم بالإحراج لتلك الابتسامة التي رسمت على وجهها خصيصا له ليخفض عينيه من جديد ابتسم كايت لأجوائهم المرحة وصلوا الردهة لتقول مايا بمرح شديد: تبدون رائعون جميعا و أنت أيضا كايت
قال لاري: كايت الآنسة بيرون في انتظارك
نظر كايت لوالده بانزعاج من طلبه المفاجئ ليتنهد و يغادر لموقف السيارات أرادت مايا توبيخه على استخدام ذلك الممر لكن الغضب الذي انبثق منه منعها من فتح شفتيها غادرت برفقة الأولاد و لاري للسيارة وصلوا لمنزل عائلة بلاكيوم الصغير بالنسبة لمنزلهم توجهوا لقاعة الضيوف المزينة بأبهى الأزهار التي نشرت عبيرها في القاعة ذات الشرفة المستديرة البيضاء ألقوا التحية على الجميع و رحب بهم ذهب الأطفال ليلعبوا في الخارج مع البقية لتبحث مايا عن كايت بناظريها لتهمس للاري بهدوء قائلة: لم يأتي كايت بعد
قال لاري: أجل أدرك ذلك سأقوم بقتله حقا لو تهرب من القدوم
قالت مايا: توقف عن قول السخافات عزيزي
نظر لها بابتسامة منزعجة لتقابلها بأخرى مرحة تقدم منهما جد كايت ليقول: يسعدنا تواجدكما معنا هنا سيد و سيدة لوسيل
قالت مايا بمرح: الشرف لنا بالقدوم و مبارك لكم خطبة الآنسة
قال الجد و هو ينظر حولهما باستغراب: ألم يأتي كايت معكما؟
قالت مايا بتردد: في الواقع...كايت...الحقيقة
قال لاري: سيأتي برفقة مخطوبته قريبا
قال الجد: هذا جيد اعتقدت بأنه مشغول بعمله فالجميع مشتاق إليه
قالت مايا: سأخبره بذلك فور حضوره
قال الجد: أقدر لك ذلك سيدة لوسيل
ابتسم لهما بهدوء ليتركهما نظرت مايا للاري بحذر شديد لترى تعابير مختلطة المشاعر علت وجهه لتقول في نفسها: لابد أنه تذكرها مجددا
تنهدت بهدوء لتجذب انتباهه لتبتسم له بمرح لفت انتباههما التجمع قرب باب القاعة ليظهر من بين الحشود كايت المنزعج من التجمع و الاستقبال المبالغ به بينما لوسي مكتفة ذراعيها حول ذراعه بابتسامة مرحة اقتربا من والديّ كايت لتقول لوسي بمرح: مرحبا عمي و عمتي لم أركما منذ فترة
قالت مايا بابتسامة: أهلا بك لوسي سمعت أنك تواجدت في منزلنا هذا اليوم
قالت لوسي بمرح: أجل أتيت للتحدث مع كايت في أمر ما
قال لاري بابتسامة حنونة: أتمنى ألا يكون هذا الشاب يزعجك آنستي
قالت لوسي و هي تحتضن ذراع كايت أكثر بسعادة: لا أبدا عمي فهو دائما يهتم بي
قالت مايا: تبدين جميلة للغاية هذا اليوم أكل هذا من أجل كايت؟
أحرجت لوسي من سؤالها لتخفض عينيها للأرض و تضحك عليها مايا بمرح شديد كانت لوسي ترتدي ثوبا أرجوانيا فاتحا يصل لأسفل الركبة منفوش قليلا بلا أكمام و حزام أرجواني نحيل به أزهار بيضاء متوسطة الحجم من الأمام فقط و حذاء أبيضاء بكعب عالي به نقوش أرجوانية فاتحة أسدلت شعرها على كتفيها بعد تمويجه قليلا الأعين كلها جذبت لها فقد سحروا بجمالها لم يكن كايت مهتما بالأمر قط لاحظ والده ذلك البرود و الانزعاج الذي طغى على وجهه ليقترب منه و يهمس قائلا: أخبرتك أن تعاملها بلطف لذا أبعد هذه التعابير عن وجهك
نظر كايت لوالده بانزعاج ليبادله الوالد بأخرى مهددة ليتنهد بهدوء نظرت لوسي إليهما ليبتسما لها لتبتسم و تقول بمرح: أنتما حقا تشبهان بعضكما
قال لاري: بالتأكيد لا فأنا أوسم منه ألف مرة
كتمت لوسي و مايا ضحكتهما على رده الذي لا يتغير جلس كايت على إحدى الطاولات المستديرة المغطاة بشرشف وردي مزين بشرائط بيضاء ليسند رأسه لذراعه وقفت مايا خلفه لتميل في اتجاهه و تهمس قائلة: هل أنت بخير كايت؟ وجهك بدأ يشحب أكثر
قال كايت بهمس: أنا بخير أمي توقفي عن القلق بشأني هكذا
قالت مايا بقلق: لكن كايت لو استمريت على هذا المنوال ســـ....
قال كايت بشيء من الانزعاج: هذا يكفي
صمتت مايا و القلق لا زال يعتريها ابتعدت عنه بهدوء لتقف بقرب لاري من جديد تعجب لاري النظرات القلقة في عينيها ليقول لها: ماذا هناك عزيزتي؟ بريقك يختفي خلف نظرات لا تليق بوجهك الجميل
قالت مايا بصوت هامس: قلقة على كايت فأنت كما ترى يضعف و يشحب أكثر
التفت لاري لكايت الذي يجلس بالقرب من لوسي بهدوء مسندا رأسه ليديه نظر كايت إليه بشيء من الانزعاج ليرسم ابتسامة مشاكسة على وجهه لينزعج كايت من ذلك و يبعد وجهه ليقول في نفسه: إن هذا الشخص مزعج للغاية ما الذي يريده الآن؟
شعر بيد لوسي تتسلل لكتفه ليلتفت لها ليجدها تبتسم في وجهه بمرح و تقول: ما رأيك أن نرقص قليلا؟
قبل أن يفتح شفتيه ليجيب عليها أتى شاب من خلفه ليحيط عنقه بذراعه بقوة ليرفع رأسه للأعلى نظر كايت إليه بغضب شديد ليبتسم ذلك الشاب صاحب الشعر الأرجواني الداكن يغطي جبينه بغرة كثيفة و العينين الزرقاوين الداكنتين أبعد يده عن كايت بعد طول تلك النظرات الغاضبة ليقف كايت و يمسك به من ياقته ليقول له: تبا لك روي ألا تمل أبدا من هذه التصرفات المزعجة؟
قال روي بمرح: بالتأكيد لا طالما أنت دائما ما تضع تعابير رائعة كهذه
ضحك روي بمرح شديد ليتركه كايت بعد تنهيدة قصيرة تحدث روي مع كايت الذي بدأ يثرثر على غير العادة بمختلف التعابير لتنظر لوسي إليه باستغراب و تقول في نفسه: لم أعرف أنه يجيد وضع تعابير كهذه
شعرت بشيء من الحزن و الوحدة لتنهض و تقف بالقرب من كايت لتقول بمرح شديد: ألن تعرفنا ببعضنا كايت؟
نظر روي إليها ليمسك بيدها و يقبل ظاهر كفها بلطف شديد لتحمر وجنتاها بخجل ليبتسم لها و يقول: مرحبا بك آنسة بيرون يسرني كثيرا قدومك أنا روي كيون
قالت لوسي و هي تميل برأسها قليلا: روي كيون؟ أعتقد أنني سمعت هذا اللقب من قبل
قال روي: لابد أنك سمعت عن روي ويلز كيون الممثل ذو الموهبة المميزة
قالت لوسي بعد تذكرها: أجل ذلك صحيح هل أنت هو؟
قال روي بعد ضحكة قصيرة: لا أبدا أنا لست ذلك الطفولي إنما هو حفيد ابن عم والدي و سترينه قريبا هنا يتبجح
قالت لوسي: لم أقابله يوما سيكون هذا رائعا حقا سأحصل على توقيعه أيضا
قال روي: يبدو أنك معجبة به يا آنسة
قالت لوسي: ربما قليلا بالرغم من أني شاهدت فيلما واحدا فقط له
قال روي و هو يكز كايت: ربما يجدر بك الاستعداد للمنافسة كايت
لم يجب كايت عليه بأي شيء ليستغرب روي ذلك انقطعت الكهرباء فجأة ليعلو ضجيج الناس المتعجبة ذلك لم يمضي كثير من الوقت حتى عادت الأضواء لتنير المكان من جديد و تكشف جثة أحد الضيوف ملقاة على الأرض في بحر دماء صرخت مجموعة النساء القريبة منه ليتجمع جمع كبير حول تلك الجثة حاول أفراد عائلة كيون تهدئة الأوضاع و نقل الضيوف لغرف الضيوف الكبيرة القريبة من القاعة نظر لاري للجثة بهدوء ليقول الجد: هذا هو السيد لاري برافي الفرد الوحيد المتبقي من العائلة إنها غلطتي لدعوته لهنا
قال لاري: أتشك بشخص ما سيدي؟
قال الجد: لا أشك بأي شخص من المدعوين لكن ربما شخص ما تعقبه لهنا
قال روي: كيف استطاع القاتل استغلال خمس دقائق لقتله وسط جموع الناس في تلك الظلمة؟ لابد أنه قاتل محترف
التفت لاري لصوت مايا التي تحاول منع تيم من الاقتراب منهم وصل تيم إليهم لينزل لاري لمستواه و يرى تعابير خائفة على وجهه ليقول له: ما بك تيم؟ لم أتيت لهنا؟
رفع تيم رأسه لينظر إليه بعينين قد تفيضان في أي وقت ليقول: الشخص الذي قتله....هو نفس الشخص الذي قتل عائلتي
تجمدت كل الوجوه التي سمعت ذلك الخبر لينظروا لبعضهم باندهاش قال لاري: إذا هل رأيت وجهه؟ أتستطيع وصفه؟
قال تيم: لا شيء عدا شعره و عيناه مجددا
قال الجد: عيناه؟ ما بهما؟
قال تيم: كانتا مختلفتا اللون واحدة خضراء و الأخرى عسلية اللون إنهما مخيفتان
احتضنته مايا لنزول تلك الدموع على وجنتيه غادرت القاعة لينهض لاري و يقول: أتعرفون أي أحد بهذه المواصفات؟
قال الجد: لا نستطيع التخمين فقط هكذا المواصفات قليلة للغاية
قال روي: من المستحيل أن يكون أحد المدعوين أو أي شخص من فصيلتنا
قال لاري: لم أنت واثق هكذا؟
قال روي بمرح: أنا أدرس هذه الأشياء لديّ إطلاع كبير بها
قال الجد: إذا ماذا تعتقد؟
قال روي: كما قلت جدي المواصفات قليلة لذا لا أستطيع الحكم لكن اللونين المختلفين شيء لا نتميز به صحيح؟
هز الجميع رأسه موافقا على ذلك اتصل الجد بالشرطة بينما غادر روي الغرفة بحثا عن كايت رأى مايا و الأطفال ليقترب منهم و يقول: مرحبا هل رأيتم كايت؟
رفع الأطفال بصرهم إليه ليبتسم لهم بمرح شديد قال جيمي: من تكون أنت لتبحث عن أخي كايت؟
فتح روي شفتيه ليقول شيئا ما لكن نظرات مايا منعته من ذلك لينظر إليها بشيء من الاستغراب ليبتسم لهم بمرح و يقول: أنا و هو صديقان منذ الطفولة
قالت ليدي: أخي لم يخبرنا بأي شيء عنك
قالت ماري: أجل هذا صحيح يعني أنك تكذب علينا أنت لا تعرف أخي
قال روي بارتباك: أنا لا أكذب حقا أخبريهم سيدة لوسيل
قالت مايا: هو لا يكذب يا أولاد ثم أنه من غير اللائق قول ذلك لشخص يكبركم سنا
قالت ماري: لكن يا أمي أخي لم يخبرنا أن لديه صديق طفولة
قال جيمي بشيء من الحزن: في الواقع أخي لا يخبرنا أي شيء عن نفسه
تسلل ذلك الحزن لقلوبهم جميعا ليبتسم روي لهم بمرح و يقول: هذا لأنه يحبكم كثيرا فأنتم تعرفون أن الكبار لديهم الكثير من الأمور ليتعاملوا معها كذلك كايت لا يريد إفساد أوقاتكم بمشاكله الكثيرة لا تحزنوا قد يتألم لرؤيته هذه الوجوه العبوسة
نظروا إليه بهدوء محاولين استيعاب الكلمات التي وصلت قلوبهم ليرسموا ابتسامات سعيدة على وجوههم ليستمتعوا بوقتهم مع تيم بعيدا عن الأجواء الثقيلة حولهم لتقول مايا بهمس بتعابير حزينة علت وجهها: إن أردت معرفة مكان كايت اسأل والدتك فهي قد أخذته و لوسي لمكان ما....روي تحدث إليه من أجلي
قال روي بمرح: لا تقلقي سيدتي سأفعل
ابتسم لها بمرح شديد ليبحث عن والدته و يتحدث إليها ليذهب للغرفة التي أخبرته عنها وصل لهناك ليطرق الباب ثم يدخل ليرى لوسي على السرير ممددة بهدوء و كايت يقف في الشرفة بهدوء ليقترب منه و يقول بمرح: ماذا تفعل هنا وحيدا يا صديق طفولتي؟
نظر كايت إليه بشيء من الانزعاج ليقول: هاه؟ متى أصبحنا صديقا طفولة؟
قال روي بمرح: لقد أخبرت إخوتك بذلك لذلك مثل الدور معي قليلا حسنا؟ ما بها أميرتك النائمة؟
قال كايت: هي ليست كذلك فقدت وعيها بسبب ما حدث
قال روي: يبدو أن شيئا ما يزعجك كايت ليس من عادتك التصرف هكذا
قال كايت: دعني و شأني أنا بخير هكذا
طوق روي ذراعه حول عنق كايت ليشده للخلف و يقول: توقف عن تصرفاتك السخيفة أمامي حسنا؟ ستموت حقا لو لم تتوقف عن هذا أتريد تركها تعاني فقدانك؟
لم يقل كايت شيء في البداية و هو يحدق بالقمر بهدوء ليقول: إن كان كذلك عليّ الموت و حسب و تلك الفتاة أنا لا أهتم لها حقا بسبب تقاليد سخيفة خسرت أمي و سأخسر نفسي لو توقفت عن هذا
تركه روي بهدوء ليسند رأس كايت على صدره و يقول له: أدرك أن ما تمر به أمر صعب للغاية لكن لا يجدر بك الاستسلام هكذا عمتي لن تحب رؤيتك هكذا أبدا
لم يحرك كايت ساكنا بقي في حضن روي لفترة من الوقت ليرفع رأسه لاحقا و يقول: أنت حقا تعرف كيف تخرجني من هذه الفوضى داخلي هذا يزعجني أحيانا
بعثر روي شعره بمرح شديد ليقول: هذا ما يجدر بي فعله لصديق طفولتي الأصغر سنا مني
قال كايت: لا تتفاخر أنت أكبر مني شهران و ثلاث أيام فقط
قال روي: ألا يجعلني ذلك أكبر منك؟
نظر كايت إليه بانزعاج شديد ليضحك بمرح شديد غادر الغرفة ليدعهما وحدهما لم يمضي الكثير من الوقت حتى عاد الجميع لمنازلهم




Inas Fallata 03-24-2020 01:49 AM




بعد أيام عدة عند تولاي التي استيقظت على صوت ماثيو الباكي بقربها لتجلس على السرير و هي تتثاءب لتحمله بين ذراعيها لتغادر الغرفة نظرت للرجل المستلقي على أريكتها بغضب و تقول: ماذا تفعل هنا زيس؟
قال زيس بتثاؤب: صباح الخير حبيبتي
لم تهتم تولاي بالإجابة عليه لتجلس ماثيو على كرسي جلبته له و تقول: صباح الخير ماثيو
ابتسم ماثيو لها بمرح لتحضر شيئا لهما وضعت طبق البطاطس المهروس مع قليل من الملح أمام ماثيو لتبدأ في إعداد طبقها اقترب زيس من الطاولة ليجلس على الكرسي القريب من ماثيو ليقول: ألن تعدي لي شيئا أيضا؟
قالت تولاي: ألا تفهم أبدا؟ ابتعد عني
قال زيس: لا تكوني قاسية هكذا عزيزتي
لم تهتم له ليرن هاتفها الموضوع على الطاولة حملته لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر: مرحبا تولاي لم أسمع صوتك منذ فترة طويلة اشتقت إليك كثيرا
قالت تولاي: أنا أيضا كيف حالك الآن؟
قالت جينجر بمرح: أفضل حالا أتمنى أن ماثيو لم يقم بإزعاجك
قالت تولاي: لا إنه يملأ وقتي الفارغ
ضحكت جينجر بمرح لتقول: إذا يجدر أن أعتذر عن أخذه منك
قالت تولاي: لم تعتذرين؟ هو ابنك أنت
قالت جينجر: أجل أجل حسنا سيأتي سام لأخذه بعد الظهيرة
قالت تولاي: حسنا أراك لاحقا
أغلقت الخط لتعيد الهاتف لمكانه شعرت بنظرات زيس المراقبة لها ليقول: من تكون جينجر هذه بالنسبة لك؟
قالت تولاي: لا أعتقد أن ذلك يعنيك أبدا
قال زيس بابتسامة خبيثة: لا أعتقد أنك تريدينها أن تتأذى أليس كذلك؟
انزعجت تولاي من كلماته ليشعر زيس بالدماء الساخنة التي تزلجت على وجنته بسبب خدش سببته تولاي بقوتها ليبتسم بمرح و يقول: حسنا هي شخص مهم إذا فهمت ذلك لن أقترب منها
وضعت طبقها على الطاولة لتبدأ بتناوله بهدوء ليقول زيس مدعيا الحزن: ألن تطعميني أنا أيضا تولاي؟ سأبدأ بالبكاء كهذا الطفل
لم تبالي تولاي بالإجابة عليه ليراقبها بابتسامة لطيفة أنهت تولاي وجبتها لتبدأ في تنظيف الأطباق بينما ماثيو يستمتع باللعب بشعر زيس الذي يحدق به بابتسامة هادئة ليقول: إذا هذا الصغير هو ابنها خفت كثيرا عندما رأيته معك لكن لا أعتقد أنك قادرة على تكوين أسرة أبدا
أنهت تولاي عملها لتحمل ماثيو و تأخذه للصالون وضعته على الأريكة بهدوء لتغير القناة لأخرى خاصة بالأطفال أبدى ماثيو تجاوبا معها بينما جلست بقربه تقرأ كتاب ما مضى الوقت سريعا لتسمع صوت رنين الجرس تقدمت من الباب بهدوء لتفتح الباب لترى ابتسامة على وجه سام المنهك بعض الشيء لتطلب منه الدخول لتقول: آسفة لجعلك تأتي كل هذه المسافة لهنا
قال سام: لا عليك أتمنى أنه لم يزعجك ببقائه لهذه الفترة الطويلة
هزت رأسها نافية ليبتسم لها بمرح شديد نظر للأريكة ليراه يجلس بهدوء يشاهد التلفاز ليقول: ماثيو لقد أتى بابا ليعيدك للمنزل
لم يبالي ماثيو بالنظر لوالده ليدعي سام شيئا من الحزن اقترب منه ليحمله و يقول: هيا علينا العودة للمنزل ماما مشتاقة إليك
نظر ماثيو إليه ليحدق به بعض الوقت ليبتسم لاحقا ضحك سام على ردة فعله ليقول: يبدو أنك اشتقت إلينا أيضا
أحضرت تولاي حقيبته من غرفتها ليأخذها سام و يقول: شكرا لك لأنك اهتممت به و آسفين حقا لأخذ وقتك بهذه الطريقة
قالت تولاي: لا بأس أبدا بذلك سعدت ببقائه معي هنا
نظر سام إليها ليراها تبتسم بلطف لماثيو ليرسم ابتسامة على شفتيه و يقبل جبينها بمرح و يقول: حسنا نستأذنك بالذهاب إذا
غادر المنزل لتغلق الباب و تعود للأريكة لتجلس عليها و تكمل قراءتها عند كايت الذي لم يستيقظ بعد من نومه سمع بضع طرقات هادئة على باب غرفته رفع رأسه من على الوسادة ليشعر بصداع رهيب أمسك رأسه بيديه ليقول في نفسه: تبا لم يحدث هذا الآن؟ ما زال لديّ الكثير من العمل
شعر بشيء غريب في جسده ليحيطه بذراعيه و تتوسع عينيه بصدمة أنفاسه بدأت تخطف منه سمع صوت الطارق القائل: كايت؟ هل أنت مستيقظ؟
سمع صوت مقبض الباب ليجمع ما تبقى من قوته ليقول: لا تدخلي لهنا....ابتعدي حالا
شعر الطارق بالقلق و الخوف لسماع صوته ليقول: كايت أخبرني ماذا هناك؟ هل أنت بخير؟ أيجدر بي الاتصال بالطبيب؟
قال كايت بشيء من الانزعاج: توقفي عن طرح الأسئلة و غادري الآن أمي
شعرت مايا بالقلق أكثر حيال ذلك الرد و تلك النبرة أسرعت في الذهاب لغرفتها لتفتح الباب بقوة لينظر لاري لوجهها الشاحب و أنفاسها المخطوفة ترك الكتاب ليمسك بيديها محاولا تهدئتها و يقول لها بقلق: ماذا هناك عزيزتي؟ أحدث شيء ما؟
قالت مايا و هي تلتقط أنفاسها: عزيزي علينا مساعدة كايت الآن
قال لاري: ماذا هناك؟ ماذا حصل له؟
لم تستطع مايا التحدث إليه أكثر لتمسك بيده و تسحبه خلفه ليصعدا لغرفة كايت حاول التحدث إليه ليعرف ما جرى له على الفور ليقول: مايا اتصلي على طبيب العائلة لا تدعي أي شخص يقترب منه هذا اليوم
قالت مايا: سأفعل على الفور لكن عزيزي...
نظر لاري إليها تلك النظرات الحازمة لتسرع في مغادرة الممر حضر الطبيب في وقت قصير ليدخلا الغرفة نظر كايت إليهما بتلك العيون التي ملأتها التعطش للدماء أمسك به والده من الخلف ليقاومه بشدة أخرج الطبيب من حقيبته الزرقاء إبرة مهدئة ليغرزه ببشرته الشاحبة ليبدأ كايت بالاستسلام لذلك المخدر وضعه والده على سريره ليخرج الطبيب كيس بلاستيكي ممتلئ بالدماء الحمراء موصلة بسلك بلاستيكي نهايته إبرة صغيرة علقه على رأس السرير ليغرز تلك الإبرة في رسغه تنهد الوالد بشيء من الارتياح ليبعد تلك الخصلات الملتصقة على جبينه و يقول بصوت منخفض: أنت دائما لا تستمع إليّ سينتهي بك الحال ميتا على هذا النحو
قال الطبيب: سأغادر الآن لديّ موعد مع السيد لوسيل
نظر لاري إليه باستغراب ليهز رأسه بالموافقة انحنى له الطبيب ليغادر حدق لاري بوجه ابنه لبعض الوقت غادر الغرفة بعدها حل المساء سريعا ليفتح كايت عينيه بهدوء ليشعر بشخص ما يجلس بالقرب منه نظر لطرفه الأيمن ليجد مايا مسندة رأسها للكرسي و هي نائمة تذكر ما حدث قبل فقدانه الوعي لينظر للباب الذي فتح و دخل منه لاري ليقول بابتسامة حنونة: استيقظت أخيرا لقد كنا قلقين عليك كثيرا
لم يتجاوب كايت مع كلماته ليقترب من مايا و يقول: عزيزتي عليك النوم في الغرفة
فتحت مايا عينيها بهدوء لتنظر لكايت بقلق و تمسك بيده و تقول: هل أنت بخير كايت؟ أتشعر بتحسن؟
هز رأسه بهدوء لتتنهد بارتياح نهضت من الكرسي لتبتسم له بلطف على الرغم من الإرهاق الذي ظهر على وجهها غادرت الغرفة برفقة لاري ليظهر التعب على وجهه أغمض عينيه ليعود للنوم من جديد في الصباح فتح عينيه لرنين هاتفه ليرفع الخط و يقول: مرحبا
قال المتصل: هل أنت بخير؟ سمعت من والدك أنك مريض و لن تستطيع القدوم
قال كايت: أجل قليلا ماذا هناك؟
قال المتصل: لا بأس سنؤجل بعض الأعمال لحال شفائك
قال كايت: حسنا إلى اللقاء
أغلق الخط ليضع الهاتف على الطاولة القريبة منه وضع يده على رأسه ليغمض عينيه لوهلة ليقول في نفسه: أكره عندما يحصل هذا لي
فتح عينيه على صوت الهمس قرب بابه ليعرف أصحاب تلك الأصوات الصغيرة طرق أحدهم الباب ليقول: كايت هل أنت بخير؟
قال كايت: أجل
قالت ماري: لقد قالت أمي ألا نقترب منك حتى شفائك أواثق أنك بخير؟
قال كايت: أجل لا داعي للقلق
قال بريس: نتمنى لك الشفاء العاجل أخي
قال جيمي: لقد وضعنا هدايا لك قرب الباب رجاء خذها
قال كايت: سأفعل اهتموا بأنفسكم
لم يمضي الكثير من الوقت حتى غادروا بخطوات متثاقلة يرغبون برؤيته أغمض عينيه لينام




Inas Fallata 03-24-2020 01:50 AM



السلام عليكم و رحمة الله وبركاته:
كيف حال الجميع؟ أتمنى أنكم بألف خير
و عافية لابد أنكم تستعدون للدراسة أليس كذلك؟
أتمنى أن إجازتكم كانت رائعة جدا لتنسيكم طعم بداية
الدراسة المر بعد راحة طويلة على كل هل كشف لكم
القليل عن كايت من خلال ما حدث؟ أسعدكم الله كما
تسعدونني بردودكم الرائعة دمت في حفظ الرحمن الرحيم


Inas Fallata 03-24-2020 01:50 AM




عند تولاي التي غادرت شقتها منذ دقائق قليلة سارت وسط جموع الناس و هي ترتدي قبعة أخفت معظم ملامح وجهها دخلت أحد المقاهي القريبة من منزلها لتراه مزدحم كالمعتاد رآها أحد النادلين في المكان ليقترب منها بابتسامة لطيفة و يقول بمرح: صباح الخير يا آنسة كما ترين المكان مزدحم للغاية هذا اليوم لكن ما زال بإمكانك الجلوس في الخارج
قالت تولاي بهدوء: حسنا سأفعل
قال النادل: حسنا سأنهي إيصال هذا الطلب و أتي إليك على الفور
ابتسم لها بمرح لتغادر تولاي المقهى و تجلس على إحدى الطاولات في الخارج زينت بإناء زهور زجاجي شفاف به زهرتي نرجس رأسه قمعي الشكل و على الطاولة وضع غطاء أبيض نقش وسطه زهرة وردية كبيرة توسطه إناء الزهور لم يمضي كثير من الوقت حتى حضر النادل بابتسامته ليقول لها بمرح: ماذا تريدين يا آنسة؟
حضر زيس من خلف النادل ليجلس على الكرسي المقابل لتولاي بابتسامة مرحة و يقول: كوبي قهوة إيطالية و شطيرتي جبن مع البيض و طبق الفطور المميز عندكم
نظر النادل إليه باستغراب ليدون ما طلبه ليقول: أهذا كل شيء؟
هزت تولاي رأسها مجيبة عليه ليبتسم لها بمرح و يعود لداخل المتجر أخرجت تولاي هاتفها من حقيبتها لتنظر لجدول أعمالها لهذا الأسبوع بينما زيس يحدق بوجهها دون قول شيء أحضر النادل طلباتهما ليشرع زيس في تناول الطعام ليقول: أتفهم الآن سبب حبك لهذا المكان يقدم وجبات شهية بالفعل
وضعت تولاي كوب القهوة الأبيض على الطاولة لتنظر إليه بانزعاج و تقول: ماذا تريد زيس؟ وجودك لا يطمئنني أبدا
قال زيس: لا تكوني هكذا عزيزتي تعرفين نحن صديقين منذ فترة طويلة ألا يجدر بنا رؤية بعضنا من وقت لآخر؟
قالت تولاي: أتظن أنني أصدق ذلك حقا؟
ابتسم زيس لها بلطف ليرشف رشفة من كوب القهوة الخاصة به ليقول: حقا لا يوجد أكثر من ذلك أنا قلق عليك خاصة مع تحركاتك العشوائية هذه ستقعين في مشكلة بالتأكيد
قالت تولاي: أخبرتك بألا تتدخل في أموري الخاصة من قبل
قال زيس: أنا لا أفعل ذلك صحيح؟
لم تجبه تولاي بأي شيء لتشرب كوب قهوتها نظر زيس إليها بابتسامة صغيرة و يقول بصوت أقرب للهمس: أنت حقا لم تتغيري أبدا لابد أنك تعانين كثيرا من هذه الحياة بالرغم من أنك لا تظهرين ذلك أبدا....لابد أن والديك فخورين بك لـــ....
قاطعت تولاي حديثه بتلك النظرات الحادة ليقهقه بمرح شديد ليكمل تناول طبقه أنهت تولاي كوب القهوة الخاص بها لتغادر المكان توجهت لمقر عملها بسيارة أجرة لتراقب المارة من النافذة وصلت لعملها لتنزل من السيارة و تدخل الشركة رحب بها المارون بقربها لتصل للغرفة المطلوبة لترى عدد قليل من الأشخاص موجودين لتلقي التحية و تجلس على أبعد كرسي عنهم وضعت حقيبتها قرب الكرسي على الأرض ليبتسم لها الرجل ذو النظارات الطبية و يقول: بالرغم من أن العدد لم يكتمل بعد لكن دعوني أعرف عن نفسي أنا جورج مادليك مخرج و كاتب هذا الفيلم سعدت بلقائكم جميعا
ابتسم الجميع له بمرح ليقول: يؤسفني أن الممثل الرئيسي لم يأتي بسبب مرضه المفاجئ و الممثلة لوسي بيرون لم تأتي أيضا بسبب جدول أعمالها المزدحم لذا سيكون الاجتماع مقتصرا علينا فقط....آه صحيح يجب أن أشكر العارضة تولاي لوريجن على موافقتها بأخذ الدور في اللحظات الأخيرة حقا أعتذر عن هذا التصرف كان يجدر بي فعل ذلك قبل الاجتماع بفترة طويلة
قالت تولاي: لا بأس بذلك يشرفني العمل مع الجميع هنا
ابتسموا لكلماتها الهادئة القليلة التي غادرت شفتيها منذ جلوسها ليبدأ الاجتماع الذي دام لفترة طويلة انتهى في الثانية عشرة و النصف مساء ليغادر الجميع قاعة الاجتماعات تلك و هم يتهامسون بشأن الاجتماع أخرجت تولاي هاتفها من حقيبتها لتتأكد من جدول أعمالها لتقول في نفسها: سيستغرق مني بعض الوقت للوصول لمحطة القطار من هنا
أثناء سيرها و تفكيرها بالأمر ارتطم شخص ما بكتفها ليدفع بجسدها النحيل جانبا بينما يسقط هو أرضا التفتت إليه بهدوء لتراه يجمع أشياءه المبعثرة على الأرض ليقول على عجل: أنا حقا آسفة لذلك لكنني متعجلة للغاية
نهض من الأرض مع حقيبته البنية الفاتحة لينظر لتولاي باعتذار لتتغير تلك النظرات فور معرفته لهويتها ليسند بيده على خصره ليقول بطريقة منزعجة: لو كنت أعرف لما اعتذرت إليك أبدا كما لو أنه لم يكفيك سرقة الدور مني و تظهرين أمامي بكل برود
قالت تولاي: أرجو المعذرة لكنني لم أسرق أي شيء منك الموهبة هي من تحدد كل شيء آنسة بيرون صحيح؟
انزعجت لوسي من ردها الهادئ كالعادة لتقول: أنا لن أسمح لك أبدا بأخذ أي شيء مني مجددا لا تعتقدي أنني سأتساهل معك البتة أهذا واضح أيتها المزعجة؟
سارعت خطواتها المنزعجة لتبتعد عن تولاي قدر الإمكان و هي تشعر بالغيض يأكل قلبها لم تبالي تولاي بها لتكمل طريقها نحو أقرب محطة قطارات في المكان وقفت أمام ذلك الطابور الطويل و المزدحم المنتظر وصول القطار مثلها شعرت بجسدها الصغير يسحق بين تلك الجموع من الناس وصل القطار خلال دقائق بدت كساعات للمنتظرين في ذلك الزحام فتحت الأبواب ليخرج منها ذلك الفوج من الناس ليزداد المكان ازدحاما صعدت تولاي القطار مع كل ذلك الدفع و الجذب في جموع الناس التقطت أنفاسها الهاربة منها جلست على أقرب مقعد فارغ وجدته أمامها لتسند ظهرها بارتياح عليه شعرت باختناق الأجواء داخل القطار خالطه شيء من الانزعاج من النظرات المحدقة بها أغمضت عينيها قليلا لتشعر بشيء غريب يتجه نحوها فتحت عينيها سريعا لترى بعض الأشخاص يخترقون الحشود بنظرات لا تبشر بالخير نهضت لتسير لأبعد نقطة تستطيعها محاولة الهرب منهم قطع التيار الكهربائي عن القطار فجأة لتظلم المقصورة بدأت همسات الناس القلقة بالارتفاع لم يمضي كثير من الوقت حتى عادت الأضواء ليقف الناس مذهولين أمام تلك الجثث الثلاث وسطهم ملأت الصرخات الخائفة المقصورة ليقول أحدهم بصوت مرتفع و نبرة حازمة محاولا تهدئة الأوضاع: اهدؤوا حتى نصل المحطة التالية
قال آخر: يسهل عليك قول هذا أنا أريد الخروج من هنا سريعا
حاول فتح النافذة القريبة منه لينهره الناس عن ذلك اقترب الرجل من الجثث ليحدق بها أخرج هاتفه من جيبه ليتصل على شخص ما و يقول: معك المحقق لايت لوسين اتصل على أقرب مشفى لإرسال ثلاث سيارات إسعاف و أبعد الناس عن مداخل و مخارج المحطة الرئيسية في "كياري"
أغلق الخط لينهض و ينظر إلى الناس بنظرات حازمة ليقول: لن أسمح لأي شخص بالخروج من هنا قبل الاستجواب فالجميع مشتبه بقتل هؤلاء الثلاثة
ظهرت العديد من التعابير المختلفة على مختلف وجوه الأشخاص توقف القطار في المحطة المطلوبة لتفتح أبوابها غادر الجميع ما عدا الأشخاص المتواجدين في المقصورة الثالثة أبعدت الشرطة الجميع عن هناك و طلبت خروجهم من المحطة في أسرع وقت ليفعل الناس ذلك أصبحت المحطة خالية تماما ليسمح المحقق بمغادرة المقصورة دخلت مجموعة من رجال الشرطة ليأخذوا بصمات و يلتقطوا صور الضحايا الثلاث قال لايت: هل يعرف أحدكم هؤلاء الثلاثة؟
نظر لهم بهدوء ليتلقى النفي كإجابة قال لايت و هو ينظر لورقة بيضاء في يده: سلاح الجريمة هو مسدس لم نعثر على رصاصته بعد و مستخدمه أعسر و طويل القامة
بحث رجال الشرطة بين الناس باحثين عن حاملي تلك المواصفات ليخرج عدد لا بأس به من جموع الناس نظر لايت إليهم بشيء الحزم ليحقق قليلا معهم لكن لم تظهر أي نتيجة ليقول في نفسه: القاتل ليس منهم هل من الممكن أننا أخطأنا في مكان ما؟ بل كيف استطاع في تلك الظلمة و ذلك الازدحام من تحديد أهدافه بسهولة؟
تقدم منه أحد رجال الشرطة ليقول: بدأ الناس في شكوى تأخرهم عن أعمالهم و مواعيدهم ماذا نفعل سيدي؟
فكر لايت في الأمر ليقول بعد تنهيدة قصيرة: حسنا دعهم يرحلون لكن تأكدوا من أخذ عناوين الجميع و أسمائهم و أرقام هواتفهم
قال الشرطي: حاضر سيدي
غادر مسرعا ليخبر زملائه بالأمر ليفعلوا ما طلب منهم على الفور غادروا المحطة ليتنفسوا الصعداء بعد حصار دام ساعتين نظرت تولاي لساعة الهاتف لتقول بصوت منخفض: عليّ الإسراع أكثر
زادت من سرعتها لتصل للاستديو التقطت أنفاسها بهدوء ليقترب منها المصور و يقول: لم كل هذا التأخير يا آنسة؟ الجميع بانتظارك منذ ساعتين أين كنت؟
قالت تولاي و هي تنحني: أعتذر سيدي عن تأخيري لقد تعطلت بسبب حادثة قتل حدثت في القطار
نظر إليها بهدوء ليتذكر أنه سمع خبرا كهذا ليتنهد و يقول: حسنا عليك الاستعداد لأخذ الصور فالجميع قد انتهى بالفعل
رفعت رأسها لتشعر بتلك النظرات المنزعجة المحدقة بها أسرعت في اتجاه غرفة تبديل الملابس لتقول المصففة بابتسامة: لا تهتمي بشأنه هو دائما في مزاج سيء
قالت المسؤولة عن الثياب بمرح: حقا لا تحزني لصراخه عليك فهو يفعل ذلك مع الجميع
ضحكتا بمرح شديد لتقول المصففة: حسنا لنبدأ العمل قبل أن يفجر باب الغرفة
قهقهت بمرح لتبدأ بلف شعر تولاي الطويل بطريقة لولبية من الأطراف زينت نهاياتها بورود خضراء فاتحة ماثلت شكل الأقراط اللطيفة التي وضعتها لم تضع الكثير من مساحيق التجميل على وجهها لتقول: أنت رائعة حقا آنسة لوريجن أثق بأن الجميع يغار منك
قالت المسؤولة عن الملابس: بالتأكيد يفعلون
بدلت تولاي ثيابها للثوب الأخضر الداكن الذي يصل لأسفل الركبة بأكمام قصيرة صدريته على شكل منحنى واسع به حزام أسود جلدي و حذاء أسود بكعب عالي زين بجوهرة خضراء في منتصف زهرة سوداء لترتب المصففة شعرها بحيث أسدلت بعضه على كتفيها من الأمام و الباقي في الخلف لتقول لها: حقا إن هذا الثوب صمم لك تبدين فاتنة للغاية بهذا الثوب
قالت المسؤولة عن الملابس: لا عجب أنك أخذت الدور الرئيسي في فيلم السيد مادليك
انحنت لهما لتغادر الغرفة و تسرع ناحية باقي العارضات بدأ المصور متقلب المزاج باختيار الخلفيات و الأوضاع حتى انتهوا في تمام الخامسة مساء غادرت تولاي المكان لتتوجه نحو منزل جينجر فقد وعدتها بزيارة قصيرة عند كايت الذي فتح عينيه على صوت طرق الباب لينظر إليه بهدوء و يقول: من هناك؟
قال الطارق: لقد طلبت السيدة أن أحضر لك بعض الطعام لتناوله
قال كايت: فقط اتركه هناك سأتناوله لاحقا
قال الطارق بنبرة لطيفة: حسنا سيدي أتمنى لك الشفاء العاجل
سار الطارق مبتعدا عن الباب لينهض كايت من سريره بشيء من الإرهاق حمل كيس الدماء تلك معه ليفتح الباب و ينظر لمجموعة الهدايا المرتبة كهرم صغير ليتذكر قدوم إخوته و تيم ليحمل الهدايا بهدوء و يدخلها الغرفة نظر لصينية الطعام الذي أحضره كبير الخدم ليتنهد بهدوء و يحملها ليضعها على طاولته عاد للسرير لينام من جديد أسدل الليل ستاره و تسطع نجومه الجميلة في السماء الصافية طرق باب غرفة كايت بهدوء ليفتح الطارق الباب ليدخل الغرفة برفقة لاري بهدوء نظرا لوجهه بهدوء ليرياه خاليا من التعابير ليقول لاري بهمس: من الجيد أن حرارته قد انخفضت أليس كذلك مايا؟
قالت مايا بهمس مماثل: أجل أظن ذلك أيضا
نظرت لصينية الطعام الموضوعة على الطاولة لتلحظ شيئا غريبا فيه توسعت عينيها مصدومة مما اكتشفته لتقول: لاري شخص ما يريد التخلص من كايت
نظر لاري إليها باستغراب لتشير له لوعاء الحساء الحديدي اقترب لاري منها بهدوء لينتبه للسواد الذي خالط المعدن ليسرع في اتجاه كايت و يقول بقلق شديد و هو يهز كتفيه: كايت أجبني....هل تسمعني كايت؟
لم يتلقى إجابة في البداية لتسند مايا جسدها الخائف من الحقيقة التي قد يعلنها لاري على الكرسي الذي أزيح من ثقلها لتقول بصوت حزين كتمه البكاء: أرجوك لا تقلها لاري
لم يرد لاري تصديق ما يراه ليحاول مناداته من جديد فتح كايت عينيه بهدوء لينظر له بشيء من الانزعاج و يقول بصوت متعب: ماذا تريد الآن؟ دعني أرتح قليلا
تفاجأ كايت من احتضان لاري له بتلك القوة لينتبه لدموع مايا التي خار جسدها على الأرض لرؤيته بخير ليستغرب الموقف الذي هو فيه الآن ليقول: ماذا يحدث هنا؟ أكل شيء بخير أمي؟ أضرب أبي رأسه في شيء ما؟
ابتعد لاري عنه لينظر له بتلك العيون الدامعة التي يراها للمرة الأولى مع ابتسامة حنونة كادت تغير ملامح وجهه ليقول له: أنا بخير كدت أن أفقد قلبي بسببك أيها المعتوه
ضرب جبينه بأصبعيه ليتألم كايت لذلك قليلا اقتربت مايا منه لتأخذ نصيبها من احتضانه له لتقول: أنا حقا سعيدة لرؤيتك بخير كايت
قال كايت: حقا ماذا يجري هنا؟
قال لاري: لا تشغل بالك بهذا الآن فقط خذ وقتك في هذه الإجازة
قالت مايا: أجل سأحضر لك شيئا ساخنا لتناوله الآن لذا استرح و حسب
نهضت مايا من طرف السرير على الفور لتغادر الغرفة نظر كايت لوالده بنظرات أبدت الاستغراب من كل ما يحصل حوله ليعطيه تلك الابتسامة اللطيفة دون النطق بأي شيء لينظر إليه كايت بشيء من الشك و يقول: أكل هذا بسبب السم؟
صدم لاري لسهم سؤاله الذي أصاب عين الحق ليتنهد بهدوء و يقول: لا تقلق بشأن ذلك لن أخدع من قبلهم
قال لاري: منذ متى تعرف بالأمر؟
قال كايت و هو يعيد رأسه لوسادته: أسبوع
قال لاري: و لم تخبرني بأي شيء عن ذلك؟
لم يجبه كايت بأي شيء ليغمض عينيه بهدوء تفهم لاري الأمر ليتنهد و يمسك بيده بكلتا يديه لينظر كايت إليه بهدوء أنزل لاري رأسه ليقول له: آسف لقد جعلتك تمر بالكثير بسبب عنادي لكنني لن أسمح لأي شخص بأذيتك أبدا
قال كايت: حسنا اترك يدي و دعني أنام
ابتسم لاري له بهدوء ليشد من قبضته على يده أغمض كايت عينيه لينام من جديد دخلت مايا الغرفة بصينية طعام فضية ليشير لها لاري بالهدوء وضعته بهدوء على الطاولة لتحمل الأخرى و تغادر الغرفة برفقة لاري الذي قال: لقد كان يعرف بشأن السم
قالت مايا باندهاش: ماذا؟ لم لم يخبرنا بذلك؟
قال لاري: تعرفينه جيدا لا يحب إزعاج الآخرين كما أن علاقتنا لم تكن جيدة
قالت مايا: ماذا سنفعل بشأن ذلك؟
قال لاري: سأبحث عن هذا الشخص و أجعله يندم بالتأكيد
نظرت مايا له لترى تلك النظرات المنزعجة على وجهه كانت المرة الأولى التي ترى تصميمه على إيجاد الفاعل لحماية ابنه رسمت ابتسامة لطيفة على شفتيها لتسير بالقرب منه عند تولاي التي عادت لمنزلها بعد انشغال طوال اليوم ألقت بجسدها المنهك على الأريكة لتسند رأسها للخلف بهدوء رن هاتفها لتنظر للرسالة التي وصلتها "حفل زفاف جون و روز الأسبوع المقبل نهاية الأسبوع يشرفنا تواجدك معنا آنسة لوريجن" أغلقت الرسالة لتفتح جدول أعمالها لتتأكد من استطاعتها للقدوم لتتنهد بهدوء و تقول: ربما يجدر بي الاعتذار عن القدوم ذلك أفضل
أتاها صوت من المطبخ يقول: يجدر بك الذهاب ستكون فرصتك الأخيرة لرؤيته
انزعجت كثيرا من صاحب الصوت لتنهض من الأريكة و تدخل غرفتها جلست على السرير لتنظر للأرض بشيء من الانزعاج وضعت أشيائها على الطاولة لتغادر الغرفة و تذهب للحمام لتستحم بماء دافئ و تذهب للنوم




Inas Fallata 03-24-2020 01:51 AM




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
صباح الحير لكم جميعا أسعد الله أوقاتكم
كلها جمعة مباركة علينا و عليكم لا تنسوا
فيها قراءة سورة الكهف و الإكثار من الصلاة
على الحبيب محمد صلوات الله عليه و انتهزوا
ساعة الاستجابة بالكثير من الدعاء سأضع لكم
فصلين لهذا اليوم لأنني تأخرت كثيرا و لا يوجد أي
ردود حتى الآن أشعر بقليل من الإحباط حقا لكن لا بأس
أعرف أنكم تمرون بمختلف أنواع الظروف لكن لا تنسوا
المرور و القراءة أيضا دمتم في حفظ الرحمن الرحيم



Inas Fallata 03-24-2020 01:52 AM




مضت عدة أيام هادئة ليعود كايت لعمله بعد إصرار والديه على بقائه في المنزل لفترة أطول في مساء ذلك اليوم دخل غرفة الاجتماعات ليرى الجميع في انتظاره جلس على أقرب كرسي فارغ ليبتسم له المخرج و يقول: و أخيرا ها قد انضم إلينا الممثل الرئيسي كايت لوسيل
صفق الجميع له بمرح شديد عدا الشخص الجالس مقابلا له و بدا متعبا رغم تعابير وجهه الهادئة ليقول: آسف لأنني تأخرت هكذا و عطلت جدول أعمالكم
ابتسموا له بلطف تحدث المخرج عن الفيلم و أحداثه و متطلباته انتهى الاجتماع سريعا ليغادره الجميع تحلق الجميع حول كايت ليتحدثوا معه و يخبروه بأشياء كثيرة أزعجته أراد الرحيل لكنه لم يستطع الهروب منهم ليأتي مدير أعماله و يقول: أعتذر جميعا على كاي المغادرة الآن صحته لم تتحسن بعد
اعتذروا إليه ليغادرا مبنى الشركة من الخلف ليريا تولاي تسير وحدها على الرصيف اقترب مدير أعمال كايت منها ليقول بمرح: مرحبا آنسة لوريجن أيوجد من يعيدك للمنزل؟
التفتت تولاي إليه بنظراتها الهادئة ليشعر بارتباك شديد ليبتسم لها بهدوء اقترب كايت منهما ليقول: بإمكاننا إيصالك لمنزلك
قالت تولاي بنبرتها الباردة: أنا بخير هكذا منزلي ليس بعيدا من هنا
قال كايت: آنسة لوريجن سمعت أنك السبب وراء تأجيل العمل شكرا لك
لم تجبه تولاي بأي شيء بانتظارها لقول شيء آخر ابتسم لها بهدوء لتغادر المكان قال مدير أعمالها: لا تتحدث كثيرا كما قالت الشائعات و إبدائك اهتماما بها مثير للاستغراب حقا كاي هل بإمكاني معرفة السبب؟
قال كايت: أنا أيضا لا أعرف
صعدا السيارة ليبدأ كايت بقيادتها عائدا للمنزل عند تولاي التي كانت تسير بهدوء في شوارع المدينة قبل وصولها لمنزلها لتشعر بشخص يسير خلفها مطابقا خطواتها الصغيرة و الهادئة لتتوقف عن المسير قرب باب شقتها و تقول بنبرة هادئة و صوت منخفض: زيس اغرب عن وجهي
قال زيس: أخاف النوم وحدي كما تعلمين
قالت تولاي: هذه ليست مشكلتي كما تعلم
ابتسم لها بمرح شديد ليقترب منها بهدوء و يحتضنها بشدة ليهمس في أذنها قائلا: تصبحين على خير حبيبتي
ابتعد عنها ليغادر المكان دخلت شقتها لتغلق الباب خلفها بدلت ثيابها لتستلقي على السرير و تنام على الفور نهضت على رنين منبه الهاتف لترفع جسدها عن السرير بإرهاق شديد نظرت لشاشة الهاتف التي أضاءت بذلك المنبه القافز كتب تحته "زفاف جون" نهضت من السرير لتذهب و تستحم ارتدت ثيابها لتغادر لعملها عند كايت الذي أنهى تناول إفطاره مع أفراد العائلة نهض من الكرسي لينظر الجميع إليه باستغراب ليبادلهم النظرات ذاتها ليقول كايت: ماذا هناك؟
قال تيم بابتسامة: تبدو متحمسا لشيء ما هذا اليوم كايت
قال بريس: أجل تبتسم من فترة لأخرى
قالت مايا: أجل لاحظت ذلك أيضا
رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ليغادر دون البوح بأي شيء لتقول ماري: ربما حدث شيء جيد مع الآنسة بيرون
قال لاري بمرح: أجل بالتأكيد أنت رائعة في الاستنتاج ماري كوالدك تماما
قالت ليدي: حقا لا يوجد شخص يشبهك مثل أخي يا أبي أواثق بأنه ابنك؟
ضحك الجميع بمرح شديد لتقول مايا: حسنا هيا استعدوا للذهاب للمدرسة
غادروا غرفة الطعام ليعودوا لغرفهم ليهتموا بأشياء المدرسة بعد غياب الشمس من السماء لترسم لوحة غروب جميلة على المدينة بدأت السماء في الهطول بغزارة شديدة ليسرع الناس بالهرب من قطرات الماء المهاجمة عليهم بسرعة في وسط زحام الشارع أمام تلك الإشارة الحمراء فتح كايت نافذة سيارته ليمد يده للخارج سامحا للمطر بتبليل ثيابه نظر إليه مدير أعماله باستغراب ليبتسم لاحقا و يقول: يبدو أنك تحب المطر كثيرا كاي
قال كايت: أجل
قال مدير أعماله بابتسامة: تبدو سعيدا هذه الأيام أحدث شيء ما مع الآنسة بيرون؟
لم يجبه كايت بأي شيء لينظر ليده التي تزلجت قطرات المطر الباردة عليها ليقود السيارة من جديد بهدوء حتى وصلوا لموقع التصوير رحب بهم الجميع ليتلفت كايت بين الحضور لتقع عيناه على لوسي القادمة في اتجاهه شعر بشيء من خيبة الأمل و الانزعاج اقتربت منه لتحتضن ذراعه بمرح شديد و تقول: مساء الخير عزيزي كايت لم أرك منذ فترة كيف حالك؟ تبدو صحتك أفضل حمدا الله لقد كنت قلقة عليك للغاية
نظر لها بهدوء ليقول: أنا بخير كما ترين
ابتسمت له بمرح شديد لتشد من عناقها ليديه اقترب منهم المخرج ليقول: حسنا يا طائرا الحب هل تمنعان الانضمام لنا؟
قالت لوسي: آسفة لذلك سيدي
ابتسم لهما بمرح ليسيرا خلفه حيث اجتمع الممثلون ليلتقطوا صورة الفيلم قال المصور و هو يبعد رأسه عن الكاميرا: أين هي الآنسة لوريجن؟ أليست صاحبة الدور الرئيسي؟
انزعجت لوسي لكلماته تلك ليقول المخرج بابتسامة: هي لن تأتي بسبب ظروف خاصة بها و لا داعي لتواجدها في الصورة
قال المصور: حسنا لنتلقط الصور
بدأ بالتقاط الصور للممثلين بوضعيات مختلفة حتى انتهوا العمل تمام التاسعة و خمس دقائق ليغادر الجميع أوصل كايت لوسي لمنزلها لتقول له بمرح: سنلتقي في زفاف عائلة لوريجن تطلع لرؤيتي هناك أراك لاحقا
ابتعدت عن السيارة لتدخل المنزل مسرعة تفكر في الثوب الذي سترتديه عاد كايت للمنزل ليرى المنزل في حالة اضطراب ليستغرب ذلك التقى بكبير الخدم أثناء صعوده الدرج ليقول: ماذا هناك؟
قال كبير الخدم: السيد لوسيل قادم للمنزل صباح الغد بعد انتهاء زفاف عائلة لوريجن الذي دعيتم إليه
انزعج كايت لذلك الخبر ليعود لغرفته و يستعد للذهاب للحفل في منزل عائلة لوريجن الكبير حيث يقام حفل الزفاف كان بعض المدعوون قد قدموا بالفعل رحب بهم أفراد العائلة و العريس أيضا بابتسامته التي اعتادوا عليها اقترب والده منه بمرح ليقول: يبدو أنك متوتر على غير المتوقع جون
ابتسم جون لوالده ليقول: أنا لست كذلك حقا كل ما في الأمر أنني بانتظار شخص
قال والده و هو يضرب ظهره بخفة: لا عليك سيأتي ذلك الشخص بالتأكيد
نظر جون لوالده باستغراب ليقول بهمس: أواثق بأنها ستأتي يا أبي؟
قال والده: أجل واثق من ذلك
لفت انتباههما صوت العصا التي تطرق الأرض بطريقة منزعجة نظرا لصاحبها لتظهر ابتسامة مرتبكة على وجهيهما ليقول جون: مرحبا جدي
قال الجد: تعرفان بأن أفراد العائلة لا ترحب بحضورها لم أزعجت نفسك بدعوتها رين؟
قال رين بنظرات مرتبكة تحاول الهرب: في الواقع قامت بمساعدتي في أمر ما لذلك أردت شكرها و دعوتي لها فقط حجة للقاء بها
قال الجد: هل لي بمعرفة ذلك الأمر؟
لم يجب رين بأي شيء مبعدا عينيه عن والده لتقع على زوجته التي تشارك بالاهتمام في بعض الأمور بابتسامتها المشرقة ليقول: كنت أتساءل عن السبب وراء تغيرها
قال رين بابتسامة: أتمنى ألا تمانع بقائها و لو قليلا أبي
قال الجد: رين لا استثناءات كما أن شقيقيك سيقومان بافتعال مشكلة معها
نظر لجون ليلمح نظرات حزينة داخل عينيه المتجهتين للأرض بالرغم من ابتسامة شفتيه تجاوزهما ليسير داخل الحديقة مرحبا بالضيوف نظر رين لجون الذي انبعث منه شيء من الحزن لأوامر والده بدأ المكان في الازدحام ليدخل كايت برفقة لوسي الحديقة الجميلة المزينة بالأبيض و الأزرق الفاتح رحب بهم رين ليقول بابتسامة: مرحبا بكما سيد لوسيل و آنسة بيرون يسعدنا تواجدكما معنا
قالت لوسي بمرح: أجل يسعدنا ذلك أيضا مبارك لكم الزواج
قال رين: لم أرى عائلتك آنسة بيرون ألن يستطيعوا القدوم؟
قالت لوسي: تعرف فقط الزحام و المطر لا يتناسبان أبدا
قال رين بمرح: سأكون في انتظار قدومهم
التفت كايت للصوت الذي يناديه بهمس من الخلف ليرى وجه روي قريبا من وجهه للغاية بتلك الابتسامة التي لطالما أزعجته ليبتعد عنه بهدوء و يقول: ماذا تفعل أنت هنا؟
قال روي بمرح و هو يلف يده حول عنق كايت: لا تكن قاسيا هكذا كايت
نظرت له لوسي لتقول بابتسامة مرحة: أهلا بك سيد كيون سررت بلقائك مجددا
قال روي بمرح: و أنا أيضا آنسة بيرون
ابتسم لها ليتقدمهما و يسير بالقرب من والدته فعل كايت المثل ألقت لوسي التحية على كل من مرت بهم بابتسامتها المتألقة و المرحة لتجلس بالقرب من والدتها المبتسمة بمرح لكايت الواقف قريبا من لوسي لتقول: لم نرك منذ فترة كايت كيف هو حالك؟
قال كايت بهدوء: بخير سيدتي
قال والد لوسي بابتسامة عريضة: نتطلع لأن نصبح عائلة واحدة قريبا
انزعج كايت من ذلك ليفتح شفتيه ليقول شيئا ما لكن ظهور مايا منعه من قول أي شيء لتقول بمرح و هي تحيط ذراعيها حول ذراع كايت: مرحبا سيد و سيدة بيرون أتمنى ألا تمانعوا أخذ كايت منكما
قال والد لوسي بابتسامة: بالتأكيد لا فهو ابنكم في النهاية
قالت مايا بمرح: أتمنى أن تقموا بزيارتنا في المنزل قريبا
ابتعدت عن طاولتهم مع كايت الذي لم يخفي تعابير وجهه المنزعجة همست له قائلة: عليك الابتسام و لو قليلا كايت
قال كايت: لا أرغب بذلك
قالت مايا: سيغضب والدك لرؤية هذا الوجه لا نريد إدخال الآخرين في مشاكلنا الشخصية و لا يجدر بنا إفساد سعادتهم أيضا صحيح؟
تنهد كايت بانزعاج ليبعد تلك التعابير عن وجهه ابتسمت مايا لتجلس على الكرسي القريب منها رفع لاري رأسه لكايت الواقف دون حراك لينظر إليه باستغراب و يقول: ماذا هناك كايت؟
قال كايت و هو يسحب أحد الكراسي بهدوء: لا شيء
قالت مايا: لم أتوقع حضور هذا العدد القليل من الناس و لا دعوتنا أيضا
قال لاري: حقا بالنسبة لاحتفالاتهم هذا عدد يسير ربما هي رغبة العروس
قالت مايا: أجل هناك بعض الوجوه الغير المؤلفة لديّ
التفت ثلاثتهم للباب حيث توجهت أنظار الجميع لدخول ذلك الشخص بثوبه الأسود المنفوش الطويل الذي غطى حذائها الأسود ذو الكعب العالي بأكمام طويلة بيضاء نهايتها على شكل زهرة رفعت شعرها الطويل كذيل الفرس لتزينه بوردة بيضاء كبيرة أخفت وجهها خلف القناع الأبيض التي نفشت عليه فراشة سوداء على الطرف الأيسر لم تبالي بتلك النظرات المتوجهة نحوها لتسير وسط ذلك الحفل لتجلس على أحد المقاعد الفارغة بعيدا عن المدعوين قال لاري: و من تكون غريبة الأطوار هذه؟
قالت مايا: جذبت انتباه الجميع إليها لابد أن الجميع يرغب بمعرفة هويتها
قال لاري بابتسامة: لن أستغرب لو تقرب أي شاب منها بغية التعرف إليها
قالت مايا و هي تنفخ وجنتيها: أتقصد بأنها أجمل مني لاري؟
قال لاري و هو يقبل كفها بلطف: بالتأكيد لا حبيبتي مايا فأنا حتى لم أنظر لوجهها
قالت مايا بانزعاج مصطنع: تقصد بأنك لو رأيتها ستغير رأيك؟
ضحك لاري بمرح لتبتسم له نظر كايت لها بشيء من الاستغراب ليحجبها روي بوقوفه أمامه بابتسامة مرحة ليقول: تنظر لفتاة أخرى بينما مخطوبتك تبحث عنك في كل مكان
نظر كايت إليه بشيء من الانزعاج لتقول مايا بابتسامة: أهلا بك روي هل أتيت لأخذ كايت معك؟
قال روي: أهلا سيد و سيدة لوسيل و أجل فهناك من يبحث عنه
نظر لاري إليه بهدوء ليبتسم روي له نهض كايت ليغادر برفقته ليهمس روي قائلا: يبدو أن والدك لا يزال لا يحبنا
قال كايت: لا تهتم له ماذا تريد مني الآن؟
قال روي و هو يخرج لسانه بمشاكسة: لنذهب لإلقاء التحية على الضيفة المجهولة
نظر كايت إليه بانزعاج و استغراب ليمسك بذراعه و يسحبه خلفه لحيث تجلس تلك الفتاة توقفا حالما رأيا رين و جون يقفان بالقرب من طاولتها ليقول روي: يبدو أنها من معارف العريس كما اعتقدت
قال كايت: لم أردت التحدث إليها؟
قال روي بمرح: لا شيء إشباع فضول فقط
انزعج كايت منه ليبتعد عنه التفت ليرى لوسي تقترب منهما بابتسامة مرحة وقفت أمام كايت لتقول: دعنا نرقص قليلا كايت
قال روي: إذا يجدر بي الذهاب الآن استمتعا بوقتكما معا
ابتسم لها ليغادر المكان نظر كايت إليه بانزعاج ليقول في نفسه: أنت السبب وراء هذا روي لن أدعك تفلت بفعلتك
غادر برفقة لوسي لحيث اجتمع مجموعة من الأشخاص يتراقصون على أنغام الموسيقى الهادئة عند الفتاة الغامضة وقف جون و والده الذي قال بمرح: يسرنا قدومك للحفل تولاي
قال جون بابتسامة لطيفة و سعيدة: أجل سعيد للغاية برؤيتك هذا اليوم تولاي
نهضت تولاي من مكانها لتحيطه بذراعيها تفاجأ جون من فعلها لكنه ابتسم و بادلها العناق ليقول لها بصوت هامس: أنا حقا سعيد لوجودك هنا تولاي
قالت تولاي: أمامك مستقبل مبهر معها لا تفرط بها أبدا
قال جون بعد ضحكة محرجة: أجل لن أفعل
زاد من احتضانه لها بتلك الابتسامة السعيدة ابتعد عنها لتفعل المثل مع رين الذي قال: و اعتقدت أن الأمر هدية لجون لكنني سعيد بذلك شكرا لتلبيتك الدعوة
قالت تولاي: أتمنى أن تزهر أيامك بالسعادة سيد لوريجن
قال رين بمرح: و لك أيضا عزيزتي تولاي
اقتربت والدة جون لتشارك في ذلك الحدث الصغير انحنت تولاي لها بهدوء لتقول: يا إلهي أنت مهذبة للغاية لا داعي لكل هذه الرسمية
قالت تولاي: أتمنى أن تكوني بخير الآن سيدة لوريجن و مبارك
قالت والدة جون: شكرا لك آنسة لوريجن سعيدة حقا لقدومك بالرغم من كل شيء
هزت تولاي رأسها بالموافقة لترسم الابتسامات على وجوههم اعتذرت منهم لتغادر الحفل بعد إصرارهم على البقاء في الحفل وقفت أمام البوابة الحديدية لبعض الوقت لتخلع القناع من وجهها لتظهر ملامح وجهها الباردة و عينيها الخاليتين من المشاعر لتسير بهدوء في الطرقات حتى توقفت سيارة ما أمامها ليظهر زيس منها بابتسامته و يقول: لم ينتصف الليل بعد أيتها السيندريلا الجميلة
انزعجت مما قاله لكنها لم تبالي له فتح لها باب السيارة الخلفي لينحني بهدوء و يقول: تفضلي بالدخول للسيارة آنستي الجميلة
رفعت تولاي ثوبها المنفوش لتصعد السيارة أغلق زيس الباب ليعود لمقعده و يبدأ بقيادتها مبتعدا عن المكان توقف أمام الإشارة لينظر لتولاي المحدقة بالنافذة ابتسم لها بإعجاب شديد ليقول: تبدين جميلة حقا تولاي
لم تبالي تولاي بالإجابة عليه لتتسع ابتسامته عاد لقيادة السيارة مسافة طويلة عائدين للمدينة في منزل لوريجن حيث الجميع متحلق حول العروسين بابتسامات سعيدة قال روي لكايت الواقف بعيدا عن ذلك التجمع: متى سنراك هكذا أنت أيضا كايت؟
نظر كايت إليه بانزعاج شديد ليمحو الابتسامة من وجهه و يقول: ماذا هناك؟ لا تبدو سعيدا أبدا
قال كايت: لأنني لست كذلك
قال روي: أحدث شيء ما مجددا؟
قال كايت: لا شيء
نظر روي إليه بنظرات فاحصة ليتنهد بهدوء و يقول له: عزيزي كايت أنا لن أتركك تذهب دون إخباري بما يشغل رأسك
قال كايت: أنا لن أتزوج من تلك الفتاة
نظر روي إليه باندهاش مما قاله ليبتسم له بلطف و يبعثر شعره بمرح و يقول: إذا هناك من تريديها؟ هذا جيد لم أتوقع أنك ستقع في حب إحداهن يوما
أبعد كايت يده عنه بانزعاج شديد و قال بغضب: أخبرتك أن تتوقف عن التحدث معي في هذه الأمور ثم أنه من المستحيل أن أقع في حب أي فتاة
ابتعد عن روي منزعج من ذلك الحديث ليغادر المكان صعد سيارته ليبدأ في قيادتها و هو يشعر بالانزعاج ليقول في نفسه: تبا له هذا المزعج
عض شفتيه بغضب لتندفع الدماء من حيث ذلك الجرح انتبه للطريق الذي تناثرت عليه أجزاء سيارة ما أوقف سيارته ليغادرها و يتقدم من حطام السيارة ليرى مجموعة كبيرة من الأشخاص يهاجمون على شخص جريح دماؤه غطت جسده بالكامل شعر بجسده يضعف لمنظر الدماء ليسقط جسده على الأرض أنفاسه بدأت تزداد ليقول في نفسه: هذا ليس وقته أبدا عليّ مساعدة ذلك الشخص
انتبه للحذاء الأسود القريب منه ليرفع رأسه و ينظر لذلك الشخص الذي كان يتعرض للهجوم منذ دقائق لم تظهر ملامح وجهه فالرؤية بدأت تضعف عنده اقترب ذلك الشخص منه ليجثو على ركبتيه ببطء و يقول بابتسامة ساخرة و صوت متألم: أأنت بخير أيها الشاب الصغير؟
تلك العيون التي نظر بها كايت لذلك الشخص جعلته يقهقه ليرفع يده ليجعل قطرات الدماء تتساقط أمام عينيّ كايت بإغراء شديد ليقول: يا إلهي كم أنت مثير للشفقة أيها الخفاش الصغير
التفت ذلك الشخص لصوت الشخص الصارخ باسم كايت مقتربا منهما نظر ذلك الشخص نحوه بغضب ليقول: ماذا فعلت لكايت يا هذا؟
نهض ذلك الشخص ليقول بابتسامة مستمتعة: يجدر بي الرحيل الآن
ابتعد عنهم بخطوات سريعة ليختفي في الظلام اقترب ذلك الشخص من كايت ليقول له: هل أنت بخير كايت؟ أحدث لك أي مكروه؟
نظر كايت إليه بهدوء ليقول بصوت متعب خافت: خذني للمنزل....روي
فقد وعيه بعد ذلك حمله روي ليدخله سيارته اتصل بوالديه ليخبرهما بما حصل أسرعوا في أخذه لمنزل العائلة في المدينة لم يتأخر الطبيب عن القدوم لرؤيته بقي روي بقربه لبعض الوقت حتى طرقت مايا الباب لتدخل الغرفة و تقول بهدوء: آسفون لإزعاجك بهذا الأمر
قال روي: لا عليك سيدة لوسيل فكايت مهم بالنسبة لي أيضا
ابتسمت مايا له بلطف ليعيد نظراته لكايت النائم بتعابير حزينة جدا شعر روي بذلك الحزن المتدفق منه ليقول في نفسه: ليتني داخل حلمك أسعدك هناك أيضا
نظرت مايا إليه باستغراب ففد اعتادت على رؤية وجهه البشوش و المبتسم دائما لتقول في نفسها: لم أتوقع رؤيته جادا و حزينا هكذا
التفتت للباب الذي فتح بعد طرق خفيف دخل لاري ليقترب من مايا بهدوء ليقول: كيف هو حاله الآن؟ أستطيع رؤية تحسن بسيط به....هذا كله بسبب عناده
قالت مايا: بل بسبب إهمالنا له أصبح الأمر هكذا إنه حقا في خطر محدق
قال روي: ماذا تقصدين بذلك سيدتي؟
صمتت مايا دون الإجابة على سؤاله نظراته الجادة أجبرتها على فتح شفتيها للتفوه بشيء ما لكن لاري أوقفها بإمساك ذراعها نظر لروي بشيء من الانزعاج ليقول: أعتقد بأنك أخذت وقتك بالبقاء معه رجاء غادر الآن
قال روي: لا يمكنني ذلك حتى معرفة ما كنتما تتحدثان عنه منذ قليل
قال لاري: هذا لا يعنيك أبدا
نهض روي من كرسيه بانزعاج شديد و يقول: أنا لا أهتم بمشاكلك مع عائلتي لكن كايت شخص مهم بالنسبة إليّ و أنا لن أدعك تفرق بيننا أبدا سيد لاري لوسيل
غضب لاري مما قاله روي ليقول له بغضب و هو يتقدم بخطوات هادئة نحوه: حاولت أن أكون لطيفا معك لكن يبدو أن ذلك لا يجدي نفعا
حاولت مايا منع لاري من فعل أي شيء لكنه أبعدها عنه بهدوء مانعا إياها من التدخل رفع كايت جسده بتعب من السرير ليقول بصوت غاضب و عالي ظهر عليه الإرهاق: تبا لكما فقط غادرا من هنا
نظرا لكايت الذي بالكاد يستطيع التنفس و العرق قد ملأ جسده غادرت الدموع عينيه من كابوسه المريع نظر كايت إليهما بغضب شديد اقتربت مايا منه لتحاول إعادته للسرير و هي تقول: لا تجهد نفسك كايت أنت لا تزال متعبا عليك أخذ قسط من الراحة
قال كايت: فقط دعوني وحدي أنتم مزعجون للغاية لا أريد رؤيتكم
أنزل رأسه بألم و حزن شديدين كانوا للمرة الأولى منذ سنوات يشاهدون كايت يبكي بتلك الطريقة غادروا الغرفة بهدوء نادمين لما حدث شد كايت قبضته على بطانيته البيضاء تساقطت قطرات دموعه على كفيه عاد ذلك الشريط المؤلم و الموحش لعقله لتزداد تلك الدموع أكثر و أكثر ليهمس قائلا: أمي
انتهى من بكائه بعد فترة طويلة تورمت عيناه فيها ليعيد بجسده للسرير من جديد



Inas Fallata 03-24-2020 01:52 AM



أتصدقون أننا لم نصل لذروة القصة بعد؟
حقا أتساءل كيف استطعت كتابة كل هذا؟
ما شاء الله على كل سأضع الفصل الثاني
الآن قراءة ممتعة لكم


Inas Fallata 03-24-2020 01:53 AM




في الصباح الباكر عند تولاي التي كانت تنظر لزيس الممد على أريكتها و هو ينام بعمق شديد تنهدت بانزعاج لتقول في نفسها: متى سيتوقف هذا الشخص عن القدوم لهنا؟
نظرت لملامح وجهه المحفورة في ذاكرتها المليئة بالأحداث لتجوب في ذلك المحيط و تخرج بتلك الذكرى "كانت تولاي طفلة صغيرة تجلس على غصن إحدى الأشجار تراقب الطيور المحلقة في السماء سمعت صوت يناديها لتنزل برأسها للأسفل لترى زيس يقف هناك بتلك الابتسامة التي لا تتغير أبدا لتتجاهله ليقول لها مدعيا الحزن بصوت عالي: أرجوك لا تتجاهليني هكذا
لم تجبه بأي شيء ليتسلق الشجرة بهدوء وصل لذلك الغصن ليجلس بالقرب منها نظر إليها ليبتسم بمرح شديد و يقول: لا أريدك أن تبقي وحدك هنا فالمكان خطر عليك
نظرت تولاي إليه بهدوء ليشعر بالارتباك من تلك النظرات ليبعد عينيه عنها بسرعة رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ليقول بارتباك شديد: تعرفين أنا أيضا لا أصدقاء لي لكنني سعيد للغاية بمعرفتك تولاي
نظر إليها ليرسم ابتسامة سعيدة على وجهه لم تفهم تولاي السبب وراء ذلك" غادرت تلك الذكرى لتغوص في أخرى " وقفت تولاي أمام تلك البحيرة من الدماء و الجثث ببرود شديد التفتت لصوت زيس الذي يناديها من بعيد وقف زيس بذهول مما يراه تلطخ جسدها كله بالدماء اقترب منها بهدوء و الصدمة لا تزال ظاهرة على وجهه سمع خطوات و أصوات أشخاص قادمون في اتجاههما وقف أمام تولاي حاميا لها منهم قال أحد الرجال: أأنت الفاعل يا زيس؟
قال زيس و هو يشد قبضتيه بقوة: أجل أنا فعلت ذلك
اخترقت والدته الجموع لتقول بصدمة: أنت لن تفعل شيئا كهذا أبدا زيس
قال زيس: بل أنا الفاعل
دفعته تولاي قليلا للأمام لينظر إليها بخوف مما قد يحدث لها تقدمت تولاي بخطواتها الباردة ليخاف الجميع منها تراجعوا خطوات قليلة ليقول والد زيس و أطرافه ترتعش من الخوف الذي ظهر في عينيه: أخبرتك ألا تبقى برفقتها زيس إنها فراشة الموت
قالت والدته: ابتعد عنها حالا زيس
قال زيس: لن أفعل ذلك أبدا إن كنتم لا تريدونها هنا سأغادر برفقتها
صدموا جميعا لقراره ذلك سارت تولاي من بينهم دون أي مبالاة بهم" فتح زيس عينيه ليحدق بعينيها الهادئتين ابتسم لها بمرح شديد ليمد ذراعيه و يحتضنها بمرح شديد و يقول: لابد أنني محظوظ لرؤيتك أول شيء هذا الصباح.... صباح الخير عزيزتي
قبل جبينها بمرح شديد ليبعدها عنه و ينظر إليها بمرح شديد نهضت تولاي بانزعاج شديد لتسير عائدة لغرفتها بدلت ثيابها لتغادر لعملها ابتسم زيس بهدوء ليغمض عينيه و يقول في نفسه: بدت حزينة و هي تنظر إليّ ربما تذكرت الماضي
ظهرت بعض تعابير الألم على وجهه ليضع يده على كتفه ليتفاجئ من وجود تلك المادة الزرقاء الدبقة الباردة ابتسم و قال بهمس: شكرا لك تولاي
أغمض عينيه من جديد عند كايت الذي عاد برفقة والديه للمنزل استقبلهم كبير الخدم ليقول لاري: هل حضر والدي؟
قال كبير الخدم: لا ليس بعد سيدي
تنهد لاري بقلق شديد لينظر لكايت الذي بدأ بصعود الدرجات بهدوء فتح الباب لينظروا جميعا إلى الزائر اقترب لاري منه بابتسامة هادئة لينظر إليه ذلك الرجل بطرف عينيه و يقول: توقف عن تملقي لاري
قال لاري: أنا لم أكن أفعل ذلك أبي
قال الوالد: لا يهمني كل هذا
نظر لكايت الذي لا يزال يسير على الدرج ليقول بحزم شديد: أتيت لأخذ هذا الصبي معي شئتم أم أبيتم ذلك
نظرت مايا لكايت الذي سقط على الدرج لتسرع في اتجاهه رفعت رأسه لتضعه على ساقها و تنظر إليه بقلق شديد لتقول: هل أنت بخير كايت؟ أرجوك أجبني
فتح كايت عينيه لينظر إليها ببرود رفع رأسه لينهض من هناك و ينظر إلى جده بانزعاج شديد و يقول: سئمت تحكم الجميع بي دعوني و شأني لن أذهب لأي مكان معك
قال الجد: سأعتبر هذا تمردا على العائلة يا كايت أيناسبك هذا؟
قال كايت: لا يهمني
التفت كايت ليتجه لغرفته ليوقفه والده بظهوره المفاجئ أمامه بنظراته المنزعجة و الباردة وقفت مايا لتقول: لاري دعه يذهب إنه متعب
قال لاري: أخبرتك من قبل لو خالفت تقاليد العائلة ستنفى منها
قال الجد: أنت لست في مكان يسمح لك بإلقاء الأحكام يا لاري....هذا الولد سيأتي معي للمنزل الرئيسي
اقتربت مايا من الجد ليقول: أرجوك سيد لوسيل دعه فقط يستريح ثم سأخذه بنفسي إليك إنه متعب للغاية
قال الجد: أظنك على علم بوجود شخص ما يرغب بالتخلص منه في هذا القصر يا سيدة و لا حق لك بالتدخل في مثل هذه الأمور
أنزلت مايا رأسها بحزن شديد لتختلس النظر لكايت الواقف بهدوء في ذلك المكان ليشعر بالضعف من جديد فقد وعيه ليمسك به لاري بهدوء حمله على كتفه لينزل به الدرجات و يأخذه للسيارة التي أتت بجده حاولت مايا الخروج خلفه لكن الجد منعها ليقول: عليك البقاء برفقة أطفالك سيدة لوسيل
أشار بعصاه للأطفال المختبئين خلف أحد الأعمدة البيضاء و ملامح الخوف ظاهرة على وجوههم غادر الجد المكان ليدخل لاري بتلك التعابير الباردة اقترب منه الأطفال مسرعين ليقول بريس: إلى أين يأخذ جدي كايت؟
قالت ليدي و الدموع تطرق عينيها: هل أخي بخير؟ لقد بدا متعبا للغاية
نظر لاري إليهم بنظرات هادئة لتقع عينيه على تيم الواقف بعيد عنهم بتلك العيون القلقة ليبتسم لهم و يقول: لا تقلقوا كايت بخير يريد جدكم قضاء بعض الوقت معه
قالت ماري محاولة تمالك الدموع التي أغرقت عينيها: ألن نستطيع رؤية كايت مجددا يا أبي؟
لم يجبهم لاري بأي شيء ليبتعد عنهم اقترب من مايا التي كانت تنظر إليه بشيء من الذهول و الحزن ليكمل مسيره مبتعدا عنهم اقترب تيم منها لتنظر إليه بابتسامة و تقول: لا تقلق تيم كل شيء على ما يرام
قال تيم بحزن شديد: لكن ماذا سيحدث لكايت يا عمتي؟
أخذته مايا بين أحضانها و هي لا تعلم بماذا تجيبه مضى بعض الوقت الحزين عليهم ليعودوا لغرفهم عند تولاي التي كانت تلاعب ماثيو بابتسامة لطيفة و هو مستمتع بذلك اقتربت جينجر منهما لتقول: يبدو أنكما تستمتعان بوقتكما معا هذا رائع
قال سام: ماثيو يتعلق بك شيئا فشيئا تولاي
اتسعت ابتسامتها قليلا ليبتسما بمرح قرع الجرس ليقول سام بمرح و هو يتجه للباب: لابد أن لايت قد أتى أخيرا
فتح الباب ليدخل رجل ثلاثيني بملامح هادئة ابتسم فور رؤيته لجينجر تقترب منه لتصافحه بمرح شديد و تقول: أهلا بك في منزلي لايت
قال لايت بمرح: لم أرك منذ فترة طويلة جينجر
قال سام: يسرنا استضافتك في منزلنا لايت
ابتسم لايت بمرح شديد لينظر لتولاي بشيء من الاستغراب لتبتسم جينجر بمرح و تقول: هذه تولاي لوريجن صديقة مقربة لنا
انتبهت تولاي لتواجده لتنهض و تنحني له بهدوء اقترب منها ليدقق في ملامح وجهها ليقول: ألم نلتقي من قبل يا آنسة؟
قال سام بابتسامة: إنها عارضة مشهورة لابد أن رأيتها في مكان ما من قبل
قال لايت: أعتقد بأنني رأيتك في حادثة القطار قبل فترة قصيرة
نظروا إليها بانتظار إجابتها لتهز رأسها بالإيجاب تفاجأت جينجر من ذلك ليقول لايت: هكذا إذا....سررت بلقائك يا آنسة
قالت تولاي: و أنا أيضا سيد لوسين
جلس الجميع متحدثين عن هذا و ذاك عدا تولاي التي كانت تجلس بصمت رن هاتفها فجأة لتعتذر و تنهض من جمعهم و نظرات لايت الفاحصة و الشاكة تلاحقها رفعت الخط لتقول للمتصل: مرحبا
قال المتصل: مرحبا بك عزيزتي تولاي
انزعجت لسماع صوت المتصل ليقول على عجل: أردت أن أشكرك بطريقة لائقة على معالجتي من ذلك الجرح
قالت تولاي: لا أشكرك لست متفرغة لك
قال المتصل: أرجوك فقط اعطني هذه الفرصة
التمست تولاي الحب الذي حواه نبرة صوته لها لتفكر في الأمر قليلا ثم تتنهد باستسلام و تقول: حسنا متى الموعد و أين؟
قال المتصل بسعادة بالغة: هل الآن وقت مناسب؟ تعرفين ذلك المقهى الجميل القريب من الشاطئ أليس كذلك؟
قالت تولاي: حسنا ألقاك هناك لو تأخرت ثانية واحدة سأرحل
قال المتصل بمرح شديد: لن أفعل ذلك أبدا
أغلقت الخط لتعود للغرفة و تقول: أعتذر لديّ عمل عليّ الاهتمام به الآن
قالت جينجر بابتسامة مرحة: ابذلي جهدك في العمل سأساندك من هنا
قالت تولاي: سأفعل ذلك
قال سام: صحيح نسيت تماما....انتظري قليلا تولاي سأعود حالا
نهض سام ليسرع في مغادرة الغرفة تأخر بضع دقائق ليعود و هو يحمل مجموعة من الصناديق المغلفة بورق الهدايا الأزرق المليء بزهور مختلفة الألوان مرتبة حسب الحجم نظرت لها باستغراب لتقول جينجر بمرح: إنها مجموعة هدايا من عائلة سام و سام نفسه لك
قال سام بمرح: إنها لأجل اجتهادك في العمل لذا اقبليها منا رجاء
ابتسمت تولاي له لتحمل الصناديق المتوسطة الحجم و تقول: شكرا لكم
ابتسم لها سام ليودعاها عادت تولاي لشقتها لتضع تلك الهدايا في غرفتها و تستحم لترتدي بنطالا متوسط الطول أسود اللون و بلوزة بيضاء بأكمام متوسطة أخفت شعرها داخل القبعة الصوفية الرمادية الداكنة اللون و غطت عينيها بنظارة بيضاوية شمسية نظرت لساعتها لتراها تشير للثامنة و الخمس دقائق مساء غادرت المنزل و هي تضع هاتفها داخل جيبها الخلفي توجهت لمحطة الحافلات القريبة منها لتأخذها لذلك المكان نزلت من الحافلة لتنظر للشاطئ القريب منها تنشقت الهواء المليء برائحة البحر لتسير بهدوء نحو المقهى وصلته لتجده مكتظ بالناس خاصة الفتيات المراهقات اللاتي كن يهمسن بشيء ما انزعجت من ذلك الجمع لتخترقه بهدوء و تسير في المقهى الواسع باحثة بعينيها عن زيس التقت أعينهما لتتغير التعابير المنزعجة و الغير مبالية بالجموع المحدقة به و يبتسم بمرح شديد و ينهض اقتربت منه لتقول: اختصر ما لديك
قال زيس بمرح: لا تكوني هكذا
طلب منها الجلوس لتفعل ذلك حضر النادل ليأخذ طلباتهما و غادر نظرت تولاي بانزعاج لزيس الذي كان يحدق بها بابتسامة معجبة بها لتقول له: أطلبت مني القدوم لأجل هذا؟
قال زيس: بالتأكيد لا أخبرتك أنني أريد شكرك على مساعدتك لي
قالت تولاي: إذا ماذا تنتظر؟
قهقه زيس بمرح ليقرب وجهه منها و يقبل جبينها بمرح شديد و يقول: شكرا لك تولاي
عاد لمقعده ليعيد تلك الابتسامة لوجهه أحضر النادل كوبي قهوة ليضعه أمام كل منهما ليرسم ابتسامة خبيثة خفيفة على وجهه و هو ينظر لظهر تولاي الجالسة مواجهة لزيس المبتسم لها ابتعد عن طاولتهما خطوات قليلة ليضع منديلا أزرق اللون على الطاولة القريبة منه نظر ذلك الرجل إلى الورقة لتتسع الابتسامة على وجهه رفع رأسه لينظر لتولاي بتلك النظرات المنزعجة و يقول في نفسه: نهايتك قد حانت أيتها الفراشة المزعجة
رفع ذلك الكوب الزجاجي الكبير المليء بالبيرة ليشربه دفعة واحدة و ينهض من مكانه ليتقدم من طاولتهما و يقف عندها رفع زيس رأسه لينظر إليه باستغراب ليلمح تلك النظرات في عينيه الموجهة لتولاي التي لم تبالي حتى بوقوفه هناك ليقول: هل بإمكاننا مساعدتك؟
قال الرجل: لا حديث لي معك أيها المتطفل
انزعج زيس من أسلوب حديثه إليه لينظر لتولاي التي نهضت من مقعدها لتقف مواجهة لذلك الرجل الذي ابتسم لانتباهها إليه أخيرا و يقول بابتسامة راضية: ماذا؟ أتريدين مواجهتي أيتها المزعجة؟
نظرت تولاي إليه بعينيها الباردتين ليصاب بالخوف منها تراجع خطوات صغيرة و بطيئة ليصطدم بالطاولة التي خلفه و يقول بارتباك: ماذا؟ أتريدين قتلي الآن؟
تلك النظرات الباردة المحدقة به جعلته يخشى ما خلفها ارتفعت نبضات قلبه المرتعش في جوفه من الخوف تنهدت تولاي بانزعاج لتقول: أنا عائدة للمنزل
غادرت المقهى ليلحق بها زيس سقط ذلك الرجل على الأرض ليتنهد بارتياح عند كايت الذي كان محبوسا في تلك الغرفة الواسعة التي احتوت على سرير كبير بغطاء بني داكن تناسب مع كل شيء في الغرفة من ستائر و أرائك و خزانة ملابس و سجاد نظر بطرف عينيه للباب الذي طرق منذ لحظة ليقول الطارق: السيد يرغب بلقائك سيد كايت
لم يجبه كايت بأي شيء ليعيد عينيه للنافذة التي فتحت على منظر السماء الداكنة المزينة بالنجوم الجميلة ليتذكر صورة والدته المحفورة في ذكرياته أنزل رأسه بحزن شديد ليقول بهمس: لماذا لم تأخذيني معك أمي؟
أغمض عينيه لخروج تلك الدموع من عينيه لتمر تلك الذكرى في ذهنه "كان كايت يلعب مع والدته في الحديقة الواسعة ليستريحا تحت ظل الشجرة الكبيرة أخذته والدته بين أحضانها تمسح على شعره بحنان و هي تهمهم بلحن أغنية ما ليقول لها: أمي ما هي هذه الأغنية؟
قالت والدته: حقيقة لا أتذكر سمعتها من جدتي فقد كانت تعتني بي دائما
قال كايت: أنت لم تلتقي بوالدتك صحيح؟
هزت رأسها بالنفي ليبتعد عنها و يقف وسط استغرابها ليربت على رأسها بمرح شديد و يقول: لا تحزني فأنا معك و لن أتركك أبدا
ضحكت الوالدة بمرح شديد لتقول: شكرا لك كايت لكنك ستتركني بالتأكيد
قال كايت: لن أفعل ذلك أبدا أبدا
قالت الوالدة: ألن تقع في الحب يا بني؟
نظر كايت إليها باستفهام كبير يقفز فور رأسه لتبتسم بمرح و تقول بنبرة لطيفة: الآنسة زويلير ما رأيك بها؟
احمرت وجنتيه لينزل رأسه للأسفل و يقول بارتباك: إنها لطيفة
أمسكت بيده الصغيرة لتضعه على صدره و تقول: بماذا تشعر؟
قال كايت: قلبي...ينبض بسرعة
قالت الوالدة: هذا لأنك تحبها قلبك ينبض بسرعة و تشعر بالارتياح معها
تعجب كايت في البداية لكن الابتسامة اللطيفة ظهرت على وجهه بعد معرفته ما قصدته ليقول: إذا أمي أتحبين أبي؟
محيت الابتسامة من وجهها لوهلة لتعيدها بأجمل مما كانت عليه لتقول: أجل أحبه كثيرا
ابتسم كايت لها بمرح شديد ليقبل وجنتها اليسرى بلطف و يقول: و أنا أيضا أحبك أمي أنت رائعة للغاية
عانقته بمرح شديد لتفرك وجهها بوجهه و السعادة تملؤها" أعاد رأسه للوسادة ليحدق بالسقف لبعض الوقت نظر لهاتفه القريب منه نهض من السرير ليحمله معه فتح النوافذ الكبيرة ليقف على حافتها نظر للأرض التي لم تكن تبعد كثيرا عنه ليقول في نفسه: لا أهتم لأي ما كان لديك لتقوله لي
قفز من ذلك المكان ليهبط على الأرض العشبية بسلام تسلل بهدوء مغادرا المنزل من البوابة الخلفية التي لا توجد بها أي حراسة أوقف سيارة أجرة ليعطيه عنوان منزله أوصله سائق الأجرة لهناك ليدخل المنزل بهدوء صعد الدرجات عائدا لغرفته ليستلقي على السرير بإنهاك و تعب شديدين أغمض عينيه لينام على الفور



Inas Fallata 03-24-2020 01:54 AM




في الصباح على طاولة الإفطار التي كانت شبه خالية لم يتواجد بها سوى الوالدين نظرت مايا للاري الذي لم يذق طعما للراحة منذ مغادرة كايت المنزل لتضع يدها على يده التي لم تمس الفضيات القريبة منها انتبه لها أخيرا ليتنهد و يبتسم لها و يقول: لا تقلقي أنا بخير عزيزتي أفكر بكايت فقط
قالت مايا: هذا وحده هم ثقيل لا تحمله وحدك أنا هنا
ابتسم لها بلطف شديد ليقبل وجنتيها فتح الباب ليدخل كايت وسط نظراتهما المصدومة من وجوده في المكان جلس في مقعده الذي بدا بعيدا عنهما بسبب عدم وجود الأطفال وضعت الخادمة طبقا بسيطا أمامه لتغادر قالت مايا: أستتناول هذا فقط كايت؟
قال كايت: أجل لديّ عمل بعد وقت قصير
قال لاري: متى أتيت للمنزل كايت؟
قال كايت: مساء الأمس
تفاجآ من ذلك الخبر ليتركاه يتناول الطعام بهدوء انتبهت مايا للهالات السوداء أسفل عينيه لتقول في نفسها: لم ينم جيدا....هل عاد في وقت متأخر من الليل؟
أنهى كايت طعامه ليغادر الغرفة سار في الممر بهدوء ليرن هاتفه رفع الخط ليقول المتصل على الفور بمرح شديد: صباح الخير كايت كيف هو حالك الآن؟ أأنت بخير؟
قال كايت بشيء من الانزعاج: ماذا تريد مني في هذا الصباح روي؟
قال روي: فقط أطمئن عليك بدوت منهارا للغاية خلال هذه الأيام
قال كايت: أنا بخير لا تزعجني و عليّ اللحاق بعملي إلى اللقاء
أغلق الخط ليسرع الخطى للخارج صعد سيارته ليتوجه للشركة ليلتقي بمدير أعماله الذي بدأ بسرد جدوله لهذا اليوم توجها مباشرة لحيث يقام تصوير الفيلم رحب الجميع بهما اقتربت لوسي منهما بنظرات قلقة لتقول بصوت منخفض: لم تركتني في الحفل وحدي؟
نظر إليها بهدوء ليقول لها: آسف ساءت صحتي فجأة أتمنى أنني لم أقلقك كثيرا
ابتسمت له بمرح لتحتضن ذراعه على الفور تأكد المخرج من حضور الجميع لينتبه على فقدان شخصية واحدة في المكان ليقول: ألم تأتي الآنسة لوريجن بعد؟
قال أحد العاملين: لا لكنها في طريقها لهنا
قال المخرج: حسنا سننتظر قدومها
اقترب من كرسيه ليجلس عليه ليسمع بعض العاملات يلقين التحية على تولاي التي حضرت ابتسم بهدوء ليطلب من الجميع الاستعداد للتصوير بدأوا بتصوير المشهد الأول الذي أخذ الكثير من الوقت لينتهوا منه بدل الجميع ثيابه ليستعد لمغادرة المكان ليقول المخرج: لا تنسوا هذا المساء المؤتمر الصحفي
أكد الجميع بأنه سيحضر ليغادر لأعماله المختلفة كانت لوسي تسير بالقرب من كايت بهدوء واضعة على وجهها تعابير منزعجة ليقول لها مدير أعمال كايت الذي يتقدمهم بشيء من الارتباك: ماذا هناك آنسة بيرون؟
قالت لوسي: أود الاستفسار عن شيء ما
قال مدير أعمال كايت: ما هو؟
التفتت للخلف لتنظر لتولاي بانزعاج و تقول: لم تتبعنا هذه الفتاة؟ هذا مزعج حقا
نظر مدير أعماله لتولاي التي تسير بعيدا عنهم بمسافة كبيرة بخطوات هادئة تحدق بالنافذة الزجاجية الشفافة المطلة على المباني و الشارع ليقول: أعتقد أنها المصادفة و حسب
قال كايت: ماذا لدينا الآن؟
أخرج مدير أعماله دفتر جدول أعماله ليقول: لدينا تصوير لدى مجلة مراهقات مع الآنسة بيرون و....الآنسة لوريجن و شخصين آخرين
توقفت لوسي عن المسير غير راضية عن الأمر و منزعجة للغاية لتقول في نفسها: لماذا علينا العمل مع هذه المزعجة؟ أنا واثقة بأنها تطاردنا في كل مكان و حسب
نظرت لتولاي التي باتت قريبة منهم بشيء من الانزعاج ابتسم مدير أعمال كايت لها و قال: آنسة لوريجن لم لا تأتين معنا بما أن وجهتنا واحدة؟ سيكون ذلك أفضل
نظرات لوسي الخانقة له جعلته يرتبك رفع كايت رأسه لينظر إليها منتظرا سماع إجابتها نظرت إليهم بهدوء لتهز رأسها نافية سارت من بينهم لتتقدمهم ليتتبع كايت خطاها بعينيه حتى غادرت الممر تنهد مدير أعماله باستسلام ليقول: حقا ماذا يدور في ذهنها؟
قالت لوسي: كما لو أن هذا يهم لنتحرك الآن
أسرعت الخطى خلفها تحت أنظار مدير أعمال كايت المستغربة الغضب الظاهر عليها سارا خلفها بهدوء ليصعدا السيارة و يأخذاها معها للاستديو وصلوا لهناك ليجدوا تولاي تتحدث مع المصورة المعجبة بها التفتت لهم لتقول: الجميع هنا هذا جيد لنستعد للتصوير
توجهوا لتبديل ملابسهم في غرفة الفتية وقف كايت ينظر للشاب الذي يجلس هناك يستمع للموسيقى بذهول فتح عينيه لينظر إليه لينهض بسرعة و يقول بمرح: مرحبا كايت لم أرك منذ فترة طويلة هل أنت بخير؟
قال كايت بانزعاج شديد و هو ينظر إليه: لم أنت هنا روي ويلز؟
قال روي و هو يستند على كتفه: ماذا تقصد بسؤالك السخيف هذا كايت؟ أنا هنا للعمل كما ترى فأنا ممثل مشهور كما تعلم
انزعج كايت منه ليجلس في المقعد المخصص له ليقول في نفسه: سيكون هذا اليوم شاقا
بدأت المصففة بالاهتمام به عند الفتيات كانت الأجواء ثقيلة للغاية قالت المصففة بارتباك: آنسة بيرون هل صحيح أنك مخطوبة المغني المشهور كاي؟
قالت لوسي و هي ترفع يدها اليمنى تريها الخاتم: أجل ذلك صحيح سنتم عاما الآن
قالت المصففة: أنت فتاة محظوظة حقا
ابتسمت لوسي لها لتنظر لتولاي التي تقوم مساعدة المصففة بوضع مساحيق التجميل على وجهها الخالي من التعابير لتشعر بالانزعاج من ذلك أنهت المصففة تسريح شعر لوسي الذي رفع للأعلى بشكل دائري زين بحلقة أزهار بيضاء متوسطة الحجم و غرة غطت جبينها لتهتم بها المساعدة و تقول: حقا إنها تسريحة جميلة تناسبك آنسة بيرون
قالت لوسي: شكرا لك
بدأت بوضع مساحيق التجميل و تنتهي لترى تولاي تغادر الغرفة ببنطال جلدي أسود ضيق بعض الشيء و بلوزة سوداء بأكمام قصيرة لا تتجاوز الكتف مع قفازات سوداء مفتوحة الأطراف و حذاء أسود بكعب عالي رفع شعرها كذيل حصان انزعجت من ردة فعل الآخرين لها لتتنهد بانزعاج اقتربت المصورة من تولاي لتقول: كان اختياري لك موفقا حقا تبدين رائعة للغاية
قالت تولاي: شكرا لك سيدتي
قالت المصورة: سألتقط بعض الصور لك مع الدراجة النارية
تقدمت تولاي من الدراجة النارية السوداء لتقف بالقرب منها التقطت لها المصورة عدة صور بعدة وضعيات حتى انتهاء البقية ليبدؤوا العمل الجماعي أنهوا التصوير قبل الرابعة مساء ليستعد الجميع للمغادرة عدا تولاي التي جلست على أحد المقاعد تشرب علبة ماء بلاستيكية رفعت رأسها لكايت الواقف أمامها ينظر إليها باستغراب ليقول: أليس لديك ما تفعلينه بعد هذا؟
قالت تولاي: لا أعتقد بأن هذا يعنيك
قال كايت: أجل أدرك ذلك مجرد فضول
أبعدت تولاي عينيها عنه ليشعر بالانزعاج من ذلك اقتربت المصورة منها لتقول: أتمنى بأنني لا أقاطع شيئا مهما هنا
قالت تولاي: لا أبدا سيدتي
قالت المصورة: حسنا....بالنسبة للعمل التالي سنقوم به بعد ساعتين فقد علقت الشاحنة في زحام سير
قالت تولاي: سأنتظر قدومهم إذا
ابتسمت المصورة لها بمرح شديد لتنظر كايت لتقول: ماذا هناك كاي؟ تبدو شارد الذهن أوقعت في حب تولاي؟
نظر إليها باستغراب من سؤالها الذي لم يستوعبه عقله التفت لروي الذي ظهر من خلفه و هو يقول: بالتأكيد ذلك لن يحدث فهو خاطب الآنسة بيرون كما يعرف الجميع كما أن الآنسة لوريجن تقل جمالا عنها بكثير
نظر لتولاي بفضول منتظرا ردة فعلها لما قاله لكنها لم تحرك ساكنا ليثير ذلك أعصابه و يقول: أواثقة بأنك شخص طبيعي آنسة لوريجن؟ لا تحملين أي مشاعر أبدا و هذا مزعج للغاية للناس من حولك
تجاهلت تولاي كلماته المنزعجة الموجهة نحوها لتنهض و تنحني لهم بهدوء لتغادر جمعهم لغرفة تبديل الثياب لتتنهد المصورة بارتياح شديد و تقول: حمدا لله لقد انتهى هذا على خير.... روي ماذا تعتقد أنك فاعل؟ أتريد إفساد عملي مع تولاي؟
قال روي: لا شيء فقط يزعجني هدوئها المبالغ فيه كما أنها تتجاهل شخص رائعا مثلي هذا لا يغتفر أبدا
نظرا إليه باستغراب من كلماته ليتركهما و يغادر المكان اقتربت لوسي منهما لتقول بمرح: آسفة لتأخري عليك كايت
قال كايت: لا يهم هذا لنذهب
قالت المصورة بمرح: مبارك لكما خطبتكما تبدوان رائعين للغاية معا
ابتسمت لوسي لها بمرح شديد بينما لم يعلق كايت بأي شيء غادرا الاستديو ليعودا للشركة حيث لا يزال لديهما الكثير من العمل هناك بعد انتصاف الليل كانت تولاي تجلس داخل تلك السيارة بقرب النافذة الباردة بسبب المطر نظرت لزيس الذي حدق بها لبعض الوقت لترى تعابير قلقة على وجهه لتبعد عينيها عنه و تقول في نفسها: ألا يوجد شيء أفضل يقوم به؟
أغلقت عينيها بهدوء لتسمع صوت سعاله المكتوم مرت فترة طويلة لكن ذلك السعال لم يتوقف أوصلها قرب منزلها لتنزل من السيارة بعدما فتح لها الباب بتلك الابتسامة اللطيفة رغم التعب الواضح على جسده وضع المظلة فوقها حتى لا تبتل ليقول لها: أرجوك لا تبالي بي فأنا بخير حقا
لم تقل تولاي أي شيء اكتفت بالسير بقربه حتى باب المبنى ليستأذنها بالرحيل صعدت الدرجات بهدوء لتدخل لشقتها الهادئة خلعت حذائها المبلل بالقرب من الباب لتسير لغرفتها و تضع حقيبتها على السرير غادرت الغرفة لتنتبه لباقة الأزهار الحمراء الكبيرة الموضوعة على منضدتها لتتنهد بانزعاج ذهبت للاستحمام و عادت لغرفتها لتنام بعمق شديد




Inas Fallata 03-24-2020 01:55 AM




مضت عدة أيام التصوير لا يزال قائما و زيس لا تتحسن صحته كايت ليس أفضل منه أيضا حتى صباح يوم عطلة تولاي استيقظت على صوت سعال زيس النائم فوق الأريكة كالمعتاد بدلت ثيابها و ارتدت معطفا شتويا بني اللون غادرت الغرفة لتقف أمام زيس بهدوء و تقول في نفسها: هذا سيكون أفضل له بالتأكيد
وضعت يدها على جبينه لتجد حرارته مرتفعة بعض الشيء قبل أن تبعدها أمسك زيس بها ليفتح عينيه بإرهاق مع تلك الابتسامة ليقول: أخبرتك ألا تقلقي بشأني سأكون بخير
ابتعدت تولاي خطوات قليلة عن الأريكة لتسمح له بالاعتدال في جلوسه ليسند ظهره للأريكة لتتنهد بانزعاج و تقول: سنغادر هذا المكان الآن
قال زيس باستغراب: و إلى أين سنذهب؟
لم تجبه تولاي بأي شيء فقط نظرت لعينيه المتعجبتين من طلبها لينهض و يسير خلفها بهدوء صعدا سيارة أجرة لتقول للسائق: رجاء خذنا للمطار
كبر ذلك الاستفهام فوق رأس زيس الذي بدأت رؤيته تصبح ضبابية ليقول في نفسه بانزعاج: تبا لم كان يجدر بهذا أن يحدث الآن؟
وصلا للمطار لتتدبر تولاي الاجراءات اللازمة لسفرهما ليصعدا الطائرة جلس زيس في المقعد الأزرق الداكن قرب النافذة أغمض عينيه بسبب ذلك الصداع الرهيب الذي زار رأسه ليشعر بقليل من الدوار وضع رأسه على كتف تولاي التي لم تمانع الأمر بتاتا ليقول لها بهمس: يبدو أنني كنت سببا في قلقك أكثر من مساعدتك أعتذر عن ذلك
قال تولاي: هذا لا يهم فقط اصمت
ابتسم بهدوء ليمسك بيدها الموضوعة على ذلك المسند الأسود بينهما و يغمض عينيه ليحلم بذكرى بعيدة " كان زيس الصغير يجلس على الأرض قرب إحدى الأشجار يبكي بشدة و صوته مرتفع وجهه قد شوه بسبب تلك الكدمات و الجروح ملابسه تلوثت ببقع طين كبيرة مختلفة الأماكن رفع رأسه حالما سمع صوت خطوات تقترب منه بين الشجيرات البعيدة عنه توقف الصوت مع توقف دموعه عن الهطول ليسمع الصوت من جديد و يقفز فزعا من مكانه ظهر ذلك الشخص أخيرا فتاة صغيرة صاحبة شعر أسود قصير و عينين واسعتين مختلفتي اللون تنظران إليه ببرود شديد أعجب تماما بتلك الملامح الهادئة و الجميلة التي جمدته في مكانه يسرح في خياله ليقول في نفسه باستغراب شديد: من تكون هذه الفتاة؟ و ماذا تفعل في هذا المكان؟
تقدمت منه بخطوات صغيرة بينما هو يفصل معالم وجهها متسائلا عن شخصها وقفت أمامه لينتظر ما ستقوله الفتاة الغامضة لتقول بصوتها النحيل و نبرتها الهادئة: توقف عن البكاء كالرضع أنت مزعج للغاية
صدم تماما من كلماتها التي لم يتوقعها لينزل رأسه للأرض و يقول بإحراج و خيبة أمل بصوت عالي: آسف لأنني أزعجتك لكن ماذا أفعل؟ فأنا أتألم كما ترين
شعر بالانزعاج يتسلل إليه ليقول في نفسه بغضب: من تحسب نفسها لتتحدث معي هكذا؟ إنها مزعجة للغاية
شعر بنظراتها الفاحصة له ليشعر بالارتباك ظهر أمام نظره ذلك المنديل القماشي الأزرق الداكن رفع رأسه لينظر إليها باندهاش من تصرفها بدأت الابتسامة بالظهور على وجهه بالتدريج ليقول لها: شكرا لك لكن لا أستطيع استخدامه فهو يبدو ثمين للغاية
قالت الفتاة و هي تنظر للمنديل: لست بحاجة إليه خذه و حسب
أخذ المنديل ليمسح به تلك الدموع و الدماء القليلة التي ظهرت على وجهه سمعا صوت فتاة تنادي شخص ما تقترب منهما وصلت إليهما لتلتقط أنفاسها الهاربة منها نظرت للفتاة بتوبيخ لتقول لها: لماذا اختفيت هكذا؟ لقد اتفقنا على بقاءك داخل محيط المنزل
انتبهت تلك الفتاة لزيس الذي ينظر إليها باستغراب لتقول بشيء من الصدمة: هل فعلت الآنسة الصغيرة بك هذا؟
قال زيس: لا لم تكن هي
تنهدت بارتياح شديد لتقول: أيا يكن فقط عد لمنزلك و لا تخبر أحدا بأنك رأيتها
قال زيس: لم ذلك؟
قالت الفتاة: وجود الآنسة الصغيرة يخيف الجميع و لا يعرف أحدا حتى الآن بوجودها لذا ابقه سرا بيننا حسنا؟
قال زيس: سأفعل لكن لم الجميع يخاف منها؟
نظرت الفتاة للطفلة التي بدأت تسير مبتعدة عنهما لتنزل لمستواه و تقول بصوت أقرب للهمس قريبا من أذنه: لأنها فراشة الحظ السيء و فراشة الموت
صدم زيس لسماع ذلك لينظر لظهر الفتاة بتلك العيون المتوسعة ليقول في نفسه: لكنها تبدو لطيفة للغاية لابد أنها مخطئة
قالت الفتاة: حسنا سأغادر الآن عد للمنزل فالشمس ستغيب قريبا
لحقت الفتاة بالطفلة غريبة الأطوار نظر للمنديل الذي تحرك مع الريح ليصرخ بصوت مرتفع: شكرا لك يا آنسة ما هو اسمك؟
التفتت الطفلة الصغيرة لتنظر إليه و تحرك شفتيها بهدوء غادرت بعدها ليبتسم زيس بمرح و يقول محدثا المنديل: أعدك بأن أصبح صديقك المقرب يا...." فتح عينيه على تلك الهزة الخفيفة من قبل تولاي ليرفع رأسه و ينظر للمكان من حولهما ليراه شبه خالي ابتسم و قال: كان عليك إيقاظي تولاي باكرا سيتركنا الجميع هنا....لنغادر الطائرة
نهضت تولاي ليفعل المثل غادرا الطائرة لتقوم تولاي ببعض إجراءات الوصول أخذت سيارة أجرة لتطلب منه أخذها لعنوان مكان ما تعجب السائق منها ليقول: لا يوجد شيء هناك يا آنسة المكان مقفر تماما
قالت تولاي: هذا لا يعنيك خذنا لهناك
صمت السائق ليبدأ بالقيادة للعنوان المطلوب وصلا لهناك لترى المكان كما وصفه السائق أرض جرداء تكاد تجزم بأنها ليست جزء من المدينة الجميلة نظرت لزيس الذي بالكاد يقف لتتنهد و تضع يده حول عنقها و تسند جسده عليها قال زيس بإرهاق شديد: لا داعي لكل هذا تولاي أستطيع السير وحدي
لم تهتم بالإجابة عليه لتبدأ السير بخطوات كبيرة بطيئة في تلك الأرض القاحلة لفترة قصيرة حتى وجدت ذلك المنزل المكون من تلك التلة الخضراء المزينة بأنواع الأزهار الملونة اقتربت منه أكثر لتطرق الباب الخشبي فتح الباب لتظهر سيدة كبيرة في السن تخلل البياض شعرها الرمادي الفاتح القصير عينيها الزرقاوين الداكنين توسعتا حالما رأت زيس بتلك الحالة لتقترب منه على عجل و تقول بقلق شديد: زيس ماذا حدث لك يا بني؟ لويس تعال لهنا سريعا
أسرع المدعو لويس بالقدوم ليذعر من منظر شقيقه الأصغر اقترب منه ليسنده عليه و يساعده على دخول المنزل تراجعت تولاي خطوات كثيرة عن الباب لتنظر لها السيدة باستغراب نظراتها الهادئة و ملامحها الجليدية جعلت الخوف يظهر على ملامح تلك السيدة أتى لويس لينظر إليها بتفحص و يتعجب صمتها ليقول: من تكونين يا آنسة؟ تفضلي بالدخول رجاء لابد أنك متعبة
لم تجبه تولاي بأي شيء ليحاول الاقتراب منها منعته الوالدة بإمساك ذراعه التفت إليها ليندهش من رؤية تلك التعابير المرتعبة على وجهها لتقول: لا تذهب إليها فهذه الفراشة لا تجلب سوى المتاعب
قال لويس: ماذا تقولين يا أمي؟
قالت الوالدة و هي تنظر لها بغضب دفين بالرغم من خوفها: لابد أنها السبب لما حدث لأخيك كما أنها سبب تركنا الجماعة
لم تتحدث تولاي بأي شيء لتخرج علبة زجاجية دائرية بها مادة زرقاء لزجة بعض الشيء وضعته على الأرض فوق ورقة بيضاء كتب عليها بعض الأشياء لتغادر من هناك دون التفوه بأي كلمة اقترب لويس من العلبة ليحمل الورقة و يقرأ ما كتب بها "لديه جرح بليغ في كتفه هذا علاجه و مرضه يزداد سوءا" أخذ العلبة الزجاجية ليدخل للمنزل برفقة والدته التي توجهت مباشرة للسرير الخشبي الذي وضع في زاوية إحدى الغرف يتنفس بصعوبة بالغة لتقول على عجل: أحضر كوب ماء يا لويس
أسرع لويس للمطبخ ليعود للغرفة بكوب الماء أخرجت الوالدة من الدرج الخشبي القريب من السرير ورقة بيضاء ملفوفة فتحتها ليظهر مسحوق أسود اللون خلطته بالماء ليذوب به و يختفي داخل الماء الذي تحول بلونه رفعت رأس زيس قليلا لتقول: عليك شرب هذا زيس
فتح زيس عينيه بهدوء ليشرب القليل من ذلك الخليط لتظهر تعابير متقززة من طعمه المر ليقول بصوت منخفض: طعمه سيء كما أذكره تماما
ابتسم رغم الألم الذي يشعر به أعادت الوالدة رأسه على الوسادة لتبدأ الدموع بملء عينيها وضع زيس يدها على وجنتها اليمنى ليقول: أرجوك لا تبكي يا أمي ألم أعد إليك الآن؟
قالت الوالدة: أخبرتك مئة مرة ألا تذهب إليها لم لا تستمع إليّ و لو مرة واحدة؟
ابتسم زيس لها ليرفع بصره للسقف دون الإجابة عليها قال لويس: يا إلهي ستموت حقا لو لم تتوقف عن إهمال صحتك هكذا
ضحك زيس بمرح و قال: أجل أدرك ذلك
نظر لويس له بابتسامة لطيفة ليقول: اذهبي لترتاحي أمي لديك الكثير لتفعليه عند عودة أبي سأبقى أنا بجانبه
قالت الوالدة: حسنا لا تنسى أن تعطيه الدواء كل أربع ساعات
قال لويس: لا تقلقي لن أنسى
دفع والدته القلقة على شقيقه خارج الغرفة لتذهب و ترتاح في غرفتها جلس لويس على الكرسي القريب من السرير ليقول: إذا هذه هي الفتاة التي سحرتك يا زيس كنت أتساءل أي نوع من الأشخاص هي
قال زيس: لا تحاول التقرب منها هي ستقتلك على أي حال
ضحك لويس بمرح ليقول: حقا ماذا كنت تفعل طوال هذا الوقت برفقتها؟
قال زيس بهدوء شديد: ماذا أفعل؟ لا شيء أراقبها و حسب
انتبه لويس لنبرة صوته الحزينة نوعا ما ليقول: إذا أستطيع القول بأنك تعرضت لهذا الجرح بسببها أيضا صحيح؟
نظر زيس إليه بشيء من الانزعاج و البرود ليبعد عينيه عنه و يقول: أنت تعرف بأنها مكروهة من قبل الجميع تقريبا و لابد أن هناك من يود التخلص منها أيضا لم تعرض نفسك للخطر لأجلها؟
قال زيس: حتى لو أخبرتك بالسبب فأنت لن تفهم ذلك لذا دعني و شأني
أدار جسده للجهة الأخرى ليغمض عينيه غادر لويس الغرفة ليقول في نفسه: أنت تظن ذلك و حسب
تنهد بهدوء ليعود لغرفته



Inas Fallata 03-24-2020 01:56 AM



سأضع اليوم بإذن الله
ثلاثة فصول لا أعلم السبب
حقا لكن يبدو أنني متحمسة كثيرا
هذا اليوم دمتم بود


Inas Fallata 03-24-2020 01:56 AM




في المساء عند تولاي التي كانت تقف قرب النافذة الزجاجية الكبيرة تنظر للناس الذين يقطعون الشارع لمحت شخص ما لترفع ساقها المغطاة ببنطال أسود قصير للركبة به حزام أسود جلدي به إبر بلاستيكية حوت مادة حمراء سائلة رسمت ابتسامة شريرة على شفتيها لتقول بصوت منخفض بالكاد يسمع: ها قد التقينا مجددا أيها الشبح الأسود
فتحت تلك النافذة الكبيرة التي كانت في الطابق الرابع لتحرك الرياح القوية شعرها الأسود الطويل قفزت من تلك النافذة على الأرض وسط ذهول المارين على ذلك الرصيف سارت غير مبالية بهم نحو وجهتها لتتوقف عن المسير حالما انتبهت لاختفائه بحثت عنه بعينيها لتعض شفتيها بانزعاج لتشعر بتلك الأنفاس الباردة قرب عنقها لتحاول الالتفات لكن ذلك الشخص لم يسمح لها بذلك ليهمس بأذنها قائلا: لم أعرف أنك مهتمة بي لهذه الدرجة
أمسكت بهدوء بإحدى تلك الإبر الشبه فارغة لتحاول إخراجها من مكانها ليضع يده على يدها و يقول: لا أعرف ماذا تريدين من جمع دماء مصاصي الدماء لكن لا تقارينني أبدا بأولئك المغفلين
أخرجت مسدسا أسودا من جيب داخلي في معطفها الأسود الطويل لتبتعد عنه بسرعة و تشهره في وجهه لتتسع الابتسامة الماكرة على وجهه لتقول: لا تبدو خائفا لشخص سيموت في دقائق قليلة
ضحك ذلك الشخص باستمتاع شديد لعبارتها لتظهر تعابير مصدومة على وجهه نظر بهدوء لصدره الذي استقرت تلك الرصاصة الفضية ذات الرأس الأزرق الفاتح فيه وضع يده على صدره ليقول: لم أتوقع أن تقومي بهذا أبدا هذا فجأة أنت غير نبيلة أبدا
رسمت ابتسامة منتصرة على شفتيها حالما بدأ جسده يفقد قوته و يسقط أرضا اقتربت منه بهدوء لتحرك يده بحذائها الجلدي الأسود لتقول: أخيرا وقعت بين يدي
حملت تلك الإبرة لتغرسها في عنقه لتسحب كمية من الدماء ضربت الإبرة بأصبعها الوسطى لترسم ابتسامة سعيدة شريرة بما حصلت عليه لتنهض و تنظر إليه بسخرية أتاها صوت مرتفع يقول: انتهى المشهد هنا
عادت تعابير وجهها الهادئة إليها ليقترب المخرج منهما و يقول: لقد أحسنتما كاي و تولاي هذا المشهد رائع للغاية و الأروع أن النتيجة من المرة الأولى
نهض كايت من الأرض ليقترب منه مدير أعماله مع مجموعة من الأشخاص يهتمون به نظر لتولاي الهادئة التي بدأت تسير مبتعدة عن المكان ليقول: يبدو أنها كانت تحاول قتلي بالفعل هذا مخيف نوعا ما
ضحك المخرج بمرح ليقول و هو يربت على ظهره بلطف: إنها فقط تتقمص الشخصية ثم أن هذا عملكما الأول معا صحيح؟
قال كايت و هو ينظر إليها: صورة ألبومي الخاص كانت هناك إن لم أنسى
قال مدير أعماله: هذا صحيح أعتقد أنه السبب وراء شهرتها السريعة
اعتذر المخرج منهما ليسير مبتعدا عنهما و عينيه لا تفارقا تولاي التي كانت تجلس على الكرسي و خلفها ذلك الجمهور الذي ينادي باسمها متحمسا نهضت من الكرسي لتلتفت لهم لتنحني و تقول: أعتذر جميعا لا يمكنني التقاط الصور أو التوقيع لكم حتى يوم المقابلة الرسمية لذا احضروا إليها رجاء
زادت حماسة ذلك الجمهور لتجلس على كرسيها من جديد تفحص جدولها لهذا اليوم وقف كايت أمامها لتتجاهله تماما ليتنهد بانزعاج و يقول: حقا لم تكرهينني هكذا؟ هل فعلت شيء ما لك؟
لم تجبه تولاي بأي شيء ليزيد سخطه جلس القرفصاء لينظر إلى عينيها اللتين لم تفارقا الهاتف ليتنهد مجددا و يقول: اممم هل ممكن دقيقة واحدة من وقتك يا آنسة؟
نظرت إليه ليشعر بالسعادة لجذب انتباهها إليه ليقول: حسنا لماذا تتجاهلينني دائما؟
قالت تولاي ببرود: و هل رأيتني مهتمة بشخص ما؟
فكر كايت في الأمر قليلا ليقول: معك حق في هذا لكنك لم تجيبي على سؤالي قط
قالت تولاي: الذي هو؟
قال كايت: ماذا تفعل فراشة مثلك هنا؟
نظرت إليه بشيء من الانزعاج دون الإجابة عليه لتقول: هذا ليس من شأنك أذكر أن هذه كانت إجابتي
انزعج كايت من تلك الإجابة ليقول في نفسه: إنها منغلقة جدا لكن الفضول يقتلني حقا لمعرفة سبب تواجدها هنا
نظر إليها في انتظار قولها لأي شيء آخر ظهرت لوسي من خلفه لتقول بمرح شديد: لقد كنت مذهلا للغاية كايت
التفت لها ليقول: متى أتيت لهنا؟
قالت لوسي: منذ نصف ساعة كنت أشاهدك مع الآخرين هناك لكنني لم أستطع العبور بسبب الزحام
نهض كايت ليقول: حسنا أليس علينا المغادرة للمكان التالي؟
نظرت لوسي لتولاي الجالسة في ذلك الكرسي تتحدث في الهاتف بانزعاج حتى التقت أعينهما لتشعر ببعض الارتباك لم تبالي تولاي بها لتشعر بالغضب لتصرفها ذاك أسرعت باللحاق بكايت الذي تقدم عنها مقتربا من سيارته الواقفة قرب الرصيف لتقول في نفسها و هي تعض شفتيها: أتمنى لو أستطيع فعل شيء للتخلص من هذه الفتاة المزعجة
توقفت عن المسير فجأة لتلمع تلك الفكرة في رأسها و تبتسم بخبث شديد تقدمت من كايت لتهمس بأذنه قائلة: هل يمكننا تأجيل موعدنا لوقت آخر؟
نظر إليها باستغراب ليهز رأسه بالموافقة قبلت وجنته بمرح شديد لتصعد السيارة لم يعرف كايت بما يعلق على تصرفها الغريب ليصعد السيارة هو الآخر أوصلها لمنزلها ليبدأ القيادة نحو المحطة الإذاعية ليقطع مدير أعماله الصمت المتجول في السيارة بقوله: يبدو أن علاقتكما بدأت تتحسن هذا شيء جيد
قال كايت: ربما و ربما لا
نظر مدير أعماله إليه باستغراب ليرى تعابير باردة علت وجهه عند لوسي التي كانت تحمل هاتفها بانتظار اتصال ما و هي تتجول في الغرفة رن الهاتف لترفع الخط على الفور ليقول المتصل: من تكون؟ و كيف حصلت على الرقم؟ و لماذا؟
قالت لوسي: أنا لوسي بيرون حصلت على الرقم من أحد أقاربي و أريدك في مهمة صغيرة
قال المتصل بعد صمت: كم ستدفعين لذلك يا آنسة بيرون؟
قالت لوسي: المبلغ الذي تريده
قال المتصل: و ما هي تلك المهمة؟
قالت لوسي: هناك فتاة أريدك أن تبعدها عن خاطبي يبدو أنها تريد إفساد علاقتنا
قال المتصل: هذا فقط؟ ألا يجدر بي الابتعاد عن قتال الفتيات هذا؟
قالت لوسي بانزعاج: سأضاعف لك المبلغ الذي تريده
قال المتصل بسعادة: سأفعل ذلك بكل سرور و المبلغ الذي كنت أريده نصف مليون
قالت لوسي: سأرسل لك المال الآن أين يمكننا التقابل لتبادل المعلومات؟
قال المتصل: أي مكان يناسبك أيتها الأميرة الثرية أنا لا أهتم كثيرا بذلك
قالت لوسي: حسنا سأرسل لك العنوان
أغلقت الخط لتنظر للهاتف بسعادة بالغة لتقول في نفسها: أخيرا لن أرى وجه هذه المزعجة مجددا....انتظري قدرك و حسب تولاي لوريجن
ابتسمت بمرح شديد لذلك لتلقي بجسدها على الأريكة لتحمل جهاز التحكم الصغير الأبيض اللون لتضغط زر رفع الصوت لتستمع لمقابلة كايت الإذاعية عند تولاي التي كانت تغادر مبنى الشركة عائدة للمنزل رن هاتفها لتنظر للاسم الذي ظهر في الشاشة رفعت الخط لتضع السماعة على أذنها لتسمع المتصل يقول بمرح شديد: مرحبا تولاي لم أتوقع إجابتك عليّ أبدا
قالت تولاي: ماذا تريد؟
قال المتصل: شكرا لاهتمامك بجرحي و إرسالي لمنزلي أظن أنني أقلقتك أكثر مما ينبغي لي آسف لذلك
قالت تولاي: إن كان هذا كل ما تريده سأغلق الخط الآن
قال زيس على عجل: انتظري....كيف عرفت بأمر مرضي؟
صمتت تولاي ليفعل المثل لتسمعه يتنهد بقلة حيلة في الهاتف و يقول: ربما كان سؤالا سخيفا مني بالتأكيد أنت تعرفين
قالت تولاي: أعرف منذ وقت طويل عندما كنت طفلا رأيتك في المدينة
قال زيس: آه منذ ذلك الوقت يا إلهي أنا أعتذر أكثر من السابق لقد جعلتك تقلقين طوال تلك الفترة أنا حقا آسف
قالت تولاي: أخبرتك إن كان هذا....
قاطعها بقوله: هل بإمكاني العودة إليك بعد تحسن صحتي؟ أتساءل و حسب
قالت تولاي: متى طلبت أذني في هذا؟ و أنا لا أفضل قدومك بجانبي أبدا
أغلقت الخط لتمنع المحادثة من الإطالة صعدت سيارة الأجرة التي كانت في انتظارها منذ وقت قصير لتعطيه عنوان منزلها وصلت لهناك لتستحم و تبدل ثيابها أثناء استعدادها للنوم رن هاتفها برقم جديد عليها لترفع الخط و تنتظر المتصل للبوح عن هويته ليقول: أهذا هاتف الآنسة تولاي لوريجن؟
قالت تولاي: أجل من المتصل؟
قال المتصل: أنا لايت لوسين شقيق جينجر إن تذكرتني أتصل عليك لأخذ موعد للقائك هل أنت متفرغة بالغد؟
قالت تولاي: في الساعة السابعة صباحا
قال لايت: حسنا دعينا نلتقي أمام المقهى القريب من منزلك فأنا لا أود تأخيرك عن عملك إلى اللقاء الآن
أغلق الخط لتضع الهاتف جانبا و تضع رأسها على الوسادة لتنام بهدوء





الساعة الآن 09:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team