منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   روايات مكتملة. (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=64)
-   -   المرآءة المَكسّورة (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=368)

فِريـال 03-09-2020 06:48 PM

روايّة؛ المرآءة المَكسّورة
 
http://www.m9c.net/uploads/15837682151.png




السلام عليكم ورحمةة الله وبركاته

رواية من الماضي، هع2
طبعا قررت نقل اعمالي الادبية المتواضعة، عشانها بجد عزيزه عندي خ5ق1
وذي من كانت لمسابقة وسام الي م شرفنا بنتائجها :sigh1:ق1









العنوان؛ المرآءة المكسورة

التصنيف؛ بوليسي، شريحه من الحياة، دراما

الكاتبة؛ FREEAL

عدد الفصول؛ سبعة + فصل ختامي

الحالة؛ مكتملة

مشتركه في مسابقة؛ الخطايا السبع بين دهاليز القلم

2016-2017








فِريـال 03-09-2020 07:01 PM

http://www.m9c.net/uploads/15837682151.png








الفصل الأول:



وَسَطَ ظَلامٌ دامِس، حَيث لا يُري سِوي ضوءٌ أحمَر مُنبَعث من قفل الباب الألکتروني.... ولا صَوتَ غير صَوتُ الخطوات،
فى غرفةٌ غارقه فى الظلام، بل غارقه فى الحقد.... لَمَعت عَيناها الخظراوتان لِتُضيء حَولَها مُشکلةٌ هالة حقد وکراهية....
رَفَعَت حاجبها الأيسر مُعبرة عن شعورها بالملل، الملل من الأنتظار، تسير فى أرجاء الغرفه جيئةً و ذَهابًا...
بعد ساعات من الأنتظار، دَوَي صوتُ صريرٌ مُزعِج لفَتح الباب الحَديدي الوَحيد المؤدي للمکان، معلنًا دخول أحدهم....
توقفت إثر هذا الصرير فى مکانها، أعادت أحد قدميها إلى الخلف وحَرَکت جسدها مُستَديرة تَستَطلعُ مَلامِح هذا القادم
بَعد انتظار ساعات، لتَرتُسم مَلامِح الغَضَب فى عَينَيها الحاقِدَتَين.... لِتَنطق أخيرًا بصوتها اللطيف ومَلامِحُها على حالها السابق
-:" هذا أنت؟ أخيرًا أتيت... انتَظَرتُکَ طويلًا أيها المُخادع؟"

رَفَعَ الخضراوتاه مُتَفَحِصًا إياها، تَعالَت نَظَرات الانزِعاج المَرفوقَه مع الأسَف، فَخَيَمَت مَلامِح الحُزن على مَلامحهُ المُتَفائِلةَ...
تَرَکَ الباب فاتِحًا ذِراعيه و إتَخَذَ خُطوةٌ بَعدَها خُطوة، إلى أن رسا على مَرفأ البداية و سَحَبَ کُرسيًا وإتخَذهُ مَجلِسًا له ....
وقَفَت مَکانَها فى الزاويهَ المُقابِلةَ للباب وحَرَکَت عَينَيها بَينَهُ و بَينَ الباب.... ثُمَ تَقَدَمَت بِخُطوات بَريئة وواثِقَة
وإتَخَذَت الکُرسي المُقابل له مَجلِسًا لَها مُتَجاهلةٌ الباب المَفتوح.... رَفَعَت يَدها وبَعثَرَت خُصُلاتِ شَعرها البني إلى الخَلف
مُدَعيةٌ الثِقة ووَضَعَت يَدها اليُسري عَلى خَدها الأيسَر بَعدَ أن ثَبَتَت مِرفَقِها على الطاولة بثَبات.... رَمَقَها بنظرات تسأل الکَثير،
لکن لا جَدوي تَرفُض هذه الکلَمات الخروج والسؤال، تجَمَعَت دَمعةٌ خائنة على طَرَف عَينُه االيُسري مُحاولَة شَق طَريقها إلى العالَم....
رفعت عينها لتقابل عينيه راسمة نظرات باردة، کانت تعلم هذه المشاعر ستحول دون تمکنه من جعلها تبوح بما لديها...
کسي الجمود ملامحها وراحة جليدية تجمد توترها، کانت نظراتها الباردة تلعب وتحرق وجوده، فتبخرت الدمعة فى مکانها
ولم تري طريقها على وجنته... رفع حاجبه الأيمن معلنًا التحدي وعيناه مثبتتان على عينيها کشمسٌ فى الفضاء،
قلدت حرکته الأخيرة بعد أن فصلت خدها عن راحة يدها قليلًا وثبتت يدها من الجهة الخارجية على طرف حنکها قائلة بتحدي
-:" لمَ أتعبت نفسک؟ کنت لأتي بنفسي لو إتصلت بي وکنت لأحضر بعض الدونات معي لنتناولها سويًا!"

ترقرقت عيناه بالأمل وابتسم ابتسامة باهتة وأطلق صوته فى الأرجاء:" إذن ألن تجيبي؟"

رفعت حاجبيها باستنکار لتستفزه ببراءة : ولکنکَ لم تسأل شيءٍ بعد يا أخي العزيز!"

أغلق عينيه وأخذ يهديء نفسه ليفتح عينيه بسرعة قائلًا بدون مقدمات:" لا تتغابي معي، أنتِ تعلمين ما أقصد يا کيتي،

لمَ افتعلتي کل تلک المشاکل؟"

ارتسمت ملامح الخيبة محياها لتترقرق دموعها بغزارة قائلة بصوت مبحوح وسط دموعها
-:" هل أنت معي أم ضدي أخبرني؟ أيعقل أنک صدقت کلامهم!"

أخذ نفسًا عميق مخرجًا زفيرً مسموع قائلًا بثقة
-:" کيتي، أنتِ تعرفينني جيدًا لا يُفتَرض أن تَتَخَيَلي للحظه أني ألقيتُ القَبضَ عَليک بدون دليلٌ قاطع..."

نَهَضت تَقول بتوتر يعلو مَحياها، بَعد أن ضاقت عيناها وقالت بصوتٌ ضَعيف بالکاد يُسمَع:" أکُنت تتحري عني؟"

لم يَسمع کلامَها الأخير فقال مُستَفسِرًا:" عفوًا؟"

عادت للوراء قليلًا قائلة بقلق وتوتر مَلحوظ والرَعشة تَسري فى أنحاء جسدها:" کيف طاوعَک قلبُک أن تتحري عني يا کيث؟
ماذا سيقول والدي عن فعلَتِک الشَنيعة، أيُعقل أنک کُنتَ تشُک بي؟"

وقف مُستقيمًا بقامتهُ العالية و الهيبةَ ثُم الوقار يَغزو وقوفهُ بِشموخ قائلًا بفَخر:" أبي سيَکون فخورًا بي لأنني في صَف العدالة!"

قالت بِغَضَب و الشرر يتطاير مِن عَينَيها:" سُحقًا لک ولأبيک ثُم للعدالة.... عن أي عدالة تتحدث يا أخي وعن أي فَخر..

کُل ما يَحدثُ اليوم بسبک أنت وأبيک ثم فخرک..."

تراجع مَصدومًا من کلامها الأخير ولَبِسَت ملامح وَجهه قناع الصدمة ليُتم بأحرف مُبعثرة :" مـ...مـ..... مـــاذا.... ماذا تقولين يـ.... يـ يا أختي...."

ثم جمع شتات کلماته وأفکاره، ليقول بحدة وهو يهجم عليها ويُمسکها من طَرف مِعطفها الأسود قائلًا بغضب:" إن کُنتِ

تعتقدين أنکِ ستُهينينَ والدنا وأنا أسمعُ لا أدافع..." عض طرف شفتيه ليقول بحدة:" فأنتِ واهمة...."

لحظة صمت مَزقت أوتار الحقيقه، ترقرقت الدموع فى عيناها کالجواهر... قالت من بين دموعها والصورة فى عينيها کالسراب

-:" کنا متشابهين منذ يوم ميلادنا.... کنت تعطيني الحق وتدافع عني دائمًا.... ولم يسبق أن شعرتُ بضعف فى أي موقف،
کنت تُنير قراراتي دائمًا، أما الآن غيرت رأيي .... نحن لم نعُد مُتَشابهين... حتى ملامحُنا لم تعد تسأل عن بعضها... أتعلم لمَ؟
لأنک المفُضل لدي والدنا... لأنک رجل وأنا امرأة.... لأنک حققت حُلم والدنا وأنا عالةٌ فى طريق نجاحک... أنا أحسدُک لأنک أنت....
لأنک رجل و أنا لا !"

کانت کلماتها توجه له صفعةٌ تلو الأخرى، والصدمة موقف الاثنان...





فى حَديقة مُتوسطة الحجم و تحديدًا على أرجوحةٌ بيضاء....

جَلَسَت طفلةٌ ذات الخمس ربيعًا وهىّ تُمسک لُعبة الدب فى حضنها وعينها متلئلئة بالدموع الجارية.... تقدم الطفل الذى
رُسم وجهه کوجهها کما لو کانا واحدًا لا اثنان... أخذ يُراقب مَحياها بتساؤل ليرسُم ابتسامةٌ بَريئة مُتجهًا نَحوها...
ولم تکن إلا لحظات حتى علت صوت القهقهات وارتَسمَت الابتسامات... لترکُض خلفه مُبتَسمة وهىّ تُنادي بصوتها البريء
-:" کيث... کيث... أخـي





وفى يومٌ ممطر رَکَضَت بين الشوارع مُمسکة بحقيبتها فوق رأسها لتحتمي من المطر قدر الإمکان، عائدة من الثانوية....
عادت للبيت وهىّ مُبللة بالکامل، فاستقبلها أخاها الذى يعلو وجهه المتعب القلق والإهتمام قائلًا باستفسار
-:" أين مظلتک، ستمرضين هکذا!"

ابتسمت وهىّ تَقول له:" وهل تعتقد أني سأسمحُ لک أن تَمرض وحدک؟"

ودوي صوت عَطسةٌ قوية أرجاء البيت...





التمعت عيناهُما لتذکُرهما ذلک فى آنٍ واحد....

دارت بجسدها قليلًا فأرخي قبضته عن معطفها، رفعت يداها إلى صدرها وأدارت وجهها عنه..
حتى اختفت ملامحها خلف شعرها الطويل، ولم يري بعدها سوى الدموع التى تشقُ خَدها راسمةٌ نهرًا طويلًا....



فغاص بذاکرته إلى ذلک اليوم ...

....دخل الشاب صاحب العشرين عامًا وهو يقول بسعادة:" أبي... أبي لقد نجحت.. نجحت يا أبي..."

ربتَ على کتفه وهو يُعبر عن فخره بسعادة، يقول له:" أحسنتَ يا بُني.... أنت فخر أبيک!"

وقفت فتاة بجانب الباب وعلى ملامحها شيء من الحزن ودمعة على طرف جفنها، أعاد نظره إلى الوراء ليُخاطب شقيقته

فلمح الحزن عليها لثوان لتتغير ملامحُها وترسم ابتسامةٌ باهتة وهىّ تهنيء شقيقها على نجاحه فى امتحان الانتساب لقوات الشرطة....
لم يُعر الأمر الأهتمام وظن أنهُ کان يتوهم...

*

کانت هذه الذکريات تمزق ذاته، لينهض حزينًا أکثر مما کان قبل الدخول إلى غرقة التحقيق.... أدار قامتهُ بسلاسة وهدوء،
أهدأ من الهدوء قبل العاصفة، وخرج من غرفة التحقيق مُغلقًا الباب خلفهُ يَجر أذيال الخيبة....

اقترب شاب لم يکن سوي الجندي المساعد له ليستفسر قائلًا:" سيدي هل أنت بخير؟"



يتبع~






فِريـال 03-09-2020 11:41 PM

http://www.m9c.net/uploads/15837682151.png








*

الفصل الثاني:

" الكذب!!"

*

أدار قامتهُ بسلاسة وهدوء، أهدأ من الهدوء قبل العاصفة، وخرج من غرفة التحقيق مُغلقًا الباب خلفهُ يَجر أذيال الخيبة....
اقترب شاب لم يکن سوي الجندي المساعد له ليستفسر قائلًا:" سيدي هل أنت بخير؟
رفع نظره للجندي مارو وقال له بهدوء:" سأخرج لأتمشي! اذا سأل المفتش عني اخبره بأني سأعود مساءًا!"
حرك قامته بسرعه ولم يسمح لمارو ان يعلق بشيء غير التحية العسکرية...

*


قاد نفسه بلا وعي منه إلى آخر مکان توقع الوصول إليه، قاد بصره مستطلعًا المکان... مضت ساعات وهو يسير
فى شوارع المدينه أنى له الوصول الى هنا! اتخذ خطوة تلتها خطوة إلى أن وقف أمامه ينظر بحزن لفترة طويلة...
نطق يخاطب التى امامه بحزن:" نحن بحاجة إليکِ کثيرًا يا أمي!"

*

*

عاد للبيت ورمى بنفسه على الاريكة الکبيرة فى غرفة الجلوس وهو يفکر بعمق حول القضية، أخذ يعبث بشعره بفوضوية
من کثرة التفکير! انتفض من مکانه بعد أن تذکر شيء مهم سمعه من کيتي قبل فترة فعاد أدراجه للمرکز وأمر الجندي
أن يحضر کيتي إلى غرفة التحقيق.... هو لن يرضيه رؤيتها خلف القبضان الحديديه!

کان فى طريقه إلى هناك لکن المفتش أوقفه فى منتصف الطريق حين رفع بصوته الخشن قائلًا:"المحقق نوراکي!"
التفت إليه بهدوء و أخذ يمرر نظرات الاستغراب على المفتش منتظرًا ليعلم ما يريد... ناداه ليُلحق قائلًا:" اتبعني سيد نوراکي!"
شعر برعشة تسري فى اوصاله لما طلب المفتش منه اللحاق به!

*

*

فى مکتب متوسط الأبعاد، جلس خلف مکتبه الکبير المکدس بالملفات، مثبتًا مرفقيه على الطاولة واضعًا يد فوق الأخرى
وينظر نظرات الواثق بنفسه...

*

بعد بُريهات من الصمت القاتل نطق أخيرًا
-:" محقق نوراکي أنت معفي من التحقيق فى قضية مقتل الضحية ايميتو جاستري ابتداء من اليوم!"

انتصب من مکانه فزعًا، مصدومًا وغير مصدق !!!

فتح فمه ليعترض مستفسرًا عن السبب ولکن قاطعه صوت ناعم من الخلف:" سأتول القضية من الآن فصاعدًا!"

أدار وجهه للخلف قائلًا بحماس:" ولكن ايکوکو هذه قضيتي أنا!"

نهض المفتش من مکانه و وقف بينهما قائلًا
-:" ايکوکو أعتمد عليکِ!! کيث هذه القضية أصبحت قضية شخصية أکثر من ذي قبل بعد تورط السيدة کيتي!"

قال معترضًا بهدوء مخيف:" لکن کيتي مُتهمتي، وأنا ألقيت القبض عليها بنفسي، أتشک بمهنيتي ووفائي للقانون؟"

قالت آيکوکو محاولة التخفيف عنه بعد أن رفعت نظارتها بخفة:" بالطبع لا.. لو کان شخص آخر غيرک لما قام بفعلتک النبيلة!"

رفعت يدها لتواسيه ولکنه أبعد يدها وتحرک نحو الباب قائلًا:" ابذلي جهدکِ يا آيکو!"

تحرک المحقق من مکانه قليلًا:" إلى أين أنت ذاهب يا کيث؟؟

أدار قامته قليلًا قائلًا بثبات:" إلى غرفة التحقيق! اليوم ينتهى عند الثانية عشر بعد منتصف الليل!"

غضب المفتش قائلًا بصوت مرتفع:" محقق نوراکي !"

لكن کيث تجاهله وذهب إلي غرفة التحقيقات بسرعة، أمسکت آيکوکو کتف المفتش قائلة بابتسامة طفيفة:" اترک أمره لي حضرة المفتش!"

*

*

فى الممر المؤدي لقسم التحقيقات، رکضت خلفه بکعبها العالي ولم يمنعها طولها من الرکض بحرية!

-:" انتظر يا کيث... انتظر.... اسمعني ارجوک..."

رفعت صوتها أکثر قائلة بغضب:" أقول لک انتظر أيها المتعجرف!"

وقف مکانه للحظات ببرود.. وفى طرفة عين إن لم أبالغ، استوى واقف أمامها ولا تحمل ملامحه إلا نفاذ صبر...

-:" أنا سأتابع العمل فى القضية حتى لو سرًا!"

ابتسمت وهىّ موقنة إنها لن يغير رأيه فى الموضوع قائلة بسخرية:" ولمَ تخبرني بذلک إن کنت تريد المتابعة حتى لو سرًا!"

وقد شدت على الکلمة الأخيرة بأستفزاز.. فلم يجد ما يقوله!!!

*

بعد التحقيق بساعات...

لم تعترف کيتي على مضمون الاستجواب ولم تفتح فمها بکلمة ولو لا! خرج کيث مستاء من غرفة التحقيق،
أغلق الباب وهو يتحدث مع مارو أن يعيدها إلى الزنزانة...

وقد أتجه إلى الغرفة الثانية حيث تنتظره آيکوکو... فتح الباب بملل وأغلقه بعنف وقال متذمرًا:" أشعر إني لا انجح فيما أفعل!"

رفعت نظرها له وقالت باهتمام:" ما مناسبة هذا الکلام؟"

رکل الباب وقال متذمرًا:" لا أفهم کيف يعقل.... يفترض أن تکون استنتاجاتي صحيحة!"

-:" ألا وهىّ..

ثم اخذت علبة العصير ورمتها نحوه...

تراجع قليلًا وأمسک العلبة وقال وهو يعبث بها و يهزها بکلا الطرفين:" أنا واثق ولکن !!

قاطعتة بسرعة:" لا دليل!"

تنهد بملل:" أجل... لا دليل يؤيد استنتاجي! تأخر کيتي ساعتان عن الوصول إلى ذلک المکان کان دليل کافي لتوجه لها أصابع الأتهام!"

أضافت بثقة:" لکن هذا لا يعني إنها قد قتلته! ووجود بصماتها فى مسرح الجريمة وسلاح الجريمة أيضًا، ليس دليلًا کافيًا!

نظر بإهتمام:" لکن أيضًا ذلک لا يعني إنها بريئة، بل ولاتزال متهمة!"

تنهدت آيکوکو بملل:" لمَ تبدو کمن يحاول توريطها أکثر يا کيث! ثم إني لم انتهى من توقعاتي!"

نظر باهتمام کبير لتکمل کلامها وهىّ تبحث فى ملف القضية بدقة...

-:" أنا أعني أن بصماتها على سلاح الجريمة يعتبر أمر بديهي فذلک المکان کان بيتها إن کنت تذکر،
وکامرأة مسئولة عن بيتها وحياتها الزوجية أمر بديهي أن تنظف تحفة الزينة تلك!"

فوجهت نظرها له:" ألن تعلق على تحليلي الصغير؟"

أمسک ذقنه وقال:" ولنقل إن تاخرها عن مکان ذهابها بسبب زحمة الطرقات وقلة السرعة،
فکيتي تقود بهدوء وليست من محبي السرعة!"

بعد تفكير طويل لا فائدة منه.... قال الاثنان فى آن واحد بعد أن تنهدا معا:" هنالک حلقة مفقودة !!!

*

*

*****

*

*

~ قبل ساعات اثناء التحقيق ~

دخلت إلى غرفة الاستجواب برفقة مارو وهىّ حزينة غير قادرة على فعل أي شيء...

سألها مارو من باب الأحترام کونها شقيقة کيث:" أتريدين أن أحضر لکِ أي شيء سيدتي؟"

رفعت رأسها إليه ولم تنطق بحرف بل اکتفت بتوجيه نظرات الحزن التى کست وجودها بعد العاصفة الاخيرة...

شعر مارو بحزن وقد أراد مواساتها قائلًا:" لا تقلقي سيدتي کيث يفعل ما بوسعه ليخرجکِ من هنا!"

توسعت عيناها مصدومة ومدهوشة من کلام مارو الأخير وأرادت أن تقول حقًا، لکن کيث قاطع الجو قائلًا:

-:" انصرف يا مارو!"

أدى مارو التحية وغادر المکان بهدوء... اقترب کيث من الکرسي المقابل لکيتي وسحبه قائلًا:" مساء الخير!"

أدارت کيتي وجهها ولم تنظر فى وجهه البتة... ليس لأنها تکرهه، بعد أن صرحت بشعوره نحوه بل لأنها
کانت محرجة حتى الجنون... رفع کيث خصلات شعره الأمامية وأعادها إلى الوراء قائلًا بأهتمام :
-" لمَ کنتِ تکذبين اثناء استجوابنا لمارثا دانتيل؟"

توسعت عيناها مدهوشة ولم تعرف بما تجيب... أعاد النظر إلى الملف الذى بين يديه ثم قال مکملًا حديثه:

-" أتهمتيها بقتل ايميتو وقد کنتِ تلومينها و تتهمينها طوال فترة التحقيق معها!

لم تترک نظرات الأندهاش وجهها ولم تستطع قول کلمة تنفي أو تؤيد!

*

عاد يقلب صفحات الملف ليقول بعد أن توقف فى إحدى الصفحات:" يشير کشف حسابکِ البنکي أنکِ قد ملأتي الخزان
فى الساعة الثامنة صباحًا فى محطة ايدوتي ونظرًا لمسافة الطريق إلى القرية السياحية يفترض أن تصلي فى الساعة العاشرة
ولکن فريق العمل شهد أنکِ وصلتي فى الثانية عشر ظهرًا وتاخرکِ کان سبب تأجيل التصوير للرابعه ظهرً!"

رفع نظره ليجدها تستمع له بکامل انتباهها ونظرات القلق بادية على وجهها!

أکمل کلامه بسؤال محير:" أين کنتِ خلال الساعتين الضائعتين يا کيتي؟"

کأن کيتي لحظتها ابتلعت لسانها ولم تقل أي شيء لتدافع عن نفسه؟
*

*

بعد ساعات من التحقيق الفاشل الذى لم يثمر أي نتيجة وبعد حديثه مع آيکوکو... خرج من مقر الشرطة وهو مستاء
فلم يستطع کشف شيء وها هو مستلقيًا على سريره ولا يفکر سوى بملامح کيتي اثناء التحقيق!
مما زاد الأمر سوء فلم يستطع النوم طوال اليل...

*

عاد يفکر يوم کانوا يحققون مع المدعوة مارثا دانتيل! کانت کيتي توجه کلامها لمارثا وکلها غضب
وکيث يمسکها من خصرها بکلتا يديه ليمنعها من ارتکاب الحماقات:" کيف تجرؤين على قتل زوجي
ستدفعين الثمن باهظًا أيتها الخائنة... وتسمين نفسکِ صديقتي! أنا أکرهکما أنتما الاثنان إيها الخائنان...
ستدفعين الثمن باهظًا.... أعدکِ أعدکِ!"

*

"الکذب حول ذهابها والفترة الضائعة وإتهامها الکاذب حول مارثا وعدم تصريحها بالکثير! لحظة... کيف علمت کيتي بالأمر!
أنا، آيکوکو ووالدنا وبعض من عناصر الشرطة المسئولين عن القضية فقط من نعلم عن موضوع الخيانة وأخفيناه حرصًا على
مشاعرها فکيف علمت بالموضوع فور قدومها للمدينة وبعد معرفة عن موضوع قتل زوجها مباشرة...
آيکوکو محقة هناک حلقة مفقودة... أي سر تخفين يا کيتي؟"

*

نهض من دوامة الأفکار على صوت جرس الباب فنهض من مکانه وذهب لفتح الباب ليتفاجأ من هذا القادم فى بداية الصباح!"

*

يتبع~






فِريـال 03-10-2020 10:58 AM

http://www.m9c.net/uploads/15837682151.png








الفصل الثالث:

... أي سر تُخفين يا کيتي؟
نهض من دوامة الأفکار علي صوت جرس الباب... وذهب لفتح الباب ليتفاجئ من هذا القادم في بداية الصباح! وقف مصدوماً للحظات...
جال بنظره بين ساعة يده ووجه هذا القادم... إلى أن أدرك الموقف:" ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت المبکر من الصباح!"


في غرفةٍ متوسطة الأبعاد وعلى سريرٍ کبير... حرك جسمهُ معبراً عن انزعاجهِ من هذا الصوت المزعج...
رفع هاتفهُ مُجيباً بعينيه الناعستين:" ماذا؟"
فأجابهُ الطرف الأخر بسرعه:" لقد أُلقوا القبض علي السيدة كيتي!"
نهض من مکانه بسرعه، قائلاً:" متى حدث ذلک يا فرانس؟"
-:" صباح الأمس!"
رد وهو يغير ثيابه بإنزعاج:" وتقول لي ذلك الأن! سأعود حالاً!"


جلس کيث في المطبخ وهو يتناول فطورهُ بملل... اقتربت منه وهي تسکب الشاي له... رفع نظره لها
کانت تحرک رأسها جانباً مراراً وتکراراً... بدت له متضايقه من خصلات شعرها البنيه...
رفع خصلات شعرها الأماميه وأعادها لخلف أذنها قائلاً:" هل يعلم والدك بأنک هنا؟"
أعادت إبريق الشاي إلي مکانه وجلست بجوارهِ بهدوء:" ربما!"
رفع حاجبه الأيسر بملل:" ربما؟"
ثم تابع بغضب:" کاغوري ستجننينني يا فتاة! أتريدين أن يُنهي والدك أمري؟"
أخذت قطعة خبز لتدهنتها بالزبده والمربى وقدمتها له قائلة:" تناول فطورك!"
أخذها منها بستسلام وبدأ بتناول فطوره بهدوء... هو يعلم أن لا فائدة من الجدال مع هذه الفتاة...
فمهما طال سيخسر أمامها بلتاکيد!

" سيدة کيتي، أحضرت لکي فطورك!"
نهضت من مکانها بهدوء إلى أن أدرکت الموقف قائله:" صباح الخير مارو!"
قال وهو يدخل ليقدم لها الصينية مُردفًا:" يبدو أن ليلتک کانت سيئه!"
قالت وهي تبتسم بسخريه:" إنه بالتاکيد ليس المکان المناسب للإستجمام!"
ابتسم و يقول مغادراً:" إذاً حاولي أن لاتبقي هنا طويلاً!"
رفعت بنظرها له وهو يقفل الزنزانة ومن ثم غادر بهدوء... لتبقى وحدها تفکر بما قاله بجديه...
-:" هذا المکان لا يفترض أن يکون مکاني!"

دخل کيث مکتبهُ ليباشر العمل وهو لا يفکر سوى بکيتي! في أثناء العمل وقع نظره علي ملف قضيه ايميتو...
تصفحه باهتمام...
بات يحفظ هذا الملف لکثرة قراءته في الأسابيع الماضيه! وما إن انتهى حتي رماه جانباً...:" هذه لم تعد قضيتي!"
دخلت ايکوکو بهدوء وهي تجيب:" هذا لا يعني أنك لن تساعدني!"
رفع بنظراتهُ وهو يجيب:" صباح الخير! أهذا يعني أن خدماتي لاتزال مطلوبة؟"
ضمت نفسها وهي تجيبه مبتسمة:" بالتأکيد! فأنت من بدء العمل في القضية... إنتظر عودة المفتش من العطلة وحسب!"


في المساء عاد کيث من عمله خائباً... غير قادر على التفکير في شيء أکثر من هذا... فتح باب البيت وهو يتنهد بملل...
ما إن فتح الباب حتي ظهر أمامه آخر شخص توقعهُ..:" تأخرت! لقد سخنت العشاء ثلاث مرات."
تراجع للوراء وبدى کمن يحاول الهروب... لکنها أمسکت به وقالت له بنظرتها اللطيفه:" إلى أين يا کيث؟"
استدار باستسلام:" ماذا تفعلين هنا؟ إن والدك سيقضي علي لو علم أنک هنا!"
أجابته بأقتضاب:" أنا لا أفهم لما تخاف من أبي! إنهُ أکثر الناس لطفا.. تتصرف کما لو کان وحشً شرير!"
تجاوزها مُتجاهلاً کلامها ودخل إلي غرفتهُ... ليخرج منها بعد دقائق معدوده وقد غير ثيابه!
جلس علي مائدة الطعام وبدأ يأکل بهدوء
بعد العشاء نظفا الصحون معاً.. وفي أثناء ذلك... رفعت کاغوري بنظراتها إلي کيث...
کان غارق في عالمً آخر لا يَمُتُ بالواقع بشيء... تابعت النظر إليه مطولاً... ولکن!



-:" سيدة کيتي... لديک زائر!"
نهضت من مکانها خائفة ومتوترة... قالت في نفسها:" أيعقل أنه والدي!"
فتح مارو الزنزانة قالاً:" سأنتظر خارجاً خذا وقتيکما!"
تسابقت خطواتها خطوة بخطوة... تابع بنظره مارو إلى أن خرج من المکان...

والصدمه موقف آخرى!:" ماذا تفعل هنا يا هيکيجي "
دخل وجلس قائلاً:" آسف إن کنت قد تأخرت يا کيتي... وصلني الخبر هذا الصباح فأتيت بأسرع ما أمکنني!"
جلست الأخرى بجانبه ولکن ٱبعد منه...
لتقول بغضب وأستياء:" وکأنني أهتم! کل ما يحدث معي اليوم بسببک أنت!"
أدار وجهه نحوها وأخذ يتأملها بريهات قبل أن يقول بهدوء:" سأستلم الدفاع عنك!"
رفعت بنظرها بإهتمام وهي غير قادرة علي التصديق، ليتابع بثقة:" أعدك أن أخرجك من هنا خلال الأيام القليلة القادمة.. "
نهضت کيتي من مکانها ووقفت أمامه لتقول بسخرية:" توقف عن محاولتک لتظهر أمامي بموقف البطل!"
استدارت لتبتعد عنه، فأمسک بيدها وجذبها نحوه ليهمس في أذنها..
-:" لقد نظفت خلفك الکثير من الأدله عزيزتي... ولا أطلب منک شيء سوي کلمة شکراً!"
نزلت دمعة صغيرة وإلتفتت نحوه لتتقابل عينيها بعينيه العسلية...

في أثناء العودة لمنزل کاغوري..
بدأت کاغوري حديثها الذي کان يشغل بالها منذ الصباح.." کيث!؟"
:" ماذا؟!"
أدارت بنفسها إلى أن تستوت مقابلةً إياه لتقول بقلق:" هل أنت بخير؟"
کيث بنکران کأنهُ لايعلم عما تتحدث:" ماذا تعنين؟"
فجرت هذا السؤال برکان دموعها قائلة وبصو تها الحنون:" أنت لست بخير... أقنع نفسک إن شئت...
لکنني أعرفك أکثر من ما تتخيل يا کيث..."
أمسکت بيديه لتتابع والدموع في عينيها کنهرٍ وفير:" أنا.. أنا لست مرتاحةً لهذا الوضع...
قال أبي أن قضية ايميتو لم تعد في متناول يديك... ألهذا کل هذا الشرود!"
أنزلت رأسها وضمته قائله بصوتٍ صارخ :" ألهذا کل هذا الجفاء!"


في غرفةٍ واسعة و على کرسيٍ هزاز! جلس الرجل صاحب الأربعة والأربعون سنة... وهو ينفض غبار التعب
عن نفسه ومقلبا أفکاره! ليعيدهُ صوت الجرس إلى أرض الواقع... نهض من مکانه بسرعه! نحو الباب..
وحتى بدون أن يسأل من الطارق بالمجيب الآلي! ليفتح الباب وهو يحضن طفلته المدللة قائلاً بهلع..
-:" ابنتي الحبيبة، زهرة بيتي ومهجة قلبي... يا منبع السعادة والسرور في حياتي البائسة!"
تراجع کيث بهلع و استغراب... والأخرى تشعر بالملل من المعاملة المعتادة... کلما غادرت البيت وعادت إليه...
کيث محاولاً کبت ضحکاته بفشل:" مساء الخير سيدي... أنا أعتذر... کان علي أن...أن.. أن أأأ....."
ولم يستطع کبح ضحکاته أکثر فانفجر ضاحکاً بصوت مرتفع!


تقدم قادم جديد لهذه الجمعة الصغيرة قائلاً بملل:" يا للأحراج! کفى يا أبي! مسکينة يا کاغوري!"
نظر کيث إليه قائلاً بابتسامة:" مساء الخير يا ايميوي"


عند الأخرى بعد ذهاب هيکيجي... جلست وحدها قائلة في نفسها لنفسها
-:" تبا لک يا کيتي! لو انک لم تصدقي کلامه منذ البدايه! لما أحرقتي نفسك بنفسك! أيرضيک أن يتلاعب بک
شخص متعجرف ومغرور کـهيکيجي! أنتي من ورطتي نفسک فلا تلومي إلا نفسک! فتاةً حمقاء!"




في اليوم التالي وعلى مقربة من الظهيره... دخل کيث إلى مکتب ايکوکو قائلاً بتعب:" متى يحين دوري يا ايکوکو؟"
رفعت الأخرى رأسها و رکت الملف من يدها قائلة بابتسامه:" أهلا بك !! ليس الآن يا عزيزي"
هم يغادر فاستوقفتهُ قائلة بمرح:" إنتظر !! کنت أمزح يا اخي!"
استدار ليلقي عليها بنظرات مستفسرة، لتتابع بجديه:" لقد أخذت إذن المفتش ايتاکورا سلفاً... وسنبدأ بعد نصف ساعه!"
أمسک کيث ضحکتهُ قائلاً:" السيد ايتاکورا! هههه المفتش!"
وأخذ يکتم ضحکتهُ... غادر قبل أن تکشف أمره، ليترک الأخرى في حيرة من أمرها...
وفي أثناء عودته إلى مکتبه کان يحدث نفسه:" السيد ايتاکورا... هو أکثر الناس غرابة ممن قابلتهم في حياتي!
کنت دائماً أراه شديداً وعنيد، لم أتخيل أن أقابله بموقف کموقف البارحه!"

بعد نصف ساعة وفي موعد التحقيق... إلتقى کيث وايکوکو في الممر الطويل المؤدي لقسم التحقيقات...
وفي أثناء السير سألت ايکوکو مستفسره:" مالذي يضحکك منذ الصباح؟"
تابع کيث مسيره وادعى أنهُ لم يسمع شيءٍ...
" اذاً لن تخبرني؟" نظرت إليه ثانيتاً ولا ردة فعل بسيطه!:" أهو بسبب المفتش؟"
هنا لم يتحمل کيث کبتها أکثر فنفجر ضاحکاً... رفع يده وبدأ يبعثر شعرها بعفويه قائلاً بلطف:" وما رأيک صغيرتي؟"
أبعدت يده بضربة خفيفه لتسبقه لغرفة التحقيقات قائله بانزعاج:" بيننا إختلاف أربع سنوات فتوقف عن معاملتي کطفله!"

في أثناء التحقيق و في غرفةٍ مظلمه... أشعلت ايکوکو المصباح لينير المکان...



... أخذ کيث يراقب المتهم بنظراته إلى أن طرح أول سؤال:" أين کنت في أثناء وقوع الجريمه ؟؟ "
أجابته ببرودة أعصاب :" کأنك لا تعلم !! "
شعر لحظتها برغبة عارمه بأنهاء الأمر عند هذا الحد..
ولکنهُ جمع شتات أعصابه وهدأ من برکان غضبه قائلاً:" حسب تفتيشنا الدقيق و رفع البصمات، وجدنا بصماتك
على أماکن عديده في مسرح الجريمه.. ومن بينها أدات الجريمه! فسري لو سمحتي!"
أجابت بنفس البروده:" کأنك تتغابا أکثر من المطلوب سيادة المحقق؟!"
هنا لم يتمالك کيث أعصابه أکثر... فخرج من غرفة التحقيق بسرعه قبل أن يتهور!

طرحت ايکوکو سؤالها الأول:" أين قضيتي الساعتان الضائعتان سيده کيتي؟"
أجابت بسرعه على غير المتوقع و بثقة زائده:"ذهبت لمقابلة هيکيجي بعد أن إتصل بي وطلب رؤيتي بسرعه!"
إستفسرت ايکوکو بريبه:" لکن السيد هيکيجي کان في مکتبه وقت حدوث الجريمه حسب شهادة مساعده فرانس!"
نطقت بتردد وثقة مهزوزه :" ولکنهُ إتصل بي... وأنا... وأنا عدت حينها!"
-:" إلي أين عدتي؟"
ولم تجب بل اكتفت بالصمت!

نثر کيث أفکاره السوداء وعاد لغرفة التحقيق ليتابع إلقاء الأسئله... فقال وهو يغلق الباب بعنف
-:" حسب تقاريرنا وأدلتنا القاطعه.. أنتي المتهمه الأولي في القضيه... يستحن أن تعترفي لتخف عقوبتك!"
قالت بنبرة تحدي:" وإن لم أفعل؟"
قال کيث بغضب وهو يضرب الطاوله بعنف:" عندها سترين مني ما لا يسر خاطرك! أنا لم أعد أهتم لشيءِ بقدر أهتمامي بکشف الحقيقه!"
إقترب أکثر والشرر يتطاير من عينيه:" أخبريني ماذا استفدتي من قتل ايميتو؟ مالذي جعلکي تضربينهُ مرتين بتحفة الزينه؟
إن دل ذلک علي شيء فهو يدل على إصرارك لقتله؟"
نهضت من مکانها والصدمه قد کست وجودها... ثبتت عيناها المتوسعتان بعينيه... ولم تجد نفسها إلا وهي ترد عليه بلا وعي...
-:" لکنني ضربته مرةً واحده فقط! و قد کانت لحظة غضب ندمت عليها!"
هنا أدرکت ما قلته فوضعت يدها علي فمها... مانعةً نفسها من التفوه بالمزيد... إبتسم کيث إبتسامة النصر للحظات...
وأخيراً إنتزع إعترافها... لتعود الخيبه إليه قائلاً بستياء:" إذاً من هذا الذي ضرب ضربتهُ الأخيره؟ إن لم تکوني أنتي فمن؟"
فعم الصمت المکان...

خرج کيث من الغرفة وهو يفکر باكتشافه الخطير... فتوجه لغرفة المراقبه، دخل وهو شارد الذهن...
ليقابل تصفيق المفتش الحار... فقد کان يراقب التحقيق منذ بدايته...
والذي قال معبراً عن سعادته و فخره بکيث:" تهانينا محقق نوراکي... لو لم أثق بهذه النتيجه...
لما سمحت لک بالمشارکه في هذا التحقيق..."
توتر کيث من هذه المعامله النادره... وحرک يده علي شعره قائلاً بتوتر:" شکراً لک سيدي... وماذا عن ايکوکو؟ هل انتهت هي الأخري؟"
دخلت ايکوکو إلي الغرفه بابتسامه... فسألا کليهما في نفس اللحظه:" ماذا اكتشفتي/اكتشفت؟"
فتابع کيث بلا توقف:" أنتي اولاً!"

إستسلمت ايکوکو لهذا العنيد قائله:" حسب کلام کيتي لقد إتصل السيد هيکيجي بها وطلب رؤيتها لأمر هام و لم تحدد ما هو!"
قال المفتش مخاطبا ايکوکو بنبرةً آمره:" تأکدي من صحت الأتصال.. أحضري سجل إتصالات الوارده والصادره،
إن صح کلامها إتصلي بالسيد هيکجي ومساعده فرانس، و خذي شهادتهما... إن کانت هذه الأقوال صحيحه
فأطلقوا صراح السيده کيتي، سيغدو موقفي محرجاً أمام السيد ميلو نوراکي... إن اكتشف هذه الحادثه!"
قال کلامه الأخير وهو ينظر لکيث...فأنزل کيث رأسه محرجاً... ليأتيه سؤال ايکوکو الملح:" وماذا حدث معك يا کيث؟"

سحب کيث کرسياً وهو يقول بجد:" هذه المرأة أخطر من ما نتخيل!"
قطبت ايکوکو جبينها ورفعت نظارتها بعفويه قائله بعتب:" أنا لا أفهم ليس لديها حتى شاهد واحد، لما لا تعترف وحسب!"
قال المفتش ببتسامه وهو يجلس علي الکرسي المقابل لکيث:" لقد فعلت!"
اندهشت ايکوکو قائله:" مستحيل! اخيراً بعد کل هذا العناء!"
ليتابع کيث وعلامات المسره لاتمته بصله لهذا الأعتراف:" لا يفترض أن تکوني سعيدة کل هذا القدر!
فقد إکتشفنا إنها وجهت ضربة واحده له.. وهذا يعني أن بعد مغادرة مارثا، جاء شخص آخر ووجه الضربة القاتله له!
وهذا يعيدنا إلى نقطة البدايه!"
تنهد الثلاث بقلة حيله لينهض المفتش قائلاً بهدف إنهاء النقاش:" اطلبي من هيروشي أن يقوم بالمطلوب يا ايکوکو...
لا داعي لإذن المدعي العام، لا نريد فضيحة... وأنت يا کيث لنذهب إلى بيتي..."
ضيق عينيه بترقب على کيث ليتابع:" کاغوري تنتظرنا!"


يتبع~








فِريـال 03-10-2020 11:16 AM

http://www.m9c.net/uploads/15837682151.png










الفصل الرابع

"الجشع"



تنهد الثلاث بقلة حيله لينهض المفتش قائلاً بهدف إنهاء النقاش:" اطلبي من هيروشي أن يقوم بالمطلوب يا ايکوکو...
لا داعي لإذن المدعي العام، لا نريد فضيحة... وأنت يا کيث لنذهب إلى بيتي..."
ضيق عينيه بترقب على کيث ليتابع:" کاغوري تنتظرنا!"




" کيف حالك يا هيروشي "
تلبك المدعو هيروشي، من هذا الصوت الذي کسر سکوت خلوته، وأسقط الأقراص من بين يديه.. فنزل ليجمعها مباشرةً...
استضمت يده بحذاء ايکوکو الأبيض أثناء جمع الأقراص، ليرفع رأسهُ نحوها قائلا بإحراج وهو يعدل وضع نضارته الذهبيه :
" أأأهلاً سسيدتي مماذا ههنالك؟ ههل ححدث ششيء ييستدعي ققدومك؟"
قالت ايکوکو بعدم رضا ماطةً شفتيها بدلال:" هيروشي؟ لما تلعثم في کل مرة تُحدث أحد؟"
تلبک المدعو هيروشي لينسحب ويجلس علي کرسيهُ ويُعدل وضع شاشة حاسبه متجاهلاً سؤال ايکوکو:
-:" مما ههو ططلبك أآنستي ؟؟ "
قدمت ايکوکو الورقه الموقعه من قبل المفتش قائله بملل:" نفذ -_- "



"" تأکدي من صحت الأتصال.. أحضري سجل إتصالات الوارده والصادره، إن صح کلامها إتصلي
بالسيد هيکجي ومساعده فرانس، وخذي شهادتهما... إن کانت هذه الأقوال صحيحه فأطلقوا صراح السيده کيتي،
فسيغدو موقفي محرجاً أمام السيد ميلو نوراکي... إن اکتشف هذه الحادثه!""




في الطريق وأثناء الذهاب لمنزل السيد ايتاکورا، کان المفتش جالسا بجانب کيث والآخر يقود، ولم يتوقف عن
التقاط ردود فعله بين الحين والحين، هو يعرف کيث منذ فترةٍ طويله، منذ کان متقدماً جديد! ويعرف تصرفاته جيداً
قال في نفسه:" أکيد يفکر بآخر مستجدات القضيه!"
و قد کان محقًا تماماً!


*

في مکتب ايکيجي

-:" سيد ايکيجي! هل السيده کيتي بخير؟"

أخذ ايکيجي الملف من يده ونظر اليه نظرة غضب، ثم التفت إلي شاشة حاسبه قائلاً:"
برأيك کيف سيکون وضع سيدةٍ رقيقه کأميرتي، في مکانٍ قذر کالحجز!"
ثم ضيق عينيه بترقب وعض شقته السفلي غيظاً ليتابع:" ستدفع الثمن أيُها الطفيلي المزعج!"
* يقصد کيث*





وصل کيث والسيد ايتاکورا للبيت، إستقبلتهما کاغوري بسعادةٍ غامره، ولکن ليس کما تتصورون،
فقد فتحت الباب وأسرعت نحو سيارة کيث، وما إن نزل الإثنان، تحديداً کيث، حتى ارتمت عليه قائله بسعاده..
-:" أهلاً عزيزي جيد أنك أتيت لدي مفاجأةٌ خاصةٌ لك ^.^"
لتجره خلفها تارکين السيد ايتاکورا في خيبه عمي


بعد لحظات ... کان المفتش واقفا خلف الباب يتنصت ويترقب!
وعند کيث وفي أثناء التحدث مع کاغوري،
-:" ماذا تريدين؟ وما هذه التصرفات الطفوليه؟"
-:"أنظر!"
-:" ماهذه ؟؟ "
کاغوري بنبرةٍ خائبه:" أليس واضحاً!"
ليقتحم المفتش الغرفه قائلاً بغضب:" ما الذي يحدث هنا؟!"

لتلتفت کاغوري إلى الخلف وکذلك کيث، فقال کيث وهو يستدير بکُرسيه، ونظرةٌ بلهاء تعلوا محياه
-:" ماذا هنالک سيدي ؟؟ "
ليجيب المفتش محرجاً من موقفه:" لا لاشيء يا أولاد!"
ليتابع بحزم:" کاغوري کيث جاء معي لنتناول العشاء و ليس للعب! متى يجهز العشاء؟"
لتجيبهُ بعدم التصديق:" واضح -_-"
ثم تابعت بابتسامه وهي تُکلم کيث:" وما رأيک؟"
ليتقدم المفتش قائلاً باستفسار:" ما هذا؟"




في المطبخ

وعلى کرسيٍ خشبي في المنتصف وحول طاولةٍ مستديره جلس الشاب صاحب الثماني والعشرين سنه،
ممسکاً هاتفهُ الخلوي وينظر نحوه بفراق.. لينتشلهُ من هذا الصمت القاتل، صوت صراخ والده المرتفع الذي قال :
" ماذاااا !! "


رفع نظرتهُ نحو مصدر الصوت وقد استعاد شيئا من شتات أفکاره، نهض من مکانه بملل متجها نحو الفرن واطفأهُ
ثم توجه نحو غرفة شقيقتهُ بملل...





في هذه الأثناء .. اتصلت ايکوکو بأيکيجي واستدعتهُ للإدلاء بشهادته مع حضور فرانس!
بعد فترةٍ وجيزة وصل ايکيجي إلى مقر الشرطه کان ايکيجي قد طلب من فرانس أن يقول ما يجب لإخراج کيتي
وأن يشهد معها على أنها قد قابلتهُ ساعة حدوث الجريمة ولكنه لم يرد اثارة الموضوع حفاظا على سمعتها لسرية الحديث!
وبعد عشر دقائق من الإستجواب کانت ايکوکو واقفه في مکتبها تراجع مستجدات الإستجواب وهيروشي متواجد معها
صحيح أن هيروشي هو العبقري الذي لا يصعبُ عليه شيء وخاصة إختراق الأنظمة، مهما کانت صناعتها ذکية!
ولکنه خجول و لايختلط بالناس عادةً...
بعد التفکير العميق والتدقيق بأقوال الشاهدين تنهدت ايکوکو بارتياح ثم رفعت السماعه لتطلب من مارو
إحضار کيتي إلى مکتبها ليفرج عنها!




" سيدتي... الآنسه ايکوکو تطلب حضورك؟"

أجابته بنبرةٍ حزينه:" أين کيث؟"

رد متأثراً بحزنها:" ليس هنا لقد غادر مع سيادة المفتش!"

رفعت رأسها بتثاقل قائله بتعب:" أريد رؤيتهُ الآن!"

أجابها مارو متحججًا:" ولکنهُ ليس هنا! والآنسه ايکوکـ..."

في هذه الأثناء نهضت کيتي من مکانها، وبعد خطوتين مرهقتين، سقطت علي الأرض مغمًا عليها!
فدخل مارو إلى الحجرة بهلع...





قبل ذلك و على مائدة العشاء کان المفتش ينظر بغضب نحو کاغوري وکيث صامت لا يشاء التدخل بين الأب والإبنة !
والوسيم ايميوي کان يتناول طعامهُ بقلة شهيه أما کاغوري تتصنع الإنزعاج وتمثل ذلك على والدها کالعاده إلى أن تنال مرادها..
نظرت کاغوري لوالدها بإنزعاج مُرفق مع الدلال ليجيبها من غير أن تنطق :
" انسي الحکايه !! "
أجابتهُ بدلال وهي ترسم ملامح حزينه ماطه شفتها للأسفل:" ولکن يا أبي!"
ثم نظرت لکيث بنفس النظره:" قُل شيئاً يا کيث!"
تابع کيث تناول العشاء غير راغب بالرد أو التدخل لينتشلهُ ايميوي من موقفه المحرج قائلاً
-:" ماذا هنالک يا کاغوري ما الذي يزعجك أميرتي؟"
انتفضت من مكانها و أجابتهُ بسرعه وکأنها کانت تنتظر سؤالهُ هذا:
" لقد قدمتُ طلبًا للإنتساب إلى کلية الفنون قبل شهر وأخيراً وصلني رد يقول أنهم قد وافقوا على طلبي
ويشرفهم حضوري وأبي يعترض ويقولـ..."
هنا قاطعها والدها:" أي شيء غير الفنون، إضافةً إلى أنک ستتزوجين بعد شهر، وقد وعدتُ السيد نوراکي ولن أخلف بوعدي!"



هنا جلست کاغوري بملل وقال ايميوي بهدف مساعدة مدللته الصغيره:
" حسب تقديري ستبدأ الحصص في کلية الفنون متأخرة لمدة شهر! أي بعد شهرين وبضعة أيام!"
نظر الجميع مهتمين ليُتابع بابتسامةٍ شقيه وهو يضيق عينيه بدهاء وينظر بطرف عينيه نحو کيث الجالس بجانبه
-:" هذا يعني أن لا دخل لقرار أبي هذه المره!"

سألت کاغوري بإهتمام بعد أن وجدت الحل عند أخيها:" ماذا تقصد؟ وضح!"

ليتابع وهو يشير نحو کيث بعيدانه والتي يحملُها بيده اليسري قائلاً:" قرار أخي الصغير!
لأنکما بعد شهر تتزوجان، والحصص تبدء بعد شهرين! وفي ذلك الوقت يجب أن تسألي المواقفة من زوجك!"
وشد علي الکلمه الأخيره.. کان الجميع مدهوشين من تحليل ايميوي وأسقط والدهما عيدان طعامه
وفتح فمهُ مدهوشاً ومقلوبًا هذه المره!

ثم نظر الجميع نحو کيث منتظرين تعليقه.. وفجأة وکأنه إنتبه لما قاله ايميوي للتو..
ونظرات کاغوري السعيده من جهه ونظرة غضب والدها التي تحرقهُ من جهةٍ أخرى!
فقال في نفسه:" تورطنا"
ثم نظر إلى هذا الذي يجلسُ بجانبهُ بملل ليُتابع في نفسه:" تعطيهم حلًا على حسابي!"
وفي هذه اللحظه شعر کيث بشيء غريب، قبض في صدره فنهض من مکانهُ وغادر المکان بسُرعه،
فلحق به ايموي قلقًا بدوره... تارکين کاغوري والأخير مستغربين من تصرفه لتنهض کاغوري خلفهما تستفسر عن ما حدث!
وقفت بجانب عتبة الباب تنظر إليهما من بعيد غير قادرهَ علي استيعاب هذا التصرف الغريب..
بدا لها متوترًا غير قادر علي الترکيز... لدرجة أنهُ لم يتمکن من إدارة المحرک البته!


وفي بُرَيهاتٍ وقفت فيها کالبلهاء، رکب کيث بجانب السائق وکان هذا السائق ايموي! وتحرکوا إلى أن اختفوا عن ناظريها!




وفي مکانً يعجُ بضوضاء.. فُتحت بوابةٌ عملاقه تُعلن عن وصول المسافرين، دخل منها بين مئات من القادمين،
رجلً بقامتهُ الشامخه طولهُ الباسق حاملاً حقيبةً سوداء ومتأنقًا بثيابهُ الفاخره صاحب هالة الوقار،
وحامل راية العداله رئيس قضاة مدينة أوساکا !! القاضي ميلو نوراکي.




في الطريق وأثناء التوجه إلى مقر الشرطة کان کيث جالسًا بجانب ايميوي ويُعبر عن توترهُ بقضم أظفر إبهامهُ الأيمن
وتحريك رجله الموازيه باستمرار.. اتصل ايميوي في تلك اللحظه بأحدهم وبعد التحدث معه انمحت ملامح الأمل
والأبتسامة المزيفه التي کان يرسمها ليهدأ کيث وداس على الفرامل بسرعه فتوقفت السيارة وعلامات المسره لاتمُتهُ بصله!
نظر کيث إليه بريبه مستفسرًا عن سبب توقفه، ولکن ...




دخل کيث و ايميوي إلى الغرفة مفزُعَين، وکان هنالك رجلٌ خمسيني بشعره الذي طغى عليه الرمادي،
وقف الإثنان فزعين ينظرون إليه برجاء لينطق طمأنينة:
" لا داعي للقلق ، إنخفاض بسيط في ضغط الدم، السيدةُ الآن بخير..."
تنهد الإثنان بأريحيه وما هي إلا لحظات، حتى غادر الطبيب الغرفة بإبتسامة مُهدئه للطرفين.. اقترب کيث منه بخطوات مُتباعده،
کانت ملامحُها الحزينه، مُحزنَه... تُظهر تعبها النفسي والجسدي... بقي کيث ينظر إلى هذا المصل،
وهو يٙنقط قَطرةً تتلوها قَطرهْ
ولم يغب شعورهُ بالذنب وهو يُمسك طرف أصابعها الرقيقه وهو يُردد لنفسه:
"کل هذا بسببي، أنا سبب تدهور حالها..."

انتشلهُ صوتُ خطواتٍ دقيقه ومُتوازنهَ تترنن على مسمعه نظر إلى ورائه نظرةَ دهشهٍ تلتها حُزن،
تلئلئت بعينيه الخضراوتان ليلتقط الجواب قبل السؤال:
" أخبرني مارو أنها لم تکن تقبل أن تأکل البته! لو أنه أخبرني لکُنت تدبرتُ حلاً أنا آسفه يا کيث!"



وفي تلك الزاويهَ الکئيبه، کان يقف الآخر بعيداً حزيناً ينظُر نحو السرير بفراق، لَمعت بطرف عينيه دمعةٌ
لم تَظهر للعيان ثُم رکز نظرهُ نحو کيث، وشد علي قبضتهُ بلا وعي!





وقعَ وقعُ خطوات دَقيقهَ إلي مَسمَع الحاظرين، فلتفتَ الجميع لتعرُف إلي هذا القادم، ولم تخفى التحيات العسکريه
والأحترام من أحد! ذهب بخطواتهُ الدقيقه قاصداً هدف، إلى أن وصل لمقصدهُ، ولم يکُن لمراده القاء! إلتَفتَ هُنا وهُناك،
ثم نادى على أحدهم من بعيد، ليستفسر عن مراده بدقّهَ، وبعد بُريهات وصل إلى هدفهُ من القدوم إلي هنا
وفي هذا الوقت المتأخر من الليل، وفُتحَ بابُ القاء...

نظرت إليه نظرةً لم تُخفي رُعبها، وعينيها الجليديهَ تَنظُر إليه مدهوشتين، ولم يخفى عليه القشعريرة التي سرت في وجودها!
ليقذف بسؤالهُ کالقنبله وعينيه مصوبتان بترقُب:" مُنذ مَتى وأنت تَعملينَ مع التافه ايميوي بتجارة الممنوعات؟"

نهضت من مَکانها مُحاولةً نفي إدعائه، ولکن لم ترضى الکلمات أن تخرُج!




في يوم الذي مقتل المدعو ايميتو؛

" ماذا تفعلُ يا ايميتو؟ لما لم تخبرني بکمية الطلب الحقيقيه، أنسيتَ أننا قد وعدنا بعضنا أن نَقتسم کُل شيء
أيعقل أن تخدعني أنا أيضاً؟ لمعلوماتك أنا لستُ تلك البلهاء الملقبه بزوجتك!"

کان ايميتو جالس علي الأريکةَ البيضاء واضعاً قدمهُ على الأُخرى وينظر نحوها من خلال الکأس الکريستالي الذي بينَ يديه،
راسماً تلك الأبتسامةَ القذره...
حرکت تلك الأبتسامةَ غضب مارثا الواقفه مقابلهُ، فأقتربت منه وأمسکت طرف سترتهُ السوداء
وقالت بغضب شديد:" لا تختبر صبري يا ايميتو! منذ متى تخدعني بهذه الطريقه؟"



قال وهو يُحاول زيادة غضبها والتلاعب بأعصابها:
" أنت و کيتي وجهان لعملةً واحده، لو لم أکن في حاجةً لکُما لما أدخلتکما إلى حياتي!"
توسعت عينا مارثا لدى سماعها هذا التصريح... و أغلق الآخر عينيه عائداً بذاکرتهُ ذلك اليوم!



قبل ثلاث سنوات إلتقي ايميتو بکيتي صدفةً وکانت على جانب الطريق بجانب سيارتها بعد أن ثُقب أطارُها،
وکانت ترتدي ثوبً ترکوازي طويلاً وکان واضحاً من منظرها أنها ذاهبه لحفلةً ما...
توقف ايميتو بُغية المساعده وليتهُ لم يفعل، بعد أن انتهي ارتداء سترتهُ السوداء
کان يرتدي ثيابًا فاخره ويبدو عليه الغنى وقد ظن أنه وبمُساعدتها وبابتساماته قادرً علي کسب فرصة التعارف ولکن،
في اللحظة التي مد يدهُ للمصافحه أعطتهُ هي ظهرُها ورَکَبَتْ سيارتها وأدارت المحرك ثُم أخرجت رأسها من النافذه
متمتمه ببضع کلمات شُکر وقادت سيارتها ذاهبه! تارکةً ايميتو خلفها مصدوماً غير مُدرك لما حدث،
ويدهُ لاتزال في الهواء بعد أن تجاهلتهُ ورحلت!
رفع يدهُ لخلف رأسه وبدأ يُحرك شعرهُ بعشوائيه قائلاً لنفسه:" يا لهُ من موقف غريب وغبي، لقد تجاهلتني بکُل معنى الکلمة!"
هُنا عزم على الإنتقام منها!

وفي الحفله دخل أيميتو وهو يقول لنفسه:" کل ما عليَ فعلهُ هو أن لا أل تقي بالقاضي أبداً!"
بحث بنظراته عن القاضي نوراکي وقد کانت هذه الحفله بمُناسبة، حصوله على منصب رئيس قضاة اوساکا
في لحظةٍ سريعه إلتقت نظراته بکيتي والتي کانت مُستغربه، وبعد أن أدرکت الموقف ابتسمت له أبتسامةً خفيفه
وأدارت نظرها نحو هذا الواقف بجانبها، وتستند على ذراعهُ، کان رجلاً طويل القامه عريض الکتفين وکيتي،
بطولها ورشاقتها بالکاد تصلُ إلى مُنتصف صدره ولکم کانت تبدو صغيرة الحجم بجانبه!

ابتسم ايميتو واقترب منها محاولاً انتهاز الفرصه للإنتقام منها لدى تجاهله وحين استوى أمامها قال بابتسامةٍ مُزيفه
وهو يمُد يدهُ للمرةَ الثانيه:" يالحظي السعيد، لم أتوقع أن أراکي هنا يا آنستي!"
بادلتهُ المُصافحه وهي تبتسم:" تشرفنا و أعتذر عن سوء تصرفي معك کُنتُ مُستعجلةً و مُتأخره !! "
قال السيد الذي يقفُ بجانبها:" عرفينا علي هذا الشاب يا کيتي!"
حدث أيميتو نفسه:" کيتي اذاً! ولما لا وتبدو بخضراوتاها كالقطط!"
ثم رفع نظرهُ للذي بجانبها لتقع الصدمه وقد توسعت عيناه لدي رؤية القاضي لتقول کيتي بأبتسامةً لطيفه
-:" ألم أخبرك قبل قليل أني واجهتُ مُشکله أخرتني،"
ثم أشارت نحو ايميتو لتُکمل:" هذا هو السيد الذي ساعدني حينها."

ومنذ ذلك اليوم دخل ايميتو حياة کيتي مستغلًا کونها ابنة القاضي لبناء سمعه نظيفه بين التجار، ولم يروي کل
هذا المال جشع هذا المخلوق، بل وقد استغل جميع من يرتبط اسمهُم بکيتي من أجل مكاسبهُ الشخصية!




هنا والآن وفي الوقت الراهن يقف القاضي بعد أن اکتشف کل هذه الحقيقه أمام مارثا التي شارکت ايميتو
کُل خططه الوضيعه وهو ينظُر نحوها نظرةً لاتسرُ الخاطر!

يُتبع~






فِريـال 03-10-2020 12:42 PM

http://www.m9c.net/uploads/15837682151.png








الفصل الخامس:

"الشهوة"



مُنذ ذلك اليوم دخل ايميتو حياة کيتي، مستغلاً کونها ابنته القاضي لبناء سمعة نظيفة بين التجار،
ولم يروي کُل هذا المال جشع هذا المخلوق، بل وقد استغل جميع من يرتبطُ اسمهُم بکيتي من أجل مصالحهُ الشخصية!

هنا و الآن و في الوقت الراهن يقف القاضي بعد أن اکتشف کل هذه الحقيقة أمام مارثا التي شارکت ايميتو
کُل خططهِ الوضيعة وهو ينظُر نحوها نظرةً لا تسرُ الخاطر!


رفعت کاغوري هاتفها المحمول واتصلت بکيث مرة وايميوي مرةً أخرى ولکن لم يرُد أي واحدٍ منهما! ترکته من يدها بغضب
واتجهت إلى المطبخ ورتبت فوضى العشاء ثُم خرجت بعد أن أطفأت الأضواء وکان والدها قد ذهب لغرفته،
نظرت من عتبة الباب إليه کان يبدو هادئًا ويقرأ في کتابه بهدوء، قالت له من مکانها بقلق...
-:" ماذا حدث معهُما يا أبي؟ ولما لا يُجيبان علي اتصالاتي؟"
رفع والدها بنظره وقال بصوتٍ هادئ:" لا تقلقي صغيرتي إنهما بخير! اذهبي لغُرفتك واخلدي للنوم."

غادرت باستسلام بعد أن مَست على والدها بصوتٍ مُنخفض! دخلت غرفتها وجلست علي سريرها
تُحاول الاتصال مراراً وتکرارًا... ثم استسلمت وترکت هاتفُها......

مع ذلك لم تتوقف عن التفکير بتصرف کيث المريب وتجاهلهما اتصالاتها...
" عندما تعودان أو أعرف مکانکُما، سآتي وأجرکُما من أذُنيکُما کي لا تتجاهلا اتصالاتي ثانيةً! أيها الأبلهان عديما النفع!
حسناً أتوقع هذا التصرف من أخي ولکن لما أنت يا کيث؟"
هي لم تقصد ذلك إنما تشعُرُ بغيظ لا أكثر! نفضت أفکارها ونهضت من مکانها جلست أمام شاشة حاسبها وبدأت تعمل به...


في المشفى حيث کيث و ايميوي بعد ذهاب ايکوکو... بقي الأثنان مکانهُما ينتظران استيقاظ کيتي، کان المصل
علي وشک الإنتهاء حين ما بدأت کيتي تستعيد وعيها تدريجياً، اقترب کلاهُما وهما مسرورين بذلك، وما إن استعادت وعيها
وأدرکت موقفها ومکانها، حتى ضمت کيث بکلا يديها بقوة! کان ايميوي مصدوما کما کيث، إلى أن قالت کيتي بحزنٍ شديد
-:" لا تترکني وحدي ثانية يا کيث، أنا لم أفعلها صدقني.. صحيحٌ أني أمقتٌ ايميتو، لکنني لم أفعلها!"
لحظات قطعت سکون أمواج الحياة ! کان ايميوي الأکثر فوضى بين الآخرين، لم يعد يفهم شيءٍ من تصرفاتها البته
لو کان غيرها لکان الآن قد حقد أو کره کيث لفعلته المُتسرعة لکن کيتي... کيتي مختلفة، ببساطه کيتي
منبعٍ لا ينتهي من السماح والعطاء.. أيعقل أن يکون هنالك شخص مثلها ؟

حدث لحظتها أن تلقى کيث اتصال من المرکز، اتصال في وقت غير مناسب وطبعاً لا مفر من تجاهلهُ الآن کان مارو هو المتصل!
وبعد أن قُطع الاتصال، استأذن کيث ذاهباً وطلب من ايميوي أن يبقي مع کيتي، ريثما يأذن لها الطبيب بالمُغادرة...
وثُم تفقد اتصالات الواردة وأعاد الاتصال بکاغوري وهو يُغادر...
بعد أن قطع الاتصال التفت مارو نحو السيد نوراکي:" المحقق نوراکي في الطريق سيدي .."
قال ذلك وهو يؤدي التحية العسکرية بثبات، رفع القاضي رأسهُ قائلاً باستفسار:" أين ملف القضيه؟ ولما لا أجدهُ هنا؟"


بعد أن أنهى کيث حديثهُ مع کاغوري في أثناء القيادة تابع طريقهُ إلى أن وصل للمرکز ودخل لمکتبه
مواجهاً والدهُ بابتسامة طفيفة قائلاً:" أهلاً بعودتك يا أبي.."
رفع القاضي رأسهُ قائلاً:" شکراً بُني، لکن أين ملفٌ قضية مقتل أيميتو؟ أنا لا أجدهٌ في أي مکان!"

دخل في صُلب الموضوع بسُرعه خلف ذلك التوتر في نفس کيث.. ابتلع کيث ريقهُ وقال وهو مُغمض العينين
-:" لم تعُد قضيتي! سلمتُ ملفها للمحققة ايکوکو، ولکنني لازلتُ أتابع مُجرياتها.."
تنهد القاضي قائلاً ببسمه:" خيراً ما فعلت حين سلمت القضية لها!"
صُدم کيث لذلك وفتح عينيه مواجهاً عينا والدهُ الزرقاوتان بعد أن استوى أمامهُ ليتابع كلامهُ
وهو يربت على كتف كيث:" عندما تجد نفسك في قضيةٍ تتعلق بفرد من العائلة، خيرٌ لك وللعدالة أن تتركُها لغيرك!
ثق بي يا بُني... هذا ما فعلتهُ أنا في الماضي! "

في المشفى بعد ذهاب كيث بفتره، كان كيتي وايميوي يتسامران بوجوه بعضهُما إلى أن جاءت المُمرضة وفحصت ضغط كيتي
وانتزعت كيس المصل بعد أن انتهى وخرجت لدى انتهاء عملها.. قُطع هدوء الغرفة حين قال ايميوي بسعادة
-:" كُنتُ واثقاً من أنك بريئة!"
رفعت كيتي رأسها لتواجه الأخر مُستغربة:" ومن أين أتتكَ تلك الثقة؟"
أعاد رأسه للخلف قائلاَ:" في ذلك اليوم.. خرجتي من منزلك مرتبكة وخائفة، وكانت بقع الدم تُغطي قدميك،
لكني كُنتُ واثقاَ أنك لم تفعليها! أتعلمين... أنا أعلمُ کُل شيء! كُل شيء.."

أعاد بنظرهُ إلى كيتي ليُقابل الصدمةُ التي تعتلي ملامحُها، نهض من مكانه قائلاً وهو يقترب إلى أن جلس مقابلها
-:" لكنني لستُ من يصدقُ كل ما يراه وحسب!"
كان ايميوي قد جلس أمام كيتي وتابع كلامهُ وهو ينظرُ في عينيها بعد أن تلامست جبهتاهُما
-:" خطأكِ الحقيقي هو أنك لم تُعلمي الشرطة في ذلك الوقت! أليس كذلك؟ أليس هذا ما تُخفينهُ وتخشينهُ يا كيتي؟"
أغمضت كيتي عيناها و هي تبكي بهدوء والبسمة تُزيينُ ملامحُها التعبة ...



في المركز بعد أن أعلمَ القاضي كيث عن ما كشفهُ في أثناء رحلتهُ خلف آثارُ ايميتو.. كانت الصدمةُ موقفهُ وهو يتنقل
بين المستندات التي تخضع بين يديه أخذ القاضي الملفات من بين يديه قائلاً:" دعك من هذا الآن، ودعنا نذهبُ للبيت ...
ألا يكفي أني لا أعلمُ ما ستكونُ مواقفُ كيتي حيال هذه الحقائق!"
تردد كيث لكنهُ تشجع قائلاً بجديه:" هُنالك ما ينبغي أن تعلمهُ يا أبي!"
فروى لهُ كُل ما حدث كما حدث... وكان ردهُ كالآتي:" تسرعت كثيراً يا بُني..
أنا لن أقول أو أفعل أي شيء هذه المرة، دبر نفسك يا ولد فغضب كيتي كلهيب جهنم!"
ثُم ضربهُ على ظهره وضحك عالياً وكان كيث يُفكر مع نفسه
-:" إنهُم جميعاً يبحثون عن خلاصهم ويتركوني في مقدمة المدفع حفاظاً على سلامتهم.."
نظر نحو والدهُ بملل ليُكمل في نفسه:"حتى هو!"

عند كيتي بعد أن سمح لها الطبيبُ بمُغادرة المشفى، خرجا معاً وقد أصر ايميوي أن تُرافقه بشدة.. لكن كيتي رفضت ذلك
وبنفس الإصرار، فاعترض قائلاً:" أتُعاقبين نفسك بالبقاء في بيتك؟ هذا لا يجوز.."


كان ايميوي مُدركٌ تماماً لموقفه.. هو لن يسمح لها بالبقاء في البيت الذي شهد موت ايميتو.. لكن كيتي وفي قرارة نفسها
تُحاول إقناع نفسها، أن هذا ذنبها ويجب أن تدفع الثمن... ذهابُها بعيداً وعدم فعل شيء لزوجها يُعذبُ فؤادها المكسور..
هي حتى لم تكُن قد تأكدت إذا ما كان حيٌ أم ميت! ربما كان من الممكن أن تُساعدهُ أو ما شابه ذلك...
ومن جهةٌ أُخرى ايميوي الذي باتت تُدركُ بأنهُ يتستر عليها.. ترى هل تستحقُ أن يحميها؟ ايميوي من جهة وايكيجي من جهةٍ أخرى..
بات هُنالك شخصان يُحاولان أن يُساعدانها، المساعدة التي لم تُدرك إذا كانت تستحقُها أم لا.. تعمقت في هذا الواقف أمامها
هي حتى لا تُدركُ سبب تصرفاته، هل هو راضٍ بما يفعل لها؟ وما دافعهُ من كل ما يفعلهُ يا تُرى؟
هل أنت مقتنع بما تفعله يا ايميوي؟!
جالت بأفكارها بحثًا عن إجابات، ولم تجد نفسها إلا وقد وصلت لبيت عائلة ايتاكورا الدافئة.. اتجهت كيتي لغرفة كاغوري،
لقد اعتادت على مُشاركة الغُرفة معها كُلما أتت إلى هُنا.. وسلمت نفسها للنوم آمله أن يُريح بالها ويُصفي ذهنها..

وفي صباح اليوم التالي، استيقظت كاغوري وهي مُستغربة من تواجد كيتي بجوارها.. لطالما كانتا تتحدثان في كُل شيء..
لكن هذه المرة كيتي بعيدةٌ كُل البُعد عن البوح بأي شيء ليس لأنها خائفة، بل لأنها تائهة بين الماضي والحاضر..

توالت الأيامُ على كيتي كنسمة شتاءٍ باردة.. وقد كانت تُحاولُ أن تُشغل نفسها مع كاغوري..
وكاغوري تستغل قُربها من كيتي لمساعدةُ كيث على إعادة الرابط الذي حسدهُ الجميع مُنذُ صغرهما...
لم تكُن مُنزعجة أو غاضبة من شقيقها كما اعتقد الجميع، إنما كانت خجلة من نفسها...

عصر أحد الأيام جاء هيكيجي لبيت المفتش ايتاكورا كان مُتردداً من ذلك قبل الآن، استقبلتهُ كاغوري عند الباب
وطلبت منهُ الدخول والإنتظار.. لم يكُن هيكيجي يحظى بحُب هذه لفتاة، تكرههُ بلا سبب! وكُلما سألها كيث عن السبب،
تُجيبهُ نفس الإجابه:" أكرههُ وحسب، يُثيرُ في البُغض والكُره كلما رأيتهُ حتى لو من بعيد!!"
إجابةٌ كررتها على مسمع كٌلٍ من كيث وكيتي كثيراً وكانا يضحكان عليها ويسخران من إجابتها، كيف لك أن تكرهي شخصًا
لاتعرفين عنه سوى اسمه؟ تعرُف عائلة نوراكي وايتاكورا على هيكيجي كان عبر ايميتو في حفلة زفاف كيتي..
مُحاولة هيكيجي في مُحادثة كيتي باءت بالفشل ورفضت مُقابلتهُ، في المرة الأولى وصل للمشفى بعد خروجها منه،
ولاحقاً حين عرف بتواجدُها هُنا امتنع عن مقابلتها بعد أن قابل ايميوي وطردهُ مانعاً إياه عن رؤية كيتي!
واليوم أدرك حقيقة أن كيتي ترفضُ مقابلتهُ من تلقاء نفسها وليس لأن ايميوي يُشكلُ حاجزاً أمامه، خرج من هُنالك
وكاغوري تودعهُ بابتسامه، دخلت بعد أن حرك سيارةٌ وأغلقت الباب ثم تنفست الصُعداء قائل بفرحةٍ بارزة
-:" تستحقُها أيُها الطُفيليُ المُتعجرف."


في اليوم التالي، اجتمع الجميع لتناول العشاء وكانت كاغوري سعيدةٌ لحضور كيث ووالدهُ أيضاً، كان القاضي يسألُ
عن أحوال ابنتهُ من كاغوري دائماً واليوم بعد أن لاحظت هدوء كيتي قررت دعوت كيث ووالدهُ، كاغوري هي الرابط القوي
الذي يجتمعُ هاتان العائلتان ليس لأنها خطيبةُ كيث وحسب، بل لأنها تحرصُ على سلام العائلتين طوال الوقت،
مع أنها الأصغر بينهُم جميعاً!


حديثُ كيتي مع والدها أثار أمواجُ تفكيرها مُجدداً.. فبعد العشاء كانت كيتي تجلس على النافذة وتُسندُ رأسها
على زُجاجها تنظرُ للقمر بشُرود.. تقدم نحوها وقال وهو يضمها لصدره:" لما القمرُ شاردٌ اليوم!؟"
أجابتهُ بنبره تائهة:" لأن ظلهُ ضائع!"
-:" هل بحثتي في البحر و المحيط فقط؟"
نظرت باستغراب، واضحٌ أنها لم تفهم فتابع وهو مُغمض العينين:" لن تجدي ضلهُ لأنكي لم تبحثي جيداً،
فحتى البركة الصغيرة تعكسُ جمال القمر بتواضُع!"
معهُ حق، هي لا تنظرُ للأمور إلا من منظورٍ هش.. ضمتهُ بقوه وهي جالسة في مكانها على النافذة، فكرت في نفسها بدقة،
ووصلت لنتيجةٍ واحدة لا غير:" كيف أعميتُ و ذبُل بصري عن رؤية حُبك لي يا أبي؟ أيُعقلُ أن تُبعدُني السنوات الثلاث،
التي عشتُها في بيت زوجي، عنك كُل هذه المسافة؟"
رفعت بعينيها تُحملقُ حول عينيه، عانقت عيناهُ بابتسامة.. فقالت لهُ بصوت مسموع وهي تلعب بذقنه
-:" لم أعد أريدُ الابتعاد عنك يا أبي، فلا تُبعدني عنك.."
ابتسم لها:" ألم تكبُري ولو قليلاً؟ لا تزالين تُفكرين كالأطفال، من قال لكي أني أبعدُتك عني يا صغيرتي؟
إنما أنا أحملُ مسؤوليةٍ أكبر من عائلتي، إنهـ.."
قاطعتهُ وهي تُقطبُ حاجبيها بحزم:" إنها مسؤوليه بعيدةٌ عن الأنانية، لا تضعُ حياة شخصٌ واحد في خطر، بل المجتمعُ
الذي تتمحورُ نتاج القرارات البناءة والمستهترة عليه، إنها ليست عائلة صغيرة... بالعائلة كبيرة يجمعها القانون ويُحافظ عليها."
ابتسم لها راضياً، ثُم قال وهو يُخلخلُ أصابعه بين خُصلات شعرها البُني:" يبدو لي أنك حفظتي درسك جيداً، هذه هي أميرتي الصغيرة..."
أجابتهُ بصوتٌ طفولي:" ليست إلا مسألة وقت، فأنا أعلمُ أن كاغوري هي أميرتُك الصغيرة.."
" هذا صحيح!" قال ذلك مستفزاً فنظرت لهُ بغيض ليُكمل:" لأنكي أميرتي الكبيرة!"
اقترب كيث قائلاً:" عما تتحدثان؟ هل يعنيني بشيء؟"
نظرا إليه وقالا معاً وهُما يبتسمان بخُبث:" أجل كُنا نتكلم عنك!"
ثم تابعت كيتي وحدها:" كُنا نُناقش مسألة زواجك يا بطل"
استدار كيث خلفهُ ونظر لكاغوري وهي تُقدم الشاي ،لاحظت ذلك فابتسمت لهُ تلك الابتسامة التي تعكسُ ضوء القمر في ليلةُ بدر..
أعاد نظرهُ مُحرجاً ثُم قال بملل:" لا داعي لتفكيرُكُم الزائد بي يا جماعة.."
عاتبتهُ كيتي بجدية:" جدياً لما تؤجل ذلك؟ المفروض أن يُقام الزفاف في الشهر المُقبل، تقريباً وحسب تقديري
بقي أربعون يوماً أو رُبما أقل.."
ثم تابع القاضي بنبرةٍ آمره:" إياك والظن أننا سنؤجل هذا الزفاف للمرة الثانية، في العام الماضي أخذت بعين الأعتبار
حُجة، بأنك تُريدُها أن تُنهي دراستها.. حسناً حدث، ماذا الآن؟"
أجاب كيث بصوتٍ مُنخفض بالكاد يُسمع:" الوقتُ ليس مُناسباً!"
ثُم بدأ يُحركُ عينيه يميناً ويساراً ثُم إلى الأسفل وبعدها نظر في عيني كيتي وتشابكت نظراتهُما تتحدّثان سراً..
هكذا كان الأمر إذاً! وأخيراً فهمت كيتي واتضحت الصورة، يعتقد كيث أن الوقت ليس مُناسباً بسبب موت زوجها،
لم يمُر على موته إلا سبعة أشهُر، فكرت كيتي قائلة لنفسها:" أنت حقاً شخصٌ عظيمٌ يا أخي.. لكن.. لكن ايميتو لايستحقُ ذلك."
ثُم قالت بحدة وبصوتٌ مسموع:" إذا كُنت تُفكرُ بذلك من أجل ايميتو، فانسى الحكاية يا أخي!"
لفت ما قالتهُ انتباه الحاضرين ليُتابعوها مُهتمين وهيّ تُتابعُ كلامها:" لا يستحقُ أن نؤجل ذلك من أجله!"
قاطع كلامها قبل أن تُزيد شيءٍ آخر:" لكنني لا أفعلُ ذلك من أجلك وحسب!"
عم الصمتُ صادماً الحاضرين.. حتى من لم يكُن يعلمُ عن ما كان الحديث، أدرك أنها مسألة الزفاف..
ترى، هل سيؤجل الزفاف ثانيةً أم لا؟

بعد تلك الليلة الحافلة وفي الصباح التالي.. جهزت كيتي نفسها للعودة لبيت والدها، كان يمُرُ بجانب الغرفة
حين قال فور إدراكِ ما تفعل:" فقط انتبهي من أن لا تُفسدي الأمور وأبقي فمُك مغلقً!"
التفتت لهُ فزعة:" هذا أنت؟ ماذا تقصد؟"
قال وهو ينظرُ حولهُ لألا يسمعهُ أحد آخر:" لقد اكتشفت الشُرطة كُل شيء عما حدث لايميتو، طبعاً عدا تواجدك في البيت
يوم المقُتل.. لذلك لا تُضيعي مستقبلك من أجل رجُل لم يستحق حُبكي له، صدقي حين أقول، أنهُ لايستحقُ السنون الثلاث
التي قدمتها من شبابك له.. اعتبريها جزائك وأغلقي الموضوع.... إنها مسألة وقت وستنسين!"
نظرت له ثُم ليدها، لايزالُ هذا الخاتم اللعين يُزينُ إصبعها بغرور.. أخرجتهُ وتأملتهُ بحُزن ثم ضغطت عليه كما لو كانت
قد تذكرت كُل ما حدث معها منذ قابلت ايميتو وحتى الآن.. ثم خبأتهُ فيّ جيبها بغضب.. غادر بعد ذلك فلحقت به مُنادية
وهيّ تقفُ بجانب الباب ويدُها عليه:" ايميوي؟ "
عاد ينظرُ خلفه مترقبًا لما تنوي قوله، طال الانتظار ومل منه، سألها ما تُريد؟ لكنها لم تُجب سوى ببسمة فرد لها ذلك
واستدار ذاهباً.. ليقف بعد عدة خطوات وقبل دخول غرفته أثر طنينُ صوتها المُمتن:" شُكراً لك"


مضت عواصف لم تعلم كيتي عنها، في أثناء انشغالها بتجميع شتات حياتها المُضطربة وإعادتها لمكانها، كان كيث وايكوكو
مُنشغلان بتجميع قطع الزُجاج من الصورة المتناثرة.. اليوم أنهى المُحققّين تجميع الصورة وباتت واضحة لهُما..
رفع كيث الملف وقدمهُ لشريكتهُ مبتسماً:" إنجازٌ مذهل ايكوكو، تهاني لك.. أرفعُ قُبعتي بتواضع لفخامتك! "

ابتسمت الأخرى بشيء من الغرور:" كُلُ ذلك بفضل الأدلة التي جمعها والدُك.. ثم لدي مُلاحظه صغيرة،
أنت لا تضعُ قبعةً يا كيث ! "


في عمق الظلام، وبين صفحاتُ الأحداث أخذ إثنان يتحدثان في عمق الأسرار..
-:" هل قتلتهُ حقاً؟"
-:" ربما!"
-:" لماذا؟"
-:" لأنني لم أستطع منع نفسي من ذلك! كُنتُ أريدُ ذلك بشدة.. لقد استحقها ذلك الخائن..."
-:" وما دخلي بذلك؟ لما ورطتني؟"
-:" لا تجعلني أجيبُك كما أجبتُ ايميتو!"
-:" وماذا تقصد يا هذا؟"
في لحظة قفله رفع القاتلُ سلاحهُ نحو الثاني ووجه رصاصةً وبكُل برود نحوه، غير آبه لزيادة نقطة سوداء أخرى في حياته
هو غارقٌ في مستنقع نتنٍ على أي حال!



يُتبع~
( لمن لم ينتبه، الشهوة في القاتل الغامض نهاية الفصل )








فِريـال 03-11-2020 02:38 PM

http://www.m9c.net/uploads/15837682151.png







الفصل الخامس:

"التكبر"


في عمق الظلام، وبين صفحاتُ الأحداث أخذ إثنان يتحدثان في عمق الأسرار..
-:" هل قتلتهُ حقاً؟"
-:" ربما!"
-:" لماذا؟"
-:" لأنني لم أستطع منع نفسي من ذلك! كُنتُ أريدُ ذلك بشدة.. لقد استحقها ذلك الخائن..."
-:" وما دخلي بذلك؟ لما ورطتني؟"
-:" لا تجعلني أجيبُك كما أجبتُ ايميتو!"
-:" وماذا تقصد يا هذا؟"
في لحظة قفله رفع القاتلُ سلاحهُ نحو الثاني ووجه رصاصةً وبكُل برود نحوه، غير آبه لزيادة نقطة سوداء
أخرى في حياته هو غارقٌ في مستنقع نتنٍ على أي حال!



عادت كيتي لمحضنِ ذكرياتها الغابرة تُداعبُ مُقلة عينيها الحزينتين، وشوقٌ يأسرُ حنينها، هذا الصمتُ يحتضنُ غيابَ الغوالي،
فنبشَ هذا الهدوء في أسرارِ ذكرياتها، حاملاً عبقَ أروع النسمات لمسامها.

حافظً هذا المكانُ على أثارها السابقةَ، الأثاثُ بزينتهُ الغامقة والستائرُ بيضاء لامعهَ، لکن الحديقة مشهدٌ من أيامٍ قاحلة!
النباتات ذابلة والعشبُ ميتْ، الشجارُ حزينة والمسبح عفنْ ،كأنها مقبرةٍ مُقفرة! يا لهُ من مشهدٍ يقضي على مسرة الوجدان!


تبع حديثُ الشريكين، مُلاحقه للإمساك بهدفهم الغامض، وصولهم كان بعد فوات الأوان! و عم الغضبُ و الإحباط لكُلٍ منهُما،
أخذت تلتمسُ باحثةً عن مُرادها لتتصل به مُستنجدة، جاءها صوتٌ مُتلعثم غيرُ رزين:" ب..بمماا أخخدمُك سسيدتتي؟"
أجابتهُ مُتململه وهيّ تعبث بلورقة بيدها غاضبه:" أيها الاحمق! ما هذه الإحداثيات التي زودتنا بها،
المكانُ مصنعٌ مُحترق ومهجور! أين هو ابحث عنهُ جيداً أريدُ أن أنهيَ عملي على هذه البطيخة اليوم!"
توتر هيروشي وأسقط الهاتف من يده واستعادهُ قائلا وهو يمسك به معكوساً!:" ف..ف..في الححال انتظرري اانا ابححث ااالآن..."
بعد لحظات محسوسه:" لققد غيييرَ مككااانهُ ثثانيتتاً.. اااليكي ااحداثثيات الموققع الححالي..."
-:" تلقيتها، ابقى على الخط وأخبرني بوجهته الجديدة"..
التفتت لشريكها:" لدينا احداثيات الموقع الجديد، الهدف يتحركُ مُبتعداً نحو الشرق .."
كان يقف بعيداً، مصدوماً فاتحاً فاههُ ينظر في اللاشيء، تقدمت نحوه قائلة:" ما بك يا كيث؟؟ ماالـ....."
بترت كلامها مصدومة برؤية ما ينظرُ اليه.....



دخلت كيتي للمطبخ لتراهُ قليلاً، كان كارثة بلا مبالغة، التقطت نفساً عميقاً قائلة:" معك حق يا كاغوري، البيتُ بلا أمراءه ككعكةٍ بلا زينة!"
رفعت الطبق الذي يبدو عليه أنهُ لا يخصُ اليوم أو الذي سبقه قائلة باشمئزاز:"كعكةٌ عفنة بلا زينة!"
قامت بتنظيف البيت هُنا وهُناك، تقتُلُ فراقها مُنتظرةً عودةَ والدها وأخيها، وحين كانت تمسحُ الغُبار عن البيانو الأبيض،
القابع في زاويةٍ من زوايا غرفة الاستقبال، لمحت ملف فضي اللون كان مُندساً بين كومة أوراق بفوضى،
فأخذت تكشفُ مكونهُ من الأسرار....

في الطريق، كان كيث يجلس بجانب ايكوكو وهي تقودُ بعد أن فقدا أثر هدفهما،
كان الغضب والانزعاج جلياً عليه، قالت ايكوكو مفتعلةً النقاش:" علينا أن نُمسكَ به بسرعه،
لم أتوقع أن نجد ضحيةً أخرى له، العلاقة الوثيقة بينه وبين الضحية باتت تُدينهُ وبشدة!"


أجابها وهو يُضيقُ عينيه بحذر:"علينا الإمساكُ به قبل أن يؤذي أحداً آخر، بتُ قلقاً على كيتي.. "


عصر نفس اليوم، عاد القاضي وكان مصدوماً لتواجد كيتي، لم تكُن قد أخبرتهُ بقرارها هذا بالأمس،
كانت تجلسُ على كرسيُ البيانو العريض وتنظرُ لمفاتيحهُ بفراق، فزعت حين وضع يديه الكبيرتين على كتفيها،
نظرت نحوهُ بفزع ثم هدأت لدى رؤيته يحتضنها بكفيه، فأعادت طرف عينها للملف الذي في حضنها لتقول بلا مقدمات
-:" لقد كُنتُ أبدو كالمغفلة الساذجة طوال السنوات الثلاث السابقة، استُغللتُ، أهنت واُذللت، وأنا غيرُ مُدركة لما يحدُث حولي "

وجهت نظراتها نحوهُ وقالت والدموع تغزو خديها :
"في ذلك اليوم، اتصل ايكيجي بي و قال، إن كُنتُ لا أصدق ما قاله لي في حفلة ليلة أمس، فل أعد أدراجي الأن!
لا أعلمُ لما عُدتْ لكنني عُدتُ وحسب، كُنتُ بحاجة لأشعر أني مُحقه، و اكتشفتُ أني لستُ كذلك! وقفتُ مترددة أمام بيتي
لم أعلم ماذا سأقول لايميتو ان سألني لما عُدت! لكنني تفاجأت بمارثا تخرج من بيتي أنا وابتعدَت بسرعه ! تجمدتُ مكاني،
ولم أدرك ماذا يفترضُ بي أن أفعل، شعرت بخليط من المشاعر غلبها الحقد، دخلت وأنا في شدة غضبي بعد أن أدركتُ
أن لا فائدة من البكاء هُنا! حينها كنتُ في قمة غضبي لدرجة أني لم أكن لأستغرب من نفسي إذا قتلتهُ، صُدمت!
كان ايميتو هُناك غارق بدمائهُ فاتحاً عينيه على وسعها، دبَ الخوف في سري، لم تحملني قدماي وتهاويت فوق
دمائهُ الدافئة على الأرض، حاولتُ الإقتراب لكن عجزت وخذلتني شجاعتي عن التقدم، اتصلت بهيكيجي وتحدثتُ معه
بحروف مُبعثرة بالكاد فهم منها أني في موقفٍ صعب، حاول تهدئتي ليفهم جيدا وحين هدئت رويت لهُ ما حدث،
فقال لي أن أخرج من هُنا وأن أذهب لحيثُ يفترض بي أن أكون، لأن الشرطة ستتهمُني بقتله! فزعتُ وتلبكت بشدة،
وفي النهاية نهضتُ من مكاني وغادرتُ بسرعه، بقيتُ أهلع وأدور حول نفسي وأنا أبكي ، ثم خلعتُ جواربي
ومعطفي الأبيض بعد أن تلوثا بالدماء وركبتُ سيارتي مبتعدة، فكرة أن يكون ما قالهُ هيكيجي صحيحاً طغت على منطقي تماماً!
لا أصدقُ أني تركتهُ هناك غارقًا بدمائهُ في زاوية مكتبهُ الباردة! وحتى الآن أفكر أنهُ كان من الممكن أن أساعدهُ
لكنني خذلته بسبب أنانيتي!"

كان والدها يستمعُ لها باهتمام، طبعا ليست أول مرة يستمعُ لشيء مشابه، في نهاية الأمر هو قاضي وعملهُ
يتطلب منه الاستماع لما يقولهُ طرفه، رجلً كان أم أمرأه، ليحكم بعدل!
حركها من كتفيها جاثياً على ركبتيه، لتستوي أمامهُ تماماً ويتقابلا وجهاً لوجه، أمسك وجهها يبن كفيه الكبيرتين قائلاً بحذر
-:" أأهذا كُل ما حدث؟ ألم تُغفلي عن أي شيء مهما كان صغيراً"

بات والدها الوحيد الذي تثق به في الحياة، والناس من حولها يستغلونها لا أكثر! أجابته بلا خوف واثقة به، من غير
توريط ايميوي لتسترهُ عليها طوال الشهور الماضية:" نعم هذا ما حدث تماماً!"

رسم ابتسامة هادئة ورقيقه لابنتهُ الغالية وضمها لصدره بأريحيه قائلاً:" لقد أرحتني صغيرتي، كُنتُ واثقاُ بك."
تأثرت وانصدمت من كلامه، فسألت بحذر:" أهذا يعني أني لن أذهب للسجن؟"
بقي يُحدق بها لفترة قبل أن يُدرك سؤالها البريء ليُجبها:" لا يا صغيرتي ! هذا لا يستدعي السجن، لن يحكم القاضي
بأكثر من دفع مبلغ معين للمحكمة مع بضعة أشهر من الأعمال الإجتماعية! فأنت لم تقتليه إنما لم تبلغي الشرطة
بسرعة بتأثر من شخصٌ آخر."
قالت مبررة:" لكن هيكيجي قال....."
توقفت حين استوعبت الأمر أخيراً، فنهارت باكية لغبائها......

"في هذه الحياة لا أحد يستحقُ أن تثقي به أكثر من عائلتك، لأن الآخرين يُشكلون الذئاب في المجتمع، ينتظرون منك
أن تغفلي ليغدروا بك، وأنا هي هذه العائلة، لأنني أبقي مصلحتك في هذه الحياة ففي النهاية أنا شريكُ حياتك،
ولن يفرقنا أحد عن بعض، الى الأبد!"
كانت هذه كلمات ألقى بها ايميتو على مسمع كيتي ذات مرة، وها هي تذكرُ ما قالهُ لها لتنهار أكثر وتُحاول الإستناد على والدها....


****


" اعكسي الاتجاه بسرعة، لقد دخل المبنى هُناك!"وبخفة فائقة عكست اتجاه السيارة الى حيثُ أشار كيث،
التفتت إليه لتقول له:" تذكر أننا نريدُ الإمساك به حياً!"
لكن كيث نزل غاضباً وبسرعة قبل أن تتوقف السيارة تماماً! لتنزل خلفهُ قائلة بتذمر
-:" أي حماسة هذه؟ لن نُمسك به حياً وهو على هذه الحال!"

كانا يبحثان هُنا وهُناك إلى أن لمحاه كما فعل هو فبدأ بالركض هارباً منهما وبدأت المطاردة، الى أن حاصراه ووصلا لنهاية
هذه المطاردة السخيفة، لاشك لأنهُ مدرك أنهما سيُمسكان به في نهاية المطاف فلما يُتعبُ نفسه؟!
حاصراه في زاويةٍ من إحدا القاعات الكبيرة في الطابق الثالث بعد المئة!
بدأ بالذهاب يمنةً ويسرة إلى أن أدرك أنه قد حُوصر تماماً، توقف يلتقط أنفاسهُ بفوضى ليسأل كيث بحدة
-:" هل أدركت أخيراً أنك وصلت لنهاية المطاف يا هذا؟ سأضعُ نهاية لهذه المطاردة! استسلم وإلا!"
قال الجملة الأخير وهو يُلقمُ سلاحهُ ويُشهرهُ نحو هيكيجي مُتابعاً لكلامه:" توقف وإلا تعرف أني لن أتردد أبداً!"
ففعلت ايكوكو الشيء نفسهُ لكن بحذر، سأل هيكيجي مستفسراً:" أعتقدُ أنهُ يحقُ لي أن أسأل عن سبب مُطاردتكُما لي؟!"
ليجيب كيث والشرر يتطاير من عينيه:" كأنك لا تعلم! أم أنك تحبُ لعب دور الغبي؟"
لتُتابع ايكوكو وهي تظهرُ ورقةً له:" أنتَ رهنُ الأعتقال بتُهمة مُتاجرةَ الممنوعات، بالإضافة لقضايا أخرى سنفتحُ التحقيقَ عنها
بعد استضافتُك لدينا وهذه هيّ مذكرة الاعتقال! "
فقال هيكجي بعد أن خلع قناع السيد المهذب الذي اشتُهر به بين المحامين:" أنتم يا كلاب الحكومة تعيشون على
تنظيف الشوارع من المتشردين لننعم نحنُ أصحاب المصالح المُربحة بالنعيم والرُقي!"
ثُم رفع يدهُ و أشار نحو كيث مُكملاً بتعالي:" أنت تعتقدُ أنك ستُنهي الأمر بالقبض علي لايمكنُكُما إدانتي بهذه التهمة ببساطة،
لا تتوقعا أن إظهار ورقةً سخيفة سيجعلُني أستسلمُ لكُما أنا لا أهزَمُ بورقةً ضعيفة كهذه!"
ضيق بعينيه ليقول بثقه أكبر:" كما أنني الوحيدُ القادر على تخليص كيتي من كُل الاتهامات التي وجهة لها ومنها
تلك التُهمة التي ورطتها بتجارة الممنوعات!"
قال كيث غاضباً وهو على نفس الوقفة:" ما الذي تتحدّثُ عنه الآن أيها اللعين؟ أية تجارة وما علاقة كيتي؟"
نظرت لهُ ايكوكو لتقول تاركةً دور المُشاهدة:" إنهُ يقصدُ تلك الملفات التي جمعها والدك، بعض تلك الصفقات
تحملُ توقيع كيتي! هذا المتعجرف يعتقدُ اننا لا نملكُ دليل براءة شقيقتك من كلا القضيتين!"
تفاجئ كيث من هذا الكلام وبقي غير مُصدق لما يحدُث، هو جاء لمساعدة ايكوكو ولم يكن يعرف شيء أكثر من
أنهما يُطاردان هيكيجي بعد أن كشفت بعض تلك المستندات عن تورطهُ مع ومارثا وايميتو وأنهم شركاء منذ عقد!
قال هيكيجي بحذر:" أيُ دليلٍ تقصدينَ يا فتاة؟"
قالت وابتسامةً واثقه تُزين ثغرها:" حين استلمتُ قضية جاستري، قمتُ بدراسة كُل المستجدات التي جمعها كيث،
لكنها لم تكن كافية! ذلك الشعور في أن هُنالك حلقةً مفقودة بقي ينتابُني، فذهبتُ لبيت كيتي وحدي حين كانت في المشفى،
وبحثتُ عن شيء جديد فوجدتهُ في مكانٍ من مكتب جاستري، كانت تلك التحفةُ تُثيرُ استغرابي، لم تكُن مُتميزة
ولا جميله مُجرد تُحفه رخيصة وبالمقارنة مع التحف الثمينة الأخرى لا تستحقُ أن يُزين جداران المكتب بأربعٍ منها!
اقتربتُ لتفحُصها عن قُرب والأربعة منها كانت تحملُ مايكرو كاميرا ذكية وذات ذاكرة واسعة! فحصلنا على
تسجيلات التسعة أشهر الماضية ومن ضمنها يوم الجريمة قبل سبعة أشهر!!"
كانت الصدمة تعلو وجه المتابعين لحديثها، من جهة كيث الذي فاتهُ العثور على الدليل وهيكيجي الذي أدرك موقفهُ في هذه القضية!
تراجع هيكيجي متوتراً يفكر في مخرجٍ لا وجود له، وفي لحظة غفلة هجم نحو ايكوكو، مُعتمداً نظرية أنها الأضعف!
لكنها تصدت لهجومه وأمسكت ساقهُ وحولت هجومهُ لمصلحتها وأسقطتهُ جانباً، ثم عاود الهجوم فاحتدم القتال بينهما،
بدا جلياً الكفة لمصلحتها مع أن هيكيجي كان يصبُ جام غيضهُ عليها!
في أثناء ذلك كان كيث يُرجع ما قالتهُ قبل لحظات غافلاً عن ايكوكو، التفت نحوهما ليفاجئ بمشهد انتزاع هيكيجي لسلاح ايكوكو...
وفي طرفة عين كانت قد تهاوت لتسقط بصمت... وكردة فعل سريعة أطلق كيث النار على الآخر قبل أن يُطلق عليه...

*يتبع*




آدِيت~Edith 03-11-2020 04:39 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
عدت بعد قراءة فصلين ولي عودة حالما أنهي البقية
فلم أستطع مقاومة تأخير الرد على رائعتك هذه
فعلا رواية أخاذة وجاذبة بكل تفاصيلها
الأسلوب والفكرة الرهيييبة أحببت روايتك فعلا
مسكينة هذه الفتاة
حسنا لست واثقة من تمام برائتها
لكني واثقة أنها ليست القاتلة
كون شقيقها التوأم هو المخقق شيء استثنائي يثير حماسي
هو جدي وغير متهاون ولايسمح للعواطف بأن تسيطر غليه
رغم قلقه وألمه لما حل بشقيقته
اخلاصه يعجبني رغم أني أمقت هذا احيانا
فهذه الشخصيات متعبة مع نفسها ومع عائلتها تفتقد لاظهار مصداقية المشاعر
تميز الفكرة والانتاج أذهلاني حقا
لي عودة بعد أن أتم القراءة باذن الله

فِريـال 03-12-2020 10:11 PM

http://www.m9c.net/uploads/15837682151.png









الفصل السابع:
"الظلم"

كان كيث يُراجع ما سمعهُ قبل لحظات غافلاً عن ايكوكو، التفت نحوهما ليتفاجئ بمشهد انتزاع هيكيجي لسلاح ايكوكو
وفي طرفة عين كانت قد تهاوت لتسقط بصمت. وكردة فعل سريعة أطلق كيث النار على الآخر قبل أن يُطلقظ™ عليه...
وليتهاوى مُغمىً عليه، ثم يتجه كيث نحو ايكوكو بسرعه مُطمئناً عليها.

بعد اسبوعين، تخللت الضوضاء القاعة العريضه، المليئة بالحضور المُنتظر بترقب شديد لسماع حُكم القاضي المصيريّ،
المتضرّرين، يجتمعون في قاعةٍ واحده بعد أن كشفوا مع هيكيجي بسبب العلاقة القويه التي تجمعهم معه،
وبعد أربعة جلسات في المحكمة العليا، بات امرهم محسوماً! أغلبهُم سيخضعون لمحاكمه خاصة بهم وآخرون
لايزالون يُخفون ملامحهم تحت أقنعةٍ واهيه، لكن مهما دار الزمن سيأتي يوم و يُكشفُ أمرهم.

وسابقا في مُحاكمة مارثا دانتيل وبعد جلستين لا أكثر، حكم القاضي ناجيسا عليها، بثلاثة عشر سنة من السجن
بتُهمة (تجارة الممنوعات) والأعدام بعد انهاء فترة سجنها بتهمة (محاولتها القتل عن إصرار.)ايضا...

أما اليوم و في محاكمة هيكيجي، بعد أن قدم المدعي العام كُل الأدله وبعد أربعة جلسات، أعلن القاضي الحُكم عليه
-:" بعد الإتفاق مع هيئة المُحلفين وسماع آرائهم، حكمت المحكمه على هيكيجي كينزامي بالسجن لمدة عشرين سنه
بتهمة متاجرة الممنوعات بالإضافة لمصادرة جميع ممتلكاته؛ وبعدها الإعدام بتهمة قتل الضحيتين،
ايميتو جاستري وفرانس مليغان...
وإجراء تحقيق مفتوح لغاية كشف باقي المتورطين في القضيه وبهذا أُغلقت القضيه وتستأنف عند إيجاد بقية الأدلة."

من الحضور من سُعد بالحُكم وخاصةً كيث الذي تُزينُ ابتسامة النصر ثغره، وآخرون منهم لم يعجبهم وقع الخبر على
قلوبهم وخاصةً من كانوا مُقينينَ أن دورهُم سيكون التالي... وأما السيد ميلو نوراكي فقد كان القلقُ ينتابهُ على ابنتهِ
وهم موقنٌ أن الوضع سيكون صعبًا عليها.

بعد يومين من محكمة هيكيجي حان دور كيتي لتخضع أمام القاضي بأقوالها، بدأ المدعي العام أسئلتهُ الواحدة تلو الأخرى...
-:" هل صحيحٌ أنكِ، لم تكوني على علمٍ بمكنون المسندات لدى توقيعها؟"
-:" هذا صحيح."
-:" هلا شرحتي كيف تنوين اقناع المحكمة بصحة ذلك؟"
-:" بعد إذنك حضرت المدعي، الأمرُ أوضح من أن أشرح ذلك!"
-:" ربما! لكن هلا أسمعتي المحكمه ذلك؟"
-:" الأمرُ وما فيه أن زوجي طلب ذلك وأنا وقعت!"
-:" أتقصدين أنك قد وقعتها عن ثقه وببساطه؟ ام أنك كُنتِ على علم بحقيقة المستندات؟!"

امتلأت القاعه بالهمسات وارتفعت الأصوات الشاكية والمستفسرة لدى طرح هذا السؤال، فأسكت القاضي ناجيسا
الحضور بالطرق ثلاثة مرات، وخاطب كيتي قائلاً:" أجيبي على السؤال بشكل تام يا سيدة."
أخذت كيتي نفساً تمحو به التوتر الذي أصابها وهي تُذكرُ نفسها... أن لا داعي للتوتر لأنها بريئة من التُهمه ثُم
قالت بثقة:" المُفترض أن تكون هذه السندات للشركة التي فتحها بإسمي قبل سنتين! أخبرني ايميتو أنهُ يرغب
بالعمل بإسمي بسبب أن شركتهُ في وضع خطير وينوي إنقاذها ودعمها عبر الإستثمار في شركة أخرى."
صمتت للحظات قبل أن تُكمل:" حضرة القاضي! أيُعقل أنكم تُحاولون توريطي بقضية لا علاقة لي بها؟!
أنا لو كُنتُ أعلم بالحقيقة يومها وأن المستندات التي وقعها تخص تجارة قذرة، لكان ايميتو ميتاً على يدي
في وقتها أي قبل سنتين وليس الآن! لأن نزاهتي تظ™بغض ما يُخالف المبادئ الأنسانية وهذا أحداها."
امتلأت المحكمه بأصوات التصفيق من الحضور بعد أن وقفوا، كان لكلماتها البسيطة أثرٌ كبيرٌ على الجميع!
فابتسم المُدعي العام لها وجلس مكانه. ثُم رفع القاضي الجلسه ليوم الغد بعد تصرف الجمع المتواجد وبقي الجميع
ينتظر قدوم يوم الغد لإعلان القرار بحق كيتي. بقي كلاً من كيث ووالدها غير قادرين على النوم مُنتظرين صباح الخلاص...


*


في عصر اليوم التالي!
دخل كيث الغُرفة وهو يطرق على الباب بخفه ليُنبه ايكوكو بحضوره، أتاه صوت المعنية بعد أن أخفضت الكتاب من يدها:" تعال يافتى!"
اقترب وجلس مبتسماً قائلاً بخبث:" ألا تزالين على قيد الحياة؟ ظننتكي متِ!"
نظرت له بملل قائلةً:" من سوء حظك، ماذا حدث مع كيتي هذا الصباح؟"
نظر للأعلى قائلاً بحزن:" لقد ظلمها القاضي! لم يكن عادلاً البته!"
توسعت عيناها مع وقع الخبر، كانت متأكده أن الحكم سيكون لصالح كيتي لكن ماذا حدث؟ تابع كيث:" اعتمد القاضي
مبدأ أنها قد وقّعت، اذاً هي مُذنبة! حكم عليها، بالسجن لستة أشهر مع مصادرة جميع ممتلكاتها الخاصة و التي ورثتها من زوجها!
إن سألتني عن رأيي، كيتي لا تستحق هذا الحكم وقد ظُلمَت كثيرا طوال السنوات الثلاث السابقة وللآن..."

"يتبع"






الخاتمةة:

"بعد مرور سنتين!"



-:" أين ذهب كيث؟"
-:" لا نعلم!"

-:" هل رأيتم أخي؟"
-:" لا لم نراه!"

"أين ذهبت؟ عندما أجدك ستدفع ثمن كل هذا الجري والبحثُ ورائك!"
كانت كيتي تبحث وتسأل كُل من تقابله عن المعني بلا جدوى! لمحت والدها والسيد ايتاكورا
بين جمع من الضيوف المحتشدين حوليهما! تقدمت لتسأل وهيّ تقف بينهما هامسه:" أرأيتما كيث؟"
أجابها والدها بهدوء:" أين ما كان، أكيد هو قريب لا تقلقي!"
في حين انفعل الآخر:" أين ذهب ذلك الطائش! ألا يدرك أهمية تواجده اليـ....."
قطع كلامهُ وهو يُنادي ايميوي، ليقترب الآخر مستغرباً! طلب منه والدهُ أن يبحث عن كيث مع كيتي قبل وصول
باقي الضيوف فبدأ بالبحث مع كيثي بملل! في أثناء ذلك سأل بكل بلاهه:
" هل بحثتي في الغرفةُ الخاصة به؟! أو غرفة كاغوري مثلاً؟!"
بالفعل كان سؤالهُ في محله! هيّ بالفعل لم تبحث في هذين المكانين تحديداً! أو ليس المفترض أن يكون أول مكانٍ يُبحثُ به؟!
" صحيح لم تُخبريني لما تبحثين عنه ؟؟ "
يا له من سؤال! لو يعرف الإجابة! قالت وهي تُتابع طريقها:
-:" كي أربط لهُ ربطة العنُقِ هذه!"
وقف مكانهُ وهو ينظرُ نحوَ الربطة باستغراب!:" ومتى ربطها كي تتوقعي ذلك الآن؟!"
استدارت نحوهُ في لحظةٍ غيرُ مُتوقعة والتحدي ملأ عينيها:
" سيلبسها اليوم و لن أرضى بأقل من ذلك! لن أسمح له أن لا يرتديها اليوم!"
°^°


في نهاية الأمسية، وقف الجميع حتى الضيوف مودعين كيث وكاغوري وكانت تبدوا كيتي الأسعد بين الجميع!
أتساءل اذا كان بسبب مناسبة اليوم السعيدة، أم لأنها أفلحت في ربط الربطة لأخيها وبنفسها؟ يصعب الجزم!

وقفت ايكوكو بجانب خطيبها وهي تقول:" وأخيراً! وأخيراً تخلصنا منك يا كيث!"
نظر لها بطرفه عينه متململاُ:" وسنتخلص منك فدورك قادم! أليس كذلك يا هيروشي!"
توتر المدعو هيروشي قائلاُ:" أأأأعتقّددُ ذذلك! سسيددي!"
اقتربت كيتي وهي تحضن شقيقها قائلة:" لا تقُد بسرعةٍ يا أخي ولا تنسى اذا ازعجت كاغوري فسنزعجك!
مع أني لا أعتقد أنك بحاجه لتنبيه! أليس كذلك يا ايميوي؟"
قالت عباراتها الأخيرة وهي تنظر نحو المعني، ليجيب وهو يؤيد كلامها بابتسامة بلهاء!


غادر العروسان أخيراً و بدأ الضيوف بذلك أيضاً، جلست كيتي في زاويةٍ من الحديقة على الأرجوحة، بجوار المسبح
وهي تُدلك أصابع قدمها بعد أن تخلصت من الكعب..
أقترب ايميوي وهو يخفي يديه في جيبيه قائلاُ:" لقد مر وقتٌ طويل على آخر مرة أظهرت كُل تلك السعادة!
أسعدني جداً أنك خرجتي من مرحلة الإكتاب والعزلة!"
قالت وهي تنظر في عينيه:" أتقصد أني نجحت في ذلك؟"
قال مستغرباً:" ماذا تقصدين؟ أتعنين... أنك... كيتي لقد قلتي لي أنك بخير، هل كُنتي تمثلين علي أنا أيضاً؟
أين ذهبت الثقة بيننا.. ألم تعديني أنكي ستتحسنين؟ أكنت تستخفين بي؟"
نهضت من مكانها غاضبة وقد تشابكت الكلمات عند ثغرها:" هل ستحاسبني الآن لأني أسعى لإسعاد أخي وأبي؟
فقط لأنك طبيبي؟
كيف تعتقد أني سأتخطى العثرات المؤلمة التي كسرت روحي في الماضي، و بهذه السرعة؟...
ايميوي!
كيف ستُصلحُ المرآة اذا كُسِرَت؟ هل هذا ممكن حقا؟"
قال مُتفهماً:" أدرك ما تقصديه، لكن إذا استمريت بإقناع نفسك بأنك لن تنسي فلن تنسي البته! توقفي عن
أسر روحك في الماضي وأكسري الماضي بنسيانه! الحياة تكمن في المستقبل..."
قاطعتهُ معترضة:" إذا لم يكن هنالك ماضي، فلن يكون ثمة مستقبل! بعد قليل حين تذهب مبتعداً،
سيتحول حديثنا هذا لماضي! فهل تريد مني نسيانه أيضاً؟!"
أجابها بتعب:" أنت فقط أنسي ما ألم بك قبل عامين وستكونين بخير! بحسب ما أراه المشكلة ليست في الماضي وحسب!
فالمشكلة أنك نفسك لا تريدين النسيان! أنت تدفنين نفسك في الماضي بنفسك! يكفي يا كيتي!
يجب أن تتخلصي من بقايا الزجاج المتناثر في جوفك...."
قالت مستسلمة:" سأحاول ذلك!"
قال وهو يضغط على ذراعيها بقوة:" لا يكفي أن تُحاولي! يجب أن تفعلي..."
أجفلت هامسة:" سـ... سأفعل ذلك... أنا أعدك يا ايميوي."

~ تمت بحمد الله تعالى ~







شَمس. 03-13-2020 08:27 PM




https://e.top4top.io/p_1539g22uh4.gif
@Assassin queen;



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك عساك بخير ق3؟؟
اولا قريت الرواية بعيون عام 2017 و نسيت الاحداث و يوم شفتك نزلتيها هنا رجعت اقرأها و حبيتها اكثر :ناميا:
الرواية مره حلوة ق6، و احلى العنصر البوليسي و الاجرامي و كيف ربطتيهم بالخطايا smile7
بتكلم بشكل عشوائي هه5
ايميوي مره عجبني مع ان ظهوره عادي بس اني خقيت عليه smile4، و حبيت شخصيته و كيف انه يدعم كيتي، بس كيف عرف بكل اللي صار؟؟، شكله كان موجود في الحدث، عل العموم اني حبيت علاقته مع كيتي
كيتي تحزن ياخي، في البداية استنكرت تصرفها انها ما علمتهم و طلع كله بسبب هيكيجي الخبيث، طيبه بس الصراحة فيها غباء و حزنت عليها عشلن الكل قاعد يخدعها و يستغلها و حبيت كيف اكتشفت بالاخير ان عائلتها هم منبع الثقه و الامان ق6ق6
كاغوري تضحكني ياخي ضحك4، مدري بس بكل ظهور لها اضحك، حبيت مره كيف انها تحاول تربط العائلتين ببعض دايما و تحافظ عل علاقتهم cute8
كيث اللي يعجبني فيه التزامه بعمله و رغبته باتمام التحقيق حتى النهاية بس عشان اخته، صح كانت صدمه عليه ان اخته متهمة بس حبيت تماسكه و لو كان مزيف و محاولاته لحل الاحجيه ق0
ايكوكو اكثر شخصية عجبتني، احسها فخمه ياخي، توقعتها بتمنع كيث من التحقيق بس كويس انها خلته يحقق معاها، و عجبتني يوم عرفت من هو المجرم و راحت مع كيث يطاردونه
ايميتو واضح مخادع من اللي ظهر عنه، اما هيكيجي فهو بس يكفر بنفسه، مارثا ما اهتميت لها الصراحة
المفتش قتلني ضحك اختلاف تعامله مع كاغوري و مع كيث ضحك3
اما الاب فحبيت جانبه القاسي و جانبه اللطيف ق6ق6
الاحداث حافله و حلوة، طلع زوجها قاعد يستغلها حرفيا و يخليها توقع مستندات تجاره غير قانونيه، حزنت يوم انظلمت و حكموا عليها، و حزنت عليها برضو انها تبغى تقولهم بس هيكيجي كان يمنعها، و اللي حزني اكثر يوم كانت تكلم ابوها و شرحت له كل شي و يوم قلها لانك ما علمتي الشرطة و قالت ان هيجيكي و سكتت لانها استوعبت انه خدعها، جد حزنت هنا عليها و صعب عليها انها تتجاوز كل هذا
حدث هجوم كيث و ايكو على هيجيكي عجبني مره سواء وصف او سرد او حوار، كان مره مثالي ق3، و حبيت كيف ان ايكو صدته بس للاسف أفلت سلاحهامصدوم5، يوم عدت اقرأ خفت انها ماتت بس كويس انها عايشة و ضحكني كيث يوم قلها الم تموتي ضحك4
اي حبيت كلام كيتي بالمحكمة و قلت خلاص ما بيظلموها بسقلب0
عجبني ايميوي و هو يحاول يشجعها ق0
و يوم سألته في الاخير اذا كسرت المرآة كيف تصلحها و هنا ظهر ارتباط العنوان بالقصة و انه وصف لحاله كيتي المنكسره :ناميا:
جد استمتعت و انا اقرأ الروايه ق3ق3
الوصف و السرد ممتازين بس في لخبطه باسماء الشخصيات في بعض المواقع، اما قصة الروايه فحلوة و حبيت طابعها البوليسي و الاجرامي ق8
لا تحرمينا من جديدك
في امان الله


الساعة الآن 05:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team