منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   نقاشات وأنشطة الروايات (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أفقي الأثيريّ~ معرض (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=892)

imaginary light 04-08-2022 11:00 PM


https://e.top4top.io/p_1539g22uh4.gifhttps://www.arabsharing.com/do.php?img=229298
@REDNESS;

تراءت حركات يديه ضبابيّة أمام ناظرَيها،

حيث وجدت نفسها تُغمَر برمادٍ متكاثفٍ، تلاشى روَيدًا
لتجد نفسها في لا مكانٍ محدّد و كأنّ هجيعًا من الليل قد انقضى ،
فلم تميّز محيطها أثناء سُراها متتبّعةً أصداءَ خَريرٍ تتهادى إلى الأسماع مِن بعيد ...
حتّى لاحَ لها ذلك الأزرق المُتلامعُ تحت الضّياء البدريّ المُتراقصِ من بين حنايا
السّديم الذي تغشّى الأرجاء ...


اقتربتْ مِن المياه الهابطة بدَفْقٍ خياليّ ،

فاتّسعَت عيناها و هي ترقب التّموّجاتِ السّحريّة تتشكّل على هيئةٍ بَشريّة أطوَل منها ؛
راحت تتحدّد على مهل ليرتسم على بُعد خطوات...
تبسّم لها متمتمًا :

-ليتكِ تعرفين مكانتكِ الحقيقية عندي .

مدّ ذراعه نحوها، فجارَتْ حركتَه بدورها مأخوذةً مبهورة،

و ما إنْ كادت أناملهما تلتقي حتّى تناثرَ كما كلّ الأجواء مِن حولها...
لتصحوَ على الواقع بِدوار ، فتى الشّلّال ...الشّابّ صاحب الوهم،
يمسكُ بها قبل أن يختلّ توازنها ،سائلًا بعتَب:
- هل أنت بخير؟
انتشلَتْ نفسها بعيدًا عنه ، و هي تتماسك بسرعة لتنبريَ به:
-ما كان ذاك؟! مَن تظنّ نفسك؟! كان يُفتَرض بالوهمِ أن يجسّد أبشع كوابيسي أمام ناظِرَيّ!
- مهلًا...مالذي تجسّد لكِ إذًا؟!

من استِنكارِه البحت و حيرته الصّادقة أمام تغيُّظِها ؛

أدركتْ أنّه كان قد احترمَ خصوصيّتها ...
فلَم يدرِ أنّ تقنيّته أتت عكسيًّا،لتريَها أجمل أحلامها !
-أوه! آسفة...يبدو أنّني لا أعي ما أقول...
بارتباكٍ طفيفٍ ردّدتْ ،فتكتّف ممتعِضًا بانتظار شرحٍ ، أتاه و هو يستشعِر ضحكتها المكبوتة:
-عشتُ ...أسوأ كابوس قد يخطر على بالك..كان رهيبًا...فعلًا. حسنًا، إلى اللقاء!!


و بحركةٍ أثيريّة هربتْ قبل أن يجد فرصة لاستجوابها...

فظلّ مكانه لا يعرف أين يذهب بكلّ الضّيق الذي أثقل أعماقه...
إذ فهم أنّ اللا شعور لَدَيه تمرَّد متحكِّمًا بتقنيّته ...
فلم يملك إيذاء هذه الصّبيّة حتّى حين انتَواه .

imaginary light 05-25-2022 09:11 PM

https://e.top4top.io/p_1539g22uh4.gif
CR



سألت بشبه همس, وهي تشعر بنفحات باردة قاتمة تلفّهما معًا مع كلّ كلمة.
صمته الجليل كثّف إحساسها, و ارتاحت لمّا قرّر أنّه لن يستغرق فيه طويلا...
-ظننتُ أنّي قادر على الخوض أكثر في تفاصيل تلك الليلة...مع أحدٍ من خارج محيط ما جرى.
-ليس من داعٍ لتحاول, طالما لست مرتاحًا للبوح بعد
اكتفى بهزّ رأسه أمام عقلانيّتها, متأمّلا الحلوى في محاولة بائسة لاشتهائها.
حين سألته "..."عمّا يحبّ تناوله, لم يجد من حاجة لإخبارها أنّه لم يعد يحبّ تناول شيء,
و أنّ كلّ ما يدخل جوفه بات بلا طعم ...مجرّد موادّ غذائيّة ضروريّة لا أكثر.
-كما ليس من حاجة لإجبار نفسك على الأكل, فلستُ هشّة لأتضايق من صديق,حصل أنّه فقد شهيّته
-و ماذا سنفعل بالدّانغو يا صديقتي الأذكى ممّا ينبغي؟
تجاوب باسترخاء وقد لاحظ أنّها أحجمت بدورها عن تناول الحلوى
-الأمر بسيط..."ت" سيحبّها...هيّا معي لأعرّفك به,لطيف جدًّا, و "ش" أيضًا! ستألفهما سريعًا!
فقط لا تخبرهما بامتداحي لهما...لن يصدّقاك.


لم يستشعر مجاملة من ناحيتها,

و ما دعوتها تلكَ إلّا لإخراجه من جوّ وجد نفسه بالفعل يريد مغادرتَه.
عاطفتها الدّافئة كانت مستمرّة بتحسُّسِ طريقها نحوَ زاوية ما من أعماقه الزّمهريريّة


imaginary light 06-15-2022 08:40 PM




تسلّت بتسريح عينيها على الواقفين هناك,

البعض يتمطّى, و البعض يتزوّد بالوقود
أطفال يأكلون الحلوى, شابّ ببزّة الشّرطة يملأ درّاجته النّاريّة بالوقد...التفتَ نحوها و استوقف عينيها اللتين رمشتا عدّة مرّات بغير تصديق.

ركّزت نظرها إلى الأمام و أطبقت جفنيها
~ مستحيل...تتوهّمين...اهدأي
هكذا كرّر دماغها, قبل أن تعاود فتح عينيها إلى نفس النّقطة حيث يقف ذلك الشّاب...
بشرة خلاسيّة, شعر بنّي فاتح, و عينان حادّتان تلتمعان بابتسامة عاديّة للآخرين...شبحيّة تجمّد الدّم في العروق بالنّسبة إليها
تلك البطاقة التي عرضها " ت " عليها, يوم واجهها في الغرفة الجليديّة....
الصّورة في البطاقة تحمل الوجه ذاتَه!

ليست واهِمة إنّه هو نفسه!


و ها قد ترك الوقود و درّاجته و اتّجه نحوها...قلبها يخفق
ضخّ الدّم فيه يتلاطم
انحنى الشّابّ إلى جانب السّيّارة و أشار لها بإنزال زجاج نافذتها, ففعلت بشقّ الأنفس...إنّه الرّعب و ما يفعله

-سيّدتي...أراكِ وحيدة هنا؟ أكلّ شيء على ما يرام؟
كان يتكلّم بطريقة أيّ شرطيّ يتأكّد من سلامة مواطِنة
-إنّه أنت!
استطاعت أن تنبس بارتعاش مذهول, فهمس و ابتسامته تتّسع:
_عرفتِني..." د "؟
حتّى أنّها لم تكترث لمعرفته اسمها, و استخدامه بالاختصار كما لو كان صديقها
-أنت حيّ؟و ....أنت... لستَ...
ضحك أمام تأتأتها, و هو يهزّ رأسه يمينًا شمالًا
-" ت " ذلك النّذل...يالأساليبه
سكتت ...عقلها غير قادر على اللحاق بما يجري, بينما قال من لا مكان:
-ما اسمي؟
-"غ.و "

بخدر ردّدت, كلّ حرف من اسمه يتراءى لها كما في البطاقة تلك
-عظيم...فلتناديني"غ "يا زميلة
-زميلة؟

جحظتْ عيناها
-من العصابة أنت إذًا؟
-أنت تعجبينني مع كلّ لحظة تفتحين بها فمك...متزوّجة للأسف!
-أنت لست جثّة بلا رأس!

دمدمت و قد انتفخت أوداجها, وكلتا يديها تضغطان على حافّة نافذة السّيّارة بتشنّج, و قد بدأ تستوعب ما أكّده الرّد:
-بشأن ذلك...أما قلت لك؟ "ت" نذل كبير...لستُ مخوّلًا لإخبارك الكثير. فقط توقّفي عن رؤيتي في كوابيسك,

لأنّني حيّ كما ترَين. لم يشهد أحد ما فعله "ت" بتلك المسكينة...الرّجل ليس مبتدئًا ليسمح بملاحظة الشّرطة له.
كمّ الدّعابة في صوته و مسلكه زاد في إغضابها, كان جليًّا عليها أنّها على وشك أن تقفز عليه و تشبعه لكمًا...
-هيه!لا تنظري إليّ هكذا! لَم يُفتَرض بي إفهامك أيّ شيءإطلاقًا. كانت مهمّتي محضَ سؤالك عن اسمي,
لمعرفة شيء عن مقدراتك و كمّيّة تأثّركِ و أنت مرعوبة...أثبتِ نفسكِ يا زميلة.

كاد يمضي فجأرت خلفه وهي حرفيًّا تكاد تخرج من النّافذة:
-إلى أين؟!


imaginary light 06-28-2022 07:01 AM

https://e.top4top.io/p_1539g22uh4.gif
CR




~أرجوكَ أسمِعني أيّ رِمسٍ, فإن لَم تفعل- بحقّ الله -لا تكُن صديقي الأعزّ~
لَم تعلَم أيّ راحةٍ اكتنفتْها ,حين سمعت تتابع أنفاسه الرّتيبة...إنّه حيّ!
-"غ"!
هتفَتْ من مكانها بحماس, فانتفضَ رأسه كمَن تعرّض لإهانة, هيئتُه آخذة بالاستطالة و هو ينهض ببطءٍ مسدّدًا عينيه إلى المخلوقة,

التي لَم يعبأ بالنّظر إليها منذ رموا بدنها الخائر- الذي انبعثت منه رائحة مألوفة أزعجته-حتّى لحظةِ نظقها بهذا الاسم.
تلاشَت ابتسامتها فِيما هسّ الرّجل بصوت متوَعّدٍ -حصل أنْ مرّ عليها مِن قبل:

-تعرفين ذلك الخائن إذًا؟
أيُعقَل أن يكون...
فجأةً ...تهيّجَ المكان كلّه بإضاءة بيضاء قويّة,

و وجدَت "ب" نفسها وجهًا لوَجهٍ مع السُّمرةِ اللا بشريّة , الجبينِ الأشمّ القاسي, و الشّعرِ الأسود المتصاعد كشعلةِ شَرّ...
هذا ...ليس "غ" بالطّبع.



انخضّت بمزيجٍ من الخوف و السّخَط, آلامها لَم تحُل دونَ نهوضها المُتهالك, و هي تشير تجاهه زاعِقةً باستنكارٍ ذاهِل:
-"ف"!
بعنجهيّة تمتَم و رائحة التّراب المنبعثة منها تكاد تخنقه:
- وإذًا تعرفينني ...يا ابنةَ الطّين؟

ابنة الطّين دعاها؟!!
إن كانت قد استجمعتْ بعضًا من المنطق لترتّب أفكارها آنفًا, فقد تبخّر الفِكرُ كلّه عند تلكَ الإهانة...

-بقي أن تعرفني أنت!



استطاع استيعاب صرختِها المُحتدِمة, بينما حاجباه العَبوسان يرتفعان قليلًا, و هو بالكاد يميل برأسه,
متلافيًا لكمة متلاطِمة القوّة -بكلّ غرابة.
هذه البشريّة التي لا حولَ لها...هجمتْ عليه توًّا! تلكَ كانت الحقيقة التي احتاجَ ثوانيَ لاستيعابِها,
بينما راقبها قبالته مباشرة تشهق من شدّة ارتطام قبضتها المتصلّبة على الجدار, على بعد ميلي ميترات من وجهه.
ارتدّ كيانها بعد ثوانٍ وهي تتأوّه و تمسّد ذراعها المصابة,

بينما أعصابها تنقل أحاسيس الاحتراق و التّجمّد في آنٍ معًا...
-

imaginary light 01-10-2023 12:12 AM



اقتحمت الظّلامَ لتصل إليه بنفسها ,
لاحظت بنصف ابتسامة كم كان ذهنه مشغولًا,

إذ لَم يجفل منتبهًا إلا حين تمتمت:
-و إذًا لستَ مجرّد كلماتِ حكمةٍ خاوية, أنت تلتزم بما تنصح غيرك.
بدا على رؤوس أعصابه, فأراحته بسرعة:
-لقد أنجبتْ. هما بخير, و قد أوصيتُ الممرّضاتِ بهما.
لم يعطِ نفسَه أيّ فرصة للبهجة. يريد أن تثور ثائرته المكبوتة. هبّ واقفًا و الشّرّ في عينيه

اللتين امتزج الأسود فيهما بالأحمر.
-أنا شاكر لكِ
-سأرافقك
أعلنت وهي تجري معه , مدركة وجهته دونما حاجة للشّرح.

-سيّدي...لا أستطيع تركك تدخل.
-تنحّ و خذ الآخرين معك-قبل أن أحرقكم.
هذا ما سمعه الكهلان من تابعهما,

و من الرّجلِ الذي فتح الباب بدفعة و صفقه خلفه,
بعد دخول المرأة الأكبر عمرًا.
ساد صمت ثقيل تبادل الطّرفان خلاله النّظرات دونما حراك, حتّى اتّجه بوقار نحو المكتب,
ملقيًا كلّ ما على سطحه فجأة بتلويحة واحدة من ذراعه.
تنهّد الصّعداء بارتياح صادِقٍ متوجّهًا إليها بكلامه, بينما أصغى المُسنّان المتشنّجان دونما اهتزاز.
-لو تعلمين منذ متى و أنا أودّ فعل هذا!



الساعة الآن 05:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team