منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   روايات عامية (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   هفوات أنانية *مكتملة* (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=1873)

JAN 06-09-2020 08:55 PM

هفوات أنانية *مكتملة*
 

*,






بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وجبت لكم روايه جديدة
بديت أقرائها اليوم مميزة قليل بحقها ق4

JAN 06-09-2020 08:58 PM


*,

معلومات الرواية


الأسم / هفوات انانية
الكاتبة / شتات الكون [زينب]
المصدر / منتديات غرام

JAN 06-09-2020 08:59 PM


*,


روابط الفصول


البارت الاول
https://www.woonder-land.com/vb/show...28&postcount=7
البارت الثاني
https://www.woonder-land.com/vb/show...30&postcount=8
البارت الثالث
https://www.woonder-land.com/vb/show...32&postcount=9
الفصل الرابع
https://www.woonder-land.com/vb/show...7&postcount=10
الفصل الخامس
https://www.woonder-land.com/vb/show...5&postcount=11
الفصل السادس
https://www.woonder-land.com/vb/show...9&postcount=12
الفصل السابع
https://www.woonder-land.com/vb/show...9&postcount=13
الفصل الثامن
https://woonder-land.com/vb/showpost...2&postcount=14
الفصل التاسع
https://woonder-land.com/vb/showpost...8&postcount=15
الفصل العاشر
https://woonder-land.com/vb/showpost...0&postcount=16
الفصل الحادي عشر
https://woonder-land.com/vb/showpost...8&postcount=17
الفصل الثاني عشر
https://woonder-land.com/vb/showpost...5&postcount=18
الفصل الثالث عشر
https://woonder-land.com/vb/showpost...1&postcount=19
الفصل الرابع عشر
https://woonder-land.com/vb/showpost...9&postcount=20
الفصل الخامس عشر
https://woonder-land.com/vb/showpost...4&postcount=21
الفصل السادس عشر
https://woonder-land.com/vb/showpost...7&postcount=22
الفصل السابع عشر
https://woonder-land.com/vb/showpost...2&postcount=23
الفصل الثامن عشر
https://woonder-land.com/vb/showpost...7&postcount=24
الفصل التاسع عشر
https://woonder-land.com/vb/showpost...8&postcount=25
البارت العشرون
https://woonder-land.com/vb/showpost...9&postcount=26
البارت الواحد و العشرون
https://woonder-land.com/vb/showpost...0&postcount=27
البارت الثاني و العشرون
https://woonder-land.com/vb/showpost...3&postcount=28
البارت الثالث و العشرون
https://woonder-land.com/vb/showpost...6&postcount=29
البارت الرابع و العشرون
https://woonder-land.com/vb/showpost...7&postcount=30
البارت الخامس و العشرون
https://woonder-land.com/vb/showpost...2&postcount=33
الفصل السادس و العشرون
https://woonder-land.com/vb/showpost...4&postcount=34
الفصل السابع و العشرون
https://woonder-land.com/vb/showpost...8&postcount=36
البارت الثامن و العشرون
https://woonder-land.com/vb/showpost...9&postcount=37
البارت التاسع و العشرون
https://woonder-land.com/vb/showpost...1&postcount=38
البارت الثلاثون
https://woonder-land.com/vb/showpost...3&postcount=39
البارت الواحد و الثلاثون
https://woonder-land.com/vb/showpost...4&postcount=40
البارت الثاني و الثلاثون
https://woonder-land.com/vb/showpost...6&postcount=41
في جزء اخر للبارت الأخير في الصفحة 9





JAN 06-09-2020 09:00 PM



.
.
حينما تشتاق لنفسك ، وتبحث عن ذاتك
فمن المؤكد ستبحث عن شيئًا أنتَ\أنتِ تحبه
وستمارسه باشتياق عانق السماء
للعثور عليك....
وهذا ما فعلته أنا
بحثت عن نفسي فلم أجدني إلا ما بين كومة ورق مقطعّة
وأخرى ممزقّة بعنف!
بحثت أكثر فوجدتُ الحبر ينسج احداثًا جديدة على جدرانٍ فولاذية
لم اتخلى عن هذه الفرصة ما إن قفزت الفكرة الضمنية فعقلي حتى احتضنتُ نفسي من جديد ما بين موهبتي التي لا استطع الإنفصال عنها
ها انا قد عُدت بعد انقطاع لم يكن طويلًا كما في المرّة الأولى ولكن مضى عليه وقت ليس هيّن
عدتُ للحياكة من جديد ولكن بطريقتي الخاصة
عدتُ بشخصيات جديدة انطوت تحت اقدارها العميقة ربما هذه المرّة الشخصيات لن تكون تحت نطاق واسع ومشتت ولكن ستكون تحت ضغطٍ من الأحداث اكثر ففي بداية الأجزاء ستظهر كلًّا منها بعدد قليل ولكن فيما بعد سنُسهب في قصتهم!
فكرة ربما جديدة، وإن لم تكن فهذا من محض الصدف
الشخصيات لن تكون منزّهه كل التنزيه !!
ولن تكون مثالية بالشكل والأخلاق كما يجب عليه أن تكون !
فلذا ربما تكون جريئة تلك الشخصيات في الطرح والسرد ولكن بحدود على ألا تكون خادشه أو محرضة للاقتداء بها! فأنا لستُ ممن يزيّن الشّر او الحرام للغير ولكن اسعى جاهدة في توضيح معانيه وتوابعه بطريقتي وبكلماتي الخاصة للإبتعاد عنه !
فهذه الخطوة ما هي إلا البداية !
ملاحظة هامة جدًا: الرواية فيها تنوّع باللهجات واللغات وحاولت بقدر استطاعتي أن اتقن الأمر في كتابتي إيّاه كوني سعودية !فإن اخطأت كل ما ارجوه منكم التوجيه وكتابة ملاحظاتكم بِرُقي هنا او في الخاص
نقطة مهمة:الرواية سعودية!!وليست أجنبية


JAN 06-09-2020 09:00 PM



هفوات أنانية
هفوات أنانية
[color="black"هناك الكثير من الصفات التي يتميّز بِها البشر
صفات مشتركة وصفات خاصة لذات الشخص نفسه
والأنانية من إحدى الصفات الخاصة
لطبيعة الذات
ولطبيعة ذلك الإنسان التي تكمُن فيه
قد يتساءل البعض من منّا لا يحب ذاته؟
في الحقيقة والواقع
جميعنا نحب ذاتنا
ولكن هُناك درجات لحُب الذات
ما إن تصل إلى درجة طاغية من درجات الحب
حتى وقعت تحت مسمى ((الأنانية))
وتتفّرع صوّر الأنانية بالعديد من الأفعال
التي لا يحبذها عامة الناس ربما!
لأنها دومًا ما تتمحوّر في طُرقات مشبوهة
وملتوية ...
في بعض الحين تُبدّل وجوه أصحابها حتى أنك تُصبح لا تعرفهم
بل انك تنصدم من جلدهم الجديد هذا
كأنهم انسلخوا
من جلدٍ لجلدٍ آخر كـالأفعى
في الحقيقة تلك الأنانية لا تظهر علاماتها سريعًا لك
وربما تنمو وتكبر في روح ذلك الشخص وأنت لا تعلم انه يمتلكها
فهي تتلوّن وتتشكّل بعدّة ألوان
ربما تكون باهته وبسيطه لا تُخلّف ورائها أثرًا
وبعضها متوسطة بلونها الفاتح اثرها يبقى ولكن بإمكانك أن تُصلحه
أما النوع الأخير والأشد خطورة
الحالكة بالسواد
والتي من الغير ممكن ان تتخلّص من آثارها بسهولة!
في بعض الحين نتساءل
وهل يصعب الاتفاق إلا على ذوى النفوس الخبيثة الطامعة التي تملؤها الأنانية ويغزوها الحقد ؟(يوسف السباعي)
ربما البعض يُجيب نعم والبعض الآخر لا
كُلّا يجيب حسب وجهة نظره
مع سببه الخاص
فهنا ما بين طيات تلك الهفوات
سأجيبكم أنا بوجهة نظري الخاصة

.................................................. .................................


JAN 06-09-2020 09:01 PM



مقدمة للأحداث!


.
.
.
.كُّل الأشياء بدأت تصغر ، تضعف وتتهاوى ساقطة على الأرض باستسلام ضجيجها المزعج وأنينها المؤلم للسامعين ...كانت قد عقدت العهد بينه وبينها بألّا يحدث هذا الضجيج ....قسمت بألا تفترق عن روحها ولكن ماذا حدث؟ كُلّ الأشياء تغيّرت وتحولت إلى رمادٍ قاتل تحوّلت اغصان الاشجار فجأة إلى غضاريف ضعيفة متناهية في الصغر !!! وتحولت اوراقها إلى اوراقٍ شفافة لا يُعرف لونها! من شكلها!! ....الجدران تخبطت في بعضهما البعض وصرير الأبواب بدأ بالارتفاع ويعلو تردده في كُل يوم! مات كُّلّ شيء وبقى جسدها فارغًا ...تكتم بداخلها صرخت طفلٍ أضاع امه في مكانٍ واسع....لا تعرف بدايته من نهايته!
ذهبت إليه ، ليُرمم شتاتها فاخرسها بقبلة الفراق الموجعة....كانت تظن سيضمّد جراحاتها وسيُمسح على قلبها بقرار الهروب ولكن رضخ لِم يحدث حولهما ...بكى بعينين محمرتين بِلا دموع ..اعتصرها ما بين اضلاعه ....وفي وسط رجفتهما الناجمة من مشاعرٍ مجهولة ..علقت دموع كلًّا منهما في ثياب الآخر أطال قُبلة الوداع ما بين عينيها ثم رحل بانكسار وضعف! تاركها في وسط هذا العجّ من الغبار المُميت حاولت أن تحدث فرقًا في هذه الأحداث الماكره ولكن لم تستطع ....استسلمت وحان موعد دفانها في هذه الليلة
.................................................. .................................
أنانية القرار، وقساوة الحديث فطر قلبها وقسمه إلى شقّيْن كانت تنظر لعينيه بجمود الدموع في وسط محجر عينيها...قراره صادم ولم تتخيّل يومًا تتذوّق مرارته اضاعت عمرها اربع سنوات انقضت معه بهدوء
وبروتين ممل لا تنكر هذا ابدًا ولكن كيف لهذا الهدوء يتحوّل إلى عاصفة يُصعب عليها ان تُديرها بنفسها ! ارتفعت اصواتهما ليرتعب ذلك الصغير ذو الخمس سنوات صرخ في وجهها قائلًا
: ما حد يقدر يوقفني عن قراري فاهمه
ثم خرج ولم يعد إليها إلى بعروسته ، كانت جميلة ذات ملامح هادئة وباهتة لا تحبذ الحياة خائفة من مصيرها الحالي تنظر إليها بضعف ترجو منها المساعدة تلتهمها بقول (انجبرت عليه) تبكي امامها بانهيار مختنقة(بدي ارجع على بلدي ......ساعديني)تنظر إليها بضعف وتهرب من انجاداتها بعيدًا عنها عاشا معًا في هذا المنزل بما يقارب ثمان سنوات
لا تخلو هذه السنوات من الصراخ ...والانفعالات ....وكان ثمر زواجه منها طفلة جميلة تحمل صفات جمال والدتها وانتهى هذا الزواج
بخيانة لا تُعرف....
وانشقّ طريقٌ جديد لها ، بدايته الضياع ......ونهايته أمل!!!!
.................................................. .............................
قبل الزواج باسبوع
كانت أمامه جاثلة على ركبتيها تترجاه بألم موجع تصرخ بحبٍ اخرسه قرارٍ سريعٍ وأناني ، اخذت تُسرد عليه برجاء وعود هذا الحب
فنهض ليخرسها قائلًا
: ما بدي يّاكي تزوجي هايدا الحئير......ما بتعرفي بيُّوه شو عمل فيّا......راح تزوّجي يوسف ....وبطلي بكى وكثرة حكي عن هـ...
قاطعته برجاء وقاطعها بضربته القاضية في قول: زواجك منّو راح يكون الخميس الجاي....
خرج من المنزل
فبقيت في الحقيقة الصادمة ، ثم قررت الهروب والتسلل إليه من اجل ان يُحدث شيئًا يُغيّر مجرى هذه الاحداث المؤلمة ، ولكن لم يفعل شيء واخذ يزيد ألمها بقول: ابوكي وبيّي قرروا هالقرار حتى نموت ويتصافى اللي بيناتهوم ما فيني اعمل شِي ما فيني....
بكيت على حالها وضعفها وتّم زواجها بنجاح وانتهى بفشلٍ لم تُطيقه
.................................................. .................................
بعد ثمان سنوات انقضت من زواجهما انتهى بها المطاف ان تجول في الشوارع تائه لا تعرف أين
تذهب؟ وقلبها يصرخ بخوف شديد على طفلتها بقيت بما يقارب اسبوعين بلا مأوى وبلا نومٍ هني إلى أن اتى وانتشلها من هذا الألم ولم ترضى أن تُبقي ابنتها في هذا المنزل اخذتها منه بالقوة وبالخداع ثم

سافرت عن هذا البلد وطوت قصتها مع هذا السفر ...وشقّت لحياتها قصة جديدة وصعبة جدًا.......لم يكن الأمر في غاية السهولة ...أمر السفر....أمر اخذ الفتاه من احضان والدها....وامر التهديد الذي اختلقهُ ذلك العاشق من أجل ان يخرس ذلك الرجل ويثنيه عن مطالبته بكل الأشياء.. جرت تلك الاحداث

بصعوبة وبثقلٍ وقلّة نومٍ وراحة! إلى أن انفصلت عن هذا العالم واثبت للجميع أنها وفية جدًا لهذا الحُب الذي ولدته ولم تستطع أن تتخلّى عنه يومًا !ولدته واضاعته رغمًا عنها وها هي اليوم استعادته من جديد وعادت لتحتضنه بلطف ونعومة اظافر يديها! ولكن عادت إليه بوجود كائن جديد اقتحم لجّة

مشاعرهما وحياتهما! كان من الصعب على هذا الكائن التأقلم معهما والعيش في هذا المكان الجديد والمجتمع الجديد والغريب عليه.......هذا الكائن ما هو إلا ابنتها ذات العمر الصغير تربّت على يد والدها يوسف ....وعلّمها على تعاليمه وعاداته وتقاليده والمدرسة لم تقصّر ابدًا في تعليمها الصح من الخطأ!

فأخذت تقارن أمور كثيرة وشاسعة الفرق ما بين ما عاشته في ذلك البلد وهنا
فأخذت الفتاة تتشتت افكارها ، وتتزعزع تعاليمها الدينية!! إلى ان انطوت وتقوقعة في تلك الغرفة وعاشت في فترة جمود عن الكلام وإبداء الرأي إلى أن ساعدتها والدتها وزوج والدتها بالنهوض

والخروج لمواجهة هذه الفروق وهذه الاختلافات واحترامها! لم تتقبل هذا الاختلاف ولم تتقبل وجود رجل آخر في حياة والدتها ولكن اجبرت على التأقلم إلى أن بدأت ترى كُلّ الاشياء دون أن تدقق في تفاصيلها واخذت تنخرط في هذا العيش الذي رأته في بدايته غريب ومن الصعب التاقلم معه ، ولكن أثّر

ذلك في نفسيتها وشعرت أنها مضطربة ...واخذ الجميع يلحظ اضطراب شخصيتها بسبب التنمّر الذي عاشته في المدرسة وفي المحيط الخارجي لكونها طفلة غريبة اطوار كما اطلقوا عليها ذلك اللقب !!كانت لا تحبذ أن تنزع الحجاب الذي علمها والدها عليه .....ما زالت تصلي ...رغم انها لا تعلم أوقات

الصلاة الصحيحة ....كل هذا وهي طفلة ذات ثمان اعوامٍ ونصف !ولكن تربت على هذا ووالدتها لم تنهيها يومًا عن كل هذا ولكن هنا ....في هذه الغربة ....احدثت تغيرات عليها إلى ان كرهت ذلك

الحجاب....نزعته بإرادتها وصدمت والدته وزوجها.....تغيّبت عن المدرسة لفترة ثم عادت تخوض حرب جديدة معهم....حرب اللغة....حرب الافكار....حرب الخوف من نظراتهم والاختلاط معهم......حرب التأقلم على اللعب معهم ...واقحام نفسها مع صُحبة جديدة....خاضت كل هذا لوحدها في المدرسة.....وتلقت الدعم من والدتها في المنزل!.....عاشت بهدوء...ولكن بداخلها ضجيج.....واشتياق

لذلك الوطن الذي تنتمي إليه!



تعديل شتات الكون; بتاريخ 25-05-2019 الساعة 02:25 am.



JAN 06-09-2020 09:02 PM


البارت الاول



البارت الأول

بعد مرور عشرون سنة

في وقتنا الحالي، وفي يومٍ مشمس من بداية الصيف كان قد انتهى من عمله وخرج من مقره للعودة إلى المنزل ، مُتعب هذا اليوم ومرهق في الآن نفسه لم يتمكن في انهاء هذا الاجتماع الذي كلّفه الكثير غير قادر على الاتزان والتركيز في المناقشة فاعتذر وطلب من ابنه اكمال واتمام الأمر انهك المرض ،قلبه ليس بخير ...يشتكي الهموم ويطلبه الراحة ولكن بِلا جدوى! تجاوز المحِن، الصعاب ولكن لم ينسى تلك اللحظات التي عاشها وعاصرها لم ينسى تلك المكالمة التي سمعه منه
شعر وقتها بالضعف وصعوبة في الاختيار، الفضيحة....وفتح قضايا في المحاكم او التنازل عن كل هذه البلبلة!
صحى على نفسه وهو أمام باب منزله تنهد بضيق: الله يسامحني...
ما إن فتحه حتى سمع
ابنتها وابنه يتشاجرا كعادتهما اليومية التي لا تنتهي ولا تخلو من المقالب والحديث السخيف!
كانت تركض بملابسها المبلل تصرخ: يماااااااااااااااااااااااااه
ما إن رأت والدها حتى توقفت لتزدرق ريقها بخوف بقول:يييييـ
اشار لها بيده : وحطبه إن شاء الله .....وش مسوية بنفسك...
حتى هنا اخاها حاملًا بيده كأسًا باردًا من الماء بنية رّش وجهها به ولكن توقف عندما رأى ابيه بهذا المنظر الذي يدعو للخجل صفق ابيهما بيديه ليكمل تهزيء: ما شاء الله وانت معها بعد.......نعنبو شرك ما تستحي على وجهك عمرك واحد وعشرين سنة وتسوي هالخبال .....ابي افهم أنا اجسامكم بس اللي تكبر بس هالعقول ابد معلقه على ست سنين....
تحدثت لتدافع عن اخيها : يييبه سعووود ماله دخل ....أنا اللي لعبـت بالماااي....وهو جاا...
صرخ بحزم: ذلفي بدلي هدومك لا بارك الله فيكم.....روحي.....روحي...
تقرقرت الدموع في عينيها ثم ركضت لناحية الدرج
تقدم سعود لأبيه ولم يُخفيه التعب الذي يُحيط ملامح وجهه قبّل رأسه ويده: السموحة منك يبه.......بس...والله...ان...
قاطعه بحزم: لا تبربر لي.....وين امك؟
سعود بهدوء: جهزت الغدا وراحت تتروّش....
لم يُجيبه كل ما فعله دفعه قليلًا وشقّ طريقه إلى ناحية الغرفة
حّك سعود رقبته : واضح الليلة ما بتعدي على خير....
تأفأف ثم خرج من المنزل!!
.................................................. .................................

تتمايل بجسدها أمام المرآه ترقص بِلا توقف تكرر كلمات الأغنية بلا ملل تمثل معانيها بتعبيراتٍ مضحكة تنخفض نبرت صوتها وتعلو متبّعة نوتات الأغنية تحركّ شعرها بجنون للأمام والخلف تدور حول نفسها عدّة مرات تغمض عينيها لتصرخ بكلمات ذلك المقطع الذي تعشقه وانفتح باب الغرفة فجأة فتحت عيناها لتنصدم بنظراته، واقف رافع حاجبه الأيمن مكتف الايدي بوجهٍ محمرٍ وغاضب
حكّت رقبتها وابعدت شعرها للوراء وقامت بفصل السلك عن هاتفها من مكبّر الصوت !فدلف الباب وتحدث بغضب: انتي ما بتستحي على حالك......ازعجتي الجيران....وازعجتينا....شو هاد اللي عمل تعمليه؟....ولا كأنك بالبيت.....ومعك ناس وحوليكي ناس.....ما بتخجلي.....
بللت شفتيها وبلا مبالاة اشارت له: calm down….I’m turn off look
ازداد غضبه ليردف: بدي افهم شغلي أمتي راح تفيئي على حالك.....أمتي...
اتت والدتها هنا متعجبة لتردف : شو صار....
اشارت ابنتها لتردف : he screamed at me……..and I can’t afford that mom ….I will go …
قطعتها والدتها بحزم: ما راح تروحي لأيِّ مكان....
تحدث بملل: ضلي على جنانك ضلي ما راح تروحي لأيّ مكان عم تسمعيني؟
ثم خرج من الغرفة وتقدم لناحيتها والدتها
امسكت بيد ابنتها لتردث بلهجة شديدة التحذير وثقيلة: نور.....بكفي جنان....شوفي شسويتي بنفسك....صرتي تعملي اشياء بدون ما ندري.....تاتو؟.....وشم.....وتدخين...
وضربتها عليه! وكان بالقرب من كتفها وصرخت في وجهها لتردف: وامس حفلة وما بعرف شو صار فيها؟.....متى راح تكبرين وتعقلين؟
نظرت إلى والدتها بحنق لتردف: ماما....انا كبرت خلاص....ماله داعي ....take care for me…......خلاص شيلي يدك مني....
ضربتها على يدها بعنف: وبطلي تحكي معي هيك.....وبتخلطي بحكيّك....والعذرا وانا هلأ بحلف لك لو ما تأدبتي....ما راح يحصل لك طيّب...
تأفأت ثم سحبت حقيبتها بعجل ثم خرجت لتتبعها صارخة: نور........نور...يا زفت نوووور لوين رايحة....
وصلت إلى باب الشقة خرجت واغلقت الباب بقوة....
اتى بالقرب منها طبطب على ظهرها: اتركيها.....تهدأ وراح تجي....
التفتت إليه بخيبة وخوف: امير بنتي .....بضيع من ايديني.....
أمير ابتسم ليخفف عنها: ما راح يحصل إلها شي وانا موجود...
ثم اخذ يردف بتلطيف جو: وبطلي تحكي سعودييي......حتى ما ابلّش واحكي مصري....
عبست بوجهها ونظرت إليه بطرف عينها: بتظن اني احكي عشان...
قاطعها ليتحضنها ما بين يديه: نووووووو.....لا تئوليها .....وتعكري الجو علينا....خلاص.....احكي زي ما بدك.....
ثم نظر لعيناها ليردف: حليانه اليوم.....
ابتسمت بخجل لتبعده عنها: وانت صاير وحش....
ثم توجهت للطاولة لتشير إليه: تعال افطر...
وبعد أن جلسا حول طاولة الطعام حتى ابتسم ورفع وجهها بطرف وجهه : ديانا .....دخيل الله عليكي ما بدي شوف وجّهك هيكي عابس وحزين.....
ديانا بلهجة ابنانية ، ورجفة شفتيها: منّي آدري اتحكم في ولا شي......فقدت الكنترول على نور........نور صارت هيك مشّان اللي صار إلها وهي صغيرة انا بعرف.....بس مانّي عارفة كيف اتصرف.....هلأ هي صارت مضطربة في كل شي.....
أمير طبطب على كف يدها وليهوّن عليها الأمر: راح حاول احكي معها.....ونهدي الموضوع.....
ثم حكّ رقبته بتردد ليردف: ديانا.....ابوكي اتصل عليّ اليوم وبدُّو يشوفك....
عبست بوجهها ثم اردفت بحنق: يشوفني؟.....وليش......بعد كل هالسنوات....بدو إياني...
أمير اغمض عينيه لياخذ نفس عميق ويردف بهدوء: بيّك تعبان.....
قاطعته بنهوضها المفجأ وتنفسها السريع: وإزا؟.....مابدي اشوفه
وقف واشار لها : اوكيه اوكيه......لا تزعجي حالك ولا تفكري بهيدا الأمر......
ثم سحب جاكيته الرسمي : انا راح اروح عالشغل ومنّي متاخر
ثم انحنى ليطبع قبلة طويلة على جبينها وخرج، فخاضت حربًا مع الذكريات البائسة ،جلست على الكرسي وانخرطت في بكاء ممزوجًا مع ذكريات لا تريد أن تتذكرها يومًا فهي متعبة للحد الذي يجعلها تتمنى الموت.,..ذكريات تجرعت ورائها ألمًا ومرضًا لا تستطيع الخلاص منه!
ارتعش جسدها وغاصت في عمق الاحداث المرّ التي مرت عليها كمّر السيف على عنق المذنب للقصاص منه!

.................................................. .................................
حدثته ، واجبرته على اللقاء هي بحاجة إليه ، بحاجة إلى حضنه.....وحبه هي مكتفية بوجوده لتفهمه لعقليتها....وعدم تعجبه لشكلها ولأفكارها....اخبرته انها ستلاقيه في مطعم ناندوز....جلست تنتظره لم تطلب لا ماء ولا أي شيء آخر....هي فقط تنتظره ليسكن من آلامها تريد ان تشتكي له عن جميع ما يحدث.....تريد أن...
قاطع تفكيرها وجوده نهضت واحتضنته وشدّ عليها بيديه نظرت إلى عينيه قرأ افكارها فابتعد لكي لا ينصاع لرغبته ورغبتها الجنونية فجلسا وبدآ بالحديث إلى أن وصلت في قول: Tom……we should travel to another country …….because I need to escape away from my real life…..
تحدث بتردد وامسك بيديها وشدهما إليه ،حدّق في عينها : ……I can’t do that…..
خرسها جوابه وانسكبت الدموع من عيناها لتدخل في دوامة التساؤلات : why?.....tom…..please tell me why?
الأمر ليس في غاية السهولة للاعتراف بذلك....هو احبها بصدق ولكن القدر شاء أن يفرقهما عن بعضهما البعض لا يريد ايذائها لا يرد أن يراها تتعذب بسببه لذا اختصر الأمر عليها بقول: because …..I……Iam sick…..
انفعلت هنا لتخبره أنّ ذلك لا يهم ولكن اخرسها بقول: I have ….HIV….do you know what does mean that?
لم تجيبه.....كل ما دار في عقلها .....انها ستنفصل عنه.....لم تهتم للخيانة.....لأنها تعلم جيّدًا ذلك المرض لا يأتي إلا بسبب جميعنا يعلم به ونخجل من أن نردده أمام الخلق!....مسكت يده برجاء بألا يتركها في هذه الظروف فهي لا تملك القدرة على أن تعيش دون وجوده ....فقبّل جبينها ثم ذهب.....وارتعش جسدها ببكاء....نهضت وخرجت من المكان....واخذت تمشي في زحمة شارع كاولي رود....تشعر بضيق تنفسها فجأة تريد الهروب....تريد ان تفهم ما هية الشعور بالضياع؟.....تريد ان تفهم سببب عدم تقبل الناس لها.....سببب عدم تقبلها للحياة؟....والأهم لماذا تريد الهروب؟...ركضت بعيدًا وعيناها تمطران بالدمع....تصطدم في ظهره هذا وهذاك ....تتأسف ثم تكمل مسيرة الركض بلا خارطة وبِلا وضوح.....قلبها يؤلمها...لماذا تشعر بالحزن والكآبة؟.....لماذا تشعر بالاشتياق لمكانٍ رفضها وبشدّة؟.....لماذا؟.....قررت أن تذهب إلى لندن تريد الهروب من اجواء اكسفورد....فهي تخنقها لأنها احتفضت بذكريات طفولتها التعيسة......ذهبت سريعًا إلى محطة اكسفورد سيركس....لتهرب من جميع الاشياء التي تُخيفها....وتقلق تفكيرها...لن تبالي لا لوالدتها ولا حتى لأمير!....تريد أن تحضى بفرصة البقاء مع نفسها بعيدًا عن جميع الاشياء التي تذكرها بالماضي!
.................................................. .................................
علينا بالإكتفاء....ثم النضج الفكري لِنحب بطريقة سليمة وبطريقة كافية لبقاء المشاعر لوقتٍ طويل.....الحُب تضحية....والحُب....مشاعر لا يمكن الخلاص منها لو كانت حقيقية فعلًا....لا شيء أجمل من أن نحب وننحَب في هذه الحياة......احبته.....احبها....سرًّا!...وخالفا العادات والتقاليد....هي جريئة حينما بادرته بهذا الحُب وهو متمرّد في الاعتراف لها بحبه!......هي خائفة من الجميع...وهو خائف من ألا تكون من نصيبه.....لا يدري لماذا يخالجه شعور أنّ هذا الحُب لن يستمر ...أنّ هناك شيءٌ سيء سيحدث ليقلب هذا الحب القريب ....بعيدًا وجدًا.... هو ليس سلبية لتلك الدرجة ولكن الهمهات التي تخرج من حوله اشغلت فكره كثيرًا وسيصل كلّ شيء في آوانه....لن يستعجل ....
انفتح باب غرفته ثم توقفت أمامه قائلة: الجازي ما جت اليوم؟
عقد حاجبيه : لا.....
حكّت رأسها لتردف بملل: اففف...من بزيّن لنا الغدا أجل؟
اشار له بتهكم: انتي؟ويا ليت تسوين كبسة بعد.....
فتخصرت بيدها نافية الامر كليًّا: لا يا شيخ.....توني راجعه من المدعسة وراسي مصدّع تبيني اقطع بصل ....ودجاج واسوي كبسة ........هذا اللي ناقص....بعد....
نهض من على السرير متحدثًا: اجل روحي انقلعي نامي....ولجا خالد ولا لقا له شي ينوكل بقول له عييتي تسوين الغدا؟
انفعلت بخوف: ليش تحطها براسي....قدّر ياخي اني تعبانة وروح اشتر غداء جاهز....
تكتف عنادًا لها: لا ليش ناكل من المطاعم وعندي اخت قد البغل وتعرف تبطخ....
ضربته على كتفه بقوة: البغل أنت واشكالك.......ياخي تعبانة من وين تفهم أنت .........
ناظر لها بغضب: قد هالحركة ذي؟
اخذت تغير الموضوع برجاء: تكفى عاد...روح اشتر...
كرر عليها: قدها ولا لا؟
ارتفع صوتها بحنق: لا.....خلصني اشتر ....وربي جايعة .....امس ما تعشيت.....واليوم بعد ما اتغدى .....ولو ابوي جا ولا لقى غدا بسفّل فيني وبيمسح فيني البلاط...
ضحك واخذ يربت على كتفها: خلاص لا سوينها علينا دراما بروح اشتري.......وانتي روحي ارتاحي اشوي....
احتضنته سريعا وابتعدت مبتسمة: فديت قلبك الكبير يا بندر...ليت خويلد يتعلم منك كيف تحن علي بس....
بند اكتفى بابتسامة حتى خرجت، وهو ذهب لارتداء ثوبه على عجل للخروج.....
لا يستطع ان لا يلبي لها أمرًا فهي اخته الصغرى ....تيتمت في سن صغير جدًا حتى أنها لم ترى والدتها فربتها اختها الكُبرى الجازي وأدارت المنزل بعد وفاة والدتها لم يتزوج والدها إلى هذا اليوم لذلك لا يستطيع ألا ينفذ لها طلبًا حينما تطلب......فهي تشبه والدته كثيرًا وعانت في صغرها ...فيريد أن يعوضها على ما فات!
.................................................. .................................
تحدث لها عن الأمر بهدوء.....وبرجاحة تفكيره اقنعها بالأمر ولكن
ما زالت تقول: ولكن يا يوسف شيخة ما زالت صغيرة توها عمرها سبعطعش ....
تحدث بهدوء وهو يحدق في وجهه زوجته: بو سلطان قال لي الزواج بعد الثانوية لتخرجت يعني.....الحين خاطره بس انه يحجزها لولده....ويتعرف الولد والبنت على بعض...في فترة الخطوبة وانا ما عندي مشكلة بهالأمر دام الولد براسة الزواج منها.....انتي اساليها وردّي لي خبر....
هزت رأسها : ان شاء الله....والله يكتب اللي فيه الخير......الليلة بكلمها.....والحين بدل ملابسك وانزل الغدا جاهز....
تحدث بهدوء: طيب ....
ثم نزلت ....للدور الارضي ونظرت لأبنتها وابنها سعود فتساءلت : ما جا ناصر؟
شخة وهي ترتشف الكثير من البيبسي: لا بعده....وواضح ابوي كارفة ...ومخليه يعض الارض.....
ام ناصر بتهكم: شالكلام هذا؟.....ما عمرك قلتي شي سنع....
تحدث اخيها سعود ليغيضها: ولا راح تقولك شي سنع بحياتها كلها....سيرتها الذاتية فقط للاشياء الغير سنعة ....
رمت عليه الخدادية منفعلة: كل تبن ولا تدخل....
ارتفع صوت والدتها: العقل زينة وانا امكم اهجدوا لا يجي ابوكم ويجلدكم اثنينكم...
ثم اشارت لابنتها: وانتي قومي عاونيني... على المطبخ....قومي....
نهض شيخة وسمعت همهمات اخيها بقول: يا زين شغالتنا الجديدة...
فركلت رجله لتجعله يصرخ: وجع......ولد...مو بنت ....
صرخت والدتها وهي في المطبخ: شيخووووووه .......تعاااالي....يلا
فسارعت خطواته بتأفف لناحيته....
ودخل ناصر المنزل القى السلام ورد عليه سعود
رمى نفسه على الاريكة متعبًا ومتسائلًا: تغديتوا؟
سعود بهدوء: لا لسى .......ومستحيل ناكل وانت منّك موجود تعرف قوانين امي...
ابتسم : الله يخليها لي يارب.....
سعود: آمين...
ثم همس لأخيه بقول: خالد يتصل عليك وقول ما ترد....
سعود تكتف بغضب: ولا راح ارد عليه.....
ناصر قبل ان ينهض اردف كلمته لترن في اذهان اخيه: تعوذ من ابليس مهما صار ...يبقى ولد عمك....وعمر الظفر ما يطلع من اللحم....
سعود نهض وربت على كتف اخيه: اترك عنك خالد وتعال نتغدى بس..
همس ناصر بضيق: الله يهدي النفوس....
.................................................. .................................
في تمام الساعة التاسعة والنصف
كانت تجول في غرفتها ذهابًا وإيابًا ، تشّد بطرف (روب )نومها على جسدها الذي بدأ يرتعش خوفًا من غيابها لهذا الوقت....ازدردت ريقها عدّت مرات لا تريد خُسرانها فهي خسرة الكثير ولا تمتلك الطاقة الكافية في تحمّل المزيد!...فركت يديها ببعضهما البعض ابعدت خصلات شعرها الكستنائي للوراء....ضربت على فخذيها بمحتاه بلغ منتهاها لتردف : فين رحتي يا نور؟
سمعت اغلاق باب الشقة فهرعت راكضة لترى من هو القادم وانصدم أمير حينما رآها بهذا الحال امسكها من اكتافها متسائِلًا بكل خوف: شوفي؟ فيكي شِي؟
ديانا بقلق: بنتي نور لهلأ ما إجيت ...وئلبي منُّو مطمن؟
امير تنفس، نور لن يهدأ لها بالًا إلا بعدما تتسبب في موت والدتها قبض على يده بقوة وحاول ألا يبيّن عصبيته من هذا الأمر المتكرر خاصةً في الأوان الأخيرة ...طبطب على اكتافها : اهدئي اكيد راحت مع صحباتها للشوبينق او...
قاطعته وهي تُشير إلى ساعة يدها الفضية: من الصبح لهلأ يعملوا شوبينق؟....أمير بتصل عليها وما بترد........بخاف البنت فيها شِي أنتّا بتعرف هيدا البلد وبهيك وئت شو بصير؟
سكت وحكّ طرف ذقنه ثم نظر إلى وجهها المتعب: طولي بالك.....ما راح يصير إلها أيّ شي....ارتاحي.....هلأ راح اتصل عليها ....
اتصل عليها تحت انظار والدتها ......التي اصبحت بِلا قلب.......ليس هذا يُعني أنها اصبحت قاسية لا ....بل قلبها تآكل من الآلام والحزن إلى أن تضاءل واصبح شيئًا صغيرًا لا يُرى......لم تجب عليه....فنهض ليردف لزوجته: ديانا حبيبي.....روحي نامي.....بكرا الصبح ....لا تنسي عندك موعد مع....
قاطعته بضيق وخوف: ما يهم....ئبل بدي شوف بنتي وبعدها بنام.....
انحنى ليقترب من وجهها العبوس رفع طرف وجهها بطرف اصابعه تحدث بهدوء: ما ينفع هيك...ديانا انتي تعبانة ومحتاجة كتير للراحة.....نور ....عم تعاندك .....عشان الشي التافه اللي صار بالصبّح.....روحي نامي وانا ما راح نام إلا لم اشوفها......( اقترب منها اكثر وشدّ على كفيها بيديه)بترجاكي....نامي ....ما فيني اخسرك ديانا.....ما فيني اخسرك ولا اخسر حتى نور.....
كأنها وبدأت تقتنع في الأمر...هزت رأسها ثم قالت: راح اغفي لي اشوي....بس تجي فيّئني ...
امير قبّل جبينها: لا تاكلي هم ......روحي ......
ابتسمت له وما إن ولّت بظهرها عنه حتى عبس بوجهه وشدّ على شعره مردفًا ما بين اسنانه: فينك يا زفت نور.....
ضرب بيديه بخفة على الجدار واخذ يتوعد ان يُلقّنها درسًا لو عادت وثبّتت شكوكه و ما يدور في عقله ، ستاتي ولكن بحال هو رسمه في عقله لذلك اراد من زوجته ان تخلد للنوم لكي لا تراها وتنفجع....بعد مرور نصف ساعة ذهب لغرفته نظر لزوجته انحنى وقبّل رأسها ...كانت تغط في سبات عميق....وضع اللحاف على جسدها ثم خرج واغلق الباب بخفة وذهب لغرفة نور اشعل الانوار ....واخذ ينظر لبعثرة ملابسها واشيائها الاخرى كالميك آب.....الأقلام....وحتى الدفاتر......عبس بوجهه غير راضي عن حالها هذا .....ولكن لن يكذب على نفسه فهي تجرعت الكثير لتصبح على ما هي عليه الآن.....ولكن هذا الشيء لا يبرر لأفعالها المتمرّدة لأنها نضجت واصبحت فتاة تبلغ من العمر عشرون سنة....وبدأ عقلها يُدرك الخير من الشر....جلس على طرف سريرها ...نظر لصورتها الموضوعه جانبًا على الكومدينة....كانت مبتسمة .....مبتهجة .....التقط لها هذه الصورة وهي فتاة ذات السابعة عشر من عمرها....التقط هذه الصورة بعد ان تقبلت وجوده في حيات والدتها!! اجل هي لم تتقبّل وجوده ابدًا وتشتاق لوالدها كثيرًا وللوطن الذي تنتمي إليه!!!رغم انها لم تعش فيه إلا ثمان سنوات فقط...ولكن الشعور لم يمت.....الضياع مستمر.....الوجهة هذه لا تُلائمها أبدًا ولكن اعتادت عليها بطريقتها التي تُخالف كُل القوانين والعادات والتقاليد وحتى التعاليم الشرعية! لذا الجميع منصدم لحالتها تلك!مسح بلطف على وجهها ثم أعاد الصورة في مكانها....تنهد بضيق....ثم نهض يجول في غرفتها ينظر إلى الأشياء بتحسّر....بتندم على حالها ولفت نظره علبة السجائر فسحبها من على الارض بعنف والقاها في القمامة وهو يسب ويشتم واقعها المُّر!
نظر لساعة يده مضت ساعة ....ولم تأتي!
بدأ يقلق حقيقةً ....ثم سحب هاتفه اتصل عليها لم تجيبها فشتمها!
خرج من الغرفة خشي من زوجته ان تفيق من نومها.....فتح باب غرفته بهدوء ورآها نائمة فاغلق الباب ...
وانفتح باب الشقة هنا....فهرع راكضًا لناحيتها....وامسكها من كتفها الأيمن .....وركض بخطواته واجبرها على ان تركض معه وما إن دخلا غرفتها فاغلق الباب....
وتفلتت من قبضة يده وجسدها يرتعش : leave me alone…......
ثم جلست على ركبتيها تبكي!ما زالت منهارة من أمر ترك توم لها؟ وجهها محمر للغاية عينيه منتفختين نوعًا ما وصوتها متحشرج!!!......
انحنت وهي تبكي بجنون: please……go away at me….......
جنّ جنونه، وبدأت الشكوك تحوم حوله اقترب منها ورفع رأسها إليه بقوة وتحدث بلهجة سعودية صارمة لعلها تفهمه .....فهي اجبرته على أن يتحدث تلك اللهجة التي كرها بسبب ما حدث له ولحبيبته!: شفيك؟.....شنو صاير؟....تكلمي.......
ابعدت يده عن وجهها : قلت لك اتركني لوحدي ومالك دخل فيني....
انهار بغضبه هنا وامسكها من اكتافها: لك انتي بنت ديانا........كيف ما يهمني؟.....نور.....شنو صاير لك......شو صار إلك......في احد تعرض لك......تحرش فيك...اغتـ...
قاطعته بغضب وانهيار: قلت لك مالك دخل.....وانقلع من وجهي....مالك...دخل فيني...
انهضها من على الارض بقوة يديه قربها منه وتحدث بجدية: تكلمي ليش جيتي متاخر؟.....وتبكين....وحالتك حالة؟....فهميني شو صاير إلك.....أمك ما فيها حيل لهيك أشياء يا نور...امك مريضة بتفهمي هيدا الشي ولا لا؟
اخرسها وصدمها في الآن نفسه حينما قال (امك مريضة)نزلت دموعها على خديها وصرخ في وجهها: تكلمي......انا عارف انتي وتوم بتحبو بعضكم.....ولكن اعرف توم ما يصلح لإلك......و...
قاطعته برجفة شفتيها: تركنا بعض......
تركها وتحدث بتهديد: نور.....اسمعيني.....وركزي معي......اللي تعمليه بخالف الشريعة الاسلامية وانتي مسلمة...
قاطعته بتذبذب: انا مسيحية....
انهار بغضب: وإزا؟...هيدا الشي ما يبرر افعالك السودة.......ما ابي اشوفك تدخنين.....تحبين؟....تمارسين الجـ...
قاطعته بصراخ: ما قد سويت هالشي واطلع برا.....اطلع ما ابي اشوفك....
اقترب منها وامسكها من ياقة بذلتها: ولو شفتك شاربه بس قليل من الخـ
دفعته عنها وهي تقول: مالك شغل فيني......انت وديانا تشربون لا تقنعني ما قد شربتوا.....
تحدث بغضب وعاد في امساكها بالطريقة المهينة!: اثبتي انك شفتينا نشرب هالسم اثبتي؟
صرخت في وجهه: اتركني ....وانقلع لحبيبتك.....ماراح اظل هنا....راح ارجع على بلدي......واترككم...ترتاحون مني...
ضحكت بسخرية : ههههههه بظني ابوكي راح يستقبلك بالاحضان....شوفي........
وانقلبت نبرته لخبث: ابوكي هو اللي تركك لأمك...لأنه كان يشك فيها كتير......وبيزن أنك منّك بنتوه ....ولا .....بدُّو يشوفكي حتى ......وامك اخذتك منُّو.....(اردف بسخرية )....لوين ئلتي بدك تروحي؟ئال ترجع للبلد ئال......
بكت هنا لتصرخ: هي خاينة.....كنت اسمعها تكلمك.........ابوي طلقها عشان هالشي....لا تنكر وتألف علي قصص
اقترب منها ونظر لعيناها المحمرتين: ليش ما تسألي حالك ......ليش ما يسأل عنّك طول هالسنين؟
تسارعت انفاسها ، واضطربت اعصابها لتنهار بضربه على صدره وهي تكرر: go out……..goooo out.....
ابعد يده عنها وتركها.....تجول في سم الحديث الذي دار بينهما، دارت حول نفسها بضياع ،شدّت على شعرها لتضج في نوبة بكاء هستيري ...سقطت على الارض .....لا تُريد أ تفهم ما هية شعور والدها تجاهها ...لا تُريد ان تسمع ما قاله أمير لها!!!لماذا قلبها متعلّق في ذلك المكان...ربما أي فتاة اخرى لو كانت مكانها لأعجبها الوضع....شعورها بالنقص.....يزداد يومًا عن يوم....وشعورها بالخيانة يقتل قلبها آلافًا من المرات....حتى الحُب الذي ستلده عمّ قريب......قُتل....وطُعن بآلاف من السكاكين والخناجر قبل ميعاده!.....كُّل شيء.....يحدث لها بالطريقة العكسية التي تفكر بها!.....لا تدري ما هو الخطأ في طريقة عيشها....تذبذب قاتل يُحيطها من كل جانب.... وربما عِنادًا لوالدتها تزداد رغبة العودة للديار....الذي لفظها بقسوته!....قوقعة نفسها في ظلام الغرفة رغم أنّ هناك نور قوي منبعث في أرجائها إلا انها ظلماء في نظرها وبسوداوية أفكارها !....احتضنت بكلتا يديها جسدها.....محتاجة للاحتضان....للهمسات الحانية....للصوت الشجي....لكلمة(يبه.....عمري بنتي الحلوة...امسحي دموعك)...تتوق نفسها للمشاعر الأبويّة....تلومه اشدّ اللؤم رغم انها تلذذت في دفء احضان والدتها ولكن هذا لم يُكفيها!....تُريد أن تراه لتسأله ويبرر لها لِم لم يتصالحا وعاشا زوجين سعيدين وعاشت هي في احضانهما!!!....تريد أن تفهم لماذا بعد مرور عشرون سنة لم تنساه.....قلبها معلّق بهِ....هل لأنه احسن معاملته معها؟....اعطاها حبًا لا يُنسى؟!....اغمضت عينيها شهقت ....وازدادت رجفات جسدها....
بينما هو كان خلف الباب يسمع صوت بكائها....ونوحها.....وشهقاتها المتتالية لم يهون عليه ذلك.....فهو من اكمل تربيتها....وساندها طوال حياتها....ففي قلبه مشاعر اخرى تجاهها...مشاعر تُشعره بالمسؤولية اتجاهها.....يحبها لن ينكر هذا....فهي ابنت محبوبته لم يتقبل وجودها كما هي لم تتقبل وجوده في بداية الأمر ولكن سريعًا ما دخلت قلبه ....اغمض عينيه....شهقاتها تخترق آذانه....يؤلمه ذلك وبشّدة....هي عاشت في وسط لا يرحم.....عاشت لفترة تُعاني من التنمّر بسبب لون عينيها المختلفتين اليُمنى ذات لون الازرق السماوي الفاتح كلون السماء وصفاوتها والاخرى اخضر فاتح كمروج الحقول الفاتنة!......هذا الأمر سببّ لها عقدةً في الظهور امام الناس....غير ذلك.....لم تكن محببه لدى الاطفال قبل في بداية قدومهم لهذا البلد لأنها لا تعرف من اللغة الانجليزية شيء....فالجميع بدأ يسخر منها حينما بدأت تتعلم وتنطق الاحرف والكلمات بلهجتها ....بلكنتها الخاصة......ولم تسلم من تعليقاتهم على لبسها ومظهرها الخارجي......هو من وقف معها آزرها ...وشجعها في الظهور أمامهم واكمال دراستها.......ساعد والدتها في النهوض وساعدها هي ايضًا!......لذا صوتها الآن يؤلمه .....يشعره بالندم....قسى عليها بالحديث....لكي تُشيح بنظرها عن المعزوم والدها!....التفت للباب....نظر للمقبض.....اغمض عينيه ودلف منه واغلقه بهدوء.... تقدم للأمام ما زالت على الارض ترتجف كالعصفور!....خائفة....متوترة من المجهول....تشهق ...تردد بصوت هامس تمتمات لا يعرف معناها مغمضة لعيناها ...ومستسلمة لنوبة البكاء....ينظر إليها بشفقة....يعلم أنها تعاني من جميع النواحي....عاطفيًا ...ومعنويًا وحتى جسديًا لم تنجح في العلاقات الاجتماعية .....ولم تنجح في علاقاتها العاطفية.....لذا الآن هي تدفع ثمن هذا الفشل.....ويعلم جيّدًا انها بحاجة ماسة إلى من يشد بيدها ليخطو معها للخروج من هذه القوقعة السوداء!....اقترب منها
فانحنى اغمض عينيه واخذ نفس عميقًا ، وضع يده على كتفها وازاحت نفسها بعيدًا عنه فجلس ورفع جسدها قليلًا عن الأرض كان ظهرها مقابلًا له فاحتضنها واخذت تتحرك بعشوائية تريد منه ان يتركها
همس في اذنها : اشششش......نور.....بليييز اهدي......ما فيه شي بيستاهل ....دموعك....حزنك وألمك.....اششش...
ضربت يديه تردف بكلمات متقطعة: اترركني......اتتتركني...
شد عليها اكثر واغمض عينيه وهو يردف بحزن: كان حلمي اكون أب.....لكن الله ما كتب لي هالشي....
ثم ابتسم وسط انهياراتها المتراكمة: ولكن عوضني بوجودك ......بحياتي.....عوضني اني اكون اب لشابة حلوة مثلك......
بكت اكثر ، هي في قناعة داخلية وتامة بانها ابشع مخلوق على وجه الكرة الارضية بسبب ما واجهته استسلمت ما بين يديه وطأطأت برأسها واخذت تبكي في حضن
مسح على شعرها بحنان ليردف: ما بتعرفي قد ايش يا نور....غيّرتي حياتي......للأفضل طبعًا.....عطيني فرصة افرجيكي ابوتي تجاهك....
تحركت بسرعة ، لتلتف حوله وتقابله وتعانقة بشدة همست له : خايفة
عقد حاجبيه، ممّ تخاف؟ولماذا اردفتها طبطب على ظهرها ومدّ رجليه ليسند ظهرها بفخذه مسح على رأسها مردفًا: ما في شي بخوّف أنا وامّك معك......وئبل كل شي الله معك.....نامي.....نامي نور...
لن تتنازل عن هذه اللحظات ، فهي بحاجة لهذا الحضن والدفء....هي بحاجة إلى شخص يخفف عنها آلامها العاطفية !!دفنت وجهها في صدره كتمت شهقاتها واغمضت عيناها واخذ أمير يغني لها اغنية شعبية ....تلك الاغنية الشعبية المشهورة لدى اللبنانيين لا يدري لماذا اختارها؟ ولماذا بدأ بلحنها البطيء والمائل للحزن مسح على رأسها : هيهات يا بو الزلف عيني يا موليّا.....لا تنكري أصلك لبنانيّة....مغرم بحبّ السمرة يا قرّة عيوني.....ما بفوتهن عالعمر مهما جافوني....ومهما قسوا بالأمر والبيض حبّوني...ما بميل نحو الشقر لو قطعو ديّا......
اخذ يكرر الكلمات ويلحنها بالطريقة المناسبة....لا يدري كم مضى على الوقت وهو يُغنيها ويكررها ......ولكن حينما شعر
بهدوء جسدها عن الارتعاش وانتظام انفاسها المضطربة ، نظر لوجهها وشحوبة بشرتها فعلم انها دخلت في سبات النوم العميق، ....قبّل جبينها وتنهد بضيق لحالها المرير....حملها ما بين يديه ثم وضعها على السرير والقى اللحاف عليها ليغطيها به.....خفف اضاءة الغرفة ثم خرج ليذهب لغرفته وينام!
.................................................. ................................
انتهى







JAN 06-09-2020 09:04 PM



البارت الثاني


البارت الثاني
.
.
.


صدمتها والدتها، عجنّت قلبها وفلقته إلى نصفين.....لم تستوعب حديثها الذي القتهُ عليها بابتسامتها وتفاؤلها.....كل ما تتذكره تلك الكلمات التي اصبحت كالسّم تتردد في مسامعها(يمه.....انتي كبرتي.....وصرتي تنخطبين مني....وكله اعيي لأنك بعدك صغيرة......بس الحين يمه.....خلاص.....ما ابي اظلمك....وما اقولك...سلطان ولد بو سلطان صديق ابوك....الروح بالروح.....يبيك على سنة الله ورسوله....لا انا ولا ابوك راح نغصبك على شي ما تبينه.....بس اشهد أنّ الرجال طيّب ذو خلق ودين...والكل يتمناه لبنته....فكري زين واستخيري....ولا تستحين يمه.....راح اسمع ردك بعدين تعالي لي وقوليه لي.....ولا تستعجلين بالرد تصبحين على خير)

.....ولم تنم....ولم تستطع التماسك أمام الأمر....ابن صديق ابيها المقرّب الأمر صعب هنا!....تحب والدها .....لا تريد أن تراه حزينًا....لا تريد ان تخذله!....لا تريد أن تكسر قلب ذلك المسكين...ولكن قلبها هي من يداوي جروحه!...ليس لها خيار....هم على معرفة وعلم أنها ستختار ما يريدونه!.....هي قريبة جدًا منوالدها ولم تكسره يومَا بكلمة......بكت هذا الطريق الوحيد للتنفيس عن توترها ......عليها ان تتزن في الاختيار إلا انّ ليس لها أي طريق للاختيار قط!.....هناك شيء يؤلم قلبها....يُرهقه.....ويتعبه.....الحُب.....الآن بدأ بالاستيقاظ من نومه.....هل تُعلنه ام تُخفيه وتتناسى وجوده!.....هل تخبره بالأمر...ام تصدمه في دفعةٍ واحدة؟!القت بنفسها على السرير.....حاولت الصمود وعدم التفكير بالأمر لتنام....ولم تنم!؟


في الصباح الباكر.....طرقت والدتها الباب عليها للاستيقاظ والاستعداد للمدرسة....ولكن هي في الواقع لم تنم كانت جالسة على السرير تحدّق في السقف وتفكر في حبها الأوّل والأخير!.....ما إن انفتح الباب حتى تظاهرت بالنوم
فقالت والدتها: شيخة.....شيخة يمه قومي....الساعة ست ونص قومي تجهزي للمدرسة ....ناصر اليوم بوديك السايق خليته يروح يشتري خبر وادري بيتأخر ما بيمديه يوصلك لأنه الوقت مضى والحين بتجي سبع إلا.....قومي.....تراه مستعجل وما يبيك تأخرينه....
نهضت ببطء لكي لا تثير الشك والظنون في فؤاد والدتها.....ثم نطقت بابتسامة باهتة: صباح الخير يا اجمل ام ....
ابتسمت في وجهها: صباح الخيرات يا اجمل بنت.....يلا قومي...وهااا شيخة.....لا تاخرين اخوك اعرفك.....الصبح يضرب عقلك وتحبين تعاندين الكل.....بس كيفك هذا ناصر....لا تعاندينه عشان .....لا يزعلك....من على الصبح....
ضحكت بخفة ، ثم نهضت من على السرير: طيب يمه....والله مالي خلق اليوم اعاند احد...راسي مصدّع....
فتحت والدتها الستائر لتتسلل اشعة الشمس لأرجاء الغرفة: انزلي اشربي حليب ...واعطيك حبة بنادول قبل لا تروحين المدرسة....
ثم رفعت صوتها بعدما اغلقت باب الحمام وخرجت لتمر بجانبه: ترى مريولك على السرير وعجلي...
ثم نزلت لتدخل المطبخ ، وتشعل النار لعمل القهوة العربية لزوجها!
نزل سعود ويحمل بيده كتابين ومفتاح سيارته دخل المطبخ ليصبح على وجه والدته: صباح الخير يا وجه الخير...
سكبت القهوة في الدلّة الخاصة ثم التفت على ابنها الذي انحنى ليقبّل رأسها ثم يدها: صباح الورد...اجلس افطر.....
اجابها بعجل: لا يمه.....وراي زحمة طريق....و ابي ....القى لي مكان للباركينق......
اشارت له : خلاص اجل يمه...روح الله يحفظك وانتبه لا تسرع......
قبّل رأسها من جديد ودخل ناصر هنا ليردف: ما تجهزت شيخه؟
خرج ناصر بعجل وسكبت في الكوب حليب وقدمته لناصر: إلا جالسة تجهز.....
ناصر تناول من يدها الكوب واخذ يرتشف منه ثم جلست والدته لتخبره بأمر الخطبة: ما قال لك ابوك عن ابو سلطان عمك....
قوّس حاجبيه : لا خير يمه....شصاير...
ابتسمت وابتهجت : بو سلطان يبي يخطب اختك لولده سلطان....
ناصر بصدمة: شيخوه؟.....يبي يخطب هالبزرة؟
عبست بوجهه قليلًا لتردف بعدها: ما رد البزر يكبر يا يمه.....واختك ما عادت صغيرة......
ناصر بعدم تقبل : طيب ودراستها؟
ام ناصر بهدوء: يبي بس خطبة رسمية والزواج بعد التخرج وتقدر تكمل دراستها....
ناصر بعدم اقتناع : الله يكتب لها اللي فيه خير...
ام ناصر بسعادة: آمين يا يمه.....وعقبال ما افرح فيك وفي اخوك...يارب...
تحدث : وينها هذي وراي شغل يمه...
ام ناصر نهضت لتستعجل ابنتها: الحين اناديها لك
اما هو اردف مبتسمًا: والله وكبرتي يا شيخوه....
ثم ارتشف منكوب الحليب
دخلت والدتها عليها وهي ترتدي الزي الرسمي للمدرسة فخجلت شيخه وهي تقول: يمه البس....
دخلت والدتها وهي تنزل الزي لتردف: الف مرة اقول لك ضيّق بشتري لك غيره....ما غير تحبين تترصرصين فيه....شوفي حتى مو عارفة تنزلينه ......الله لا يضيّق علينا....
شيخة رفعت شعرها وهي تردف: يمه مو ضيّق....
ام ناصر بطنز: او واضح لدرجة ينزل من على جسمك بسرعة.....
ثم انتبهت لشعرها المبلل: مجنونة غاسلة شعرك وبتروحين للمدرسة وتحت المكيفات...
شيخة سحبت مجفف الشعر وهي تردف بعجل: بجففه الحين....
ام ناصر بعصبية: ما راح يمديك اخوك مستعجل وراه شغل.....
شيخة بدأت بتجفيفة: بسرعة يمه والله بسرعة
ام ناصر بتذمر: استغفر الله بس...هذا اللي اقول....
ثم خرجت من الغرفة، وبقيت شيخة تفكر في الأمر ....من جديد....فطردت تلك الافكار واغلقت المجفف ورفعت شعرها .....ثم سحبت الحقيبة والعباءة من على السرير ونزلت ....لا تريد البقاء في غرفتها طويلًا لكي لا تجن دخلت المطبخ وهي تقول: جهزت....
ام ناصر بتعجب: بتقنعيني جففتي شعرك كله الحين....
شيخة بلا مبالاة : اهم شي جففت فوق....
ثم قالت: يمه عطيني الحبة ......
نهضت والدتها وهي تقول: راح يزيد مع مكيفات المدرسة ...وتعالي لي.....مرضي....
ناصر نهض : ليش اشفيها؟
شيخة بهدوء: مصدعة؟لأني ما نمت زين....
نظرت إليها والدتها وحدقت فيها طويلًا مع ابتسامة ثم اردفت شيخة لتقطع تفكيرها لتردف: لأني اذاكر عشان الاختبار الزفت....
ناصر لكزها بيده : يلا بسرعة طلعي.....لا تلطعيني انتظرك ساعة ثانية بالسيارة...
شيخة بعبوس: افففف طيب طيب...
ثم اخذت الدواء من والدتها وخرجت ووالتها تردف: طيب شربي حليب....لا تاخذيه على بطن فاضي...
شيخة : بشتري عصير من هناك لا تحاتين يمه......ادعي لي...
ثم خرجت
ام ناصر: الله يوفقكم يارب
.................................................. .................................
في نفس التوقيت ولكن في مكان آخر ، على عكس ذلك المنزل كان الهدوء مخيّم عليهم جميعًا ، كان جالسًا في الصالة يرتشف القليل من الشاي ويقرأ جريدة اليوم بتمعّن....ذهنه عالق ومنهمك في الاشغال والاعمال التي يزاولها...فهو رجل اعمال لن اقول مشهورًا بحد التعبير البحت....ولكن لهُ مكانته

واسمه.....عمل على نفسه ليصل إلى ما هو عليه لسنوات طويلة....ربما هو يختلف عن اخيه في أمور كثيرة ....وصارم في الحياة العملية والحياتية ! فبعد وفاة زوجته القريبة من قلبه....انهك باقي عمره في العمل واشغال تفكيره فيه!لم يتزوجها عن حُب....تزوجها استنادًا للعادات والتقاليد (ولد العم لبنت العم)ولكن احبها بعد ارتباطهما .....عشقها واصبح غير قادر على العيش دونها ....هو تزوجها واختها منيرة تزوجها اخيه يوسف!!....ولكن اخيه لم يرغب في هذا الزواج....كانت افكاره مختلفة كليًا

عنه...خاصة بعد البعثة التي ابتعثها في ذلك الوقت......ولكن بالأخير تقبلها!....وزالت المشاكل بينهما وتوّج هذا الزواج بانجاب ناصر....وسعود....وشيخة.....اما هو انجب من صيته....الجازي...ونوف وخالد وبندر....هم من جعلوه سعيد بحياته حتى بعد وفاة زوجته ملؤا المكان بدفء حديثهم وشغاوتهم التي لا تنتهي......انتبه لقدوم ابنه ...الذي تقدم إليه وانحنى ليقبّل رأسه
: صباح الخير يبه...
ابتسم وهو يهز رأسه: صباح الخيرات ....
جلس بالقرب منه وتساءل: نوف راحت المدرسة...
تحدث بهدوء: لا .....لا بندر نزل ولا هي.....واختك الجازي اليوم ما جات.....المسكينة تعبانة من الحمل....وانا مانكر اني تعبتها بحمل البيت...عشان كذا ابيك ....تروح لمكتب الخدم وتقدم على شغالة....
ابتسم لأبيه باحترام: اخيرًا يبه اقتنعت...
هز رأسه ليردف: نوف تدرس....وابيها تركز على الدراسة وما ابي اشغلها في امور البيت....تساعد بالخفيف.....ما نقول شي....بس البيت كبير ومحتاج وقت للتنظيف....وغيره....فخلاص وانا ابوك....لخلصت من شغلك لا تنسى روح وقدم على شغالة....
هز رأسه بقول: تامر أمر يبه
ثم نهض ابيه ليقول: انا رايح لشغلي...وروح جلّس اخوانك إذا هم نايمين....ما فيني حيل على صعدت الدرج....والصراخ من الصبح.....
وقف بهدوء: لا تاكل هم راح اصعد اشوفهم....(وبتردد) .....بس يبه ابي اكلمك في موضوع البعثة....
تحدث والده بعدما اخذ نفس عميق: نكلّم فيه بعدين ......روح شوف اخوانك
ثم خرج ابيه ، اما هو صعد للدور العلوي ....وبدأ بالطرق على باب اخته تحدث : نوف.....يا نوف....
لم تُجيبه ففتح الباب.....وكان حذر وقف جانبًا دون ان ينظر رفع صوته: نوف وش هالنوم؟
لم تجيبه فدلف الباب ورآها تغط في سبات عميق تقدم لناحيتها هزها من كتفها : نوف.....يا نوف....
اخرجت همهمات تنم عن انزعاجها ، ملّ من الأمر فرفع صوته اكثر: نووووووف.....
ففتحت عيناها وبدأت بالتذمر: ووجع .....
نهض من على السرير وهو يردف: قومي تجهزي للمدرسة الوقت تاخر....يلا...
نوف جلست على السرير ونظرت لوجه اخيها ثم قالت بجمود: خالد ما بداوم اليوم...
خالد بعصبية وحنق: وليش ان شاء الله وش فيك؟...مريضة؟.....ولا رجلك مكسورة....
نوف هزت رأسها ببرود: لا هذا ولا هذاك....مزاجي مو رايق للحصص أبد....
خالد سحب اللحاف بقوة وهو يردف: شكلك ناسية أنك ثثــ
ولم يكمل حتى أنه انصدم من كمية الشوكلاتات المخبئة تحت اللحاف والموضوعة جانبًا من على السرير قوّس شفتيه وعقد حاجبيه وهي انكمشت حول نفسها اشار لها: منو اللي شرا لك هذول ها؟؟؟ منو؟
نهضت من على السرير كالمقروصة اشارت له باصبعها: انا....بسسسس والله....والله....ما كلت واجدددد....
خالد بعصبية : نعنبو شرك ما تخافين على عمرك انتي انهبلتي؟....نسيتي جاك سكر من وراهم.....نوف.....انتي كبيرة....المفروض تفهمين وضعك ولا.....تاكلين هالاشياء اللي تزيد حالتك سوء....
نوف بملل وخوف في آن واحد نظرت إليه بطرف عينيها: وانت لا تحسسني اني.....آخر وحده بالعالم جاها سكر....طيب وفيني سكري.....يعني احرم نفسي....وربي ما آكلهم دفعة وحده.....بس أكلت كتكات واحد امس...و
قاطعها بصرخة: جبببببببب....شكلك نسيتي آخر مرة وش صار لك..
مرّ هنا بندر بجانب غرفة اخته ودخل وهو متعجب من صوت اخيه المرتفع تحدث: يا الله صباح خير....شفيكم....
بكت هنا نوف وذهبت لناحية بندر....
احتضن رأسها ونظر لأخيه وهو يقول: شفيك؟شصاير...
خالد اشار لسريرها: شوف وش تاكل من ورانا....وهي اكثر وحده تعرف حالتها الصحية......وشكلها نست النوبة اللي جلستها شهر في المستشفى.....
بندر مسح على ظهرها لتهدأ فهي تخاف من نوبة جنون اخيها خالد ودومًا ما تحمي نفسها بأخيها بندر اردف له: أهدأ خالد.......
ثم نظر لأخته: نوف.....ليش كذا...حنا ما نقول لك لا تاكلين ...بس لا كثرين منهم....وانتي شارية لك بسطه....
خالد تكتف بحنق: وحضرتها ما تبي تروح المدرسة عشان تبلع فيهم للظهر......
نوف بصوت باكي: ايش دراك انت اني باكلهم؟....بس تعبانة....انا....
خالد بصرخة: توك قلتي لي ما فيني شي؟
بندر اشار لأخيه : خالد لا تصارخ سمّعت الجيران صوتك....كل شي بالهدوء يصير...
التفتت عليها ليتساءل: شفيك تشكين من شي ؟....ليش ما تبين تداومين؟
بكت هنا اكثر ، وودّت فعلًا لو والدتها هنا تتواجد بينهما وتخرسهما ...تشعر بالاحراج.....والتوتر صرخت بانفجار: بطني يوجعني.....يعني لازم اشرح لكم اكثر شنو فيني....
ثم خرجت من الغرفة واحرجت اخوتها بالحديث هذا
فاشار بندر لأخيه: وأنت ما تعرف تكلمها إلا وانت تصارخ......لازم تفهم الجنس الثاني وكيف تتعامل معه....احرجتنا معها.....افففف العيشة معاك تقصر العمر والله......
ثم خرج من الغرفة وهي يقول: نوف.....نووووف تعالي...وانا اخوك...
اما خالد تمتم قائلًا: استغفر الله
ثم نزل للخروج من المنزل
اما هي دخلت الحمام واقفلت على نفسها الباب، طرق بندر الباب عليها اردف: نوف بلا بزارة انتي تعرفين اخوك....
نوف رفعت صوتها بانفعال: مسوي روحه يخاف علي ......وهو بس يبي يتضارب معي...
بندر ابتسم على تفكيرها : وربي خالد حنون ومن زود خوفه عليك يصارخ اخوك ما يعرف يعبّر عن مشاعرة مو مثلي.....انا نادر وانا اخوك...
مسحت دموعها وبلا مزاج : اننننن....نادر قال ....الي اعرفه انك بندر....
بندر ضرب الباب وهو يضحك:" ههههههههههه حلوة منّك بس لا تعيدينها....ويلا طلعي...
نوف فتحت الباب ووجهها محمر اردفت : ماني رايحة المدرسة وباكل الجلكسي......والباقي بخليهم للاسبوع الجاي لا انت ولا الزفت خالد تاكلون منهم....
بندر بجدية: عيب هذا اخوك يا نوف ومن زود المحبة والغلا اللي في قلبه صارخ عليك....وهو خايف عليك .....ولا تشوفيني هادي معك يعني صاف جنب اللي تسوينه.....ولو تموتين ما راح تاكلين غير الجلكسي والباقي بشيله ....وبرميه...
نوف رمشت بعيونها بتودد ورجاء: حرام....
بندر رفع حاجبيه ولينهي النقاش: خلاص انا آكلهم....
تمتمت بضيق: اففففف....
بندر ضربها بمزح على كفها: تجهزي يلا بوديك المدرسة.....
وشتت ناظريه ليردف بهدوء: اخذي مسكن وامورك بكون في السليم....انتي ثالث ثانوي يا نوف شدي حيلك عشان تدخلين الجامعة اللي تبينها والتخصص اللي تبينه....
نوف بلا حول ولا قوة: طيب انتظرني بلبس مريولي ...
بندر ابتسم بحب لها: بنتظرك بالصالة تحت....
اما هي ذهبت لغرفتها لتستعد للذهاب إلى المدرسة!
.................................................. .................................
لم تشاركهم في وجبة الافطار......خرجت على عجلٍ من امرها وهي تتجنب النظر لوجه....تشعر بالإحراج.....وبالضعف كلما تذكرت حديثه.....ضعفها في قبول ابوته التي يزعم بها.....وذهنها انشغل في كلمته التي تنّم انّ والدتها مريضة.....حضرت محاضرتها الأولى والثانية والآن الثانية والربع ظهرًا....ولديها وقت طويل لحضور المحاضرة الثالثة فجلست في (الكفاتيريا) فتحت حقيبتها ....حقيبة الظهر التي اعتادت على ان تشتري هذا النوع من الحقائب حتى بعد التخرج من المرحلة

الثانوية....اخرجت قلم فحم خاص للرسم.....ودفتر الرسم الخاص بها....فهي مجنونة في الصمت وعاشقة للاستماع لأغنيتها الصاخبة اثناء الرسم.....هذا الوضع يجبرها على ألا تفكر كثيرًا ....ألا تُسهب في التدقيق في نظرات الناس.....بدأت ترسم العين اولًا.....وبدأت تظللها ...وترسم التفاصيل من حولها إلى ان بدات ترسم الأنف ودقّته.....استوعبت انها ترسمه .....ولكن لم تتوقف.....ستكمل الرسمه....وستحاول ان تنجزها في هذا الوقت الضائع من حياتها.....ولكن توقفت حينما انصدمت أنّ هناك من قام بإبعاد السماعات عن آذانها رفعت رأسها وحدقت في وجهها لفترة


تعجبت ثم اردفت بالانجلزية: what do you want?
تحدثت الفتاة الشقراء بتعالي ، وبنظرات استحقار: This is my favorite place
لم تتعجب منها....وتعلم جيّدًا هذه الفتاة تعشق وتحب الخناق والتشاجر معها لذا اطالت الحديث :so?
ضربت الفتاة بيدها على الطاولة ثم قالت بوقاحة: you should go to another place
لم تماطل في الأمر جمّعت حاجاتها ووضعتها في حقيبتها على مهلٍ منها ثم اخذت علبة الماء فتحتها وقبل أن تغادر سكبتها على رأس الفتاة أمام انظار باقي الطلبة ثم اشارت لها وهي مبتسمة وتتجه للمخرج: bye my sweety
فاضت بالغيض بينما هي لم تعد الفتاة التي تسكت عن تلك المواقف...اصبحت عدوانية وتتلذذ في الرد على مثل هذه المواقف التافه ....خرجت من الجامعة ستتمشى في الفناء الخارجي إلى ان يحين موعد محاضرتها....جلست في زاوية بعيدة عن الناس .....واسندة ظهرها على الجدار...كان العشب نوعًا ما رطب فاغمضت عيناها متذمره: ohh shit


ولكن لم تدقق في الأمر فاخرجت الرسمة من جديد واسندتها على فخذيها وحاولت التركيز في اكمال التفاصيل....ولكن تمكنّت منها الرعشات والذكريات حول ما حدث بالأمس فنظرت لباقي الطلبة....هنا الكثير من مختلف الجنسيات ....العربية والغربية....فجامعة اكسفورد تضم ما بين جدرانها اعراقًا ، وجنسيات كثيرة ومختلفة.......وما زالت تحبذ الوحدة بينهم!!!...ابعدت خصلات شعرها عن

وجهها ....واخذت نفسًا عميقًا وبدأت في اكمال الرسمة ....مضت ساعة وهي ترسم.....اكملت رسم الوجه وبدأت ترسم التفاصيل الأخرى...كالشعر....الحاجب....الاذن...واخيرًا الذقن واللحية!.....تشعر بالرضى الآن...ابتسمت ونظرت لرسمتها بهدوء....ولم تنتبه للتصفير والاعجاب التي اتى من تلك الفتاة المزعجة كما اسمتها: اووووووه....نورة......الرسمة وايد حلوة......هذا حبيبج؟


دارت عيناها كالمغشي عليه ثم اردفت: لا هذا أمير...وبعدين اسمي نور مو نورة ....
شهقت البنت بقوة وسحبت الرسمة من يديها: هأأأأأ هذا ريّل امج.....يماااه يينن(يجنن)....
ثم جلست بالقرب من نور واعطتها الرسمة ثم اردفت بمزح: تتوسطين لي اتزوجه ...
فتحت نور عيناها بصدمة فضحكت الاخرى: امزح وياج يا معوده....
ثم اردفت بجدية: شخبارج اليوم؟....امس حسيت انج تعبانة او فيج شي...
ادخلت نور اغراضها كلها في الحقيبة وهمّت في المغادرة وهي تردف: بخير....
سحبتها من يدها : وين رايحة....ما يمدي ايي ابي اجلس معاج تروحين......
نور بملل: ايش فيك بعد يا إيلاف....


ايلاف ابتسمت عليها : ولهت عليج وحبيت اجلس معاج ما يصير يعني؟
اخذت نفس عميق وبللت شفتيها ثم جلست وهي تقول: تأقلمتي بالمعيشة هنا؟
ايلاف تنهدت بضيق: مو وايد بصراحة........ولحد الحين احس نفسي ضايعة ...
نور بشتات ذهن: من أي ناحية؟
ايلاف: الدراسية....والحياتية....يعني ما ادل كل الأماكن وما عندي صديقات لحد الحين.....فعندي نواقص بالسكن وما ادل وين اشتريهم....عارفة اكسفورد كلها عرب وهذا يساعد هذاك....والدنيا تمشي....بس تعرفيني ...خوافة ...وما اثق بالناس بسرعة....
ثم اردفت بصدق: زين اني وثقت فيج بعد....
نور ابتسمت بسخرية على حالهما ثم قالت: بتتعودين....يا ايلاف.....بس توك ما خذتي سنة....
ايلاف هزت رأسها: صاجة.....اذكر لم نقذتيني وودتيني لسكن الطالبات...ياربي حدي متفشلة من الريّال....بجيت عنده وتوهق فيني...
ضحكت نور على هذه الذكرى: ههههههههههههه عادي عادي...شفت ناس اعظم منك....
ايلاف سكتت ثم ردفت فجأة: زين متى بصير مثلج اكلّم بطلاقة في الانقلش....مثل ما انتي تعلمتي تتكلمين عربي ...جذيه.....
نور ضحكت هنا حتى أنّ عيناها بدأت تمطر دموعًا لا ارادية
ايلاف بتعجب: الحين شنو اللي يضحك...
نور اخذت نفس عميق: ههههههههههه....دايم تفاجئيني باسالتك.....انا اصولي عربية....
ايلاف بهدوء: عارفة بس امج ابنانية وعلى ما اظن ابوج بعد...وانتي تتكلمين خليجي.....
قاطعتها بهدوء وبنبرة مهتزة واوّل مرة تعترف بهذا الشي: ابوي سعودي.....بس ما عشت كثير في السعودية...
ايلاف شهقت: هأأأأأأأأأأأ حلفي؟
نور ضحكت على ردت فعلها: ههههههههههههه لا تموتين علينا ......اي هذا الصدق....
ايلاف كشت عليها بيدها: مالت....انزين كيف اتقنتي اللغة الانجليزية
نور نظرت لمن حولها: بالممارسة.....حاولي تكلمين حتى في السكن باللغة الانجليزية....
هزت راسها ايلاف: ان شاء الله
ثم اردفت: انزين عندج شي الحين؟
نور لا تريد البقاء اكثر معها ولكن لن تنكر أنها تشعر بالراحة في ظلّ هذه المعرفة: لا عندي بريك اربع ساعات...
ايلاف ابتسمت : مثلي......شرايج؟....نطلع من الجامعة نروح نفطر برا.....احس مليت من اليلسة اهنيه...
سكتت نور قليلًا ثم اردفت: اوك قومي....
ايلاف نهضت وهي تقول: بس شوفي ابيج توديني مطعم اسلامي....اخاف اكل بعد خنزير ولا شي....
فجأة سالتها بتردد: إلا صج نور أنا ملاحظة تلبسين صليب انتي مسيحية؟
نور بللت شفتيها واخذت تفكر بالأمر كثيرًا هي مسلمة ام مسيحية؟ ولكن مقتنعة انها : مسيحية.......انا على ديانة امي هي اللي ربتني....
قرأت علامات التعجب والاستفهامات فاردفت سريعًا وهي تمشي: لم تطلقت امي انا صغيرة فما رباني ابوي....عشان كذا...
قاطعتها وهي تمسك بيدها مبتسمة: فهمت فهمت......المهم الحين وديني على اقرب مطعم...
نور ، ابتسمت ولتفهمها للأمر ...هي الوحيدة التي لم تنظر لها بتعجب او استغراب لطريقة لبسها وعمل شعرها او حتى نسبها! : اوك....
بدآ بالمشي والتجوّل حول الجامعة وابتعدا عنها فهمست ايلاف: العرب هنا اكثر من سكان المدينة ...غزو البلد ...حسبي الله
ضحكت نور: ههههههههه
اكملت ايلاف وهي تنظر للشوارع:صدق من قال المدينة الحالمة.......صدق المعيشة غالية هنا.....بس يكفي انك تشوفين هالوجيه عشان تحسين بالانتماء....
نور بنبرة حزن: الكل يبي يحس بالانتماء عشان يقدر يتأقلم..... على المعيشة الجديدة هنا....المهم...وين تبين نروح....
ايلاف بحنق: الحين منو اللي يدل ويعرف الأماكن أنا ولا انتي...
ضحكت نور مرة اخرى: طيب لا تعصبين...
ثم اتجها إلى اقرب مطعم ، دخلا وهمست ايلاف بقول: متأكدة اسلامي؟
نور هزت رأسها وهي تردف: اوف كورس....
ثم جلسا على الطاولة، اشارت للنادل وطلبت لهما فقالت ايلاف: وش طلبتي لي؟
نور ابتسمت في وجهها: حابة اذوقك شي ......جديد....وحلال لا تخافين....تراني ما آكل لحم خنزير.....ولا...
بكذب: اشرب خمر....
ايلاف ابتسمت وابتهجت اساريرها: انزين.....تعالي.....ابي اسالك عن دكتور.....احس ما رتحت له....
نور باهتمام وضعت هاتفها جانبًا وهي تردف: شسمه؟
ايلاف مسحت على شعرها ولمته جانبًا : ديفيد......يدرس مادة عامة ....
هزت رأسها: اعرفه.....شوفي هو شديد اشوي....بس شرحه بصراحة حلو مرا....وفهمّك المادة غصب......وحاولي تذاكرين أوّل بأوّل وامورك بصير في السليم....
ايلاف هزت رأسها واتى النادل يضع الصحون أمامهم...
نور ابتسمت وطبطبت على يد ايلاف: ايلاف انتي متوترة لأنك طلعتي من مجتمع وجيتي لمجتمع ثاني....بس صدقيني.....راح تجاوزين هالشي....وحتى صعوبة الدراسة بتجاوزينها....
نظرت للصحن ثم اردفت: شكله يشهي....
نور ما زالت مبتسمة: ذوقيه.....
ايلاف بدأت بالتهام واوّل لقمةٍ منه فقالت: لذيذ
ثم اشارت لنور وبتردد ، تريد ان تفهم شيئًا: نور .....بسالج بس اتمنى ما كون متطفلة....بهالسؤال...
نور وهي تلتهم قطعة التشيز كيك!!: سالي.....
ايلاف حكّت انفها ثم اردفت: ما عندك صديقات؟....ملاحظة انّج كله تجلسين بروحج وعليج ملامح حزينة....
نور اجابت دون ان تنظر لها وهي تأكل من صحنها: عندي....بس في لندن.....وما نجتمع إلا في الاجازات....هنا زماله لا اقل ولا اكثر.....
ايلاف ابتسمت بهدوء واكملت الأكل ثم فجأة بدأت تقول: احس اني اشبهج...
نور نظرت لها بتعجب : كيف يعني؟
ايلاف شتت انظارها عنها واسندة ظهرها في ظهر الكرسي ، : امي وابوي منفصلين......الفرق اني اعيش بيت خالتي وانتي تعيشين عند امج...
لم تستطع مضغ القطعة التي في فاهها، هذا يُعني انّ ايلاف تعيش اسوأ ايّام حياتها بعيدًا عن والديها!! تحدثت هذه المرة بلطف: يعني ما تشوفين لا امك ولا ابوك....؟
ايلاف ابتسمت ابتسامة بلهاء تُداري بها تلك الدموع التي ترقرقت في عيناها: لا.....ابوي تزوّج ولهَا مع اخواني ومرته وكذلك امي......آخر مرة شفته فيها لم كلمته عن البعثة عشان يخلّص اوراقي واموري.....
نور تركت الملعقة وشّدت انتباها تلك الرجفة التي انتابت ايلاف: طيب مرتاحة مع خالتك؟
هزت رأسها بلا وفي صوتها نبرة بكاء صدمت بها نور: لا....عشان جذيه قررت اخذ بعثة وابتعد عنهم كلهم....
نور طبطبت على يدها لتهوّن عليها: تدرين ليش؟
نور باندماج وبغصة: ليش؟
ايلاف هنا نزلت دموعها ولم تستطع ان تكبح جموح مشاعر البكاء: لأنه زوج خالتي ....بدا يتحرش فيني وخفت.....يكبر الموضوع وبعدها ماحد يصدقني.....فقلت ايي اهنيه ادرس واعتمد على نفسي.....
نور ، صدمت......بل ضاق صدرها على حال إيلاف ظنت أنها فتاة غير مبالية تضحك بجنون....وكل شيء لديها....ولكن الأمر اصبح اسوأ منها بكثير طبطبت على يديها: وزين سويتي كذا....اهم شي ما قدر..
قاطعتها : لا......الحمد لله....
نور : طيب ابوك يرسل لك فلوس حاليا....
ايلاف هزت رأسها: أي وحتى امي....بس ما يتصلون علي....ما يسألون عني.....خالتي هي الوحيدة اللي تسال...وخايفة زوجها يعبي راسها بخرابيطه ويبعدها عني....
نور بلعت غصتها في الحديث لا تعرف كيف تهوّن على الناس اوجاعهم واحزانهم ولكن فاجأت ايلاف حينما نهضت....وبادرتها بالاحتضان...لفترة تجاوزت بها الدقيقة بسبب بكاء ايلاف المفاجأ حتى انها لفتت الانظار طبطبت على ظهرها ثم مسحت ايلاف دموعها فجأة وضحكت بخفة وهي تردف: هههههههههه ازعجتج.....ووصخت بدلتج بدموعي.....
نور ابتسمت هنا ، : لا يا ايلاف.....انا سعيدة اني عرفتك......صرتي تخففين عني اوجاع بحكيك.....
ثم نهضت وهي تقول: قومي خلينا نروح السوق....
ايلاف بتعجب: يمدي؟
نور ابتسمت : خلاص نسحب على محاضراتنا اليوم.....ونتمشى ونروح لندن....ونرجع....
ايلاف نهضت وسحبت حقيبتها: ما عندي مشكلة.......قدااااااام....يا معوده
ابتسمت لها الحياة مع تلك الفتاة التي شاركتها ورحبّت بتلك الصداقة ، قبلتها باحترام....لم ترفضها....ولن ترفضها فهي بحاجة إلى أُناس من حولها ....يشدون من ازرها تتحدث معهم وتخرج من قوقعة صمتها....ولكن بحدود....وبصعوبة!
.................................................. .................................
عادت للمنزل وتشعر بالرضى هذه المرة بعكس ما حدث لها بالأمس ستنسى طيفه وحبه ولمساته الحانية! ستنسى هذا الحُب ....وستبدأ حياة جديدة ومختلفة عما في السابق!اغلقت الباب والتفتت وهو يقول: ديانا جيـ
لم يكمل كلمته حتى ابتسم لها: هلا نور.....كيف يومك اليوم؟
ابتسمت له وهزت رأسها: it’s ok
تقدم لناحية الكنبات جلس وفي يده كوب شاي اخضر فتقدمت لناحيته وكان يراقبها في خطواتها الخجلة !وضعت الحقيبة على الكنبة فتحتها واخرجت الرسمة بتردد ...ثم مشت بخطوات بطيئة تجاهه وقدمت لهُ وهي تُعيد خصلة ناعمة خلف اذنها......حدّق فيها للحظات لم يفهم حركتها تلك فسحب الورقة بهدوء وذهل من الرسمة.....تطوّرت كثيرًا في هوايتها.....دقيقة تلك التفاصيل.....تشبه للحد الذي تستطيع أن تقول انها صورة ملتقطه من خلال الكاميرا ليس من خلال قلم ويد ترسمه!!!
خرجت عن صمتها تحت انذهاله وهي تقول: مِيرسي .....على كل شِي...
حدّق في عينها للحظات ابتسم ونهض ، ابتعدت خطوتين للوراء بحرج ....تشعر بالحرج من افعالها....وطيشها....وتخاف من القدر أن ينتشل هذه السعادة منها سريعًا.....ولكن أمير لم يمهلها باحتضانه لها .....ثم ابتعد عنها وهو سعيد بقبولها به مرةً اخرى: لا تشكريني على أيّ شِي أنتي بنتي وانا ملزوم اعمل لك هيك....
ثم اردف: اتطورتي كتير بالرسم.....راح افتح لك مرسم خاص لإلك.....وتبيعي لوحاتك فيه....
قاطعته بهدوء: لالا.....احس بدري على هالشي....
تعجب وهو يشير للرسمة: كيف بدري؟....وانتي رسمتيني بهالدقة.....بس اخلص من شغلي راح افتح لك اياه ....وهلأ روحي ارتاحي.....
هزت رأسها ثم سحبت حقيبتها ومشت وانفتح الباب دخلت ديانا ابتسمت لأبنتها ولم تناقشها لأمر تغيبها بالأمس فأمير شرحه لها الأمر وسكتت وبادرت نور بتلك الابتسامة ثم دخلت الغرفة
ذهبت لناحية زوجها قبلته سريعًا وابتسم لها بلطف وقدم لها الرسمة فذهلت : مين رسمها؟
أمير بفخر كبير واعتزاز: نور بنتك.......
ديانا بسعادة: نور.....كتير بجنن...
ثم رفعت صوتها : نور...دخيل الله رسميني كمان أنا....ولا ما استاهل....؟
كانت ترتدي ملابسها سمعت والدتها فرفعت صوتها وهي تقول: تمام ماما.....راح ارسمك باليل....
ثم التفتت ديانا على زوجها بتفاؤل: واضح كلامك معها بالأمس راح يغيّر اشياء كتير....
أمير هز رأسه برضى ثم اطرق متذكرًا: شو اعملتي بالموعد؟
ديانا وضعت الرسمة على الطاولة التي أمامها: ما فيه تطوّر.....ووضعي الصحي تمام.....وراح استمر على العلاج...
امير مسك يديها وشد عليهما وقبلهما بلطف: ربي لا يحرمني منكي.....ديانا ...نور لازم تعرف....
ديانا برفض تام ،عبست بوجهها وهمست له: لالا.....ما بدي تشوّش من جديد.......وانا بخير......وما بحتاج حتى لجلسات كيماوي....لا تخاف انا حريصة على العلاج....
أمير تنهد بضيق ثم اردف: اوك.....في شغلة مهمة لازم اخبرك ايّاها....
ديانا بخوف: شوفي؟
أمير اسند ظهره للوراء ، الأمر خارج إرادته.....ويبدو أنّ هناك فخ حُفر له لإيقاعه : لازم اطلع على لبنان.....
شعرت بضيق، وكتمه قوست حاجبيها: ليش؟
أمير بجدية: شريكتي هونيك عم تنهار......واللي عرفتوه فيه خونه من رجالي....لازم روح ابيعها وانئل كل اموالي هون.....ما بدي مشاكل....مع حدا....فلازم روح....ويمكن اطوّل....
ديانا ضاق تنفسها: تطوّل كمان؟
امير اردف: اسبوع اسبوعين هيك شي....
نهضت ديانا وارتفع صوتها بانفعال: لالا......بترجاك لا تروح......ما فيني اعيش يوم واحد بدون وجودك....أمير.....خلص ئول للموكل بتاعك يعمل اللي راح تعملوه انتّا.....
نهض امير وامسكها من اكتافها: هدي ديانا.....ما فيه شي يستحئق حتى توتري مشانوه......
خرجت نور هنا ونظرت لهما بتعجب تحدث بتردد: what happen?
حكّت ديانا جبينها بتوتر أما أمير شتت نظراته عنهما
فنطقت سريعًا ديانا: خلاص اروح معك..
امير بعصبية: ونور مين يجلس معها هون؟
نور نظرت لهما بتعجب
ديانا بانفعال: تاخذ اجازة مرضية للمدة اللي انتّا بدّك اياها ونروح سوا...
نور تقدمت لناحيتهما: نروح لوين؟
ديانا وأمير بصوت واحد وبعفوية اردفا : لبنان...
تعجبت من انفعالهما واصبح كلًّا منهما ينظر للأخر ولكن حزمت الأمر بابتسامتها وهي تردف: الله......عاد من الله انا ابي اسافر...
أمير مسح على رأسه وبتردد: خلاص جهزوا الاغراض....بكرا راح نسافر.....وراح اكتب خطاب صحي مزوّر لإلك يا نور وراح أأدموه (اقدمه)للجامعة
(نقزت) بسعادة تعجب منها الاثنين: yeeeeeeees
حينما شعرت بنظراتهما حكّت رقبتها بحرج ثم اردفت: مليت من بريطانيا....واي دولة اجنبية.......يعني اقصد....متحمسة اني اشوف....المكان اللي انولدتوا فيه...
عبست بوجهها ديانا ثم جلست وهي تردف لأمير : خليهم ينظفوا الفيلا.....
امير بهدوء: تمام......راح روح اجهز كل شي
جلست نور بالقرب من والدتها بتعجب: عنده فيلا؟وحنا عايشين بشقة اجار....
ديانا تحدثت هنا بهدوء: منو قالك عايشين بأجار....هالعمارة نصها لي ونصها له....
تعجبت نور وانخرست يبدو انها لا تعرف الكثير عن حياتهما سكتت ثم نهضت ديانا وهي تقول: اكيد جايعة ...بقوم اسوي لك اكل...
نهضت نور وهي تردف لتنهي الأمر: لا ماما...اصلا كلت....بروح انام احس تعبانة اشوي...
ديانا هزت رأسها: وانا كمان بدي اغفي اشوي....
.................................................. .................................
كان في سيارته ، الأمر بدأ بالتعقيد....لم يظن أنّ الأمور ستؤول إلى ما هي عليه الآن يريد الخلاص من الأمر ولكن الواقع مُّر ومُشين! اتصل عليه تحدث معه : راح اطلع على لبنان.....بدي شوفك حتى نخلص من هي السيرة .....وننهي الصفقة اللي خدعتوني فيها....
كان جالس على مكتبة الاستقراطي الفخم نفث الدخان من فمه تحدث باللغة الاسبانية_(مترجم): فمن المستحيل مقابلتك أمير...
ضرب امير على مقود السيارة : بظن تعرف تحكي عربي....وتاني شي...انتَّا خدعتني وانا ما فيني اعمل اللي ئلتلي (قلت لي) عليه.....انا شغلي كلوه نظيف....وما بدي اوسّخ مالي وعائلتي بهيك اشياء....
توقف عن التدخين : تزكر العئد الأول اللي وئعت (وقعت) عليه.....هزا أول شاحنة طلعت على بيروت باسمك......يعني انتَّا بلّشت شغل معنا...من اول توئيع على الورق......
عصب أمير وبدأ بسبه وشتمه فقال الآخر: ما فيه مجال للهروب...أمير....كل اللي بدنا منّك .....تسهّل أمور التهريب على لندن بس.....وإزا رفضت.....أنا اسف مضطر افرجيك وجهي الجديد
ثم اغلق الخط في وجهه، ورمى الآخر هاتفه على المقعد الجانبي اخذ يسب ويشتم هذه الصفقة ، وغباؤه.....كيف لم يفهم الأمر....كيف...؟.....ماذا يفعل....الأمور بدأت بالتعقيد اكثر فاكثر وخشى على عائلته منهم....كل ما يشعر به بالعجز....والاحباط.....عليه ان يتزّن.....في افكاره قبل فوات الأوان....حدّق في الطريق وبدأ يقود سيارته.....من أمام العمارة!


انتهى








JAN 06-09-2020 09:08 PM



البارت الثالث


البارت الثالث

ارسل لها رسالته التي تحمل في طياتها لحنًا من الشوق والعتاب كانت تقرأ كلماته ببطء وبتمعّن وعيناها مليئتين بالدموع ، ثم فاجأها بإرسال
(اخبارك؟)
(مشتاق لك موت)
فكّرت بإغلاق برنامج التواصل الإجتماعي الوات ساب دون أن ترد عليه ولكن هي بحاجة إليه ايضًا! تشعر بالخوف ...والرهبة من الأمر التي تمّر فيه وتتذوّق مرارة عجزها!؟فعدم القدرة على اتخاذ القرار لا يعني أنّك لم تقم بالاختيار في قرارت نفسك بل يُعني عدم الإقتناع فيه!!!
فهي غير مقتنعة في التخلّي عن هذا الحُب....تريد أن تنمو جذوره وتُسقى اكثر ليثمر دون ان يموت باليُبس والبؤس اللئيم! اجابته ويداها ترجفان
(بخير)
(أنت اخبارك؟)
كانت تنظر للشاشة بترقب لرده ولكنه اطال الرّد ، فتنهدت بضيق واغمضت عيناها بشتات الأمر ، ولكن فاجأها باتصاله فترددت في ان تُجيبه إن اجابت فسيفهم الأمر سريعًا من نبرت صوتها ...
ازدردت ريقها ثم قالت: هلا بندر
وضع كوب الهقوة التركية على طاولته الجانبية من الغرفة جلس على الكرسي : لا كان رديتي وينك فيه؟ لهالدرجة الاختبارات اهم مني؟ وتراها اختبارات شهرية بعد مو نهائية عشان تختفين عني كذا....

بللت شفتيها ثم اردفت بضيق: ما تبيني انجح؟ يعني.....كيف الناس ينجحون؟ مو يجمعّون درجات في الشهري وشي طبيعي لازم اذاكر ونبتعد عن بعض عشان نركز ....
لم يخفى عليه نبرتها الغير متزنة والمائلة للحزن تساءل: شيخة فيك شي؟

سريعًا اجابت لا تريد أن تُفسد هذه المكالمة بالواقع تريد أن تستلذ بهذا الشوق والحب : ارهاق المذاكرة والسهر....لا اكثر...
بندر بمزح وغرور: لا تفكرين فيني واجد عشان لا تعبين...

ضحكت بخفة: ههههههه ابو ثقتك يا شيخ...
بندر يمثل العصبية: لا تسبين اقول.....
ثم لانَ صوته ليردف: ترا ما مشت علي....قولي لي وش مزعلك....
هي غير مستعدة في أن تُثير الحرب بكلماتها ليبتعدا هكذا فجأة لذا قالت بحب: مشتاقة لك........بندر ....متى يجي اليوم اللي نجتمع فيه ......متى نعلن هالحب للجميع .....بدون خوف....بدون تردد....متى.....
بندر ابتسم لكلماتها تنهد : قريب.....السنة هذي آخر سنة لي في الجامعة وبس بتخرج بكلم ابوي بالموضوع.......صدقيني شيخة.....راح نكون لبعض...وما بفرقنا إلا الموت....

ترقرقت عيناها ، تشعر بالخوف من هذا الأمر ....تشعر أنها لن تستطع أن تُنهي تلك القصة التي بدآها لها والديها! همست بحشرجت صوتها: ان شاء الله....

بندر قوّس حاجبيه: تبكين؟.....(ثم اردف بجدية)...شيخوه خلصي علي شفيك اليوم.....والله غريب صوتك...وحتى كلماتك......من متى هالحزن وانا اعرفك كلك ازعاج.......وصراخ.....وما فيك رومنسية بعد...
بكت هنا وضحكت في الآن نفسه وهي تردف: حقيررررر....ههههههههه..(شهقة ببكاء ثم تلتها بضحكة)..ههههههههه.....اجل كيف عرفتني اني احبك؟

بندر انتبه لشهقة البكاء التي في صوتها الممزوجة بالضحك ولكن قال: قلبي دليلي يا شيخوه.....والحين اقسم لك بالله لو ما قلتي ايش السبب اللي بكاك....بجي بيتكم .....وبوقف عند نافذة غرفتك....

مسحت دموعها هنا واخذت نفسًا عميقًا تحدثت بسخرية: ها ها ها .....عشان ناصر وسعود يعلقونك على باب البيت عبرة لمن لا يعتبر....اهدى قيس بن ملوّح....ولا تكثر حن وزن......انا صايرة حساسة هالليام من الاختبارات... لاعبة في نفسيتي الله ياخذ المدعسة

ضحك هنا لأنها تحدثت بالطريقة التي اعتاد عليها ثم همس: احب جنانك ايوا الحين اقدر اسولف معك رجعي طبيعية.....
مسحت انفها سريعًا ابتسمت ستعيش هذه اللحظات رغم أنه سيلومها عليها فيما بعد ولكن لا يهم الآن تحدثت : لا وين نسولف.....انقلع نام...وراي مذاكرة....
بندر بتعجب نظر إلى ساعة يده: شالمذاكرة اللي بنص الليل خبري الناس اتراجع......بهالوقت...
مسحت على شعرها ونهضت من على السرير: عاد انا غير الناس ولا عندك مشكلة في هالشي....
بندر بتحذير: شيخوه....انتبهي ترسبين اقسم بالله...
قاطعته بانفعال: فال الله ولا فالك.....يا شين كلامك ذا....وش ارسب....علي مادة دين....سهلة والأستاذة مأشرتها.....بيمديني....بس انت سكر...وفكني....وعلى قولتك كله اختبار شهري بو عشر درجات...
بندر بلل شفتيه واردف: وانا وش يفكني من اشتياقي لك بعد ما اسكر....
شيخة بخبال : خلاص لا تسكر بحط جوالي على جنب اذاكر واسمع صوتي....يا عنتر.....
بندر بضحكة: ههههههههههههههههههههههههههههه فيك إعاقة في المشاعر أنتي....
شيخة بتذمر: لم مثّلت عليك دور العاشقة الولهانة ما عجبك وصرت تشكك فيني شي...ولم كلمتك بطبيعتي على قولتك صار فيني إعاقة ...ما عرفت لك ترا؟
بندر مستمر في الضحك على اسلوبها وطريقة حديثها: ههههههههههههههههه انا ابيك في النص.....المهم روحي ذاكري.....وحاولي تروحين وانتي نايمة على الاقل ساعة.....

شيخة بنبرة هادئة: بحاول اخلّص بدري....يلا عاد سكر....
بندر بعناد: سكري انتي.....
شيخة ضحكت بخفة: هههههه احبك بندروه.......اكلمك بكرا تصبح على خير...
ضحك بخفة على اسلوبها: هههههههههه انا اكثر شيخوه.......وانتي من اهل الخير...
ثم اغلق الخط ، وبدأت تفكر ....هي لا تستطيع أن تضحي بهذا الحُب هكذا دون سابق انذار!....سترفضه....ستخبر والدتها بردها .....وسينتهي الأمر....سيزعل والدها منها ....ولكن بالأخير سيرضى....ولكن حينما توافق هي من سيجبر قلبها الكسير؟ومن سيجمع شتات روحها !....هكذا قررت ...ثم امسكت بكتابها لتبدأ بالمذاكرة فالحديث معه ......مدها بالقوة......واعطاها القرار النهائي....بعد أن تأكدت أنها على غير استعداد في لفظ حبها المزعوم!
.................................................. .................................
لن تنسى قساوة والدها عليها، لن تنسى الذّل والإهانة اجبراهما على الفراق بسبب خلافاتهما السخيفة التي وُلِدت فجأة بينهما ! الأخ اصبح عدوًا
لأخيه....وتفرعّت الخلافات بينهما بقطع جذورها كُّليًا من موقعها الأصلي! فزادت الكراهية وزادت المسافات بينهما .....وانفصلا....حتى فلقا قلبها
بقراره الذي اثمر لها الضياع!....ولكن مرّت تلك الأيام المليئة بالمتاعب والصعاب وها هي الآن تنام في حضنه وفي دفئ حبه.....لن تنكر
اشتاقت لذلك الحي الذي احتفظ بذكرياتها ....وبطيش افعالها...وحتى حبها....حي الروشة....حمل ما بين طياته الكثير من الأحلام والآمال....لا
تريد الآن تدخله لكي لا تتذكر تلك الانكسارات والصرخات المترددة في زواياه اللامحدودة!.
...حينما تصل لا تريد ان تراه ولكن ستنجبر على رؤيته تعلم ذلك جيدًا! شدّت على حقيبتها بعدما شعرت بالاقلاع فمنذ فترة طويلة لم تقم بالسفر وتخاف من الأمر هذا !
فشدّ على يدها امير وانحنى ليهمس في اذنها: خذي نفس عميق....ما راح يصير شي....
ثم طبطب على يدها كانت مغمضة للعينين متوترة للغاية هزت رأسها برضى.....
بينما ابنتهما كانت على الجانب الآخر لهما منشغلة في الرسم ....ومستمعة لموسيقتها الصاخبة!
ولكن لم يكن الصوت عالٍ لكي لا تزعج بقية الرّكاب....كانت ترسم وجه والدتها بتمعن وبحب......قلبها يرفرف بالسعادة وهي مرحبه بهذا
الأمر....تشعر انها بدأت تنسلخ من اوهامها....وسراب صرخات والدها في ذلك اليوم!!!!
كانت طفلة تتسلل من غرفتها على صوتهما وتوبيخ والدها لوالدتها تنظر من خلف الباب بحذر تراه يصفعها على وجهها لتسقط على الارض باكية يتلفظ بأشنع الالفاظ يركلها ، يسحبها من شعرها لدورة المياة ....وهنا الكارثة ارتفع صوت والدها بصراخ وجنون مما جعل زوجته الأولى
بالتدخّل ....لا تدري ما هية الدم الخارج من تحت والدتها حينما دخلت ورأتها تتلوّى ألمًا على أرضية الخلاء....تبكي.....تنتحب....ولكن فجأة سمعت الزوجة الأولى تقول: اتصل على الاسعاف....

رفعت وجهها ونظرت لأمير الذي مدّ يده ليقدم لها علبة العصير ابتسمت واخذته منه هامسة: ميرسي...
ابتسم لها ، وسهبت في الرسمة......وصوت والدتها يزداد بالأنين....تبكي وتصرخ وتحرك رجليها بعشوائية والدم ...ينساب من تحتها بلا
توقف....فاجأة يد خبأت عيناها عن هذا المنظر وابعدتها عن المكان ليقل الأنين والبكاء......ويكن آخر مشهدٍ لها رأته لوالدتها على هذا النحو من الألم!
ابتسمت حينما بدأت ترسم الحاجبين ، وتذكرت حينما تعصب والدتها حاجبها الأيسر يتقوس اكثر من حاجبها الأيمن هكذا لا ارادي!

فيبدو شكلها مضحكًا بالنسبة إليها ....نور ادركت خلال هذه الأيّام أنّ الحياة جميلة....ولكن لا بد ان نعطي فرصة لأنفسنا لنرى جمالها وننسى الماضي بما فيه من احزان للعيش بسلام..... انهت الحاجبان ثم اسندت رأسها للوراء تريد ان تغفو قليلًا .....فالتعب تمكن منها ! فاستسلمت لرغبة النوم...

بينما أمير دخل في دوامة التفكير.....فكّر كيف سينجو من تلك العصابة .....كيف؟....تنهد....بضيق....نظر لزوجته وإلى نور...بخوف يخشى عليهم من الأمر هذا......يخشى أن يمسهم سوء بسببه.....فلو حدث لهما شيء لن يسامح نفسه طوال حياته !!...حاول ان يفكر باتزان طيلة الرحلة....وحاول أن يُجمع شتات عقله ...لكي يتعامل مع الأمر بمنطقية!

مضت الخمس ساعات بقلق ولم يستطع حتى أن يغفو لدقائق معدودة وصلا إلى مطار بيروت وقبل ان يصلا في خلال تلك الربع ساعة ارسل رسالة لصاحبة الذي انقطع عن رؤيته لسنوات عديدة واشتاق إليه فيعلم أنه هناك ينتظره الآن وأتى لرؤيته واستقباله! جلست ديانا وكذلك نور حملا حقيبتهما اليدوية ونزلا من الطائرة....مشى معهم وهو يحتضن بيده اليمنى زوجته واليسرى نور....انتظرا أمتعتهم في الوصول وما إن وصلا اكملا المشي ورأى شابًا جميلًا رغم كبر سنه وبياض شعره يلوّح بيده عقدت ديانا حاجبيها وهمست: دانيال؟

شدّ على يدها ليطمئنها،ونور ظنّت هذا الرجل يصبح إحدى افراد عائلة نور وأمير كونهما ابناء عمومة!!
اقتربا امير من صاحبه واحتضنا لفترة واخذ كلًّا منهما يطبطب على ظهر الآخر فدمعت عين ديانا....وكذلك نور....حينما رآ عيونهما التي ترقرقت بالدموع
ابتعد دانيال وهو ينظر لوجه صاحبه: يا الله شو مضى وئت طويل على هالشوفي....
ثم احضتنه من جديد وابتعد ليردف: طمني عليك؟
أمير ابتسم له وشدّ على اكتافه: بخير الحمد لله....
ثم التفت على ديانا ....ابتسمت في وجهه واحتضنها بخفة ثم ابتعد سريعًا وهو يقول: اخبارك ديانا؟
هزت رأسها برضى: بخير....انتّا كيفك؟
دانيال: نحمد لله...
ثم نظر للنور بتعجب، ففهم أمير تلك الإشار وقال: بنتنا...
ثم حكّ جبينه ليردف: بنت ديانا...
فهم دانيال فهو يعلم بالقصة ...كلها....تقريبًا....ولأنها محرجة منه فقط مدّ يده ليصافحها دون ان يحتضنها فقال: كيفك يا ئمر؟
نور احمرّت وجنتها ابتسمت له: بخير...
أمير بتعب: شو راح نظل هون وائفين(واقفين)...وصلنا على الفلا.....دانيال.....
دانيال سحب الحقيبة من يد أمير: يلا يلا....ما تغيرت كله بتستعجلنا....

نور ضحكت بخفة ووالدتها قربتها من جانبها الأيمن وهي تبتسم، وبعد ان ركبا السيارة اخذ يتحدث دانيال سريعًا عن التغيرات التي طرأت على بيروت وحي الروشة ولبنان بأكملها!....وكانت ديانا تستمع إليه وقلبها يقرع طبولًا من الإشتياق والخوف بينما نور كانت مسندة رأسها على صدر والدتها مُتعبة تريد النوم وكانت تشعر بتوتر والدتها وتسمع نبضات قلبها المزعجة!....أما أمير ينظر للشوارع التي اكدّت له صحة حديث دانيال...عن التغيرات التي حصلت....مضى وقت طويل...وجدًا....وقاسي عليه وعلى معشوقته!
دخلا الحي....واضطربت انفاسها.....وترقرقت عيناها بالدموع وحُبِست في محجرعينَيها.....ازدردت ريقها اخذت تنظر بدقة لمن حولها ....لفتت نظرها تلك الشجرة الجانبية .....فهناك الكثير من الذكريات.....هناك أوّل قبلةٍ لها....وآخر احتضانٍ عبرّا فيه عن شعورهما بالفراق.....لم يكن حولها بيوت كثيرة.....كانت في الماضي ما هي إلا معزل عن الناس والآن الناس اجتمعا حولها وافسدا منظرها البرّاق!!!

وقف أمام فلة أمير.....التي اشتراها واعتزل نفسه فيها بعد زواج ديانا....بسنتين!.اعتزل والديه والعائلة ولكن لم يستطع أن يخرج من الحي الذي يجمعهم فيه....ولكن لا اهله يدخلون عليه ولا هو يدخل عليهم....كان شعوره بدونها كالجسد بِلا روح...وكالرجل الضائع في الصحراء بلا مؤونة وبلا ماء يُساند عظامه للنهوض!
نزلا من السيارة واخذ نسيم الهواء البارد يخترق قلبهما لينتفضا من ذكريات الماضي!.....شدّت ديانا على ابنتها وهي تقول: راح ادخل...
دانيال تحدث لأمير: كل شي نزّيف(نظيف).....وفيه خادمة عم بتحضر لإلكوم الأكل....(ومد له مفتاح السيارة)....وهايده مفتاح سيارتك......خذها......
اخذها امير ثم نظر للناس اردف بتحسر: كل شي تغيّر....
دانيال فهم هذه النبرة طبطب على كتفه: وكل شي بيتعوّض امير...
ضحك بسخرية فبعد تلك المتاهات التي ظهرت مؤخرًا لن يستطع أن يُصلح العود المكسور!: ان شاء الله...
ثم اطرق متسائلًا: بيّي نزل على المصيطبة...
دانيال شتت ناظريه عنه: نحكي بعدين في هالموزوع.....
أمير تكتف اغمض عينيه ثم فتحمها وهو يقول: بعرف هو وعمي اتصالحوا.....وعم يعيشوا بالئصر(القصر) مع بعضهم...
ثم ضحك: شي بيضحك والله
دانيال طبطب على كتفه : ابوها لديانا....كتير تعبان.....وحتى من شدّت تعبو ما بيئدر يئوم ووئف (يقوم ووقف)...على رجليه....لهيك بيّك...اتصالح معوه وجبروه على العيشة معوه...خاصة بعد وفاة مرتو....وبيتمنى يشوف بنتو...
أمير بهدوء: حكيت معها بهيدا الشي...ورافضة كليّا من انها تشوفو....على العموم
صافحه وشدّ على يده وهو يقول: دانيال مشكور على كل شي....وما بدي اعزبك (اعذبك) اكثر.....ميرسي....
دانيال ضربه على كتفه بخفة: شو هالحكي هاد....حِنّا اخوة.....وما بينا ....شكر....وهيدا الكلام....وهلأ ادخل بيتك ...ريّح...ولا تشغل بالك...

هز أمير رأسه وابتسم وانصرف دانيال ماشيًا لناحية منزله القريب من هنا!
دخلا امير ونظر إلى زوجته ونور الواضعة رأسها في حضن والدتها رفع حاجبه وهو يقول: الغِرف مليانه المكان.....نور ئومي أيّ غرفة ونامي فيها.....وكمان انتي ئومي.....
نور وهي مغمضة لعيناها: ما فيني حيل اقوم ....جسمي تكسر خلاص....
ابتسم أمير وتحدث بلهجة سعودية مكسرة قليلًا: تبين احملك؟
نور اشارت له وهي ما زالت مغمضة لعيناها : تسوي فيني خير....بس اخاف(وفتحت عيناها ونظرت لوالدتها التي تلعب في خصلات شعر ابنتها)....ماما تغار...
فتحت ديانا عيناها بصدمة لتردف: وليش اغار؟
نور ابتسمت بخبث: ما بعرف...
ضحك أمير واتى بالقرب منها وانحنى ليحملها فنهضت وهي تقول: لالا..... لا تعبك نفسك احمل زوجتك ووفّر تعب حملك لي لها...

خجلت ديانا وضربت على ظهر ابنتها بخفة: شكلنا ركبنا الطيارة وطار عئلك يا مفعوصة .....
نهضت نور وهي تنظر لهما وغمزة لهما سريعًا: كأنكم كناري.....
ثم ارسلت لهما قبلة في الهواء: اترك لكم الجو يا روميو وجوليت انتوا...

حدقت فيها والدتها بتهديد أما أمير ضحك وهي هربت سريعًا للطابق العلوي وانحنى أمير ليصل إلى مستوى زوجته واصبح وجه قريبًا جدًا لوجهها تحدث: خلينا نذكر زهور الأيام.......ووردت حبنا اللي فتحت في هالمكان.....لا تفكري بشي سلبي....وئفي(وقفي)...ذكرياتك النيقتف.....وخلينا نعيش بحب من جديد....
علقت عيناها في عينيه وترقرقت بدموع: بحس جو البنان عم يخنئني...حاسة حالي رح موت....
جثل على ركبتيه وشدّ على كفيها قبلها بلطف : تزكري(تذكري)...اللي صار ما بعّدنا كتير عن بعض.....انتي طلعتي من لبنان لوحدك ...ورجعنا انا ويّاكي سوا.....رجعنا بحب جديد...وعلائة كتير ئويي(علاقة كثير قوية).....
ثم نهض ومد يده: لا تحرميني من حبنا....(ثم غمز لها)...خلينا نتذكر الأشياء الجميلة وبس.....ونخبّر نور عنها...

ضحكت في وسط الدموع التي انسابت على خديها مسكت بيده وهي تقول: مستحيل اخبر نور عنها.......ما بدي يّاها تكون متلي متهورة ومندفعة في المشاعر.....
أمير احتضنها وقبّل جبينها: وهيدا الشي اللي علئني فيكي(علقني فيك)...
اردفت بجدية وهي وتنظر لعينيه: بس ما في منّك اتنين....لو غيرك كان استئل هيدا الشي من صالحوه...عشان هيك ما بدي احكي بتفاصيل حبنا لإله ....لأنه ما فيه متلك أمير....
تفهم الأمر وفاجأها بقبلته ثم اردف: ولهان لإلك....
خجلت ديانا وشدّت على يده واتجها للطابق العلوي ! بخطوات هادئة واسندّة رأسها على كتفه ، واخذ يُطمئنها لن يحدث شيئًا يُفسد عليها مستقبل ابنتها ومستقبلهما ايضًا ، فاطمئنت وتناست ألم ذكريات الماضي

انتهى






JAN 06-10-2020 01:55 PM



الفصل الرابع



البارت الرابع

الحُب أنواع ...وكذلك الغيرة أنواعًا شتّ حينما تُدرك معنى حُبك لذلك الشخص تستطيع أن تميّزه عن باقي العناوين الآخرى....ولكن حينما يكون
الحُب ظاهرًا في معانيه ومفرداته العميقة.... قد تنحرج منه أو ربما الطرف الآخر هو من سينحرج لو كان حُب تملك....او حب انانية....وعلى التفاصيل سيصاب بنوبة قهر من دوامته !
وهنا الكرامة تلعب دورًا في تقبله او رفضه! ولكن في بعض الحين الظروف تُجبرك على تقبله....والإسهاب في جنونه ويؤلم ذلك ولكن ليس هناك مخرجًا للخروج منه والنجاة من عواقبه....والنوع الاكثر خطورة حينما يتمحوّر ويتصوّر على شكل حُب الشّك!
أو جنون الشّك....كيف يكون هناك حُب الشّك؟....هُنا التفاصيل ستُروى عنه....وعن جروحها المخباه خلف ثنايا اضلعها....جمع في قلبه حب التملك والأنانية والقليل من حب الشك!!!....وهذا ما يجعلها تحبذ الهروب منه والاسهاب في التنظيف هنا بدلًا من بيتها!

كانت ستفتح الباب ولكن شد على عضدها تحدّث بحده: لخلصتي اتصلي علي لا تخلين اخوانك يجيبونك فاهمة؟

حينما مسكها بهذه الطريقة المفاجأة شعرت في الآن نفسه بوخز الجنين لها فعضّت على شفتيها وتظاهرت بالقوة نفضت يدها منه قائلة: طيب.....

ثم خرجت من السيارة واغلقت الباب بهدوء ، دخلت المنزل....وكما توقعت الجميع ذهب إلى عمله وحتى نوف ذهبت إلى المدرسة انزلت العباءة عن جسدها ووضعتها على الكنب ، ثم جلست واخذت تنظر لجدران المنزل والسقف والارض وهي تهز برجلها علامةً للتوتر....هل تخبر اخوتها عن معاملته؟ أم تسكت.....آه...هُناك حرقة تشتعل في فؤادها إلى الآن لم تفهم شعوره اتجاهها....كُره ...حُب...أم نانية التملّك...سيطرت على رغبته في اتجاهها!
هناك قصة خفيّة عنه ويخفيها عنها! مسحت على شعرها ....اسندت ظهرها على الكنب....شعرت بالوخز من جديد قوّست شفتيها وحاجبيها....اخذت تفكر....وبتندم اردفت: ليتني ما قبلت فيه.....

وينك يمه......تعبانة...انهد حيلي من المسؤولية.....وتعبت وانا اشتاق لك....تعبت....يمه...

نزلت دموعها بهدوء على خديها ، وارتفع رنين هاتفها سحبته من الحقيبة واجابت حينما رأت(خالتي أم ناصر)
ابتسمت ومسحت دموعها سريعًا: هلا خالتي...
ام ناصر وهي تضع الملح وترشه على الرز في القدر: هلا يمه الجازي....اخبارك؟...طمنيني عنك...
الجازي بهدوء نظرت ليدها ولمكان قبضته القوية التي تركت اثرًا عليها!: بخير....انتي طمنيني عنك وعن شيخة والباقي....
ابتسمت وبدأت تحرك الرز : كلهم بخير وما يسألون إلا عنك....وعن البيبي...مشتاقين لشوفته......
ثم تحدثت بجدية: يمه الجازي....الحين دخلتي التاسع انا حاسبة لك صار لك اسبوعين......وخاطري تجين عندي والله خايفة عليك....
عقدت حاجبيها: لا وين ا جي؟....خالتي والله صعبة......انا مهتمه بنفسي لا تحاتين و..(وبكذب)...زوجي مو مقصر....
ام ناصر : كثري من المشي يا يمه.....ولا تجهدين نفسك في اشغال البيت....
الجازي ابتسمت لأهتمامها: لا تحاتين خاله لا تحاتين.....بس خالتي....
اردفت باهتمام: خير يمه قولي؟
الجازي مسحت على بطنها بخفة: ساعات احس بوخزات وألم في خاصرتي....طبيعي؟
تحدثت بجدية : يمه هذا طلق...إن استمر معاك اتصلي علي ونروح المستشفى.....
الجازي بتوتر: لالا هو يروح ويجي......
غطّت القدر : كم صار لك؟على هالحال...
الجازي: يومين....
ام ناصر بقلق:يا عوينتي....هذا بدايات الطلق....اسمعي وانا خالتك.....حاولي تتمشين....شكل هاللي ببطنك عجول....ولا تحملين نفسك فوق طاقتها.......واذا احتجتيني اتصلي.....سامعة...
الجازي بهدوء: ان شاء الله....
ام ناصر بجدية: بكرة بجيك.....وبعد ولادتك النفاس عندي...
قاطعتها الجازي: لا خالتي والله صعبة......
ام ناصر بهدوء: لا صعبة ولا شي...وعمك محرّص علي..في هالموضوع.....وغرفتك جهزتها اصلا.....بس قولي لزوجك يجيب الاغراض ارتبها لك.....
الجازي ترقرقت دموعها: مشكورة خالتي....
ام ناصر بحنية: يمه انتي بنتي....بنت صيته الغالية........وغلاتك والله ما تقل عن غلات اعيالي....
سكتت الجازي لتكمل: يله ما اطول عليك مع السلامة ودري بالك على نفسك....
الجازي اغلقت الخط بعد ان قالت: الله يسلمك لا تحاتيني...

ثم نهضت واتجهت للمطبخ ، شعرت بالارتياح بعد سماع صوت خالتها فهي من قامت باحتضانهم بعد وفاة والدتها، وهي ساعدتها في احتضان اختها نوف رغم لا فارق كبير في العمر بينهما نوف تبلغ ثمانية عشر وهي خمسة وعشرون سنة...فكرت قليلًا قبل أن تبدأ أي طبخة تطبخ؟!

ثم تذكرت بقول: نوف تحب الكبسة ....وعشانها بسويها....

ثم شمرّت عن ذراعيها وبدأت بتقطيع البصل اولًا والثوم ثم البصل.....حاولت ألا تفكر في أي شيء يُفسد عليها اليوم ...ولكن الوخز عاد من جديد وسقطت السكين من يدها....مسحت على بطنها بهدوء واخذت تهمس: يارب.....يارب رحمتك..

اخذت دقيقة وهي على هذا الحال ثم مضى هذا الألم! اخذت نفس عميق واكملت الطبخ واغلقت القدر بغطاه وبدأت تغسل الصحون التي استخدمتها ومسحت أرضية المطبخ! ثم انتقلت لتنظيف مجلس الرجال رغم أنه غير وسخ ولكن مسحت الأرضية بالمنظفات والتعقيمات....وبقيت على هذا الحال تنظّف أرضية غرفة الجلوس ...الصالة.....ثم صعدت للدور
العلوي....ورتبت غرف اخوتها رغم انهم اعتادوا على ترتيبها بأنفسهم ولكن مسحت الأرضيات لتبقى لامعة مضت ساعة كاملة وهي تنظّف!!!!
وتراقب الرز لكي لا يحترق....والوخزات تأتي وتذهب بغتة!!..ولم تهتم للأمر كما اوصتها خالتها.....في تمام الساعة الثانية ظهرًا وضعت الغداء على السفرة ...ورتبتها ....
وانفتح الباب فجأة وصوت اختها سبقها وهي تتذمر وتتأفف: استغفر الله حر ....حر مو طبيعي...
ودخلا ورائها اخوانها ابتسمت لهما وذهبت نوف راكضة تحتضن اختها
: اخبارك جوجو.....ولهت عليك والله...
ضربتها بخفة على كتفها: كذابة بس يوم ما شفتيني...

لم تجيبها اخذت نفس عميق وهي تشتم: يمه يمه يا الريحة ....كبسة....صح؟

هزّت الجازي رأسها وهي مبتسمة وحضنتها هنا نوف واقتربا خالد وناصر
من جانبهما تحدث خالد: بشويش على اختك يا هبلة....شكلك نسيتي انها حامل.....
بندر ضرب رأس نوف من الخلف وبخفة: هجدي...
عبست بوجهها : لازم تخربون جوي....
خالد بجدية: اخبارك الجازي؟
الجازي بوجهٍ شاحب ومتعب: بخير يا خوي
ثم نظرت لأختها: نوف روحي بدلي....وصلي على ما يجي ابوي....
بندر نظر للأكل بنظرة خاطفة: شكله يشهي...
الجازي بحنان: بالعافية عليكم....
خالد بهدوء: جلسي تغدي معنا....
الجازي نظرت لعينيه: لا سيف بيجيني الحين....
خالد : براحتك
بندر بتساؤل: هو جاء؟

قبل أن تجيب دخل والدها وما إن وقعت عيناه عليها حتى ابتسم لها وتقدمت لناحيته : وانا اقول ليش منوّر البيت.....نورتي بيتك يا عين ابوك...

رجف قلبها من كلمته قبّلت يده ورأسه: منور بوجودك يا الغالي....
ثم تقدم لناحية السفرة: الله الله .....وش هالزين...وش هالريحة....
الجازي ابتسمت لهم: بالعافية.....
بو خالد : اجلسي معنا تغدي...
الجازي قبل أن تنطق بكلمة عادت تلك النغزات ولكن بشكلٍ اقوى واشد الألم فتألُّمت وعضّت على شفتيها لتخرس الألم وقوست حاجبيها مما شدّت من انتباههم ازدردت ريقها واخذت نفسًا لتجيب: بيجي سيف...
بو خالد طبطب على ظهرها بقول: علامك يبه؟ فيك شي
بندر بتوتر: نوديك المستشفى...
نزلت نوف وقاطعتهم بصوتها العالي: ما جاااااااا ابوي؟
وما إن رأته حتى قالت بفرحه: يلا اجل خلونا نتغدى...
ولكن جميعهم ملتف حول الجازي....وهي تلتقط انفاسها اشارت لهم : لالا ما فيني شي...
بندر : كيف ما فيك شي....وانتي حتى النفس بالقوة تاخذينه...
خافت نوف واقتربت من اختها نظرت لوجهها: الجازي وش فيك...

عادت تلك النغزات وبشكلٍ متتالية انحنت للأمام وبدأ قلبها يتسارع والدم يتدفق في وجهها ليعطي اللون الاحمر ويغرق شحوب وجهها!....عضت على شفتيها بعد ان اخرجت: يا الله....
نوف مسكت يدها بينما خالد ردفها بيديه بندر توتر واردف: اتصل بالاسعاف...؟
بو خالد مسح على شعرها واتجها بها لناحية الكنبات اجلساها ونوف مسحت على يديها وهي تقول: الجازي...
بو خالد اردف: خالد شغل السيارة وانا ابوك.....
ثم نظر لنوف القلقة: جيبي عباتها...
نهضت سريعًا وسحبتها من على الكنبة الجانبية
بو خالد نظر لأبنه: بندر ساعدني...
ساعداها على النهوض وهي تتأوّه ألمًا وتحاول ألا تصرخ وتعض على شفتيها بقوة ما إن نهضت شهقت نوف من المنظر المرعب بالنسبة لها اردفت: يبه....
نظر للأرض وفهم تلك الاشارة، نزول الماء بهذه الغزارة اشارة على قُرب موعد ولادتها تحدث: عجّل يا بندر....
صرخت هنا الجازي ودخل خالد
عضت على طرف اصابعها نوف بتوتر......بينما خالد مسح على رأس اخته: تحملي وانا اخوك...
الجازي بدموع: نوف.....آه...تعالي معي.....تتتتكككفـ...
وصرخت هنا حينما خالجها الألم بشكلٍ اقوى
صرخ خالد في وجه نوف: نوووووف روحي البسي عباتك ولحقينا على السيارة....
حمل اخته ما بين ذراعيه، وفي وسط هذه الضجّة اتصل زوجها عليها ، مرة ومرتين وثلاثًا حتى انه شتمها لعدم ردها كان سيقول لها انه مضطر للتأخر بسبب تضاعف العمل عليه!
بينما بندر ما ان اغلقت نوف باب السيارة حتى انطلق بها شدّت على يد اختها والجازي عضت على طرف حجابها أما خالد كان يحثها على ان تتنفس بشكلٍ طبيعي....
ما إن وصلا المستشفى ...حتى حملها خالد......وتبعوه البقية بالركض...
صرخ بندر: دكتووووور.....
اتوا إليهم مسرعين ووضعوها على الكرسي......وشدّت على يد نوف
نوف بدأت دموعها تنذرف ...بسبب التوتر والخوف.....شدّت على يد اختها.....وحاولت ان تغطي شعرها في هذا الحال....

ما إن أتت الدكتورة بعد أن تم استدعائها حتى قالت: لازم ننزلها غرفة الولادة...

كانت ستبعدها الممرضى عنهم ولكن ما زالت ممسكة بيد اختها نوف صرخت بألم: تعالي معي....
فُجعت واخوتها انصدموا بينما والدها تحدث لنوف: ادخلي معها
كانت ستتحدث الطبيب لمنع هذا الأمر ولكن اشار لها: اختها....
وفي هذه الفوضى...والشتات....رضخت أن تدخل نوف مع اختها....
فتحدث بو خالد بتوتر: خايفة يا عين ابوها خايفة....ودها بأمها تكون جنبها...آه بس.....الله يسهل عليك ...
بندر طبطب على كتف والده: يبه هدي...مو صاير إلا كل خير...
خالد بتوتر: تعالوا نجلس بالانتظار...

بينما نوف كانت مرعوبة للغاية ، لأوّل مرة ترى وجه اختها يتلوّن بعدّة ألوان في الثانية الواحدة وصوتها يخرج بتردد عالي هكذا.....كانت تشد على يدها كلما زاد الألم تنظر لأختها بتحذير : تكفين طالعي وجهي بس...

بينما نوف لم تنظر ابدًا لأرجاء الغرفة ولا لشيء آخر كانت فقط تراقب وجه اختها وتنفسها المضطرب لا تدري هنا في هذه اللحظات تذكرت وفاة والدتها!!
خافت أن تفقد أختها....كانت تسمع الممرضات بعشوائية ...وصرخات اختها يزداد...ودموعها هي تزداد وكلماتها التشيجعية تزاد كلما صرخت اختها هملت دموعها على خديها ترجوها ألا تموت!لا قدرة لها على ان تفقدها
سيزول هذا الألم....هذا الوجع....سيزول الأمر برمته ما إن يولد هذا الصبي المشاغب!....رفعت رأسها وهي تشد على يدها صرخت بأقوى ما تملك من صوت وقوة....عرق جبينها....وبانت علامات الموت على وجهها كما تظن اختها....نبضات قلبها تزداد بجنون ...بكت نوف....مسحت على رأس اختها بتخفيف من الألم صرخت الجازي: يمااااااااااااااا........اه.....
فبكت نوف هامسة: يارب ارحم حالها...يارب....خليها لي يارب!!!
اخيرًا وبعد نصف ساعة واكثر سمعوا صوت الطفل....وارتخى جسد الجازي على السرير ومسحت نوف دموعها وهي تنظر إلى اختها بدموع وصوت متحشرج قبّلت يد اختها ورأسها وطرف انفها همست: مبروك ما جاك.....مبروك...
همست بوجع وهي تنظر لأختها برؤية مشوشة: آسفة....
فهمت نوف لمَ؟تتأسف...لأنها اجبرتها على ان ترى هذا الوجع...ان تسمع هذه الصرخات...أن تعيش معها هذه اللحظات...ولكن نوف هزت رأسها: عادي....عادي....
في الواقع هي لم ترى سوى الم اختها حفظت تعابير وجهها المتألمة...والمرعبة.....رأت الموت كيف يختطف أنفاسها بين لحظةٍ ولحظة
قبلّت يدها من جديد ورأسها همست لها: لازم اطلع الحين....
هزت الجازي رأسها برضى....وخرجت من الغرفة وهي تحاول ألا تنظر إلا إلى الباب فما زالت مرعوبة فبعد أن خرجت تبعت نظراتها في الارجاء ولم تراهم ففهمت انهم في غرفة الانتظار ذهبت لناحيتها طرقت الباب....همست: خالد....
ما إن سمعوا صوتها حتى خرجوا تحدث بندر: ولدت؟
خالد بخوف: تكلمي؟...
تحدث والدها بقلق: طمنيني على اختك...يبه...
نوف بصوت متحشرج حضنت والدها وهي تبكي وتردد: جابت ولد....جابت ولد...
خالد بقلق: وهي كيفها؟
أتت الطبيبة تبشرهم ولكن نوف سبقتها ابتعدت نوف عن حضن والدها
وتحدث بندر: طمنينا عليها...
الدكتور بهدوء: الطفل وامه بخير....
بو خالد مسك يد ابنته التي بدأت ترجف كان عليه ألا يدخلها معها ولكن لم يحبذ أن يكسر خاطر ابنته في تلك الاوضاع تحدث: بندر جيب لأختك ماي...
خالد التفت عليها مسك يدها: شفيك؟
بو خالد نظر إليه بنظرة تدل على ألا يكثر الحديث والاسالة تحدث لأبنته بحنان: تعالي جلسي على الكرسي
همست : يبه اتصل على خالتي بشرها...
بو خالد اجبرها على ان تجلس على الكرسي: بنتصل...بس جلسي انتي....
بندر اتى وقدم لها الماء فشربته بدفعة واحدة!
التفت عليه والده: بندر اتصل على زوجها وبشره....وانت يا خالد اخذ اختك ودها البيت ترتاح....وانا بتصل على اخوي يجي....هنا....
خالد بهدوء نظر لأخته: طيب.....يلا نوف...
نهضت وهي تشعر هي من ولدت ذلك الصبي...قلبها يرجف.....خوف...في لحظة خافت ان تخسر فيها اختها....تخسر حنانها.....والألم وصل....وصل إلى اعماق قلبها ...كلما شدّت اختها على يدها تذوّقت طعم عذابها!..رائحة الدم ايضًا بدأت بالانتشار في عقلها وبقوة....شعرت بالغثيان ولكن حاولت التماسك...شدت على يد خالد في هذه اللحظة ففهم انها مضطربة مما رأته!
فتح لها باب السيارة واغلقه بعدما أن ركبت السيارة ...نظر إليها كانت تتنفس باضطراب واضح من ارتفاع وانخفاض صدرها بشكلٍ سريع ومريب....

فتحدّث: افتحي الغطاء عن وجهك.....

هي بالواقع بحاجة إلى فعل هذا الأمر، ولكن تخشى من أن يرى وجهها فينصدم ولكن لم تبالي رفعته واسندت رأسها للوراء واغمضت عينيها بينما هو التفت عليها لينصدم من احمرار وجهها والعرق الذي يتصبب من جبينها.....فهم أنها عاشت لحظات مرعبة مع الجازي وكان عليهم ان يمنعا حدوث هذا الأمر !
تحدث بهدوء: تطمني نوف اختك بخير.....
هزت رأسها دلالة على معرفتها بذلك فتحت عيناها ونظرت للشارع بضياع نطقت بصوت خافت: خفت اخسرها مثل ما خسرت امي......شفت الموت يا خالد يخطف انفاسها.....خفت .....خفت اطلع من الغرفة اصيح على فراقها......الولادة تخوّف...
ثم اغمضت عينيها واستمع لكلماتها ، بتمعّن اخذ نفس عميق واكمل الطريق دون أن يلتفظ بأي كلمة ، لأنه لا يملك أي كلمة تجاه تعبيرها وخوفها من الموت......في تخطف انفاس من تحبهم!
.................................................. .................................
أحببتُكَ بيما فيكَ من عيوب، احببت قلبك بحجمهِ الكبير ، واحببتُ عقلك لرجاحته في التفكير، واحببتُك لأنني وجدّت فيكَ حياة أُخرى!،حُبي لك جنون، وقُربك كان مستحيل، وصراع القدر كان محتومًا، إلى أن زال ذلك الكابوس، وأنجلى ذلك الظلام من العيون، فاصبحنا بالعشق هذه المرة نتلاقا، وبالهيام نحتضن ذكريات السنين، لم اخذل يومًا قلبُك النابض باسمي، ولم أدفع هذا الجسد نحو هاوية الضياع الثقيل، كُنت قد شارفت على أبواب الموت بعد فراقنا الطويل، ولكن برائحة عُطرك يا هذا انتفض قلبي من جديد، واستطعت أن اشتم رائحة الولهِ عن قربٍ أُحسدتُ عليه ، وها انا أنعمُ في دفء حضنك ،وأريد منكّ المزيد!

كانت تنظر إليه عن قُرب، قضى معًا اجمل الذكريات في الماضي....شعرت كم هي محظوظة وهي في قربه، وهي في قلبه! مسحت على شعره الأشقر لتبعده عن عينيه انحنت لتقترب من وجهه وتطبع قبلة دافئة ما بين عينيه ،فتح عينيه ببطء وابتعدت قليلًا عنه فقربها إليه وحاول يُسند ظهره على الوسادة تحدث بحب: صباحك فُل وياسمين......
ابتسمت في وجهه وهي تُبعد خصلة من شعره للوراء: صباحك أنا....
تحدث بشاعرية: أنا جدًا محظوظ فيكي.......ربي لا يحرمني منكي....
قبّلت راحة يده : ولا منك...
ثم ابتعدت عنه لتنهض وهي تقول: جهزلي حالك.....بدنا نفطر....
مسح على رأسه ونهض ليردف: جلسي نور وجهزو حالكن راح نفطر برا....
ديانا سحبت الروب من على الشماعة : اوك...

ثم توجهت لناحية الغرفة المجاورة لغرفتهما، دلفت الباب ونظرت لأبنتها مازالت ترتدي بجامتها القطنية مستلقية على بطنها رافعة قدميها للأعلى منكبة على الكرّاس ما إن رأت والدتها حتى قالت: bonjour(بونجور)

اقتربت من ناحيتها وجلست بالقرب منها : يسعد لي هالصباح.....شو عم تعملي....
نور كانت تنظّف الرسمة من الشوائب....وفرقت منها فسحبتها من على الفراش وقدمتها لوالدتها فشهقت ديانا: ما احلاها.....

ثم احتضنت ابنتها وهي تردف: تسلم لي ايديكي....
نور قبّلت والدتها على خدها: تستاهلين اكثر من كذا ماما..
.
ديانا بانذهال: صدق نور......انتي فنانة.....ما شاء الله....عليكي....
ثم اردفت بهدوء: فخورة فيكي يا بنتي...

احتضنتها نوروقبلت خديها وما بين عينها واردفت: وانا فخورة فيك كونك أمي.....ومحظوظة فيك....لأني صرت بنتك...
ثم اردفت بنبرة حزن: ماما.....I’m sorry about everything......

طبطبت ديانا على يدها وبنرة صادقة: لا تتأسفي انا مقدره الوضع اللي مريتي فيه......بس بليز......نور.....لا تعملي شي.....يضرك....قلبي راح يوجعني عليك.....لو سويتي شي.....وجرحك بأي شكل من الأشكال....

نور قبّلت يد والدتها وهي تقول: أوعدك ماما....ما اسوي شي.....

ديانا دون سابق انذار رفعت طرف بذلتها ليبان بياض بطنها واشارت: هالوشم بدي تشيليه....وكمان ياللي على كتفك...
الوشم كان عبارة عن قلب وفراشة صغيرة على طرفه وفي وسطه حرف T وقد وشمته بعد ان تعرفت على حبيبها توم الذي انفصلت عنه مؤخرًا...

نورحضنت والدتها وهي تقول: بوعدك بس نرجع لبريطانيا راح اشيله
دخل هنا امير ونظر إليهما بتعجب: ما تجهزتوا؟
نور عقدت حاجبها: نجهز ليش؟
ديانا نهضت وهي تقول: جهزي حالك راح نطلع نفطر سوا....
نور نهضت سريعًا لتدخل الخلاء: اوك...
أمير ابتسم لديانا وهي تتقدم لناحيته وتمد له الرسمة: تطور رسمها كتير...
ناولها من يدها وتعجب من دقة التفاصيل فقال: راح افتح إلها مرسم بس نرجع ....
ثم اردف باستعجال: يلا روحي اجهزي يلا...

ديانا ابتسمت له ثم خرجت وهو خرج ليجري اتصالًا سريعًا
اتصل عليه تحدث برسمية: انا فكرت كتير.......وما زلت على قراري الأول....ما راح اخوض في هيك اشغال.....وما بدي اوسّخ اسمي.....بين التجّار....لأني شخص نزيف(نظيف)....ما عمري حتى فكرت اعمل الشي اللي بدكوم إياني اعملوه....لهزا(لهذ) اذز(اذا) بدكم اعوضكم عن خسارتكوم ما عندي أيّ مانع....ولكن بشرط....
تحدث الآخر بنفاذ صبر: وكيف بدك تعوزنا؟(تعوضنا)
أمير بحده: راح اعطيكم المصاري....بمقابل....انك تعطيني.....العئد(العقد)
ضحك بصوت عالي : هههههههههههههههههههههههه ما راح تأدر تدفع مبلغ كبير ....متل هاد يا زلمه....
أمير بجدية: إلي(قلي) كم بدك؟
تحدث بسخرية: تأدر تدفع عشرين مليون دولار
اغمض أمير عينيه بقوة......ليس له أي خيار تحدث بنبرة صارمة: أي بئدر......وفكر فيها منيح......بسلمك اياهوم وبسلمني.....العئد(العقد)...وهيك تنسى اسمي حتى.....

ثم اغلق الخط في وجهه، سيجبر على ان يدفع هذا المبلغ سيجبر على ان يبيع....شريكته وعمارته وحتى فلته التي يملكها في لبنان....ولن يخبر زوجته لكي لا يرعبها بأمرهم سينهي الامر قبل أن يعودوا إلى اكسفورد....سينهيه من جذوره....
أتت نور وديانا
فتحدثت نور: جهزنا يلا احس بموت من الجوع....
أمير مسك يدها وهو يقول: راح اخليكي تاكلي احلى فطور بهالعالم كله....
ديانا ضحكت: ههههههههههه خلينا نروح على المطعم نسيت اسموه هداك يلي ئريب(قريب) من صخرة الروشة....
امير عرفه ولكن ليس قريب جدًا منها فقال: عرفتو...اطلعوا على السيارة يلا....
نور تمكنّت منها الحماسة لذا قفزت وفتحت الباب من إن اغلقته بعد ذلك حتى وضعت سماعاتها في آذانها تحدثت: راح اسمع لفيروز عشان اعيش الجو......صدق لبنان غير...
ديانا ابتسمت والتفتت عليها: غير في شو؟
نور حركت اكتافها العارية فهي ترتدي بدلة سوداء بلا اكمام وبلا سيور ما إن تتحرك حتى بان بطنها ووشمها ايضًا ، وارتدت شورت واصلًا إلى الركبة فقط اعتادت على ان تلبس ما تُريده بِلا قيود وبلا شخصٍ يهزئها
عليها!: مادري بس حسيت براحة وجوها يجبرك تصيرين ريلاكس....
أمير نظر للامام : لسى ما شفتي شي....راح فرجيكي اشياء كتير حلوِ وبتتصفي ذهنك....كمان....
نور قبل ان تشغل الاغنية: والله متحمسة اكتشف كل زاوية ونقطة في لبنان وانت عاد بصير التور قايد حقي ....
اكتفى ان يبتسم ، وهي بدأت تستمع لكلمات الأغنية بتمعن...اصبحت تطير وتبتعد عن جميع ما يُفسد عليها احزانها، هي محظوظة بهذه العائلة المتواضعة واصبحت جدًا سعيدة الآن باحتضانهما لها من جديد
اخذت تنظر للشوارع والابتسامة لم تنمحي عن وجهها أبدًا ، ستنسى الماضي وستتناسى يوسف كونه أب فاشل في ممارسة أبوّته لها بعد ان تركها هكذا وبسرعة ، تُريد أن تحضى بلحظات اجمل من تلك التي اصبحت في طيّات الماضي
لذا اسهبت في التأمل والنظر للمارّه ولجمال هذا الحي ...ابتعدا إلى أن رأت اطراف البحر تطل عليهم بهدوء فابتهج قلبها واتسعت ابتسامتها أكثر فاكثر!
تشعر بصفاء افكارها في هذه اللحظة وتشعر بالسعادة تُحيطها من كل جانب مضت الدقائق المعدودة ووصلا إلى المطعم المنشود ترجلا من السيّارة ، مشى بِخُطى متقاربة لبعضهم البعض وبعدها استقرّا على طاولة طعام المطلّة على الورود والازهار والهواء المنعش
تحدثت نور وهي تحتضن يديها: حاسة نفسي في عالم ثاني ...
أمير نظر إلى زوجته وهو مبتسم ثم أدار نظره لها بحنية تحدث: شعورك هذا يسعدنا نور.....
ديانا طبطبت على يد ابنتها وهي تردف بحنان: لو نعرف أنك راح تتغيري هيك كان جينا من زمان على لبنان....
نور اخذت نفس عميق ونظرت لهما: هالسفرة جات بوقتها و...
قطع عليهما رنين نور نظرت للاسم ابتسمت فقالت: عن اذنكم بكلم صاحبتي...
وقبل أن تذهب إلى جانب منعزل تحدثت: دخيلكوم اطلبوا لي معاكم اعرف ايلاف ما راح تتركني بهالمكالمة...
ضحكت ديانا: اوك...
أمير اشار إلى النادل ليأتي بجانبهم أما هي خرجت إلى الاطلالة الجميلة من المطعم كتفت يديها اليمنى وقبل أن تردف بأي كلمة : هلووووووو يا بنت.....وينج؟ وسلامتج شفيج ساحبة على الجامعة طمنيني عليج .....

ضحكت نور وهي تحدّق في المارّة: كلها يوم ما جيت امداك تفقديني.....

إيلاف حملت كتبها من على الطاولة وخرجت من المطبخ ومشت في الممر لتدخل إلى غرفتها: والله تعودت عليج رغم أنج ما تعطيني ويه زي الناس بس شسوي من قرادتي ارتحت لج وصرت افقدج حتى لو ما كلمتيني....

نور ، ابتسمت وعلمت هنا بيقين تام أنّ ايلاف تحمل بداخلها قلبًا نقيًّا وطاهرًا للأبد!: تدرين أنا محظوظة فيك يا بنت.....فديت من يفقدني....بس لا تحاتين ....آم فاين ....بس فجأة طلعت سفرة كذا لأمير ورحنا معه....بس انتبهي تقولين لأي أحد اني مسافرة....لأنه الكل يعرف من ضمنهم الادارة اني تعبانة ...
ايلاف : يا خاينة ....ولا قلتي لي.....تسافرين ولا تقولين...
نور ابعدت شعرها للوراء وما زالت مبتسمة: قلت لك السفرة طلعت فجأة وربي.....
ايلاف : انزين انزين....وين سافرتوا؟
نور مشت بخطوات بطيئة إلى ان وصلت إلى السور المزيّن بالورد الاحمر والأبيض اسندت كوعها عليه واخذت تنظر للورد بهدوء: لبنان.....تصدقين ايلاف....احس اني رجعت للحياة من جديد بعد ما شميت هواها....
ايلاف ضحكت: ههههههههههههههههه يا عيني.......عاد لا وصيك صوري لي كل الأماكن الحلوة وصوري لي الحلوين هههههههههههههه

نور نظرت للرجال بنظرة خاطفة وابتسمت إلى ان بانت اسنانها: جمالهم ما يقل عن اللي عندك....
ايلاف : جيبي لي واحد...عشان نقارن...
انفجرت نور ضاحكة مما جذبت الانظار لها فخجلت من انظارهم وحكّت جبينها وابتعدت عن مكانها متبعدة عن زحمة العيون التي تحدّق فيها : وش اجيب لك هو شوكلت ولا فستان احطه لك بالشنطة واجيبه لك....
ايلاف ضحكت بخفة: ههههههههه حمستيني اشوفهم.....
نور نظرت عن يمينها وعن يسارها: ارسل لك صورهم ولا يهمك يلا سكري بروح افطر حدي جوعانه ترا...
ايلاف : اوك .....وانا بعد بروح اكمل مذاكرة بغرفتي مع السلامة....
نور: باي....
ابتسمت ثم دخلت المطعم واتجهت إلى طاولتهم ابتسمت لهم : يا عيب الشوم بديتوا تاكلون ولا انتظرتوني....
أمير وهو يرتشف من قهوته: طولتي...
نور سحبت رغيف الخبز: قلت لكم ايلاف ما راح تتركني بسرعة...
ديانا ابتلعت ما في فمها: عرفيني عليها شكل هالبنت حبابه...
نور التهمت لقمتها : أي والله ارتحت لها كثير ....
واكملا فطورهم مع بعضهم البعض
.................................................. .................................

في شرق المملكة ، ها هي قد اغلقت آخر حقيبةٍ لها نظرت للحقائب شعرت بالتعب والإجهاد اسبوعًا كاملًا وهي تتأهب لهذا اليوم ملّت من التنقّل ما بين هنا وهناك واخيرًا أتى النقل الأبدي لعمل زوجها إلى الرياض ، وطالة المدّة بعد ان تأهب ابنها في طلب نقل عمله لهناك وتدخل والده في ذلك الأمروتوسّط له لينهي المسألة المطوّلة هذه! دخل ابنها وهو يقول: هااا... يمه خلصتي....
نظرت إليه: أي....
ثم اطرقت بهدوء: ابشرك مرت اخوك ولدت جابت ولد ...
ابتهجت اساريره: صدق؟.....مبروك لنا كلنا....
سحبت الحقيبة للخارج وتناولها من يدها: وعقبال ما افرح فيكم كلكم....
اتى الآخر وهو ينظر لهما: تفرحين فينا...
رمى الأول نفسه على الكنبة: مرت اخوك سيف جابت ولد....
ابتسمت: اوه ه ه النفسية صار ابو....صدق الأيام مرّت بسرعة..
ضربت والدته على كتفه: لا قول على اخوك نفسية.....هو الوحيد اللي برّد قلبي.....ورضى يزوّج وفرحني فيه وبشوفة عياله......
دخل بشكل مفاجأ الآخر وهو يردف: وان شاء الله راح تفرحين فينا .....كلنا.....بس حنا يما ماحنا مستعجلين.....
ثم نظر لأخيه : زوجي عزام....وأنا وجسّار بنلحقة ان شاء الله....
فجأة رمى عزام عليه علبة مناديل: اقسم بالله انت مثل ابليس....
جسار ضحك : هههههههههههههههههه قصي أنا لو يزوج عزام مستحيل ازوج يا شيخ......وش لي بوجع الراس....
ام سيف بيأس من ابنائها: وش ناقصكم .......كل واحد ويشتغل ....ومانتم محتاجين شي كل شي عندكم .....وشولة ما تزوجون.....
عزام مسح على رأسه : والله اذا بنزوّج بنفس طريقة سيف مع ليش مو موافق.....
قصي رمى نفسه بجانب أخيه: وانا بعد....
ام سيف بغضب: وليش ان شاء الله .....بأي طريقة تبي تزوج؟
جسّار رمق اخوته بنظرات: يبون يزوجون عن حب...
فاجأتهم والدتهم بعدا عن صفقت بيديها مرة واحده وكشّت بيديها عليهما: قال حب قال....
نهضت ثم قالت: قوموا بس شيلوا الاغراض ما بقى شي يجي ابوكم ونحرك للرياض....
قصي بتنهيدة: واخيرا بنستقر هناك.....
عزام بجدية: والله مو هاين علي افارق الدمام......والناس الطيبة اللي فيها وربعي ....وطلابي بعد
جسّار نهض وسحب الحقيبة: وانت وين بتروح كلها اربع ثلاث ساعات وتقدر تجي هنا ...
نهضوا ليساعدوا بعضهم البعض ونظرت والدتهم لهاتفها: غريبة سيف ما تصل حتى يبشرني....
تحدث عزام هنا: اجل من اللي بشرك؟
ام عزام بهدوء : خالك بو خالد.....
قصي حكّ لحيته وغمز لأخوته ، وضحكوا بخفه
فقالت والدتهم: خير!!! شفيكم تضحكون .....
قصي سحب كيسة كبيرة وهو يردف: الخير بوجهك يمه...
فجأة رنّة خاصة من هاتفه ، أدخل الكيس في السيارة ثم سحب الهاتف من مخبأ جينزه فتح الرسالة وانسحب من يده الهاتف سريعًا
فتوتر فجأة وهو يردف: جسّار مالي خلقك جيبه....جيبه قلت لك....
رفع جسّار الهاتف لوجه قرأ بصوت مسموع: حبيبي متى تجيني صار لي شهر ما شفتك.....تكفى رد على اتصالاتي!
خفق قلب قصي ، وابتلع ريقه بصعوبة جسّار بينما عزام سمع تلك العبارة ورفع صوته بصدمة: ششالسالفة ؟!
حمل الصندوق الورقي من على الارض ومشى عنهم بقول: لوصلنا الرياض بالسلامة فهمتكم كل شي!





.................................................. .................................................. .............

انتهى

أتمنى لكم قراءة ممتعة







JAN 06-10-2020 02:47 PM


البارت الخامس






البارت الخامس
.
.
.
.
.

بعد أن وصلت إلى المنزل ، لم تتردد في إطلاق العِنان للبكاء حتى شعرت بالدوران في رأسها ونامت نومة طويلة بعد أن بذلت كل هذا الجُهد ، هي لم تبكي لأنها أُجبرت على أن تشهد على هذه الصرخات والبكاء والدموع والشعور بالإختناق لا هي بكت خوفًا من الفقد والحرمان والموت! بكت خوفًا من أن تفقد أختها فجأة تحت ظلّ هذه الرجفات والرعشات المستمرّة

فقدت حنان والدتها في وقت هي في أشد الحاجة إليها ولن تنكر جهود خالتها في سد هذه الفجوات التي تُشعرها بالنقص ولكن الجازي كانت تُغدق عليها بالكثير من الأشياء التي فقدتها بعد هذا الزواج الذي توّج بهذا الابن الذي ظننته سيكون سببًا في موت أختها!
جميعنا سنموت في الوقت وفي اللحظة التي كُتِبت وقُدّرتْ لنا ولكن أن ترى شخصًا يعز عليك يتجرّع مرارة الموت ويحاول محاولته في النجاة منه سيكون أمرًا مرعبًا بالنسبة إليك ويعتبر فوق طاقتك في تحمله وفي تقبله ايضًا!
لا تدري كم مضى عليها وهي تنظر لتخطّف ألوان وجه اختها ولا تدري كيف لم تستطع أن تخرج من ذلك المكان حينما بدأت اختها تأن بأنين موحش وبارد وصوتها يتردد في أرجاء الغرفة المخيفة بذكر الله وباشتياق تصرخ في لحظة ضعف لوالدتها هذا الأمر جعلها تقف أمامها بلا حول ولا قوة!
شيء لا تستطيع وصفه لا بكلمات ولا حتى بأحرف لذا استسلمت لنوبة الجنون التي دخلت فيها ، استسلمت لخوفها من الموت وبكت لا تريد أن تشهد على موت اقربائها وبالأخص احبائها فهي لا تملك الطاقة الكافية في تحمل عواصفهم وأنينهم وآلامهم الذي يُشعرها بالذعر والعجز!

بعد كل هذه العواصف التي عصفت بها وبنفسيتها قرّر أخيها أن يطمئن عليها لذا دخل فجأة غرفتها فرأى جسدها يرتعش وقلبها في تلك اللحظة يرجف خوفًا من الفراق! فعلم أنها بحاجة ملحة لإبرة الأنسولين فحقنها بها ونامت دون شعور!

وبعد مضي وقت طويل جلست ، وهي تشعر بصداع عارم لرأسها نظرت لساعة الحائط المقابلة لسريرها وشهقت: ااااف نمت كل هالوقت .....

ثم نهضت من على السرير وتوجهت للخلاء استحمت سريعًا وخرجت للغرفة لتجفف شعرها وبعد أن جففته قضت صلاة المغرب والعشاء ثم خرجت من الغرفة وكان المنزل هادىء تثاءبت
ونزلت للطابق الارضي وخَطت بخطواتها ناحية المطبخ وتوقفت حينما سمعت صوت: وش هالنوم يا خيشة النوم سحبتيها نومه من العصر لذا الحين ....مستوعبة الحين الساعة تسع الليل ولا لا؟

نظرت إليها بوجه خالٍ من التعبيرات مسحت على شعرها وهي تقول: هلا شيخة.....وش مجيّبك انتي؟
شيخة نهضت لتردف مازحة: والله ما تستحين على وجهك.....هذا بدل ما ترحبين بوجودي تستنكرينه هااا......
ضحكت نوف هنا وهي تمسح على وجهها: ههههههههههههه والله مو رايقه لك يا بنت العم....تعبانة مرا....
شيخة مسكت يدها ومشت معها لناحية المطبخ: وشفيك يا حظي؟
نوف حكّت جبينها وبهدوء: اليوم اللي صار خلاني اعيش خوف ورعب.....من إني اجرب شي اسمه ولادة....
شيخة شهقت لتردف وكأنها تذكرت أمرًا: هاأأأأ.....ذكرتيني تدرين أمي لم قال لها خالد انك دخلتي مع الجازي غرفة الولادة وش سوت.....
نوف سحبت الكوب وسحبت الغلّاية لتسكب الماء الدافىء بداخله لعمل قهوة تركية سريعًا: وش سوت؟
شيخة ضحكت: هههههههههههههههه سفلت فيه وفي بندر وقامت تصارخ كيف رضيتوا تدخلونها.....وعيب .....وبكرة تتعقد البنت ومن هالكلام....وهي مستمرة في الحكي لين قال ابوك لها...... الجازي طلبتك وما رضى يرفض طلبها....
ثم قفزت لناحيتها بطريقة عربجية جدًا!: المهم وصفي لي شعورك وقولي لي وش شفتي؟
نوف رمقتها بنظرات: والله أنك رايقة .....
شيخة بفضول : تكفين عاد تعالي قولي لي ...غردي....
نوف ابتسمت بتعب: ما شفت اللي تبيني اقوله......بس شفت الموت يا شيخوه......شفت وجه أختي وكيف تصارع الموت وتبي الحياة.....واصلا كانت حريصة اني ما التفت....فما شفت شي....غير وجه الجازي...
شيخة بمزح : حسافة....
فضربتها نوف على جبينها لتردف: وربي منحرفه انتي ......بس لم طلعت حسيت بقرف ......وريحة الدم وصلت للنخاع.....وكأني استوعبت...إني حضرت معها ولادتها....
شيخة تبعت نوف بعدما أن خرجت من المطبخ وجلست على الكنبة فجلست بجانبها: اهم شي سلامة الجازي الحين
ثم انتبهت لنوف وهي تبحث عن شي ما فاردفت: وش دورين؟
نوف: الريموت....
شيخة تحدثت: ما نبي تلفزيون....وتراني صار لي وقت من جيت بيتكم وجوعانه كنت انتظرك تجلسين عشان نطلب....
نوف واستوعبت الأمر: صدق من جابك؟....ووين الباقي....
شيخة اسندت نفسها على الكنب: الكل راح للجازي....مو الكل...بس اخوانك وابوك عندها وامي.....وانا جابوني عشان اظل جنبك....وكذا....
نوف ارتشفت من قهوتها : زين جيتي.....عشان نفلها...
شيخة ابتسمت بخبث: اخيرًا طلعتي من الكآبة....
نوف كشت عليها: وربي للحين قرفانة من الموضوع بس أحاول انسى ....

شيخة : شرايك نسحب على المدرسة بكرا ونسهر مع بعض...
نوف ابتسمت: ما قول لا.....اصلا كذا ولا كذا ما بروح بكرا...
شيخة تربعت على الكنب ثم تحدثت: أي عشان نسولف.....وابي اقول لك شي....
نوف وضعت الكوب على الطاولة الزجاجية وجلست بنفس طريقة شيخة لتصبح مقابلة لها: وش صاير بعد؟
شيخة بللت شفتيها : حزّري و فزّري
نوف ضربتها على فخذها: خلصي علي ولا تمددين بالسالفة ...
شيخة مسحت على مكان الضربة: وجع وش هاليد ....
نوف أدارت عيناها كالمغشي عليه: خلصيني وجع تكلمي؟
شيخة أبعدت شعرها للوراء: بس أوعديني ما قولين لأحد لا لاخوانك ولا حتى بينك وبين نفسك....
نوف : الله واضح الأمر كبير....وش مهببه يا تبن....
شيخة عبست بوجهها: انخطبت...مو انخطبت بس ....
نوف بصوت عالي: فهمنا فهمنا والله.....طيب ليش تقولينها بزعل ....
شيخة انتفض قلبها هنا خوفًا مما هو آتٍ: انتي تعرفين ليش...
نوف بجدية: وربي انك غبية وبضيعين نفسك ....عشان الخبل اللي تحبينه ....انا ابي اعرف مَن؟ .....عشان احكم يستاهل هالحب ولا....
شيخة حكت جبينها وبتشتت وتوتر: احسن لا تعرفينه....
نوف بتهديد: بيجي يوم واعرف....بس وربي انك خبلة تنتظرين واحد بس يوعدك ولا يوفي.....وواضح ماخذك تسلية وانتي مثل الثور المنكب على وجهه....تصدقين خُرافاته وخزعبلات حبه....
شيخة بزعل: نووووووف......لا زيدينها علي وربي هو صادق....ولا يكذب بس يبي....يخلص دراسة ويجي يقدم لي....
نوف كتفت يديها: طيب قولي لي من هو....من ولده....من أي عائلة....من أي قبيلة.....كيف عرفتيه....
شيخة بتوتر : بعدين نكلم بهالموضوع بس انا مابي ازوّج غيره...
نوف اخذت نفس عميق ارتشفت من قهوتها واردفت: طيب من اللي جاي متقدم لك...
سرحت شيخة لتردف: سلطان ولد بو سلطان صديق ابوي...
شهقت هنا نوف : شنووووووووووو؟....مو من جدك؟
شيخه ارتعبت: هي وش فيك لا تموتين علينا
نوف ضربتها مرة اخرى على فخذها: يا كـ.....ورافضته....ترفضين سلطان .....ترفضين الزين.....كله.....وش يملي عينك انتي....وش يملي عينك غير التراب....
شيخة ضربتها على كتفها: وجع لا عاد تضربين من زينه عاد تراه جماله عادي ....وأقل من عادي...
شهقت نوف مرة اخرى: عميا انتي عميا كل هالزين .....وغير كذا ....وظيفة سنعة....وعيلة تشرف......وما تبينه....
وضعت شيخة يدها على خدها لتردف: أي كملي كلام العجايز بعد...
نوف ضحكت بخفة:...ههههههههههههه..... ترا بجد اتكلم ......كيف ترفضين هذا....
شيخة بتنهيدة: قلبي ما يبي الا ذاك....
صفقت بيدها لتكش عليها: مالت على قلبك وعليك....بالله حوليه علي....
شيخة ضحكت هنا: ......ههههههههههههههههههههههههههههه.....لا تخافين بحوله عليك بس خايفة والله من ردت فعل ابوي لرفضت...
نوف حركت حواجبها بمعنى (مستحيل): من الحين حلمي تمر هالسالفة هذي مر السّلام كلنا نعرف غلات ومعزت عمي بو ناصر لأبو سلطان ...لدرجة يعامله معاملة الاخو...وما ظل سفرة وجمعه إلا واشركه معنا فيها لدرجة صرنا مثل الأهل....
شيخة بخوف: قصدك يعني يجبرني عليه...
نوف شربت القليل من القهوة: والله يجوز....
شيخة ضربتها على ظهرها: زدتيني هم الله يلعـ...
قاطعتها بصرخة: وجععععععععع....وبعدين لا تلعنين......ما يجوز.....وتركي هالخبال عنك وفكري واستخيري زين....والحين قومي نسوي لنا شي ينوكل....
شيخة بملل: قلت لك نطلب ليش نحوس المطبخ؟؟؟؟
نوف بصوت عالٍ: وانا قلت نطبخ اصرف لنا....والبيت ما فيه رجال كيف بالله نطلع ناخذ الأكل من المندوب هااا....تعرفين بندر وخالد كيف مشددين علي في هالأمر....فما ابي اسوي لي وجع راس قومي نطبخ لنا باستا وناكل ....قومي بس....
شيخة بتذمر: طيب قداااااااااام

نهضوا ليتجهوا إلى المطبخ بينما في المجلس الرجالي دخلا كلًّا من والدها وأخوتها كان وجه ابيهم مكفهر وعابس جلس على الكنبة ونظر إلى ابنه
تحدث بحزم: ما تقول لي وش بينك وبين سعود ولد عمك....ما فاتني أنكم تتحاشون بعض بالمستشفى ووكل واحد ماله خلق الثاني شصاير؟ هااا.....تكلم...
خالد نظر إلى اخيه ثم اخذ نفس عميق كيف سيواجه أبيه؟ : يبه اللي بينا بس زعل بسيط......وبحلها انا....
بو خالد بعصبية: لا والله واضح شي كايد.....حتى ناصر يحاول يغطي عليكم بس ابد ما فاتني شي....وأنت تعرف شي بعد وساكت

بندر بصدمة: يبه وش دخلني....الحين.....اللي اعرفه بينهم مشكلة ومثل ما قالك بسيطة وبحلونها...
بو خالد بصوت اعلى وبنرة حازمة: دامها مشكلة بسيطة ليش مخبينها علي ما تتكلم يا خويلد...
خالد بلغ الصبر منتهاه تحدث بغضب: يبه الأخ غلط علي قدام اخوياه ورديت عليه وزعل......
بو خالد نهض واشار لهم بيده: شايفني بزر عندك تكذب علي هاااا......
بندر خشي على أبيه من هذه العصبية تحدث: يبه هدي والله الموضوع مو مستاهل...
بو خالد ضرب كتف ابنه خالد: اليوم ما تكلمون بعد بكرا اخاف تذابحون وقولون لي بسيطة! وش صاير تكلم ؟...ولا وربي....روحه لهالبعثة ما فيه يا خويلد....

فهم أنه موافق على بعثته والآن سيراوغه في قول الحقيقة لذا أخذ يتعتع بالحديث: يبه......ارجوك لا كبّر المسألة....
بو خالد رمقه بنظرات: بقول ولا شلون؟
بندر ازدرد ريقه وقوّس حاجبيه وحدّق في أخيه وكأنه يخبره بأن يعترف بالحقيقة!
خالد بيأس من ترك ابيه له: قد اخذ اوراق من سيارتي وعفّس فيها عن طريق المزح وهالاوراق حق الشريكة لقسم الحسابات ......وغيّر ارقام وحوس الورق حوس وكان سبب في خسارتنا.....
ما زال ابيه ساكت وينتظر التكملة: عاد انا طلعت من طوري وضربته وسببت له كسر بيده .....
بو خالد نظر لأبنه : يعني الكسر اللي صار له قبل ست شهور ما كان بسبب حادث على قولتكم بسيط........
خالد زفر: لا.....يبه أنت لمتني.....وفصلتني شهر عن الشريكة بسببه وانا سويت هالشي من قهري....
بو خالد بغضب : لا بارك الله فيك ولا في ولد عمك .......سواتكم سوات مراهقين .......ما فيكم غير الطيش.....والدجه....
خالد سكت ورمق اخيه بنظره وكأنه يستنجد به
فاكمل ابيهم: اصلح اللي بينك وبينه قبل لا تسافر ........محنا ناقصين مشاكل......والخسارة وعوضناها بس انت بجنونك لو ذبحته عمك يوسف وش كان رده عليك ! وكيف بتقدر تعوضه بدل ولده هاااا!......اترك عنك هالتهوّر والخبال.....والركادة زينة.....
وقبل ان يخرج قال: وأنت الثاني لا درعّم داخل بلا احم ولا دستور بنت عمك تراها هنا.....
ثم خرج
تحدث بندر: ابوي شكله يفكرني داشر...
خالد ابتسم بسخرية: داشر إلا نص....
بندر كتف يديه: لا تتمصخر علي......تو ابوي ممصخرك....المهم جد اخذ بخاطر ولد عمك .....واضح شايل عليك وبقوة وبعد....
خالد بملل من هذا الامر: كل ما حاولت اكلمه يصدني وش اسوي احب راسه يعني.....
بندر بجدية: اللي سويته فيه مو اشوي.....
خالد بعصبية وقهر: واللي سواه فيني مو اشوي بعد....ابوي عاقبني على شي ما سويته حرمني من الفلوس.....وشغلي........شهر.... شهر يا بندر ما هوب سهل والله.....عشان كذا ....راح اكمل الماجستير وارجع واستغل في شغلي....ولا منّت أحد.....
ثم خرج من المجلس
وتمتم بندر بكلمات ثم خرج هو الآخر....
ركب سيارته واغلق الباب بقوة سحب الهاتف واتصل على
اتاه الرد: هلا خالد.....
خالد قاد سيارته: انت بالبيت؟
تحدث بهدوء: لا بجي بيتكم آخذ شيخه....
خالد بحذر: لالا ناصر من بعد اذنكم خلوها تنام عند اختي الليلة....
ناصر بحيرة: ما ظنتي ابوي ما بوافق.....المهم قولي وش فيك متصل؟
خالد بلل شفتيه وضرب على مقود السيارة: ابوي عرف باللي بيني وبين سعود....
ناصر بحذر: لا قول.!!!!.....والله يا انه بيجلد اسعودوه على اللي سواه بشريكته....
خالد انعطف يمينا: لا لا لاتخاف من هالناحية......عمك حاط الغلط علي اكثر.....ويببيني اصالحه قبل لا اسافر....
ناصر توقف امام الإشارة: تسافر!....وين ؟
خالد : بكمل الماجستير....ببريطانيا....
ناصر بهدوء: اها الله يوفقك.....طيب....وش ناوي عليه...
خالد بجدية: ابي اشوفه.....بالاستراحة....الليلة.....كل ما اتصلت عليه ما يرد.....ارسل بقروب العيال......انه بنتجمع واسحبه معك ....
ناصر أخذ نفس عميق: طيب انا راح ارجع البيت الحين.....واشوف الوضع....
خالد : وانا بروح الاستراحه مع السلامة

.................................................. .................................
اثناء تجولّهم ومتعتهم في النظر إلى الطبيعة الخلّابة شعر برنين هاتفه فأجاب وهو يحاوط بيده زوجته بينما نور كانت بعيدة عنهم منشغلة في التقاط الصوّر لهما ولمن حولها ايضًا!اجاب : موافق على عرضك.....وبكرا تجي نتئابل(نتقابل) ونسلم ووتستلم...
ثم اغلق الخط ابتسم ! غدًا سيرى وجهه ...سيتعرف عليه.....سيواجه بقوة ....وسينهي هذه القصة الفاشلة!
رفعت ديانا وجهها له نظرت إليه بهدوء: شوفي مين المتصل؟
أمير قبّل جبينها وصرخت هنا نور وهي تردف: أحلى صورة التقطتها للحين....وش هالرومنسية.....
ديانا اشارت بخجل: والله طار عئلك(عقلك) بعد ما ركبنا الطيّارة....
ضحك أمير واحتضنها من الخلف وهمس في اذنها: خليها مبسوطة....
ثم صرخ: نور...صورينها وحنّا هيك وائفين(واقفين)
نور ركضت بجانبهما لتصبح قريبة منهما وبمحاذتهما قليلًا التقطت الصورة وابتسمت لهما ثم همّت بالذهاب ولكن استوقفها أمير: نور وئفي راح نرجع البيت .....
ديانا نظرت إليه واكمل: دانيال متصل علي مشان الشغل ....
نور مسحت على رأسها: والله هالمكان يجنن....بكرا خلونا نجي هنا...
ديانا امسكت بيدها : لا بدنا نروح لمكان ثاني
ثم نظرت لزوجها واردفت: شو رأيك نورح لتيري ....
امير بدأ يفكر بالأمر واخذ عقله يتشتت فقال: اذا افضيت من الشغل ما عندي مشكلة نروح....ليش لأ....
وقبل أن يركبا السيارة اشترت نور آيس كريم وانطلق بهما للمنزل ما إن اوصلهما حتى اتصل على دانيال : دانيال بدي شوفك هلأ وبسرعة.....جورج وافق على العرض بتاعي....
دانيال ترك اوراقه واطفأ سيجارته نهض: شو؟
أمير : متل ما اسمعت....عشان هيك....تعال.....بدوا بكرا نتئابل(نتقابل) ونسلموه المصاري(الفلوس)...
دانيال بتشتت: أمير بدّك تفهمني كل شي يخص جورج لأني مانّي فهمان شي....
أمير بعصبية: انت تعال ورح تفهم كل شي....
دانيال خرج من المنزل: هلأ راح اجيك....
وبسبب قرب منزلهما وصل إلى أمير وجلسا في حديقة الفيلا تحدث دانيال: شوفي فهمني بكل شي....
أمير بدون مقدمات: جورج خدعني في صفقة التجارة بالألماس......صرّح لي بنفسوا انه بئوم(يقوم) بتهريب أحجار مزيفة والماس على انها اصلية وماعرف شو بخبص....وبدو يهرب باسمي للسويد وبيعها في المزاد الكبير...خلال خمس شهور لتعويض خسارته اللي خسرها في واشنطن....وعرضت عليه انه اعوضه بمصاري بمقابل .....ننهي العئد(العقد)...
دانيال بتركيز: مشان هيك ...ئلت لي اعلن عن الشريكة والعمارة في المزاد...
هز رأسه بأسى....ثم ضرب على الطاولة التي أمامهما: طيب....انا بدئت متل ما ئلت لي.......وبعتها للشركة والعمارة....
أمير هو رأسه: بعرف بهالشي....
دانيال : كم بدك تدفع لألهوم..
أمير شتت ناظريه عن صاحبه: عشرين مليون دولار
دانيال بصدمة: شو هالجنون هايدة....لك المصاري ماوصلت لهيدا الرئم(الرقم) القياسي....
أمير بحسرة شبّك يديه ببعضهما البعض: مشان هيك بدي ابيع الفيلا....وبس اسلموه المبلغ راح ارجع على البريطانيا ....
دانيال وضع يده على كف صاحبه: شو تبيعها ما تبيعها جنيت.......راح تخسر كتير...
أمير وقف بعصبية وهو يدفع الكرسي للوراء ليسقط ولم ينتبه لتلك الأعين التي تراقبه من الشُرفة صرخ: اخسر مصاري ولا اخسر روح حبيبتي وبنته...
دنيال اشار له: اهدا اهدا امير.....خلص راح اشتريها منك.....لأنه ما فيه وئت.......
أمير هز رأسه: اوك.....بدي يّاك تجهز لي كل المصاري وبكرا الصبح راح اطلع لك حتى آخذهم.....واسلمك مفاتيح الفلا......وراح اسافر .....وهلأ روح جهز كل شي...وانا راح احجز على اوّل طيّارة....
دانيال لم يكثر الحديث، وكان خائف للغاية من أنّ جورج يوقعه في فخ اكبر بكثير من هذا ولكن سكت فأمير ليس بحال جيّد وليس متاح للأخذِ والعطاء هز برأسه ثم خرج أما أمير اجرى اتصالًا سريعًا ليخبر رجل اعماله ليقوم بحجز الطيران لبريطانيا غدًا
صعد للغرفة ورأته ديانا فسألته بتوتر: شو صاير؟
أمير دون ان ينظر إليها توجه للخلاء: ولا شي...
فهنا وقع قلبها وعلمت أنّ هناك مصيبة وكبيرة ايضًا فاردفت بخوف: الله يستر....
بينما هو دخل الخلاء....نظر لوجهه من خلال المرآة ....غدًا سيرى وجه الواقع....سيتعرف على ما هية جورج!....فهو لا يتعامل معه مباشرة.....بل رجالهم هم من يتقابلون في إيصال العقود....ببداية شراكتهم كلًّا منهما مستفيد من الآخر ومحترمين بعضهما البعض.....ولكن بعد عدّة شهور انزاح الستار الذي يُخفي ملامح الخبث مع على وجهه ذلك الرجل الشهير بسمعته .....وأمواله.....ارشح وجهه بالماء....لا يريد ان يخسر حُبه وإن كلفه الأمر أن يخسر ماله وحتى روحه هو ايضًا!....لا يريد ان يحزنها آلمًا على ابنتها .....وفي الواقع لا يريد أن يؤذي قلب تلك الصغيرة التي بدأت تبتسم لها الحياة من جديد!....لا يريد أن يُفسد متعة الأيّام على نور....فهي تجرعت الكثير وهذا يكفي!.....اخذ يزيح من على جسده ملابسه بقوة ....ووقف تحت الدش ليستحم وينفض من عقله افكاره السوداوية!

كانت في غرفتها ، تنظر لصورتهم .....فقد التقط أمير لهما (سلفي) بطريقة عائلية محفوفة بالحُب والسعادة ! فوالدتها حاضنتها من الخلف وواضعه يدها حول ابنتها لتشدها إليها بينما هي مغمضة لعينيها ومبتسمة ابتسامتها العريضة التي تدل على سعادتها في تلك اللحظة ومشيرة لرأسها بيدها اليسارة بحركة إمساك المسدس وكأنها تطلق النار على نفسها بينما أمير كان ينظر لديانا بحب وهو مبتسم تعتبر هذه الصورة مثالية بالنسبة إليها ! مررت أصابع يديها اليُمنى على وجهه أمير وديانا ....قبلّت الصورة بعمق....تشعر بالرضا والسعادة.....تشعر أنها بدأت تُدرك وتحترم هذه المعيشة.....أدركت على وجه الخصوص الاختلاف في مُحيط مليء بالتشابهات والتناظر أمر ممل....

تقبلت وجود أمير الذي اخذ مكان الأب الذي من المفترض أن يكون ليوسف لن تنكر أحاطها بحنانه وبحبه رغم ما حدث في الماضي! يعجبها اهتمامه ولكن كانت تنكر ذلك بمقت لهذه الحقائق كانت مصرّة على أن تكون ابنه ليوسف وإلا لن يأتي أحدًا مكانه ليملؤه بمعاني الأبوّة....

وتقبلت ايضًا رغبة والدتها وهروبها لحبيبها أمير...كانت تعتبر هذا الأمر أنانية ولا زالت تسميه أنانية ولكن لقّبته بالأنانية العاطفية التي لا يمكن التحكم بِها ....أخذت تعيد الأمور من جديد في عقلها ...أنانية جعلتها تعاني لفترة ولكن ....عوضوها لسنوات اطول من تلك التي عانت فيها! لذا غفرت لهما تلك الأنانية ولكن لن تغفر أنانية والدها يوسف ابدًا
وستحملّه ذنب ما حدث لها قبل سنوات عدّه!
كما أنها اقتنعت بجمالها الخليط بملامح خليجية وأجنبية في آن واحد!
تقبلت أمر تغاير لون القزحيتين الناتج عن نقص أو زيادة في صبغة الميلانين ! ولم تعد ترتدي العدسات لتوحيد لونهما! تقبلت طولها ...وزنها ....شعرها وطوله ولونه الاسود الحالك!.....أخذت تُدرك النعم التي من حولها.....
ابتسمت وشدّت على العقد الذي ترتديه
وكان عبارة عن علامة الصليب! اغمضت عينيها وضمت كفيها لناحية صدرها واخذت تدعو في سرها بأن تستمر هذه السعادة ولا تنقطع
وما إن انهت دعاؤها حتى اشارت على جبينها ويمينها ثم يسارها
هي مقتنعة في هذا الدين كل الاقتناع.....رغم انها لم تبحر ولم تُسهب فيه لا تعرف الكثير عنه ولكن اتبعتهم في تقاليدهما وعادتهما وحتى صلاتهما
اتبعت امير وديانا....لن تنكر يوسف علمها كيف تتوضأ....كيف تصلي.....كيف تقرأ القرآن....ولكن ما إن أتت هنا استعصبت عليها الأمور لفهم أمور اخرى ......خاصة بعد ان بلغت ....بعد أن بانت عليها علامات اخرى من البلوغ....شعرت بالتذبذب....ولم تعد قادرة على تملك نفسها في فهم أمور عدّه لذا اتبعت ما هو اسهل لأنه هناك من يوجهها ويصحح معلوماتها المغلوطة عن هذا الأمر!
لذا رضيت بكل شيء ، ولم تعد متذبذبة بعد الآن
نهضت ونظرت لنفسها من خلال المرآة ابتسمت برضا.....واخذت تخط الكحل في عينها ......وبدأت بالتزيّن!
.................................................. .................................

في صباح يوم جديد

كانت تنظر للسقف ، عيناها جاحظتين ومحمرتين للغاية ، ما زالت تشعر بالآلام القليلة ملّت من النظر إلى السقف والسقف ملّ من نيران عتاب تلك النظرات! ما يحدث في حياتها مخيّب للآمال ، لم يأتي لها بالأمس لم يتصل عليها ولكن اخبرها والدها أنه اتصل عليه واخبره بولادتها وتعذر من قدرته على المجيء بسبب (مناوبته) في المستشفى، شعرت في هذه اللحظة انها لا شيء بالنسبه إليه وما يحدث في حياتهما مجرّد أداء واجب لا أقل ولا أكثر! لم تكن مغفلة أدركت انه يُخفي عليها أمر، فهو يتصرف بغرابة معها ....في بعض الحين تشعر بشكه نحوها ...شك طفيف ليس عميق وليس على مجرى المعاني الخبيثة تلك!

في بعض الحين تفكر اكثر وتسقط في متاهت ماذا لو كان مجبرًا على الزواج منها....فتنفض الفكرة من رأسها الرجال لا ينجبرون على ما لا يريدونه! نزلت دموعها انسابت بِلا توقف، ابنها في الحضانة وكان من المفترض في هذا الوقت أن تتخذه فرصةً للراحة والنوم ولكنها لم تستطع!
بروده ناحيتها، وصرامة افعاله معها يجبرانها على البكاء!
فشعور المرء بكره من حوله له يُجبره على الانعزال، والحذر، وربما ينقص من الثقة بنفسه! وضعت يديها على وجهها تبعد الدموع من عينيها
ازدردت ريقها ، تريد أن تخرج من هنا، والآن وإلا ستجن!

فجأة انفتح الباب، دخل بهدوء وعيناه سقطت على وجهها الشاحب والمحمر أثر بكائها الصامت لم يخفى عليه التعب الذي يحيطها من كل جانب ...
اغلق الباب، تقدم لناحيتها ، وهي أزاحت نظراتها عنه ولفّت وجهها على الناحية المخالفة لنظراته لها!
ففهم انه غير مرحب به، اغمض عينيه وهو يأخذ نفس عميق اقترب اكثر من السرير وانحنى ليقبل جبينها ومسح على شعرها لم تبعد عن يديه سرحت بعيدًا في هذه اللحظة ماذا لو والدتها هنا؟موجودة بجانبها تخفف عنها احزانها وآلامها فعضت على شفتيها وقوّست حاجبيها لتمنع رغبتها في البكاء .....
جلس على طرف السرير واردف بهدوء وهو ينظر لتغلبات حالها: ألف الحمد لله على سلامتك......ومبروك ما جنا ....
هزت رأسها فقط دون أن تردف كلمه واحدة، وما زالت تحدّق في تلك الزاوية
بلل شفتيه وابتسم وهو يردف: طالع يشبهك مرا....
لم ترد عليه، في الواقع اشعل صمتها في داخله عصبية ولكن رقّ قلبه على حالها ونظراتها ، لن يكبّر الامر فهي في حال لا يسمح لها بالضغوطات والتشاجر اردف: راح اسميه نايف.....
هنا سريعًا التفتت عيناها عليه ورفعت حاجبها الأيسر : تسمي مَن؟
ادرك الآن أنها ستعانده ابتسم نصف ابتسامة: ولدنا....
بللت شفتيها وهي تردف : لا ......ابي اسميه عبد الله....
أحب ان يطيل الحديث معها ويستفزها قليلًا: مو على كيفك أنا ابوه....
لم يتوقع ردت فعلها حينما لم تبالي لآلام جسدها ورفعت ظهرها سريعًا من على السرير وجلست لتصبح مقابلة لوجه مباشرة وقريبه منه حدّقت في عينيه مطولًا حتى شعر بالتوتر واردفت بحزم: أنا اللي حملت وتعبت ...وصبرت على اوجاع الحمل....فأنا اللي بسميه...
ابتسم وحك ارنبة انفه سريعًا بلل شفتيه اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم أردف بهدوء: زعلانة لأني ما جيتك امس؟
شدت على بطنها حينما شعرت بالوجع ما زالت نظراتها حادة : ما يهمني اصلًا جيت ولا ما جيت....ما راح ينقّص علي شي....
ضحك بسخرية: واضح ههههههه
ثم اردف : اجل ليش مشتطّه...
اخذت نفس عميق واغمضت عينيها ثم اردفت حينما فتحتهما: وحده توها والد وش تبي نفسيتها تكون يا دكتور.....
ثم عادت استلقت ببطء وبألم تحاول تخفيفه بعضّ شفتيها قليلًا!
نهض لا يريد أن يطيل الامر معها ليصل إلى مرحلة الخِناق والتشاجر بالأصوات العالية لذا قال: راح اطلع واجيك بعد ساعتين ريحي نفسك.....

ثم انحنى ليقبل جبينها ولكن وضعت يدها على صدره لتمنعه فرفع حاجبيه مستغربًا ولكن استقام في وقفته ولينهي الأمر : ريحي اعصابك يا أم عبد لله!
ثم خرج، وهي ازدردت ريقها تشعر بالضّيق يلتهمها من كُّل جانب لا تدري ما هية شعورها بالكره الملحّة والغريبة التي فاجئتها بغته ناحيته هي لن تنكر أنها في السابق لم تحبه ولكن لم تكره رغم شرّ افعاله وكلامه!

هل نفذ صبرها وبلغ مُنتهاه ؟ هل اصبحت تُدرك أنها كانت ضعيفة وعليها أن تتجلّى من هذا الضعف وتنزع لباسه من عليها وترتدي ثياب القوة وإثبات النّفس!
ارتجفت شفتيها وعاد الضيق يُطبّق على عنقها بشدّة حتى بكت ...واستسلمت.....ثم نامت بتعبٍ وإرهاق ثقيلين على جفنيها المحمرّيين!
.................................................. .................................

بينما سيف بعدما خرج كان سيذهب لرؤية ابنه مرةً أخُرى هناك شعور يتغلغل ما بين ثنايا صدره غريب ولكنه لذيذ ، شعور الأبوّه! الفرحة والسعادة كان من المفترض ان يكون ابًا قبل سنتين ولكن .....استعاذ من الشيطان الرجيم
ثم سلك طريق الخروج من المستشفى ورفع هاتفه بعد الرنّة الرابعة لِيُجيب أخيه بقول
سيف: هلا جسّار....اخبارك.....والحمد لله على السلامة......
جسّار نظر لوالدته مبتسمًا: الله يسلمك.....وين أنت فيه يا رجل.....وصلنا أمس الساعة وحدة بالليل ...وامي ما نامت تتصل عليك ما ترد تبي تطمن وأنت ولا على بالك؟....صاير شي؟
سيف بعد ان اغلق باب سيارته اغمض عينيه بقوّة ، فهو لم ينم إلا حوالي ساعتين فقط تحدث: شقولك يا جسّار....جوالي طفى امس علي....وكنت ناسي الشاحن بالبيت....وغير أنه عندي مناوبة ....والحالات اللي مرّت علي صعبة .......تصدقني عاد توني أشوف زوجتي وولدي....
جسّار بتفهم هز رأسه: على أجر ياخوي ....بس امي انشغل بالها عليك خاصة بعد ما اتصل عليها خالي بو خالد يبشرها ...
تحدث بهدوء: لا طمنها علي.....والحين بجي بفطر معكم .....انتظروني...
جسّار اشار لوالدته: يمه تراه بيجي يفطر
ثم اردف لأخيه: ننتظرك مع السلامة
ثم اغلق الخط
أم سيف بتهلل وفرح: بقوم اسوي احلى فطور لوليدي...فطور ملكي يحبه قلبه .....
جسّار مدّ شفتيه يمثل دور المهضوم والزعلان: لنا الله .....بسوي فطور ملكي....له.....وحنا...لنا اكل خرابيط......هااا....
ام سيف ضربته على كتفه: استغفر ربك ما فيه شي اسمه اكل خرابيط....كله نعمه ....والحمد لله عليها....الله يدومها علينا...
نهض قبّل رأسها وابتسم: امزح وربي......طيب محتاجة مساعدة....
ام سيف : لا روح.....جلّس اخوانك....
جسّار اشار على انفه: على هالخشم....
ثم ركض لناحية الدرج وصعد غرفة قصي اخيه يُريد أن يتحقق من أمر مهم فهو لم ينم جيّدًا من شدّت التفكير في تلك الرسالة التي وصلته بالأمس
سمع صوت عزام مرتفعًا قليلًا فعلم أنّ عزام يتواجد في غرفة اخيه ويتحقق من أمر الرسالة التي شغلت بالهما !
فتح الباب واغلقه بهدوء
فتحدث قصي بملل: خذ لك جا الثاني يحقق بعد...
قصي جلس على طرف أخيه ليقترب منه: اشغلت بالي الله يشغلك .....اقسم بالله عجزت انام....
قصي بصدمة نهض واشار لهم: مو من جدكم مكبرين الموضوع ترا

عزام بطوالة بال ونبرة صارمة: بتقول من هذي ولا...
جسّار بتهديد: تكلم ....ولا وربي...
قصي بنرفزة: ههييييييي مجانين انتوا؟....تتكلمون معي وكأني ساره ولا موضي....
يقصد أنه رجل وليس بنت لكي يُخاطب بهذه الطريقة المستفزّة بالنسبة إليه!

ثم اكمل: من انتوا عشان تجلسون تحاسبوني هااااا....
عزام شادّهُ من ياقته: حنا ما نحسابك....حنّا خايفين عليك ....
جسّار بتأييد: نعرفك دايم تجيب المصايب لنفسك ....
قصي نفض يدي اخيه من على كتفه: ترا عمري وصل الخمسة وعشرين ما نيب بزر ......تكلموا زي الناس معي....
عزام تكتف وبنفاذ صبر: تكلم من هي ولا صاير حق ترقيم وخرابيط....نوّرنا .....تكلم....
جسّار بشك: الرسالة اكبر من ترقيم....واضح فيه شي اكبر.....قصي...تكلم....حنا خوانك....ما حنا ناقصين هم ومشاكل....من جديد....
قصي حك لحيته بهدوء اردف دون أن ينظر لهم: هذي زوجتي...
عزام بقهر ضرب بكفيه ببعضهما البعض واردف: حلو حلو.....
ثم اشار لجسّار: اسمع شوف........
ثم نظر لأخيه بصوت منفعل: مجنون انت؟....يوم انك تبي تزوّج ليش ما قلت لأمي تخطب لك......أمي بس تبي واحد يفتح معها هالسالفة عشان تفرح.....وأنت تعرفها زين هي ما هي مثل خوالي لازم نزوج الاكبر قبل الاصغر....والله لو قايل لها كان زوجتك.....ليش دمرت روحك يا الثور....
قصي باستنكار: دمرت روحي؟.....بس لأني تزوجت مسيار ......تراني لحد الحين والله العظيم ساكت لك ولأخوك ولا كلامكم مستفز ويجيب الهم....
جسّار بعصبية: ما فكرت في أمي .....ما فكرت.....في ابوي...لو دروا....انت بسواياك بتقلب هالبيت فوق تحت......تو بسم الله هدأت الأوضاع والحين انت بتقلبها عاليها سافلها.....
عزام اكمل: اقسم بالله انك أناني......امي كل يوم تفتح الموال لنا ....احد يبي يزوّج....ما نطقت ......ومسوي نفسك ما تبي....وش غيّر الحين.....هاااا...
قصي بنفاذ صبر: ما ابي اصير زي سيف.....وتنفرض علي وحدة.....أنا ما ابيها......بس عشان ارضيكم كلكم...
جسّار كاد أن يحطم وجه اخيه اشار له وهو يردف ما بين اسنانه: كلنا نعرف ليش سيف ماخذ بنت عمك.....فلا تخلط الحابل بالنابل....وأمي مافرضت عليه شي......خيّرته وهو وافق....
عزام بحده: أمي كانت تبي مصلحته....هو رضى.....فهمني يعني الحين بتقارن نفسك بسيف .....
قصي بتخبط: لا تقنعني أنه ما يهمها لا العايلة ولا القبيلة .....حتى يوم قال يبي من برا العيلة ارفضت ...تذكر ولا اذكرك.....وما خيرته على قولتك يا جسّار إلا ببنات العيلة...
جسّار اشار له بحنق: وش تبي توصل له ....تبي تبرر زواجك اللي بالخش والدس.....بسالفة سيف؟
عزام اصدمه: عساك خذت اللي تحبها؟......وتعشقها.....عشان نقول أي مثل سيف بالضبط.....
قصي اخذ نفس عميق: لا...
عزام بعصبية وباندفاع في الحديث: أجل لا تقارن نفسك بأخوك....جيب عذر ثاني كود انا وجسّار نقتنع فيه....
جسّار صرخ: تكلم.....
قصي لا يجد مبررًا لِم فعله في هذه اللحظات وإن برر لن يفهموا مقصده أبدًا !فتحدث بانفعال: تزوجت عشان احمي نفسي من وقوعي في الحرام.......وانقلعوا عن وجهي ترا وصلت لهنا(واشار لأنفه)

عزام ضحك بسخرية: لا وأنت الصاج.....تبي تبربس وتخربط على كيفك......بدون ما أحد يلومك...
جسّار اكمل على حديث أخيه: دام فكرة زواج مرّا معشعشه براسك كان تزوجة البنت اللي اخترتها علني بدل زواج هالمسيار....
قصي بحقارة: مابي ارتبط....وانغث بعيال وغيره .....
عزام بسخرية: تبي بس وقت مزاجك...وحاجتك.......
لم يردف بشي آخر فتحدث جسّار: اسلم على نفسك وطلقها قبل لا جيب لك ضنى....وتجي لأمك تعلمها عن هالزواج...
قصي : لا تخاف ماخذ كل احتياطاتي....
عزام دفه قليلًا من كتفه وهو يردف: شوف لك حل.......مالنا خلق البيت يعتفس من جديد........اعقلها وأنا اخوك....ولا تقارن نفسك بسيف....لأنه لو درى ابوي عن زواجك وبررت له بهالتبرير السخيف راح يتفل بوجهك....مانت بزر على قولتك......شوف لك حل....واخلص علينا.....قبل لا تنشب النار في هالبيت....
ثم خرج من غرفة اخيه
بينما جسّار اخذ ينظر لأخيه حتى قال قصي: حطوا ببالكم طلاق ما راح اطلق إلا لم أنا اقرر مو انتوا.......وقل لسبع البرمبه........يهجد عني عشان لا يفضحني هو.....مو هي.....
جسّار تنهد بضيق واردف: قسم بالله بتندم بعدها.....لحّق على عمرك قبل هالبلوة اللي ماخذها تمسكك من الإيد اللي توجعك....
ثم خرج من الغرفة
كرهها، وكره رسالتها التي قسمت أن تشعل النيران بينه وبين أخوته توعدها سرًّا على ذنبٍ لم تقترفه!
توجّه للدولابه لن يذهب للمدرسة اليوم كما خطط باللأمس، لا يُريد أن يرى طلابه وهو على هذا الحال ، سحب ملابسه بعشوائية والتي تتكون من جينز اسود وبذلة صفراء بخطوط بيضاء عشوائية ، ارتداها على عجلةٍ من أمره ثم خرج مقوّس حاجبيه وشادًا على شفتيه بحنق ، نزل إلى الدور السفلي أخوته كانا جالسيْن على الأريكة المقابلة للتلفاز ما إن خرجت والدته من المطبخ ورأته حتى قالت
: يمه قصي لا تطلع اخوك سيف بيجي وبنفطر سوى
تحدث دون أن يلتفت عليها وعلى تلك الانظار التي تسلّطت عليه : عليكم بالعافية عندي شغلة مهمة لازم اطلع...
قبض عزام على يده بغضب
بينما جسّار نهض ليلهي والدته عن مُحاتاة اخيه بقول: وربي جوعان يمه...
وكان سيلتقط قطعة صغيرة من البيض الموضوع أمامه فقالت بحنق بعد ان ضربته بخفة على يده: انتظر اخوك
ابتسم بخفة: واضح سيف يا عزام اليوم بياخذ كل الاضواء لعنده...
عزام ضحك بخفة: من قده صار ابو.......وجاب اوّل حفيد الحين بشِّيخ علينا وامي ما راح تقصر بتفرّق في معاملتنا معاه....
ام سيف نظرت لهما: عمري ما فرّقت بينكم لو تصيرون شيّاب وجيبون قبيلة من العيال بظل اعاملكم .....مثل ما اعاملكم الحين ولا تجلسون تفلمون علي....فرحانه فيه وبولده وصار لي شهر ما شفته.....
عزام قبّل رأسها: نمزح معك يمه...
جسّار: بتصل عليه والله تأخر وانا صدق جايع...
ام سيف ذهبت للمطبخ بينما عزام جلس على الكرسي ينتظر أخيه
.................................................. .................................
قبل أن يُقبل على هذا الأمر أخذ يفكّر مرارًا وتكرارًا في عواقبه يُريد أن يختار بنفسه دون ضغوطات دون ان يخيّر بين تلك وتلك!
كان من الصعب عليه أن يفاتح أهله بأمر الزواج ظنًا منه أن يجبروه على أحد فتيات العائلة وهو في الواقع لا يُريد ان يتزوّج منهنّ ليس بسبب قلّ الأخلاق والجمال لا ! بل لأنه يرا نفسه أخًا لهنّ وسيصعب على البقيّة فهم ذلك !
لذا قرر ان يتزوّج في الخفاء بإرادته وبدون أيّ ضغوطات اختارها واختار تلك الفتاة السهلة والذي من الممكن من اهلها القبول به!
وفي الواقع لم يكن الأمر سهل....عملية البحث عن فتاة بالمواصفات التي حددها في عقله لم تكن في منتهى السهولة
فتاة صغيرة تصغره بثمان او تسع او حتى عشر سنوات لكي تتربى على يده كما يظن ويعتبر ذلك انانية منه، بينما لا يريد منها الإنجاب وان تتناول اقراص منع الحمل بإنتظام، تمكث في شقةٍ تبعد كيلومترات طويلة عن منزله الحالي ، لا تختلط بالناس كثيرًا لن يمنعها عن الدراسة والعمل لو طال زواجهما، تقوم بواجباتها ناحيته كزوجه مطيعه!

نال مُراده، وشعر بالأسى عليها بعد أن رآها فتاة ذات السادسة عشر تملك ملامح بريئة ملائكية لن ينكر بعض الفتيات في هذا العمر تصبح شرسة فاهمة وواعية ايضًا والعكس صحيح لبعضهم! ولكن شعر انها واعية ومن الممكن ترفض هذا الزواج بعنف ولكن هي لا مستسلمة لشروطه ولهذا الزواج

يشعر انها تملك ذكاء كافي في فهم هذا الزواج ورفضه ولكن تعجب أنها قبلت به ولاحظ يغلبها الهدوء والذي جذبه إليها بسرعة

كان من الصعب إليه التقرّب منها لا يريد أن يُفسد هدوئها ،جمالها ،براءتها يشعر بالذنب لو فعل ذلك ولكن حدث ما حدث بهدوء
دون مقاومة ، دون صراخ لأنه ظنّ انها سترفض ذلك .....ولكن لم يُخفيه تلك الدموع المترقرقة في عينيها سألها ذات يوم هل أجبرتي على هذا الزواج ؟ فقالت له لا
ووضحت سبب قبولها بهذا ولكن لم يقتنع!
اتصل عليها وهو غضب أجابته قبل ان يردف بكلمة: هلا قصي......متى بزورني......
تحدث بحده: انا بالطريق .....
قبل أن يغلق تحدثت بتوتر: بس أنا بروح المدرسة ...
صرخ بجنون: لاااااااااااا تروحين
ازدردت ريقها : ماقدر امس غبت وكان علي اختبار اليوم المفروض اقدمه عشان...
قاطعها بصرخه وانفعال غير مبرر!: مُهره اقسم بالله لو جيت وما شفتك فيه....ما بتلومين إلا نفسك
كانت تظن باتصاله هذا سيتأسف على طول غيابه، سيأخذ بخاطرها بدلًا من هذا الصراخ لذا قررت أن تنتقم لنفسها منه فقالت قبل ان تغلق الخط في وجهه: بروح ....مستقبلي أهم....
فرمى هاتفه على المقعد الجانبي شتمها بصوت مسموع وزاد من سرعته ليصل ويلقنها درسًا في الآداب ليجعلها لا تكرر ما فعلته قبل ثوانٍ عدّة ، حديث اخاه عزام اشعل النيران في صدره ولم يكن حديث جسّار أقل وطئًا منه ، ومن الواضح انه سيفرّغ غضبه في تلك المسكينة التي تاقت روحها لرؤيته ليس حُبًا بل بحثًا عن معاني الأمان!
.................................................. ............................

حاول بكل ما بوسعه أن يُرضيه ، تخلّى عن كبرياؤه بالأمس واجتمعا هو واخيه بندر وأبناء عمه ولكن من الواضح سعود لا يُريد الصّلح صد عنه وخرج دون أن يستمع لقوله ودون أن يردف حرفًا واحدًا هو فعل كل ما يجب عليه فعله رغم أن أساس المشكله هو ومن المفترض عليه أن يتقدم بالإعتذار بدلًا عنه ! ولكن سيبتعد عنه كما يُريد ومتى صفح قلبه عن هذا الأمر سيرحب به بكل سرور....
نهض من على السرير نظر إلى ساعة الحائط التي تُشير إلى الساعة العاشرة ونصف نهض واتجه للخلاء ....
بينما نوف تغط في سُبات عميق بعد سهرها الطويل الذي دام إلى الساعة الثامنة والنصف صباحًا مع شيخه التي سمح لها والدها بالبقاء مع ابنت عمها فشاهدتا فلم رعب ولم يكملاه من شدّة بشاعة الأحداث وكثرة الدماء والسفك فيه!
شيخه لم تستطع الخلود للنوم ، هي الآن قريبة منه وجدًا يفصل بينهما حائط وبعض المترات عن بعضهما البعض، ما زالت تفكر خائفة من ردّت فعل الجميع من رفضها ! والدها يعزّ سلطان ووالده لا تريد ان تكون سببًا في خراب علاقتهما ببعضهما البعض تنهدّت بضيق...
نظرت لنوف الغارقة في النوم وسقطت عينها على إبرة السكر المرمية على الكومدينة سحبتها ورمتها في القمامة وهمست بحب: الله يشفيك حبيبتي....
نهضت من على السرير كانت مستلقية بجانب نوف ، فسريرها واسع ولكن على قدرٍ محدود لقبول شخص آخر فيه!
توجهت للنافذ ازاحت جزء بسيط من الستارة لكي لا تتسلسل أشعة الشمس وتؤذي نوف ....
ثم تنهدت بضيق من جديد سحبت هاتفها في وسط ضيقها تريد أن تسمع صوته جلست في زاوية الغرفة مُبتعدة عن نوف ....
.................................................. .................................
كان يُمشط شعره المبتل بعد أن خرج من الخلاء بعد استحمامه، سمع رنين هاتفه سحبه من على السرير اجاب مبتسمًا: يا صباح الورد والياسمين والسكر.....
نوف تكتفت نظرت لنوف بحذر وتحدثت بصوت واطي: اشوفك مروّق......
جلس على طرف السرير مسح على شعره المبتّل: كيف ما اروّق وانا مصبّح على صوتك ....
تحدثت بنفس النبرة : زين......شكلك بتروح الجامعة....
بندر قوّس حاجبيه: صوتك مو واضح....
شيخه نهضت متسمرّه عندما رأت نوف تنقلب على يمينها وتهذي بكلمات غير معروفة : عشان ما زعج نوف نايمة.....
بندر باستنكار: طيب ليش ما نمتي؟.....واضح أنك سهرانه....صوتكم كان واصلني للغرفة انتي وهالخبلة اللي معك....
شيخه بضيقة وبخفوت: بندر....فيني ضيقة مادري.....احس إني اختنق...
نهض بخوف: شيخوه وش فيك؟.....تعبانة....
شيخه بخوف وحذر: لا مو تعبانة......يعني نفسيتي تعبانة.....
بندر سكت لفترة ثم اردف: والله إني حاس فيك شي مو طبيعي تكلمي....
شيخه بترددد: بنـ...
وقبل ان تكمل تحدثت نوف وهي مغمضة لعينيها: شيخوه لا تهذرين فوق راسي نومي خفيف....كلمي الزفت حقك بعدين وتعالي نامي....
بندر سمع صوت اخته ضحك وهو يردف: تعرف...
قاطعته بحذر: ماتعرف من أنت .....والحين باي....اكلمك بعدين...
بندر : تمام....بتصل عليك لرحتي بيتكم وفهميني وش فيك.....
شيخه لتنهي الاتصال: اوك.....مع السلامة....
نوف جلست في وسط السرير وهي تردف: شالغراميات مع على الصبح....يا حقيرة تنتظريني بس أنام عشان تكلميه....
شيخه بخوف ورجفة من انها سمعت اسمه وهي تردفه: وش سمعتي نويف ؟
نوف رمت نفسها على الوسادة: ولا شي مع الاسف....
ثم نهضت بطريقة اخافت شيخة: ماخذه احتياطاتك يا كـ........تكلميه وصوتك مثل دبيب النمل...
شيخة تأفأفت وتوجهت لناحيتها ازاحت اللحاف وتحدثت : زحفي مناك بس خليني انبطح وأنام...
نوف ابتعدت قليلًا ثم قالت: خمدي وجع ورانا مشوار لأختي....لا تنسين....حدنا للساعة ثنتين الظهر وبنجلس....حاطه المنبه...
شيخه ولّت بظهرها عنها: زين خلاص سكتي...
نوف سحبت جزء من اللحاف : لا تفكرين فيه واجد عشان تنامين واظن بعد هالمكالمة راح تنامين وتحلمين فيه هالخايس....
شيخه بضحكة: واضح حبيبي فاقع مرارتك هذا وانتي ما شفتيه ولا كلمتيه وتكرهينه هالكره يا الظالمة....
نوف اغمضت عينيها: لأنه حيوان وما يستاهل حبك له....وبضيعك.....يا ثورة....
شيخة بنرفزة: تكفين نامي....
نوف : زين زين....
.................................................. .................................
ارتدى بذلته الرسمية بعجل نظر إلى ساعة يده ، وكانت تنظر إليه بشك وخوف وريبة لم ينم بالأمس جيّدًا وخمنّت أنّ هناك أمر فوق طاقة حبيبها الذي ساهرت عينها بالأمس!
اقتربت منه ولتخفف من توتره احتضنته من الخلف ووقفت على اطراف اصابع قدميها لتلصق خدها الأيسر بخده الأيمن : يسعد لي صباحك ....
ابتسمت وهو يحاول ان يخفي توتره الذي لم يخفى عليها لفها لتصبح أمامه قبّل ما بين عيناه واردف: وصباحك...
ديانا لفت لتهم بالخروج بقول: راح ساويلك أحلى فطور...
مسك مصعم يدها بلطف واحتضن يدها : ساويلي قهوة بس....
ديانا بحب:تامرني آمر حبيبي....
وخرجت وتلقّى هو رسالة من جورج والتي لم تكن سوى رسالة لتحديد موقعهما للتلاقي بعد عدّة دقائق.....
اتصل على دانيال ليطمئن على الأمور وطمئنه اغلق الهاتف وخرج مارًا بغرفة نور فتح الباب جزئيًا رآها تغط في سبات عميق ابتسم واغلق الباب
نزل ورأى زوجته حامله كوب قهوته اللذيذه تناولها من يدها تحدث بهدوء: ديانا.....جهزي اغراضنا راح نرجع على بريطانيا عالساعة وحده الظهر....
لم تسأل لماذا كل ما اردفت به: اوك....
أمير ارتشف من قهوته ثم اردف: اتصلت علي بالأمس جولي.....
عبست بوجهها بضيق: شو بدها.....
أمير بتنهد: بتئول(بتقول) البنت تعبانة كتيرة....
ديانا بخوف: شوفيها لسندرا؟
أمير اشار لها : اهدي بس مجرد حرارة وعشاني مأكد عليها بتئول لي كل شي خبرتني ....بس الشي اللي مخوفني بتئول في عيلة بدها تتبناها....
ديانا ضربت على فخذها بخوف: لالا هيك كتير.....
أمير ارتشف آخر رشفةٍ: كلمت مدير المستشفى ....وئلت (وقلت) إن تمت الموافقة......راح اسحب إيدي من مساعدتهم في بناء مستشفاهم يلي في لندن.....
ديانا بتركيز: أي شو ئال لك؟
أمير مد كوب القهوة وتناولته: خاف......وطمني ما راح يصير شي....
ديانا بندم على هالذكرة: الله ياخذ عيال الحرام ياللي سببوا إلنا هالمشكلي....
أمير بحذر: انتبهي جيبي سيري لنور.....بنحمد الله أنها تحسنت .....وخلصنا من هالئصة......
ديانا هزت رأسها بضعف: لا تاكل هم.....
أمير قبّل جبينها: يلا عن اذنك ما راح اتأخر بس اخلص من شغلي وراجع

هزّت رأسها بهدوء وخرج وبقيت تتذكر تلك الذكرة المؤلمة التي خلّفت ورائها نتيجة لم تتوقع ولم تكن في الحسبان، ارتعش جسدها حينما تذكرت صراخها في تلك الليلة المظلمة والممطرة حركت رأسها ترفض ذكرياتها القاسية ثم توجهت للدور العلوي!





انتهى





JAN 06-10-2020 03:50 PM


الفصل السادس


البارت السادس


متوتّر، خائف من أن يفشل الأمر ويظهر أمر آخر يجهله
خشي من الغدر، الخيانة التي تمر مّر السّلام في دمه ما كان عليه أن يتهاون في طريقة تعامله بكل حِسن نيّة في تلك الصفقة التي اصبحت كالصفعة على وجه، شدّ بيديه على مقوّد السيارة قلبه يرتجف خوفاً على زوجته وابنته أجل يشعر بالأبوّه ناحيتها والخوف الشديد ممّا قد يؤذيها ، فاتصال جولي بالأمس في الوقت المتأخر وهي تردف بالأنجليزية اشعل في صدره ضيق وخوف من أجلها!
مترجم: سيّدي ابنتكم تُعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة .....أحببت أن اخبرك بهذا فقط.....واليوم هي بخير....ولكن لا تريد الذهاب إلى المعهد التعليمي للغة العربية فماذا افعل؟
خرج من الغرفة بحذر وهو ينظر لديانا اغلق الباب وتحدث بصوت واطي (مترجم): حسنًا لا داعي لها للذهاب ......فربما رفضت بسبب التعب الذي تشعر به.....جولي اعتني بالطفلة جيّدًا .......هل سمعتني....
تحدثت برسمية (مترجم): لا تقلق سيّد أمير سندرا في رعايتي وأمانتي ....لا تقلق...ولكن هُناك أمر لا استطيع أن اردعه ....فقد جاء رجل مع زوجته بالأمس ويريدان أن يتبنا الطفلة.....ولا استطع إيقاف ذلك الأمر

مسح على وجه هذا ما كان ينقصه فوق توتره زفر بغضب(مترجم): اتركِ الأمر لي.........والآن أنا مضطر لإغلاق الهاتف ....ولكن هل هناك شيء آخر؟
تحدثت (مترجم): لا.....تصبح على خير
وبعد انتهاؤه من مكالمته معها حدّث مدير المستشفى ليُنهي مسألة التبنّي تلك
صحى على صوت رنين هاتفه من موج بحر افكاره اجاب: لك فينك أمير؟
أمير انعطف يمينًا: وصلت
ثم أركن سيارته جانبًا وترجل منها لمقابلة دانيال وهو يردف: المصاري هون؟
وأشار إلى الحقيبة السوداء تنهد أمير بضيق: تأكدت من عددوهم؟
دانيال حرّك رأسه باهتمام: لا تاكول هم كاملين .....
ثم قال بتردد: أمير بدي روح معك على إني البودي قارد ......بخاف عليك منّن(منهم) بخاف بيغدروا فيك.....خيي...
أمير بغضب: لا ....لا شو تروح معي ...
دانيال بعصبية فاقت خوفه الذي تربّع في فؤاده : أمير....دخيل الله لا تخليني ماعطيك المصاري....
أمير بنرفزة سحب بخفة الحقيبة من يد صاحبه وصاح في وجه: ما بتئدر تروح معي....
دانيال مسك كتفه الأيمن : ليش؟
أمير ابعد يده عنه بصوت عال: بدّي إيّاك تبئى هون بجنب زوجتي وبنتي حتى لو صار إلي شي....بتكون انتّا موجود....افهمها بائه....

دانيال ، خفق قلبه بشدّة مسك بيد صاحبه برجاء: ما فيني اتركك لهيك وحوش.......ديانا ما بينخاف عليها راح تحمي حالها وتحمي بنتها متّل ما عملت في السنوات الماضية....دخيل الله ......خلّيني روح معك....

أمير مسح على وجه عدّت مرات رمى الحقيبة السوداء على الأرض ثم ولّه بظهره عن صاحبه وصرخ بقل حيلة وهما كانا بالقرب من الجبل وتردد صوته في ارجاء المكان ثم التفت على صاحبه بقول: اركب السيارة يلا ما بدي اتأخر...
ثم سحب الحقيبة من على الارض بكل غضب فهم دانيال شعور أمير بهذا الوقت
شعور العجز والخوف سيطران عليه ، خائف من الفقد وخائف من أن يُفتقد
لا يريد أن يتركه وهو على هذا الحال لوحده لابّد أن يذهب معه ليفهم جورج أنّ أمير لهُ قدره على أن يُبيده بوجود رجاله الذي يستنّد عليهم!
وهو سيكون إحدى رجاله في هذه اللحظة اغلق الباب وانطلق أمير بعجل للمكان الذي حدده ذلك الملعون لم يكن قريب
غضب أمير في هفوات أفكاره وضرب على المقوّد بينما دانيال التزم الصمت كعادته لا يُريد أن يخفف ولا يزيد الحمل على كاهل صاحبه نظر للطريق وتنهد الآخر بتوتر!
.................................................. .................................
اغلق باب السيّارة بقوّة وركض لناحية العمار السكنية والتي تحضن بداخلها تلك الضعيفة بجسدها وربما لحالها ! فتح المصعد دخل
ثم اغلق الباب هو يتواجدون في الطابق الثالث ما إن انفتح حتى ركض في الممر والذي لم يكن واسعًا بكفاية ثم توجّه لناحية شقته
أدار بغضب المفتاح ثم فتحه صرخ بعد أن اغلق الباب
ظّن أنه سيجدها لن تستطع أن تكسر قوانينه فهي جبانه تهابه وتخافه في الآن نفسه : مُهرررررررررررررره مُهره...
ثم أخذ يبحث عنها مشى في الممر القصير الذي يؤدي إلى غرفة الجلوس المتوسطة في مساحتها نظر إلى الشيبسات المرمية
وللقراطيس والملابس المرمية في كل جانب تعجب من هذا الإعصار ....التلفاز كان شغالّا على قناة تبث فقط السوّر القرآنية والصوت كان متوسطًا لم يكون عاليًا ولم يكن خافتًا لدرجة لا تُسمع!
ألتف ليدخل المطبخ الصغير كان مرتبًا ونظيف، ثم توجّه إلى دورت المياه اعزكم الله وهو يصرخ: مُهررررررررررررره....
عجز في أن تُجيبه لا يريد ان يلتمس معنى عدم وجودها لأنه سيُميتها لا محاله!
ذهب لغرفة النّوم ....وكانت رأسًا على عقب.....ملابسها مرمية في كل جانب......أحذيتها كذلك.....ودفاترها ...وأقلامها على السرير....
عبس بوجه.....اخرج هاتفه من جيبه اتصل على
.............................

كان جالسًا على مكتبه سمع رنين هاتفه سحبه وعندما نظر إلى الاسم تحدث بهدوء: هلا قصي......
قصي حاول أن يتمالك نفسه : هلا يا عم......اخبارك؟
تحدث الرجل الكبير في السن قليلًا: بخير أنت طمني عليك صار لك مدّه ما نشوفك .....
قصي لينهي الرسميات : بخير....ولكن يا عم ودي اطلبك طلب بسيط وخايف اكلّف عليك.....
رمى القلم من يده تحدث بأهمية : لا ما بينا كلافة يا ولدي آمر.....

قصي شد على يده وتحدث: أنا جيت الشقة ولا قدرت ألحق على مُهره راحت المدرسة وكان ببالي افاجئها بجيّتي ولا اتصلت ولا عطيتها خبر.....عشان كذا ممكن تروح المدرسة وتسوي لها استئذان...مثل ما انت عارف أنا ماقدر أروح ... وإلّا الكل بيعرف بزواجها!
سكت لوهلة ، اغمض عينيه اخذ نفس عميق وبنبرة هدوء: ابشر....يا ولدي.....الحين طالع لها....
قصي ابتهجت أساريره: ما تقصر يا بو محمد.....وسامحني كلفت عليك....
بو محمد سحب مفتاح سيارته وبحسن نيّة سيذهب لها لإعادتها لشقتها لِـ تلك المفاجأة: ما بينا يا ولدي.....
ثم سكر الخط.....وجلس قصي على الكنب وابعد ملابسها وكومة اكياس الشيبس برجليه وهو يقول: والله لا أربيك يا بنت صالح.....

وبعد خمس دقائق نهض واغلق التلفاز ....واتجه لناحية النافذة وابعد الستارة عنها لتتسسل أشعة الشمس الحارة لهذا الصيف إلى أرجاء المكان بعثر بقدمه الأشياء....
فنظر إلى كيسة (اندومي) مفتوحة ومأكول نصفه ، ثم نظر إلى كيسة شيبس بحجم كبير لـ(شيتوس) مع قطعة ليمون اصفر مُلقاه بجانبها
ولم يخفى عليه الشوكلاتات بمختلفها مرميّة على الأرض تأفأف وكوّم بيديه ملابسها الذي لا يعلم هل هي نظيفة أم لا؟ ورماها على الكرسي الهزاز لِيهتز قليلًا لن يُنظّف الوسط ....أمر تنظيفه سيكون جزءًا من العقاب الذي خطط عليه.....
مرت العشر دقائق بملل وهو يتجوّل ذهابًا وإيًابًا ما بين غرفة النوم والجلوس......وهو يسب ويشتم اخوته ويشتمها .....
تنهد: وش هالوساخه....أنا اوريك بس تعالي هيّن....
واخذ يكمل احتراقه الداخلي بالحديث مع نفسه لتمر العشر الدقائق الأخرى بصعوبة عليه
رنّ هاتفه سحبه واجاب ظنّ انّ ابا محمد اتصل لعناد زوجته من الخروج : هلا....
تحدث بعتب: أفا .....صار لي شهر ما شفتكم ولم جيت افطر معاكم تهج ويّه وجهك....
تحدث بهدوء: اعذرني يا سيف.......فجأة اتصل علي صاحبي مسوي حادث وطلعت ....
سيف ابعد كوب الشاي عن فاهه: اوه......وش صار له الحين...
عزام وجسّار بحلقّوا بأعينهما عليه بينما والدته اردفت بهمس: الله يستر....
قصي بهدوء: لا الحمد لله جات بسيطه رضوض وكسر....
سيف همس لهم بهدوء: صديق قصي مسوي حادث...
عزام وجسّار فجأة نظروا لبعضهما لبعض غير مصدقين!
ووالدتهم همست: الله يطلعه بالسلامة
سيف: بأي مستشفى هو؟
شعر انه دخل في عمق المأزق من سؤال اخيه ولينهي الحديث: اقول اجلس مع أمي ولا تجي وربي أمس تحاتيك وانا إن جيت وما شفتك اشوفك بكرا....يلا ما ابي اطوّل بدخل اطمّن عليه مع السلامة

واغلق الخط ليترك سيف يخبر أهله عن صاحبه الوهمي!

وقبل أن تكتمل العشر الدقائق الأخير كانا في الطريق تعجبت من فعل عمها ، وخرجت له دون تردد بعد ان رأت بطاقته الشخصية ، فمن الواجب عليه أن يدخلها ويتأكدوا من هويته وصلّته من الطالبة ليسمحوا له بأخذها .....تحدثت بتردد: عمي ليش استأذنت لي...
تحدث وهو مبتسم: يا بنتي انتي تعبانة صار لك اسبوع تشكين من هالحرارة.......المفروض غبتي اليوم....أنا ما جيت آخذك للمدرسة عشان تغيبين....
عقدت حاجبيه اخبرها في الصباح انه مشغول لهذا السبب لم يأتي لها !
ثم انعطف يمينًا لترى العمار وهو يردف: جبتك لشقتك عشان ترتاحين......يا بنتي......والدراسة لاحقة عليها...
تحدثت بتردد وبشك : بس انا ما فيني شي عمي...
تحدث بهدوء مبالغ فيه وممل لها وعلم أنها تتسائل عن مكالمته الأولى في الصباح: أنا جلست أحاتيك بعد ما سكرت منك المكالمة ........وبصراحة ما ظنيتك تروحين المدرسة عشان كذا جيت ورنيت الجرس ولا رديتي وخفت عليك واستوعبت حبك للدراسة وعرفت انك رحتي المدرسة ولا هان علي....اتركك...لازم يا بنتي ترتاحين يوم واحد ما يضر ....عشان كذا استأذنت لك
هنا اقتنعت قليلًا بحديثه سحبت يده وقبلتها بحنان: ما تقصر يا عمي....ربي لا يحرمني منك...
اركن سيارته بالقرب من العمار سحبت حقيبتها وقالت: انزل......عمي اشرب شاي عندي...
ونست أنّ شقتها ليست مُتاحه للضيوف بسبب سهرتها الطويلة بالأمس....!

بو محمد بعجل: لا يا بنتي خليها بوقت ثاني....بروح شغلي والحين نزلي...وروحي ارتاحي وانا عمك....
ابتسمت وفتحت الباب ....دخلت العمارة
بينما هو نظر لساعة يده لم يتبقى إلا خمس دقائق وتكتمل النصف ساعة تملل ودخل دورة المياه اغلق الباب.....
بينما هي شعرت بالسعادة بسبب خوف عمها عليها وإظهار اهتمامه لها ، وتحمد الله وتشكره أنّ المعلمة اختبرتها الاختبار الذي فاتها بالأمس في اوّل حصة لها فانزاح الهم من على صدرها ، صعدت المصعد شدّت نقابها للأسفل قليلًا لتبعده عن جفن عينيها السفلي بعد مضايقته لها انفتح الباب فشدت بيديها على الحقيبة لتجلعها أمامها ممسكة بها من يدها اليسرى وفتحتها من يدها اليمنى لتسحب مفتاح الشقة ما بين كومة الأقلام والكتب وعطرها المفضل! وما إن سحبته اكملت طريقها في الممر المؤدي للشقة
وأخيرًا الآن اكتملت الخمس دقائق وفتحت الباب وهو ايضًا فتح الباب الخلاء ليخرج
وهي دخلت واغلقت الباب فسمع صداه وابتسم بخبث
ابعدت النقاب عن وجهها وعدّت الممر لتصل إلى غرفة الجلوس ورمت حقيبتها على الكنبة وقبل ان ترمي نفسها عليها
سمعت صوته مردفًا: يا هلا والله وغلا....
ارتعبت وبحلقّت بعينيها عليه ازدردت ريقها ، ما هذه الصدفة لم تظن أنّ عمها استأذن لها من أجل قصي لم تظن بذلك أبدًا!
أما هو حقيقةً انصدم من حالها ، ضعفت كثيرًا وجهها شاحب مائل للصُفره......شفتيها متقشرتَين ومائلة للبياض الناشف! عينها محطيتان بالهالات البنيّة وبِهما نظرة إرهاق وربما حُزن!
تقدم لناحيتها وكتف يديه: صار لي ثلاثين دقيقة بالضبط انتظرك...
صُعِقت إذًا عمها يعلم انه هنا وربما متفق معه من اجل...
قاطع افكارها عندما قال بصوت شبه مرتفع: لم اقولك لا تروحين المدرسة يعني غصبن عليك لا تروحين....وتبقين في مكانك
ازدادت نبضات قلبها، حدّقت في عينيه ، شهر كامل كفيل أن يجعله يتغيّر عليها من الناحية الشكلية والمظهر الخارجي!
اصبح جسده رياضيا اكثر مما قبل، شعره لم يعد طويلًا ليغطي رقبته بينما عينيه حادتين أكثر من اللازم وذقنـ.....
لم تكمل التدقيق بعد أن امسك معصمها بقوله صارخًا: ومرة ثانية سكري الخط في وجهي ....صدقيني ما راح يصير لك طيّب

ارتعبت وسحبت يدها من يده أزاحت العباءة عن جسدها لتبقى بالزي المدرسي ورمت الحجاب على الكنب جلست على الكنب الآخر مسحت على وجهها وابعدت خصلات شعرها خلف أُذنيها وبلا نفس اردفت: قصي انا تعبانة وما فيني حيل لكلامك....ممكن تأجله؟
أتى بالقرب منها وامسكها من زندها ليصرخ: وطلع لك لسان......وترادديني......
اغمضت عيناها بشدة واردفت بهدوء بعدما أن وقفت وقابلته بوجهصا بوجه وحدّقت في عينيه: الحين انت ليش معصب...
رماها على الكنب : انتي غبية ولا تتغابين علي........
نهضت مرّة أخرى لتردف بانفعال: بس عشاني رحت المدرسة جيت طيّارة لي عشان تعاندني.....وتاركني هنا شهر لا تتصل ولا تسأل عني....دراستي أهم من اجلس هنا انتظرك تجي....
انقض عليها بيديه ليهزها بعنف: لا تخليني احرمك من دراستك.....وربي إني قادر واسويها!......وشكلك ناسية شروط زواجي....تلبين أوامري بدون عصيان وبدون مرادد...قلت لك بجي كان اختصرتيها على نفسك وقلتي ان شاء الله .....ما بروح المدرسة...
اوجعتها مسكته لها حاولت التفلّت من بين يديه ونجحت في ذلك وانهالت عليه بالكلمات بنبرة عتاب: مانسيت شروطك....بس شكلك انت نسيت أنك مسؤول عن إنسانه تعيش هنا و معلقة برقبتك...
انفعلت واحمر وجهها: تاركني هنا .......شهر.....ما تدري عني آكل اشرب محتاجة شي.......مت ...مرضت....ويوم تجيني تبيني استقبلك بالأحضان وألبي لك رغباتك.....أنا انسانة يا قصي...ما نيب جماد ما يحس.....مرضت لي اسبوع كامل....عجزت ألاقي احد يوديني المستشفى....
صرخ في وجهها وهو قابض على قبضت يديه: وعمك وينه عنك؟....هاااااااااااااا......وبعدين قلت لك روحي بيتهم قبل لا ارجع الشرقية (اشار لها) انتي رديتي علي ارتاح هنا اكثر......
مُهره اغرقت عيناها: عمي موجود ......والله يعطيه العافية ما قصر ....خدمني.......وتحملني...ولبى احتياجاتي من أكل وشرب وغيره......وحتى لم مرضت ما قصر....بس ما حبيت ازيد عليه واصير حمل ثقيل من جديد.....
قصي دفعها من كتفها: فلوسك تخدمك..... اكلك .....شربك..... وحتى دواك المفروض من فلوسي اللي عطيتك اياهم وما ظنتي قصرت عليك من هالناحية.....
بكت بانفعال شديد: عارفة.......بس صرت استحي كله اطلبه......وساعات يتعذر لأنه ولده تعبان........وقطعت ما اطلبه وصرت انا ....اروح اقضي للبيت....واروح المدرسة مشي....

غضب هنا وصرخ بانفعال: لا تجلسين لي تبربرين وتعاتبيني.....قلت لك من الآخر روحي بيت عمك ورفضتي فتحملي ما جاك.....شكلك ناسية زواجنا بالسسسسسسسر ....وما راح تشوفيني....في وجهك اربعة وعشرين ساعة......افهمي هالشي...
.
لم تجيب عليه كل ما فعلته نهضت ومرّت بجانبه تريد أن تذهب لغرفة النوم ، لتبكي براحتها لن يفهم ما تقوله ولن يقدّر قولها ابدًا ، لذا ستهرب من غضبه وستقفل عليها الباب إلى ان يهدأ لتحدثه بهدوء وليستوعب هو ما تقوله!
ولكن امسكها من معصم يدها وتحدث بغضب : وشالحوسة اللي بالشقة.....وش هالقرف.......وش مسوية ......سمعيني راح تنظفين كل شي حالًا....
وقربها منه اكثر وهو يحدّق في عينيها المحمرتين أثر الدموع: وتلبين رغبتي......
مُهره صرخت في وجهه وانهملت دموعها على خديها بِلا توقف: تعبانة.......ولا لي خلق بروح أنام ولجلست نظفت
وشدّت على اسنانها بقهر: ولبيت لك رغبتك....
شد على يدها اكثر: إلا في هالشي لا تعانديني لأنه وربي ....راح اكسر لك راسك......والحين رتبي الشقة....

سحبت يدها من يده واتجهت للغرفة وهي تصرخ: اوووه انقلع عني .....روح بيتكم جايني بشرّك ليه....

تبعها للغرفة وكانت ستغلق الباب ولكن وضع رجله وشدّها من يدها وثبتها على الحائط ليردف بصراخ صدّع رأسها منه في هذه اللحظة: صوتتتتتتتتك لا يعلا علي يا بنت صالح........لا ادفنك....

حاولت ان تبعده ولم يتزحزح من أمامها صرخت بالمثل: انقلع عني....انقلع...مو قادرة اتحمل لا قربك ولا صوتك......ليتك كملت جميلك ولا جيت لي سنة قداااااااااااااااام ......انقلع....

لم يعد قادرًا على السيطرة على غضبه ، لم تكن هكذا قبل أن يتركها لتلك المدّة التي غيرتها ، لم ترفع صوتها يومًا عليه، لم تكن هكذا متوحشة....كاره وجوده ، أحبّ أن يعاندها بالمثل وشدها لناحية صدره تحدث بفحيح موحش لقلبها ،: بتتحملين قربي والحييييييييييييييييييييين .....
فهمت قصده ارتجف جسدها ما بين يديه ، وغلبها البكاء ، بدلًا من أن يأتي ليطمئن عليها أتى لينتقم مما فعلته في الصباح، تعلم أنها إن ضعفت اكثر ستُهان هكذا كانت تفكر فدفعته وهي تبكي وتصرخ: ما راح يصير شي غصب عني...
لم يتحدث كل ما فعله أنه سيطر عليها بقوة جسده في وسط صرخاتها وضع يده على فمها بصرخة: لا تصارخين وتزعجين الجيران.......ولا تصدعيني....
مُهره ما زالت تقاوم قبضة يده من على كتفها: قصي....مانت قصي اللي اعرفه......تكفى بعد عني وربي تعبانة ........
وبضعف: خلاص بقوم ارتب الشقة ......و
قاطعها بنفس النبرة والغضب: اششششششششششششش......

وألتهما بنيران غضبه وتهوّر افعاله، لم يكن واعيًا حقيقةً لفعله وتصرفه ، يشعر بالحرقة من حديث اخوته، وزادوا عليه الأمر حينما اخبروه ما ذا لو تسلل الأمر لوالديه؟ اشعراه وكأنه طفل لا يعي لتصرفاته وغير مسؤول عنها وفي الواقع هو لم يؤدبها على حد قوله بل انتقم من نفسه ومن اخوته اللذان نبّها لأمر هو حقيقةً لم ينساه ولكن مقتنع انه لن يحدث ولن يُفسد عليهم لذة الهدوء في المنزل ، كان غاضب وهي كانت منقهرة منه
عاندته وزاد غضبه اضعاف مضاعفة ورآها فرصة لتفريغ هذا الإنهيار الذي بداخله عن طريقها! بالصراخ، والانفعال......وقتل روحها هنا
تركها وهي تكوّمت على نفسها تبكي.....ما حدث لها الآن اشعرها بالمهانة والذّل كيف وافقة عليه كيف؟ لو بقيت في منزل عمها أفضل بكثير من حالها معه....شدّة على اللحاف على جسدها الذي يرتعش خوفًا مما هو آتي لها في المستقبل ! تشعر أنّ الحرارة ستعود لتلهب جسدها من جديد الصداع والطنين بدأ يزداد.....دموعها لم تكف....شهقاتها تصل إليه ولكي يبتعد عنها بخطوات بطيئة ...دخل الخلاء واغلق الباب بقوة ...وانتقزت لصوت صداه!
.................................................. .................................
في تمام الساعة الثانية والنصف ظهرًا كان المنزل في حالة نشاط، الجميع متحمّس لرؤية وجه ذلك الطفل الصغير بينما ناصر وسعود وكذلك سيف كانوا في الغرفة التي ستنام فيها الجازي خلال الأربعين يوم!
كانوا مجتهدين في تركيب سرير الطفل ووضعه جانبًا بالقرب من سرير والدته...
تحدث سعود وبعد ان استقامة بوقفته: هااا وش نويتوا تسمونه....
ناصر بتدخل سريع نافخًا صدره: اكيد على عمه ناصر... عشان يطلع مثل جمالي واخلاقي
سيف كش بيده : الله لا يقوله
ضحك هنا سعود : طارت الجبهة هههههههههههههه
ناصر وكان يحمل بيده كرتون متوسط الحجم: اسكت بس اسكت ولا وربي اكسر اغراضكم الحين...
سيف ضحك وسحب الكرتون من يده: لا يا شيخ لا تخسّرني....
سعود جلس على طرف السرير بتعب: قول عاد وش بسمونه....
سيف ابتسم له: عبد لله......
ناصر بجدية: الله يخليه لكم وان شاء الله تبلغون فيه معرس....
سيف باستعجال: المهم مشكورين على المساعدة وان شاء الله نردها لكم في زواجكم .......والحين سلام بروح اسوي اجراءات الخروج....
ناصر ابتسم: الله معاك.....
سعود بانتباه: لحظة سيف امي ترا بتروح معاك.....
سيف: أي عطيتها خبر ....وقلت لها تجهّز حالها والحين بتصل عليها .....يلا فمان الله....
ردا في الآن نفسه: فمان الكريم....
ناصر تحدث: وانا بروح اجيب أختك شيخوه من بيت عمي....
ولكن قبل أن يخرج اطرق : إلا صج سعود مستانس على اللي سويته أمس....
نهض سعود وهو يحّك رقبته ثم اردف: تراني سامحته .....بس ما زلت زعلان ....الكـ......كسر لي يدي .......
ناصر لم يحبذ ان يُطيل الحديث العقيم معه فاردف: تراه بسافر يكمل دراسته برا ويمكن ما نشوفه إلا بعد فترة طويلة فالأحسن تتقبل اعتذاره لك على أنك انت الغلطان...
كان سيعترض ولكن اشار له أخيه: أي انت غلطان ....وعمي عاقبه على شي ما سوّاه......المسكين من زود الحرّه كسر يدك بالغلط....ولا هو مستحيل ينوي لك شر بس أنت مصختها معه.....
ثم خرج تاركَا سعود يُعيد نظره للأمر من جديد رغم أنّ خالد يكبره بسنوات ليس هيّنة إلا أنه أتى بالأمس واعتذر وهو المخطأ أجل يقر بذلك ما بينه وبين نفسه ، لن يطيل الأمر ولن يطيل صدّه عن ابن عمه بعد الآن!
.................................................. .................................
خرجت من الشقة تمشي على قدميها مستعجلة للذهاب إلى الجامعة ، صدمت في أحدهم وهي تردف: سوري...
واكملت الطريق لم يتبقى على محاضرتها إلا خمس دقائق بالأمس أطالت السهر في المذاكرة !
الأمر بالنسبة إليها صعب بسبب ضعف لغتها قليلًا ، في الواقع بدأت تتطوّر ولكن ما زالت تحتاج وقت لتطويرها للأفضل لتختصر على نفسها أمر الترجمة أثناء المذاكرة!
أخيرًا وصلت والتجهت لناحية السلالم تركض مما لفتت أنظار الجميع بسبب ركضها ، تشعر بالجوع ولكن ليس هناك وقت للأكل....
صعدت من خلال السلالم للدور الثاني فهناك قاعتها لم يتبقى سوى دقيقة
أخيرًا وصلت ودخلت وجلست على اقرب كرسي متاح لها واخرجت كتابها وقلمها وكان صوت تنفسها مسموعًا فتعجب الدكتور من الأمر
وكذلك الطلاب
فتحدث: are you ok?
(هل أنتِ بخير)
هزت رأسها وهي تنطق بصعوبة: yes…….but,……can I drink water?
(أجل ولكن هل أستطيع شرب الماء)
تحدث الدكتور قبل ان يشرع في شرح درسه لهذا اليوم: sure
)بالتأكيد)
سحبت علبة الماء أو ما تسمى بـ ( مطرت ماء)من حقيبتها وهنا الطامة نسيت من أن تملئها بالماء
ضربت على جبهتها بخفة تشعر بالتعب ، جفّ حلقها تريد أن تبلله
الطالب الذي بجانبها لاحظ توترها ورأى قارورة الماء الفارغة فهمس لها
بلطف وفي يده قارورة ماء جديدة ونطق بالعربي لأنه
علم بعد ان سمعها تهمس لنفسها (صج إني غبية) وكذلك ملامحها انها ليست اجنبية!
تحدث بهمس: اختي خذي هذي جديدة ما فتحتها
نظرت له بحرج وهمست له: مشكور ماله داعي.....
لم يترك لها مجالًا وضع القارورة على طاولتها ، وابتسم قائلا: شربي بلّي ريجج(ريقك) ولا تعاندين نفسج....
نظرت له، ملامحه خليجية ولكن إلى الآن لم تخمّن هل هو كويتي مثلها أم لا؟
فانصاعت لرغبتها هي بحاجة لشربه فشربت القليل واردفت له: مشكور...
ثم ركزّت في المحاضرة وبعد مضي ساعتين اسندت نفسها على الكرسي ومدّت رجليها للأمام تشعر بالخمول، لم تنم جيّدًا
اما ذلك الشاب وضع كتابه في حقيبة الظهر وتحدث: اليوم طولّت المحاضرة .....
اعتدلت في جلستها وقالت بتوتر : أي حضرته خذ ربع ساعة من البريك.....ما كفته الساعتين اللي هذر فيهم.....
الشاب ابتسم لها : والدرس بعد يبيله....
تحدثت بتأييد: أي وايد .....
الشاب حكّ انفه بتوتر ومدّ يده: معاج طارق محمد. الـ...
ابعدت شعرها عن وجهها بتوتر ووقفت لتصافحه: إيلاف أحمد الـ....
طارق بهدوء: تشرفت بمعرفتج......
حكّت ارنبة انفها بتوتر شديد: أنا اكثر....
الشاب بهدوء : شكلج أوّل سنة اهنيه....
إيلاف اجمعت اغراضها في الحقيبة: أي اول سنة وانت؟
طارق وضع يديه في جّيب الجاكيت: انا ثاني سنة بس تو آخذ هالمادة....
سحبت حقيبتها فقال: عندج بريك؟
إيلاف فهمت يُريد ان يصبح زميلًا لها : أي .....وانت ؟....
لم تنتظره يجيب فقالت خجلى: إذا عندك تعال معاي على الكفتيريا نفطر....
طارق: عندي بريك مدته ساعة....
إيلاف بملل وبدأت تتمشى معه: مع الأسف انا عندي بريك بو ساعتين ...وصديقتي المقربة تعبانة ولا جات ...
طارق نظر إليها: شكلج ما عندج صديقات وايد ولا زملاء...
إيلاف اندمجت معه بالحديث: خلها على ربك لحد الحين احس بالضيّاع فما فكرت اصادق احد إلا لم اتعرف على المكان عدل.....
ضحك بخفة وبدآ ينزلان إلى الدور الارضي: عادي تتعودين....
إيلاف : نفس كلام نور صديقتي....وما زلت احاول اتأقلم....
ثم توجهوا لناحية الكفتيريا كل ما طلبته موكا حاره وكروسان أما هو طلب قهوة سادة وجلسا بالقرب من النافذة المطلّة على فناء الجامعة
كان سيتحدث ولكن سمع تنبيه من هاتفه فتحهُ وتأفأف
حتى قالت إيلاف: شفيك تتأفأف
طارق بهدوء: الدكتور قدّم موعد محاضرته بسبب ظرف طارىء له
إيلاف ارتشفت القليل من الموكا: أحسن لك والله .....عشان تفتك من غثاه...
طارق نهض وابتسم لها: مضطر اقوم....
ثم مد يده: اسعدت بمعرفتي فيج....
سكتت لوهلة ابتسمت له وصافحته وهي تردف: وأنا اكثر....
طارق سحب نظارته من على الطاولة: عن اذنك....
إيلاف : موفق
وما أن انصرف عنها حتى ابتسمت لطيف خياله واردفت: واضح عليه دافور يبيلي اتمصلح عنده عشان يساعدني في المادة.....
ثم اكملت اكل افطارها وطرأت على بالها نور ولم تتردد في تلك اللحظة من الإتصال عليها

كانت للتو استيقظت من نومها بطلب من والدتها لتتجهّز للعودة للديّار الذي حمل بين طيّاته الكثير من المُعاناه والأنانية!
تأفأفت كانت تتمنى لو تبقى اسبوعًا كاملًا هُنا ولكن الظروف لم تسمح لهما في البقاء
في الواقع حقيبتها جاهزة لم تُخرج ملابسها كلها سحبت السحّاب لتغلقها ثم نهضت متجه للخلاء تُريد أن تستحم لتتنشّط خلايا جسدها
ولكن استوقفها رنين هاتفها
سحبته من على وسط السرير نظرت للاسم ابتسمت ثم أجابت: هلا إيلاف....
إيلاف بحماس: هلا نور اخبارك طمنيني عنج؟ .......ياختي الجامعة بدونك ظلام ......أحس بملل تصدقين.....
نور : لا تبالغين ....إيلافوه....
إيلاف ضحكت: ههههههههههههههههه بصراحة فقدت أجمل شي كان عندي اللي هو إني الاحقج بدون ما تحسين عشان اعرف عنج اكثر...
نور مسحت على شعرها لتجعله خلف آذانيها: يعني كنتي تراقبيني...؟
إيلاف بتردد: تبين الصج!.....اي..
نور بتعجب وانذهال: طيب ليه؟
إيلاف حكّت أرنبة أنفها بتردد في نطق: سمعت عنج اشياء وايد بالجامعة ...مثل انج غريبة......وصعب أحد يتعرف عليج.......واشياء غبية بس لمَ تعرفت عليج كل اللي سمعته عنج طلع جذب....
نور لم تنكر أنّ حديثها ادخل في فؤادها حزنًا لحالها ولحديث الناس عنها
ولكن اردفت بهدوء: الناس تحب تألف اشياء مو بالواقع...
إيلاف : وانتي الصادقة
ولكي تنهي المسالة: المهم إيلاف بكرا بشوفك وللأسف راح تنشبين لي...
إيلاف بسعادة: زين ما طولتوا.....
ثم اردفت بغرور: غصبن عنج بتتحمليني.....
نور ضحكت: هههههههههههههه وربي مجنونة يلا باي بروح اتروش
ايلاف ما زالت مبتسمة: باي
دخلت الخلاء استحمت لمدة لم تقل عن عشر دقائق ثم خرجت لتجفف شعرها وبعد ذلك اتجهت لغرفة والدتها اطرقت الباب ثم دخلت
ابتسمت ديانا بعد أن رأتها ثم قالت: جهزتي كل شي؟
نور بزعل: أي.....ماما....قولي لبابا أمير يمدد هالسفرة....
ديانا نهضت من على السرير وأبعدت عن حضنها الحقيبة اتجهت لناحية والدتها وامسكت بأكتافها : ما بيئـ....
وقبل ان تكملها بلهجتها اللبنانية تحدثت باللهجة السعودية الثقيلة: ما يقدر.....لأنه هالسفرة مو مشان الترفيه .....لا هي عبارة عن سفرة عمل ....وخلص شغله هنا....
نور عاد توترها من جديد ابتعدت عن والدتها وتوجهّت لناحية النافذة وهي تردف بصدق: الود ودي ما ارجع بريطانيا أبد.....كل ذكرياتي السيئة بدت هناك......
ديانا فهمت ما تُرمقها ابنتها إليه لذا تحدثت: ما نقدر نبقى هنا يا نور.....هالبلد طلّعنا من جواتوه .....من عشرين سنة....
التفتت عليها نور وأردفت بنبرة منكسرة: وذاك البلد أكل لحمي وشرب دمي ببرود....يمه....
هي معتادة على تسمية ديانا بـ (ماما) ولكن ديانا تعرف ذلك جيّدًا ما إن ابنتها تنطق كلمة (يمه) إلا انها منكسرة ، حزينة، خائفة ولم تعد قادرة على موازنة الحياة!
اقتربت منها واحتضنتها من الخلف لتلصق ظهرها على صدرها وأحاطتها بيدها وبيد الاخرى تمسح على شعرها
وهي تقول: انسي ..... نور.....كل شيء انتهى.....افتحي لنفسك صفحة جديدة.....والأهم اعطي نفسك فرصة ثانية لهالحياة....
نور أخذت نفسًا عميقًا، وحدّقت للفراغ، تذكرت أمور كثيرة في هذه اللحظة، تذكرت الخيانة....الوعود المستحيلة....الحُب العقيم....والصرخات في قاع مجهول....وألم جعلها تتمنى الموت بدلًا من تجرعه....طأطأت برأسها قليلًا وضعت يدها على بطنها وازدردت ريقها في تلك اللحظة ....انهملت دموعها بلا توقف واهتّز جسدها ...لم تتحمّل ديانا كل هذا لذا سحبتها من يدها لتصبح أمامها وباغتتها في احتضان عميق
حتى بكت نور بلا توقف وتكرر: بليييز .....مابي ارجع....
ديانا طبطبت على ظهر ابنتها تنهدت بضيق : ابكي يا بنتي....ابكي ......بلكي ترتاحي......
وشدت عليها لتمنعها من الانهيار، والهروب وكذلك التردد في مواجهة ما تخافه.....شاركتها الإحتضان وعانقتها بحُب الأم وحنانها لتهدأ عواصفها....وتمنع سيول الانهيارات المتراكمة بداخلها!
.................................................. .................................
قبل ساعات قليلة!
في المزرعة البعيدة عن المدن وضجيجها في الريّف ما بين طبيعة جميلة أفسدتها نوايا البشر التي تُحيطها من كل جانب، خطى خطواته ناحية الوجهة التي يحيطها الرجال من كل جانب ، تقدم معه دانيال وقلبه يعزف ألحانًا كثيرة تفسّر معنى الخوف!

اقترب من الرجل الذي يجلس على كرسية أمام الطاولة الخشبية ما إن اقترب أكثر ودقّق في ملامح وجهه حتى اقشعرّ جسده وكادت رجليه تضعف لحمل ثقل جسده ولكنه تماسك!
اردف باسمه وبصوت مسموع: بهاء الدّين؟
لوّ لسانه في فمه بطريقة تنم على السخرية ثم نهض ليبان طوله وعرضه وتغيّر شكله على أمير !
تحدث بصوت عالي: جورج .....عِندنا خطّار ؟(عندنا ضيوف بالعراقي!)
خرج جورج واضعًا يديه خلف ظهره اقترب من أمير ودانيال لم يفهم صدمت صاحبه ولكن اقترب منه ليبقى بجانبه
مدّ جورج يده لأمير: نوّرتنا ...
لم يمد أمير يده ليبادله بالتصافح ، ما زال يحدّق في ذلك الخبيث الذي يقف خلف جورج كما يقف دانيال خلفه
تحدّث ما بين اسنانه: شو عم يصير؟
ثم التفت على جورج واشار له: فهمني شو عم يصير ئلت إلك(قلت لك)
جورج ببرود اشار له: تفضل لتعرف كل شي...
أمير بغضب بلغ منتهاء انقضّ سريعًا على بهاء الدّين وألكمه على وجهه وهو يقول: مو متت من ئبل(قبل) خمس سنين......ليش أنتا هون هااااااااااا؟......ليششششششششششش؟!
اقتربوا رجال جورج بأسلحتهم الموجهة لناحية أمير ودانيال الذي ابعد أمير بالقوّة عن ذلك الرجل لم يستوعب سرعة أمير في اللكم والضرب
بينما جورج أمر رجاله بصراخ: بعدوا لورا......بعدووووووووا...
نهض بهاء الدّين وهو يبصق الدم على الارض تحدث بسخرية: واضح ما عندك وكَت(وقت) تريد تعرف كل شي هسّه ولا بعد ما تسلم الفلوس لأخوي...
عقد أمير حاجبيه نظر إلى جورج دقق في ملامح وجه لم يخفيه الشبه عنه ولكن اللهجة ليست واحدة ماذا يحدث ؟
صرخ في وجه جورج: فهمني .......هادا اخوك؟
جورج بهدوء: اخوي من امي.....
دانيال لم يندهش، لأنه لم يعرف أمر الرجل الذي انطرح ارضًا على الارض بيد أمير لم يفهم شي ولكن ما إن اقترب أمير من جورج اقترب معه
تحدث أمير: كيف أخوك.....واللـ...
قاطعه بهاء الدّين بسخرية: امنا تركية......أنا ابوي عراقي وعشت بأرضها .....واخوي ابوه بناني وهم عاش على ارضها.......وكل واحد خذ لهجة ابوه.....وش الغريب!
أمير عضّ على شفتيه وهمّ بضربه ولكن اوقفه جورج وهو يصرخ: مراد بكفي .....ابعود على ورا......
أمير رمى الحقيبة السوداء امام جورج: خوذ المصاري........بس ئبل(قبل) ما امشي فهمني.....مو على أساس الخسيس ....مات من خمس سنوات ....بجرعة زايدة ....وترك نور.....بـ...
لم يستطع ان يُكمل، أدار نفسه للجهة المخالفة لهم مسح على شعره بِلا حول ولا قوّة ودانيال يُراقب تصرفاته عن قرب لم يتحمل أمير صرخ في وجه بهاء الدّين وعيناه محمرتين ووجهه محمر: هدمت كيانها ومشيت يا نذل......كيف انت عايش؟
جورج تحدث: كان مزوّر هويته الشخصية بشخصية بهاء الدّين ابن عمه اللي توفى بجرعة زايدة حقيقةً قبل سنة من الأحداث اللي صارت عليكوم......
لم يتحمل هذا الكم الهائل من الضغط اتجه لناحية ذلك الرجل شدّه من ياقته تحدث بغضب وصراخ في آن واحد: كزبت على بنتي....ضيّعت إلها شرفها.....زوّرت إلها عمرها حتى تكون بالسن القانوني حتى تتزوجها .......حطمتها.......بشرب....وسكر....وإدمان..... بالأخير رميتها بالشارع .......مشان شو؟.....بدي اعرررررررف مشان شو؟
جورج سحب أمير تحت انظار دانيال المذهول من حقيقة ما تحدث وتلفظ به امير
جورج بصراخ: عشان الصفقة تتم....!
أمير ابعد يدين جورج عنه صرخ: شو الرابط العجيب هاد...
جورج بحقد: أنت جبرتني على هادا الشي أمير....أخزت مني ياللي بحبّه.....وصرت تنافسني كتير في اعمالي.....صرت إللي مُنافس بكل شي......خليت....مُراد....ياللي جبرتوا بسافر على اكسفورد....مشان يلتقي بنور.....وبعيش معها قصة حُب وهمية......ونخليك بوئتها(وقتها).....متشوّش....وتأثر على شغلك...وتخسر في اسهمك الروسية سنة 2014 لأنك من الأساس كنت خسران بنسبة ضئيلة ما راح تأثّر في اسهمك بس حنّا زدنا عليك الهم حتى تخسر أكثر.....وهون انا رجع اسمي يلمع ما بين رجال الأعمال البارزين ياللي بقائمة لندن.....
أمير كان واقفًا يستمع بِلا عقل وبِلا تركيز أي خبث وصل إليه هذا الرجل بينما دانيال حكّ جبينه بتوتر من هذه الحقائق
اكمل جورج: صفقتنا بوقتها مربحة بالنسبة لخسارتك ياللي كسرت إلك ظهرك.....انشغالك ببنتك ما خلتك تفكر كتير بالصفقة وافقت عليها متل ما انا خططت .....وهلأ جاء وئت المكافاءة وانتا بنفسك اعطيتنا إيّاها وصدئني(وصدقني) ماراح تشوفني لا أنا ولا خيي مُراد تاني مرة.....

أمير عقله مشوّش بالذكريات، استغلوه عن طريق نور.....ومُراد استغلها لأنها كنت مضطربة في ذلك الوقت ومن السهل التحايل عليها.....دمروا حيات أحبّ الناس إلى قلبه .....لم يستطع أن ينصت أكثر لهذه الحقائق كل ما فعله ضرب جورج على وجهه وامسك سريعًا بمراد
واجتمع الرجال من حولهم وكاد احدهم يطلق النار على أمير ولكن صرخ جورج: بعدوااااااااااااا......مابدي اسمع صوت رصاص هون.....بعدووووووووا....
نظر أمير إلى عين مُراد الخبثتين شدّ على رقبته حتى انّ مراد بدأ يختنق ودانيال يتحدث: دخيل الله أمير لا تعملها وتروح فيها.....
جورج أتى بالقرب من أمير تحدث بهدوء: امير ....ما تئدر (تقدر) تغيّر أي شي حتى لو قتلت خيي.....المصاري وصلتنا......والعئد وصلكم .....خلاص امشي من هون.......
أمير شد اكثر على رقبت مُراد وهو يردف: اخذتها منّا بعمر صغير....ما كانت فاهمه إيش حُب وإيش زواج....جيت انتا...ولوثتها بأفكارك....ضربتها......عيشتها في مُر........تركتها إللي بهدية ببطنها......تعرف هيدا الشي ولا لا؟....نور كانت حامل لم تركتها بالشارع....وانتا هربت .......ولم عرفت أنك مت كتير.....تألمت لأني وئتها كان بدي أموّتك بإيدي هدول...
جورج بخوف على اخيه الذي قلب وجهه للأزرق: امير....
دانيال حاول أن يسحب أمير: امير دخيل اسموه اتركوه.....
أمير تحدث وعيناه تمطران بالدمع والاحمرار يزداد: احترت انا وإمها شو بدنا نعمل ......بتزكر (بتذكر) كم كان عمرها؟......كان عمرها 16سنة.......حِملت وهي بهاد العمر.......كنت افكر نعملها إلها عملية اجهاض لكن حذرتنا الدكتورة
وشّد على رقبته ليردف: تعرف ليش؟
صرخ جورج هنا: اميييييييييييييير.....
مُراد يحاول ان يبعد نفسه عن يديه بحركاته العشوائية
اكمل أمير: لأنها صغيرة وما تتحمل.....وحتى عملية ولادتها ....كانت كتير صعبي.....جسمها صغير......واجبروني على اني اوقع على العملية القيصيرية بتعرف مكان العملية شو عملت فيه ؟
دانيال برجاء: امير ......اصحى على نفسك اتركوه.....اتركوه....
امير ارخى قليلًا من قبضته وبدأ مُراد يكح واكمل: عملت إلها وشم حتى يخفي الجرح .....رغم العملية التجميلية اللي ساووها إلها إلا انها بشوف هذا المكان كتير بشع........
أخيرًا دانيال سحب امير وسقط مُراد على الارض وانحنى اخيه جورج ليردف: خيي....
دانيال بهمس: أمير خلينا نمشي....
أمير بصراخ : حرقوها......حرقوها يا دانيال........آه ....آه....
سحبه دانيال واجبره على ركوب السيارة
بينما مُراد حدث اخيه بقول: لازم نسافر ألمانيا علمود ما يلحقنا هالمجنون......
جورج تنهد بضيق: حذرتك كتير من أنك تتمادى معها ......
قاطعه بعدما ان وقف: قلب أخوك ما يرفض الحلوين....وهالنور......آخ...بس......عليها جمال بنات الكون كله.......
ثم سحب جاكيته من على الكرسي ثم اردف: وهسه ضروري نروح عالمطار .....قبل لا يسوي هالأمير مصيبة علينا....ترا بالموت وصلنا لهاليوم.....بعد هالتخطيطات ما نريد شي يخرب علينا بآخر الموّال....
جورج بخوف: اوك....
دانيال قاد سيارته بجنون من هذا المكان ، وأمير اخذ يبكي في السيّارة بصوت مسموع!

أنانيته اوصلت نور في اسوأ الإنتقامات ! لم يكن يعي سبب خسارته المفاجآة في ذلك الوقت ...كُل شيء انهدم أمام عينيه حتى جعله يذعر ويبحث عن سُبل أخرى تمكنّه من الصمود أمام رجال الأعمال خاصةً بعدما سحبوا أيديهم عنه ! فتشبّث في تلك الصفقة وتوارت عليه أحداث نور الغير متوقعة!
ضيّعها بأنانية قرارٍ ليس له مثيل....تجاهلها في بداية الأمر ولم يهتم لهروبها ....بل كان يُسكت ديانا بكلمات الإطمئنان دون أن يبحث عن خيط يدلّه عليها كان منهمكًا في العمل والصفقات المربحة

لتعويض خسارته التي تُعتبر عار عليه كونه رجل أعمال معروف في بريطانيا!
ما إن رأى أنه بدأ الدّم يعود لمجراه ويشد من عود ثروته حتى نظر إلى نور المحطمّة في زواج بُنيّ على باطل.....لم يعرف كيف تعرفت نور على ذلك المدعو!

ولكن عرف في وقتها انها احبته واستغل ذلك الخبيث حبها له في انتهاك عرضها وشرفها حتى لو كان تحت مسمى الزوّاج! ففي ذلك الوقت كانت تعاني من الأكتئاب وتتناول عقاقير لتخفيفه ولديها جلسات محددة مع دكتورة للأمراض النفسية لذلك مراد استطاع أن يقنعها بحبه ويحتضنها بحب كذب!
ولكن سريعًا ما غدر في ذلك الحب بعد مرور ستة اشهر عادت إلى بابهم معنّفة ترتجف بردًا وخوفًا ممّا حدث لها والطامة الكُبرى ظهرت بعد مرور اسبوعين
اكتشفت أنّ بداخلها طفل من ذلك الخائن، وحاولت عدّة مرات للإقبال على اللإنتحار وحُجِزت في مستشفى الامراض النفسية لمدة لم تقل عن التسعة اشهر وانجبت .....و....

ضرب على فخذيه بتحسّر ، ظلمها .....ولن يستطع أن يعوضها عمّ حدث!
اوصله دانيال لمنزله نزل من السيارة ودانيال لم يستفسر عن الأمر فأمير في حالة يُرثى لها وربما في هذا الوقت يُريد زوجته بجانبه لتخفف عنه لذا اوصله ثم غادر المكان بهدوء ، دون التلفظ بأية كلمة!
دخل أمير إلى المنزل وهو يجر قدميه بصعوبة على الارض كانت نور ووالدتها تجلسان في الحديقة الخارجية ما إن رآتاه حتى نهضتا واقتربتا منه
تحدثت زوجته بابتسامة: جهزنا كل شي......
نور بزعل: كان خاطري نبقى اكثر هنا
أمير كان يحدّق لنور بنظرات انكسار وخجل، كانت عينيه محمرتّين للغاية، يظن أنه كان سببًا رئيسيًا في جعلها تغوص في بحرٍ من الأحزان بلا توقف والإنخراط في طريق الزلل لفترة وجيزة من الزمن!

لأنه وبكل بساطة لم تكن اولى اهتماماته في ذلك الوقت ...بل كان يظن أنه اعطاها الكثير من وقته وبسبب صدها عنه وعدم تقبلها له جعلها تفعل ما تشاء دون مراقبةٍ منه ولكن والدتها لم تتركها يومًا لطيش افعالها ولكن لم تستطع السيطرة عليها !

نور في ذلك الوقت ليست كما هي عليه الآن! كانت عنيدة....متسلطة على نفسها للإنتقام من قرار والدتها في العيش مع أمير! كرهت والدتها لفترة وانتقمت من أمير في جعل والدتها تتشاغب عليها وتحزن عليها في اقتراف ما لا تحبذه والدتها....كـ السهر....والنوم خارج المنزل....وحتى الشرب....لنسيان ما حدث لها من تنمّر....ومن ابتعاد شديد اللؤم عن والدها!......عاشت في هذا البلد مرغمة وقامت بأفعال مخجلة للإنتقام من قرارات والدتها وأمير إلى أن وقعت في ظلال الطريق المظلم!

خرجت من حالتها العاطفية والإكتئاب الحاد قبل حوالي سنة! ودخلت في حالة عاطفية مع توم وخرجت منها دون خسائر هذه المرة! بل هي الرابحة في هذه العلاقة .....لأنها تقبلت ما هي عليه ....وتقبلت العيش مع حُب والدتها لأمير وحبهما لها! اعتادت على العيش على هذه الحياة دون ان تختار لها طريقة للعيش ولكن هذه المرة اختارت أن تعيش على حُب ودفء امير وديانا مهما حدث فهما الوحيدَين اللذين يهتمان لها هم فقط دون غيرهم! لا شيء يستحق حزنها فالجميع ابتعد عنها .....حتى والدها تخلّى عنها ولم تعد تشتاقُه!

ابتسمت في وجه بعد ان أنطق بضعف لم يخفى على زوجته: اوعدك نرجع لهون مرّة تانية

ثم هرب من ملامح وجهها وفي قلبه ألم ،ضعف ، خوف من الكذبة التي اختلقها لها بل الأكاذيب....ما إن ستنكشف يجزم أنها ستعود من جديد في قوقعة مظلمة وهذا ما لا يُريده اختفى عن انظارهما هاربًا إلى الخلاء!
بكى بِلا صوت وبِلا دموع ......يريد الهروب من جديد من هذا البلد حالًا بالًا قبل أن يكون قاتلًا !
سينتقم لها ولكن ليس الآن لا المكان ولا الزمان مناسبَين
فتح صنبور الماء ارشح وجهه واخذ تنفس الصعداء ثم خرج لرؤيتهم
.................................................. .................................

في بعض الحين لا الحُب يكفي ولا الإحتضان يكفي لتهدأت رجفات القلب وتسكين ألم الرُّوح!
بل الإعتياد على الأمر وتقبله هو من يمتص كل هذه الرعشات والآلام ....سواءًا ببطء أو سريعًا كلمح البصر.....
الإعتياد على العيش.....على البُعد....على الغُربة.....على الحُب.....على حتى الخيانة.....يجعلك تعيش بألم طفيف.....وربما مع مرور الوقت يُبهت الأحاسيس في قلبك....وينتزع العواطف من خلايا جسدك لتصبح بلا مشاعر وبِلا مبالاة للأمور التي تجري من حولك!
.................................................. .................................
بعد مرور ثلاثة أسابيع
.
.
.
.
الغُربة، إمأ أن تجعلك رجلًا كالجبل أو ذكرًا بلا معنى في الوجود!
إما ان تصقل شخصيتك وإما ان تهدمها في عواصف ملذّات الدنيا....
.................
وصل إلى اكسفورد قبل اسبوعين رتّب أموره من سكن .....ودراسة.....وتهيئة نفس لتقبل المحيط الذي سيعيش فيه.....
خرج للتسوّق لشراء ملزمات المنزل وعاد إلى الشقة
وضع الأكياس في المطبخ وبدأ يرتب الفواكة وإدخالها في الثلاجة وكذلك أدوات التنظيف وضعها في مكانها الخاص .....
ثم خرج من المطبخ ورمى نفسه على الكنب سحب الكتاب ليبدأ بالمذاكرة ولكن سمع رنين هاتفه
سحبه ما إن رأى اسمها يزيّن الشاشة حتى اردف: هلا والله بأم عبد الله....
كان ابنها في حضنها تهزه برجليه ببطء لينام: هلا فيك زود يا الغالي....بشرني عنك......اخبارك ؟....طمني عليك....
ترك الكتاب من يده واسند ظهره على للوراء: بخير.....لا تحاتيني ....أنتي طمنيني عنك وعن عبادي....؟
تنهدت الجازي: بخير....بس اشتقت لك واتصلت .....
خالد بحنان: جعلني ما انحرم منك يا الحنونة.....
ثم اردف بتساءل: صدق اللي سمعته من نوف....؟
الجازي : وش خربطت عليك نوف بعد
خالد ابتسم : رجعتي شقتك قبل لا تكملين الاربعين....
الجازي بهدوء: أي.......صدق عمي وخالتي فرحانين بوجودي بس احس فشلة اتم أكثر من كذا ....والحمد لله وضعي في التمام.....وكذا اريح لي ولحتى....
بدون نفس: سيف ...
خالد بتفهم: اهم شي راحتك.....وانتبهي على نفسك زين......إلا اخبارنوف من زمان ما كلمتها ؟
الجازي نظرت لزوجها بعد أن دخل عليها فجأة الغرفة: بخير ومطلعة عيون الخدامة ......هجدها عن هالموال لا تذبحها زين جبت طاريها وذكرت....
ضحك خالد: هههههههههههههه ليش؟
الجازي ابتسمت رغما عنها: على قولتها خايفة تلف ابوي حولها ....وصايرة تشغلها بتنظيف البيت اربعة وعشرين ساعة وتراقبها.....وما تنام إلا إذا نامت......ونام بندر بعد....
خالد انهار ضاحكًا: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله مو سهله اختي.......
الجازي نهضت وهي حاملة ابنها مبتعدة عن وجود زوجها: امانة عليك لا تشجعها على هالخبال......والله الخدم يوم يطفشون يسوون بالواحد اللي ما يتخيله اتصل عليها .....وهجد شياطينها....وخلها تشيل هالوساويس اللي معشعشة براسها .....
خالد ما زال يضحك: ههههههههههه ابشري...
الجازي وضعت الهاتف على كتفها لتشده ناحية اذنها ووضعت ابنها في سريره تحت انظار زوجها : يلا ما اطول عليك مع السلامة....
خالد : سلمي لي على سيف...
ثم اغلق الخط والتفتت على زوجها : يسلم عليك خالد....
سيف نظر إليها: الله يسلمك وسلمه....
وهمّت في الخروج ولكن تحدث: على وين؟
الجازي دون ان تنظر له: بروح اتروّش
سيف: جهزتي الشنط؟ ترا بكرا راح نروح ....
الجازي نظرت له: على إني ماني راضية نسكن في بيت عمتي.......لا اخوانك ولا أنا راح نرتاح بس جهزت كل شي....
سيف لينهي النقاش: قلت لك جناحنا منفصل عنهم ......
الجازي تأفأفت ثم دخلت الخلاء
أما هو لم يحبذ إطالة الأمر تنهد ثم رمى نفسه على السرير لينام بعد دوام
طويل.....
.................................................. .................................
الحُب.....ليس وعود تُعقد....وليس كلمات تُقال في منتصف الليل.....الحُب احتضان الرّوح وابعادها عن المفسدات......عن المشوّهات .....وعن الانكسارات المتتالية......احتضانها بشدّة وربطها برباط وميثاق غليظ....
حان موعد المواجهة!
حان موعد إبداء الرّأي
حان موعد التخلّص من رداء الخوف
ابتعدت عن حبها لفترة لم تقل عن اسبوعين لا تجيبه على اتصالاته ولا حتى عن رسائله تُريد أن تفكر بهدوء لتواجه أمر الخطوبة!
تقدمت لناحية الباب طرقته إلى ان اذنت لها والدتها بالدخول
تقدمت وهي خجلة: يمه ابي اقول لك شي
تركت والدتها ترتيب الملابس ونظرت لأبنتها بهدوء : خير يمه تكلمي.....
شيخة فركت بيديها: يمه ادري طولت وأنا افكر بس جيت اليوم اقولك رايي...
والدتها بتوجس: عن خطبة سلطان لك؟
شيخة هزت رأسها (أي)
ازدردت والدتها ريقها واقتربت من والدتها وهي تقول: اجلسي يمه....
هنا خشيت شيخة من الأمر فقالت : يمه انا مو موافقة....بصراحة احس إني مو على استعداد للزواج....
تحدثت والدتها بتردد: يمه تفكرين ابوك مارد على بو سلطان طولة هالفترة؟ هو رد عليه من زمان.....
شيخة وقفت نبضات قلبها، وبحلقت في عين والدتها بذعر: وش رد عليهم؟
نهضت من ناصر وبهدوء: رد عليهم بالموافقة....
شيخة نهضت كالمقروصة : شلووووون ؟....يعني يبي يجبرني؟؟!
ثم قابلت والدتها وجهًا بوجه وعيناها مليئتين بالدموع: يمه......تكفين لا تخلينه يجبرني .....يمه....ادري هو يعز بو سلطان وصديقه من عمر بس لا يبني سعادته من هالنسب على حسابي....
ام ناصر بقلب عطوف مسكت ابنتها من اكتافها: والله قلت له......يمه....بس ابوك يشوف سلطان مناسب لك.....وهو لو شايف غير كذا والله ما وافق عليه.......يمه ...هو
صرخت شيخة ببكاء وانهيار: قولي له شيخه مو موافقة.....والله لو تجبروني عليه لأموت نفسي....
ثم خرجت من الغرفة تركض باكية ووالدتها تبعتها تردد: شيخه.....شيخووه......
اصطدمت في صدر سعود وامسكها من معصم يديها وهو يقول: هي وش فيك عميا؟
لاحظ دموعها وشهقاتها ورأى والدتها التي تردف : يمه شيخه....ابوك يبي مصلحتك....وسلطان ما يعيبه شي...
نفضت يديها من يد سعود صارخة: بس انا مو موااااااااااااااااافقة......مو موااااااااااااافقة
ثم دخلت الغرفة واغلقت الباب بقوة
سعود بتعجب: شسالفة؟
ام ناصر بخوف على ابنتها: رافضة الزواج من سلطان وابوك عطاهم الموافقة....
سعود بصدمة: يعني بيجبرها؟
ام ناصر سكتت
سعود بعدم تصديق: والله ابوي غريب.......ما ينفع كذا .....انا راح اكلمه.....
ام ناصر بتنهد: كلمه ناصر ولا نفع.....سكر على الموضوع....بكرا تتقبل الأمر....
سعود باستنكار: والله ما عرفتي شيخة .....وش تتقبل.......هذا إذا ما رفضته في ليلة الملكة........وابوي غلطان يعطيهم الرد قبل لا يسمعها
ام ناصر: اختك الله يهديها طولت عليه....وظن انها مستحية وموافقة.....ومن زود محبته لهالسلطان عطاهم الموافقة ....
سعود هز رأسه متعجبا من فعل ابيه ثم دخل غرفته!

أما هي بكت خوفًا من أن تجهض حبها ، مسكت هاتفها بيدين مرتعشتين وارسلت له رسالة نصية قصيرة وقلبها يرفرف خوفًا من هذا الأمر!
.................................................. .................................
كان يزورها بين فترة وأخرى ، ولكن لا يجد فيها روح ....لا يجد فيها لون يدله على الحياة....كانت تلبي أوامره ورغباته دون مشاعر.....دون حضور لروحها وحتى لكيانها!....حتى أنّ هذا الأمر بدأ يزعجه ويشعره بقلّة إنسانيته خاصة بعد أن يتقرب منها دون إجابةٍ منها!

يشعر انه قتلها...اجل قتلها ......وهي لم تقاومه.....سمحت له وفي كل مرة يقترب منها تموت وتتلاشى أكثر.....يأتي يراها منكبة على كتبها
ما إن تراه تهرع سريعًا لتنظيف المكان وتلملم بعثرة الكتب والدفاتر
تتحمم....ترتدي اجمل ما لديها في الدولاب....تتعطر تأتي بجانبه
جسد بلا روح!
لا تحدثه .....لا تشاركه ألمها.....لا تعصي أوامره......مستسلمه لقوله وفعله.....تلوم نفسها على هذا الزواج .....تلوم نفسها على التسرّع في امور كهذه وأدركت شيئًا كان واضحًا مُنذ زمن ليس بعيد
عمها قبل أمر الزواج للتخلص من عبء وجودها في محيط مليء بالذكور
فذريته كلها ذكور لم ينجب الإناث!
ولكي يحميها ويحمي ابنت اخيه زوجها .....وافق على زواج السر هذا لحمايتها
ولكن هي وافقة على هذا الزواج التي ركضت خلفه بعد تلك الحادثة التي حدثت لها في منزل عمها
لم تستطع ان تخبر أحدًا عنها ولم تستطع أن تواجه أحدًا لتبرهن ما حدث لها!
هناك ظلم راكدٌ في قلبها وذعر متمكّن من احلامها!
فاستسلمت لكل هذه العواصف....والريّاح الشديدة
سمعت الباب ينغلق عرفت بمجيئة لم تنهض بقيت مستلقية على ظهرها على الكنبة .....اليوم الخميس....لماذا اتى؟
لم تنهض تظاهرت بالنوم لا تريد أن تنهض وتتعامل معه برسميات تثير اشمئزازها
تقدم لناحيتها ووضع الاكياس جانبًا تحدث
بهدوء: مهره.....مهره...
فتحت عيناها ببطء ونظرت إليه كان واقفًا بالقرب من رأسها
صراحةً ملّ من هدوئها خاصةً بعدما أن بعثر كيانها في ذلك اليوم
جثل على ركبتيه أمامها وهي جلست تحدّق في وجه بلا تعبيرات
تحدث: تعبانة؟
هزت رأسها بـ (لا)
وهمّت بالنهوض وهي تردف: بقوم ارتب الاغراض اللي جبت...
امسكها من معصم يديها وجلس بجانبها على الكنبة: لا تتهربين.....مني....ابي اكلمك...
جلست دون أن تنطق كلمة واحدة امسك بذقنها بلطف ولّف وجهها لناحيته
وجهها مليء بالشحوب، ونظرات الحزن تكتسح ملامحها وعنَيها
تحدث: تكلمي وش فيك؟.......مانتي على بعضك.....
مُهره اخذت نفس عميق واشاحت بنظرها عنه وهي تردف: ما فيني شي قصي.....
مسك يدها بلطف تشمئز منه!: شلون ما فيك شي......وانتي لا اكل مثل الناس تاكلين ....ولا حتى تكلمين.....ومنّك راضية تطلعين من هالشقة زورين اهلك او تروحين معهم في رحلة.....وتنفهين عن نفسك....
وبشك اردف: مُهره....اذا فيك شي....او مخبية علي شي خايفة من ردت فعلي......فقولي لي....
مُهر التفت عليه بعد ان القى قنبلته عليها، إذًا هو مهتمًا بها خوفًا من أنها تخفي عليه امرًا ابتسمت بسخرية : لا تخاف ما فيه شي اخبيه عليك ...

قصي مسح على رأسه وبلا صبر وبخوف من شكوكه وظنونه التي تدور في عقله كل ليلة قبل أن ينام: أنتي تاخذين حبوب منع الحمل بانتظام...
مُهره اسندت ظهرها على الكنب وكتفت يديها وببرود نظرت لوجه: أي....
قصي يحاول كتم غيظه: يعني منّك حامل؟
مُهره اقتربت منه وحدقت في عينيه بحده: لا ......ولا ابي عيال
وبنبره جافة: منك ....
استشاط غيظه امسكها من زندها راصًا عليه: انتبهي لألفاظك وافعالك ترا بدآ صبري ينفذ....
مهره نفضت يدها منه قائلة: وانا بعد نفذ صبري منك....
قصي صرخ في وجهها: وش الحل معك يعني؟
مُهره بصرخة مماثلة لصرخته: طلقننننننننننننني


.
.
.
.


انتهى


قراءة ممتعة
واعتذر عن التأخير









JAN 06-12-2020 05:30 PM


البارت السابع

وهل للصبرِ حدود؟ وهل من الممكن تجاوز حدوده المشيّدة بحصون شديدة لا يمكن اصهارها لا بالنيران ولا بغيرها؟!

هل جنّت حتى بِها تتجرّأ وتنطق تلك الكلمة التي تهز البدن من عظم وطئها على القلب؟
ملّت ولم يعد هناك حواجز للسكوت لِم تتلفظ به وتقوله! لن يكون هناك ما هو أسوأ مما تعيشُه وتلفظه الآن......
نهضت مُبتعدة عنه تكرر كلمتها تلك بنبرة صارمة وصوت مرتفع ومستفز لكيانه: طلقني .....طلقني ياخي طلقني.....خلاااااص.....انهي هالأمر السخيف وطلقني

اخرسها حينما نهض سريعًا وشدّها من زندها لتصطدم في صدره اقترب من وجهها الشاحب تحدث ما بين اسنانه بحزم: مو انتي اللي تقررين .....اطلقك ولا ما اطلقك يا هانم!

حاولت التفلّت من يديه ولكن شدّ عليها اكثر حتى ترك اثر أصابع يده على زندها وضعت في هذه اللحظة كفّي يديها على صدره لِـ تدفعه للخلف وهي
تصرخ: يعني في نيّتك تطلق من أوّل يوم خذتني فيه!.... خلاص طلقني....تعبت انا ما عاد فيني طاقة اتحمل..... أنت خذتني لسبب واحد وهذا اللي واضح بالنسبة لي وما توقعت هالشي لأني من الأساس ما كنت فاهمة ايش هالشي بالضبط !.....بس انا ما نيب حيوانه .....متى ما تبيها حصلتها بدون أي رفض وبدون أي مقاومة.......أنت قتلت فيني شي من الداخل وما عاد اقدر استرجعه إلا بهالطلاق!

رماها على الكنب بعد أن القت عليه تلك القنبلة من الكلمات والتي اشعرتهُ بالإشمئزاز ...ما توصلت إليه سببًا لردات افعاله.....وخشونة تصرفاته معها خاصةً بعد حديث اخويه....يشعر بالاصطدام ما بين جدران غرفة ضيّقة لا يستطع الخروج منها! هو قبل ذلك لم يكن قاسي القلب عليها هكذا ولكن كان هادئ معها .....لطيف في تعامله .....لهذا كانت ساكتة .....مطمئنة في هذه الشقة ولكن بعد ذلك تراه وحش كاسر يُريد ان ينقض عليها في أي لحظه من اجل إشباع رغبته .....بينما هو كان يفرّغ غضبه بتلك الطريقة المستفزة لها بالتقرب.....خاصةً بعد مُعاندتها له....فيأخذ من هذا الطريق تأديبًا لها ....ولإسكاتها.......إلى أن بهت لونها...وسرق من فؤادها معاني الحياة!

وهي كونها فتاة ذات عمر صغير ......بريئة لا تعرف هذه الأمور ....وما إن عرفتها حتى كرهتها وادخلتها في صمت المحزونين والمغلوب على امرهم!
تحدث بلغة العصبية التي لا تضمن عواقبها! تحدث بشفافية لعلها تفهمه: وانا ما نيب حيوان.....يوم ابوسك احضنك....غصبن عنك.....ردًا على عنادك لأني عارف انك تكرهين هالشي و....لم اقرب منك اكثر وآخذ حقي .......ما آخذه إلا برضاك.....بس ذاك اليوم اللي سويت كل شي غصب عليك ولكن عمري ما غصبتك على شي...والحين نكرتي كل شي سويته لك من قبل....

أشار لها بصوت مرتفع : ودامك مو قد هالزواج.....لا كان حطيتي اسمك عند الخطابة ام اكرم!!!.......لا كان ركضتي ورا شي أنتي منّك قده ومنّك فاهمته....

لُجمت حينما عرفت الأمر....إذًا تعرّف على عمها بطريقة مهذبة ولكن عن طريق الخطّابة؟ التي لجأت إليها من اجل الخلاص من العذاب....ومن الخوف!
نهضت وحدقّت في عينيه دون ان ترمش خفق قلبها ونزلت دموعها على خديها
تحدثت برجفة يديها: كنت مضطرّة ......كنت بحاجة إني اهرب....وما لقيت إلا هالشي وأنت كملت علي الناقص......قبل ما كنت تعاملني كذا بس لم غبت علي شهر كامل.....ما صرت اعرفك.....حسيت انك اكتفيت مني......وإني حمل ثقيل عليك........

ثم اقتربت منه خطوة واحدة تحت انظاره وتسرّع أنفاسه: أنا عارفة انت خايف أحمل.....وتضطّر تعلن هالزواج......خايف اسوي شي يجبرك تعلنه وتواجه اهلك فيه....
وبنبرة انكسار: بس تطمن غايتي من هالزواج لا جيب عيال.....ولا شي ثاني .....كثر إني ابي احس بالإطمئنان.....ودام هالشي صار مستحيل.....فطلقني لأنه ما عدت احس فيه وانت مو مجبور تتحملني دامني ثقيلة عليك.....ماله داعي تسوي كل هذا عشان تنفّرني منك....

هنا ضحك بسخرية ومسح على رأسه عدّة مرات وهو يتمتم بالاستغفار
اقترب منها خطوة واحدة ونظر لعينيها بحده: وانا ما خذتك عشان بس تشبعين رغباتي مثل ما ظنيتي....

نزلت دموعها بِلا توقف ثم اردفت برجفة جسدها: واللي تسويه فيني هالليام وش تسميه؟.....هذا اكبر دليل .....أنك خذتني بس عشان الفراش.....وعشان نفسك.....
ازدرد ريقه هنا، لا يعرف كيف يُجيبها؟
افعاله في الأوان الأخيرة مستفزة للغاية وغير قادرة على انصافه في هذا الموقف!

تحدث بعدما امسك بأكتافها: عشت في الفترة الأخيرة تحت ضغط يا مُهره.....وانتي تزيديني بعنادك واسلوبك....

مُهره أبعدت يديه وتحدثت بنبرة مهتزّه: وكنت أنا الطريق الأسود اللي تفرّغ فيه غضبك حتى بالضرب!!!
صرخت: ليومك هذا أنا التزمت في شروطك.....لا اطلع....ولا حتى ازور صديقاتي......وطلباتك كلها مجابه.......بس ما ظنيتك انك ما تحس....المفروض بدون ما ابرر....واعاتب....تحس فيني....مو تأخذ مني اللي تبيه حتى لو شي سخيف من ترتيب وغيره......وتتركني معلقة بدون كلمة حلوة.....بدون أفعال.....تمسح من ذاكرتي مساوئك......!!!!

ثم جلست على الكنب واسندت رأسها على كفيها وبدأت تبكي بصوت مسموع، وأخذت تتحدث بانهيار صدمت به قصي
شهقت وهي تردف: لا تفكرني ميته على الزواج وكنت ابي ازوّج بسرعة لدرجة حطيت اسمي عند خطابة بدون علم عمي! لا أنا.......سويت هالشي عشان اهرب من التعذيب الجسدي والنفسي.....

صُعق هنا ولم يستطع التحدث بقي واقفًا بالقرب منها يستمع لِم تقوله بملامح الصدمة والإستغراب، سيعطيها فُرصة للتحدث لفهم أمورها الخاصة!

أكملت وهي تشد بيديها على وجهها باكية: ما كنت املك الجرأة في إني أتكلم.......اني صرت تحت ابتزاز........وتحت ضغط مثلك الحين.......ما كنت املك الجرأة في إني أواجه عمي...

اقترب منها قليلًا ونظرت هنا لزاوية أخرى وهي تكمل: زوجة عمي ما كانت حابة تواجدي في بيتهم بحكم عندها خمس أولاد.....وكانت تبي تتخلص مني بأي طريقة وتضغط علي من كل جانب.....من.....ترتيب البيت ......وتنظيفه ......وفي كل شي.....
سكتت قليلًا ثم اردفت تحت صمت قصي المتفاجئ والذي ينم عن رغبته في سماعها واكمال ما تقوله ليفهم السبب!
واكملت دون ان تنظر إليه: لم عرفت أنه محمد بدا يميل لي....وحبني....
وبتردد اردفت وهي تفرك في يديها: وحبيته...لأنه......لأنه كان حاس انه امه تعذبني....تضغط علي في شغل البيت رغم إني ادرس ونص النهار بالمدرسة ولرجعت يكون في تكملة التنظيف وغيره....فكان يخفف عني.....وصرت اتواصل معاه بالرسايل بحكم ما عندي جوال كنت اكتب له على ورق وكان يكتب لي.....

قصي شد على قبضة يده مهما كان هي زوجته ، فمن الصعب عليه ان يستمع أنها كانت تحب رجل غيره حتى لو قبل أن تراه هو!!

أكملت بضعف: لم عرفت .....بدأت تضربني وتهددني انها بتقول لعمي إني اكلّم واحد غريب ....واطلع معه......انا خفت.....وابتعدت عن محمد لفترة وما صرت ارسل له......وهي ما زالت تراقبني....وتضربني حتى بدون سبب.......وتشغلني في تنظيف البيت....ووصلت فيها......تبي تزوجني لأخوها وعمي رفض......

ثم سكتت عضت على شفتيها واغمضت عينيها: وبغياب عمي حبستني بغرفتي يوم كامل لأنه عمي وقتها سافر عشان شغله......محمد ما قدر على امه وما صار يدافع عني لا بقول ولا بفعل لأنه لسوى هالشي هي تضربني اكثر واكثر........تضربني في مكان ما يبيّن عشان عمي ما يحس..... يعني تحاول قد ما تقدر تخلي وجهي سليم....وقد حرقتني على بطني....لأني حرقت فستانها وانا اكويه.....

نزلت دموع ثقيلة من عينها وهو يستمع بإنصات وتركيز: في هاليوم اللي حسيته سنة علي سوت فيني كل شي يرضي اللي بداخلها من مرض!.....ضربتني لدرجة ما عدت احس بالضرب .......كانت تفكر انا اللي خليت محمد يتقرب مني....لدرجة خليته يدافع عني ويرفع صوته عليها....على قولتها هي مربيته عدل....واللي يسويه بسبتي

ثم التفتت عليه لتنظر لجمود نظراته واحمرار عينيه اردفت: ربي يشهد انه رجال....وعمره ما رفع عينه علي....كل اللي بينه رسايل ورقية ووضحت لها هالشي وما صدقت......وابتزتني يا اواجه عمي وأقول انا موافقة على اخوها ولا راح تصورني وانا بهالحالة ......وكان جسمي وقتها رايح فيها من ضربها وترسل الصور وتقول لعمي

لم تستطع أن تكمل فاهتز جسدها بخوف من هذه الذكرة واكملت: كنت ضعيفة خايفة ادافع عن نفسي وتطردني...ويتخلّى عني عمي..... ووافقت...

وبكت اكثر: بس عمي اصر على الرفض.....وتميت على هالحال اتعاقب على شي ما اعرفها ....إلى ان صديقتي ساعدتني وقلت لها تحط اسمي عند خطابة......والباقي انت تعرفه....

كان ينظر إليها بحيره، هو مخطأ لم يستمع لها يومًا دومًا ما يحكم عليها بالقصاص.....من اجل ان ينتقم من نفسه ومن تسرعه في قرار الزواج خشيةً من أن يزوجوه مما لا يُريدها!

ولكن حقيقةً هو الآن تزوّج بناءً على شروط هو في قرارة نفسه غير مقتنع فيها !
تزوّج من فتاة فقط لتشيل همه .....لتخفف عنه ارهاق الحياة.....
هو اناني وهي بريئة من كل أفكاره!
لا يستطيع الآن ان يوبخها على حُبٍ ربما لم يمضي
لأنه لم يعطيها الفرصة الكافية لتحبه وتنسى حبها السابق!
ولا يستطيع ان يضربها.....لأنه علم الآن مما تلك الآثار التي على جسدها ولكن سكت ولم يسألها!
اثار لحرق كما قالت وجروح بهت لونها ولكن بقيت ملتصقة لم تختفِ للأبد
كل هذا تحت انظاره ولكن لم يهتم .....ولم يشدّه الفضول ليسألها عنه
لأنه وبكل بساطة يريد منها أن تهتم في تفاصيله هو فقط دون ان يهتم في تفاصيلها

نهضت وقطعت عليه سرحانه بقول: ريّح نفسك من هالضغط وطلقني....

كانت ستتحرك بضعف لناحية الغرفة وهي تجر قدميها بثقل على الارض
لم تخطط يومًا في اخباره عن حقيقة رغبتها في الزواج...لم تخطط يومًا في ان تفتح قلبها وتحدثه بلا حواجز....لم تخطط أبدًا لهذا اليوم
ولكن كل شيء اصبح خارج عن سيطرتها....
بكت بلا صوت ....وبندم على قرار الزواج بالسر هذا
ولكن قصي لم يترك لها مجال للهروب والتبعثر اكثر
والضياع في هفوات العنف والأنانية بعمق معناهما!
نهض ولفها إليه اغمضت عيناها خشيةً من العقوبة ولكن صدمها حينما بادرها باحتضان شديد لم تعرف معناه حقيقةً
بقيت كالخشبة المتصلبة ما بين يديه
صحت من افكارها حينما همس: زواجي منك مو عشان اللي ببالك.....زواجي منك انانية مني من الانتقام لأهلي ومن نفسي!.....مُهره....أنا....أنا....
لم يستطع ان يردف (انا آسف) ثقيلة تلك الكلمة عليه لذا شدها لناحية صدره اكثر ومسح على شعرها مما جعلها تبادره بهذا الاحتضان وتبكي بصوت مسموع وشهقات متتالية وعالية
اخذ يطبطب على ظهرها وهي استسلمت لرغبة البكاء والانهيار ما بين يديه
فهمت اشارته، وفهمت أسفه
وغاصت ما بين احضانه لتتخلص من عبء ما بداخلها من احزان مخفية
طيلة هذه الفترة!
.................................................. .................................

تشعر بالكسل ، وعدم الرغبة في الذهاب إلى الجامعة بالأمس سهرت على فلمٍ من النّوع الذي تحبه إلا وهو الرعب والإثارة والتشويق ولم تستطع بعدها النوم إلا بعد شروق الشمس
ضحكت على نفسها حينما تذكرت كيف من شدّت خوفها بالأمس تسللت بسرعة للخلاء لقضاء حاجتها سريعًا ثم عادت للسرير بِخُطى متسارعة!
شتمت بداخلها إيلاف لأنها هي من شجعتها على مشاهدة هذا الفلم وحثتها عليه!
نهضت من على السرير وتوجهت للخلاء تُريد أن تستحم سريعًا لأنها
ستذهب لإزالة الوشوم التي رُسِمت على جسدها كما وعدت والدتها هي ماطلت في الأمر خشيةً من الألم الذي ستشعر به
ولكن اليوم ستنهيه وستواجه! وإن شعرت بأنها في حالة جيّدة ستذهب للجامعة

حقيقةً اعتادت على رؤية إيلاف واليوم اثنتهما لديهما (بريك ) طويل ومن الممتع قضاؤه مع بعضهما البعض
خاصةً مع جنون إيلاف
رمت ملابسها في سلة الملابس الخاصة للغسيل
وهدرت الماء على جسدها لعلها تستعيد نشاطها ووعيها بسبب هذا النوم الثقيل!
.................................................. ......
بينما في غرفة ديانا وأمير
كان يرتدي ملابسه ويرتب هندامه امام المرآة وزوجته كانت تجفف شعرها بعجل لأنها تأخرت كثيرًا على عملها....
وما إن انتهت من تجفيفه حتى بها التفتت على زوجها بطريقة سريعة
جعلتها لا ترى شيء سوى السواد ، وفي لحظة كادت ان تسقط ولكن اتكأت على الجدار وانتبه أمير
لحركتها تلك فهرع سريعًا لناحيتها
متحدثًا: ديانا.......شوفي؟
ديانا فتحت عينيها شعرت بصداع فتّاك فجأة فقالت: ما فيني شي لا تاكولهم...
أمير بشك من الأمر وخشيةً من ظنونه تحدث: احلفي إلّي انّك بتاخزي دواكي بشكل منتظم؟
ديانا نظرت إليه بهدوء: كل يوم باخزوه......بس هيدي الفترة حاسة بثقل في راسي اكتر من ئبل.....
امير بخوف ورعب: خلينا نروح عالدكتورة ونخبرها ......بهيدا الشي...
ديانا بصوت خافت: لالا أصلا عندي موعد بعد يومين
امير لينهي النقاش: راح روح معكي...
ديانا سحبت جاكيتها وهي تأخذ نفس عميق: تمام
أمير اقترب منها وامسك يديها وقبلهما ونظر لعينها بحب: ربي لا يحرمني منك ......ديانا اهتمي لصحتك انا ملاحز(ملاحظ)....في الفترة الأخيرة مو على بعضك......وصايرة ما تتحملي تاكلي أي شي....
ديانا ابتسمت له وطبطبت على كف يده: ما تاكول هم......حبيبي....انا بخير....وإن شاء الله ما راح يصير أي شي تاني إلّي....

أمير احتضنها وقبّل جبينها ثم ابتعد قائلًا بعجل: اليوم راح روح للمستشفى...
ديانا وهي ترتدي حذائها:شوفي؟....ليش حتى تروح؟!....انتّا مريض شي؟
أمير بتردد مسح على شعره: اليوم راح يعملوا عملية لسندرا...
ديانا بحذر نهضت وتأكدت من إغلاق الباب ثم اقتربت من زوجها وهمست له: ليه؟
أمير: مشان تصحيح النظر.....بتعرفي من ولدت وهي ما بشوف بوضوح......بسبب
قاطعته باهتمام وخوف: بعرف....بس ياللي بعرفوه الطبيب ئال بهالسن ما ينصحنا نعملها إلها....
أمير بتردد: مضطرين نعملها لأنه ومع الأسف نسبة العمى صارت سبعين بالمية.....والطبيب لم شاف حالتها بتسيء وكل يوم من أسوأ للأسوأ قال نعملها وإن شاء الله خير....
ديانا هزت رأسها برضى ثم سحبت حقيبتها واردفت: طمني عليها...عن اذنك...
ثم خرجت ....
بينما أمير قبل أن يخرج اجرى اتصالًا سريعًا برغم مجهول الهوية!
يعلم لو اتصل بهاتفه ورقمه المعروف لن يُجيبه ولكن الآن من الممكن أن يجيبه ويستطيع ان يُرهب قلبه ايضًا ويأخذ بثأر ابنته!

.........
حقيقةً كان نائم ، وبجانبه تلك الفتاة الشقراء والتي دفع لها الكثير من اجل هذه الليلة المقرفة والتي تجلب الهم والغم وتنزل على المرأ المصائب والبلاء!
تنهد بضيق ......وانقلب إلى الجهة المخالفة لهذا الرنين ولكن الرنين مستمر
تأفأف وتلك الأخرى جلست متذمرة ثم ذهبت للخلاء
فنهض هنا وأجاب: ألو....
تحدث وهو ينظر لنفسه من خلال المرآة بنبرة حقد: اسمعني جورج...واصحى تسكر بوجهي!
خلايا جسده جميعها استيقظت من نومه كيف عرف رقمه الجديد؟
ألم ينتهي الامر بعد؟ ام أنه يراقبه هو وأخيه
كان سيغلق الهاتف ولكن أمير سبقه : اسمعني منيح.......خبّر الكلب مراد يرجع على بريطانيا حتى يبلش في إجراءات الطلاق.......ومنها يئوم(يقوم) بتعديل النسب لبنتوه وإلا راح استخدم الثغرات اللي عندي ضدك وبخليك تخلل في سجون أكسفورد......فكّر منيح.....بدي هالشي يخلص في هيدا الأسبوع....وإذا تأخر هنا راح بلش ارجعك لمكانك ......وادفنك في قاع مظلم.....فهمت؟
جورج ازدرد ريقه ما هي الثغرات؟......يعلم امير ليس بالرجل السهل في التعامل معه ومن خشيته اردف: فهمت
اغلق امير الخط في وجه ثم خرج من الغرفة
بينما جورج سكت يُريد ان يستوعب ما أخبرهُ به أمير، ثم نهض سريعًا من على السرير سحب القميص المرمي على الأريكة الجانبية وارتداها سريعًا وسحب هاتفه واتصل على أخيه
لينهي الأمر من جذوره!

................

عندما خرج من الغرفة واجه نور وهي تخرج من غرفتها ايضًا
ابتسمت له قائلة: صباح الخيرات....
أمير اقترب منها وقبلها على خدها الأيمن : صباح السكر....
قبلته على خده وهي مبتسمة: وين ماما؟
أمير بعجل : راحت على شغله وأنا كمان راح اروح اتأخرت...
ثم خرج وهي خرجت من بعده
..........
خائفة من ألم إزالة الوشوم، مضطربة قليلًا وحرجة من أن تطلب من احد كإيلاف أو والدتها للذهاب معها!
بينما إيلاف من المستحيل ان تذهب معها في أماكن كتلك....وهي ايضًا لن تسمح لها بالدخول إلى تلك الأماكن المشبوهة ولو بنسبة ضئيلة !
هي من رمت نفسها في هذا البحر الأسود وهي من ستخرج نفسها منه دون مساعدة أحد
هي تجرّعت الكثير من الآلام ولا تظن انه سيكون أسوأ آلامها ......اخذت نفسًا عميقًا وسلكت الطريق ماشية للشارع الرئيسي لتوقف لها سيارة اجرة للذهاب إلى ذلك المكان
الذي حمل بين طياته الكثير من الذكريات التي تكرها
وشم لإخفاء جُرح بهت لونه ، وحُب لم يستقيم في طريقه!
اخذت تفكر طيلة الطريق، واخذت الذكريات تتوارى عليها من جديد
لماذا لم تستطع النجاح في قصة حُب واحدة؟
لماذا لم تستطع التكيّف سريعًا في محيط شديد الانفتاح!
لماذا تشتاق لأرض لفظتها رغمًا عنها
ولماذا تشتاق لأبوّة من لا يستحقها....
تنهدت بضيق.....
واغمضت عينيها ، لا شي قادر على مواساة ما تشعر به من الداخل
هي تصالحت مع نفسها ومع المحيط الذي يحيطها ولكن هناك لحظات ضعف
واشتياق وانهيار لابد أن تأتي بين فترةٍ وأخرى!
وربما حان موعدها الآن.....
تذكرت كيف عاشت ثمان سنوات مليئة بمحبة والدها لها و بصراخه على والدتها!
لا تدري كيف انقلبت حياتهم رأسها على عقب
لا تذكر زوجة ابيها في صورة سيئة!
كانت دومًا الطرف الملائكي لها ما إن تشن الحرب بين والديها أتت وسحبتها عن منظر الصراخ والكفوف التي تتلقاها والدتها من والدها يوسف!
كانت تتذكر اخيها والذي يكبرها بأربع او خمس سنوات كان يدافع عنها أمام الصّغار يحبها كثيرًا تذكر أنّ لديها أخ آخر ولكن لا تتذكر ملامح وجه كثيرًا
ولكن الأكبر تتذكره وتتذكر بطولاته معها.....هو الوحيد بين عائلة الناصي
الذي يدللها بعد والده!
تنهدت قائلة: آه يا ناصر اشتقت وربي اشتقت!
ثم تسللت من عينيها دموع كثيفة مسحتهم من على وجنتيها سريعًا
الطريق طويل، والذكريات كُثِر
والألم يزداد، والحنين يتفجر من شرايين الاشتياق العنيفة!
لن تنكر أنّ والدتها فضّلت نفسها عليها ولكن يُكيفها أنها لم تتخلّى عنها كما تخلّى عنها اباها يوسف
نظرت للشارع التي حفظت تفاصيله .......ويذُكّرها بأول خطواتها الجريئة
تذكرت اوّل خطةٍ للهروب قبل حوالي خمس سنوات....أتت هنا تمامًا
تبكي، يائسة من حياتها وكآبتها المستمرة
لا شيء اصبح يُسليها ، أصبحت تكره ما تحبه وتكره وجودها في هذا البلد الذي ايقنت لم يعتاد على وجودها كما هي لم تعتاد عليه!!!!!
تُريد الهروب من الواقع وفعلًا
أوّل محاولةٍ منها كانت بأول رشفةٍ مما حرّم الله عليها في هذا المكان القذر
في (الملهى الليلي) حينها عادت في الفجر واستقبلتها والدتها بالسب والشتم والضرب والرفس
وكان أمير يحاول تهدأت الوضع إلا ان حالتها تسوء من ضرب والدتها
ومن تعكر معدتها بسبب عدم قدرتها على تحمل ذلك السم التي شربته
لم تتوقف ديانا عن ضربها إلا بعد ان أخرجت ما في جوفها بصعوبة
وحبستها في غرفتها لمدة يوم كامل ومنعتها من الذهاب للمدرسة!

ابتسمت بسخرية على حالها الرديء في ذلك السن ......عنادها كان سببًا في تردي حالتها النفسية والجسدية!
إلى أن دخلت في حالة عاطفية ابتدأت بحب وتوسطت بوعود وانتهت بزواج وانجاب لعين!
وصلت اخيرًا للمكان المنشود، ترجلت من السيارة بعد ان دفعت قيمة التوصيل ....
دخلت إلى المحل الصغيرة ما إن رآها صاحبه حتى ابتسم ونهض ليصافحها قائلا (مترجم): اوه....نور.....كيف حالك.....لقد مرّ زمن طويل على رؤيتك.....
ابتسمت مجاملةً له تُريد الخروج من هذا المكان سريعًا قبل أن تتدفق عليها الذكريات بِلا توقف وتنهار باكية (مترجم): بخير........لم استطع المجيء بسبب الدراسة ......وأمور أخرى....
تحدث الرجل ذو العضلات المفتولة والقامة الطويلة وجمال الوجه وقبيح الجسم بسبب ما تُرك عليه من رسمات خيالية بوشوم مقززة بمجرد النظر إليها
اشار لها بأن تتفضل بالجلوس واطرق: هل أتيتِ من أجل عمل وشم آخر على جسدك الجميل....
اشمأزت من اطراؤه ولي أوّل مرة ارتبكت من نظراته ، ولكن تشجعت في قول (مترجم): لا....بل أتيت من اجل إزالتها.....
حرك رأسه بتفهم(مترجم): اوه.......إذًا لن يأخذ الأمر وقتًا طويلًا هيّا انهضي للغرفة الجانبية...
وقفت وبتردد(مترجم): .....هل هنا ليز.....اريدها ....هي من تقوم....بإزالتها.....
بتعجب اردف(مترجم): ولِم؟

حكت رأسها هنا وبتخبط لا تعرف كيف تفسر له الأمر اردفت (مترجم): اظن أنها سريعة ويدها لطيفة.......لا تؤلم لدرجة البكاء

ضحك هنا بخبث ثم اردف(مترجم): لا تقلقي نور.......لن يؤلمك ولن ابكيكِ ......صدقيني.....هل نسَيتي عندما وضعت لكِ اوّل وشم لم تصدري حتى أي صوت ....وكنت وقتها سريعًا ....هيا ادخلي هيّا لا تضيّعي الوقت...

استسلمت هنا ودخلت ثم ازاحت الجاكيت من على جسدها ووضعته جانبًا ، اضطربت أنفاسها عندما رأته يجهز أدوات بسيطة اعتادت عليها في ذلك الوقت ولكن الآن تشعر بالاضطراب بسبب نهوض الذكريات من ذاكرتها!
سحب الكرسي وجلس عليه واقترب منها
ازاحت جزء بسيط من ملابسه من ناحية كتفها تريد منه ان يزيله اولًا ، اغمضت عينيها
وعندما شعر بتوترها اردف(مترجم): لن يُطيل الأمر عزيزتي .....ثقي بي...
وبدأ يمرر الجهاز الخاص لهذا الأمر بعد أن عقّم المكان الموشوم ، شعرت بالحرقة وانكمشت قليلًا للجانب الآخر ثم حاولت السيطرة على الألم بعض شفتيها....
وهنا تذكرت ذلك اليوم الذي أتت فيه من اجل رسمه لم تشعر بالألم كما تشعر به الآن لا تدري لماذا
ولكن ربما في ذلك الوقت كان وجعها النفسي مسيطرًا على جميع آلامها الفرعية!
حاولت الصمّود وعدم البكاء، حاولت مع إزالته إزالة بعضًا من ذنوبها التي لا تُغتفر من قبل البشر!
مرت الخمس دقائق ، وقلبها يرجف .......هل كانت تجرأ على فعل كل هذه الأمور لو كانت في أحضان والدها يوسف؟
بالتأكيد لا.......ومن المستحيل تكون على هذه الشخصية السوداوية !
ربما ستكون كالورد الأبيض الذي لا يُدنسه الغبار ولا أيدي البشر التي تُمسك به !
تنهدت وبعض دقيقتين انتهى ووضع على مكانه معقمًا
وقام بتغطيته بشاش ابيض منعًا من جرثمته!
ثم تحدث (مترجم): هل رأيتِ حدث الأمر سريعًا
ودون ان تجيبه استلقت على ظهرها واظهرت له الجزء الموشوم على بطنها ....
وبدأ بالتعقيم ثم مرر الجهاز.....رنّ هاتفها
تحدث (مترجم): هل تريدين الإجابة على المتصل؟
هزت رأسها بِلا وعينيها محمرتين للغاية
تريد ان تتخلص من الأمر سريعًا وتخرج فقط ، هذا ما تريده الآن ....الخروج والابتعاد عن هذا المكان الذي اشعرها بالضيق والشؤم!
.................................................. ...............

قرأ رسالتها عدّت مرات ، فقد عقله لوهلة ٍ من الزمن كيف؟ ومتى حدث الأمر هذا أيعقل هذا سبب ابتعادها عنه طيلة هذه الفترة
اتصل عليها عدّة مرات ولم تُجيبه فجنّ جنونه اكثر وتسارعت أنفاسه بخوف
أيعقل أنه سيُبعد بالإكراه عنها؟ أيعقل هذا الحُب يصبح من صفحات حياته الباهتة التي لم تكتمل؟
أعاد الاتصال عليها من جديد يُريد أن يستفسر عن هذا الأمر
بينما هي كانت في حالة يُرثى لها
تبكي بجنون ، وتشتم سلطان من أعماق قلبها ...تسمع رنين هاتفها ويزداد النحيب....
لا مخرج لها من قرار والدها....اعدمها واعدم احلامها البسيطة!
هي لا تريد سوى العيش مع من تحبه ووثقت به....
لا تريد شيئًا آخر من هذه الحياة
نهضت واقتربت من المرآة نظرت لوجهها المحمر وارتفع الرنين من جديد
ماذا فعلت؟
هل كان عليها أن تخبره بالأمر من بدايته؟ هل كان عليها أن تشركه في قلقها في تلك الليالي الماضية؟
ركضت للهاتف.....اجابته بشهقة: بندر....
بندر بوجه محمر وحاجبين منعقدين: عيون بندر.....
شيخة ببكاء وتتحدث ما بين شهقة وأخرى: ما ابيه........تكفى........كلمهم ما ابيه.....
بندر مسح على رأسه بعجز تنهد بضيق: من متى متقدم لك؟
لم تُجيبه بل بكت اكثر حتى قال: من فترة طويلة صح؟
اردفت بضعف: أي......لم جيت بقول لهم ما نيب موافقة قالت لي امي ابوي عطاهم الرد بالموافقة ....بندر
وشهقت: ابوي بيجبرني عليه....تكفى بندر سو شي .....تكفى بندر انا ما اقدر أعيش من دونك.....بندر...تكفى....
لم يسمع منها هذه النبرة المنكسرة قط أيعقل ما اخبرته به في تلك الرسالة حقيقة وواقع؟ ام انه في خيالات الحُلم.....
أيعقل أنه سيخسرها
تحدث بهدوء: اهدي......شيخه اهدي لا تبكين.....بكلم ابوي....اليوم.....
شيخة ازدردت ريقها وبشؤم: واذا ما وافق...
بندر بضيق: لا تضيقينها علي يا شيخة.......انتي غلطانه لم خبيتي علي هالأمر ......وهربتي مني فترة .....وانا ما نيب مستعد تهربين مني عمر يا شيخه انتي لي أنتي لي وبس....
شيخة بنبرة باكية: بندر...
بندر اغمض عينيه بضعف : شيخه.....تكفين لا ضعفين عشان ما اضعف معك
شيخة ببكاء مستمر: ابي اشوفك....
بندر بثبات واتزان : ما ابي اخون عمي وناصر وسعود......يا شيخة.....بشوفك بس مو الحين
وبهدوء: بشوفك بالحلال......وبنظرة الحلال......وبفستانك الأبيض
بكت اكثر ولم تستطع الرد عليه
إلى ان قال: بكلم ابوي.....امسحي دموعك وان شاء الله خير.....انتبهي على نفسك....
ثم اغلق الخط ، وجلس على طرف سريره، ماذا يفعل؟ يعلم جيّدًا أن ابيه لن يوافق على امر الزواج ابدًا!
ماذا يفعل؟ حقًّا تاه في أمره وضاع في قراره!
رمى هاتفه على السرير شاتمًا المدعو سلطان....
اخذ يفكر لمدت خمس دقائق .....ثم خرج سريعًا من الغرفة
عاد والده من الشريكة من وقتٍ مبكر
رأى اخته جالسة على الكنب وفي يدها كوب شاي سألها: نوف.....وين ابوي؟
تحدث وهي تنظر للتلفاز لمشاهدة المسلسل المفضل لديها: في مكتبه....
بندر مشى بخطى متسارعة لناحية المكتب
ولاحظت نوف اضطرابه في حركاته وافعاله فاردفت: الحمد لله والشكر وش فيه ذا
بينما هو اضطرب اكثر وخفق قلبه اكثر فاكثر بعدما أن
اصبح أمام الباب ارتجفت يديه من ان تطرق الباب .....كيف سيواجه أبيه؟
فمن الصعب جدًّا إقناع أبيه في مثل هذه الأمور....لا يريد أن يماطل في الأمر كما ماطلت وتساهلت هي فيه !
اخيرًا اطرق الباب ودخل بعد ما اذن له ابيه
ترك أبا خالد الأوراق من يده : خير......شفيك بندر.....وجهك ما يطمن بالخير....
بندر بتردد: يبه ابي اكلمك في موضوع.......
تحدث أبا خالد بأهمية: خير صاير شي؟.....اخوك فيه شي؟
بندر : لالا.......موضوع خاص فيني...
أبا خالد اسند ظهره على الكرسي : اجلس وقول لي وش فيك؟
بندر جلس ونظر للفراغ سرح قليلًا لا يعرف كيف يبتدأ في هذا الأمر
فقال ابيه: جاي عشان تسكت وطالع في الأثاث؟
بندر بتردد نظر لأبيه: لا.....يبه........طلبتك لا تردني....
بو خالد وبدأ صبره ينفذ: تكلم وش فيك بلا مقدمات....
بندر اشاح بنظره عن ابيه وتحدث: ابي ازوج.......
سكتت ابيه لفترة لم تتعدّى الخمس ثواني ثم ضحك : ههههههههههههههههههه.......تكلمني جد انت؟
بندر نظر لأبيه : يبه تكفى ابي شيخة بنت عمي.....اخطبها لي....لين اتخرج و...
قاطعه وهو يرتدي نظارته بلا اهتمام: بنت عمك أصلا انخطبت من ابوها لسلطان......وما يجوز تخطب على خطبته
جمد الدم ف عروقه ، ولم يعد قادرًا على تهدأت اعصابه نهض وهي يردف بصوت منفعل بعكس هدوء ابيه: بس انا ابيها.....وانا ولد عمها واولى من الغريب.....يبه تكفى كلّم عمي .....
رمى والده نظارته على الطاولة ونهض غضبانًا من ابنه: ما تسمع انت اقولك انخطبت وقريب ملكتها......وانت تبي ...
قاطعه بندر بصوت اشبه للصراخ: شيخة لي انا........شيخه لي انا يبه تكفى.........كلّم عمي وشوف وش يرد عليك.....تكفى يبه.....انا قلبي مو لي يبه.....مو لي.....
سكت والده ونظر إلى ابنه المنهار عاطفيًا وهذا ما اتضح له، اقترب من ابنه وحاول ان يكون هادئًا امام انهيار ابنه
امسك ابنه من اكتافه : الله يجبر كسر قلبك يا وليدي........بس عمك رد على الجماعة .....والخطبة الرسمية قريبة ......بندر...ما ظنتي عمك بيخلف وعده للرجال......وانا ما ابي اتفشل قدام الجماعة واخطب على خطبت ولدهم ما يجوز وانا ابوك.......اهتم الحين بدراستك....ولك مني بعد التخرج اخطب لك...
قاطعه بندر بانهيار كلي واعصاب تعِب: يبه.........انا غير شيخه ما اتزوج.......غير شيخه ما تزوج....
ثم خرج من مكتب والدها راكضًا
من انظاره والده وبروده
تنهد أبا خالد حائرًا: لو متكلم لي قبل لا يخطب سلطان يا بندر.....الله يعينك.....!
ثم عاد يزاول عمله....
بينما بندر خرج من المنزل ، لم يعُد يتسع لهُ للبقاء ويشعره بالإختناق حتى الموت !
ما الذي يجب عليه كي يوقف هذا الزواج الإجباري؟!
هل يتصل على أخيه خالد من اجل إقناع والده!؟
أم ماذا يفعل؟ هل يهرب معها ليجبران الجميع في تقبل زواجهما
مستحيل!
قاد سيارته بسرعه جنونيه يُريد الإختفاء من الكون كله، الفتاة التي احبها ستجبر على الزواج من رجل غيره
هُزلت!
هو وعدها لا يريد منها ان تفكر به كطريقة لا تمثله ولا تُلائمه!
ربما ستقول عليه ،جبان لأنه لم يُبادر في التقدم إليه!
أو ستقول كان يتسلى معي من أجل ضياع الوقت!
ولكن الحقيقة هو أحبها بصدق.....أحبها من أعماق قلبه
والآن هو يتألم على ما حدث!
عليه أن يفكر بطريقة تُنهي امر هذا الإجبار الكريه وتُرضي الجميع
ولكن كيف؟ لا يدري!
.................................................. ...........................
كانت تُلاعبه وتداعبه بخفة بديها من اجل أن تجعله يبتسم ، هذا الطفل غيّر لها موازين افكارها وجعل من شخصيتها شخصية أخرى فولاذية
كانت تنظف ما تحته وما إن انتهت البسته ملابس نظيفة أخرى
خرج زوجها من الخلاء تحدث: بطلع مشوار صغير وبرجع بعد ساعة أوديك بيت اهلك تمام...
تحدثت دون ان تنظر إليه وهي تبتسم لأبنها: طيب....
هذا التجاهل يُمغص لهُ بطنه ويُضيّق عليه آفاقًا للابتداء صفحات جديدة من الحياة
ولكن هو من جعلها على هذه الشكليّة التي لا تعجبه
سيصمت لوهلة من الزمن ولكن لن يسكت طوال حياته!
خرج من الجناح الخاص بهما ونزل لرؤية والدته
انفتح باب المصعد وتقدم لناحية الصالة التي تتوسط المنزل
رأى والديه واخويه يرتشفون الشاي
ابتسمت له والدته: حي الله هالطلّة
اقترب وقبّل رأسها ويديها وفعل ذلك الشي لوالده
تحدث جسّار بتعجب: متى جيب وانتقلت؟
سيف اخبر زوجته أنهم سينتقلون مبكرًا وغيّر وقت الانتقال عنادًا لها واخبرها ان تأخذ ما يلزمها كشي أساسي ومن ثم سيكمل نقل حاجاتهم الأخرى لذا اتى هنا بالأمس في تمام الساعة الثانية عشر من منتصف اليل
سيف بابتسامة: جينا بالليل حبينا نفاجأكم!
عزام ارتشف القليل من الشاي: وانا أقول من هالبزر اللي يصيح بالليل
سيف ضحك : ههههههههههههه لا تبالغ البيت فيه عوازل
بو سيف باهتمام: اجل وين ام عبد لله...
سيف حكّ طرف انفه بتوتر خشيةً من أن تظهر علاقته السيئة امامهم: تنوّم عبد لله
انفتح الباب الرئيسي على حين غفلة من سوالفهم
تقدم لهم قصي بوجه خالٍ من التعبيرات
: السلام عليكم
رد الجميع عليه السلام
ورمى نفسه في وسط الكنبة ليكون عن يمينه عزام وعن يساره جسّار
انتبه لسيف فابتسم: ليش ما جبت معك عبادي.....؟
سيف ارتشف من الشاي: بشوفه كل يوم ....حنا انتقلنا هنا....
قصي بهدوء: زين ما تسوي...
بو سيف قاطع الجميع عن الحديث بقول: دامكم اجتمعتوا.......اجل سمعوا...
ام سيف تعلم بما سيخبرهم زوجها عنه!
لذا اضطربت قليلًا
واخذت نفسًا عميقًا لتستجمع به طاقتها!
سيف باحترام: خير يبه....
بو سيف بفرح: الليلة ملكة بنت عمكم غزل على ولكم عمكم زيد....وابيكم بعد المغرب تكونون هنا عشان نروح جميع....
جسار وعزام وقصي التفتوا جميعهم لناحية سيف
ليروا وجهه المصدوم واهتزاز يديه الواضح حتى سقط كوب الشاي من يده وانكسر
ونهضت والدته شاهقة: هأأأأأأأأأأأ انكسر الشر ......انكسر الشر....
بو سيف بخوف: ماحرقك؟
سيف لم يعد يرى النور، أُظلمت الدنيا في عيناه من جديد
كيف حُب الطفولة؟
هل انتهت القصة التي لم تبتدأ من الأساس
نهض كالمقروض: لا ما فيني شي عن اذنكم
فنهض هنا عزام تابعًا أخيه في مشيه
خرجا إلى الوجهة الرئيسية من المنزل كان سيخرج سيف ولكن سحبه أخيه من يده : سيف....لا تسوق وانت بهالحال....
سيف بعصبية عُظمى: وخّر يدك عني ......وخر....

ولكن عزام سحبه رغمًا عنه وادخله إلى مجلس الرجال واقفل عليهما الباب
سيف بانهيار : عزام وخر عن الباب وفتحه لا تخليني اقل ادبي عليك وامد يدي....
عزام بعصبية أخرى ومن نوع لا يعرف!: تضربني على شان شنو بالضبط هاااا؟
سيف مسح على رأسه وابتعد عن أخيه لكي لا يتهور تمتم بالاستغفار مرتين
ثم جلس على طرف الكنب وشبّك يديه
وبدأ يهز رجليه بتوتر
عزام بصوت مرتفع: اللي يشوفك ما يقول أنه تزوج وصار أبو....ونســ...

قاطعه هنا بصراخ ونهض سريعًا كالعاصفة التي تهدم كل شيء من حولها: عمري ما نسيتها
عزام اقترب منه وضربه بخفه على صدره : تبيني اقولك وفي ولا خاين لهالمسكينة اللي فوق؟

سيف لا يُريد ان يواجه أخيه بالحقائق المُرّه لف عن أخيه ولكن عزام شدّ على اكتافه ليجبره على ان يلتف ويرى وجه

تحدث عزام: كل اللي بينكم يعني تأدية واجب؟
سيف ابعد أخيه شاتمًا إيّاه على جرأته الوقحة ثم قال: كل مشاعري.....لغزل.....عجزت احب الجازي....عجزت...يا عزام....والسبب منو؟....السبب امي اللي ضيّعتني....هذا البنت .....تعالجت وتشافت وبتزوّج.....كنت راح اصبر عليها كل هالمدة بس امي تحب العجله....

عزام بجدية: لا زم تتقبل الواقع......وكلنا نعرف اللي صابها شي ما هوب سهل.....وحالتها كانت من أسوأ إلى الأسوأ امي ما كنت تبي تعلقك في فراغ مظلم....
سيف ضحك بسخرية: والحين هي شسوت فيني.؟...هاااا.......وفوق هذا اظلمت بنت خالي معي..
.
عزام تنهد بضيق ثم اردف: يعني انهيارك بهالشكل......وصوتك اللي يردح.....بغيّر شي؟.....فهمني بغيّر شي؟.....انت رحت في طريقك وهي راحت بطريقها......
سيف ضرب بيده على الجدار بقهر: هالطريق اللي انا فيه ما هوب باختياري......
عزام باتزان تحدث: لا تهدم بيتك بنفسك.....هي بتزوج وبتعيش....وما عتقد تحمل بداخلها أي ذكرى اتجاهك.......عندك زوجتك وولدك اهتم فيهم احسن من هالانهيار هذا....
سيف باضطراب: انت ما بتفهمني ولا راح تفهم.....وبعدين وش عرّفك انها ما راح تحمل بداخلها ذكرى لي

عزام بشك: كنت تكلمها؟
سيف سكت لوهلة ثم اردف: وكنت سبب في تردي حالتها الأخيرة بعد....
ارتفع صوته بانفعال شديد: افتح الباب خلني اطلع قبل لا اسوي فيكم جريمة.....اااافتح...
عزام لا يعرف كيف يتحدث ويخفف عن أخيه فتح الباب
وكان سيخرج سيف ولكن دفعته والدته على عجلٍ من امرها للداخل
تحدثت: انساها......وانتبه الجازي تحس بشي.....والله لا اغضبك علي...

سيف بانفعال: هذا اللي عندك!.....هالموال قلتيه لي....عشان تحطميني....خليتيني ازوجها......ويا ليتني استفدت ونسيت الماضي معها.....هذا انا جبت لك الحفيد اللي تتمنينه الباقي مالك دخل فيه يمه تكفين.....خليني براحتي...
ام سيف بصرخة: صدق انك قليل ادب..
عزام يهدأ الامر: يمه....تــ

قاطعته : شوف سيف....لم ما خليتك تاخذها مو على شان نفسي أنا.......السرطان كان منتشر في صدرها....واستأصلوا.....واثر على الانجاب عندها...وبعد سنة المسكينة عادت تتوجّع واستأصلوا رحمها.......انت في ذاك الوقت تمشيك عاطفيتك وانا عقلي يمشيني.....ما كنت ابي اظلم البنت معك ولا اظلمك معها.....ما فيه احد ما يحب الأطفال....بترضى فيها يوم يومين بعدين بتحس فيه شي بينكم ناقص!...والحين.......اخذها زيد ورضى فيها ليش....لأنه زوجته توفت وعنده بنت وولد .....منها ....
سيف ضحك بقهر: ههههههههههههه يمه لا تجلسين تحللين على كيفك. وتقللين من شان البنت!......يمه والله لو آخذتها ....راح اكتفي فيها ....وراح ارضى بقسمتي بالعيال.....يمه انتي موتيني ......موتيني بخطبتك للجازي بدون علمي ذاك الوقت وحتى ابوي لو يعرف والله ما راح يرضى......ما راح يرضى على سواتك....

ثم خرج تارك والدته واقفه تنظر للفراغ وعزام ينظر إليها خوفًا من أن يصيبها أي مكروه
عزام : يمه....
خرجت من المكان دون ان تنطق بكلمة واحدة
وخرج بعدها عزام وصادف أخيه جسّار الذي تساءل بخوف من تضخم الامر على كتف عائلته !!
فلو انفجر أخيه من ينابيع مشاعره سيهدم الجميع بقراراته لا محاله
: شصار؟.......اخوك وجه ما يطمن ....وما أظن الليلة هذي بتمر على خير....
عزام بحيره: اللي فهمته من اخوك انه حبهم متبادل......والعالم الله كانوا يتواصلون مع بعض....ويا خوفي الليلة يسوون اثنينهم شي يسود وجه العيلة بكبرها....
جسّار بصدمة: يكلمها!؟!؟؟!؟!؟ ....لا لا سيف مستحيل يخوّن في عمي.....
عزام بلل شفتيه بتوتر شديد: و يا خوفي الجازي بعد تدري .....اكثر وحده كاسره خاطري من هالموضوع اهي والله
جسّار بتفكير: ااممممم....اخوك المفروض ما يحضر.....لو حضر بيخرب الدنيا...
عزام سكت لوهلة ثم اردف: لو في عقل ولو صدق يحبها ما يخرب عليها هالليلة وما يحضر.....بس ما أقول إلا الله يعدي الليلة على خير....
جسّار كتف يديه ونظر لمن حوله بحذر ثم اردف: واخوك الثاني وضعه ما يطمن احس فيه شي....
عزام قوّس حاجبيه من شدّت اشعة الشمس وحرارتها: قصدك قصي؟
جسّار هز رأسه بـ(أي)
عزام بعصبية وتحدث ما بين اسنانه: اقسم بالله هالاثنين بجيبون اجل امي وابوي.....اتركنا منه الحين خلنا في سيف......ونشوف بعدها حل لهالقصي......انا طالع....
ثم خرج من المنزل
بينما جسّار تأفأف من وضع اخوّيه ثم عاد ادراجه إلى الداخل
.................................................. .................................
الإرادة ، والإصرار قد يكنان سببًا في التكيّف في الأماكن الغير مرغوبه
يشعر بالغرابة في هذا المكان وبالغربة ايضًا رغم أنه لم يُكمل الشهر من مجيئه هنا ولكن ادرك أنّ الحياة بِلا عائلة تُفصل الجسد عن الرّوح

ولكن الطموح هو من دفعه إلى هذه النقطة والتي تعتبر من وجهة نظره نقطة تحوّل في عالم التطوّر في دفعه لناحية مستقبلٍ مشرق دون الاتكاء على كتف ابيه!
لذا سيستمر في دراسته وسيجعل عواطفه جانبًا من أجل نفسه والجميع ايضًا
دخل الجامعة ، كعادته يمشي بهدوء ،يأتي بوقتٍ مبكر لكي يمتنع عن الركض والخوف من فوات المحاضرة عليه!
كانت نظراته هادئة للمكان ، اكثر ما يعجبه في هذه الجامعة الفناء الخارجي.....وخضرته اللامعة في العَينين فسبحان الخالق!
هذا المنظر لهُ القدرة في جعله ان يبتسم ويتفاءل بيومه
كان يتفكر فيما حوله وفي وضعه ...ولم ينتبه لتلك التي تركض لناحيته وتتحدث في هاتفها الخلوي
اصطدمت في صدره حتى اسقطت من يده ملفه
وهي ايضًا ارتدّت وسقطت على الأرض!
شعرت بالاحراج
نطقت: ديانا اكلمك بعدين!
أغلقت الخط وسحبت الملف من على الأرض ونهضت لتُعطيه إيّاه بينما هو كان يشد بقبضة يده على مكان ضربت رأسها له فقد اوجعته
نطقت باحراج: سوري....
تحدث بعدما سحب الملف منها: حصل خير
ثم اكمل الطريق وهي اخذت تلطم على خديها بخفة وبحرج: قسم بالله مطفوقة ......وين عيوني اففف.......حسبي الله عليك وعلى عصبيتج يا ست نور.....
ثم انحنت لتسحب حقيبتها ، من على الأرض ونظرت لورقة مرمية بجانبها وادركت انها سقطت من ذلك الشاب
سحبتها ونظرت لمن حولها تريد ان تناولها إياها ولكن لم تراه
قرأت ما فيه الورقة ، وكانت مقدمة لبحث
قرات اسمه : خالد غازي محمد الناصي
قوست شفتيها وببلاهة: اسم العيلة مار علي.....بس وين؟

ثم عاد رنين هاتفها اجابت وسمعت التوبيخ: ايلافوه...طلعييي بسرعة .......ولا ربي امشي
ايلاف بدأت المشي: بلاج ما تدرين شنو صار لي.....سمعي نور سبقيني وراح اجي لج....
نور تشعر بالحرقة وبالألم في الآن نفسه في مناطق الوشم!: لا حلفي.....تبيني اذبحك......ولا تبيني اذبحك!!!!......الحين جاية من مسافة طويلة وتقولين سبقيني.....والله لا انزل وانتف لك شعرك...
ضحكت ايلاف :ههههههههههههههههههه هي اعصابج......انزين بطلع لج....امري لله ......انتظري
نور بملل: تعبت وانا انتظر.....خمس دقايق ما طلعتي انزل من السيارة وادخل محاضرتي.....
ايلاف اخذت تركض بمشيتها: لا تكفين.........اليوم لازم نروح الهايد بارك تكفين....
نور بتأفأف: طلعي خلصيني.......يلا...
ثم أغلقت الخط في وجهها، لا تُريد أن تحضر المحاضرة لأنها تعلم جيّدًا لن تعي ولن تفهم ما سيقوله الدكتور! فاليوم تجرّعت الكثير من الذكريات
اليوم تجدد عليها ألم الإشتياق والفراق وألم خاص لم تستطع نُسيانه!
تُريد الهروب هذه المرة من كل هذه المشاعر بطريقة مهذبة
ستخرج مع إيلاف للتنزّه لعلها تُزيح دون ان تشعر ضيقها الثقيل هذا
تنهدت وهي تنظر للمارّة من خلف النافذة

لم تأخذ ثلاث دقائق حتى إيلاف أتت تلهث من شدّت ركضها إليها فتحت الباب تحدثت: هذا أنا جيت يا العصبية!....شفيج ابي افهم ليش تحبين بس...
قاطعتها نور بضيق واضح على ملامح وجهها: يعني ما تبين نروح بدري عشان نستانس....كيفك كان تأخرتي زود....
إيلاف بشك نظرت إلى وجه نور: نور فيج شي؟
أزاحت نور وجهها عنها وشتت ناظريها : ما فيني شي.....
إيلاف ألتزمت الصمت ، لن تضغط عليها للتحدث فليس من عادت نور التحدث بعد ضغط كبير عليها
لذا قالت بصوت مرح تغييرًا لمزاج نور: طوفتي علي ريّال كشخه وهيبة...
نور ابتسمت بسخرية لها حتى تحمست إيلاف قائلة: صدمت فيه......وطاح قلبي على الأرض من جماله...اوووووف...يا عليه جمال.......يا نويّر.....طاحت أوراقه عندي وبقت ورقة معاي الله يعيني بدوّر عليه عشان اعطيه إيّاه.......
ثم ضربت كفيها ببعضهما البعض متحمسة: يبي لي اداوم مبكر بكرا عشان ادوّر عليه...
ضحكت نور هنا بلا تحمل: هههههههههههههههههههههههه مو من صجك.......تركيه هو ورقته يولي بس....وانتبهي على دراستك يا حلوة....
ايلاف ابتسمت لها: والله بدوّر عليه إن شفته كان بها وإن ما شفته خلاص ما بتعب نفسي وبقطع ورقته وبلوحها في الزبالة.....المهم خلينا ندُور في أراضي لندن بعد ما نروح الهايد بارك

نور : خلينا ننزل المحطة وصير خير

.................................................. ..
.
.
.
في مكان آخر ولكن في منطقة أكسفورد التي تحملّت الكثير من الأسرار حول قصة نور!
بعد مضي ما يقارب الثمان ساعات أو اكثر بساعتين
أُجريّت العملية بنجاح تام
ولكن ينتظرون النتيجة بعد استيقاظها ، فقد تجاوزت مراحل الخطر جميعها
تلك الصغيرة متمسكة بالحياة لدرجة تُذهلك!
تريد العيش رغم أنّها بِلا أم ولا أب
!
هكذا جعلاها تعيش ، بإرادتهما على هذا القرار الذي اتخذاه معًا
كان ينظر إليها من خلف النافذة الكبيرة الزجاجي ة ، وقلبه يتألم ندمًا
وضميره يصرخ توبيخًا على ما فعله لها وابعادها عن حضن والدتها!
كان مجبرًا على فعل هذا الأمر، لم تكن نور في حالة جيّدة ولم تكن متقبلة فكرت الإنجاب....كانت محاولات الانتحار كثيرة ومحاولة قتل الجنين أكثر!
لذلك احتجزوها لفترة لم تكن هينّة عليها، وبسبب حملها مُنعت من أنواع خاصة من الأدوية التي قد تسبب التشوهات والإجهاض لذلك ، عاشت اقسى أنواع الألم النفسي والجسدي آنذاك !
صغيرة......ولم تعُد قادرة على موازنة الألم تلك الأجهزة التي اتصلت بجسدها لا شك أنها مؤلمة....
هل يخبر والدتها عن تواجدها ؟!
هل يظهر الجانب المخفي عنها؟!
آه يا نور آه
رنّ هاتفه في هذه اللحظات أجاب
: الو
اتاه الصوت الحازم : اسمعني أمير......أريد أقلك.......لا تتعبك نفسك ويّاي.....باذن الله ورقة طلاقها بتوصلها بس سالفة إني اعدّل نسب البنت .....انساها......الشغلة مو بهالسهولة .....
أمير ابتسم بسخرية : بعرف هالشي......ومئدر خوفك من انك تنسجن....بس اسمعني منيح.....لو ما رجعت للبلد وسويت الإجراءات اللازمة راح اعمل شي بخيلك انتا وخيّك تندموا يا مُراد
مراد نظر لأوجه أخيه الخائف: ما في شي نخاف منه....
أمير بتحدي: وسكرتيرة اخوك السابقة........داليا؟
ازدرد ريقه وفتح عينيه بصدمة كيف؟
كيف استطاع الوصول إليها رغم أنّ أخيه جعلها تعود لديارها؟
إن التقى بها ستخبره عن حقيقة عملهم، وهذا ما لا يُريدانه ويُريده أمير
ما إن تتلفظ بكلمة ، سيكون مصيره ومصير أخيه القتل على يد أمير ايضًا!
السجلات! أجل السجلات ماذا لو سقطت بيده!
هل سينفضحون في نهاية الأمر
لينهي المسألة: اوك.....بعد يومين اشوفك...
اغلق أمير وهو مبتسمًا ابتسامة النصر، اردف بقهر وهو يشّد على هاتفه: وأنتي يا ديانا راح احاسبك على كل شي عرفتوه عنّك!


.
.
انتهى

.





JAN 06-12-2020 10:30 PM


البارت الثامن





.
.
.
بسبب سوء حالتها في الأوان الأخيرة ، وما تشعر به من ضغط وإعياء مستمر ذهبت للمستشفى وهي متيقنة أنها أصبحت على مشارف الموت!هي تعلم جيّدًا السبب الذي أدّى إلى تدهور حالتها الصحيّة
فاتصاله عليها ما قبل أسبوع اشعلَ بداخلها قساوة الذكريات التي تحاول نُسيانها وجعلها تفكّر مرارًا وتكرارًا بما اخبرها به
حتى أنه افلق قلبها إلى نصفين !
كيف ساعدته دون ان تشعر في إغتيال ابنتها ،كيف؟
ظنّت أنها بتلك الطريقة حمتها من أيديهم القذرة ولكن ....
ضربت بيديها على مقوّد السيّارة عدّت مرات
وهي تكرر: جبانة.....جبانة
لو أنها وكلّت محامي في ذلك الوقت لأثبتت قذارتهما
واجبرت جورج على الاعتراف بخطيئته!
كيف الآن يعترف بوجود مُراد!
كيف لهُ ببشاعة الفاظه ولسانه يخبرها أنّ اسمه كان مزوّرًا
هل استقلّها بشر افعاله من اجل
من اجل....
صرخت باكية: حقيييييييييييير
أمر الجواز الذي ساعدت على عمله بتدخل سريع بسبب واسطتها المعروفة في مكتب الجوازات
كان لمُراد!!
كان لذلك البشع، ولكن اخبرها في ذلك الوقت أنّ ذلك الرجل لم يكن إلا توأم بهاء الدين!
ولم تعرف كيف انطلت عليها تلك الكذبة
ربما انشغالها في فكرة إنقاذ ابنتها من أيديهما جعلت على عينيها غشاوة لكي لا تعرف الحقيقة!
بكت ، ادركت ما يحدث لها الآن كعقوبة تتجرّع مرارتها لتتذوّق ذنب خيانتها لأمير وبشكل خاص ومؤلم لأبنتها
تطوّر الورم في رأسها ، ورم خبيث وليس حميدي ومن الأفضل أن تخضع لجلسات كيماوية مبتدأه ، ليروا بعدها هل يستطيعون إجراء عملية إزالته ام لا؟
بكت وكأنها لم تبكي يومًا، خوفًا من تلك الحقائق التي اشعرتها بتأنيب الضمير
جورج لم يخبرها بذلك إلا لسبب ولكن إلى الآن لم تعرفه
هل يُريدان استغلالها من جديد ام ماذا؟!
رنّ هاتفها وكان الرقم نفسه هو من يزيّن شاشة هاتفها
مسحت دموعها ونظرت للشوارع تشعر بالإذلال
تحدثت: الو....
جورج نظر لأخيه ، الذي اخبره أن يراقبها عن كُثب ويشدد الرقابة عليها في الأوان الأخيرة ، لأنهما خائفين من ردت فعل أمير خاصة بعد ما اخبراه عن الحقائق!
تحدث: بفكّر أنك زكية(ذكية).......ومستحيل تخوني اللي بيناتنا
ديانا صرخت بقهر: ما بيني وبينك شي؟

جورج ضحك ليستفزها ونهض من على الكرسي ليمشي خطوتين أمام النافذة: لكن السجلات ........ما تئول هيك......والفيديو لحفلة عئد(عقد).....موسكو كما ما يئول هيك

ديانا احمر وجهها وسكتت لِتُداري الدموع من السقوط على خديها وحرقها من جديد
تحدث بسخرية: الو؟.....فين رحتي؟!
ديانا تحاول التماسك: انتّا اللي خبصت كل شي بديك الليلة ما بعرف شو حطيت إللي حتى خليتني أفقد زاكرتي......و....
جورج بوقاحة: وخنتي زوجك معي....
ديانا لم تتحمّل نزلت دموعها على خديها ، ما حدث بينهما لا تتذكره جيّدًا هي لم تشرب لدرجة كافية لتجعلها تفقد الذاكرة ، هي على يقين وثقة جورج قام بوضع أقراص ربما أقراص هلوسة في الأكل او العصير جعلتها تفقد الذاكرة وتتصرف بتلك التصرفات البالية!!!

ديانا لتنهي الأمر ففؤادها يؤلمها: شو بدك؟مني......ليش بتتصل علي ....
جورج هز رأسه لأخيه ليطمئنه ويخبره
بإنها بدأت تتجاوب معه
جورج: بدك تبعدي أمير عنّا....وخص نص....تبعديه عن السكرتيرة داليا......سجلات الشركة الاحتياطية معها ....وفيها كل شي بيخص اعمالنا.......وفيها كمان الفيديوهات المسجلة لكل الحفلات دون استثناء....إزا بدّك زوجك عفوًا! روميو ما يشوف وضعك كيف كان معي.....ابعديه عنّا....بأي طريئة(طريقة)....

ديانا حاولت ان تتمالك نفسها بعد انهيارها من سماع هذا الأمر
أمير لو توصل إلى ذلك الفيديو المسجل لن يرحمها
بل لن يستمع إلى مبرراتها سيحكم عليها بالقصاص لا محالة
لذا قالت: وازا ما ئدرت...؟
جورج نظر إلى مراد بحده: ما راح يحصل شي حلو بعدها بحياتك.....
ثم اردف بتهديد: ولا تحاولي تتواصلي مع بنتي إيلاف حنا نراقب خطوط الاتصال وعرفت اليوم اتصلتي عليها....شو بدك....منها؟....شو تفكري حالك.....
انهارت هنا صارخة: بدي ئلها (قول لها) كل شي........راح احكي انتّا بيّه......راح ئول مشاري منّو بيّك.....وكما حصة منّا أمك........بس مشاري كان صاحب بيّك في اعمال الشر....ومشان بدُّو يحميكي نسبك لمشاري وقطع علاقات الشراكة معوه وخلاه نزيف(نظيف)....مشان يكبرك.....
جورج بصرخة غضب: وكملي القصة لها كمان.....انك سافرتي الكويت.....وتقربتي من والدها.....فترة .....وكنتي سبب طلاقهم ......

ديانا ضربت بيدها على المقود وبكت صارخة: انت جبرتني على كل شي انتّا.........ما كان بدي اعمل ايّ شي......ما كان بدي ....بس كنت أظن بهالطريقة راح ائدر احمي بنتي نور.....من تهديداتك.......بس
قاطعها بملل: اووووووه.....اسمعي الحكي منيح.....حاولي تبعدي أمير عن داليا.......
ثم اغلق الخط في وجهها حتى ضجّت بالبكاء والنحيب، ماذا تفعل؟
ما الذي يجب عليها أن تفعله؟
قادت سيارتها بسرعة جنونية، لناحيه بعيدة عن البشر هي تموت وببطء
أمير سيتوصل إلى السجلات لا محالة ستخفق هذه المرّة في حماية ابنتها وكذلك امير
ولا تُريد ان ترى وجه أمير وهو يظن انها خائنة
الموت تفضله على أن ترى وجهه الغاضب منها
أسندت
جبينها على مقوّد السيّارة ، واخذت تضرب جبينها بقوّة ما فعلته لا يُغتفر ابدًا ، خانت نفسها قبل أن تخون الجميع ، بكت بانهيار وبصوت عالٍ لا يسمعه سواها
كُل شيء بدأ حُطامًا ، خلاف والدها مع عمها قتل حُب الطفولة بينهما!
ابتدأ بإجبارها من الزواج بيوسف والذي كان يأتي بين فترة وأخرى إلى لبنان من اجل الشراكة التي عقدت بين والده محمد ووالدها
كانت شراكة في استيراد وتصدير الاقمشة !
ولكن يوسف أعُجب بها ودمّر الحُب الذي بينها وبين أمير آنذاك
والدها وافق عليه بسرعة لكي يمنعها من رؤية امير
فالخلاف الذي نشب بينهما كان بسبب اختلافهما على تقاسم الأرض التي في جنوب لبنان! سبب تافه دمّر علاقات كثيرة
احداهما يقول ليس من حقك أن نتقاسمها لأنها لم تكن من ضمن الإرث
والآخر يرفض ذلك!!!
حقيقةً والدها هو من اشتراها وقام بتطويرها
ولكن عمها ظنّ انها جزء من إرث ابيهم لذا ، تخاصم مع أخيه من هذا الشأن
فزوجها والدها ليوسف وابعدها بما يقارب الثمان سنوات عن أراضي لبنان!
ولكن هي كانت شغوفة لهذا الحُب ، كانت تحدث أمير سرًا إلى أن وقعت
تحت مسمى الخيانة
تذكرت تلك الفاجعة ، حينما علمت بحملها الثاني
كانت تتحدث مع امير كيف ستتخلّص من الجنين
ولكن دُهمت في هذه الأثناء حتى أكلت ضربًا لن تنساه ابدًا
وتعلم الآن انها تستحقه
كانت في شهرها الثالث لا تعلم لماذا الآن تتذكر هذه الأمور ربما لأنها في حالة سوداوية للغاية وفكرة التخلّص من العيش تتوارد في عقلها ما بين دمعة وأخرى
لم يرحمها يوسف ، ضربها تحت انظار ابنتها نور
ضربها حتى جهضت وبالأخير رأت نفسها في الشارع تجول
ولكن تم نقلها للمستشفى ، وتواصلت مع أمير ليأتي ويأخذها من أحضان بلدٍ لم يتقبلها ابدًا!
أتى بشر لا تعلم كيف بدأ وكيف انتهى
ولكن انتهى بأخذ نور من أحضان ابيها بالإجبار!
والآن في ظلمت هذا الليل ستنهي قصتها، لا تريد أن يضربها كما فعل يوسف حينما علم أنها تخونه!
هي لم تخونه كما يظن ، فقط كانت تحدّث أمير
ولكن ارتفع مستوى الشك حتى بابنته
وأمير لم يقصّر في رفعه إلى درجة الإقتناع
لذلك كان من الصعب عليه أن يستوعب حجم خيانتها
كان سيجري تحليل اثبات الأبوّه ولكن
أمير وحديثه الذي من المستحيل ان تنساه
اخبره
(اقسم بالله ، لو ما كفيت شرك عنّا لا اشتكيك....وأئلب الطاوليه على راسك.....اتار الضرب ما برح على وجّه وجسمه.....بطّل تفكير تاخذ البنت منها وإلا والله بافتح قضية ما راح تسكر ابدًا ...وادخّل السفارة اللبنانية كمان....خلاص تطمن البنت باحضان امه....والأم بلاش تفكر فيها هلأ لأنها ما عادت لإلك...)
لن تنسى تلك العيون الحاقدة التي تنظر إليها
جعلها تدخل المنزل من جديد تأخذ ملابسها سريعًا وابنتها مجبورًا على تصديق ما قالاه لهُ
وكان قلبه وقتها محطمًا!
لا تريد أن ترى انكسار أمير مثلما يوسف
ليس لها القوة والشجاعة في أن تراه
سحبت هاتفها بيدين مرتجفتين
أرسلت رسالتها لأمير بكل شجاعة تخبره بما فعلته بلغة هشّة ومنكسرة
وبدأت بعدها تحثه على اخبار نور بكل شيء
وختمتها متأسفة لكل هذا
ثم قامت باغلاق هاتفها ، وانحنت لتفتح الدرج الأمامي وسحبت سلاحها المرخّص!
جنون تخبطت سريعًا ، هي ستموت عمّ قريب هكذا كانت تظن
المرض بدأ يأكلها أكلًا
وجورج سيستخدمها لصالحة مرةً أخرى لذا
لن تسمح له ان يشوّه صورتها اكثر.....
فهي بعد كل هذا لا تستطيع ان ترى وجه أمير مرةً أخرى وكذلك نور
والذي عانت الكثير بسببها
بكت وجثلة على ركبتها، تشعر بالحرقة .......احرقت نفسها بإرادتها
كان من المفترض ان تخبر أمير بتهديداته في ذلك الوقت ولكن .....
سكتت وجعلته يتمادى عليها اكثر!
رفعت المسدس بيد مرتجفة تحدثت صارخة: ما في شي طالع بإيدي.......سامحيني نووووووووور....ضيّعتك....بأنانيتي....ضيعتك نور.........أمييييييييييير بحبك..........والعذراء ما كان ببالي خونك........هو اعتدى عليّ لأني ما كنت واعيي لأيّ شي........
ثم بكت ، وبدأت تتذكر أمور كثيرة والندم يزداد
وهمس الشيطان لها يزداد في الاقدام على الانتحار
هل ستنتهي الآن؟
نور ماذا سيحدث لها !
هل ستعود لقوقعة الكآبة والعصيان؟!
ماذا سيحدث لأمير؟!
هل سيكرهها
هزّت رأسها بلا بكل عنف، لا تريد ذلك
كل شيء يهون امام هذا الحُب الفولاذي
لا تريد أن ترى انصهاره وتحوّله إلى رماد غير معروف
سيكرهها ، سيشتمها
بكت ، انهارت، صارخت ، لطمت خدّيها أمام هذا العجز
لماذا لم تستطع العيش بهناء ، لماذا تشعر هناك حاجز كبير بينها وبين السعادة
هل سيغفر لها أمير ذنبها العظيم
ام لا؟!
تجزم أنه لن يُسامحها
انحنت للأمام ، اغمضت عينيها تذكرت أوّل قبلةٍ لها ، أول حضنٍ
وأوّل اعتراف حبه لها
هي انتهت ، الألم ....والمرض.....والضغط الناشئ من جورج جعلها تتهاوى في قيعان الضعف
همست بين رجفة جسديها وضعفها
: احبك أمير
ثم
ضجّ المكان بصوت اطلاق الرصاصة!
.................................................. ....................
كان متوترًا ويشك هذه المرة من تعاونها معهما لذا نهض واخذ يفكر
يُريد حلًّا لهذا الأمر، لا يريد أن يقضي بقيّة عمره في السجون
لا يُريد ذلك اعمالهما غير قانونية
وما إن يتم سجنهما سيتم الحكم عليهما إما بالقصاص او السجن المؤبد وهذا ما لا يُريدانه
ضرب على فخذيه تحت انظار أخيه والذي لم يكن أقل توترًا منه
اردفت بعصبية: ديانا هالمرة ما راح تتعاون معانا......
جورج رمى القلم على الطاولة واشعل سيجارته: راح تخاف من أمير يشوف خيانتها لإلوه.....مشان هيك يا مُراد راح تمنعوه....
مراد بخوف وتوتر: اوك.........واذا باوع على الفيديو......قبل ما تتصل عليها الحين ........علمود انه مستعجل من انه ينتقم منا.....شنو راح يسوي؟....ما راح يقتل زوجته....وراح يدوّر عليك ينتقم........وراح يصدق حجيها عنّا وانها كانت مجبورة......
جورج نهض كالمقروص، واخذ يسب وشتم غباء أخيه
الذي ورّطه بالأمر، لم يكن موضوع الزواج من نور ضمن الخطة
دمارها هو الأساس ولكن ليس الارتباط بها
صرخ مراد بقل حيلة: لا تجلس تلومني.....قلت لي بصريح العبارة أذي البنيّة.......وعلقها فيك.......
جورج بصراخ: بس ما ئلت روح تزوجها
مراد أشار له بغضب: ما جان عندي غير هالحل!.......والحين خلنا نفكر نلقى لنا حل ويّا هالأمير.....
جورج سكت ورمى نفسه على الكنبة الجانبية وهو يكرر: ما بعرف ....ما بعرف شو نعمل إيلوه
سكت مراد لوهلة واخذ يفكر بما يقارب الثلاث دقائق ثم ضحك
بخبث
وهو يردف: راح اطلّق نور أهنيه........راح تنهي هالامر بتدخلاتك.......ونرسل ورقة طلاقها مع قاتل مأجور.....
جورج قوس شفتيه: قاتل ماجور؟
مراد بحماس لتلك الفكرة: أي.......يسلمه ورقة طلاق نور......ويخلص عليه ونفتك منه.....وبجيه (وبكذا) نقدر نمشي امورنا بعده مثل ما كنا اوّل واحسن....
ابتسم جورج على هالفكرة ونهض مؤيدًا أخيه: اوك.......
مراد تحدث بأهمية: راح اكلم واحد اعرفه........خلال يومين بنخلص من هالتوتر.....وداليا.......بنفسي بروح اجيبها لك....وانت تصرف معها
جورج ابتسم لأخيه ثم خرج مراد وفي عينيه شر لا يمكن أن ينضب!
.................................................. ..........................

.
.
.
.
امير كان في المنزل الريفي والذي يبعد كيلومترات طويلة عن مدينة أكسفورد
كانت أمامه مقيّدة اليدين والرجلين على الكرسي
تحاول التفلّت والتملّص من تلك الحبال الثقيلة
أشار أمير للحراس حتى خرجوا وتقدم لناحيتها ،نظر لعيناها العسليتين بحده
أزاح عن فمها اللاصق حتى انهالت عليه بالكلمات
: شتريد مني؟.....انطيتك كل اللي يخص جورج.....والسجلّات صارت بإيدك شتريد هسه مني؟.....اتركني .....اتركني....
أمير انحنى ليصل لمستوى جلوسها: حطيتك هون حتى ماحد يتعرض لإلك ......جورج ومراد لو شافوكي ما راح يسمحوا إلك تعيشي يوم تاني.....

تسارعت أنفاسها، واشاحت بنظرها عنه
لا تستطيع ان تُنكر الحقيقة، سيُحاسبها جورج وسيقتلها مُراد بنفسه لأنه هو من قام بتوظيفها معهم في تلك الشريكة وهو المسؤول عن جميع تصرفاتها!
اغمضت عينيها لتمتص غضبها ثم اردفت: أريد ارجع على العراق.......وبجي ما يقدر أحد يأذيني...
أمير كتف يديه: انتي غلطانه....جورج ما راح يتركك بحالك.....

لم تستطع أن تلزم الهدوء اكثر صارخت: خلاص اتركني وآني اتصرف....شتريد مني......ساعدتك في كل شي وسلمتك الأوراق المهمة شتريد مني بعد....
لا يُريد أن يبقى هنا اكثر هو لا يعرف لماذا اتى هنا، مُنذ مشاهدته لذلك المقطع وهو يتردد عليها ليتأكد من صحة ما رآه وقراه!
يريد ان تنفي الحقائق لو بكلمة ولكن لم يحدث ذلك عاد ليلثمها لكي لا تتمكن من ان تصدر الصوت واحكم رباطها
ثم خرج ، لا يريد أن يرى زوجته ففي الصباح هذا رأى ما لا يجب عليه أن يراه
حتى كرهها في وهلة لم يظن يومًا سيكرهها فيها!
حرّص على الحرّاس أن ينتبهوا لأي حركة تحدث هنا
ويشددوا عليها الحراسة
ثم ركب سيارته لن يذهب إلى المنزل اليوم سيعود إلى شركته لكي لا يرى ديانا لن يذهب إليها اليوم مباشرة لكي لا يؤذيها
اغلق هاتفه لكي لا ينزعج من اتصالاتها ثم توجّه لطريق الشركة!
.................................................. ............................
قبل ثمان ساعات في لندن
كانوا يتجولون بخطى متسارعة ، تشعر نور انها في تحسن مع حديث إيلاف وشقاوتها وحبها للحياة
ثم ذهبتا إلى اقرب مطعم منهما وما إن جلسا حول الطاولة حتى تحدثت إيلاف : نور....بسألج....تذكرين قبل أسبوعين لم خلتيني اقابل امج وأمير....
نور: أي....شفيك؟
إيلاف بحماس: انتي عطيتي رقمي امج....
نور سحبت المنديل وهي تردف: هي اطلبتني إيّاه وعطيتها...
ايلاف حكّت انفها بهدوء: قبل لا اطلع لج بعد رسالتج لي كانت متصلة علي...
نور بتعجب: ليش؟
ايلاف : كانت بقول لي شي وصدمت في الريّال وقلت لها اكلمج بعدين....
نور بتفكير: امممم غريبة.......يمكن تبي تسأل عني؟ مثلًا...
ايلاف بهدوء: مادري.....المهم خليني اقولج شي بس لا تعصبين
وصل طلبهما وبدأ النادل بتوزيع الاطباق على الطاولة
ثم اردفت نور بعد انصرافه: أي تكلمي....
إيلاف بتردد نطقت: بس حلفي لي ما تعصبين علي....ولا تطنزين....
نور اخذت اوّل لقمة : تكلمي احسن ما اعصب من أسلوب مقدماتك ذا
ضحكت ايلاف ثم اخذت نفس عميق وهي تردف: احس اني بديت اميل لطارق اللي كلمتك عنه
شرقت هنا نور وبدأت تكح بقوة حتى خشيت إيلاف عليها فنهضت وضربتها على ظهرها بخفة وناولتها كأس الماء
وما إن ابتعدت ايلاف عنها حتى ارتفع صوت نور
غاضبة: شنوووووووووووووووو؟.........يعني بديتي تميلين له؟
إيلاف باحراج من نظرات الناس
: اششش الله يفشلج......سكتي ...كلتيني بقشوري.....
نور تحدثت بجدية: أتكلم جد شنو يعني بديتي تميلين له؟
ثم شهقت بعد استيعابها: هأأأأأأأأأ يعني تحبينه؟!
مسحت ايلاف على وجهها باحراج ونطقت الاحرف ما بين اسنانها: قصري صوتج الناس تطالع تقول وش فيها هالمينونة تصارخ....
نور سحبت كأس الماء وارتشفت القليل منه
ثم اردفت: لا والله مو أنا المينونة على قولتك انتي اللي جنيتي خلاص ودّعتي عقلك أبد......ههههههي لا تنسين انك جيتي هنا عشان تدرسين مو عشان تحبين...
إيلاف بنرفزة: وش فيها اذا حبيت؟
نور وبسبب فشلها بالحب اردفت بسوداوية: وانتي مصدقة انه فيه شي اسمه حب....
ولان صوتها وهي تطبطب على كف ايلاف: حبيبتي ايلاف .....طارق واضح مو نيته حب وخرابيط....هو بس زميلك بالكلاس.....مو كل واحد عاملك بطيبة واهتم بدراستك يعني يحبك ويبي يزوّجك.....ايلاف نصيحة مني ركزي على دراستك وبس ولا ضيعين نفسك في خرابيط .....حب وهم....
إيلاف ترقرقت عينيها وبللت شفتيها وهي تردف: يعني مو من حقي احب.......وانحب.....واعيش زي العالم والخلق....

نور شتت ناظريها عنها، جميعنا يُريد ان يعيش بحُب وشاعرية ، كتلك القصص التي نسمع عنها في الاحلام الحالمة!
ولكن الواقع ليس مليء بالورود، ليس مليء بالألوان الصافية فقط
لابد ان تتخلله الاشواك والألوان العاتمة لتحقق التوازن
ولكن ماذا لو هناك اختلال في ذلك الأمر ولم يعد ما يسمى بالتوازن
كيف ستصبح الحياة؟!
اردفت : من حقك .....بس في الوقت المناسب والمكان المناسب....صدقيني ايلاف اللي تعيشينه الحين مجرد اعجاب لا اقل ولا اكثر....صدقيني راح تكتشفين انه مو حُب...
ايلاف بدأت تأكل واخذت تردف: خلاص خلينا نغيّر الموضوع ....
.
.
.
الآن......صحت من تلك الذكرى
حقيقةً من حقّ إيلاف أن تشعر بالحب، ولكن ليس من حقها أن تُضيّع نفسها ما بين هفواته وأنانيته
هي لا تدري ما وراء هذا الحب
هل سيكون متبادل؟
هل سيكون شريفًا؟
أم فقط مؤقت إضاعةً للوقت والتسلية!
لابد ان تعرف ماهية مشاعرها لكي لا تضيع، ولابد ان تختار الشخص الموثوق به والشخص الصحيح لكي لا تندم
لكي لا تضيع حقوقها وتُهدر مشاعرها بتعب!، لكي لا تبكي على وسادتها كل ليلة نادمةً على مشاعرٍ متأججة ادّت بها للهلاك.....
نظرت للشوارع من خلال النافذة، كل الأشخاص
الذين احبتهم ، رموا سِهامهم في فؤادها بلا رحمه!
أوّلهم والدها، اعتادت على العيش ما بين هفوات ذكرياتهم وأنانيتهم
ولكن جرحها يتجدد ويؤلمها وكأنها جُرحت به أوّل مرة!
ولكن الأمر الأكثر ألمًا حينما سلّمت قلبها لمن لا يستحقه حتى أنه دهسه بلا رحمه
ولم يشفق على ضعفها آنذاك...
مشت بخطى اضعفها الحنين لن تنكر انها تحُن وتتألم وتشتاق لمن كان سببًا في وجودها على الحياة!!
ولكن اصبح الامر ثقيلًا بأن تلقبه بـ (أبي)
رمت نفسها على السرير ، واستلقت على ظهرها حدقّت في السقف مطولًّا
لا تُريد شيئًا من هذه الحياة سوى العيش بهدوء وبعيدًا عن الذكريات!
اغمضت عينيها وحاولت ان تنام وبعد نصف ساعة
غاصت في احلامٍ وردية!
.................................................. .....................
العجز حينما يجتمع بالحيرة يقيّد يديك عن فعل الأمور الصائبة كان جالسًا في سيارته يفكر ماذا عليه أن يفعل ليوقف خزعبلات هذه الليلة المرّة
ماذا يصنع لكي يصرخ بحبها عشقًا ويتأسف لها على ما مضى
ماذا يفعل لكي يبرر لها فعلته من الزواج بغيرها
بعد أن علم بشدة مرضها؟!
وهل ستصدق انه كان مجبورًا على ما لا يُريده!؟
لم يمنع نفسه من أن يبكي...
ولكن بكى بطريقة مختلفة
بلا دموع وبلا صوت
وهذا النوع من أقسى أنواع البكاء
تشعر أنّ هناك جرح عميق في قلبك ولكن داخل هذا الجرح جروح أخرى متناهية في الصغر تؤلمك بشدة وتُرهق عينيك وتمنعها عن افراز الدموع!
لذا
كان ينظر لباب منزلهم ولتلك الانوار التي تزيّنه
وإلى تزاحم السيارات امام منزلهم
بعجز كبير وقلب محطّم
عاد الرنين من جديد .......نظر إلى شاشة الهاتف
(الجازي يتصل بك)
همّ بالنزول وضجّ! الرنين من جديد
وكأن الجازي تثنيه عن الإقدام لفعل شنيع ومجنون،
قلبه يؤلمه......هذا ما يعرفهُ
توقف عن النزول ، وتذكر انه ليس مراهق في سن الخامسة عشر لكي يفعل ما يفكر به!
ما سيفعله سيهدم علاقات عائلية ، ويشوّه سمعتها ايضًا
إن كان يحبها حقيقةً عليه ان يتركها في هذه الليلة تعوّض ما خسرته!
انحنى إلى أن اسند جبينه على مقود السيارة تنهد بضيق
يريد ان يبكي والبكاء لا يريده
يريد ان يصرخ والصراخ يزجره بعنف وينهره عن إخراجه من احباله الصوتية
لم يشعر بالشخص الذي فتح باب سيارته الأمامي وجلس بجانبه
وضع يده على كتفه حتى انتقز ونظر إلى وجهه: قصي
قصي بهدوء: سيف.......ماله داعي تحضر الليلة.....خل الأمور تمشي مثل ما هي عليه......انت تزوجت وهي بتزوج......لا انت من نصيبها ولا هي.....وتذكر الجازي....مالها ذنب....
سيف تحدث بحشرجة: أصلا بمشي بروح البيت....
قصي اربت على كتفه: احسن شي تسويه.....
سيف بهدوء نظر للأمام: مو قادر اتقبل أنها بكون لغيري....
قصي بجدية: بكون لغيرك لانها مو من نصيبك......الجازي هي نصيبك.....وهي بحاجة لك.......لا تكسرها مثل ما كسرت غيرها.....انسى اللي فات......وعش حياتك .....
كان بينزل من السيارة ولكن قال: ترا الجازي ما جات معنا.......قالت بتجي معك........روح البيت .....هي لحالها.....لا تخليها بروحها وتستاحش....
ثم نزل من سيارة أخيه
تاركًا سيف يتخبط بمشاعره ، ثم قاد سيارته لناحية منزلهم
وبعد نصف ساعة وصل
ودخل إلى جناحه ما إن انغلق الباب

حتى استقبلته الجازي وهي تردف بحده: وين اللي بوديني بيت اهلي؟

كان ينظر إليها بنظرات الجازي لم تستطع أن تفسرها
هل هي غضب أم حده ام ...لا تدري
اقترب منها وهو ما زال يحدّق في عينيها الواسعتين ووجهها المتعب بسبب تغلب نومها الناتج عن تغلبات نوم الصغير
تحدث بهدوء: ليش ما كنتي ناوية تروحين ملكة بنت عمي؟
الجازي بللت شفتيها بتوتر من قربه: لا ....لأني تعبانة.....وصار لي زمان ما شفت نوف ولا تطمنت عليها....
سيف ، يُريد أن ينتقم لنفسه ومن الذين تسببوا في أن يبتعد عن غزل
ولكن لا يعرف كيف؟!
يشتاق لها، وليس من حقه هذا الشعور
يحبها وهذه خيانة في حق زوجته الجازي
يتمنى أن يحتضنها
وهذا أثم لوضعه الحالي
عاجز
كل ما يشعر به أنه عاجز ومقهور
تحدث بهدوء وهو يضع كفي يديه على كتفيها حتى انها تعجبت منه
تحدث: بكرا اوديك...
انصدمت قوست شفتيها وتحدثت بشك: سيف انت بخير؟......فيك شي؟

سيف هل بان على وجه الألم لكي تفهمه أم فهمت شيء آخر!؟
تحدث بصوت اشبه للهمس يغلفه الحنين للماضي والندم على الحاضر!!!: تعبان....
الجازي ابتعدت عنه لتزيح كفيه عنها وأشارت بلا مبالاة له: روح المستشفى طيب......واضح فيك حرارة ....حتى خلّتك تهلوس...

ابتسم بسخرية......الآن قربه لها هلوسة !.....هكذا فهمها وهذا ما تقصده الجازي حقًّا ولكن أشار لها : دواي عندك.....
الجازي بحده : وانا ما نيب طبيبة لأي احد.....
سيف ليختبرها: بس أنا مو أي احد أنا زوجك....

الجازي ضحكت بسخرية ثم اردفت: أنت أبو ولدي وبس....
هو يستحق قساوتها تلك ، هو من جعلها هكذا ....فمن الواضح انه خسر الاثنتين
نزلت دمعةٍ على خده حتى صُعِت منه وخافت حقيقةً
ممن يبكي؟
ولكن زادت تساؤلاتها حينما قال: محتاجك يا الجازي.....تكفين لا تقسين علي........هذا يوجعني
وضرب بقبضة يده على قلبه
لم يعطيها أي فرصة للتفكير حضنها وهي لم تبادله الاحتضان بقيت واقفه تُريد ان تستوعب ألمه، تريد ان تشخّص حالته
ممن يتألم؟
احتضنها واعتصرها ما بين يديه، وهي تفكر بما قاله
وتحاول ان تصل إلى خيط يدلها إلى المعنى
إلى ان تسارعت أنفاسها حينما مالت للشكوك والظنون
لماذا قلبه يؤلمه في هذه الليلة خاصة؟
لماذا اظهر حاجته إليها الآن؟
لماذا اظهر ضعفه أمامها وهو الغصن الصلب الذي يصعب كسره؟
اقشعر جسدها عندما وصلت إلى الإجابة وابتعدت عنه ودفعته
وعينيها مليئتين بالدموع
اشارت له بيد مرتجفة وحاجب مقوس وصوت محشرج: انا عمري ما عورت قلبك.........من اللي اوجعك؟.......مين ؟

ادرك سيف زلّة لسانه او ربما سكرة العشق لم تجعله يعي ما يقوله
وادرك أنه من المفترض لم يأتيها لكي لا يُفتضح
كان سيتحدث
ولكن سبقته وهي تتقدم لناحيته تقول: تعاملني بقسوة........وبدون أي مشاعر......تعاملني بطريقة خلتني اشك في نفسي........عشان.....
واهتز صوتها بقول: عشان وجع قلبك صح يا سيف؟
ثم صرخت: صصصصصصصصصح....؟
سيف امسك يديها المرتجفتين ثم قال بصوت مخنوق: عبد لله لا يجلس......قصري صوتك...
الجازي عضت على شفتيها أي قنبلة تلقتها اليوم
لم تستطع ان تصارحه بظنونها اكثر ضربت على قلبه قائلة: طولة هالسنتين وقلبك مو لي صح؟

سيف انربط لسانه ، واغمض عينيه لا يريد ان يرى وجهها
فانفعلت قائلة: شذنبي انا.....هاا....شذنبي؟....سيف .....تخيّل حتى انا قلبي يوجعني.....تصدق يوجعني....
نظر إليها وهي تكمل بسخرية: بس يوجعني قهر منك...
ابتعدت عنه وأشارت له بقل حيلة وضعف من وضعها
الآن فهمت تصرفاته وسببها
هي غير مرغوب بها في حياته هذا ما فهمته
: روح ........روح قول انا ابي غزل.....وانا أولى فيها روح....وقف هالملكة.....روح اخذها.....روح.......تجيني هنا ليه؟.......
ثم سمعت صوت عبد لله يبكي
فذهبت عنه لناحية الغرفة وتبعها
دخلت الغرفة اخذت عبد لله من وسط سريرهما
كانت سترضعه ولكن قال سيف بهدوء: لا ترضعينه وانتي في هالحالة مو زين......
كانت يديها ترتجفان وعبد لله يبكي بصوت مرتفع اخذت تهزه برجليها وهي تبكي بدموع بلا صوت تحاول ألا تخرج صوتًا لكي لا ترعبه
حاولت أن تواسيه في بكاؤه ويواسيها
وهو ينظر لضعفها ورجفتها اخيرًا نام عبد لله
وضعته في سريره وخرجت من الغرفة إلى الصالة جلست على طرف الكنب وضعت كفي يديها على وجهها تشعر بالحيرة
وتشعر برغبتها في احتضان والدتها
اتى بالقرب منها
تحدث : الجازي
الجازي رفعت وجهها المحمر وأشارت له بيديها التي ما زالت ترتجفان
شعرت بثقلها عليه ، كانت مجرد أداء لنسيان الماضي ولم ينساه
كانت مجرد زوجه تُنجب بلا حب وتدير المنزل بلا عواطف!
آه اخرجتها بضيق شديد وألم لم تشعر به يومًا لناحيتها اليُسرى ثم أكملت له
: لا تكلم سيف.....كل شي واضح........
ثم نظرت إلى وجهه: بس قل لي.......وش ذنبي؟ خليتني اجيب عبد لله ليش؟........ليش......ليش تعاقبني على شي مالي دخل فيه...
سيف انصدم لسوء فهمها له من ناحية عبد لله
تحدث بهدوء: تعتقدين عبد لله عقاب لك؟
الجازي ببكاء: واشد عقاب ........كيف أصلا كنت ...
ثم سكتت باكية لتردف بقهر: كنت تتخيّلني غزل.......عشان تقدر.....تعيش معاي صح؟......عشان ما توضح لي أنه قلبك مو لي.....

ثم نهضت غير قادرة على التكملة اخذت تجول ذهابًا وإيابًا أمام ناظريه
سيف ادرك حيرتها وصدمتها يريد التخفيف عنها ولكن لم يستطع

تحدثت بانهيار وهي تشير لنفسها وتنظر لعينيه بعين باكيتين:سيف مو قادرة اصدق......مو قادرة اصدق إني عشت معاك ....وإني غبية لهالدرجة .....استغليتني عشان تنسى حبك........والحين تعترف لي.....سيف تكفى طلقني.......طلقني........ما ابي اشوفك بحياتي مرة ثانية.....ما ابي.....يكفي اللي شفته منك.....ما ابي اشوف منك اكثر من كذا........تكفى طلقني....
سيف نهض وأشار لها: الجازي هدي......هدي تكفين.....خلينا نكلم بهدوء
الجازي بانفعال وازدادت رجفات يديها: وش تبي تقول لي اكثر من كذا؟.....وش تبي تقول سيف....تبي تكلمني عن أيام الخوالي؟.....وكيف اني صرت أداء عشان تنساها.....او فرقت بينكم.....سيف طلقني....حتى عبد لله ما ابيه...اخذه مابي منك شي......ابي بس ابتعد عنك وعن كل شي يذكرني فيك.....طلقني........طلقني......
ثم ركضت لغرفتها وأغلقت الباب
بينما هو جلس يسب ويشتم نفسه وغباؤه الغير محدود
كيف سيصلح الأمر الآن كيف؟
ركل برجله الكنبة ومسح على رأسه عدّت مرات لِيُطفي ما بداخله من نيران
بينما هي دخلت الغرفة واخذت تبكي ، وهي تحاول ألا تخرج صوتًا لكي لا تزعج ابنها
ولكن لم تستطع أن تبقى هنا اكثر
كل ما فعلته نهضت سحبت هاتفها واتصلت على اخيها بندر تُريد أن تذهب إلى منزل ابيها
اتصلت فاجابها: هلا الجازي
الجازي بصوت متحشرج: بندر تعال مرني....
بندر كان في سيارته مُنذ ان خرج وهو يقودها إلى اللاشيء بسبب حيرته وعدم قدرته على اتخاذ قرار ينهي فيه خطبة سلطان من شيخه!
تحدث بأهمية: خير الجازي خوفتيني فيك شي
الجازي لم تتحمل: تكفى بندر تعال.......احس اني مخنوقة ....تكفى تعال.....
بندر بخوف: خلاص بجيك جهزي حالك باي
أغلقت الخط ثم نهضت لترتدي عباءتها، نظرت لابنها انحنت قبلّت جبينه
ثم خرجت لتردف قبل ان تخرج من جناحها: بروح بيت اهلي........عبد لله داخل نايم....
ثم أغلقت الباب
بينما هو ركض ليتبعها: الجازي الجازي....
الجازي نزلت من الدرج تحدثت : الجازي ماتت يا سيف...ماتت!
لم يستطع ايقافها ولم تستطع هي ان تبقى معه في مكان واحد وبقيت في وجهة المنزل تنتظر أخيها
وسيف متندمًا كل الندم على تهوره ، وقراره في المجيء لهنا!
.
.
.
وما هو دواء العاشقين الذي خسروا أنفسهم في طريق الحُب؟
ما زالت تبكي
لا تُريد سوى أن تحتضن حُبها، لا تريد سوى أن تنتهي قصة عشقهما كما خططا لها
لا تُريد لأي شخص أن يُفسد عليها الأمر دخلت إلى دورة المياه بكت ونظرت لوجهها
كيف لهُ أن يقرر عن حياتها، ادخلها في سِجن لا يُعرف مكانه!
كيف له ان يقرر على أن تتجرّع لوعة الفُراق اجبارًا
ارشحت وجهها وفكرت مطولًّا كيف ستتصرف
وارتعبت حينما طُرق الباب عليها ثم انفتح
وكان ناصر اخيها هو من يطرقه
توجّه لها
جلس بالقرب منها قائلًا: شيخه
شيخه بللت شفتيها واخذت نفسًا عميقًا ، وحاولت أن تتمالك نفسها وألا تبكي أمامه
تحدث : تراني كلمت ابوي وقلت له اللي سواه غلط بس...
قاطعته بسخرية: ماقتنع واللي براسه بسويه
ثم التفتت لتنظر لعينيه : عمره ما جبرنا على شي.....ليش الحين يجبرني على الزواج بالذات.....ناصر....تكفى وقّف هالأمر

ناصر شبّك يديه ببعضهما البعض: تعرفين قد ايش ابوي يعز سلطان .....وتبين الصدق سلطان ما فيه شي يعيبه....رجال والنعم فيه...
شيخة برجفة شفتيها اردفت: بس انا ما ابي ازوّج
طبطب ناصر على ظهرها: اذا على الدراسة .....ما راح يمنعك منها.....واذا عليه هو .....بكرا تتأقلمين على وجوده وتحبينه ....كل شي يبيله وقت....
شيخة شهقت ببكاء: طيب أنا مو مقتنعه فيه........ناصر.....تكفى....وقف الملكة....ادري بصير بوقت قريب.....ما ابي ....انحط في موقف غبي وانجبر....واندفن ...وانا عايشة....
ناصر بمواساة: لا تكبرين الموضوع ......شيخه صدقيني سلطان والله ينحب.....بكرا تتقبلينه
فهمت الآن
ناصر لا يستطيع أن يردع والده عن هذا القرار لذا لن تطيل الترجي والعتاب
هزت رأسها لتنهي الأمر وهي ستتصرف
سيضعونها في موقف محرج وصعب
وسيجبرونها على شيء هي لم تفكر به مسبقًا
نهض قبّل رأسها
ليواسيها ثم خرج وما إن خرج حتى سحبت هاتفها واتصلت على
.
.
.
.
كانت جالسة في غرفتها ،تأكل بالخفاء (كيت كات، جلكسي) وفي آذانيها اغنيتها المفضّلة وكانت تترنّح يمينًا ويسارًا على نغماتها
الشكولاتة عبارة عن طاقة ضخمة للسعادة بالنسبة إليها
ولكن عليها ألا تفرط في اكلها من اجل السكري!
انقطعت الأغنية لتنظر إلى الشاشة
(شيخوه يتصل بك)
اجابت برواق: هلا وغلا بحبي...
شيخة بكت هنا ، لم تستطع التحمّل تشعر بثقلٍ كبير على قلبها من شأن هذا الأمر
اردفت بصوت متقطع: نوف ......جـ....بـ...رو..ني....عليه...
نوف لم تفهم ما قالته رمت الكيت كات جانبًا ثم جلست على سريرها: ايش؟.....شيخوه وش فيك احد فيه شي؟
شيخه حاولت ان تأخذ نفسًا لتسكت نفسها عن البكاء ولكن هيهات كانت في حالة انهيار شديد اردفت: بجبروني على سلطان.......قلبي يوجعني يا نوف....

نوف بهدوء: شيخه والله احسن لك من أنك تعلقين آمال واحلام مع هالمعتوه اللي تكلمينه......صدقيني وربي يبي يتسلى فيك....ومتى ما زهق سحب عليك ورماك رمية الكلاب.......والله ما راح تندمين....

شيخة ببكاء وصوت مخنوق: واذا قلت لك اللي احبه واكلمه بندر!

نوف بعدم استيعاب قوست شفتيها: بندر؟.....بندر مَن؟
شيخه ببكاء اقوى مما قبل!: اخووووك

نوف فتحت عينيها على الآخر، ونهضت من على السرير منصدمة
: شنو؟.....مو من جدك.....وليش ما قلتي لي من قبل؟؟هااا....
شيخة ضربت على رجليها: لا تجلسين تلوميني ابي حل....
نوف مسحت على رأسها عدّت مرات واردفت بجدية: مستحيل ابوي يزوجه قبل اخوي خالد
زاد انين شيخه
ووضعت نوف يدها على فمها بندم وبتذكر: انتي قلتي له طيب؟.....يمكن لو قلتي له يكلمه ....ويقنع ابوي....
شيخه ازدردت ريقه: كلمته اليوم ....وقلت له....
نوف باستيعاب: عشان كذا وضعه اليوم مو تمام...
شيخه بخوف: كيف مو تمام؟
نوف : شكله كلم ابوي وطلع ولحد الحين ما رجع.....
ثم اردفت بضيق: شيخوه ليش ما قلتي لي.......وبندر غلطان انه سكت ولا قال أنه يبيك
شيخه بدموع: هو قال لم يتخرج عشان ما يصير لعمي عذر ويقبل الأمر بيكلمه.....بس سلطان عفس كل هالتخطيط....
نوف بضياع: طيب .......يمكن لكلمه الحين يقتنع..
شيخة بغصة: ما اظن يقبل عمي يخطب على خطبة سلطان....
نوف ضربت على جبهتها بتوتر: أي والله صدق ....واصلا ما يجوز...
ثم سكتت وزاد بكاء شيخة
فنهرتها نوف بجدية: لا تبكين يا غبية سكتي خلينا نفكر
شيخه وكأنها طفل كانت تبكي دون ارادتها على كبح هذه الدموع
سكتت نوف قليلًا وما زالت شيخه تبكي
ثم اردفت: اسمعي متى بملكون عليك؟
شيخه بلعت ريقها : مادري....بس اظن قريب....
نوف بتهور لفكرتها: اسمعيني زين.....دامك تحبينه هالكثر....وهو يحبك....اسمعيني ليلة الملكة لسألك الشيخ انتي موافقة قولي لا....
شيخه بخوف وتردد: مستحيل....
نوف بانفعال: ليش مو انتي ما تبينه؟
شيخه بخوف نظرت للباب ثم نهضت واغفلت الباب على نفسها: تبين ابوي يذبحني
نوف بجدية: كلنا نعرف طيبة قلب عمي يوسف.....قولي بيزعل عليك أي....بس يذبحك لا
شيخة مسحت دموعها: شكلك ما تعرفين غلات سلطان ...
نوف بنفس عميق: شيخوه .......ما عندك حل غير هذا........اكيد ما بحطك في الاحضان لم ترفضينه وقدام الجماعة وصعبة بس اذا صدق انتي وبندر تبون بعض ما عندكم إلا هالحل فكري فيه زين وانا بكلم بندر بعد.....وبقوله عن هالفكرة......
شيخه اخذت تفكر ثم اردف: بفكر....
نوف : لا تفلين أمها بالتفكير.......هذا يبيله قرار سريع......ومثل ما قلت لك.......هو صعب.....بس اذا تبين بندر مالك مخرج إلا هالشي.....والحين سوي نفسك طبيعية.....وحتى استعدي لملكتك .......وبعدها حطي النقاط على الحروف...وبالأخير هالشي من حقك ترفضين وتقبلين اللي تبينه....
شيخه بدأت بالارتياح: تمام.....باي...
أغلقت الخط ونوف تعجبت من حبها لأخيها ولكن عليها ان تُحدث بندر لتنظر هل هو جاد لحبه
هل تستحق شيخه العقوبات التي ستنهال عليها بعد الرفض في الملكة من أجله!
بندر لا يمكن ان يكون طائشًا تعرف اخيها كما تعرف نفسها تمامًا!
لذا فتحت الباب
نزلت وسمعت أصوات مرتفعة ومن الواضع صوت اختها وكذلك والدها تعجبت وقوسّت حاجبيها
أكملت نزولها من على الدرج وهي تسمع اختها التي تبكي: قلت لكم ما ابيه .....ابي اطلّق
تحدث والدها بهدوء: وش السبب؟.....وش سوا لك قليل الخاتمة هاللي بكاك.....وخلاط تطلبين الطلاق
بندر بحنية: الجازي اجلسي واهدي وخلينا نفهم منك كل شي
نوف بخوف تقدمت لناحيتهم: الجازي شفيك؟.....ووين عبود
الجازي بانهيار شديد: ما ابيه لا هو ولا عبود
ثم اتجهت لناحية والدها: تكفى يبه قول له يطلقني....وولده انا متنازله عنه ما ابيه
صُعق الأب هنا، خشي من أنّ هناك أمر كبير لا يمكن إصلاحه ما هو السبب الكبير الذي سيجعلها تتنازل عن حضانة ابنها
تحدث بصرامة: الجازي قولي السبب اللي خلاك تطلبين الطلاق
الجازي بصراخ وانفعال ووجه محمر: روحوا سألوه هو.....لا تسألوني عن شي.....بس ماني راجعه له مرة ثانية......ما ابيه ما ابيه...
ثم ركضت لعتبات الدرج وصعدت وهي تنوح ببكاء
نوف نظرت لبندر: وش صاير لها؟........سيف ضربها ولا...
بو خالد بانفعال: يخسي يمد يده عليها كان اكسرها له
بندر تحدث لأخته: اتصلت علي تبكي قالت اجي آخذها رحت لها.....وجبتها حاولت طولة الطريق افهم شصاير ما رضت تتكلم....
بو خالد وهو ممسك بهاتفه: راح اتصل على سيف افهم منه كل شي....
ثم توجه لمكتبه
بينما نوف اقتربت من بندر : واضح السالفة كايدة ولا مستحيل الجازي تطلب الطلاق....وتصر عليه لهالدرجة هذي....
بندر بهم: الله يعين
ثم تقدم للعبور ولكن مسكت يده قائلة: ترى عرفت بحبكم....
بندر فتح عينيه على الآخر: شتخربطين انتي؟
نوف بجدية: اصدقني القول تحب شيخوه صدق ولا تلعب؟
بندر تلعثم بسبب معرفتها تساءل: هي قالت لك.؟....
نوف بنفاذ صبر: اخلص علي .....اي.....قول

بندر بتردد شتت ناظريه عنها: واللي خلق هالروح احبها.....بس كل شي جالس يصير يعقد الأمور.....بيني وبينها...
نوف لتنهي الحديث: راح تنهي الأمر هي......بس صر رجال وقد كلمتك.......وتحمل ما يجيك بعدها.....
بندر بتعجب: شتقصدين...
نوف ابتسمت له: بسوي لكم أحلى سوبرايز......و راح تصدم الكل.......ومثل ما قلت لك.......صر رجال وقد القرار
بندر بضياع: نويّف لا تتكلمين بالألغاز
نوف رمت قنبلتها عليه: راح ترفضه ليلة الملكة......
بندر بصدمة : شلون يعني؟
نوف همست له لكي لا يتسرب صوتها لأبيها: راح تقول للشيخ انها ما هي موافقة عليه.......
بندر بحيرة: عمي يمكن هنا...
قاطعته: مستحيل يأذيها .....بيضربها لكن ما راح يموتها.......انت بعد هالسالفة راح تظل على الأقل شهر وتقدم لها.....
بندر انفتحت الآمال من جديد في حياته ولم يفكر بعواقب تلك الفكرة: وشو شهر من ثاني يوم!! بحن على ابوي يخطبها لي
نوف : كيفكم .......المهم صيروا قد القرار......لأنه بعد هالرفض بصير عواصف وحروب....
بندر بضحكة خفيفة: ربك يحلها...والحين صعدي لأختك شوفي وش فيها
نوف : تمام
ثم ركضت للصعود لأختها ، حاولت الدخول لغرفتها ولكن كان الباب مقفلًا
طرقت الباب عدّت مرات
: جوجو تكفين فتحي الباب......ما عاش من يبكيك....تكفين الجازي....فتحي الباب لا تخليني أحاتيك
اعادت الطرق مرة ومرتين وثلاث
ثم اجتمعت الدموع في عينين نوف: لهالدرجة مالي خاطر عندك يا الجازي......لا تحرقين قلبي عليك......انتي مو بس اختي انتي امي....تكفين فتحي الباب....لا تخليني احاتيك ويرتفع السكر عندي!!
لم تستطع أن تكبح نفسها أمام كلمات اختها تلك نهضت من على السرير فتحت الباب ومن ثم رمت نفسها على الجازي تبكي
نوف مسحت على ظهرها : الجازي....اشششش....اهدي يا عمري اهدي.....
ثم ابتعدت الجازي عنها وامسكت نوف بيدها وادخلتها إلى الغرفة واغفلت عليهما الباب
نوف جعلتها تجلس على السرير ومن ثم جلست بالقرب منها مسحت على كف يدها قائلة: الجازي.....عمري ما شفتك بهالضعف والانهيار.....وربي يعز علي اشوفك بهالحال......قلبي تقطع عليك.....عمري خويتي.....وامي وحبيبتي.....شفيك....شاللي زعلك.....ليش تطلبين الطلاق...مو امورك كويسة مع سيف شاللي حصل....
الجازي ابتسمت وسط انهياراتها وضعفها بسخرية: عمرها اموري معه ما كانت بخير...
نوف بعدم فهم: شلون يعني؟
الجازي تريد ان تفضفض تريد شخصًا يفهم شعورها ومن الواضح انّ نوف ستكون الشخص المُراد
فهي من وقفة معها في الولادة وهي من ستقف معها في كل الأمور
رغم صغر سنها إلا أنها ستتحمل الكثير من اجل اختها
تحدثت: سيف عمره ما عاملني بحب....وحنان....عمره ما اظهر لي انه يحبي....
نوف لتهون عليها تحدثت: يمكن هو أسلوبه كذا.......يعني فيه رجال على قولة خوياتي....ما يحبون يظهرون مشاعرهم....بس يحبون زوجاتهم.....بس هم كذا خلقه ما يعرفون يعبرون إلا بالشدّة....
الجازي بقهر : كان قاسي معاي يا نوف......وساعات احسه يشك فيني....
نوف قوّست شفتيها: شلون يشك فيك؟
الجازي بحيرة: مادري كيف اشرح لك......بس كان رسمي معي وقاسي بتعامله معي......وعمره ما قال لي كلمة حلوة...وإن تكلم.....جرحني بكلامه.....
نوف بتفهم: طيب ليش سكتي؟
الجازي بانهيار: كنت ودي أتكلم بس أتكلم لمَن....لخالتي ؟ولا لعمتي اللي هي امه....تصعبت علي الأمور....وما حبيت اثقل على احد
نوف ترقرقت عينيها: طيب وانا....
الجازي ازدردت ريقها: انتي تحملت الكثير يا نوف.....وما حبيت ادخلك في مشاكلي....
نوف شدّت على يدها: حنّا لبعض يا الجازي انتي اختي....وانتي اكثر وحده تعرفين اني ما اخش عليك شي.......ليش ما قلتي لي عن تصرفاته كان قلتي على الأقل لخالد......يتصرف معه
الجازي بندم: كنت أحاول اعطيه فرصة يتغير......لكنه ما يستاهل......والأمر اللي سكتني لم حملت......
نوف : طيب يا عمري.....عشان كذا طلبتي الطلاق.....
الجازي هزت رأسها بلا وانهارت بالبكاء: لأني عرفت شنو أنا بالنسبة له .....وعرفت سبب تصرفاته وجفاه معاي....
نوف احتضنت اختها: اهدي اهدي يا الجازي....اهدي...
شدّت الجازي على اختها وهي تردف بلا حواجز وبلا قيود: يعاملني وكأني جدار.....حسسني بالنقص.....حسنني انه في شي غير مرغوب فيني.....حسنني انه مجبور علي......وسكت.....سكت لأنه ولد عمتي ولا ابي اضايقها.....لأني شفت كيف فرحانه فيني....بهالزواج.......بس كل شي بينا كان تأدية واجب......وانا دفعت هالثمن بحملي بعبد لله
نوف ابعدتها عنها وامسحت دموع اختها وهي تردف: الجازي.......تكفين اهدي.....لا تسوين في نفسك كذا هو الخسران.....
الجازي بانهيار: عايش معاي جسد بس وقلبه وروحه مومعاي يا نوف....
فهمت الإشارة نوف واغمضت عينيها لتمتص رغبتها في البكاء
اذًا لو وافقت شيخه على زواجها لسلطان سيحدث لها كما حدث للجازي ولكن بتبادل الأدوار
ولكن ربما الشخص حينما يقرر أنه سينسى حبه السابق وسيبتدأ حب جديد ربما سيكون قادر على تقبله بعد ان يقتنع بما كُتب له
ولكن حينما يصّر عليه سيقلب حياته إلى كوارث
وسيهدم آلافًا من المشاعر
سيف هو من قرر على أن يبقى على حبه السابق، وهو من قرر أن يكون وفي بشكل خائن لزوجته
هو من دفن نفسه في تُراب المشاكل
كان لديه فرصة كشيخة الآن ، فرصة لأتخاذ القرار النهائي وإن كان مؤلمًا للبعض
ولكن من شدّت صدمته عجز عن الأمر واتخذت والدته ضعفه مخرجًا للسيطرة عليه
وما فعلته والدته خوفًا عليه وظنًا انّ سعادته لن تكون مع غزل بل مع غيرها
هي تحبه ولن تفكر يومًا في أذيته
ولا يوجد في هذا الكون ام تريد إيذاء ابنها إلا الحمقاء
او التي لا تملك قلبًا في الأصل!
بأنانيتها المغلفة بالخوف على ابنها حطمّت قلبين او ثلاث دون قصدٍ منها!

تحدثت نوف: هو الخسران والله ......هو الخسران يا الجازي....
الجازي ببكاء : اللي يحبها ملكتها الليلة على غيره........وما ابي أقول لأبوي عن السبب عشان لا اخرب علاقات.....واكون سبب في خراب بيوت...
نوف بكسرة خاطر: آه على قلبك الطيّب الجازي.......
ثم حضنتها واردفت لتواسيها: اتركيه عنك يولي......وخليه يبتلش في اسالت ابوي وإن فضح نفسه لا تدافعين عنه.........بس أقول لا تستعجلين على الطلاق.....
ابتعدت الجازي لتكمل نوف: وش ذنب عبد لله....
الجازي مسحت دموعها: عبد لله عقاب لي....
نوف : كيف عقاب لك؟
الجازي بللت شفتيها: وجوده بينا......بأخر الطلاق.....والكل بقول لي نفس جملتك ارجعي لزوجك عشان ولدك.....
نوف انخرست ولم تعرف كيف تجيبها لذا نهضت وهي تقول: اتركي عنك سيف وعبد لله وقومي غسلي وجهك وخلينا نتعشى مع بعض ونشوف لنا فلم....
الجازي بتنهد: مالي خلق خليني بروحي....
نوف بعناد: والله ما راح اخليك بروحك.........قومي غسلي وجهك.....وانا بصعد الأكل وراح اكل معك هنا.....طيب...
الجازي مسحت بقايا الدموع هزت رأسها بالموافقة وانحنت
نوف وقبلت رأسها: ربي يفرجها عليك يا اغلى اخت بالدنيا
ثم خرجت من غرفتها
.
.

وفي مكتب والدها ارتفع صوت ابيهم بقوله: كيف بتحلها!!....اقولك الجازي تبي الطلاق.....بنتي ما جاتني بهالليل وطلبت الطلاق الا لشي كايد.....سيف....انت ولد اختي على عيني وراسي....بس انك تضايق بنتي.....او
قاطعه سيف وهو ينظر لأبنه النائم: خالي.....تكفى لا تضغط علي....خلها هي تهدأ.......وبعد يومين بجي واكلمها......
بو خالد بعصبية: انا متصل عليك افهم السالفة......وش اللي خلاها تطلب الطلاق وتجي لي منهاره كذا ....حتى ولدها ما تبيه وش مسوي فيها؟
سيف تلعثم كيف سيقول انه خائن ولكن بطريقة أخرى
واتخذ من خيانتها القساوة عليها وجعل حالها كحال أي قطعة اثاث امامه
تحدث بحزم: خالي ......لو ما قدرنا نحل الأمر قلت لك......تكفى لا تضغط علي.....
بو خالد سكت لوهلة وبتقدير لحال سيف اردف: طيب.....بس والله يا سيف لو اعرف انّ الغلط عليك ولها الحق في اللي تسويه .....لا تلومني على اللي أنا بسويه بعدها!
سيف تنهد بضيق: طيب ....تصبح على خير
ثم اغلق الخط بو خالد وهي يتمتم: الله يهدي النفوس يارب
.
.
.
.
سيف تقطعّت السُبّل من امامه في إصلاح الأمر
ها هو الآن تسبب في كسر قلبين بدلًا من الواحد، لا يدري كيف سيُدير أمر الجازي
يعلم انّ كسرها كبير وربما لا يُجبر نظر إلى ابنه ، بحسرة وتندم
زفر بقهر: اففففففف......
رمى نفسه على السرير واخذ يفكر ويحدّق في السقف بلا كلل!
.................................................. ........................


لم يستطع النّوم ...كان مستند على كرسيه ويحدّق للاشيء
طيلة الليل كان يفكر بها ، وبحبهما وبالتضحيات التي فعلها من اجلها
انعزاله عن والديه وطلاقه من زوجته التي تزوجها للتخلّص من ذكراها
ولكن لم يستطع وزوجته آنذاك لم تستطع التأقلم مع رجل عقله وتفكيره ليس معها
ودومًا ما يُخطأ باسمها أمامها حاولت ألا تكون غيورة لتلك الدرجة ولكن لم تستطع
فطلبت الطلاق وهو لم يعاند لكي لا يظلمها معه
ومن التضحيات ايضًا
سفره ليسوف وتهديده وخلق كذبة ندم عليها كل الندم
كذبة أنّ نور ليست ابنته وإنما ابنت امير
تسبب في ذلك الوقت بارتفاع الضغط لدى يوسف، وجعله يكره ابنته
حتى أنه اجرى تحليلًا لإثبات الأبوّة ولكن امير هدده وسحب منه الورقة قبل ان يفتحها
كان بينهما مشادّة في الحديث، ورفع يوسف أمامه الورقة
قائلا: هالشي بيثبت حقارتكم يا كـ....
ولكن أمير سحبها قائلا بكل خبث: ماله داعي ......ئلت لك من ئبل نور بنتي.....ما هي بنتك...
فتذبذب يوسف من ناحية أخرى لذلك تنازل عن ابنته ومن قهره وأنانيته لم يبحث عن حقيقة الأمر
بل كان منصدمًا ويريد الخلاص من الاثنتين بلا فضائح!
وللحفاظ على عائلته ، ولام نفسه كثيرًا على الزواج منها وكسر قلب زوجته منيرة من اجلها
كرهها وحاول ان ينهي الأمر بهدوء دون ان يتسرب السبب لأعضاء عائلته وخاصةً والده !
لذا تنازل عن ابنته الذي اسماها بـ (نورة )
ولكن والدتها دومًا ما تسميها بنور ولكن حقيقةً اسمها في الأوراق الرسمية نورة
تنهّد لهذه الذكريات ، هل كل ما فعله لا يعد من الصوّاب؟
هل اظلمت ابنتها هي ايضًا!
ما هي مبرراتها على تلك الخيانة
آه
الآن فهم عجز يوسف وقلة صبره في امر التنازل عنهما ليداري فضيحته
فهم شعوره وتندم على ذلك
قطع عليه هذا التفكير صوت رنين الهاتف المكتبي
ضغط على الزر
فتحدث السكرتير (مترجم): سيد أمير السيّد لويس يُريد مهاتفتك الآن
أمير مسح على رأسه عدّت مرات وبتعب (مترجم): حسنًا.....حوّل الاتصال عليه
لم يأخذ إلا ثوانٍ قليلة وتحوّل الاتصال
فقال امير باحترام شديد ، وكيف لا يحدث هذا وهو يتحدث مع أكبر رجال الاعمال في هذه البلد والمدعوم من قبل مسؤولين كبار
فله العديد من الاعمال الخيرية
ودعم القضايا الإنسانية وحتى السياسية
لذا هو رجل ذو هيبة ، وصرامة في الحديث
(مترجم): اهلا سيد لويس....

لويس بصوت متزن(مترجم): اهلا بك......سيد أمير

ثم نظر للأوراق بحيرة(مترجم): أمير....اتصلت بك من اجل امر طارئ.....

أمير لا يريد شيء آخر يشغل تفكيره اكثر من اللازم
فطاقته نفذت
(مترجم): ماذا حدث سيدي؟
لويس بهدوء(مترجم): تصلني رسائل تهديد من أجل امر.....العمل الخيري الأخير....اعتقد أن هناك عصابة ليست هيّنة....تُريد أن تتخلّص من اعمالنا واخذ المال المدفوع لها .....ليكون من نصيبهم...
امير قوس شفتيه(مترجم): ماذا؟......هل اخبرت المسؤولين ......لن يقبلوا هذا الأمر ابدًا.....حتى المدنيين هنا لن يتقبلوه

لويس اخذ نفس عميق(مترجم): لهذا اتصلت بك........حدثتهم مسبقًا عن تلك التهديدات ووصلني الأمر في التوقف عن عمل الإنشاءات.....والاعمال الخيرية الأخرى....وشددوا على منزلي الحراسة.....من اجل الحماية!
أمير بتعجب(مترجم): هل توصلوا إليهم؟
لويس (مترجم): حدثني رئيس الشرطة أن نفس تلك الرسائل تصل إحدى الرجال المهمين في هذا البلد.....ايضًا .....عصابة كبيرة لها نفوذ واسع.....همها رجال الاعمال والسياسين .....واخذ الأموال منهم لذلك.......اخبرت كل من عملوا معي في نقل أموالهم خارج البلد والسفر بعيدًا في اقرب وقت ممكن.....وستكون هناك حراسة مشددة لحمايتكم من قبل الأمن.....

أمير يبدو أنّ الأمور تعقدت اكثر لذا تحدث بتردد(مترجم): سيدي في هذه الأوان ...لا استطع.......لدي أمور عائلية خاصة ....تلزم علي البقاء هنا...
لويس لينهي النقاش(مترجم): حسنًا......سأضطر بإزالة اسمك من النظام في الاعمال الخيرية والاعمال الأخرى .....لكي لا يتوصّلوا إليك وهذا امر بسيط عليّ ان افعله من اجل حمايتك.......

أمير باحترام(مترجم): ماذا عنك سيدي؟

لويس بهدوء(مترجم): سابقى هنا لأنظر للأمر ومن ثم سآخذ عائلتي وسأسافر بعيدًا بشكل سري....والآن ساغلق الخط ....امير انتبه على نفسك وعائلتك لا اريد أن يتضرر احدًا بسببي....

أمير (مترجم): لا تقلق...سأبذل كل ما بوسعي لحمايتهم .....
ثم اغلق الخط ونهض سريعًا، ساحبًا هاتفه الخلوي
دام الأمر وصل إلى التهديدات لمن هم أكبر منه
حتمًا سيصله الأمر وعليه أن يحمي عائلته وإلا
نفضح الأفكار من عقله
فتح هاتفه انهالت عليه المكالمات برقم مجهول
ورسائل
لفتت انتباهه رسالتها تلك
التي كتبت فيها
(أمير.....عارفة منيح أنك توصلت لحقيقة الأمر ياللي بخاف منها
امير باحلف إلك كنت مجبورة، هددوني لو ما عملت معهم راح يئتلوا بنتي نور
وانا ما عندي اغلى منّا بعدك
احترت شو راح اعمل عملت مع جورج من اجل مهمة وكلني إيّاها
مشان اعمل جواز باسم مُراد بذاك الوئت ما كنت بعرف انه نفسوه ياللي ئتل بنتي
وما فكرت منيح كان يئدر يطلعوا لإلوا بس كان بدوا إياه بطريئه سريعة حتى يهروبوه من البلد عن طريق شخص تاني ما يشكوا فيه الأمن
اللي هوّي انا
لأنه وئتها انمسك بقضية مخدرات ولكن طلع منها!
ساعدته بدون اعرف
واستغلني اكتر في حماية بنتوا.....ايلاف
صديقة نور هي بنت جورج
استغلني بتوقيع عقود........واستغل خوفي على بنتي واعتدى عليّ
عمري ما خنتك أمير
مشان الله لا تفكر فيني هيك
احمي بنتي امير منهم ، وخبرها عن كل شي
خبرها أنه عنّدها بنت
خبرها أن يوسف عمروا ما كرها
وخلها ترجع على بلد ابوها بترجاك
جورج ومراد ما راح يخلوها بحالها
وكمان انتّا ارجع على البنان
وسامحني امير
سامحني ما بئدر شوفك تاني
سامحني)
مسح على رأسه عدّت مرات وقرأ رسالتها بما يقارب الست مرات
من اجل أن يستوعب معنى حديثها الأخير
ثم همس بخوف: لالا ديانا ما بتعملها...
ثم خرج من المكتب راكضًا إلى سيارته
قلبه بدأ ينقبض وعقله يشتم جورج ومُراد بلا كلل
ماذا لو ؟
نفض الفكرة من رأسه ، وبدأ بالقيادة ومن ثم اتصل على نور
والتي كانت تغط في سُبات عميق ، كانت مستلقية على ظهرها بارتخاء شديد
وواضعه يديها بالقرب من رأسها
سمعت الرنين وسريعًا ما نكمشت حول وسادتها وحضنتها وهي تتأفف
سحبت الوسادة الصُغرى وغطّت بها رأسها
ولكن أمير هنا زاد خوفه اكثر وكان هناك زحمة سير فصرخ متوترًا
: يا الله مو وئت هالزحمي
أعاد الاتصال فنهضت وهي تشتم المتصل
ولكن ما إن نظرت للشاشة حتى سكتت واجابت: بونجور بابا أمير...
قاطعها بخوف: نور بنتي....أميك جات على البيت ولا؟
نور أبعدت خصلات شعرها للوراء وبصوت مليء بالنوم: لم كنت بنام ما شفتكم كنت افكر انكم طالعين مع بعض...

أمير اغمض عينيه وبدأ بضرب (البوري_الهرن)
لا يُريد ان يجعلها تتشاغب لذا قال: تمام اجل راحت على شِغله ....يلا ئومي روحي على جامعتك...
نور بهدوء: تمام ...
امير : باي
ثم اغلق الخط واجرى اتصال سريع مع إحدى رجاله ليبحثوا عنها ويتوصلوا إليها
ولكن هناك اتصال جعل موازينه تتغيّر
اتصال بنفس الرقم المجهول الذي انهالت عليه اتصالاته بعد أن فتح هاتفه لهذا الصباح
قلبه وقع في قيعان الشك والخوف توقف أمام الإشارة
أجاب (مترجم): الو....
اتاه صوت رجالي حازم(مترجم): السيّد أمير.....
أمير ازدرد ريقه (مترجم): نعم....معك.....من أنت؟
الرجل تحدث بشكل رسمي(مترجم): عزيزي من فضلك أأتي إلينا ....إلى مستشفى أكسفورد الـ......
أمير انفصل عن العالم
وأخذ يفكر مطولًا
هل هربت من الحياة
أم هم من هربُّوها مرغمة
ماذا حدث يا تُرى !؟
ماذا حدث...
هل يُعقل أنه سيفقدها للأبد بدلًا من فقدانها لثمان سنوات
هل يُعقل أنها ستكون
تحدث الرجل لمقاطعة أفكاره(مترجم): سيد امير هل تسمعني....
أمير نزلت دموعه على خديه مسحها سريعًا وبدأ بالقيادة : ok……I will come to here…..
انقطعت أنفاسه واشتدّت حرارة جسده كل الأفكار السيئة أتت إليه لتحاوطه وتحتضنه بعمق حُزنها
قال له انه سيأتي إليها
قال لسانه ذلك وبه رعشة خوف من فُراق عميق قاهر!
ليس له القدرة على السيطرة على خوفه
هل ظلمها حقًّا....لا يهم
كل ما يعرفه الآن هو ما زال يحبها وخائفًا من فقدانها
ولكن ماذا حدث هل قتلوها؟!
اصبح أمام باب المستشفى ...رجلاه لم تعد قادرة على حمله لم تعد قادرة على ثقله
جرّ قدمه اليُمنى وقدمها على اليسرى ليخطو اوّل خطواتها للفاجعة التي تنتظره
قلبه بدأ ينشد ويعزف ألحانًا غريبة من الخوف
ومن الاشتياق
فجأة اخذ يشتاق إليها ونادمًا على عدم ذهابه بالأمس للمنزل
ترقرقت عينيه
اخيرًا دخل إلى المستشفى ،
من هم في الاستقبال وقفوا احترامًا له لأنهم عرفوه فهو رجل أعمال مشهور كما ذكرت سابقًا ويظهر في التلفاز والجرائد
اخبروه بأن يتوجّه إلى الطابق الثاني لمكتب الدكتور براد
ذهب، وعقله يسترجع الذكريات القديمة
وقلبه ينزف حُبًا جديد واشتياق عظيم
وندم كثير !
وصل إلى المكتب رأى افراد الشرطة ، امام باب المكتب المفتوح
والطبيب يتحدث معهم
وما إن رآه الطبيب تقدم إليه
تحدث بضعف أمير(مترجم): أين ديانا؟
الطبيب اخذ نفس عميق وطبطب على كتفه(مترجم): سيّد امير.....لا اعرف كيف اخبرك ولكن...
أمير ما زالت عينيه مليئة بالدموع وشفتيه ترتجفان خوفًا مما يدور في عقله(مترجم): ماذا.......ماذا حدث لها؟
الطبيب بهدوء(مترجم): تم العثور عليها في الحدود الغربية......مطلقًا النار عليها
اغمض عينيه امير وشعر بدوران رأسه
أصبحت مخاوفه امام عينيه وتحت مسامعه
اكمل الطبيب شارحًا الأمر(مترجم): وبعد التحقيق الجنائي السريع.......والعثور على البصمات أكدت انها عملية انتحارية .....
صُعِق وخانته رجلاه من ان تشيله فجثل على ركبتيه
وامسكه طبيب (مترجم): سيد امير
امير تحامل على اوجاعه ، نهض وعينيه مليئتين بالدموع
(مترجم): أين هي......
اتى احدى رجال الشرطة بقول: سيد امير عليك أن تراجعنا في المركز لإنهاء الإجراءات اللازمة
امير نهض وسأل الطبيب متجاهلًا الشرطي: اين هي؟
الطبيب نظر للشرطي وكأنه يريد الاذن وفعلًا هزّ رأسه الشرطي للذهاب معه وتوجهوا إلى الغرفة المنعزلة
تحدث امير(مترجم): اتركنا لوحدنا
الطبيب برفض يعلم أمير ربما دخل في حالة صدمة ولا يدري ما الذي قد يحدث الآن له
فقال(مترجم): سيّد..
قاطعه أمير بضعف (مترجم): رجاءً

دخل أمير وانغلق الباب عليهما رأى جثتها الممددة على السرير الأبيض والغطاء الأبيض ايضًا مغطي جسدها ووجهها
يُريد أن يتأكد هل هي ديانا أم لا؟
اهتز جسده بضعف
واقترب منها، مدّ يديه لإزاحة الغطاء وهو يرتجف خوفًا
واخيرًا ازاحه
ونظر لوجهها وخارت قواه وانحنى للأمام مغمض العينين يبكي
بلا صوت
وجهها شاحب وشفتيها مبيضتين
رأسها ملفوفًا بشاش ابيض وعلى جانبه بقعة حمراء !
تحدث بهمس: ليش عملتي هيك؟.....ليييييييييييييييييييش....
نظر لوجهها واخذ يمسح على خصلات شعرها المرتخية جانبًا على السرير
سقطت قطرات دموعه على وجهها تحدث بألم: ديانا ......انا مسامحك .....بس ما فيني اسامحك على هروبك مني وانتحارك......ديانا....

انخرس برغبة شديدة للبكاء بكى بصوت شبه مسموع
ولم يُمانع نفسه في أن يرفع الجزء العلوي من جسدها لاحتضانه بشدة
وبكى وهو يلومها ، ويوبخها
واخيرًا جلس على طرف السرير واخذ يطبطب على ظهرها
وعينيه محمرتين والطبيب ينظر إليهما من خلال النافذة الدائرية المتوسطة الباب
تحدث: ديانا.......كيف راح عيش......ونور كيف راح ئلها انك ...
شدها إليه اكثر ، قبّل كتفها الأيمن
بكى وهو يهزها يمينًا ويسارًا
وهمس في اذنها: ليش اضعفتي؟.....للللللللللليش...

ومن ثم نهض ووضعها على السرير وهو يبكي بدموع كثيفة وبهلوسة : نامي.....نامي حبيبتي نامي...
قبلها على جبينها ومن ثم ارخى جبينه عليها واغمض عينيه
لا يُريد ان يتركها ،يشعر بالخوف من فكرة العيش دونها
كيف سيتأقلم على فقدانها
يشعر بالألم ،لا يريد ان يودعها لا يريد ان يعيد تلك اللحظات بالقرب من الجبل حينما بكت تريد منه حلًّا لزواجها من يوسف
ففي تلك المنطقة التي ترككها قبلها قُبلة الوداع وافترقا
هل حان موعد هذا السيناريو
هل حان موعد الحلقة الأخيرة من حياتهما مع بعض!
ودّ لو يحطّم جورج ومُراد ولكن الآن هو ضعيف
ضعيف لدرجة غير قادر على ان يقف مرةً أخرى على الأرض
وثقله كله في نقطة اتزان جبينه المسند على جبينها
بكى بصوت وشدّ على كتفها
لا يريد منها ان تختفي لا يريد ان يبقى وحيدًا كما في السابق
لا يريد أن تترك على كتفه عبء ثقيل ومظلم!
فتح عينيه ، سقطت دموعه على وجنتيها
همس بضعف: كسرتيني.....كسرتيني ....ديانا.....الله يخليك .....ئومي.....

قبلها قُبلة الوداع ثم نهض ، وجسده يهتز بضعف ، العالم كله اصبح ضيقًا عليه اصبح خانقًا له
غطاها ببطء وكأنه لا يريد ان ينسى ملامح وجهها خائفًا ان ينسى شكلها
ثم
لم يخرج!
لم يستطع أن يخرج سحب يدها من تحت الغطاء قبلها وجثل هنا على ركبتيه ودخل الطبيب
انهار كليًّا هنا وبكى بلا حول ولا قوة
اخذ يلومها وتارة يلوم نفسه
صرخ الطبيب لإحدى الممرضات في جلب المهدأ
وهرعت إليهما سريعًا سحب الطبيب يده من يد زوجته وثبت امير حتى حقنوه وبدأ يتجاوب مع المهدأ
وترك يد ديانا تتدلّ من على السرير وهو جسده ارتخى كليًّا على الأرض واتى بنقالة ونقلوه لغرفة جانبية أخرى
.................................................. ........................
.
.
.
.
.
استيقظت من نومها ، تشعر بالارتياح بعدما ما حدث بينها وبين قصي بالأمس
ولكن بدأت تفكر ما هي نهايتها معه؟! ولكن لم تطوّل في التفكير
سحبت حقيبتها لترتيب جدولها الدراسي
وتبدأ بالمذاكرة ولكن شعرت بالجوع، نهضت من على الكنبة متوجهة للمطبخ
فتحت الثلاجة
والتي تحملها بداخلها مالذ وطاب من الأصناف
قصي لا يقصر معها ابدًا من هذه الناحية ولكن
اين (الشيبسات الشوكلاتات، والحلويات)
هل قام برميهم بالأمس قبل ان يذهب؟
تأفأفت
وضربت برجلها على الاض بقول: ياربي ليش؟
ثم نظرت لأرجاء المطبخ بملل : والله مالي خلق اطبخ....
فكرت اكثر وهي تردف: شكلي راح انزل للبقالة واشتري كيسة السعادة
ثم ركضت لناحية الغرفة ، وسحبت من على الشماعة
عباءتها وغطائها ارتدتهم بعجل
ومن ثم خرجت دون ان تأخذ هاتفها الخلوي وبينما نسيت أن تأخذ مفتاح الشقة معها!

.
.
.
انتهى







JAN 06-14-2020 08:03 PM


البارت التاسع




.
.
.
لم ينم بسبب بكاء الطفل وحاجته للغذاء والتبديل
فاضطر بالأمس إعطاؤه لوالدته التي اخذته يمنةٍ ويسرى بالأسالة التي لا جواب لها
اخبرها أن زوجته ذهبت إلى بيت خاله لأنها متعبة ولكن لم تنطلي على والدته تلك الأكاذيب التي قالها ولكن رحمت حاله ووضعه واخذت الطفل من يده
واسكتته وارضعته من الحليب الصناعي وغيّرت ما تحته وبعد ان نام وضعته بغرفتها هي وزوجها
تساءل أبا سيف عن الأمر فقالت زوجته: بكرا نسال ولدك
لم يخرج من غرفته إلا للعمل وبعد انتهاؤه
ولأنه ليس هناك مناوبة له في هذا اليوم اتى باكرًا وحبس نفسه في الغرفة لا يُريد ان يسأله احد عمّ حدث بينهما
وابنه ما زال عند والدته
اخوانه عادوا من اشغالهم تناولوا وجبة الغداء وكلًّا منهم ذهب ليرتاح في غرفته
كيف يتصرف مع الأمر ، كيف؟!
يصعب عليه الأمر بينما هو مخطأ وليس لهُ الحق في التبرير والدفاع عن نفسه لأنه لا يجد كلمات في الواقع تبرؤه مما وقع على اكتافه من ذنب!
أخيرًا خرج من جناحه ونزل إلى الصالة رآه والده فتحدث: سيف تعااااااااال ....
اغمض عينيه ليمتص التعب الذي جثل على قلبه فجأة
ذهب لناحية والده ووالدته تُراقبه وتراقب تعابير وجهه وابنه في حضنها
أشار له والده: اجلس
جلس سيف وشبّك يديه ببعضها البعض
بو سيف : اللي عرفته زوجتك زعلانه......بس اللي ماني فاهمه كيف تركت ولدها عندك.....اغلب الأمهات همهم اعيالهم .....شصاير؟......وش اللي خلاها تروح بيت أهلها حتى ولدها ما خذته...
سيف بهدوء نظر لأبيه: يبه ما فيه زوجين خالين من المشاكل.....صارت بيني وبينها مشكلة.....بالأمس وطلبت تروح بيت أهلها وما رفضت وتركت عبد لله لأنها تعبانة....
بو سيف بتذكر: وليش ما جيت ملكة عمك......ليش ما تعوذت من ابليس وجبتها معك بدل جلستكم اللي مادري كيف صارت وتمشكلتوا مع بعض فيها....
سيف ...ما هو هذا الأمر الذي تسبب في خلق أكبر المشاكل بينهما!
تنهد بضيق: على العموم صار اللي صار...
ام سيف لم تحبذ التدخل الآن لأنه سيف غير متاح لحديثها الغير مقبول
سكتت وستأجله في ميعاد آخر
بو سيف بجدية: روح كلمها وراضها......ورجعها ببيتها يا سيف.....
سيف نهض بهدوء: إن شاء الله....
ثم نظر لوالدته: يمه ديري بالك على عبد لله....واضح ام عبد لله بتطوّل
ثم خرج ولم يترك مجال لوالده للحديث وعلى خروجه نزل قصي
والتفت إليهما وإلى وجههما الخالي من أي ردت فعل
سحب عبد لله من يد والدته وهو يقول: يا زين هالخشة......
ثم قبّل خده بلطف : سيف ما نزل؟
ام سيف بشتات ذهن: إلا .....وطلع.....
بو سيف نظر لأبنه: شكلك طالع...
قصي اعطى والدته عبدلله : بروح النادي.....يلا عن اذنكم
بو سيف نظر لزوجته: اتصلي على الجازي وسأليها وش فيها.......كلام ولدك ما عجبني .....
ام سيف ازدردت ريقها: لا تاكل هم بكلمها بس بنوّم عبود
بو سيف نهض: زين......انا طالع عندي كم شغلة أخلصها وارجع فمان الله
ام سيف : فمان الكريم
ما إن خرج حتى تمتمت: آه يا سيف ليكون قلت لها وهدمت بيتك بإيدينك
ثم نهضت متجه للدور العلوي لترضع الصغير!
.................................................. ........................
مشت لناحية (الشيبسات والشكولاتات) اخذت الأنواع التي تفضلها حاسبت ومن ثم خرجت من (البقالة) وكانت قريبة جدًا من العمارة التي تسكن فيها
مشت بخطى مطمئنة وهادئة ، الوقت يُشير إلى الساعة الرابعة عصرًا
الشارع ليس ممتلأ كثيرًا بالناس ولكن هناك مجموعة من الصغار التي تتراوح أعمارهم بين السابعة وحتى الثانية عشر من العمر
يلعبون كرة القدم في الواجهة الرملية بالقرب من (البقالة)
وهي تمشي احدهم ركل الكورة بقوة وأتت في منتصف رأسها تمامًا
صرخت متألمة وهي تشتمهم التفتت عليهم : عمى ان شاء الله وين عيونكم ......
أتى احدهم ذو العشر سنوات: في وجهنا يعني وين بالله
اتى الآخر ساحبًا الكرة من تحت قدميها : بالغلط جاتها(ركلها) اخوي عليك.....
مُهره استغفرت ثم ولّت بظهرها عنهما ، حقيقةً آلمتها الركلة ولكن تحاملت على نفسها واكملت الطريق إلى أن دخلت العمارة ومن ثم صعدت إلى شقتها وما إن وقفت امام الباب
أدركت فهاوتها واضطرب قلبها
دون شعور رفعت نقابها من على وجهها وصفقت على خديها: يا ويل حالي........صدق إني غبية كيف ما اخذت المفتاح....
ثم ضربت على جبهتها: والجوال....
سقط الكيس من يدها واخذت الحيرة تسيطر على تفكيرها كله
ولكن حاولت ان تتزن اعادت النقاب على وجهها سحبت الكيس من على الأرض
وتوجهّت للشقة الجانبية
وهي خائفة ضربت الباب بخفة وهي تطلب من الله ان يلطف بها
قصي لن يرحمها على خروجها دون استئذان
ولن يغفر لها خطيئتها وغباؤها في الآن نفسه
اتاها صوت انثوي تتساءل من الطارق
فأجابت: انا جارتك مُهره....
فتحت الباب وجعلتها تتفضل
مهره ما زال النقاب عليها
قالت لها: شيلي نقابك زوجي ما هو هنا....
ازاحت مهره النقاب عن وجهها حكت جبينها بتوتر
صافحتها: أنا مهره جارتك.....طلعت اشتري لي شغلة ونسيت مفتاح الشقة عن ما آخذه وجوالي بعد.....فاعذريني جيتك بوقت غير مناسب
صافحتها بحرارة وابتسمت في وجهها: حبيبتي ماله داعي للاعتذار.....والوقت مناسب تفضيل تفضلي جلسي ...
جلست مُهره ، ووضعت الكيس جانبًا
متوترة ولا تريد ان تتخيّل ردت فعل قصي
ذهبت الفتاة لجلب الماء
ثم أتت وناولتها الكأس وهي تقول: أنا اسمي فاطمة...
مُهره ارتشفت القليل : تشرفت....
فاطمة بهدوء: تشرفت بك أكثر......ما عمري شفتك بصراحة واضح انك ما تخرجين كثير....
مُهره بتورط: أي.....يعني احب الجلوس بالشقة اكثر.....وحدي اروح وارجع من المدرسة....
فاطمة بابتسامة ورحابة صدر: ما شاء الله عليك.....انا عكسك احب الطلعات مرا.....بس من بعد ما راح زوجي على الحد الجنوبي .....ما عدت اخرج كثير....
مُهره شعرت بالحرارة والاختناق لابد ان تعود للشقة قبل فوات الأوان فتحدثت : الله يرجعه لك سالم يا رب
فاطمة : آمين.....
مُهره باحراج: فاطمة مع ليش آخذ جوالك اتصل على زوجي بس....
فاطمة نهضت : اكيد حبيبتي...
سحبت هاتفها من على الطاولة ومدّته لمُهره
مُهره اخذته، وعندما أرادت الاتصال عليه تذكرت انها غير حافظة لرقمه
فازدردت ريقها
كيف تتصرف الأمر اصبح معقدًا اكثر
هل تتصل على عمها؟!
رفضت الفكرة تمامًا، لا تُريد أن توصل الأمور إلى هذه الدرجة
قطع عليها الأفكار ذلك الصغير حينما اتى إلى والدته
قالت مُهره: نسيت رقمه......
فاطمة حملت ابنها إلى حضنها : رقم زوجك؟
مُهره واجتمعت الدموع في عينيها: أي
فاطمة تطمئنها: مع ليش يمكن يرجع بالليل .....فتطلعين له وخلاص......وزوجي قلت لك ما هو هنا فاخذي راحتك ولو حابة تتصلين على احد ثاني من اهلك ما فيه مشكلة.....
ما لا تعرفينه حقيقة هذا الزواج ،
مُهره لتضيع توترها وخوفها: ببقى هنا للمغرب الله يعينك علي...

فاطمة : شدعوة....من الله انا ابي احد اتسلى معه.....بقوم اسوي شاي وقهوة ...ونجلس نتعرف على بعض اكثر....
نهضت فاطمة ووضعت ابنها على الكنب: حمودي حبيبي اجلس عاقل
مُهره نهضت وجلست بالقرب منه: ابنك؟
فاطمة وهي تجمع شعرها وتضعه جانبًا: أي اسمه أحمد....وعمره ثلاث سنوات
مُهره اخذت تلاطفه بالحديث ومن ثم قالت: الله يخليه لك
وذهبت فاطمة إلى المطبخ لتعمل الشاي والقهوة
وتضع في صحون التقديم المكسرات والحلويات
وكذلك (الفصفص)
مُهره اندمجت مع الصغير ولكن مرعوبة كثيرًا من فكرة قدوم قصي وهي في خارج الشقة ستنهي الأمر بعد قليل بعد ان تتصل على عمها

أتت فاطمة بعد ربع ساعة وفي يدها صحن كبير وضعته على الطاولة ومن ثم ذهبت للمطبخ لإحضار دلة الشاي والقهوة
مُهره باحراج: كلفتي على نفسك...
فاطمة تسكب القهوة في الفنجان: حبيبتي ما فيها كلافه.....وزين نسيتي مفتاحك عشان اتعرف عليك
ضحكت مُهره بخفة على غباؤها في الواقع: ما اكذب عليك إني متوترة
فاطمة طبطبت على فخذها: مانتي في الشارع ......انتي في امان وزوجك اكيد بيجيك بالليل....
مُهره توهقت كيف تخبرها أنّها متزوجة بالسر ، ولا تراه يوميًا
ابتسمت مجاملة لها لتخفي خوفها
فأردفت فاطمة: بصراحة ما عمري فكرت اتعرف على الجارات .......لأنه بالاصل تو ناقلين لهالشقة وبعد رجوع زوجي باذن الله بننقل بشقة في بيت ابوه....اريّح له واصرف له....
مُهره بهدوء: ليش ما سكنتوا من البداية
فاطمة مدّت صحت البقلاوة لمُهره: لأنه ما بعد يبنون بيتهم الجديد من الأساس لأنهم كانوا ساكنين ببيت جد زوجي ولكن توفى والكل خذ نصيبه ...عاد.....تو خلص بيتهم من البَني....وزوجي اصر نتزوّج في ذيك الأوضاع....
مُهره اندمجت معها بالحديث: هو يصير لك.....
فاطمة بابتسامة: ولد خالتي.....
مُهره بشقاوة : تزوجتوا عن حب؟
ضحكت فاطمة بحرج: لا .....زواج تقليدي......بس بعد الزواج صرنا عشاق
مُهره ضحكت بخفة: هههههههه الله يهنيكم...
فاطمة ارتشفت القليل من القهوة: أي وأنتي؟
مُهره بتوتر : أنا ايش؟
فاطمة مبتسمة: شكلك صغير....وما يوحي انك مزوجه......
غمزة لها: شكلكم مزوجين عن حُب....
شعرت وكأن ماء بارد سُكِب عليها كيف تُجيبها
لن تنسى تحذيرات زوجها لها في الافشاء عن هذا الزواج والتحدث به
اكتفت بقول: انا مزوجة بالسر لظروف
شهقت هنا فاطمة حتى لفتت انظار ابنها لشكلها المذعور
كان ابنها جالسًا في وسطهما يلعب بلعبته بهدوء
: حرااااام....توك صغيرة وش حادك على الزواج هذا....
مُهره لتنهي المسألة: ظروف....ولله الحمد طحت في واحد كويّس
فاطمة بشفقة : بس معروف هالزواج هذا حقوق المرأة فيه ضعيفة ومسلوبة بعد......اهلك جبروك....يعني...
مُهره لا تريد أن تكثر الحديث ، فالأمر حقًّا بدأ يضايقها
نظرت للصغير مسحت على رأسه: نصيب......يا فاطمة .....وهذا نصيبي....
فاطمة بحرج: انا آسفة لو ...
قاطعتها وهي تحمل احمد وتقبله: لا عادي بس خلينا نغير الموضوع
فاطمة ابتسمت وهي تنظر لأبنها: صاير هادي لم شافك ....شكله مستحي....
مُهره قبلته مرة أخرى: فديت اللي يستحون....
ثم اخذت تلاعبه وتلاطفه....
وسرحت قليلًا تذكرت ، ماذا لو لم يأتي قصي اليوم لها هل ستتغيّب عن الاختبار؟!
اوه غدًا .....اول أيام المراجعة وهناك اختبار شهري أخير عليها ان تذاكره
نهضت كالمقروصة
حتى تساءلت فاطمة: مُهره حبيبتي وش فيك؟
مُهره بتوتر: فاطمة لازم ارجع الشقة ......علي اختبار بكرا....وما ادري زوجي اليوم يجي ولا....
فاطمة اشارت لها: اهدي ......طيب اتصلي على احد من اهلك ....الحين...
ستضطر بالاتصال بعمها اخذت الهاتف من يد فاطمة
اتصلت عليه وكان في سيارته للتو خرج من عمله وسيذهب إلى المنزل
نظر للاسم ابتسم: هلا وغلا باللي نستنا
مُهره بهدوء: هلا عمي...اخبارك
بو محمد: الحمد لله طمنيني عنك وعن زوجك
مُهره ابتعدت قليلًا عن فاطمة التي جلست تلاعب ابنها الصغير: بخير.....بس عمي انا في ورطة
بو محمد بخوف: وش فيك؟
مُهره: طلعت مضطرة عشان اشتري شي وبدون ما استأذن من قصي ونسيت عن ما آخذ مفتاح الشقة......وحتى جوالي مو معي ومو حافظة رقم قصي اتصل عليه قوله يجي.....
بو محمد بقلق: لا حول ولا قوة إلا بالله.....كيف كذا تطلعين بدون ما قولين له......حتى لو بقيتي شي كان قلتي لي وجبته لك......طيب الحين انتي وين؟
مُهره اجتمعت الدموع في عينيها: في بيت جارتي....تكفى عمي قوله يجي ابي اذاكر....
بو محمد بتفهم: طيب طيب.....بكلمه وانتي خلك عند جارتك..... مع السلامة
أغلقت الخط ثم ذهبت لناحية فاطمة التي قالت: ابتسمي موصاير إلا كل خير.....شفيك مكبره الموضوع هالاشياء عادي تصير....النسيان من عادة البشر محنا ملائكة ما ننسى شي....
ابتسمت مُهره هنا: وانتي الصادقة.....
فاطمة : تعالي بس ذوقي الكيكة .....من حضك سويتها اليوم ....
مُهره ابتسمت: والله شكلها يشهي
..........................................
بدأ بالتمارين وهاتفه وضعه بعيدًا عنه
حيث أنه كان في الحقيبة الرياضية
اخذ بما يقارب النصف ساعة من قدومه إلى هنا
نزل من على السير لسحب علبة الماء والتي كانت قريبة من الحقيبة
سحبها واخذ يشرب منها القليل
رنّ هاتفه ولكن بعدما أعادها إلى مكانها وذهب لناحية حمل الأثقال!
.............................................
اليوم قررت أن تخرج من قوقعة الكآبة ، قررت أن تكون اقوى لأنها وجدت حل لهذه الخطبة التي ستنتهي عمّ قريب
نزلت من غرفتها بعد أن اخذت غفوة طويلة بعد قدومها من المدرسة
نزت إلى الدور الأرضي وهي تجول بنظرها للأرجاء
كان الهدوء هو من يقعد بمقاعده في زوايا الصالة
هل ما زالوا في غفوتهم؟ ام ماذا؟!
ذهبت للمطبخ وهنا رأت والدتها تغسل الصحون بهدوء
خجلت من وضعها ولمقاطعتها لوالدتها منذ ذلك اليوم
حتى انها لم تعد تساعدها في الاعمال المنزلية
فاتجهت بجانبها وهي تردف: عنك يمه عنك...... أنا بكمل جلي الصحون
ام ناصر تهلل وجهها واستبشرت خيرًا عند رؤية ابنتها ويبدو انها في حالة جيدة ولكن ما زال وجهها شاحب ومائل للصفرة

فقالت: قبل اجلسي احط لك غداء انتي نمتي بدون ما تاكلين

شيخة ابتسمت في وجه والدتها: لا يمه مو مشتهية ......آكل بعدين

ثم تقدمت لناحية المغسلة لتكمل غسل الصحون
ثم طرأ على بالها سؤال بدافع الفضول والخوف ايضًا!
فالتفتت سريعًا على والدتها قبل ان تخرج من المطبخ: يمه....
التفتت والدتها عليها : هلا يمه....شفيك؟
تقدمت لناحيتها وهي متوترة: يمه......متى بيتقدمون لي رسمي....
حنّ قلبها على ابنتها
ومن قرار زوجها، وخائفة من هذا القرار
خائفة من ان تخسرها لذا
طبطبت على كتفيها: يمه اعتقد تعدوا هالرسميات ....قولي متى الملكة...؟!
انقبض قلبها من هذا الامر ولكن اخذت نفسًا عميقًا: طيب متى؟

ام ناصر ...حقيقةً لا تعلم ولكن ماذا تفعل بقرارات زوجها هذا
لذا اردفت: والله ما ادري عن ابوك....ما قال لي شي

شيخة ترقرقت الدموع في عينها مسكت يد والدتها وبرجاء: يمه طلبتك سأليه متى ما ابي انصدم .....
حضنت ابنتها لثوانٍ عدّة ثم تركتها وهي تكرر: إن شاء الله.....إن شاء الله
خرجت ذاهبة لغرفتهما
بينما شيخة حاولت ان تكون اقوى وألا تبكي أمام هذه القرارات
والتي كانت كالسيف النازل على رقبتها
ذهبت لإكمال غسل الصحون وتفريغ طاقتها السلبية
......................

بينما والدتها تشعر بالأسى على ابنتها لذا صعدت لغرفتها
وستتحدث من جديد مع زوجها لعلّه يُدرك ماذا يفعل لأبنته؟!
فبهذا القرار سيعدم وجودها لأنها رأت ضعف ابنتها وابنتها صلبة لا تنكسر بسهولة ولكن أبيها هو من كسرها الآن
أغلقت الباب
رأته جالسًا على طرف السرير يرتل آياتً من القرآن الكريم
تحدثت: يوسف....ابي اكلمك في موضوع
يوسف انهى قراءته ومن ثم قبّل القرآن واغلقه
نظر لزوجته : خير يا منيرة وش فيك؟
جلست بالقرب منه وبصوت حاني: طلبتك يا يوسف تسمعني وما تقاطعني ...اسمعني للأخير
وكأنه فهم بما ستحدثه وستقنعه به تنهد وهز رأسه
قائلًا: وش عندك يا منيرة
ام ناصر بأسى وبنبرة حزن: شيخة عرفت أنك جبرتها
بو ناصر بجدية الحديث: والمفروض انها تعرف من زمان .....
ام ناصر لمعت في عينها الدموع ، من شدّت خوفها على ابنتها: كنت خايفة عليها تنصدم

بو ناصر: وهذا هي انصدمت ....وحابسة نفسها في الغرفة....

ام ناصر بهدوء لكي يسمعها: يوسف.....شيخة بنتي الوحيدة......ما ابي اشوفها مكسورة.....والله أنها منكسرة نزلت تحت....وهي مستسلمة ....للأمر....حتى سألتني متى الملكة....خايفة تملك عليها في أي وقت.....تكفى يوسف.....خلها تقرر هي بنفسها هذا زواج مو لعبة.....
بو ناصر بنرفزة نهض، وكأنه صغير كي يُقال له هذا الحديث هو والدها وهو الأكبر سنًا منها وهو ادرى واعلم بمصلحتها
وزواجها من سلطان ليس به إلا كل خير
: اووووه منيرة....لا تعيدين علي هالموال....كلامك مثل ناصر....انا اشوف سلطان مناسب لها بغض النظر عن صداقتي مع ابوه....الولد ما ينعاب.....والله انه من زينة الشباب....رجال كفو والكل يشهد على صيته وطيب اصله...
نهضت وهي تقف أمامه: ما نختلف على شهامة الرجال وسمعته اللي واصله للعرب!.......بس يهمني راي بنتي....وتهمني سعادتها.....ما...
قاطعها بعصبية: سعادتها معه....بكرة تتقبله.....انتي اتركيها تستوعب الأمر وراح تتقبله ....
ام ناصر برجاء: يوسف....انا ما عندي إلا هالبنت ...ابي افرح فيها برضاها.....مو على احسابها....وش هالفرحة اللي كلها حزن وألم....روح شوف وجهها كيف صاير....وراح تفهمني يا يوسف...
بو ناصر اغمض عينيه ليمتص غضبه : لا تبالغين ......البنت مزعوجة من فكرت الزواج... بس...
ام ناصر بانفعال: مو من فكرت الزواج.....من فكرت اجبارك على الزواج...
بو ناصر بغضب واخذت عيناه تقدحان بشرر: منيرة اقصري الحكي وخليني ارتاح

ام ناصر بصوت شبه مرتفع: يوسف لا صير اناني......هذي بنتي الوحيدة......ما ابيك تبني سعادتك على حزنها وكآبتها
بو ناصر بصراخ: مثل ما هي بنتك تراها بنتي وما عندي غيرها!

ثم سكت هنا ليستوعب كلامه الأخير
ولم يفت عنها تلعثمه في قول (ما عندي غيرها!)
لذا اقتربت منه وابتسمت بسخرية وبقلب مقهور: ما عندك غيرها؟!......طيب ونورة ....

ما اقسى حديثها وما ابشعه ، كيف لها بكلمه أثارت نيران في جوفه
نيران يُصعب اطفاؤها ، زأر عليها كالأسد لتجاهل الذكريات التي توارت عليه بِلا رحمه
ما اقسى قلبك يا يوسف هل هان عليك ان تتجاهلها
والآن تحرق من هو أمامك ليصمت عن ذكراها!: نورة ماتت.......ماتت من عشرين سنة يا منيرة.....

ام ناصر لم تخف من صراخه ولا من تلوّن وشحوب وجهه
هي مقهورة على ابنتها وخائفة من ان تخسرها بسبب هذا القرار
فما زالت ابنتها صغيرة ولن تتحمل قرارات ابيها تعلم لن تتحمل ابدًا
واليوم بشكلها الضعيف والهزيل برهنت لوالدتها ذلك
: إذا انت تخليت عن بنتك نورة بهالسهولة فديانا ما تخلت عنها وانا بسوي زيها ما راح اتنازل في انك تكسر بنتي

اهتّز شيئًا ما بداخله اللعنة على الذكريات والاصوات التي توارت عليه فجأة لترعبه من ....من استيقاظ الضمير
ولكن نورة ليست....
قاطعة أفكاره: عيد حساباتك من جديد .....قرارك في تزويجها لسلطان وهي رافضته بشده غلط....... وراح تكسرها ...وتبني سعادتك من قربك لهالنسب على حساب نفسيتها وحتى صحتها....

هنا صحى للواقع وهو منفعل: جالسة تخلطين الحابل بالنابل وجيبين لي سيرة نورة عشان اضعف....وتثنيني عن هالزواج!بس
ثم رفع صوته اكثر: اسمعي يا بنت العم ما فيه وجه مقارنة بين نورة وشيخه.....وانا معتبر نورة ميته من زمان.......

ام ناصر بصرخة: وتبي تموّت شيخة معها ....برغم انه الثنتين عايشين
بو ناصر .....تلفت اعصابه ولم يعد قادرًا على السيطرة على تلك الذكريات التي تتوارى أمام عينيه .....كلمات زوجته قاسية
قاسية وجدًا....نسي ابنته نورة مُنذ عشرون سنة!
أو ربما يتناسى الألم الذي تجرّعه حينما علم أنها ليست ابنته كما اخبروه!
لم يكن تقبل الأمر سهلًا ...وإلى الآن يشعر بالتخبط وتسرعه في قراره وفي آخذها من احضانه!
ولكن يقسى على نفسه بتذكر خيانة والدتها المزعومة ديانا، لكي يُشيح بنظره عن تأنيب الضمير!
ولكن الآن وبلا سابق انظار بدأ
قلبه يضرب ألحانًا لا تعرف
ربما اشتياق.....خوف.....تأنيب ضمير....وربما ضيّاع.....
رفع يده لكي يضربها ولكن صحى من غيبوبة الذكريات

بقولها: اصحى على نفسك يا يوووووووووووووووسف........وإلا راح تخسرني!

هُنا صحى على نفسه كما امرته ونظر ليده المعلّقة في الهواء
تسارعت أنفاسه وضاق الكون في عينه....نورة....لم تكن ابنه فقط....كانت بالنسبة إليه كل شيء.....ولكن دمرُّوا مكانتها في قلبه بكلماتهم القاسية وعجزه في اثبات العكس بسبب تجمدّه عن فعل الصواب.....احمرّت عيناه ....ولعن في سرّه ديانا.....ولعن خيانتها التي فلقت قلبه إلى نصفين......هو احبها ....لا بل عشقها....عشق أحاديثها......تصرفاتها العفوية.....عينيها.....الساحرتين .....تملكها بحبه.....وطعنته كارهته بخيانةٍ لا تُغتفر....واخذت منه ذكراها بشكوكٍ وظنون.....كيف تساهل في التنازل عنها؟.....بالضغط والإصرار وكثرت الحديث .....وإثارة الشك في قلبه.....جعلوه يتنازل عن أغلى ما يملك.....وها هو الآن ضعف في أوّل حديث عنها!
مسح على رأسه وولّ بظهره عنها تحدث بصوت اشبه للهمس: منيرة اتركيني بحالي......اتركيني.....اطلعي برا....

ام ناصر عندما رأت تغلبات وجهه ورجفة يديه خشيت أن يُصاب بانتكاسة جديدة ناجمة عن الضغط فمهما كان هو زوجها وأب ابناؤها وتخاف عليه كما تخاف على نفسها وعلى أولادها
ازدردت ريقها بخوف: يوسف......
قاطعها وهو يغمض عينيه: منيرة اطلعي برا.....اطلعي...
ترددت في تركه وهو على هذا الحال....ولكن في الأخير خرجت
وبقي هو في غرفته يُصارع الشكوك والظنون من جديد ويتجرّع لوعة الإشتياق لها
وهناك صوت آخر كريه ومؤلم بحقه
صوت تأنيب الضمير، والخوف من انه ظلم حقها في هذا القرار
ولكن ما بال حديثهم ......وثقتهم؟!
تنهد بضعف وجلس على طرف السرير
اردف: يارب الطف بي.....بجن....بجن من التفكير.....يا رب الطف بي...
.................................................. ....................
.
.
.
في بعض الحين نشعر بالألم دون سبب مقنع، ألم ينبهنا عن حدوث أمر مخيّب للآمال .....ليس سحرًا الامر غير متعلّق بالسحر
ولكن يعتبر ارتباطًا روحيًا خاصةً بمن نحبهم
ألم لا تستطيع لا الكلمات ولا الجمل ولا كل اللغات على وصفه
ولكن ربما يُشبه تلك الجروح الصغيرة والصغيرة جدًا
جرح صغير مرتبط بأخوته الجروح الأخرى مبطن بدم اسود فاسد متخثر على بعضه يربط بخيوطه الجروح الطويلة والضعيفة ببعضها في نقطةٍ ضيّقه يوّد كل جرح الخروج منها نازفًا دم طريًّا آخر ليلتصق ببعضه الآخر مسببًا ألمًا لا يوصف!
....
لم تستطع التركيز في قراءة الكتاب ، المكتبة هادئة ولكن قلبها مع هذا الشعور المخيف مع وصفه الذي يجلب القشعريرة للبدن يبدو المكان لها مزعجًا و
مؤذي لها....اغلقت الكتاب .....وسحبت هاتفها النقّال من حقيبتها اخذت تعبث به....تدخل مرةً في الانستغرام ...واخرى في سناب شات.....واخيرًا دخلت تويتر
ولكن الشعور نفسه باقٍ....تشعر بعدم الإرتياح.....وتشعر بالإضطراب والخوف.....يا للسخرية .....بدلًا من شعور الفرح والسعادة وربط الأماني في هذا اليوم والذي لم يكن بالنسبة إليها أي يوم
فهو يوم مولدها إلا شعور الخوف والاضطراب مسيطران عليها
نهضت وسحبت الكتاب من على الطاولة ، خرجت من المكتبة وذهبت إلى الكافتيريا....من سوء حضها إيلاف لديها محاضرة ....الآن وإلّا دعتها للإفطار خارجًا من الجامعة....
وكالعادة ما إن دخلت إلى المكان حتى التفتت الأنظار إليها، رغم انها غيّرت من طريقة لبسها ....وحتى تسريحة شعرها
أخذت تلبس ملابس مائلة للستر اكثر مما قبل!
وشعرها مفتولًا على راحة كتفيها بدلًا من رفعه وجمعه إما من الجهة اليُمنى او اليُسرى!
واضعة كحلًا اسود لبرز عدستي عينها المتغايرة بين اللون الأزرق سماوي للعين اليُمنى واللون الأخضر الفاتح للعين اليُسرى
لم ترتدي العدسات لتوحيد لونهما، متقبلة نفسها تمامًا
ولكن ما بال الناس لا يتقبلون شيئًا منها؟!
ولماذا يلقبونها بـ غريبة الأطوار!
تجاوزت الأنظار واتجهت لتشتري لها موكا لاتيه حار
سحبت الكوب وابتعدت عن الناس متجهة للخروج إلى الفناء ولكن
تصادفت هذه المرة مع
قال بمرح: هلا نور....اخبارج؟
ابتسمت له مجاملة ......فوضعها عبارة عن توتر في توتر ولا تعلم ممن؟: هلا طارق.....الحمد لله انا بخير انت كيفك؟
طارق بهدوء: الحمد لله
وبتوتر اطرق: إيلاف داومت اليوم؟
لمست في صوته نبرت الاهتمام ابتسمت عندما تذكرت أنّ إيلاف بدأت تميل له: أي ....عندها محاضرة الحين تخلص بعد ساعة....تقريبا....
طارق بعجل: اها.....يلا عن اذنج.....باقي خمس دقايق وتبدأ محاضرتي....
نور وضعت النظارات الشمسية على عينها: موفق

وخرجت ، وما زالت متحيّرة لِم يخالجها شعور القلق والألم.....هل هذا بسبب الوشوم .....طأطأت برأسها ورفعت جزء بسيط من بدلتها بعدما ذهبت إلى خلف المبنى الأساسي واسندت نفسها على الجدار
كان هناك في مكان الوشم ....احمرار بسيط.....لمسته.....لا يؤلم
مما هذا الألم إذًا؟!
تجاهلت اختلاجات ألم صدرها وذهبت إلى وجهة الفناء
واستلقت على الأرض الخضراء بعد ان وضعت بجانبها اشيائها
نظرت للسماء الغائمة......والتي تُعلن عن سقوط امطار كثيفة عمّا قريب
تنهدت بضيق.......وبدأت تتساءل
(هل عدتُ للتخبط من جديد؟)
اغمضت عينيها تُريد الهروب....في ضوضاء الطلبة والطالبات من حولها!
ولكن لم تستطع على كبح شعورها ......هل تخرج من الجامعة
هل تتغيّب عن آخر محاضرة لها؟!
ماذا يجب عليها ان تفعل؟
شعرت بقدوم احدهم ولم تُعيره أي اهتمام ولكن
شعرت بيد توضع على كتفها وتهمس: شسوين يا غبية؟
الصوت مألوف ،فتحت عينيها ببطء
وما إن رأتها حتى نهضت متسائلة: وش اللي طلعك من محاضرتك؟
جلست بالقرب منها وسحبت من جانبها الكوب
وهي ترتشف منه: الدكتور اختبرنا وطلعنا......
نور سحبت الكوب من يدها: جيبيه حقي....
سحبته الأخرى : يا بخيلة ....عطيني إيّاه خليني اصحصح.....
نور بنرفزة: إيلافوه....تركيه....
إيلاف بضحكه تركته: قسم بالله مثل اليهّال.....بس
وغمزة لها: عجبني استرخائج في هالزحمة....والازعاج
نور بمصداقية الحديث: متعمدة جالسة هنا عشان ما افكر ....
إيلاف باهتمام اردفت: ليش شنو صاير بعد؟
نور بحيرة شتت ناظريها عنها: لا بس احس إني مضايقة......
ثم اردفت بسخرية: إلا لقيتي صاحب الورقة...
إيلاف بحماس أخرجت الورقة من حقيبتها: لا........شكله بصير مثل سندريلا....بس بدل الجوتية ورقة.....
ضحكت نور هنا من قلب: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه .......
ثم سحبت الورقة من يدها: هاتي هاتي .......خليني اشوف وش هالورقة....
إيلاف بلا مبالاة: شكلها مقدمة لبحث.....
نور نظرت للورقة للتصميم.....ولعنوان البحث ومن ثم إلى الاسم
وهنا
عارتها رجفة عارمة لجسدها، ونظرت لإيلاف بنظرات
النجدة!
هل يُعقل؟....لالا.......شهقت ....حتى إيلاف خافت وخشيت من تغير وجهها واحمراره
تحدثت بخوف: وجع اشفيج؟.....ويهج صار احمر....خذي نفسج....

نور نهضت هنا وازدردت ريقها وهي ما زالت ممسكة بالورقة تحدّق فيها بجنون تقرأ اسمه بصوت عالي: خالد غازي محمد الناصي...

ثم نظرت لوجه إيلاف : تدرين منو هذاااا؟؟؟؟؟؟تدددددرين ......
إيلاف هزّت رأسها بلا .....شدّت على كف يد نور المرتجف تحدثت : نور لا تخوفيني عليج باسم الله عليج ....وش فيج؟....منو هذا؟!

نور اجتمعت الدموع في عينيها وارتجفت شفتيها : هذااااا ...ووو.....وووولد عمي....

شهقت إيلاف ......حقيقةً اسم العائلة يبدو إليها مألوفًا ولكن لم تظنه أنه...
قاطعتها نور بشتات: ليش جاي هنا؟.....ليش......تتوقعين يدوّر علي....عشان ياخذوني من امي؟!

إيلاف مسكت اكتافها: اسم الله عليج نور.....هدي.......اكيد ياي يدرس بس.....لا تفكرين جذيه......لا تفكرين....

نور بدأت دموعها بالانسياب على خديها: ابي اروح البيت.......خذيني للبيت ايلاف تكفين...

إيلاف بتوتر وخوف على حال صديقتها: انزين.....بس هدي روحج .....
انحنت ايلاف لتلتقط حقيبة نور وحقيبتها وكتبهم ثم قالت: تعالي معاي....
خرجتا الاثنتان من الجامعة وايلاف أوقفت سيارة اجرة لتوصلهما إلى المكان المنشود
نور كانت في حالة هيجان غير معروف .....هيجان بالبكاء والخوف من أخذها من والدتها من قبل المزعوم خالد

.
.


والذي كان في شقته يُرتب أوراق البحث
وطبع ورقة أخرى عن تلك الضائعة
ثم نهض ليتصل على والده للإطمئنان على أوضاع اهله
وفعل ذلك وبعد السلام والسؤال.....توصل معه بالحديث إلى موضوع الجازي واخبره والده عمّ حدث بالأمس حتى قال : والله يابوك اختك الجازي....جاتنا بالأمس تبكي وتبي الطلاق واسالها ولا هي راضية تقول وش السبب والفالح سيف مثلها ما قال شي

اردف خالد : لا حول لله ولا قوة إلا بالله.........غريبة خبري امورهم زينة ....ولا قد شكت منه....
بو خالد بجدية واهمية الامر : وهذا اللي خايف منه.......أنها تكون مضيومة عنده ولأنه ولد عمتها ما تقول...
خالد بتهدأة الأمور: لا يبه لا تظن في سيف.....اشهد أنه رجال كفو.....بس لازم كل زوجين يصير بينهم مشاكل وانت ادرى بهالشي....
بو سيف .....ولأنه خالد الأقرب منه ....ويعتمد عليه تحدث بكل اريحية: حال الجازي ما يطمن يا خالد......
خالد ليطمئن ابيه : يبه هد من عمرك.....إن شاء الله أنا بكلمها وبحاول منها تتكلم.......ألزم ما علينا صحتك يبه......لا تحاتيها....بكلمها....
بو خالد لكي لا يطيل المكالمة : تمام.....ما أطول عليك ....وهالله هالله بالصلاة.....والدراسة و انا ابوك
خالد حكّ جبينه....انشغل حقيقةً بأمر اخته: لا توصي حريص.....مع السلامة
بو خالد اردف: حافظك ربي .....مع السلامة...
ثم اغلق الخط
واخذ يفكر خالد بجّل الأمر...ماذا حدث يا تُرى حتى ان الجازي تتخلّى عن طفلها.....
لم يتردد في الاتصال عليها ، ...اتصل مرة ومرتين وثالثة
كانت في دورة المياه .....ارشحت وجهها عدّت مرات بعد نوبة شديدة في البكاء
اشتاقت للصغير .......واخذت تحاتي امره ....فمن الطبيعي الآن هو جائع
يبحث عن ثدياها .....يبكي....يصرخ.....يريد رائحتها
حاولت التماسك وسمعت رنين هاتفها
وعندما نظرت للاسم مسحت بقايا دموعها
واردفت بصوت مخنوق: هلا بعزوتي....هلا بالغالي...

لم تخفيه نبرتها ....نبرة تنّم عن البكاء والضعف: هلا فيك زود يا ام عبد لله....طمنيني عنك.....كيف حالك؟
حاولت ألا تبكي ألا تبيّن له سوء حالها فأردفت: اشكر الله ....انت طمني عنك....وعن دراستك
خالد نظر إلى زخات المطر....من خلال النافذة: الحمد لله.....بخير......الجازي...
الجازي مسحت انفها بالمنديل تحاول السيطرة على رجفة صوتها المخنوق: سم.....
خالد : حلّفتك بالله تقولين لي وش صاير بينك وبين سيف؟
الجازي قوّست شفتيها تمنع نفسها عن البكاء
من اخبره ؟هل سيف نفسه من اخبره ام والدها؟!
ولكن من المؤكد والدها سيف لن يخبره قاتله عن جريمته!
هذا ما دار في عقلها: مشكلة ......
خالد جلس على الكنبة : وهالمشكلة ما تنحل إلا بالطلاق؟!
الجازي بضعف بكت: لأني تعبت ياخوي.....تعبت .....
خالد تنهد بضيق على حالها: اشرحي لي وش هالمشكلة اللي خلتك حتى عبود ما تاخذينه معك....
بكت اكثر على اسم ابنها فهي اشتاقت له وكثيرًا
اردفت خالد: الله الله......واضح سيف مزعلك كثير........الجازي...تكفين ....لا تخبين علي....وش مسوي فيك ....حتى لو هو ولد عمتي والله لو غالط عليك لا اخليه يندم....
الجازي هدأت قليلًا: خلك بدراستك ما ابي اهمك....

خالد : افاااااا......الجازي....ابوي...يحاتيك........وما هوب مطمن...يبقى يعرف.......وش السالفة لأنه حتى زوجك ما قاله شي....
الجازي بضعف: مو مهم تعرفون السالفة المهم أنه انا اخلص منها....
خالد مال صوته للعصبية: جالسة تقولين لي لغز....
الجازي انتبهت انّ هناك رقم آخر يتصل بها
فقالت: خالد.....صدقني قرار الطلاق ما جا عبث.....بس ماقدر اقولك إياه...
خالد بغضب ونبرة صارمة: طيب ليش؟
الجازي بضيق: من غير ليش....والحين بسكر لأنه معي خط ثاني...
خالد :طيب طيب يا الجازي راح اتصل عليك ......بعد ثلاث ساعات...
الجازي : طيب... مع السلامة...
ثم اجابت على الخط الآخر
وكان منصدمًا من ردها عليه ظنّ أنها لن تجيبه
ولكن حاول ان يكون هادئًا: الجازي نزلي.....انا تحت افتحي لي الباب.....خلينا نتفاهم....
الجازي بقهر: نتفاهم على ايش بالضبط؟.....هاااا.......نتفاهم على ايش؟
سيف نزل من السيارة وبدأ بقرع الجرس: اشوفك بالمجلس....باي
.
.

ثم اغلق الخط في وجهها ولم يترك لها مجالًا
للرفض شتمته ثم نهضت واغلقت على نفسها الباب
سيجعلها تتصرف كالمراهقات مرغمة!
وهذا ما لا تُريده .....لأنها ستعذب فؤاد والدها واخيها بندر وكذلك المسكينة والتي تحملت الكثير نوف...
تأففت...
وجلست على طرف سريرها تنتظر مناداتهم للذهاب إليه!
...
.
.
.
أما هو ادخله بندر إلى مجلس الرجال وجلس بجانبه وبعد السؤال عن الحال تحدث: سيف .....شصاير؟......الجازي ما جفّت عينها عن البكي.....وما وقف لسانها وهي تترجى ابوي من انك تطلقها....شصاير؟.....حتى ولدها تركته عندك ...

سيف.....توتر.....لا يجرؤ على قول الحقيقة......فالجميع سيبدأ بالسخرية به....والاستهزاء بمشاعره ايضًا........وسيأدون تصرفات الجازي لناحيته ، وهو يستحق كل هذا!
حكّ جبينه ونظر لبندر برجاء: تكفى بندر نادها لي ابي أتكلم معها
بندر بهدوء: مو قبل تقول لي وش صار بينكم؟
كان سيتحدث ، ولكن فاجأهم دخول أبا خالد والذي علم بقدوم سيف من ابنته نوف التي رأته من خلال النافذة عندما فتحت له الخادمة
نهض سيف.....ويشعر أنّ القصاص سيبدأ الآن
سلّم على خاله ثم قال بو خالد بحده: اجلس وفهمني وش صاير؟

عمّ السكون ....وتبادل نظرات الحيرة والشتات.....شعر أنه بدأ يحلّق في اسقف مشيدّة تمنعه من التحرر من هذا المكان المحشور بالاسألة؟
هل يخبره لأنه خائن لها بقلبه.....لهذا تطلب الطلاق....ام يخبره انها تطلبه لأنها لم ترى منه سوى القساوة في التعامل معها....والشدة والشكوك القليلة التي نتجت من الخوف ...من انها تعلم بما يُخفيه عنها.....
تحدث تحت انظار بندر الذي ينتظر خروج الاحرف من فاهه لكي يعاقبه
وخاله الذي يُريد ان ينصف الأمر بينهما!
: يا خال........انا ابي أتكلم معها......ابي اتفاهم معها.....

بو خالد باصرار وانفعال: ما راح اخليك تشوفها إلا لم تقول لي وش مشكلتكم ؟

سيف شتت ناظريه عنهما وبنبرة انكسار: انا زعلتها ....يا خال وجيت الحين أراضيها....
بندر نظر لأبيه لا يستطيع ان يتكلم وينهار بعصبيته أمام ابيه الذي حتمًا سيخرسه ، يُريد أن يستفسر بأي طريقة تم زعلها منه؟!
اردف الخال: زعلتها ؟......تكلم بوضوح يا سيف...
سيف برجاء ووجه متعب: تكفى يا خال لا تضغط علي خلها تجي نتكلم مع بعض.....
نهض أبا خالد منفعلًا: هي تسكت و انت تسكت واثنينكم مصيرين ما تقولون شي....بس....ما ردي بعرف......بس بتركم على جنانكم الحين.....عشان اشوف آخرتها معاكم
نظر لبندر: روح ناد لها....هذا إذا نزلت لك....
ثم خرج
ونهض بندر للخروج ولكن تبعه سيف برجاء: تكفى بندر اقنعها تنزل عشان نخلص من هالمشكلة تكفى.....
بندر طبطب على يد سيف: بحاول معها....عن اذنك
ثم جلس سيف على الكنبة وهو يشتم نفسه ، وأنانيته
وأخذ يرجو الله ان ييسر أمورهما
..............
بينما بندر صعد متجهًا لغرفتها طرق الباب متحدثًا: الجازي......الجازي....اعرف انك جالسة شفتك قبل كذا في غرفة نوف....افتحي الباب....سيف يبي يتكلم معك.....
نوف أتت بجانب اخيها
نظرت له ثم وضعت يدها على مقبض الباب حاولت فتحه
تساءل بندر: مقفول؟
هزت نوف رأسها بالإيجاب
ثم تحدثت بهدوء: الجازي....انزلي اسمعي وش يقول لك......اسمعي له حتى لو ما تبين تغيرين قرارك
بندر نهرها هنا: شقولين انتي....مجنونة....تشجعينها على الطلاق....
نوف همست له لكي لا يتسلل صوتها لأختها التي كانت تبكي بلا صوت على السرير: والله يستاهل....الله لا يسامحه
بندر بشك: هي قالت لك وش صاير بينهم
نوف طرقت الباب متجاهلة اخيها بقول: ولا راح أقول
استشاط غيظًا بندر هنا واخذ يهدد : لا قولين بس ابوي بطلّع منك الكلام غصبن عنك.....
نوف كشّت على وجه اخيها ثم قالت: الجازي فتحي تكفين.....نزلي عشان عبد لله.....ترا ماله ذنب......سمعي له عشانه أبو عبد لله موعشانه سيف......يلا الجازي فتحي.....
بندر بحيرة همس لأخته: هو ضاربها؟
نوف تحدثت وهي تنظر لعينيه: يا ريت.....كان اهون عليها ....
بندر تحدث ما بين اسنانه: لا تجنيني نويف قولي وش مسوي لها...
لم تجيبه وطرقت الباب بقوة: الجازي..........ترا كذا انتي تعاندين نفسك......ما تعاندينه هو....صيري قوية ونزلي له واثبتي له أنه هو الغلطان مو انتي....
بندر سحب اخته هنا بعنف وشدها من زندها وهو منفعل وبصوت مسموع لمسامع الجازي: أي .....شيطيها.....وشجعيها على خبالك............
نوف بتأوّه: يا غبي اترك يدي....آي......عورررتني...بندروه...اترك...
سمعت الجازي تأوهات اختها وحديث بندر
فنهضت مسرعة من على السرير مسحت دموعها وفتحت الباب وسحبت اختها نوف لجانبها: بندر الزم حدك ولا تمد يدك عليها مرة ثانية ولا بقول لأبوي...
بندر بعصبية: لا تسمعين لها لأنه راح تخرب بيتك.......
الجازي نظرت لنوف المنزعجة من اخيها ثم اردفت: ما قالت شي خطأ....كل كلامها صحيح يا بندر...
بندر بجنون: الجازي....قبل لا تنزلين قولي لي وش مسوي فيك هالكـ.....ترا صدق بديت افقد عقلي....
الجازي نظرت لهما وهي تقول: انا بنزل له....عن اذنكم...
ثم اختفت عن انظارهما
ومات قهرًا بندر من تجاهلها ونظر لنوف فاردفت مسرعة: لا تحاول تعرف مني...شيء لأني مانيب متكلمممة أبد
ثم اتجهت لغرفتها واغلقت عليها الباب
هنا مشى بخطواته لغرفته وشتم نوف بداخله على عنادها!
...........
كان ينتظرها بفارغ الصبر، ....متوتر...يهز برجليه ومشبك أصابع يديه ببعضها البعض رفع رأسه عندما شعر بأحدهما دخل واغلق الباب
رآها واقفة....وجهها محمر وجفن عينيها منتفخين دلالةً على بكاء مطوّل.....كتفت يديها واردفت: وش عندك يا سيف....
سيف نهض واتجه بالقرب منها: اجلسي وخلينا نتفاهم.....
الجازي نظرت لعينيه وبحده: وش نتفاهم عليه بالضبط......اذا على إجراءات الطلاق راح اجلس؟
سيف وبدأ صبره ينفذ: الجازي .....تكفييييييين جلسي....
وسحبها من زندها واجبرها على الجلوس حتى بها تحدثت بكره: قسم بالله ما قد شفت اوقح منك.....اترك يدي...
تركها وتحدث سريعًا: ادري اني غلطان....وغلطت بحقك كثير.....بس كل شي صاير غصب عني......غصب عني يا الجازي......
الجازي بانفعال: وانا وش ذنبي هاااا وش ذنبي تعاقبني بشي مالي دخل فيه..
سيف أشار لها: خليني أتكلم......
تكتفت هنا الجازي وشتت ناظريها عنه
تحدث: البنت الحين خلاص تزوجت..........
الجازي بعصبية : بس انت ما زلت تحبها....وجرّحت فيني لين قلت بس.....لأنك مو قادر تنساها.....وجيت امس واعترفت لي بوجع قلبك اللي تسببت فيه هي....
وقفت وأشارت له بانفعال: تخيلني انا اللي قلت لك نفس الكلام اللي قلته لي أمس....اكيييييييييد راح تطلقني لأنك راح تعتبرني خاينة......
سيف وقف وتحدث بغضب: الجازي ......غزل مو من نصيبي....ابد....
الجازي قاطعته باستهزاء: وتوك تقتنع...بهالشي....ولا توك تستوعب انك هدمت هدوء حياتك معي...
سيف اغمض عينيه ثم فتحهما ماسكًا بأكتافها: الجازي....انا آسف على كل شي.....آسف على صدي....على عصبيتي اللي مالها مبرر.....على قساوة كلامي وافعالي معك....
الجازي هزّت رأسها يمنةً ويسرى: طلقني سيف....كل شي انتهى....ما في شي يربطني فيك غير عبدلله....لا انا احبك ولا انت تحبي!!.....ليش تحاول ترجعني لك....إذا على تربية عبد لله خلاص جيبه لي ....اربيه إلى ان يكبر...ولو تبي تاخذه مني ما راح ارفض.....لأنه مابي شي يذكرني فيك ما بي....ابي أعيش حرة.....ابي أعيش...اني انسانه....يكفي ....عشت سنتين معك ....وانا احس بالنقص والتهمّش....خلني أعيش .....يكفي انك شتتني....عشان حبك......اللي مادري ليه ما وفيت له بالزواج...

سيف عندما اردفت كلمتها الأخيرة تلك احنى رأسه بطريقة منكسرة قائلًا: المفروض ما اقولك هالكلام.....بس انتي تحديني عليه
الجازي ابتسمت بسخرية وابتعدت عنه
سيف: بنتي عمي غزل...انصابت بسرطان الثدي ....وانتشاره كان سريع ...امي رفضت آخذها وهي على هالحال...وانا اصريت آخذها......بس هي تصدّت بوجهي والشي اللي خلاها تقتنع انه غزل صدق مو من نصيبي لم انصابت في رحمها واستأصلوه.....امي استقلت سكوتي وضعفي وقتها وخطبتك لي بدون علمي....
الجازي...انطعنت من جديد على تصريحه بعبارة(كنت مجبور عليك)...ولكن بكلمات أخرى واخف وطئًا تحدثت برجفة شفتيها: تعرف من الضحية في هالزواج اللي انت انجبرت عليه...؟

سكت هنا.....لأنه يعرف اجابت سؤالها
أكملت وهي تشير له: لا انت....ولا غزل....الضحية انا....واكبر ضحية بينا حنا الاثنين عبد لله....
بكت بدموع وصوت بالكاد يخرج : والله لو قايل لي بداية زواجنا انك مو مقتنع في زواجك مني....كان انسحبت بهدوء وكان وضعي ووضعك افضل من الحين ......سيف انت مو بس كسرتني...انت جرحتني....خيّبت ظني.....حاولت احبك....وأخليك اول حب بحاتي وانت كنت تبعدني...عشانك متولّع في بنت عمك....ما عطيتني الفرصة ابدّل حبك .....واخليك تحبني ولا عطيتني فرصة احبك....فليش نرجع لبعض....؟...دام اللي بينا.....تأدية واجب واشويّة احترام!

سيف اقترب منها وامسك بكفي يدها: آآآسف على كل شي.......الجازي......عطيني فرصة
صرخت في وجهه باكية ومنهارة: عطيتك فرصة
وأشارت باصابع يديها : سنتين.....سنتين عشان تغيّر اسلوبك وجلافتك معي....ما شفت منك غير التهميش....ما شفت منك غير القهر...
نفضت يدها من يده واشتد بكائها: يوم اللي قلت خلاص بليّن قلبك وراح أبادر أنا في تغيرك تصدني.......يوم اللي احس انه قلبي بدأ ينبض باسمك تنهرني......يوم احس اني بحاجة لك...وابي دفا حضنك......تنسحب مني....وتطلع من الشقة بكبرها......انا عطيتك فرصة بدون اعرف سبب صرفاتك.....لي
ثم صرخت حتى تسلل صوتها لخارج المجلس: سنتين وانا احس بالنقص بسبب نفورك مني......صرت ادقق على نفسي بكل شي.....قلت يمكن فيني شي خطأ ما يجذبك لي.....ويوم قلت خلاص اصطلح الحال بينا.......عاقبتني بعبد لله وابتعدت اكثر من قبل عني.....على أني صرت في اشد الحاجة لك....

سيف ضايقه عتابها....يخنقه....اشعره بحقارته.....لم يتوقع يومًا انها ستعاني بسبب ما فعله! كان يظن انها طيّبة القلب ستسامحه سريعًا ولن تنجرح ولكنه اخطأ لأنها وبكل بساطة هي ليست بجماد حتى يتوقع منها هذا الشيء الغير منطقي!
أكملت وهي تشهق: حتى بولادتي.....كنت خايفة......ماعندي احد اشكي له خوفي من الولادة من الآلام اللي تجيني بين فترات الحمل....أمي مو موجودة عشان استفسر منها....وانا أخاف ابحث بنفسي...واستحي من اسال خالتي ام ناصر ...ولا من عمتي اللي هي امك...تدري شنو اللي يضحك ؟

نظر إليها بعينين مترقرقتين بالدموع

فاكملت: كنت التجأ لنوف وانا عارفة هي راح تجاوبني بس بعد ما تبحث........حتى يمكن اللي تقوله لي غلط.....لأنه مو كل شي في النت صحيح.....بس كنت ارتاح لها......وهي تطمني رغم انه المفروض ما تعرف أشياء وهي بهالسن الصغير ولكن بسبتي حتى غرفة الولادة دخلت.....عشان تهديني.....وانا كنت ابيك انت......توقف على راسي...تهديني تمسح دمعي تقول لي أنا بجنبك لا تخافين....كسرتني سييييف....كسرتني حيل.....الله يخليك اترك لي مجال أعيش بعيد عن سلطتك .......وتخبطك في مشاعرك......
سيف .......كيف يتحدث.......اخذته يمنةً ويسرى بحقائق افعاله...الشنيعة....يشعر ببهوت حُب غزل من قلبه الآن......يشعر ببهوت حبه من عينيه امام تلك المسكينة.....انهياره بالأمس بحب ليس من حقه ايقظه ولكن بعنف تلك الصفعة !.....هذا الانهيار ايقظه على بُعد جديد....هل الآن استيقظ.....او اقتنع تمامًا بحياته الجديدة دون غزل
يبدو أنه لديه إعاقة ذهنية في استيعاب الأمور متأخرًا وما يحدث الآن عقوبة له على تأخر فهمه لهذا الحُب
أهذا هو الوفاء المطلوب؟....هل كان وفيًا بشكل مفرط لحب كان من الواضح لن ولم يتوّج بالأرتباط الروحي ولا بالرباط المقدّس
هل هذا الوفاء المذموم؟
لِم عقبه برود.....وخوف من فقدان الجازي؟!
لِم يصّر على بقاؤها رغم انها طلبت التحرر منه والذهاب لحبه
تمسكه بها ليس بسبب ارتباط غزل بغيره لا....هو ادرك شيء....شيء غريب ليس حُب....ولكن شيء يصرخ عليه بأن يتمسك بها...
هل هي العُشرة أم التعاطف أم الشفقة؟
لا يدري....
اقترب منها وابتعدت هي مشيره إليه وهي تشهق ببكاء عنيف وموحش
ومخيف بالنسبة إليه: لا تقرّب....ما نيب بحاجة لقربك الحين.......كل اللي احتاجه بُعدك يا سيف....بعدك.....
سيف نزلت دموعه على خده وتحدث : تكفين لا تكونين قاسية علي......الجازي...والله لأعوضك عن كل شي بس اعطني فرصة....
الجازي مسحت دموعها بعنف: عطيتك منّي عمر .......ما ابي اعطيك عمري كله.........طلقني يا سيف......لا تتعبني معك أكثر!
سيف بانكسار وبصوت اشبه للهمس: صعبة علي.....
الجازي بتفهم اردفت وعيناها تهطلان بالدمع: خلاص انا برفع قضية خلع....
ثم توجهت للباب للخروج والتفت عليه: جيب لي عبدلله.....
وبنبرة انكسار : عجزت انام وهو مو جنبي.....جيبه لي تكفى...
ثم اختفت ......وبقيَ ينظر للمكان الذي احتفظ بسرابها
تحجرّت الدموع في عينيه، أي ألم تسببَ لها في تجرعه
وأي ثقلٍ تركهُ على صدرها ليتكأ عليه لفترة او ربما إلى مدى الحياة!
ألهذه الدرجة كان أنانيًا في الاحتفاظ بحبه القديم
بحب ........عصي في ان يستقيم ليكتمل نموّه
حتمًا هو خسر الاثنتين
أحدهما خسرها دون أن يقرر لذلك
والأخرى خسرها بسبب قراره على ذكرى الأولى!

أي حياة هذه التي يعيشها تخبّط في معاجم ألّا معرفة
سالت دموعه على خديه بعد أن ادرك حجم القهر الذي كبتته في قلبها طيلة السنتين التي قضتها معه
هو مُدرك أنها كانت تبكي على وسادتها ولكن لم يدرك حجم الألم الذي سببهُ لها وأنتج ضعفًا في ثقتها بنفسها
وفي عدم اتزان مشاعرها اتجاهه
وولّد بداخلها رغبه عظيمة في التخلّص منه وكأنها كانت تنتظر هذا الأمر من زمنٍ بعيد....
استيقظ على ضعفه مسح دموعه سريعًا ومشى للخروج
بقل حيلة من التصرّف بشكل صحيح معها!
اخرج هاتفه اتصل على أخيه وبدأ يقود سيارته مبتعدًا عن منزل خاله

......................

كان للتو خرج من الخلاء بعد انتهاؤه من الاستحمام لافًا منشفته لتستقر على خصره وماسكًا بالأخرى منشغلًا في تجفيف شعره
سمع رنين الهاتف .....نشّف كفي يديه عن الماء
ثم أجاب: هلا سيف
سيف بضيق وبصوت مخنوق: جسّار انت وين؟
جسّار قوّس حاجبيه : بالبيت....
سيف بثقل تحدّث: اسمع خل امي تجهز لك عبد لله......وتحط له ملابسه واغراضه في شنطته الصغيرة اللي على الكومدينة قول لها الحين تجهزه.......ووده لأمه....
جسّار أدرك أنّ الجازي علمت بكل شيء.......علمت بمشاعر أخيه ناحية غزل
وانهدم عيش الزوجيّة بينهما اردف: سيف وش صار؟
سيف بلل شفتيه كان يقود بسرعة جنونية يُريد بها الهروب من الواقع
ومن كل شيء افسد عليه لذّة العيش بسلام
: لا تسألني عن شي يا جسّار.....لا تسألني وسو اللي قلت لك عليه...
جسّار هز رأسه بتفهم: طيب طيب.....
.................................................. ........
اغلق سيف في وجه أخيه الذي خشي عليه من أن يحدث له مكروه فصوته لا يُبشّر بخير
ولكن لم يطل التفكير والتحليل توجّه لدولابه اخرج ملابس مناسبه له
ارتداها على عجل وذهب لتنفيذ ما امره أخيه به!
.................................................. ................

في ظلام الواقع ينتصر النور!
مُجبرك على إدراك ما يحدث في جوانب الشيء التي تخافه
مؤلم شعور الفقد للأبد والذي يعني الفُراق
استيقظ من نوبة الانهيار ......من الصراع الداخلي في معرفة الأسباب التي أدّت بها للهاوية
نظر لسقف الغرفة لدقائق طويلة ربما تجاوزت النصف ساعة من استيقاظه!
اظلمت دنياه على خبر موتها، وتجرّع مرارة الفقد مرّةً أخرى ولكن بطريقة أقسى من الماضي
فراق أبدي ليس منه رجعة
عليه ان يعتاد عليه قبل ان يُصاب بالكآبة ونحن مجبولون على تقبله
للاستمرار في العيش!
سيخرج من هنا.....لرؤية ما تبقى منها من نور!
مزع الانبوب من يده حتى طشّ الدم منها ولكن شدّ بيده عليه ونهض متوجعًا منه
سحب منديلًا رآه على تلك الطاولة والتي كانت على مقربةٍ من السرير قليلًا، مسح الدم به
واخطى خطواته لناحية الباب خرج من الغرفة
ومشى بلا خارطة تدله على الطريق الصحيح
مشى وفي قلبه جمرة غضب لا تُطفى
وعينين محمرتين للغاية
ودموع تأبى الخروج لتطفأ نيران الخوف من العيش دونها
رآه الطبيب فتوجّه إليه يرجوه بالعودة إلى الغرفة فحالته لا تسر الناظرين
ولكنه أبى واكمل طريقه لناحية سيارته
ركب السيارة ، اغلق الباب
واسند جبينه على المقود واغمض عينيه
لماذا بعد وفات ما نحبهم تتوارى علينا الذكريات التي تجمعنا معهم
حتى بنا نتذكرهم في كل مكان
وكأنها تنهرنا عن النسيان، وكأننا في ذاك الحال قادرين على نسيانهم أو تجاهلهم!
أخذ بما يقارب العشر دقائق وهو على هذا الحال ينظر للفراغ
ويتذكر صوتها
همسها
لمساتها
حضنها الدافئ
وقبلاتها الحانية
ليس قادر على مواساة حُزنه
على تضميد جرحه العميق
وعلى احتضانه من الضيّاع!
بكى، واخذ يلوم نفسه بحديث مزعج ، اصبح مصدر التفاتًا للأنظار وهو منهار باكيًا على المقود في سيارته
المارة أصبحوا يتساءلون بينهم وبين انفسهم ما بال الرجل يبكي؟
هل فقد عزيز؟
أم خانته حبيبته؟
شعر بخدر غريب ، يُريد التمكّن منه ولكن لم يسمح له
رفع نفسه ليسند ظهره للوراء سحب لرئتيه هواء عميق ومسح دموعه
همس لنفسه: امير .....نور بحاجتك....قوي نفسك....

وما هي إلا خمس دقائق حتى بدأ بالقيادة متجهًا لشقتهم !

كان الطريق طويل، والاشتياق عنيف
يُصعب عليه أن يتركها لوحدها في المستشفى دون أن يرافقها
يُصعب عليه أن يتركها في ظلمة الغرفة الباردة لوحدها
يُصعب عليه نسيانها؟!
وكل الأشياء أصبحت تصدر صريرًا من الاحزان
لتزيد همه لا تنقصه!
حاول التركيز في الطريق بدلًا من ان يفكّر بها
ولكن تذكر رسالتها ورجائها في إخبار نور عن كل شيء؟
وهذا الامر ثقيل عليه وليس من السهل تنفيذه
آه
خرجت من جوفه بوجع عميق، وندم أعمق!
وصل....ركن سيارته ....كيف سيخبرها؟
كيف؟!

ولكن قبل أن يتقدم للعمارة
........
هي كانت في وسط سريرها للتو خرجت من عندها إيلاف التي خشيت عليها من انهيارها المفاجأ بسبب وجود ابن عمها
اطمانت على حالها وبعد ان هدأت خرجت عائدة للجامعة
لا تستطيع ألا تحضر محاضرتها الأخرى وإلا سيصلها حرام من هذه المادة التي كثُر بها الغياب!

كانت تفكر كثيرًا ......هل بدأت خطتهم في أخذها من أحضان والدتها
لن تنكر تاقت روحها لرؤية والدها وللوطن الذي لفظ قلبها بعنف على صخرٍ متلوّن في طباعه القاسية!
هو لا يُريدها ....اخبرها أمير....لا يأبى لها
هل هذا من محض الصدف أن يتواجد ابن غازي هُنا، تخشى من أن يعرف شكلها وهي لا تعرفه
ويباغتها في اختطاف عنيد ....ليبعدها عن أحضان والدتها
ولا تدري أنّ الموت خطفها من احضانها منذُ ساعات طويلة؟!
كانت طفولتها معه جميلة.....جميلة لدرجة مؤلمة بعد فراقها عنه
لن تنسى نظراته لها حينما سحبتها والدتها من يدها أمام عينه
واخرجتها من الجناح الخاص بهم
كان ينظر لها .......تعلم نظراته تلك تصرخ لها للبقاء هنا
ولكن هي كانت تُريد الاثنان معًا!
اخبرتها والدتها أنها ستعود إليه ولن يتأخرا
ومرّ عشرون سنة عفوًا اليوم أكملت (الواحدة والعشرون سنة)
من خروجها من تلك الغرفة ........ومن تلك اللحظة الوداعية التي
عجزت ان تتخطاها
لم يحتضنها......فقط يحدّق في عينيها التي كرهتهما بعد مجيئها إلى هنا
والتي كان يتغنى بها طربًا لمغايرة لونهما، ودومًا ما كان يتغزّل بجمالهما!

حتى انقلبت الأمور وأصبحت محط للسخرية والتنمّر الغير منتهي
لا تذكر سوى ابتسامتها له لتبادله تلك النظرات
مودّعه إيّاه ببراءة وحسن نيّة بعيدة كل البعد عن الخبث

: باي بابا......راح اشتري لك آيس كريم وحنا راجعين!

تذكر هنّا تغيّرت نظراته وتقوّست شفتيه
واشاح بنظره عنها محركًا رأسه موافقًا على حديثها
وكأنه يقول (سأنتظرك)
لم تعلم انها غير مرغوبة في تلك اللحظات الوداعية وربما كانت مرغوبة وبشدة!

ولكن طيف الخيانة .... ربما......طوّقهُ بيديه ليمنعه من حضنها !

نزلت دموعها لتسقط على جانبيّ رأسها
لماذا تتذكره الآن......
السقف لو كان لهُ لسانًا لنطق صارخًا بها
انسيه كما نساكِ
هل والدتها فعلت المستحيل لحضن حبها
هل فعلت الصوّاب لتصبح في أرق عشقها مع ذلك الأشقر؟
هل كان حُضنهُ أكثر دفئًا من يوسف؟
لِم انجبتها إذًا....
نهضت من تلك الذكريات التي احرقتها من كثرة تراود الأسئلة في بالها....
اهتزّ جسدها بعنف وبكت دموع بِلا صوت









اليوم ....وفي يوم مولدي الواحد والعشرون.....تُثار الذكريات
بطريقة أقسى من السنوات الماضية.....هذه السنة
مختلفة.....مختلفة تمامًا فهناك غيمة لا اعرف لونها ربما سوداء
وربما بيضاء كالقطن......او كـ حلوة المارشملو الذي
احبه
.....إما ستمطر عليّ رحمة ودفئ وإما ستمطر عليّ حجارًا
وسموم!.......هنا....ولي أوّل مرة تحت السماء نفسها والأرض
ذاتها........بعد السنين الغابرة والمؤلمة اجتمع بلا وجود مع أفراد
عائلة الناصي!......هل سأراه.....وهل سيعرفني؟......هل
سيخبرني باشتياق أبي لي......هل سيبخرني بغفران والدي لخيانة
أمي؟....هل .....سيأخذني من أحضان ديانا الدافئة والانانية
؟!.....هل سيهمس لي......أنّ الكون كُله اظلم في عينَي عائلة
الناصي بعد رحيلي؟!.....ضياع....... كل سنة في هذا اليوم اشعر
بالضيّاع فيه.......اشعر بالخوف......اخاف من اكبر اكث
ر ....اخاف ان يتغيّر شكلي لدرجة لا يعرفني أبي فيها.....ه
و يكرهني وأنا......لا اكرهه ولا احبه......لأنه ظن
بي!......وتركني في مشقّات الطريق.....واختلاف الناس
واجناسهم!......كبرت......بعد أن خسرت الكثير.......خسرت
الآمال في ُلقياه بعد اعتراف أمير لي بالحقيقة.....فهو كما قال لي
لا يظن إنني ابنته وبتّ الشكّ بالأمر!.....كم من الدمع سقط على
خديّ.....وكم من الأوجاع واصناف الألم تذوّقت....هل هُناك المزيد ؟للتذوّق!











.
.
نظرت للنافذة ........وما زالت تحدّث نفسها......تجبرها على النسيان مُنذ واحد وعشرون سنة!
بكت والمطر أخذ يشتّد في الهطول .....واصبحت قطراته تزيّن نافذتها وتُعزيها دون شعور؟!
سمعت اغلاق الباب الرئيسي
لا تريد ان ترى والدتها ولا حتى امير
لا تريد منهما ان يحتفلا بها كل سنة بالإجبار!
لا تريد....
تريد أن تبقى لوحدها هنا......منعزلة عن العالم تجول بخواطرها وافكارها لناحية ذلك البلد......والذي حفظ بين طياته القليل من ذكرياته معها
فهي عاشت فيه فقط لفترة لم تتجاوز العشر سنوات حتّى ولكن تشعر بالانتماء إليه، تشعر أنّ ترابه جزءًا منها
وبعد مرور ثلاثة عشر من عيشها هُنا لم تحظى بهذا الشعور
تشعر انها دخيلة على هذه الأرض، وإنها لا تنتمي لجذور ارضه أبدًا
مهما حاولت في زرع جزء منها فيه ، رفضها
حتى تيبّس جسدها ولم يعد قابل للمحاولة في اثبات جذوره مرةً أخرى !
مسحت دموعها التي هطلت كالمطر على خديها
ضِيقتها .....إذًا بسبب وجود شخص من عائلتها......هي لم تخف فقط في فكرة اخذها من أحضان والدتها
لا
بل باغتها اشتياق مفاجأ رغم ما سمعته عنه من افواههما إلا إنها اشتاقت!
ارتعد قلبها مع صوت الرّعد وفتح الباب عليها
واقتحام مشاعرها المتأججة بغتة
.......................................

جرّ بخطواته لناحية بابها يُريد التأكد هل عادت من الجامعة ام لا
وانصدم .....لمنظرها ولبعثرة شعرها وشحوب وجهها
ودموعها المتناثرة على خديها

رأى احمرار واضح بالقرب من كتفها .......فكانت ترتدي بدلة بلا اكمال فقط سيور ضعيفة بلون الأسود ملتصقة بجسدها لدرجة التفصيل وإظهار التقاسيم الأنثوية!

وكان جاكيتها مرميًا على الأرض بإهمال وحقيبتها موضوعة على السرير
فهم حالتها ......فهي منهارة ولكن مِمّن؟
هل شعرت بوالدتها؟
ما بال كتفها محمر ......هل تعرّض لها أحد؟!
خشي عليها من تلك الفكرة وأتى بالقرب منها واشاحت بنظرها عنه
تحدث أمير بلهجة سعودية مكسرة قليلًا: نور........شو صاير؟

نور جلست على طرف السرير طأطأت برأسها قليلًا لا تريده
لا تريد قربه، ولا حتى نظراته واهتمامه
تريد ان تختلي بنفسها هذا كل ما تريده
ولكن أتى بالقرب منها تحدث بأهمية: وش فيه........ كتفك......
نور رفعت رأسها مسحت دمعها

وجهّت ناظريها ناحية النافذة: شلت الوشم.....عشان كذا صار مَحمر....

أمير تنهد براحة ، لإبطالها من فكرة التعدي والإيذاء
تحدثت بهدوء: وين أمي؟

سكت أمير، وخفق قلبه بشدّة
عندما طال سكوته تحدثت بسخرية: إذا ناوي تسوي حفلة انت ويّاها عشان يوم ميلادي الواحد والعشرين ...كنسلوا الفكرة من الحين......لأنه ما راح احضرها!

هل حقًا اليوم مولدها، في ضجيج موت محبوبته نسى التواريخ والساعات والأيّام في غضون ساعات قليلة وجدًا؟!

هل سيكون يوم مولدها ......فيما بعد يوم لا يُستحق الذكر......!
هل ستكره هذا اليوم بعد أن يخبرها عن موت والدتها
اللعنة ...باتت الأمور تتصعب عليه

شعرت بحيرته وتردده في الكلام، واخيرًا حدّقت في وجهه المحمر ....وبعض خصلات شعره ساقطة على جبينه وملتصقة به....
كانت به رعشة يحاول السيطرة عليها ولكن باتت أكثر وضوحًا لتصرفه هذا حتى أدركت أنه يخفي امرًا
فالتفتت عليه بكامل جسدها

تحدثت وقلبها يقرع طبولًا من الخوف: بابا امير.....أنت تعبان؟!

حدّق في عينها.......لوجهها ......ورسم حاجبيها التي تُشبه رسم حاجبي والدتها......نظر لسواد شعرها....يحاول ان يجد فيها ما فقده!
ورآه يجري في دمها ......كيف سيتحدث؟
نور مسكت كف يده وبعينين محمرتين وبيد مرتجفتين : بابا امير....صاير شي؟

أمير .....لمس في صوتها تلك النبرة التي تشبه نبرة والدتها حينما تسأله عنه حاله !

فأشاح بوجه عنها سريعًا لا يريد أن يبكي أمام عينيها
مسح على رأسه وابعد الخصلات المتذمرّة من على وجهه

نور وقفت هنا واخذ تنفسها يتسارع: أمييييييييييييير قول ...... شصاير؟.....ما عمري شفتك بهالضعف......
وبنرة خوف وذعر: امي فيها شي؟....ديانااااااااااااااااااااا فيها شي؟

نهض أمير...وامسكها من اكتافها العارية محاولًا تهدئتها......فحسّت هنا بشيء غريب .....ككهرباء حزينة صعقت قلبها بسوط عميق من معاني الألم!

ازدردت ريقها اقتربت منه اكثر وامسكت به من ياقة بدلته الرسمية : أمييييييييير....
حدّقت في عينيه اللامعتين بالدموع والمحاطتين بالاحمرار الناتج عن البكاء
ما زال يرتجف .....من هذا الخبر....وتسللت رجفاته إلى جسدها الضعيف واخذت ترجف بذعر!
صرخت في وجهه: ديانااااااااااا وين؟

قُربها منه.........انفاسها المتسارعة....رجفاتها.......كثرت اسألتها......هزها له بشكل عنيف.........جعلت منه شخصًا ضعيفًا
كيف سيخبرها انّ حبه بات ميتًا بعد هذا اليوم؟

خارت قواه وجثل على ركبتيه ساقطًا بلا حول ولا قوة أمام رجليها
فشعرت أن الكون كله اهتّز بوجع لسقوطه على الأرض بهذا الضعف
وفهمت الإشارة
واستوعبت كل شيء
ولكن تريد أن يبرهن لِم يدور في عقلها حتى فيما بعد لا تتعلّق في آمال مستحيلة
وأحلام مرعبة !

جثلت الأخرى على ركبتيها نظرت لوجهه ولدموعه المنسابة على خديه
كانت ستتحدث ولكن باغتها باحتضان ....هو بحاجة إليه......بحاجة إلى هذا الحضن....خاصةً منها....لعله يهدّا اشتياقه واضطراب أنفاسه المشتاقه لها.....كيف سيتحمل بُعدها عنه وهو الذي لم يتحمله لبعض ساعات !

اشتمّ رائحتها في ابنتها.......اعتصرها في حضنه ليخفف من وجع قلبه
خدرت نور هنا.....وتوقفت عن التفكير......تلقّت الصدمة ولكن ما زالت مصرّة على سماعها

همست له : وينها؟

شدها إليه واغمض عينيه لا يريد منها هذا الانهيار لا يريد منها هذا الضعف
حكّمها ما بين يديه لكي لا تثور بجنون ما سيقوله

همس لها : عند ربنا!

شعرت ببرود أطرافها فجأة ، واشتدّت جميع خلايا جسدها وبدأت محاولاتها في الصعود للأعلى .....للقمة....للاشيء....
تصلّب جسدها ما بين يديه....وخرجت شهقة من فاهها
فتحت عينيها على آخرهما بذعر شديد من فكرة الفراق!
هل تركتها كما تركها والدها يوسف؟!

هل تركتها كما تركها هو بِلا قُبل الوداع والحضن الطويل
كيف حدث هذا الامر؟،، كيف تخطفها الموت سريعًا؟ هي ما زالت شابة كيف لها أن تموت؟

وهل الموت محدود على فئة عمرية يا نور؟!

تريد أن تصرخ.....ولكن فجأة تشنّج فمها على حركة الصراخ بِلا صوت....
صدمه.....طنين....وانين مختلط بينها وبين ذلك العاشق الذي يبحث عن محبوبته في حضنها!

شدّت على رقبته ودفنت وجهها في صدره.....تريد الاختباء
التلاشي....الهروب....من الواقع.....من الحقيقة المخيفة.....من الوحوش الكاسرة التي ستنهشها بعد الآن....
اشتدّت رجفات جسدها ولم تعد تصدر صوتًا يدل على بكائها
وما زال جسدها متصلبًا ويشتد اكثر
شعر امير بتصلب جسدها خشي عليها : نور
كانت مغمضة لعينيها ، هي الآن ترى وجهها الباسم فقط
لا تريد أن تفتح عينيها حتى لا تتلاشى صورتها من أمامها
وتموت بحسرتها على رؤياها!
همست باللاواعي: ديانا....
كان يخيّل إليها صورتها ، وهي مبتسمة مادّة يديها إليها
تريد أن تأخذها ......
امير بخوف اسندها على يده ......ضرب على خديها ببطء: نوررررررر......فتحي عيونك....
ثقل غريب اجتاح رأسها، خفقان......وتنفس سريع.....رجفات لا إرادية .....كنبضات القلب....او كـ....
الاحتضار.....
شهق ووضعها على الأرض وابعد عنها كل الأشياء التي تُعيق جسدها عن الحركة اللاإرادية!

هل نوبة تشنج.....أو صرع او ماذا يحدث؟!

مسك خديها صرخ: نور.....دخيل الله فتحي عيونك

تريد الهروب........الاختفاء في أحضان السراب........إلى النوم العميق.....إلى الاوجاع الغير معروفة.....إلى الوطن المنشود....تريد ان تمسك بطرف الحُب الضائع......الحُب الطائش......بالحُب الآمن....بالعشق الدائم التي كانت تراه في عينيه....تُريد ان تُعيد ارتباطهما ببعضهما البعض......قبل ثمان سنوات وقبل مجيئها بسنة من هذا الزواج وقبل أن تكمل والدتها سن العشرون في ذلك الوقت.....ستعقد العُقدة ......ستشدها بيدها لتمنعها من الانفلات.....ستمسك بيد ....يوسف....وستجمعها بيد ديانا......ستستيقظ من هذا الحلم العنيف.......وسترى نفسها على سريرها الوردي....نائمة على ارض الوطن.....في السعودية.....في صيفها الحار.......في منطقة الرياض......في (حارّة )جمعتها وجمعت اخاها ناصر .....ولأخاها الصغير التي لم تعد قادرة على تذكره!....للضحكات الساخرة من جدتها......ولتوبيخ جدها هل مازالا عائشَين؟......لابتسامة ديانا ليوسف.....بعد قوله (بنتك قوية علي).....لكل الذكريات .......للحياة دون حُب ديانا لأمير....دون الضياع في هفوات حُب مراهقة أدى بها إلى الإنجاب دون خداع حُب تسلية للهروب من الواقع.....دون كره وتنمّر المجتمع من حولها.....تريد الهروب فقط.......والنوم العميق
صرخ هنا أمير ولم يعد قادر على السيطرة على ردات فعله المنصدمة
سمع رنين هاتفه .......يُريد المساعدة ....يُريد الهروب.......
سحبه من مخبأ ثوبه بيدين مرتجفتين

تحدث بخوف: نورررررررر ......نوررررررررررر.....بنتي.....بنتي.........بتمو ت......بتلحق.......ديااااانـ......

سقط الهاتف من يده وبسبب نوبة الهلع وشدّت البكاء سقط على صدرها مغشيًا عليه
وبقيا الاثنان ممدين على الأرض بِلا حول ولا قوة
احداهما يتحرك بطريقة غريبة تشبه التشنجات وجفنين يتحركان ببطء يُعاند رغبتهما في رؤية النور!
والآخر ممّد بعد تعب شديد وانهيار عاطفي خبيث تمكن منه في لحظة هو كان يجب ان يكون فيها قويًا!
.................................................. ............
لم يتبقى إلا يوم واحد على رؤيته ، والخلاص منه اتصل من اجل يحدد مكانًا ووقتًا مناسبا لرؤيته في الغد
والذي يكون أجلَه!
فقد تحدث مع إحدى القتلة المأجورين واتفقا معه على الاجر المحدد لإنهاء حياة امير
ولكن ما سمعه كان عجبًا، من الواضح امير في حال يُرثى لها
صوته حزين.....باكٍ....متخبط....خائف....بل مذعور
ماذا يعني (تلحق ديانا)
فكّر فيها مطولًا........باحثًا عن معنى لهذا الحديث المثير للشك
ثم شهق ووقف هنا ......متوجهًا إلى مكتب أخي راكضًا
دخل ووجهه مخطوفًا مما دار في عقله
جورج بعصبية وكانت بالقرب منه فتاة المانية ذات جمال طفولي مخبأ وراء خبث مموس لا يهمها سوى المال!

ابعدها عنه سريعًا : يبعت لك ستين حمّي على هالدخلة
مُراد بسخرية: حتى وأنت في الشغل ...

ثم اردف بألمانية مُشيرًا لها أن تخرج واخرج من جيبه مال ورماه عليها
التقطت المال كالكلبة الباحثة عن الطعام في قمامة الشوارع
ثم خرجت!
جورج بعصبية نهض وأشار لأخيه: شو بدك.......بدي يوم واحد ما شوفك فيه........بدي اخلص من اخوّتك؟

مُراد نظر لأخيه ولحاله ولبعثرت ملابسه
اشمئز لا يدري لماذا؟ : ما تقدر .....اسمعني....أظن ديانا بعد مكالمتك لها انتحرت...
جورج بصدمة: شووووو؟
مُراد بجدية: الاوضاع كلمالها وتصعب علينا......أريد اسافر هسه لبريطانيا...
جورج حكّ جبينه : وكيف عرفت؟
مراد فتح الدرج الجانبي من مكتب أخيه سحب مبلغ من المال امام مرآ عين أخيه: اتصلت على امير....عالمود اأتفق ويّاه على مكان و وكـَت (وقت)مناسب حتى بكرا تكون المواجهة بس رد عليّ منهار ويبجي...

جورج حدّق في أخيه مطولًّا
واكمل: واظن نور بتلحق أمها

هنا صرخ جورج: مشان هيك بدك تروح....بدك تنقذ حبيبة قلبك...
مُراد لم يجيب على أخيه اخذ المال صرخ على أحدى الحراس لتجهيز طيارتهما الخاصة للسفر إلى ذنبه العميق!
...........................................
دخل المنزل ، لم ينظر لهاتفه وعندما نظر رأى انّ شاحنه قد نفذ
دخل وكانت الأصوات جميعها مرتفعة بين التساؤلات والتداخلات الجانبية
همس: السلام عليكم....
الجميع حدقوا به، البعض رد السلام والآخر اكمل بعد سلامة التوبيخ
لم يرى والده....فكانت والدته هي من كانت توبّخ سيف
تحدثت منفعلة: هذا هي حتى ولدك خذته.....يعني ما عاد لها رجعة.....كيف تبيني اطالع بوجه اخوي.....كيف تبيني ابرر له فعلتك الشينة........كيف تقول لزوجتك انه قلبك ما يمله غير غزل.....مجنون انت ولا جنييييييييت وخلااااااااص ما عاد لك عقل يفكر......ويحلل....ويفهم......هذا جزاتي .....هذا جزاتي انا.....انا الغلطانة.....كان المفروض....اخليك تعيش على سراب حبك يا وفي....
ثم ضربت على كتفه بقوة قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل.....حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا سيف...
قصي نظر إلى وجه سيف....و جسّار ومن ثم عزام
كانت وجوههم باردة ، بينما وجه سيف محمر.....
ووقوفه بهذا الشكل والذي لا يدل إلا على الانكسار دعاه للخوف
تحدث بخوف: شصاير بعد؟........احد مات....
سيف نظر إليه بضعف وبنبرة سخرية: الجازي مصرّة على الطلاق....
قصي سكت
عزام بلل شفتيه وليخفف عن أخيه قال: اتركها بيت أهلها ......لين تهدأ وتكلم معها من جديد

سيف بنبرة قهر: البنت مجروحة.....مجروحة مني كثير....آثاريني قاسي......قاسي وانا ما نيب حاس على نفسي......الجازي تكرهني....وعمرها ما حبتني....عمرها ما حبتني...

ثم تركهم وصعد إلى جناحه

جسّار بانفعال: قلعته هو جابها لنفسه.......أجل فيه رجال بعقله يقول لها هالكلام.......وش مفكرها صخر ما يحس....

قصي أتى بالقرب منهم وجلس على الكنبة: يعني اعترف لها انه يحب غزل

عزام بخيبة: أي.....بس من ورا تريلات(يعني بطريقة غير مباشرة) وهي فهمتها على الطاير

ضحك بسخرية جسّار: اخوك مسوي نفسه روميو.....والفارس المغوار.....اللي لازم يوفي....خذ الحين حالته حاله وتو يحس على نفسه انه قاسي....وانه االلي في نفسه ما هو إلا عناد عشان أمي زوّجته من الجازي بدون ما تطق له خبر

قصي هز راسه بتأييد: هو عاند نفسه ما عاند امي.....وامي غلطانه يوم خطبتها له بدون ما تشاوره

عزام بجدية: الخبل خيّرته بين كذا بنت بالعيلة ومن ضمنها هي....وصارت تلمح له عنها كثير كلنا فهمنا إلا هو يعني ولا كان يتغيبا علينا؟

قصي بدفاع: لا كان في صدمة على اللي صار في غزل....وامي ما قصرت استغلت وضعه

جسّار اسند ظهره على الكنبة : طييييير يا شيخ.........والله لو انه ما خذ غزل ....لا كانت حياتهم ....اخس من كذا.....قال يحبها قال....
قصي بصوت شبه مرتفع: اكيد يحبها ولا ما كان ترك شغلة لفترة.......وسافر وترك البلد......وأمي ما مسكته إلا بسالفة هالزواج.....ولا كان هو لا هو متزوج ولا هو عايش بينكم......

جسّار ابتسمت بسخرية: أي برر له....مو انت بعد رابط سالفة زواجك بسالفته .......وجالس تبرر له كأنك تبرر لنفسك

قصي بصوت جهوري: وشدخللللل؟!
عزام بصوت عال: تذابحوا بعد......الحمد لله والشكر.....هجدوا بس......ولا تكبرون المواضيع ....ودخلون كل شي ببعضه.....شوفوا كيف امي منهارة....

قصي نظر لأخيه : امي حاسة بالذنب على بنت اخوها.....هي اللي تسببت بكل هالاشياء...

جسّار بانفعال: حلوووو!؟ والله.........حط اللوم انت واخوك على امي.....وهالتبن اللي صعد فوق ما عنده عقل.....ما يفهم كيف يتصرف بدون لا يظلم ويجبّر....ولا فاهم الرجولة بشكل ثاني....

صرخ هنا عزام : جسّار.....احترم اخوك مهما كان هو الأكبر فينا.....وسيف ماله حمل على كلامكم.....لو ينزل ويسمعكم الحين.....بزيد حالته أسوأ من كذا.......هو غلط....ما قلنا شي.....والبنت من حقها تختار الحياة اللي تبيها بس اخوك من صدم من اللي قالت له....

قصي مسح على رأسه مستغفرًا ثم اردف: هو قال وش قالت له؟

عزام : لا......بس واضح......عطته كلام من العيار الثقيل ما شوف حالته....

جسّار متحامل على أخيه: والله زين ما تسوي فيه......وزين انها متحملته........
ثم اطرق : وربي كنت اظنه ......حكيم...وبيعقلها مع البنت .....وبينسى غزل....بس طلع حتى لم جاب عبدلله....متعلّق فيها !

قصي نهض هنا: اكثر متضرر بهالسالفة هي الجازي....والله يعينها ....
ثم همّ بالصعود لغرفته ولكن اطرق جسّار: وانت ما فكرت بحل لهالبلوة اللي أنت فيها....

قصي لينهي النقاش: انا هالبلوة اللي فيها على قلوتك دامك أنت بعيد عنها ما راح تكبر

عزام تدخل بشكل سريع: شوف اخوك واتعض.....ولا تظلم البنت....
قصي بجدية: طلاقي منها ظلم بحقها.....يا عزام.....

جسّار نهض وبعصبية : يعني ناوي تعلن الزواج....

قصي : مادري.....بخلي هالشي للأيام ....

صعد على انفعال جسّار الذي بدأ بالصراخ: اقسم بالله ذول عايشين بوهم.........أنانيين......ما يحبون إلا انفسهم.....والباقي بالطقاق

عزام تنهد: جسّار قصر صوتك لا يعلى ....والله إن سمعت امي لتنجلد.....واترك عنك قصي....وما ظنتي هو صغير......خلها يعيش قراره وذوق مرارته!

وبطفش: لأني جد ملييييت.....من اني اعطي نصايح ولا احد يسمع ......فتركه لا تتعب حلقك ...ولا صوتك......

ثم خرج من المنزل وبقي جسّار يأكل بنفسه بحديث مطوّل مع الجدران!
.................................................. ................

ما زالت متوترة ، تعلم أن الامر لن يمر مرور الكرام على قصي
اتصلت على عمها واتضح أنه اتصل عليه ولكن لم يجيبه

أخبرها بانه آتي لأخذها إلى بيته ولكن رفضة لأنها تعلم لو فعلت هذا الأمر ستزيد الامر سوءًا لذا طلبته
أن يُعطيها رقم قصي وسجلته بورقة
وستتصل عليه بعد صلاة المغرب
شعرت بالخجل من فاطمة لأنها أطالت بالجلوس عندها، نظرت إلى الصغير النائم على الكنبة بهدوء وابتسمت
هل سيكون لها أطفال يومًا؟
طردت الفكرة من عقلها سريعًا ، هي اصلًا طفلة
وطبيعة زواجهما يرفض إنجاب الأطفال!
نظرت لهاتف فاطمة ترددت في أخذه والاتصال عليه
أتت على حين فجأة فاطمة وبيدها سجادة قائلة: مُهره حبيبتي ما باقي شي ويأذن لو حابة تدخلي الحمام .....تتوضي وهذي السجادة....عشان تصلي عليها

مُهره سحبت السجادة من يدها: مشكورة فطوم والله منحرجة منك مرا
فاطمة طبطبت على كتف مُهره: ماله داعي الاحراج حبيبتي......صدق اتصلتي على زوجك...
مُهره بتوتر: لا قلت بعد الصلاة بتصل
فاطمة : تمام
ثم ذهبت لناحية الصغير حملته ما بين يديها ، ثم دخلت به إلى غرفتها وهي تقول: واضح ولدي بخرّب نومه وبخليني اسهر الليالي معه

مُهره وضعت عباءتها على الكنبة مُنذ ان أتت لم تزيحها عن جسدها ابدًا ابتسمت: جلسيه بعد ما تصلين ....
فاطمة اردفت بصوت هادئ : وان شاء الله يتقبل يجلس عاد....
مُهره تنهدت ودخلت إلى الخلاء أقفلت الباب عليها
ماذا سيفعل بها ؟
هل سيعاقبها ، هل سيضربها ام يعتدي عليها؟!
لا تدري نفضت تلك الأفكار وارشحت وجهها عدّت مرات
خائفة من ردّت فعله
استغفرت بداخلها وسمعت صوت ارتفاع الأذان
فاطمأنت وبعد ان توضأت خرجت
وبدأت تشرع في الصلاة بعد أن ارتدت عباءتها وحجابها
وكذلك فاطمة اخذت تصلي في غرفتها تحت الإنارة الخافتة
بعد مرور ما يقارب ا الخمس او سبع دقائق فرغت من الصلاة اخذت تدعو الله ان يحنن قلب قصي عليها ولا يقسي عليها بعقابه
نهضت وجلست على الكنبة القت نظره سريعة على الحاجات التي شرأتها من (البقالة) كانت ستشاركها مع فاطمة ولكن فاطمة رفضت وقالت: خليهم لك ......وتسلي فيهم بعدين وخليك باللي أنا حطيته....

ابتسمت لها، حقيقةً ارتاحت لتلك الفتاة المرحة ......ومن الواضح أنها اجتماعية درجة أولى .....وتتقبل الناس بسرعة
حيث انها اخذت تلقي عليها بعض المواقف المضحكة التي حدثت لها في المراهقة وبداية زواجها بابًا للتغيير من توتر مُهره واخذت مهره تنسجم معها ، وحدثتها عن طفولتها
وتناست قصي وما قد يحدث لها فيما بعد!
سحبت الهاتف من على الطاولة تحدثت
بصوت شبه عالٍ: فاطمة بستخدم جوالك...
اتاها صوت فاطمة وهي تدخل الحمام: تمام ....حبيبتي.....خذي راحتك
اتصلت.....وكان للتو افرغ من الصلاة ......وركب سيارته بعد أن خرج من المسجد رأى الرقم دون اسم وتجاهله
وبدأ بالقيادة
فازدادت نبضات قلبها تريد ان يجيبها قبل فوات الأوان
اتصلت مرة أخرى ...
لم يجيب عليها إلا في الاتصال الخامس!
يا الله ما اقسى هذا الشعور التي خالجها
عندما سمعت صوته يقول: نعم......
ازدادت اضطرابات أنفاسها، وخشيت من صوته الرسمي
تحدث: الو......مين معي؟
تعرّق جبينها ووضعت يدها على قلبها تريد أن تهدأ عواصفها
فقالت: الووو......أنننننا.....مممُهره....
تعجب قصي وقوّس حاجبيه نظر للرقم للتأكد
وتأكد أنه ليس رقمها!
لذا تحدث بصوت غاضب: مهره؟........وش هالرقم اللي تتصلين علي منه؟!..........رقم مَن؟

مُهره اجتمعت الدموع في عينيها ولأنها لا تريد إطالة الأمر قالت: قصي انا في ورطة....
هنا ضرب (بريك) قوي وكاد يصطدم بالسيارة التي أمامه شتمها بصوت مسموع: وش مسوية من مصيبة يا ام المصايب!؟

مُهره نهضت وجسدها بدأ يرجف تحدثت بتردد: طلللعت البقالة اشتري لي شيبسات....ونسيت عن ما خذ مفتاح الشقة وجوالي
سكت هنا قصي وبدأ يقود سيارته متجهًا للحي التي تسكن فيه
شتمها مرةً أخرى ولعنها قائلا: يا الغبية.........وش هالغباء وليش تطلعين حسبي الله.....
ثم سكت ...ليردف بعدها صارخًا: الله ياخذك وافتكككككككك منك....وينك الحين فيه؟
مُهره ظهرت منها شهقة خوف منه: هأأأأأ......في شقة جارتنا.....أم أحمد....

قصي ضرب بيده على المقوّد وصرخ : أجلي بكاك لين اجي عشان اعلمك كيف تبكين.........يا غبيييييية....

ثم اغلق الخط في وجهها واخذت تبكي بلا صوت ، خائفة مِن عقابه ....آه.....خرجت منها ببطء ...ضائعة تشعر بفقد الأمان وهي كانت تجده ما بين يديه رغم قساوة عينيه .....وحديثه والآن لم يعد هناك امان في حضنه ....اصبح قاسي....قاسي لدرجة أصبحت لا تعرفه .....هل سيشفع حديثه معها بالأمس ويخفف وطء العقوبة عليها هل سيغفر لها؟!

سمعت صوت باب الحمام يغلق مسحت دموعها سريعًا والتفتت قائلة: فطوم زوجي راح يجي....

فاطمة بحنان: قلت لك موصاير شي والحين بيجي بيعتب عليك بس....وبعدها أمورك تمام.....لا تخافين
مُهره اخذت نفس عميق وابتسمت وهي تخفي خوفها وبكائها
ورجفاتها حتى
.................................................. ..............
مُنذ ان خرج وقلبها ينزف قهرًا منه ، لماذا وافقت عليه؟! لم تتذكر انها نطقت موافقة ولكن اصحبت خجلة لدرجة ظنوا انها موافقة عليه
ولكن الواقع هل هي كانت موافقة عليه؟!
هي لم ترفضه ولم توافق عليه
فكرة الزواج منه او من غيره كانت مقبولة لديها
وغير مهمة
ربما هذا يتعبر تناقض بين القبول والاهتمام ولكن هكذا كانت تشعر لناحية الزواج بشكل عام
الجميع شجعها على الموافقة عليه لأنه ابن عمتها ، ورجل طيب ذو خلق ودين
وبه الصفات التي تتمناها كل فتاة
ولديه وظيفة رائعة وإنسانية
ولكن ماذا حدث بعدها؟!
تشعر بنزف آخر نزف مؤلم في اسفل بطنها.......غير النزف التي تنزفه من قلبها
هل حان ميعادها الآن؟
يبدو انها تقدمت أيامها ...دخلت الخلاء.....ازاحت من على جسدها الملابس لم تستطع الاستحمام فالألم شلّ حركتها فجأة لذا ارشحت وجهها بماء دافىء فقط لتمنع نفسها من شعور الإغماء!
لفّت على نفسها المنشفة ثم خرجت
توجهّت لدولابها أخرجت ملبسًا بعشوائية ارتدته وهي تتأوّه ثم
استلقت على السرير
واخذت تتلوّى ألمًا من بطنها
لِم هذا النزف؟
يشبه نزيفها في بداية الولادة!

هل من سوء نفسيتها ولا سوء تغذيتها في الأوان الأخيرة لا تعرف؟!
حاولت أن تشد من ازر نفسها
مشت وهي تترنّح يمينًا ويسارًا
كانت ترتدي جلابية سوداء ذات اكمام طويلة ولكن بقماش خفيف مناسب لفصل الصيف.......ارتدت هذا اللون الكئيب ليغطي نزفها وألمها وحتى خذلانها!
فجأة قلبها بدأ يخفق ، وبدأت شفتيها ترجفان
هي تشعر بالبرد والحر في الوقت نفسه!
ما تحدثت به اليوم كان صعبًا ، وما اخبرت به سيف كان قاسيًا عليها لذا هي تدفع ضريبة مشاعرها وقولها الآن

نزلت إلى الدور الأرضي سمعت صوت والدها يحدّث بندر بخصوصها وبخصوص زوجها
فابتسمت بسخرية على حالها كادت تسقط ولكن مسكت بأسوار عتبات الدرج
وانحنت للأمام من شدّت الألم ولكن لن تتهاون في قرارها ولن تتنازل عنه
نزلت ورأتها نوف التي خرجت من المطبخ وهي تحمل بين يديها عبد لله : الجازي....شفيك باسم الله عليك.....محتاجة شي؟
الجازي نظرت إلى اختها ببرود ثم بحلقّت بعينيها في عين طفلها وسريعًا اشاحت بنظرها عنه لا تريده ان يذكرها بوجه ابيه!
خافت هنا نوف من أنّ الجازي فقدت عقلها حقًّا واصابها الجنون !
تقدمت لناحية والدها واخيها
تحدثت برجفة صوتها: يييبه.....
بندر نظر إلى اخته وإلى شحوبها المفاجأ
ووالدها نظر إليها بحنية: ما ودك تبردين قلبي وقولين وش صاير بينكم؟
نظرت إليه بعجز، ينتظر منها املًا في ان تكون المشكلة التي بينهما بسيطة ولكن هي اكبر مما يظنون
تحدثت بتعب والتقلصات بدأت تزداد اخذت نفس عميق: يبه ابي اخلع .....ٍسيف
نوف توتر من ردت فعل ابيها وبندر الذي نهض
تحدث والدها: نننننننننعمممممممم جنيتي يا الجازي ما عاد لك عقل؟
الجازي كانت ستتحدث ولكن شعرت بدوران في رأسها
ودارت عينها كالمغشي عليه وطاحت على الأرض
وصرخت نوف بخوف وهي تشد على الصغير لكي لا يسقط من يديها: الجااااااااااااااااااااااااااازيييييييييييي
.................................................. .............
انتهى
.....................


اتمنى لكم قراءة ممتعة

ولا تبخلون علي من تفاعلكم وتقييمكم


والبارت الجاي إن شاء الله بكون يوم الأثنين




JAN 06-14-2020 08:06 PM


البارت العاشر

.
.
.
.

السماء مازالت تمطر أملًا للقلوب المنكسرة، تُمطر أحلامًا سعيدة للأعين المُغمضة
تُمطر رحمةً وغفران لِمن رفعوا أيديهم بالدعاء سائلين المولى الرحمة والمغفرة
اكتست شوارع أكسفورد ازدحامًا من الناس بسبب خروجهم من عملهم في هذا الوقت
وكأن جميع سُكانُها خروجهم موقّت في نفس الساعة والدقيقة والثانية معًا !
منهم من انصرف إلى بيته ، او شقته أو حتى الخروج منها عائدًا إلى مدينته الأم!
ومنهم من فضّل البقاء تحت قطرات المطر والجو الغائم
هذه الأجواء ما هي إلى بداية لدخول الشتاء
أجواء مليئة بالتفاؤل والتفاني.......والاعترافات الصادقة!
كان الجميع مطمئن في هذه الأرض....يمشون بجوار بعضهم البعض
تتخبط اكتافهم وتصطدم ولكن ردّات فعلهم تحت هذه الأجواء مريحة بعيدة عن العنف والتذمّر
يبتسمون .....ينظرون للسماء....يلتقطون الصور سريعًا للاحتفاظ بالذكريات الجميلة.....العصافير عادت لأعشاشها ولم تعد تغرّد
والطيور المهاجرة ......انزاحت لمكان بعيد عن هذه الأجواء
وحتى الحشرات تخبأت خلف أوراق الشجر واغصانها الليّنة والذي يغدق عليها بحنانه الكثير!
امن وامان ويتبعه السّلام
هدوء رغم ضجيج الأصوات والسيارات المارّة
ورغم طرق أحذية الرجال والنساء والصغار على الرصيف
فجأة وبشكل غير معهود وربما أوّل مرة يحدث مثل هذا الأمر
إطلاقات نار مُخيفة ، جعلت من الناس يضجّوا بالصراخ والعويل والركض للاشيء
وهناك دخان غريب ذو رائحة نتنة ، أُلقيت عليهم بشكل عشوائي وفرقّت الجماعات
ماذا يحدث؟
هل جنّ الناس حتى يفعلوا هذا الأمر؟!
ركضوا وبدأ الصغار بالبكاء والركض بشكل عشوائي
والجميع بدأ يتخبط ببعضه ويصطدم بخوف وذعر
أتوا مجموعة رجال يرتدون قناعًا لإخفاء وجوههم
اطلقوا النار في الهواء لإخافة المدنيين
وسريعًا ما تدخلت القوات العسكرية البريطانية ......واطلقوا عليهم النار لـِأبادتهم!
واخذوا يساعدون المدنيين للوصول إلى وجهتهم سالمين
برغم تكاثر العدو عليهم بشكل مفاجئ ومخيف!
........
صوت اطلاق النار عنيف وجدًا.......وقريب من القلب والمسامع
الصوت كان قريبًا من شقته.....شعر بثقل وطنين في رأسه
فتح عيناه.....وبدأت عليهما الغشاوة اغمضهما من جديد وفتحهما سريعًا أعاد حركته بما يُقارب الثلاث مرات ....يُريد ان يستعيد وعيه وعلى.....دوّى صوت اطلاق النار بشكل متتالٍ وغير منقطع
وهنا
استوعب ما يجول حوله ورفع نفسه من على صدرها ، صُعق من صوت اطلاقات النار وبدأ يتساءل
ما بال صوت اطلاق النار؟!
وماذا حدث لهُ؟!
تذكر نور....ديانا.....وسريعًا ما التفتَ عليها ورآها ساكنة على الأرض
صرخ بذعر: نوووووووووووووووووووور

هزها بعنف ...ولم تُجيبه
أخيرًا استوعب عُظم وثقل الأمر نهض وانحنى عليها ليحملها بخفة وتصبح ما بين يديه
خرج من الغرفة ومن ثم خرج من الشقة....ورأى الناس كيف يركضون من على عتبات الدرج للذهاب إلى شققهم
قوّس شفتيه ؟!
ونزل سريعًا من عتبات الدرج متجهًا للشارع
زحمة
زحمة عظيمة من الناس التي تركض بلا وجهة مُحددة، خائفة تصرخ بذعر
واطلاق النار لم يتوقف من قبل ....لا يدري من أين؟!
ركض لناحية سيارته فتحها بعدما اخرج بصعوبة مفتاح السيارة من جيبه
ادخل نور ووضعها على المراتب الخلفية من سيارته اغلق الباب
وانطلقت رصاصة طائشة بالقرب منه ولكن تصداها بعدما خفض رأسه عنها
ماذا يحدث؟!
ركب سيارته وقادها بجنون لناحية أقرب مستشفى من هنا
ولكن الشارع مزدحم وهناك زحمة سير لا تعرف الرحمة!
تحدث: شوووووو صاير؟
رنّ هاتفه
سحبه وهو يقود مسرعًا حينما لقى فرصةً للتحرك
ثم أجاب على المتصل
وكان دانيال هو من يحدثه، مرّ وقتٌ طويل عليه لم يراه مُنذ آخر زياره له في لبنان والتي كانت من شأن جورج!
تحدث: نعم....
دانيال بذعر: يا رجل فينك انتّا......احرئت جوالي وانا بتصل عليك....
امير ازدرد ريقه انعطف يمينًا بشكل سريع حتى أصدرت كفرات السيارة صرير: شوفي دانيال؟!

دانيال بخوف: فيه مجموعة ....حاولوا قتل لويس....ومن بعدها اتصلوا الحرس الأمني الخاص فيه لجميع رجال الأعمال المشتركين معوه للتأكد من سلامتهم وخروجهم من البلد...اتصلوا فيك وما كنت ترد عليهم وخافوا ليكون صرلّك شي....واتصلوا علي بحكم كوني شريكك للاعمال الخيرية اللبنانية بظنوا انك في لبنان.....وانصدموا لم حكيت انك منّك هون...انتّا بخير امير...
أمير اقترب من المستشفى ، ازدرد ريقه من جديّة أمر تلك العصابة التي تقتنص الفرص من أجل قتل رجال الاعمال وأخذ أموالهم بالقوة دون الإفصاح عن هويّتهم اردف بعجل: بخير....بخير بحكي معك بعدين

اركن سيارته بشكل خاطئ ولم يعطي مجالًا لدانيال للرد عليه نزل .....وكان الأمن محاوط المستشفى من كل مكان .......ينتظرون فقط إشارة حتى يداهمهم العدو بأسلحتهم ....
فجأة الهيلوكوبترات أصبحت معلّقة فوق رأس مدينة أكسفورد من كل جانب حتى انها اخفت الغيوم خلفها لتمنع الناظرين عن جمال السماء والتمتّع في مشاهدة المطر
يبدو ان الحرب قامت هنا بشكل سريع!
حملها بين يديه ......نزل....صرخ في الطوارئ لنجدتها وظنوا إنها احدى المصابين من الهجوم العدواني الذي حدث من قبل عصابات مجهولة الاسم والهوية!

تلقفوها من يده وادخلوها في غرفة الطوارئ
وبقي هو في الانتظار
عقله أصيب بالشتات .....من المفترض ان يذهب قبل المغرب لاستلام جثة ديانا ودفنها ولكن مع هذه الأوضاع
تخبط كل شيء في بعضه!
نظر للتلفاز
وإلى الإعلان
خبر عاجل: في صباح هذا اليوم تمت محاولة اغتيال رجل الاعمال الخيرية لويس فكتور من قبل عصابات بريطانية متطرفة .......وحاولوا بشتّى طرقهم إثارة الشغب في أرجاء الشوارع .....وقتل المدنيين ولكن تصدّت لهم القوات العسكرية البريطانية والتدخلات الدولية المهمة لردع أعمالهم....
حاول تهدأت نفسه ......لم يستوعب أنه الآن اصبح في محض الاخطار عندما قالت المذيعة

: على المدنيين الأعزاء أخذ الحيطة والحذر والبقاء في بيوتهم حفظًا على سلامتهم إلى اشعارٍ آخر..... ونرجو منهم عدم التدخّل في الاشتباكات العدوانية.

انقطعت الإشارة وبدأت وشوشة مزعجة على التلفاز ثم اطفئوه سريعًا
يبدو أنّ تلك العصابة لديها إمدادات وأيدي كثيرة لمساعدتهم في هذه الحركة اللعينة ماذا يفعل؟

عليه أن يخرج من هذا البلد في أسرع وقت ممكن
ولكن قبل سيطمئن على نور ومن ثم سيسافر خارجًا إلى ....
إلى ....أجل ......إلى فرنسا......سيذهب هُناك...
اجرى اتصالًا سريعًا يطلب فيه
(مترجم): انقل جميع اموالي إلى الحسابات الفرنسية حالًا .......سأسافر هناك ....جهزوا الطائرة حالًا..... وارسلوا إلى مستشفى أكسفورد حراس من أجلي.....واجعل منهم يذهبوا إلى مستشفى جون رادكليف ليستلموا جثة ديانا وادفنوها ......سريعًا!

ثم اغلق الهاتف.....وفي قلبه حُرقة.......لا يعرف كيف يطفئوها
سيدفنونها قبل أن يراها .....سيدفنونها بأيديهم وبسرعة من اجل هذه الأوضاع
واختلال الامن
تبًا لهم ولأفعالهم الشنيعة !؟
هل ما يحدث له عقوبة إلهية على ما فعله بيوسف؟!
مسح على وجهه من أفكاره السوداوية بينما

رجاله بدئوا يفعلون ما أمرهم به سريعًا ولكن مسألة نقل الأموال ربما ستأخذ ساعتين أو اكثر ليس من السهولة نقل مبلغ ضخم كهذا في غضون دقائق! هو تهاون في الامر والآن سيدفع ثمن تهاونه!

تذكر امر داليا تأفف هنا ، وفتح عينيه على الآخر عندما تذكر امر سندرا
الأمر بات صعبًا واخذ يجول بما يقارب العشر دقائق الطبيب لم يخرج ليطمئنه على نور ولم يستطع الاتزان في تفكيره من اجل ابنتها
....عندما أتوا إليه حرّاسة راكضين لناحيته
توجّه إليهم وتحدث بسرعة بالغة في الخوف
(مترجم): أنا ذاهب الآن لجلب أشياء مهمة ولكن اريد منك ستيفن للذهاب إلى مكان داليا انت تعرفهُ جيّدًا
ستيفن بهدوء (مترجم): اجل سيدي
امير بقلق: حسنًا اذهب ....واجعلها تعود لديارها اليوم......فهذه الأوضاع لا تبشر بخير وربما الخطوط الجوية ستصبح بعد ذلك مزدحمة او مغلقة .......اجعلها تعود للديار مجبرها على ركوب الطيارة ....
ستيفن(مترجم) : لا تقلق سيدي سأفعل ذلك
ثم انصرف عن وجهه
اكمل امير(مترجم): ماكس ستأتي معي أما انتما ابقيا هنا واحرسا نور ولا تجعلها تخرج إلى أي مكان!
وكأنه واثق من نجاتها من كل هذا حتى اردف جملته الأخيره عليهم كالأمر
حركوا رؤوسهم بطاعة ثم انصرف أمير
وتحدث مع ماكس بهمس(مترجم): هل معك سلاحك
ماكس (مترجم): أجل وهناك واحدٌ في السيارة من اجلك
امير حرّك رأسه برضى
رغم الحزن......رغم الألم والفقد الذي يشعر به إلا أنه حاول أن يُسيطر على نفسه ويلملمّها من ضياعه
فالأوضاع اجبرته على أن يستيقظ من عاطفيّته وينسلخ من حداد الأموات!

سيذهب إلى دار الايتام لانتشال تلك الصغيرة ، يعلم حالتها الصحية غير مستقرة الآن فهي بحاجة كبيرة إلى الرعاية ولكن مُجبر على ابعادها من هنا
سمع رنين هاتفه سحبه رأى الرقم وعرف هنا أن مراد هو من يتصل به فاغلق هاتفه الآن كل ما يُريده
حماية نور وابنتها قبل كل شيء!

...وبعد التشابك....باطلاق النار من قبل تلك الجماعة ورجال الأمن ......وازدحام الناس استطاعوا الوصول وهم سالمين من كل مكروه إلى المستشفى والذي كان مغلق
ومشيّد بحصون غريبة!!

ولكن ما إن رأوه الامن حتى تحدثوا بأهمية بالغة في الأمر
(مترجم): سيدي ....لابد ان تخرج من هنا قبل....أن...
قاطعهم بخوف على تلك الصغيرة : open the door

الرجل ازدرد ريقه من حنق امير فتح الباب دخل هو وماكس
و توجّه للدور والغرفة المنشودة هو يعرف المكان وحفظ ارجاؤه وزواياه من كثرت قدومه هنا على عكس ديانا التي كانت تتجنب المجيء لرؤيتها لأنها تشعر بالذنب حيال قرارها في ابعادها عن حضن والدتها!

ذهب إلى مكتب الطبيب الخاص بها حدثه بانه سيأخذها الآن للرحيل والابتعاد عن هذه الفوضى
ولكن منعه بسبب ضعف العلامات الحيوية لديها
فهناك مؤشرات لا تطمئن بالخير عن حالتها!

ولكن صرخ امير(مترجم): اخبرتك إنني سآخذها ....هي وجولي....هل فهمت...
الطبيب بانفعال(مترجم): انت ستتسبب في موتها....امير ارجوك....الفتاة لم تستعيد صحتها ....وفكرة ركوبها للطائرة بعد عمليتها ليست بفكرة صائبة

امير عيناه مجهدتان ومحمرتين ......بالأمس أخبره لويس عن الامر كيف استعجلوا في امر قتله ؟!

هل كانوا مخططين لكل هذا من قبل عدّت سنوات
يبدوا انهم درسوا خطتهم جيّدًا للخلاص منه ومن شركاؤه حتى انهم زعزعوا الأمن سريعًا وقتلوا ما قتلوا من المدنيين واخافوا الكثير من الضعفاء!

صرخ : tell me….. do you see what happens outside?

الطبيب سكت ، استوعب رجفة امير وخوفه على الصغيرة لذا استسلم لرغبة أمير ورفع سماعته بهدوء وهو يقول: joli……..come here……in my office

ثم اغلق السماعة وانتظرا قدوم جولي
بينما امير حدثّ ماكس سريعًا ان يتصل على هنري لتحضير المكان المناسب لحمل جولي والأجهزة الطبية اللازمة في الطائرة!
وما إن دخلت جولي حتى قال امير بعجل (مترجم): جهزي نفسكِ ستذهبين معنا ومع سندرا للسفر

جولي نظرت للطبيب متسائلة وهزّ رأسه ليبرر لها قلّة حيلته
لذا هزّت رأسها بالموافقة مُجبرة على التنفيذ!

وذهب أمير لرؤية حبيبته وبعد ان اطمئن عليها وبدوا تجهيزها للذهاب إلى المطار بحرّاس أمنية دولية تكفلوا به عند الخروج من المستشفى وهي تُجر على السرير ، من الواضح انه مشهورًا وكثيرًا حتى بهم اهتموا لأمره، فهو يخرج في التلفاز من اجل تلك الاعمال التي عمل بها مع السيّد لويس
وعلّقت صورته مع العديد من رجال الاعمال الكبار في البلد في الأماكن الرسمية كونهما يحملون رسالة إنسانية للضعفاء والفقراء والمحتاجين في هذا البلد وخارجها!

أمير اشتهر بالخير ولكن ما يحدث الآن ربما خطأ من إحدى الكبار الذين لم يلتقي بهم
و يرجو من الله أن لا يصيبه مكروه ولا يصيب نور ولا حتى ابنتها!
ولكن وجود حرس من قِبل الشرطة والحكومة رسميًا سيلفت الأنظار حوله
وهذا ما لا يُريده لذا قال(مترجم): لا داعي لمجيئكم......لا اريد اثارت الشبهات من حولي...لطفًا...

إحدى رجال الشرطة تحدث(مترجم): ولكن يا سيد امير انت من ضمن المستهدفين كما اخبرنا السيّد لويس وعلينا حمايتك...حفظًا على سلامتك وسلامة الصغيرة

امير لا يُريد أن يُطيل الأمر (مترجم): اشكر لي السيد لويس...واخبره إنني بخير...وسأتكفل بأمري لا تقلقوا...رجالي لم يقصروا يومًا في حمايتي وحماية صغيرتي....وقبل كل شيء الله معنا!

هزّ الشرطي رأسه واخبر الباقي في الابتعاد
امير همس لماكس(مترجم): اركب معها في سيارة الإسعاف.....واهتم بها....سأذهب إلى الشقة وسآخذ الأوراق الرسميّة وسآتي إليكم....

ماكس بهدوء(مترجم): حسنًا

ذهب لناحية سيارته ........لا خطر عليه اخبره لويس انه أزال اسمه من النظام إذًا لن يكون مستهدفًا ولكن ما بال صورّه التي خرجت معه في كل مكان
تبًا
حقًا عليه الابتعاد ، هو خائف ليس على نفسه وإنما على تلك الأمانة التي في يده....
حاول جاهدًا التركيز في عمله الآن
أزاح من على جسده الجاكيت الرسمي.....
ازاح ربطة عنقه ....يريد أن يتحرر من نفسه
بعثر شعره ليصبح مهملًا ومبعثرًا على وجههُ
يريد أن يخفي القليل من ملامحه ، عشّقْ سلاحه ليكون مستعدًا للمواجهة في أي لحظة وانطلق لناحية شقته، وكان الشارع مزدحمًا وبعض الطرق أُغلقت في خلال ساعة فقط!
يا الله ....
تنهد من أي طريق يخرج واخيرًا استقرّ على طريق ولكن ضيّق وخشي من ألا تدخل سيارته فيه ولكن حسم الامر ومرّا من خلاله بصعوبة
عدّى عدّت شوارع مزدحمة ومضى نصف ساعة على عدم مقدرته للوصول إلى الشقة ولكن بقى شارع ما إن يتعداه سيصل ولكن الزحمة
واللعنة على هؤلاء الأنانيين!
ترجل من سيارته ، وركض بخفية من جوانب العمارات الشاهقة
تنفس سريعًا يشعر أنه في فلم اكشن مُخيف
حتمًا ما إن يروا وجهه سيقتلوه فالمستهدف كل من شارك لويس في اعماله هذا اختصار القصة!
بدأت الشكوك تطرق في باله هل فعلًا يريدون أموال اليتامى والمساكين من الاعمال الخيرية ام يعاقبون لويس من اجل شيء آخر
نفض الفكرة سريعًا من رأسه راكضًا ليقفز من الحاجز الحديدي ويصبح في الوجهة الأخرى من الشارع
اقترب من العمارة
ركض ودخل هنا، كان ماسكًا سلاحه، يتخطف ببصره لمن حوله
ما زال الناس مرعوبون ولكن لم يسمع صوت اطلاق النار
ركض لناحية الشقة بعد أن تعدّى عتبات الدرج
فتح الباب
وركض بسرعة لغرفتهما وخفق قلبه بشدة .......اليوم
يوم عنيف وقاسي على قلبه وحياته كلها .....كيف سيترك المكان الذي جمعهما فيه!
نظر لصورتها المركونة جانبًا على الكمودينة أخذها سحبها من الإطار ووضعها في مخبأ بنطاله
فتح الصندوق الحديدي واخرج الأوراق الرسمية لنور واوراق أخرى واوراق ابنتها ، ومبلغ مادي ليس هيّن
وضعها في حقيبة سوداء ومن ثم نهض
وسقطت انظاره على الصورة المتوسطة في حجمها والمعلقة على الحائط الصورة التي آخذها (كسلفي) في لبنان والتي تجمعه هو وديانا ونور
سحبها من على الجدار وفتح الحقيبة من جديد ووضعها بداخلها واغلقها ثم خرج من الغرفة القى نظره سريعة على الشقة
تنهد بضيق مُجبر على تركها ثم خرج
وركض على عتبات الدرج للخروج من العمارة
وسمع صوت إطلاق نار فتأفف كيف سيعبر الشارع الآن.....كيف؟
عاد من جديد للشقة عليه التخفي كيف ولكن....
دون شعور قادته رجلاه إلى غرفته فتح الدولاب اخرج ملابس صيفية
ارتداها على عجل ثم سحب جاكيته الأسود
والشال الصوفي معه ....
نظر إلى الحقيبة ...حقيبة سوداء رسمية كتلك التي يحملها رجال الاعمال!
فكر إن خرج ورآه العدو سيسدد هدفه لذا كل ما فعله
سحب حقيبته الرياضية الخاصة بملابس الرياضة حينما يذهب للنادي
افرق الأوراق بداخلها ووضع الصور ايضًا ثم اغلق الحقيبة
و خرج .....ركض إلى الشارع وسلاحه تحت بدلته ولكن كان ممسكًا به بطريقة لا تُثير الشكوك
الجو بدأ باردًا قليلًا والمطر يزداد والغيوم السوداء تراكمت في السماء
واطلاق النار يزيد...
اسند نفسه على جدار إحدى المحلات الخاصة بالملابس تنهد
عليه أن يقفز من الحاجز مرةً أخرى وإلا سيموت هنا....ولكن عليه أن يركض اكثر....وبشدة
بقي بما يقارب الربع ساعة لكي تهدأ تلك الإطلاقات النارية سبهم سرًا وعلانية
فرقوه عن محبوبته مجبرًا
فرقوه عن الموطن والمكان الذي جمعهما فيه
ألم يكفيهم أن الموت فرقه عنها
الآن يريدون منه ان يتفرقا حتى بالمكان ؟!
ضرب على قلبه بوجع ........برجفة حبه ....وخوفه من الفراق
سمع اطلاق نار قريب منه
فركض للناحية الأخرى التي تقربه من الحاجز.....
ولكن لم ينتبه لذلك الرجل الذي اطلق عليه النار
وهو يقفز من على الحاجز
كتم فجأة نفسه من الألم....واغمض عينيه .....لا....لن يتوقف
ركض ........إلى ان وصل إلى سيارته وعاد ادراجه سريعًا إلى الشارع الآخر والذي خفّت زحمته من الناس
وضع يده على الجرح القريب من زنده الأيمن .....تأوّه
توقف قليلًا وازاح الجاكيت من يده ...نظر للجرح لم تكن بداخله الرصاصة إنما لمست جلده فقط واحدثت جرح بسيط ولكن مؤلم لو اخترقته لكان الألم اهون عليه من هذا هكذا حدّث نفسه!

فتح هاتفه سريعًا كلّم إحدى الحراس الذين بقوا مع نور
(مترجم): هل أخذتم نور معكم
تحدث الآخر وهو ينظر إليها كجثة هامدة: آخذناها بالقوة فالطبيب لم يسمح بخروجها لسوء حالتها
قاد أمير سيارته بسرعة عندما لقي الطريق مفتوحًا(مترجم): ماذا قال لك؟
تحدث بهدوء: تُعاني من حالة صدمة وانهيار شديد .....وعلينا ألا نكدّر خاطرها ولا نجعلها تحت ضغط عنيف وإلا...
قاطعه امير بخوف وهو ينعطف يسارًا(مترجم): وإلا ماذا؟
تحدث (مترجم): وإلا من الممكن ان تصاب بنوبات تشنجية أو تدخل في حالة صرعية نفسية
أمير تنهد واكمل طريقه بصعوبة من شدّت الزحمة التي عادت في هذا الطريق(مترجم): نلتقي في المطار.......انتبهوا لها......وانتبهوا إلى الصغيرة فهي سبقتنا إلى هناك مُنذ وقت طويل....
ثم اغلق الخط.....وتابع طريقه وهو يتأوّه من جُرح زنده وقلبه
وعلى الأوضاع التي انقلبت سريعًا هنا!
.................................................. ...................

.
.
.
استيقظ من غفوته التي أصبحت كالغيبوبة فمن التعب نام لمدة لم تقل عن ثلاث أور اربع ساعات

سمع اطلاق النار....لم يستوعب ما يحدث في الخارج؟ ولم يفهم تلك الحرب التي قامة بشكل سريع ومخيف
فتح هاتفه وانهالت عليه الرسائل
وبين تلك الرسائل رسالة من رقم رسمي حكومي بريطاني
كُتب : على الأعزاء المبتعثين نرجو منكم التوجّه إلى مطار أكسفورد الدولي لإجراء عملية اخلاء سريعة للمنطقة في تمام الساعة الواحدة ظهرًا وحفاظًا على سلامتكم الالتزام بالوقت المحدد!

فتح عينيه على الآخر....هذا يعني قبل ثلاث ساعات من الآن....توتر ومسح على رأسه
هل تم أخذ الإجراءات اللازمة لنقل الطلبة والطالبات لمكان آمن أو اجبروهم للعودة إلى ديّارهم؟!
قرأ الهاشتاقات التي ظهرت مؤخرًا في تويتر وفهم كل الأمور
قرأ تغريدة أحد المسؤولين عن الطلبة والطالبات المبتعثين والتابع للملحقية البريطانية
: على الحكومة البريطانية أخذ إجراءات السلامة لجميع المبتعثين درءًا لما قد يحدث في أكسفورد ومنعًا من الخصومات مع الدول المجاورة!
فهم هُنا أنّ الأمور باتت اكثر تعقيدًا ويبدو ان ما يحدث خارجًا كان حركة شغب من قِبل مجهولين ...
خفق قلبه بشدّة وركض لناحية الدولاب اخرج أوراقه الرسمية وجواز السفر وضعهم في الحقيبة ووضع عليهم ملابسه بشكل عشوائي
اغلقها ومن ثم سحبها وخرج إلى الشارع
كان الدمار واضح على وجوه الراكضين والخائفين من الناس
خشي من ان تُصابه طلقة نار طائشة
ابعد تلك الأفكار وحصّن نفسه
سيتوجّه للسفارة السعودية الآن .......ليتمكن من العودة للديار ويكون تحت حمايتهم!
أشار إلى إحدى سيارة الأجرة واوقفها
امره للذهاب إلى السفارة .....واخذ طيلة الطريق يدعو الله سرًا ليحفظه وينجيه من كل هذه الأمور
خشي من أن يصل الخبر سريعًا لبندر او نوف ويخبرا ابيه
ويتشاغب عليه كما يتشاغب على حال الجازي
فاتصل عليهم ليطمئنهم ولكن لم يُجيبوه
ومن ثم نظر إلى النافذة وإلى الشرطة المنتشرة في كل مكان...
الطريق يستحق بما يقارب الثُلث ساعة
اخذ يتوتر.....هجوم عنيف على رجال الاعمال من قبل مدنيين في تغريداتهم يطلبون منهم الخروج ومواجهة العدو بدلًا من التخفي خلف الاسوار
يكررون
نحن في خطر بسببكم
أكسفورد احترقت في غضون ثلاث ساعات
ألم يكفيكم هذا ؟ اظهروا أنفسكم لهم!

ردت فعلهم مخيفة وهذا ما يُريده العدو يُريد وقوف المدنيين معه وعدم التعاطف مع رجال الاعمال

أي معادلة خبيثة حبكوها؟!
ولكن الأهم من هو الذي يدعمهم وهذا ما تتبحّث عنه الحكومة البريطانيّة!

والآن سيطرت على امن الشوارع قليلًا....واستطاعوا حماية الناس
وارتدع العدو في هذه اللحظة بخوف من هذا الاستعداد لتصدي ضرباتهم!

اغلق هاتفه بعد ان قرأ الاخبار والتغريدات
وتنهد مستغفرًا يُريد ان يصل إلى السفارة قبل حدوث أي شيء مزعج ومخيف لأهله!
.................................................. ................
.
.
.
ادخلوها في غرفة الطوارئ وبقيا هما ينتظران في الخارج بالقرب من الغرفة
أحدهم يستغفر متوترًا والآخر يتساءل ما بها
إلى أيّ مدى وصلت بينهما حتى يُصبح حالها هكذا؟!
أخافهم النزيف الذي انطبع على الأرض وهذا الامر أثار شكوكًا مخيفة في قلب والدها
كانت نوف تُريد الذهاب معهم ولكن اوقفها بندر بقوله: ظلي هنا عشان عبد لله يا نوووووف.....لا تحاتين موصاير لها شي

ثم ذهبا بها إلى المستشفى

لم يتحمل والدها هذا الانتظار يُريد تفريغ غضبه من الأمر تحدث ما بين اسنانه: اتصل على الزفت سيف وعطني بكلمه...

بندر نظر إلى غضب أبيه توتر واخرج هاتفه واتصل على سيف
فلم يجيبه عند الاتصال الأوّل ولا الثاني
اخبر ابيه: ما يرد
بو خالد بعصبية: حسبي الله عليه....
بندر سكت هنا واخذ يدعو الله سرًّا على ان يلطف بحالها
...................................
بينما في المنزل......اسكتت الصغير وقامت بهدهدته بين يديها حتى نام وضعته على الكنبة واردفته بالوسادات الصغيرة
بكت .....لا تستحمل ضعف اختها ولا تستحمل تذكر منظرها وهي ساقطة والدماء تسيل من بين قدمَيها
هل تعبت لأنها تتحرك كثيرًا قبل خروجها من الأربعين؟!
ام ماذا حدث بينها وبين سيف هل ضربها؟!
تفجّر قلبها خوفًا سحبت هاتفها من على الكنبة اتصلت عليه
ولم يجيبها
..............................
كان جالسًا في وحدته ينظر للفراغ ، ويعاتب نفسه على ما فعله بها
اتصالات بندر عليه اخافته من معرفة الحقيقة
ولكن اصرارهم على الاتصال به حتى أنّ نوف الآن اتصلت عليه هذا يُعني أنّ هُناك أمر مهم
بعد اتصالها الثالث أجاب
وسمع صوتها الباكي: حلّفتك بالله يا سيف.....تقول لي الحقيقة.....أنت ضربت الجازي اليوم.....سويت لها شي يضرها؟!
تعجب ...قوّس شفتيه وحاجبيه
ماذا حدث حتى بها تتهمه بضربه لها؟!
تحدث بنبرة هادئة: لا....وش صاير نوف؟
نوف شهقت لم تتحمّل الأمر....فالأمر اصبح فوق طاقتها : مادري مادري.....طاحت علينا وكانت تنزف بغزارة....ونقلها ابوي وبندر للمستشفى
اردف بذعر: وشهوووووووووووووووووو؟
ثم تساءل بعدما نهض: أي مستشفى
نوف مسحت دموعها حاولت التماسك لأنها استوعبت أنها فجعتهُ بالخبر : مادري........ما قالوا لي
خرج من جناحه راكضًا وهو يقول: بتصل على بندر لا تهتمين ......إن شاء الله موصاير لها إلا كل خير...
ثم اغلق الخط جاعلها تتآكل من كثرة الدموع والخوف على اختها وحبيبتها!
.................
نزل من جناحه وهو يركض ووجهه مكفهر ومائل للشحوب ماذا فعلت بها يا سيف؟
ركض تحت انظارهم وتساؤلاتهم ومناداتهم له
فوالدته هي من تناديف: سيف......سيف شفيك ....وش صاير؟
عزام ناداه ولكن لم يعطيه أي وجه وعندما رأى ذعر والدته هدأها قائلا: يمه لا تخافين يمكن طالبينه المستشفى لحاله صعبة....هدي...
ام سيف وضعت يدها على قلبها: ان شاء الله ما فيه شي....ان شاء الله
حقيقةً عزام توتر من وجه أخيه وحركته تلك ....ولكن بقي بجانب والدته يهدأها ويحدثها بمختلف الاحاديث لكي تشيح بنظرها عن خوفها لرؤيته هكذا!
.............................................
اتصل وهو يقود سيارته على بندر الذي ما إن سمع صوت سيف حتى مدّ الهاتف لوالده وهو يقول: انتتتت وش سويت ببنتي هاااااا وش سويت فيها يا....
قاطعه سيف بخوف: خالي وش في الجازي....
بو خالد ضرب على فخذه بتوتر: قول وش اللي ما فيها....؟
سيف بتساؤل: بأي مستشفى انتوا؟
بو خالد حاول تهدأت نفسه على سيف الحضور لكي يفهم منه كل شي
اخبره بأي مستشفى هما وبعد عشر دقائق كان أمامهم يتساءل: وين الجازي
هجم عليه خاله ماسكه من ياقة بدلته : وش سويت فيها وش سويت فيها؟!
أوّل مرة يرى خاله في هذا الحال من الغضب والعصبية خشي عليه حقيقةً امسك بيد خاله واتى بندر راجيًا ابيه ان يهدأ
وهنا خرج الطبيب تحدث بهدوء: وين زوجها؟
سيف تقدم لناحيته فقال الطبيب: حنا قدرنا نسيطر على النزيف.......وبعد الفحوصات والكشوفات اتضح انه معها نقص حاد في الهوجلوبين وتحتاج لمتبرّع بالدم...
بندر تقدم حالًا: انا نفس فصيلة دمعها اقدر اتبرع
الطبيب بأهمية: ايوا تقدر تتبرع روح مع الممرضة لإجراء التحاليل اللي تسبق التبرع
هز بندر راسه وتبع الممرضة
بو خالد بخوف: وش سبب النزيف؟
الطبيب بهدوء: قد حملت قبل كذا او...
قاطعه سيف بهدوء: هي تو والد هالاسبوع هذا كملت شهر من ولدت....
الطبيب حكّ انفه ومنعًا للإحراج: ممكن تتفضل معي ...
سيف فهم اشارت الطبيب
وبو خالد شتم ابن اخته في سرّه
ما إن انغلق الباب عليهما حتى بدأ الطبيب يستفسر عن طريق طرح اسالة جدًا حرجة ومحرجة وأخرى يسأل عنها ليتضّح له نمط حياتها الصحي..... سيف انفى كل ما توقعه الطبيب لأسالته الأولى!
لذا حسم الطبيب الأمر: واضح زوجتك جاهدة نفسها....وعليها ضغط جسدي ونفسي.....وسوء حالتها الصحية اثر عليها بشكل كبير من هالناحية....على العموم لازم تبقى عندنا تحت الملاحظة لمراقبة حالتها ....وهي بحاجة كبيرة للاستلقاء على ظهرها لفترة أطول والتغذية السليمة.....مهمة خاصة لوضعها هذا !

سيف نهض وهو يشكر الطبيب ثم خرج واخذه خاله بالأسئلة والشتم: وش مسوي فيها سيف؟.....تكلم ما عاد لي صبر.....انت قد قربت منها وهي في الأربعين؟ هااااا.
تصبّغ وجه سيف بالحمره نفس السؤال التي طرحه عليه الطبيب
أجاب دون ان ينظر لوجهه: لا......وقال الطبيب بسبب الاجهاد صار لها اللي صار.....والجازي الله يهداها ما كانت تريّح نفسها على السرير وتو نقلنا بيت ابوي وشالت أشياء ثقيلة وانا ناهيها عن هالشي بس ما تسمع لي وتعاند....

بو خالد ضربه على صدره بحنق: ما عاندتك إلا لأنها شافت المضرة منك وتبي تقهرك....وش مسوي فيها يا الخسيس.....تكلم....

ازدرد سيف ريقه، من الواضح خاله لن يهدأ له بال قبل ان يعرف بسبب خلافهما ولكن تحدث : خال.......اهدأ الحين انت ولكل حادثٍ حديث...
امسكه خاله من اكتافه تحدث بغضب: منّك متحرك من هنا قبل تقول لي وش مسوي فيها .....بنتي ما توصل هالمواصيل لشي تافه وبسيط.....قول وش مسوي لها؟

سيف اختنق بنبرة الندم
شعر بالضيق من تساؤلات خاله والحجر عليه بمسكه لكي لا يهرب من الإجابة
تنهد بضيق بقول: كسرت قلبها يا خال.....كسرت قلبها.....
بو خالد بتسرّع وانفعال: كييييـ..
وقبل أن يكمل فهم الإشارة وتوقف عن هز ابن اخته
وتردد في نطق: خنتها؟
اشاح سيف بنظره عنه.......أجل.....خانها بقلبه.....وبتمرّد افعاله عليها
متخذ القساوة مخرجًا لحمايته من كشف المستور
من كشف الحقائق....خانها ولكن بشكل آخر....بشكل مؤلم ومؤسف
لم يستطع ان يؤكّد كلمة خاله
فابتعد والدها عنه ونظر للسقف متمتمًا بالاستغفار ثم وجّه ناظريه عنه بقول: حسبي الله عليك كسرت قلبها......انقلع بيتكم......لا تدخل لها ....خل تبرد الحرّة اللي بقلبها ابعد عنها لا انا ولا هي نبي نشوفك .....روح بيتكم ولي كلام ثاني معك

سيف مسح على رأسه بحيرة وسقطت انظاره على بندر الذي أتى بجانبهما ....فأشاح بنظره عنه لا يُريد أن يوبخه الآخر ما إن يعرف بالحقيقة
ولا يريد أن يذهب إلى أي مكان قبل أن يطمئن عليها بنفسه
تحدث منفعلًا أبا خالد: قلت لك انقلع بيتكممممممممم

بندر تعجب من حال ابيه اقترب منه: يبه....هد نفسك.......الجازي بخير .....اهدأ

سيف لم يُعير خاله أي اهتمام، قلبهُ ولي اوّل مرة قاده إليها
تحرّك بجانب غرفة الطوارئ ولأنه طبيب ويملك البطاقة الخاصة لإثبات ذلك ادخلوه بهدوء
واباها يصرخ عليه بالخروج
اغمض عينيه قبل أن يتقدم لسريرها، وأخذ نفسًا عميقًا ليستنشق رائحة المعقمات .....والأدوية ....وخوفه!
وصلت إلى مسامع آذانيه
تلك النبضات الخارجة من ضجيج الجهاز الخاص لتخطيط القلب
خَجل.......خائف.......حائر......لا طاقة لهُ على ان يعاقب بها!
كسرها.......قسى عليها.....عاند نفسه وعاند الجميع لبقائه على حُبٍ عصي وعقيم!
هو لم يعاند والدته ......هو عاند قلبه من جديد...عاقبه دون ان يشعر......خذل نفسه أمام الحياة بإرادته
كان متمسكًا بطرف خيط اسود مميت من وفائه الغير معقول
ها هي تتألم....وبسببه؟!
ضغط عليها من كل جانب حتى بها تهاوى جسدها بضعف على السرير
فتح عينيه ........وسقطت انظاره على جسدها الهزيل
كانت نائمة .......نتيجة للمسكنات التي تناولتها!
فبعد الحرب التي خاضتها مع هذا النزيف ........الآن تنام باستسلام !
اُجهدت .....نفسيًا ....وحتى جسديًا من أجل ألا تحتك به وتحدثه طيلة تلك الفترة ولكن هو
تجاوز الحدود التي وضعتها له باعتراف لئيم منه
اقترب منها......وجهها اصفر.....لم يعد احمر كما تركها قبل ساعات.....
شفتيها مبيضتين....شعرها منتثر على السرير بإهمال....يدها اليُمنى موصل بها ذلك الانبوب الصغير....
والأخرى موضوعة على بطنها باهمال .......جزء بسيط من ملبس المستشفى من ناحية الصدر كان مكشوفًا ليرى تلك الملصقات الصغيرة....
فهم أم ابنه تُعاني وبشكل كبير........انحنى ليقترب منها ....طبع على جبينها قُبلة اعتذار.......وقبلة خوف....من ما هو قادم....
شدّ على يدها اليُسرى نظر إليها........ومن ثم اخذ يكتب على بطن كفها ....بعشوائية وهو يهمس
: قسيت عليك .......اعترف.......صديتك.......عذبت قلبك......مرة اقربك مني ومرة ابعدك عني خطوات طويلة....لعبت بمشاعرك بمد وجزر........كنت كاره نفسي....وكاره طريقة زواجي فيك.....وكاره وعودي اللي ما انوفت...........طاحت في انتكاسة يا الجازي بسبتي.....عجزت اسامح نفسي لم عرفت........انتي الضحية اللي ما قدرت احميها....ولا قدر امسكي نفسي من قساوتي عليها. وصرتي ضحيتي الثانية يا .....الجازي....
نظر لعينيها المنتفختين اثر البكاء وإلى رمشيها اللامعتين ببقايا دموعها
وإلى أرنبة انفها المحمرة .......قوّس حاجبيه: أي الم سببته لك؟.....أي وجع حطيته في قلبك.....اي سم....بثيته في جسمك......
قرّب وجهه من وجهها....واخذت انفاسهما تختلط ببعضهما البعض
يشعر برغبته في البكاء؟!......لا يُريد ان يخسرها.....لا يُريد ان يفتقدها.....لا يُريد ان يعاني خوفه من قساوتها في ابعاده عنها!
نزلت دمعه من عينيه.....واسند جبينه على كف يده.....اللعنة على ذلك القلب الذي لم يعي شيء مما يُحيطه إلا الآن!
هل مكتوبًا على جبينه العذاب للأبد؟!
ارتعد جسده .......غزل .....أحبها....بكل ما فيه.....حاول ان يتماسك ويُمسك بعشقه لها.....اوعدها انه لن يتخلّى عنها.....وعندما حدّث والدته عن رغبته بالزواج بها نهته عن ذلك......حتى ظنّت انه مخادع ......وسينسحب عنها بعد معرفته بمرضها وتطوره مؤخرًا....ابتعدت عنه لظنونها حوله....ولكنه اقسم لها أنه يُريدها بكل ما فيه
ولكن لم تصدقه وزاد تمسكه بها موفيًا بالوعود المنعقدة......حتى به انفعل بالحديث مع والدته لتمسكه بها ولكن .......تردّت حالتها ودخلت المستشفى ونهته والدته عن ذلك بحزم قائلة: اترك عنك البنت....البنت مو حال زواج.....البنت كل اللي تبيه منك الدعاء.....وقف جنون .....الله يرحم ضعفها.....وهوّن عليها ...ابعد عنها ....يا سيف.......ابعد وادعي لها إن كنت تحبها !

ومن هنا.....انقطع حبل الحب.....حبل العشق.....وانتهكت الوعود.....وتشتت الوفاء .......لتهب الرياح وتجمعهم تحت قساوة وعناد......لا يعرف!

اصبح هو نفسه لا يريد الحُب.....لا يريد ان يوفي لأي شخص....ليعاقب نفسه.....ويعاند الجميع

ولكن الآن ادرك أنه عاند نفسه وعاقبها بشكل مخيف ومضر
شعر بارتجاف جفنيها وشدها على يده الممسكة بيده اليُسرى
وبطريقة سريعة رفع رأسه ازدرد ريقه وبعد ثوانٍ عدّة التقت عينيهما في نقطة قريبة ولكن لم يدركا البُعد الذي بداخلها!
لم يدركا كلماتها....ولا معانيها ....ولا رجفة الخوف التي تمتزج مع الغدد الدمعية والتي تحفزها على الخروج من هذا الظلام!

كانت تشعر بالخدر.....بالتعب......بالبرد....ارتجف جسدها .....وقوّست حاجبيها ....كانت تريد ان تشيح بنظرها عنه ولكن توجعت وشدّت على يدّه دون وعي منها لتخفف من ألمها
وبكت هنا بعد ان شهقت
فقال بحنية وهو يُمسح على شعرها: اششش.....تكفين وقفي بكا......تكفين الجازي لا عاد تبكين ......دموعك تحرقني....

عضّت على شفتيها .......ملتهبة وجدًا.....قُربه يحرقها......خائن.....قاسي....مخادع.....حقير......ت ريد ان تصرخ بكل هذه الكلمات في وجهه ولكن الألم يُسكتها بعض شفتيها بقوة.....وضغط يده دون ادراك منها لتخفف من وجعها
يا الله
في شدّت عواصفها.........وشدت المها ....وبكائها الصامت ....وجسدها المهتز....وجفنيها المهتزين وعينيها التي تحدّق في عينيه بشتات.....اقتحم بردها وحرها....وخوفها وشتاتها....ورغبتها في الهروب منه.......ورغبتها في الابتعاد......بقبلته الأنانيّة......ازعجتها......ابكتها.....زادت من وجع قلبها.....زادت من نزفها.......احرقتها ........امطرت عليها الذكريات القاسية ......كل ما تتمناه في هذه اللحظة التلاشي او الموت
حقًا لا تريد أن يتلاعب بها مجددًا لم تعد تثق به ولا بأفعاله
اليوم يبكي حزنًا عليها وغدًا سيرقص فرحًا لفراقها عنه هكذا كانت تفكر وتظن !

ابتعد وكانت ستصرخ ولكن وضع اصبعه على شفتيها المرتجفتين ونهاها بقوله: تكفين........لا تصرخين .......يكفي نزفتي بما فيه الكفاية ...يكفي!
بكت وارتجفت هنا وهمست برجاء وهي تشد على عينيها مغمضة لكي تمنع صورته من ذاكرتها: اطلللللللع برا .....تكفى.....سيف......يا القاسي اطلع......اطلع.....ولا تمثل علي دور المهتم .....دور العاشق.....اطلع.....يا الخاين اطلع....

سيف بهمس وعينيه تحدّق بها وبرجفاتها: آسف يالجازي على كل شيء........اقدر اقولك الحين ....فهمت نفسي .....فهمت ليش كنت اقسي عليك......آسف يا الجازي....قساوتي عليك ....ما هي إلا عنّد لقلبي ....ما هي إلا عنّد من مشاعر كنت أخاف أواجها.....بس الحين ......انا ما واجهتها وبس......أنا غرقت فيها........اعترافي لك حدد وجهتي الصحيحة يا الجازي ولكن بطريقة غلط!...سامحيني...

انحنى قبّل جبينها ثم خرج، تاركها تبكي وتحتضن ألمها لوحدها ، اخذت تنتحب كالطفل الصغير.....ترتعش كالعصفور فوق غصن الشجرة بعد زوبعة رياح وأعاصير وامطار غزيرة!
يقسي عليها لأنه بدأ يميل لها؟!
ما أقساك أيها الوفي الخائن!
اغمضت عينيها .......شدّت على لحافها.....حاولت ألا تصرخ لأن ما إن تخرج صوت او تنفعل يزيد الم بطنها وتشعر بنزفها!
حاولت ان تهدأ نفسها بعيدًا عن اعترافاته المُقرفة
..............
بينما عندما خرج......نظر إليه خاله ....بغضب وبندر لم يعد موجودًا ربما ذهب للمنزل من اجل ان يُطمئن نوف....
تنهد بضيق ثم خرج من المستشفى
................................................

نزل من سيارته .......قلبه متحامل عليها وعلى غباؤها وشدّت عندها في اغضابه!
اغلق باب سيارته بقوة ودخل إلى العمارة
ونفسه يتسارع بغضب ووجهه محمر للغاية لا يُريد أن يكون قاسيًا عليها ولكن هي وبعندها تُثير قساوته دون ان تعلم
صعد إلى الدور.....توجّه لشقته
فتح الباب....دخل ودعا الباب مفتوحًا.....لم يغلق منه إلا جزء بسيط....وذهب إلى الصالة ونظر إلى حقيبة المدرسة وكتبها موضوعه جانبًا من على الكنب، ثم اتجه إلى غرفة النوم سحب منها المفتاح ووضعه في جيبه ومن ثم عاد بإدراجه إلى الصالة
اخرج هاتفه اتصل على الرقم التي اتصلت عليه منه !
.............
كان احمد جالسًا في حضنها تلاعبه ......ووالدته مستمرة في إلقاء الطرف والنكت حتى جعلت مُهره تدمع عيناها من كثرة الضحك سمعت رنين هاتفها نظرت فاطمة إلى الرقم وقالت: بدون اسم اظن زوجك ردي....وشوفي...
مُهره سحبت الهاتف منها بعد ان ناولتها ابنها نهضت واجابته : الو...
قصي عندما علم أنها هي من تحدثه قال بجمود: باب الشقة مفتوح تعالي انتظرك....
شعرت بحرارة شديدة تعتصر قلبها ، ونبض قلبها بشدّة لم يعطيها الفرصة في التحدث اغلق الخط في وجهها...
فتوجهت إلى فاطمة وهي تُجبر نفسها على الابتسامة قائلة: زوجي بالشقة ينتظرني....
وقفت هنا فاطمة : يا عمري.....والله ما ودي تروحين ......الجلسة معك ما تنمل....
مُهره اخذت تودعها : إن شاء الله نزور بعض في الأيام الجاية....
فاطمة سلّمت عليها: ان شاء الله .......انتبهي على نفسك
وكانت ستخرج ولكن رفعت صوتها فاطمة بقول: ممممممهره لحظة...
التفت عليها قبل أن تخرج : آمري....
فاطمة مدّت إليها الكيس : نسيتي اغراضك.......
مُهره نظرت للكيس ....والذي كان سببًا في معانتها لهذا اليوم سحبته من يد فاطمة بهدوء: مع السلامة
فاطمة : مع السلامة
وأغلقت الباب.
...................................

مُهره اخذ جسدها يرتجف، وشفتيها سُرق لونهما ليتبدل باللون الأبيض.....لا تريد مواجهته لا تريد ان ترى وجهه....
توجهت إلى الشقة....كانت ستقرع الجرس ولكن انتبهت إلى جزء من الباب مفتوح
إذًا هو بالداخل الآن ويتحرّ دخولها ليستقبلها بنار غضبه
شدّت على عباءتها ودخلت وهي تسحب قدميها بضعف وخوف
اغلقت الباب بعدما دخلت
نظرت للأرجاء ولم تراه.....
فكانت تريد أن تدخل إلى الغرفة ، رآها وهي تدخل سريعًا لغرفة النوم واغلقته
......
كانت تريد قفله ولكن لم ترى المفتاح .....وشهقت بذعر ....إذًا هو من اخذه
لكي لا يترك لها مجالًا للهروب
ولكن ما بال مفتاح الخلاء؟!
لم يترك لها مجال للتفكير والمشي لناحيته فقط
اقتحم خوفها بعدما فتح الباب حتى اندفعت للامام قليلًا....
تظاهرت بالهدوء وازاحت عن جسدها العباءة تحت انظاره
ودخلت إلى الخلاء وهو ينظر إليها بهدوء وهذا الأمر زاد رعبها
اغفلت الباب عليها
نظرت لوجهها من خلال المرآة.......لم تتحمل هذا الضغط النفسي.....شهقت بصمت ونزلت دموعها على خديها....بهدوء .....سمعت طرقه على الباب بهدوء تعجبت من هدوئه.....
ارشحت وجهها وحاولت السيطرة على رغبة البكاء: بطلع بس ثواني....
ارشحت وجهها نشفته بالمنشفة المعلّقة على الحائط....
ثم فتحت الباب...
وكان واقفًا امامها ....تنتظر أن يضربها....ان يصرخ عليها...ولكن كان هادئًا وربما هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة....
لا يدري كيف حاول أن يسيطر على نفسه ولكن يريد أن يعاقبها بطريقته الجديدة....
توجهت لناحية السرير جلست فتحت الدرج الأول من الكومدينة أخرجت علبة دواء هو يعرفها جيّدًا
أخرجت قرص واحد وكانت ستبلعه
ولكن مسك يدها وهو يقول بهدوء: فات موعدها.....لا تاخذينها إلا بكرة....
مُهره وهي لا تنظر إليه حاولت سحب يدها منه: لازم آخذها....
قصي بحده: قلت لك فات موعد آخذها....
وسحبها من يدها ورمى القرص في القمامة الجانبية....
جلس بالقرب منها نظر للفراغ وهو يتظاهر بالهدوء: ليش طلعتي من دون ما تستاذنين مني؟
مُهره بنفس طريقته تحدثت: نسيت....
قصي وكأنه قاضي في طريقة حديثه وتصرفاته!: وش شريتي من البقالة..؟
مُهره تعجبت منه نظرت إليه ، لِم هو هادئ...هذا الامر يخيفها أكثر مما يطمئنها
أعاد سؤاله: وش شريتي؟
مُهره نظرت لكفّي يديها: شيبسات وشوكلاتات....
قصي نظر إلى عينيها الخائفتين اخذ نفسًا عميقًا: امس رميت اللي بالمطبخ....
مُهره بعصبية: وعشان كذا طلعت اشتري لي غيرهم....
قصي بنفس الهدوء والنبرة: مو زين على صحتك.....صايرة بس تاكلين منهم...ولا تاكلين شي ثاني.....تبين تنتحرين.؟
ضحكت بسخرية واستخفاف وبجنون
نهضت وهي لم تحاول السيطرة على اعصابها: عاقبني بسرعة؟
قصي قوّس حاجبيه ونظر إليها بنظرات غضب وشرر
مُهره ودموعها عالقة في عينيها: عااااااااقبني.....لا تجلس تسوي فيها هادي ؟
قصي نهض اقترب منها وعادت خطوات شاسعة للخلف إلى ان اصطدمت في الشماعة وكادت تسقط عليها ولكن
التفتت عليها وأعادتها في مكانها سريعًا
قصي : تبين اعاقبك قربي؟
مُهره ....بدأت أنفاسها مسموعة لديه.....ودموعها نزلت على خديها ولكن مسحتهما سريعًا .......اسلوبه هذا بدأ يتلاعب في اعصابها ونفسيتها هي تعلم انه سيعاقبها ولكن متى ؟

كرهت نفسها...ذلها......واصرارها على العيش معه
قست على قلبها الذي سيخرج من مكانه بسبب ذعرها واقتربت منه ونظرت لعينيه وهي تحاول ان تخفي رجفة شفتيها التي تعلن عن البكاء بحركة الأطفال الصغار!

يعلم هو انّ فعله يؤذيها ويخيفها وهذا ما يُريده
اقترب منها هو الآخر....
اصبحا قريبين من بعضهما البعض
تحدث وعيناه تحدّق في عينها بحده: اذا طلعتي مرة ثانية بدون اذني .......اقسم لك بالله راح اكسر رجلك.....
مُهره لم تستطع التحدث ، نزلت دموعها لا اراديًا وهي تمسحهما من على خديها بكره وبقوة ...لا تريد أن يرى ضعفها اكثر من هكذا.....فالامر بات صعبًا بعد الآن في اثبات قوتها له!
ولكن وبسبب عواصفها ومشاعر الخوف رضخت لقوله...و
حركت رأسها بمعنى (فهمت) لم تستطع تحمل قربه .....فهي تحترق بغضبه المخبأ خلف اسوار هدوئه هذا
كانت ستخرج من الغرفة ولكن امسكها من معصم يدها قائلًا: وين رايحة......لحد الحين ما عطيتك العقاب....
مُهره اغمضت عينيها وتوقفت عن الحركة
تحدث قصي بحده: ابيييييييك.......
نظرت له بذعر وهي تقول: عاقبني في أي شي الا...
قاطعها بصرخة: خليني اكمل كلامي.....
مُهره سكتتت واكمل: ابيك تسوين لي عشاء....وبعدها راح نطلع مع بعض....
مُهره بخوف: نطلع مع بعض؟
قصي بسخرية: أي عندك مانع...
مُهره ......لا تريد الخروج بل تريد البقاء للمذاكرة.....ولا تدري بما ينوي لها...هل سيكون عقابها إلى تلك الدرجة حتى به سيخرجها من الشقة وسيبعدها عن الناس حتى لا تستنجد بهم هكذا فكرت تلك المراهقة!
: مابي اطلع معك أخاف احد يشوفنا ......وينفضح سر هالزواج..

ضحك.....وبقوة.....تركها...وشدّ على بطنه حتى ظنت انه فاقد لعقله
وخافت منه ...حقيقةً بدأت تشك في صحّة وعيه هل شرب شيئًا يُفقده عقله....هل يتعاطى؟!

انكمشت حول نفسها من هذه الأفكار

بينما جلس على طرف السرير ونظر إليها وهو يحاول السيطرة على ضحكة:.ههههههههههههههههههههه.... خليه ينفضح...
مُهره بذعر: لا....مابي......
قصي سكت لوهلة ونظر إلى خوفها: وليش ما تبين؟
مُهره بتردد: الأفضل يكون كذا بالسر....وبس......مابي ينعلن....مابي....
قصي نهض واقترب منها وليختبرها : واذا قلت لك راح اعلنه عن قريب...
مُهره فتحت عيناها على الآخر
مسكت يده: تكفى لا.....حياتك الطبيعية وزواجك الحقيقي مو معي....مو معي قصي.....تكفى لا تسويها وتعلنه تكفى لا.....تكفى لا تعاقبني بهالشي

قصي.....نظر للمعت الخوف التي تتمركز عينيها وجسدها حتى جعلته يرتجف.....حدّق في شفتيها التي تصتك في بعضهما البعض
يُريد الآن يفهم لِم لا تريد منه اعلان الزواج هل بسبب ذلك المدعو محمد فهي اعترفت له انه كان يحبها وهي تبادله الشعور هل تخطط في الطلاق منه والعودة إليه!

همس بشبح ابتسامة سخرية اخافتها: عشان ولد عمك محمد؟!

صُدمت من تفكيره.......ولعنت نفسها ألف مرة لنطقها له بالحقيقة.....خشيت من أن يداهمها بشكوكه لذا بكت بسبب رعبها منه وهي تحرك رأسها
: لااااا....والله لااااا ...اصلا لو ما زلت احبه ما كان وافقة عليك ....لا تظن فيني هالظن...

قصي ليختبرها اكثر ويرعب فؤادها كعقاب لابد ان تتجرعه وتنفي ظنونه ايضًا: وافقتي علي عشان تتحررين من عذاب وتسلّط زوجة عمك .....لكن اللي في القلب ....في القلب ....ومخفي...والحين بانت حقيقتك يا مُهره

جنّت مُهره هنا وخافت أن يقتلها على هذا الاعتراف ...وفهم ردت فعلها الآن بشكل خاطئ شدّت على كف يده وهي تبكي بجنون وتحدّق في عينيه: اقسم لك بالله ...ما احبه مثل ما تظن.......قلبي خالي....والله خالي مابه احد......خذتك عشان الأمان أي....بس ما هو من طبعي الخيانة......والله يا قصي....امي وابوي ما ربوني على الخيانة ونكر الجميل.....وقلبي مال له في ذاك الوقت عشانه بس يساعدني......أدبت قلبي قبل لا احط اسمي عند خطابة....ومستحيل ارجع هناك واصير لهم زوجة ولد....لأني أنا هربت من هالشي....مو بس هربت عشان القى أمان .....وابتعد عن التهديدات ...انا مابي ارجع لهم....مابي يزوجوني منهم ماااابي مااااااااااااااااااااااااااااااابي

وصرخت بكلمتها تلك كالمجنونة
هل يعقل أنها تخاف من زوجة عمها لهذه الدرجة حتى انها تخلّت عن مشاعر بدائية نبضت بحب محمد ؟
هل يُعقل انها عانت الكثير حتى انها تتمنى عدم الرجوع لأحضانهم
هل تحب فقط عمها والباقي لا تكرهم بل تتمنى بعدهم عنها!
هل قسوا عليها إلى هذه الدرجة ؟
تفضّل البقاء هنا ولا تعود إليهم ولا حتى تقترن بهم بعقود ومواثيق غليظة!
فهم أنه قسى عليها ونالت عقابها نفسيا ....بدلًا من أن يُمارس سطوته بالضرب والاعتداء بالجسد....فضّل هذه المرة ان يعاقبها بالحديث ومُّر الكلام
ولكن لم يخطط على ان يعاقبها في فتح موضوع اعلان الزواج
وزوجة عمها وحب المراهقة القديم!
التمس خوفها منه ، وقرأ افكارها.......تظن انه سيجعلها تعود لأهلها ......وسيعاقبها على خيانتها له....ولكن لم تفهم انه الآن يعاقبها على خروجها دون اذنه!
اقترب منها امسكها من اكتافها واجبرها على الجلوس
على طرف السرير تحدث بقصد: لهالدرجة تكرهين اهلك؟
مُهره شهقت ما بين بكائها وهي تتحدث: هأأأ....احب عمي.....خوالي.......بس فيه منهم ما اكرهم بس أتمنى بعدهم عني.......ومستحيل أوافق على أي فرد من عيلتي....
قصي : بس عشان زوجة عمك عذبتك؟
مُهره نظرت لعينين ادركته انه يستدرجها إلى الهاوية للاعترافات والتعرّف على حياتها قبل التقدم لها لذا قالت كاره نفسها: ادري اعترافاتي لك......بتخليك تعايرني...وتشك فيني.....بس حط في بالك شي واحد....صدق عمري سطعش سنة........وفي نظرك مراهقة.....بس تربية امي وابوي الله يرحمهم باقية فيني.........ومحمد ولد عمي وبس......
قصي شدّ على كف يده وحدّق في عينها الواسعتين: ما جبت الحين انا طاريه....سألتك منهارة بس عشان ...
قاطعته وهي تسحب يديها من يديه وتنظر للفراغ لتهمس: انت جالس تعاقبني بهالطريقة صح؟

قصي ...ابتسم فهمت انه يريد تعذيبها بالكلام ولكن ليس بالتدخل فيما يؤلمها....هو ليس وقح ...وفي قلبه رحمه عليها ولكن يريد ان يفهم سبب انهيارها بمجرد اردف لها بكلمة

يريد أن يستوعب ما يدور في عقلها
ابتسم: نلتي عقابك......من اوّل مادخلتي....والحين جالس آخذ واعطي معك....ابي افهم .....ليش كارهه اهلك.....وليش خايفة من إني اعلن زواجي منك...
مُهره نظرت إليه بحقد: عارف انه هدوئك بخوفني وخليني اقط خيط وخيط...
ابتسم هنا ، وهي مسحت دموعها بعنف ونهضت: بسوي لك عشا....
سحب يدها وارغمها على الجلوس همس: في احد مأذيك غير زوجة عمك....
مُهره لتنهي النقاش: أي فيه........وانتقلت لعمي .....عشان ما نيب مرتاحة بعيشتي عند خوالي...سبحان الله ما عندهم القبول فيني......مادري ليه....وزوجة عمي كملت الناقص علي.....الشخص الوحيد اللي متقبلني هو عمي وبس.....والباقي كلام فاضي...
قصي لا يدري لماذا سألها هذا السؤال: حتى محمد....
مُهره بنرفزة: كل كلمة والثانية بجيب لي اسمه........انا الحماره اللي اعترفت لك وانا استاهل شكك فيني...
وكادت ان تقوم للمرة الثانية ولكن امسك بيدها وهو يقول: محشومة.....محشومة يا مُهره........جلسي...
مُهره برجاء: قصي لا تشك فيني..........ارجع زي اوّل....تكفى.....لا تشك....ولا تحب....ولا تكره....بس لقيت فيك حنان......والحين حتى الحنان راح.......وصرت
قصي اكمل: بلا مشاعر....
مُهره بعصبية وخوف: انت اللي قلت مو انا....
قصي ضحك على ردات فعلها : هههههههههه طيب عندي سؤال واحد...
مُهره باستفسار وخوف: من ضمن العقاب؟
قصي : ترى الحين مو جالس اعاقبك....
مُهره تحدثت باضطراب: طيب.......اسال
قصي.....كان ينظر إليها....وفي قلبه حزن على حالها وانهيارها وخوفها من قبل افراد ربما قليلة وربما العكس من أهلها......واضح انها عانت اليُتم ....وعانت فقد والديها ....وتأذت في وسط من لا يرغب بوجودها كدخيلة جديدة في بيتهم!.....من الواضح لم يرحما يتمها.....ولم يعوضها .....فاصبحت تطلب بعدهم .....ولا تريد ان تنتمي لهم بأي طريقة ولكن لا تستطيع
هذا ما فهمه منها
تحدث بجدية هذه المرة: ليه ما تبين اعلن زواجنا؟
مُهره تنهدت: كذا مرتاحة......
قصي قوّس حاجبيه: شلون يعني؟
مُهره بضعف تحدثت: كذا عايلة صغيرة افضل من كبيرة.....
هو فهمها ولكن يريد منها التحدث والتخلّص من بعضًا من الحمل الثقيل الذي يتربّع على صدرها....يريد ان يعطيها مجالًا للفضفضة
يريد أن يجازيها للأيام التي كان يأخذ منها زهور أيامها وابتسامتها ولم يبالي لحزنها ....يُريد أن يكفّر عمّ ممضى.....لا يريد ان يأتي هنا ويأخذ منها كل شيء بل يريد أن يهبها كل شيء بعد الآن
لن يُصبح وحشًا كأخيه .....ولن يسمح لنفسه ليصبح ظالمًا لا يريد ان يأخذ اثمها طوال حياته !
قصي: شلون ما فهمت عليك...
مُهره حّك جبينها ونظرت لعينيه : كذا عايلة صغيرة انا وانت وبس....بدون ناس ثانية.....يعني...عشان ما يصير فيه مشاكل.....
وبصدق اردفت: على انه حياتي معك مليانه مشاكل بدون ماعرف سببها بس راضية .....مابي حمل ثقيل علي ماقدر اتحمله.....ابي كذا انا وانت وبس.......مرتاحة وحامده ربي بعد.....
قصي.....صدمته من تفكيره؟
وانشدّت خلاياه لقولها
(حياتي معك مليانه مشاكل)أي مشاكل تقصد؟
هل تقصد معاملته .....صنّفتها من ضمن المشاكل؟!
تلك المراهقة لن تكف عن اشعاره بالذنب ابدًا
قصي بواقعية: كذا انتي أنانية ؟
مُهره بفجعة: شلون انانية؟....ماظلمت احد....ولا قسيت على احد...ولا خذت مال احد بالغصب....عشان أكون انانية
هنا ضربته على الوتر الحساس
تنهّد بضعف: مستحيل تبقى حياتنا كذا ........مستحيل تبقى بس انا وانتي.....
مُهره نظرت له بعدم فهم ، اكمل: ما تدرين يمكن يجيك ولد......او بنت....
شهقت بذعر ونهضت لتصبح واقفة امامه: الله لاااا يقوله ....والحمد لله انا مستمرة في آخذ الحبوب....بس اليوم من غبائي طلعت ونسيت ماخذته....

ابتسم على كلمتها(غبائي)، يقسم انها تتحدث كطريقة الأطفال ....تشبه قليلًا حركات أخته نوف ولكن نوف تمثل هذه الطريقة حينما تريد منه شيء لينفذه او لكي تتمصلح
ولكن في الواقع انضج بكثير من أفعال زوجته الذي بدأت تطرق رأسه لتثقب ذلك المكان البعيد!
قصي نهض وامرها بهدوء: لا عاد تاخذينه خلاص....
مُهره ما زالت منصدمة ومنفعله: وشو اللي خلاص....خلنا على اتفاقنا قصي لا تنقض ولا شرط.....تكفى....
قصي صدمها من قوله: خايفة من العيلة ولا خايفة من الأمومة؟
مُهره اغمضت عينيها وهي تردف بذعر: وربي فيك شي....قصي انت شارب لك شي....
قصي ضحك هنا: ههههههههههههههههههههههه لا ليش....
مُهره تحدثت وفي صوتها غنّة من شدّت بكائها : تعاقبني بطريقة مرعبة خليت كل خلية فيني تنشد....والحين تناقشني عن أمور وكأنه احنا زوجين حقيقيين .....يعني اقصد زوجين عالنين زواجهم......وواضح انك متغير اصلًا
قصي بحنية اقترب منها ووضع يده على اكتافها: شفيها لو تغيرت؟
مُهره : فيها كثير؟......مابيك تتغير....بس ابيك تصير حنون.......بس...
قصي ابتسمت لها وتحدث: مُهره......الفترة اللي عشناها مع بعض ترى مو هينة .....والحين بنكمل السنة....وحنا مع بعض...
مُهره بنص عين: يعني؟!
ابتسم اكثر على ردت فعلها: يعني شي طبيعي الانسان يتغير ويتطبع باطباع من يعاشرهم.......وتتغير وجهات نظره..........انا تقبلتك بما انتي عليه...يا مُهره....صدق بالبداية صاير اناني في قراري من هالزواج....بس الحين تأقلمت على وجودك.....وهالعشرة حرّكت شي هنا....
وأشار في قلبه.....خافت وابتعدت عنه قائلة: قصي اصحى على نفسك زواجنا......بالسر....ولا راح ينعلن....وانا بظل معك لين ...اخلص ثانوي......وبعدها خلاص بقدر اكمل بدونك....
قصي منصدم من قرارها: انانية........
مُهره بحقيقة وواقعية: انت خليتني افكر كذا.....كله مضغوط مني وخايف ينفضح زواجنا قلت لك طلقني ما رضيت........قلت خلاص لخلصت ثانوي بقدر استوعب حجم الحياة اللي انا فيها بدخل الجامعة وبطلق منك........وبشيل همي بنفسي....

قصي ذعر من تفكيرها ، ومن ظنها به
تحدث هذه المرة بحده وبعصبية هي معتادة عليها!: لا مانيب مطلقك وزواجنا راح اعلنه بالوقت المناسب وانتي زوجتي وام عيالي باذن الله......والحين روحي سوي لي العشاء...
مُهره وضعت يدها على قلبها واغمضتها وهي تقول: الحمد لله
ثم فتح عينها وهي تحدق في عينيه: الحين انت قصي.....
سترتسم على شفتيه ابتسامة لحركاتها وكلماتها ولكن منعها لكي لا يطيل الأمر
لن يحدثها الآن عن جدية امر اعلان الزواج ولا رغبته الأبدية بها
فهي متخبطة وغير متزنه في قرارها حتى بها تزوجت ورضيت بهذا الزواج سيجبرها على أن تتقبله على حقيقته بحسن تصرفه وتغير افعاله معها
قال بنفس النبرة: روحي لا تتأخرين...تراني جوعان
مُهره ركضت للمطبخ بخوف .......لا تريد أن يتنازل عن حقيقة هذا الزواج....تريد العيش معه ولكن لا تريد أن يحبها ....لا تريد ان يتمسك بها....لانه في الواقع تريد التحرر منه....والعيش لوحدها فيما بعد!
............................................
كان في غرفته قام بتصحيح أوراق طلابه ، وبعدها حضّر اسالة مراجعة لهم لقرب موعد الاختبارات النهائية نهض واتجه لطابعته طبع الأوراق ووضعها جانبًا....
تصفح بعدها الاخبار من خلال مواقع التواصل ....وشّده عناووين
(أكسفورد تحترق)
(ما هي حقيقة محاولة قتل لويس)
(رجال الاعمال البريطانيين اصابتهم اللعنة)
(لم تعد بريطانيا في سلام)
اخذ يقرأ ......عن هجوم عنيف....من قبل مجهولين بريطانيين
بإثارة حركة شغب في شوارع أكسفورد وإثارة خوف المدنيين
وتدخل القوات العسكرية لمحاولة السيطرة على الأوضاع
فالبداية ظنّ الأمر ما هو إلا حركة استنفار ومحاولة إثارة الانقلاب ضد الدولة ولكن تعمّق في القراءة
وفهم تلك العصابات تستهدف رجال الاعمال وعلى رأسهم لويس
وحركتهم تلك تحديًا لهم للخروج وإظهار انفسهم لمواجهتهم بدلًا من إخافة المدنيين ، والتجرأ على الدولة
فهم يدعون السلام......يغدقون بحنانهم وعطفهم على الفقراء.....اعمالهم الخيرية لم تتوقف على بلد معيّن
ان أرادوا اكمال انسانيتهم فل يظهروا انفسهم بدلًا من جعل الحكومة البرطانية في التدخل
فالقضية ليست سياسية بالنسبة لهم ولكن ها هي تحولّت إلى رمادها!
عضّ على شفتيها بقهر ....عندما رأى صور لجرحى ومصابين...وقتله
همس: مجانين ذول......وش ذنب هالمساكين.....
قرأ تقرير آخر ينص باختصار على نقل.....المبتعثين عن وجهة الخطر واتاحوا لهم العودة إلى ديارهم إلى اشعار آخر
بينما الجهات المختصة تؤكد على قدرتها على السيطرة على الأوضاع
وقد اعتقلت الكثير منهم وبدوا بالتحقيق للوصول إلى اكبرهم
وتصرّح بغلظة الحروف
لن تغفر خطيئة هؤلاء المجرمين وتعديهم على امن المدينة
وقتل الأبرياء فيها وستتخذ اشد العقوبات لردعهم وردع ما ينوي الشر والتخريب في بلدهم
همس هنا: حسبي الله عليهم عيال...الكـ...
واكمل القراءة إلى ان استوعب هناك فرد من عائلته يمكث في مدينة أكسفورد نهض هالمقروص: خالللللللللللد...
سحب هاتفه اتصل عليه
.
.
كان جالسًا في الانتظار .....فهم أن تم تقسيم المبتعثين لمجموعات .....وتم توزيعهم في مناطق بعيده عن هذه البلبلة.......وامهلوهم لمدة ثلاثة ايّام للعودة إلى ديارهم .....وهو كان نائم ....فتلك الرسالة وصلته قبل شن الحرب الخارجي بثلاث ساعات ولكن كان في عمق نومه .....فمن الواضح كانوا يعلمون انّ هناك حرب باردة ستقوم ولكن لم يتحدثوا بها للحفاظ على السيطرة
اكمل الإجراءات اللازمة للعودة للوطن اخبروه ان يبقى في احضانهم هذه الليلة في الغرفة المخصصة حتى يوصلوه غدًا إلى لندن ومن هناك يستطيع السفر لبلده على الموعد المحدد بسلام
سمع رنين هاتفه اخرج نظر إلى الاسم
تنهد وأجاب: هلا عزام.....
عزام بخوف واهتمام: وش صاير يا ولد الخال......انت بخير
خالد بهدوء: بخير لا تاكل هم.....
عزام : وش هالاخبار اللي تخوّف؟......السالفة مو سالفة انقلاب ....هذول بلطجية ...تبي تاكل الأخضر واليابس...
خالد بتفهم : واضح حاقدين على هاللويس....وشكله عاندهم ...ووصولها لهالمواصيل....
عزام بعدم استيعاب للامر: نعنبوهم تحدوا دولة بكبرها....ذول مو صاحين....
خالد حكّ جبينه بتعب وارهاق مما مر فيه: خونه منهم وفيهم........تلقاهم من رجال الأعمال .....نفسهم بس.....شبّت الحريقة بينهم.....
عزام بخوف: والله يجاريك منها.......انزل السعودية واسلم على نفسك......واضح الأوضاع مضطربة هناك.......
خالد : انا حاليا بالسفارة تكلمت معهم.....وقالوا بكرا اقدر اطلع من مدينة أكسفورد في الصباح عشان اروح لندن وعلى طول راح اركب الطيارة واجيكم......
عزام بخوف عليه : حسبي الله عليهم......طيب كيف الأوضاع بس أكسفورد المتضررة؟
خالد نظر للماره: أي......وسكروا المطارات....ووقفوا المترو....والباصات المتنقلة....ماحد يقدر يدخل ولا يطلع منها....بس بحكم إني طالب مبتعث بخلوني اطلع منها زي ما قلت لك.....
عزام تمتم بالاستغفار ثم قال: طيب ما فيه تدخلات امنية قدرت تتوصل لرئيس هالعصابة...
خالد نهض ليتوجه للغرفة بعدما ناوله إحدى الموظفين المفتاح وأشار له بالتقدم: إلا.....وسيطروا على وضع اطلاق النار ......بس اكيد لازم فيه قتلة وجرحى....ومصابين........وطلعوا يوجهون تهديدات لهم....والحين تقدر تقول أكسفورد صايرة هادية....
عزام بتشاغب: قلعة تقلهم السفلة....
دخل خالد الغرفة واغلق الباب
تحدث عزام : طيب خالد ......بس تطلع من اسكفورد طمني...ولوصلت اتصل علي انا بستقبلك....
خالد بقلق: عزام احد عرف غيرك؟
عزام : ما اظن والله...
خالد جلس على الكنبة: ابوي....او بندر....
عزام بجدية: لا ما اظن...
خالد تنهد: ابوي ما هوب بحمل هالخبر....يكفي عليه ضيقة اللي على الجازي...
عزام سكت هنا....لا يعرف ماذا يقول؟ أخيه سيف أوقع في قلوبهم حمل ثقيل باتجاه تلك المسكينة
ولكن قال ليُطمئن قلب خالد: لا تحاتيه هو بخير .....ولو عرف كان الكل مستنفر عليك اتصالات
خالد بارتياح: الله يصبرني للصبح بس....
عزام : الله يحفظك من كل شرورهم ......المهم اتصل علي...زي ما قلت لك.....فمان الله
خالد بتنهد: فمان الكريم.....
ثم اغلق الخط والقى بنفسه على الكنب يريد أن يغفي قليلًا ليستعد لرحلته غدًا!
.................................................. ........................
.

كان في غرفته لم يستطع النوم ، ولم يستطع السيطرة على ذكرياته هل هي فعلًا ابنته؟!
هل كذبوا عليه فقط من اجل آخذها من احضانه ؟!
تنهد
زوجته منيرة اشعلت في فؤاده شيئًا هو حاول
طيلة هذه السنوات نسيانه ولكن تناساه وعاش بسلام
تنهد: آه يا نورة آه...
ثم سحب هاتفه واتصل عليه : هلا يا بوسلطان اخبارك وانا خوك؟
رد عليه الآخر باهتمام: هلا فيك يا النسيب انا بخير بشرني عنك وعن عيالنا ان شاء الله انهم بأفضل حال...
بو ناصر بضيق: اخبارهم تسرك يا بو سلطان...
بو سلطان بهدوء: ابشرك سلطان راح ينزل من أمريكا الشهر الجاي....
بو ناصر بلل شفتيه: الله يرده لنا سالم غانم.......خلاص اجل الملكة زي ما قلت....؟
بو سلطان بحسم الأمر: أي خلاص الشهر الجاي ....
بو ناصر بضيق: حبيت اتاكد عشان نجهز لهالموضوع
بو سلطان: خلاص جهز روحك وعط الحريم خبر.....الله يوفقهم
بو ناصر: اجمعين يارب....
اغلق بو سلطان الخط
ورجع أبا ناصر لضجيج الذكريات، وصوت الندم يدوي من قاع مظلم وعميق من داخله
!
.................................................. ............
ما إن وصل حتى منعوه من الدخول إلى المدينة فعلم أنّ الأوضاع خطيرة للغاية وأعاد الاتصال على امير ! هل مات
هل توفيت ايضًا نور وسكرتيرة أخيه !
هل توفيت ابنته!
تنهد بضيق لا يعلم ما هيته؟!
هل انطوت قصتهم وانتهت ما بال ابنت أخيه
رجع بإدراجه من أكسفورد إلى لندن
والآن هو في الفندق حدّث أخيه قبل ساعة من فجعته من الاحداث وتوقعاته اخبره على ابنته الذهاب إلى الكويت حالًا
واغلق الخط وفهم جورج كل الأمور من الاخبار وانتشار ما حدث بسرعة كمرض خبيث يُريد أن يكون سببًا في موت خصيمه!
اجرى اتصالًا سريعًا لمشاري واخبره بالأمر
فاطمئن بعد ان علم أنها على طائرة العودة للديّار،
بينما إيلاف
عاشت رعبًا وذعرًا في تلك الأثناء ركبت الباص والذي سيوصلهم على مدينة مانستشر .....علمت أن هناك خطب ما.......فذعرت من شدّت حرصهم لإيصالهم قبل الوقت محدد
فلم تترد في السفر للعودة للكويت اتصلت على ابيها مشاري انها ستعود تساءل لماذا ولكن اجابته: افهمك بعدين يبه...
اتصلت على نور ....تريد أن تخبرها أنّ هناك أمر ما سيحدث عمّ قريب ولكن نور كانت تلفظ انفاس السعادة الأخيرة أمام تلك النافذة ورؤية قطرات المطر
رسلت له عدّت رسائل من ضمنها
: نور طلعي من المنطقة في شي بصير سوو لنا اخلاء....تكفين ردي علي
وارسلت أخرى: صج انج معتوها.....اكيد بعد بجاج (بكاك) نمتي يا خيشة النوم؟
وأخرى مليئة بالقلق: تكفين يا معوده لجلستي اتصلي علي
وها هي الآن على متن الطائرة تتآكل من شدة قلقها على نور...
لا تعلم لماذا لا ترد عليها ودّت لو تذهب لرؤيتها ولكن لم يتركوا لها مجالًا
حركت نقلهم كانت سريعة وجدًا ودعتها الله واستسلمت لغفوة سريعة على متن الطائرة ولم تنتبه للأنظار التي تراقبها
كان هو الآخر على الطائرة ، هناك شيء يشدّه للنظر إليها
ربما خوفها الواضح ، وعينيها التائهتين
ما ان أسندت
رأسه للخلف واغمضت عينها قال: نوم العوافي يا إيلاف
!
.........................
مُراد به فضول يُريد أن يعرف امير ونور ما زال على قيد الحياة أم توفيا؟!
مسح على رأسه وتأفأف
ما بال تلك الصغيرة التي وضعوها في دار الأيتام
لماذا هو مهتم الآن؟
لماذا.....
صرخ على نفسه بحيرة
ثم اتصل عليه آخر مره
..........................................
طيلة الرحلة كان يُراقب هدوئها وتوهّج وجهها بالحمرة.....وهزها للامام والخلف كالبندول.....بشكل مستمر....اشار للمضيفة ان تناولها الماء بعد ان وضع فيه حبّه منوّمه ليجعلها ترتاح من التفكير....
ولكن لم تفته نظراتها للصغيرة المستلقية على السرير بهدوء كانت عينيها تُراقبها عن كثب وانقطعت النظرات بعد ان شربت الماء كله في دفعه واحده
هل الابتعاد حقًّا هو الحل لبقائه على قيد الحياة!؟
لم يطيل التفكير في هذه الفكرة
ولكن قلبه مُتعب ومرهق زاد ألم جُرحه الذي ضمّدته جولي بعد ركوبه في الطائرة، اخبروه أنه دفنوها كما أمر....آه





هل اصبحتِ تحت الثرى أيتها المشاغبة؟
هل خلدتِ بسلام الآن
هل داهمتكِ الراحة
هل شعرتِ انكِ بخير
هل الهروب جيّدًا؟ هل تنصحيني به!
لماذا يا ديانا لماذا؟!
هل عليّ ان احادثك دون ان أتوقع الإجابة منّك
ماذا فعلتي ؟ بي....وبنور....اشعلتِ نار الفقد
وأطفأِتها بقلوبنا حتى تحترق بصمت فُراقك!
هل هذا جزاء الحُب؟
الانتحار وسفك الدماء
بكل برود؟!
وما بال عُشقي هل سيبقى سرمدي لا ينضب؟!
أم سأبقى احترق في تجاهله
اللعنة على قرارك في الرحيل
اللعنة على كل من كان لديه يد في اقبالكِ على الإنتحار
احبك
هكذا ولدت ....ولدت من اجل عينيكِ ومن اجل ان اعشقك
ثلاثة عشر سنة غير كافية لأسكت حنين اشتياقي إليكِ
لم اكتفي بوجودك معي
لم اكتفي من حضنكِ الدافئ من قبلاتك الحانية من لمساتك الهادئة لم اكتفي منك ولن اكتفي





مسح على وجهه.......احترق هو الآن رماد بعد رحيلها
هو رماد.....على احدهم ان يبعثره فقط ليتطاير بعيدًا في الأُفق
وفي عرض السماء يُريد الاختفاء، سمع رنين هاتفه
لم يرد ، وتم الإعلان عن هبوط الطيّار في
مطار باريس شارل دو غول
سمع الرنين من جديد، بعد الهبوط مباشرة أجاب
بحده لينهي الأمر: مُراد راح احكي معك بس مو هلأ...
مُراد بهدوء وإخضاع غريب!: اوك.....باي
واغلق الخط
إذًا لم يموتا....إذًا.....رمى نفسه على الكنب واخذ يفكر أين هم الآن
غدًا سيتجه إلى ألمانيا لن يبقى هنا فالأوضاع لا تبشر بأي خير
اغمض عينيه ونام في سباته العميق بعد رحلته المتعبة!
.................................................. ..
انزلوا الصغيرة وحرّص عليهم أمير بذهابها مع جولي إلى المستشفى الذي حدثهم لاستقبال حالتها وشدد الحراسة عليها
بينما نور حملوها ووضعوها في السيارة دون ان تدرك ما يحدث حولها بسبب نومها العميق
أشار امير لأحدهم (مترجم): كما اخبرتك هنري اذهب واخرج لي أوراق رسمية بشخصية أخرى لا اريد اثارة المشاكل هنا ولكن مضطر للتنكر......من اجل سلامة الجميع
هنري هزّ رأسه بإطاعته وذهب لإكمال الإجراءات الهامة لسلامة امير
بينما هو ركب السيارة نظر إليها ولتعبها وتنهد
تحدث ماكس والذي كان يقود السيارة الخاصة بهم (مترجم): سيدي علينا التوجّه إلى المستشفى لتضميد جُرحك
تحدث أمير بتنهد وكذب (مترجم): توقف النزيف....الجرح ليس بذلك العمق ...لذا لا داعي للذهاب إلى المستشفى ...توجّه إلى الفندق سريعًا...
سكت ماكس هُنا وتوجّه إلى الفندق المنشود
.
.
آه.....خرجت منه وهو ينظر للشوارع....تذكر .....اوّل سفرةٍ لهما بعد عقد قرانهما في الكنيسة..... حيث انهما آتى إلى هنا وقضا أجمل اوقاتهما الرومنسية .....حفظت باريس بعضًا من مواقفهما التي لا تُنسى .....باتا فيها لمدة أسبوعين فقط
ونور جعلوها تمكث في بريطانيا برفقة المربية التي تعاقدوا معها فقط لمدة فترة شهر عسلهم!
وكانت تلك الفترة قاسية على نور.....ففي تلك الفترة تقوقعت على نفسها .....حتى إنها.....لم ترى الشمس من الخارج....لم تشارك المربية اطراف الحديث رغم أن المربية التي تعاقدوا معها كانت تتكلم القليل من اللغة العربية المكسرة ولكن نور كانت .....متوحشة بنظراتها لها ....وحريصة في الابتعاد عنها.....حتى ذات يوم قررت الهروب منها وخرجت في شوار ليدز في ذلك الوقت لم يستقرّا في منطقة معيّنة وبين فترة وأخرى سكانا في مدينة من مُدن بريطانية إلى ان استقرّا في اسكفورد بسبب عمل أمير هناك!
فبعد خروجها من الشقة

بقيت بما يقارب الساعة الكاملة تجول بضياع عدم قدرتها على التواصل مع الآخرين تُريد العودة لبلدها وعندما يئست جلسة أمام ضفة نهر الآير وهذا يُعني انها ابتعدت عن السكن لمسافات شاسعة!
حتى انّ المربية أعطت خبرًا لأمير وأخذ يشتمها ويوبخها لغفلتها عنها
ولم يخبر ديانا بذلك لا يُريد بانانيته أن يُفسد جمال اجوائهما الرومنسية فأخبرها ما إن تعثر عليها تتصل عليه لتطمئنه!

فبقيت المربية تبحث بلا خريطة عنها....إلى أن رأتها ووبختها على فعلها وتصرفها الوقح وبدأت نور بعدها تتعلم احترافية البكاء الصامت والمخيف....
وبعد قضاء اجمل أسبوعين في باريس انتقلا إلى مدينة العشاق في فرنسا
مدينة آنسي وتمما فيها بقية شهر عسلهما....وانتقلوا بعد ذلك إلى روما....وبقيا فيها اسبوعًا كاملًا
ونور ما زالت كئيبة، لا تشعر بالارتياح.....وبدأت حالات الاضطراب تظهر عليها مبكرًا في هذه الأثناء!
..............................
قطع كل تفكيره وصوله إلى الفندق واستيقاظ نور من سباتها ، مفعول ذلك المنوّم لم يكن كافيًا لبقائها نائمة لفترة أطول أو ربما لأنها كانت تشرب الكثير من الكافيين في ذلك الوقت أثّر عليها الأمر، لذا جلست!
مقوّسة لشفتيها، رفعت نفسها من على المرتبة ونظرت للشارع....تشعر بثقل رأسها......والاهم أنها كانت تشعر بفراغ عظيم يختلج قلبها.....إذًا ماتت ديانا.....ماتت تلك التي خاضت حربًا من اجل حُبها العميق ....ماتت وتركتها في شوارع الغُربة اللامنتهية ....ماتت ولم تُلقي لها بالًا ولم تودعها حتّى!
إلى اللقاء يا ديانا....إلى اللقاء يا محبوبة أمير!
نزل أمير من السيارة وفتح بابها
تحدث بحنية: نزلي.....
نور نظرت إليه .....هو السبب في ضياعها.....هو أناني في حبه لها....هي ليست من ممتلكاته الخاصة حتى به يكلمها ليزداد جنونها به....كان عليه أن يوقف رغبتها في خيانة يوسف بالتحدث معه!.....هو من جعلها تُعاني آلام الفُراق والبُعد والغربة....
هو من قتل والدتها!
نزلت من السيارة ....واجتحتها رعشة برد سريعة لجسدها الهزيل...شهقت بخفة........برد باريس لا يعرف الرحمة وشدّت على الغطاء والذي يُشبه اللحاف الصوفي الموضوع على اكتافها! هذا الغطاء لم يقيها من البرد....ولكنه مُفيد في تجمّد الذكريات والمشاعر......نظرت لأمير وانتبهت لتأوّه بين فترة وأخرى وشدّه على يده فعلمت انه مصاب
ولكن ممن لا تدري؟!
تحدث بعد ان اطالت بنظرها للمكان وله : حبيبتي نور....تعي هون......خلينا ندخل برد باريس كتير قارص
اردف لها (برد باريس) لينبها لوجودهما في فرنسا
لم تُطيل الأمر دخلت معه وتوجها للمصعد واختفى عن انظارهما ماكس.....انغلق عليهما المصعد....
وتحدثت بحدة: ليش جينا هنا...؟
امير ...نظر إلى وجهها الذي بهت سريعًا وإلى الهالات البنية التي حاوطت عينيها فجأة.....وإلى شفتيها المصفرة....أيعقل أنّ كل هذا حدث لها بسرعة بسبب صدمتها؟!
يشعر أنها كبرت .....عشر سنوات .....تغيّرت نور لم تعد نور أبدًا!
تحدث باختصار: ظهرت حركة شغب ....ضد رجال الاعمال....وانجبرنا على هالسفرة
انفتح الباب واردفت نور بسخرية: خايف من الموت؟! عشان كذا هربت
لم يُجيب عليها......يشعر بتغيّر حتى نبرتها .....يشعر أنّه دفن نور التي ظهرت مؤخرًا مع والدتها لا يُريد أن يكثر عليها الحديث ولا يريد منها أن تتجادل معه اكثر
فهي ما زالت تحت تأثير صدمتها ولن يُبالي لأي كلمة تردف بها....
دخلوا الشقة......اغلق الباب.....تقدم امير لدورة المياه سريعًا يشعر بنزف جرحه يُريد ان يغير الضمادة ويعقمه
بينما هي جلست على الكنبة ....بل رمت نفسها عليها واستلقت على ظهرها وازاحت عن جسدها الغطاء!
ونظرت للسقف.....ماذا سيحل بها بعد الآن؟.....ماذا سيفعل بها أمير....لن يتحملها أبدًا....لن يبقى على ذكرى والدتها....سيتخلّى عنها كما تخلت عنها والدتها وسيرحل.....هل حان موعد العودة للديّار أم ماذا؟!

كانت تفكر بعمّق في هذه الأمور الدقيقة ....ثم انتابها شعور باهت اللون متمحور حول تلك الفتاة الصغيرة فجلست على الكنبة هنا وشبكّت كفّي يديها
لابد أنّ هناك اسرار حول حياتهم ، وهي كالجدار الاصم لا تعرف عنها شيئًا؟!
لابد أن تسأله الآن وتستفسر من تكون تلك الفتاة وكيف ماتت ديانا
بينما في الخلاء ازاح عن جسده الجاكيت.....ونظر للجرح عضّ على شفتيه بألم
واخذ يزيل اللاصق من عليه وبدله بآخر جديد اعطته إيّاه جولي في الحقيبة الصغيرة
ومن ثم ارشح وجهه وخرج نظرت هنا إليه بسرعة ووقفت: أمير
لم تعد تقول (بابا امير)
إذًا عادت نور إلى انتكاستها وربما انسلخت من نفسها وستظهر شخصية جديدة لن يتعرف عليها
تقدم لناحيتها مدّ له جاكيته: خذي.....ما جبت معي ملابس لا إلك ولا إللي والجو كتير هون بارد...
نور تقدمت لناحيته وبقيت يدّه معلّقة في الهواء: ماني بردانه...
وبحده اردفت: كيف ماتت ديانا؟
امير سكت.....وابتعد عنها جالسًا على الكنبة اسند ظهره على المسند .....اغمض عينيه .....حتى اضطربت أنفاسه بذكراها
جلست بالقرب منه اصرّت على سؤالها: كيف ماتت...
أمير بكذب فتح عينيه ونظر لعينيها ولشدّة احمرارهما: ماتت موتي طبيعية...
نور رفعت حاجبيها الأيمن بانكار شديد: اشك.....
أمير بهدوء: منّك مصدئة؟
نور بدأت حقيقةً تنسلخ من نفسها، من كونها متقبلة لأمر زواج والدتها من امير ...وحبهما السرمدي....عادت إلى تخبطها ولكن هذه المرة تخبط بشكل آخر لن يفهمه امير ولن يفهمه شخص آخر!

ابتسمت بسخرية: يمكن سافرت مع حُب جديد....لهيك ئلت إللي ماتت......يمكن عملت نفس ياللي عملتوا مع يوسف!

ما إن تحدثت باللهجة اللبنانية حتى به حدّق في تعابير وجهها الساخرة
و فهم نبرتها واهتزاز شفتيها وضّحت أنها ما زالت .....منصدمة وتريد تفريغ حزنها بطريقة قاسية عليه

نهض متحدث باللهجة السعودية: روحي ارتاحي نور....يمكن ترتاح اعصابك ....وتنتبهين على الفاظك وافكارك....

نور...ترقرقت الدموع في عينها فجأة
ولم تعد قادرة على ان تكون هادئة في هذه اللحظة صرخت: قول لي......كيف ماتت.......كيف...قد قلت لي انها تعبانه....ماتت بسبب مرضها؟.....ولا كيف ماتت.....والبنت الصغيرة من ....ليكون بنتكم وانتوا خبيتوها علي خايفين عليها مني ؟.....احس فيه اسرار في علاقتكم......وحياتي معاكم بلشت تصير واضحة ...اختصر علي.....واترك لي مجال افهم كل شي في وقت واحد....مو بالتدريج.....لا تحاول تتدرّج لي في اسراركم....

امير.....صُعق من حديثها.....كما ظن وجود سندرا معهم في نفس طيارته الخاصة اثار جنونها وشكوكها
تحدث ببرود بسبب تعبه: انتي تعرفين اني عئيم (عقيم)...كيف راح اجيب إلك إخت .....
نور مسحت دموعها ، واخذت تجول ذهابًا وإيابًا أمام عينيه
تفكر إذًا مَن تكون؟
هل تبناها مؤخرًا، ليرضي محبوبته ....ليربطهما شيء آخر غير الترابط الروحي الذي نشأ وبشكل خاطئ بينهما
ملّت من التفكير وملّ هو من مراقبتها لذا توجّه للغرفة: راح روح نام حتى ارتاح
اوقفته بانفعال: لا تروح قبل ما توضح لي كل شي....

هل يخبرها بكل شيء....ويرتاح....ويُشيح عن فكرة المراوغة والتمهيد.....هو متعب....وإن طال في التمهيد ...ستنصدم بين كل لحظة وأخرى....هل يصدمها في دفعة واحدة افضل؟
هل...
قطع تفكيره صوت رنين هاتفه أجاب وسمع قول(مترجم): سيدي الطفلة بخير وأصبحت تحت ايدي الطاقم الطبي...
امير بهدوء(مترجم): شددوا الحراسة عليها كما اخبرتكم...
تحدث بأهمية : لا تقلق....
ثم اغلق الخط ....تكتفت وهي تقول بتحذير: لا تمهد لي وقول كيف ماتت ومن هذي البنت....كيف مهتم لها....اذا ما هي بنتك....ولا انت متبنيها ........من تكون؟
أمير ازدرد ريقه بقول: امك ماتت موته طبيعية
نور اغمضت عينيها بيأس: أدري انك كذاب......بس بمشيها لك.....وراح اعرف عن الامر بطريقتي بس البنت من تكون؟

هل شعرت بشعور الامومة هل ....تحرك بداخلها الاهتمام لناحيتها....لماذا هي مصّرة على معرفة هويتها حتى بها أشاحت بأنظارها عن حقيقة موت والدتها؟!

ما إن سيخبرها حتى بها ستكره وربما ستكره والدتها

لذا اردف بحنية وبمصداقية: راح تكرهيني لو راح خبرك عن هويتها يا نور؟
نور بكت بضعف: راح اكرهك لو خبيت علي الامر.....
أمير بأسلوب تمهيدي للموضوع: أنتي شو حاسي؟....بقصد ....لم شفتيها شو حسيتي؟
نور...تجمّد الدم في عروقها وشعرت بقشعريرة ......وتسارعت نبضات قلبها من سؤاله
ولكن لم تطيل التفكير ولم تطيل الانغماس في مشاعر الصدمة: انت مهتم مرا فيها .....ليش؟....قول لي هي بنت مين؟

غير قادر على ان يصدمها مرةً أخرى في نفس اليوم .....لا يريد أن يسبب لها أذى .....لا يريد ان
قاطعته بصرخة : قووووووووووول
أمير بهرب من مواجهتها ولّ بظهره واغمض عينيه بقول: هذي نتيجة حُبك لبهاء الدين....

ثم انصرف عن انظارها، خائفًا من ردّت فعلها....اعترف لها لكي تُشيح بسؤالها عن كيفية موت والدتها فليس من السهل ان يخبرها عن حقيقة انتحارها ولن تتوقف ولن تكف عن طرح الاسالة عن أسباب قدوم والدتها على هذا الفعل الشنيع وهو لا يُريد أن يخبرها بكل شيء في دفعة واحدة فالحقائق مرّه ولن تتقبلها بهذا الشكل!

لذا صدمها بوجود ابنتها الآن لأنه الأمر اهون عليه من ان يخبرها بواقعية انتحار ديانا وما وراء انتحارها؟!

همست بجمود: نتيجة حبي؟!

اغمضت عينيها هنا ، عليها بالتماسك هذا الوقت ليس وقت الانهيارات الآن من الواضح أنها حياتها بأكملها ستبقى تحت او ربما في وسط هذه الانهيارات عليها ان تعتاد....وتتماسك!

ولكن لم تستطع ، وضعت يدها على قلبها وأخذت تتنفّس بصعوبة
كيف؟ هي ولدتها ميتّه اخبروها بذلك
هل كذبت والدتها عندما اخبرتها انها توفيت بسبب نقص الأكسجين ولم يتلحقاها الأطباء في الوقت المناسب؟
لماذا هل لأنها كانت تصرخ بكل ما فيها: خلوني اجهض مابي طففففففففففل ماااااااااااابي
اغمضت عينيها ورجفة بسبب الذكريات
لا لن تبكي.......لن تثور.....لن تعصف بالمكان....شدّت على قبضت يديها
تشعر بالاختناق،....بالموت البطيء......بالضيق
تريد الخروج من هنا....ليتسنى لها استيعاب الأمر
ذهبت لغرفته لم يغلقها تركها مفتوحه وينتظر انهيارها بصمت مشاعره !
عندما دخلت حاولت التماسك والتحدث بهدوء: عارفة فيه أسباب لكذبتكم علي....وفيه أشياء مخفية عني....بس الحين ما عندي الحمل......على سماعها .....لذا ما راح اسالك عن شي....يكفي اللي سمعته اليوم وصدمني....

التفت إليها يُريد أن يرى كيف اثّر الخبر عليها
ولكن رأى منها شخصًا قاسيًا على نفسه يمنع شهقاته بأخذ نفس عميق وزفره بكره شديد وحاجبين مقوسين وشفتين ترتجفان بخفة
ودموع متحجرة في محجر عينيها المحمر!
أكملت وهي تحدّق في عينيه: من الأفضل ما نكون في نفس المكان هالفترة محتاجة أكون لوحدي...

أمير نهض وبخوف من افكارها
تحدث: شو قصدك؟
نور غير قادرة على الثبات ......بداخلها الحانًا تريد ان تتفجر بالصراخ وعليها ان تهذب هذا الشعور !: عطني بطاقتي المصرفية.......راح اطلع من هنا.....
امير برفض وانفعال: ما فيكي تروحي لأي مكان دوني....
نور اغمضت عينيها بشدّة وتحدثت: امير حس فيني.....بلييييييز....

حنّ قلبه عليها ، نهض بضيق انحنى على الحقيبة الرياضية .....اخرج جزء من المال الذي آخذه
مدّ إليها ....فهمت لن يُعطيها البطاقية لكي لا تبعد عنه طويلًا ولكن رضيت بالمبلغ الذي مدّهُ إليها....اخذته وسحبته إلى جيبها
لا تريد رؤيته ......ولا تريد أن تسأله لتزيد من ضيقتها همّت بالخروج ولكن تحدث: نور....خذي جاكيتي الجو هون مو متل جو بريطانيا .....
لم ترد عليه سحبت جاكيته من على الكنبة وخرجت
ما ان خرجت تحدث مع ماكس (مترجم): ماكس نور ستخرج الآن اتبعها.....عن كثب....إيّاك ان تشعر بك.....راقبها...وإن شعرت انها في خطر تدخل في الامر......
ماكس (مترجم): لا تقلق سيدي
ثم اغلق الخط...وتنهد بضيق....إلى أي مكان ستذهبين يا نور...
إلا الهاوية ام إلى الجنون؟!
كره نفسه ومن قساوته عليها في اخبارها عن الامر نهض ونظر لوجهه من خلال المرآه ولم يتردد في ان يلكم نفسه بقبضة يده ليتطاير شظايا الزجاج من حوله ومن ثم بكى بدموع بلا صوت وارخى جبينه واسنده على يده المتكئة على الجدار !
.................................................. ................
ارتدت جاكيته فالبرد هنا شبه قارص......بكت بدموع هادئة...واخذت تمشي بلا هُدى هي أتت إلى باريس ذات مرة دون رضا والدتها وأمير
أتت بصحبة مجموعة من الفتيات التي صاحبتهم عندما بلغت سن الثامنة عشر يعني قبل ثلاث سنوات
تعرف شوارع باريس جيّدًا ، تريد الهرب.....في ظلمة هذا الليل وبرده تريد الهرب من نفسها
من كونها فاشلة في حياتها.....من انانيتها في التخلّي ...لا بل لم تتخلّى هما فهماها بطريقة أو .....لا بلا كانت لا تريدها
تخبطّت في افكارها، وتشتت.....بهاء الدين ألجم حبهما بهمجية قاتلة!....تركها ولا تعرف الأسباب......كل ما تذكره تلك الليلة الحزينة عليها ....اخبرها ان تُجمع اشيائها وتخرج بهدوء من شقته .....لا تعلم لماذا ....وعندما عاندته سحبها بعنف حتى به ضربها على وجهها لتستوعب ما يؤمرها به...وألقى بها على باب شقتهم باكية ....ومنهارة؟!
يا لي قساوة الذكريات....يا لي قباحة معيشتها....و يا لي عنادها الجبّار في الانتقام من حُب والدتها!
مشت وجرّت بخطواتها لناحية الهاوية كما ظنّ أمير.....
ماكس كان يُراقبها عن بُعد.....
تُريد ان تفقد عقلها بالجنون او بأي طريقة لكي لا تتألم .....وصلت إلى مرحلة عدم القُدرة على ترجمة ألمها ....ولا على اخراج صراخها ...ولا حتى على الانهيار
كتمت كل هذا بداخلها في غضون دقائق قليلة......والآن تريد ان تعبّر بكل ما تشعر به ولكن يُصعب عليها
توقفت قليلًا نظرت للشارع الذي يُقربها إلى الذنب العظيم .....تنظر للمارة....تنظر للوجوه المبتسمة......الحزينة...الخجلة....واللقطات الرومنسية المقرفة....وإلى الهمسات والضحكات.....وإلى جنونها!
حركت رأسها بلا ...تُريد أن تبقى واعية ولا تفقد وعيها هُنا....تريد أن تصقل شخصيتها بطريقة أخرى ....
تصقلها على كتم الاحزان......على تحمّل الخبايا .....والاسرار لأنه هناك الكثير منها ...هذا واضح!
بكت......بصوت اشبه للهمس...وركضت للمجهول.....لضعفها......وسراب عقابها....اصبحت امام الباب.....تسللت الموسيقى إلى مسامعها.....بقيت واقفة....تنظر للاسم تقرؤه ببطء.......فاتحة عينيها بصدمة
هل ستعود؟....للجنون.....للشرب....للهروب....للتدخين... .لهدم قوانين الاخلاق.....لاقتراف المعاصي.....لتجاهل العقوبة...لأخذ القاب شنيعة......
هزّت رأسها تنهي نفسها الأمارة بالسوء بهمس: بس أنا مسلمة...
ثم نهرت نفسها بهمس آخر وهي تحرك رأسها كالمجنونة حتى الناس بدوا بالهمس واللمز عن حالها: لالا انا مسحية
بكت وهي تؤكد : بس هذا ما يعني إني ...اشـــ
بترت كلمتها.......تقسم إنها لم ترى والدتها ولا حتى أمير طوال حياتها يشربا من هذا السم
لا تدري هل كانا يشربا في الخفاء؟
ولكن تقسم انها لم تراهما يومًا فاقدي عقلهما؟!
ودوما ما يوبخاها بعنف عندما يروها تترنّح شاربه منه ،وحتى انهما يضرباها !
لا تدري هل يوبخاها لأنه مضر لصحتها ام لأنه محرّم في ديانتهما
هي تعرف حكمه في الدين الإسلامي وتعرف عقوبة من يشربه لم يخفي عليها هذا الحكم ابدًا ولكن هي الآن كما قالت لنفسها هي مسيحية ولكن لا تعرف حكمه في هذه الديانة ولكن والدتها تنهاها عنه وبشدّه!
هل يعني هذا انه محرّم؟!
تريد ان تنسى .......ولكن لا تريد أن تصبح من اهل النار؟!
اخيرًا فكرّت بآخرتها.....ولي أوّل مرة.....فكرت بها.....!
ارتجف جسدها......ازدردت ريقها......لا تريد ان يتلاعب بها الناس هنا....لا تريد ان يصبح عليها الصبح وهي كالحيوانات ...لترى نفسها مُلقاه في القمامة الجانبية من هذا المكان...

مشت من هنا....وذهبت للمتجر لتبتاعه......قررت ان تشتريه.....قررت أن تقترف ذنب عظيم بكامل قواها العقلية هي مصرّه على ان تكون فاقدة!......قررت ان تعذب نفسها.....ولكن السؤال هل تعلم عن تلك الآية التي تشدد على حرمته واجتنابه
في قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/90
هي تعلم انه محرم ...ولكن لم تعي انه من كبائر الذنوب.......وقد يُحرمها من الدخول إلى الجنّة !
كانت متخبطة في شراؤه أم الخروج من هنا والابتعاد....فهي لم تشربه مُنذ وقت طويل....تابت عنه.....لأنها تكره نفسها حينما تشرب !
إذًا ماذا تفعل؟....كيف لا تشعر بالألم...كيف تنسى حقيقتها....انهيارتها التي بدات تتراكم على قلبها باتت مؤلمة!
اعادت الزجاجة إلى مكانها وقررت الخروج!
خرجت ....وتعجب ماكس من تذبذبها ....علم انها ستجن في أي لحظة.....من ردات فعلها تلك....توجهت الى الصيدلية.....تريد شراء منوّم.......اجل ....ستأخذ منومًا للهروب ...اخيرًا حصلت على واحدة منها ولكن الصيدلي رفض ان يصرفها لها دون وصفة طبية فصرخت في وجهه(مترجم): ابتعني إيّاها ما شأنك بالوصفة لقد نسيتها في المنزل.....
حرّك رأسه بالنفي (مترجم): لا استطيع سيدتي....
هنا ......صرخت في وجهه بكلمات عربية لم يفهمها وفي الواقع كانت تشتمه ...رمت المال المستحق للعبة الصغيرة وسحبتها إلى مخبأ الجاكيت ثم خرجت تحت مناداته لها!
ثم عادت للضيّاع في أرجاء الشوارع .......لا تعرف أين تذهب لتؤمّن على نفسها بعد دخولها في سباتها العميق......
شهقت ببكاء من شدّت خوفها ........ومن شدّت غياب ذهنها عن التصرّف السليم.....المال الذي بحوزتها يكفي للنوم في فندق آخر غير الذي يمكث فيه امير....
لن تعود للفندق لا تريد مواجهته تريد البقاء لوحدها هذه الليلة!
لذا قررت ان تذهب إلى فندق آخر...مشت بلا هُدى إلى ان ....اقتربت من شارع الشانزليزيه ....ودخلت في زحمته ...كان هناك فندق قريب منه .....وهو فندق لو تسوبا.....لم تترد في الدخول وماكس ما زال يتبعها!
رنّ هاتفه وهي دخلت
أجاب(مترجم): أين هي الآن؟
ماكس وهو يراقبها(مترجم): في فندق لو تسوبا....
تعجب امير قطعت كل هذه المسافة ماشية يبدو أن عقلها ضاع في غياهيب الصدمة حتى بها مشت تلك المسافة الطويلة دون تعي ذلك!
ولكن الأهم ....هي لا تملك سوى المال....لن يستقبلوها مرحبين بها اوراقها الرسمية وجوازها...حتى بطاقتها الشخصية ليست بجوزتها تنهد هنا وقال لماكس(مترجم): اذهب وحل امر بقائها هناك ....فهي لا تملك سوى المال ...اوراقها الرسمية معي...
ماكس (مترجم): حاضر سيدي...
امير بتعب(مترجم): ماكس...لا تثير المشاكل.....فقط تصرف بحكمة.....
ماكس معتاد على حل مثل هذه الأمور(مترجم): اطمئن سيدي.....كل شيء سيكون على ما يرام

اغلق امير الخط وبقيت نور تحيك الخدع .....وتذرف الدموع لاستقبالها ولكن لم يقبلوا ورات ماكس ذلك الوجه المألوف عليها راته في الطائرة تحدث مع موظفي الاستقبال باللغة الفرنسية البحتة وهي تحدّق به بشرر وكره لأنه من إحدى رجال أمير
لم تتدخل في الأمر تريد فقط أن تختلي بنفسها بعيدًا عن ضوضاء الحقائق لذا دعته يقنعهم بطريقته
وبعد خمس دقائق قال الموظف بهدوء(مترجم): تفضلي سيدتي....
بما اقنعهم ؟ نظرت إليه منذهلة ولكن لم يترك لها مجالًا لتسأله ابتعد عنها سريعًا
وهي اخذت البطاقة الممغنطة من الموظّف واعطته المال بطريقة مزعجة له وتوجهة لغرفتها
وماكس بقي في اللوبي لم يبرح مكانه لمراقبتها !
.................................................. ...........
دخلت الغرفة.......وازاحت من على جسدها الجاكيت بعدما سحبت من مخبأه تلك العلبة الصغيرة ورمتها بعشوائية، تشعر بالبرد .....وبالخوف!
لا تعلم لماذا تشعر بالخوف هكذا!؟
تشعر وكأنّ روحها مسلوبة غصبًا لتنفصل عن جسدها بشكل جزئي مُخيف!
ولِم تشعر بتقلصات ووجع عارم في بطنها لِيُثير اشمئزاز معدتها
للاستعداء للإستفراغ الوهمي؟!
مشت....بتخبط و
دخلت الخلاء......نظرت لوجهها......تمعنّت في لون عينيها المتغايرة.....ولِلون شعرها الأسود الحالك التي ورثته من ابيها ...وإلى صفاء وجهها الموروث من والدتها...لعنت نفسها بصرخة .....وبعثرت بيديها الأشياء الموضوعة على جانب مغسلة اليدين
بكت.....منفعلة ....منتحبة .....منكسرة...اخيرًا استطاعت التفريغ عمّ بداخلها.....صرخت بكل ما فيها
:
اكررررررررررررررهك دياناا.....اكرهك يا أأأأأأأأأأأمير

ومن ثم جثلت على ركبتيها وخبأت وجهها عن تلك الحقائق وهي تصرخ بشدة: اكرررررررررررهك بهاء......اكرهك الله......يلعنكم....
اخذت تلعنهم ....وبشدة.......تسبهم .....بحرقة قلبها
تريد الاختباء ....تريد دفء.....تريد ....ان ...لا تدري ماذا تُريد!؟
نهضت ....ودارت حول نفسها بضياع
تشعر انّ جدران الخلاء بدات تحتضنها بقوة لتضيّق عليها حركتها لذا مزقت البدي الأسود الذي احتفظ بدموعها وشهد على اضطرابات جسدها وانفاسها!
تشعر انه يخنقها تريد ان تخرج من ذاتها لذا مزعته من على جسدها بكل قوة ......وازاحت باقي ملابسها بقساوة وعنف ...وصراخ وعويل.......ومن ثم هدأت أنفاسها المضطربة بعدما أن أصبحت تحت الدّش وشعرت بدفء الماء
اغمضت عينيها كان صدرها يرتفع وينخفض بشهيق وزفير متعبين
وضعت كفيّ يديها على الجدار والصقتهما به بشكل مؤلم
وكأنها بتلك الطريقة تُبعده عنها لكي لا يخنقها
لا تدري كم مضى من الدقائق والوقت عليها وهي تزفر عبّير الغضب من هذا الامر وعبير الحُزن من الفُقد
أخذت تتذكر ازمتها النفسية في ذلك الوقت ولكن لم تتعمّق في ذكرياتها المخيّبة للآمال
سريعًا ما نفضتها وازدردت ريقها
فتحت عينيها ونظرت لبخار الماء........كانت عينيها ضائعتين تبحث عن خيطٍ من النجاة؟!
قلبها لم يعد قادر على تلك الحمول؟
أغلقت صنبور الماء......ومشت بجّر قدميها لناحية المرآة
مسحت بيديها على المرآة لكي تُزيح ذلك الحاجز من البخار لتنظر إلى عينيها .......ودمعها واحمرار وجنتيها .....وأرنبة انفها
اخذت نفسًا عميقًا ومن ثم اغمضت عينيها
ليخالجها ألم الولادة بل توهمت ألمه بذكراه عليها!
انحنت للأمام وعضّت على شفتيها بندم على وجودها في هذه الحياة التي واجهتها بالكثير من الخُذلان!
أعادت بنظرها لنفسها من خلال المرآة أبعدت خصلات شعرها عن وجهها
حدّقت بنفسها بجنون وبحده وبكره عميق لذاتها.... ذنوبها كُثر.....لدرجة لا قدره لها على عدُّها أو إحصاؤها ......ونتيجة ذلك الذنب تواجد تلك المسكينة.....الصغيرة!
نبض قلبها بشدّة هل هي شرعية!؟
هل زواجها منه كان صحيحًا؟
لماذا بدأت تهتم من الناحية الدينية الآن؟
هل لأنها خائفة من العقوبة
تذكر.....تذكر أنّها علمت بحملها بعد ستة اشهر او تسع لا تدري بالتحديد أي رقم كان صحيح هذا يُعني ....انها حملت بها بعد عقد القران السريع....بعد تملكها لتلك الورقة التي وقعت عليها بموافقتها على الزواج به!
يعني أنّ الفتاة الصغيرة ....شرعية.......
استندت بيديها على الجدار ، فعلت كما فعلت والدتها من اجل ان تبقى محفوفة بحضن من تحبه ويحبها؟!
ولكن الفرق أنّ ذلك الخبيث خدعها، ولكن أمير لم يخدع ديانا
ولكن هي لم يرحم صغر سنها.......لم يحترم مشاعرها المتأججة لناحيته.......كانت مندفعة في مشاعرها التي تقودها إليه....احبته لأنه تقبّلها بما هي عليه .....لم يتنمّر على لون عينيها....لم يتساءل عن سبب وجودها في ذلك البلد، لم يُضيّق عليها الأُفق بالعيش على الطريقة التي تريدها أعطاها كل شيء كانت تريده واعطته روحها ! لأنها احبته....وهو احبها.....كما تظن!..ولكن انقطع حبهما فجأة دون سابق إنذار....
ارتجف جسدها ......شعرت بتسلل الهواء البارد إليها ...انكمشت حول نفسها ونظرت لمن يحاوطها
فوجدت الهدوء والسكينة وقطرات الماء المستقرة على اكتافها وحدها هي من تحتضنها الآن
مشت بثقل الاحداث تسحب روب الحمام من على تلك التعليقة المستقرة في الجدار الجانبي!
ارتدته ......حكّمته على جسدها ....ثم خرجت ......للغرفة .....ثم رمت نفسها على السرير وسحبت اللحاف على جسدها .....ثم تذكرت انها لن تنام دون تناول تلك الأقراص المنوّمة لذا انهضت نفسها من على السرير بثقل وجرّت قدميها على الأرضية الباردة بصعوبة ....سحبت العلبة التي وجدتها على الأريكة سحبت حبّة واحدة وابتلعتها دون شرب الماء
ورمت نفسها على السرير من جديد ثم
غطت في سباتٍ عميق

.
.
.
انتهى




قراءة ممتعة للجميع





JAN 06-14-2020 10:52 PM


البارت الحادي عشر


.
.
.
.
.



الحرب هدأت بينهما ولم يعد لها مكانًا في حضنهما!، تشعر بغرابة تصرفاته .... لم تُريحها تلك الاعترافات خائفة من أن تتعلّق في حبلٍ من السعادة وينقطع بها من المنتصف!

ما عانتهُ بعد وفاة أبويها لم يكن سهلًا وهي خائفة من العودة إلى ذلك المنفى، ورغبة الجميع في التحكم بها للتخلّص منها!

تعترف أنها وجدت نفسها ما بين أحضان أبا محمد ولكن لم يكتمل هذا الشعور ... لأنه
ما زال هُناك من يكره تواجدها بينهم لذا قررت الانسحاب منهم جميعًا بتلك الطريقة التي ظنّت انها مُريحة وللغاية!
حقيقةً هي الآن تنعم بالراحة، والطمأنينة بتغيّر زوجها ولكن في لحظات يتخللها القلق والخوف من أن يكون ذلك مؤقتًا....
.
.
.

والآن هي تنعم في نعيم النوم المُريح على سريرها بعد سهرٍ على مذاكرة ما فاتها من مواد! وحل واجبات متراكمة عليها
بسبب تأجيلها لأداؤها في نهاية الأسبوع!

كانت مُغمضة العَينين مستلقية على بطنها تحلم أحلامًا سعيدة لا تُريد ان تستفيق منها...ولكن الألم .....الألم الذي يخالج بطنها...أفسد عليها لذّت النوم...تمللت وبدأت تخُرج من فاهها تأوهات وهمهمات تنم عن انزعاجها وشدّت ألم بطنها......لذا انقلبت على ظهرها بشكل سريع دون فتح عينيها ومن ثم استلقت على جانبها الأيمن واصطدم ظهرها بشيء ما! جعلها تنزعج وتأففت......بقيت ساكنة وهي تشعر بذلك الشيء الملتصق بظهرها ظنّت انها إحدى الوسادات ولكن لم تكن هشة ابدًا!
لذا جلست بطريقة سريعة ومنزعجة ...وما زال الألم يداهم بطنها مسحت على بطنها وهي تضغط عليه! ......ثم ....ابعدت شعرها عن وجهها التفتت على المنبه وكانت الساعة تُشير إلى الساعة الثامنة والنصف
ذعرت هنا وصرخت تشعر انها فقدت ذاكرتها في هذه اللحظة : المدررررررررررررررررررررررسه....
ثم التفتت على الجنب الآخر وهي تبعد اللحاف عن جسدها
وفتحت عيناها على آخرهما بصرخه: يماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه.. ...

تراجعت للخلف وسحبت نفسها من على الفراش لتنهض ولكن لم يترك لها مجالًا امسك بيدها وسحبها إليه ، حقيقةً كان مستيقظًا طوال نومها العميق ، وشعر بانزعاجها وتأوهاتها.......ولم يسلم من ركلات يديها ولا حتى رجليها ولكن لم يزعجها ولم يحاول ايقاظها فمن الواضح إنها مُتعبة وجدًا!
ولكن بعد أن رأى ردت فعلها لتواجده هنا ضحك حتى أنه كاد يموت ضحكًا على شكلها المنفجع ...وخوفها....
سم بالله عليها ...وهو يكرر ما
بين ضحكاته: أنا قصي......ههههههههههههههه......هدي.......انا زوجك يا مُهرررررررره....هههههههههههههههه.....

رفعت نفسها من حضنه ونظرت إلى وجهه وكأنها تريد ان تتأكد من كونه قصي ذاته!
ومن ثم وضعت يدها على قلبها المضطرب واغمضت عينها لتأخذ نفسًا عميقًا ولم تبقى مطولًا على
وضعها هذا حتى بها سددت له لكمه على صدره بشكل مفاجأ لهُ: وش جيّبك هنا ؟.....كيف دخلت الشقة وما حسيت عليك......

قصي عندما رآها تريد تسديد لكمه أخرى من يدها مسكها وهو ما زال يضحك ....شدّ على يدها بخفة: جيتك بعد صلاة الفجر وكنتي نايمة وحاولت ....... قد ما قدر ما زعجك.....

مُهره وضعت كف يدها على جبينها وهي تتنفس بصوت مسموع : خلعت قلبي.....انا من غير شي انخلعت من الوقت اللي مر .....

قصي ابعد عن نفسه اللحاف : ترا اليوم الجمعة....ما فيه مدارس هدي نفسك يا آينشتاين....

التفتت عليه مرةً أخرى متجاهلة ألم بطنها والصداع العارم لرأسها
سحبت الوسادة ولكمته بها قائلة: قول ما شاء الله
ثم ضربته على وجهه بها: قول ما شاء الله....

ابعد نفسه عنها إلى ان نهض من على السرير وهو يضحك بقوة لدرجة استفزها ضحكه وصرخت : لا تضضضضضضضضضضضضحك.........ضحكت من سرك بلا قول آمين........

قصي هدّأ نفسه من الضحك واتجّه إلى ناحية الستائر وابعدها عن النافذة لتتخلل أشعة الشمس زوايا الغرفة .......وانزعجت من الضوء
اردف: والله لو ما أنتي تعبانة كان رجّعت لك هالضربات .....بس ما لومك واضح هذي لاعبة في نفسيتك.....لعب....

خجلت من تصريحه كيف عرف؟
بينما
حديثه هذا وكأنه كالتنبيه للألم شدّت على بطنها: شدراك انت ......يمكن فيني شي ثاني؟

مشى لناحيتها وهو يبتسم بخبث ويريد أن يحرجها أكثر: لالا ما فيك شي ثاني....شفت الزبالة حقت الحمام......
مُهره رمت عليه وسادتها قبل أن يصل إلى السرير: انقلع عن وجهي ......لا تقرب.....
قصي اقترب منها ولم يترك لها مجالًا للهروب كانت ستقوم ولكن أعادها على السرير وقبّل خدها وهو يضحك: ههههههههههه.......الحين انتي زعلانة ولا مستحية؟

مُهره لن تنكر أنّ تغيره يُعجبها ولكن يُخيفها وبشدّة
: يا صبر أيوب......

ثم نظرت لعينيه وبرجاء: تكفى قصي ارجع مثل أوّل ما خذتني.....

قصي حرّك رأسه بنفي: مستحيل....تناقشنا في هالموضوع لمدّة أسبوع....... تقبليني بما أنا عليه.....

مُهره بنذالة وبتردد: تراك اول احسن.....كذا هيبة .....الحين أشوفك واحد مجنون ما عنده عقل....

استلقى على ظهره لتصبح هي بمحاذاته من الناحية اليُمنى
: جالسة تحاولين تستفزيني بس ما بعطيك وجه اليوم رايق ....بس لأني

ثم فاجأها عندما جلس واقترب من وجهها: شفت وجهك الصبوح...!

مُهره تأففت ومسحت على وجهها وابتعدت عنه : قصي جد كيف كذا تجيني وربي اهلك بشكون فيك....ولا وصلت فيك تجيني الفجر......بكذا انت اثبت لي رسمي جنيت وتبيهم غصب يحسون....أنك مزوّج...!

قصي اقترب منها اكثر وهو ينظر لعينيها: لا تخافين حبيبتي.......انا رسمي اطلع من بعد صلاة الفجر وامشي لين تطلع الشمس........
مُهره وضعت اطراف أصابع يديها اليُمنى على جبهته ودفعته بخفة للخلف: مسوي فيها رياضي يعني......وانا اللي مهتم بصحتي.....وفي الحركة بركة..

هزّ رأسه بعبط لها بمعنى (أي انا)

ثم لم تترك لهُ مجالًا لرغبته في تقبليها مرةً أخرى على خدها الأيمن نهضت بثقل الألم ......وابتعدت خطوة عن السرير
وانصدم عندما رأى بقعة حمراء على فراشها،
التفت عليها
بذعر: مُهره وش هذا؟

مُهره قوّست حاجبيها واخذت نفسًا عميقًا: أنت ايش تشوف يعني؟
نهض واقترب منها بخوف: دم....هذا نزيف ما هوب طبيعي......
مُهره ازدردت ريقها بتعب: لا طبيعي....طبيعي يا قصي لا دقق....بروح آخذ لي شور دافي .....وكل شيء بصير تمام....

همّت بالذهاب لناحية الخلاء ولكن تبعها وامسك بها ليردف بشك: كم شهر وهي تجيك بهالغزارة؟

مُهره تشعر بالحرقة تتسلسل جسدها نابعة من اسفلها حتى تصل إلى رأسها
بملل وبسبب نفسيتها المُتعبة تحدثت: اتركني قصي لا تدقق....
قصي بحده : جاوبيني؟
مُهره رضخت لأمره: تقريبا هذا الشهر الثالث....
قصي بعصبية وانقلب حاله سريعًا في هذه اللحظة: طيب ليش ما قلتي لي؟
ثم اردف بسخرية: اوه آسف....انا حيل بعيد عنك....وما هتم لك.....هذا اللي بقولينه لي...

مُهره ضحكت بخفة على شكله وطريقة حديثه: ههههههه الحمد لله والشكر يسأل وجاوب على نفسه!!......قصي وخر منّاك خلني اتروش انقرفت ....من نفسي....

قصي ابتعد: ادخلي تروشي.....راح اسوي لك حليب دافي وبغيّر مفرش السرير عشان بعدها تستلقين على ظهرك....

مُهره وهي تدخل الخلاء وقبل ان تُغلق الباب: ماله داعي انا اغيّره

ثم أغلقت الباب حتى أصدر صوت أما هو تنهّد بضيق على حالها وبدأ يفكر لماذا وصلت إلى هذا الحال؟
أيعقل بسبب تناول ذلك العقار؟
اقراص منع الحمل أم انها....قطع تفكيره
وهو يتحدّث بصوت عال: مُهره قد نسيتي تاخذين حبوب منع الحمل.....ولم تذكرتي خذتي حبتين؟

لم يسمع سوى صوت الماء تأفف هنا

وسحب اللحاف وابعده عن السرير، ورماه في سلة الغسيل ومن ثم توجّه إلى الدولاب وسحب لحاف نظيف وجديد وبدأ بفرشه على السرير وأخيرًا ذهب لتجهيز حليب دافئ لها وله!
.
.
.
اما هي بعد ان استحمت سريعًا لبست روب الحمام ، وخرجت
وعندما لم تجده في الغرفة مشت لناحية بابها واغفلته عليها وتوجهت لدولاب الملابس لتخرج لها (بجامة نوم ) مريحة !
كان قماشها من القطن لونها وردي فاتح وتتوسطها صورة قطّة بألوان فسفورية وفوشية تلفت الأنظار..... وتنّم عن الطفولة !

ارتدتها على عجل ، ومن ثم خرجت من الغرفة واتجهت للمطبخ .....فتحت الثلاجة .......سحبت علبة المسكن سحبت (حبه واحده ) ثم ابتلعتها دون ماء وقصي ينظر لها.....ولكن لم يعلّق على فعلها!

ثم خرجت واتجهت للصالة ورمت نفسها على السرير وقطرات الماء كانت تتصبب على اكتافها وبجامتها ولكن لم تهتم لأنها تشعر بالحرارة وتريد شيئًا ما يبرد عليها!

خرج وهو يحمل كوب له ولها

مدّ لها وهي نظرت إليه: ماحب اشرب حليب....
قصي جلس بالقرب منها ومسك يدها واجبرها على امساك الكوب: مو مجبورة تحبينه .....وضعك الحين محتاج.....
سكتت
ثم اردف: كان جففتي شعرك تبين تمرضين؟..

مُهره بانفعال شديد دون مبرر: قصي لا تهتم فيني ....لا تهتم .....سو لي مثل قبل...اتعبتني وانا اكرر عليك ....هالشي...

قصي ببرود عكس نيرانها المشتعلة، يُدرك أنّ نفسيتها في هذا الوضع غير متاحة للحديث معه وتكون اكثر حساسية في كل الأمور والأشياء لذا قال: يعني كنت ما اهتم فيك...؟
مُهره : كنت تهتم بس من بعيد لبعيد...
قصي ارتشف القليل من الحليب واسند ظهره على المسند: ولله الحمد كسرت هالحاجز اللي مخليني بعيد عنك....

مُهره بنرفزة: وانا راح ابنيه....

قصي بجدية: اتركي عنك هالموال....وقولي لي قد نسيتي تاخذين حبوب منع الحمل ورحتي بعدها خذتي حبتين تعويض...

سكتت وهي تنظر لكوب الحليب بشتات....وتحاول ان تتغلّب على الألم بِعض شفتيها بخفّة!

قصي حاول أن يتمالك اعصابه: جاوبي لأنه احتمال غزارتها معك يكون بهالسبب...

مُهره تنهدت ثم التفت عليه وهي تُرسم حواف الكوب بطرف صبعها : أي......ومن بعدها مو صايرة منتظمة معي....

قصي اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم نهض: قومي جهزي حالك بروح المستشفى....
مُهره بعناد تكتفت: ماله داعي .....لا تكبر الموضوع....
قصي بعصبية: مهره انتي تدرين وش سويتي .....سويتي اضطراب لها و هالشي له اضراره!

مُهره بنرفزة: بالله انت دكتور عشان تشخص حالتي يا أستاذ؟
قصي طوّل باله عليها بما فيه الكفاية سحب الكوب من يدها وبتهديد: خمس دقايق ما تجهزين .......وربي ما يحصل لك طيب....
خافت هنا مُهره نهضت بتعب وهي تهمس: يا شينك ويا شين اهتمامك الزفت....
ثم اتجهت إلى غرفتهما للتجهز!
.................................................
مرّ اسبوعًا كاملًا على الأحداث والصدمات والخوف والتوتر ولم يختفي ذلك الشعور اللعين من داخله
يشعر بالاهتمام للأمر لا يدري لماذا ؟
وصّد أمير له بعدم التحدث اشعل في فؤاده القلق لذا قرر أن يبحث عن الموضوع بنفسه
سافرا إلى أي وجهة ومكثا في أي مكان؟!
واخيرًا في غضون الثلاث الأيّام الأخيرة علم بمكان أمير الذي انتقل مؤخرًا في شقته الذي يملكها في شرق باريس ولكن نور ما زالت في فندق لو تسوبا وابنته في المستشفى.......علم أنّ حياة امير في خطر ومن الممكن ان يُداهم في أي لحظة ممكنة ولكن صُدم من ذكاؤه بتغيير هويته و هذا امر سيؤول به للتساؤلات التي لا مفر منها، ولكن سيحميه لفترة مؤقته!

اشاح بنظره عن مقتله..... يعلم أنّ نور وابنته في حاجة ملحّة إليه
ولكن الأهم لماذا هو مهتم لهذه الأمور؟

يشعر أنّ وقت الانتقام انقضى هو حقيقةً لم ينتقم لنفسه بل انتقم لأخيه جورج وإنما هو أداة تُحرك الاحداث حيثما أخيه يُريد، فكرة استغلال أمير عن طريق نور كانت فكرة أخيه
وهو كوسيلة اُستخدم لتسهيل الأمور ، ظهر فجأة في حياة نور ولكن لن ينكر أنه
انجذب لها بهذه السهولة وكاد أن ينخرط وراء مشاعر نابضة لم يعرف اصلها في ذلك الوقت ولكن هناك من يقف خلفه ويوقف مشاعره بمجرد تحركها في مكانها الغير مُناسب.....وتهذيبها لتتحوّل إلى رماد!

اوهمها بحبه اوجعها بفراقه ولكن لم يتوقع امر حملها ابدًا!

جورج ربح في تلك الصفقات التي تنازل أمير عنها في تلك اللحظات المؤلمة والتي مرّت على نور ببطء شديد

وفهم أنّ أخيه أراد الانتقام بهذه الشدّة وبهذه الطريقة المؤذية لتأذيت كلًّا من امير وديانا!

بسبب حبه ورغبته في الزواج منها ولكن لم يمهله القدر في الاعتراف حتى به سمع عن امر زواجها من رجل سعودي وذهابها إلى المملكة وعودتها بعد ثمان سنوات من جديد لتتزوّج محبوبها امير! كل شيء عاكس رغبته في الزواج منها ليولّد بداخله شيئًا من القهر ورغبة في الانتقام!

لن ينكر أنّ أخيه استغلّهُ في الانغماس ليعسف برأس تلك الصغيرة ويقهر والدتها عليها من هذه الناحية ويقهر أمير من رؤية محبوبته في ذلك الحال ومن ناحية أخرى كسر ظهر امير في خسارته للصفقات المالية ...ولكن امير لم يستسلم عاد يقف على رجليه بعد هذه العواصف وسدّ ثغرات خسارته بحكمته وسرعة تصرّفه
ولكن نور
من يسد ثغرات خسارتها؟!

هل يفكر الآن ....لأنه ادرك لا فائدة من هذا الانتقام
أخيه انتقم منه....اجل....انتقم منه لجعله ابًا لأبنه لا يعرف شكلها حتى؟!
هو ربح بعد تلك الاحداث لا ينكر......ربح الكثير من المال.....والراحة.....واللامبالاة.. المؤقتة! ولكن شيء ما الآن يعبث في صدره....هل هذا صوت الضمير أم صوت الابوّة؟

أم أنه أدرك أنّ أخيه جورج انانيًا بشكل كبير
ويستغله في تخليص الأمور الصعبة بطرق ملتوية سهلة عليه؟
تنهّد بضيق ...
ثم ثبّت رأسه ما بين ركبتيه واخذ يحلل الأمور من ناحية أخرى








هل احببتها يومًا؟ أم إنني انغمست في الدور أكثر من اللازم
لم اكترث ابدًا حينما أخبرني أمير إنها انجبت تلك الطفلة ولكن شيء ما تحرك بداخلي بعد ذاهبي هُناك في حركة الشغب التي ظهرت مؤخرًا
شعرت ...بالخوف أجل بالخوف .... وأريد أن اطمئن على الصغيرة وعليها..... لن أنكر أنّ استغلال جورج لي كان مفيدًا عليّ لأنه كان يمطر عليّ مالًا لم احلم به يومًا!
ولكن .......اختلفت المشاعر الآن بعد علمي بالصغيرة
هل سأراها يومًا
؟







انفتح عليه باب الغرفة ودخل أخيه نظر إليه وهو يردف: أمتّا بدنا نوخلص منّوه؟

رفع رأسه بهدوء: أقلّك غيّرت رايي ...ما راح اقتله...

جورج بعصبية أشار له: وليه إن شاء الله.....بدّك يّاه ينتئم منا....

مراد نهض وبملل ولّه بظهره عن أخيه: هسه هو مشغول بنور وبنتها.......ما عنده مجال ينتقم منا....مشغول بكيف يحميهم ويحمي نفسه.....

جورج أشار له : راح احملك مسؤولية أي هجوم منه ......وتعى ئلي ....أمتّا بدك تعطيه ورئة الطلاق...؟

مراد : راح أحدد معه موعد....
جورج خرج ...واغلق الباب بقوة وبقي مُراد يتحدث مع نفسه لينظر إلى حقيقة جوانب الأمر مرةً أخرى!
وفهم كم هو اناني في موافقة أخيه على كل هذه الأمور!
.................................................. ........
.
.
استيقظ من نومه على صوتها المزعج وهي تحمل الصغيرة وتضعه على ساقيه وهي تكرر: يلا قول خالو اجلس بسّك نوم......بسّك.......
تملل على السرير بصعوبة وشعر بوخز ألم جُرح كتفه ، لن ينسى ذلك اليوم المشئوم عليه .....بعد خروجه من السفارة وانتقاله إلى سيارة الأجرة
حدث اشتباك إطلاق نار عنيف امام عينيه ، حتى أنّ السائق تصوّب برصاصة لعينه استقرّت في منتصف جبينه جعلتهُ يشهق بصدمة مما رآه!
شعر بالخوف حينها وأخذ يتشهد ، طأطأ برأسه عندما شعره بالزجاج الخلفي من السيارة يتناثر عليه بلا رحمه...وصوت اطلاق النار مستمر وغير متوقّف!
خرج من السيارة بصعوبة واخذ يركض عائدًا إلى المكان الذي خرج منه ولكن لم يصل وقتها سليمًا أُطلقت عليه رصاصتين طائشتين واستقرتا في مناطق مُختلفة من جسده أحدهما استقرّت في كتفه الأيسر ....والاخرى استقرّت في خاصرته وهنا خرّ على ركبتيه بلا حول ولا قوّة ينظر لمن حوله بتعجب ، أتت صور عائلته في مخيّلته بشكل سريع....رأى ...والده....والدته المتوفاة وهي تبتسم .....اخته الجازي ونوف.....وكذلك أخيه بندر .....اضطرب نفسه....... داهمته غشاوة على عينيه...حاول السيطرة على رجفة جسده المفاجأة له .......ولكن ........سقط على يد أحدهم وهو يصرخ (مترجم): أُصيب الرجل!

وبعدها لم يتذكر شيء ، فتح عينيه ليحدّق في سقف شديد البياض وادرك أنه في المستشفى!

أتى احدهم ليطمئنه(مترجم): حمدً لله على سلامتك أخ خالد......لقد مرّت ثلاثة ايامٍ ننتظر إفاقتك من هذه الغيبوبة......

هنا اغمض عينيه بشدّة ، وادرك أنه أصيب وتأوّه بألم .....وبعدها اصرّ ان يخرج في اليوم الذي يليه للعودة إلى الوطن ووافق الطبيب على أن يخلي سبيله !

عاد ولكن والده وبندر وأخوتيه كانوا في حالة استنفار وخوف......علموا بما حدث له ..... وضجوا بالنحيب والبكاء لم يهدؤوا إلّا بعد وصولة قبل ثلاثة أيام !
اصرّ والده على ان يرقد في المستشفى لمتابعة حالته ولكن رفض وفضّل أن يبقى في المنزل وفي أيّام خاصة لمواعيده سيذهب للاطمئنان على جراحاته!......وبدأ والده يؤدي النذور التي نذرها لله عز وجل من اجل سلامة ابنه!
...........

.
.
تململ من ازعاج أخته وبكاء الصغير رفع نفسه من على وسادته واسند ظهره على الوسادة الأخرى وهو يحاول ان يكتم ألمه

تحدث ببحة النوم: نوف.......حمدي ربك إني مصّاوب ولا كان علّمتك كيف تصحيني .....وتجيبين هذا فوق راسي يصايح علي...

نوف ضحكت وهي تُهدهد عبد لله لتُسكته عن البكاء: ههههههههه شسوي فيك نومك ثقيل.....قوم ياخي....الساعة اربع العصر قوم صل العصر ..... عشان بعدها تتغدا وتاخذ علاجك....

وقبل أن يتحدث أكملت: وترا ابوي اليوم عازم العيلة الكريمة كلها....على سلامتك .....

وضحكت بخفة: هههههههههههه اظن هذا آخر نذر .....بأديه.......وآخر كرف لي باذن الله!

خالد بعصبية : ضحكي ضحكي طاحت سنونك قولي آمين....

نوف نهضت وهي تحمل الصغير: والله مستانسه انك مو قادر تنتقم مني وتضربني مثل اول .....

خالد تحامل على ألمه ونهض بشكل سريع دون ان يبالي لألم جرح خاصرت وكتفه يُريد أن يثبت لها قوته بأي فعلٍ متهور منه حتى بها تراجعت للوراء وهي تضحك: ههههههههههههههههههه هب عليه.....هذا وأنت مصّاوب وفيك حيل....
خالد اقترب منها وهو يمشي ببطء وأشار للباب: انقلعي برا.....
نوف اشارت لأنفها: على هالخشم.....بس بشويش على روحك....!

ثم خرجت وهي تضحك

بينما هو مسح على رأسه بضيق من الألم وتوجّه للخلاء وهو يستند على الجدار ، ليتوضأ.

همّت نوف بالدخول إلى غرفة الجازي بعد ان خرجت من غرفة خالد والتي كانت مجاورة لغرفتها ولكن سمعت صوت بندر يحدثها بهدوء: الجازي يا عين أخوك.....اليوم موعدك لازم أوديك....لا تعاندين...
الجازي كانت على سريرها مسنده ظهرها خلف الوسادات الصغيرات
تحدثت بملل: اوه بندر لا تصج راسي.....أنا خلاص بخير....والله بخير ماله داعي اروح مستشفيات....

بندر بتعقل: الجازي.....لازم نروح نسوي تحاليل مرة ثانية عشان نشوف نسبة الهيموجلبين عندك.....ونطمن على صحتك....

كانت ستتحدث ولكن دخلت هُنا نوف بمرح وهي تقول: اوه بندروه في غرفة جوجو وش صاير بالدنيا......مو انت تقول اكره ريحة الحلبة وتخلي معدتك تقلب....

فتح بندر عيناه على الآخر منصدم من حديث اخته وبانفعال: متى قلت ؟ يا البزر!

الجازي فهمت أنّ اختها تتبلّى على أخيها من اجل ان تُضيف على جوهم المرح
أكملت نوف: إلا قلته.......حتى خالد سمعك....
ثم اعطته الصغير وهي تقول بابتسامة بلهاء: خذ عبود وانا بساعد الجازي تتجهّز عشان تروح معك المستشفى....

الجازي بنرفزة بحلقت في عينين اختها: هي خير خير ..... خير يا أمنا العزيزة ؟

نوف باستهبال: يلا يا حبيبتي دامني امك العزيزة .......لازم تسمعين كلامي....لأنه البنت الشطورة تسمع كلام أمها....

بندر ضحك هنا بصوت عالي: هههههههههههههههههههههههههه شف عاشت الدور ست نويفة ههههههههههههههه.....

الجازي رمت على اختها الوسادة: انقلعي برا غرفتي...
نوف تمثل الزعل: لا خلوني....جنبكم تعبت من الكرف....تركت سينا تكرف بروحها هالمسكينة ....والله بعد هالعزايم بعطيها ثلاثة أيام إجازة.....
بندر قبّل خد عبد لله الباكي: اشعندك صايرة رحومه...
نوف بتفاخر: من يوم يومي أنا رحومه.....ما شاء الله علي
بندر بنصف عين : من مدح نفسه يبيله رفسه أخت ننويفه!!

الجازي دخلت جو سريعًا معهم: أي واضح ......مو كأنك قبل يومين تاركتها .....تشطف وتكنس...وتغسل ملابس صار لهم أسبوع ما انغسلوا بس عشان لا تحتك في ابوي......الحمد لله والشكر .....
نوف تصبغ وجهها بالحمرة من هذا الطاري: ياخي والله مانكر البنت حلوة......وجها ما شاء الله مشدود ...ومدوّر ...واحمر وعليها عيون تذبح....ياخي انا خقيت أخاف ابوي بعد يخق...عليها ولا هالتبن هالي جالس جنبك .......يشبّكها....
بندر رمى عليها وسادة سحبها من تحت رجلي اخته: انا تبن يا وجه العنز.......بعدين تعالي .....شالحكي الفاضي نشبك ونخق ...وش شايفتنا حنا؟!
نوف بملل: اوه خلونا بالمهم الحين ......قومي الجازي.....خلصينا ترا ورانا كرف ....ولزوم تروحين الحين عشان ترجعون ......قبل المغرب...ابوي اليوم عازم العيلة الكريمة كلها....

بندر بفجعة: لا قولين؟!
نوف ضحكت على ردت فعل اخيها: هههههههههههههههه أي والله.....عازم عمي يوسف....وعمتي نجلا.....
الجازي بصدمة: عمتي نجلا؟
بندر نظر إلى صدمتها لذا قال: أكيد بقول لأخته شفيك الجازي....
نوف بجدية: اتركي عنك الحين هالكلام....وقومي جهزي نفسك .....أنا بجهّز عباتك ولو حابة اروح معك بروح اجهز....
الجازي بخيبة وبتردد: لا لاتروحين اكيد ابوي بيحتاجك.....
بندر ابتسم ونهض ليضع عبد لله في سريره بعد أن غفى على يده: افهم منك موافقة تروحين المستشفى...
نوف اتجهت لأختها وسحبت من عليها اللحاف بهدوء: اكيد ما فيها كلام روح جهز نفسك....
بندر هز رأسه بالرضى : تمام....عن اذنكم

الجازي رمقت اختها بنظرات شرر : صدق صايرة امنا....
نوف ضحكت بخفة لكي لا تجلس الصغير: لكم الشرف اصير ام لكم...
الجازي ضربت اختها بخفة على رأسها: ما هو لايق عليك هالدور...
نوف مسكت يد اختها لتساعدها على النهوض: لا تكذبين...
الجازي دفعت اختها بخفة وبمزح: انقلعي ترا ما تحرولت اعرف امشي.....
وبتهديد: انتبهي على دراستك يا نوف انتي آخر سنة وادري اشغلناك بهمنا........والله لو تنزل نسبتك عن التسعينات ......ما راح يحصل لك طيب....
نوف بضحك: هههههههههه اختك ذيبة لا تحاتيني خليك بنفسك بس وانقلعي تجهزي...
الجازي بتنهد: الله يعيني عليك ......
نوف نظرت لعبد لله الغارق في النوم: لا تحاتين عبود وين ما اروح باخذه في حضني
الجازي ابتسمت ، وعندما وصلت إلى الخلاء همست بينها وبين نفسها: الله لا يحرمني منك ....
نوف أخرجت عباءة اختها والحجاب ووضعتهما على السرير سمعت رنين هاتفها سحبته من جيب بنطالها ثم قرأت الاسم(شيخوه يتصل بك)
تحدثت بصوت مسموع لمسامع اختها: الجازي باخذ عبد لله لغرفتي .....وتراني جهزت لك عباتك ......بشوفينها على السرير
الجازي وهي تغلق صنبور الماء بعد أن غسلت وجهها : طيب...
حملت عبد لله ما بين يديها وأجابت على شيخه وتوجهت لناحية الغرفة دخلت ثم اغلقت الباب وهي تردف: هلا شيخوه...
وضعت عبد لله في منتصف السرير
شيخه ، هدأت قليلًا عن اضطراباتها من موضوع الخطبة بسبب عدم تحدث الجميع عن موعد الملكة
اطمأنت قليلًا
تحدثت: هلا فيك زود.......
نوف بهدوء: صار لك فترة مقاطعتني شعندك؟
ضحكت هنا شيخة بخفة: ههههههه عندي مذاكرة متراكمة الله يسلمك والاختبارات قربّت تعرفين....يعني....
نوف بلعانه وخبث: يا خوفي مقضيتها مكالمات مع الأخ بدل المذاكرة....
شيخة سكتت، حقيقةً لم تحدث بندر مُنذ ذلك اليوم التي تحدثت معه وهي في حالة انهيار
تنهدت بضيق: لا والله صار لنا فترة طويلة ما كلمنا بعض.....
نوف بروح مرحه: ما تبون الليلة اجمعكم بالصدفة...
شيخة ضحكت واحمرّ وجهها: ههههههههههههه استغفر الله يا الخبيثة
نوف : ههههههههههههههه قسم بالله منحرفة ترا ماقصد شي موزين.......بس اخليكم تشوفون بعض من بعيد.....
شيخه بجدية: لا ما يصلح....
نوف بهدوء: كيفك......المهم بشريني عن نفسيتك ....
شيخه استلقت على ظهرها: والله دام ماحد جايب طاري الزفت سلطان انا بخير ونفسيتي عال العال....
نوف تحاول ان تتحدث بصوت منخفض لكي لا تزعج الصغير ولكن انفعلت هنا بمزح: والله من قرادة الحظ انه جا تقدم لك .....ليته جاني والله ما ارده.....بس مقيولة .....إللي يبينا عيّت النفس تبغيه، واللي نبيه عيّا البخت لا يجيبه

لم تتحمل هُنا شيخه انهارت بالضحك، ونهضت من على السرير تشد على بطنها وهي تقول: هههههههههههههههه بالله منو هذا اللي يبيك وعيّت نفسك تبغيه؟....ههههههههههههههه عليك كلام ...يذكرني بجدتي مزون الله يرحمها...
نوف ابتسمت هنا : مالك دخل......واحد.....مزيون...يبيني بس أنا مابيه لانه ما يجي ربع سلطان...

شيخة بتسليك: أي واضح واضح.....
وبجدية: ولله لو بيدي قلت له يجي يخطبك انتي....... والله لايقين على بعضكم
نوف بخبث: لا لايق عليك انتي اكثر...
شيخة بنرفزة: نويييييييييييفه....
نوف ضحكت: ههههههههههههه لبيه.....
شيخه بعصبية : اقسم بالله أنك حمـ.....
نوف : عيب عيب عليك يا بنت عمي....وش هالكلام.....المهم سمعيني....مو لاجيتي تسوين نفسك مجنونة وانا يعني الضيفة وتصيرين رسمية ترا بسحبك من شوشتك تكرفين معي في المطبخ....
شيخة رفعت حاجبيها الأيمن: وست سينا وش تسوي؟
نوف بجدية: تراها آدمية حالها من حالنا ما بتقدر تخلص شغل لوحدها خاصة في العزايم وانا لازم اساعدها وانتي لازم الليلة تساعدني ولا لاتجين....
شيخة ابتسمت ابتسامة عريضة على مزح ومرح ابنت عمها التي لها طاقة اجابية وروح قادرة على بث السعادة من حولها: شف قليلة الادب....
نوف بغرور: بعض مما عندك حبيبة...
شيخة : شخلصني من لسانك الطويل أنا....
نوف نظرت لعبد لله الذي بدأ يتملل : يخلصك مني سلطان حبيب قلبي...
شيخة بنرفزة عميقة: كلي تبن.....
نوف بأسلوب أطفال: وانتي كلي زعتر يا حُبي....تراه مُفيد للذاكرة ومنشط لها ..ويمدحونه الحين وقت اختبارات......
شيخة لتنهي المكالمة: الحمد لله والشكر ....باي باي..
نوف ضحكت وهي تطبطب على الصغير لكي يعود للنوم : تعالي تعالي ههههههههههه ماتصلتي علي وانتي خالية قولي لي وش فيك...
فعلًا شيخة اتصلت من أجل أمر، يضايقها ويُفسد عليها انتظام نبضات قلبها لذا قالت: ما ودي اجي للعزيمة بس ادري ابوي وامي ما راح يرضون اجلس لحالي بالبيت

حاولت ان تتزن في حديثها وتكون جدية في الأمر: ليش يا الخبله؟
شيخة اجتمعت الدموع في عينها: مابي اصير في مكان بندر موجود فيه
نوف بصدمة: هَم ليش جاوبيني؟
شيخة بكت هنا: أخاف....
نوف بتوتر من حال شيخه: يا ام الدميعة مسحي دموعك.....وثانيا اخوي ما هوب حولك بيجلس مع الرجال ما هوب جالس جنبك عشان تخافين وتوترين....
شيخة مسحت دموعها: مادري احس هو زعلان مني عشاني ما قلت له عن خطبة سلطان من البداية....
نوف رجعت للجنون محاولةً في تغيير جو شيخه: شرايك اصالحكم الليلة؟
ضحكت وسط دموعها وهي تردف: لا مشكورة ما نبي.....ههههههههههه....
انفتح باب غرفتها على حين فجأة ونظرت لأخيها
ثم اردفت بجدية: زين روحي جهزي نفسك وتعالي يا فهيمة وبلاش حساسية زايدة ما كرف عشان ما تجين يا حلوة.....بجين غصبن عنك...
شيخة مسحت دموعها : تمام باي....

ثم أغلقت الخط وهو تقدم لناحيتها وهو يسحب قدميه على الأرض بتحاملٍ كبير على الوجع وجلس بجانبها تحدث بأهمية: وين الجازي رحت غرفتها ما شفتها؟
نوف : عندها موعد ووداها بندر المستشفى
تحدث بهدوء: طيب نوف ابيك تفهميني وش صاير بينها وبين زوجها؟
نوف بجدية وضعت عبد لله في حضنها واخذت تهزه لأنه بدأ ببكاؤه: اسالها انت يا خالد......
خالد حاول ألا يغضب لكي لا يخيفها يعلم نوف لا تعامله بمثل معالمتها لبندر .....وتهابه ايضًا تحدثت بهدوء: قال لي بندر انها اعترفت لك...
نوف بملل: اخلص من بندر تجي انت....هي صدق قالت لي بس ما قالت لي قولي لخوانك...
خالد بجدية: لازم تقولين عشان نحل موضوعها...
نوف : اظن ابوي عرف .....سكوته وهدوؤه معها يدل على هالشي...
خالد سكت ، ثم قال: ابوي يسوي هالشي عشان لا يضايقها.....لا اقل ولا اكثر.....
نوف شدّت عبد لله لناحية صدرها لينام: الجازي لو تبي تقول بقول لكم بدون تردد....
خالد احمر وجهه من كتم غيظه وتحدث ما بين اسنانه: نوف.....يرضيك اختك تطلق؟.....قولي لي يمكن نقدر نحل الموضوع....ونوقف الامر عن نقطة بعيدة عن الطلاق
نوف بإصرار: ما هوب حسافة عليه أنها تطلق منه......من الآخر الجازي والله تستاهل اللي أفضل منه.....
خالد بغضب: ما قلتي هالكلام إلا انّ الموضوع كبير....
نوف بجدية: أي كبير....ويجرح بعد......بس ما نيب قايلته.......وتركوا الجازي ولا تضغطون عليها....يكفي ماجاها منه ولو تبي تعرف هو بيجي الليلة إلا اكيد.....كلمه وسأله

خالد نهض وتحدث بتهديد: اسمعيني عدل يا نوف......لو زنيتي براس اختك ولا شجعتيها على الطلاق......وربي لا ازعل عليك ولا اكلمك للأبد.......ولا اعرفك بعدها....

نوف وضعت عبد لله على السرير وبحساسية الموضوع: لا يا خالد........لا تهددني بهالشي....انت بتظل اخوي.....وراح اكلمك وتكلمني......مو انا ولا انت نقدر نأثر على قرار الجازي....الجازي ما قررت بهالقرار إلا انها مجروحة....من سيف.....وانا ماقدر اقولك السبب لأنها تشوف الأمر من ناحية ثانية وما تبي تخرب على ناس......
خالد بشك: تخرب على ناس؟....وش تقصدين....!
نوف لتنهي الأمر: ما عندي التفاصيل.... اسالها وريّح نفسك.....بس لا تقهرني بصد.....وكلام يخوّف....
خالد اغمض عينيه ومن ثم مسح على شعرها ليردف: تمام، لا تنسين ابرة السكر........اشوفك هالليام مشغولة فينا........لا تنسين نفسك.....عن اذنك...
ثم خرج تاركها تتنهد بعمق، هي تحاول ان تغير من تعكر مزاجهم ولكن هي من يحاول أن يغير مزاجها ويخفف عنها هذا الحمل
لا أحد!
ذهبت لناحية الكمودينة لتسحب ابرة الانسولين التي وضعتها قبل دقائق عدّه هناك سحبت الغطاء من عليها وحقنت نفسها بخفة اعتادت عليها
ومن ثم خرجت وتركت الباب مفتوح من أجل عبد لله
!
.................................................
.
.
.
لكل شيء حد وحدودها هي سراب! ما إن تتجاوزها ستتغير شخصيتها....ربما تتغير لتنغمس في جنون أو برود أو سعادة او حزن!
ولكن هي انغمست في شحوب مخيف ، وعينين فارغتين من الحياة ، وعقل شارد، وأخيرًا انتقلت إلى معنى آخر من البرود لمَ يحدث حولها .....اعتادت على الألم....وتشعر بالرضى حول غربتها الثانية!
فمجيئها إلى هُنا تعبّر عنه بغربتها الثانية فالأولى كانت في بريطانيا وحملت بين طياتها الكثير من الصعّاب والاحداث والاكاذيب
وهُنا لن تقل احداثها عن هُناك هي تؤمن بهذا الشيء الذي أرهق عينيها وجعل الهالات البُنيّة تحاوط جفني عينها .....وسلب منها النوم ...وجهها اصبح باردًا خاليًا من التعابير تشعر بصعوبة في الابتسامة في البكاء لا تدري ماذا دهاها؟
ام انّ عضلات وجهها اعتادت على حركة واحدة؟!
الدموع.....نزفت دموعًا كثيرة في أول أربعة ايّام لها في هذا الفندق .....تلك الأيّام التي قضتها مع الجدران ....ومع رعشاتها وخوفها....ولكن في اليوم الخامس قررت في الذهاب إلى التسوّق مُجبرة .....لأنها رمت البدي الأسود بعد ان مزّقتهُ في القمامة ولم يعد هُناك ما يُقيها من البرد سوى الجاكيت التي اخذتهُ من أمير
ذهبت ذات يوم للتسوّق بشكل سريع وعشوائي وعادت إلى الفندق ولم تخرج إلى هذا اليوم ....
تستيقظ كل يوم من نومها لتقابل النافذة تنظر لمن خلف النافذة ....تطلق تنهيدات عميقة من صدرها.....مضى يومان عليها وهي تُحاول أن تخرج الدموع من عينيها ولكن لم تستطع وربما هذا الأمر ينم عن صدمتها ....ولم تعد غددها الدمعية تفرز الدموع وكأنها جفت!.....الامر ليس مُريحًا بالنسبة لها ....بل أخذ طاقتها في محاولتها في إخراج الدموع ......فهذا الشي سبب لها جفافًا في عينيها....ولكن رضيت بعصيان عينيها من إفراز دموعهما!

ربما ملّا من حزنها وكآبتها ......استسلمت ....من هي حتى تقرر في اخراجهما من محجر عينيها الجميع من حولها هم من قرروا أن تعيش بالكيفية وبالطريقة التي يريدونها وحينما قررت .....هي سلبوا منها القرار بأنانية مُخيفة ....لذا استسلمت للأمر ولم تحارب!

...

حدّقت للمباني الشاهقة، للناس وتجولهم....لإصرارهم على العيش...أخذت نفسًا عميقًا.....الوحدة هُنا أفادتها في التخلّص من جنونها!......دون حواجز......للتخلّص من صدمتها بهدوء وبلا قواعد.....
نظرت لهاتفها التي اشترتهُ مؤخرًا، تُريد ان تهاتفها ولكن أجلّت الأمر كانت بحاجة لوجودها مُنذ أوّل يوم قضتهُ هنا ولكن لم تحبذ ان تكون مثلهم انانية وتزعجها بحزنها العميق وجُرحها الغائر ولكن الآن تستطيع أن تحدثها بعد ان استعادت جزءًا بسيطًا من اتزان عقلها
الغريب أنها حافظة رقمها اكتشفت ذلك عندما اتصلت عليها من هاتف المحل بعد ان اخبرته انه اضاعت هاتفها وتريد الاتصال عليه لتطمئن انه بأيدي أمينة! فاجابتها عرفت صوتها وأغلقت الخط سريعًا كل هذا حدث عندما خرجت للتسوّق....
اما الآن
وضعت كوب قهوتها المرّة كمرارة الأحداث التي مرّت عليها على الطاولة أبعدت خصلات شعرها عن وجهها
جلست على طرف السرير
ثم لم تتردد في الاتصال بها
..................................................
كانت في غرفتها في منزل خالتها، تحاول ألا تحتك بزوج خالتها ولا بأولاده ولا حتى ببناته تشعر أنّ الكون اصبح ضيقًا لا تُريد أن تكون سجينة لهذه الغرفة لا تريد ........حقيقة استقبلها والدها ليومين ولكن لم تشعر بالراحة فزوجته لم ترحب بها وقضت يوم كاملًا عند والدتها ....وايضًا لم تشعر بالراحة ولا الطمأنينة وعادت بأدراجها لمكانها المعتاد......حدثت والدها أن يسمح لها بالعيش في شقة منعزلة عن الجميع ووبخها على ذلك مردفًا
: ما عندنا بنات يسكنون في شقيق لحالهم....
فبلعت الغصّة، لا تريد كيف يهون عليه ان تنام عند خالتها وفي بيت رجل غريب عليها حقيقةً لم تفهم عقليّة والدها! ولكن كل ما تعرفه انها لن تبقى هنا مطولًا ستتحدث مع والدها ليسمح لها بنقل دراستها إلى أمريكا ستكمل دراستها هناك بدلًا من بريطانيا....
سمعت رنين هاتفها ونظرت للرقم الغريب
وارسلت رسالة سريعة تكتب فيها
(راح اكلم ابوي وبقوله بكمل دراسة بامريكا)
ثم رمت هاتفها بعيدًا عنها وأعاد الرنين بنفس الرقم
تمللت ثم اجابت: الو....
اتاها صوت بارد ، خالي من المشاعر، مبحوح للغاية لدرجة انها لم تعرف صاحبة هذا الصوت: اخبارك إيلاف...
قطبت إيلاف حاجبيها ونظرت للرقم لتتأكد: عفوًا ؟ مين معي!

هل حقًا صوتها تغير أم أنّ حياتها بأكملها تغيرّت : انا نور...

إيلاف بسعادة صرخت ونهضت من على السرير: يا معوووووده وينج انتي؟......اسبوع كامل وانا ادقدق عليج ما تردين.....قلبي قرصني عليج....صرت أحاتيج........طمنيني عنج.....؟

نور بللت شفتيها الجافتين : انا بخير.....ضاع جوالي عشان كذا تصعبت علي الأمور في إني اتواصل معاك......
ايلاف بلهفة: زين اخبارج؟ بعد اللي صار ووينج فيه الحين؟

نور نظرت للغرفة هل تخبرها أنها تعيش في غربة جديدة ووحدة عظيمة ومخاوف أخرى؟!

: تطمني انا بخير....وحاليا انا في باريس.....انتقلنا عشان اللي صار ...خاصة انه امير مستهدف ....

ايلاف بشهقة: هأأأأأأأأأأأأ.....وي الله يعينه.....زين وش آخر التطورات عندج؟
نور مسحت على وجهها وبشحوب: أحاول اتأقلم على العيشة الجديدة.......إلا صدق انتي وينك الحين رجعتي لكويت؟
ايلاف بتنهد: مع الأسف أي....
نور فهمت الإشارة: انتي ببيت خالتك؟
ايلاف : أي......احس اني بسجن....جالسة بالغرفة مثل القطو لحالي.....

نور سكتت ، حالها يشبهها ولكن بمختلف الأحزان!

أكملت ايلاف: بس راح أقول لأبوي راح اكمل دراسة بامريكا...احسن لي من هالقعده هذي
نور بتأييد: زين ما تسوين.....طيب ما فيه شي ثاني ؟
فهمت عليها ايلاف واردفت بابتسامة خجلة: إلّا.....
نور ارتسمت على شفتيها ابتسامة بصعوبة بالغة : طارق؟
ايلاف بحالمية: أي......يعني صاير حاليا بينا مكالمات .....احسه مهتم فيني حيل....
نور بجدية: واضح يحبك...
ايلاف بحيرة: بس ماعترف لي...
نور باهتمام: الولد خجول ويترجم حبه لك بافعاله وتصرفاته
ايلاف بجدية: هو اللي قال لي ....قولي لأبوك راح تكملين دراسة بامريكا...
نور بشك: وهو بروح يكمل هناك...
ايلاف : أي
نور بحذر: انتبهي على نفسك.......لا تثقين فيه ثقة عميا....وخذي احتياطاتك منه
ايلاف بهدوء: لا تخافين علي صديقتج ....ذيبة ما ينوكل حقها....

نور ابتسمت هنا مرةً أخرى وكأنّ عضلات وجهها اعتادت على الابتسامة : طيب.....ما أطول عليك مع السلامة
ايلاف بزعل: وجع لا سكرين...
نور سكتت، سمعت انفاس ايلاف ثم اردفت: ماقدر اشوي مشغولة اكلمك بعدين وسيفي عندك رقمي الجديد
ايلاف برضا: انزين....وديري بالج على نفسج...
نور : وانتي بعد مع السلامة
أغلقت الخط ثم نهضت، الهروب مفيد في بعض الأحيان ولكن لن يطول أمره بالنسبة إليها، لابد ان تواجه كل الحقائق
لذا .....قررت أن تخرج من هذه الوحدة جمعت ملابسها القليلة في الحقيبة المتوسطة الحجم التي اشترتها من اجل هذا اليوم واخذت جاكيتها الأسود التي اشرته ارتدته على عجل وسحبت هاتفها وخرجت من الغرفة
صعدت المصعد وصلت إلى اللوبي سلمت مفتاح الغرفة
ومن ثم دفعت المال المستحق لجميع الليالي التي مكثت فيها هنا
ثم توجّهت لناحية ماكس والذي كان يُراقبها طيلة المدة
يظن أنها لن تلحظ مكانه ولكن هو مخطأ ولن تنكر أنّ وجوده اشعرها بالأمان توجهت إليه وهو كان جالسًا يرتشف قهوته ويقرأ الجريدة!
علمت انه مكث في الغرفة المجاورة لها وفهمت أنه يُجيد اللغة العربية لأنها سمعته ذات يوم يتحدث مع أمير بها ولكن بطريقة مكسرة
عندما وصلت إليه سحبت الجريدة من يده وتحدثت باللغة العربية: وصلني لمكان امير...
نظر إليها لوهلة ، وبتعجب اردف : what?
انحنت للأمام ليصبح وجهها مقابل وجهه اكثر وبحده نظرت لعينيه: ادري انك تفهم عربي .......لا تسوي فيها كريزي......وقوم وصلني لعند أمير...
ازدرد ريقه وبلل شفتيه ونظر لمن حوله ثم نهض وسحب من يدها حقيبتها وأشار لها أن تتقدم أمامه....وما إن خرجا حتى فتح لها باب السيارة وركب بعدها وقادها إلى المكان المنشود
حدّقت في كل الأشياء من حولها دون أن تركّز عليها
كانت تفكر .....وكثيرًا حتى بها وصلت إلى أعماق تفكيرها المخيفة
وهي ابنتها؟!
هل ستدخل عليه وستراها في حضنه؟ هل حان موعد لقاء الألم والابنة الآن
كانت ستتراجع ولكن الجمت نفسها عن التحدث بأخذ نفس عميق مسموع لمسامع ماكس....
شبكّت أصابع كف يدها ببعضهما البعض، تذكرت الأمور الخفيّة عن ديانا وأمير
ذات ليلة، في غرفة المستشفى التي احتجزوها بداخلها، بكت بوجع نفسي مؤلم ....كانت تلك الليلة ليلة شديدة البرودة والثلوج غطّت شوارع أكسفورد بكثافة زادت من جمالها.....
كانت في شهرها السابع بطنها بدأ كبيرًا بالنسبة إليها ومخيفًا
كرهت نفسها اكثر مما قبل وقفت امام النافذة وهي ترتجف خوفًا
اضاعت عليها سنة دراسية كاملة بسبب زواجها وحملها!
واحتجازها هنا
بكت ، بكت بخوف ......خائفة من فكرة الانجاب......خائفة من كل شيء .....مجروحة من الحُب....من العشق....من الفراق الغير مخطط له بالنسبة إليها
وضعت يدها على بطنها وهي ترتجف، علمت أنها تحمل بداخلها أنثى....ربما ستكون قبيحة كوالدتها .....او جميلة كوالدها
كانت تلك الفترة تثق بقبح وجهها......صنفت نفسها من اقبح الناس على وجهه الأرض بسبب قلة ثقتها بنفسها وبسبب ما عانتها من تنمّر

.

كانت قد استرجعت جزء بسيط من هذه الثقة بعد معرفتها ببهاء الدين(مُراد) ولكن سريعًا ما هدم هذه الثقة
همست لطفلتها وهي تمسح على بطنها بشكل دائري ويدين مرتجفتين: لا تجين .......لا تجين على هالدنيا .....ما في شي حلو.......i swear....
ثم أسندت
جبينها على النافذة الباردة ووضعت كفي يدها عليها وبكت بصمت!
.
.
وها هي مع هذه الذكرى .....غير قادرة على البكاء ....غير قادرة على مجابهة الأمور.....لا تدري هل ستتقبلها ؟
في الواقع لا تريد أ تراها .....فهي على غير استعداد لهذه اللحظات.......توقف ماكس في الـ(الباركنق) أوقف السيارة نزل ليفتح لها الباب.....نزلت وشدّت الجاكيت على جسدها ...تنهدت
ثم أشار لها ماكس : السيد أمير.....هُنا...
توجهت لناحية الباب اتى بجانبها اخرج من جيبه نسخة أخرى من مفتاح الشقة وفتح لها الباب
دخلت وهو بقي في الخارج لم يدخل ما إن غلقت الباب حتى سمعته يقول: ماكس لك فينك يا زلمي تأخرت......راح روح لسندرا.....طمني كيفها لنور....
ثم خرج من الغرفة ، وفهمت انه كان يرتدي ملابسه، كان سيتحدث ولكن ما إن رآها حتى انخرس وازدرد ريقه
تغير عليها....تشعر بكبر سنة فجأة....لم يعد أمير الذي تعرفه
شعره ما بال شعره قصير للغاية ......وله شارب ماذا حدث هل يتنكر بشخصية أخرى؟ ولكن لِم هو هزيل؟
هل بسبب موت محبوبته؟!
وهي ايضًا تغيّرت عليه.......اصبحت هزيلة ...شاحبة......مهملة لشعرها الطويل المنثور على كتفيها....تنظر بنظرات لا تفسر ومشتتة.....شفتيها متقشرتين ......حاجبيها معقودين .....تاخذ أنفاسها بصعوبة لتكبح شيء بداخلها لا يعرف ما هو؟
ربما الخوف!
ابتسم لها وتقدم لناحيتها بخطى سريعة ولم يترك لها مجالًا احتضنها.....بل اعتصرها وودّ لو يدخلها ما بين ثنايا صدره
اشتمّ رائحة شعرها التي تذكره برائحة والدتها
تحدث بلهجة سعودية: نورتي المكان يا قلبي....
لم تبادره بهذا الاحتضان ولكن ودّت (لو ) يبقى هكذا مطولًا هي بحاجة إلى هذا الحضن مُنذ أسبوع
أراحت رأسها على كتفه ، واغمضت عينيها التي تأبى خروج دموعها وانغمست لرغبتها للشعور بالأمان وطوّقته بيديها وبادرته بالاحتضان
رقّى قلبه على حالها ونزلت دموعه على خديه شدها اكثر إليه وكأنه يخبرها بأنه بجانبها للأبد طبطب على ظهرها همس
: حبيبتي بتأسف على كل شيء....على كل شيء يا نور...
ازدردت ريقها ومن ثم....دفنت وجهها في صدره بعد ان ابتعدت قليلًا لمسافة معينة لتمكنها من الوصول إلى تلك المنطقة التي تقسم أنها ستجد بها جزءًا بسيطًا من والدتها ....ديانا دومًا ما تفعلها حينما تشعر بالتعب .....كانت تنظر لهما بالخفاء دون ان يشعرا
وقد لمحت ذات يوم هذه الحركة التي تفعلها والدتها وتهمس له
بحب: تعبانة لمني بين احضانك امير وخليني اغفى!

هي الآن لا تريد أن اتغفى تريد أن تشعر بوالدتها
حركتها تلك آلمتهُ ، وذكرته بها
قبّل راسها وطبطب على كتفها ثم مشى بها لناحية الصالة اجلسها بجانبه ولم يدعها تتحرك من حضنه
وهي أسندت
رأسها على كتفه بتعب، وارهاق.......هي لا تريد هذا الحضن منه ولكن لا يوجد هنا من تريده!......هو كاذب....وخائن......ولكن دومًا ما تعود إليه ......مقدّر عليها ان ترتمي في حضن من كان سببًا في ابعادها عن وطنها.....هي تنتمي إليه وهو ينتمي لحبه الذي يبحث عنه في احضانها ......هي تبحث عن الأمان ....وهو يبحث عن عشقه كالمجنون....وكلاهما يداوي جرحهُ باحتضان الآخر .......شدّت على خصره ....وهي ترتعش
همست لهُ: ابي انام
تنهد بضيق على حالها من الواضح أنها لم تنم جيّدًا طيلة تلك المدّة لذا سحب نفسه إلى زاوية الكنب وهي سحبت قدميها لتمدهما على الكنبة وتنسد رأسها على صدره اغمضت عينيها وهو أخذ يمسح على شعرها
وبدأ يغني لها بلحن هادئ وحزين:
هي وهي وهللا
سمن وعسل بالجرّا
مناكل نحنا والبوبو
نام نام يا زغير نام
نيَّمتو ما كان ينام
نام.. ألله يا عيني
إبني يا عنب الزيني
يا الله يا الله يا دايم
تحفظ عبدك النايم
تحفظ عبدك وتْجيرو
وتخلّيه نايم بسريرو

.
.

اهتّز جفن عينيها بلا دموع كانت والدتها تغنيها لها وهي بعمر السادسة والسابعة قبل غربتها الأولى عندما تأبى النوم كانت تُغنيها لها لتغط في سبات عميق لا تدري هي تنام بسبب دفئ صوت والدتها ام بسبب الكلمات!

هل يعلم أنها كانت تُغنيها لها أم ما يحدث الآن من محض الصدق التي تُزيد الأوجاع؟
لم تنهاه عن اكمالها وترديدها لمسامع آذنيها جعلته يُكملها وهي تتذكر طفولتها المحفوفة بحب والدتها وبحب ابيها يوسف......اهتزّ جسدها برغبة عارمة للبكاء ولكن عجزت من اخراج الدموع
فشدها أمير لصدره مردفًا هذا البيت: يا الله يا الله يا دايم ،
تحفظ عبدك النايم
فشدّت على جفني عينها وحاولت بشتّى الطرق للنوم ولكن عجزت من النوم .....سيطرتها باتت مستنزفة .....عاجزة .....سكت أمير واخذ يراقب ملامح وجهها .....ويمسح على شعرها بهدوء....تشبه والدتها لديها الانف ذاته.....الحاجبين ذاتهما .....حدّة الوجه ذاته.....انحنى وقبّل جبينها بلطف وكأنه يُهديها اعتذاره عن كل شيء بلا استثناء......مسح على خدها بلطف .....وبندم يأكل قلبه على إخفاء امر ابنتها عنها طيلة هذه المدّة.......سمعها وهي تأخذ نفسها عميقًا
وتردف وهي مغمضة لعينيها: اوصف لي شكلها؟
لم يفهم ماذا تقصد بالضبط لذا أكملت قائلة: اقصد بنت بهاء الدين

اوجعه قلبه، حينما اردفت بهاء الدين لو تعلم أنّ حتى اسمه كذبة
وحياتها معه اكبر كذبة لاستمالتهم عن طريقها لناحية الهوى
لجُنّت!
تنهد بضيق وازدرد ريقه مترددًا: شعرها بني غامق.......
ابتسمت بسخرية وما زالت مغمضة لعينها: على ابوها
شدّ عليها وكانه يريد مؤازرتها: عندها تغاير لون عينين .....اليمين لونها عسلي فاتح.....واليسرى بني غامق....
تحشرج صوتها هنا وهي تشد على عينها تريد إخراج الدموع ولكن بلا جدوى: يعني قبيحة مثلي....
قوّس حاجبيه بضيق، وخالجته حشرجت بكاء حاول كبحها: بشرتها حنطية مائلة للبياض....
اردفت بضيق: مثل ابوها.....اجل لعصبت بصير لونها احمر......
ارتجف جسدها بعد ان سكتت تلك الرجفة التي تنم عن البكاء
ثم نهضت من حضنه ونظرت لعينيه : هي مريضة بسببي ....عشان كنت آخذ حبوب عن الكآبة......وعن اضطرابي.....
امير بجدية ليطمئنها: لا.......
نور ازدردت ريقها: أجل ليش تعبانة؟
امير لا يريد أن يُخفي عليها تلك الأمور تحدث باللهجة السعودية: نقّص عندها الأكسجين عند ولادتك لها.....واثر هالشي على نظرها...
نور بانكسار: يعني صارت عميا؟
أمير بهدوء: لا.....ولكن صار عندها ضعف نظر حاد....واضطريت أوافق على عملية إعادة تصحيح النظر وهي بهالعمر لأنها صارت نسبة العما كبيرة.....
نور ازدرد ريقها واردفت بصوت اشبه للهمس بسبب حشرجت البكاء: والحين تشوف؟
أمير هزّ برأسه مبتسمًا وهو يطبطب على كف يدها الأيمن: أي....بس لازم تلبس نظارة....
نور سكتت، ومن ثم تذكرت أمر واردفت سريعًا: اخبار يدك؟

لن ينكر أنها تملك قلبًا طيبًا ، تملك في قلبها حنيّة لا تعرف
رغم محاولتها في أن تصبح قاسية وبعيدة كل البعد عن مشاعر الرأفة إلا انها لا تستطيع أن تنغمس لهاويتهم!
: بخير.....بدأ الجرح يلتئم وما صرت احس بالوجع.....
هزت رأسها برضى.....ثم قالت : خلاص روح لها.....
ثم نهضت لتردف: أنا بطلع اتمشى اشوي.....وبرجع....
أمير نهض ثم قالت سريعًا قبل أن تتحرك من أمامه: طلعت رقم جديد....عطني جوالك اسجله لك...
مد هاتفه لها بهدوء سحبته سجلت رقمها ثم انسحبت من نظراته ومن ضعفها امامه ثم خرجت......لتجد نفسها تتنفّس بعمق وتشهق بشهقات متتالية تنّم عن رغبتها في البكاء......وضعت يدها على قلبُها تشعر باضطراب أنفاسها .... تشعر بالخوف......بالضياع.....بالتشتت والانهيارات أمام جميع الذكريات التي تطرأ عليها في هذه الدقيقة
نظر إليها ماكس ثم اتى بقربها راكضًا
: are you ok?
حدّقت في عينيه بعينيها الجاحظتين أومأت برأسها بمعنى (أجل)
ثم ابتعدت عنه وهمّ بمتابعتها وفق امر امير ولكن شعر بكف تربت على كتفه الأيسر: اتركها.....خليها اليوم بدون مراقبة.....يمكن تئدر تتنفّس وتتخلّص من عبء احزانها....
ماكس فهم على امير حرّك رأسه بهدوء
أمير : راح روح للمستشفى اطمأن على سندرا.....وبعدها راح روح على المبنى الجديد للشركة....وانتّا هلأ روح وتابع شغلك ......لك بس ساعة حتى تخلّص شغلك وتجي لهون لا تنسى ...بخاف ترجع ديانا وما تلائي حدا هون وانا انسيت اعطيها مفتاح احتياطي للشقة!
ماكس: اوك....
ثم ركب سيارته وانطلق
أما هي تمشت ببطء على الرصيف......تحاول أن تهدأ من انفاسُها المضطربة أن تستعيد وعيها ....اخذت تنظر لمن حولها....اغمضت عينيها وامتّصت ذكرياتها المأساوية واكملت الطريق إلى ان دخلت في زحمة باريس ...بقُربها من المطاعم والكافيهات وحتى محلات الملابس.....تجوّلت حول المحلّات ودخلت في معمعة الناس وزحمتهم إلى ان قررت في الذهاب إلى اقرب
كوفي شوب .....تُريد أن تشرب قهوة تستعيد بها نفسها
وتمتص غضبها!.
حقيقةً أصبحت مدمنة على شربها .....في هذه الأوان!
مشت بخطُى هادئة ، تتنفّس بهدوء وتجول بانظارها إلى الشوارع اقتربت من الباب
سحبت الباب لتفتحه ثم خطت خطوة كبيرة للأمام حتى اصطدمت في كتف إحداهما
واردفت بالفرنسية قبل أن ترفع رأسها وهي مطأطأة به ومنحنية لسحب هاتفها الذي سقط على الأرض ولكن لم ينكسر!
: Je m'excuse

ثم وقفت بشكل سوِ ورفعت رأسها ، نظرت إلى وجهه ، واحتبست أنفاسها ...وتجمّدت أطرافها وحواسها ...لم تُرمش بعينها بقيت تبحلق في وجهه ...تشعر أنّ لسانها شّل حاولت أن تنطق اسمه ولكن عجزت....كما هو مصدوم في هذا الحال ويبحلق في وجهها كما هي تبحلق في وجهه ، شعرت أنّ الزمن توقف عند هذه اللحظة حتى بها اختنقت واحمرّ وجهها الجميع انصدموا من منظرهما المتجمّد امام الباب!
إلى ان اتى احدهم طالبًا منهما أن يتحركا ليتمكن من الخروج
فهنا استيقظت على نفسها وتراجعت خطوتين شاسعتين للابتعاد عنده وتسمح للرجل العبور وادركت شيء ما حتى إنها ابتسمت بسخرية الصدف
بينما هو تلعثم وهو يتحدث: Noor?
لم تُجيب عليه......كل ما فعلته اقتربت منه وحدقّت في عينيه بحقد : lier?(الكذاب)
ازدرد ريقهُ وابتعد حينما سمع تلك الفتاة تناديه بحب
: Tom……..where are you?......look..my love….iam trying to….
ولم تكمل حديثها، لأنها انتبهت لتجمده ونظرات نور الساخرة له! تحدثت متسائلة
: who is she?
رمقتهما نور بنظرات استحقار وسخرية ومن ثم خرجت من الكوفي بدلًا من ان تطلب منه قهوتها!

اما توم مسح على وجهه بتوتر وتلك الفتاة ما زالت تسأله من هي نور؟ ولكن لم يُجيبها واصّر عليها ان تبقى هنا تنتظره ثم خرج راكضًا....
أما نور.....ما إن خرجت حتى ضحكت بقوة وشعرت بضيق تنفّسها يعود من جديد نظرت لمن حولها وابتسمت بسخرية وعادت تضحك كالمجنونة!.....ولم تنتبه لتوم الذي يركض لناحيتها

تشعر أنها جنّت ...لماذا الجميع يبتسم؟...يفرح....يُسعد ؟...يوفّق في حياته وفي حبه وهي تفشل في كل هذا.....هل العيب فيها أم في الناس الذين يعيشون من حولها...لم تتوقف عن الضحك ....مستمرة ....في الضحك على نفسها وعلى بشاعة ما يحدث لها....إذًا توم خدعها....لم يكن مريضًا ومصابًا بالإيدز كما قال.....هذه كذبة من اجل ان يفترقا بهدوء....ويأتي لهنا...من اجل حبيبته الجديدة........نظرت للسماء وهي تضحك.....بعمق شعورها بالقهر....شعرت بيد احدهم تمسكها وتجبرها على الالتفاف لناحيتها
نظرت لعينيه وباشمئزاز: leave me!
توم بتوتر.....وبخوف من ردت فعلها (مترجم): لن اتركك...دعيني اشرح لكِ الامر....

نور واخيرًا رأت لها متنفّس لقهرها لتنفجر صارخة في وجهه(مترجم): ماذا ستقول؟.....هل ستخبرني عن شفاؤك عن المرض ام عن حبيبتك الجديدة؟

توم ازدرد ريقه وتلك الفتاة لم تستمع له بل خرجت وبقيت واقفة امام باب الكوفي ونظرت لهما حتى استشاطت غيضًا لرؤية نور
القريبة من توم وضعف توم عن الحديث أمام صراخها ولكن قررت ألا تقترب منهما!

توم حكّ جبينه(مترجم): صدقني انا لم أخنك .....احببتُك حقًا ولكن..
ولّت بظهرها عنه لتمشي ولكن مسكها من كف يدها وهو يقول بصدق(مترجم): كنت انوي الزواج بك.....ولكن لم استطع أن افعل هذا لأنكِ.....
نور تنتظر الصدمة الأخرى منه ليكمل بقساوة: لأنكِ عربية الجنسية .....وتنتمين إلى ديانة .......لن يتقبلها أي فرد من عائلتي...فخشيت عليكِ من هذا الأمر وابتعدت....لكي لا أُحدث لكِ ضررًا في حياتك!
نور نفضت كف يدها من يده وبحقد اردفت (مترجم): إذًا اتركني واذهب لحبيبتك ....انظر انها تنتظرك أيها الجبان!
ثم ركضت بعيدًا عنه وعن اعترافه الذي زاد من قهرها ومن وجعها أما هو عاد لمحبوبته التي اخذته يمنةً ويسرى بالأسالة ولكن لم يُجيبها على أي واحدٍ منهم!
....
شتمت نفسها وغباؤها ، لِم جعلتهم يتحكمون بِها ويستغلون ضعفها وحاجتها إليهم .....لم جعلت نفسها كالدمية يتلاعب بخيوطها لتحريكها كما يشاؤون ؟! وهي تمتلك خواص ربما كيمائية لا تتناسب مع خواصهم لأنها تسبب الانفجار وخواص فيزيائية عنيدة تسبب التنافر للابتعاد عنهم ! تلاعبوا بتلك الخيوط ولكن قُطّعت بسبب ما يمتلكونه من خواص لا ترغب في مجاراة خواصها ابدًا!

ولكن ما يؤلمها أنهم حاولوا بشتّى الطرق ان يتكيّفوا مع خواصها الغريبة حتى أنهم خططوا لحياتها بدلًا منها !....دمروا استقرارها وهي تحاول ان تشد بيديها الضعيفتين على بقاؤه هادئة.....

مسحت على خديها متوهمةً بوجود الدموع التي لم تنساب على خديها في الأصل....ومشت بخطى متسارعة لناحية الهاوية دون تردد ودون تفكير بالعواقب.....لا تدري بهذا الفعل تنتقم منهم أم تنتقم لنفسها! هي منعت نفسها من الإقدام على هذا الأمر لعدّة أيّام وجيزة ولكن ما حدث لها الآن اخلّ باتزان افكارها...وانصاغت وراء رغبتها .....ثم.....توجهت إلى إحدى الأماكن الملعونة .....لم تهتم لا للنظرات الحقيرة الموّجهة لها ولا إلى الاشكال المقززة التي تنظر إليهم بانكسار من حالها!....دخلت هذه المرة دون خوف.......لرغبة بداخلها وتتمناها من زمن بعيد! ......تُريد النسيان ...والمرح ولكن بطريقة......تجعل من الإنسان حيوانًا لا يعرف نفسه !
كانت الموسيقى صاخبة ومزعجة لخلايا العقل....ولكن هذا مفيد بالنسبة إليها مفيد لاخراس الذكريات وشعورها بالاشمئزاز حول حياتها وغدر الناس لها.....توجهت للكراسي الرفيعة امام تلك الطاولة ......اقتربت منهم وقبل أن تجلس
اشارت للعامل ان يناولها كأسًا، فناولها إياه في بعض ثوانٍ وقبل أن تأخذه ازاحت من على جسدها الجاكيت.......ووضعته خلف الكرسي ومن ثم جلست ......نظرت للكأس تمنعت فيه.....اشتمّت رائحته قبل ان تقربه من شفتيها اشمأزت منه وابعدتهُ عن انفها ...خفق قلبها من اقدامها على هذا الذنب العظيم....وشعرت بتأنيب الضمير وكادت ان تقوم وتهرب من المكان ولكن ...شدّت على الكأس بقوة وقرّبتهُ من شفتيها اغمضت عينها لكي لا تستمع لنفسها التي تُنهيها عن هذا الأمر ...ثم ......شربت أول سمً وأوّل مقربةٍ من الذنب في دفعة واحدة .......شعرت بمرارة ما فعلتهُ واشمأزت من مذاقه هزّت رأسها وكأنها تُنفض الذكريات جميعها من دماغها الصلب......ولم تتردد عن طلب كأس آخر حتى إنها .. اشارت له بكأس ثاني...فـ تعجب منها
متحدثًا باللغة الفرنسية (مترجم): عزيزتي ......لا تشربيه في دفعة واحدة وإلا ستخسرين عقلك سريعًا!
لم تجيب عليه حقيقة ً لا يفرق الأمر.... شربته في دفعة أو في دفعات الأمر واحد ما إن يدخل في فاهك ويعبر إلى معدتك سيفقدك اتزانك لا محالة ولكن فهمت هو خائف من أن تثير المشاكل بعد أن تشرب الكثير والكثير !
ناولها الكأس وشربته في دفعة واحدة، وهنا أدركت انها انغمست في مشاعر الهروب للذنب باندفاع مُخيف ...لنسيان ما يحدث لها من خذلان!
هي لا تريد ان تُعيد ما حدث لها قبل خمس سنوات .....لا تريد ان تتذكر اوّل رشفة من هذا الذّل لا تريد ان تُعيد الامر للوراء....ولا تريد أن تُعيد ما عانتهُ بسببه!
ولكن تشعر انّ الجميع بدآ يضغطون على اوتارها و على اوجاعها لذا هي تُريد أن تسكّن من آلامها بهذا الطريق المظلم ...والموحش.....والمؤدي للضيّاع في بئرٍ عميق سرمدي!
بدأت تشعر بالدوران......وعدم الاتزان ....والتخبط في الحديث بينها وبين نفسها ......ابتسمت كالبلهاء له و
اشارت بأن يناولها الكأس الثالث
كان سيعترض ولكن اشارت له وهي تتحدث بثقل وبلغة فرنسية صعبة (مترجم): لا تكثر الحدييييييث.....هيّا...اعطني كأسًا آخر وإلا لن ادفع لك ثمن الكؤوس الأولى!
حدّق لها بملل، تنهد وهو يشتمها ولكن ابتسمت تشعر أنّ كلمته في محلها هي كما قال ولن تتشاجر معه هي في الأصل تنظر لنفسها كما وصفها !
ناولها الكأس سحبته من يده بقوة ثم
شربته في دفعة واحدة .....ثم نظرت للكأس بهدوء وهي تبتسم كالمجنونة.........اخذت تحدثه بسخرية
: ذنبي....وذنب ديانا.........وذنب الأشقر....... والاهم ذنب يوسف!

وما إن طرأ عليها اسم والدها حتى شدت على شفتيها لتمنع رغبتها في البكاء..... ..ابعدت الكأس عنها وكأن تُبعد صورته عن بالها بهذا الفعل!.....ثم ...اخرجت من حقيبتها المال المستحق وبعثرتهُ على الطاولة بيدين مرتجفتين!
قررت الانسحاب من هذا المكان بعد أن مرّت الخمسة عشر دقيقة من بقائها هنا فضجيج الموسيقى التي من هذا النوع بدا يزعجها لذا نهضت وشعرت بدوران عارم لرأسها، ولكن لم تبالي ...مشت خطوة لتبتعد عن الكرسي وكادت تسقط ولكن تشبثت بيدها بطرف الطاولة وضحكت بخفة و بخجل! ثم استقامت في وقفتها ...و.....سحبت الجاكيت بيديها ...واخذت تترنّح يمنةً ويسرى في مشيها ...إلى أن وصلت إلى الباب ثم خرجت للهواء الطلق...!
ضحكت على حالها، وبدأت تُهذي بكلمات غير مفهومة وتمتمات غير معروفة وبلهجات ولغات مختلفة ومكسرة؟
لا تنّم إلا عن حالتها وانكسارها وشتم نفسها!
جلست على إحدى الأرصفة الجانبية واسندت رأسها على الجدار الخلفي
حدّقت في السماء الممتلئة بالغيوم
واردفت : انا حققييييييييييييرررررررررررة.....

ثم وضعت كفّي يديها على وجهها واجهشت بالبكاء ...دون دموع؟!

واخذت تشتم وتسب نفسها، مرارًا وتكرارًا ثم اخذت تعاتب والدتها بصوت مكسور : ليش جبتيني يا ديانا ليش؟

شعرت بذنبها واخذت تبرر ذلك : هم ضيعونيييييييييييي.....ضيّعت بنتك يا
وبثقل ورجفة شفتيها: يوووووووسف....

ومن ثم مالت على جنبها الأيمن تضحك بسخرية مجرى الأمور عليها : هذا مكاني الصح!!!
واعتلت ضحكتها ، واشتدّ صوت الرعد والبرق ....لتبدأ السماء بالهطول......اغمضت عينيها بشدّة ثم فتحتهما و...نظرت للسماء....للغيوم التي تحوّلت فجأة إلى سواد.....ابتسمت واخذت تكرر بيقين: عذابييي.....عذاااااابي...
.
ومن ثم ضحكت وبكت في الآن نفسه....وبعدها اتكأت على الجدار محاولةً للنهوض وما إن نهضت حتى تراجعت خطوتين للخلف مترنحة وسقطت على أكياس القمامة
واعتلى صوتها بالضحك هنا ...رغم مرارة الأمر إلا انها تشعر بالسعادة والمرح والقليل من الخوف! ....ولم تشعر بقطعة الزجاج الخارجة من منتصف الكيس والتي خمشت يدها بخفة .....حاولت النهوض مرةً أخرى .....ولكن سقطت هذه المرة على طرف الزجاجة لتخمش خاصرتها!...لأنها استلقت على الاكياس سريعًا...وهي تضحك فلم تشعر بالألم...استمرّت بالضحك... إلى أن شعرت بجنون سكرتها المشؤومة....قوست حاجبيها على حين فجأة بعد ان شعرت بحرارة تتسلل كف يدها وطرف خاصرتها الأيمن...رفعت يدها امام وجهها ونظرت للون الأحمر جرحها ليس بتلك الغزارة ولكن نزف بشكل مخيف كونها فاقدة لوعيها تشعر انه غزير فابتسمت ببلاهة وبذعر ناتجة عن الشرب: المطر صار احمر......لالا....هذا عذابييييي.....يدي......عذااابيي...
ثم جلست ....وبحلقت في يدها ومررت يدها الأخرى عليها لتشعر بوخز الألم فعضت شفتيها وشتمت نفسها من جديد
ومن ثم قررت أن تشّد على الجرح ...شدّت عليه ثم صرخت.....حتى شعرت انها بدأت تستعيد وعيها قليلًا من الألم الذي شعرت به....وبسبب برودة المكان والمطر الساقط على الجرح تشعر بالخدر في يدها ....لذا
احتضنت كف يدها لناحية صدرها.....سحبت جسدها من على الاكياس تحاول النهوض وأخيرا نجحت هذه المرة دون أن تحدث لجسدها أي ضرر ...ولكن شعرت بوخز لناحية خاصرتها لم تهتم لهذا الشعور ....مشت للأمام بثقل.........مشت عائدة للشقة .....هكذا حدثها عقلها اللاواعي...ستعود هناك....تشعر بالتعب وبالغثيان .....فالشقة ليست بعيدة ...ولكن ثقل جسدها وترنحها وسقوطها ونهوضها فجأة اخّر عليها امر الوصول.....وشدّت الرياح والمطر صعبّا عليها الأمر كعقوبة على ما فعلتهُّ
من يمد لها يد المساعدة نهرته بالابتعاد عنها شاتمته بكل اللغات التي تعرفها.....ما إن يستوعبوا مدى فقدها لوعيها حتى بهم يبتعدون هنا درءًا للمشاكل والمصاعب التي ستمطر عليهم لو اجبراها على ما لا تريده!
سقطت على ركبتيها....وهي تلهث متعبة ......تشعر بالغثيان اغمضت عينيها وتنهدّت بضيق
شعرها اصبح ملتصقًا على وجهها.... من شدّت وغزارة المطر وهطوله....ابعدته عنها بضيق ومن ثم عادت تشد على يدها لتسكت الألم.....بقيت تمشي لناحية الشقة بما يُقارب الربع ساعة
اخيرًا وصلت الشقة طرقت الباب لأنها لا تملك المفتاح وأمير نسي أن يعطيها نسخة منه !
صرخت : فتحوا...يا كـ.....فتحوا يا...
وبدأت تشتمهم ......
إلى أن ارتخى جسدها وجلست على الأرض بطريقة مفاجأة ومؤلمة لها واسندت نفسها على الباب......بدأت تُكمل هذيانها .....وارتفع صوتها بالضحك...ومرةً بالبكاء.....كل من مرّ هنا حاول ان يقدّم لها مساعدته ولكن ترفض وبشدّة ......كانت
تكرر كلمتها: عذابييي......مطر.....دم .....عذااااابي...ههههههه.....انا نورة ....ولا نور؟.....ههههههههههه......
مدّت رجليها للأمام ومن ثم ضحكت : هههههههههههههه نفس جلسة جدتي مزون.....ههههههههه...
نظرت للناس الذين ينظرون إليها بأسى، وسمعت همساتهم ولكن لم تُعير لهم أي اهتمام، قرفصت نفسها بشكل سريع ، ونظرت للسماء وما زالت تكرر: عذااااااااااااابي....عذااااااااااااااااابي.......
ثم ضحكت بشكل مخيف ومريب للنفس....واخذت تتذكر من طفولتها الشيء الكثير
حتى بدأت تهذي بأقوالها عندما تتشاجر مع اخيها : نااااصر لا تاكل بسكوتي....بعلم عليك ......ابو....
لم تكمل بسبب مداهمة الحازوقة لبلعومها .....ما إن شعرت باستعادة تنفسها حتى ضحكت.......اسندت رأسها على الباب وحدّقت في السماء وفي الغيوم ......ومدّت يديها للمطر...فتحت فاهها .......لتدع قطرات المطر تنساب بداخلها .......ثم ضحكت
: هههههههههههههههههه أمي راح تضربني عشاني شربت مطر....ههههههههههه ناصر لا تعلمها.....تكفى.........ههههه

والكثير من الهذيان والجنون.....مرّ ما يقارب النصف ساعة وهي على هذا الحال إلى حين هدوؤها بسبب غفوتها السريعة تشعر أنها ما بين الواقع والحلم ....تسمع حديث الناس...ولكن ترى الظلام......وتبتعد عن النور....منزعجة منهم ...ولكن لا تريد ان تتشاجر معهم بقيت هكذا امام الباب و لم يجرؤ احد على لمسها أو على الاقتراب منها تحدث احدهم بانه سيتصل على الشرطة ولكن من حسن حظها أن ماكس وصل إلى هنا قبل وقوع الكارثة امسك بيد الرجل لينهيه عن سحب الهاتف من مخبأ بنطاله
تحدث معه باللغة الفرنسية (مترجم): لا داعي لذلك انا سأتولى امرها.....فهي قريبتي....
ثم نظر للمجموعة المتجمهرة أمام الباب وبصوت حازم (مترجم): هيا انصرفوا من هنا ...هييييييييييييييا......

ثم اقترب منها اخرج المفتاح من جيبه فتح الباب ثم انحنى وحملها بين يديه .....هنا شهقت ديانا ....وشدّت على رقبته خشيت من سقوطها على الأرض ...شعرت انها بدأت تحلّق بعيدًا عن الناس ثم ضحكت على انتشاؤها اللعين !...اغلق ماكس الباب بقدم رجله اليسرى...
وفجأة تحدثت نور بثقل: توم ولا بهاء؟
نظر ماكس إلى وجهها الشاحب.....واشمئز من رائحتها الكريهة بسبب الشرب وبسبب سقوطها على القمامة والتصاق الاوساخ على ملابسها بكل سهولة لوجود قطرات المطر عليها
وضعها على الكنب
وابتعد عنها ولكن مسكت بكف يده لتشد عليها وتنهض بصعوبة ابتسمت له وهي تضحك: ما اصدق...........بهاء......شطلعك من قبرك؟...ههههههههههههههههههههه.......هذا عذااااااااااااابي شوف...هذا عذاااااااابي...
رفعت يدها المجروحة أمام يده ......مسك بيدها وتمعّن في جرحها فهم أنه ليس غزيرًا ولكن لابد ان يعقّم حتى لا يلتهب وينظفه لها...لذا امسكها من اكتافها وارغمها على الجلوس
تحدث بلغة عربية مكسرة : جلسي......
حركت رأسها بعند وهي تحدّق في عينيه: لالا......ابي.. ..اقولك شيء....
سكت وانتظر ان تخلص هذيانها حتى اقتربت منه وطوّقت رقبته بيديها وبقي هو صامد وجامد ينتظر الفعل الآخر منها ليتصرف
ولكن كل ما فعلته انها ضحكت بصوت عالٍ لتقول: هههههههههههه تخيّل طلع لي بنت......تشبهني بالعيون ...وتشبهك في اللون....
اغمض عينيه ، بصبر
وابعد يديها عنه واجبرها على الاستلقاء على الكنبة ، وهو يردف بحسم : نامي....
نور وكأن الأمر بدا لها مقنعًا تشعر بالتعب ....وبالإرهاق هزت رأسها موافقته على الامر القت بنفسها لتتخلّص من يديه على الكنبة ......وتوقفت عن الضحك ولكن لم تتوقف عن الهذيان تحركت بشكل سريع لتصبح بعد ذلك مستلقية على بطنها ابتعد
عنها ماكس
وأجرى اتصال سريع ، بينما هي غرقت في تذبذبها وشتاتها في وحل الذنب ......في وحل الوجهة المُظلمة.....في الركض خلف الراحة باقتراف أعظم الذنوب واشدها...
.....................................
.
.
.
بقي معها لمدة ساعة كاملة ...يحاول ان يُبهجها ....يُضحك لها سُنها...يعوضها عن كل شيء فقدته ......اشترى لها الكثير من الألعاب......والحلويات و(الشيبسات)....ولم ينسى الأهم ... شراء الملابس....
مسح على رأسها: حبيبي بدّك جيب لك شي تاني؟
هزّت رأسها باقتناع بما شراه لها
(لا)
ابتسم لها ونظر إليها بحنان: راح توعديني تاخزي كل الدواء ......
هزت رأسها (أي)
يريد منها أن تنطق بكلمة واحده ولكن عجز ، عنيدة كوالدتها نور
نظر لجولي وتحدث معها : جولي ......حكيتي مع الدكتور مشان خروجها من هون؟
جولي تحدثت بلغة عربية مكسرة جديدة: أي.....ئال....تخرج بعد .....تو ويكس...(بعد أسبوعين)
حرّك رأسه برضى ، ومسح على شعرها ورنّ هاتفه
أجاب على المتصل : اهلا ماكس
ماكس نظر إليها ، هدأت أنفاسها وغطت في سباتها
تحدث بلغة عربية مكسرة ايضًا: سيّد أمير.....نور.....جات.....البيت.....لكن.......فاقدة وعيها...
نهض امير هنا بذعر: شوووو؟.....ئصدك شارباني؟

ماكس مسح على جبينه: أجل...

امير بغضب وعصبية، هذا ما كان يخشاه طيلة الفترة ...ان تعود للادمان.....للانسحاب إلى الهاوية .....والسقوط بلا وقوف!

: اسمعني منيح ...اعمل إلها ئهوي(قهوة)....واجبرها تشربها راح ارجع أنا عالبيت.....لا تتروكها إلا لم أجي...

ماكس نظر إليها: ولكن سيدي ...الآن هي نائمة....
أمير تحدث ما بين اسنانه: اجبرها على شربها...
.
ثم اغلق الخط قبل أن يسمع رده ، انحنى ليقبل الصغيرة على جبينها ثم ابتعد ووجّه حديثه لجولي: جولي انتبهي على سندرا ولو احتجتوا أي شي اتصلي علي او اتصلي على ماكس....
جولي بهدوء: اوك...
ثم خرج وهو يشتم نفسه على عدم اهتمامه بنور رغم إنها الآن وفي هذه الحالة من الصدمة كان عليه أن يكون اقرب إليها من نفسها ومراقبتها بكل ما أتي من قوة هو اخطأ حينما قال لماكس ان يكف عن مراقبتها
ركب سيارته وقادها بجنون !
.....................................
انتظام نبضات القلب يخترق مسامع أذنيه، ورائحة المعقمات لامست جيوبه الانفية بعمق، نظر للجهاز ليطمئن على المريض تنهد براحة ، تعاون الفريق الطبي معه
ساعده على اجراء العملية بشكل مريح وبعيد عن الضغوطات
مدّ يده : مقص!
ناولوه إياه بشكل سريع
تناوله من يد المساعد وقطع الجزء الطرفي من الخيط بعد ان أتمم عملية خياطة الجُرح.....
تحدث : انقلوه لغرفة الملاحظة وتابعوا حالته إلين تستقر....
ثم خرج....أزاح من يديه القفازات......ومن على فمه الكمامة....رماهما في القمامة.....ثم توجّه للمغاسل.....غسّل يديه....ومن ثم اغلق الصنبور ....وازاح من على جسده اللباس الخاص لإجراء العمليات ورماه....ارتدى معطفه الأبيض....وخرج سريعًا متوجهًا إلى مكتبه......دخل المصعد انغلق عليه الباب.....فمسح على شعره ...يشعر بالتعب....والارهاق......فالعملية استغرقت بما يقارب الست ساعات من اجل استئصال ذلك الورم الخبيث......لا يُريد الآن سوى الاختلاء بنفسه....لن يعود إلى المنزل....سيبقى هنا لفترة من الوقت!.....انفتح الباب خرج مشى ...مقترب من المكتب وضع يده على مقبض الباب فتحه ....دخل...واقفل عليه الباب.....جلس على الكرسي.....واسند رأسه للخلف......تذكر حاله وحال زوجته.....وكيف آلت الأمور إلى هذه المشاكل اللامنتهية.....تنهد....
كيف يُرضيها؟....كيف يقنعها في ان تُشيح بنظرها عن أمر الطلاق؟
هل يستخدم عبد لله كأداء للصلح؟
نفض هذه الفكرة .....نهض بعدها متجهًا للغلايّة الجانبية مقررًا في اعداد قهوة ليستعيد بها طاقته ووعيه.....
سمع رنين هاتفه سحبه من على المكتب أجاب
: هلا عزام....
عزام وهو يقود سيارته : هلا فيك زود.......
سيف سكب الماء في الكوب.....وبدأ بخلط الكوفي بالملعقة ليمتزج بالماء: شفيك متصل؟
عزام توقف عند الإشارة: خالي بو خالد عازمنا على العشا اليوم.......ولازم تحضر...
سيف جلس على الكرسي وشدّ بيده على رأسه من شدّت الصداع: ما فيه شي اسمه لازم....
عزام : سيف...
سيف بهدوء: لا تحاول.......اصلا اليوم مشغول حدي.....وما اظن اقدر اجي...
عزام بملل: تمام براحتك مع السلامة
ثم اغلق الخط ونظر لأخيه: ما راح يجي...
جسار ضحك بسخرية: ههههههه جبان خايف يواجه خالي...
عزام انطلق من أمام الإشارة ما إن اضاءة باللون الأخضر: انا اشوف افضل له انه يبتعد هالفترة ......
جسار : وانا اشوف غلط......
عزام بهدوء: لو واجه الجازي الحين .....الجازي بتنتصر عليه .....وبتصر على الطلاق اكثر....
جسار نظر للشوارع: وانا مع بنت خالي......واللي تسويه في اخوك ..صح...ما هوب غلط...
عزام بصدمة: والله انك مو صاحي يا جسار.....وش هالقساوة اللي على اخوك...
جسار لم يرد عليه
عزام بجدية: صدق سيف غلطان....بس والله ما أتمنى انه بيته يخرب....وينهدم.....
جسرا بعصبية : البنت ما طلبت الطلاق إلا انه كسرها .......وهو اعترف انه كان قاسي معها....ولا قد شكت منه......فأنا اشوف الطلاق لحالهم انسب......
عزام توقف عن القيادة جانبًا التفت على أخيه والتفت جسار مستغربًا: ليش وقفت؟
عزام بشك: جسار وقوفك مع الجازي بهالشكل مو مريّحني؟
جسار بربكة: شقصدك؟
عزام بجدية: انت صارحني....وقول.....
جسار بنرفزة: وش أقول....
عزام بقصد مبطن: اللي جا ببالك الحين؟
جسار شتت ناظريه عن أخيه: ما في شي ببالي...
عزام ربت على فخذ أخيه وشد عليه وهو يردف: الجازي....زوجة اخوك وبتتم زوجة اخوي وبنت خالك.......
جسار التفت على أخيه وبنرفزة: واضح بديت تخرّف .........وبديت تفهمني خطأ....
عزام بانفعال: لا والله ....ما فهمتك خطأ......جسار انت اكثر واحد أنا افهمه اكثر من نفسه.......انت توأمي .....لا تنسى....

جسار هز رجله بعصبية: انت تفكر إني اكن مشاعر ناحية الجازي......؟
عزام سكت ولم يسمع جسار سوى انفاس أخيه
صرخ جسار في وجه أخيه: صدق أنك حمـــ........بس عشاني قلت كلمة الحق....اتهمتني بالباطل.؟
عزام لنهي المسألة: ما اتهمتك في شي....بس انت مفضوح......انتبه من سيف يحس عليك.....وربي لا يجرم فيك....!
جسّار انفعل : ولحد الحين مصر على افكارك الغبية....
عزام التفت عليه بشكل سريع ومخيف له: قلت لك ما نيب غشيم.........اصحى على نفسك......حتى لو تطلقت .....ما راح تزوجها......ما راح....حتى لو نفسك فيها.....
ثم اردف بسخرية باردة: الله بلاني باخوان ما عندهم عقل.....وكل واحد يغلط غلطة اكبر من حجمه......
ثم نظر إليه: وأنت غلطتك اكبر مني ومنك........صاير انت واخوك واحد ...تحبون اللي ما هوب لكم.....
جسار باستسلام : دامك فتحت الموضوع اجل اسمع...
عزام سكت ونظر إلى أخيه وعينيه تجحدان بشرر وخوف من اعتراف أخيه !
ليكمل: كنت اول وقبل لا ياخذها أخوك ....حاطها ببالي اخذها بس ما كنت احبها مثل حُب سيف لغزل مجرد رغبة فيها بالزواج لا اقل ولا اكثر وربي يشهد بعد ما ملك اخوك عليها .....ما نظرت لها إلا نظرت الأخت.......وليومك ذا....ما شوفها غير أنها اختي......واقتنعت انها مو من نصيبي....والحق ينقال...اخوك ظلمها.......وما قدرها....يوم أوقف معها واصير ضد سيف ...هذا لا يعني اني ابي له الخراب او ابيها تطلق منه عشاني ابيها لا عزام ما هوب انا اللي يسويها.....
عزام بدأ يقود : مصدقك......بس لا تقسي على اخوك.....سيف عرف أنه يحبها ......وإن خسرها ....حنّا راح نخسر اخوك!
.
.
.
.
شرب من قهوته القليل.......وأخذ يفكر هل يذهب ....ليتمكن من رؤية ابنه....وكذلك زوجته أم لا؟!
لا يستطيع ان يواجه خاله.....فهو عرف أنه خائن....
تأفف ونهض يجول في مكتبه حائر يذهب أم لا؟
شدّ على قبضة يده
ثم قال: اروح احسن.....عشان احسسها إني مستحيل اتركها .....وإني شاريها....أي خلاص....بروح!
.
.
.
.
انتهى





قراءة ممتعة للجميع

اتمنى ارى تفاعلكم معي بهذا البارت
لا تحرموني من ردودكم + تقييمكم
ولا توقعاتكم

....
كونوا بالقرب
راح احاول انزل البارت الـ12 قبل الموعد
انتظروني




JAN 06-18-2020 02:38 PM


البارت الثاني عشر


.
.
.
.


.
تشعر بالاضطراب، أجل هي مُضطربة لأنها ستكون معه من خلف الحائط! وفكرة التخلّص من ذلك الدخيل في ذلك اليوم سيكسر والدها وبشدة وهي لا تريد أن تؤذي لا والدها ولا اخويها!
لا تريد أن تسبب لهم الحرج أمام الرجال
بعد مهاتفتها مع ابنت عمها بدأت تفكّر بعمق
السكوت هذا يُخيفها، ويُعني أنّ هناك أمر سيتحدث به والدها عمّ قريب
عليها ان تقطع هذا الامر
قبل وقوع الحادثة الكُبرى، لا تريد أن تتسبب في قطع علاقات وإحداث مشاكل .....
إن رفضتهُ في ليلة الملكة أبا سلطان سيلقي اللوم على والدها لأنه اجبرها وسيفهم الجميع إنها لم تختاره بل أجبرت عليه!
وهذا ما لا تُريده ...لا تُريد أن تصغّر والدها في أعين الناس
ولا تريد أن يُطيل زعل بندر عليها!
تريد إرضاء الجميع دون خسائر!
ولكن كيف؟
هي لا تجرؤ على مناقشة ابيها في هذا الأمر.....تشعر بالخوف....وتخشى من أن تُفضح أمامه....ولكن هناك وقت طويل قبل ذهابهم إلى منزل عمها غازي....
ووالدها في غرفته لِم لا تذهب وتحادثه الآن وتُنهي الأمر؟
عليها أن تجرّب حظها...وإلا ستكون سببًا في خصومات كبيرة .....وربما ستُحدث شجارات هما في غنى عنها!
ازدردت ريقها ......وفركّت يديها ببعضهما البعض.......ستحدثه
لابد أن تخطو هذه الخطوة الجريئة منها.....إن لم يقتنع .....ستضطر إلى الخيار المؤلم لهم!
خرجت من الغرفة......والأفكار تدور في عقلها....لن تخضع لهذا الزواج بأي طريقة كانت.....
سمعت صوت سعود وناصر يتحدثون في الصالة الجانبية من الدور العلوي مرّت مُجبره من أمامهما لكي تذهب لناحية جناح والدها
تحدث سعود: شيخوه طلبتك....سوي لنا الكيكة اللي سويتيها قبل يومين.....
شيخه التفتت عليه واردفت بعجل: مو وقتك...
ثم مشت أكملت طريقها متوترة من هذه الخطوة
سعود نظر إلى أخيه المنشغل بهاتفه: شفيها ذي؟
ناصر بعدم اهتمام حرّك اكتافه بمعنى (ما دري)
.....
أصبحت أمام الباب تعلم والدته في الدور الأرضي..... تشرب قهوتها المعتادة في هذا الوقت ..... ووالدها صعد إلى غرفته من أجل أن يحظى بغفوة صغيرة بعد عمله الشاق ....طرقت الباب....وبدأت تقضم اظافر يدها بخوف
تسلسل إلى قلبها بسرعة!
ما ستفعله الآن ..... خطوة لكي تمنع نفسها من تأنيب الضمير لو لم يستمع لها في إقدامها على الرفض امام جماعتهم!
اخذت نفس عميق سمعتهُ يأذن لها بالدخول فتحت الباب
ارتجفت شفتيها، لا تريد أن تواجهه ويواجهُها في ظنونه التي في محلها!
خائفة من ان يُدرك سبب الرفض.....تقدمت خطوة وخطوتين
وأكثر إلى أن أصبحت أمامه....شبّكت أصابع يديها في بعضهما البعض.....
تحدثت بتردد: ييييبه....
ترك من يده الأوراق ووضعها جانبًا على السرير
أدرك لِم هي هنا الآن؟ ولم هي خائفة منه!
أشار لها بان تجلس بجانبه ولم تتردد في الجلوس
نظرت إلى والدها ثم شتت ناظريها عنه
بقول: يبه....ابي اكلمك في موضوع.....ادري أنه...
ثم سكتت تكبح مشاعر التردد والخوف أبعدت خصلة من شعرها لخلف أذنها
ووالدها ينظر إليها بتمعّن وبنظرات أبويّه لها الكثير من المعاني
حقيقةً هو طيلة الفترة التي مضت يفكّر بها وبأختها!
وبه ندم كبير وعارم لقلبها
أكملت: الموضوع بالنسبة لك انتهى ......بس يبه بالنسبة لي ....فيه وقت....
مسكت يده وبرجفة بكاء قبلتهما ونظرت إلى وجهه برجاء: يبه انا مستحيل اطلع عن شورك.....بس يبه قولي أنت ترضى عليّ بالغصيبة؟
شدّ على يديها ، وشعر بالغصة حديث والدتها ما زال يرّن في آذانيه واشعل في فؤاده جمرة ندم لا تُطفى!

أكملت بعينين دامعتين
: والله يبه .....عارفة معزت عمي بو سلطان عندك....وعارفة شقد تعز سلطان وتحبه مثل ولدك.....ورجال كفو .......والكل يشهد له بمواقفة الطيّبة ...وافعاله اللي تدل على المرجلة........بس أنا....

ثم غصّت في كلمتها وهي تحدّق في وجهه الهادئ والخالي من تعابير رفض حديثها
: مو موافقة عليه.......تو ...قدامي مشوار دراسي طويل......واستخرت ولا ارتحت يبه.....والله ما ارتحت...

فعلًا في الأوان الأخيرة من انقطاع مكالماتها مع بندر حاولت أن تختبر نفسها ولجات للاستخارة ولكن لم تشعر بسوى الانقباض في قلبها....
بو ناصر طبطب على يد ابنتها وتنهّد بضيق لا يُريد ان يتحدث ويُقطع عليها تلك الرغبة في إيصال ما تشعر به باتخاذ الفضفضة طريقًا للخلاص من اعبائها
أكملت وهي تنهض وتجثل على ركبتيها أمامه قبلّت يديه من جديد
ولم تستطع أن تسيطر على رغبتها في البكاء بكت
وهي تقول: يببببه تكفى.......لا تجبرني ...والله اعرفك ما عمرك جبرتنا على شي ما نبيه......بس فاهمتك....والله فاهمتك.....بو سلطان مثل الاخو لك...وما تبي تكسر فيه.....بس يبه لا تكسرني...انا بنتك....بنتك الوحيدة.....افرح فيني بس بدون اجبار....عطني مجال اقرر مصيري بنفسي .......بس لا تتركوني بحالي...ارشدوني بس لا تجبروني....يبه.....لا تجبرني.....

ثم مسحت دموعها تحت صمته ورجفة يديها ، كان ينظر لها
تؤلمه تلك الكلمة
(بنتك الوحيدة) هزتهُ تلك الكلمة من الأعماق...هي لم تعي في ذلك الأوقات انّ هناك اختًا لها...كانت صغير ......لم تراها.....لم تعي بوجودها بينهم......وحينما كبرت ....فات أوان تعرفها عليها ....والجميع بدأ ينسى ....أمر نورة او نور كما تسميها والدتها انطوّت قصتها ولم يذكرها أحد قط رغبةً في تلبية أمر والدهم الذي قال
: نورة راحت مع أمها.......ومن هاليوم لاحد يجيب لي طاريها!

تحشرج صوته وهو يرفعها من على الأرض بقول: لك اللي يسرك يا يبه.....ما راح افرّط فيك مثل ما فرّطت في اختك....ما راح اكسرك....ولا راح اسمح لأي احد يزعلك وانا راسي يشم الهوا

ابتهجت اساريرها ولم تعي جملته تلك (مثل ما فرّطت في اختك) نهضت وقبلّت رأسه وكتفه ويديه، تشعر إنها تعيش في كذبة
كيف اقتنع بهذه السهولة
اردفت : الله يخليك لنا يا تاج راسي......سامحني...إن ضايقتك بردي.....سامحني لو بخرّب عليك علاقتـ...

قاطعها وهو يقبّل جبينها وهوة يردف بهدوء: بو سلطان........واعي وبيتفهم الوضع........الزم ما علي الحين أنتي ......والحين شيلي من راسك هالموال وريحي بالك......

انحنت عليه من جديد قبلّت رأسه وخديه ....وهي تكرر: الله لا يحرمني منك......يا الحنون ...الله لا يحرمني منك....

لم يترك لها مجالًا للابتعاد عنه احتضنها ، وقبّل جبينها مرةً أخرى
واخذ يفكر......بعمق.....كان سيظلم ابنتيه من اجل......من أجل لا يعلم من أجل ماذا؟!
أضاع الأولى بسبب تشكيكهم له ولم يتأكد ورضي بذلك الامر
وكان سيظلم الأخرى من أجل ان يحظى بنسب مشرّف كنسب أبا سلطان ذلك الصاحب المقرّب له.........لا يعلم كيف تسللت الأنانية في قلبه حينما اخبر صاحبه بالموافقة!
منيرة ضربتها على رأسه بواقع الحديث، حتى جعلته يعيد حساباته من جديد ولكن لم تدرك أنها بعثرتهُ من الداخل....وشتت قلبهُ من جديد!
تنهّد بضيق ثم ابعدها عن احضانه: اهتمي بدراستك يا يبه......ولا تفكرين بشي ثاني.....
دمعت عينيها مسحتها وهي تهز برأسها برضى ....

ثم مشت بخطوات سريعة للغرفة وهي فرحة للغاية
بينما هو تنهّد بضيق، على امر ابنته وتلك التي تخلّى عنها بكل سهولة دون التأكد من صحة الأمر!
مُنذ حديث زوجته والكوابيس لم تتركه والضمير لم يكف عن صراخه ..........وما زال قلبهُ مقبوضا دون سبب!

سحب الهاتف اتصل عليه اردفت: بو سلطان......راح امرّك الحين .....فيه موضوع ضروري لازم تعرفه....
......................
خرجت فجأة توقفت تبتسم ثم ( نقزت ) في الهواء فرحة وتركض وتغني بأغانيها الوردية ....عبرت من أمام اخويها ......واستغربا من تغيّر مزاجها سريعًا حتى اردف اخيها سعود
: اختك مسكونة صدقني...

بينما ناصر ضحك على شكلها وهي تنقّز ......وتدور حول نفسها ......وترسل لهما قُبلات هوائية .......دخلت غرفتها ورمت نفسها على السرير وشدّت على الوسادة لتقربها من حضنها وهي تصرخ بفرح ...وجنون ....إلى أن استوعبت وسكتت
ضاحكة ......نهضت من جديد اغفلت على نفسها الباب
سحبت الهاتف واخذت تتصل عليه....ولم يُجيبها
واتصلت عليه مرةً أخرى .....ولم يُجيبها........
أرسلت له وهي تهمس: بندر رد عليّ عندي لك خبر بمليون!
وانتظرت رده
..............................
بينما بندر كان في الصيدلية .....يشتري لأخته الادوية اللازمة التي صرفها له الطبيب.....سمع رنين هاتفه ونظر للاسم
ولكن اعاده إلى مخبأ ثوبه
سمع رنّ خاصة تنم عن وصول رسالة جديد فتحها سريعًا وقرأ ما كتبته .....وفي هذه الأثناء مدّ الموظف يده يناوله الكيس....سلمه المال المستحق وسحب الكيس....ثم خرج واخذ يفكر....ماذا تريد منه أي خبر تقصد؟
ولكن الوقت ليس مناسب للحديث معها الآن ركب سيارته
مبتسمًا: وهذا علاجاتك......والحمد لله نسبة الهيموجلوبين عندك بدأت ترجع للنسبة الطبيعية بس مثل ما قال الطبيب لازم تمشين على نفس النظام الغذائي عشان ما تتراجع صحتك للوراء

كان بالها مشغول، اليوم من المؤكد سيف سيأتي وسيغتنم الفرص لرؤية ابنه وربما لها؟!
وهي لا تملك الطاقة الكافية لرؤيته ولسماعه......لا تريد مواجهته

انطلق اخيها وهو يقول: يا هوووو....وين رحتي؟

(انتقزت) هنا وهي تردف: معك......قلت لك...اصلا انا بخير.....
بندر بهدوء: والحين تأكدنا......
ثم سمع رنين هاتفه من جديد رفع هاتفه اغلقه واكمل الطريق بهدوء!


.
.
.
طيلة الطريق الهدوء سيّد موقفهما لا يُريد أن يجادلها لأنها مُتعبة ولا يُريد أن يضغط عليها في الحديث التفت عليها وكانت مسندة رأسها على النافذة وتنظر بعين شاردتين
ما قالتهُ الطبيبة أخافها وبشّدة تنهدّت بضيق....
وعندما وصلا إلى العمارة نزلا ومشا بخطى هادئة إلى أن دخلا المصعد ...لم تتحدث بكلمة واحدة كانت تفكر
ما اخبرته به الطبيبة ذكرها بحالة والدتها
هل من المعقول أن يكون الأمر وراثيًا؟
نفضت تلك الأفكار من رأسها، هي لم تأكد أنها مصابة به....بسبب صغر سنها .....فنسبة إصابتها بهذا المرض تكون ضئيلة؟!
انفتح باب المصعد تقدما للأمام واخرج قصي مفتاح الشقة فتح الباب سبقته في الدخول رمت حجابها وعباءتها وجلست على الكنب بعد أن دخلت الصالة
أتى بجانبها جلس ووضع يده على ركبتها: مُهره....
مُهره اخذت نفس عميق ثم اردفت بنبرة حزن: امي كانت مصابة فيه......
قصي ليهوّن عليها الأمر: مُهره الدكتور قالت احتمال مو أكيد .....لأنه النتايج ما كانت واضح.......بالنسبة لها...وعادت التحاليل وعمل السونار مرة ثانية وأكّدت حاليًا وضعك ما فيه شي...
مُهره التفت عليه وعيناها ترقرقت في الدموع: بس قالت يمكن ما بيّن لأنه صغير.....وتوه ببداياته.....

قصي مسح على شعرها بحنية: انتظمي على الادوية اللي صرفتها لك والشهر الجاي نروح الموعد وصدقيني بقول لك ما فيك شي......وهذا بس مجرّد اضطراب هرمونات لا اكثر ولا اقل...
مُهره اسند ظهرها على المُسند سرحت للبعيد : لم تحوّل للخبيث أمي عانت........واضطرت تسوي عملية استئصال للرحم.....
قصي شد على كف يدها: شيلي هالوساويس من راسك.......أنتي ما فيك تليّف .....كل هذا مجرد اضطرابات هرمونية ومع العلاجات وضعك بكون افضل....
مُهره نظرت لوجه بتمعّن وبخوف: هي قالت عمري صغير .......والنسبة ضئيلة إني انصاب بهذا الشي......بس خايفة انه يكون عامل وراثي.....وأموت مثل امي....

هنا قصي احتضنها وطبطب على ظهرها وهي بكت
تذكرت ألم والدتها، ورحلة علاجها ومن ثم بقاؤها في المستشفى لفترة معيّنة.........وخروجها وبقاؤها لمدة قصير ثم ماتت.......وفاتها طبيعية .....ولكن مُهره تظن أن تليّف الرحم هو السبب.....خافت من هذا الأمر
خافت من أن تنحرم من الإنجاب فالطبيبة اخبرتها عليها ألا تنجب إلى حين التأكد من حالتها الصحية ومن وضعها
وإلى الآن لم تأكد بإصابتها بهذا الأمر!
الآن هي تبكي لتذكرها لوالدتها وخوفها من الموت ابعدها عن حُضنه
ونظر لوجهها بعد ان قبّل جبينها: مُهره....تعوذي من الشيطان.......قولي لا إله إلا الله....كلام الدكاترة لا يودي ولا يجيب.....وكل اللي قالته لك احتمالات لا اقل ولا اكثر....مثل ما قلت لك...انتظمي على هالعلاج......وبإذن الله الشهر الجاي لرحنا لها بقول لك كل شي سليم و اوك...

مُهره مسحت دموعها وبدأت تطمأن بحديثه: ان شاء الله .....ما فيني تليّف ....إن شاء الله.....
رنّ هاتفه سحبه من مخبأ ثوبه نظر للاسم
فتحدث: هذي امي.....
نهض وابتعد عن مُهره قليلًا
.................................
كانت في غرفتها للتو خرجت من الخلاء بعد استحمامها وارتداء ملابسها
اتصلت عليه من أجل ان تطمأن على سلامته وتسأله عن سبب اختفاؤه من الصباح الباكر إلى الآن
اجابها فقالت بهدوء: وينك أنت؟.......طالع لي من الصبح .....للمغرب .....فيك شي؟......صاير لك شي....؟
قصي حكّ جبينه لا يعلم كيف مضى الوقت ....ببداية الأمر اجبر مُهره على الذهاب للمستشفى وبسبب عنادها ...ورفضها القاطع ..اخبرها أنه سيذهبان بعد صلاة الظهر دون ان يترك لها مجالًا للنقاش!....ورضيت ...وبعد الصلاة اتى إليها وذهبا إلى المستشفى مباشرة .....وبعد ان اخبرتهما الطبيبة بالاحتمالات التي أخافت مُهره اضطر أن يتمشى معها من أجل تخفيف توترها وذهبا بعدها لإحدى المطاعم ليتغدى ومضى الوقت عليهما بسرعة !
: لا أنا بخير يمه....بس طلعت من اخوياي....
ام سيف بشك: طيب.....ارجع بدري....الليلة خالك عازمنا على العشا.....
قصي بهدوء: طيب....ساعة وبشوفيني قدامك....
ام سيف: مع السلامة
أغلقت الخط وأخذت تفكر وهي تردف: الله يستر منك يا قصي......اكيد وراك شي....ومخبيه علينا...الله يستر!
............................

قصي اقترب من مُهره ابتسم لها: انا مضطر امشي مُهره.......بس مابي امشي وانتي على هالحال.....
مُهره ازدرد ريقها نظرت له بنظرات باهتة: لا تحاتيني انا بخير.....
انحنى وقبّل خدها وطبطب على كتفها: ارمي حملك على الله وباذن الله ربي بيفرجها........لا تنسين تاخذين دواء.....وقفلي الشقة بعد ما اطلع....واهتمي بنفسك.....راح امرك بالليل ....بجي اطمن عليك.....طيب...
مُهره : طيب...
ثم خرج وتركها تخوض الذكريات حول والدتها وحول مرضها
انكمشت على نفسها وبكت بخوف من لو كان الأمر حقيقًا لها
!
..................................
حاول إيقاظها لترتشف القليل من القهوة حتى تستعيد وعيها ولكن أبت ذلك ...وأخذت تشتمه للابتعاد عنها......وبقيت مستلقية على الكنبة بخمول.......فتحيّر معها كيف يجبرها على احتساء هذه القهوة ؟.....نهض واخذ يُراقبها بعينيه الباردتين!.....حقيقةً هو يعرف كل شيء عنها.......جنونها في الماضي....عنادها.......قراراتها السريعة..........وجرئتها على الاقبال في الحب ثم الزواج ضاربة بحديث والدتها وأمير بعرض الحائط.!.....لن ينسى عينيها المتذبذبتين .....مُنذ إن كان عمرها اثنا عشر سنة .....فقد في ذلك العمر ...هو للتو متوظف مع زوج والدتها أمير......كانت هادئة......لديها حدّه في عينها تجحدان حزن......وتردد وتأتأة عارمة في التحدث مع الغُرباء اشفق عليها....وكثيرًا!....وبسبب قربه من أمير....فهم الكثير من شخصياتها .....وسبب اضطرابها!

اقترب من جديد وضع يده على كتفها همس : نور....
نور همست وهي مغمضة لعنيها وبهذيان: نورة ماتت!
لم يفهم شي مما تقوله.....نظر لساعة يده......المستشفى لم يكن بهذا القرب ليصل أمير بسرعة! ....لذا لن يستسلم في ايقاظها....
لذا سيسحبها وسيجبرها على النهوض لترتشف القهوة رغمًا عنها...
فانحنى ليصل إلى مستوى جسدها كان مترددًا ولكن .....من المؤكد إن لم يفعل ما أمره أمير سيوبخه !
لذا وضع كف يد تحت ابطيها ورفعها من على الكنب
واخذت تتفلّت من يديه كالطفل الصغير! تأفف
وهي جلست بطريقة مملة وجثلت على ركبتيها على تلك الكنبة فجلس بجانبها ليمنعها من العودة للاستلقاء
نظرت لوجهه وهي تحكّ رأسها بملل وتردف بثقل: what do you want?
سحب الكوب من على الطاولة ومد يده لناحية فاهها ليشربها إيّاه
فاتعدت لتبتسم ببلاهة وعينين محمرتين : نو نوووووو....
مسك على وجهه واقتر منها اكثر وامسكها من رقبتها بخفة وقرّب الكوب من فاهها واجبرها على ان تشرب كمية ليست قليلة ...ما إن ابعد يده عنها حتى شتمته وضربته على كتفه
فقال: سوري....لازم .....تشربين.....
سحبت رجليها من على الكنبة .....ووضعت قداماها على الأرض لتتسلل البرودة لجسديها فارتعشت ولكن لم تبالي
نهضت ودارت الدنيا في عينها وكادت تسقط على الطاولة الزجاجية التي امامها
ولكن ماكس سحب الطاولة بسرعة من امامها لأنها الأقرب إليه!
فسقطت منكبة على وجهها على الأرض...وارتفع صوتها بالضحك.......والبكاء!
فنهض وسحبها من على الأرض.....ومدّ الكوب لها قائلا: بليييييييييز..........شربي....
نظرت إلى وجهه .....بتمعّن.....وبنرفزة...قوّست حاجبيها: انت مو بهاء؟
اغمض عينيه ليمتص القليل من الصبر!
كرر عليها: شربي!
عندما لم يرى تجاوبها له....اعاد حركته تلك ....حتى جعلها تشرب القهوة كلها....وفجأة كحت بقوة وهي تضرب يده ليبعدها عنها......ابتعدت وترك لها مجالًا لتتنفّس.....بكت.....بلا دموع....عندما شعرت بالاختناق وعندما هدأت .....رمت نفسها على الكنبة اشارت له بحقد
: I will kill you!
وضع الكوب على الطاولة......ولم يهتم لحديثها....ولا لتهديدها.....نظر لساعة يده .....ثم نظر إليها واستمع لهذيانها......مسكينة .....مسكينة تلك الفتاة.......تعيش صراعات ما بين الماضي والحاضر هذا ما فهمه!....تشعر بالخذلان والذل والخوف!....ولكن لا يدري لماذا؟.....تردد أسماء .......احدهم غريب عليه والآخر مألوفًا له!.......نظر لكف يدها واستوعب انه لم يقم بتعقيمه.....ضرب على جبينه ثم نهض ....دخل إلى غرفة جانبية هي لا تعلم ما هيتها؟!
ثم خرج وفي يده حقيبة صغيرة ...اقترب....منها ....ثم جلس أمامها كانت تنظر لفراغ ما بعينين فارغتين.....تحدث
: لازم اعقّم الجرح!
نور شعرت بصداع مفاجأ لها.........كانت سترفض وتبتعد ولكن ثقل جسدها لم يساعدها على النهوض فماكس سحب يدها من حجرها.....واخذ يعقمه......بلطف....فشعرت بحرقته......ولكن لم تسحب يدها....استسلمت لشد يده عليها......اخذت تنظر للجرح...
همست: عذاااابي.....
ماكس لا يعلم ماذا تقصد بتلك الكلمة؟! لذا اكمل عمله.....
وقام بوضع شريط اللاصق طبي على الجرح
ثم حوّل نظره على خاصرتها......قميصها كان لونه فاتح......كان لونه اصفر....وهناك بقعة دم لم تخفي عن ناظريه.....
تحدث بهدوء وباحترام(مترجم): هل تستطيعِ تعقيمه؟
وأشار له
قوّست حاجبيها، بعدم وعي لِم يقوله.......ونظرت لأصبعه إلام يُشير فتحولت انظارها للاتجاه.....حرّكت رأسها
: ماله داعي.....
ثم نهض ماكس وعاد للغرفة ....وانفتح الباب هُنا ...ودخل أمير.....ووجهه محمر ومكفهر....ومليء بالغضب....اغلق الباب بقوة حتى انها ارتعبت وتحولت انظارها من برود وعجز إلى صدمة وخوف!




.


حدّق فيها مطولًا......لم ينظر إلا لسرابها....لعتمتها......وسواد هالتها!......كل شيء بها مبعثر....كيانها.......روحها...جسدها.......ملابسها قذرة ومبعثرة......شعرها قذر ومبعثر....ووجه شاحب.....وجامد....وجسد يرتجف......وبقع دم على قميصها....وبنطالها ايضًا.......تقدم خطوة للامام
ثم خرج ماكس من الغرفة
امير تحدث بهدوء لماكس: ماكس تستطيع الانصراف.....
ماكس نظر إلى نور ثم إلى امير حرّك رأسه برضى .....ثم خرج!
أمير........اقترب منها....هل ما زالت فاقدة؟.....أم أنها استعادة وعيها!؟....ستعاتبه ديانا......ستعاقبه....على ما فعله بها.....كان يجب عليه أن يحميها بدلًا من ان يتركها بصدمتها تجول في الشوارع والطرق.....!
هل عادت للوراء.....!
هل يبخها كما كان يفعل في الماضي.......هو الآن شرارة غضب تمشي أمامها...وهي لم تشعر بحرارتها إلى الآن....
ما إن اصبح امام وجهها حتى ......تسارعت أنفاسه واشتم رائحتها وعزّ عليه أن يراها بهذا الحال!
لا يُريد منها ان تميل كل الميل....!لا يريد منها أن تنغمس في دور لا يُليق بها.....
لم يسيطر على كبح غضبه وخوفه عليها....رفع يده اليُمنى.....وصفعها على وجهها....حتى بها مالت إلى الجانب الآخر من الكنب.....فتحت عيناها على آخرهما....استفاقت من شربها اللعين! نظرت إليه بجمود ...وصدرها يرتف وينخفض بشهيقين متعبين.......
انحنى ليقترب منها وشدّها من ياقة قميصها.....وهزها بعنف
وهو يكرر: بدّك ترجعي لوراء؟
صرخ منفعلًا: بدّك تضيعي تعب أمك؟
شدّه اكثر وقرّبها من وجهها وعينيها تبحلق في وجهه بصدمة
وهو يكرر بانفعال: بدّك تحرئي ئلبها عليكي؟
صرخ حتى ارتجف جسدها بخوف: بكفي...جنان......بكفي...عناد......بكفي نوووووور.....بكفي.....أنتي ما تنتقمي منّا....أنتي هلأ عم تنتقمي من نفسك!
ازدردت ريقها واختنقت بعبرتها
ليدفعها للوراء ويصطدم ظهرها على الكنب
انهار بقول: مانتي فاهمة شي........مانتي فاهمة ولا راح تفهمي.......ياللي بتعمليه....بياخذ صحتك مو صحتنا.....بياخذ جهدك مو جهدنا......انتي عم تموتي حالك ......بهالطريق الوسخ........نسيتي الألم؟....نسيتي احتيازك لمدة شهر ونص بالمشفى.......نسيتي...انهياراتك.....انسيتي.....صرا خك وجنونك حتى تتخلصي من ادمانك؟!.....اليوم اشربتي.....بكرا راح ترجعي تاخزي مخدرات كمان؟
صرخ عليها بقوة: جاوبيني؟
تشعر انها في داخل قاع بئر مظلم .....جدرانه عبارة عن شريط اسود .....يمرر عليها تلك الاحداث المؤلمة مع كل كلمة ينطق بها أمير....
انكمشت حول نفسها ....وكأنه تحمي جسدها من ملامسة جدرانه
عاد أمير إليها سحبها من يدها واجبرها على المشي
وهو يصرخ: فهميني.......انتي راضية على نفسك؟......حابة نفسك أنك مو ئادرانه تمشي من وراء شربك.....؟......فرحانه كتير أنك نسيتي كل شيء بس خلال دقايق محدودة؟
كادت ان تتعثر من جديد في الطاولة بسبب عدم اتزانها.....في المشي...ولكن سحبها للناحية الأخرى ورماها على الكنبة دون ان يراعي ضعف جسدها....ضعف حالتها النفسية!
امير متعب.....وخائف....وغاضب......مسح على رأسه
وأشار لها: ما راح اخليكي من يوم وطالع تطلعي لوحدك.......راح تطلعي معي انا.......وبس........وراح تتئبلي....كل شي....متل ما تئبلتي حياتك في بريطانيا.....لا تعملي لي جنان......انتي ما عدتي صغيرِ.....حتّى جني....وتعملي حركات مراهقين.....انتي صرتي أم....بتفهمي هالشي؟.....لازم تستوعبي انك كبييييرة..حتى...تتزني في افكارك وقراراتك....وتئدري تعيشي ....وتعيشيها معك بسلام....
ثم امطر عليها بالاعترافات المرة: أنا اليوم هون....بكرا راح كون متل امك......وانتي اكثر وحدي بتعرف....هيدا الشي....حياتي بخطر....وانتي ما عم تساعديني اعتمد عليكي...واسلمك كل شي.......
ضرب على فخذيه بلا حول ولا قوة: ما بعرف امتى راح تتخلصي من شتاتك؟....من تخبطاتك....انا اتعبت.....نور والله اتعبت......انتي منّك ئادرة تساعديني وساعدي نفسك.....وهالشي عم يتعبني يا نور!

ثم مشى موليًا بظهره عنها ليدخل في غرفته
اغلق الباب بقوة.....وانكمشت حول نفسها
انفجر بحديث مؤلم على فؤادها......توجعّت من حديثه.......اشعرها بثقلها وحملها عليه!.......اشعرها فقدان سيطرته على ان يساعدها في استرجاع روحها التي سُلبت...

نهضت من على الكنبة....وترنحّت قليلًا ولكن شدّت على اعصابها وعلى قدميها للثبات على الأرض!
الآن نستطيع أن نقول نور استعادة كل وعيها!
ازدردت ريقها بصعوبة بالغة في الألم....مشت متجهة لباب الشقة للخروج......اغمضت عينيها ......تغيّرت ملامح وجهها لتدل على البكاء.....ولكن لا دموع تذرف ولا صوت يخرج!
تنفس باضطراب مخيف!
ثم مشت.....
نظرت لباب أمير......نفضت رأسها....وكأنها تنفض ما قاله كله!
يلومها....وهو السبب!.....يعاتبها لأنها تسببت في تعبه
وهو الذي بثّ في جسدها سمًا تعاني منه مُنذ واحد وعشرون سنة!
يريد أن تساعده في تجاوز كل الأشياء السيئة ....وهو اشيائها السيئة ذاتها!!
مشت خطوة اخرة
انتهى حبهما بموت ديانا.......وبدأ عتابه لها ...وكأنها هي السبب في موتها هكذا فهمت وأولّت حديثه!
تعلم غضبه هذا مماثل لغضبه في الماضي
حينما يراها تعود مترنّحه ولكن بمختلف التوبيخ
كان في السابق يقول
: جنيتي؟.......تشربي هيدا السم.......لك حرام.......
هي تردف: انا منييييييي مسلمة....
تصفعها على وجهها والدته لتردف: وهيدا مو مبرر حتى تشربي! بكفي جنان......يا بنتي...دخيل الله تعبت معكي.....شوفيني اعمل حتى ترضي .....ئلي لي....
تردف بجمود وهي تترنّح امامها: موتي!
..............
شدّت على عينيها، ها هي توفت......ولم تكف عن تمردها.....ولم ترضى عن نفسها وعادت في تخبط عدم قبول حياتها من جديد...
استقرت يدها على مقبض الباب......انزلته للأسفل لتفتحه ولكن داهمتها يد في سحبها للخلف لتمنعها من هذا الجنون!.....لتترنّح خطوتين واسعتين للوراء ....واتكأت على الجدار لتمنع نفسها من السقوط!
اقفل الباب وسحب المفتاح
كانت ينتظر منها صرخة.......تحقير لأفعاله......تعاند كما تفعل في السابق ...ولكن لم يرى منها سوى الاستسلام والضعف!
رحم حالها.....وسحبه نفسه من جديد للغرفة لكي لا يُزيد الأمر سوءًا ولكن قبل أن يذهب أشار: هذي الغرفة اللي إلك!
وبقيت تنظر لبابها المشار إليه بعينين منتفختين خاليتين من الدموع محمرتين بشكل مرعب
وجسد يرتعش...ونفس بات مسموع....تسمع طنين في آذانيها.....مزعج .....وللغاية شدّت على آذانيها....بقوة......لتسكته....وداهمها الصداع......لم تدخل الغرفة....عادت للكنبة من جديد ورمت نفسها عليها وحدّقت في السقف لساعات طويلة، وهي صامتة ......وهذا الأمر اثار الرعب في فؤاد امير!
.................................................. ..............
.
.
.
سحب هاتفه ، لا يُطيق أن يمدد الأمر اكثر ......فالأمر مع نور بات صعبًا وعليه أن ينهي أمر مُراد ......ويطلبه بالمجيء هُنا من أجل أنت ينهيا الأمر.....ولكن ما فعله الآن......سيزيد من الأمور سوءًا ما فعله ......كسرها يعلم بذلك جيّدًا كسرها.....وربما جعل منها رمادًا يتطيّر في نفحات الهواء بسهولة!
اتصل وانتظر رده...
.................................................. .....
بينما مُراد حاول أن يخرج نفسه من ضجيج ما يفكر به.......بالاحتفال بصديقته بيوم ميلادها!.......حيث طلب منها الخروج لموعد غرامي باهت مزيّف .....عقيم لا يّولد الخير بل ولود بالشر الكثير!
فاجأها بمجموعة غنائية كبيرة تخرج امامها لتعزف ألحانًا رومنسية .......رقص معها رقصة السلو.....وبدأ جسدهما يتناغم مع أنغام الموسيقى ........كانت الفتاة في غاية السعادة والصدمة منه!....تعجبت من اتصاله عليها حقيقةً وتصريحه في حاجته لها........لبّت رغبته سريعًا غير مصدقة.......هي تحبه بصدق.....وهو يحبها لحاجته واوقاته الخاصة !.....تتمنّى لو يتوقف بهما الزمن عند هذه النقطة.......عند هذه اللحظات ......تتمنى لو تتلاشى معه ليجدا نفسهما بعد ذلك في مكان منقطع عن الناس ولكن مليء ومحفوف بحبه المتبادل لها وعطفه عليها وحنانه كما هو الآن ..........
بعد أن تغيّرت الانغام والالحان إلى ضجيج يتردد بصوت عالٍ وتصفيق ....التفت اناظرها لمن يحمل لها تلك القطعة من الكعكة والمزيّنة بالشوكولاتة التي تتلذذ في اكلها
ارتفعت الأصوات بقول (Happy birthday) باللغة الألمانية
حضنت هنا مُراد تشكره على مفاجأته لها، وقبّل يدها وأشار لها ان تجلس على الطاولة .......وبدأ بنثر كلماته وجمله الغير واقعية لوهمها بهذه اللحظة!
سمع رنين هاتفه هنا.....وسحبه من على الطاولة
كان سيغلقه ولكن ....الاسم الذي يُضيء على الشاشة جعل نبضات قلبه تتخبط !
أشار لها ان تمهله لثانية وشعرت بالخيبة من هذا الاتصال!
خرج من المطعم بأكمله.....
ووقف على رصيف الشارع
أجاب: اهلين امير...
امير بجمود: بكرا بدي شوفك في باريس......حتى ننهي كل شي بيخص نور.....

مُراد سرح في عمق أفكاره، هناك شعور.....يصرخ به ليندفع لخطة جديدة تمكنّه من رؤيتها!
لا يدري ماذا دهاه؟ ولكن هو خاسر....خاسر من هذه الصفقة اللعينة ........خسر رغم ربحه بالكثير من المال! ولكن يُريد أن يعيد نفسه ويثبت لأخيه أنّ الأمور لن تسير على ما يُريده هو بل هو ايضًا له الخيار والقرار ليسيّرها كما يشاء!
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه

وهو يعبث في لحيته بيده : ما عندي مانع بس بشرط....
امير شدّ ما بين اسنانه: اعطيتك وجه اكتر من اللازم.....ما فيك تشرط......وراح تطلأها (تطلقها)....ونخلوص من هالسيرة....

مُراد تمشى بعبث أفكاره على الرصيف بهدوء وبنبرة يتضح بها الكثير من الخبث: اوك........هسه لا تلومني لو ما طلقتها انت رفضت........واظن آني اعرف مكانك زين......اقدر اوجّه عليك العدو اللي هربت منه.......عاد أنت بكيفك......تصرفه معه إن قدرت...

أمير شتمه بغضب ونهض ليضرب بيده على النافذة بقوة: ما ستبعد أنه انتّا وخيّك متورطين بهاي الشغلي .....وبقضية محاولة قتل لويس....

مُراد بسخرية: تف من تمّك يا رجل!........ما ندّخل نفسنا في متاهات شبه سياسية يا أمير.......حنّا بريئين هالمرة من هالهجوم الهمجي......بس قادر الف الحبل على رقبتك.....لا تستهين فيني.....وعارف نور هسه وبهيج وكـَت محتاجة لوجودك ....خاصة بعد وفاة ديانا
وبسخرية: الله يرحمها!

امير ازدرد ريقه .....واغمض عينيه تحدث بتهديد: موضوع ديانا ما راح ناقشك فيه....راح أأجلوه ....اتركنا في موضوع نور.....ولا تحاول تهددني.....لأني انا شخص ما عندي شي بخسروه.....بس انتّا عندك أشياء كتيرة ممكن تخسرها......بس منّك حاس فيها.....!
ضحك مراد ليستفزه: قصدك مثلا داليا؟؟....ولا جورج؟
أمير بنبرة باهته: أغلى من داليا وجورج!

مُراد قوّس حاجبيه لن ينكر نبرة أمير أصبحت مُخيفة لفؤاده ولن يستبعد أن يضربه بضربته القاضية بعد ان حوّلا هو وأخيه حياته الى جحيم!
: لا تطولها عليّ......تريد تسمع مني الشرط لو لا؟
أمير سكت
ابتسم مراد: افهم منّك تريد تسمعه....
أمير زفر بضيق: شو هالشرط؟

مُراد بابتسامة نصر: اشوف بنتي!


انتهى





JAN 06-18-2020 06:20 PM


البارت الثالث عشر
.
.
.
.



في تمام الساعة التاسعة مساءً ، امتلأ المكان بضجيج السعادة وامتلأ الهواء بعبق عبير الفرح وامتزج برائحة العود والعطور.....!
بحكم كبر سنة ......وكونه كبير افراد عائلة الناصي جلس في وسطهم
رحّب بهم .....بحرارة الكلمات والجمل،

تحدث بو سيف: الف الحمد لله على سلامتك يا خالد.....والف الحمد لله والشكر ربي حفظك وسلمك من شرهم.....

خالد ابتسم له: الله يسلمك يا عم...

بو ناصر وجّه حديثه لأخيه: ولا عاد تخليه يرجع لهناك وأنا اخوك النار شابه فيهم ولا عادها طفت....

بو خالد بجدية: لا والله ما راح يرجع لهناك....انا قلتها له وبعيدها عليه مرة ثانية قدامكم....السنة هذي يشيل من راسه فكرة الابتعاث ابد ابد....

همس سعود في اذن خالد : الله يعينك .....حجروا عليك يا ولد عمي....الله يفك اسرك منهم...

ابتسم خالد وقاوم ضحكته حتى همس الآخر
بندر: ابوي الود وده...يخليه ينام عنده بالغرفة من زود خوفه عليه .....
قصي همس بنبرة وصوت انثوي تنم على السخرية : مرا يخاف على سوسو

ضحك هنا سعود بخفة: هههههههه واضح عمي يغلي ويعز خويلد اكثر منك....يا بندر...

جسار ليشعل النار قال: أصلا أنا شاك بندر يصير ولد خالي......دايم خالي معطيه طااااف كبر وجهه!

بندر قرص فخذه : كل تبن...
عزام : حدك عاد لا تضرب توأمي
بندر كش عليهم : مالت عليكم.......اشوفكم مسوين نفس الحلاقة ....صايرين مثل طقم الفناجيل ...

جسار ارتشف القليل من الشاي: والله من القهر تقول كذا
عزام بتعزيز لأخيه: اترك عنك هالمتخلف .....واضح مضغوط من اهتمام خالي لخالد....

بندر بنفس الهمس: لا مضغوط ولا شي بس بـ اخلي خويي يرميني بالرشاش عشان اختبر معزتكم كلكم.....حاب اجرّب شعور الاهتمام من العيلة!

عزام باستهبال: نذر تكاليف المستشفى علي!
قصي ضرب على صدره ليكمل بهمس: وانا المرافق لك!

سعود : اتحداااااااااااك تسويها.......ومن جهتي لو سويتها لك مني اللي تبيه!

خالد ضحك بخفة ونظر لهم: ههههههه عن الخبال ....ولا تتحدونه اعرفه بندوره خبل وسويها .....

دخل ناصر في جوهم : شعندكم؟ تتساسرون؟

بندر لكزه في صدره ليبعده عنه بعد أن انحنى قليلًا عليه: خنقتني يا شيخ....وخّر.......قسم بالله متّنت يا نويصر!

ناصر قبصه من زنده: انتبه مني صاير اشيل حديد ....كل هذا عضل ما هو شحم....مثلك!

خالد ضحك بخفة وبنفس النبرة: الله ياخذكم لا تضحكوني.....ناووين تفتحون جروحي انتوا....

سعود بطنز: انت صاير تضحك مثل المهرج على كل شي....واضح منّك مستوعب لحد الحين أنك عايش!

بندر: شعرفك فرحان وصل السعودية بالسلامة مو مصدّق طلع من فلم الرعب اللي عاشه هناك...
قصي بابتسامة: والله ما ينلام


خالد حاول النهوض ليبتعد عنهم ليمنع نفسه عن الضحك والغضب نفسه! ولكن تحدث ناصر: اجلس...ما عليك منهم هالمخبّل ذول....


ارتفع صوت بو ناصر بقول: والله بو سلطان.......مصر بس التحاليل يعني....تعرف .....الحين هي الحد الفاصل بينهم وبين الزواج....

بندر ركّز مسامعه على ما يقولونه
تدخل بو سيف : الله يرزقها بالأحسن والأفضل والزواج قسمة ونصيب...

بو خالد بهدوء دارت عينيه على ابنه بندر وتذكر رغبته الشديدة في الارتباط بها
: التحليل الوراثي اللي ما قبل الزواج ........يا خوي قلل من امراض كثيرة.......صدق في ناس يزعلون.....بس يزعلون في فترة لحظية ....احسن من انهم يزعلون عمر لم يشوفون عيالهم يعانون....وان شاء الله شيخة بيجيها اللي يسعدها ......وهي توها صغيرة وانا خوك لا تستعجل على رزقها....

بندر نهض كالمقروص
إذًا اتصالاتها اليوم الغير منتهية من أجل هذا الامر؟ استأذن ونهض...
بينما ناصر وسعود نظروا ببعضهما البعض
متسائلين متى اجروا التحاليل؟

ايعقل اليوم شيخة غيّرت أفكار والدهم حتى به اتخذ من هذا الأمر مخرجًا امام الناس لأنهاء هذا الموضوع؟
بينما البقية لم يهتمّا للأمر كثيرًا !

بو ناصر هزّ رأسه مؤيدًا لحديث أخيه
وشاردًا في ذهنه متذكرًا حديثه مع أبا سلطان قبل ساعتين من الآن....
كان متردًدًا ومنحرج للغاية ....دعاه أن يخرجا إلى اقرب مكان ممكن بعيد عن ضجيج الناس ليتفاهما
خشي أبا سلطان أنّ هناك أمر كبير قد حلّ على عائلة صاحبه
لذا بعد أن جلسا على الكرسي المقابل له: تكلم يا بو ناصر صاير شي وأنا خوك؟
بو ناصر
قلبهُ لم يهدأ، عينيه متشتتين كعينين تلك الضائعة في هفوات أنانيّتهم
: بو سلطان اللي بقوله لك ......ما يسّر....ومنحرج ....كيف ابتدي.....وكيف انتهي....منه....

بو سلطان ....سكت.....يفهم حالة صاحبه ......موقفه هذا أعاده بالذكريات للوراء عندما أتى إليه ليخبره عمّ فعله بنورة وكيف تركها تذهب مع والدتها بعد تشكيكهم له من ناحية الأبوّة!
: خير يا خوي.....والله قلبي انقبض.....

بو ناصر تنهد بضيق: أنا تسرعت لم ردّيت عليك ....وقلت بنتي شيخة موافقة....الحقيقة أنها رافضة.....

بو سلطان فهم تلك الإشارة : وانت جبرتها؟

هزّ رأسه بو ناصر بخيبة أمل من هذه الدنيا كلها!

بو سلطان ضحك بخفة : ههههههه وهذا اللي مضايقك؟
بو ناصر قوّس حاجبيه: والله مضايقني ومحرجني...
بو سلطان بجدية: تقدر تقول سلطان بنفس رأي شيخة وانا ...
بو ناصر اكمل بسرعة: جبرته!
بو سلطان بهدوء: ما جبرته على كثر ما إني ضغطت عليه يتقبّل فكرة الزواج....سلطان مثل مانت عارف مبتعث في أمريكا........ومركّز على دراسته بشكل كبير....لدرجة ناسي نفسه وحياته الخارجية عن اطار الدراسة.....قلت له راح اخطب لك....بنت عمك بو ناصر.....وكان رافض الزواج....بس قنعته بالأخير......
بو ناصر نظر للفراغ وهو يكمل: اللي نسويه في عيالنا غلط........
بو سلطان بدفاع: لا ما هو غلط الغلط أنه نتركهم يسوون اللي يضرهم......
بو ناصر بندم: بس لو تارك الأمر على مبدأ موافقتها يمكن راح اخسرها ......مثل ما خسرت اختها....

بو سلطان : انت غلطان انك تجبرها مانكر بس فيه أمور ما لازم نتركهم يسوونها لأنها بضرهم مثل ما انا سويت في ولدي .......انا خايف عليه.....وهو برا ......وملذات الدنيا واجد......حبيت افرض عليه فكرة الزواج ....عشانه مو عشاني.....

بو ناصر بهَم: جاتني تترجاني......تحب ايديني وراسي......اني ما اغصبها تخيّل تقول...انا بنتك الوحيدة افرح فيني بس مو بهالطريقة.....حسيت وقتها انعصر قلبي......واني راح اغلط نفس الغلطة اللي غلطتها قبل عشرين سنة.....
بو سلطان ....فهم ضيقة صاحبه ....فهم انه وقع في فخ الندم الآن
: وضع شيخة مو نفس وضع نورة .....
بو ناصر بتنهد: إلا نفس الوضع........لأنه بصير النتيجة وحده.....راح اخسرها......راح تكرهني إني جبرتها حتى لو سلطان كان طيب معاها.....بو سلطان .....امها بعد صايرة تلومني .....وتنبهني إني بهالطريقة راح اكرر اللي صار في الماضي....

وما اقسى شعور الندم....وما أقسى الشكوك التي توارد الإنسان فجأة في صحة الأشياء.....هل يعقل أنه ادرك تسرعه في ذاك الأوان؟ هل يعقل أنه صحى من سكرة الغضب من الخيانة وبدأ يدرس الأمور من جديد ....هو يفهمه......يفهم شعوره الآن....شعور الندم يشع من عينيه ....ويخرج من رجفة شفتيه.........ما وصل إليه الآن....نتيجة لضغط ما حوله ......ليجعلوه هو السبب في ضياعهم!.....ام ناصر....ربما انفجرت خوفًا على ضياع سعادة ابنتها......وضربته على الجُرح القديم لتوقظ بضربتها مارد الندم!.....لم يكن بيدها شيء تفعله في السابق لمناصفة نورة........وليس لها حيلة في التحدث والتبرير.....والأمر حقيقةً جاء من صالحها.....فهي تخلّصت من امرأة شاركتها الكثير في يوسف!....ولكن لم تتمنى لتلك الطفلة الألم لم تتمناه لها ابدًا!

بو سلطان: ندمان يا بو ناصر؟
بو ناصر حدّق في صاحبه: خايف إني ظلمتها؟!
بو سلطان بلل شفتيه : قلت لك......وقتها ......لا تسرّع...
بو ناصر شد على قبضة يديه: الخيانة توجّع قلب صاحبها وتعميه عن الحقيقة!

بو سلطان اخذ نفسًا عميقًا: ما راح الومك!

بو ناصر: جاء من يلومني بعد هالسنين الطويلة!

بو سلطان ليهوّن عليه: ما نيب زعلان على فصخة الخطوبة ......ونقدر نقول للناس واقربائنا ....التحاليل ما هي متوافقة ......لا تضايق عمرك وانا خوك ما يهون علي اشوفك بهالحال....

بو ناصر...لمعت عينيه بحزن.....وبأسى على حاله: نسكر باب شيخة ....ومن يسكر باب نورة يا إبراهيم!

سكتت....لا يعرف كيف يواسي صاحبة والذي من المؤكد الذكريات باتت مسيطرة عليه .......استيقظ ضميره في وقتٍ متأخر وفي وقتٍ ضائع....لا يمكن ترميم شروخ الماضي .....ليس مستحيل ولكن من الصعب جدًا ......إن فتح يوسف باب الماضي......فسيعبث هواؤه بحاضرهم جميعًا!

بو سلطان: يوسف......أنت بيدك سكرت هالسالفة ......واذا انت مقتنع بكل الاقتناع مثل أوّل .....ما راح يهزك من يلومك بعدها......انت واثق أنها....
قاطعه برفض شديد: ما ني واثق يا إبراهيم.....قلبي وقتها مشتعل نار ......على خيانة أمها.....ضربي لها ...لحد الحين ما طفّى نيران الخيانة اللي بصدري....حبيتها....سلمتها هالقلب....وبالأخير جازتني بهالجزا.......عطيتها ثقة كبيرة.......وما قدرّتها.....

بو سلطان بهدوء: قلت لك......مستحيل توصل للخيانة الجسدية.....يا يوسف.....هي دايم تحت عينك وعين زوجتك....ولا تطلع إلا للضرورة......ولا تعرف أحد هنا!

بو ناصر اغمض عينيه ليردف بضياع: ما ستقمت في التفكير في وقتها...وتهاونت في ورقة التحليل ولا فتحتها...وامير استغل ضعفي وسحبها من يدي....كل شي وقتها انهار .....كان كل تفكيري .....آخذ حقي منها بدون فضايح.....بس حتى حقي منها ما اخذته!.....كان المفروض اروح لأبوها واعلمه بكل شي...عشان تعرف إن الله حق.....

بو سلطان : ما ينفع هالكلام.....ما ينفع الحين يا يوسف......ما قدر اقولك انسى.....بس بقولك إذا بتستمر في وضعك هذا ....راح تضر صحتك....وتخسر اللي حولك!

بو ناصر بتنهد: آه.....يا إبراهيم.....آه........دايم انا متسرع ......دايم......يا خوفي اصير ظالم.....ظالم لهالبنت......

بو سلطان طبطب على كف يد صاحبه: هونها وتهون ......هونها وتهون يا خوي........

هز بو ناصر رأسه واخذ يفكر بطريقة أخرى في انهاء تأنيب هذا الضمير!
................................................
من أنواع ظلم الإنسان لنفسه أن يقدم سعادة من حوله على سعادته هو .....وأن يجعل قلبه يتمزّق في اجباره على تحمّل مشاعرٍ فوق طاقته!
نزلت من غرفتها بعد صراعٍ طويل....بينها وبين نفسها.....لا تريد أن ترى عمتها لا تريد أن تستمع لنصائحها في العودة لزوجها ولا تريد أن تعرف خالتها بذلك !
ولكن لم تستطع أن تتركك اختها نوف لتأخذ دورًا صعبًا عليها
فهي ملزمة في الجلوس معهم .....فنوف ربما ستخجل من الجلوس معهم لتبادل اطراف الحديث......فهي ما زالت صغيرة .....لا تريد أن تحمّلها اكثر من هذا الحمل!
القت السلام عليهم ثم نهضت

ام ناصر: يا هلا وغلا ببنتي......اخبارك يا يمه؟........إن شاء الله تحسنتي الحين.....

ثم مسكت يدها بعد أن سلمت على عمتها التي كانت هادئة وتنظر إلى حالها بجمود وبتوتر ملحوظ!
اجلستها بجانبها

ام سيف : اخبارك يا م عبد لله...
الجازي...بلعت غصتها : بخير...
كان عبد لله في يد خالتها أم ناصر: فديت عبادي كبر.....وتغيّر علي...
ثم نظرت للجازي: يمه طمنيني عليك ....الحين؟...ما في شي يوجعك.....

شعرت بالغصة من هذا الحنان .....من هذه النبرة.....من هذا الشبه الذي يذكرها بوالدتها هزت رأسها لتكتفي بقول
: بخير ...بخير يا خالتي...
بينما ام سيف التزمت الصمت وأخذت تنظر للجازي
فنظرت إلى ضعف جسدها وقلّة حيلتها وجهها شاحب قليلًا ومصبوغ بالصفرة .....عينيها مشتتين لكي لا تنظر لها....
بينما شيخة كانت جالسة تنظر لهما بصمت
الجازي لم تسلم عليها وتصافحها لأنها رأتها قبل قليل ....
تحدثت الجازي بهدوء: شيخة....وين نوف....
شيخة : في المطبخ......بجيب الشاهي والقهوة....
ام ناصر: قومي ساعديها يا بنت وبسّك من هالجوال.....هذا اللي بخرّب لك عيونك وعقلك...
ابتسمت شيخة ونهضت بحرج لتخرج متجهة إلى المطبخ
سمعت رنين هاتفها ونظرت للاسم فأعطته مشغولًا
لتنتقم منه فطيلة تلك الساعات الماضية لم تكف عن الاتصال عليه ولكن لم يجيبها ربما بسبب زعله عليها !
اتصل مرةً أخرى ....فوقفت في منتصل الصالة قبل أن تدخل إلى المطبخ
تحدثت ما بين اسنانها: شتبي؟
بندر فهم نبرة تلك: صدق اللي سمعته....
شيخة ادارت عينيها كالمغشي عليه وبنبرة سخرية: وش سمعت ؟
بندر ينظر لباب المجلس بحذر: تحاليلكم طلعت مو توافق؟!
شيخة تحدثت بهمس: ابوي قال كذا؟!
بندر : أي
شيخة ابتسمت.....إذًا ابيها انهى الأمر امام افراد عائلتها من هذه الناحية تنهدت لتردف: لا مو هذا السبب صدق سالفتي مع هالآدمي انتهت بس مو كذا السالفة....
بندر بشك: يعني انتي اقنعتيه مثلا؟!
شيخة لتنهي المكالمة: تقدر تقول.....بندر افهمك كل شي بعدين ....ماقدر أطول بالمكالمة الحين باي...
بندر بشتات: باي....
شعر بالراحة والطمأنينة ولكن الفضول يأكل منه الكثير ليعرف كيف استطاعت اقناع والدها
دخل المجلس....وجلس بالقرب من أولاد عمه
بو خالد: بندر قم صب قهوة لعمانك......
سعود قبل أن ينهض لكزه في صدره وبهمس: الحمد لله أنك جيت ولا كان استلموني هالشيبان...
همس بندر: كل تبن...
جسار بنذالة: يلا صب صب...بس.....ابدأ من اليمين
قصي رفع حاجبه: وجب لي معك من هالحلى.....
بندر سحب دلة القهوة من على الطاولة وهمس لهما: سكتوا لا افقع وجهكم ابها الحين
خالد وناصر ضحكا بخفة دون أن يلحظ ابويهما ذلك
بينما بندر نهض ليناولهم (فنجان القهوة)
وعلى أوتار الأحاديث والضحكات والهمسات
دخل وهو يقول: السلام عليكم....
التفتت الأنظار إليه
وجمدّت انظار بو خالد عليه!
وهمس عزام وجسار في آن واحد بصدمة: سسسسسسيف
بينما قصي لم يستغرب من مجيئه هنا!
..............................

.
.
.
نوف خرجت من المطبخ وهي تنوّه على سينا بوضع صحن البقلاوة بالقرب من الضيوف على الطاولة التي امامهم وليس الجانبية
ثم قالت: وبعدها روحي قولي للجازي تنزل....
شيخة اقتربت منها: نزلت وهي داخل...
نوف ضربتها دون سابق انذار: الله ياخذك وينك تاركتني احوس معها
وأشارت على الخادمة: لحالي
ثم نظرت لسينا: دخلي يلا وش تنتظرين
سينا هزت رأسها: حاضر ماما...
شيخة : والله تو جيت بدخل جاني اتصال رديت ....وتو سكرت
نوف لعبت في حواجبها: مِن مَن؟

شيخة كتفت يديها: سلطان؟
نوف بحلقت في شيخه بصدمة: شنوووووووووووووووووووووووو؟
شيخه وضعت يدها على فم نوف وهي تتقهقة: هههههههههههههههههههههههههههههه جب وجع فضحتيني؟
نوف بعدت يد شيخه بقوة: أيا الخاينة .......وتقولين ما تبينه...
شيخة مستمرة في الضحك: والله امزح ههههههههههههههه أصلا ولله الحمد تخلّصت منه
نوف بشك : شلون؟....ما فهمت
شيخة سحبت نوف ليدخلا في المطبخ: شوفي.....أنا مادري كيف جاتني الجرأة ورحت كلمة ابوي
ضربت نوف على صدرها صارخة: اعترفتي بحبك لبندر له؟
وضعت هنا شيخة يدها على فم نوف وبانفعال: لا رسمي تبين تفضحيني وجع....
ثم ابتعدت عنها لتردف بنفس متسارع: يعني لو اعترفت له بشوفيني قدامك....لا والله بشوفيني بقبري...

نوف مسحت على جبينها: أجل كلمتيه في إيش؟
شيخة بهدوء: اقنعته أنه ما يجبرني...
نوف : واقتنع؟!
هزّت شيخة رأسها بـ(أي)
نوف بصدمة: والله ما اصدق....عمي يوسف يقتنع بهالسهولة وش صاير بالدنيا؟....لالا اكيد انك فهمتيه غلط....
شيخة : يا مجنونة .......هدي......يعني جيته من ناحية العاطفة ....وانتي تعرفيني ماعرف امسك نفسي......
نوف قاطعتها: فتحتي خزان الماي.....
تقصد دموعها
ثم اردفت: لا اكيد عمي فيه شي هاللي قدرتي عليه....
شيخه : اهم شي تخلّصت من هالسلطان وطاريه...
نوف لكزتها في بطنها: خلاص اجل حوليه علي......
شيخة ضحكت: بالله كيف احوله؟ههههههههههههه
نوف مدّت بوزها: المفروض قلتي لعمي لو هو يبي هالنسب صدق عنده خيارات متاحة مثلا يخطب بنت عمي نوف....بس اعرفك حيوانة ما تحبين الخير لي....

شيخة ضحكت بقوة: ههههههههههههههههه انا وقتها خايفة ......ولا ادري شقول...اصلا نسيت انه عينك عليه....

نوف برفعة راس: اصلًا عادي.....قلبه دليله ...هو بيجيني بدون ما تدلّينه أنتي علي...
دفعتها شيخة لتخرج : الحمد لله والشكر بس....امشي امشي ندخل لا يعطونا محاضرة بس....
.................................................. .

لم تستطع النوم ولم يهدأ لها جفن......تنظر للدفاتر والأقلام بعينين فارغتين .....عقله غير قابل بالاحتفاظ بأي معلومة.....مشغول بأمرها هي فقط
خائفة من أن تكون إحدى ضحايا ذلك المرض......لن تنسى ألم والدتها منه .....لم تنسى أنّ في بعض الحين تصرخ من شدّت الألم......والدتها تهاونت كثيرًا في الأعراض البدائية حتى إن هذا الأمر طوّر عليها من أطواره الشيء الكثير

لا تريد أن تخسر رحمها.....تخسر رغبتها في الإنجاب.....والأهم من هذا كله .....لا تريد أن تتألم وتتوجّع......لا تريد أن تخضع للصرخات والخوف من الموت!
انكمشت حول نفسها........مسحت تلك الدموع الساقطة ....حاولت ان تخرج نفسها من هذا التفكير السوداوي......لذا نهضت متجه للمطبخ.....غسلت وجهها
واخذت تكرر: مهره ....خلاص .....وقفي تفكير.....المكتوب مكتوب وما منه مفر هذا كلام امي.......اكيد ربي حطني بهذا الاختبار....عشان يشوف صبري......ما راح أخاف....ما راح أخاف.....
ثم قررت ان تطبخ لها شيئًا تأكله قبل ان تنام....
وبعد التفكير ......قررّت ان تطبخ لها باستا سريعة....
فاشغلت نفسها في تقطيع الطماطم......والجزر ......وتجهيز الزيتون الأسود والاخضر....والذرة فهي تحب أن تخلطهما مع بعضهم البعض في طبختها تلك!
حاولت أن تبقى صامدة مهما حدث لها!
.................................................. .................
.
.
.
لم ينم طيلة الوقت ، شرطه كان صعبًا ولكن كان عليه أن يوافق، اخبره رؤيته منها لا تُعني رغبته في أي أمر خبيث ناحيتها
بل من اجل أن يُجري تحليل إثبات الأبوّة ليطمئن انها ابنته وقايضه على هذا المبدأ على أن يغيّر نسبها وينسبها إليه!
لذلك وافق بضعف!
كان يفكر بحديثه معه وبأفعاله بها.........وبالعصابة التي من المؤكد لن تتركه!
خائف......تخلل قلبه الخوف من الموت ايضًا! لا يريد أن يعذبوه لا يريد أن يستغلّوا نور او ابنتها من أجل الانتقام!

لم يسمع لها حسًا وهنا أدرك أنّ نور تلاشت! ولكن ما سبب هذا التلاشي هل فعلًا سببه موت والدتها او معرفتها بابنتها
من المؤكد لا فلو فعلًا هذا السبب لفعلت فعلتها الأخيرة قبل أسبوع !
إذًا ماذا حدث عندما خرجت من هنا، هل عاد التنمّر؟ أم أنّ التخبط والتشتت داهمها فجأة واخلّ باتزانها؟!
لم يفهم سبب اقبالها على الشرب فجأة هكذا......لم يفهم السبب الفرعي ولكن الرئيسي هو مُدركه ألا وهو التخبط والضيّاع!
.
.
مضت الساعات والدقائق والثواني عليه ببطء وهو لم يستطع أن يغفو......اخبره انه سيخرج من مِيوُنِخ بالقطار ليأتي لباريس ...وهذه الرحلة تستغرق ما يُقارب الست ساعات تقريبًا!
يعلم مجيئه بالقطار لا يعني انه لا يستطيع أن يأتي بطائرة ولكن مُراد يريد أن يضيّق عليه الأمر......وشعل في فؤاده فتيل النصر عليه!
..
حدّق في ساعته .....كانت تُشير الى الساعة التاسعة والنصف صباحًا وهو لم ينم.....
تنهد بضيق ونظر لصورة زوجته الذي اخرجها من الدرج الجانبي من السرير!
تأملها.......وضاق صدره على فراقها
همس: تعبان يا ديانا......تعبان كتير!

قبّل الصورة بعمق واعادها في مكانها نهض ونظر من خلف النافذة ......تحيّر.....هل يذهب ويطمئن عليها...؟....هل يتأسف على ضربه لها!
نفض الفكرة .....لأنه يدرك لو فعل هذا الامر ستتمرد عليه أكثر مما قبل!
ضج رنين هاتفه سحبه بتعب وأجاب: الو....
مُراد : وصلت.....
زمّ شفتيه ...وقوّس شفتيه متسائلًا: كيف؟
مُراد فهم صدمته اردف بسخرية: انا مُراد مستحيل اتعب نفسي واجي بقطار.....غيّرت رأيي وجيت بطيارة ووصلت على هالوكَت المبكر.....هااا.....قولي وين نلتقي؟

أمير بدون تفكير: لو كافيه فوكيت( Le Café Fouquet’s)

مُراد : راح انتظرك....
ثم اغلق الخط.....وسريعًا أمير دخل الخلاء ليستحم ويستعيد نشاطه من جديد
لم يتأخر في الاستحمام فبعد عشر دقائق مضاها في التفكير......خرج ارتدى ملابسه على عجل ثم خرج من الغرفة ....كان سيعبر بخطى سريعة أمام الباب ليخرج من الشقة
ولكن سقطت انظاره عليها كنت ممددّه على الكنبة مغمضة عينيها .....واضعة يديها على بطنها ......تنهّد بضيق ثم خرج
!
.....
وهي فتحت عينيها المحمرتين......لم تنم .......طيلة الليل كانت مستيقظة.....تؤنّب نفسها على ما فعلته ......اجزمت الآن انها تعيش في تذبذب ديني لا يرحم!......ما فعلته حرام......وبشدّة.....ولكن من أي طريق؟.....من طريق الإسلام وهي غير مسلمة.....ومن طريق المسيحية لا تعرف الحكم ....ولكن تتمنّى لو لم يكن بنفس الحكم الإسلامي!! ...ثم تمتمت بالاستغفار و بضياع.... ثم ضحكت .....على نفسها وتذبذبها!

إلى أن استقرّت أنّ ما فعلته عقوبة شعر بها أمير بالفعل وإلا لم يجرؤ على ضربها ....آلامه المنظر واشعره بخسّة افعاله لذلك ضربها ولكن تُجزم ليس من حقه ان يصفعها على وجهها هو من اتى بها لهذا الجنون هو من دعاها إلى هذا الضياع والغربة الجديدة
...

لم تُزيح من على جسدها تلك الملابس ذات الرائحة الكريهة ولم تهتم في ارتداء غيرهم!
كل ما تُريده الآن الهروب هي اعتادت على الهروب والضياع في مُدخلات الخريطة الضيّقة اصبح الأمر ممتعًا بطريقة هزلية لها!
لذا نهضت واتجهت لغرفة امير ستعبث في غرفته وستبحث عن
جوازها.....ستخرج من هنا وستترك له تلك الفتاة .......وكل شيء.,...حتى نصيبها من والدتها لا تريده!
مشت بخطى بطيئة لناحية الدولاب....فتحته على مصرعيه
واخذت تبحث بطريقة عشوائية في ملابسة
تريد ان ترى اوراقًا .......تريد أن تلقى ملجؤها الوحيد للعيش كما تريد!
بحثت وبحثت ولم تجد شيئًا فذهبت لناحية السرير بعثرة أشياء أمير من لحاف ووسادات وغيرها ...
نظرت للكومدينة ....فتحتها .....واخذت تبحث فيها بجنون
كمتعاطي يرتجف باحثًا عن امله الوحيد في نجاته من الألم!
ولم ترى شيء سوى ضياعها !
حدّقت في الغرفة بضياع ....مسحت على رأسها
بات صوت تنفسها مسموعًا من جهدها الذي بذلته في بعثرت كل الأشياء حولها!
ثم وبطريقة مفاجأة بعد تفكير لعدّة دقائق ....وتحديق في اللاشيء
انحنت لتنظر لِم هو تحت السرير فنظرت إلى الحقيبة الرياضية
سحبتها .......وفتحتها سريعًا
وأول ما وجهتهُ
تلك الصورة التي التقطاها في لبنان
تلك الصورة التي تنّم عن رضاها عن حياتها معهما، نظرت لوالدتها التي تحتضنها من الخلف لتشد عليها لكيلا تتبعثر
وتنظر لنفسها وكيف كانت مغمضة لعينيها وكأنها لا تريد ان تستيقظ من هذا الحلم مع تلك الابتسامة التي لم تفارقها.... كانت تشير بيدها على رأسها وكأنها ستطلق نارًا أو سهامًا قاتلة فيها كل الذكريات ولكن كان ذلك مؤقتًا!
حدّقت في وجهه امير بكره .....والذي كان يحدق في وجهه ديانا بسكرة حُب عظيمة!
رمت الصورة باشمئزاز بعيدًا عنها ....واخذت تبحث عمّ تريده.......لم ترى جوازاتهم....جميعها لم تراها.....!
هُناك أوراق أخرى......بدأت تقرأ العناوين سريعًا
ورقة لدخول ابنتها في مستشفى الفلاني ......ورقة تدل على صحة ابنتها وأخرى تدل على توقيع بقاؤها في الدار....
واوراق مبعثرة لمستشفى الأورام.......وتوقيع والدتها على موافقتها للخضوع في العلاجات .....وو....
تحدثت بهمس: فيها ورم خبيث!؟
تنهدّت بضيق لماذا لم تخبرها؟ نفضت هذه الفكرة العتاب الآن لن يحل الأمر والعاطفة باتت ميّتة !
بحثت في الأوراق وقرأت
ما فيها فهمت انها ورقة تحليل لـ DNA
الاسم : يوسف محمد أحمد الناصي
واسمها على الجانب
: نورة يوسف محمد الناصي
قرأت النتيجة بهمس: التطابق بنسبة 99.99.....
.
.
.

جمدّت في مكانها، حقًا كما قال لها أمير هو شكّ في امرها
شكّ انها لم تكن ابنته واجرى التحاليل لإثبات ذلك....ولكن إن كانت النتيجة هكذا لِم تخلّى عنها؟!
لِم لم يُحارب من أجل بقاؤها عنده؟......ألي هذه الدرجة لا يُريد شيئًا يذكره بخيانة زوجته؟
ألي هذه الدرجة كره الأشياء كلها التي تذكره بديانا!؟
إذًا تركها تخوض هذه الجولة دون خداع كما ظنّت أم هناك شيء آخر!؟
صرخت وهي ترمي الورقة : ليش تحاولين تلقين له مبرر.....اصلا كلهم انانيين وحقيرين كلهم ....كلهم ....

نهضت واخذت تبعثر الورقة .....وتمزّق أوراق اخرى بقهر....تركل الوسادات برجليها...ورمت صورة ديانا ....وصورتهم العائلية على الأرض ليتناثر الاطار بعيدًا على الأرض وتتناثر شظايا زجاجه
صرخت: اكرهكم يا كلاب......اكرهكم يا حقيرين.....أنانيين.....انانييين.....

ضربت بيديها على الجدران عدّت ضربات......تريد أن تتخلّص من شيء عالق في قلبها.....تريد البكاء ونزول الدموع ولكن إلى الآن لم تنزل تلك الدموع اللعينة....
صرخت.........بأسمائهم واحدًا تلو الآخر تشتمه بأقذر واقبح الكلمات!
عاد نزف جرحها....وسقطت على ركبتيها تصرخ بجنون وتشد بشعرها : ليشششششششششششش ليششششششششششش ظلمتوني؟....ليش جبتوني لللللللللللللللللللللليش؟

انحنت على الأرض واخذت تضرب الأرضية بقهر وهي تكرر: وتلومومني لجنيت.....وتلومونييييييييييييييي لو خطيييييييييييت ....انتوا السببب....انتوااااااااااا.....
.....
سمعت اغلاق الباب الخارجي .....وطرق قدم احدهم بشكل متسارع ومتجهة لناحيتها.......نظرت لحذاؤه....وظنّت انه امير......
رفعت رأسها لتصرخ في وجهه:حقــ...
ولكن بترت تلك الكلمة عندما رأت ماكس واقفًا بذعر : شو صاير؟
ماكس لم يبرح مكانه من أمام الباب أمره امير ان يبقى لمراقبة نور......وأن يدخل إلى الدّاخل أن شكّ في الوضع أو شعر بحركة غير مطمئنة له
سمع صوت صريخها فدخل وهرعا إليها بخوف
لم تهتم لوجوده ضربت على فخذيها بقهر ووجه محمر وشعر مبعثر: كلهمممممممممممممم خدعوني....كلهمممممممممممممم انانيين ما يحبون إلا انفسهم حتتتتتتتتتتتتى يوسف....حتىىىى هذا........
واخذت تصفق نفسها بجنون ....صفعت وجهها......فخذيها ....وهي تكرر: استوعبيييييييييييييييييي ماحد يحبك....مااااااااااااااااااااااحد...
اقترب وانحنى ليوقفها من هذا الجنون شدّ على يديها حدّق في عينها
تحدث بلغة عربية مكسرة: نور....بلييييييييز.......توقفي.....بلييييييييييز.. .....وقفي جنوووون.....

ابعد يديه عنها ونظرت لوجهه بغضب: انقلللللللللللللع عن وجهي......انققققققققققققققققلع كلكم حقررررررررررررررة.......

ماكس بتهديد: If you don't stop doing that, I will call your father.

ضحكت بجنون على جملة(راح اتصل على ابوك) نهضت وهي تشير له برجفة اصبعها: ما عندي أبو انا.....كلهم ....حقيييييييييييرين ووواطييييييييييين .....يو آندير استاند ؟

ماكس.......مع سرعة حديثها......ونطقها للكلمات بشكل سريع لم يفهم المعنى العميق من كلماتها ولكن فهم انها غاضبة ......وفهم ايضًا أنها تشتمهم! أشار لها
: أنا فاهمك.....اوك.....but .....بليز .....اهدئي...
دارت حول نفسها بحيرة ماذا تفعل؟
من الواضح الجميع لا يُريدها.....الجميع خدعها....والجميع ......بدأ يُلجم قراراتها لتنجبر على قراراتهم
تحدثت بتذبذب: خلني اطلع من هنا......ابي اطلع من هنا...
فهم عليها أشار لها: لا ......ما يصير.....
صرخت بانفعال شديد وبقهر: شنو اللي ما يصير....
ثم بللت شفتيها ....ازدردت ريقها : طيب....خذني لأمير....ضروري....

ماكس هزّ رأسه برفض: نو ......لا استطيع....

نور أتت إليه ودون سابق إنذار شدّته من ياقة بدلته الرسمية
شدّت على اسنانها بكره: ودنييييييييييي لأمير.....ودني له.....

ماكس حقيقة لا يعلم إلى أين ذهب أمير لذلك ابعد يديها عنه بلطف: نور......اهدئي....انا ما ....اعرف....مكانه....

دفعته للوراء وخرجت من الغرفة وتبعها خائفًا من أن تؤذي نفسها ....ولكن وجدها متجهة لناحية الكنب ساحبة حقيبتها فتحتها بصعوبة سحبت هاتفها
ثم قالت بعد ان مدّت هاتفها له: سجّل لي رقم أمير....
سحب الهاتف من يدها دون تردد ولأن هذا الامر سيخلصه من الأعباء الكثيرة
سجّل الرقم لها وسحبته من يده ولم تتردد في الاتصال عليه
وفي هذه الاثناء أمير وصل إلى المكان المنشود
وقابل مراد
الذي يقول بكل سخرية: أنا لحد الحين مستغرب أنك ما اشتكيت على جورج....لأنك عرفت أنه يهرّب أحجار مزيّفة والماسات وبيعها في المزادات.......

امير بحقد: انت بتعرف ليش؟.....اسمي ما زال عندوه .....وأنتوا استخدمتوا توقيعاتي على تهريبات كتيرة ما بعرف عنّا شي.....والقانون هون ما راح يحميني ابدًا!

مُراد ارتشف القهوة الفرنسية واردف بسخرية لاذعة: فعلًا القانون لا يحمي المغفلين....

امير كان سيتحدث ولكن قاطعه رنين هاتفه
ولكن لم يُجيب
: عطني الورئة....
مراد بهدوء على غير المعتاد: رد على المتصل وبعدها نتفاهم على كُول شِي.....
أمير اعطى المتصل مشغول: ئلت إلك اعطيني الورئة وخلنا بعدها نروح على المستشفى....
مُراد ابتسم بخبث: مستعجل هواية
عاد الرنين
مُراد ببرود: ماعندي مشكلة رد على المتصل لا ينفجر جوالك....
امير شد على قبضة يده أجاب : هلا نور...
مُراد هنا حدّق في امير بلا تعابير!
نور بوجه محمر: وين جوازي؟...وييييييييييييييييينهههه ابي جوازي....مابي اجلس معاك.....ابي أعيش حياتي بعيده عنك وعن الحقير يووووووووووووووسف......وين جوازي....

تسلل صوتها لمسامع مُراد دون مبالغة ، فهي كانت تصرخ وبشدة
سمع صراخها ولكن لم يفهم كلماتها فابتسم بتشمت في امير
بينما امير ابعد الهاتف قليلًا عن أذنه ثم تحدث بهدوء على عكس نيرانها: لرجعت البيت نتفاهم...
نور بتهديد: اقسسسسسسسسسسسسم بالله لو ......ما جيت الحين....وما عطيتني جوازي....بقتل هالماكس.....وبقتل نفسي
لا تستطيع أن تفعلها....ماكس ليس كما تظن.....ليس ضعيفًا وليس غبيًا ايضًا هي تهدد وتثرثر بقهر ما يحمله قلبها من ضعف وقهر في هذه اللحظة!

أمير : نور....هدي قلت لك لم ارجع نتفاهم
شدّه الأمر عندما سمع أمير يتحدث بلهجتها
الأمر يبدو مهمًا!
نور تحدثت: نذذذذذذذذذذذذذذذذذل حقييييييييييييير....لا تجي....لا تجي .....بس وربي.......ما راح يحصل طيب.....
ثم أغلقت الخط
مُراد بتشفي: واضح تكرهك هواية......شمسوي فيها؟
أمير بغضب ضرب على الطاولة: عطني الورقة....
مُراد بتمديد: مو قبل تخليني اشوف بنتي واسوي التحاليل.....
أمير نهض وبغضب: تقول بنتي....وهم بدّك تعمل تحاليل.؟!....أنتّا مجنون شي؟

مُراد اسند ظهره للوراء وابتسم بخبث: لا .....بس مثل ما قلت لك أريد اتأكد قبل لا انسبها لي نفسي....

أمير....من الواضح أنّ نور دخلت في حالة انهيار ....صوتها لا يُبشّر بأي خير .....صراخها يُعلن عن حرب جديدة!
لا يُريد أن يُطيل الأمر نهض : خلصني ئوم....

نهض مُراد مبتسمًا بكل انتصار ، توجّه أمير للباب للخروج....وقلبه وعقله مع تلك التي جُنّت لا محالة
تنهّد بوجع مكبوت في قلبه تحدث مُراد سريعًا: ارسلي الموقع ....راح ألحقك بسيارتي....
امير اغلق باب سيارته بقوة وبنرفزة من ضعفه أمام شروط وأوامر مُراد!
.................................................. ..........
.
.
.
تناولا العشاء بهدوء......وبعد الانتهاء ومرور ما يُقارب الثلاث ساعات معًا كلًّا من أبا ناصر وابا سيف عادا إلى المنزل إلا هو بقي هنا......يُريد ان يرى ابنه.....
ولم يمنعهُ احد عن هذا الأمر
خاله لم يتحدث معه بأي حديث وهو كان متوقّع العكس
خالد الذي تولّاه بالأسئلة وهو يتهرّب منها
إلى أن قال: براحتك لا تقول شي......بس يا سيف لازم تلقالك حل ولا راح تخسر الجازي.....
سيف بضيق: كل الأمور بتنحل بإذن الله....
ثم تحدث ليضيّع الأمر: تأخر بندر....

كان سيتحدث خالد ولكن فجأة انفتح الباب ودخلت الجازي وهي تحمل ابنها بدلًا من بندر ، قررت على ان تخطو هذه الخطوة هو لم يطلب رؤيتها ولكن حققتها لأنها تعلم هذا الامر بات عالقًا في قلبه وعقله!
وفي الواقع هي الآن متاحة لمناقشة امر الطلاق بشكل جدي ومقنع بالنسبة له حدثّت والدها الذي سألها
: وين رايحة؟
الجازي بهدوء: بحل موضوعي مع سيف ...
ثم مشت وتركت نوف وبندر ووالدها خلفها ينظرون لها بحيرة وخوف

القت السلام بصوت هادئ
ثم وقف خالد ببطء : عن اذنكم.....
ثم خرج واغلق الباب عليهما

مدّت الجازي بدون سابق انذار عبد لله لوالده وهو يقول: سم عليه.....
كانت متعجبًا منها ، ومن نبرة صوتها الهادئة ومن مظهرها الذي لا ينمّ عن الغضب
سحب من يدها ابنه : بسم الله ....
حدّق في وجه ابنه ثم ابتسم قبّله بلطف ثم اردف: ربي يخليك لنا!

جلست على بعد مسافة قليلة منه اردف: أنا جيت عشان نتفاهم على الطلاق!

انعجن قلبه...وخفق بشدّة التفت عليها ....نظر لوجهها المتعب: الجازي......تكفين ......لا تطلبين مني هالشي.....الطلاق ما هوب حل .......ما هوب حل ....

نهضت وحدقّت فيه بقوة: عطني عبد لله بعطيه خالته وبرجع....واضح انه راح نطول بالحكي على ما نتفق....

تنهد سيف احتضن ابنه بخفة ثم مده لها
وما إن اخذته حتى خرجت تبحث بعينيها عن مخرجًا للهروب
هل استعجلت في لقاؤه ؟ في انهاء امرهما!
ازدردت ريقها وعبرت خلال الممر لتصل إلى صالة منزلهم وكانت نوف حقيقةً جالسة امام التلفاز
وتنتظر مجيء اختها
عندما رأت الجازي نهضت: شصار؟
الجازي مدّت لها عبد الله : خذيه....
نوف : طيب قبل قولي لي شصــ...

لم تترك لها مجالًا خرجت الجازي بخطى متقاربة لتعود بادراجها له
.....
كان ينتظرها.....اشتاق لها......اشتاق لحنانها .....لخجلها ...لحديثها الذي لم يعطيه أي اهتمام في ذلك الوقت لكي لا ينجذب لها....لكي لا يخون وعوده!
تنهد عندما رآها تدخل وتغلق الباب
جلست بعيدة عنه ثم اردفت بجدية : سيف......مثل ما قلت لك لازم نتفاهم ....وننهي الأمر...بدون ما ندخل بينا أحد.....وبدون ضغوطات أي طرف ثاني.....

نهض واقترب منها وجلس بجانبها حدّق في وجها وإلى نظراتها التي تشتتهم عنه: وانا قلت لك الطلاق ما هوب حل....انا احبك.....مستحيل اتخلّى عنك بهالسهولة.....

الجازي بنرفزة وبحده: وانا ماما اقدر أعيش مع واحد ما احبه....ومتذبذب في بمشاعره
امسك بذقنها واجبرها على ان تنظر لوجهه
تحدث بضعف: قسوتي عليك ما هي كره مني....قسوتي عليك عناد لهالقلب
وضرب على قلبه: انه ما يميل لك....وظلمت نفسي بهالتصرف....وظلمت قلبي الظميان .....وظلمتك معي يا الجازي.....تكفين عطيني فرصة اكفر عن هالغلطة عطيني فرصة ...اعيشك فيها سعيدة وقريبه من قلبي .....
نظرت له بثبات : قلت لك من زمان عطيتك فرصة....وانت ما حترمت هالفرصة ولا قدّرتها.....ماني ملزومة أعيش مع واحد قلبه وعقله في مكان بعيد عني....ماني ملزمة اضغط على نفسي عشان كذبك ...
سيف بانفعال شد على اكتافها: وربييييي ما اكذب....ما اكذب يا الجازي....وربي.....احبك....وندمان على زلّة لساني....وعلى عنادي وتجبري على مشاعري اتجاهك....ندمان اني ابتعدت عنك وانا بحاجة لحضنك ....ندمان إني صديتك عني وقلبي وقتها يصرخ فيني لا........ندمان إني تمسكت في شي ما هوب لي...

أبعدت عنها يديه واردفت ببرود قاتل لقلبه: وانا ندمانة اني وافقة عليك.....ندمانة إني سلمتك نفسي....ندمانة على محاولاتي من إني اقرب منك عشان املك قلبك ......ويملكك قلبي....ندمانة كل الندم انه اسمي ارتبط باسمك.....وندمانة اني حملت...وانجبت وصرت ام منك.....ندمانة لأني خسرت نفسي.....وسمحت لنفسي انذل.....وانطعن......وانقهر بسكات.....خلاص يا سيف......اللي بينا انتهى....واللي يربطنا بس عبد لله....لا تحاول....لا تحاول أنك تصلح الأمر بشي ثاني غير الطلاق...

سيف سكت.......مسح على وجهه عدّت مرات وهو يتمتم بالاستغفار لن يثور عليها بالحديث المر ولن يلومها على مشاعرها هذه
ولكن اردف بهدوء: ليش ما علمتي الكل عن سبب رغبتك في الطلاق مني؟

الجازي بحده وبوقاحة بالنسبة له: عشان لا اخرب بيت زيد.......ولا اخرب عليه فرحته من زواجه من غزل.....لو اعترفت...... عارفة ....الامر ما راح ينتهي بيني وبينك.....الامر بيكبر اكثر........وانا ما فيني حيل اشيل آثام غيري....

سيف تنهد: الطلاق ما هوب حل؟!

الجازي نهضت من على الكنبة ونظرت له بعد أن اخذت نفسًا عميقًا: إلا هذا الحل.....والحل الأمثل بعد....

سيف وقف معها هنا وتحدث منفعلًا: الجازي...
اشارت له بصوت شبه مرتفع: لا تحاول يا سيف.....لا تحاول....كسري منك كبير وعميق......والعود اللي انكسر ما اظن عمره بينجبر معاك...

وبنبرة مهزوزة: لا تطوّل السالفة تكفى....ما ابي اصير تحت ضغط اكبر من كذا ....ما راح اتحمل....طلقني....طلقني وريّحني......تكفى......قول راح اطلقك واخلصك من قيودي قول....
سيف.....ازدرد ريقه من منظرها ورجاؤها......تقدم للامام لناحيتها.....يُريد ان يحتضنها ...يزيل من الألم الذي سببهُ لها....يُريد ان ينتشلها من أعاصير الكره .....لا يُريد ان تكثر خسائره لا يُريد أن يصبح متلاشيًا بعد الآن.....
...

عندما رأت ضعفه ونظراته اللامعة...ويديه التي تتجّه لناحية جسدها
انفعلت منفجرة بالحديث : لا تفرض نفسك علي بالقوة يا سيف........لا تفرضها!......انا اخذت قرار ولا يمكن اتراجع عنه......ابوي رفض إني ارفع قضية خلع........وحكّمني بقيود رفضه.......فصار الامر بيدك....لا طوّل علي.....لا طوّل يا سيف......ولا تحلم إني ارجع لك لا تحلم....

وهمّت بالخروج...ولكن امسك بيدها : تكفيييين يا الجازي...
التفتت عليه بعينين دامعتين: انت اللي تكفىىىىى......لا تضغط علي اكثر......لا تفرض نفسك علي
اكثر......طلقني....طلقننننني وخلني ارتاح.....عن اذنك...
نفضت يدها من يده ثم خرجت....
وخرج هو الآخر راكضًا للباب الرئيسي ....وفي قلبه غصة......وفي عينيه دموع تأبى الخروج....
كان سيركب سيارته ليذهب لهاويته المظلمة
ولكن صوت اتاه....ليوقفه
: سييييف
التفت
وكان خاله واقفًا وكأنه يُريد ان ينتقم منه بالحديث وهو في الواقع ليس له طاقة على سماع وتقبل سهامه
اقترب منه
: سيف.....صدق ما عرف بالضبط وش صار....بس وقع الخيانة على بنتي ما هوب هيّن......وما فيه إنسانة تشوف زوجها يخونها وتسكت وما تنهار إلا ما ندر!.....وإن طلبت منه الطلاق فهذا طبيعي ......
سيف شتت ناظريه عنه لا يريد أن يفهم منه أنه موافق على رأيها لا يريد أن يفهم منه أنه مصر على قرارها
اكمل أبا خالد: يا سيف انت ولد اختي وهي بنتي......مابي ولا واحد فيكم يتألم.......بس يعز علي اشوف بنتي بهذا الحال......وعشانها ما راح اضغط عليك واصر اعرف تفاصيل الموضوع....

سيف ينتظر الضربة القاضية عليه نظر لخاله
الذي قال: عطها فرصة تداوي جرحها بنفسها......لا تحاول انك تداوي هالجرح اللي بقلبها وأنت اللي تسببت لها فيه......

سيف بنبرة ضعف: شقصدك؟

أبا خالد ربت على كتفه: بعدوا عن بعض لفترة .....وخاصة الجازي محتاجة تبعد عنك.....الحين قرارها متخبط.......ومنقهره منك.....عطها فرصة تستوعب الامر اكثر.....وتحكمه بعقلها ما هوب بقلبها يمكن تغير قرارها....

سيف ابتسم بسخرية وبعينين محمرتين وبقهر : الجازي....احسمت الأمر وما عاد راح تتراجع عن قرارها.....

بو خالد بوجع على حالها: إن هي احسمته فهو بيدك.......لا تنهيه بوقت هي جرحت فيه كرامتك !
فتح عينيه على الآخر، فهم حاله...فهم أن ابنته اسمعتهُ حديث موجع له......
ابتسم أبا خالد: بعدوا عن بعض وقرروا بعدها .....
ولينهي الامر: انتبه على نفسك ولا تسرع

.
.
ركب سيف السيارة ....هي اوجعته ......علمته درسًا لم يتعلمه ابدًا.....وقتلته حينما قالت (لا تفرض نفسك علي) هذه الكلمة حقيقةً مسّت كرامته وحتى رجولته ولكن حاول ألا يظهر ذلك أمامها لأنه يعلم هو يستحق كل ما اسمعته من حديث قاسي ومؤلم له
قاد سيارته بعيدًا عن منزل خاله....عائدًا إلى منزل ابيه ......يريد أن يهرب....منها ومن كل افعاله الأنانية تلك!
.................................................. ...
.
.
.
قبل دقائق عدّة
ذهب إلى الشقة يريد أن يطمئن عليها ، حالها لا يسر بعد سماعها لحديث الطبيبة.....لذا ذهب إليها مباشرة من خروجه من منزل خاله .....اغلق باب الشقة بهدوء
وكان الهدوء مسيطر على الشقة ظنّ انها نائمة .....ولذا تقدم لناحية الصالة ورأى الانوار مغلقة ولكن لم تخلو من ضوء بسيط من تلك الإنارة المتسللة من المطبخ
فهم مُهره تغلق انوار الصالة قبل نومها ولكن المطبخ لا وابدًا ولا يعرف السبب!
دلف باب غرفتها ورآها على سجادتها ، تُقيم الليل ...ابتسم ....ورقّ قلبه على حالها......تعلّم الكثير من هذا الزواج....تعلم وتألم منه حقيقةً!
والآن لا بد ان يُعلنه بأي طريقة كانت مُهره لا تستحق كل هذا....
افرقت من الصلاة .....اقترب منها : السلام عليكم
ردت عليه وهي تنظر إليه بهدوء
ثم قال: اخبارك الحين؟
مُهره أزاحت من على جسدها جِلال الصلاة(المشمر )
: الحمد لله ....
ثم اردفت: ما كان له داعي تجي.....
قصي جلس على السرير ونظر إليها بحنان: حبيت اطمن عليك وما هان علي اتركك لحالك....بعد ما سمعتي اللي قالته الدكتورة!
مُهره اخذت تمشط شعرها : كان اتصلت علي....احسن من انك تضرب مشوار طويل...
اقترب منها واحتضنها من الخلف ثم قبّل خدها الايسر: حبيت اجي واشوفك واطفي نيران الشوق اللي بقلبي عندك مشكلة ؟

مُهره بخجل ابتعدت عنه ، وبضيق غير معروف: أي عندي....
وبنبرة رجاء: قصي تكفى ارجع مثل قبل.......لا تحاول تسوي أشياء غبية تنبّه اهلك على موضوع زواجنا...
قصي بصدمة: أشياء غبية!
مُهره بتوتر: أي.....مثل جيّتك لي بهالوقت......وبالفجر....
قصي مسك كفي يدها تأمل حجمهما في يديه ثم نظر لعينيها: مُهره ليش خايفة من إني اعلن الزواج
مُهره سحبت يديها منه ثم توجهت للسرير: قلت لك....السبب....
قصي اقترب منها : وانا ماقتنعت...
مُهره ازدردت ريقها: حنا ما نناسب بعض وانا ما عندي استعداد لتكوين اسرة....
قصي سكت
أكملت : انا كل همي ادرس....انجح.....واعتمد على نفسي....انت قرار جا في وقت مستعجل.....وفي وقت كله خوف.....واضطراب......واحمد ربي الف مرة طحت في ايدينك ولا ايدين واحد ما ادري اش ممكن يسوي فيني...

قصي لكي يغيّر من جوها المضطرب: تعترفين اني طيب وحلو ووسيم ....ورومنسي...
ضحكت بخفة: ههههههه طيب أي اما الباقي لا
ثم سكتا لوهلة
قصي شد على يديها: حاضرك ومستقبلك بكون معي يا مُهره .....لا تخافين....انا ما راح اظلمك ولا راح اهدم احلامك المستقبلية من ناحية الدراسة وغيرها .....ولا تفكريني بيوم من الأيام اتخلّى عنك بسهولة ...يمكن شخصيتي ببداية زواجنا كانت غبية ......ومخيفة ...لدرجة خلتك حذرة مني بشكل كبير.....بس صدقيني انا الحين قصي انا هذي شخصيتي .....واعلان زواجنا ما راح يغير من تعاملي معك ...واهلي راح يحبونك....

مُهره بهدوء: لا تعلنه الحين....
قصي شدّ على يديها اكثر: المفروض اسارع في إعلانه....كل ما تأخرت كل ما زاد الامر صعوبة يا مُهره....
مُهره بصدق: خايفة....
قبّل يديها بهدوء : لا تخافين وانا معك.....ما هوب صاير شي......كل شي بيمر بيسر.....
مُهره اخذت نفسًا عميقًا ثم ابتعد عنه لتردف: طيب خلاص انقلع بيتكم...بنام.....
قصي يمثل الغضب: انقلع؟!
مُهره بخوف ومزح في آن واحد : امزح معك.....خلاص نام هنا
قصي القى بنفسه على السرير : والله عاد احس تعبان....
مُهر بانفعال: لالا ماهوب من جدك قصي...جد قوم روح بيتكم....لا تخليهم يعرفون بزواجك بهالطريقة را ح تعصبهم منك......
قصي نهض وقبّل رأسها وخدها: امزح معك......يلا تصبحين على خير....
مُهره وهي تسحب اللحاف على جسدها: سكر الباب معك...
أشار على انفه : على هالخشم....
خرج واخذت تُتمتم وهي مغمضة لعيناها: الله يسر الأمور!
..............
بنفس اللحظة الذي تحرّك فيها سيف من أمام منزل خاله!
هو عاد بأدراجه إلى منزل أبيه.......مُهره طفلة صغيرة.......ترضى بسرعة وتزعل بسرعة ايضًا!
كان يجب عليها ألا تجد في الهروب حلًّا للخلاص من زوجة عمها....الزواج في عمرها ليس حل بل هو ضياع من نوع آخر! ...هذا الارتباط هو متيقن انه اخدش الماسة البراءة التي بداخلها! آلامها ...ولكن هي لا تجد من تفضفض له عن هذا الامر.....لأنها وبكل سهولة هي خجولة! ربما تتحدث مع تلك المزعومة صديقتها التي اعطتها هذا الممر من النفق الطويل في الهروب! ولكن لا يظن مُهره تفعلها!
تنهد
وتمتم: ودعتك الله!
.
.
وفي الآن نفسه
وصلا واركنا سيارتهما أمام باب المنزل
نزل وهو الآخر نزل من سيارته
تلاقت اعينهما ببعضهما البعض ولكن لم يردفا شيئًا
فتح الباب
دخلا وكانت والدتهما لهام بالمرصاد
القى السلام
ردّت عليهما
سيف استأذن وذهب لجناحه
وكذلك قصي كان سيفعل الأمر
ولكن والدته اوقفته: لحظة قصي....
قصي التفت على والدته: خير يمه آمري...
ام سيف بشك: وين كنت؟
قصي لم تخشى عليه نبرة الشك لهذا ابتسم لها لكي لا يبيّن على نفسه التوتر: رحت امر اخوياي....
ام سيف بنظرة حاده: واضح أنه لك أصدقاء كُثر بالرياض!

قصي بهدوء: يمه......يعني وين بروح ......
ام سيف : ما ابيك تجيب لي مصيبة جديدة على هالبيت يا قصي......خلاص انا وابوك تعبانة وشبعنا هم....
قصي قبّل رأسها ويدها: افا يمه.......لا تحاتيني.....ولا تخافين ولدك في الطريق المستقيم......
ام سيف بنفس عميق: أتمنى.....
ثم تركته وصعدت للأعلى ....وخرج أخيه جسار من المطبخ وهو يقول: أمي شاكه فيك ترا
قصي نظر إليه : وانت مثل الظل تطلع لي وين ما اروح
جسار ضحك وهو يقضم تفاحة بيده: والله ماخذ بنفسك مقلب....يا الحبيب ترا ما اراقبك ولا انتظرك...صدفة .....
قصي : لا والله ما هي صدفة ......اعرفك تنتظر جيتي عشان ما يفوتك شي....
جسار بنذالة: انتظر لحظة فضيحتك خيي...
قصي بعصبية: والله مانت اخو...عدو اعوذ بالله...
جسار ضحك واقترب منه وامسك بيده وجره ليجلس معه في الصالة: امزح يا هو!....لا تأخذ كلامي على محمل الجد....
قصي جلس ومسح على رأسه: وش تبي؟....ادري تنتظرني وفي خاطرك كلام....
جسار غمز له: صح عليك.....
قصي بتساؤل: الجني الثاني وينه...
جسار فهم انه يقصد عزام: فوق بيستلم سيف.....
قصي ضحك بسخرية: ههههههههههه صايرين مثل المرشد الاجتماعي ....تحبون تسوون نفسكم مهتمين....
جسار بنبرة جادة: وانت عندك شك أنه حنا ما نهتم....
قصي : بصراحة ما احب تدخلكم لا فيني ولا حتى في سيف....
جسار : سيف محتاج أحد يواسيه .....وانت محتاج لنصيحة....
قصي ابتسم بسخرية
جسار بجدية الأمور وضع يده على فخذ أخيه: قصي يمكن تشوف كلامي قاسي......بس لازم تسمعه
قصي اسند ظهره على مسند الكنب
: غرّد يا الحبيب غرّد اليوم مزاجي حلو....
جسار يجاري أخيه حرّك حواجبه وبخبث: جاي من عندها...

قصي بحده: بتكلم ولا أقوم؟!
ضحك الآخر: هههههههههههه طيب اسمعني

ثم اخذ نفس واردف: قصي....اعرف انك الحين مثل السمك اللي دخل في الشباك الصيد....لا هو قادر يطلع منه ...ولا هو قادر يعيش.....
قصي انفعل : ابدًا انا ما هوب مثل كذا.....جسار انت وعزام تفكروني...واحد طايش....مو متزن في قراراته.....وما يأخذ الأمور بجدية ...
جسار بحده: لا تعلي صوتك علي....وخلني اكمل كلامي لا تاخذني بطيش كلامك وانفعالك......
قصي بنفس النبرة: وش بقول لي....بقول لي روح طلّق البلوة اللي اخذتها قبل لا تجيب فوق راسك مصيبة صح هذا اللي بقوله لي؟
جسار حاول ان يتمالك نفسه: قصّر حسك حنا في الصالة والصوت يسري....
قصي نهض: طلاق ما نيب مطلق......ما راح اترك البنت واظلمها يا جسار.....وراح أكون حقير لو سويت هالشي....

جسار اعجب بتفكير أخيه من هذه الناحية ولكن تحدث بجدية: الأمور صعبة ....كيف راح تقنع امي فيها....كيف راح تعلن زواجك .....وكيف راح تجاوب امي وابوي لسألوا عنها....ما فيه بنت واعية ترضى على نفسها تزوّج بالسر إلا لأنها....
قصي أشار له: حدك لا تكمل!...ظروف البنت غير عن اللي ببالك......من الآخر...ما هي مطلقة ولا هي عجوز....ولا هي بنت شوارع ريّح عمرك!

جسار امسك أخيه: انا جالس معاك نتفاهم مو جالس اتضارب معك عشان تعلّي صوتك....
قصي : جالس تنرفزني وكأنك تعرف عنها شي.....كل اللي تعرفه انها مزوجة اخوك وبس....
جسار : طيب فهمني يمكن اقدر اساعدك...
قصي بجدية: البنت صغيرة وانا اول رجال بحياتها وما قد تزوجة ...انجبرت على هالزواج لسوء معاملة بعض افراد عايلتها...
جسار بهدوء: كم عمرها!
قصي شتت ناظريه عن أخيه: سطعش سنة....
جسار بحلق بعينيه في أخيه: مو من جدددددك انت؟
ثم انفعل: كيف أهلها رضوا يزوجونها لك.....كيف.....اكيد انهم باعوها بمقابل مهر كبير.....
قصي ضحك بسخرية: ههههه لا ما هوب من هالنوع ......ما هوب طمعانين.....عمها وافق علي برضا تام.....يمكن يبي يحميها ...ووافق بسهولة.....البنت مستحيل اتخلّى عنها.....يا جسار....مُهره لي وانا لها....

جسار تنهد من حال أخيه: كيف بتقدر تقنع امي وابوي.....

قصي لينهي النقاش: امي ما يقدر عليها الا ابوي....وانا بكلم ابوي وبفهمه كل شي.....والحين تصبح على خير....
ثم نهض وترك أخيه يضيع في اسالته التي لا جواب لها!
.................................................. .....
.
.
.
هل يدعونا الحُب إلى الجنون؟
هل يجعلنا في بعض الحين ننسلخ من إنسانيتنا؟
هل يُمزقنا من شخصياتنا حتى بنا لا نعرف انفسنا؟
هل الحُب يدعونا للأنانية ؟
الجواب.......غير معروف!
هي وحدها من يعرف تلك الإجابات ، هي وحدها من لها القدرة على فلسفة الإجابة في الحُب
هي وحدها من تملك الجُرأة على الوقوف أمام حشد كبير من الناس وتخبرهم بإجاباتها النموذجية
هي وحدها من تعرف صدق الحروف ونطقها في اجابتنا على كل هذه الأسئلة
ولكن الآن هي تحت التراب وتلك الأخرى منهارة ومنشغلة وتمتنع عن الإجابة لكي لا تُصدم قلوبنا الحائرة !
هي منشغلة في انهيارها ، في تكسير الأشياء المادية من حاولها ....وتكسير أشياء كثيرة بداخلها
كرهت الجميع وكرهت نفسها....واصرارها على المجيء في هذه الحياة....
كرهت حتى من أحبوها بصدق ....فحبهم هذا اضرها ولم يُجدي في نفعها بأي شيء....
....

كان مثل سرابها يتبعها في أي خطوة تخطو ...ينحني ويتصدّى رميها للأشياء حوله....سمع تهديدها له.......والآن يقسم أنها تحاول جاهدة على تنفيذ تهديدها....ولكن ما زال هو الأقوى عليها!
...

اما هي ما زالت تركض في الشقة تبعثر الأشياء بيديها بتسارع نفسها....تبكي تصرخ ....بلا دموع كالعادة......تشتمهم وبدأت تدعي عليهم بالخلاص.....
ولكن فاجأتهُ حينما ذهبت للمبطخ المكشوف على غرفة الجلوس(الصالة)، ركضت للأدراج .......ودون سابق انذار لهُ سحبت سكين ورمتها عليه!
هي لم تستوعب ما فعلتهُ .....ارتفع صدرها بشهيق ...وانخفض بزفير قاتلين...
اما هو فتح عينيه على آخرهما......جمد الدم في عروقه....لو لم ينحني لارتكزت السكين في عينيه أو في منتصف جبهته...ولكن التفت و نظر إليها ورآها مرتكزة في الحائط بشكل مرعب ومخيف!
هنا جمدّت انظار نور على الحائط......كانت ستكون في لحظة قصير قاتلة .....نفذت طاقتها وجثلت على ركبتيها بذعر من الموقف هذا ....
كانت ستضيع نفسها بطريقة غير منصفة لها....ماكس لا دخل له في عواصفها وقهرها لا دخل له حتى لو كان يعمل مع امير......ولكن هو يحبه ....حركت رأسها تنفض الأفكار

.
.
اتى بالقرب منها وجلس على ركبتيه منحنيًا
: نور انتي بخير....
نور دون سابق انذار احتضنته .....ولمست اكتافه وكأنه تريد أن تتأكد انه ما زال على قيد الحياة .....شهقت ما بين توترها ،
قلقها ،خوفها لا بكاؤها ولا دموعها!: آسفة....آسفة.....آسفة.....
كانت تكررها بجنون ....ويديها تتحسس وجوده بارتجاف عظيم شعر بخوفها ....ومن لحظة غياب وعيها التي رمت فيها السكين عليه شدّ عليها ليخفف عنها آلمها وهو يردف: انا بخير نور....اهدئي......اهدئي...ما زلت على قيد الحياة....
اغمضت عينيها....شدّت على جسده بيديه بعد ان حاوطته بيديها.....فهم حاجتها إلى هذا الحضن.....وشدها إليه وكأنه يخبرها أنّ كل شيء سيكون بخير.....وأنّ الحياة جميلة ......ولا داعي لهذا الخوف والقلق....
بقيت محتضنته ودافنة وجهها في كتفه وكأنها تخفي نفسها عن لقب _مجرمة_(قاتلة) كانت ستكون في لحظة طيش انانية مثلهم في انتزاع النفس من جسدها بغير حق! كما انتزعوا روحها وجسدها من المكان التي تحبه
لم تحاول البكاء ...ولم تحاول إخراج الدموع من عينيها ابدًا فقط اغمضت عينيها .....اغمضتهما....ابعدت عن مخيلتها توم .....وديانا....وأمير ويوسف......وحتى ابنتها وبهاء الدين.....وحاولت أن تركّز بمخيلتها على صورة إيلاف....هي الوحيدة التي تقبلتها....احبتها اخلصت في صداقتها معها.....طيفها امام عينها له دور في تهدأت نور......وكأنها تجزم أن هناك خير في الناس ليس الجميع سواسية فإيلاف لم تكن مثل الجميع...

،

بعد مرور ما يقارب الثلاث دقائق ابتعدت عنه ، شتت ناظريها عنه بشتات .....وبضياع.....ولكن لم يترك ماكس لها مجالًا في البقاء هكذا
طوّق وجهها بيديه: نور.....انا بخير.....لا ....تخافي....اوك...
هزّت برأسها برضى
بينما هو اجبرها على النهوض: You should take shower now.
هزّت رأسها برضى ، ثم توجهت للغرفة الذي أشار إليها أمير لأبقاؤها فيها.......دخلت ورات دولاب خاص بها ومن المؤكد امير قام بتبضع لشراء الملابس المناسبة لها فتحت الدولاب وكما ظنت رأت لها ما يناسبها من ملابس
لذا سحبت بدلة صوفية سوداء طويلة تصل إلى ما تحت الركبة وسحبت من الطرف الجانبي بنطالًا اسود ضيقًا!
ثم توجهت إلى الخلاء وأغلقت الحمام!
...........

ماكس يومًا عن يوم، يشفق عليها.......لا يعلم بما علمت في هذه اللحظة حتى بها تجن هكذا......وتفيق على نفسها بسبب خوفها من أن تكون قاتلة !
اشفق عليها للغاية .....قرر أن يعمل قهوة له ولها ....يمكن تستطيع أن تعدّل مزاجها السيء وتضبطه....
اخذ ينتظرها........ظنّ أنها ستأخذ وقتًا طويلًا ولكن خيّبت ظنه .....بعد خروجها من غرفتها بعد مروح ست دقائق .......ارتدت قبعة صوفية سوداء ذات غرز تعرجيه مموجة بلون الرصاصي المتدرج بين الفاتح والغامق ولكن يغلب عليها اللون الأساسي الأسود ....وبيدها حقيبة يدوية صغيرة

ووشاح اسود يحيط عنقها بهدوء
شكلها بريء وكئيب في الآن نفسه

تحدثت له بهدوء: ودني لبنتي!

ماكس تحدث بصدمة: ووواااتت؟
نور اقتربت منه وبنبرة رجاء: بلييييييز.......ودني لبنتي....
ثم اردفت له :what's her name?
أيعقل أمير لم يخبرها باسم ابنتها أيعقل
تحدث بتردد: سندرا...
نور لم تعطي الأمر أهمية ، ولكن فكرّت في الخلاء........هي يومًا عن يوم تعبث وتفتّش من وراء أمير وتجد مالا يسرها .....لذلك عليها أن تذهب وترى إلى أي حال ابنتها مريضة .....وهل فعلًا ما قاله لها أمير عن حالة نظرها! تريد أن تعرف كل شيء قبل ان تداهمها أشياء كثيرة هي تتوقعها ولكن لا تتوقع اثرها عليها!

واعادت عليه رجاؤها: بليييييييز ابي اشوفها....
ماكس سحب هاتفه ووضعت سريعًا يدها على كف يده: لا تتصل بأمير....اكيد بيرفض.....اتركه يعرف بعدين...
ماكس يشعر بالورطة: ولكن سيدتي......سيغضب مني....
نور : راح أقوله طلعت من الشقة بدون ما تحس....
ماكس يعلم أمير لم يذهب لسندرا الآن كل ما يعرفه أنه خرج ولكن لو كان ذهب إلى سندرا لأخبرته جولي بذلك!
تنهد ثم أشار لها أن تمشي أمامه للخروج!
....
.
.
.
في المواجهة، في الشعور العميق.......في الرجفة الصادقة .....وفي تلاقي العينين.....
تلاقيت عينيه بعينيها من خلف الزجاج كان بإمكانه أن يدخل للداخل كما فعل أمير ولكن هو جبان ! لم يجرؤ على فعل هذا الأمر
ولكن هناك شعور شدّهُ إليها.....حدّق في تغاير لون عينيها ....في رسمتهما التي تشبه رسمة عيني والدتها ...للون شعرها البني الغامق مثل لون شعره....للون بشرتها التي تشبه بشرته....أخذت منه الكثير....عرفها .....عرفها أنها ابنته .....يقسم أنها ابنته .....هكذا يقول قلبه....شعر بوخز عظيم....وخز الأبوة ربما....وخز الضياع....وخز الخوف من المواجهة!.....ذهب لإجراء التحاليل أما هي أتت ممرضة قصت من شعرها القليل ثم خرجت....
وبقي أمير يداعبها...ويلاعبها ويمازحها وهو ينظر لهما.....كانت تحتضنه وتارة.....تبعد عن عينها النظارة الطبية وهو يعيدهما اعجبها الوضع وكررت الفعل إلى ان احتضنها بين يديه واجبرها على ارتداؤها ....سريعًا فهم حالتها الصحية من الطبيب الخاص بها......وسريعًا ما رقّى قلبه على هذه الصغيرة! ولكن لم يفهم سبب تواجدهما هنا....ولِم نور بعيدة عنها؟! هو لا يعرف أن نور عرفت بوجودها مؤخرًا ! لذلك ظنّ سندرا عاشت باحضان والدتها واخذت الكثير من حنانها ولكن الواقع أنها اخذت الكثير من حنان أمير.....
الذي تقدم لناحية الباب ليخرج تاركها تكمل لعبتها في تركيب المكعب!
أمير بحده: خلاص امشي من هون .....وبكرا نشوف النتيجة...
مُراد بغياب ذهن وهو يحدّق للطفلة: بعد ساعة راح تطلع النتيجة......رجالي ما قصروا....
أمير ضحك بسخرية: هههه هددت الطبيب...
مُراد تحولت انظاره إلى امير: مو شغلك!
أمير نظر لسندرا: اظن أنك عرفت انها بنتك....اشياء كتير واضحة ...بتئول هي بنتك....
مُراد ازدرد ريقه: شنو اسمها؟
أمير : ما اظن مهم تعرف اسمها....
مُراد بتحدي: راح اغيره .....لم اسجلها باسمي راح اسميها باللي ابيه....
أمير مستمتع كثيرًا بنظراته لها والتي تدل على ضعفه ورغبته في الدخول لها ولكن كبرياؤه هو من يوقفه للتحدث معه هنا
: بسميها على اسمك أمك ولا اسم .....بنت اخوك إيلاف!
صُعق هنا مُراد ! كيف عرف بذلك؟!
بينما أمير عرف بهذا الامر عن طريق رسالة ديانا التي رسلتها له قبل الانتحار
انتصر مرةً أخرى أمير: لا تفكرني ما اعرف شي عن خصمي! لا تفكرني سهل كتير يا مُراد.....

سكت مُراد ......واخذ يحدق في ابنته ويراقبها
تحدث امير بخبث : واضح راح تحبها كتير.....بس بتحلم تحضنها......
مُراد شدّ على قبضة يده : لا تتحداني ...لهسة واروح آخذها من قدام عينك....
امير اكمل بوتقصد قال اسمها : سندرا متعلئة(متعلقة) فيني كتير.......حتى انه بتظن اني بيّه.....
مُراد بحده: بكرة تكبر وتفهم الحقيقة....
أمير : الحقيقة راح تخليها تكرهك....
مُراد لم يجيب على أمير ، يكفيه الآن النظر إليها ......ويظن نصف ساعة يتحدا فيها بعضهما البعض كافية .......لذا بلل شفتيه وترك أمير ينظر إليه بشرر والتفت ليمشي للأمام.....
ولكن بشكل سريع، وبشكل غير مخطط له، وغير متوقع على هذه الأرض.....سقطت عيناه على
همس مصدوم: نووووووووووووور....
وارتفع صوت اطلاق نار في المستشفى من قِبل مجهول مصوبًا بمسدسة على أمير......الذي ما إن استقرت الرصاصتين في جسده!
حتى صرخ وهو يحدّق في وجه نور المصدومة
من وجود الأموات بينهم وتهمس بشكل خفي: بهاء...
سقط أمير وارتفع صوت اطلاق النار من قبل الامن على الرجل الذي صوّب امير.....وركض ماكس بجانب امير وهو يصرخ بذعر: سيد أمييييييييييييييييييييييييير.......
التفت هنا مُراد وفتح عيناه على آخرهما وجثلت نور على ركبتيها بضياع الأمر
هل الأموات يعودون من سباتهم بهذه السرعة؟!
أيعقل ما تراه سراب وخيال......ضحكت وسط الصراخ واضطراب الناس حولها ووسط القاء القبض على ذلك المتهوّر المجنون وعلى ركض ماكس ومُراد لناحية أمير واجتماع الأطباء من حوله ضحكت بقوة حتى التفت عليها ماكس بذعر عندما وضعوا أمير على السرير وهرعوا به لناحية الطوارئ نهض وركض لناحية نور التي تضحك كالمجنونة امسكها من اكتافها حدّق في عينيها: نور...
نور اشارت لمراد وهي تضحك: ههههههههههههههههههههههههه شكلي مت .....وصرت اشوف الأموات يا ماكس.....

ماكس خشي عليها من نوبة الضحك هذه ......هزها بعنف ......وصرخ بها: نووووووووووووووووور...استوب.....
نور ما زالت تضحك ، وتضحك فرفع ماكس يده وصفعها على وجهها.....حدقت به......وبالرجل الذي ينظر إليها بنظرات الصدمة والخوف
همست لماكس: بهاء الدين وراك.....
سحبها من يدها لتمشي......الوضع لا يطمئن ...يُريد أن يحميها ....ويخرجها من هنا ولكن فجأة سمع صوت يرتطم بالأرضية .......وسراب بهاء يقترب إليها راكضًا
وصارخًا: نوووووووووووووور


انتهى





JAN 06-19-2020 03:48 PM


البارت الرابع عشر
.
.
.


.
.

الضغوطات النفسية تُمنعنا من السعادة وتُبني بيننا وبينها حواجز كثيرة
والصدمات العاطفية تُجمد تفكيرنا ومشاعرنا لوهلة قاتلة بسبب وخز المشاعر ورغبتها في الانسياب من الثقاب الصغيرة
ومزج كل هذه العواصف مع بعضها البعض لـ تُنتج لنا كُتلة جنونية من الأوهام ......والاحلام المستحيلة التي تؤدي بِنا للجنون!
الأحلام الصغيرة في قلبها لم تكبر إلى الآن!
وأمنياتها البسيطة لم تتحقق بعد....
كانت كُتلة من المشاعر والحيوية ، تُريد الحياة .....تُريد الاستقرار ولكن كل ما يحدث حولها يُفسد عليها الاستمتاع بكل شيء حولها ...
لم تستطع أن تقتبس من النور الذي يُضيء من جانبها المُنير حياتها اُسهبت في الجانب المظلم الذي كبرت فجواته بلا إرادةٍ منها
أُجبرت على أن تتلقّى الصدمات .......أجبرت على ان ترى احبتها يوجهون سهامهم الحادة والمسممة لناحية صدرها....
كلما امسكت بحبل بسيط يدلها على الحُب ...على الحياة
يقطعوه من يديها بكل برود
كلما ايقنّت أنها انسلخت من معمعت التذبذب النفسي والمعنوي والاجتماعي وحتى الديني
انغمست فيهم أكثر دون أن تشعر!
....
الإنسان عبارة عن كُتلة من الطاقة ، وتنفذ الطاقة منه إما بشكل جزئي او كامل دون سابق إنذار امام مجابهة الحياة
وهي سُلبت منها طاقتها على شكلٍ متقطع مؤلم.....عاشت في صراعات نفسية حولتها إلى دمية يعبث بها الكثيرون.....وتارة حولتها إلى قطعة جماد تنظر للنّاس بحقد وهم لا يشعرون!
ولكن بعد أن نفذت منها بشكل كُلي
تحولت إلى شبح .......شبح صامت ذات عينين محاطتين بهالات بنية غامقة .....ونظرة لامعة ....وحادة.....وبشرة صفراء سُلب اللون منها ببطء شديد......لتصبح اكثر جفافًا واكثر خشونة!
تقشرّت شفتيها ...واعتادت على ان تُقطّع بيديها بقايا الجلد الميّت حتى تركت جروحًا بسيطة ولكن واضحة لمرأ العين!
شعرها الأسود الطويل......اصبح مهملًا على كتفيها يحتضنها دون خيانةٍ منه في خدش جسدها لإحداث جروح عميقة.....ينسدل على ظهرها .....ويدفئها من آلام الصدمة....يحتضنها بشدة ويلتف حول خاصرتها كلمها اهتزّ جسدها كالبندول بخوف مما هو آتٍ !
......
جسدها في خلال الثلاث الأيّام مما حدث اصبح هشًا ، ضعيفًا......خسرت وزن ليس هيّن ....بسرعة ....جنونية ....غير طبيعة أبدًا!

لم تعد قادرة على إدخال الطعام من فاهها ......فاكتفت بشرب السوائل مرغمة!
وهناك أنابيب ممتدّة إلى يديها وحتى انفها تُسند جسدها وتوصل لهُ الغذاء دون أن تطلبه!
ولكن ما زالت تسأل ......حقًا هل الأموات يعودون من نومتهم الطويلة؟
اجابها هو بنفسه في اليوم الذي يلي الحادثة من اطلاق النار على امير
: نور.....انا ما مت .....أمير وديانا افتهموا الامر خطأ....ظنوني ميّت ....بس انا ما مت....بعدي حي.....وانصدموا مثلج.....بس بعدها استوعبوا وجودي....انا حي.....مو ميّت يا نور.....مو ميّت!
....
سكنت أنفاسها في ذلك الوقت، أدركت أنها لم تجن بعد
بعد أن اخبرها بوجوده، ولكن هو لم يجرؤ على قول حقيقة التخفي ونشر خبر وفاته في ذلك الوقت لأن الوقت الحالي ليس متاح للحقائق ولكن للكذب نعم!
.....
إذًا هو على قيد الحياة ولكن ابتعد عنها مثلهم تمامًا!
وأمير سيرحل كما رحلت ديانا عنها هذا ما اتضح لها
......
حدّقت في السقف.....وركزّت بناظريها على اللون الأبيض .....أخذت ترسم في مخيلتها صورة فتاة قبيحة ....ذات شعر اسود طويل منكوش......ووجهه عابس مخيف...ويدين ورجلين مقطوعتين ومُلقا أمامها....في عينيها دموع كثيفة تأبى الخروج من محجر عينيها الجاحظ باللون الأحمر
تلك الفتاة ....ما هي إلا نور!
رسمت نفسها بهذا الشكل وبتلك الطريقة....
.....
حاولت سحب يديها ولكن شعرت بارتدادهما لمكانهما ....إذًا هما مربوطتين على جانب السرير.....تسمع طنين .....أنين.......تشم رائحة الخوف....الألم......تشعر بالضياع والتشتت.....ولكن لا تعرف كيف تتصرّف....
أدركت بوقوع هذا الأمر أمور خفية عنها......امير لديه أيدي كثيرة ورجال كُثر لحمايتها وحتى حماية ابنتها وحمايته
وهي خائفة من أن يكون بهاء الدين واحدًا منهم ولكن اخفى عليها ذلك!

وتلك الطبيبة اليكسا خطيبة ماكس.... الطبيبة التي أمسكت حالتها الصحية الآن.....
حقيقةً لها جذور عربية ......فجدتها من أصول فلسطينية ولكن من عائلة مهاجرة إلى ألمانيا..... ووالدتها تزوجت برجل ألماني مسلم كونها هي مسلمة وانجبتها وعاشت تحت ظل العائلة السعيدة ..... إلى أن التقت بحُب حياتها ماكس..... اقنعتهُ في الإسلام ليستطيعوا الزواج من بعضهما البعض......اقتنع.....وما زالا يعيشا فترة تعارف بينهما...كمخطوبين ... ولكن معيشتهما الواقعية ..... كمسلمين بلا إسلام! فالمجتمع الغربي يُفرض عليهما طبيعته على كل الأحوال وهما ولدوا على هذه الطبيعة المغايرة لبلاد المسلمين وكذلك التربية لها دور في اغراس القيم والعادات والتقاليد الذي يفرضها المجتمع عليهم!
...
انفتح الباب.....مشت بِخُطى واثقة ومبتسمة لهذا الصباح....اقتربت من سرير نور.....حررت يديها من الرباط....
ثم قالت : اخبارك اليوم؟

حوّلت انظارها عليها ثم عادّت تحدّق في السقف لتكمل الرسمة بوضع دماء ماطرة على تلك الفتاة......ونيران تحيطها من كل جانب...
جلست على الكرسي المقابل للسرير: نور.....في شي راح يفرحك كتير.......

لم تُعطيها أي اهتمام
فاكملت: جولي وسندرا....راح ييجوا اليوم حتى يطمنوا عليكي.....

نطقت نور بجفاف حلقها وحشرجته من كثرت الصراخ خلال الثلاث الأيام الماضية: مابي اشوف أحد....

نهضت هنا الطبيبة دون أن تكثر الحديث عليها ودون معاندتها وعندما وصلت إلى الباب تحدثت نور
ببهوت: أخبار امير؟

التفت الطبيب وبهدوء: وضعه في تطور.....وصحى من الغيبوبة...
ثم خرجت
...



ليتك مُت ليتكُ لحقت حبيبتك ، لِم انت مصّر على أن تتواجد في حياتي لِم؟



......
ما إن خرجت حتى توجهت الأنظار إليها
تحدث ماكس (مترجم): اليكسا......ماذا حدث؟
اليكسا نظرت لهم بحيرة: ما بدهاش تشوف حدا.....
جولي نظرت لماكس (مترجم): أخي......نور تحتاج للمزيد من الوقت .....لا اريد أن ترى سندرا الآن.....حقًا وضعها لا يسمح...
ماكس تحدث بلغة مكسرة: نور....تبي تشوفها....بس....الآن....تعاند....
التف عليهم مُراد والذي علم من ماكس أنّ نور لم تتعرف على ابنتها إلا في وقتٍ متأخر ولم تعرف شكلها ابدًا
فتساءل عن الأسباب ولم يُجيبه ماكس .....وبعدها لم يكثر الحديث
أكملت اليكسا: انا ئلت إلها أمير صحى من الغيبوبة....
ماكس بشك: شووو كانت.....ردت فعلها؟
اليكسا: ما بعرف هي سألت وانا جاوبتها بدون ما شوف وجّها وطلعت....

مُراد بجدية: ما كان له لازم تجذبين عليها.....مُراد يمكن ما يصحى للأبد الرصاصتين قريبة من قلبه هواية .....وزين منه طلع من العمليات ......
ماكس بتفهم : مُراد......هو استيقظ اليوم.....

مُراد لم يخبروه بذلك قوّس حاجبيه: وليش ما قلت لي؟
ماكس بعدم اطمئنان: واجب علي حمايته...

ابتسم بسخرية إذًا ماكس يشك بأمره

اليكسا بجدية: أمير......وضعه مو مستقر متل ما نعرف....مرة يصحى مرة يدخل بغيبوبة .......ما بدنا نئول لها شي متل هيكي حتى ما تنتكس ....اكتر ......وئلت إلها صحى يمكن هيدا الشي بخفف عنها.....

ماكس هز رأسه برضى....بينما وجّه نظره لأخته جولي ولسندرا
ثم قال(مترجم): عودي بها للمنزل.....
جولي بسبب الأوضاع المضطربة .......اقترحت عليهما أن يخرجا سندرا من المستشفى درءًا لِم قد يحدث....ولأن صحتها في تحسن وافق الطبيب على الامر وهي الآن
تعيش في منزل أخيها ماكس ....لحماية الطفلة!

اليكسا استأذنت وذهبت تُباشر عملها.....بينما تساءل مُراد : ماكس .....اريد تفهمني الرجال اللي صوّب أمير من نفس الجماعة اللي يريدون يقتلون لويس لو لا؟

ماكس : لا ......اتضح مو منهم.....
مراد سكت واخذ يتنفس بعمق.....ثم اردف: بدخل لها....
ماكس امسك بيده بسرعة: لا.......دونت دووَت....
مُراد توقف .......ونظر لماكس الذي ينظر إليه برجاء بألا يدخل لها!
فبقي واقف أمام الباب ودخل ماكس
.......
مُراد .....في هذه الأوقات العصيبة ادرك معزّة امير لدى بنته فمُنذ غيابه عنها في ذلك اليومين بعدما أصيب تمامًا وهي تسأل جولي عنه....لم تسأل إلا عنه.....ولم تكف عن اسالتها حوله....
وهذا الأمر اشعره بشيء لا يستطيع أن يعترف به ولكن اخجله!
نظر لنتيجة المعادلة التي صمموها وكتبوها هو وأخيه .......طفلة صغيرة تبحث عن الأمان في أحضان امير.....وتذبذب نور العميق.......

هو شاك في أمر الذي اطلق النار على أمير ولكن لا يُريد أن يدخل نفسه في متاهات التفكير بذلك سيؤجل الأمر .......وسيكشف من هو الآمر بذلك!
....................
أكملت رسمها .......بوضع سهام حادة تثقب عينيه تلك الفتاة.....وسمعت طرق حذاء ماكس المألوف لمسامعها....
فنظرت إليه ونظر إلى حالها .....اقترب منها وجلس على طرف السرير
وضع يده على ساقها : نور.....
نور وهي تحدّق في السقف: بهاء الدين يشتغل معكم...؟
اكتفى بقول: لا...
نور بنفس الطريقة اردفت: انت تدري انه ما زال عايش؟
ماكس بهدوء: انصدمت ....بوجوده ....مثلك ......
نور سكتت واخذت تُشير للسقف لترسم سيارة عشوائية بيدها في الهواء لتصطدم في الفتاة تحت انظار ماكس
ثم قال: ابي جوازي.......
ماكس اغمض عينيه ثم فتحهما: ما بعرف....وينـ...
قاطعته: أكيد عند امير....
ثم اعادت يدها لتريحها على بطنها وحدّقت في وجه ماكس ببرود: متى يموت؟
صُعق وذهل هي تتمنّى موت امير......لا تريده أن يعيش ، تريد ان تقتله مع ذكرياتها اللئيمة!

: نور.....
رفعت نفسها من على الوسادة ببطء بحلقت في عينيه بجمود: متى يموت؟

شتت ناظريه عنها: أمير......الآن....بحاجة لك....
نور هزّت رأسها بيأس: انا مو محتاجة له.....فليش يعيش.....لازم يموت ...عشان ما يخلي ديانا لحالها....

ماكس حدّق في وجهها الذابل وفي عينيها الميتتين
اردف : امير بحبك .....كتير.....كيف...تقولين .....هذا....الشي؟

اشارت لنفسها : لأنه هو السبب في حالتي هذي....

ماكس بهدوء اردف بصعوبة الحروف العربية لتكوين الجملة: أمير عمره ما تمنى....ليكي.....هزا الحال....

نور ابتسمت بسخرية وعادت تستلقي على المخدة : بس تمنى قرب ديانا.......وبهالأمنية انا وصلت لهالحال.......

اغمضت عينها لتهمس: بليييييييز ماكس اتركني لحالي...

نهض تنهد بضيق لحالها ثم خرج.......ولم يرى مُراد في الممر فأشار لإحدى مساعديه في العمل وابقاه واقفًا على باب نور لحمايتها وهو ذهب خارجًا من هذا القسم ليذهب إلى أمير
.......
.
.
قبل ثلاثة أيام ......في ما بعد منتصف اليل.....جلس على السرير اتصل بها عدّت مرات ثم اجابتهُ بعد الاتصال الخامس
ليردف: واضح قلبك شايل علي...

اجابتهُ: كل تبن.......مقاطعني فترة طويلة ......وتاركني أعيش همي لوحدي....

ضحك بخفة: هههههههههه ......رجعتي على شخصيتك اللي اعرفها.....

تكتفت ونظرت لأرجاء الغرفة وهي تُخفي ابتسامتها: شعندك متصل لهالدرجة الفضول ذابحك إلّا تعرف وش قلت له حتى اقتنع؟

اردف بجدية: ماني مصدق والله انه افتكينا من شي اسمه سلطان....

نظرت لأطراف اصابعها وبتوتر: بندر انا آسفة......آسفة ما عطيتك خبر من وقت مبكر...يمكن كان...

قاطعها وهو يتنهد بضيق: أنا اللي آسف....

سكتا ثم قالت بهدوء: دخلت عليه وترجيته
...وبكيت.....وصدمني لم رضى.......برفضي...

بندر : الحمد لله ...
ثم اردف بحماس: الحين اقدر اخطبك رسمي لي...
شيخة بحذر: لالا......مو الحين........
بندر بتأفف: اففففففففففف متى يا شيخه متى تصيرين حلالي .....إذا مو الحين متى يعني؟

شيخة بخوف: بندر لو تتقدم لي الحين الكل بيشك خاصة إني قلت لأبوي...ما ابي ازوج الحين وابي ادرس...ومن الحكي لو جيت وتقدمت وانا وافقة عليك بصير مكشوفة عند الكل....

بندر مسح على وجهه : طيب لو جا احد وتقدم لك....

شيخة بهدوء: بضمن لك ماحد هنا يقدر يجبرني خاصة بعد اللي صار لي من هالسالفة

بندر بخوف: وش صار لك؟
شيخة بزعل: والله لو يهمك ما قطعت اتصالاتك علي...
بندر: شيخوووه ما عرفتك وأنتي تعاتبين؟
شيخة : ليش وش شايفني ما اعرف كيف اعاتب؟
بندر ضحك : هههههههههههههههههههه لا والله مو متعود على شخصيتك الجديدة ايتها العاشقة...

شهقت شيخة هنا: هأأأأأأأأأأأأ......انا العاشقة ولا انت العاشق.....
بندر باستهبال: منو اللي رفض سلطان....؟

شيخة بتلاعب: لا تخليني اغير رايي واروح لأبوي أقول موافقة.....واللي سويته اليوم مجرد خوف من اني ارتبط بشخص ما اعرفه....بندرووووه ترا والله اسويها واحر قلبك علي......يا
وبسخرية: عاشق.....
بندر انفجر ضاحكًا: هههههههههههههههههههههههه امزح يا وردتي الحلوة.......
ثم اردف بجدية: شيخة جد أتكلم شصار لك...
شيخة بتنهد: تعبت نفسيتي وصرت نفسية ......وما اطلع من غرفتي ولا اكل ولا اشرب....إلا قليل يعني مادري....حسيت نفسي بفقد شي.....غالي على قلبي...
.
بندر : الله كل هذا حب لي...
شيخة استلقت على الوسادة : وانت تشك بحبي لك بندروه؟
بندر ابتسم: لا........والله ما اشك.......تدرين انه في حكمه اني ما اتصلت عليك طول ذيك الفترة على انها ترى فترة قصيرة .......ما تجاوزت أيام كثيرة .....

شيخة : وش الحكمة يا حكيم....

بندر نهض من على السرير وجلس على الكرسي المقابل للنافذة: عشان ما اتهور......عشان ما نتعمق في مشاعرنا ونسوي أشياء نندم عليها......شيخة وربي لم قلتي لي سلطان خاطبك ما تعرفين وش صار لي...رحت كأني مجنون أقول لأبوي ابيك......واعترفت له اني احبك......واللي زاد قهري أنه ما عبرني وقتها.....تمنيت اموت...

شيخة بذعر وانفعال: اسم الله عليك......
بندر جدية: الحمد لله انه بعدنا عن بعض....ولا عن نفسي كنت راح اتهور......

شيخة ابتسمت: بس آخر مكالمة بيني وبينك ما حسيت إنك متهور وكنت تهديني بطريقة قهرتني...

بندر : شفتك مندفعة في مشاعرك......حبيت امسك نفسي عن قرارك وقتها وما اندفع انا الثاني .....وحكّمت مشاعري ...وابتعدت ....ولّا اندفاعك وقتها كان بخليني.....اتهور جد....واسوي ...شي بخلينا اثنينا نندم....

تشعر بالسعادة لتصريحه بذلك والذي ينم عن مدى حبه لها ولكن اردفت بتلاعب: يعني وش كنت بسوي؟

بندر بخبث وبكذب: شي فوق الثمنطعش....
شيخة بصوت عالي: الله ياااااخذك يا حيـ....
قاطعها بضحكة: هههههههههههههههههههههه امزح معك.....
ثم اردف بجدية: فكرت اكلم سلطان ينهي الامر من عنده أو اخليك تهربين وأمن لك مكان ....وانا أقول لهم ابيك واعرف مكانك وما راح اخليها تجي إلا لم تزوجونا.....

شيخة ضحكت : هههههههههههههه كل فكرة ادمر واغبى من الثانية وش تخليني اهرب.....والله كان انا ميتة من زمان اشوى انك بعدت عني....
بندر ضحك الآخر: هههههههههههههههههه...انقذت عقلي نوف لم قالت على فكرتك....

شيخة بهدوء: وانقذت ابوي من الفشلة اللي بجيه ....بجرئتي على تصريحي له اني رافضته......ما كنت متخيله راح اقدر اكلمه ....عن هالموضوع ابد.......

بندر : عمي طيب......والله ما توقعت منه هالشي...ما توقعت أنه يجبرك ...
شيخة : هو طيب.....بس شخصيته قوية وله هيبة.......وكلمته مثل السيف.....بس الحمد لله ما قطع رقبتي ونقذني....
بندر ضحك بخفة: ههههههه........خلاص خلينا ننسى هالطاري.....
شيخة تثاءبت: والله جاني النوم ......بروح انام ......ولا عاد تتصل إلا بعد الاختبارات مابي ارسب....
بندر ضحك: ههههههههه وش سالفتك مع الرسوب......
شيخة بحده: والله كنت راح ارسب العام بسبتك......خليتني اسهر....ولا ذاكرت شي.....
بندر: ههههههههههههههههههههههه واثق فيك ام اقليب انتي ونوف تاكلون الكتب آكال

شيخة بصوت شبه الصرخة: قول ما شاء الله يا زفت.....
ثم اردفت: وانت بعد شد حيلك ......عشان تخلص وتشتغل وتكون نفسك وتجي تخطبني.....

بندر ما زال يضحك: هههههههههههههههههههه حاضر ماما شيخوه أوامر ثانية....
شيخة تثاءبت من جديد: قفل الخط ونام......
بندر : احبك يا خبلة......
شيخة ابتسمت: انا اكثر
ثم اغلقا الخط وغطا كلًّا منهما في سباته واحلامه الوردية!
...............

.
.
.

انفتح باب غرفته على حين فجأة
واسندت نفسها على الباب بعد أن فتحته على مصرعيه وتكتفت وهي تقول
: من تكلم؟
واخذت تلعب بحواجبها بخبث
بندر رماها بالوسادة: انقلعي ........كيف تدخلين علي كذا....ترا في شي اسمه استئذان...

مشت لناحيته وسحبت من يده الهاتف ثم تحدثت منفعلة: أيا الكلـ....اليوم في المدرسة اقولك ...مريني وخلينا نطلع نغيّر جو قبل كآبة الاختبارات وتقولين لي تعبانة وما تشوفين بوجهك غير السرير ...وانتي بس وصلتي جيتي تكلمين الأخ......وش هالنصب....وانا االلي ابي اجلس معاك.......خاصة اني ما جلست معك ....بعد شوفتي لك من ثلاث أيام....
شيخة أبعدت السماعة عن اذنها ثم اردفت بعصبية: وش ذااااا؟....بالعة مسجل....
نوف : مسجل؟...يا قدمي....اي أي غيري السالفة...
اغلق بندر الباب واتى ليسحب منها الهاتف ولكن شدّت عليه وهي تكمل: شيخوووه.....يا قليلة الادب بجين .....عشان نطلع ولا انشر غسيلك عند الأخ....
شيخة بملل: صدق انك مطفوقة وغبية ام سلطان!
ثم أغلقت الخط في وجهها
نظرت لوجه بندر الغاضب: شف سكرت في وجهي...
شدها من ياقة قميصها: قلعتك والحين انقلعي عن وجهي احسن ما اكفخك تكفخ....
نوف أبعدت يده وقامت بتعديل ياقة بدلتها واردفت بسخرية: والله لو انكم مخطوبين؟.....وش هالمكالمات.....ما اتصل عليها إلا ومشغول...
ثم عبرت من امامه وهي تردف: شكلي بحب لي واحد عشان اصير مثلكم...
ولم تشعر إلا بيده القابضة على زندها وهو يقول: وش قلتي؟
نوف رفعت حاجبها بتحدي: قلت احب لي واحد؟!
بندر بغضب وانفعال : عشان اموتك...
نوف بحده وبتقصد: شف من يتكلم؟....حلال عليك وحرام علي....!
بندر بانفعال: انا غيييييير....
نوف ابتعدت عنه وكتفت يديها: غير في شنو؟.....عندك مميزات يعني......عندك رجل ثالثة....ولا قلب بحجم مختلف....
بندر بغضب: تطنزي ......بس قسم بالله لو ادري ولا اشك أنك تكلمين لك واحد والله

قاطعته بحده: وأنت كيف ترضاها على شيخة تكلمك دامك مو راضي انا اكلم لي واحد واحبه؟!
بندر بانفعال: انا احبها وناوي الزواج ........اللي بكلمينه يمكن يكذب عليك....يمكن ياخذك تسلية....
نوف بصوت شبه عالي: عادي اجرب....
بندر كان سيضربها ولكن صحى على نفسه وابتعد وهو يستغفر
نوف : شفت .....شفت كلامي يوجع....لو شيخة قالت لناصر ولا سعود نفس كلامي بس قالت هذا اللي اكلمه ولد عمي هم بقولون لها نفس كلامك.......ما فيه اخ يرضى لأخته تكلم لها واحد....ايًا كان ...سواء من أهلها ولا ما يعرفونه...وانت رضيت على بنت عمك هالشي....وخوّنت في ناصر وسعود....
اندفع بالحديث: قلت لك انا غير راح اتزوجها....
نوف : اذا خطبتها روح كلمها.....للعلم ترا اللي تسوونه حرام...هي غبية ومندفعة في مشاعرها ....وانت استغلالي.......اذا تبيها ومو قادر تصبر ابوي تحت روح قوله يخطبها...لك...
ثم خرجت من الغرفة
وهو بقي....يعيد حديثها مرارًا وتكرارًا
شعر بالقليل من تأنيب الضمير....والخوف ايضًا!
......................

عندما خرجت نوف ذهبت لغرفة خالد وكانت الجازي جالسة بقربه وفي حضنها الصغير
تحدثت: نعنبوا شركم كلتوا علي الشيبس....
الجازي: النصابة وهذا هي اللي قالت ما ابيه....
خالد رمى عليها الكيس: خذي شبعي منه....
نوف جلست على الأرض بعد ان سحبت شوكولاتة من يد اختها الجازي بطريقة خفيفة وسريعة: لا ابي هذا...
خالد بعصبية : تراك كثرتي منهم هالاسبوع
الجازي هدهدت ابنها ليكف عن البكاء: وهو الصادق ...كثرتي......إلا صدق خذتي الابرة...
هزت رأسها بـ(أي)* واخذت تمضغ الشوكولاتة بتلذذ
ولكن خالد لم يدعها تأكله كلها نهض بصعوبة من آلام جراحه وسحبه من يدها: بس يكفي....
نوف عبست بوجهها ثم نهضت لتقف: وجع...ما تخلون الواحد يتهنى...
الجازي بجدية: انا أقول روحي ذاكري...
نوف بتملل: تحبين النكد....
ثم قالت: بروح لأبوي حبيبي...
الجازي بتحذير: لا تروحين ...
خالد ونوف بتعجب: ليش...
الجازي ضحكت بخفة: هههههه ابوي مشغول قدامه ملفات كثيرة......ووجهه ما يطمن واضح مشغول مرا...
خالد بتنهد: والله انا السبب لو كنت معه كان شلت من تعبه
نوف : يمديك على الضيم والظلايم......بس تبرا جروحك ابوي بتلّك من رقبتك للشغل...
خالد رمى عليها الوسادة: ما عمرك قلتي شي....يبرد خاطري....
نوف بضحكة: ههههههههههههههههههههه اول مرة اشوفك مقهور كذا....
رماها بوسادة أخرى
فضحكت هنا الجازي: ههههههههههه خالد على هونك نسيت جروحك.......اترك عنك هالخبلة ....هي شاطرة في الاستفزاز....لا تغلبك....
نوف مشت بغرور: أصلا غلبته وخلاص......يلا بطس المطبخ آكل...
ثم خرجت من الغرفة
خالد ابتسم : والله مسوية لنا جو......الله يخليها لنا...
الجازي بصدق: آمين......وان شاء الله ازفها عروس....
ثم نهضت : بتركك ترتاح.... عن اذنك

خالد نظر لأخته وتنهد لحالها كان سيفاتحها بموضوع سيف ولكن لم يحبذ أن يُفسد عليها ابتسامتها تلك ...فنهض هو الآخر ليستحم ثم ينزل ليساعد أبيه!
.....................

كان مترددًا للغاية ، هو فكّر في الأمر وعليه أن يحسمه قبل فوات الأوان.....إن خبأ الأمر لوقت أطول سيتصعب عليه لا محالة ....مسح على رأسه ....طلب من والده أن يحدثه على انفراد وفضّل أن يخرجا إلى المجلس الخارجي لكي لا يسمعهما احد
.
دخلا المجلس اغلق الباب
جلس مقابل لوالده الذي قال: قصي شفيك.....صاير لك شي؟

توتر....وتعرق جسده بأكمله.....الامر ليس هيّن ووقعهُ لن يكون بكل هذه البساطة
حاول أن يتزّن: يبه.....انا بخير....بس ابي افاتحك في موضوع.....مهم.....ولا فيني أخبيه عليك اكثر من كذا...
بو سيق قوّس حاجبيه: موضوع؟

قصي حكّ ذقنه بتوتر شديد: يبه.......أنا........أنا قد اتخذت قرار.....بيني وبين نفسي إني ما أزوج إلا البنت اللي انا ارغب فيها....
بو سيف ابتهجت اساريره: قول من البداية أنك تبي تزوّج...

توتر أكثر من ردت فعل والده ولكن اخذ نفسًا عميقًا ليشجع به نفسه: .....يبه.....انا أقدمت على هالخطوة......وانا متردد بس ما توقعت يصير لي .....كل هذا...

أبا سيف بشك رمق ابنه بنظرات: وش قصدك؟......قصي وش وراك....؟.

قصي شتت ناظريه عن ابيه: يبه أنا تزوجت وحده مسيار!

سكت أبا سيف......وحدّق في ابنه مطولًا .....حرّك رأسه وكأنه يعزي نفسه بنفسه!

ابتسم بسخرية: عشان كذا طلعاتك وروحاتك وجياتك ما هيب طبيعية وامك المسكينة تظن......أنك تطلع مع أصدقاء سوء....وخايفة عليك.....


ثم ارتفع صوته بتوبيخ: دامك تبي العرس وانت مقتدر ليش ما خليت امك تخطب لك اللي تبيها......ليش رحت من هالطريق .....بس شكلكم يا عيالي.....تحبون المشقّة لي ولكم......كل واحد فيكم ما عنده ذرة تفكير واتزان في قرارة....ذاك يبي يطلق وانت تجيني تقول مزوّج.....لو جايب لي بنات ارحم منكم ......والحين وش المطلوب من اعترافك بهالشي؟

قصي بقلق نظر لوالده: يبه.......ابي اعلن الزواج.....بس بطريقة ما تزعّل امي مني....

بو سيف نهض وبعصبية وانفعال شديدين: لا والف لا.....طلّق هاللي ماخذها....واترك امك بحالها.....لا تخليها تحس بهالموضوع ....انتوا تبون تجلطونها وتموتونها ....وتبون تموتوني معها؟......فيكم قل في حس المسؤولية......وفيكم عناد وخبال مراهقين انت وخوانك....

قصي وقف أمام ابيه: يبه.......اسمعني.......

بو سيف بصوت مرتفع: وش اسمعك تبيني أوافق على هالخبال؟......مثل ما تزوجتها بطلقها......من بترضى على نفسها تزوّج مسيار إلا...

قاطعه هنا، تفكيره ليس ببعيد عن تفكير جسار وكأن الموقف والحديث نفسه يتكرر عليه !

لذا قال: يبه.....اقسم بالله البنت مو مثل ما تفكر......البنت ابدا ما هي كبيرة ولا هي مطلقة ولا هي...

قاطعه والده بحزم: ما ابي اسمع منك ولا كلمة......ومستحيل اقبل انك تعلن هالزواج.....مستحيل يا قصي......

قصي باندفاع في الكلام: أي تبوني اصير مثل سيف......امي تفرض علي وحده......وتعال يا قصي اخذها غصبن عليك......ولم آخذها ....ما توقف المشاكل بينا......ونطلّق!

بو سيف صرخ في وجه ابنه: وش هالحكي!......امك ما فرضت عليه ....هو اللي اختار......ولا تقارن نفسك بسيف....لأنه ما فيه مقارنة اصلًا.....انت بطيشك ....رحت لوجع الراس.....

نسي أنّ والده لا يعلم بحقيقة مشاعر سيف .......ولكن يعرف في ذلك الوقت هو لا يرغب في الزواج...ولكن والدته اصرّت عليه إلى ان خضع للأمر!!

إذًا لن يدّخل سيف في الأمر وإلا ستنهدم أمور كثيرة
تحدث
: يبه....البنت يتيمة......وعمرها ما يجاوز السطعش سنة.....مابي اظلمها...واطلقها....مابي يبه....

بو سيف ضرب بكفيه ببعضهما البعض: الحين كل شي واضح....يتيمة....صغيرة....من عيلة محتاجة....شافوك المنقذ لبنتهم من حياتهم الصعبة ورموها عليك يا الغبي....

قصي بانفعال شديد قال: لا يبه مو كذا....انا ناسبة عايلة .....السامي....

صُعق وذهل أبا سيف......عائلة السامي......معروفة بالأخلاق....بالكرم...بطيب اصلهم......وحالتهم الاجتماعية ممتازة .....لِم رضوا على ابنتهم أن تتزوّج بهذه الطريقة؟

(ملاحظة : أسماء العائلات من مخيلتي وليس لها صلة بالواقع!)

قصي عندما رأى صدمة والده قال: يبه......البنت ظروفها مو مثل مانت مصوّر....وعمها زوجني إياها برضاه.....

بو سيف بشبح صوته: كيف رضى يزوجها بهالعمر ولا بعد مسيار .....أكيد لأنها...

قاطعه بانفعال: اقسم لك بالله البنت ما في اشرف واطهر منها.......يبه البنت بريئة من كل هالافكار......مو كل وحده لجأت لزواج المسيار لازم تكون...

قاطعه ابيه بحسم الامر: حتى لو.......طلقها.......
قصي مسك يد ابيه برجاء: يبه......طلبتك لا تسكرها بوجهي......طلبتك توقف معي....ما ابي اشيل ذنبها برقبتي يبه تكفى....
بو سيف بحده: الحين خايف حوبتها ما تتعداك......الحين حسيت انك سويت شي غلط...
قصي بدون تردد: يبه انا حبيتها.....
بو سيف نفض يده من يد ابنه ثم جلس على الكنبة تمتم بالاستغفار ثم نظر لأبنه الذي أفصح بمشاعره تجاهها
: كم صار لكم مزوجين؟
قصي هدأ هنا عندما جلس والده لرغبته في سماعه
: الشهر الجاي بناخذ سنة....
ضرب والده على فخذه بلا حول ولا قوة: هي بنت مَن بالضبط بنت صالح ولا جلال؟
قصي جلس بالقرب منه: صالح......
ثم اردف متسائلا: انت تعرفهم....
بو سيف : اسمع عنهم بس...ناس مصلية ومسمية وتعرف ربها......صيتهم واصل للعرب.....بطيب اصلهم...وكرمهم......بس شلون يزوجون بنتهم بهالطريقة......كيف رضوا لك تاخذها مسيار؟

قصي تنهد: ما يهم .....اللي يهمني الحين مُهره...
تحدث منفعل مرةً أخرى: وش اللي ما يهم إذا ما يهمك يهمني.......يا قصي.....شوف وش راها من بلا وزوجوك إياها...
قصي حاول ان يتماسك امام قساوة حديث ابيه: يبه اقسم لك بالله ...مُهره اشرف من الشرف نفسه......!

نهض بو سيف مرةً أخرى: انسى الموضوع طلّق البنت بهدوء.......وانساها
ثم خرج من المجلس وبقي قصي يصارع نفسه وهو يردف: هذا البداية يا قصي...لا تستسلم.....حاول مرة وثنتين وثلاث....لا تستسلم....!
ثم نهض وخرج من المنزل كله!
.................................................
.
.
.
في الكويت....خرجت اليوم لتتسوّق ومن حسن حضها والدها وافق على اكمال الدراسة في أمريكا .....بعد أن خرجت من الأفنيوز....توجهّت لإحدى المطاعم القريبة من هذه المنطقة ......تريد أن تبقى وقتًا طويلًا في خارج منزل خالتها فقد عادت عليها المضايقات .....وعاد الخوف والقلق لا تريد أن تكون سببًا في هدم حياة خالتها التي احبتها بصدق....لا تريد ذلك.....
جلست على الكرسي المقابل للطاولة .......طلبت لها الوجبة التي تفضلها ........ولكن لم تفتحها ولم تبدأ في تناولها
سحبت الهاتف تريد أن تطمئن على صاحبتها......تريد أن تشكي لها همها....
فاتصلت دون تردد.......وانتظرتها تُجيبها
....
كانت مغمضة عينيها تحاول أن تُمحي ماضيها الكذب وتُمحي حاضرها المر ...وتخطط على مستقبل جديد.....
سمعت رنين هاتفها الموضوع على الكمودينة البيضاء بجانب السرير .......يداها ما زالتا متحررتين ما دامت هادئة ولم تنهار!
سحبته ....هي تعلم من هو المتصل .....نظرت للاسم واصبح شكها يقينًا...
اجابت بصوت متعب: هلا ايلاف....
إيلاف نظرت لمن حولها كغريبة تبحث عن طيف انسان ينتشلها من غربتها تلك وهي غربة الذات وسط من نحبهم بصدق!
: اهلين....أخبارج نور ولهت عليج وايد؟

نور رفعت رأسها عن الوسادة لتسند ظهرها للخلف: بخير.....انتي طمنيني عنك...

إيلاف بحشرجة صوتها لم تعد قادرة على كبح مشاعر البكاء: مو بخير...
نور سكتت....جميعنا ليس بخير.....
أنتِ وأنا واحد بمختلف الاحداث المُرّة التي تدور حولنا.....
: شفيك ؟
ايلاف ابتسمت وسط دموعها: اشتقت لج....واشتقت لنفسي لم الحقج ......واجننج......واغثج في سوالفي....

نور كاذبة.....تعلم أنها كاذبة ولكن لم تحب ان تعطيها مجالًا في قول الحقيقة: وانا فرحانة أنك بعيدة عني .......وافتكيت منك...
ايلاف ارتفع صوت ضحكها وهي تمسح دموعها: ههههههههه حقيرة.....
نور تنهدت : متى بتسافرين أمريكا؟

ايلاف : بعد يومين.....
نور : يعني خلاص؟.....خلصتي اوراقك!
ايلاف بجدية: ما توقعت ابوي بخلصهم بهالسرعة بس واضح .....يبون الفكة مني....
نور مسحت على وجهها بهدوء: احسن لك.....صيري حُرّه طليقة .....بدون ماحد ينافخ على راسك....
إيلاف قوّست حاجبيها: بس انا.....محتاجة لهم....
نور بنبرة جافة: أنتي بحاجة لنفسك وبس...حبي نفسك....اخذي منهم اللي تحتاجينه ولا تترددين في انك تعيشين حياتك.....بعيدة عن همهم وصدهم .....كوني لك مستقبل بعيد عن اللي ما يحبونك يا ايلاف....

ايلاف : واضح أن اوضاعك انتي بعد مو بخير ولا ما كان قلتي لي هالكلام الطويل العريض....

نور ضحكت بخفة: ههههههههههه أي مو بخير.......بس أحاول أطلّع نفسي من اللي انا فيه...

ايلاف نظرت لوجبتها: فيه امل اشوفك ؟
نور بتفكير : اممممم......اي.....ويمكن اصير في أمريكا قبلك واستقبلك في المطار....
ايلاف بهدوء: يا ريت....
نور لمعت عيناها بتحدي لنفسها: صدقيني بحقق امنيتك......
ايلاف نظرت للرجل الذي يتقدم لناحيتها لذا قالت: نور اكلمك بعدين....
نور بهدوء: تمام.....
ثم أغلقت الخط.....
ونظرت ايلاف بصدمة: طااااااااااااارق؟
طارق بهدوء صافحها: شلونج؟
ايلاف بتوتر: بخير أنت اخبارك؟
طارق سحب الكرسي وجلس امامها: بخير دامج بخير...
خجلت واعادت خصلات شعرها خلف اذنها بتوتر وهي تنظر لمن حولها حتى قال: تنتظرين احد؟
حكّت انفها بطريقة تنم عن التوتر والخوف: لا...
فهم طارق الامر وقال: آسف لو بسبب لج احراج مع أي أحد.....بس......والله اشتقت لج...
صُعقت هنا ووقفت وهي تقول: مضطرة امشي.......
طارق وقف وهو يقول: راح اشرح لج أشياء وايد لوصلنا أمريكا عن اذنج....
ثم تركها بحرجها وتوترها
اما هو ما إن ولّى بظهره حتى رفع حاجبه بخبث وهمس لنفسه: نشوف آخرتها معك يا إيلاف!

.
.
.
أما إيلاف سحبت وجبتها من على الطاولة وانسحبت من المكان وهي تضع يدها على قلبها: يمه قلبي.....
ثم توجهت لناحية سيارتها ركبت وذهبت لتزور والدتها تريد ان تودعها من الآن ...
بعد نصف ساعة وصلت إلى الباب طرقته وانتظرت الخادمة لـ تفتحه ...وبعد دقائق فتحته
: ماما أهنيه؟
الخادمة : يس مدام...
دخلت إيلاف المنزل.....كان هادئًا للغاية ساكنًا رأت والدتها
تُلقّن أخيها الصغير الانشودة اقتربت منها وهي تسلم : اخبارج يمه؟
انصدمت والدتها من تواجدها ثم رحبت بها بضيق من تواجدها: يا هلا ايلاف هلا يمه....
جلست ايلاف بجانبها ثم قالت: حبيت ايي(اجي)...واسلم عليج.......بعد يومين راح اسافر أمريكا .....اكمل دراستي هناك بدل بريطانيا....
ام ايلاف : أي احسن يمه روحي كملي دراستج.....ورفعي راسي بالشهادة الطيبة.....
ايلاف قبلت يد ورأس أمها: إن شاء الله يمه...
ثم سكتا لفترة .......شعرت بضيق والدتها .....من تواجدها هنا ....لم يخفى عليها الامر خاصةً عندما يأتي زوجها ينقلب وجهها إلى الوان ففهمت الإشارة زوج والدتها ربما بمثل زوج خالتها ولكن الفرق خالتها ترحب بها ولا تعلم بخبث نواياه
لم تحبذ ان تطيل الأمر.....ولم تحبذ ان تحرج والدتها نهضت: يلا يمه ....مع السلامة ودعواتج لي...
نهضت والدتها: يمه جلسي.....ما شبعت منج...
ايلاف ابتسمت بسخرية على حالها تعلم والدتها تريد اللحظة التي تخرج فيها من المنزل: لا يمه مشغولة بروح اجهز أشياء وايد للسفرة.....
ثم مشت عنها لتردف والدتها بتنهد: سامحيني يا ايلاف....بس مابي اخرب بيتي بيدي....ولا ما تركتج تسافرين.....والله ما تركج.....!

بينما ايلاف ركبت السيارة وقادتها سريعًا وهي تبكي ....على حال ابويها وتغيرهما عليها مُنذ فترة طويلة !
.......................................

نهضت بصعوبة أخذت تفكر من جميع النواحي ......ديانا توفيت......لن تكذب على نفسها اغدقت عليها بالحنان الكثير ولكن هناك بعض اللحظات الانانية التي ظهرت منها حتى جعلتها تفعل ما تفعله للفت الانتباه ...بينما أمير لم تذكر أنه عاملها بشكل قاسي ......اما يوسف هو الشخص الوحيد الذي احبته وقتل حُبه من قلبها بتخليه عنها!

هذه الشخصيات أوجعوها بشكل كبير ......ومؤلم.......إلى الآن هم سببًا في عدم مقدرتها على إنزال الدموع من عينيها.....إلى الآن هم السبب في عدم استقرارها.....البُعد عنهم ربما سيجلب لها الراحة ولكن .....أين خبّأ أمير جوازها؟!
.
.
تريد أن تترك كل شيء خلفها دون أن تعلّق قلبها ما بين هفواتهم الانانية...دون أن تجعل لهم القدرة على حرقها وجعلها رمادًا ......ستترك قصتهم لتعيش قصتها لوحدها لا تريد منهم أن يُشاركوها في كل شيء.......لا تريد أن يتبعوها في خطواتها.....لا تُريد لا حنانهم ولا حتى اهتمامهم.....لذا سحبت ابرة المغذي الصغيرة من يدها ببطء وبهدوء لكي لا تحدث لنفسها ضررًا تأوّهت ولكن استطاعت فعلها......قبل يومين كان هناك الكثير من الانابيب المتصلة بها ولكن نزعوها جميعها اليوم.....فحالتها باتت مستقرة وتعدّت مرحلة خطر الصدمة التي داهمتها .....
تقسم أنها باتت اقوى بعد كل ما حدث.....هذه الصدمات امددتها بالقوة ......والحقد والكره!
سحبت نفسها من على السرير......مشت على الأرضية الباردة وارتعش جسدها....توجهّت لناحية الأريكة المقابلة للنافذة ...فهناك ملابسها.....سحبتهما ودخلت الخلاء...ارتدهم على عجلٍ منها....وبصعوبة ......وبعد انتهاؤها ارشحت وجهها بالماء البارد.....ثم خرجت ارتدت حذائها الموضوع جانبًا من السرير سحبت هاتفها وحقيبتها
توجهت للباب.....فتحت الباب....
ورأت رجل لا تعرف اسمه ومراد.....
توجهت للأمام وتحدث (مترجم): سيدتي.....أين ذاهبة؟

نظرت لعينيه ببهوت(مترجم): للجحيم هل تذهب معي؟

مراد حدّق بها مطولًّا....كبرت .....كبرت كثيرًا....ازداد طول شعرها.....يشعر أنه اصبح اكثر سوادًا........عينيها باتت نظراتهما حادة.....حاقدة ...ومخيفة مع تغاير لونهما والمحيطتان بالهالات البنية الغامقة ...وكأنها مدمنة كحول!.......لا يوجد بياض لعينيها فعدستها محاطة باللون الأحمر الباهت والنقاط الغامقة!.....شفتيها بهما جروح طفيفة ومتقشرة.....كما أنّ بشرتها باهتة كالأموات.....لا لون لها.....نبرة صوتها تغيّرت وكثيرًا......نور لم تعد نور الفتاة العاشقة.....المراهقة المندفعة في حبها لناحيته......تلك توفيت وما يراه فيها شخصية أخرى....
تقدمت ولكن امسك بيديها
ولكن بطريقة مفاجأة له حررت يديها من يديه وامسكته من ياقة بذلته والصقت ظهره بالجدار بعد أن دفعته بشكل عنيف وقوي عليه اخذ نفسها يتسارع
تحدثت ما بين اسنانها وبكره حدّقت في عينيه
(مترجم): لا تلمسني مرةً أخرى وإلا قتلتك.....ما عدت نور السابقة ...فاحذر مني......فاحذر مني...
اتى مُراد هنا وامسكها من اكتافها ليبعدها قائلا: نور......
تركت الرجل وبسرعة التفت على امير بنرفزة وابعدت يديه عنها وهي تصرخ: لا تلمسني أنت الثاني...

التفتت عليهم الأنظار....واتت إحدى الممرضات
تقول بالفرنسية(مترجم): سيدتي عودي إلى الغرفة ارجوكِ....
نور لم تجيبها كل ما فعلته دفعت مُراد عن طريقها وهي مقوّسة لحاجبيها
ومشت للأمام
تقدمت لناحيتها الممرضة وتدخلت بشكل سريع اليكسا......
تحدثت بأهمية: نور.....بترجاكي ...ارجعي على غرفتك....أنتي محتاجة لرعاية صحية اكتر....
نور بحده: وخري عن وجهي....أنا بخير .....وخري....
اليكسا حدّقت في وجهها ثم نظرت لمُراد الذي ينظر لنور بنظرات عجزت عن تفسيرها....
اليكسا حاولت أن تمسك يدها ولكن ابتعدت نور خطوة للوراء وهي تردف: اليكسا رجاءً وخري عني ....احسن ما اخلي الاولي والتالي يتكلمون عليك.....
اليكسا ازدردت ريقها وفسحت لها المجال ومشت نور....ومشى خلفها مُراد وارسل بشكل سريع رسالة لماكس!

نور دون أن تنظر له: لا تجلس تلاحقني مثل ظلي انقلع من هنا يا بهاء....
ثم انعطفت يمينًا لتخرج من هذا القسم ......نزلت من السلالم بشكل سريع تريد أن تخرج من المستشفى....الآن..
تبعها مراد دون ان يوقفها ودون أن يردف حرفًا خرجت أخيرًا اشتمت هواء نقي بعيد عن المعقمات قللت من سرعتها.....مشت بهدوء.....ونظرت لمن حولها
كررت: لا تلاحقني.....

ابتعدت عنه لخطوات كبيرة وخرج ماكس وهو يتنفّس بصعوبة بعد ركضه .....نظر لمراد: اين هي؟
مراد كان ينظر لها وهي تمشي...ركض لها ماكس....
وخرج أمامها وهو يتنفس بالقوة: نور...
توقفت واغمضت عينيها لا تريد أن تراه
شدّت على اسنانها: ماكس وخّر عني...
ماكس بصعوبة نطق: وين .....بتروحين؟

نور بانفعال: مالك دخل فيني....شتبون مني...اميركم داخل روحوا احموه......واحموا حفيدت حبيبته....انا مالكم شغل فيني.....مالكم شغل فيني أبد وخر...

وحاولت دفعه ولكن وقف امامها كالجبل الأصم!

صرخت في وجهه: وخررررررررررر...
عندما لم ترى ردت فعل منه التفتت للوراء ولكن صدمت بوجود مُراد الذي يحدّق لها بعينين ربما باردتين ....او محتارتين ...لا تدري ما نوعية نظراته دفعته هو الآخر: وخر.....عني شتبون مني...
ماكس برجاء: نور بليييييييييز...
رفعت يدها لوجهه وبغضب: لا تقول شي....ارجع لأمير .....ارجعه له......ومالك شغل فيني....
ثم نظرت لمراد: وانت وخر عني....وخر....
مُراد بنبرة هادئة: نور.....قولي إلنا وين تريدين تروحين وحنا نوديج وين ما تبين

نور نظرت لوجهه......بانت علامات الكبر عليه ولكن لم يختفي جماله.....لم يتغير عليها....هو بهاء نفسه الذي تعرفت عليه قبل خمس او ست سنين .....هو الذي سرق منها جزء من حياتها الثمينة ....هو من اشغل تفكيرها وقلبها في ذلك الوقت....هو من سلمت نفسها بين يديه....واحتواها بحب...وحنان ......واحتضنها بعشق وهيام.......هو الذي احبته....واعطته المجال في الدخول في ما يجول في خاطرها......هو الوحيد الذي وثقت به بعد وثوقها بيوسف في ذلك الوقت ولكن....بلحظة هدم كل شيء......

لذا الآن هي غير قادرة على النظر لوجهه......وجهه يذكرها ....بتمردها....بحبها السقيم...بعنادها الوخيم....
هل انانيتهم أم سذاجتها وغباؤها هو الذي أوصلها إلى هذا الحال .....الى هذا المنفى البعيد عن الحياة.....حتى عندما قررت تعيش بعيدًا عن قراراتهم قررّت أن تعيش في رحاب الحُب ولكن لم تختار من يستحقه .......شعرت في وقتها انها ملكت قلبه وملكت السعادة بيديها...تشعر أنها امتلكت جناحين تمكنّهما بالهروب من افكارها لتوقعها في أحضان محبته لها ولكن ...في نهاية قصة عشقها له اوقعها على شوك .....وألم.....وعجز....ورغبات كثيرة توصلها للموت!

أطالت النظر في وجهه، وأطال النظر في عينها المهتزتين .....والتي تنبآه عن رغبتها في البكاء.....
.....




حُبك....جعلني فتاة متمردة ...خارجة عن قوانين العادات والتقاليد التي سمعت عنها من والدي.....ومن محيطي قبل أن آتي إلى هذه الغربة المشؤمة....حُبك....جعلني اسكر بخمرٍ ربما مباح في شريعة الحُب......جعلني اطير ما بين هفواتهم دون ان التمس انانيتهم المخيّبة للآمال...هذا الحُب الذي انتزع قلبي...جعلني يومًا ارتجف ضاحكةً من السعادة.....ولكن وبشكل مفاجأ تحوّل حبي إلى جحيم....ونيران تشتعل في جسدي كله.......افسدت اتزاني......افكاري....ومشاعري.....كُنت اريد النسيان فلجأت للعصيان!....كُنت اشتاقُك....وأؤدب هذا الشعور بالصراخ والعويل......طويت على نفسي عدّت صفحات مؤلمة .......انغمست في رغبتي في النسيان.....وضعت بين هفوات الإدمان والجنون.....بين الصراخ والرغبة في البكاء دون توقف.......بُعدك .....وصدمتي في وضع قلبي بين يديك.....جعلاني ذات شخصيات متعددة ومتمرسة في الجنون....في العنف.....حتى إنني تعلمت كيفية الموت في اليوم عدّت مرات دون ان اسمح لجسدي في لفظ تلك الروح

.....
ضاق تنفسها.....همست برجفة يديها: بهاء وخر....
ماكس خشي عليها: نور....
تقدمت للأمام قليلًا ابتعدت عن حصارهما لها.....جثلت على ركبتيها...اخذت تتنفّس بصعوبة.....وتنظر لمن حولها بضياع.......فتحت الجاكيت من على جسدها وهرع إليها ماكس.....وكذلك مُراد انحنى وهو يهمس: نور......تنفسي...
ماكس ابعد عن صدرها الجاكيت نظر لوجهها المحمر: نور....take your breath…........نور.....
ثم اخذ نفس ونظر لوجهها ونظراتها التائه امسك بيدها واسند ظهرها على رجله وامسك مُراد يدها الأخرى ....واخذ يطبطب على كتفها ويدلكه بخفه
ماكس بدأ يعلمها كيف تتنفس بشكل بطيء وهادئ
اخذت تتنفس بنفس طريقة ماكس....واغمضت عينيها وتجمهر حولهم الناس متسائلين إن أرادوا مساعده ولكن
تحدث مراد (مترجم): لا فقط افسحوا المجال....لكي تتنفس...

شعرت لوهلة أنها غير قادرة على التنفّس ......هناك ألم لا تستطيع أن تشرحه لهما ...يعبث بقلبها وكيانها بشكل مخيف....شدّت على يد ماكس وكأنها تريد منه أن ينقذها من الموت وهي التي تمنته كثيرًا....
وشدّت بشكل لا ارادي على يد مُراد ايضًا في نفس تلك اللحظة.....
شعر بالأسى عليها ....تتألم...أدرك ذلك ورأى الألم والشتات في عينيها .....طبطب على يديها مسح على ظهرها ...
اخذ هو و ماكس يطمئنونها كل شيء بخير.....وعاد تنفسها طبيعيًا.......وبعد ان هدّأت من روعها سحبت يدها من يد أمير.....ومن يد ماكس ثم نهضت ...
وكانت ستتقدم للابتعاد
ماكس برجاء: نور بليييييز......وين....
قاطعته بهدوء وهي لا تنظر لمراد: خذني للشقة.....
ماكس مسكها من يدها مشى بها لناحية سيارته
بينما مُراد شعر بالغصة على واقعها الأليم....مسح على شعره عدّت مرات...لا يعرف هل هو السبب في حالتها تلك ام أمير وخباياه هم السبب؟!
رنّ هاتفه
سحبه من مخبأ الجاكيت: نعم....
جورج بعصبية وغضب: طولّت كتير...شو ما انتهيت من ئصة الطلاق؟
مراد : الورقة لسى عندي...امير تصاوب ولا قدرت اعطيه إياها.....وسويت تحاليل اثبات ابوة......وعرفت سندرا تكون بنتي...وراح اتاخر هواية لين اعدل نسبها واعرف من الفاعل في محاولة قتل امير...
جورج اخذ يسب ويشتم أمير: لك جنيت انتّا........شو عم تئول؟......اسمعني منيح اعطي الورئة لنور.....وتعى لهون .....بديّاك عنّا اشغال اهم من معرفتك لقاتل أمير....واهم من كل شي....
مراد بنبرة حادة: بنتي اهم.......متى ما خلصت شغلي جيتك وخلصت إلك شغلك...
اغلق الخط في وجهه أخيه.....ثم عاد بأدراجه لداخل المستشفى
وبقي جورج يشتم ويسب امير ويكرر: هيدا مصر على الحياة .....ومراد واضح.....راح يحميه...مشان بنتوا....
رمى هاتفه على السرير وركل برجله الاريكة واخذ يجول ذهابًا وإيابًا...يفكر لطريقة توقف كل هذه الأمور الذي لا تعجبه!
.................................................. ........

.
.


.
.
.
هل يعدها من الأموات وينسى امرها؟ هل يدفنها في قلبه بغصة بكاء الضمير؟ الخيانة اوجعته واضاعتها من يده
عاش معها اجمل ثمان سنوات.....في حياته.....هي اختياره......هي اختيار قلبه أما منيرة فكانت اختيار والدته ووالده ولكن ....لم يكرهها...احبها....بعد العشرة ولكن في بداية الامر اعتاد على وجودها في حياته وعندما اكتشف حُبه في ذلك البلد.....لم يتردد في اصطياده ...ولم يتردد في امتلاكه.....تزوجها......قضى معها اجمل الأيام والسنين .....لن ينكر ....في بعض الحين يراها حزينة تترجى زوجته في مساعدتها للعودة لبلدها ولكن ظنّ كل هذا بسبب اشتياقها لأهلها.....لم يظن انّ قلبها كان هائمًا بغيره ....فالخطأ خطؤها هي لم تفصح ببداية الأمر عن حقيقة مشاعرها اتجاهه.....ربما كانت خائفة منه ومن والدها...ولكن نتيجة هذا الكتمان...خيانة لا تُغتفر......وضياع طفلة ما بين هفوات حقيقة مشاعرها ....ما حدث كان ظلمًا له ولها....

قبّل صورتها ونزلت دمعته من عينيه ....همس وهو ينظر لعينيها الذي يعشقهما: سامحيني يا يبه......سامحيني لو ظلمتك....سامحيني ....لو كان قراري بحقك غلط.....
ثم نظر لزوجته النائمة بهدوء
ثم همس: وانتي بعد يا منيرة سامحيني...قسيت عليك كثير.....تزوجت عليك...وهجرتك لفترة....وربي عاقبني ...عاقبني.....يا منيرة...
ثم عاد بنظره لصورة نورة.....واستمرّ في التحديق في عينها!
.............................................

هنا خيبة عاشق....عاند قلبه وبشدة.....حاربهُ ....رصّ عليه بيده ليوقف تلك المشاعر ......لينبهه أنّه وفِي....لتلك المسكينة طريحة الفراش.....المتمسكة بأمل النجاة.....للخوض معه معركة حُب لا تنتهي....احبته.....واوعدها أنه سيوفي وعده لهذا الحُب....اشتّد مرضها وابتعد بقرار والدته......وبقي خائف من ان تكرهه.....وتمسك بوعده ....الذي اسقطهُ على شفى حفرةٍ من انهيار حُب صادق وجديد في قلبه....يقسم انه جبان ....كان وقتها يستطيع أن يرفض ما طلبته منه والدته.....يتمسك بغزل قلبه....ولكن استسلم....واعطى المجال للغير للتحكم به......وعندما شعر مع الأيام....والشهور ان تلك المسكينة لا دخل لها فيما يجول بخاطره وصدره.....اتاح لها فرصة التقرّب منه....اتاح لها فرصة فرض حبها في قلبه وغرس بذرة العشق في نياطه!
ادرك ذلك ...وابعدها ببرود قاتل بعكس ما يكنّه لها بداخله
عاش صراعًا طويلًا ما بين وفاء عنيد وحب جديد
ظهر لها شكّه ......وظهر لها قسوته ...بخوف من أن تُدرك محاولاته في ابعاد حبها عنه!
وها هو الآن يسهر الليل...ليقرأ محادثاته الباردة والقصيرة معها طيلة فترة زواجهما!
.
.
تنهد بضيق مسح على وجهه عدّت مرات .....ترك الهاتف ووضعهُ جانبًا سيتماسك....لن يرسل لها شوقه ولن يتصل عليها ليطفئه! سيبتعد لعله بذلك يُريحها ويأخذ عقابه ليطفي تأنيبه المؤلم...
جلس على السرير......نظر لبعثرة صور زواجهما....كانت خجلة...تبتسم على مضض.....لا ترفع عينيها عليه ببداية زواجهما....كسر خجلها بقرب لطيف....وابعدها عنه بقسوة وجفاف مشاعر اخافتها!
حدّق في وجهها......ومن ثم التقط صورة ابنه....ابتسم....
لا يريد ان يخسر عائلته....لا يريد....رمى نفسه على الوسادة وحدّق في السقف....
تنهد.....واخذ يفكر مليًا بالأمور إلى أن غفت عينيه!
.................................................. .................
.
.

اخبره ألا يتصل عليه ألا بعد ان يعرف هل توفي ام لا.....هو استأجره لهذه الحادثة.....يُريد ان يشعل النيران بينهما....يريد ان يلعب بالنار ببطء...وبيديه الباردة.....يريد ان يسدد هدفه على مهلٍ منه...لن يستعجل....سيذيقه علقم جديد وألم من نوع آخر ....واشد مما ذاقه....
اتصل عليه وبلغة انجليزية (مترجم): لم يمت....ولكن حالته جدًا سيئة......والرجل الذي امسكته المهمة سُجن....
تحدث بحذر (مترجم): ألم اخبرك ان تحل الامر بيدك؟
تحدث الآخر بهدوء(مترجم): لا ارمي نفسي بالنار يا هذا.....الرجل الذي وكلته بالمهمة ....محتاجًا للمال.....واوعدته انني سأتولى قضيته لمساعدته للخروج......لا تخف لن يكتشف احد امرك ...فهو ليس كما تظن....

مسح على جبينه(مترجم): حسنًا الآن اختفي بقدر ما تشاء....وانسى هذا الرقم...

تحدث بهدوء(مترجم): وانت ايضًا لا تحاول الاتصال مرةً أخرى على هذا الهاتف وإلا سترى ظلامًا في غرفةٍ باردة!

لم يُعير حديثه أي اهتمام اغلق الخط ونظر لنفسه من خلال المرآة ...ابتسم بانتصار شديد لِم فعله!؟
ثم همس: هذا مجرّد تمهيد والقادم أقوى!


انتهى








JAN 06-20-2020 04:22 PM



البارت الخامس عشر


.
.
.
.
.
.
.
مضى أسبوعين ونصف على الاحداث أمير صارع الموت من جديد ودخل في غيبوبة لازمته هذه المرة لفترة اطول ولم تجعله يفيق حتى الآن!
فانقبض قلب حارسيه ....وبدأوا بالتفكير .....الآن هوية القاتل غير معروفة......ولكن ايقنوا ليس من جماعة المخربين في اكسفورد.....ربما هناك طرف آخر....طرف وحِش ويريد أن يغدر بأمير بأي طريقة........فماكس وزّع الرجال بشكل مكثف داخل وخارج المستشفى وحول منزله وشقة امير الذي تمكث بها نور.....يشعر بالمسؤولية ....والشك من تواجد مُراد ....ولكن مراد ما إن ظهرت نتيجة التحليل وعلم أنّ ساندرا ابنته سارع في تعديل انتسابها إليه والامر ليس هينًا وقد يُدخله في اوساع التساؤلات الكثيرة ولكن
ارشى المسؤولين لمساعدته في الامر وقام بتعديل النسب في غضون هذين الأسبوعين .....قام بتغيير اسمها إلى رتيل....ذلك الاسم الذي يعز عليه....وعلى قلبه
سماها على اسم تلك المرأة التي ربته واغدقت عليه الكثير من الحنان الذي فقده في ذلك الأوان تلك المرأة لم تكن إلا (عمته) !
.........................
.
.
.
مُراد عاد لألمانيا.....قبل خمسة أيام من هذا اليوم وشعر ماكس بالطمأنينة....لِبُعده......
.............

.
.
.
نور ......خضعت خلال هذه الفترة لمرحلة علاجية من دخولها لمراحل متطوّرة من الاكتئاب وكانت المشرفة على حالتها اليكسا ...وعادت من جديد تتناول العقاقير اللازمة لتهدأت النفس وتنظيم النوم وتخفيف الألم النفسي.......لم تعد تُجيب على اتصالات ايلاف ولكن تكتفي بمواصلتها عن طريق الرسائل.....عاتبتها ايلاف مؤخرًا على عدم قدرتها في الوفاء بعهدها بالمجيء الى امريكا....ولكن تعذرت لها بسبب حالة امير....وانصدمت ايلاف مما حدث له فأخبرتها ستزورها في أيام العِطل!
..
.
.
في الواقع الامر اصبح معقدًا على ماكس......فهو اصبح مشرف على منزلين ......منزله الأساسي والذي تمكث فيه جولي وسندرا وشقة امير والذي تمكث فيه نور ويتناوب عليها هو وخطيبته اليكسا....
يحاول بقدر الإمكان توفير الحماية لهم ........ومراقبة امرهم ....
اليوم دوره في البقاء مع نور......عاد بعد اشرافه على العمل ....لن يوقف العمل حتى لو كان امير في هذا الحال...وإلّا ستنهار شركته!....حاول بجلّ جهده ان يُمشي الأمور كما يُمشيها أمير ...والآن عاد وعلى طريقه اشترى لهما عشاء
.
.
فتح الباب دلف منه وكانت خطيبته امامها .....ناولتها دواؤها ثم رفعت رأسها لتنظر لماكس نهضت وهي تقول: نور حبيبتي راح امشي هلأ.....وراح يكون ماكس هون.....

هزّت نور رأسها بتفهم

اما اليكسا اقتربت من ماكس همس لها: how is she?
اليكسا نظرت لنور المتكورة حول نفسها على الكنبة: فاين.....بس بدهاش وئت ....عشان تعدي هالمرحلة الصعبة....
ماكس تنهد: وأمير......واضح....انه....بطوّل...
اليكسا بحزن: هالعيلة كتير حزينة .......الله يساعدهم...
ماكس: آمين...
اليكسا سحبت حقيبتها من على الطاولة ثم قالت: يلا تصبح على خير....

ثم قبلّت خده ابتسمت في وجه وابتسم هو الآخر ثم خرجت....

وضع الكيس على الطاولة ثم جلس على الكنبة المجاورة لكنبتها .......كانت مطوّقة رجليها بيديها وواضعه ذقنها على ركبتيها وتنظر للفراغ........التفكير أخذ منها الكثير....اتعبها واضعف جسدها.....تحاول أن تُشيح بنظرها عن هذه الأمور التي خيّبت آمالها ...ولكن لا تستطيع....خاصة ظهور مُراد وعودته من جديد....احدث اختلال توازن بداخلها.....فوجوده يُشعرها بسذاجتها آنذاك!......تحاول أن تنسى الأمور ولكن محيطها لا يُساعد.....وما زالت مصرّة على الابتعاد ولكن تشعر بقلّة حيلتها في هذا الأمر....!
........

تحدث ماكس بلطف : نور.....أكلي....معي....
نور دون ان تنظر له: اكل بروحك .......انا كلت مع اليكسا....
مُراد حكّ انفه : اوك.......
ثم قال: شو رأيك.....نشوف ....فلم.....
نور اخذت نفس عميق: لا....بروح انام عن اذنك...
.
.
ثم نهضت متجهّة للغرفة ........بينما هو بقي في مكانه.....شعر بالأسى عليها.....مسح على شعره عدّت مرات ماذا يفعل ليغيّر أوضاعها ويبدل حالها التعيس هذا؟!
لم يُسهب في التفكير نهض ودخل الخلاء!
......................................
.
.
.
لم يحدّثها مُنذ أن واجهتهُ أخته بحقيقة الأمر وعبئه على غيره، والآن هي لم تلحظ رغبته في الابتعاد لأنها فضلّت في هذه الأوان بسبب اختباراتها النهائية ان تبتعد عنه ايضًا لكي لا يؤثر الامر على درجاتها!.......مسح على رأسه عدّت مرات يشتاق لها.....وكثيرًا ...يُريد بقاؤها في حياته للأبد......لن يتحمل أن يصبر لفترة أطول .....سينظر للأمر بعد انتهاء الاختبارات....سينظر للأمر وهذا مؤكدًا!
.
.
وهو يفكر سمع صوت نوف المرتفع والجازي....قوّس حاجبيه ونهض متسائلًا عمّ يحدث لهما
ثم خرج!
....

صرخت في وجهه اختها : لا تخلييييييييييييني اكرهك بسببه....
نوف انصدمت من ردّت فعل اختها.......لم تتوقع انها ستكتشف الأمر ....

تحدثت برجاء: جوجو....هدي.....وربي ما كنت....

قاطعتها وهي تصرخ : جب.........صرتي تدخلين بأدق الأمور يا نويّف.......انشغللللللللي في نفسك وبس...

بندر بتعجب: شصاير.؟
ارتجف جفن نوف وهي تحك جبينها بتوتر.....
الجازي بانفعال شديد: قولي لههههههه.....قووووووووووولي له وش جالسة تخبصين من وراي.....

نوف لم تتحمل حديث اختها القاسي لذا ارتفع صوتها بقول: وش اسوي؟...هاااااااااااااا....هو يبي يتواصل معك....حاس بغلطته وانتي تصدينه ......صار له أسبوعين ما شاف ولده..........وعشان مايبي يضايقك ارسل لي.....تعالي بيتنا وجيبي معك عبد لله ما ابي اجي بيتكم عشان لا تضايق الجازي.......

الجازي دفعتها من كتفها: وظنين راح اوااااااااااااااااافق علشان تتفقين معه...

نوف بصوت مرتفع: انااااااااااااا ما تفقت .......دامك دخلتي على الوات ساب وفتشتي بجوالي كان كملتي جميلك وقريتي المحادثة كاملة.....قلت له....بسألك قبل .....وبرد لك خبر....

بندر فهم الأمر: الجازي اهدي....طبيعي سيف يبي يشوف ولده.....
الجازي بوجه محمر وبنرفزة كبيرة: اللي مو طبيعي....يكلم اختك وحاول يخطط معها على شوفته......ليششششش ما رسل لك ولا لخالد...

نوف باستهزاء: خايفة عليه مني ولا خايفة علي منه؟.......ولا تشكين فيني من الآخر.....تراني اختك مو عدوّتك......يا الجازي......شفيك ......جنيتي ....ولا الخيـ...

قبل أن تُكمل اسكتتها بصفعة على وجهها لم تتحمل.....حديث اختها ....لا تريد ان تُسمع كلمة(الخيانة) هل بدأت تتشمت بها؟ هل الجميع بعد ذلك سيفعل كما فعلت نوف.....

هي في حالة استنفار وطيش...لا تريد منه ان يتواصل معها لإصلاح الأمور هي فهمت الإشارة يريد التقرّب من نوف لأقناعها بخزعبلات مشاعره....

بندر صُعق من صوت الصفعة والكلمة التي انبترت اكملها في عقله الباطن شدّهُ منظر اختيه وحديثهما وقف بينهما حائر ماذا يقول وماذا يفعل لو هنا خالد لأوقف الأمر ولكن ذهب لموعده في المستشفى ووالده في العمل

نوف بحده وهي ممسكة بخدها: كلمييييييييييي زووووووووجك وقولي له لااااااااااااااا يدخلني بينكممم اذا يبي يشوف ولدكم يتصل على احد من اخوانك ولا يجي هنا وشوفه....لا يتواصل معي.....ابد ولو يبي يطمن عليك قولي له...صر رجال ...وكفو...واتصل علي انا لا تتصل على اختي.......

ثم ركضت لناحية غرفتها وهي تتنفس بصوت مسموع....

الجازي ارتجفت يديها ...ونظرت لسراب اختها ورمشت بعينيها عدّت مرات

حتى اردف بندر: الجازي......
الجازي ازدردت ريقها، ودون ان تنظر إليه اردفت: خذ عبد لله لأبوه...بروح اجهزه.....

بندر بتأفف توجّه لغرفة اخته نوف....طرق الباب بعدّت طرقات ....ولم تُجيبه....
إلى أن قال: نوف...فتحي الباب.....فتحي الباب يا نوف....
...
نوف أوّلت الأمر إلى شيء آخر....ظنّت أنّ اختها تشك بها.....هكذا فهمت الأمر.....فعصبية الجازي...لم تمهلها في إيصال ما تقصده حقيقةً....بكت....وهي تمسح على خدها ...سمعت صوت بندر.....ورمت نفسها على الوسادة وخبأت رأسها بالغطاء...
.............
,
.

تنهّد بضيق ورأى الجازي القادمة لناحيته وتمد بيدها عبد لله
: خذه....وبخلي سينا تروح معك عشان تمسكه وانت تسوق....

اخذ عبد لله لا يريد ان يناقش اخته بأي شيء الآن أما هي نزلت لتستدعي سينا للذهاب معه و خضع لأمرها!

ثم صعدت الجازي.... نظرت لباب اختها تنهدت بضيق ثم عادت بادراجها إلى غرفتها
اتصلت عليه وهي تشتمه،
.
.
.
عاد إلى المنزل بعد مناوبته الطويلة وارتمى في حضن السرير لينعم بنوم هنيء.......سمع رنين هاتفه .....فتأفف.....وانقلب للجهة المخالفة له....واعاد الرنين مرةً أخرى.....وبعد الرنة السابعة أجاب بصوت
مبحوح: نعم

الجازي ضغطت على نفسها لا تريد أن تعقد الامر كما عقدتهُ على اختها: ....سيف ......بندر بيجيب لك عبد لله..........والشنطة فيها كل حاجاته الضرورية......

لم يستوعب الامر....ابعد عن اذنه الهاتف ونظر إليه
مسح على وجهه عدّت مرات
ثم قال: الجازي؟

الجازي أكملت : ولا عاد ترسل لنوف....شي......لا تحاول تخليها تصير وسيط بيني وبينك....اذا فيه شي تبي تقوله....قوله لي انا......واذا تبي عبد لله مرة ثانية اتصل علي انا مو ترسل لنوف....

رمش بعينيه عدّت مرات ثم استوعب الأمر: الجازي.....وش هالحكي؟....وش وسيط ما وسيط....انتي فاهمة غلط....

الجازي باندفاع : انا مو مثل نوف االلي على نياتها.....عارفة انك تحاول عن طريقها تقرّب مني.

تأففف: اففففف........الجازي رسلت لها.....لأني ما ابي اضايقك مني اكثر.....وعارف ما راح تردين علي ويمكن ما تخليني اشوف عبد لله بعد......فعشان كذا ..رسلت لها....

الجازي لم يعجبها الأمر ابدًا فتحدثت بصوت مرتفع: طيب .....ليش تطلب منها تجي بيتكم؟

سيف بهدوء: عشان عبد لله... يا الجازي....

الجازي ضربت بيدها على السرير وهي تردف: واكييييييد عشان ترسم خطة وياها تقربك مني....

سيف نهض من على السرير وبتعجب من أفكار الجازي تحدث بحده: مانتي طبيعية يا الجازي.......وش اخطط له........انا تاركك طولة هالفترة عشان تعيدين نظرتك للأمر وتراجعين قرارك ...ونكون بعاد عن بعض عشان لا يصير مثل اللي جالس الحين يصير!

الجازي بقسوة حكي: ابعد عن نوف....لا دخلها بينا....لا تخليني اكرها بسبتك.........خلااااص عاااااااد طولت السالفة وهي قصيرة يا سيف.......لا تحاول تصلح الأمور ....كل شيء انتهى....ووضعنا ما يسمح أنه نرجع لبعض....انت قلبك ملك لغيري...وانا ابي املك نفسي واعطيها فرصة ثانية للحياة.....لا صير اناني....

سيف تمتم بالاستغفار ، مسح على وجه عدّت مرات وبغضب وصوت مرتفع : أجل سمعي بصير أناني.......ولاني مطلقك......وولدي عبد لله بجي اشوفه كل يوم....وانتي اللي راح تفتحين لي الباب....وجيبين لي ولدي بعد....
الجازي بقهر: خلاص ولدك عندك لا عاد تجيبه لي.....دامك ما تقدر على فراقه.....اما سالفة الطلاق .......راح تطلقني غصبن عنك......
سيف بعصبية : بنشوف شلون غصبن علي.......والحين مشغول باي.......
واغلق الخط في وجهها.......ورمى هاتفه على السرير
وهو يهمس: جنّت الحُرمة....جنّت....
ثم دخل الخلاء ليستحم
اما هي بقيت تنظر لهاتفها وهي تكرر بجنون: هيّن يا سيف....هييييييييييييييين.....
ثم جلست على طرف سريرها نادمة على ما فعلتهُ بأختها، أختها فهمت ما ترمقها إليها بشكل خاطئ......وهي لم تقصّر ابدًا في قساوتها عليها ....تحدثت بصوت عالي ندم: الله يااااااااااااخذك...
ثم نهضت بخطى متسارعة لناحية غرفة اختها طرقت الباب بقوة: نوووووووووووف فتحي.....انتي فهمتيني غلط ووربي انا مو شاكة فيك.......بس انقهرت.......اعرف نوايا سيف....يبيك تصيرين وسيطه بيني وبينه عشان ارجع له.....

نوف بشهقة تحدثت: الجازي روحي غرفتك......ما ابي اسمع حتى صوتك....وخري عن باب غرفتي...

الجازي بتنهد: تكفين نوف.....لا تسوين فيني كذا....افتحي الباب.....آسفة والله ما اقصد.....آسفة........فتحي الباب....

نوف بصرخة: مابي.........مابي اشوفك......

كانت ستتحدث ولكن سمعت صوت من خلفها: شفيكم تصارخون؟
التفتت على اخيها خالد توترت قليلًا ثم قالت: زعّلت نوف.....وابي اصالحها ولا هيب راضية تفتح الباب......

خالد : اتركيها تهدأ وبتفتح الباب...أما الحين لا تحاولين تفتحه لأنها بتعاندك....
الجازي سلمت أمرها لله: طيب.....بروح اصعّد لك غداك....
ثم نزلت وهو دخل لغرفته!
..............................................
.
.
.
الاهتمام في بعض الحين يولّد الحُب، ويشعل فتيلهُ المُنير لطريق العُشّاق، وسريعًا ما يُغيّر مفاهيم وقناعات كثيرة بداخلك....
.
.
مُنذ وصولهما على نفس متن الدائرة وهو يُغرقها بالاهتمام، ولم يكتفي بذلك
بدأ بارسال إشارات الحُب لها ، لتتورّد وجنتيها وتغرق في خجلها الأنثوي المغري!

اعتادت على وجوده معها كما اعتادت على أحاديثه وجرأته في الإفصاح عن مشاعره اتجاهها ولكن إلى الآن هي لم تعطيه الإشارة الكاملة في تقبّل حبه ليصبح متبادلًا بعد ذلك.
.
.
.
........
هذه المرّة لم تسكن في السكن التابع للجامعة احبّت أن تكون في شقة مستقلّة بعيدة عن ضوضاء الطلبة والطالبات والقوانين!
مشاري ببداية الأمر كان معارضًا للأمر ولكن سريعًا ما اقتنع وحوّل لها مبلغ مالي ضخم لتدير شؤونها به خلال فترة طويلة!
.
.
.
تنهدّت بضيق.....تكره الغُربة....وشعور الوحدة اخذ يطوّقها من كل جانب.....طارق لم يقصّر في تخفيف هذا الشعور ولكن هناك فرق عندما تصبح لديك صديقة قريبة منك افضل ممن يكون لديك صديق قريب! هي لم تعتاد على صُحبة الذكور وفي الأصل لا تتقبلها وهي ضدها تمامًا.....بغض النظر عن العادات والتقاليد....التي تربّت عليها ....هي تملك بداخلها قناعة كبيرة لا صحُبة بين الإناث والذكور .....لأنها ستتحول هذه الصحبة إما إلى كارثة أو إلى أمور لم تتوقعها!

لذلك .....هي لم تسمح لطارق ان يتجاوز حدوده معها ولكن في الأوان الأخيرة لا تدري ماذا حدث لها....اخذت تُسهب في علاقتها الغير طبيعية !
وما إن يحل عليها الليل أخذت تفكر مرارًا وتكرارًا عمّ يحدث لها معه؟
مسحت على شعرها عدّت مرات، هي خائفة من هذا الشعور الجديد....خائفة من تغيّر افكارها لناحيته......خائفة من ....قلبها ان يميل ...ولا تستطيع بعدها أن تجعله يستقيم!

أبعدت الكتاب عن وجهها.....ملّت من المذاكرة ....ومن تفكيرها الممل....

.
.

قطع عليها هذا التأفف وهذا التفكير رنين هاتفها
سحبته واجابت دون أن تنظر للاسم: الو....
اتاها صوته الهادىء: اخبارج يا حلوة؟

خفق قلبها بشدّة وشعرت بالتوتر مسحت على شعرها وهي تردف: هلا طارق....انا بخير انت اخبارك؟

طارق وهو يقود سيارته : الحمد لله......توني مخلّص مذاكرة ....واحس لا عت جبدي....وقلت اطلع....اشم لي هوا...

ايلاف بللت شفتيها ونظرت لأرجاء الغرفة: زين ما تسوي.....هالشي بفيدك....وبجدد طاقتك....

طارق ابتسم : وعشان جذيه باخذج معاي تجددين طاقتج بسج....مذاكرة...

ايلاف حكّت جبينها بتوتر ونظرت لساعة الحائط والتي كانت تُشير إلى الساعة التاسعة والربع مساءًا

لا تريد الخروج في هذا الوقت معه.....لا تريد أن تنصاغ وراء مشاعرها ...مهما كان طيّبًا أو ..
.
قاطعها بقول: الوووووو ايلاف وين رحتي؟

ايلاف جلست على طرف سريرها: معك......بس طارق ...ما قدر اطلع ....لأ...
قاطعها بخوف: ليش فيج شي؟....تعبانة؟

ايلاف سكتت وبللت شفتيها ، اهتمامه هذا يُشعل بداخلها الكثير من المشاعر ...الألم....والحزن....والسعادة والفرح.....هي بحاجة إلى هذا الاهتمام خاصةً انها فقدته مُنذ ان بلغت سن البلوغ تقريبًا!

: لالا مو تعبانة......بس الوقت بالنسبة لي متأخر وانا انام بدري يعني.....

طارق ضحك بخفة: هههههههههه مثل الدياي يعني(الدجاج).....انزين على الأقل بس اليوم كسري روتينج.....وتراني عازمج على العشاء لا قولين لي تعشيتي لأني ما راح اصدقج!

ايلاف ابتسمت : لا ما تعشيت....
طارق: خلاص اجل جهزي نفسج راح امرج......
ايلاف: اوك...
طارق اغلق الهاتف ثم شدّ على المقوّد : تقدّم حلو....يا ايلاف...استمري....
ثم قاد سيارته بسرعة جنونية وهو يبتسم بخبث!
.
.
.
اما هي بقيت عالقة أمام الدولاب....لا تعرف ماذا ترتدي حقًا؟
اخذت تعبث بملابسها بما يُقارب الست دقائق، تأففت
وهي تهمس لنفسها: انزين ليش متوترة جذيه.....البس أي لبس وخلاص......ركزي ايلاف...هذا زميل دراسة وبس.....
واخذت تتحدّث مع نفسها بتناقضات .......لن تنكر انها ابتهجت حينما اعترف بحبه لها....ولكن الآن هي تخاف من أن تبادله هذا الشعور لا تريد أن تغامر....تريد ان تتريّث وترى مدى حبه الصادق لها ...لتختبره هل فعلًا يستحق ان تُهديه قلبها؟
تأففت على افكارها المُخيفة ثم أخرجت لها سريعًا بنطالًا اسود.....وبلوفر صوفي.....بلون احمر وخطوط عرضية بيضاء......ثم سحبت شال صوفي باللون الأبيض.....
مشت بخطى سريعة لناحية الباب ثم انحنت لتسحب البوت كعب بلون الأسود....
ذهبت للخلاء لتستحم سريعًا.....تذكرت تنبيهات نور ......عليها أن تحذر......حتى لو كان يكن بقلبه مشاعر لناحيتها عليها أن تأخذ احتياطاتها منه!
أغلقت صنبور الماء سحبت المنشفة واحاطتها على جسدها وخرجت من الغرفة ......لترتدي ملابسها...
مضت عشر دقائق.......بينما وهي ترتدي ملابسها ببطء سمعت الجرس....
وفتحت عيناها على الآخر: أمداه وصل؟!

ارتدت البلوفر سريعًا .......وسحبت المنشفة لتجفف بها شعرها....سمعت قرع الجرس مرةً أخرى...تأففت بتوتر...وسحبت بعجل قبعة صوفية من الدولاب وارتدتها.....ومن ثم ركضت لترى من الطارق...
نظرت من خلال العين السحرية لوجهه ....اغمضت عينيها أخرجت زفير بصوت عالٍ ثم فتحتهُ وهي مبتسمة

طارق: هااا جهزتي؟

ايلاف وهي تدخل خصلة من خصلات شعرها الرطب تحت القبعة: أي لحظة...بروح بس اجيب شنطتي واجي.....

طارق اقترب خطوة للأمام نظر إلى قطرات الماء الساقطة على اكتافها...قوّس حاجبيه: شعرج رطب؟
ايلاف بتوتر: لبست قبعة...عادي يعني ...اطلع....بدو..
قاطعها وهو يسحبها للداخل دون اذنًا منها: روحي جففي شعرج انا بنتظرج اهنيه بالصالة...

سكتت ، وشعرت بضيق تنفسها من جرأته ودخوله هنا
شعر بنظراتها التي لا توافق على تواجده هنا
لذا ابتعد عنها واقترب من الباب: آسف....اني دخلت بدون آخذ اذنج.....والحين روحي جففي شعرج بنتظرج في السيارة على بال ما تخلصين.....

وهمّ بالخروج ولكن شعرت بالحرج من أن تتركه ينتظرها في السيارة وفي هذا الجو البار لذا
اردفت بتردد: طارق.....
ابتسم بخبث قبل أن يلتفت ليرى وجهها وما إن التفت حتى ابتسم بلطف قائلًا: آمري...
ايلاف حّكت ارنبة انفها سريعًا: اجلس هنا انتظر....انا ما راح اتاخر.....
ثم دخلت غرفتها دون أن تنظر لوجهه
فابتسم وهمس لنفسه: وقدرت ادخل شقتج...
.
.
.
ثم رمى نفسه على الكنب ينتظرها
بينما هي بعد ان دخلت لغرفتها شتمت نفسها بلا صوت.....وتوجهت سريعًا للمجفف ....وضج صوته في الغرفة....اخذت تجففه بيدين متوترتين ومرتعشتين ......استغرقت بما يقارب الخمس دقائق وهي تجففه ....ثم نهضت ووضعت القبعة على رأسها وتركت اطراف شعرها الشبه رطبه مسدوله على اكتافها ...انحنت لترتدي البوت ذات الكعب المتوسط.....ولفت الشال على عنقها....وضعت بداخل عينيها الكحل الأسود ليبرز لو عدستها البنية بدرجة فاتحة....ويزيد من اتساع رسمتهما الجوزاء......اضافت إلى ذلك تكثيف رموشها......واكتفت بعد ذلك بوضع مرطب شفاه بلون (الاحمرار) الباهت.....سحبت الحقيبة ثم خرجت من الغرفة......

التفتت انظاره إليها، لن ينكر جميلة....تتميّز بملامح حادة مريحة للعين.....جمالها...خليط... بين دولتين عربيتين وهذا واضح! ....من ينظر إليها بدقة يلتمس ميزة بسيطة من جمالها!.......ولكن يغلب عليها كلمحة أولى الجمال الخليجي......شعرها متميّز بلونه البني الغامق والواصل إلى اكتافها ....جميلة .....ذات طول متوسط وقوام متناسقة......ولكن حظها قبيح.....هكذا كان يحدث نفسه

ابتسم بلطف لها: ما شاء الله ...
خجلت منه ومن نظرات: جهزت....
طارق : يلا مشينا....
.
.

ثم فتحت باب شقتها ....واشار لها بالتقدم خرجت ثم اغلق الباب جيدًا ومشى بخطى متقاربة من بعضهما إلى أن وصلا للشارع وركبا السيارة ....
.
.
شعرت بالتوتر......فسرّت توترها بسبب انعزالها عن الناس فترة ليست هيّنة ......حتى إنها لم تكوّن صداقات كثيرة .....والآن هي متوترة لأنها لم تعتاد على هذا الامر....تنفست بعمق وبهدوء لتخفف عن توترها...نظرت للشوارع.....ودّت لو كانت الآن هي في الكويت....جالسة بجانب والدتها لتمسّد على شعرها وتغرقها بأحاديث الأمهات الذي يليّن القلب!.....ماذا لو اهتم والدها بدلًا من طارق؟
ولكن طارق لا يهتم فقط....هو عـ...
قاطع تفكيرها
متساءلًا: تحبين تسمعين لمين؟
نظرت له باستفهامات؟
ليردف: اوه شكلي اتحجى بروحي....صار لي ساعة اسولف وانتي سرحانه....
ايلاف ابتسمت بخجل: لا بس شردت اشوي.....
طارق نظره لها بمكر: بمنو؟

ايلاف خيّبت ظنه وبكذب: احاتي الاختبار....
طارق : لا تحاتين ولا شي....انتي ذاكرتي ....الحين توكلي على ربج....وبس....

ايلاف تمتمت: والنعم بالله....

ثم أعاد السؤال من جديد: أي ما قلتي؟ منهو مطربج المفضل؟

ايلاف : اجذب عليك لو أقول لك عندي مطرب مفضل
طارق بصدمة: يعني ما تسمعين أغاني؟

ايلاف بهدوء: اسمع بشكل عشوائي....ما افضل احد على احد ثاني.....
طارق التف لها: اوهه....اجل أي شي تسمعين له عادي ؟

ايلاف وبدأت تنخرط معه في الأحاديث: لا مو أي....شي......يعني فيه نوع معيّن من الموسيقى افضل اسمعها .....في بعض الأغاني....بس بشكل عام ما عندي مطرب مفضل....

طارق ركن السيارة وهو يردف: شكل ذوقج صعب وايد....
ايلاف ضحكت بخفة: ههههه نوعا ما ...
.
ثم ترجلا.....واقترب منها......إلى أن اصبح أمام وجهها...
تحدث بهدوء وشاعرية : ايلاف.....قبل لا ندخل المطعم ....ودي اقولج شي...

ايلاف بتوتر ابتعدت عنه قليلًا : قول...اشفيك؟
طارق بلل شفتيه وابعد ناظريه عنها: بصراحة أنا وايد حابج.......وابيج على سنة الله ورسولة.....ومابيج تفكريني ألعب او اجذب عليج مثل باقي الشباب....عشان جذيه.....ابي اخطبج من اهلج وصيرين حلالي!

صُعِقت.....وتسللت رعشة قوية إلى جسدها .....كتمت انفاسها بعدم تصديق....أحقًّا هو يحبها إلى هذه الدرجة؟....هل هو عاشق حقًّا ليتمنى الارتباط بها.....ولكن ...والدها لن يوافق على هذا الامر....بعد أن تخرجت من الثانوية تقدم لها ابن عمها ورفضه......ومن خارج عائلتهم ورفضه ايضًا بحجة اكمال دراستها وصغر سنها.......اخبرها بصريح العبارة
(ما راح ازوجج إلا لم تتخرجين والحين ابيج بس تركزين على دراستج)
يعني لو تقدم لها طارق بشكل رسمي الآن.....لن يوافق عليه ...
تنهدّت بضيق...وشتت ناظريها عنه

شعر بحزنها هنا واقترب منها: ايلاف قلت شي غلط؟

ايلاف بجدية نظرت لعيناه: لا.....طارق...مادري شقول لك.....بس صدقني لو تقدمت لي الحين ابوي ما راح يوافق...

هو يعلم بذلك!، ويعرف السبب لذا اتاها من هذه المخارج لينتقل إلى خطوته الجديدة في اقناعها بحبه
لذا تحدث بتعجب ليخدعها: ليش؟

ايلاف بهدوء: يبيني اركّز على دراستي ....اكثر....لأنه يشوف الدراسة اهم من كل شي....ولم اخلص منها .....يصير خير..

طارق بهدوء: كلامه صحيح....الدراسة مهمه......بس حتى الاستقرار مهم؟!

ايلاف نظرت له بعدم فهم، فسحب يدها ووضعها على قلبه وهو يردف: ابي قلبي يستقر في مكانه لشفتج...
ارتعش جسدها و سحبت يدها من على صدره بتوتر
طارق بهمس العشاق: يعني وش اسوي؟ أخاف تروحين من ايديني ...لو انتظرت....
ايلاف ....سكتت ثم نظرت لوجهه: لهدرجة تحبني؟

طارق بمكر: ظنج لو ما احبج قلت لج ابي اخطبج؟
ثم اقترب منها : ايلاف انا ريّال ما يعرف الخرابيط.....قلت اخطبج.....واريّح نفسي....وكونين حلالي....وانتي تقولين ابوج بيرفض لو تقدمت ....شسوي....إلا اذا انت مو متقبل...
قاطعته بتوتر وباعتراف طال عليه طيلة هذه الفترة: لا....لا تفهمني غلط....والله ابوي هو تفكيره جذيه...

طارق شيء ما انزاح من على قلبه وابتسم بخبث: انتي شنو؟.....ايلاف ابي اعرف ....مشاعري اللي كل يوم تكبر.......بيجي يوم تنهدم ولا بتكبر مع من يبادلها بالشعور...
ايلاف تشعر أنها أصبحت تحت ضغط.....إن اعترفت له......ستتنازل عن قناعات كثيرة تحملها بداخلها وإن لم تعترف سيفهم الأمر وسيذهب عنها...

ايلاف بتنهد: طارق.......مادري كيف اقولها لك.....
وبنبرة اشبه للهمس: بس انت مهم بالنسبة لي....

ابتسم واخذ ينظر لعينيها التي تحركهما بشكل مشتت عن النظر إليه: يعني تحبيني....؟
ايلاف بجدية: الأيام بتثبت لك هالشي...
طارق سحب يدها بسعادة : اجل خلينا نتعشى......بعد ما ريّحتي قلبي.....
ابتسمت له على مضض......وتتمنى بداخلها أن يدوم حبه لها.....إلى ان يحين الموعد المناسب لارتباطهما ببعضهما البعض!
.................................................. .......
.
.
الخطط تسير كما رسمها في عقله......هي اعترفت له ولكن بطريقة غير مباشرة الآن يستطيع ان يسدد أهدافه ....بطريقة اكثر ألمًا لمن آلامه!
.................................................. ......

.
.
مهموم.....فقد اتزانه في كل شيء.....يشعر صورتها باتت مسيطرة على عقله...... هل هذا هو شعور الأبوة الذين يتحدثون عنه؟......عندما نظر إليها شعر بسذاجته في التخلي عن والدتها بمجرد انتهاء الفترة المحددة من أخيه!.....وانتصاره على امير.....شعر أنه كاللوح الذي يغيّر جورج مكانه دون اخذ رأيه بذلك!.......الآن يلوم أخيه في سحبه في هذا الطريق......كان عليه ألا يرميه في طريق أمير.....كان عليه ان ينتقم لنفسه دون أن يجعل له يد توصله إليهم!
نظراتها إلى الآن تخترقه.....ويشعر بأنها تلاحقه وتلومه ....حقًّا هذا الشعور لا يطاق!......وقّع على الأوراق....ثم نهض ليدخل إلى مكتب أخيه...
الغارق في مراجعة المستندات الجديدة....
رمى عليه الملف....
ثم تحدث : جورج....اللي ساويته بداليا.....خبال.....

جورج دون ان ينظر لأخيه: مشان تعرف مرّة تانية ما تخوّن فينا

مُراد بنرفزة: ما خوّنت فينا......أمير حبسها عنده.....واخذ منها التسجيلات ...غصب......ما قالت شي له....السجلات هي اللي حجت وسولفت له....

جورج نظر لأخيه بصرخة: وبنتي؟.....كيف عرف بموضوع بنتي ايلاف...
مُراد بحيرة: مادري....بس اكيد داليا....ما قالت شي....مثل هيج.....
جورج نهض وهو يضرب بيديه على الطاولة: هي الوحيدة ياللي بتعرف بهيدا الشي......ما حدا يعرف غيري وغيرك وهيّ ....وأنتّا ئلت هو عرف....انه عندي بنت.....

مُراد بضيق من هذا الأمر ندم انه حدّث أخيه بشأن اعتراف امير وبمعرفته عن أمور كثيرة عنهم!

: بس مستحيل داليا تقول له مثل هيج....جورج.....حاول انك تتزن بتفكيرك ولا تغرق نفسك ....اكثر.....
جورج : بدّي افهم شغله ....ليش دافع عنّها...مشان كونها زوجة سابقة لإلك ولا...
قاطعه امير: لأنها مظلومة....لبستها قضية هواية جبيرة عليها...وهسه مسجونة.....وامها بحاجة إلها

جورج مسح على شعره: ما راح اتنازل عن شي....وخليها بالسجن....حكموا عليها سنتين.....بقضية احتيالها علي.......كلها سنتين وتطلع!..
ثم ابتسم لأخيه بخبث

سكت مراد لن يناقشه في امرها اكثر ولكن صدم أخيه عندما قال: انت لك يد في موضوع امير......
جورج قوّس حاجبيه: شو ئصدك؟
مُراد بملل وحده: أنت اللي صاوبت امير.....

جورج ضحك بصوت عالي: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ثم اردفت: لو بدي اعمل هالشي.....لكان ما خليتوا يعيش لهيدا اليوم....وئتلتوا من يومتها....

مراد بشك: يعني؟
جورج جلس على كرسيه: للأسف مو انا ياللي صاوبته....

مراد بريبة من الامر : متأكد؟
جورج بانفعال: وليش شكيت فيني؟
مراد : لأنك مصر علي اني اقتله....ورفضت....
جورج ببرود: بالنسبة لي الآن هو ميّت وامير انتهت ئصتي(قصتي) معوه.......وبعيد عليك مو انا اللي آمرت بقتله....
مُراد نهض وهو يقول: الخميس الجاي برجع باريس عشان اشوف بنتي...
صرخ هنا جورج: واااااااااااااانا بئول لك لأ....
التفت مراد عليه وبحده: قلت لك بسافر.....عشان اشوف بنتي...وغصبن عليك...
جورج تقدم لأخيه: شو هالحب ياللي طلع لبنتك فجأة....
مراد بمغزى ذات معنى: مثل حبك لإيلاف ولكن الفرق اني ما ابي امثل عليها الابوّة من بعيد يا جورج

ثم انفعل بالحديث: انت استقليتني في هاللعبة .....انت ربحت فيها...وانا خسرت نفسي ......خسرت لم صرت أبو......لبنت......تدفن راسها بصدر امير علمود تحس بالأمان وتباوع فيني مثل الغريب.....وانا بصير مثلك ما راح اتنازل عن هالجزء من هاللعبة....اريد افوز لو بشي بسيط....

جورج اغمض عينيه ثم فتحهما وهو يقول: راح تجيبها لهون؟
مراد بحده وغضب: ما راح احرم أمها منها؟
جورج امسك أخيه من اكتافه وهو يقول: عملية التهريب بدأت وبدي يّاك...
قاطعه مراد وهو ينفض يديه عنه: عندك رجالك .....خلهم ينجزون المهمة بدون مراقبتي.....عن اذنك...
ثم خرج
وضرب جورج بيده على الجدار وهو يشتم أخيه!
..........................................
.
.
.
تثاقلت عليه الهموم وجعلت منهُ شخصًا يفتقد صحته يومًا عن يوم ......لم يخرج للعمل ...ووصل خبر تعبه لأعز صديق لديه .....فأتى إليه للاطمئنان....عليه......فيوسف....ليس طبيعيًا أبدًا ...تفكيره في الأوان الأخيرة مشتتًا ويغلب عليه السرحان....وقلّة النوم....
.
.
في المجلس....وضع كوب الشاي على الطاولة ثم تحدث بجدية: يوسف....مانت طبيعي...ضغطك أول مرة يرتفع كذا.....ووجهك اصفر وواضح ما تنام زين.....شاللي صاير وغيّرك كذا؟....قولي ياخوي وش فيك؟

تنهد ... يؤنبه ضميره وما اقسى هذا الشعور
: قلبي.......يوجعني يا إبراهيم...
بو سلطان بخوف: اسم الله عليك...خلنا نروح المستشفى اليوم ونسوي لك فحص ....ونتأكد من سلامتك....

ابتسم بسخرية على وضعه: ماله داعي....هالوجع بيتم بقلبي لين اطمئن أنا ظالم ولا مظلوم؟

بو سلطان سكت، لثوانٍ
ثم اردفت: رجعنا على نفس السالفة؟
بو ناصر بجدية: أحس إني ظلمتها......شيخة اشعلت بقلبي نار......بسالفتها.....وهالنار شبّت لي نيران الماضي....

بو سلطان ليجاريه بالحديث: وش اللي يريحّك طيب؟
بو ناصر بغياب ذهن: ما دري....بس فكرت لو نرجع لنفس المستشفى...ونطالبهم بنسخة.....من أوراق التحليل...

بو سلطان بصدمة: وتفكر الامر سهل؟......لا والله ما هوب سهل.....وما اظن محتفظين بنسخة لهاليوم....كم سنة مرت يا بو ناصر...
بو ناصر بانفعال: أجل وش اسوي؟
بو سلطان بحيرة: مادري....مادري......بس انت متاكد.....من أنك...
قاطعه بو ناصر: أي ابي اعرف ......ظلمتها ولا.....وابي اريّح ضميري...
بو سلطان بثقة: طيب ولو صارت بنتك وش بسوي؟
بو ناصر بهدوء: راح أحاول اصلح الأمور واجيبها تعيش معي....
بو سلطان ضحك بخفة: ههههههه تظن الأمور بهالسهولة هذي؟
بو ناصر نظر لوجه أبا سلطان: لا ......بس يكفيني شرف المحاولة....من اني ارجّع الأمور لطبيعتها...

بو سلطان : ما اظن أنهم بالبنان الحين....
بو ناصر اغمض عينيه : لا ......مو بلبنان....مستحيل ديانا تروح لابوها.....ما تتجرّأ....بس لازم اتأكد...
بو سلطان قوّس حاجبيه: يعني بتسافر لبنان؟
بو ناصر حكّ جبينه: لا.....ما ابي مشاكل.....اترك واحد من الرجال اللي يشتغلون عندك يسافر ويسأل....
بو سلطان بخيبة : ابشر اهم شي...ريّح نفسك ولا تتعبها وانا خوك...
بو ناصر تنهد من جديد: عجزت هالمرة امرر ذكراها من عيني وعقلي بسلام.......احس اني تسرعت......احس قلبي مأخوذ مني خاصة بهالفترة......عجزت اتناساها مثل قبل.....عجزت يا إبراهيم....احس اني قتلت روح.....بإيدين باردة....
طبطب أبا سلطان على فخذ صاحبه: إن شاء الله كل شي.....بيتصلح.....بس هد من نفسك...ولا تتعبها يا يوسف....
بو ناصر هزّ رأسه برضى.....وسرح بعدها في ذكرى طفولتها!
.................................................. ................

.
.
.
.
تُريد مهاتفته......والآن....تُريد أن تحتضنه بعد رؤيتها لهذا الكابوس....حاولت تهدأتها....والتخفيف عنها ولكن زاد أنينها.....وزاد البكاء......
أخذت تمسح على شعرها برقة ...وتطبطب على ظهرها بحنان....ولكن كانت تكرر
: بدي أمير.........أميييييييير....

وكانت تتحرّك بعشوائية وبحركة سريعة، شدّت على جسدها لتقربها منها اكثر.....
تكرر بلغة عربية مشابه لماكس: بليز سندرا اهدئي.....تومورو....راح وديك لألوه....
حرّكت رأسها سندرا بجنون وابتعدت عن أحضان جولي : نو.....نو......الآن....

جولي سحبتها من يدها واعادتها لأحضانها لتهدأتها.....ولكن سندرا كانت في حالة استنفار....وخوف....فبدأت جولي تتساءل ماذا رأت في منامها لتنهض بهذا الجنون؟
حاولت بشتّى الطرق أن تجعلها تعود للنوم.....ولكن أنينها يزداد....سألتها هل تتألم من شيء؟ ولكن هزّت رأسها سندرا
بالنفي: بدي أميييييييييييير....

وضجّ صوت تكسير زجاج أحد النوافذ ، باطلاق الرصاصة عليه
فتحت جولي عينها بذعر ودون شعور حملت سندرا الذي صرخت في احضانها ونهضت من على السرير وانبطحا على الأرض بعد أن استقرت الرصاصة في نافذة الغرفة هذه المرة ......
سندر بدأت بالصراخ بينما جولي اخذت تهدئها
ثم قالت بحذر stay here…:
سمعت اشتباك صوت اطلاق النار ......ففزعت من الامر نهضت وهي محنية الرأس....لتصل إلى هاتفها الموضوع على الكمودينة ....سحبته
ثم اتصلت على اخيها وهي تصرخ (مترجم): مااااااااااااكس...ارجوك........ساعدنا ...احدهم يريد قتلنا!
انتهى





JAN 06-20-2020 04:31 PM


البار السادس عشر


.
.
.
.


.
.
.
كانا يتناولان العشاء على اطراف انغام لحن الموسيقى الهادئة....لم يكف عن الحديث لإقناعها بحبه....وبدأت هي في الواقع تنساب مع مشاعره تلك....اتاه اتصال
فاعتذر منها وأجاب دون النهوض والابتعاد عن انظارها
كانت تستمع لكلماته ولتغيّر نبرته لفرح وسعادة
: الله يبشرك بالخير....ولا يهمك.....هههههه ......سلملي عليهم كلهم.....وتحمد لها بالسلامة.....مع السلامة...

ثم اغلق الهاتف ووضعه على الطاولة تحدث: أختي.....ولدت يابت ولد.....
ايلاف ابتسمت له: اوه.....الف الحمد لله على سلامتها.....
طارق بتنهيدة: الله يسلمج كان ودي أكون معاهم......وعدتها أنا اللي اوديها المستشفى ......لكن الظروف

ايلاف تؤازره: ما بقى شي وتيي (تجي)...أجازة المنتصف واكيد اهلك وريلها (زوجها)ما راح يقصرون معها...

طارق بربكة : للأسفل ريلها توفى......وهي بالشهر الرابع...

ايلاف شهقت ووضعت يدها على فمها: هأأأأ......الله يرحمه....

طارق ابتسم لها ليغير من جوهما: ويرحم موتى المسلمين والمسلمات....المهم.....شرايج باختياري للأكل...؟

ايلاف بتلذذ: والله شي خيال......
طارق بهدوء: فيه بعد مطعم على الشارع الثاني ينن(يجنن)....لازم اذوقج من أكلهم...

ايلاف مسحت فمها بالمنديل : شكلك ييت(جيت) أهنيه وايد.....
طارق فهم ما تقصده: أي.....ييت لأمريكا تقريبا حوالي ثلاث مرات مع اهلي....

ايلاف ابتسمت: عشان جذيه صارت عندك خبره بالأماكن....

طارق ارتشف من عصيره: أي.....فيه أماكن وايد حلوة اهنيه لو حابة اصير مرشدج السياحي ما عندي مشكلة...

ايلاف بخجل: ما عندي مشكلة......بخليك مرشدي السياحي ....بس للأسف ما راح يكون عندي وقت كافي للسياحة...

طارق : ايلاف لازم تنظمين وقتج ما بين الدراسة ووناستج وحياتج ولا جذيه راح يجيج نفور....
ايلاف بتفهم: أحاول والله بس الدراسة تأخذ وقتي بشكل...
طارق ابتسم: وانا بساعدج في تنظيم وقتج...
ايلاف سقطت عيناها على الوقت من خلال شاشة هاتفها الموضوع على الطاولة: امبيه....صارت الساعة اثنعش....تاخرنا....لازم ارد الشقة ....

طارق نظر لساعة يده: مر الوقت بدون ما نحس.....
ايلاف بهدوء: أي....
طارق : خلاص الحين نقوم....اصلًا واضح انج تعبتي وفيج النوم.....شكلج ما تاخذين غفوة لم تردين من الجامعة

ايلاف ضحكت بخفة: ههههههه...ما علمت نفسي اغفي ....عشان انام بدري باليل....
طارق وضع المال المستحق في مكانه المخصص ثم نهض: عشان جذيه ما تقدرين على السهر...
ايلاف سحبت حقيبتها : الصراحة ما احب السهر وايد.....لأنه يخرّب علي نظامي اليومي كله...
طارق : ههههه ما راح اسالج شنو نظامج اليومي ......لأنه واضح شنو....
ايلاف فتحت باب السيارة: ترا مو كله دراسة....
اغلقا الباب وهو يردف: أتوقع منج .....دراسة...ترتبين شقتج.....يمكن تقرين روايات....وامم بعد....
قاطعته : ما قرأ روايات.....
بدأ طارق بالقيادة مردفًا: غريبة؟
ايلاف: احب اقرأ كُتب علمية اكثر....يعني....
طارق اندمج معها بالأحاديث وهي نسيت نفسها معه وبدأت تتجاوب اكثر على اسالته واطراف احاديثه!
.............................................
.
.
صُعِق من حديثها ، وضجّ فؤاده بنبضات قوية نهض من على الكنبة كالمقروص.....مشى بخطى سريعة .. لناحية الباب....خرج واغلقه
ثم ركب سيارته....
في هذا الوقت العلاج بدأ بمفعوله لنور لذا كانت تغط في سباتها العميق ولم تشعر بضجته
.......
وبعد ربع ساعة من قيادته الجنونية.... وصل.....نظر لإحدى الحرس
(مترجم): ماذا حدث؟
تحدث الرجل وهو يلتقط انفاسه(مترجم): أحدهم اطلق النار على النوافذ....وقام باقتناص رجلين منا...
ماكس بصدمة(مترجم): اقتناص؟
الرجل (مترجم):اجل اظن انّ احدهم من احدى القناصين الماهرين ....أما البقية كانوا مرتدون لباس واقنعة تخفي هويتهم.....وطلقاتهم كانت عشوائية....ولكن رأيت هذه الورقة مثبته في جسد صاحبنا الذي قتلوه خلف المنزل....

ماكس سحب الورقة من يده وقرأها، كانت مكتوبة باللغة العربية : ابتعدوا عن مُراد...وإلا لن يبقى أحدًا منكم!

قوّس حاجبيه ولم يفهم الإشارة ! وضع الورقة في جيبه
ثم ركض للداخل

رأى اخته الجالسة في الصالة وفي احضانها سندرا تبكي
ركض لناحيتهما وهو يقول: انتوا بخير...
جولي بذعر: لا......للتو خرجنا من الموت...
ماكس نظر لسندرا ثم لأخته: راح نروح لشقة امير...أأمن من هون...
جولي بحيرة: من......اقصد....الرجال...
ماكس حرّك اكتافه : آي دونت نو......يلا....خلونا نمشي....
نهضت جولي واحتضنت سندرا التي ما زالت تبكي بلا صوت......فقط جسد يرتجف صريعًا من الخوف ...واشتياقًا لعطف ذلك الرجل...

خرجوا...ونظر للحرس وللشرطة التي أتت أشار لجولي وسندرا ان يركبوا في السيارة وهو بقي يتحدث مع الشرطي
ثم التفت على إحدى الحرس(مترجم): انهي الإجراءات اللازمة أنا ذاهب....
ثم ركب سيارته والآخر وافق على امره.....
ماذا يحدث؟ هو متيقّن ما يحدث ليس له علاقة بما حدث في بريطانيا وتلك الرسالة تؤكد ذلك....

طيلة الطريق كان يفكر ، هذه المرة من الواضح حاولوا قتل او تخويف سندرا....وطلبهم في الابتعاد عن والدها يؤكد ذلك.....حاول أن يطمئن اخته والصغيرة إلى ان وصلوا للشقة ....ودخلوا.....
اغلق الباب ثم قال: دخلوا الغرفة هذي...
ثم أشار لغرفة امير...
: وناموا...

جولي كانت ستتحدث ولكن أشار لها: تومورو...
هزّت رأسها ثم التفتت على سندرا: امشي....
ومشت معها سندرا ووجهها منتفخ من شدّت البكاء والخوف
اما ماكس بقي يفكر بالأمر...
ثم سحب هاتفه ولم يتردد في الاتصال على مُراد
..................................
كان سيخلد للنوم.....للتو جهّز نفسه .....واستلقى على السرير سمع الرنين وعندما رأى الاسم لم يتردد في الرد
: هلا ماكس...
ماكس بغضب (مترجم): ماذا يحدث؟.....اريد تفسيرًا لِم حدث....أحدهم حاول قتل ابنتك......وقتل رجلين من رجال أمير...وترك رسالة تهديد
ثم قراها: ابتعدوا عن مُراد...وإلا لن يبقى أحدًا منكم!

وبلغة عربية مكسرة بالغة في العصبية: مُراد.....توقف عن .....جعلي....مجنون.....

مُراد عندما سمع حديث نهض بخوف على ابنته: شتكول(شتقول) انت...؟

ماكس بانفعال: لا تعمل نفسك....مصدوم....
مراد بعصبية: أنا مالي دخل .....بس والله لا انتقم منهم.....وهسه قولي ....شصار على بنتي....

مراد بسخرية: not fine!

ثم اغلق الهاتف في وجهه....ومشى مراد بخطى متسارعة ليخرج من غرفته...متوجهًا لجناح أخيه ....وفي عينيه شر لا ينضب!

ركض على عتبات الدرج وهو يشتمه......وصل إلى جناحه.....كان سيفتح الباب ولكن كان مقفلًا فقام بضربه بيده ورجله
وبصوت عالي: جووووووووووووووووورج افتح الباب.....افتححححححححححححححححححححححح.......


جورج كان أمام أوراقه الكثيرة ، لم ينتهي من العمل .....واخذ يكمله هنا...سمع الطرق نهض وفتح الباب بخوف .....ولم يمهله مراد مسكه والصق ظهره بالجدار وشدّ على ياقته
: لهدرجة تستخف فيني يا جورج...

جورج دف أخيه عنه وبصرخة: جنيييييييييييييت أنتّا؟

مُراد انقض على أخيه مرةً أخرى: ترسل كلابك عشان يموتون بنتي.....بس علمود ما ساعدتك في عملية التهريب....

جورج امسك بيدي أخيه وشدّ عليهما بيده وحدّق في عين مراد الغاضب: مُراد اهدأ وخلينا نتفاهم....

مراد بصرخة: مااااااااااااااااا فيه شي نتفاهم عليه.......

جورج دفع أخيه للخلف وبانفعال: ما بعرف عن شو تتكلم بس انا بعيد عن كل شي يصير لأمير وبنتك ....

مراد : تركوا رساااااالتك عند ماكس....
جورج قوّس حاجبيه: شو عم تخبّص أي رسالة....
مراد بقهر: تهددهم لو ما ابعدوا عني راح تقتلهم

جورج ضحك بسخرية: هههه وانت صدئت هيدا الشي؟
مراد بتهديد: جورج....اقسم لك بالله...لو ما كفيت شرك عن بنتي.....لا اضر بنتك....
جورج انقض هنا على أخيه وهزّه من اكتافه بعنف: اصحححححححي على نفسك.....في حدا عم يتلاعب فينا.......اصحىىىىىىى انا ما عملت شي لا لبنتك ولا لأمير....بتفهم؟

مُراد ابعد أخيه عنه ....ثم مسح على رأسه عدّت مرات
ليردف جورج: في حدا عم يعمل كل هالشغلات وبعلّئها فيني....
مراد بصرخة: منوووووووووووو؟

جروج بنفس الصرخة: ما بعرف......يمكن من أعداء امير....
مراد بحده: لا مو من أعداء امير.......اذا فعلا مالك يد ...فهالشي يكون من اعداءك...
جورج بتفكير: اعدائي؟

مراد دون ينظر إليه : راح انزل على باريس....
ثم مشى عائد إلى غرفته ....بينما جورج وقف ينظر للفراغ وبذعر
حدّق بشتات: اعدائي؟...معئولة؟
تأفف مسّح على شعره عدّت مرات ثم عاد لغرفته هو الآخر!
.........................

بعد يوم مُتعب وشاق، ومليء بالانتصارات من جميع النواحي التي خطط عليها، رمى الأوراق التي بيده أوراق تحمل بداخلها معلومات شخصية لهدم تلك الشخصية كان صعبًا عليه أن يتوصل إلى ادّق التفاصيل ولكن اتضّح له انّ هناك عنصر حاقد وحاسد ليتخلّص من هذه الشخصية وابعادها عن هذه العائلة لذا ليقتحم صفوت هدوء مشاعرها كوّن معها علاقة حُب وهمية بسبب عملها كـ(فاشينستا )وهو كمعجب وعاشق اخذ يؤثّر عليها إلى ان بدأت تُفشي بأسرار هذه العائلة وهذه الخطوة اتخذها قبل الظهور لهذه الشخصية التي لا تعلم بما يدور حولها
والآن سدد رميته القاضية على جورج بتشكيك مُراد ناحيته

ولن يكتفي بذلك ما إن يحّل النور عليه سيجعله يغّص في شوكة الألم
وسيبّث في دمه شكّ من نوع عميق وقاسي، ويتمنى لو تتحقق نتيجة هذه الخطة بسفك الدماء
ضحك بصوت عالٍ ثم سحب كأس الماء وشربه في دفعة واحدة
: انتقموا من بعضكم يا حلوين....
ثم رمى نفسه على الاريكة واخذ يفكر بخبث نواياه!
.................................................. ............
.
.
.
اشد الامراض خطورة
امراض القلوب!
القلوب العليلة بالحقد والحسد، وعدم حُب الخير للآخرين
تلك القلوب التي طُبع عليها بألا ترى حُبًا ولا ترى خيرًا
مليئة بالشوائب والاشواك الحارقة لِمن يلمسها!
تلك التي تجعل من الإنسان جمادًا لا يملك أيّة مشاعر حتى به يفكّر بالأشياء الهادمة من اجل الشعور بلذّة الانتقام
قلوب في حاجة شديدة لعلاج في أسرع وقت قبل أن تحرق الأخضر واليابس وتجعل منهُ رمادًا لا يمكن الخلاص منه إلا ببعثرته في الهواء بصعوبة بالغة من ثقل وزنه وشدّت وطئه!
هذه القلوب تحرق قلوب أخرى لا تعرف معاني تلك الامراض فتغرق في وجوهها المختلفة والمغلّفة بزيف ما تُخفيه من حقيقة

تُرسل للقلوب الطيبة والصافية تنبيهات جيّدة لتقترن بها وما إن تتمكّن منها وتقترن تعصف بها...مسببة لها دمارًا لا يُشفى!
.
.
.
لا تعرف نواياه وخبثها .....لا تعرف انه سيستخدمها كأداة من أجل تحقيق عدالته في الانتقام.....كما عذبوه....وحرموه من أشياء عزيزة على قلبه.......نفوه لمكان بعيد.....لفترة لم تتجاوز الثلاث سنوات....لمكان الجميع يكره ...زجوه في السجن كرهًا!.....بقضية لم يقترفها .....شعر بعجزه وحرقة قلبه خاصةً بعد أن علم بوفاة أخيه الوحيد والذي يصغره بسنة واحدة...توفي وهو غريب ....في بلد يمتلك قوانين صارمة بحقه....وغريب في ظلمة جدران السجن....جنّ....هناك بالبكاء .....صحة أخيه لم تكن جيّدة فهو يعاني من الانيميا المنجلية .....في ذلك الوقت .....كان مخاصمه ....لأنه علم بطبيعة عمل أخيه مع ذلك المتجبّر....ولم يعد يأخذ منه المال.....ولم يعد يتصل عليه كما يفعل....خاصمه.....في الأوان التي هو بحاجه إليه .....ها هو الآن خرج....وفي خلال سنتين جَمع معلومات جدًّا مهمة ومفيدة من أجل انتقامه....كونه مهووس....بالإلكترونيات واعمال الهكر.....وهذا كان عمله مع ذلك المدعو...استطاع أن يخترق نظام المعلومات الخاصة به......حتى توصل إليها ...واستخدم قريبتها لتعلمه بأدق تفاصيلها....ولم يكتفي بذلك أبدًا.....ولن يكتفي ابدًا.....خسر كل شيء بالنسبة له....سُجن.....اضاع دراسته......اضاع جزء من عمره.....ما زالت والدته مخاصمته.....واخيه المقرّب توفّى دون أن يسامحه ....دون أن يحتضنه ويشتم رائحته ويقبله معتذرًا!.... استقله....استقل ذكاؤه.....في انشاء القواعد والنظم الالكترونية ......وحتى البرامج .....التي تساعده في العمل.....ذكاؤه ادخل عليه الكثير من المال......والآن سيستخدم هذا الذكاء لحرقه!......سيحرقهُ عن طريق أحب الأشياء لقلبه....سيجعله يتألم....ببطء....
بينما هي
ابتسمت بحُب....على احلامها الوردية التي بدأت تتحقق
دون إدراك نواياه....كسرت القواعد التي رسمتها في عقلها .....وهدمت جميع الحواجز لأنها بحاجة إلى هذا الاهتمام ....هذا الحُب....هذا العشق...وهذه الكلمات التي لم تسمعها مُنذ ان انفصلا والديها....

احتضنت الوسادة.....واغمضت عينها وعاشت إيلاف في هذه الليلة اجمل الاحلام .....دون أن تشعر بتلك النوايا!
.................................................. .................
.
.
.
استشاط قيضًا من حديثها وتلميحاتها تلك التي اجزم بعدها انها جنّت حقًّا.....لم يأخذ ابنه....ولم يلمسه حتّى كان ينظر إليه عن بعد ....وهو يهز برجليه بتوتر.....
كان بيد أخيه جسّار يداعبه ويُلاطفه بحُب الأطفال الذي جُبل عليه...
تحدث قصي في هذه الاثناء: والله ما عرفتك وأنت تحب الأطفال.....

عزام وهو يأكل من البرتقال: والله حتى أنا انصدمت....

جسّار طبّق بطرف شفتيه على طرف خد عبد لله دون عضّه ثم بعد ذلك ابتعد عنه وقبّل يده وهو يقول: والله احسن شي في هالدنيا ذي كلها .....الاطفال وبراءتهم......ياخي فيهم صفاء ونقاء ......يجبرك على محبتهم...

قصي شعر بالغصة هُنا، هل ستكون النتائج مؤلمة؟
هل سيصعب على مُهره الانجاب؟
اخذ نفس عميق ومسح على شعره بهدوء

عزام : خلاص يا خوي تزوّج....

جسّار بروعة: اعوووووذ بالله....لا وين...تو الناس.....

قصي بسخرية ضحك: هههههه وش تو الناس عمرك صك سبعة وعشرين .......تبي تزوّج وانت في الأربعين؟

عزام ضحك : هههههههههههههه لا وهو في الستين نزفه وهو على عربيته

ضحك هنا سيف وخرج من إطار الصمت

قصي نظر إليه ثم ابتسم لهم: شكله كذا...
جسّار احتضن عبد لله واخذ يحدثه: عمانّك خبول....وابوك نفسية....يلا منو قدّك عندك عم واحد بس عاقل ورزين....وسيم بعد....

سيف بتكشيرة: يا شين الثقة الزايدة...
عزام رفع حاجبه الأيمن: عندك شك في ذلك؟

سيف بضحكة خفيفة: ههههههه أي دافع عنه عشان وجهك نسخة منه.....ما تقدر تطقطق عليه ما فيه مجال....

قصي التقط عنقود العنب من على الصحن وبدأ بأكل حبه واحده منه:...مسكين وين ما يروح يشوف نفس وجهه بدون مرايا....

جسّار نهض وجلس بالقرب من عزام واحتضنه بيده اليمنى وباليد اليسرى ماسك بعبد لله وبنبرة انثوية: يلا منّاك لا تضغطون اخوي....

ضحك هنا قصي وكاد يموت مختنقًا بعد أن غّص في اكل العنب اخذ يكح: هههههههههههههههه كح كح الله يقلعكم...
سيف نهض وضرب بخفة على ظهره وهو يضحك: ههههههههههههههههههههه لا تتكلم يا غبي خذ نفس عميق وناظر على فوق....
عزام : هذا حوبتي يا كـ......
جسّار : هههههههههههههههههههههههه لا تموت تكفى.....بعدين ما يصير عندنا احد نطقطق عليه...

قصي هدأت أنفاسه: عليه صوت بنت مادري من وين تجيبه الله ياخذك...

جسّار بتفاخر : احم احم هذا من اغرب مواهبي....
سيف نهض هنا : عن اذنكم....
جسّار نهض: أقول تعال خذ ولدك.....قلنا نحب أطفال بس مو لدرجة اخليه عندي خمس اربع ساعات....
سيف التفت عليه : عطه امي....
قصي دون ان ينظر لهم: امي راحت بيت عمي....
سيف لم يبدي أي اهتمام ثم خرج من المنزل
جسّار : شفيه بعد
قصي تنهد: الله يعينه....
عزام نظر لقصي وغمز له: وعينا جميع....بس قولي وش فيك مانت على بعضك؟
قصي حك جبينه: ما فيني شي...
جسّار : يعني من الآخر يا عزام ما راح يقولك شي....
عزام نهض: بالطقاق......بروح اطلع اشم هواء...
جسّار : الحين متى بندر جاب عبد لله....؟
قصي بتذكر: بعد ما طلعت امي....
جسّار بهدوء: الله....والله مر وقت طويل....الحين وش اسوي فيه لو بكى ولا جاع......لا حول.....
قصي نهض وهو يضحك: ههههههه الله يعينك...
جسّار: وين بتروح بعد انت....
قصي بتصريح : بروح لزوجتي ......ابي اطمن عليها.....

جسّار بضياع: طيب وش اسوي مع عبد لله...
قصي وهو يلوّح له بيده: اتصل على ابوه...يلا باي....
وطلع
جسّار نظر لأبن أخيه: شفت كلهم ما يحبونك بس انا اللي احبك..
ضحك عبد لله وكانه فهم ما قاله فنهض جسّار وهو يقبّله بشدّة على خده: فديتتتتتتتتتتتت قلبك يا قلب عمك انت
ثم اردف بحنية: الله يصلح ابوك وامك بس ...
.................................................. .................

.



تلّقى اتصالًا من أخيه رد عليه بهدوء: هلا وغلا بو خالد....

بو خالد كان في مكتبه المنزلي: هلا فيك يا بو ناصر...ها طمني على صحتك ان شاء الله احسن؟

بو ناصر بهدوء: الحمد لله احسن بواجد....
بو خالد همس: الحمد لله
ثم قال: يوسف...وش فيك يا خوي؟ علامك.....هالليام....لا عدت تجي تزورني.....ولا عدت على بعضك.....

بو ناصر: خلها على ربك...وانا خوك.....وتطمن علي انا بخير وفي افضل حال....

بو خالد لم يحب أن يناقش أخيه اكثر ولا يريد أن يضغط عليه : الله يدومه عليك من حال....
ثم تنحنح وهو يقول: اجل اسمعني.....ما تصلت عليك وانا خالي...يا يوسف.....

بو ناصر عقد حاجبيه: خير يا غازي.....علامك صاير شي؟

بو خالد ابتسم: لا تخاف.....ما فيه إلا الخير.....
ثم بنبرة جادة: يوسف...دام تحاليل شيخة ما هي متوافقة .....وانفضّت سيرة هالخطبة.....لازم اقولك......
بو ناصر بهدوء: أي .....قول....
بو خالد بهدوء: بندر.....لم عرف بخطبتها بسلطان جن علي....وواجهني وقال يبه انا ابي بنت عمي....بس انا صديته عن هالموضوع وقسيت عليه...بعد.....بس الحين...

قاطعه بو ناصر بهدوء: ياخوي...مابي اشوّش راس البنت...مابي اكلمها بهالموضوع ابد....بتركها تدرس ...و

قاطعه : اسمعني قبل.....لا تكلمها ولا شي....اترك الامر بيني وبينك......دام بندر نفسه فيها ورغبان بالزواج منها......انا ابي اخطبها منك....لا تقول لها شي الحين ابد.....اترك الامر بيني وبينك إلين يجي الوقت المناسب...بس اسمعني لو تقدم لها أي احد ثاني ....في ذمتك تقول لها عن خطبة بندر لها.....ما ابي انا اعشّم الولد وهم ما ابي اكسره...ودامك خايف على مشاعرها الحين لا تكلمها ابد .....بس مثل ما قلت لك ولد عمها يبيها والقريب أولى من الغريب.....
فهم إشارة أخيه تحدث مبتسمًا: فهمتك وانا اخوك....وبندر والنعم فيه تربيتك وتربية المرحومة ما راحت سُدى ...رجال وكفو....بس مثل ما قلت...نترك هالموضوع بينا إلى ان يجي اليوم المناسب....
بو خالد ارتاح جزئيًا: الله يكتب لهم اللي فيه الخير......والحين ما أطول عليك مع السلامة......وان شاء الله خلال هاليومين بزورك.....واشوف وش همك...
بو ناصر : الله يسلمك وحياك الله في أي وقت يا خوي....
اغلق الخط وتنهد بهدوء
ثم خرج من المنزل للقاء اقرب صديق له لمعرفة المستجد من الامر الذي ساهرت عيناه من أجله!

.................................................. ............
.
.
.
مضت ساعات طويلة وهي لا زالت في غرفتها ، بالواقع نامت ....بعد رحلة بكاؤها الطويل......اتت من جديد اطرقت الباب عليها ترجتها بفتح الباب ولكن لم تسمع صوت لها!
خشيت عليها من أنّ هناك سوء قد حلّ عليها ولكن هدئها اخيها خالد لِتكف عن التفكير بهذه الطريقة
واخذها لغرفته وكان بندر هناك......
فبعد سماعه لحديث اخوتيه فهم جزء بسيط من سبب رغبة اخته في الطلاق واخبر خالد.....
لذلك استدرجاها لهذه الغرفة للتحدث معها

خالد: اتركيها ...والله بتعاندك الحين....

الجازي ترقرقت عيناها: أخاف تنسى ما تأخذ ابرة السكر...
بندر بهدوء: هي احرص مني ومنك على صحتها....وبعدين تلقينها نامت....بعد المدرسة كعادتها....

الجازي تمتم: استغفر الله....
خالد نظر لأخيه ثم نظر لها: الجازي.....اصدقيني القول....وش قلتي لها....
الجازي بانفعال نظرت لبندر: يعني تبيني اصدق بندر ما قالك شي...
خالد أشار لها بتعجب: على هونك....ما قلت شي...
بندر بدون أي مقدمات نهض ووقف امامها وبصوت حاد: المفروض يا الجازي.....ما دخلين نوف بسالفتك مع سيف...مهما كان...نوف....تظهر لكم عكس ما تبطن....حساسة ومالها بالحمول الثقيلة...واذا مانتي حاسة انتي قسيتي عليها...ولا بعد رميتي عليها كلام.....ما يدل إلى على شكك فيها.....

الجازي نهضت وهي تشير له بغضب وصوت مرتفع: أي الحين خذها فرصة واجلس لومني....وانا ما حملتها شي.....
بندر بنفس النبرة: يكفي انها تعرف سبب خلافك معاه...وحافظة سرك........وشايلة همّك....وحتى ولدك .....في الفترة اللي صرتي تعبانه فيها صارت له مثل الام....تشربه حليبه....تغيّر له حفاضاته...تنيمه جنبها....والحين بس لأنه زوجك المصون كلمها قال ابي اشوفه ولدي شكيتي فيها...

الجازي احمر وجهها صارخة: اناااااااا ما شكييييييييييييييت...

نهض بينهما خالد بصوت حاد: خلااااااااااص يكفي....
ثم التفت على أخيه: بندر اطلع برا....

بندر بعصبية وصوت مرتفع: لا ما نيب ساكت......خلها تحس اشوي.....يكفي عااااااااااد دلع ومصاخه......صدق ما ندري وش سالفتك مع سيفففففف...بس هالشي ما يعني انه نفسيتك الزفت تمارسينها علينا....ونوف ترى صحتها جدًّا في تراجع انا اللي اوديها مراجعاتها وانا اللي اعرف عنها اكثر من اللي انتوا تعرفونه .....لا تشوفونها تضحك.....وتحاول تغير جوكم....تراها تعبانه وما تظهر لكم...ويمكن حتى الأزمات اللي مرت فيها لم توفت امي ترجع عليها من هالضغط.....
خالد بصرخة: خلااااااااااااااااااااااااص يا بندررررررر...خلااااص....

الجازي برجفة شفتيها وبدموع عينها: كل هذا شايلة في قلبك علي يا بندر....
بندر بحده: انا ابي افهم....هالحقير وش سوى فيك...وخلاك ما تحسبين احساب لأحد.......شنو سوى لك...تكلمي......

الجازي سكتت ونظرت له بعجز، وعيناها محمرتين...
خالد : بنددددددددددددر يا تسكت يا تطلع برا.....
سكت بندر وكتف يديه...
ثم قال خالد: الجازي......اعتقد انك الحين تعديتي مرحلة الغضب....والصدمة.....قولي لنا وش سوى سيف....خلينا نجيب لك حقك...عشان ترتاحين وتتخلصين من هالضغط المكبوت.....تكلمي....
الجازي .....يلومونها....ويحملونها....الكثير....
عجزت عن التحدّث ....
بندر التفت هنا وبصوت هادئ : خانك؟

الجازي اغمضت عيناها وهلّت دموعها على خديها....حركت رأسها تنفي هذا الامر
فقال خالد: اجل وش سوى؟
بندر بقل صبر: سكتي....سكتي وانفجري بوجه المسكينة اختك....اففففففففففففف
ثم خرج من الغرفة
وبكت هي هنا واحتضنها خالد وهو يصرخ: كلامك مثل وجهك ما تعرف تتكلم بأسلوب يا زففففففففففففففت....

الجازي غرقت في نوبة بكاء عميقة، حديث بندر اوجعها ولومه ضيّق عليها أنفاسها
طبطب على ظهرها خالد
: الجازي اهدي....تعرفين بندروه .....ما يثمن كلامه لصار معصب.....
الجازي ابتعدت عنه مسحت دموعها بيديها واردفت ببحة بكاء: كلامه صح.....انا هالليام مامسك نفسي لعصبت ....وجرحت نوف...
خالد امسكها من اكتافها وبرجاء: الجازي.....لمتى وانتي تخبين علينا؟.....ترا بندر والله جن عشانك ساكتة عن سيف....خايف عليك.....قولي لنا....احنا اخوانك.....

الجازي بللت شفتيها وبصعوبة: احتاج وقت......وقت اقدر اعدّل فيه وضعي وكل شي بصير تمام .....بدون ما قول لكم.....وبدون ما اشرح.....عن اذنك...
ثم خرجت من الغرفة ، وعضّ خالد على شفتيه بغضب من سكوتها ومن فعل أخيه....
بينما هي واجهت في وجهها سينا عندما خرجت تقول: ماما بابا سيف تهت (تحت)....يبغا انتي....

الجازي هزت رأسها : اوك...روحي...
ثم مشت بخطى سريعة وهي تكرر بهمس: الوضع مطوّل ....مطوّل....
نزلت من على عتبات الدرج وهي تركض.....وبقايا الدموع ما زالت عالقة على وجنتيها وفي محجر عينيها ....مسحتهم بنرفزة من الوضع الذي لم يستقر ابدًا.....ثم خرجت للمجلس ....فتحت الباب....
اغلقته
ورأتهُ جالسًا في زاوية الكنب ينتظر مجيئها بهز رجليه ...دون وجود لابنها....

تحدثت بغضب: ايش اللي جابك هنا؟....وعبد لله بندر جابه لك.....وش تبي؟....ليش جيت...

سيف نهض ونظر لحالها وبعثرته تقدم لناحيتها وتحدث
بهدوء: انتي اللي اجبرتيني اجي لك.....
نظرت له مستفهمة؟
وبسخرية اردفت: أناااااا؟
سيف نظر لعينيها المحمرتين: واضح.......ما زلتي على رايك.....وما زلتي على جنانك...
الجازي اشارت له بانفعال: ولا راح اتنازل عن قراري.....وقلتها لك بطلقني غصبن عنك....

سيف اقترب خطوة للأمام وبتحدي: وانا قلت لك نشوف شلون غصبن عني؟
الجازي ابتعدت خطوة عنه: شتبي مني ؟.......أنت ما عندك كرامة؟......ما تحس؟....جماد....
وبصرخة: قلت انا ماااااااااااااااااا ابيييييييييييييك.......ما ااااحبككككك......اكرهككككك......وش تبي من وحدددددددددة تتمنى فرقاااااااااك...

سيف امسكها من معصم يدها وبغضب اجلسها على الكنب : اشششششششش صوتك لا يعلى....
ثم قال: جيت احط النقاط على الاحرف.......
الجازي وقفت من جديد وبنفس النبرة: بطلّق يعني؟

سيف بحده: لااااااااااا......ابيك تلمين اغراضك....وتجين معي؟

الجازي لم تتحمل وقاحته وجرأته في هذا الطلب.....لذا ضحكت بخيبة ألم وقهر إلى ان دمعت عيناها......يريد منها العودة بهذه السهولة؟
: ههههههههههههههههههههههههه جنيت سيف؟

سيف لم يتحمل ...الامر اصبح فوق طاقته.....امهلها ولكن هي من جنّت على نفسها بتحديها واتصالها عليه لتتهمه بما ليس فيه......
: اظن الفترة اللي جلستي فيها هنا كافية.......وانتهت بالنسبة لي.......فماله داعي جلوسك هنا......

الجازي بصرخة ضربته على صدره: مو انت اللي تقرر......قلللللللللللللللت لك انا ابي الطلاق.....ما تفهم......وأنت تقول ارجعي ......مجنون؟....ما تفهم؟!......ما راح اروح معاك لأي مكان....وبجلس ببيت ابوي......وطلاق بطلقني....

سيف بانفعال: مااااااااااا رااااااااح اطلقك.......وعطيتك فرصة تبعدين فيها عني....فترة......وتحكمين فيها عقلك.....بس خلاص انتهت هالمدة.....ما فيني اتحمل اكثر.....

الجازي : وانااااااااااا ما فيني اتحمل أعيش معاك طول عمري.......سيف انت موتني ......هلكتني....وجاي الحين تكمل الناقص علي......الله عليك......يا سيف.....يا قساوة قلبك.....ويا شين فعايلك.......طلقني بلا مشاكل وهم وقرف....يكفي اللي صار اليوم....

سيف شد على شعر شعره منفعلا ثم مسح عليه: وعشاننن اللي صاااااار اليوم جيت باخذك....صايرة بس تثيرين المشاكل...عشان تنهين الامر ...بس ما راح اعطيك فرصة ابد....

الجازي....نظرت إليه بحده....وبغضب.....إذًا ما فعلتهُ اليوم ستدفع ثمنه كُرهًا!

هل حقًا هي بالغت حتى بها الآن تتعاقب بشكل غير سوِ
أم أنّ سيف بدأ بالتحجج عليها واخذ الموقف من صالحه
لن تبقى هُنا .....إن بقيت واقفة هكذا أمامه ....ستجرم بحقها! لا محاله....لذا ستنسحب من سُخف الحديث هذا...
مشت وعبرت من جانبه للخروج ولكن امسك بمعصم يدها بقوة واغمضت عينيها لكي لا ترى وجهه بعدما سحبها للأمام

تحدث: اكرهيني بقدر ما تبين.....أنا ما راح اسمح لك تطلعين من حياتي .....ما حبيتك عشان اتركك ...وتذبحيني بغيابك يا الجازي....

أي حُب هذا؟ لم ترى حُبه إلا في فترة الخِناق الصارم وبعد قرارها بالطلاق...لذا حُبه هذا لن ينفعها بأي شيء لأنها في الواقع لم تحبه بل اعتادت على وجوده والآن أصبحت تمقت وجوده ايضًا
لا وجود لسيف في حياتها بعد الآن
فتحت عيناها ونفضت يدها منه اقتربت اكثر وبحلقت في عينيه بثبات
اشارت إلى قلبها وهي تنفي الأمر: قلبي ما يبيك....مشكلتك انت اذا قلبك يبيني......ما احبك.....وتصدق عاد.....صرت اكرهك على قدر محبتك لي!....هذا إذا انت صادق وفعلا تحبني....بعد....
اقتربت اكثر بجرأة وبتحدي صدمه
و لم يعد هناك بينهما إلا سنتميترات قليلة وجدًا

أكملت : ما علمتني كيف احبك.....كل اللي علمتني إيّاه إني احذر من قربك لي......احذر من إني اعطي قلبي فرصة بالاعتراف.......فهّمتني الدرس صح......اللي كان بينا.....مجرد تأدية واجب....وانتقام .......
وضربته بقهر على صدره: وعاقبتني أشد العقاب......لم جبت عبد لله.......اكرر عليك هالكلام لعلى وعسى تفهمه......وتفهم قد ايش اوجعتني والحين تبيني ارجع لك ....بسهولة.....


سيف ...لم ترمش عيناه ...اخذ ينظر لتفاصيل وجهها المصبوغ بالحمرة اثر الغضب والعصبية ......نظر إلى ذلك العرق البارز القريب من حاجبها الايسر .... والذي يظهر في حالات الغضب والانفعال الشديد فقط.....اضطرب قلبه من هذا القُرب....شدّ على قبضة يده ليمنع نفسه عن رغبته وتهوره في الاقتراب منها اكثر ليروي عطش حبه بقبلة الاشتياق....وبقبلة الاعتذار!
بلل شفتيه ...وابتعد عنها وشتت ناظريه عنها لكي لا يُثير اعصابها اكثر بفعل طائش منه!

ثم نظر لها وتحدث: عبد لله مو عقوبة....متى تفهمين؟

الجازي اهتز صوتها : عقاب.....لأنك وقتها ما تشوفني.....ما تشـ....

احرقتهُ بهذا التصريح وهذه الجُرأة ، لم يتخيّلها بالطريقة التي تفكر هي بها...ولم يتخيلها كغزل ابدًا......ولكن تصرفاتها وتصريحه لم يشفعا له ابدًا.....

حقًا الآن لم يعد قادر على تحمل إهانتها وحديثها انقضّ عليها سريعًا واضعًا كف يده على فمها لبتر هذه الكلمة....
والصق ظهرها على الجدار حدّق في عينيها وهو يقول
منفعلًا: عمري ما تخيّلتها مكانك......تمنيتها لي بالحلال والله ما كتب
هنا حاولت التفلّت ولكن شد بيده على كتفها ليثبتها ويكمل
: اللي جالس يصير عقاب لي........وفيت لها بمشاعر باهتة بس لأني خايف الله يعاقبني عطيتها وعد وما وفيت به......عشان أمي.....وعشاني انا كنت جبان.......ما قدرت أواجه الكل....واقول ابيها.....وبسبتي ساءت حالتها .....وطاحت في المستشفى وزاد تأنيب ضميري...

يكفيها تصريحًا بحبه لها تريد التنفس والهروب من يديه ولكن كلما حاولت الهروب شدّ عليها بيديه اكثر

فاكمل بقساوة وهو يشد عليها وما زال واضع يده على فمها لكي يمنعها عن مقاطعته: كنت خايف اتعاقب.....وكنت خايف تظن فيني ظن سوء.....وكنت ما زلت وقتها أحس اني احبها......ما قدرت اوضّح لها سبب عدم خطبتي لها.....وأمي عشان تنهي كل هذا ...دخلتك في النص.....وصار اللي ما توقعته...

اغمضت عينيها وبكت......انهارت ما بين يديه
اعترافه بكل هذا يقهرها ويزيد من آلامها

اكمل: حبيتك......حسيت انك انتي الحب الحقيقي....وغزل مجرد حُب طفولة وانتهى بزواجي منك بس ضميري .......يصرخ اني ابقى وفي لها.....لأني سببت لها آلام ما قدرت تبوح فيها لأي أحد.......صرت اعاملك بقسوة عشان اكرهك......وعجزت يا الجازي......حتى لم اعترفت لك إني كنت اتوجع بليلة ملكتها.....ضميري هو اللي يوجعني.....وقلبي خايف من ظلمي لها.....وكنت او هم نفسي ما زلت احبها عشان ابقى لها وفي......بس لم قلت لك في ذيك اللحظة.....واعترفت ... ما عادت احس بشي مثل الحب في اتجاهها كل اللي كان في قلبي خوف من إني اخسرك ومن
إني اتعاقب ......ومن بعدها اقسمت انك ملكتي قلبي....وادري اني متهور ..ومنفعل بمشاعري بشكل تخليك تفهميني غلط....بس....كل اللي اعرفه الحين

وازاح يده عن فمها : اني احبك...وغزل مجرد ماضي......وحُب طفولي عفوي....انزاح من على قلبي بمجرد ما ارتبطت فيك......صعب اقنعك بمشاعري.....بس تكفين يا الجازي ...لا تقسين علي....يكفي ضميري يوجعني بكل ليلة...يكفي...

بكت والقت برأسها على صدره لتسند جبينها عليه ، قهرها اكثر كان يحبها بمجرد ما تفكر أن سبب مشاكلهم الآن امرأة أخرى تشعر بالغليان وعدم القدرة على الصفح
حقًا هي لا تحبه ولا تريد أن تجبر نفسها عليه
تريد أن تعيش بعيدًا عنه ، تريد حبًا حقيقيًا عفوي بإرادتها دون إجبار قلبها على حُب هي لا ترغبه
احتضنها ما بين يديه
وهي شدّت عليه اكثر وبكت، اوجعها.....ويحاول ان يداوي جراحاتها بقرب لعين ...واعترافات لا تزيد الامر إلا سوءًا.....ماذا تفعل للتخلّص من هذه الاوجاع؟
الطلاق هو من سيخلصها منه...
دفنت وجهها في كتفه......مجبرة على ان تستخدم كيدها وهي في هذا الحال....مجبرة على ان تُذيقه من الكأس نفسه .....ستؤلمه....وستهينه .....لربما يُدرك أنّ وجعها ليس بهذه البساطة .....وليست بساذجة للخضوع له بعد كل هذه الاعترافات القاهرة لها....
رفعت رأسها من على كتفه شدّت بيديها على رقبته وابتعدت قليلًا عنه.....نظرت لعينيه بعينيه دامعتين
ما إن رأى وجهها المحمر وعيناها الغارقتين بالدموع حتى شدّ على جسدها بلطف وكأنه يُجمع بحركته بعثرتها الجديدة بعد حديثه
: آسف.....الجازي...أنا ...والـ...

لم تجعل له مجالًا للإكمال اغمضت عينيها ، وبدأت بالانتقام .....ستؤلمه .....وستوجع قلبه ...شدّت بيديها على رقبته......والتهمتهُ بانتقام صغير وبسيط......تصرفها هذا لا يوجد عنوان مناسب له سوى الانتقام ...ثم الرحيل......ستفعل كما يفعل بها ....يقربها منه ويبعدها عنه لتتبعثر....وتتهاوى وجعًا وشكوكًا على الأرض!......ستجازيه من جنس العمل نفسه......ستحاول أن يفهم .....شعورها ....فحديثها معه لا فائدة منه ....ولكن ربما بالفعل سيفهم......ستوصل له الرسالة لعله يدركها....

ابتعدت ولم تعطيه مجالًا باغتته باحتضان حتى انه ظنّ أنها سامحته بهذا الفعل شدّ عليها واخذ ينغمس في مشاعره ولكن قربّت شفتيها لأذنه اليسرى وهي تهمس
بحده وبصوت مبحوح: انا مو آسفة على اللي سويته.....
ثم قبّلتهُ على خده بلطف وازاحت يديه عنها وهي تردف
بعينيه غاضبتين: انتظر ورقة طلاقي يا سيف.....عجّل ابها.....ما عدت اطيق قُربك أبد!

ثم نفضت يديه من عليها وخرجت من المجلس!

شعر ببرودة تضربه من اسفل قدميه حتى تصل إلى اقصى رأسه .....اصبح كالتمثال الواقف بلا حِراك.....عجز من أن يتحرك ليعاقبها قبل ان تخرج .....ظنّ أنّ حركتها بداية المسامحة وبداية الرضا ...لم يُدرك انها بداية الاذلال والمهانة.......لالا....هي تُريد ان يجعله يُدرك شيء....

غصّ في شتيمته لها.......وشدّ على قبضة يده......جعلته يندفع بشوقه لها....بأن يستسلم لرغبتها.....من أجل....من اجل ان تجعله يتجمّد بشعور (الإهانة)

هكذا كانت تشعر؟

ضرب بيده بقوة على الحائط وأخذ يشتم نفسه ويشتمها...وصلت الرسالة ......ووصل شعور عدم رغبتها به....اشعلت بداخله غضب عميق .....
خرج من المجلس....ثم خرج من المنزل بأكمله....ركب سيارته..... سحب هاتفه

واتصل عليها....

وصلت لغرفتها أقفلت عليها الباب ووضعت يديها على قلبها الغير منتظم.....ما فعلته حتمًا سيصيبه بالقهر.....حتمًا سيشعل غضبه ابتسمت بنصر وسط دموعها ....
سمعت رنين هاتفها......سحبته ونظرت للاسم
وضحكت كالمجنونة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ثم همست: احترق يا سيف...احترق....

ثم أعاد الاتصال من جديد

ولم تجيبه ...
شتمها وبدأ بالقيادة وما زال يتصل عليها
اجابته بعد الاتصال الخامس
وهو يتنفس بشكل متسارع ويصرخ: قد هالحركة يا الجازي؟

الجازي تشعر بالراحة وجدًا لم تجيب عليه حتى اكمل: صدقيني.....راح تندمين عليها...

الجازي بتصريح مريح لقلبها: والله ما راح اندم......وراح انتظر ورقة طلاقي...واعتبر اللي صار مجرّد.... وداع ابدي لا اقل ولا اكثر....
سيف بصرخة: سمعينننننننني زين...عبد لله انسيه.....
الجازي رمت نفسها على السرير وما زالت مبتسمة: غالي والطلب رخيص.....ما طلبت شي....يا سيف....

سيف بوعيد: وانسيييييييييييييي سالفة الطلاق......

الجازي بتحدي: ما ردّك وإلا تطلقني........وحاليا.....يكفيني بعدك حتى لو ما تطلقت .....فلا تحاول تجي.....

سيف بيأس منها اغلق الخط في وجهها وصرخ : غبييييييييييييييي غبييييييييييييييييي....
وضرب على المقود متوجهًا للمنزل!
.................................................. ...............
.
.
.
في إحدى مقاهي الرياض جلسا لِـ يتسامرا على الموضوع نفسه ....كان قلبه ينبض اشتياقًا وخوفًا مما سيسمعه
تحدث بلهفة: ها طمني يا خوي
بو سلطان نظر إلى لهفته ووجهه المخطوف: اجلس وعيّن من الله خير وبعدها ..
قاطعه : لا قول لي قبل....
تنهد بضيق: أرسلت عبد الكريم ذاك الأسبوع...وخليته يتحرّى عن الموضوع....
بو ناصر اضطرب اكثر: أأأأأأأأي....
بو سلطان شبّك أصابع يديه ببعضهما البعض: اللي عرفه انهم خارج لبنان......وما قدر يتوصل عن أي معلومة ثانية .....
بو ناصر بخيبة أمل: طيب ما سأل أهلهم؟ بو ديانا...او حتى أبو امير....
بو سلطان بجدية: حذرته ما يقرّب منهم عشان لاحد يشك....فيك....يا بو ناصر...
بو ناصر اسند ظهره على الكرسي وشتت ناظريه عنه
حتى اكمل: يوسف.......
بو ناصر بصوت كسير وحزين: ضيّعتها....ضيّعتها بسبب طيش قرار...وطيش أفعال.....
بو ناصر طبطب على يده: عبد الكريم.....راح يظل بلبنان لأسبوع الجاي....تامل خير....ان شاء الله يقدر يمسك طرف خيط بسيط يدلنا عليها....
بو ناصر هز رأسه: ان شاء الله....
بو سلطان: انا فكرت بفكرة ثانية ...
بو ناصر باهتمام: وش هي؟

بو سلطان: ولدي سلطان بامريكا.....وباقي أسبوعين وينزل للسعودية.....راح اخليه يتحرّ عنها .....و...
قاطعه برفض تام: لالا.....لا تدخل العيال يا إبراهيم ولا تشغل الولد عن دراسته اترك الامر بيني وبينك وبين عبد الكريم وبس.....
.
.
بو سلطان : تامر امر....اهم شي هد اعصابك يا يوسف....

بو ناصر بضيق: أتمنى القاها قبل لا اموت.....قبل لا...
قاطعه بانفعال: وش هالحكي يا يوسف.....استغفر بك...قول لا إله إلا الله......ما خبرتك ضعيف...وسوداوي لهدرجة.....

بو ناصر ابتسم بسخرية: حتى انا ضنيت راح أكون صلب وقاسي....مثل شخصيتي يوم تركتها....بس شي غريب ....يلعب باعصابي وقلبي.....مخليني عاجز من غني ارتاح.....والاحلام والكوابيس....فجأة صارت تهل علي هل.....
بو سلطان بهدوء: عشانك صرت تفكر فيها كثير.....يا يوسف....ابعد نفسك عن القلق ....اذكر ربك.......وانت مانت ظالم.....هم الظالمين لم ابعدوها عنك.......يا يوسف...
بو ناصر تنهد: ظالم عشاني ما تاكدت.....ظالم عشاني......تخليت عنها بسهولة......ونسيت اني انا اللي ربيتها بحضني.....
بو سلطان : الله ينتقم منهم........الله ينتقم منهم ويسلبهم راحتهم يارب....

بو ناصر سرح : آمين
.................................................. ...................
.
.
جلست من نومها العميق، ونظرت للسقف بصمت....بقيت هكذا حوالي خمس دقائق ثم نهضت ...قامت بربط شعرها وابعدته عن وجهها....ثم خرجت من الغرفة للذهاب إلى الخلاء....لم تلتفت لهم.....نظروا إليها ....ولكن لم يردفوا حرفًا واحدًا....خائفين من ردّت فعلها ....
أغلقت الباب
ارشحت وجهها، وقامت بتنظيف اسنانها......وبعد دقائق عدّة خرجت....

.
.


ثم تحولت انظارها إليهم
كان ماكس واليكسا جالسا بالقرب من بعضهما ومُراد جالسًا على الأريكة المنفردة وجولي مقابلة لها تمامًا....
قوّست حاجبيها، لم تهتم لشكلها كونها خارجة امامهم ببجامة النوم ذات اللون الكئيب الأسود....
حكّت حاجبيها.....بللت شفتيها تساءلت بينها وبين نفسها
لِم هم مجتمعون؟
اقتربت منهم.....كانت ستتحدث ولكن خرجت سندرا بعد أن استيقظت من نومها وهرعت راكضة إلى جولي
التي اخذت تُمسد على شعرها بعد أن وضعت رأسها على صدرها!
لم تهتم لوجودها......حدّقت في مُراد كما انّ مراد لم ينزل ناظريه عنها
تحدثت وهي تشير له

: ايش اللي جابك هنا؟
مراد لم ينم مُنذ البارحة .....خرج من منزله وحجز رحلته بالقطار على اقرب وقت واستغرقت رحلته بما يقارب الست ساعات يشعر أنه يموج في موج البحر ...يشعر انه غريق في متاهات الإرهاق والتعب....
كان سيتحدث ولكن قاطعه
ماكس وهو يشير لها: نور....بلـ
قاطعته بصوت مرتفع قليلًا وهي تشير له بسبابتها: اشششش.......ماكس....بليز لا تقاطعني....اذا تحسون كلامي معاه مو مناسب عشان ..هذي...

وأشارت لأبنتها: فخذوها أي مكان....
مُراد رد : هذي اسمها رتيل....
تحدثت جولي سريعًا: ساندرا...
قاطعت انظارهم برفع يدها : ما يهم رتيل .. ولا..سندرا....ما يهم...

نهضت هنا اليكسا حدّقت بهم جميعًا ثم اقتربت من نور
: نور...بدّي ياكي...تروحي تاكلي شي بالأوّل ثم نتافهم ....

نور ابتعدت عنها : ما ابي آكل شي....ابي افهم هذا وش يسوي هنا....وليش انتوا مجتمعين؟

لم تتحدث....وجميعهم سكتوا.....وحدّقوا ببعضهم وكأن كل واحدٍ منهم يرجو الآخر بالتقدم ليخبرها بالحقيقة

انقبض قلبها حقيقةً ازدردت ريقها، اشتمت رائحة الموت...وبذعر
اردفت بصوت شبه متزن: أمير مات؟
نهض ماكس سريعًا لتفكيرها واستنتاجها وبتوتر :لا....هو بخير....جئنا من أجل أمر آخر....
نور لتنهي الأمر: تكلم...ما عاد فيني أعصاب......شصاير بعد...
ماكس لم يستطع التحدث بينما مُراد شعر لو نهض وتحدث سينقلب الأمر لحرب عنيفة
وجولي كانت تراقبهم بحذر وتشد على سندرا المتوترة من المكان بأكمله....

اليكسا التفت على نور: جولي وسندرا ....راح يظلُّوا هون....
نور ابتسمت بسخرية : ايييييييييش؟

ماكس تحدث: مجبرين على ....هيدا الشي....
نور اغمضت عينها لتمتص غضبها: ما فيه شي اسمه اجبار....
اليكسا تحاول تتحدث بلطف: نور....هيدي فرصة مشان تتعرفي....على بنـ...
قاطعتها منفعلة: لااااااااااااااا..........خليهم يروحون الفندق...
ماكس تنهد: هنا اكتر مكان آمن ....إلهم...

نور ولّت بظهرها عنهم وهي تتحدث بصرامة: اذا ما طلعوا من هالشقة أنا اللي بطلع...
ماكس برجاء: نوررررررر بليييييييييييز......
مشت متوجهة للغرفة ولكن نهض مُراد بخطى متسارعة حتى اليكسا قالت: مُراد...لا....
ولكن توجّه إليها وامسك بيدها وماكس تحدث بصرامة: مُراددددددد ...
جولي شدّت على سندرا حملتها وتوجّهت بها لغرفة امير ....

مراد تحدث بحده: امس....هاجموا بنتج ...يريدون يذبحونها...
اليكسا بقلق حوّلت ناظريها لوجه نور.....لترى تعابيره
ولكن نور نفضت يديها من يده وببرود: ما يهمني....
همّت بالدخول ولكن سحبها من يديها وشدّ عليها
ماكس : مراااد اتركها...
مُراد نفذ صبره: بلييييييز ماكس...واليكسا....اريد اتفاهم معها.....لا حد يدّخل...
ثم سحبها وادخلها للغرفة ...الخاصة بها....واغلق الباب واغفله...

اليكسا بتوتر: مجنون.....راح يتسبب إلها ....بصدمة ...اتمنى ما يئول إلها شي.....بيزعلها
ماكس زفر بضيق: اففففففففففف.....

اليكسا طبطت على كتفه : هدي بالك....راح آخذ معي سندرا وجولي.....الاوضاع ما بدهاش تتحسن...واضح.....وفكرة اقناع نور كتير صعبة....فمن الأفضل نبعد البنت عنها.....
ماكس بهدوء: لا.....خذيهم حتى يغيروا....جو...بس تعالوا بعدها لهون...
اليكسا: اوك...
ثم دخلت غرفة امير لتخبر جولي للتجهز والخروج من هنا...وماكس جلس على الكنبة ينتظر بتوتر
.................................

ارتفع صوت نور وهي تشير له: اطلع برا.....اطلع برا....

مُراد يحاول أن يتحدث باتزان: نور.....رتيل بنتج.......وإن صّح التعبير بنتنا.......بالامس....عيال الحرام حالوا يقتلونها.......ويخوفونها.....
صرخت في وجهه: مالي شغل فيها.....

مُراد هزها من اكتافها: هالحجي تقولينه من ورا قلبج......بس يوم يصير بها شي....راح تجنين تتخبلين ....
نور أبعدت يديه عنها وأشارت له: الزم حدودك ولا تلمسني مرة ثانية....واذا خايف عليها هالكثر خذها وانقلعوا عني....

مُراد بحزم: راح تظل أهنانا (هنا)....هالمجان (المكان)....أأمن لها من غيره.....
نور لم تُبدي أي ردت فعل جلست على طرف السرير بعد أن ولّت له بظهرها....نظر إليها ....برودة اعصابها تثير جنونه....كان ينظر لها بشرر اقترب منها حتى اتى لأمامها

تحدث: لازم تتقبلين انج صرتي ام.....

نور رفعت رأسها له : ولازم انت تتقبّل أنك ما تدخل في حياتي....
ثم سكتت على هذه الكلمة ....اجل عليه ألا يتدخل فهو رجل غريب عنها ....اجل....فتحت عينها على الآخر بعد أن استوعبت....هي لم تعدل ارملة؟......هل ما زالت على ذمته؟...أيعقل ذلك......

نهضت بسرعة اقتربت منه وبتوجس: انت الحين.....اقصد....ما زلنا....متزوجين؟

قوّس شفتيه، هل جنّت حتى بها تمزج الأمور ببعضها البعض.....ولكن سكت هو الآخر واستوعب ما تُعنيه
فاردف بهدوء: طلقتك...

نور ابتسمت كالمجنونة ، ثم اشارت له بلا مبالاة وبكره وبكذب ايضًا: كذا اوك.....أنت ما تدري كم علاقة دخلت فيها من بعدك.....عشان لا تلومني...وتقولي خاينة.....شفت انت قلت طلقتني يعني حرّة.....

تكذب أم تهذي؟
هل هي ثملة؟ أتدرك ما تُعنيه...كان ينظر لها بحيرة
رمت نفسها على السرير واستلقت عليه وضعت الغطاء على
جسدها
جنّ حقيقةً ....كيف تحوّلت إلى كتلة كبيرة من البرود؟ هذه...كيف تحوّلت إلى جماد لا يمتلك أيّة مشاعر...في نظراتها شحوب مخيف...وحدّة لم يعهدها عليها قط
ووجه كئيب....وجسد نحيل....وإرادة قوية في لذع الآخرين...

سحب الغطاء من على جسدها وتحدث بانفعال: رتيل...بتجلس عندج.....وراح نهيّأ لها أنج أمها.....
نور جلست واسندت ظهرها على الوسادة اشارت له: نو نو.....انا ما ابيها....ليش بعد تقولون لها عندك أم؟

جلس طرف السرير حدّق في وجهها: نور انتي شاربة شي؟
نور بتلاعب : والله ما دري...
مُراد صرخ في وجهها: بنتج بحاجة لج......افتهمي هالشي.....لمتى وانتي بعيدة عنها؟

نور اقتربت من وجهه وبشحوب نبرتها اردفت: لين اموت.....انا ما اعرفها.....انا موّتها من ست سنين......دفنت معاها الألم.......الامومة.......وحتى اثر الجرح....
وأشارت على بطنها
: حاولت ادفنه...بس مصّر انه يبان ويرجع .....عشان يذكرني فيها......
وبجنون: بس ابشرك بعد الوشم ....وشيل الوشم ....بهت اكثر.....انتصرت عليه....وانتصرت على ماضيي معاك.....سندرا هذي مو بنتي......هذي بنت امير.....بنتي ماتت من ست سنين.....

تحدث منفعلًا وشدّ على اكتافها: جذبوا عليج وكتها.......وهسه اعترفوا إلج .......وانتي تقسمين بداخلج انها بنتج....بس ما تريدين تعترفين...

ما زالت على شحوب البرود: وما راح اعترف.....

مُراد: ليييييييييييييييش؟
نور تحّدق في عدسة عينيه : لأنها منك.....

انخرس ، سكن....وارخى من مسكت يده من على اكتافها شعر ان التي امامه ما هي إلا شبح نور....الاحداث التي مرّت عليها لم تقصّر ابدًا في سحب لونها .....لم تقصّر في أخذ حياتها كلها....
همس برجاء لتستوعب الامر: نور...
نور حكّت جبينها ثم نظرت إليه هزّت رأسها لتحثه على الحديث ليكمل: آني ندمان....
ضحكت بقوة هنا: ههههههههههههههههههههههههههه....
ثم اردفت: والمطلوب مني؟ يا سيد بهاء مادري مُراد
ثم استفهمت بغباء وبرود وشحوب مخيف : إلا ما قلت لي ليش ينادونك مراد؟....انت لك اسمين؟

مراد خجل مما فعله...وندم......قتلها.....لم يرحم صغر سنها.....تذكر كيف كانت قبل ست سنوات...احبته بعمق وصدق...حُب عفوي ...بريء من خبثه وخبث أخيه...مندفعة في مصداقية مشاعرها والآن.....لا شي مما هذا ينطبق عليها....الآن...لا الحب يعرفها.....ولا العُشق ينتمي لقواميسها.....اصبحت مسلوبة الحياة ....والضحكة....والابتسامة

هز برأسه دون أن ينطق بحرف واحد بـ(أي) لا يريد أن يزيد النار حطبًا ويخبرها عن حقيقة هذا الاسم
فتحدثت : عشان كذا سميت بنتك اسمين....طلعت مثلك ....
وبغصة: مثلي!

تحدث سريعًا: وهالشي يثبت لج انها بنتج.....صح..

تنهدت بضيق ثم نهضت من على السرير نظرت لمن خلف النافذة
همست ولكن سمعها: ماتت.....من ست سنين...ماتت....
اقترب منها خشي من ان يضع يده على كتفها وتثور وتنفعل
فهي تارة تنفعل وتارة تعود لركودها المخيف
تحدث: بنتج عايشة يا نور....بنتج محتاجة لحنانج...لحضنج.....اعداء امير.....يريدون يذبحون أي احد عزيز عليه...واعدائي...يريدون بس يتلاعبون بي عن طريق اللي احبهم.....ساعدينا يا نور......تقبلي وجودها معاج......

نور....انتكست هنا...سرحت في ظلمات الذكريات ....حدّقت للخارج دون ان ترمش
: وانا منو يتقبّل وجودي؟......يوسف ما تقبلني....
وبهلوسة جنونية مخيفة: وبهاء الدين ما تقبلني....ديانا ما تقبلتني...وامير ما تقبلني.....
التفتت عليه وعينها محمرتين ......احمرتا فجأة وبسرعة
: منو يتقبلني؟
ثم تذكرت لتردف بشكل سريع: حتى توم....ما تقبلني.....ليش اتقبلها ......مو مجبورة......هي غلطة.....مو مجبورة على اني اتحملها لأنها غلطة ديانا ويوسف.....مو غلطتي انا.....مو غلطتي.....

واخذت تهز رأسها تؤكد ذلك
مراد بلل شفتيه.....وترقرقت عينيه......ودّ لو احتضنها ليخفف عنها تلك الحمول ولكن لم تعطيه أي مجال
ابتعدت وأشارت له وهي تعود للاستلقاء
: الأفضل تكون بعيدة عني عشان تعيش...
اغمضت عينيها....
ولكن اتى بالقرب منها ، اجبرها على الجلوس وهي تأففت وشدّت على عينيها أكثر
أصبحا جالسين على السرير ومقابلين بعضهما البعض
تحدث: نور كل واحد منا عنده ماضي.....وعنده ألم وهم على كَلبه(قلبه)....بس نحاول نلقى لنا مخرج يسعدنا علمود نعيش بشكل سو في هالحياة......ما تدرين يمكن دخول رتيل بهيج وكَت في حياتج ...ينطيج تغيرات .....تقبليها.....يا نور.....
نور نظرت لوجهه، الوجه الذي احبته وخانها بكره لها الآن جالسًا أمامها ويمطر عليها حكمًا ونصائح
تحدثت : دايم اللي يجروحني يصيرون قراب مني بوقت أتمنى اني ماشوفهم فيه......بهاء....ليش رجعت؟....ليش ما ظليت ميّت وبعيد....

مراد انكسر قلبه وبكذب: عشان بنتي رجعت.....

نور : الله يهنيك فيها.....

ثم همّت بالاستلقاء ولكن التقفها لتصبح بعدها ما بين يديه ينظر لعينها وهي تهمس: اتركني....

مُراد بغصة اردف بصعوبة: سامحيني!

بقيت على وضعيتها تلك ،تنظر لعينيه بعينيها المحمرتين ارتجفت شفتيها بضعف الذكريات ، وقسوة الماضي
قُربه هذا كان مصدر حنان بالسابق والآن مصدر نيران وذكريات تأبى النسيان، بعد كل هذه الدوّامة...بعد الضرب الشبه مبرح...بعد الكلمات العنيفة والقاسية...بعد الرفس والركل....وتشتيتها....الآن يطلب منها أن تصفح عنه؟!....أيعقل هذا ....ايعقل....
وضعت يديها على يديه وابعدتهما عن جسدها
وبحده: على ايش بالضبط اسامحك يا بهاء؟

ما زالت تصّر على تسميته بذلك الاسم الذي يشعره بالغباء وبالانانية ....همس: على كل شي.....

نور بصوت خالٍ من أي مشاعر: قلبي مو على خبرك...

فهم إشارتها تلك ، تعجز عن مسامحته.....تنهّد بضيق
: خلينا نلعب لعبة يا نور....
نور ضحكة بسخرية: ههههههه حياتي كلها لعبة....فليش العب لعبة وهمية وانا أعيش واقعيتها....

مراد بجدية: خلينا نكون أصحاب.....على علمود نخفف من هالحمول .....ونتعايش معاها....بطريقة غير اللي انتي عايشة فيها.....
نور : ارفض هالصحبة.......بهاء....وجودك حاليا.....مجبرة عليه...عشان تذبذب الأوضاع.......لا تحاول تكون قريب....الافضل تكون بعيد.....حتى عن بنتك....لا أنا ولا انت مؤهلين في حمل مسؤليتها....لأنه هي جات على أساس كذب وقدر........وحتى خيانة.....جات لأنها غلطة .....عن نفسي ببعد عنها عشان لا اضرها....حتى انت المفروض تبعد عنها عشان لا تضرها ولا تعلّقها في آمال انت مو قدها....

مُراد نهض وحدّق في عينها ، تدخل في طور وتخرج إلى طور آخر من اطوار الحديث المخيف.....تعابيرها جامدة.....وكلماتها متلّونة ومؤلمة.....ازدرد ريقه

وبحزم وبقساوة: بنكون قراب منها لأنها بحاجة إلنا.......يا نور......تقبلتي أشياء هواية....وآني متأكدة راح تتقبلينها
وتقدم لناحية الباب ليختم الحديث: وتتقبليني كصديق...
ثم خرج
وهي ابتسمت بشبح ذكرياتها : لسى ما عرفتوا نور.....أنا غير عن اللي تظنون ...غير....
ثم استلقت على ظهرها وحدّقت في السقف لتفكر بطريقة تجد بها جوازها سريعًا وفي وقت وجيز

.................................................. ................
.
.
عندما خرج نظر إليه ماكس مستفسرًا: وافقة؟

مُراد مسح على شعره وتقدم لناحيته: .....ما اظن.....بس الأفضل نجبرها على تقبّل بنتها....اضطراب الأوضاع تجبرني على هيج فعل....علمود نحمي الكل....

ماكس سكت وشتت نظراته عن مُراد الذي اتى وجلس بالقرب منه
تحدث مُراد بجدية: ماكس أنا حاس فيك.....شايل على اجتافك (اكتافك) حمل ثجيل (ثقيل).......أريد منّك بس تفتهم شي واحد.....اللي قاعد يصير....لا أنا ولا جورج حتى لنا دخل بيه......

ماكس نظر لعينيه وتحدث بعربية اعتاد عليها مُنذ الأحداث الأخيرة : اليوم انتشر خبر مقتل لويس...

مُراد هزّ رأسه بتفهم : أعرِفَت بهالخبر.......وآني فاهمك.....اللي صار لأمير اليوم .....واللي صار لبنتي مو تابع لهالجماعة......
كان سيتحدث مُراد ولكن خرجت جولي وهي مُمسكة بيد سندرا....واليكسا
تحدثت: حبيبي ماكس ....راح نرجع بعد هيك ساعة او ساعتين....
حرّك ماكس رأسه بالرضا
بينما مُراد حدّق في طفلته وتنهد بضيق تبعها بنظراته إلى ان خرجوا من الشقة

ماكس نظر لمُراد : بدي اعرف مين ؟

مُراد بحيرة: آني ماعرف بالضبط بس في طرف قاعد يلعب بينا كلنا.....واليوم حاول يقتل أمير ....بس ربي حفظه.....وقدروا الممرضات يشيلون المحلول من ايده قبل لا ينتشر بالدم بشكل مركّز.......وتقتله هالمادة السامة....

ماكس بتفكير: we should travel to another country
مراد: ما ينفع........حالة امير هواية صعبة......ومو مستقرّة.....ونور انت اخبر بحالتها....ورتيل تعيش بخوف من اللي صار.....
ماكس مستفهمًا : يعني.؟

مُراد تنهد: الأفضل نبقى في مجان واحد(مكان)......ونتماسك ....هالشي بفيدنا نتوصل للي يسوي هالخبال بينا......بس عليك تشدد الحراسة على المستشفى وهنانا....وآني راح اجيب حرّس يساعدون حرس أمير.......
ماكس ...نظر إلى مُراد ....سيُعطيه فرصةً لمحي الفكرة السيئة عنه.....فهو بحاجة إلى أحدٍ يشد به أزره....حرّك رأسه برضى....ودخل في عمق التفكير والتحليل عمّ حدث لهم؟
.................................................. ..............
.
.

سدد رميته بتخويف الأطراف المستهدفة والعالقة في ذهنه
ولكن شعر بفقدان الأمل من قتل أمير
فقد وصله الخبر بنجاته من بث السم
فهم أنّ هناك حراسة شديدة عليه، لذا سيكتفي بهذا القدر من المحاولات في قتله...ما يجري عليه الآن ارضاه....وتذبذب مُراد الواضح وخوفه اصبح مرئي له

ربما استنتجوا أنّ هناك طرف خفي يحاول أن يقتلع الامن من وجودهم
وهذا مُرضي ايضًا
اما الآن هو ينتظر ردت فعل جورج عندما ينصدم مما اوصله إليه
.
.

ابتسمت بخبث ثم نهض ذاهبًا إلى الخلاء!
.................................................
.
.
.
تشعر بالرضا، ستعطي حياتها فرصة لملامسة الفرح والسعادة
والحُب ايضًا.....بما انّ الجميع ازاحوا انفسهم واخذوها بعيدًا عنها ستتقبل ذلك
ولكن ستعطي الغير فرصة لإهدائها أجمل ألحان الحياة

حُبه إليها واضح...ومُنير....لن تنكر بالأمس كانت تفكر بطريقة أخرى والآن بطريقة لا تدّل إلا على تناقضها
ولكن لن تركل هذا الحُب

ولن تُصفح به إلى أن يحين موعده
نظرت لوجهها من خلال المرآه.....قامت بترتيب شعرها...
ثم سحبت حقيبتها وخرجت من الشقة....

واخذت تمشي على الرصيف متجهةً إلى الجامعة ....تشعر أنها ملكت حياة أخرى مليئة بالفراشات والورود ذات الرائحة الزكية
تشعر بتجدد طاقتها....واسترجاعها لحُب الحياة والذات ايضًا
زفرت زفير الراحة واكملت الطريقة على امل لُقياه في الجامعة!
.................................................. .................
.
.
.
وصل الطرد إليه ، كان في مكتبة يفكّر بحديث أخيه لم يُباشر عمله مباشرة
لأنه شعر بتذبذب أفكاره جلس على كرسيّه يفكر
من هو الحاقد في تلبيسه هذه التهم ؟
ولِم يحاول التخريب والتشويش بينه وبين أخيه؟
تنهّد
وسحب الطرد وفتحه كانت هناك صورة ورسالة
نظر للصورة وصُعِق نهض سريعًا من على الكرسي
تمتم باسمها برجفة شفتيه: دلال!

كانت صورة تلك المرأة الجميلة ذات الصفات الشكلية البارزة والملفتة للنظر ، ذات الملامح الحادة
والمتناسقة القوام....طويلة .....شعرها ذات اللون البندقي الواصل اسفل ظهرها مُضيفًا عليها جمالًا آخر....عينيها الجوزاء الواسعة ازدادت جمالًا بكثافة رمش عينيها.....كبُرت ...ولا زالت تمتلك جمالًا....لن ينكر قتلهُ في يوم من الأيام

ازدرد ريقهُ......كان بجوارها ...رجل....ممسكًا بيديها....ينظر لها بشوق ومن الواضح انهما سعيدان....
فهم هذا زوجها؟
هل استطاعت الزواج بغيره ؟ كيف؟

سحب بيده الورقة ....وكانت يديه ترتجفان بذعر

قرأ





(اعلم جيّدا أنكَ تعيش في صراع اخوي وصراع آخر مُنشّق عليك من أبواب الخوف

كُنت ولا زلت يا جورج عنيفًا بقراراتك وأنانيًا في حياتك
لا تحب احدًا سوى نفسك

أكتب لك بالعربية الفُصحى لكي لا اعطي لك مجالًا لتخمين من أكون؟
لأنك لن تستطع التعرّف علي ولن آتي إلى عقلك قط!
فالمظلومين من قِبلك كُثر ولن تستطع تذكرهم!
و

ما يجري حولك ما هو إلا عقوبة على فعلتك بالكثير بهم

بدايةً وها انا آمرك بأن تُخرج تلك المسكينة من السجن
داليا

تزوجت باخيك.....اضاع حقوقها بهذا الزواج ثم تركها مخلّفًا وراؤه
قلب يتوجّع بصمت

ثم أتت ضربتك الأخيرة على رأسها لتتهمها بما ليس فيها

اخرجها من السجن وإلا....ستصل هذه الصورة إلى ابنتك إيلاف

تلك المسكينة التي تظن مشاري المُغّفل والدها وحصة المخبولة أمها الحبيبة

اخرج داليا من السجن سريعًا وإلا سيموت قلب ابنتك قهرًا
سأرسل هذه الصورة المرفقة مع حقيقتها التي لا تعرفها
كونها
غير شرعية لأم احبّت نفسها ، خافت على نفسها من القتل والذبح مِن قبل أهلها لغسل العار واستمرّت في اكمال رحلة دراستها وكأنّ شيئًا لم يكن اخفت الحقائق على أهلها واختفت عنهم لفترة طويلة بحجّة الدراسة حتى بها

انجبتها و رمتها عليك لترميها على عاملك التي تفضله لتذهب وتُجري عملية لتعيدها كما كانت
في الواقع لم تكن عملية واحدة بل عمليات باتت بالفشل إلى ان نجحت
حتى بها تتزوّج بابن عمها......
حبكما كان طائشًا ومندفعًا
اجبرتك على ما لا تريده .....على الدراسة .....على العمل...على ان تطوّر نفسك ولكن صدمتها بفعلك الشنيع بها....حتى تحوّل هذا الحب إلى كره.....ورمت عليك تلك النتيجة التي فلقت قلبها الى شطرين....

رغم أنكّ مسلم ولكن ينطبق عليك قول
مسلم بِلا اسلام
لا تعرف الحلال من الحرام شيء......فعلت فعلتك الشنيعة ورحلت

ولكن دلال كانت مكافئة لخبثك وذكاؤك القت عليك حمل ثقيل
ورحلت لِتعيش بنعيم

والآن أنا الضمير الذي سيلعب دوره في استرجاع حقوق الناس منك
وليكن بعلمك ما يحدث الآن نتيجة لأفعالك
ودعني احذّرك لا تحاول التقرّب من دلال
فهي لا تعلم بما يحدث لا لك ولا لابنتها وانا حقيقةً لا اريد معاقبتها، فهي انخدعت وأصبحت ضحيّة لحُب شهواني ويميل للأفكار الحيوانية أكثر!
فلا داعي لمعاقبتها فهي ضحيّة من ضحاياك المساكين!

بل اريد أن اعاقبك انت
أخلي سبيل داليا
وسأبتعد عن التفكير بأرسال الحقائق لأبنتك
كما إنني

أتمنى ألا تتوقف تلك اللعنة التي حلّت عليك)

.
.
.
(خوفك)







رمى الورقة واخذ يسب ويشتم هذا المخبول الذي من الواضح انه يعلم بكل شيء يدور حوله
مسح على رأسه عدّت مرات تأفف، الآن فهم هُناك
طرف يُريد الانتقام منه كما اخبره أمير
ولكن سيبقى مجهول الهوية إن لم يبذل قصارة جُهده في معرفة شخصيته
صرخ على أحد الحرس وما إن دخل عليه تحدث: بدي يّاك تبحث عن المعلومات الشخصية للي رسل هذا الطرد
الحارس اومأ برأسه دلالةً على الموافقة لتنفيذ ما أمرهُ به
وبقي جورج في محله يتآكل من خوفه ، ويتآكل من تفكيره
اذا هو على علمٍ بما جرى بينه وبين دلال
هذا يُعني انه يعلم بالكثير عن حياته وطبيعة عمله
سحب هاتفه واتصل عليه
الذي اجابه بملل: نعمممممم
جورج بحيرة وخوف: أمير.....وصلتني رسالة تهديد.....ويمكن تكون من نفس الشخص ياللي بحاول قتل بنتك وقتل أمير...
مُراد سكت ثم ستحدث :شنو مضمونها؟
جورج بحيرة: لازم اتنازل عن قضية داليا مشان ما يوصّل حقيقتي وحقيقة دلال لإيلاف....

مُراد تنهّد بضيق: لا تبادر لا برد ولا بأي حركة تثير شكوك هالحاقد.....علمود لا نحقق مراده....لا تحاول تسوي حركة توصل له شقد أنك اخترعت او اهتميت بالرسالة .....وداليا طلعها من السجن مو علمود تهديده .....لا علمود انها مظلومة ....
ثم اغفل الخط في وجه أخيه الذي بدأ بشتم داليا وشتمه وشتم ذلك الحاقد
صرخ مرةً أخرى للحارس : لا تبحث عن شي....وروح جهّز لي سيارتي

الحارس : حاضر سيدي
ثم خرج


.
.
انتهى






JAN 06-27-2020 12:56 PM



البارت السابع عشر

.
.
.
.


.
.
.
.
.

متألم على حالها، يرى في عينيها حُزنٌ وخوف وقلق تحاول ألا توضّح هذا الأمر ولكن لا تستطيع إخفاؤه
فهو مرئي له بشكل صريح ومخيف له
تُغرق نفسها في المذاكرة وتشرد بذاكرتها في التفكير كثيرًا ولكن في الأوان الأخيرة لم تعد كما في السابق
فقدت شهيتها، شحب لون وجهها مزاجها اصبح عكر وكثرة رغبتها في الاستفراغ فخشي من أنّ الأمر قد تطوّر،
ولكن أتى في باله أمر آخر ربما سيُخيفها وربما سيفقدها اتزانها
لذلك اليوم سيجبرها على مواجهة هذا الاختبار
فقبل مجيئه إليها ذهب الى الصيدلية لشراء اختبار الحمل المنزلي!
ولم يلحظ سيارة والده التي تتبعه مُنذ أن خرج من المنزل
تابع ابنه ليعرف في أي سكن يمكث هو وزوجته ولكن عندما رآه يتجّه إلى الصيدلية شدّهُ الفضول لمعرفة السبب ترجّل من سيارته دخل تبعهُ عن كثب
رآه وهو يسحب بخجل العلبة المنشودة من على الرّف
تنهّد بضيق وتوارت عليه الشكوك تبعه إلى ان خرج
ثم اقترب من سيارة ابنه فتح الباب ولم يجعل له أيّة فرصة في استيعاب وجوده في نفس السيارة!

تحدث: قصي...
التفت عليه بذعر: يبههههه.......

بو سيف بشك وجنون من الأفكار التي واردته: زوجتك حامل؟

قصي سكت ونظر للأمام ازدرد ريقه هو لا يفهم في هذه الأمور وهي ليست منفتحة عليها لصغر سنها وعدم معرفتها بكل هذه الأشياء، وشدّت خوفها منها تمنعها من السؤال عن هذه الأمور المُحرجة!

بو سيف تنهد: ظنيت انك عاقل وراح تطلقها.......والحين جبت لنا مصيبة ثانية ....
قصي تحدث بقهر: يبه.....تكفى لا توقف ضدي....يكفي اني ظلمتها ببداية زواجنا....ما فيني أأمها اكثر....لو طلقتها ما راح اسامح نفسي...مُهره بحاجتي يا يبه......اذا ما تبيني اعلن هالزواج ما راح اعلنه....بس ما راح اطلقها....

بو سيف بانفعال: وش تبي تقول لأمك ....يمه انا تزوجت وخلّفت بعد.....وش في عقلك أنت ....وش هالطيش.......غلطتك هذي كل مالها وتكبر يا قصي ...انت مستوعب هالشي ولا لا؟

قصي بجدية: يبه...انا دخلت في حياة هالبنت بدون مخطط....كنت محدود التفكير وقتها....ومع الأيام ادركت اللي سويته غلط...بس من الغلط اني اتركها الحين.....يبه تكفى ...كل شي قدامي صعب....هي تعبانة.....وانا تعبان....لا تضغط علي...

بو سيف سكت ونظر للأمام ثم اردف قبل ان يخرج من سيارته: ارسل لي رقم عمها ضروري....
ثم خرج من سيارة ابنه جاعله يتنهد بضيق، ثم ذهب إليها
.
.
ها هو وصل...اغلق الباب رآها أمام التلفاز كتبها مبعثرة وكيانها ايضًا مبعثر....
تقدم لا يعلم كيف يقنعها بإجراء التحليل المنزلي
خائف من ردّت فعلها ولكن خلال الأسبوعين الماضيين لم تكن على طبيعتها ابدًا هناك مؤشرات تدل على شيء واحد جميعنا نعرفه ونفهمه من اللحظة الأولى
جلس بالقرب منها قبّل خدها
حتى تنهدّت .....باتت في هذه الأيام تميل للحساسية أكثر
ومشاعرها باتت ايضًا مختلطة وغريبة عليه !
: اخبارك اليوم....؟
مُهره نظرت إليه: نص ونص...
قصي قوّس حاجبيه: كيف يعني...؟
مُهره اخذت نفس عميق: يعني بخير ولا بخير....
قصي سيتحدث الآن
لن يخف: مُهره مو ملاحظة نفسك هالليام......تستفرغين كثير.....ومالك خلق....وصايرة تبكين على اتفه الأشياء....
مُهره باستخفاف: أي يعني صايرة مجنونة!
قصي ابتسم رغمًا عنه: انا ما قلت كذا...

مُهره لتنهي الامر: نفسيتي كذا عشان الاختبارات...

قصي اخرج الكرتون من الكيس ثم نظر إليها: يمكن في شي ثاني....
مُهره نظرت إليه وإلى العلبة التي بيده: شتقصد؟

قصي بجرأة : يمكن حامل...

فتحت عيناها على الآخر ونهضت كالمقروصة وهي تهز رأسها بذعر بمجرد ما إن تفكر بمصداقية الأمر: لالا مستحيييييييييييل قصي...شتقول انت لا...نسيت انه احتمال يصير عندي...

قصي وقف معها ومسك يدها وقاطع نوبة هلعها تلك: اهدي.....وبعدين الدكتورة قالت احتمال مو اكيد.....ويمكن اللي صار خربطة هرمونات عشانك خربطتي بس في أخذ حبوب المنع الحمل....

مُهره اخذ صدرها يرتفع ويهبط بشهيقين مزعجين: لا لا الله لا يقوله....وش تقول انت....مابي اصير ام...مابي ....قصي....انا والله نفسيتي عشان المذاكرة...حتى استفراغي عشاني قلقة بزيادة.....
ثم خبأت وجهها وجهشت بالبكاء احتضنها لم يتوقع ردّت فعلها هذه ظن انها ستنفعل ولكن لن تصل إلى هذه المرحلة من مراحل الانفعال والذعر شدّها إليه أكثر
ثم طبطب على ظهرها: مُهره حبيبتي..اهدي....حتى لو صار صدق وحامل انا جنبك...والله ما راح اتركك......لا تخافين مُهره....

مُهره ابتعدت عنه هزّت رأسها بلا: ماعرف...ماعرف.......مابي ...اصير ام قصي...انا قلت لك ما بي اترك الحبوب انت جبرتني...عشان ما تطلقني صح...انت تبي تصير أبو...عشان ما تطلقني...قصي ليششش ليشِ؟....انا خايفة خايفة....مابي اصير ام...مابي....

اعادها إلى احضانه واخذ يطبطب ويسمي بالله عليها اجلسها على الكنب وابعدها عنه وشد على كفي يديها نظر لعينها المليئتين بالدموع
تحدث : مُهره....سمعيني للآخر.....انا ما الومك على خوفك.....من الاستمرار معي....لأنه ما اقدر انكر طريقة زواجنا غلط......ما نكر هالشي....بس والله ....اني ابيك لي عمر.....ابيك تصيرين ام عيالي.....مابي غيرك...ما راح اتخلّى عنك...وراح اعلن هالزواج....وراح اعوضك عن كل شي......

مُهره بشهقة: قصي....لو صرت ام...ما راح اقدر اكمل دراسة.....راح انت تضطر تعلن الزواج و لو رفضوا اهلك راح تتركني......اهلي راح يزوجوني منهم غصبن عني.....راح اموت يعني....راح اكره نفسي....واكره كل شي

قصي طبطب على يديها: هدي مُهره....وش هالكلام اللي تقولينه...

مُهره مستمرة في البكاء والفضفضة: الكل ينفر مني ما يحبني....مو متقبل وجودي ...انا حمل ثقيل...كيف برجع لهم باضعاف حملي الاولّي.....بعد وفاة امي وابوي...الكل صار يبي يفتك من هالحمل ....هذا يبي يزوجني ..وهذاك يبي يتخلّص مني.....وناس تخاف مني من افتن عيالهم......الحين انا انتهيت ...حمل...يعني فراق...يعني انت ما بتقدر تتحملني اكثر....لأنه المفروض ما اجيب عيال زواجنا مو حقيقي مو حقيقي...

قصي شعر بالغضب من حديثها ولكن اخذ نفس عميق واردف بصوت شبه منفعل: أنا كلمت ابوي......عن زواجنا......الوضع بس يبيله صبر .....وترتيب.....وينعلن هالزواج.....مُهره ...ثقي فيني.....اقسم لك بالله ما راح اتركك...لا انتي ولا حتى بنتي او ولدي ...لو صرتي حامل....امسحي دموعك.....ولا تفكرين بهالطريقة.....وانسي الماضي.....والحين قومي ...

مُهره ازدردت ريقها وبحشرجة: وين ....
قصي بهدوء: الحمام.....قومي سوي التحليل....

مُهره مسحت دموعها بيديها : ما اعرف...
قصي بلل شفتيه ومسح على رأسه فتح العلبة ومنعًا من احراجها مدّ يده : اقري التعليمات على هذي الورقة....واذا ما فهمتي شي قولي لي....
سحبت الورقة من يده وبدأت تقرأ بصمت ثم نظرت إليه وهي تقول: ما راح أكون حامل...

قصي ابتسم: طيب قومي سويه ونشوف....
مُهره حكّت جبينها : قصي...
قصي بنفاذ صبر: صصصصصصصصصصصصبرك يا رب......مُهرررررررررره قومي...
نهضت بتردد ونظرت لعينيه برجاء: قصي مابي أخاف......

قصي سحب يديها ومشى بها لناحية الخلاء ثم قال: ادخلي يلا...
مُهره بدموع عالقة في محجر عينيها: مابي اصير ام....

رقّ قلبه عليها قبّل خدها بهدوء ولطف: صدقيني راح تصيري احلى ام بالدنيا.......

مُهره : بدري بدري والله...
فهم ما تُعنيه فاردف وهو يُشير: شهرين وكملين سبعطش سنة ......يا مُهره...وناس كثير صاروا أمهات بهالعمر ما في شي يخوّف.....ربي معاك...وانا معاك.....يا مُهره.....يلا ادخلي.....

ثم اردف بمزح: تراك حسستيني بتروحين حرب...ادخلي يلا سوي التحليل وطلعي...
مُهره مدّت له العلبة: خلاص انت ادخل واعمل التحليل...انا وانت واحد...

ضحك بخفة: ههههههههه تستهبلين علي مُهره هذا وأنتي داخله علمي....اظن درستي احياء صح؟...وبالمتوسط علوم...عن...
قاطعته بنرفزة واشمئزاز: خلااااااااااص خلاااص لا تكمل امزح....ادري اعرف....اففف....
قصي بضحكة: افين بعد.....هههههههههههه......يلا دخلي....

دخلت وهي مضطربة، تُرعبها فكرة الانجاب....تخيفها فكرة الأمومة.....وتُرجف جسدها فكرة التربية...لديها طموح اكبر بكثير من هذا...تُريد ان تكمل دراستها تريد ان تنضم للتخصص التي تحلم به...تريد ان تعيش بعيدًا عن فوضوية البشر.....تريد ان تستقل بذاتها ولكن ..
نظرت للعلبة تنهدّت اغمضت عينيها
زواجها لا يعد زواجًا طبيعيًا ، لم تلبس فستانًا ابيض...لم يزفها والدها ويسلمها بيده لزوجها...لم تُقبّلها والدتها ...ولم تُغدق عليها بالنصائح لتعيش بشكل سعيد مع زوجها
كيف الآن ينتهي بِها المطاف في ان تكون أم سريعًا؟
ارتجفت شفتيها....
لا تشعر بانها متزوّجة....تريد حفل زفاف كبير....تريد اهتمام اكثر...تريد حبًا عميقًا.....رغم قصي اراها كل هذا ولكن بعد ان رآها الشدة والحزم في شخصيته التي اعتادت عليها...لذا هي غير مستسيغه لهذا التغير وخائفة منه!

احلامها من ناحية الزواج...وفارس الاحلام....والكوشة .....والاهازيج المطربة في ليلتها الحالمة....باتت مستحيلة...ميّتة....وحتى لبسها للفستان الأبيض....بات مستحيلًا......

بكت بلا صوت.....واجرت التحليل....

.
.
كان مضربًا مثلها تمامًا.....يفكر هل آن الأوان ليصبح أب...يشعر بالسعادة لهذه الفكرة ويشعر بالخوف....والده اخافه حقيقة خاصةً بعد أن طلب رقم عمها ....خشي من الأمر ....ولكن ارسلهُ...مهما حدث لن يتخلّى عنها....احبها.....وعشقها...ولا يتمنى بعدها ابدًا...يريد أن تبقى بجانبه طوال حياته.....هي علمتهُ الكثير....ولن يكتفي....سيتعلم منها أمور كُثر دون ان تشعر!

تحدث بعد ان طرق الباب: مُهره شصااااااار.....
لم تُجيبه....
كانت تنظر للجهاز المصغّر....بعينين باهتتين .....اخذت تنتظر دقيقة ...ودقيقتين....
الخط الأول كان واضحًا......وبعد دقيقة ونصف اصبح الخط الثاني باهتًا ....بات صوتها مسموعًا....شعرت أنها لم تفهم شي.....نهضت وفتحت الباب نظرت إليه ونظر إليها
يُريد التحدث.....وهي تريد الاختفاء من وراء هذه الحقيقة!

تحدث: هاااا بشري....
مُهره بخوف واضطراب لم تنظر إلى الجهاز المصغّر مرةً أخرى خشيت من ان يكون الخط الآخر واضحًا لمرأى العين اكثر فقالت ببهوت: مو فاهمة....
قصي لم يعطيها مجالًا سحبه من يديها التي ترتجف
ونظر للخطين الواضحين....
وقفز بفرحة : حااااااااااااااااااااااملللللللللللللل...حاااااااا اااااامل...
ثم احتضنها وهي واقفة تنظر لفرحته بخوف...واضطراب عجزت من أن تبتسم وتشاركه فرحته..
قبّل خدها وجبينها وهو يقول: حامل مُهره شوفي خطين......

مُهره ازدردت ريقها وشتت ناظريها عنه

قصي سكت وسكن في مكانه: مُهره....

قصي بهدوء: مُهره....
مُهره بصوت مهتز: ما ابيه...
قصي قوّس حاجبيه: وش ما ابيه .....مُهره عن الجنون....
مُهره بقهر: كله منك...كله منك قصي......لو تامة على الحبوب...انا مو مستعدة اصير ام....ولا ابي اصير....

قصي اقترب منها: مُهره....هدي.....هذا امر ربي....ربي كاتبه لنا.....والمفروض ما تعترضين على حكمة الله ......قولي الحمد لله.....هذا يعني انك سليمة وما فيك تليّف.....واللي صار لك ذيك الفترة مجرّد
قاطعته: شدراك يمكن فيني

قصي بتنهد: نروح المستشفى ونسوي تحاليل وندخل على الدكتورة....
مُهره بعناد: مابي اروح....
قصي بصيغة أمر: الخميس هذا بوديك...

مُهره انفجرت منفعلة وبعينين دامعتين: قلت لك مابي...اصلا هالتحليل خربوطة ......انا مريضة مو حامل....

كاد ان ينفعل معها ولكن كبح غيظه وكتمه بترديده للاستغفار اغمض عينيه ثم فتحهما وهو يتقدم لناحيتها ويضع كفيه على اكتافها: حبيبتي مهره......هدي....وعشان موضوع هالمرض وخوفك منه....تكفين روحي اجهزي عشان نقطع الشك باليقين.....


مُهره هزّت رأسها وهي تمسح انفها بيدها بطريقة سريعة ودخلت في نوبة بكاء: مابي أخاف......قصي انت مو حاس فيني....ولا عارفة كيف أوصل شعوري لك....مادري احس مخنوقة.....مابي أصير ام....

نظر لعينيها الدامعتين : والله متفهم وضعك يا مُهره......بس ايش تبيني اسوي....اذا فعلا طلعتي حامل وانتي رافضة هالشي وش تبيني اسوي عشان ترضين؟

مُهره بشهقة بكاء: هأأ...تخليني اجهض....
فتح عينيه على آخره وبغضب ابتعد عنها وهو يمسح على شعره وانفعل قائلًا: اعووووووذ بالله....مُهره تدرين قتل الروح حرام.....ولا ما تدرين...
مُهره ضربت برجلها على الأرض وبصوت شبه مرتفع: مابي اصير ام....
تحدث بغلظة: تعوذي من ابليس ......وهدي من نفسك.....عشان نروح ونسوي التحاليل ونتأكد .....أجلي بكاك لبعدين....
مُهره زاد قهرها ، وزاد بكاؤها على حديثه هذا ضربت برجلها على الأرض عنادًا ثم ركضت لناحية الغرفة دخلت وأغلقت الباب بقوة عليها
حتى اردف متمتمًا: اففففففف..... وش هالخوف اللي تملكك فجأة يا مُهره!
.................................................. ................
.
.
.
خرج من المركز بعد أن تنازل عن قضيته .....واخبروه سيتم الافراج عنها بعد انتهاء الإجراءات اللازمة
فعاد إلى سيارته وقادها سريعًا سحب هاتفه واتصل عليها وهو يقود، لم يتردد في مهاتفتها يريد أن يتأكد هل هناك تسرّب لهذه الأمور حتى يتمكن إحدى اعداؤه في استفزازه وتهديده من هذه النقطة
ولكن ايضًا هناك شيء آخر يطمح في إيصاله إلى قلبها كما وصل إلى قلبه!

انتظر ردها ولم يطل اجابها بقول: الو

جورج يحاول أن يتمالك نفسه: اهلين حصة

انصعقت وجفّ ريقها....نظرت لابنتها وولدها تركتهم ذاهبة إلى وجهة المنزل تحدثت بصوت اشبه للهمس: انت شلون تتجرّا وتتصل علي.....كيف اصلًا تتصل احنا اتفقنا تواصلك كله يكون مع مشاري...لو تبي شي ضروري اتصل عليه......لا تتصل علي....

جورج لم يتحمل تحدث بلا مقدمات: بدي يّاكي ترسلي لي رقم اختك دلال!!!

حصة فتحت عيناها على اتساعهما ماذا يُريد منها؟
هل ستعود فترات التوتر والقلق؟! ألم تنتهي تلك القصة التي تجرّعت منها الكثير بِلا ذنب!
: انا مقاطعتها ولا اعرف رقمها أصلا.....
جورج شدّ على اسنانه: شوفيييييي يا حصة لو ما رسلتي إلي رئمها.....ما راح يحصلك طيب.....اوك...

حصة مسحت على شعرها وبقهر: خلاص يكفي تهديد جورج.....انا مالي دخل حاليا باللي يصير.......يكفي اني ندمانة على اللي سويته من البداية.....
جورج بسخرية: ماحدا ضربك على إيديك وئلّك صيري حنوني وئتها......انتي اخترتي هالشي ماحدا جبرك...

حصة بنرفزة: وتهديدك؟

جورج ضحك باستخاف: هههه لهدرجة اختك تهمك.....

حصة : امي وابوي اهم منها...اللي سويته عشانهم وعشان سمعة العيلة....

جورج بلا مبالاة: كملي حمايتك لإلهوم وارسلي رئمها....بس سكر ارسلي لي إياه وإلا راح تطلّئي مرة تانية....

ثم اغلق الخط في وجهها...وهي خبأت وجهها بيديها باكية بـ صمت....لا تريد ان ينهدم بيتها.....لا تريد أن تعيش في خوف وقلق .....لا تريد أن تقدم تضحيات جديدة....اضاعوا عمرها في زواج فاشل وتربية مخيفة!

فتحت هاتفها نظرت لرقم اختها ثم رسلته على رقمه وحذفت رقمه سريعًا لكي لا يُفتضح امرها عند زوجها!

تحدثت بهمس: ما راح اسمح لا لك ولا لها تتحكمون فيني بعد هاليوم....
ثم اتصلت على اختها ولم تُجيبها ......واتصلت مرةً أخرى ولم تجيب....فرسلة لها رسالة
(ردي علي يا دلال ضروري الموضوع اللي ابي احاجيج فيه يخص جورج )

لم تأخذ عدّة دقائق وإلا اتصلت وهي تردف: شصايييير بعد؟
حصة بلا مقدمات: لازم اشوفج بمكان ...غير بيتج....

دلال لا تريد رؤيتها ولا تريد التحدث معها: خلصي علي اشفيج قولي كل شي لي الحين....
حصة بكره: ما يصير.....لازم اشوفج.....
دلال سكتت ثم اردفت: خلاص بيي(بيجي) امرج .....ونتكلم في السيارة....

حصة بتعجل: انتظرج

ثم دخلت إلى أبناؤها ونادت الخادمة وهي تقول: ديري بالج عليهم ولا تخلينهم يطلعون برا ...انا راح اروح مشوار صغير وبرد....
ثم صعدت لتغيّر ملابسها......ستوقفهم يكفي...اضاعت عمرها...وتحملت نتيجة غلط غيرها.....انهدم قلبها .....وكيانها ايضًا لا تريد مزيدًا من الانكسارات ...والخضوع ..والبقاء ضعيفة لا إرادة لها....ارتدت ملابسها بعجل سحبت حقيبتها وبعد عشر دقائق رنّ هاتفها اجابت
فسمعت اختها تقول: انا تحت...
فـ أغلقت الخط سريعًا ثم نزلت من على عتبات الدرج بعجل خرجت لها ركبت السيارة

وقادتها دلال بعيدًا عن المنزل لم تتحدث معها......حقيقةً علاقتهما لم تكن صافية......وبينهما رسميات في غاية الوضوح لأفراد عائلتهم....مما جلب لهم جُلبة التساؤلات!....تنهدت بضيق وما إن ركنت دلال سيارتها بعيدًا عن البيوت وضوضاء البشر
قالت: شصاير يا حصة....

التفت عليها حصة بوجه غاضب: رد جورج يهددني.....الأخ مستغلني.....يا اسكت على مصيبتج واساعده يا اخسر امي وابوي وعيلتي وشرفنا بعد...وكل هذا بسبتّج...

تنرفزت الأخرى لتردف: وانا شدخلني الحين ؟

حصة فتحت عيناها على الآخر: انتي مينونة ولا ما عندج احاسيس...متصل علي يبي رقمج...

تحدثت بصوت مرتفع: وان شاء الله عطتيه إياه....


حصة : أي عطيته......
ثم اشارت لأختها بتهديد وفي قلبها غّل عليها: سمعي دلال....اقسم لج بالله لو يرد يتصل علي وهددني ويخرب لي بيتي ...والله .....راح اكلم إيلاف وأقول لها عن كل شي......

دلال بصرخة : ينيتي (جنيتي؟

حصة صرخت بعينين دامعتين: خلااااااااااص يكفي ما اقدر اتحمل ذنبج اكثر من جذيه.......مو ذنبي انج حبيتيه وهو غدر فيج......مو ذنبي.....قلت لج بعدي عنه.......ما رضيتي.....حملتي......وولدتي...وهجيتي....وهو استغلني...اجبرني على أشياء وايد ما ابيها ...اولها مشاري.....

دلال نظرت للأمام ....وبتوتر ونرفزة وكبرياء: بإمكانج رفضتي .....بإمكانج رفضتي مشاري ورفضتي تربين ايلاف.....

حصة ضربت على كتف اختها بقهر: تدرين لو رفضت شنو بصير...اولها ابوي بموت قهر وامي يمكن تلحقة.....وسمعت العيلة تتلطّخ على لسان الرايح والياي.... وجان انتي الحين ميتة من تسعتعش سنة!

دلال اخذت نفس عميق ثم اردفت : استاهههههههههههههههههل ....لا كان ضربتي صدرج لي وفزعتي........عشان ما تقعدين الحين تلوميني وتندبين حضج

حصة هزت برجلها وعضّت على شفتيها وهي تردف: كان صلحتي غلطتج.,....

دلال ضربت على المقود وهي تكرر: انا ما غلطت ...ما غلطت....هو غدر فيني وجذب علي.....هو اللي استدرجني واعتدى علي......انا ما رحت له برجولي يا حصة.......حتى لم حملت قلت له تزوجني رفض تخلّى عني ....

حصة هزّت رأسها وكأنها تسترجع الاحداث: ما كان المفروض تثقين فيه حتى بعد ما اسلم .....حبج له عمى عيونج .......حذرتج من انج تنغمسين في حبج اكثر.....بس ما كنتي تسمعين لي.....لين طاح غرقتي بهالوحل القذر .......وخلتيه يستغلني....

دلال التفتت على اختها وجسدها يرتعش من هذه الذكرى: لا تقعدين تلوميني.......انتي رضيتي بكل شي ......رضيتي على انه يكون سبب في زواجج من مشاري.....وسبب تربيتج لبنته...

حصة نظرت لها بحسرة: بتمين جذيه طول عمرج .....ما تفكرين إلا بنفسج......ولا تعترفين باغلاطج....

دلال بنرفزة عظيمة: وش تبيني اسوي يعني؟

حصة : كلمي هـ الحمار وقولي له لا تدخّل اختي ...بشي يكفي انها ربت بنتك لين كبرتها....انتهى دوري يا دلال....خلاص انتهى.....وقفيه لا يخرب حياتي مع ريلي وعيالي.....

دلال مسحت على شعرها سمعت رنين هاتفها نظرت للرقم الدولي
وفهمت اجابته: الو جورج اكلمك بعدين...
جورج بتعجب: وصّلت إلك حصة كل شي واضح...بس ما راح أطول كلها كلمتين راح ئلك إياها...
دلال بحقد: شتبي؟
جورج بغضب: في حدا بيعرف كل شي بيناتنا وعم يهددني ببنتنا ....
دلال ببرود: والمطلوب....
جورج بانفعال: انتي ئلتي لحدا شي عن هالموال...
دلال ضحكت بقهر: هههههه مينون أنت تبيني افضح نفسي بنفسي...؟
جورج بضياع: اجل منو هاد؟



دلال اغمضت عينيها لتمتص غضبها من هذا الوضع: مادري.....جورج.....توقف لأهنيه.....اللي قاعد يصير مالي دخل فيه....ابعد عني وعن حصة.......يكفي اللي صار.....ويا ريت تلاقي حل للي يهددك وعلى قولتك يعرف كل شي بينا.....لأني مو مستعدة اخسر بيتي....عشانك...

جورج سكت، ازدرد ريقه.....يعلم أن الشخص الماكر والذي بدأ بتهديده حذره من الاقتراب منها ولكن ما إن رأى صورتها مع ذلك الرجل شعر بشي ما دفعه للاتصال بها
ليس الحُب، بل إرادة التملّك ظن انها لن تستطع الزواج .....وستعود له يومًا من الأيام ولكن ستبقى دلال تكسر توقعاته ....فهي قوية ...امرأة لا تنكسر.....ابدًا!
ولكن يُكفيه الآن أنه بثّ سم الخوف والقلق في قلبها
لذا
اغلق الخط في وجهها بلا إجابةٍ منه
حتى شتمته
ثم اردفت : ايلاف في بيت سعاد....

ضحكت حصة بسخرية على عدم معرفة اختها بابتعاث ابنتهاّ: ههههه صار لها حوالي أسبوعين وكم يوم من سافرت أمريكا.....وانتي ما تدرين عن الدنيا!
دلال مسحت على جبينها بقلق: احسن...احسن.....هالبنت....مو راضية تموت....مو راضية تضيع......وإن ظلت عند خالتها سعاد...راح تييب(تجيب) المصايب لها......اصلا جلوسها عندها غلط....

حصة بحده رمت كلمتها: وجلوسها عندي غلط....ريلي يشبّهها فيج وايد .....ولا غابت علي نظراته..... كأنه يقول هذي موب بنتج...وغير نظرات الاعجاب بعد....

دلال نظرت لعينيها وبحده: ورحتي لحتيها على سعاد.....

حصة : مشاري ما يبيها...وهي ما ترتاح إلا عند سعاد....شنو تبيني اجبرها تقعد عندي.....

دلال سكتت، شعرت بوخز في قلبها من ذكرى الماضي....تحدثت : الأفضل ايلاف تظل بامريكا......وجورج غصبن عنه يبعد عنا.......

حصة بقهر: باردة...وما عندج احاسيس......قلبج صخر....
دلال صرخت: شتبيني اسوي.......حصة.....انا تعبت على شان ابني نفسي من يديد........سلمت له قلبي......وغدر فيني...اعتدى علي....جرّدني من كياني......ضعت.....حزتها......انا ضعت فترة ....وما ابي ارد اضيع مرة ثانية


حصة بسخرية: ضياعج سبب في دمار حياتي ......شكلج نسيتي انانيتج......قعدتي بلندن فترة حملج كله...وجذبتي على اهلي بسالفة اختباراتج ومرضج ...وجبروني اقعد معاج ...فترة طويلة تجازوت السنة...عشان شنو ...جذبت هالدراسة وبس ولدتي انقلعتي على المانيا...وتركتيني ....وهديتيني عند هالمينون.....اصلا ما دري كيف ابوي رضة حزتها يخليج تنقلين اهناك....بس اعرفج خبيثة جذبتي كم جذبة عليه لين وافق .....ولا طالعتي وراج....ولا اهتميتي فيني....

دلال ازدرت ريقها شعرت انها ستبكي: تكفين حصة لا تقعدين ترددين علي الماضي.......والحين اوعدج جورج ما يخرب لج حياتج وايلاف تصير بعيدة عنج.....بس لا زيدينها علي......

حصة نظرت للامام: وصليني بيتي....

دلال زفرت وبدأت تقود وفي قلبها غصة ......وقصة انهتها بقساوة ما تشعر به من ألم.....انتهى حبها لجورج.....وانتهت آلام الولادة ...واختفت صرخاتها مع استنجادُها في انتشالها من الضياع والخوف.....اسست لها حياة قوية ....ذات حصون مدرّعة.......ولكن حديث جورج ارعبها ...ادركت اتصاله ....يريد أن يرعبها.....فهو لم يستطع ان ينقص عليها عيشتها خلال التسعة عشر أعوام.....ولكن أتت إليه الفرصة على طبقٍ من ذهب
إذا صدق قوله...هذا يعني أنّ الحقيقة ستنشر في غضون ربما أسابيع قليلة
تنهدّت بضيق...واوصلت اختها وهي صامتة وبداخلها بعثرة ذكريات مُرعبة!
.................................................. ........
.
.
.
.
احرقتهُ بفعلها، جعلته يتجرّع السّلام فجأة ثم بثّت في جسده حرب طاحنة لا تهدأ لم يبرح غرفته وابنه بقي عند والدته.....مقهور ...لدرجة تثير رغباته في الانتقام منها هو اخطأ وهي تعانده الآن...ولكن لن يترك لها مجالًا في فرض قوتها عليه سيعاندها ايضًا سيرسل لها ابنها عبد لله وسيزوره اسبوعيًا لقهرها لأنها لا تريد رؤيته في الأصلّ! وهذا الأمر سيُصبح عليها كالعقاب! .......يعلم خاله لن يمنعه من رؤية ابنه...وإن لم تُدخله إليه هي يكفيه انه كسر عنادها ببقاء عبد لله لديها ...وزياراته التي ستكون متكررة لمنزلهم....ستُثير جنونها .....ابتسم بخبث
وانفتح هنا الباب

دخلت والدته وهي تحدّق إليه بشرر: شلون عبد لله بيظل الليلة عندنا....ما بتوديه لأمه....ولا تبي تعاندها وتحرق قلبها عليه...
لو تدرك ان الجازي لا تريد ابنها لجنّت
تحدث بهدوء بعكس النيران التي في قلبه: جهزيه بقوم اوديه لأمه....

ام سيف بشك: الوقت متأخر يمكنها نامت...
سيف بكذب نهض وسحب مفتاح سيارته: تو متصلة علي تقول عجزت تنام وهو مو في حضنها...وجلست تلومني إني ما جبته لها بدري....

ام سيف لا تريد أن تتدخل هذه المرة في حياته ولكن يؤلمها شعور انها سببًا في ظلم بنت اخيها تنهدت : بروح اجهزه لك...

ابتسم سيف بخبث: نشوف منو اللي كلمته تمشي يا الجازي
ثم خرج من الغرفة
.................................................. ...................
.
.
ما زالت في غرفتها منعزلة ظنّوا ستخرج ما إن يحين الليل ولكن لم تخرج..
لم تكف الجازي عن طرق بابها.....وحقيقةً بدأ الخوف يتسلل في قلبها ....
فذهبت إلى خالد واخبرته: نوف لحد الحين ما ترد علي أخاف صار لها شي....
خالد أشار لها: هدي....اكيد ما فيها شي .....تلقينها تسمعك بس ما تبي تكلمك...
الجازي بتفهم : طيب روح جرب انت...روح كلمها....

خالد بتنهد: بندر تسمع هي له...خليه يروح لها...

الجازي : بندر سمع جرس الباب ونزل يشوف منو.....عشان الوقت متأخر وسينا نامت....
خالد نهض بصعوبة واتجه لناحية غرفتها...
طرق الباب عدّت طرقات: نوف.....نوف تسمعيني...

كانت تنظر لكتبها بضياع، تريد ان تنفصل عنهم وعن مشاكلهم ......يكفي انها تعمل خيرًا فتلقى شرًّا من ردود افعالهم جميعًا تنهدت بضيق...تشعر بالجوع....لم تأكل مُنذ الصباح.....تحدثت بعد ان ارتفع ضرب خالد للباب
: جالللللللللللللسة اذاكر....
خالد ارتاح ونظر للجازي التي وضعت يدها على قلبها لتزفر براحة
خالد: طيب فتحي الباب....
نوف بعناد: مابي ما ذاكرت عشاني نمت ساعات طويلة...وراي اختبار .....
خالد حكّ جبينه: طيب ......
ثم همس لأخته: شفتي ما فيها شي...
كانت سترد عليه ولكن نظرت لبندر وفي يده عبد لله ...ماذا حدث هل غيّر رأيه سيف؟ ام بماذا يفكر؟!
بندر قبّل عبد لله: يلا روح لأمك...
ومدّ يده لأخته التي تناولته بصمت
كانت ستتحرك ولكن تحدث خالد: صدق وش صار لم جا سيف.....شفتك صعدتي غرفتك وانتي مرة فرحانة...
الجازي بتوتر لم تفكر ولو بقدر بسيط أن سيف سيجلب لها ابنها
هل تنازل عن الحرب؟
حقًّا هو ضعيف وسيبقى ضعيف
ومشتت في قراراته!
: تفاهمنا...
بندر بسخرية: اشك والله.....
ثم عبر امامهما: تصبحون على خير...
الجازي سكتت
خالد : اتركيه عنك...اعصابه متوترة عشان اختباراته ولا تنسين هذي آخر سنة له...

هزت رأسها برضى
خالد بهدوء: ابوي جا...
الجازي بضيق: من زمان.....
خالد هز رأسه: تصبحني على خير
ثم دخل الغرفة
اما الجازي.....نظرت لعبد لله ...تشعر أنها لا تريده.....لكي لا تشعر بالألم! ولكن تنهدت وقبلته بلطف ثم حدثته: ابوك ضعيف...وبيتم ضعيف....
ثم دخلت الغرفة
.................................................. ...

قبل ساعات وقبل منتصف الليل.....اتصل عليه بعد أن اخذ رقمه من ابنه مضطر لهذا اللقاء لمعرفة حقيقة هذا الزواج فهو خائف ليس على سُمعة عائلته بل على ابنه ايضًا

برأيه ليس عاقلًا من يزوّج ابنته أو إحدى بنات عائلته زواجًا خفيًا!
لا بد ان يكون هناك سرًّا خفيًّا لربما يحدث ذلك
هذا الأمر من وجهة نظره هو!
حدثه ورحب به وعندما قال
: انا والد قصي زوج بنت اخوك صالح....
سكت هنا قليلًا ثم قال: يا هلا....
بو سيف : حاب اقابلك عشان نتفاهم...
تفهم الامر أبا محمد فقال: حياك ببيتي برسل لك الموقع...

واخذ بعد ذلك بما يُقارب النصف الساعة للوصول إلى منزله
كان يفكر ما هي الدواعي التي تجعله يُرخص ابنت أخيه هكذا؟ هو ينظر للأمر من نواحي تُجلب عليه التفكير الغليظ والاناني!

صافحه رحّب أبا محمد به....جعله يجلس ...قدم له الضيافة

إلى أن تحدث بو سيف بهدوء: والله يا بو...
ثم سكت ليردف الآخر: بو محمد...
اكمل بو سيف بنفس النبرة: يا بو محمد ...جاي......وكلي اسالة....ما ني عارف كيف ابتدي معك...ولكن انا مصدوم....ما اخذت فترة طويلة من عرفت بزواج قصي ببنت اخوك....وصدمني....اخذت رقمك ابي افهم منك كل شي....قصي قال لي على كل شي بس ما اكذب عليك ما صدقت....شي....

بو محمد.....كان ينتظر هذه اللحظة...مُنذ فترة ....طويلة....تنهد وقال: ما لومك يا بو قصي..
قاطعه بهدوء: بو سيف...
ابتسم بو محمد: وانا حقيقةً ما ادري كيف ابدأ اشرح لك كل شي.....وما اكذب عليك انتظر هاللحظة من زمان...

بو سيف قوّس حاجبيه: كيف؟

بو محمد انتقلت نبرات صوته للضيق: كان عندي أمل وإيمان زواجها من قصي ينعلن........البنت صغيرة.....ولو لا الظروف والله ما وافقت اني ازوجها لولدك....

سكت هنا بو سيف ما هي الظروف الذي تُدعيه أن يتخلّى عنها ويبيعها لأبنه؟!
تحدث بجدية: مهما كانت الظروف ما تخليني ابيع بنت اخوي.....ولا افرط فيها...
بو محمد بدفاع عن نفسه: انا ما بعتها ......ولا فرّطت فيها...
بو سيف : أجل وش تسمي اللي سويته...
بو محمد: اذكر الله يا بو سيف واتركني اوضّح لك كل شي....
بو سيف سكت....
وبدأ أبا محمد يقول: ربي يشهد علي ما بعتها ولا فرّطت فيها وزوّجتها لولدك عشان ابعدها عن المشاكل واحميها....

بو سيف بعدم اقتناع: تحميها...؟
بو محمد تنهد: اسمعني من الآخر......مُهره يتيمة الاب والام......ولم توفوا في نفس السنة ....اهل أمها خذوها....عندهم....بس ما كانت مرتاحة عندهم ابد......مو متقبلينها ابد عشان كان فيه مشاكل بينهم وبين ابوها الله يرحمه.....وحملوها ذنب ابوها هنا.....وصار الكل ينفر منها ولا طايق يشوفها ويتنمرون عليها ووصلت فيهم يبون يزوجونها وهي بعمر الاثنعش سنة.....ومرة بالصدفة رحت ازورها.....وهنا انكسر قلبي

انشد للحديث هنا وانشدت كل خلايا جسده أتت إليه أفكار مزعجة ومخيفة

فاكمل أبا محمد: شفت عليها اثر ضرب......وخفت هنا اخسر بنت اخوي ......واخذتها معي ووصلت الأمور للمحاكم بعد....ونفسيتها صارت تعبانة.....ولكن الحمد لله قدرت آخذها واعوضها عن كل شي ....وظنيت المشاكل بتخلص بس ابد ما خلصت...

بو سيف لم ينطق أي كلمة ترك المجال له للتحدث
ليكمل: انا ربي رزقني بخمس أولاد.......اكبر واحد محمد اكبر منها بسنة

بو سيف تحدث بهدوء: الله يخليهم لك...
اكمل أبا محمد: وكبرت ولا عادت ترتاح في بيتي....ربي يشهد علي مو على شانها بنت اخوي أقول هالكلام.....بس مُهره متربية صح...اقسم بالله ما قد شفتها تمشي بدون حجاب قدام عيالي...ولا قد شفتها تكلمهم حتى......ظلت في غرفتها المخصصة ولا تطلع منها إلا إذا احتاجت شي او اذا جات تاكل......بس ما غاب علي...زوجتي مو مرتاحة لوجودها وانا مالومها البيت مليان أولاد.....

بو سيف اخذ نفس عميق وهز رأسه وكأنه يخبره وصلت الفكرة

ولكن اكمل: ومرة من المرات دخلت علي تقول اخوها يبي يتزوّج بنت اخوك....وهنا وقف قلبي...

بو سيف بتدخل سريع: ليششششش؟
سكت مهما كان فهو اخ زوجته ويصعب عليه قول الحقيقة ولكن إن كان الأمر هذا من صالح ابنت أخيه سيهون!

تحدث بمصداقية: ما هو كفو لها.....رجال طايش....وبلا اخلاق......ورفضت....لكن زوجتي زعلت ...ودخلت معها في نقاش طويل عريض ووصلت للزعل.......ولكن ما زلت على رايي...مستحيل ازوّجها إيّاه

بو سيف نظر إليه باهتمام بعد ان شبّك أصابع يديه ببعضهما البعض
ليكمل: وبنفس الوقت ولدك قصي جا وطلب يدها مني ما انكر اني انصدمت لم جاني يخطب بدون اهله......قلت له وش الأسباب اللي تخليك تزوجها بالسر ......وما عطاني إجابة تقنعني بس قلت له عطني وقت وارد لك خبر

بو سيف لا يعرف كيف نطق كلمته: واضح وش السبب.....يا بو محمد.....قصي سو هذا الشي عناد لنا حنا اهله....على قولته خايف نزوجه وحده فارضينها عليه فرض وراح تزوج بنت اخوك بطيش قراره.....بس اللي مو فاهمه كيف ما رفضته انت...

تحدث بو محمد بهدوء: عشاني سألت عنه....حتى إني بحثت عن سجله بمساعدة معارفي ورحت سالتهم عنه....طلع نظيف...ولا عليه غبره وحده......رجال كفو.......ما سالت عنه إلا ويمدحونه لي.....رجال مصلي ومسمي ..بس ترددت ...وما قدرت أوافق....استخرت ربي.....اقول لمهره عنه....يمكن ظليت بتذبذب لمدة أسبوعين او ثلاث حتى ظن أني مو موافق واتصل يسأل .....لكن قلت له لسى البنت تفكر....وهو فرح....انه فيه امل....حسيت ربي راسله لي ....عشان انجّي البنت من هالمشاكل....

بو سيف: يعني مُهره وافقت عليه برضاها....

بو محمد: في الواقع هذا اللي حصل وصدمتني.....بس حسيت حتى هي تبي تهرب .....من هالضغط اللي تلاقيه.....أمنتها عند ولدك وقلته في اقرب فرصة تعلن الزواج ووافق.....عشان كذا قلت لك انتظر هاللحظة من فترة طويلة...

بو سيف سكت طأطأ برأسه تفهم الوضع جيّدًا ثم اردف: والله يا بو محمد....لم قال انه مزوّج من بنات السامي عجزت استوعب الأمر...انتوا ناس معروفة بالاخلاق والكرم....والصيت الطيّب......بس لعب براسي الشيطان وظنيت سبب زواجها يا طمع يا

وبنبرة خجل: اعذرني على الكلمة البنت مسوية بليّة.....ما قول إلا حسبي الله على اللي ظلمها...وانت خذت قرار مستعجل مثل ما قصي خذ قرار طايش....انت برأيك حميتها....بس انا اشوف انك اشوي ظلمتها....
بو محمد بنبرة حزن: عارف....والله عارف...
بو سيف اكمل: اقدر خوفك عليها...بس سالفة ازوّج بنت بهالعمر مسيار ضياع لحقوقها.....ضياع لعمرها يا بو محمد واللي عرفته من قصي باقي كم شهر وكملون سنة......واللي فهمته منه احتمال تكون حامل...

صُعق وذهل أبا محمد: حاااااااااامل...؟
بو سيف تنهد: ما صرّح لي قصي بهالشي بس فهمت تلميحاته.....وعشان كذا .....ابي حل....لهالموضوع اعلان زواجهم بالنسبة لي صعب....

بو محمد ابتسم: لا تاكل هم عندي فكرة .....ما راح تجيب لا لك ولا لي كلام...
بو سيف بتركيز: وش هي؟

بو محمد انشرح صدره لتقبل أبا سيف للامر: تعالوا اخطبوها على الأصول.......
بو سيف سكت ونظر له وفهم المغزى : فهمتك....واذا هي حامل صدق بحاول اعجّل الأمر........
ثم نهض وصافحه: آسف اني جيت بوقت متأخر......بس والله بعد حكيك نسيت غضبي على قصي وعصبيتي......

بو محمد طبطب على كف يده: الله يلوم اللي يلومك....عارف الوضع صعب....بس والله انجبرت ...

بو سيف بتنهيده: هي من نصيبه وهو من نصيبها.....ما اقدر أقول شي.....كل شي بالحلال.....ولكن سالفة زواج السر هي اللي قرصتني بقلبي.....وخاصة قال لي يبي يعلن زواجه....بدون ما يغضب امه......فخلاص راح نبدأ من الصفر....بنجي نخطبها منكم....على حسب الأصول.....ولم يجي موعد الملكة....نسوي لهم عشاء للجماعة وتعزم اللي يعز عليك.....نقول لهم ملكنا عليهم العصر.....وبالليل نحتفل ابهم ...ونعشي جماعتنا......ونسوي لهم زواج بعد شهر عشان لاحد يتكلم وقول ليش هالعجلة....
بو محمد براحة: مثل ما تبي.....
بو سيف ابتسم بوجه: مع السلامة
ثم خرج من منزله ،ما زال غاضبًا من ابنه
فهو يكرر أنه لا يريد ان يحمل اثمها وهذا يعني انه لم يقصر في ايذائها ربما
على الرغم من انه غاضب من طريقة زواجه الآن اصبح بعد هذه الحقائق من حديث عمها اصبح غاضبًا من ظنونه في ظلم ابنه لها لكثرة كلمته بقوله نادمًا على ما فعله بها!
سيحدثه هذه الليلة سيستفسر عن حياتهما وسيخبره عن مخططهما لإعلان الزواج!
............................................
.
.
يظنون انها ستستلم لكل ما يدور حولها وستنسى ماضيها سريعًا وستتقبل كل شيء برحابة صدر ولم يعوا لهدوئها وبقاؤها لفترة طويلة لتفكر في غرفتها فبعد ان خرج مُراد من غرفتها
أصبحت رغبة الهروب تزداد اكثر....عليها ان تجد جوازها لتتمكن في الهروب واخذ كل اوراقها الرسمية

وتتركهم يخوضون في توترات محيطهم القذر كما تُسميه
عليها أن تذهب لغرفة امير ربما خبّأ الجوازات في مخبأ من الصعب عليها اجاده
لم تتوقع ابد بانه اعطى الجوازات لماكس....لهذا هي متيقنة انّ الجوازات جميعها هنا في الشقة

بعد ثلاث ساعات من الجلوس خرجت ونظرت لماكس واليكسا وجولي وابنتها

وكذلك مُراد
ولكي لا تثير شكوكهم لم تبتسم على افكارها فقط اردفت بجمود: جولي ....نامي انتي وسـ....
نطقت اسمها بـ لذعه سرت في قلبها: سندرا في غرفتي انا بنام في غرفة امي....مليت من غرفتي....

حدّقت اليكسا بعدم تصديق لماكس الذي بادرها بالنظرات ذاتها

بينما مراد لم يُزيح نظره عنها....شعر بغرابتها اكثر...هل جنّت رسمي؟

جولي ابتسمت لها بتوتر: No problem
ثم ذهبت عن انظارهما للدخول إلى غرفة امير نظرت لأرجاء الغرفة
كانت مرتبّة ومنظمة, ونظيفة
تنهدت ثم أغلقت الباب عليها
وتركتهم يتساءلون

اليكسا بسعادة: شكلوا اسّر(اثر) عليها كلامك مُراد...
ماكس بتأييد: هالشي واضح....

مُراد لا حديثه لم يؤثر....هي جنّت....لا تعي لتصرفاتها ستخرج الآن وتعصف بهما الأرض بعد ان ترى ابنتها وجولي في غرفتها!

ابتسم لهما مجاملة

جولي بهدوء نظرت لسندرا وتحدثت بصعوبة: بدّك تاكلي؟
سندرا حرّكت رأسها ....لا


مُراد نظر إليها ....يريد أن يحتضنها....يطبطب عليها يشعر أنها متوترة ....تهز برجليها على الدّوم ....تنظر للمكان بعينين مشتتين كوالدتها .....لو لم يقرأ تقريرها الطبي لقال انها تعاني من التوحد ولكن في الواقع لا تعاني منه.....اخذ نفس عميق ثم نظر لهم

ووقف: يلا انا استأذن ......ماكس لو تريد شي اتصل علي.....وانتبهوا على نور...آني اشوفها مو طبيعية ابد....

ماكس بهدوء: ما تاكل هم....
مُراد لم يمنع نفسه من أن يقبّل سندرا على خدها بهدوء وهو يقول: لازم تاكلين عشان تكبرين اوك؟

توردّت وجنتيها بخجل ونظرت لعينيه ببراءة وهي تهز رأسها بـ (اوك)

ثم ابتسم لها واخذ نفس عميق وخرج، قلبه يؤلمه....يراها بهذا القرب ولا يستطع ان يخبرها أنه والدها....وانها ابنته....يريد أن يشتم رائحتها يحتضنها......ولكن لا يستطع ...لعن نفسه على فعلته الشنيعة بنور....وعلى موافقته في مُجاراة أخيه في جنونه ...مشى بخطى متقاربة

ونظر للشوارع ....لماذا يشعر بالهم؟ بالخوف......بعدم الارتياح.....أهذا الشعور يُعني استيقاظ الضمير؟

لم يستطع أن يمحي نظراتُها البريئة له، من رأسه.....كأنه تخبره أنت مُذنب لا تلمسني لكي لا تلطخني بذنبك.....يشعر أنها تعاتبه.....حتى نور....وما آلت عليه حياتها في هذه الأوان يشعر أنه السبب الرئيسي في دمارها بغض النظر عن الاحداث الأخرى.....التمس عظم وفدح ما فعله بها


لم ينسى ، اوّل لقاء لهما....اول قُبلة ...اول احتضان.....اول عشق.....احبها ولكن لم يستطع أن ينساق وراء هذا الحُب فأخيه وراؤه قسّى قلبه عليها لكي يحظى بالمال الكثير ذلك الوقت كان يفكر بنفسه ....براحته....لم يفكر بمشاعرها.....اقنع نفسه هذا الشعور سيزول بمجرد الافتراق وفعلا زال.....زال بعد تجاهله الطويل له...وبعد ان رأى المال ورأى الفتيات الاخريات بعدها.....كان يخونها وهي لا تشعر لِيُميت الشعور الذي بدا بالنمو بداخله!

كان يذكر نفسه ما عن تنجح خطتهما سينعم بحياة لم يحلم بها قط وقادتها نفسه الامارة بالسوء في اكمال مسيرة هذه الخطة
تنهد
قتلها.....لن ينكر انه قتلها ...اغمض عينيه


تذكر آخر لقاء لهما بعد أن عرف انّ المصيبة وقعت عليه .....وفضح امر تهريبه للمخدرات صعق أخيه بهذا الامر .....وشعر بربكته اخبره عليه ان يُنهي امره بينه وبين نور لكي يهرّبه إلى خارج البلد ارغمه بالعودة إلى تركية
استطاع أخيه جورج بنفوذه الفذّة ان يُلصق هذه القضية بإحدى رجاله الصغّار ليحكم عليه بالسجن لمدة لم تقل عن ثلاث سنوات وهو ابتعد هاربًا إلى تلك البلاد!
..

عاد إليها وهو متوتر خائف من عدم نجاح أخيه في تهريبه من هذه البلد وانتشاله من هذه القضية
ما إن اغلق باب الشقة
استقبلتهُ......كما علمتهُ تأتي تحتضنه تُهديه قبله على خديه
ولكن هذه المرة دفعها وهو يقول: لا تقربين...

حتى بها قوّست شفتيها ونظرت له ببراءة: شفيك بهاء صاير شي بشغلك؟

بهاء الدين حان موعد الفراق والقسوة
وكأنه في الواقع يُريد أن يتعارك مع أحدهم للتفريع عن غضبه انقضّ عليها وهو يشد على زندها: لا تحجين بشي ما يعنيج....

ازدردت ريقها وشعرت بالخوف منه ومن نبرته تحدثت بذعر: بهاء ....انت جالسة تخوفني....

مُراد صرخ في وجهها ليعلن عن وجهه الآخر: آني اريد منّج تخافين مني....

نور بصوت باهت ودموع عالقة في محجر عينيها: ليش؟
مُراد ضرب بيده على الجدار التي خلفها حتى اغمضت عينيها بخوف من ضربه لها: لأني اكرهج هواية؟

صُعِقت بل ذهلت من الامر
أشار لباب الشقة: لمي اغراضج ...هسه...وروحي على بيت اهلج......ما اريد اشوفج....

نور تعلقّت بجاكيته وبشفتين مرتجفتين: تكفى بهاء لا.....مابي اروح مكان ثاني....

ابعد يديها عن جاكيته ودفعها للجانب الايسر حتى بها سقطت وبدأت تبكي بصوت صرخ: قلت إلج روحي جهزييييييييييي اغراضج....
.
.

ونفض باقي الذكرة لا يريد ان يتذكر كيف ضربها أهانها وهي بذلك العمر....ترك اثارًا على وجهها وربما على جسدها آنذاك آلامها نفسيًا وجسديًا
لذا هو لا يلومها على ان تكون باهتة الآن فهو بفعلته هذه اخذ جزءًا كبيرًا من حياتها والجزء الآخر سرقه الآخرون...

عضّ على شفتيه ثم ركب سيارته وقادها بجنون للهروب من ذكرياته معها!
.................................................. .................

اما هي...ما إن دخلت حتى عادت تنبش وتبحث عن الجواز
عادت للحقيبة الرياضية ....نظرت للأوراق ....سحبت تحليل اثبات الابوة ....قامت بطي الورقة عدّت طيات ثم ادخلتها في جيب البنطال....نظرت لباقي الأوراق ولم ترى شيئًا آخر يخصها ....وإن وجد فهو ليس مهمًا....
فتحت دولاب امير...نظرت للدولاب نظرة عشوائية ....ونظرت لملابسة القليلة بحثت بين جوانبهما ولم ترى شيئًا

نظرت للأرض تفكر ، ثم حدّقت في الجدران ايعقل هناك مخبأ يضعهم فيه؟
تحسست الجدران الأربع بيدها ولم ترى سوى ظلها يلاحقها بجنون أينما ذهبت؟!
لن تستسلم عادت للدولاب من جديد نظرت للدولاب المتوسط للدولابين الجانبيين فتحته....نظرت للرفوف...
حدّقت بالنظر للرف الأول وهي تقف على اطراف اصابعها وبعثرت الملابس من عليه....ثم نظرت للثاني....
تحسست بيدها جوانبه ....وضعت يدها على الجزء المسطح من الخلف....مررت يديها....ببطء تريد ان تحس بشي......وشعرت به!
ولكن خاب ظنها عندما وجدت مسمارًا عالقًا به وكاد يجرحها ازاحت يدها عنه وشتمت أمير
ايعقل هناك مخبأ في هذه الشقة؟
فتحت الدولاب من الجانب الأيمن وكان فاضيًا من الرف الثاني وحتى الثالث اما الأول تعلّقت بطرف الرف ورفعت نفسها على اطراف رجليها شعرت باهتزازه لناحية الامام
خافت من ان يسقط عليها ....ويحتضنها ..اهتز اكثر وسمعت صوت سقوط شي حديدي على الأرض ضجّ صداه على في المكان
بينما هي ثبتت قدميها على الأرض ووضعت يديها امام الدولاب لتمنعه عن السقوط ونجحت ولكن
فجأة انفتح الباب
ماكس بخوف: نور فيكي شي؟
التفتت عليه ونظرت له ولي اليكسا...
نور بتوتر: لا بس فتحت الدولاب وكان فاضي...وطاح هالشي على الأرض...
وأشارت لصندوق صغير مرمي على الأرض...
ماكس اقترب منها: ما طاح عليكي ....
نور هزت رأسها: لالا ما طاح علي...
اليكسا: نور لازم تاكي مشان تاخزي الدوا...

نور بتسليك: تمام....
ثم نظرت لهم ونظروا لها
شعروا بالريبة من وقفتها ونظراتها ولكن خرجوا وهي زفرت براحة ثم انحنت لتلتقط الصندوق
اخذته وجلست على السرير ...
صندوق حديدي دائري......فتحت الغطاء لا يوجد هناك أي مفتاح عليه...
وانصعقت واتسعت ابتسامتها رأت الجوازات....والبطاقات الشخصية لهم...والبطاقة المصرفية الخاصة بها
سحبت ما يخصها من الجواز والبطاقات سريعًا وخبأتهم في مخبأ الجاكيت التي ترتديه
الآن رات حبل نجاتها
الآن تستطيع التحليق، نهضت لتعيد الصندوق في مكانه وبعد جهد جهيد استطاعت عادت للسرير سحبت هاتفها
اتصلت على
.
.


اليوم لم تراه طيلة الساعات التي قضتها في الجامعة، عادت مُتعبة بعد يوم طويل حافل بالمحاضرات الصعبة بدّلت ملابسها بدأت بالمذاكرة إلى أن أتى الليل شعرت بالجوع ، وذهبت للمطبخ سحبت رغيف خبز دهنته بجبن ثم أكلته على مهلٍ منها....ستأكل وبعدها ستعود لاكمال المذاكرة
سمعت رنين هاتفها بعد ان جلست في صالة الشقة
سحبته ثم أجابت: هلا نور....
نور مبتهجة جدًّا: اخبارك إيلاف.......طمنيني عليك...

إيلاف تحدّق للاشيء : بخير....انتي طمنيني عليج؟

نور : تمام التمام......وعندي لك خبر بمليون....
ايلاف ابتسمت على نبرتها: شنو......من زمان ما سمعت اخبار حلوة

نور بصوت منخفض: راح اجي لك في اقرب موعد

صرخت ايلاف وهي تقفز من مكانها: صجججججججججججج؟

نور أبعدت الهاتف عن اذنها ثم قالت: أي صدق.....سمعيني زين......اللي بسويه شبه هروب...
ايلاف اختفت ابتسامتها: شلون يعني؟

نور بحذر: بسافر بدون ماحد يحس علي ولا يدري......

ايلاف بعدم اقتناع: انزين ليش تسوين جذيه....قولي لهم تبين تسافرين وخلاص ما اظن في احد بيمنعج......

نور اغمضت عيناها على آخرهما: ما بيهم يعرفون مكاني ابي اتحرر منهم يا ايلاف.....كلهم ظلموني.....

ايلاف تشعر هناك خطب ما لذا قالت: اوك ....سوي اللي تبين ولييتي (ولجيتي) قولي لي كل شي....تراني مو فاهمة حياتج عدل....
نور لتنهي المكالمة : تمام ...باي....راح ارسل لك رسالة متى بسافر ومتى أوصل عشان تستقبليني...

ايلاف : اوك...انتظرج...
ثم أغلقت الخط

وهي تتنفّس براحة خطوة جريئة ومليئة بالمغامرات لن تنكر هذا ....ولكن يكفيها أن تبتعد عنهم وعن قراراتهم .....وعاطفيتهم ....ونظرة الشفقة على حالها.....الآن ستحجز الكترونيًا على اقرب طائرة للسفر لأمريكا...ستنزل في الولاية التي تمكث بها ايلاف....ستفعل ما بوسعها لتعيش بعيدًا عن هذه الهموم المزعجة.....يُكفيها ما حدث....تعبت....تريد التحرر حتى من شخصياتها...ستُحدث على نفسها بعض التغيرات ما إن تصل لكي تنسى شخصية نور الضعيفة ......والهادمة......
خرجت من الغرفة ...لتأكل وستعود لترى اقرب حجز ......للسفر......
كان الجميع ينظر لها بنظرة تفاؤل......وهي تنظر لهم بنظرة الانتصار....
.................................................. ..................
.
.
أعطاه المال المُستحق لهذه العملية ،اقحهم نفسه في عالم مُظلم وسوداوي لغربته في الانتقام دخل في عالم مظلم.....اصبح اسمه الوهمي منتشرًا بين القتلة المأجورين....بينما رجاله الخاصين به...يزدادون يومًا عن يوم......شغله في الهكر.....وفي أمور الاختلاسات ...اغدق عليه اموالًا طائلة....جعلتهُ ينعم في العيش براحة من أجل تحقيق الانتقام .....المال ساعده في كل شي...في عودته للدراسة....في شراء منزل خاص به......في وضع حرّس لحمايته وتنفيذ أوامره...وفي تأجير القتلة المأجورين........يشعر بالرضا بما يفعله !

والآن خطته ستكون أقوى بكثير....وطئها على إيلاف سيكون قاسيًا.......اليوم لم يحبذ أن يُظهر نفسه امامها ....من أجل التخطيط .......وابعاد الشكوك عنه! حدثهم بما يفعلوه بالحرف الواحد.....وها هي الآن الساعة العاشرة والنصف ليلًا
وفي سيارته.......اتصل عليها.....

للتو كانت ستخلد للنوم بعد ان انهت مذاكرتها سمعت رنين هاتفها سحبته من على الكمودينة
نظرت للاسم ابتسمت: هلا طارق....
طارق بصوت هادئ: ولهت عليج ما شفتج اليوم...
ايلاف خجلت: وانا بعد.....استغربت انك ما داومت


احبّ ردها هذا الذي اعلن لهُ خضوعها لهذا الحُب المزيّف
تحدث: حضرت محاضراتي وطلعت لأني تعبان وايد...
ايلاف قوّست حاجبيها: سلامتك ...شفيك؟

طارق بكذب وبطريقة مقنعة: الله يسلمج.......فجأة ياتني حرارة.....المهم نزلي ابي اشوفج انا تحت في سيارتي...

جلست على السرير بصدمة: شنوووووووو ؟.....تتكلم من جد؟

طارق ابتسم بخبث: لا تلومين قلبي عجزت انام قبل لا اشوفج....

ايلاف مسحت على شعرها نظرت لساعتها : لا طارق الوقت وايد متأخر.....شنزلني بهالبرد.......والحين السكارة مليانين في الشوارع...روح شقتك حتى انت خطر عليك...تطلع بهالوقت.....

طارق كح بتمثيل متقن: شسوي....بعد قلبي يابني لج...نزلي....امس طلعنا وردينا في وقت متأخر اكثر من جذيه ما صار شي.....كلها خمس دقايق......

ايلاف سكتت، ودّت لو تقول لا وتدعوه للصعود لشقتها ولكن شعرت بالخوف ومن سذاجة تفكيرها فنهضت وهي تقول: امري لله بنزل لك.....باي...

ثم توجهت لجاكيتها الأسود الطويل والواصل إلى ما تحت ركبتها ....ارتدته على بجامتها ...ثم سحبت مفتاح الشقة .....وخرجت

بينما هو ارسل رسالة لهم (استعدوا)

ونظر لباب العمارة ينتظر خروجها وبعد مرور دقيقتين أتت بجانب سيارته انزل جزء من النافذة: دشي عن البرد

فتحت الباب ثم دخلت قالت: أي....هذاك شفتني.....الحين برد الشقة...
طارق عندما رآها ستفتح الباب من جديد امسك بيدها ونظر لها بحب: والله انج قاسية .......تو ما ارتويت من شوفتج ....

ايلاف خجلت ونظرت للامام بشتات
استقّل طارق خجلها وقرّب كف يدها وقبل اطراف اصابعها حتى سرت رجفة حُب حقيقية لقلبها كادت تختنق بهذا الشعور الغريب سحبت يدها بتوتر
تشعر بتخبط مشاعرها ولا تريد أن تنصاغ وراؤها
لذا قالت : احم....طارق...بليز لا تسوي هالحركات...
طارق بهدوء: آسف....ما كان قصدي....بس...اقصد....

ايلاف بهدوء : اوك..بنزل....
فتحت باب السيارة وكانت ستتقدم خطوة للوراء لتغلق السيارة ولكن شعرت بيد أحدهم تُكمكم فمها وتوجّه السلاح على رأسها صرخت
بخوف قبل ان يضغط على فمها: طاااااااااااااااااااااااااااااااارق....
ولكن لم يعطيها مجالًا شدّ بيده الأخرى على بطنها ورفعها بعيدًا عن السيارة وصرخ هنا: إيييييييييييييييييلااااااااااااااااف...

خرج من السيارة ......ينظر لذعرها ولحركتها العشوائية للتخلّص من يديه تركل الهواء تحاول التفلّت من يده....تنظر له وينظر لها ويصرخ باسمها ....نظرت للرجل بعد ذلك يكمكم فمه ويضربه على مؤخرة رأسه وسحبه للسيارة السوداء التي تقترب منها......عضّت باطن يد الرجل بجهد جهيد ....وكاد يفلتها....لتركض..بعيدًا عنه ....ولكن سحبها .....وضربته في صدره بيدها ...كانت عنيفة وتقاوم بشكل كبير....اضطرّ في صفعها على وجهها بقوة كبيرة لينزف بعدها أنفها حتى بها تهاوت ما بين يديه....ادخلها في السيارة .....واغلق الباب

ثم انطلقت السيارة بعيدًا عن هذا المكان!
.................................................. .......

انتهى




JAN 06-27-2020 05:09 PM



البارت الثامن عشر


.
.
.


استيقظ بعد ضربتهم على رأسه وسقطت انظاره عليها

حقًّا لا يعرف كيف انقلبت الأمور إلى هذه الجديّة أخبرهم بأن يختطفوها دون أن يلحقوا بها الضرر والآن الحقوا بها الضرر كما هو الحقوه به...
صُعِق من منظر الدم النازف من أنفها وضعوها على (السِيت) كانت فاقدة لوعيها نظر للرجل
تحدث بالإنجليزية (مترجم): ماذا فعلت أيها الأحمق....ألم اخبرك بألا تُلحق بها الضرر.....
ثم استوعب ما فعله به: وكيف تجرؤ على ضربي هكذا هااا....

اقترب بخبث الرجل للأمام وحدّق في عينيه وهو يُردف(مترجم): اتظن أننا مجانين لكي نعمل معك مرةً أخرى ........انت لم تقم بدفع المال المستحق بعد وضع السم لمريضك في المشفى...

استوعب الأمر هُنا طارق وفهمه
صرخ(مترجم): ولكنه لم يمت......اتفقنا....اذا نجحت الخطّة .....ومات ....أُعطيك المال.....
تحدث الرجل بعد أن اراح جسده للوراء(مترجم): لا اخبرتك بإنني اريد نصف المبلغ.....
طارق بانفعال شديد أشار له(مترجم): كاااااااااااااذب...ايها المخادع لم نتفق على هذا الامر...
تحدث الرجل ببرود(مترجم): حسنًا الآن لا اريد المال....كل ما اريده هذه الفتاة
ثم غمز له بخبث ليكمل : وربع المبلغ...
صُعِق طارق....اضطرب قلبه...ومن غباؤه لم يجعل الحرس التابعين له بمتابعته في السير...
صرخ بكذب ولكي يُبعد تفكيره عنها(مترجم): هل جننت؟....هذه حبيبتي....
الرجل ببرود اردف(مترجم): اعلم ....ولأنك تريد أن تصبح الرجل الخارق لها .........فعلنا كما خططت .....ولكن انا سأفعل بكما ما يحلو لي.....الآن.....كما إنها جميلة ولن اتنازل عن قضاء ليلة واحدة معها ....وهذا الجزء يعتبر ربع المبلغ الساقط من المبلغ الكامل كلّه!

طارق انقضّ سريعًا عليه ولكن فجأة سقط في مكانه بعد أن صعقه بالعصا الصاعق ولم يترك لهُ مجالًا في التهجّم عليه ، ثم ابتسم الرجل بخبث واخذ ينظر لإيلاف المغمي عليها بنظرات خبيثة ومليئة بالحقارة والاشمئزاز......لمس خدها ومسح على شعرها همس (مترجم): ستكون ليلتنا مليئة بالحماس يا صغيرة!
.................................................. ..............
.
.
.
آلمها قلبها حاولت بشتّى الطرق ان تمحي هذه الذكرة التي قاست وتجرّعت منها اصنافًا وآلافًا من الأوجاع
رحلت الابتعاث مع اختها لم تكن بفكرة صائبة ولم يوافقوا أهلها على هذا الأمر إلا بشّق الانفس!
وما إن بدأت هذه الرحلة حتى التقت به، تحدّت نفسها في لفت نظره وكانت اختها تحذرها من هذا الامر إلى ان اوقعتهُ بشباكها ولكن بعدها .......أدركت الاختلافات كُثر ومن المستحيل أن يوافقوا أهلها عليه!

ولكن لم تيأس ......وبعد أن اعتنق الإسلام زادت ثقتها به ولكن لا تستطيع أن تنكر انه كان يتهرّب ما إن حدّثتُه عن امر الزوّاج
حتى انّ اختها حصة هنا تدخلت واخبرتها ان تنسحب من هذا الحُب السقيم فمن الواضح أنه يستمتع معها من اجل قضاء وقت فراغه فقط!

وصرّحت له بذلك وارادت الانسحاب وجنّ جنونه غابت عن ناظريه بما يُقارب الأسبوعين ولكن كان يُراقبها عن كُثب
طيلة هذين الأسبوعين دون ان تشعر
كانت تحاول جاهدة نسيان مشاعرها نحوه وتذهب لمكانها المنعزل عن النّاس امام البحر تبكي بحرقة .....تاركة اختها حصة تتشاغب عليها في شقتهما!
كانت تفرّغ طاقتها السلبية بوحدتها وانعزالها عن البشر
ولكن ما لم تُدركه انها كانت مُراقبة من قِبله
ورآها ذات يوم واقتحم نوبة البكاء
بقوله: ما راح تئدري تنسيني دلال

ارتعبت من صوته ونظرت للمكان بنظرة خاطفة لا يوجد احد سواه كيف علم أنها هنا
نهضت وهي تمسح دموعها: إلا اقدر

جورج ضحك بسخرية: هههههه فيكي تشرحي ليش عم تبكي ...غير انك مشتاقة إلي؟

شعرت بسذاجة حبها وبأنانيته: ما حليت بالاختبار زين

اقترب منها اكثر: وكل يوم ما بتحلّي اختبارك زين؟

فهمت انه كان يُراقبها ، خافت حقيقةً من تواجده ، ومن نظراته
اقتربت للامام: انا ماشية....
ولكن لم يمهلها امسكها وهو يقول بتحدي: إنتي إلي بتفهمي...
بكت هنا باضطراب مشاعرها: انت مينون؟.....قلت لك لو تبيني اخطبني......كيف تبيني.....وانت ما تبي تخطبني....

جورج بشرر تحدث: ما بئدر هلأ.....لكن .....انا إلك وأنتي إلي...ومشان اضمن هيدا الشي....راح كون مجبور على إني...
وسكت واتسعت حدقتا عينيها على الآخر نفضت يديها منه وهربت راكضة وتبعها ، وهنا كانت محطّة الكُره.....صرخت....بكت...استنجدت...ولكن تجردّت من كل مشاعر الحُب التي تكنّها له....تركها خاسرة كل شيء......ضربته .....وبختهُ....بصقت في وجهه....ثم ركبت سيارتها لتقودها للهاوية.....بكت وكأنها لم تبكي يومًا...عادت لأختها ترتجف...اخبرتها بما حصل...ولم تقصر حصة في توبيخها وضربها....وبعد مرور شهر من الاحداث علمت بحملها حدثته واخبرته لكي يتزوجا ولكن رفض وتركها في جنون افكارها


عاشت ايّام صعبة مما أجبرت حصة تعيشها معها لتؤازرها....لم يستطعا العودة للكويت في العِطل....بقيت أربعة شهور ....معها في أراضي الغُربة حصة تبكي لعدم قدرتها على الوصول للحل....ارادوا اسقاط الجنين ولكن خشيت حصة على دلال ودلال انهارت بخوف من هذه الفكرة.......لم تنسى ذلك اليوم

التي زارهما فيه والدهما كيف احتبس الدم في عروقها.....خبأت بطنها بمشد ساعدتها اختها على ارتداؤه والبستها ملابس فضفاضة لم يتوقعا قدومه إليهما
اطمئن على حالهما....وفاتحته بأمر الانتقال إلى ألمانيا لم يوافق على الامر ولكن خبأت هذا الامر بداخلها ستقنعه تمامًا كما اقنعتا بحجة الدراسة والمرض والمكوث في لندن مطولًّا
بعد مرور اشهر عدّة وافق واخبر حصة بان تسافر معها ولكن حصة رفضت بحجة ارتياحها في لندن
شعر أنّ ابنتيه متخاصمتين ولكن لم يحبذ ان يُطيل الأمور نقل دلال إلى افضل جامعات المانيا وترك حصة تكمل دراستها في لندن!
أما هي وضعت ابنتها ورمتها على جورج وسافرت إلى المانيا دون ان تنظر لِم وراؤها، وهنا جورج جنّ جنونه
لم يتوقع انها ستجرؤ على فعل هذا الامر ابدًا!

حدّث دلال إن لم تعود اختها إليه وتأخذ البنت لتربيتها
سيفضح امرها
فتحدثت حصة: ينيت انت ما تقدر تربيها شلون تربيها شنو تقول لأهلي....
جورج بانيهار: انا حياتي بخطر ما بدي شي يضر بنتي...الافضل تاخزوها تربوها عني....

حصة بخوف وقلق: هي سافرت تبني حياتها من جديد.....

جورج بتهديد: باحلفك لو ما نزلت على لندن ......راح احرق أهلكوم بهالخبرية....

حصة ببكاء: والله ما تقدر جورج ...اطلب شي ثاني....

جورج سكت ورمى قنبلته هنا: خلاص اخذيها ربيها...


وهنا حصة بدأت بالتنازلات دفع مال كبير وضخم لمشاري....للقدوم على امر خطبة حصة....وفعلًا هذا ما حصل مشاري ابن رجل الاعمال الكويتي الشهير ذات الصيت المشهور في الكويت لم يرفضه أبا حصة......وافق عليه....وكما اخبره جورج.....عليه أن يتعجلّا في امر الزواج .....وكان آنذاك عمر ايلاف أسبوعين!
وبعد مرور ثلاثة أسابيع على خطبتهما طلب مشاري من والديه بأن يكون زواجه بعد شهر ووافقا...
وتم الزواج

وشعرت حصة ببشاعة الامر عادت معه للندن لإكمال الدراسة .....ولإتمام بقيّة الخطة...بعد مرور شهر من زواجهما ...اعلنوا لهما خبر الحمل الكاذب وآنذاك وصل عمر إيلاف شهرين....قضت فترة الحمل الوهمي في الغربة ....وبعدها بقيت بما يُقارب الثلاث شهور من اجل ايلاف تعلقت حصة بايلاف ولكن كانت متيقنة هذه الكذبة لن تنطلي على والديها وفعلًا بعد عودتهما والدها ووالدتها شكّا بالأمر ولكن لم يتحدثا بأي شيء فهما مطمئنين انها تزوجت ولم يدعا لنفسهما للشكوك والظنون فرصة وإن حملت في فترة الخطوبة في الفترة التي تم عقد قرانهما فيها فالأمر حلال لا داعي لتوبيخها فما يهمهما الآن إلا سعادتها مع مشاري وابنتها فقط!

.
.
تعترف انها سببًا في ضياع حياة اختها حصة لإجبارها على التضحية ...بكت .....بخوف من افتضاح الحقيقة ...ومن العقوبة التي جاهدة حصة على ألا تطولها وتلمسها
تحسبت على جورج ثم نهضت عائدة لمنزلها!
.................................................. .................
.
.
كانت غارقة في إتمام الحجز نجحت في فعل هذا الامر ستكون طائرتها غدًا في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءًا
اخذت الآن تفكر كيف ستخرج من المنزل الأمر صعبًا ولكن يحتاج إلى مغامرة كبيرة.....كيف ستقنع ماكس بالخروج من الشقة دون ان يتبعها.....الأمر صعبًا للغاية ومخيف .....وشعرت بجديّته ولكن عليها الخروج من هذه القوقعة قبل أن تُخمّد لها أنفاسها ....ساهرت عينها الليالي ....بقيت تفكر ....كيف ستخرج من هذه الشقة لساعات طويلة......تذكرت إيلاف اتصلت عليها ولم تجيب فظنت انها نائمة....فسريعًا أرسلت وقت وصولها إليهم .....ثم اغمضت عينيها تحاول النوم ....ولم تستطع تشعر بالاضطراب والغثيان....لا تدري لِم هي خائفة.......
نظرت للساعة فراتها تُشير إلى الساعة الخامسة فجرًا حاولت أن تُغمض عينيها وتنام حتى لو لربع ساعة

واستطاعت ......ولكن استيقظت في تمام الساعة العاشرة صباحًا
شعرت بثقل في رأسها وطنين ......خرجت من الغرفة ...سقطت عيناها على مُراد المرمي على الكنبة...
لم ترى ماكس هل تناوبا في النوم هنا بالأمس
ولكن شدّت انتباها ابنتها الجالسة على الكنبة تنظر للأرجاء بملل
تقدمت لناحيتها
تحدثت بصعوبة لعدم تقبلها لها: سندرا...
رفعت رأسها
وانحنت نور لتصل إلى مستواها: جولي وينها؟
سندرا نطقت بصعوبة الاحرف: نايمة.....
نور وقفت على قدميها بتعجب: غريبة....
ثم نظرت لأمير: وين ماكس؟
سندرا بهدوء: He….
ثم تذكرت أنّ جولي وأمير ينهونها عن التحدث بالإنجليزية
فقالت بثقل: طلع مع اليكسا...

نور فهمت همست بينها وبين نفسها: وترك هذا ينام هنا بداله.....اففف

ثم توجهّت للمطبخ تشعر بالجوع لم تأكل شيئًا بالأمس....فتحت الثلاجة أخرجت بيضتين ....بدأت بخفقهما في المقلاة بعد ان اشعلت النار عليه
مُراد بدأ بالتملل من صوت نور وحركتها المزعجة في المطبخ فتح عينيه وكان سينهض ولكن بقي في مكانه يتسمّع عندما قالت نور
: تعالي سندرا.........

سندرا بأدب وهدوء نهضت ...متجهة للمطبخ...
تحدثت نور وهي تضع البيض في صحن وتأخذ الخبز .....ثم أخرجت من الثلاجة علبة زيتون...وجبن ووضعتهم على الطاولة

تحدثت: جوعانة؟
مُراد كان يستمع لكل هذا فالمطبخ على نظام البوفيه مفتوحًا على الصالة فمن السهل استراق السمع منه!

سندرا هزّت رأسها
فهمست نور: غريبة جولي نايمة لهالوقت!

لم تسمعها لا سندرا ولا امير

انحنت نور وكانت مضطرة في رفع ابنتها لتجلسها على الكرسي....اقتربت منها...شعرت بنبضات قلبها تزيد...اشتمت رائحتها واغمضت عينها بعد أن سرت رعشة لجسدها من هذا الشعور التي لم تستطع ان تصفه.....وضعتها على الكرسي سريعًا ثم جلست لتبتعد عنها
ناولتها الخبز ودون ان تنظر لها: أكلي...

ابتسم ......شعر أنها حقًّا تأثرّت بحديثه.......بقي على حاله لثلاث دقائق

نور نظرت لها لم تستطع ان تأكل لُقمة واحدة .....تنظر ليديها الصغيرتين....لعينيها ذات اللون المتغاير.....لشعرها الطويل.....الناعم والمنسدل على ظهرها بهدوء....ولأدبها في تناول الطعام....تحدثت متسائلة رغم انها تعرف الإجابة!
: كم عمرك...؟
سندرا نظرت لها وابتسمت نطقت الرقم بالإنجليزية: 6...
ابتسمت نور وهي تجاري نفسها من الانغماس في رغبتها بالبكاء
مضت ست سنوات على هذا الامر
رُحماك يا الله
ازدردت ريقها واخيرًا استطاعت ان تبتلع لُقمة واحدة ومراد يحاول ان يجد في نبرة صوتها أي حنان
: تروحي المدرسة....
سندرا بدأت تستجيب لنور تحدثت بحماس مع لغتها الركيكة قليلًا: أي......اتعلم ماث.....واللغة العربية....والساينسِس....


ابتسمت على مضض نور...ومّدت لها الزيتون لتأكل....وتوقفت عن الاكل واخذت تتأملها من جديد...هل هذه حقًّا ابنتها ؟ التي اخذت تحدثها ليالٍ طويلة تشتكي لها عن ألمها...وعن حزنها....احقًّا الآن هي في عمر السادسة؟.....شعرت بنغزات في قلبها.....اوجعها قلبها لارتداؤها للنظرات التي تميل للسماكة قليلًا....تحاول السيطرة على مشاعرها المتأججة
لذا نهضت وهي تقول برجفة صوتها: بجيب لي ولك حليب...

مُراد هنا شعر باختناقها في عبرتها، نهض واتجّه لهما رآها تفتح الثلاجة لتخرج علبة الحليب وسندرا تتناول اكلها بهدوء

تحدث: صباح الخير...
التفت هنا نور دون ان تجيبه....
مُراد نظر لوجه نور يُريد أن يلتمس شيئًا ....وكان محمرًا.....وعيناها مشتتين ....ثم نظر لأبنته اتى بالقرب منها وسحب كرسي للجلوس بجانبها

: نمتي زين؟

سندرا هزت رأسها برضا...وهي تبتسم...بخجل...
نور مدّت لها الحليب....
ثم جلست دون أن تنظر لمراد تحاول أن تتمم اكلها
ولكن لم تستطع تشعر بالاختناق....جلوسهم على طاولة الطعام هكذا ....كأنهم عائلة سعيدة .....اشعرها بالأسى....والغصّة.....نهضت

لتبتعد عن شعورها هذا .....ونهض معها مُراد وهو يقول لابنته: حبيبتي كملي اكلك وبعدين تعالي الصالة...
سندرا هزّت رأسها برضى.....

تبع نور التي همّت بالدخول لغرفتها ولكن قال: نور...
توقفت اغمضت عينيها تحاول ان تتنفس بهدوء وتسيطر على مشاعرها الغريبة
التفتت عليه ومحجر عينها كما اعتاد محمر بلا دموع
هل توقفت عينيها عن افراز الدموع ما هذا العذاب؟
تقدم لناحيتها: امير بحاجة لج....
نور كانت ستتحدث ولكن قال: لازم تزورينه وتكلمينه......راح يحس فيج.......انتي اقرب وحده منه....اقرب من ماكس ومني.....لازم تروحين تزورينه.....
سكتت، فكرت سريعًا بالأمر....ثم اردفت: متى؟

فهم انها موافقة على الامر ابتسم: الساعة سبع باليل

ابتهجت اساريرها هنا تستطيع الهروب....دون ان يلحظ احدهم ذلك هزت رأسها بالموافقة ثم دخلت الغرفة

همس امير: تحاولين تتغيرين يا نور....وحنا بنساعدج.....
ثم عاد لابنته

اما هي شعور غريب يواردها ما إن نظرت لسندرا وشاركتها اطراف الحديث البسيط شعرت بوخزات......واصبحت... خائفة ......تريدها ولا تريدها....يحزنها وضعها.....ويقشر جسدها من حقيقة الامر....نظرت لساعتها تريد أن يمضي الوقت قبل أن يحدث شيء يجعلها تتراجع عن هذا التفكير...وتخضع لمشاعر كثيرة تواردها الآن....
.................................................. ...........
.
.
.

علمت انها لا تُعاني من هذا المرض، واخبرتها بأنها تحمل في بطنها إما طفلًا أو طفلة
لم تستطع النوم.......قضت ليليتها في التفكير....والخوف أخذ يطرق رأسها بشدة .....تارة تمسح على بطنها بلطف وتارة أخرى تشد بيدها بقوة عليه وكأنها تريد أن تقتلع منه هذا الجنين!

بكت بعد خروج قصي...وأتاحت لنفسها الفرصة في بعثرت اشياءها على الأرض بلا حدود انهارت......يُصعب عليها امر قبول هذا الحمل ...يصعب وكثيرًا ...لم تهدأ ولم تتعب من إحداث الفوضى في الشقة... ...هدأت من نوبة البكاء والانهيار على صوت آذان الفجر....استغفرت .....وهللت ...وسحبت نفسها للخلاء لتتهيأ للوضوء ومن ثم للصلاة ....

صلت ورمت نفسها على السجادة تبكي....إلى أن غفت.....
...........................................


بينما قصي اخبره والده بتفهمه للموضوع، وبخطته ولكن صدمه بتوبيخه على امر هو يكرره دائمًا تساءل لِم هو نادمًا على ما فعله بها تساءل ماذا فعل؟
لم يستطع ان يأخذ منه إجابة واحدة ، فتركه
.
.
والآن بعد تناول الغداء سيفتح الأمر امامهم جميعًا ليمكّن ابيه من أن يسانده للشروع في الخطة

تحمحم وهو يضع كوب الشاي على الطاولة التي امامهم: يمه.....ابي اقولك شي....
التفت انظار اخوانه عليه بينما ابيه ابتسم وكأنه يشجعه

تحدثت ام سيف: خير اللهم اجعله خير....

قصي بهدوء : انا نويت ازوّج....
ام سيف وكأن احدًا صفعها على وجهها: جد ولا تمزح....

عزام انصدم كذلك جسار اما سيف ابتسم على ردت فعل والدته

بو سيف انتظر إلى الآن لا يريد أن يبدي رأيه

قصي : والله يمه شفيك مو مصدقة.....
ام سيف ابتسمت: ما بغيت......ما صدقت لأنك انت وهالثنائي غسلت يدي منكم....من فكرة استقراركم....

عزام ضحك: هههههههههههه افا يمه....
جسار لكز قصي الجالس على يمينه: وش غيّر رأيك هااا....
ام سيف تدخلت: بعدوا عنه ولا تسالون ولا تغيرون رايه.....وانت ابشر بسعدك والله لا اخطب لك زينة البنات...

سيف ما زال ينظر لهم بصمت

تدخل بو سيف بهدوء: هالمرة انا اللي بخطب لقصي...
التفتت عليه ام سيف: تعرف احد معيّن....

عزام همس لقصي: شسالفة؟

قصي همس له: تعرف بعدين...
لكز جسار قصي من جديد لينتبه على نظرات سيف ووالدته

بو سيف بهدوء: اعرف واحد ينقال له بو محمد السامي عنده بنت اخوه يتيمة الاب والام......ما سمعت عنهم إلا كل خير ...وتبين الصدق بيني وبينه معرفة ...بس انقطعت لم رحنا الشرقية.....والحين دام ولدك نوى يزوّج....جا ببالي.....

جسّار همس هنا: اللي يقصدها ابوي نفسها اللي ماخذها

هز رأسها سريعًا
جسّار لكزه من جديد: والله انك داهية كيف قنعته

سيف بشك: وش تتساسرون فيه...

ام سيف التفتت عليهم بطريقة جعلت عزام يضحك: هههههههههههههه والله ما غيرنا رايه....

ام سيف بتهديد: والله إن قال ما يبي يعرس ......لا إني...
قصي قاطعها: لا يمه.....ما يقدرون يغيرون رايي.....

سيف ابتسم: واضح انك متشجع هالمرة....

قصي ابتسم له: بقوة...

جسّار ارتشف القليل من كوبه: الله يرزقنا...مثل ما ارزقك يا خوي...

عزام رفع يده: آمين...
بو سيف ضحك بخفة: هههههههه ورا ما تخلوني اخطب لكم انتوا الاثنين بعد....

عزام وجسار بنفس النبرة: اعوذ الله

ام سيف بعدم رضا من ردّت فعلهما: منكم.... والله مهبّل كبرتوا ما عدتوا صغار....متى مقررين تزوجون ان شاء الله

جسار بهروب تكتيكي: خلكم مشغولين بقَصقَص الحين...
قصي ضربه على فخذه: وش قصقص بعد انت.....

جسار مسح على فخذه: يا ثور....وش هاليد....هذا جزاتي ادلعك.....

سيف نظر لوالده: إلا يبه.......هو ما عنده بنات....

بو سيف نظر لسيف: من تقصد....
سيف بهدوء: هاللي تبي تخطب بنت اخوه....

عزام بتدخل سريع: ليش تسأل...
جسار باندفاع: يمكن يبي يزوج على الجازي

ام سيف استشاطت غيظًا: فال الله ولا فالك.....وش هالكلام الفاضي

سيف ضحك بخفة: ههههههه اتركيهم عنك يمه....
ثم نظر لأبيه ينتظر الإجابة
إلى ان قال: لا وانا ابوك الله رزقه بخمس أولاد......مارزقه ببنات عشان كذا قلت بخطب بنت اخوه.....

ام سيف بجدية: طيب يا بو سيف.....دام تعرفهم ....خلاص نضرب الحديد وهو حامي....ونقول باسم الله.....ونخطب بنتهم....

بو سيف ارتاح جزئيًا: بالاول بعطيك رقم بيتهم كلمي زوجة عمها......

ام سيف بتفهم : طيب.....
قصي نهض هنا يريد ان يهاتف زوجته ويخبرها بكل شي: عن اذنكم...
جسار بدأ بالتصفير والتصفيق بطريقة مضحكة: اووووووووووووووووف استحت قّصٌّص...

عزام بدأ يحاول ان يزغرط: كلللللللللللللللللللللللللللللاش.....

ام سيف : الحمد لله والشكر بس....

سيف ضحك بينما بو سيف تحدث: اعقلوا عن اخوكم

قصي التفت عليهم قائلًا: ثواني وراجع اقتّص منكم يا كـ.....
جسّار : ننتظرك حبيبي....

سيف نهض هنا: عن اذنكم.....
ام سيف بهدوء ولكي تحرجه قال: متى راح ترجّع الجازي

هنا أبا سيف نظر لأبنه
بينما عزام نظر لوالدته
وجسار نظر لوجه أخيه
سيف يحاول أن يكون هادئًا: متى ما أراد ربي....عن اذنكم

فشلت من ان تشد أبا سيف للأمر لتجعله يتدخل في أمر ابنه
ولكن سيف هرب سريعًا من دهاء والدته!

فقالت: استغفر الله
بو سيف بجدية: اتركيه......خليه يحل مشاكله بنفسه

ام سيف بعصبية: انت راضي على اللي يصير؟.....البنت من راحت بيت أهلها تقريبا اخذت شهر كامل......
جسار انسحب من هذه الجلسة وتبعه أخيه عزام

بو سيف : مو راضي بس ما ابي اتدخل...إلا لم يتلزّم علي الامر اني ادخل.....تدخلت....
ام سيف بنرفزة نهضت: بتدّخل لطلقها مثلًا....

بو سيف تمتم بالاستغفار: علامك نجلا شبيتي؟
ام سيف بجدية: ولدك قاهرني....

بو سيف: اتركيه يحل مشاكله بنفسه.....وصدقيني لو زاد الامر سوء تدخلت
ام سيف لم تجيب عليه وجلست تنظر للفراغ وهو يستغفر
تنهدت ثم هزّت رأسها برضا
.....................................
أما قصي دخل الغرفة اتصل عليها عدّت اتصالات لم تُجيبه
قلق عليها ولكن ظن أنها نائمة
وفجأة انفتح الباب
دخل كلًّا من عزام وجسّار حدقوا إليه
وحدقّ بهما
جسّار بهدوء: كيف قنعت ابوي....؟
قصي جلس على طرف سريره باله مشغول بمُهره

: ما اقتنع بسهولة.....من كلمته صار لي حوالي فوق الأسبوع ....بس بعدها طلب مني رقم عمها ....راح وتفاهم معه....
عزام بجدية: الحمد لله الأمور عدّت على كذا..........الله يتمم اموركم على خير....

قصي ابتسم له: آمين وعقبالكم....
ثم اردفت بتردد: عندي لكم ترا خبر هو مفرح بالنسبة لي.....ويمكن هالخبر هو اللي شجّع ابوي بأنه يبادر يكلم عم زوجتي...
جسّار نظر لتوأمه
فتحدث عزام: وش هو؟
قصي بهدوء: زوجتي حامل....
انصدموا ولكن بعدها تحدث جسّار: مبروك.......
عزام : عشان كذا ابوي اندفع بالسالفة....
قصي نهض وهو يقول: اهم شي حاليا اقتنع....واتمنى تمشي بقيّة الأمور بهدوء......

جسّار طبطب على كتفه: ان شاء الله ...لا تحاتي دام ابوي ماسك الموضوع ارتاح

قصي بجدية: الحين عن اذنكم ابي اروح اطمن عليها.....اتصل وما ترد....بروح اشوف....شسالفة...

عزام التمس نبرة القلق تحدث: موصاير شي ...تلقى جوالها بعيد عنها....
قصي مسح على رأسه وهزّه بتفهم
جسّار بتحذير: لا تسرع وانت تسوق...
قصي فتح الباب ثم خرج....

عزام بهدوء: والله فرحت له.......رغم إني كنت خايف يظلم هالبنت....
جسّار ابتسم: والله طلع مو هيّن ....قدر يقنع ابوي......والبنت اقدرت تأخذ قلبه...
عزام : الله يتمم عليه فرحته...
جسار بهدوء: آمين
.................................................. ..............
.
.
.

لم يستطع عبد الكريم التوصّل لأي معلومة عن أمير....بات الأمر معقدًا ومن يسألهم جدًّا متحفظون وربما خشوا منه
تسائلوا لِم تبحث عنه وبدأ بالتحجج بالعمل ....ومن هذه الأمور البسيطة ولكن لم يقتنعوا اخبر أبا سلطان بذلك وابا سلطان أوصل الأمر إلى صاحبه.....وضجّ فؤاد يوسف بالقلق ....بالحيرة.....بالتردد في الانسحاب خجلًا من أن يُثقل على صاحبه......لا يدري ماذا يفعل حقًّا.....بات الأمر يأخذ جلّ تفكيره .......خائف....خائف جدًا من انه ظلمها واضاعها بجنون قراره!
...............

بينما تلك الأخرى كانت في غرفتها ذاكرت مادتها اتصلت عليه اشتاقت لصوته ولكن لم يُجيبها....ظنّت أنه مشغول في مذاكرته
فهمست: شيخة بلا جنون تلقينه يذاكر....مستحيل بشوف رقمي وطنشه
تأففت ثم عادت تقرأ الملخصات للمادة!
.................................................. ..........
.
.
.
كانت تنظر إليه وهو يفحص بيديه ورجليه بعشوائية
يُناغيها وتناغيه......تشعر أنها ظلمته في اقحامه في خلافها مع ابيه
وملّت من الأمر حقيقةً، إلى الآن لم تفهم لماذا جلبه سيف
لها ولكن لم يهمها....حقيقةً هي تُريد عبد لله باقيًا في حضنها ولكن لا تريد والده
وضعته في حضنها بعد ان حضنته واشتمّت رائحته قبلته بلطف
ثم بدأت بإرضاعه!
نوف ما زالت لا تحدثها ، ملتزمة بالصمت ...تأكل معهم وتشرب....وتمضي بقية وقتها في المذاكرة وفي غرفتها
حاولت أن تحدثها ولكن نوف ربما نفسيتها مُتعبة من ضغط الاختبارات فهي غير متاحة للحديث ابدًا
وخضعت لرغبتها وابتعدت عنها هي الأخرى!
.
.
.
.

خوف ، شعور غريب ....تشعر روحها نُزعت وعادت إلى جسدها من جديد
جسدها يتصبب عرقًا.....الرؤية مشوّشة لديها....طنين ....مزعج يضجّ في آذانيها ليؤلم رأسها....حاولت ان ترفع يديها لتمسك وتشد على رأسها ولكن .....
نظرت لهما مكبلتين على يدي الكرسي.....قوّست حاجبيها وبللت شفتيها؟
ماذا حدث؟
اغمضت عينيها من جديد تريد أن تتخلّص من هذا التشوّش...والألم....
ثم فتحت عيناها.....فسقطت عليه

كان مكبّل اليدين كطريقة تكبيل يديها .....رجليه ملصقتين برجلي الكرسي ومربوطتين كما هو حالها....
كانت عيناه مُرتكزة عليها وكأنه ينتظر إفاقتها .......نظرت له بتساؤل .....وردّ عليها بنظرات القلق مما يحدث حولهما.....
دارت عيناها لأرجاء الغرفة
فلم ترى سوى جُدران متصدعّة .....وكومة أكياس مركونة في أركانها.......ونافذة عريضة ....ومفتوحة ليدخل الهواء البارد.....ليقرص جسدهما بعنف!........استوعبت الامر

اخذ صدرها يرتفع ويهبط بشكل مؤلم.....شعرت بألم خدها المصفوع....وكذلك انفها....جفّت الدماء على طرف شفتها وبداية منخرها!.......تحدثت
بذعر: طاررررررررق....شنو قاعد يصير.....طارق؟....

لم يُجيبها يشعر بالحيرة.....بالخوف...بالشتات....كان من المفروض أن يشعر بالانتصار حتى لو انقلبت عليه الأمور حالها الآن كان من المفروض أن يُرضيه ولكن لا
هو يريد أن ينتقم دون أن يفعل......بها ما فعله إدوارد!
صرخت وعينيها مغرقتين بالدموع وهي تنظر للجاكيت المرمي على الأرض
كانت ببجامتها فقط ....والتي كانت عبارة عن (كت) بلون الأبيض والمرقّط باللون الزهري.....شعرت بالبرد والخوف
ارتعش جسدها......

بكت بصوت ودموع : طاررررررق الله يخليك تحجّى شنو قاعد يصير؟

طارق بشبوح نبرته اشاح بنظره عنها: خطفونا...

باندفاع قالت: منو؟
انفتح الباب هنا ونفس الرجل الذي تحدث معه
نظر إليها بخبث وهو يقول(مترجم): اوه ...صغيريتي استفاقت من اغماؤها....
ثم اقترب منها وانكمشت ايلاف على الكرسي وانشدّت خلايا جسدها للوراء
لمس خدها ولكن التفت للجهة المخالفة لتبتعد عنه

تحدث طارق بجدية(مترجم): إدوارد.....سادفع المبلغ كاملًا ولكن عليك ان تطلق صراحنا نحن الاثنين....
إدوارد بتلاعب دار حول كرسي ايلاف التي ترتعش وتلاحقه بنظرات القلق من خبث أفكار

بكت بدموع .......وبضعف!
مسح على شعرها ثم بعدها اصبح خلف كرسيها وانحنى ليقرّب خده الأيمن بخدها الايسر تحدث وهو ينظر لطارق
وكأنه يُريد أن يقهره بفعلته هذه
فهو يظن طارق وايلاف حبيبين حقيقين!
(مترجم): لا استطيع التفريط بها!
فهمت جملته وانحبس الهواء في رئتيها دون أن تزفره
ارتجفت شفتيها حاولت ان تبتعد ولكن فاجأها بعدما شدّ على اكتافها ليحتضنها من الخلف ويهمس في اذنها
(مترجم): لم أرى فتاة بهذا الجمال المثالي ابدًا......

طارق رحم حالها ، دموعها لم تتوقف شحب وجهها ما إن اقترب منها.....يريد أن ينتقم ولكن دون ان يقترب منها ويسلبها شرفها! لم يخطط على سلب شرفها ابدًا
كان يريد أن يؤذيها نفسيًا.....لا جسديًا يريد تخويفها وتشكيكها في امر مشاري وحصة فقط
ولكن وقع في خطأ فادح فالقتلة النقاش معهم عقيم
والتحايل عليهم امر صعب
كانت تنظر إليه تترجاه بنظراتها تحاول ان تبتعد ولكن كلما حاولت قرّبها إليه لتشد بقبضة يدها على الكرسي وتحاول التفلّت ولكن بلا جدوى

طارق بعصبية(مترجم): إدوارد........لن أوافق على ما طلبتني به......الفتيات كُثر...اذهب واستمتع بوقتك مع أي فتات غيرها....
إدوارد اشتمّ رائحة شعرها بطريقة اثارة اشمئزازها
يريد أن يؤلم طارق ولكن لا يعرف بهذه التصرفات يؤلم قلبها هي بدأت تقاوم حركاته المستفزة بجنون واخذت تكرر بالعربية
: ططاااااااااااااارق قولي يوخّر عني.....وخّر عني....وخّر عني.....

إدوارد عندما بدأت بالتلفت يمينًا ويسارًا كالمجنونة ...لتبعد يديه عنها .......حكّمها بيده التي امسكت بذقنها ونظر لعينيها......بحده
متحدثًا(مترجم): لا تُثيري جنوني.....
ايلاف بكت بخوف وبرجاء اردفت(مترجم): ابتعدني عني
صرخ طارق: إدواررررررررررررررررد.......اقسم رجالي لن يمرروا ما تفعله الآن على خير....
إدوارد اخذ يدَندَن ليستفز طارق....ويقترب من وجه ايلاف التي بدأت بحركاتها العشوائية حتى أنها كادت تسقط بالكرسي للوراء ولكن ثبتها بيده ليجعلها ثابتة.....في مكانها
مسح على شعرها وبهمس(مترجم): دعينا نستمتع هذه الليلة...

صرخت باكية وبذعر: طاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارقققققق قققققققق...

طارق لأوّل مرة يرى ضعف ايلاف...ولي اوّل مرة يعرف انها تثق به لدرجة تستنجد به في شدتها الآن....تريد منه ان يحميها وهو الذي اوصلها لهذا الحال...تريد منه ان يُصبح أمانًا....وهو الذي اثار الحروب من حولها....لتصبح عالقة ما بين يدين هذا المتوحش....هو على يقين ....إدوارد لن يتركهما قبل أن يأخذ ما يريده منها ويدفع له المبلغ كاملًاّ!

تحدث(مترجم): إدوارد......اتركها......
وبتردد(مترجم): ارجوك.....دعها...تذهب.....ودعنا نتفاهم بشكل سوِ دون أن نُدخل الغير في هذه المسألة....
إدوارد ترك هُنا إيلاف.....ونظر لطارق وهو يقترب إليه(مترجم): ألي هذه الدرجة تُحبها؟
ثم اردفت بسخرية(مترجم): ليلة واحدة لن تضر.....عليك ان تقبل بهذا......وإلا قتلتكما انتما الاثنان...ها ما رأيك...؟

ايلاف هزت رأسها بجنون...تموت ولا يأخذ شرفها .......صرخت : أأأأأأأأأأأأأأأاجل موافقة موافقة...
طارق حدّق بها بجنون لا
هو غير مستعد للموت!
اقترب منها مرةً أخرى إدوارد وندمت على التحدث
اقترب من وجهها وهمس (مترجم): بعدُكِ صغيرة لم تري الحياة


فهم طارق أنّ تهديد شكلي ومن خلاله يُريد فقط تخويف قلبه.....ولكن عندما رأى جديّة ايلاف....بدأ بالتحايل بطريقة أخرى

تحدثت ايلاف بجنون وهي تبكي وتصرخ وتشهق في آن واحد: انا لا اريدك ان تقترب مني هل فهمت......ابتعد ...ابتعد....
إدوارد نظر لطارق وبنبرة بريئة تُدعي للسخرية(مترجم): هل رأيت.......لا تريد خيانتك....كم هي وفيّة هذه الفتاة لوحش مثلك!

طارق ......كان يتمنّى ان يتعقبوه حرسه......يتمنى لو يطلِّعوا على موقعه ولكن ......الأمر مستحيل...هو طلب منهم بألا يفعلوا ذلك...ظنّ الأمر لن يؤول إلى كل هذه الصعاب
انهيار ايلاف أمام ناظريه آلمه....لن ينكر.....لأوّل مرة يراها تبكي هكذا وتتحرك على الكرسي بعشوائية للتحرر بجنون.....تكرر استنجاداتها باسمه.....كانت تشهق ما بين دمعة وأخرى ...وما بين صرخة.......وغصة......
ولكن فوجع عندما اقترب إدوارد منها وانحنى ليقترب منها....فاجآها وفاجأه عندما قام بتمزيق بجامتها من الطرّف العلوي
صرخت .......بشكل يقشعر له الابدان......وضجّ صدى صوتها في أرجاء المكان كله

بدأت تتحرك بعشوائية اكثر ......وتشد على قبضة يدها على الكرسي.....مع محاولاته في رفع رجليها وتحريرهما من الرّباط...

.
.
شعورها لا يوصف.....اضطربت وشعرت بعجزها تريد التحرر ليس فقط من هذه القيود لا ...بل التحرر من هذا الجسد .....والاختفاء في ظلام الأموات......
ترجتهُ.....صرخت في وجهه.......خائفة من ان يفعل اكثر من هكذا....تحت انظار طارق المذهول ......

طارق استوعب جديّة إدوارد صرخ واخذ يهز الكرسي للأمام وكأنه يُريد أن يتقدم إليه
صرخ (مترجم): إدوارد توقف....أعدك ان اعطيك اضعاف المبلغ.....ارجوك.....ابتعد عنها....إدواررررررررررررررررررد......ارجوووووووووو ك ابتعد.......

ابتسم بخبث ابتعد عنها بعد أن ترك عليها اثارًا تُثير اشمئزازها.......تشعر بحرارة قبلاته الكريه حتى بعد ان ابتعد.....ارتخى فجأة جسدها على الكرسي....واغشي عليها........وطأطأت برأسها للأمام ليتدلّى بهدوء....
بلل ادوارد شفتيه وتحدث (مترجم): ماذا قلت؟

طارق نظر لبعثرت شعرها.....وللآثار ......شفتها السفلية تنزف.....دموعها عالقة على اهداب عينيها ...والكثير منها منساب على وجهها المشحون بالحمرة......ملابسها أصبحت تفضح اكثر مما تستر من الطرف العلوي!........حقيقةً استشاط غيضًا من فعلت إدوارد....شدّ على قبضة يده ....

تحدث شادًا على اسنانه(مترجم): قلت سأعطيك ضعف المبلغ........

إدوارد اخيرًا اردف(مترجم): موافق......

ثم نظر إليها(مترجم): رغم إنني لم آخذ كفايتي بعد....
طارق شدّ على قبضة يده بكره العميق لهُ
إدوارد اخرج من جيبه دفتر الشيكات
حرر يدين طارق وهو يهدده: المكان محاصر لا تحاول....ان تتهجم علي....هناك
ثم أشار للنافذة : قنّاص ماهر ينتظر فقط إشارة غضب منك!

طارق فهم القصة.....خدعه ....بأمر رغبته في ايلاف.....والضغط عليه في دفع المال....كم هو خبيث ومحتال....ولكن لن يسمح له في الحاق الضرر بها اكثر من هكذا
ايلاف لن تتعدّى مرحلة هذا التحرش بسلام....
هزّ رأسه برضا
ثم قال(مترجم): قبل أن اكتب لك المبلغ وأوقع عليه......دعني احرر ايلاف.....واخرج بها للخارج وبعدها افعل ما تريد....
إدوارد بهدوء(مترجم): حسنًا
طارق سحب الجاكيت الخاص بها من على الأرض.....
ثم تقدم ليحرر يديها ومن ثم رجليها.....القى على جسدها الجاكيت ثم حملها....
ونزلا بها إلى الدور الأرضي...كانت خفيفة....شكّ انّ روحها فارقت الحياة......رأسها اصبح متدليًا للخلف...ورجلاها متدليتان للأمام......اضطرب....وشدّ على جسدها وكأنه يحميها من انظار الرجال الخاصّين بإدوارد
وصل لحديقة المنزل المظلم هذا......اجبره ادوارد على ان يضعها على العشب ليتمكن من كتابة المبلغ
وفعل طارق مجبرًا
سحب القلم والدفتر بيدين شبه مرتجفتين
انهى الامر بالتوقيع
ثم انحنى وحملها ...واتجه بمشيه للشارع
تحدث ادوارد بتحذير: be carful when you enter to the deep web ……and … you should not do it again
فهم الرسالة وسرّع بخطواته للخروج من هذا المكان المخيف....التعامل في هذه الشبكة يُعد من الجنون....رغم أنه يُدرك هذا الامر إلا انه خاطر بحياته ....من اجل الانتقام.......ها هو الآن دفع ثمن دخوله في هذا الظلام....ولكن هو لم يدفعه بشكل مباشر.....خسر مبلغ مادي كبير...ولكن بمقابل ما ستخسره ايلاف هيّن.....
وصل للشارع ثبّت ايلاف على رجليه بعد أن جلس على الرصيف ...ضرب خديها يُريد إجابةً منها .....ولكن لم ....تُبدي أي حركة؟

تحدث بانانية وخوف: ايلاف .....لا تموتين....باقي ما انتهى انتقامي....باقي....ما عرفتي جورج انه ابوج....وحصة خالتج.....باقي...ايلاف ....قعدي

هل هذا الحديث ....نابع من الخوف....او نابع من انانيته....ولكن حاله هو الذي يفسر ما يُعنيه...كانت يديه ورجليه ترتعشان بشكل ملحوظ شفتيه مخطوف لونهما ووجهه اصبح شاحبًا ومخيفًا......عيناه باتت مشتتة

وضع اصبع يديه على رقبتها....تحسس النبض
وزفر زفير الراحة لبقاؤها على قيد الحياة ، هاتفه في السيارة ليست بحوزته ماذا يفعل؟ ....عليه ان ينهض ويوقف سيارة اجرة ....وإلا سيموتان من البرد
حاول أن يتحكم برعشاته ووقف على رجليه الضعيفتان ...شد على جسد ايلاف.....ومشى على الرصيف .....محاولًا إيقاف أي سيارة لتوصلهما إلى شقته!

بقي بما يُقارب الربع ساعة يمشي بلا هوادة ويُشير للناس طالبًا منهم الوقوف
ايلاف بدأت بمحاولاتها في فتح عيناها ولكن تشعر بالبرد فجأة والخوف في آن واحد.....تريد أن تحرك جسدها ولكن تشعر انه مقيّد
بدأت تهلوس وهي مغمضة لعيناها.....وترتجف شفتيها: طاااارق....تتتتتتـ...

طارق نظر لوجهها الشاحب همس: ايلاف.......
زادت رجفتيها ما بين يديه وجبينها يتصبب عرقًا
فشدّ عليها وسرّع من مشيه
وهو يقول: ايلاف ...كل شي انتهى......انتي بأمان....ايلاف تسمعيني...
لا يسمع سوى صوت استكاك اسنانها العلوية بالسفلية وتهذي باسمه ...وجسدها يرتجف بشدّة

اخيرًا ركض للشارع الأخير يشعر طاقته نفذت
يديه مشدودتان ورجليه ايضًا
أشار لسيارة مارة بمحاذاتهما واخيرًا توقفت
ركب بصعوبة وبنفس متسارع أعطاه العنوان
ومسح على خدها وجبينها وهو يردف: اييييييييييييلاف.......

ايلاف بهذيان ونفس متسارع: ططططططا.....رق
.
.
لم يستطع تجاوز تلك الليلة، حقيقةً لم يستطع النّوم
كاد ان يفقد نفسه وكاد أن يُفقدها شرفها بحقده!
شعر بحقارته لوهلةٍ لم يستطع تجاوز فيها هذا الشعور
لم يستطع تجاوز منظر صراخها واستنجادها به
وقُرب إدوارد منها تخيّل ماذا لو اخته أصبحت مكانها ماذا حدث؟!
راقبها طيلة الليل بعد أن وصلا سالمين إلى الشقة.......كانت حرارتها مرتفعة......تتصبب عرقًا وتّهذي ....
وضع لها كمادات لعلّ تُخفّض من حرارتها......البسها قميص من قمصانه على بجامتها الممزقة ليُغطيها به

كانت في حالة استنفار ....صحت في تمام الساعة الرابعة والنصف فجرًا أحدثت فوضى عارمة ....بهلوسة الخوف.....كانت تظن طارق نفسه إدوارد حاول تهدأتها....وحاول ان يفهمّها لم يحدث لها شيء ولكن لم تهدأ فاضطر في اجبارها على تناول قرص من اقراصه المهدأَ التي اعتاد على أخذها لجلب النوم له!
وبعدها هدأت ونامت ...وهو بقي ينظر لها ....ويتذكر امر تعاقده مع الكثير من أمثال إدوارد....
نظر لساعة الحائط
وكانت تُشير إلى الساعة الثاني عشر ظهرًا!
تنهّد بضيق وخرج من الغرفة!
........................................

موعد طائرتها في تمام الساعة الثامنة والنصف
والآن الساعة السابعة .....ستذهب لرؤية امير كما انها ستهرب من المستشفى للمطار دون أن يلحظوا....
لبست ملابسها على عجل وضعت جوازها والبطاقة المصرفية وكذلك الشخصية في حقيبتها اليدوية
والقت في هذه الحقيبة الواسعة قبعة صوفية وشال
ثم اغلقت الحقيبة ....رفعت شعرها لتجعله يتدّلى بعد ان رفعته وربطته للأعلى...
نظرت لوجهها ....ستفعلها.....وستنجح في هروبها
لم تأخذ معها أية ملابس لا تريد أن تُثير الشبهات من حولها
سحبت الجاكيت ارتدته ثم سحبت الحقيبة وخرجت
نظرت لماكس المتفائل لهذا التغيير ولم يخفيها شكره لمُراد على ما فعله في مساعدته لحماية أمير وعلى إحداث التغيير لنفسيتها
وجولي تبتسم لها خاصة بعد ان قالت لها سندرا أنها احبّت نور وكم كانت لطيفة معها في الصباح
واليكسا كانت فخورة جدًّا انا استطاعت معالجتها لترى نتيجة بسيطة الآن
أما مُراد كان متهيّأ ببدلته الرسمية للخروج للمستشفى معها
تحدثت كعادتها: يلا.....نمشي....
مُراد هز رأسه برضا اما هي خرجت قبل أن يخرج
فقال مُراد: ما راح نتأخر
ماكس بهدوء: اوك....انتبه لنور...
مُراد نظر لأبنته ابتسم لها وبادلته الابتسامة ثم خرج....
ورآها تنتظره.....بعقلها الشارد في كيفية الهروب
أشار لسيارته وركبت دون أن تنطق حرفًا واحدًا
وطيلة الطريق....كانت تنظر للشوارع
قلبها يُرفرف بنبضاته ....وصورة سندرا في هذا الصباح لم تفارق رأسها
حرّكت رأسها بعشوائية وكأنها تُزيح من امام عينيها صورة تلك الطفلة ذات الوجه الملائكي البريء
تحدث مُراد: نور...
نور سكتت وما زالت تحدّق للشوارع
مُراد بجدية: عارف اللي سويته بيج مو سهل.....وآني كنت مجبور عليه...بس صدقيني آني هواية ندمان...
لم تُبدي بأي ردت فعل
لا يهمها الآن سوى الهروب منهم جميعًا!
فاجآها بعد أن مدّ لها ورقة
: هذي ورقة طلاقج .....خذي هالنسخة.....

لا تدري هل ستحتاج إلى هذه الورقة يومًا لإثبات الحقائق للغير أم لا...
لم تُطيل التفكير سحبت الورقة وخبأتها في حقيبتها

مُراد تضايق من صمتها ولكن سكت فهم انها لا تريد أن تتفاعل مع الماضي ولا تريد منه ان يستلطفها
بحديثه!
وصلا المستشفى ...نزلت وهي تسحب هواء عميق لداخل رئتيها ليس الآن .....ليس الآن
هكذا كانت تفكر
عليها اولّا أن ترى امير ....حقيقةً تريد رؤيته!
أشار لها مُراد من أي جهة سيذهبان
وصلا لقسم العناية المركزة.....
اشارت إحدى الممرضات لغرفة ....ليبدآ بالتعقيم البساها اللبس الخاص .....وناولوها الكمامة ولكن لم تضعها على انفها!
كانت ستأخذ الممرضة حقيبتها ولكن قالت
بجمود(مترجم): احتاجها....
سكتت الممرضة ووجهتها لغرفة أمير
شعور ملخبط.......أمير ساعد في دراستها ...في الاستمرار في العيش...في تجاوز....الكثير ولكن لم تتقبله.....كان وجوده بجانب والدتها يُشعرها بالمغص...والكره....
كان صعبًا عليها أن ترى والدتها تُغدق عليه بالكثير من كلمات الحُب والاحتضان والقُبل .....كرهت والدتها آنذاك وبدأت تتذكر كيف كانت تتعامل بجمود مع يوسف الاناني....
لم تستطع قبوله في حياة والدتها وحياتها
أبدًا!
.....

انفتح الباب....خرجت الممرضة بعد ان حددت الوقت المتاح لها بالبقاء هُنا
ومُراد بقي في الخارج ينتظرها

سقطت انظارها عليه.......تغيّر....وكثيرًا...وجهه مصفر....وشفتيه مبيضتّان والكثير من الأجهزة متصلة عليه...
كان عاري الصدر.....جسده بات نحيلًا....شعره الأشقر مبعثر على الوسادة ....صوت تخطيط القلب.....اشعرها بعجزه....واشعرها بتوترها....
هالات بنيّة احاطت عينيه بقسوة الألم.......انابيب كثيرة متصلة بيديه وحتى انفه
اخذت نفس عميق وعجزت في زفره.....احمرّت عيناها بدلًا من اجتماع الدموع....
ارتجفت شفتيها واطرافها
سحبت قدميها لتتقدم لناحيته، اوجعها حاله
هي تكره ولكن لم تريد يومًا ان تراه هكذا على السرير مُلقاه بلا حول ولا قوة
شعرت بالغصة......اقتربت اكثر ....ومشت بِخُطى ثقيلة
وبعد ان اقتربت ...حدّقت في وجهه دون أن تُرمش
هذا هو عاشق ديانا؟
هذا هو مُلقاه بضعف على سرير ابيض؟! بوجه شاحب ....وجسد باهت اللون.....
اغمضت عينيها، واهتزّ جسدها لينّم عن رغبتها في البكاء
ولكن ما زالت دموعها تُعصيها في النزول!
شعرت بثقل جسدها وعدم قدرتها على الوقوف اكثر
فجلست على الكرسي القريب منه
مدّت يدها المرتجفة بتردد في مسك يده الباردة
اعتصر قلبها ألمًا
هو من رباها، هو من داوى الجروح التي تسبب لها بها!
فهي الآن ايقنت
لا تحب ولا تكره تلك الجروح ومسببها!
ولكن هي بحاجة لقُربه!
لا تريده ان يموت كما فعلت والدتها....ابتعدت عنها فجأة في لحظة قبولها للحياة ...وفي فترة تغيّر نظرتها لهما!
هو لم يتخلّ عنها لم يتركها في أكسفورد حتى بعد أن شعر بخطر الموت واختطافه من هذه الحياة!
انتشلها معه وحاول أن يُلملم ضياعها
ولكن هي لم تقبّل
....
ارتجفت شفتيها وهي تحدّق له
تحدثت بضعف لم يسبق لها التحدث بهذه النبرة: أمير......
ازدردت ريقها وشدّت على يده بقوة
ارتجفت نبرتها: تكفى لا تموت!

ألم تكرهيه يا نور؟ لِم الآن لا تتمنين موته؟
هل كسركِ الآن حاله؟
ام انّ العشرة لم تهون عليكِ؟
اردفت بحقيقة مرّة: لا تخليني اصير يتيمة من جديد!

كيف وانتِ لا تعتبريه والدك؟
تكره افعاله....تكره قُربه ولكن لا يهون عليها ان تراه يتوجّع ويتألم هكذا.....هناك مواقف طريفة وكثيرة حدثت معه.....هو كان بدلًا عن يوسف.....رغم كرهها له...ولكن لا تنكر انها بحاجة إليه دومًا....
: لا تخليني اضيع مرة ثانية امير....امي تركتني....لا تتركني انت......امير...
ثم اختلجتها نبرة بكاء عقيم بلا دموع ...وثقيل على القلب ومُّر على اللسان
شهقت : هأأأأأأأأ........من بقى لي؟....يوسف...وتركني....ديانا وماتت......وأنت بعد بتتركني؟....
اقتربت اكثر من السرير ولم يكفيها نهضت وانحنت لترى وجهه
مسحت على شعره بهدوء وهي تردف بخوف : منو يوجهني لخطيت......ديانا كانت توجهني...تسحبني من ظلامي.....تضربني لعصيت.....تعاقبني....على جنون افعالي.....وانت كنت تحميني من عصبيتها.......وكنت توجهني للطريق الصحيح بصوت هادي.....وحضن دافي.....الحين لو سويت كل هذا....منو بطبطب علي وقول ...لا تعيدينها.....اللي تسوينه غلط.....

اختنقت من جديد في حكيها فاقتربت اكثر واسندت جبينها على جبينه واغمضت عينيها
وشدّت على يده وقرّبتها إلى ناحية صدرها
تحدثت بهمس: بهرب أمير........مو قادرة أعيش......انت ابتعدت .....مثل ما ابتعدت ديانا.....صرت اكرهك...اكرهك....على بعدك مو بس على اخذ امي مني.......اميررررر.....

سكتت وارتجف صوتها وجسدها .......ازدردت ريقها
وهمست بنفس النبرة وما زال جبينها يُلامس جبينه
: امير لا تزعل علي......خلاص قوم.....انا اكره تصرفاتك تدخلك في حياتي.....واختطفاك لأمي.....بس ما اكره حبك لي واهتمامك وحضنك الدافي اللي عوضني عن

وبثقل اعتراف خبأته كثيرًا في قلبها: عن ابوي يوسف!
سكتت
واخرجت صوت هنا وهي تبكي رفعت نفسها مبتعدة ...وصُدمت عندما رأت دموعها العالقة على وجهه
هل عادت تذرف دموعًا؟
أخذت تتحسس بيديها وجهها وشعرت بانسياب الدموع على خديها
بكت اكثر وشدّت على يده وقربتها لناحية صدرها
: بهرب أمير....سندرا بحاجة لك...تكفى اصحى ....وروح لها....تولّى تربيتها انت لا تتركها لبهاء.......تكفى أمير......اجلس...لا تطوّل......انا ببتعد عنك عشان يمكن تعيش بسلام...يمكن وجودنا مع بعض مو من صالحنا.....انا ما راح انكر....انّك....

واختنقت من جديد في عبرتها : جرحتني....بس داوتني....وخليتني أوقف على رجولي من جديد.......وانا ما اقدر انكر واحد وعشرين سنة قدام بس ثمان سنين.....انت

وبحقيقة مشاعرها اردفت: ابويييييييي.......تكفى لا تخليني يتيمة........
ثم انحنت على يده وهي ترتجف قبلّت يده قُبلة طويلة ..ثم انحنت وقبّلت رأسه وخده
همست في اذنه: سامحني....بهرب...وبحملك مسؤولية سندرا....تكفى لا تطوّل....سندرا بحاجة لك....
ثم ابتعدت عنه....وشدّت على يده قبلّتها من جديد ثم نهضت سحبت حقيبتها
ونظرت له بنظرات الوداع
مسحت دموعها ثم خرجت
نظرت لمُراد ونظر لوجهها المحمر ولبقايا الدموع
تحدثت بتوتر من نظراته: بروح الحمام....
مُراد بهدوء: راح انتظرج....
أما هي....مشت بخطى متسارعة لناحية دورات المياه...وهي تحاول ان تستعيد طاقتها التي بذلتها في رؤية امير
بكت بدموع تريد أن تغتسل من كل هذه الضيقة التي تختلج صدرها
دخلت الخلاء....نظرت لوجهها.....بكت بصوت ....ثم شدّت بيدها على ناحية صدرها
آلمها حاله.....خائفة .....من أمور كثيرة....
بقيت على هذا الحال لمدة دقيقتين
ولكن نظرت لساعة يدها وكانت تُشير إلى الثامنة
لم يبقى سوى نصف ساعة ....
هنا استوعبت الأمر مسحت دموعها سريعًا
سحبت الرباط من على شعرها وجعلته منسدلًا على ظهرها أخرجت القبعة وارتدتها وكذلك الشال لفته على رقبتها وقربته من فاهها قليلًا جعلت جزء بسيط من شعرها يتدلّى من الامام مسحت بقايا الدموع ثم خرجت تركض من الناحية المخالفة للناحية التي أتت منها تريد ان ترى باب للخروج غير الباب الرئيسي....
ركضت تبحث ....بما يُقارب الثلاث دقائق كانت تركض.....ونفسها بات مسموعًا....
رأت باب للطوارئ....خرجت منه راكضة....
ركضت للشارع العام تريد ان توقف سيارة اجرة.....
نظرت لساعتها وبدأت تتوتر ...اخيرًا أوقفت السيارة ....ركبت....
تحدثت (مترجم): على المطار....

انتهى




JAN 06-27-2020 05:13 PM



البارت التاسع عشر
.
.
.


.
.

لا يكفيني هذا الهروب، هروب الجسد والروح من المكان الذي يحمل بداخله الكثير من الذكريات والمُظلم بعواصفه
لا يكفي!
كان بودِّ لو استطعت الخروج من هذا الجسد المُتعب والمُثقل بالحمول الضخمة والثقيلة
كُنت أظن إنني قادرة على تجاوز الذكريات
تجاوز مرحلة الصدمات التي تعاشيت معها مُنذ الصغر
تناسي الضغوطات التي واجهتها مُنذ إن كنت ابلغ التاسعة من عمري ولكن فجأة حينما قررت التكيّف مع هذه المعيشة بعد واحدة وعشرون سنة من المحاولات والاضطرابات النفسية
عدُت إلى المحطّة نفسها دون التخطيط لذلك
ظننُت إنني تجاوزت مرحلة التنمّر ، الاشتياق لوطن لفظني بغلظة الاحداث من داخلة، عدم الشعور بالراحة في مُحيط غريب ويناقض
معتقداتي وافكاري التي جُبلت عليها وتنمّت بداخلي بفضل
يوسف!
ظننت إنني تجاوزت مرحلة التذبذب الاجتماعي والنفسي
وكذلك الديني حتى إنني أصبحت اخبر نفسي إنني
مسيحية دون تردد!
وها انا اليوم بعد هذه الزوبعة من الأحداث
تبعثرت من جديد حقيقةً
لم يكن خبر وفاتكِ يا أمي وطئهُ سهلًا أبدًا لم يكن!
كان صعبًا عليّ من ان استوعبه وافهمه!
ولكن حدثت أمور كثيرة جعلتني ثملة ولكن اتألم بلاواعي مني!
تألمت لِفُراقك ....وتلقّيْت الصفعات لتشعرني بألم
خدائعكما لي طيلة هذه السنوات
لا أنكر كُنتما تظنان َنفيِّ في المشفى سيكون ارحم لي من جنوني في الخارج ....
ففي ذلك الوقت أصبحت اكثر تمردًّا وحنقًا على نفسي
لم يكن وطأ ما حدث لي سهلًا
كذبتِ على إننا سنذهب من المنزل وسنعود ليوسف
ولم تصدقي
بينما يوسف تخلّى عني وكأنه لا يعرفني ابدًا
لم استطع العيش بشكل سوِ
شعرت باليُتم، وبالخوف...فظّل يوسف كان لي مصدرًا للحنان وتضميد نوبات الهلع لقلبي
ولكن بيديك يا أُمّاه اقتلعتني من هذا المصدر!
ثم إنني وجدتُ نفسي باحثة عن امانٍ متشكلٍ في قصة حُب مندفعة وفاشلة
حتى بي انخدعت ، وانسغت وراء هذا الحُب اكثر حتى نتجت ثمرتهُ الخائبة!
انجبت....طفلة....تشبهني .....تشبهني كثيرًا في بعض الصفات الشكلية وحتى النفسية!
لا اريدها أن تعيش ما عُشته
ولكن انتما الاثنان جعلتاها تتجرّع جزءًا لو تعيه
ستكون أسوأ من حالاتي الآن
خائفة من أن اعترف لها بالأمومة
فأنا لا زلت اريد حضنًا يحتضني ولا اعرف كيف احتضن احد!
فالأفضل تبقى مُبتعدة عن ظلّي لكي لا يحرقها!
انطوت صفحات العيش في ظل العائلة التي تحاول اسعادي
ها انا اليوم يا أماه اركض
باحثةً عن الراحة لعلني اجدها
هاربة من تذبذبي وتناقض مشاعري
وداعًا!
.......




.
.
.



قبل ساعات عدّة كانت تركض تارة تنظر للخلف وتارة تنظر للأمام وصلت على الموعد .....وصلت وقلبها يشدو بألحانهِ الخائفة ، المتوترة، الشاردة....حُزنًا لا ينطفي
خشيت من ان يتبعها أحد ولكن لم ترى سوى ظُّل الخوف والتردد يلحقها بصمته!
سمعت آخر نداء للتوجّه إلى بوابة المغادرون
خفق قلبها بشده يعز عليها ان يكون آخر وداع بينها وبين والدتها وأمير بهذا الشكل ......تشعر بانها بدأت تستوعب فقدها لديانا ....وفقدها ايضًا لأمير
تشعر أنها فاقت من صدمتها الآن......حتى بها تشعر بنوع آخر من الآلام....الذي يُصعب على المرء شرحه ...ويصعب على المستمع فهمه!.
حدّقت بالناس...
شعرت برغبتها في البكاء ولكن تكتمها بسحب هواء عميق لتدخله لرئتيها وليسكت شهقاتها
مشت وهي تجّر خلفها اذيال الخيبة.......اذيال الخيانة.......تاركه عواصف الخوف تعصف وتهدم ما بداخلها، انفجرت الينابيع الصامتة بصدمة مُّر الأحداث التي مرّت عليها.....انفجر بداخلها كل شيء....وازادت رغبتها في الهروب من اللاشيء!
وبعد عدّة دقائق من اشتعال النيران والعواصف والاعاصير المشاعرية والنفسية
أصبحت على متن الطائرة
الامر ليس سهلًا
هناك أمور متشابكة في عقلها تزيد من رهبتها حينما تُدرك منطوقها الصحيح!
اليوم ...شعرت أنها ستنصاع وراء رغباتها اللاإرادية
نحو شعور مُخيف وغريب بعد ان سمحت لنفسها بالتقرّب من ابنتها .....شعور لم يواردها قط....شعور مُخيف كونها مسحتها من ذاكرة حياتها وجعلتها من عِداد الأموات!
وتبع خوفها هذا
خوفها من وجود بهاء.......وحنانه على ابنتها ....وجديّته في الحديث معها...شعرت بالضياع والشتات.....ولم تعد قادرة على ربط ما يحدث لها الآن بالماضي...تشعر بسذاجتها......وبانانيّتهم التي بات واضحة لها!
ادركت إنها ضائعة
بعد إصابة أمير!
والأدهى في الامر أنها شعرت بالخوف والقلق بعد أن ادركت موت والدتها
وضعت يديها على وجهها
وبكت......لا تتحمل الانغماس اكثر في التفكير في تفكيك الأمور......بكت بدموع....هي...كانت بحاجة لإخراج وافراز هذه الدموع
مُنذ وقت طويل.......تريد البكاء.....تريد التحدث بلا حواجز....تريد حضن دافىء .......وتريد الهروب من رغباتها كلها!

بكت بلا صوت وبدموع كثيفة ، تحاول ألا تلفت النظر ولكن منظرها هذا يُجبر من هم حولها بالتحديق بتعجب لها
مسحت دموعها عندما ادركت نظراتهم ثم أسندت
رأسها للوراء
اعلنوا عن اقلاع الطائرة.....حدّقت في فراغ ما
كيف ستعيش؟
شهاداتها ليست بحوزتها ...اوراق رسمية كُثر من اجل الدراسة ليست معها ففكرة اكمال الدراسة هناك مستحيلة!
وفكرة العمل صعبة لأنها لا تملك أوراق رسمية غير الجواز والبطاقة الشخصية لها
هل ستعيش في ظروف اقسى مما عاشته؟
هل ما ينتظرها قبيحًا ؟
تذكرت عليها ان تُرسل رسالة تذكير لإيلاف
أرسلت لها متى ستتواجد في المطار والقت بهاتفها في الحقيبة ثم عادت تحدّق للاشيء بضياع عينيها الغارقتين بالدموع وبعقل شادر في ذكريات الماضي!
.................................................. ......
بينما مُراد قبل عدّت دقائق من إقلاعها
لم يكن مرتاحًا لوضعها اطالت وهي في الخلاء مسح على شعره عدّت مرات ثم مشى بخطواته لناحيته
كان مترددًا بين الدخول وبين الانتظار اكثر
ولكن شكّ بالأمر
طرق الباب ليعلن عن دخوله مضطرًا
فتحه ...حدّق للأرجاء وكان خاليًا ....خطى خُطوة لتجعله بالداخل
تحدث: نور.....
لم يسمع سوى صدى صوته
فهم انّ المكان خاليًا من أي شخص
وشخصت عيناه وخرج راكضًا بعدما فهم جزء بسيط من حالتها
اجرى اتصالا سريعًا
يقول(مترجم): نور هربت ......انتشروا في المستشفى من الداخل والخارج ....هيّا....
ثم اغلق الخط وركض في ارجاء المستشفى
وهو يقول: جِنّت عارف فيج شي مو طبيعي.....خدعتينا يا نور...خدعتينيييييييينا...

سأل الممرضات وبعض المارّة عنها بوصفه لها ولكن قالوا لم يروها
دار حول نفسه وهو شاد على اسنانه
ندم كثيرًا من إقناعه لها في المجيء
فهو سهّل عملية هروبها دون أن يشعر آنذاك
ولكن الآن ادرك تغيّر حالها......سكونها......مكوثها في الغرفة لفترة طويلة....شتات عينيها....وشرودها....نرفزتها.....كل هذه الأمور لا تبشّر بأي خير ولكن ....فجأة ظهرت لهم جزء آخر يقنعهم أنها على ما يرام....تقبل امر سندرا...خروجها من الغرفة لتناول الاكل.......
ركض من ناحية الطوارئ......خرج من الباب نظر....لمن حوله وانفاسه بدأت مسموعة
إذًا هربت منه .....ومن كلّ شيء يدور حولها
ألي هذه الدرجة كانت موجوعة ؟
ألم يزول وجعها؟ ألم تتقبّل امرها الحالي؟
كيف ظنوا انها تحسنت في خلال أسابيع قليلة
ضرب بيديه على فخذيه
حينما ادركت انهم سيجبرونها على المعيش وتقبل أمور كُثر
جنّت وهربت
أكانت تخطط لهذا الهروب طيلة فترة جلوسها في الغرفة؟
كان عليهم منعها من الجلوس لوحدها
شدّ على شعره واتصل على ماكس
تحدث: ماكس...نور جاتكم على الشقة لو لا؟

ماكس نظر لجولي وسندرا التي تتناول الشيبس بهدوء وتنظر للتلفاز
: لا........شو صار؟
مُراد بلا مقدمات : هربت؟
ماكس وقف حتى جولي نظرت إليه: كيف؟
مراد حكّ جبينه ونظر لزحمة الشارع: ما عرف...بس دخلت عند امير....طلعت ...قالت لي تريد تدخل الحمام ...طولت هناك.....جان اروح ....اشوفها وما شفتها.....هربت البنت خلاص مو متحملة شي....

ماكس مشى لناحية الباب بخطى مستعجلة: فين راحت؟

مراد بتفكير: امممم أخاف تطلع من هالبلد...
ماكس : لالا.......الباسبورتز....كلها عند أمير وما بعرف فين حاططها أصلا؟

مُراد شعر بالأمل من لُقياها: ......لازم ندور عليها لا يصير بيها شي....

ماكس ركب سيارته: راح جيك الآن...

مُراد بقلّة حيلة: وآني راح انتظرك....
ثم اغلق الخط
ونظر للشوارع....وتذكر حالها بعد أن ضربها واقنعها بكرهه
اخرجها في آخر اليل وهي تبكي وتصرخ وتترجاه بألا يفعل بِها كل هذا...
يذكر انه رماها على الرصيف
ركل ساقيها وهو يقول: افتهمي آني ما اريدج....آخذتج بس عشان امتّع نفسي......ويّاج...أنتي ...مثل على قولتهم...صيده سهله....وهسه....خلاص.....ما اريدج.....انقلعي على بيت اهلج....يلا...

كانت تنظر له......كلامه صعب ....وثقيل عليها لم تدرك كلماته........تشعر بالحرقة من ضربه...وإهانته لها....تشعر بالأسى على نفسها...وتشعر بالحُب يتبدّل لنيران تحرق صدرها كله....استسلمت واتكأت بيديها على الأرض لتنهض...ولكن رجفاتها المتتالية لم تساعدها ابدًا
سقطت وكان ينظر لها بسخرية......
بصق على الأرض ثم عاد بإدراجه للداخل
تاركها محطمة...وذليلة....وليس لها لا حول ولا قوة في النهوض....تركها بآلام وأوجاع متفرعة في المعاني.....تاركها تخوض جولة نفسية مخيفة جدًا عليها وعلى عائلتها
ادركت الآن ألا تخضع لا بقول ولا بفعل لأحد
وعليها أن تأخذ اشد الحذر في الوثوق بالناس!
تركها...في ظلمة الليل البارد ...والموحش
ولا يعرف بعدها ماذا حدث لها

إلا بعد ست سنوات

وها الآن يقف ينظر لأرصفة الشارع ليخبرها أنه كان متوحش
ومسلوب الحرية في ذلك الوقت
كان انانيًا وحقيرًا لدرجة ركل من قلبه حُب كاد ان ينضخ طيل حياته

استوعب حجم الألم الذي تعيشه....أدرك هناك موت بطيء يخب من عينيها ......جامدة ظاهريًا ولكن
بها فوضة قاتلة من الداخل....لا يستطيع أحد على ترتيبها او حتى انتزاعها!
تحرّك يبحث في الارجاء وهو يتنهد بين شهيقه وزفيره!
.................................................. ................


قبل ساعات من جنون نور
.
.
جلست من النوم حدّقت في السقف بسكون ....وعينيها مليئتين بالدموع ...رمشت مرتين .....هل فعل بها فعلته الشنيعة ...هل نجح؟
ازدردت ريقها....تشعر بالخدر في أجزاء كثيرة من جسدها
سحبت نفسها ببطء لتجلس على السرير نظرت لملبسها
نظرت للقميص الرجالي الواسع يغطيها
قوّست حاجبيها بذعر
ثم نهضت بسرعة من على السرير نظرت لنفسها من خلال المرآة التي أمامها
آثار مقرفة تتفرّع في أجزاء من وجهها وحتى رقبتيها
شهقت ووضعت يدها على فمها
هل هي الآن في بيته؟
نظرت للغرفة.......ارتفع صدرها وهبط بخوف....
نظرت للجرح القريب من شفتها....
ازدردت ريقها
هل انتهت حياتها؟
تحسسن الآثار بيد مرتجفة وهي تتذكر كيف كان يحاول محاولاته في الاقتراب في ....
لم تستحمل وضعت يديها على فمها وشعرت بالغثيان رأت باب آخر في الغرفة غير باب الغرفة المفتوح فهمت أنّ هناك دورة المياه
ركضت لناحيته فتحته بعجل......حتى ارتطم الباب بالجدار مصدرًا صوتًا مزعجًا!
وانحنت على المغسلة اليدين
وبدأت تستفرغ....سائل....لا لون له.....تستفرغه بوجه....وبوهن...شعرت انها تستفرغ روحها
بكت....وشعرت انّ قدميها غير قادرة على حمل جسدها كله ....انحنت اكثر على المغسلة.....وشعرها تفرّع على كتفيها ووجهها......اضطرب جسدها وعاد يرتجف.....وبدأت تتذكر التفاصيل!
بينما طارق كان في الصالة
لم يستطع الذهاب للجامعة ولم يستطع النوم
ما رآه آلمه من الداخل
ماذا لو كانت لديه اخت وحدث لها ما حدث امام عينيه؟
وتستنجد به وهو عاجز ومكبّل
اوجعهُ قلبه عندما بدأت تستنجد به وهو يستخدمها كأداء لإتمام الخطة في الانتقام من جورج
ذلك الرجل الحديدي الصلب
الذي عمل معه لفترة ليست هيّنة
انشأ له قواعد ......وانشأ له برامج.....ودمّر ناس بأمر منه ....إلكترونيًا!
عاش معه على نظام لا أرى ، لا أتكلم، لا اسمع
ولكن هو كان يرى ويسمع ...ولكن لا يتكلم....
ادرك بعد فترة .....انّ جورج لديه ابنه مخفية....ادرك أشياء حول جورج...ساعدته الآن في الانتقام......بحث عنها....بشكل دقيق وتوصل لتفاصيلها بتعاقده مع الكثير من الجواسيس والقتلة
والآن بدؤوا ينتقمون منه!

كان سيستخدمها في فضح أفعال جورج
سيخبرها أنه والدها الحقيقي.....امها دلال التي تظن خالتها ....سيخبرها بقصة حبهما...وتضحية حصة.....
تلك القصة التي سمعها منه وهو يهذي بها ذات يوم
لإحدى الفتيات الاجنبيات ......كان فاقدًا عقله .....اتى بتلك الفتاة لقضاء ليلته معها ولكن .....همس لها انها تشبه دلال كثيرًا وبدأ يهذي بها...
وكان آنذاك طارق اتى ليطلعه على آخر المستجدات ولكن رآه بذلك الحال واسترق السمع......
لم يهتم في وهلتها لكل ما قاله
ولكن بعد ان خدعه وخانه ...واسجنه بدلًا عن أخيه
بدأ يستخدم كل المعلومات التي عرفها ضدّه
لم يكن امر الوصول إلى ايلاف سهلًا
ولم يكن امر اتأكد من صحة المعلومات متاحًا
ولكن استخدم ذكاؤه....في طريق الزلل
والآن ستصبح ايلاف ضحية أخرى لخيانتهما في بعضهما البعض!
لن ينكر انه فرح من حساسية علاقة مراد بأخيه فهو يريد ان يثير الفتن بينهما واستطاع
ولكن ايلاف ما ذنبها؟
ذنبها انّ جورج والدها ومراد عمها!
هكذا كان يقنع نفسه!
تنهد بضيق........غير قادر استيعاب ما حدث
ذلك اللعين ....تحرّش بها امام عينيه...وهي تستنجد به وكأنه البطل الخارق والمُحب الذي سينقذها!
تنهّد........هو وثق به.....ضحّى من اجله ولكن عندما رآى أخيه في مصيبة مثل تلك البسهُ إيّاها بدمٍ بارد دون أن يحترم العشرة التي بينهما...دون أن يعي أنه مقرّب له.....قريب لدرجة هو لم يعيها.......ظنّ ان السجن سيجعله يبتعد حينما يخرج ولكن وفاة أخيه.....وضياع جزء من عمره اوقدا في قلبه الغّل ورغبة الانتقام!
....
فجأة انقطع حبل أفكاره ثم
...............

التفتت انظاره على الباب سريعًا عندما سمع صوت ارتطام الباب في الجدار
فهم أنها استيقظت
نهض راكضًا
.....
اقترب من باب الخلاء سمع صوت بكاؤها....ومحاولاتها في لاستفراغ......
سمع صوت شهقاتها ، وتمتمات كلمات غير مفهومة
ازدرد ريقه....

اقترب اكثر
ونظر إليها دون ان يدخل رآها منحنية على المغسلة وجسدها يرتعش
تشد بيدها على طرف المغسلة لتمنع نفسها من السقوط
تبكي بمرارة........ترشح وجهها بالماء بيدين مرتجفتين
شدّت انظاره عندما رفعت رأسها للمرآة ......وتنظر لوجهها
هو لم يدخل الى الآن للداخل ولم تشعر بوجوده بسبب نوبة بكاؤها وانهيارها!

مررت من جديد يدها على الآثار شدّت على اسنانها وهي تبكي بألم، اغمضت عينيها ثم
شهقت ببكاء وبغضب ممزوج برعشاتها رفعت رأسها وضربت بقبضة يدها المرآة
وصرخت: ليييييييييييييييييييييييييييش؟
هنا دخل سريعًا ،
وقال: إيلاف....
التفتت عليه بطريقة هجومية وانفعالية.......نظر ليدها لم تنجرح بجرح عميق...بل انخدشت ببعض شظايا الزجاج....
اقترب وهو يقول: ايلاف ما صار شي.......

ايلاف بانهيار اشارت لنفسها وهي تشهق ما بين كلمة وأخرى: شلون......شلون وهذاااااااااااا.....وهذاااااااا....انا ما ذكر شي........احس...
اقترب بحذر وهو يقول: ما سمحت له .........ما سمحت له.....اهدي.....
ايلاف حركت رأسها بعدم تصديق انحنت للأمام قليلًا وهي تبكي: أنا ضعت ......ضعت.......
ثم صرخت ببكاء وانهيار عظيمين جعلها تجثل على ركبتيها
واتكأت بيديها على أرضية الخلاء تصرخ بوجع وتخرج انين موحش لم يعتاد طارق يومًا على سماعه أو حتى تخيّله
اثّر به موقفها
وانحنى مقتربًا منها
مسك يدها قائلًا: ايلاف...
انهارت تضربه قائلة وسط بكاؤها: وخرررررررررررررررر عني وخرررررررر عني.....

اضطرّ هنا طارق من ان يجعلها تفيق من هذا الانهيار بمسكه لأكتافها وهزها قليلًا: والله ما صار لج شي....

ايلاف اغمضت عينيها بكت بجنون وهي تهز رأسها وتضرب على فخذيها: ابوي وامي ...بذبحوني..........بذذذذذذذذذذذذذذبحوني....انا ضعت

صرخ طارق وهو يهزها: قلت لج ما سوى لج شي.....
وبصوت مرتفع: ما اغتصبج!

سكنت قليلًا وفتحت عينيها عليه.........كان صوت تنفسها مسموعًا وكذلك هو كان يتنفس بتوتر شديد....ومسموع.....
ارتخت يديها من الشد على القميص
نظرت له وبرجفة شفتيها وعدم تصديق: ما ذكر شي؟
طارق نظر لعيناها وبهدوء: كل شي صار قدام عيني.....ما سوى لج شي........ايلاف ما سمحت له......خليته يتركج...وطلّعتج من اهناك وجبتج اهنيه......

طأطأت برأسها تبكي بوجع واقترب اكثر وبتردد احتضنها وهي بادرته سريعًا بهذا الاحتضان باحثةً عن امان ينتشلها من نوبة هلعها هذا
قالت ما بين بكاؤها: خفت....خفت...ما تقدر...تسوي شي...خفت....

لم يخطط على أن تؤول هذه الأمور إلى هكذا.......اغمض عينيه....وطبطب على ظهرها
ابعدها عنه وابعد خصلات شعرها عن وجهها: الحمد لله قدرت......
ايلاف شعرت بقربه واستوعبت انها في حضنه ابتعدت اكثر
مسحت دموعها وبرجفة: بروح شقتي....
طارق لم يرفض حقيقةً يريد منها ان تتركه لوحده
فقال: اوصلك....
ايلاف هزّت رأسها برضى وابتسم ليطمئنها
نهض وساعدها على النهوض....ذهبت للغرفة ...سحب طارق جاكيتها من على الكنبة الجانبية
ساعدها في ارتداؤه
واوصلها لشقتها....
بعد ما يقارب الربع ساعة......وصلت......
قال: ايلاف...انسي اللي صار.....حاولي يعني...تنسينه.....الحمد لله ما صار لج شي...

ايلاف هزت رأسها ثم خرجت من سيارته كيف لم يحدث لها شيء؟
ما حدث لها اثقل الأشياء؟
لم تفقد عذريتها ولكن فقدت شيء آخر....يقتلع قلبها الآن....فقدت شعورها بالأمان .....واُستبدل بالخوف والاضطراب......توجهت للمصعد وصلت للشقة....بحثت في مخبأ الجاكيت عن المفتاح حقيقةً هي نست اين وضعته .....وخشيت من انه سقط من يدها في تلك الحادثة ولكن أخيرًا وجدته
اخرجته وفتحت الشقة....
توجهت للغرفة القت بنفسها على السرير واكملت نوبة بكاؤها الحاني....
بينما طارق تحرك ومشى للعودة للشقة يريد أن يبتعد عنها وعن تذكر موقفها في تلك اللحظة!

....
بكت....انهارت....بعثرت الأثاث والاشياء من حولها...ثم غفت على السرير ......بعد صراعها النفسي...فكرة انّ شخص تحرّش بها ......جعلتها تكره نفسها لوهلة!

نامت.....ولكن لم تستطع ان تدخل في النوم العميق ...فالاحلام المزعجة تلاحقها....ومنظر الرجل واقترابه منها....لمساته.....همساته...قبـ....
استيقظت وهي تتنفس بعمق......قبل ان يكتمل المشهد!
نهضت بتعب وبثقل متوجّهة للخلاء استحمّت....وخرجت سريعًا...وبقيت بروب الحمام....
جلست على السرير تحاول ان تستجمع نفسها....سحبت هاتفها .....ونظرت لعدّت اتصالات من نور...ورسالة
قراتها وفتحت عيناها على الآخر
فعلتها؟
ازدردت ريقها هي بحاجة لها ولكن لا تستطيع رؤيتها وهي على هذا الحال......
مضى وقتًا طويلًا ......نهضت ارتدت ملابسها بعجل....ثم اتصلت عليها
حاولت ان تكون هادئة

...............
اما نور...وصلت .....بعد مضي ساعات قليلة تشعر بالإرهاق ومُتعبة .......اتصلت على ايلاف لم ترد عليها بقيت تنتظر ليس لديها الطاقة الكافية للمشي.....تريد أن يأتي احدًا وينتشلها مما هي فيه الآن.....
تشعر بالضياع.....والخوف.....ومشاعر أخرى تلعب في قلبها ونفسيتها.....
نظرت للناس من حولها سمعت الرنين
أخرجت هاتفها اجابت: وينك ايلاف تكفين تعالي؟
نبرت الحزن واضحة ونبرة الخوف مسيطرة عليها
ايلاف تحاول ألا تبيّن لها حزنها: راح اجي.....
نور برقرقت عينيها: تكفين لا تتأخرين...
ايلاف ازدردت ريقها: انزين

ثم أغلقت الخط...لبست جاكيتها بعجل....ثم خرجت أوقفت سيارة اجرة .....اخبرته إلى اين ذاهبة ....اوصلها واخبرته بأن يبقى في مكانه ....وستدفع له قيمة أخرى ووافق....
دخلت المطار....اتصلت عليها اخبرتها في أي اتجاه هي ذهبت....
رأتها جالسة على الكرسي.........باهتة ....لا لون لها....صفراء.....وجهها شاحب ...عينيها محمرتين ومترقرقتين بالدموع...كما انهما شاخصتين بذعر....جسدها يتأرجح للأمام والخلف كالبندول....تنظر للناس بانكسار
ارتجفت شفتي ايلاف من منظرها
ولكن نور

ما إن رأتها نهضت تتجه لناحيتها وهي تتنفس بعمق لا تريد ان تبكي وكذلك ايلاف لا تريد مشت بثقلها...تريد أن تصل ولكن تشعر أنّ احدهما يسحبها للخلف بينما
ركضت ايلاف لناحيتها بعد ان شعرت بثقل خطواتها ....ودموعها انسابت على خديها عجزت من أن تتحكّم بهما ..بكت وما ان اقتربت ايلاف منها احتضنها بشدة......
وبكت وكأنها لم تبكي يومًا
بكت على فقدها لأمها
بكت على مشاعرها التي اتضحت لناحية سندرا
بكت لخداع الجميع لها
بكت بشتات وخوف وضياع قراراتها في هفوات غير معروفة
شدّت عليها ايلاف وبكت هي الأخرى بألم ما حدث
بكت خوفًا من ان تتبعها يدين إدوارد من جديد
بكت من ثقل فكرة أن رجل حقير كأدوارد تحرّش بها
انهارت بخوف وشدّت على نور وكأنها تريد أن تفهم أنها بحاجة لهذا الحُضن العميق
ولكن نور ادركت هذا وشدّت عليها الأخرى ودفنت وجهها في رقبة ايلاف....تريد الاختفاء من هذه الحقائق
تريد حقًّا الهروب من نفسها ........ومن ضعفها!
.
.
كلتهما محتاجتين إلى هذا الحضن ودّت كل منهما ان يتلاشى في هذه اللحظة الناس بدؤوا ينظرون إليهما بتعجب...

ولكن ما زلتا في انهيار حصون ما يخبآنه في صدرهما
بكى وكأنهما منعزلتين عن العالم كله
تسللت رعشتهما بعضهما البعض لتخبر كلّا منهما عن مدى الوجع الذي تشعران به
قلبهما محطّم، وبه العديد من الجروح التي لا تُشفى!

نور
بشهقة تكاد تُسمع
لها: تعبت ايلاف تعتب....
ايلاف بصدق همست وهي تشد على نور بيديها التي حاوطتا ظهر نور بضعف: وانا خايفة يا نور.....الحمد لله جيتيني....
نور شدّت عليها وكذلك ايلاف فعلت ذلك.....وبعد دقيقة ابتعدت ايلاف
ومسحت دموعها وحاولت ان تتزن في فعلها وقولها: تعالي ....برا تاكسي ينتظرنا...نروح الشقة.....يلا ....واضح انج تعبانة

لم تتحدث نور بأي كلمة......مشت معها ووصلتا إلى السيارة ركبتا واخرجت نور هاتفها ....اخرجت البطاقة منه وكسرتها وهي تقول لايلاف: مابي احد يعرف مكاني
هزت ايلاف رأسها بتفهم...وشدّت على يديها!

كل واحدةٍ منهما تنظر للأخرى تريد النجاة
تريد العيش بشكل سوي وبعيد عن المشاكل المفاجأة
تشعران انهما في موجٍ ما بين مد الحياة وجزر المصاعب التي تتخللها....
.................................................. .................

.
.


بعد مرور ثلاثة أيام



.


.
.
زارها اخبرها عن مخططهم انصدمت.........وخافت من المواجهة....خاصةً بعد أن اخذها عمها قبل يومين من اجل رؤية ام قصي لها...شعرت بشعور غريب....
أوصل لها حُبه على طريقته.......حقًّا هو مُقتنع فيها
مقتنع لدرجة حارب من اجل أن يوصل إلى هذه اللحظة.....شعرت بالتوتر من نظرات امه......تبتسم تارة
تكرر: ما شاء الله
زوجة عمها بدأت تتقبّل الموضوع بسعة صدر.....كل ما يهمها ابتعاد هذه الفتاة عن انظار أبنائها وخاصة محمد
فأيّدت فكرة زوجها....
واستقبلت ام سيف.....بترحيب ....وابتسامة...ووجه بشوش...
انتهت الزيارة .......واصرّت على عمها في إعادتها إلى الشقة
تُريد ان تختلي بنفسها، تريد أن تستوعب الأمر....هل حقًّا يحبها حتى به اعلن هذا الزواج؟

انفتح باب الشقة ، دخل وفي يده عدّت أكياس....وضعهم في المطبخ ثم دخل عليها وهي ترتّب ملابسها

تحدث: اوه....خلاص نويتي تروحين؟

مُهره فهمت وتحدثت: لا.....قلت لعمي ببقى هنا....
قصي اقترب ثم جلس على السرير
: شفتي نتيجتك؟
مُهره علّقت ملابسها التفتت وشتت نظراتها عنه: لا......مابي اشوفها...

قصي ابتسم فهم انها خائفة.....وجدًا نهض وامسك بيدها كانت سترفض ولكن شد عليها واجلسها على السرير
: بطلعها الحين...
مُهره باندفاع: لا لا تطلعها الحين انا متى حسيت اني ابي اشوفها طلعتها....
قصي طبطب على يدها: صدقيني نسبة تبيّض الوجه....
مُهره بتشتت: ان شاء الله
ثم سكتت
وبعدها اردفت: شصار؟
قصي اخيرًا نطقت واظهرت اهتمامها لهذا الامر: امي ما غير تمدح فيك....بس وقفت على عمرك...تقول صغيرة وما تبي تظلمك.......وخايفة من ردك بالموافقة......
اردف جملته الأخيرة وهو يضحك بخفة....

مُهره ....صغيرة....ولكن هذا حال الحياة
اخذت نفس عميق: عمي اليوم قال بيعطيكم الخبر...

قصي مسك يديها : والله احس إني بحلم.....
مُهره نظرت لعينيه: وانا احس نفسي في كابوس....
قصي بلل شفتيه ثم اردف: وش خايفة منه بالضبط يا مُهره؟
مُهره سحبت يدها منه ثم اردفت: خايفة من كل شي....

قصي تنهد بضيق: مُهره......صدقيني كل شي بكون حلو......لازم تتقبلين هالشي....

مُهره نهضت ومشت خطوتين للأمام ثم التفت عليه وهي تفكر لثانية واردفت: ما فيه مجال نفترق؟

احرقتهُ حقيقةً اشعلت بداخله نيران لا تُطفأ: وليش تبينا نفترق؟

مُهره بجدية: ما احس مقتنعة
قاطعها: فيني؟
سكتت...وشتت ناظريها عنها
وقف وفي قلبه حرقة .....كل يوم تزيد من الحطب لتشعل نيرانه
اردف: عارف انا قرار خطأ....جاء بوقت...انتي بحاجة تحسين فيه بالأمان....خذتيني عشان شعورك بالارتياح...والامان بس......ما كنتي تعطين نفسك فرصة لتقبلي......وانا ما نكر اني كنت سيء ببدايتنا....وهالشي ما ساعدك من انك تفتحين قلبك لي......بس الحين.....قلبي تعلّق فيك يا مُهره...عطيت نفسي مجال اشوفك بنظرة ....ثانية.......لكن انتي....ابد.....انانية....ما تبين تعطين نفسك فرصة للتغير...
مُهره فتحت عيناها بصدمة: أنانية؟...
ثم قالت بصعوبة: قصي.....انت مو فاهمني......مابي اعطي نفسي فرصة في حياة ....انا اشوفها غلط.....طريقي غلط....ولازم...
قاطعها بنرفزة: انا غلط؟....انا الحين غلط يا مُهره

مُهره بصوت منكسر: احس جد احتاج افكر......افكر اكثر ارتبط فيك للأبد ولا لا...
اقترب منها اكثر وبنرفزة شد يدها اليمنى ورفعها قليلًا للأعلى ووضع يده على بطنها الممسوح وهو يقول: تفكرين وانتي تحملين بداخلك جزء مني؟

ارتعش جسدها لكلمته وسحبت يدها منه وابتعدت قليلًا قائلة: هم هذا
وأشارت لبطنها: صار بوقت وقرار غلط....
قصي أشار لها بعصبية: بالنسبة لك...... بالنسبة لي لا ابدًا ......ابدًا ما كان قراري فيه غلط....
مُهره : لأنك أناني!

قصي بغضب: مُهره لا تحاولين توصلين لي انك تبين الطلاق لأنه هالشي عمره ما راح يصير......
مُهره تحدثت بانفعال: أبي أعيش....
قصي قاطعها قبل أن تكمل وبصرخة: ما اظن انا كاتم عليك عيشتك لدرجة تتمنين فيها تعيشين...
قاطعته: ابي أعيش لنفسي.....ابي أعيش عمري....مابي اشيل مسؤولية من بدري....ما ابي ارتبط بأي شي...ابي أعيش لنفسي وبس...

ضحك بسخرية وقهر منها: هههههه.........تحملي قرارك يا مُهره ما فيه تراجع...وانا ما فيني اتركك واترك اللي في بطنك.....واظن الخطة ماشية صح....لا تحاولين انتي .......تخربين على نفسك ...بتفكيرك......

مُهره بكت بلا مقدمات...
قصي تأفف: افففففففف......واضح اللي فيك هرمونات حمل....الافضل تروحين بيت عمك......
مُهره بصوت منفعل وهي تمسح دموعها: ما بروح لمكان....
قصي بنفس نبرتها ولكن امتزجت من نبرة النرفزة: لازم تطسين هناك....عشان تجهزين نفسك للزواج....فاهمة.....

مُهره بخيبة أمل: اجهز نفسي وانا هنا.....
قصي بملل : الكلام ضايع معاك....مع السلامة

ثم خرج اما هي بقيت على السرير تبكي!
.................................................. ..........

.
.
كانت في غرفتها تحدثها وهي منفعلة: تخيلي...وربي انهرت لم شفت الفاصلة نازلة.....

ضحكت شيخة: هههههههههههههههههههه يا كـ.......المفروض تفرحين نسبتك مرا مرا مرتفعة ...

نوف لا تستطيع نكران هذا الامر فنسبتها99.95%
: أتمنى ما ينكبني التحصيلي والقدرات.....

شيخة مسحت على شعرها: لا ان شاء الله .....هااا....وش تبين تدخلين.....

نوف بحماس: هندسة طبية حيوية.....

شيخة قوّست حاجبيها: غريبة ما تبين طب....
نوف حركت يدها وكأن شيخة امامها: احب التخصصات اللي فيها تفكير.....اكثر من الحفظ وكذا...وهذا التخصص يجمع بين الاثنين....
شيخة ضحكت: هههه واضح انك باحثة عنه كثير....
نوف: أي...
شيخة سكتت وبتردد اردفت: نويّف
نوف : هاااااا.....
شيخة ازدردت ريقها: اخبار بندر؟

سكتت نوف....ثم اردفت: بخير....ليش تسألين متزاعلين انتوا؟
شيخة وتشعر برغبة البكاء: مادري عن اخوك صار له فترة ما يكلمني......اتصل عليه ولا يرد....

نوف بتعجب: يمكن عشانه مشغول بالاختبارات....

شيخة بكت : مارسل يبارك لي على النجاح حتى لم صورت له شهادتي....
نوف ارتعبت من بكاؤها
وفي نفس الوقت شكّت بأمرهما
فاردفت بمزح: لالا....مو من جدك تبكين.....يا الخبلة....ليش الحين تبكين بس عشانه ما كلمك......اعرف بندروه...يموت فيك.....وما كلمك عشان اختباراته....

شيخة مسحت دموعها: يعني قولك كذا...
نوف بهبل: أي لا تخافين ما بيسحب عليك...

شيخة شتمتها
نوف : هههههههههههههه حقيرة ......هذا جزاتي اطبطب عليك.....
شيخة لتنهي المكالمة: انقلعي...
نوف بنفس النبرة: جهزي نفسك بس.......بكرا بجيك.....

شيخة : لا تجين ما بستقبلك...
نوف عادت بشخصيتها: بتستقبليني غصبن عنك باي
أغلقت في وجهها تاركة شيخة تسبها وتشتمها بلا حدود
.
.
.
بينما نوف بدأت تفكر بأمرهما حقيقةً هي خائفة على ابنت عمها وخائفة من اخيها !
نفضت افكارها السلبية من رأسها وخرجت من الغرفة .....نزلت الى الدور الأرضي
رأت اختها الجازي وعبد لله في حضنها نائم
ابتسمت على منظرهما
حقيقةً ملّت من زعلها على اختها
فهي لم تعتاد على ألا تكلمها لأيّام عدّة
تنهدت واقتربت منهما
وهي تردف : ما ودّك تصالحيني ويّه وجهك؟
التفت الجازي على مصدر الصوت
جلست نوف بالقرب من اختها
والجازي ابتسمت: كل ما جيتك ابي اراضيك تصديني شسوي يعني؟
نوف بوّزت: يعني تشوفين اللي قلتيه لي هيّن ...ولا يجرح...
الجازي طبطبت على ابنها الذي بدأ بالحركة العشوائية في حضنها بسبب اصواتهما
: ....زلّة السان وفهمتيها مني غلط...

نوف بجدية: لا والله كانت واضحة.....ومفهومة...

الجازي سكتت ثم قالت: حقك علي...آسفة.....سيف جنني...والله وما ترك لي عقل ....خلاني اغلط عليك......وما راعي كلامي.....آسفة نوف....صدق....بدل ما كون لك عون ....وانا اللي اساندك.....صرت عليك حمل ثقيل......ما غير اتشكّى لك......وتسمعين لي...ولا قد سمعت لك......وحمّلتك مسؤوليّة عبد لله في فترة تعبي...آسفة اني...

نوف ......استغربت من حديث اختها...ونبرتها التي باتت تميل إلى نبرة تنّم عن البكاء .....والحُزن ...شعرت انّ اختها في غضون هذه الأيّام باتت تؤنّب نفسها على ما فعلتهُ بها...

اقتربت منها ومسكت يدها: جب جب...لا قولين كذا انا اللي آسفة تركتك فترة خلتك تفكرين بهالطريقة.....الجازي...حنا لبعض....حنا خوات.....مالنا غير بعضنا.....وترى يوم ما اكلمك...مو بس لأني زعلانة عليك لا....عشاني اختبر وهذي آخر سنة لي...فاحس تراكم كل شي علي.....

الجازي مسحت بيدها الأخرى دمعة تسللت على وجنيتها قائلة: لا جد انا ضغطت عليك كثير....

نوف بصوت منفعل: جب...بس وعن هالحكي الفاضي......
ثم مالت إلى حس الفكاهة : ابشرك ترا نسبتي تبيّض الوجه.....
الجازي ابتسمت : كم؟
نوف أسندت ظهرها للوراء: كالعادة...بس نزلت اشوي بالفواصل....
الجازي تمتمت: الحمد لله ومبروك يا قلبي....

نوف ردت عليها وهي تنظر لعبد لله: الله يبارك فيك......اوه احس عبود كبر...
الجازي ضحكت بخفة: ههههههه تراك ما شفتيه كم يوم....مو سنة...

نوف ضحكت: هههه لا جد اللي في عمره احس كذا يكبرون بسرعة.....
الجازي نظرت لأبنها وقبلّت يده الصغيرة
واردفت نوف بتذكر: صدققققققق.....شصار ...ذاك اليوم...وديتي عبود له....ولا....

الجازي سكتت لا تريد ان تتذكر شيء عن ذلك اليوم
: وديت له عبود وهو جاني....
نوف سكتت ترمش بعينيها بصدمة
ثم انفلتت تضحك حتى ارتعب عبد لله وبدا بالبكاء
وهي اردفت: آسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسفه يمه هههههههه عبود اسم الله عليك...
الجازي بدأت تهدهد ابنها وقرصت اختها في فخذها: وجع على هالضحكة اللي مال أمها داعي....خوفتيه...

نوف وضعت يدها على فمها: ههههههههههه جد جد جا هنا؟ شعنده؟
الجازي اسكتت طفلها قبل ان تتحدث: انا ذاك اليوم رميت عليه حكي بالجوال وشكله ما ستحمل وجا.....وطبعا كملت عليه الناقص....
نوف بحماس ابتسمت: بالله؟....وش سويتي....
الجازي بهدوء: وضحّت له اني ما زلت على رايي....
نوف تربعت على الكنبة: لالا ابي التفاصيل...
الجازي بتذمر: جلستي عبود وش يسكته....وتبين اقولك كل شي....
نوف مدّت يدها: عطيني إياه ووقولي...
الجازي مدته لها ووقفت به نوف وهي تهدهدهُ

الجازي بعصبية: نوف جلسي لا تعلميه على الوقفة

نوف بانفعال: بالله تكلمي وربي جاتني حكّه.....ابي اعرف

الجازي ضحكت: ههههههههههههه نوف تستهبلين؟

نوف : لا طبعا....قولي وش سويتي فيه...

الجازي سكتت ثم قالت: هو اللي جابها لنفسه...بدا يتكلم لي عن غزل وكيف ....كان يحاول ياخذها.......وامه اللي هي عمتك حطتني بالنص وخذني واكتشف بعدها انه بدا يميل لي...وصار يعاملني بطريقة تبعده عني ومادري ايش....وكذا....

نوف وهي تطبطب على ظهر الصغير: زبدة الحكي؟

الجازي : انا غليت ....بصراحة...من اعترافاته....بكيت ..وحضنته....
نوف بحماس ارتفع صوتها: اووووووووووووووووه....
الجازي نظرت يمينًا ويسارًا: يا كـ......قصري صوتك انا الغلطانة اللي اقولك عن هالشي....بعدك بزر ....صغيرة...

نوف نظرت لعبد لله وبنبرة حاده: خلاص يا يبه اسكت انت...
ثم نظرت لأختها: يا تبن ماحد هنا....وما البزر الا انتي كملي....

وقفت الجازي وسحبت من يدها ابنها: بعد تصارخ على ولدي...
نوف ضحكت: ههههههههه والله ما صرخت هاتيه خليه عندي...وكملي سالفتك......
ثم اردفت بتذكر: ترا بندر وخالد وابوي مو هنا....كملي....
الجازي عادت جلست بتأفف: أي .....حبيت انتقم له....واعلمه انه كان أسلوبه يوجعني وحسسني بالنقص بعد...
نوف ما زالت مبتسمة كالبلهاء: أي
الجازي بتردد وشتت ناظريها عنه: يعني صج اللي سويته كان جريء ولا ادري كيف سويته بس من حر ما في قلبي.....عطيته
نوف بحماس : أي شنو..عطتيه...

الجازي: بوسه....
نوف سكتت وتوقفت عن الحركة
نظرت لأختها بصدمة: بوستيه؟
وبتساءل: وين؟

الجازي وقفت منفعلة: لا اله الا الله وقّف عقلها الحين.....

نوف باستيعاب شهقت وشدّت على عبد لله خشيةً من ان يسقط من يدها: يا وسسسسسسسخة.........طيب وش صار بعدها...
الجازي بهدوء: قلت له عجّل بطلاقي صرت ما اطيق قربك......


نوف بفجعة: أويلي.....
وبضحكة بعدها اردفت: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ولّع سيفوه اجل....ولّععععع

ضحكت على ردت فعل اختها ونظرت لأبنها وهي تقول: عصب اتصل علي......وتحديته انه يطلق وقال اجل انسي ولدك ومن هالحكي الفاضي...وبالليل جابه لي....

نوف بضحكة: ههههههههههههههه ...

ثم قالت: صدقيني ما جابه لك من فراغ...
الجازي سكتت ثم اردفت: شقصدك....
نوف قبّلت خد عبد لله وناولته اختها: صدقيني ناوي على شي..

الجازي بلا مبالا: على تبن....
نوف : الحين انتي من جدّك خلاص ما تبينه؟

الجازي اخذت ابنها وعادت تجلس على الكنبة: لا امزح معاكم انا.....
نوف جلست وبجدية تحدثت : طيب وعبد لله

الجازي بتأفف: بعيش حاله حال أي طفل ....

نوف حكّت جبينها : يعني انتي ما تحبينه ؟

الجازي باندفاع: هو عطاني فرصة عشان احبه؟....كل ما قلت خلاص اصطلح الحال بيني وبينه بعدني عنه......خلاني أخاف من فكرة الحب.....والاقتناع فيه.......فبصراحة الحين ولا احس باي شعور ناحيته كل اللي ابيه ورقة طلاقي منه...
سكتت نوف بعد حديث اختها
حقًّا سيف هو من شكّلها على هذه المشاعر
تنهدّت
ثم اردفت الجازي: عطيته فرصة ......وهو ما اغتنمها....خلاص....ما فيني حيل.....اجازف معاه...واعطيه فرص ثانية...

نوف كسرة قلبها اختها طبطبت على كتفها: معاك حق...
الجازي بتغيير الموضوع: المهم ناوية اشتغل...
نوف نظرت لأختها بنصف عين: تستهبلين؟
الجازي: والله ما درست وتخرجت عشان اركن شهادتي بالدرج.....ابي اشتغل مع ابوي في الشركة بحكم تخصصي ...يعني ....نظم المعلومات الإدارية.....ابي آخذ خبره....

نوف بهدوء: ظنّك سيف بوافق....

الجازي بنرفزة: ياخي بطلّق منه وش عليه مني...
نوف بعقلانية: بس لساتك الحين على ذمته.....

الجازي كانت ستتحدث ولكن أتت سنا وهي تقول: بابا سيف....يبي آنتا...

نوف ضحكت بقوة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه......
عمره طويل ولد عمتي....

الجازي بنرفزة من ضحك اختها: اكيد جاي يشوف عبود ...سينا خذي عبود وديه له

سينا هزّت رأسها واخذت عبد لله
نوف: قومي روحي شوفيه......وفتحي معاه موضوع الشغل....صدقيني بجرّك من شعرك على بيتهم....

الجازي بانفعال: يخسي والله.....وبكلم ابوي أصلا خلاص.....يكلمه انه يطلقني وبشتغل باذن الله....

نوف نهضت :الكلام سهل وانا اختك...واصلا ابوي مستحيل بيرضى على سالفة هالطلاق....مو شفتيه ما كلمك يعني راضي...شوفي ايش اللي شاغلة الحين.....وبعدها بجيك الكلام اللي يسنعك انتي وسيف.....

الجازي بتأفف: انقلعي عن وجهي لا تسميني بهالكلام....

نوف ضحكت وهي تمشي متجهة للمطبخ: والله هذا الواقع ههههههه


الجازي تشعر بالحرقة من واقعية حديث اختها ولكن تمتمت: بطلّق غصبن عنه!
...........................................

سيف خطى اول خطواته في رد الصاع لها...اتى لرؤية ابنه وهو متوقع عدم مجيئها إليه رأى الخادمة تدخل المجلس وبيدها ابنه اخذه من يدها وخرجت

نظر لأبنه ابتسم: اخبارك يا بطل.....
ثم قبّله بخفة واردف: واضح امك ما فيه اعند منها .....بس ما عرفتني....زين.....باذن الله بخليها تتعرّف علي عدل....
ثم اخذ يداعبه ويلاعبه......
وهو يفكر كيف يقنعها في لقاء جديد معه.....من أجل التفاهم ليس الانتقام على آخر ما حدث بينهما.....إن عاندها وانتقم فسيزيد الامر سوء
فامر مجيئه الآن انتقام صغير لها بسبب عدم رغبتها بتواجده في المنزل
ولكن سيفرض نفسه عليها لعلها تُدرك حُبه الحقيقي في اتجاهها!
..................................................

.
.
شعر أنّ أخيه في الأوان الأخيرة جدًا متعب....وشكّ بالأمر.....ولكن بعد ان حدثه أبا سلطان عن الأمور وفشل عبد الكريم في الوصول إلى أي معلومة عن مكان امير والذي اتضح له انّه من إحدى الرجال المهددين من قِبل تلك الجماعة التي قتلت لويس حاول أبا سلطان ان يُشيح بنظر يوسف عن الامر خشيةً من أمور سياسية، فالفوضى هدأت في بريطانيا
والجميع يقول هذه حركة شخصية ولا تنم للسياسة من أي ناحية
ولكن في الواقع أبا سلطان يراها سياسية بحتة والبحث عن امير في هذه الأوضاع سيدخلهم في محط الأنظار والشكوك والظنون
لم يقتنع أبا ناصر في الامر
فاضطر ان يخبر أخيه أبا خالد بكل شي ليقنعه

فذهب الآن أبا خالد...لأخيه ...حدثه عن معرفته بالأمر
فقال: يا يوسف......انسى امرها...ولا دّخل نفسك في متاهات الله العالم كيف شكلها.....

بو ناصر ساءت حالته جدًا خاصة حالته النفسية ، وكذلك الصحية لم يعد قادر على العيش تأنيب ضميره جاء متأخرا ولكن جاء بقوة ...تُمرضه !
: هذي بنتي يا غازي بنتي.....

بو خالد ملّ من تكرار أخيه لهذه الجملة حقيقةً هو من المعارضين لزواجه من ديانا وحذره من ان ينصاغ لرغبته
تحدث بنبرة غضب: شوف يا يوسف...حذرتك قبلها.....ما تحرق نفسك في هالزواج هذا ......وما سمعت لي....وحرقت نفسك......وحرقت زوجتك وعيالك......وبالأخير وش صار...؟.....خانتك...وتركتك بدون ما يرف لها جفن........خلاص....لادمّر نفسك اكثر يكفي بنت عمك صبرت عليك.......يكفي الفضيحة....اللي حاولنا نلملمها بعد تخليك عن نورة.......لا ترجع تفتح ملفات بجيب لك وجع الراس...موضوع امير انساه......وصولك له.....بجيب لك المشاكل.......


بو ناصر بعينين دامعتين : وكيف انسى بنتي.......غازي......قلبي يحترق....يحترق.....احس بهَم......احس اني حقير وواطي....يوم سمحت لأمها تاخذها....

قاطعه : انت تخليت عنها...بدم بارد يا يوسف......انت قلتنا بعظمة لسانك هي ما هيب بنتك.....صدمتنا وقتها.......ما عطيت احد فينا...فرصة يشوف هي صدق بنتك ولا لا.......لملمت السالفة وفجأة قلت راحت مع أمها......كيف تقول الحين بنتك....؟

بو ناصر بنبرة حزن : تسرّعت ....قراري طايش وقتها......امها الانانية اللي ما تركت لي مجال استوعب....شي........خيانة...تهديد.....فجأة تشكيك نورة مو بنتك....وش كنت تبيني اسوي....

بو خالد لم يحبذ ان يطيل لوم أخيه ....فحالته لا تسر

قال: انساها.......كيف لا تسألني بس اللي عارف انه عندك القدرة على نسيانها مثل ما نسيتها لمدة عشرين سنة يا يوسف........

بو ناصر هز رأسه: والله ما عدت اقدر.....والله..
قاطعه: تبي انت تقلب حياتتتتتتتتك تبي....شيخه تكرهك....تبي ناصر وسعود يلومونك؟.....تبي منيرة زوجتك تطلّق منك.....استوعب اللي تسويه غلط......امير .....مهدده حياته بالخطر.......وبريطانيا ظاهريا هادية بس من الداخل مقلوبة.......يحاولون يسيطرون على الوضع وانت تبي تدخّل نفسك بينهم........مجنون؟

بو ناصر تحدث بثقل: طال الزمن ولا قصّر ....لازم اشوف بنتي نورة .....لازم اخليها تسامحني....
بو خالد بحده: مو الحين.......الوقت مو مناسب.....اصبر لين تهدأ الأوضاع على الأقل...

هز بو ناصر رأسه
تنهد أبا خالد: انا ماشي .....وبمر عليك في الليل ......
بو ناصر : الله معاك

خرج أبا خالد لا يريد أن يطيل الجلوس معه أخيه لكي لا يزيد عليه تأنيب ضميره
لا ينكر يوسف طائشًا بقراراته ولكن لم يتوقع يومًا انه سيتخذ قرار صارم في اتجاه ابنته صدمه في ذلك الوقت
وبحكم انه يكبره بسنوات نصحه في وقتها على الا يتزوّج ديانا على ألا يكرر سفره لهناك
ولكن يوسف مندفع لرغبته ....ولحبه ....وها هو الآن يدفع ضريبة هذا الاندفاع بشكل مؤلم !
.
.
بعد ان خرج أخيه.....بقي مكانه .....يبكي بصوت واطٍ ...لن ينسى عينيها التي تنظران إليه ببراءة ...لن ينسى آخر موقف بينه وبينها ...كانت جالسة في غرفة نومهما
جالسة امامه ترسم في كراستها وهي مبتسمة
وهو يحدّق لها آنذاك بشحوب الحقائق التي وصلت إليه
اقتحمت غضبه عندما أتت تُريه الرسمة
اجبرته على ان يُمسك بها
: بابا شوف....رسمتي حلوة...
لم تمهله في ان ينطق ....بكلمة واحدة ....سحبت جسدها ووقفت على اطراف اصابعها لتجلس بعدها على فخذه الأيمن

اضطر ان يضع يده اليُمنى على ظهرها كانت يديه ترتجفان
اليوم كان سيكتشف الامر
ولكن تبعه امير......لاحقه .......سحب الظرف من يده بعد أن دخل معه في نقاش حاد
ختم أمير الامر بعبارته التي لم يستطع مسحها من رأسه الآن
) اقسم بالله ، لو ما كفيت شرك عنّا لا اشتكيك....وأئلب الطاوليه على راسك.....اتار الضرب ما برح على وجّه وجسمه.....بطّل تفكير تاخذ البنت منها وإلا والله بافتح قضية ما راح تسكر ابدًا ...وادخّل السفارة اللبنانية كمان....خلاص تطمن البنت باحضان امه....والأم بلاش تفكر فيها هلأ لأنها ما عادت لإلك.)
كان سيمد يدّه ولكن أمير تحدث: لك أنا بتمنى تضربني مشان تسهل علي أمور كتير ..... راح تكون صعبة عليّ
ثم ابتسم له بمكر وخبث
وهنا انسحب عن وجهه يوسف .....انسحب وفي قلبه غّل وحقد ......وغضب ...لا يريد أن يطيل الامر سيطلقها
وسيجعلها تأخذ ابنتها.....هو موجوع منها.....ومنصدم مما سمعه.....ورآه......بكى حقيقةً مع نفسه....وبعثر الأشياء من حوله....ولم تخمد نيرانه......
جعلته يستفيق من هذه الذكرة
بعد ان وضعت رأسها على صدره: بابا...ليش ضربت ماما؟
سقطت الكراسة من يده واضطربت أنفاسه
نظر لعينيها ....ودّ لو يخنقها بيديه...اهذه نتيجة الخيانة؟
بدأ يشك بشكلها...رغم أنّ هناك شبه حتى لو كان بسيطًا ولكن بعد هذه الترهات المتتالية عليه لم يدركه،
أبعدت رأسها عن صدره عندما لم ترى منه إجابة ثم حاولت ان تصل إلى خده وقبلته بلطف
وهي تقول بنبرة طفولية: آسفة عشان ماما ضايقتك...بس لازم انت تقول لها آسف عشانك ضربتها
كان يحدّق لها بصمت، وبعينين محمرتين ....بينما هي كانت تنظر له بحب...وخوف ايضًا ...فلم ينمحي مشهد ضربه لوالدتها ولكن لكي تُرضيه رسمة له منظر من الزهور واتت إليه معتذرة لم فعلته والدتها فقط تريد منه ان يبتسم ويعود كما كان يلعب ويحضنها كما في السابق هي لم تعتاد على ان تراه صامتًا غير متفاعلا معها رغم خوفها إلا انها كانت تشعر بالأمان وهي في حضنه لذلك هي تثق سيرضى عن والدتها ....هو طيّب.....وكثيرًا هكذا كانت نظرها له ولكن
لم يجيب عليها ايضًا سمعت صوت والدتها تناديها
فابتعدت عنه ولوّحت بيدها له مخبرته بعودتها إليه
وحقيقةً هو يعلم أنها لن تعود
ما إن خرجت اخذ تلك الرسمة مزقها ورماها في القمامة
واخرج جميع اشيائها ورماها
واعلن كرهه عليها
ولكن الآن
يبكي
يبكي
عليها يبكي بحرقة وألم
انفتح باب المجلس
دخل ابنه سعود فجع عندما رأى والده على هذا الحال
اقترب منه: يبه
لم يسمع سوى صوت بكاؤه
سعود بذعر: يبه....احد صار له شي
هز راسه بلا
سعود مسك يده : اجل وش صاير؟....يبه انت تعبان؟
هز راسه بـ(أي)
قبّل سعود يد ابيه ثم قال: بنادي ناصر ....راح نوديك المستشفى ......
ثم خرج راكضًا للداخل
بينما أبا ناصر بقي يبكي ندمًا على عدم مبادرته في حضنها، على عدم احتفاظه لرسمتها
على عدم شم رائحتها
بكى ...وكأنه استوعب جُرم ما فعله بها!


.
.
.
دخل إلى المنزل اغلق الباب بقوة ثم توجّه إلى الطابق العلوي وقبل أن يلتف لناحية اليمين صدم في أخيه

الذي قال: خير قصي شفيك؟
قصي بملل: وخر عن وجهي....
حقيقةً خشي من وجه أخيه: قبل قول وش صاير معك

قصي دفع أخيه بخفة: جسّار وربي مالي خلقك....وخّر....
جسّار انسحب من مكانه تارك أخيه يتوجّه للغرفة

ثم خرج عزام من غرفته مردفًا: شصاير وش هالاصوات؟

جسّار: في هالبيت عندما مجنونين ....

عزام فهم انه يقصد (سيف وقصي)ضحك بخفة:هههههههه........مو شي جديد.....
جسّار مشى بالقرب منه: قصي فيه شي....
عزام بجدية: تركه عنك ......متوتر الحين خايف امي توقف الموضوع على سالفة العمر....
جسّار : والله ذا مقرود....كل ما قلت بيتعدل وضعه يطلع شي جديد....

عزام مشى بخطواته لناحية عتبات الدرج: لا تعايب عليه عشان ربي ما يبتليك وراك .....مشوار على سالفة الزواج ترا....
جسّار ضحك وتبعه: ههههههههههههه ما نيب مزوّج....
عزام بنبرة سخرية: نشوف
............

بينما قصي دخل الغرفة......شتم مُهره سرًّا دوما ما تنكد عليه الامر وتشعره بتأنيب ضميره على اقدامه على هذا الزواج
هو حقًّا تزوجها عنادًا لقرارات اهله......واثباتًا لقوته ولكن لم يُدرك انّ هذا الزواج ستؤول وراؤه أمور أخرى
ولكن اقتنع بكل ما آل إليه!
وهي الآن تشعره .....باحتقارها لهذا الزواج....وخوفها الغير مبرر له....يحرقه...
حديثها اليوم احدث شرخٌ في علاقته معها........هي اثبتت له بشكل صريح .....لجأت إليه فقط لانتشالها من مكان عانت فيه لمكانٍ هادئ يشعرها بالأمان اما شعورها لناحيته .....لا شيء...لا عنوان له......
سيتركها هذه الفترة .....تعيد حسابات تفكيرها لعلها تُدرك انها بدأت تغوص في أنانية تفكيرها لناحيته!
.................................................. ...............
.
.
لم تمل تتصل عليه مرارًا وتكرارًا ترسل له تفاصيل ما فعلته باليوم ......وآخر رسالة وصلته صورة نتيجتها
شعر بالخوف...من حديث نوف
يخشى من أن تفعل وتحب شخصًا لا يعرفانه من ورائهم
ويستدرجها ذلك الغريب للهاوية !
ولكن هو حقيقةً لا يلهو ولا يستدرج ابنت عمه
حقيقةً رغبته بها صارمة وملحّة بالحُب الحقيقي
مسح على رأسه سمع رنين هاتفه من جديد
ما زالت تتصل لن تهدأ إلا بعد ان يُجيبها!
أجاب بهدوء
سمع صوتها: لا كان رديت.....مو من جدك بندر؟...تحقرني كذا عشان الاختبارات......

بندر بهدوء: ما عندي وقت للمكالمات

شيخة فتحت عيناها على الآخر: طيب خلصنا اختبارات......

بندر بجدية: الأفضل نبتعد عن بعض لين ما يصير بينا شي رسمي....
شيخة بشهقة: هأأأأأأأأ...من جدك تتكلم؟.....بندر شفيك ....

بندر مسح على رأسه وبشتات: الأفضل كذا.....
شيخة بحساسية الموضوع: قول ما بيك وخلاص...
بندر فجأة تحولت نبرته للعصبية: يا ربببببببببببي .......انا ما قلت كذا.....
شيخة بنبرة بكاء: مليت مني صح؟

بندر : مو صاحية شيخوه....جالسة تقَوليني أشياء ما قلتها.......قلت لك نبعد لين يصير شي رسمي افضل....

شيخة بانفجار بالبكاء: طيب انا ماقدر ابعد عنك على الأقل نتواصل على الوات.....
بندر سكت
واكملت: بندروه لا تخليني اكرهك.....والله ما صدقت على الله اخلص من سالفة سلطان لا تخليني اندم.....

بندر بلل شفتيه واردفت هو يحاول ألا يبتسم: ما عرفتك وانتي تحبيني هالكثر.....

شيخة مسحت دموعها كالطفلة: أي أي ارجع مثل ما انت عليه ...مجنون...ومرجوج......لا تسوي لي فيها ثقيل........

وبنبرة تقلّد فيها صوته: ما نكلم بعض لين يصير بينا شي رسمي.......
وبهجومية: من زين صوتك عاد.....اجلس اسمعه أربعة وعشرين ساعة

بندر مات ضحكًا على تقلب مزاجها في الثانية الواحدة: فيك انفصام انتي؟هههههههههههههههه

شيخة : أي بكيفي.....لا تقاطعني....عشان م...
قاطعها بجدية: شيخوه.......لم ما اكلمك ما يعني اني ما ابيك يا فهيمة انتي.....

شيخة بنبرة استهبال وواقعية مشاعرها: طيب ادري بس شفّهم قلبي المشتاق....

بندر اتسعت ابتسامته وعينيه: انتي شيخوه اللي اعرفها ولا وحده ثانية......
شيخة باندفاع: أي عمتك شيخة اللي تعرفها.....
بندر : هههههههههههههه جنيتي؟ انتي؟لهدرجة بُعدي عنك جننك

شيخة خجلت من حديثه حكّت جبينها: كل تبن....لا تسوي فيها آخر حبه......
بندر بصدمة: الحين انتي وش تبين توصلين لي....

شيخة هدأت قليلًا تشعر أنها بدأت تهاجمه بكلمات وجمل متناقضة ....ومتداخلة في بعضها البعض

تحدثت بهدوء اخافه حقيقةً: ابي أوصل لك حُبي.....
بندر سكت.....نظر لمن حوله : شيخة انتي تعبانة؟

شيخة بجدية : بس عشاني شرحت لك حُبي صرت مجنونة وتعبانة...وفيني شي.....بندر انت مو مستوعب.....قد ايش احبك ....احسك ماخذني على قد عقلي....وتسلك لي من ناحية المشاعر....

بندر شعر برعشة من حديثها وبخوف قال: لا والله....بس مو متعود على اسلوبك هذا.....
شيخة ترقرقت عيونها بالدموع: للأسف.....خليتني ضعيفة بحبك.......وما صرت اقدر على بعدك يا بندر....بس انت مو مستوعب هالشي.....
بندر : قلت لك اكلم ابوي وخلاص....ما نطول هالسالفة...

شيخة بغصة: سو اللي تبيه باي

أغلقت الخط في وجهه وبكت
بينما هو مصدوم من تأجج مشاعرها...وحديثها....ولكن اعطته الضوء الأخضر
حقيقةً لن يتناوى في الحديث مع ابيه هذه الليلة لن يطيل الأمر ابدًا!
بينما هي بكت ثم مسحت دموعها وهي تكرر: مالت عللللللليك
هي ليست متناقضة ولكن هذي هي طريقتها في التعبير عن مشاعرها ......لناحيته.....تُدخل الجمل والكلمات في بعضها البعض.....حتى الطرف الآخر من الممكن لا يفهمها ولا يفهم ما تريده! او يُسيء فهمها....بشكل سريع
.................................................. ..............

.
.
.
الوضع بات فوضى ......مشتت....قلوب خائفة .....وعيون حائرة.....مُنذ اتصاله عليها وهي لم تذق النوم ......لم يهدأ لها بال
خائفة من هذا السكون كانت تنتظر فضيحتها تصبح على كل لسان
تنتظر لحظة انهيار حصة .....تنتظر لوم ايلاف لها...
تنتظر انتقام أهلها لأخذ الثأر منها وغسل العار الذي جلبته
باتت باهتة خائفة من ملاحقة الماضي
لم تستطع أن تكبح مشاعر القلق
رسلت له
(جورج صار شي يديد؟)
..................................................

بينما جورج حقيقةً تلك الرسالة وترت حياته كلها....وبُعد أخيه عنه وتأخر أمور التصدير والاستيراد للبضائع
ووقوف حركة النقل الداخلية كل هذه الأمور اشعرته بالعجز
كان ينتظر صدمة أخرى تهديد آخر خلال هذه الأيام ولكن
لم يرى سوى الهدوء
حتى أخيه مُراد بات هادئًا رغم تزعزع الأوضاع هناك اخبره بكل شيء وامره بان يتدخل في الامر بنفوذه ويبحث عن نور ولكن رفض من ان يتدخل بقوله
(مابدي ادخل في أي شي بيخص امير لأنوه ئصتي معوه خِلصت من زمان!)
فأدرك مُراد أنانيّة أخيه في هذا الأمر
ولكن التمس خوفه من الشخص الذي يهدده بابنته حتى به اتصل عليه ذات يوم يخبره(تعال انا بحاجة لإلك كتير ، مشان الله تعال واتروك أمير ونور)
مراد احتار هل يترك ماكس في معمعة الاحداث هل يترك ابنته، ولكن شعر بخوف جورج مهما كان انانيًا هو بحاجته الآن.....وحقيقةً ليس له غنى عنه فهو أخيه الوحيد الذي وقف معه في ازماته بغض النظر عن حقده لناحية امير وانانيته لناحية نور!
فهو لم يسبق
له سماع نبرة الخوف تلك منه عليه ان يعود ويرى امر هذا التهديد لكي يُجبر أخيه بعد ذلك بنفوذه يبحث عن نور بسهولة!
ويصبح له مدينًا ....لكي لا يرفض له طلبًا!
عاد إلى المانيا بالأمس ولكن لم يأتي إليه قرر أن يأتي اليوم لرؤيته ولحل الامر !

.
.
بينما جورج
سمع نغمة خاصة للرسائل سحب هاتفه نظر للرغم ادرك انّ هذه الرسالة من دلال
قرأ رسالتها
فارسل بهدوء
(ما صار شي)
ورمى هاتفه واغمض عينيه، يريد الهروب من هذا الخوف....لا يدري لماذا هو خائف من إزاحة الستار عن عينين ايلاف
لا يدري لماذا!
.................................................. .................
.
.
.
كانتا غارقتا في النوم......خلال هذه الأيام القليلة شرحت كل منهما للأخرى عن همومها التي تُثقلها في المشي وتُثقل عليها لذة العيش
كلتاهما انصدمتا مما حدث للأخرى
كلتاهما شعرتا انهما متشابهتين باختلاف الاحداث التي عاشتاها
طبطبا على بعضهما البعض.......وبكى معًا...واحتضنا بعضهمل......وحاولا ان يمررا ايامهما بهدوء....بعد جولة الانهيار والاعترافات الثقيلة ...
خاصة موضوع زواج نور وانجابها .....كان كالصفعة على وجه ايلاف ولكن ادركت ان ما حدث لها وطئه اقل بكثير مما حدث لنور وشدّة وطئه عليها!

........................................
سمعت صوت المنبّه ، شعرت بثقل على ساقيها
انقلبت وصدمت في كتلة صلبة وادركت انها بجانبها
تمللت وتأففت
أغلقت صوت المنبه وركلت رجلها
وهي تقول بصوت مشبّع بالنوم: ايلاااااااااااااف.....ايلااااااااااااااااافوه..... ..ايلاف....
وابعدت نفسها من على الوسادة وحدّقت في ايلاف
جلست على السرير ازاحت اللحاف من على جسدها وسحبت لحاف ايلاف ورمته على الأرض وهي تهزها
: ايلاااااااافوه....قومي......وش هالنوم الثقيل......قومي....


ايلاف سحبت الوسادة ووضعتها على رأسها وركلت برجلها رجلي نور: خليني اناااااااام.....

نور سحبت الوسادة ورمتها على الأرض وضربت كتفها:قومي.....اليوم مستحيل تغيبين صار لك يومين .....والله بفصلونك.......يكفي رسلوا لك رسالة........قومي....

ايلاف استلقت على ظهرها وفتحت عيناها بصعوبة
: فيني النوم ...ما نمت زين....مابي اروح...
نور نهضت من على السرير
وسحبت ايلاف من قدميها حتى سقطت على الأرض وارتطم جسدها بالارضية
صرخت ايلاف: يا حمممممممممممممممممــ..........مينونة؟

ومسكت ظهرها ضحكت نور وكأنها لم تكن تلك الفتاة الحزينة التي بكت يومين متتاليين من شدّت ألم قلبها وخوفها من أمور كثيرة

: هههههههههههههه والله بداومين....
وقفت ايلاف
أبعدت شعرها عن وجهها ثم جلست على طرف السرير تحدثت: ما ابي اشوفه مالي ويّه....

نور بجدية جلست بالقرب منها طبطبت على يدها: حبيبتي ايلاف انتي رايحة تدرسين مو رايحة تقابلين طارق......حرام عليك.......تضيعين مستقبلك......انسي اللي صار....

ايلاف اجتمعت الدموع في عينيها ونظرت لنور: مو قادرة انسى....
نور بانفعال: تكفين لا تبكين حنا وعدنا بعض امس نوقّف بكى بس....لا تبكين.......
ايلاف اخذت نفس عميق وحدّقت بالسقف: مستحية وايد منه كيف بطالع في ويهه.....كيف بطالع فيه...شافني وذاك الحمار يتحرش فيني قدامه....متخيله هالشي قدامه....

نور تهوّن عليها: قولي الحمد لله ما صار اكبر من كذا......والمفروض تشكرينه على اللي سواه.....هو ما سمح له يكمّل عليك الناقص...وبعده عنك وحماك.....
ايلاف هزت رأسها ولم تتحمل بكت: مابي اشوفه....
نور احتضنتها: لا تشوفينه.....حاولي تركزين حاليا على دراستك ...والطريق اللي يمشي فيه .....لا تمشين انتي فيه ....روحي في طريق ثاني.....بس تكفين قومي روحي لا يفصلونك....

ايلاف هزت رأسها برضى

وبمرح اردفت نور: وخلاص ...من يوم ورايح بنام على الاريكة....ما تحمل....رفسك......وضربك لي ....باليل

ايلاف نهضت وهي تسحب المنشفة من على الكرسي: والله أنج جذابة.........انا ما ارفس احد....وانا نايمة....

نور بدأت بترتيب الغرفة: أي ....حيل ما ترفسين...انقلعيييييي تروشي بس....

ايلاف فتحت الدولاب: باقي وقت انتي مقعدتني مبجر...
ثم التفتت عليها: صج شنو بسوين بدوني....
نور سحب اللحاف الذي رمته على الأرض: ببحث عن شغل مناسب .......وبروح اسجل في النادي اللي قلت لك....

ايلاف بصدمة: يعني انتي مصممة ....مينونة؟
نور ضحكت: ههههه ليش مفجوعة كذا...
ايلاف خرجت لها ملبس مناسب: ما تخيّل شكلج معضلة.....
نور رمت عليها الخدادية: منو قال لك ابي اعضّل....

ايلاف : يعني بتفهميني ما راح يعطونك بروتينات وهرومونات و...
قاطعتها: لا....انا ابي بس اتمرن واضيّع وقت واقوي عضلاتي وعظامي........واتعلم البوكسين بس كذا عشان افرّغ طاقتي السلبية....

ثم نظرت لايلاف وهي تلعب بحواجبها: عشان اكفخك على أصول واساسيات بعدين لم نتضارب...
ايلاف التقفت من على الأرض الخدادية ورمتها على نور
: حقيييييييييرة

نور بجدية : روحي اتجهزي.....
ايلاف مشت خطوة للخلاء ثم أبعدت خصلة من شعرها بغرور: سوي لي فطور....

ثم أغلقت باب الحمام سريعًا عليها
نور بصوت عالي: اكلييييييييييييي هواء......جدا مفيد وبدون سعرات....
ضحكت ايلاف على ردها
بينما نور سحبت هاتفها الجديد الذي اشترته بالأمس
اخذت تبحث عن فرص عمل بسيطة لا تتطلب أي شهادات
هي رأت واحدة ولكن مترددة ولم تخبر ايلاف عنها
وظيفة صباحية تبدأ من الثامنة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا
كجليسة أطفال ولكن تشعر بالتردد من القدوم عليها
ولكن لا مجال لها حقيقةً عليها ان ترى لها اية وظيفة
لن تحرّك المال الذي بحسابها ....تريد أن ترى وضعها قبل كل شيء
خرجت من الغرفة وهي مقررة في
امر الذهاب والاشتراك في النادي الرياضي للملاكمة فجأة قررت الالتحاق به تشعر انّ حياتها تتطلب
ان تكون على معرفة في كيفية الدفاع عن نفسها
ستشارك في هذا النادي ولكن بعد أن ترتب أوضاعها ستشارك فيه!
رتبت الشقة بينما ايلاف بدأت تتجهّز للذهاب إلى الجامعة
خرجت ونظرت لنور التي ما زالت تنظف بعثرت الأشياء التي احداثها بالأمس

ايلاف: نور يلا بطلع......
نور بتردد: ايلاف لقيت شغله بس مترددة فيها

ايلاف: شغلة شنو؟
نور وقفت واتجهت لناحيتها: أكون جليسة أطفال.....

ايلاف سكتت ثم اردفت: اذا الراتب زين ما قول لج لا .......اهم شي الراتب...
نور ضحكت: هههههههههه تحبين الفلوس....
ايلاف ابتسمت: ما في احد ما يحب الفلوس....
نور بقلق: يعني اروح للعايلة...واقابلهم....
ايلاف : أي روحي....فرصة وجاتج على طبق من ذهب وانا بعد بسال عن وظايف جذه بسيطة....تناسبج.....وما تطلّب شهادات!

نور هزت رأسها: تمام يلا روحي لا تتاخرين ...
ايلاف بهدوء قبلت خدها: انتبهي على نفسج.....وتركت لج ....نسخة لمفتاح الشقة بتشوفينه بالدرج...
هزت نور رأسها بينما ايلاف خرجت...
نور بتفكير: نأجل موضوع النادي ونرح نقابل هالعيلة
ثم سحبت نفسها لترتدي من ملابس إيلاف
وبعد دقائق عدّة خرجت متجهّة للعنوان التي تتبعه من خلال هاتفها كانت خائفة ولكن لا تريد ان تبقى هكذا بلا دراسة وبلا عمل
إن بقيت في الشقة دون عمل ستجن من شدّت تفكيرها لذا هي مصممة على العمل!
.................................................. .
.
.
في غضون هذه الأيام عاش صراعًا ما بين توقفه عن الانتقام وما بين ختامه كما خطط
ايلاف لم يحصل لها أي ضرر إلى الآن
سيحمد الله على ذلك
لن ينكر أنّه تأثر بـ شكلها ، واستوعب خطورة اشتراكه مع هؤلاء القتلة ولكن استعاد وعيه
واستعاد حقده من جديد
سيسدد هدفه الأخير
مُراد لم يعد الحارس الشخصي لجورج فبعد ان اثار الشكوك والظنون بينهما يستطيع الآن أن يلعب على المكشوف كما خطط
كان مخطط ايضًا في اثارة الفتن بينه وبين ابنته ولكن الآن وبعد ما حدث اشاح بنظره عن ذلك
خلال هذه الثلاثة الأيام بعد ان تأكد من بُعد مراد عن أخيه
اتى إلى ألمانيا
للقياء جورج ووضع النقاط على الأحرف لن يبقى خلف الستار لفترة طويلة لن يبقى ابدًا
لبس بذلته الرسمية
انزل من على عينيه نظارته الشمسية وقف بسيارته امام المقر الرئيسي لجورج
ابتسم بسخرية على فخامة المبنى
لم يخاف من فكرة الموت هنا بل مندفع في انتقامه

دخل استقبله السكرتير الألماني اخبره عليه ان يقابل جورج الآن ولكن
اخبره بأن يبقى هنا
دخل السكرتير اخبر جورج
عن مجيء رجل يريد مقابلته ورفض
فخرج معتذرا ولكن طارق نهض بشكل منفعل وفتح الباب بطريقة مستفزة وتبعه الرجل ليوقفه
ولكن ما إن لمس يده حتى امسك بها ولواها لتصبح بعدها خلف ظهره

رفع جورج رأسه منصدم من هذه الفوضى ومن تجمع رجاله بسرعة على الرجل الممسك بسكرتيره
جميع رجال جورج أشاروا لطارق بمسدساتهم لناحية رأسه
ازدرد ريقه جورج
أشار لهم(مترجم): اخفضوا اسلحتكم....

انصاعوا لأمره ،
جورج بصوت هادئ : اتركوه
طارق دفع السكرتير عنه وأشار جورج غمز لهم بعينيه بمعنى(طلعوا برا)
انغلق الباب على جورج وعلى طارق
طارق جلس ببرود على الكرسي ونظر لجورج: انصدمت صح؟
جورج بنرفزة وعصبية: شو بدّك.....شوف خليني ئولك......لو جايني مشان ترجع على شغلك...ما راح ارجعك ...لو جياني مشان مصاري...ما راح اعطيك....اي شي...
طارق .....نهض بنرفزة
جورج ما زال حقيرًا ومتمسكًا بـ ألا يكسر
ضرب بيده على الطاولة: وانا جاي آخذ روحك...
جورج بعدم استيعاب: طاااااارق.....اطلع برا....

طارق بخبث مسح على ذقنه واخرج من مخبأ بدلته الرسمية
صورة لإيلاف .....وهي في الحرم الجامعي
ابتسم: اخبار بنتك إيلاف؟
واقترب اكثر من جورج: لحد الحين ما وصلها خبر الحقيقة؟
جورج إلى الآن لم يستوعب الأمور
تحدّث طارق : كنت ناوي أقول لها انك ابوها.....واخليها تحقد عليك...وتاخذ حقي منك ......بس للآسف ....حسيت انها مسكينة.....واخذت عقابها مبجر.....بعد ما تحرّش فيها إدوارد...

فتح جورج عينيه على الآخر......استوعب قليلًا الامر انقض على طارق : يا حقيييييييييييييييير....
طارق اخرج سريعًا مسدسه: المسني...وربي ما راح اتردد في قتلك....
جورج توقف سريعًا وابتعد
طارق اكمل بانتصار: مُراد وخلصنا منه........وما صار يحوم عليك مثل الجلب عشان يحميك......قدرت افرّق بينك وبينه عشان هاللحظة....الحلوة......وبنتك...صارت مثل اللعبة بيدي....وتثق فيني.....
جورج ازدرد ريقه
فهم كل شيء
من يهدده طارق
من يحاول أن يسلب راحته طارق
تحدث: لشو حتى تعمل فيني كل هيدا؟
طارق بحقد: سجنتني بلا حق.....
جورج : هيدا انتّا اطلعت ...و
قاطعة بحقد وهو يشد على سنانه: سجنتني سنتين......مات اخوي.....امي كرهتني.....والسبب انت....بس عشان تحمي اخوك.......
جورج ازدرد ريقه وانعقد لسانه لا يعرف كيف يبرر له
طارق اقترب منه: كنت تظن بمرر لك ....الموضوع ......لا......كنت انتظر اللحظة اللي اصير فيها حُر عشان.......آخذ حقي منك.....

جورج بخوف ولكن حاول أن يخفيه: طارق.....أنا وئتها ما كنت افكر انه....

قاطعه بصرخة: ما تفكر ايش؟....
جورج أشار له: طارق...مشان الله اهدا.....انا راح اعوضك عن كل شي....
طارق ضحك بخبث: هههههههههههههههههههههه تعوضني؟؟
وبنبرة حاقدة: بعد ما تسبب في موت اخوي تعوضني...
جورج بتبرير: انا ما قتلته...

طارق بصرخة: مااااااااااااات مقهوووووووووووووور....وزعلان مني....

جورج
حقيقةً اصبح مذعورًا من طارق، الذي بدأ وجهه يحمر وتبرز عروقه من شدّة صراخه
: طارق......دخيل الله ...اسمعني للحظة وبس...
طارق اقترب منه: انا مو جاي عشان اسمعك....انا جاي اترك لك بصمة في حياتك وامشي....
جورج فتح عينيه مذعور
طارق بدون أي تردد رفع مسدسة والذي يحتوي على كتم الصوت
تحدث بتهديد: لو تشتكي علي بعد ما اطلع اقسم لك بالله.....ايلاف ما راح تكون بخير......

جورج ارتجفت بداخله كل خلاياه
جورج نطق: ططططــ
لم يمهله اطلق النار على ساقه الأيمن
وبشكل سريع وقبل ان يسقط اطلق النار على رجله اليسرى
حتى صرخ جورج واتى بالقرب منه وهو يضع المسدس على جبينه ويضحك بسخرية: شي بداخلي يصرخ يقول لي موته....
جورج بوجع جاثل على ركبتيه
وانفاسه باتت مسموعة
وعرق جبينه: ممممممممشششــ
طارق بتلذذ من رؤيته هكذا خائف وعاجز
: اششششش.......
جورج اغمض عينيه بخوف وما زال يشد بالمسدس على جبينه: خايف من الموت؟

ضحك طارق بجنون .......وانفتح الباب بشكل مفاجأ وصادم لطارق وجورج
وفجأة سمعوا صوت اطلاق نار
وصوت مُراد يرتفع وهو يتنفّس بشكل سريع وبصوت مسموع بعد ان اخبره السكرتير بما حصل بعد وصوله شك بالأمر سحب سلاحه وفتح الباب على مصرعيه بقوة: وشكلك انت هوايه مشتاق للموت يا حيوان!
.
.
.
.
لكل بداية نهاية
وجميعنا نهايتنا الموت!
.
ما زال متوترًا أمير ترك على عاتقه ثقل ....ثقل الشركات والأموال وثقل تعبه...وهروب نور
كان ينظر لجولي....وينظر لخطيبته .....تحاول أليكسا ان تخفف عنه ولكن ما زال يشعر بالضغط
تحدثت
سندرا متسائلة
: نور وينها؟
سكتوا جميعهم ....لماذا بدأت تسال عنها هل آلفة الجلوس معها في غضون ثوانٍ! ام شعرت أنها جزء منها
مسحت على شعرها جولي
: سافرت وراح ترجع...
ماكس اغمض عينيه وشدّ عليهما
اليكسا طبطبت عليه
: حبيبي.......ئوم ريّح لي بالك ......ئوم نام....لو ساعة وحدي....
ماكس : ما فيني....
اليكسا تنهدت بضيق
سمعوا رنين ماكس
اليكسا سحبته من على الطاولة وناولته إياه
ماكس بتعب: ما بدي ارود

نظرت للرقم والاسم: المستشفى...
ما إن قالت كلمتها حتى سحبه ونهض يجيب على الطبيب
سمعه يتحدث ...يخبره عن امر....
لم يصدق ما سمعه.....شعر باضطراب مشاعره .....
اغمض عينيه يريد ان يستوعب
همس (مترجم): أعد ماذا حدث لأمير؟
.
.
.

انتهى

.
.
.
أول مرة اسويها قفلتين في بارت واحد(


لا تحرموني من ردودكم ......وتقييمكم

راح اتحمس اشوف تفاعلكم

ودعواتكم لي يا غاليين

تحياتي شتات


JAN 06-27-2020 05:19 PM



البارت العشرون

.
.
.


.
.
.
.

هُناك في الطُرق المقطوعة ....والأنفس المخطوفة......وتعالي الأصوات المزعجة.......هفوات......تمتزج ما بين الانتقام والانانية .....ترقص على لهب الإكراه والحُقد.....تُلهب جراحاتٍ سابقة وتجددُ عزائها من جديد.....تقطع آمال العَيش بسلام....تخطف ارواحٍ عشوائية......تسفك دماء كثيرة بلا ذنب.......تُجبر الجُدران الصمّاء على النطق....والاقتراب ليكمن الاختناق في احتضان تلك الأجساد الضعيفة
التي ملّت من حُزنها الشديد وسوداويّة أحداثها التي لا تنضب!
.
.
تعالت الأصوات، وتبادلا إطلاق النار إحدى الطلقات استقرّت في الجدار القريب من الباب والأخرى استقرّت في كتف إحداهما
شعر بمرارة حرارتها، شعر لوهلة بتوقّف الزمن
شهق بعمق ولم يستطع ان يُزفر الهواء من داخل رئتيه آلمته الرصاصة وآلمتهُ الذكريات
اختلّ اتزانه وخطى خطوات عشوائية للوراء كاد يسقُط ولكن استند بيده على طاولة المكتب
تحدث الآخر
بكره شديد: أريد افتهم شي واحد....كيف تتجرّأ وتجي على موتك برجلك...هاااا....

لم يستطع أن يُجيبه......ولكن في الحقيقة .....(الانتقام) هو من قادهُ إلى هاوية الموت ...هو من قادهُ إلى اشتعال سحُب الذكريات بلا توقف...تدفقت أمام عينيه بشكل سريع
صورة ...والدته....اخيه...وحتى ايلاف...لا يدري لماذا ولكن أتت في هذه الثانية الواحدة من الألم ما بين ذكرياته المُرعبة !
عضّ على شفتيه وضغط بيده على مكان الإصابة
تحدث جورج وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة: مُراد...

وعى أخيه على وضعه المخيف وإلى الدماء التي باتت تغطي رجليه بكثافة مخيفة
هرع إليه ثم صرخ بالألمانية (مترجم): اطلبوا الإسعاف
ثم التفت على طارق وعينيه تجحدان من شدّت الغضب والحقد: وانت باذن الله بتكمل باقي حياتك بالسجن...
هنا جورج وضع يده على كتف أخيه برجاء: لا يا مراد ...مابدي اسجنوه مرة تانية....

ابتسم بسخرية رغم الآلام المشتعلة بداخله ، فهم أنّ سجنه لا يُعني راحته الأبدية ....فهناك حلقة متصلة به
كما فهّمه ....*ايلاف* هي الحلقة المشتركة بينهما.....إن أحدث ضررًا له سيحدث لها اضعاف ما سيفعله به!
فهم قاعدته.....فهم جنونه....
مراد اسند أخيه على كتفه: بعدين نتفاهم على هيج موال حقير.....
ثم رمق طارق الذي سحب رجليه بصعوبة ليخرج من المكتب
ما إن وصل للباب التفت عليهما قائلا: اخذت انتقامي منكم......تركت لك بصمة يا جورج لو شنو ما راح تقدر تمحيها مثل ما تركت لي بصمة عجزت امحيها واتناساها....

ثم خرج وهو يجر جسده على قدميه بصعوبة يشعر بالتنمّل والألم وهذا الشعور يحفزّه على الضغط على الجرح اكثر.....ولكن شعوره بالاختناق ازداد.....وصعوبة تنفسه باتت واضحة من خلال صوته في سحب الهواء ولكن لم يهتم .....توجّه لناحية الباب الرئيسي....وهو يشعر بانتصاره .....لن يقدر جورج على المشي مرةً أخرى هو واثق من هذا الامر لن يقدر ابدًا
سدد رميته بالطريقة الصحيحة .....كما تعلّم!

بينما مراد ساعد أخيه على ان يستلقي على الأرض
بدأ جورج بالهذيان من شدّت الألم
تحدث: ايلاف بنتي.....أأأأأممممــ

فهم ما يُريد ايصاله له تحدث بحده: لا تكملها يا جورج....اصابتك بسيطة.....وان شاء الله بتعدي على خير....

جورج كاد يفتح فمه ليكمل ولكن أخيه مسح العرق من جبينه: الإسعاف بالطريق هدي من نفسك....
.....

ضباب.....بات كل شيء صعبًا في النظر إليه.....اقترب لعتبات الدرج......ازدرد ريقهُ بصعوبة ....
سمع رنين هاتفه .....بنغمة لا تدل إلا على وصول رسالة جديدة
سحبه من مخبأ يده وباليد الملطخّة بالدماء
يشعر انّ الموت آن أوانه ...لا يريد أن يضيّع الفرص من يديه
اخذه هاتفه على املٍ من قراءة رسالة من والدته .....
ولكن صُدم حينما قرأ اسم المُرسل
وفتح عيناه على الآخر عندما قرأ الرسالة
(مترجم)
.
.
.

(اخذت المال....ولكن سأعاقبك على تلاعبك بنا...وتأخرك في الدفع لشهور عدّة...وعدم التزامك بالعقود التي بيننا......عالمنا كما تعلم...مليء بالقوانين....ومليء بالظلام.......اخبرتك أن تكون اشد حذرًا في أمور كثيرة .....افشيت لك عدّة اسرار خفية عنَّا لتفهم صعوبة تفكيرنا....ولكن هذا الامر آل بنا الى استهزاؤك بكل الأشياء المرتبطة حولنا......حتى بك تهاونت في أمور كثيرة أهمها دفع المال.....دعني اخبرك...اسمك اصبح لامعًا في عالم ……deep web…..ليس بالخير.....بل تم التشهير عنك بالخيانة ....جميع شركاؤنا يريدون الانتقام منك ولكن لا تقلق أنا من تولّية مهمّة قتلك!.....بينما حبيبتك.....لم اتنازل عنها أبدًا....حقًّا هي جميلة......والآن...)
انتهت الرسالة واتت رسالة أخرى سريعة .......فتحها
وفجأة أصبحت شاشة هاتفه سوداء ومظلمة
وبعد ثانية واحدة أتت عبارة تتوسطها باللون الأحمر
تارة تختفي وتارة تظهر لمرأى عينيه
شعر بالغثيان
وهو يقرأ ببطء
.
.
.
(Game over)
.
.
نظر للأمام..... للمباني الشاهقة....لهدوء الشوارع.......وانشغال المارة....ولقطرات المطر الخفيفة ....التي تتساقط على كتفيه.......يفهم خزعبلات ادوارد....يفهم ذلك جيّدًا......سيقتلوه....ارتجفت شفتيه.....واغرقّت عينيه.....واهتزّت جميع خلايا جسده.....ازدرد ريقه عشرات المرات......دار بعينيه كالمغشي عليه ......سيموت دون أن يلتقِ بوالدته ...سيموت وسيلحق بالضرر لنفس لا ذنب لها في كل متاهات الانتقام
ادخلها في متاهات حقده......والآن سيتركها لتدفع الثمن!
ثمن اللاشيء في هذه الحياة!!!
مشى خطوة واحدة ، مستسلمًا لكل ما سيحدث له......رفع قدمه اليُمنى وهو على أمل أن ينجو من خُبث ذلك الرجل
....
الآن حقًّا ادرك خطورة التعاون مع رجال لا يعرفون الله حقّ معرفته.....ولا يوجد بهم أي ضمير......اخذ نفسًا عميقًا وكتمه بصدره .....ليُزيد من وجعه اضعافًا مضاعفة.....رمش مرتين بعينيه حائرتين من وخائفتين من معنى الموت العميق.......من معنى العقاب والحساب.....ثم ولكي لا يُسهب في التفكير.....اغمض عينيه وسحب رجله الأخرى....متمتمًا بلسانه
ناطقًا الشهادة
ثم
خرج من دائرة النور بخطوته تلك وبشكل سريع وبلمح البصر

ضجّ المكان بصوت إطلاق النيران ...وسقط كردّة فعل مخيفة على وجهه

..
.
.
.

ظلام امتزج بالنور......صوت حانٍ ويدين دافئة
عينين مترقرقتين بالدموع مترجيّة العون والمساعدة
صرخات ولوم بصوت رجل غاضب
جسد يرتجف ويبكي بعيدًا في الزاوية.....نظر لسرابهم.....نظر لشحوب وجوههم.....
نظر لنفسه الباكية في الزاوية تنتحب .....بصوت مُرعب....
دارت حول نفسه بضياع ثم .....
........

مراد صرخ حينما رأى رأس أخيه يثقل على يديه .....
ولكن لم يُطيل هذا الاغماء
ما إن ضجّ المكان بصوت اطلاق النار
فتح جورج عينيه
وهو يهمس لأخيه دون وعِي: لا يقتلوه...ئوول...إلهوم...لا يئتلوه.....
هز مراد برأسه كالمجنون كل ما يهمه أن يبرّد قلب أخيه
تحدث بخوف: تكفى اريدك خويّا.......اريدك تكون قوي....باوّع...باوّع فيني....
جورج بنفس الهمس:ئوم....ئول لا يقتلوه....

مسح مراد دمعة تسللت من عينيه خرج وضع رأس أخيه على الأرضية لا يدري لماذا تأخرت الإسعاف أم انّ الاحداث سريعة تحدث في الثانية الواحدة بشكل مخيف !
خرج صرخ (مترجم): لماذا اطلقتوا النار عليه...
تحدث بذعر حارس أخيه(مترجم): لم نطلق.....بل هناك رجال استهدفوه سريعًا...
قوّس حاجبيه لم يفهم شيء...ولكن سريعًا قادته رجلاه إلى الشارع...
نظر إلى طارق المنكب على وجهه اضطربت أنفاسه لا يعلم لماذا؟
اقترب منه بحذر...وفي هذه الأوان أتت سيارة الإسعاف
انحنى ...قام بقلبه على ظهره نظر لوجهه شاحب وإلى خديه المعفرين في التراب....
تحدث بهمس دون ان يُرمش: طااارق...
نظر لجسده بتفحص عميق ودقيق.......لم يرى سوى طلقته المستقرّة عليه!
اغمض عينيه ثم زفر براحة يريد أن يُرضي أخيه لا يريد أن يخبر أخيه أنّ طارق قُتل، ولكي يتأكد تجسس نبضه
كان ضعيفًا ولكن جعله يطمئن
صرخ(مترجم): اسعفوه
ثم نهض وركض لأخيه
الشارع اصبح مزدحمًا بالفضوليين.....و بسيارات الشرطة......الجميع يتساءل ماذا حدث......
ولكن الشرطة لم تجعل لهم مجالًا للاقتراب من مسرح الجريمة ....سريعًا ما حجزوه بالشريط الأصفر واغلقوا المكان بتحويطه بسيارتهم
.
.

ما اصعب ذلك الشعور الذي يتمحوّر حول الذات المنبوذة! المكروهة من قِبل من تحبهم ، وتعشقهم......وتحمل دمًا منهم
شعور قاسٍ يورّث البلاء لصاحبه!
بلاء ارادي يجلبه من خلال نفسه باتخاذ قرارات سريعة وطائشة للانتقام منهم ولكن في حقيقة الامر ما هو الا انتقام ذاتي ولكن لا يشعر به إلى في نهاية المطاف!
.
.
تم نقلهما هما الاثنان في سيارة اسعاف على حده
مُراد شعر برعشات جسده فكرت موت أخيه في صومعة هذه الأحداث جلبت الهَم في فؤاده
ندم على حديثه معه ، على حدّته....على تجاهل اتصالاته ورسائله....يحمد لله كثيرًا انه عاد إليه...في الوقت المناسب....
مسح على يد أخيه سحبها وقبلها .......جورج.....بالنسبة إليه كل الأشياء الجميلة بغض النظر عمّ حدث في الأوان الأخيرة

اهتّم به رغم الظروف رغم الصراعات ، عاش مراد في أحضان والده في ارض العِراق العريقة عاش فترة طفولته وحتى بداية مراهقته
خلال طفولته احتضنته عمته بعد أن غادرت والدته الى موطنها الأصلي وانفصالها عن ابيه بسبب المعيشة الصعبة والحروب التي لم تنتهي في تلك الحقبة الزمنية!

عانا.......وكثيرًا.......عمته لم تشعره بفقدان الأم لأنها أصبحت امه في تلك الأوضاع.......اغدقت عليه بالحنان الكثير والعطف الشديد....احبها...واحبتهٌ كـ ابنها .....لم تتزوّج حقيقةً ....لذا كانت متفرغه ومحبه لتربيته.....عاملته بِحُسن اخلاقها...وتربيتها......ولم يشعر في وقتها أنه بحاجة لوالدته التي تركت وراؤها أشياء كُثر أهمها هو!

عاش بسعادة رغم الحروب القائمة ....رغم صوت اطلاق النار الذي يسمعه بشكل يومي...وصوت المدافع والقنابل...رغم بساطة معيشته......إلا انه وقتها سعيد....ولكن ما إن قُتِل والده امام عينيه بعد ان تّم اطلاق النار عليه في الشارع .......حتى تحوّلت سعادته إلى حُزن وخوف ورهبة.....وزاد عطف عمته عليه ....إلى ان أصبحت طريحة الفراش اثر مرض نادر وغير معروف......لم يفهم حالتها ......ولم يكن لديه القدرة وقتها في نقلها للمستشفى........ماتت...وبقي وحيدًا يصارع اوجاعه...يقاوم شعور الوحدة والخوف.......ولِأوّل مرة ......شعر انه بحاجة لوجود والدته......والده لم يقطع سبل الاتصال بها.....يذكر انه ناوله ورقة بها رقم هاتفها...وحتى عنوانها...ولكن لم يهتم لهذه الورقة إلا بعد أن فقد اشياؤه الجميلة.....اتصل بها....وبدلًا من أن تأتي هي...أتى أخيه ...وهنا ادرك أنّ لديه اخ.....يكبره بسبع سنوات.......فهم وقتها والدته على غير استعداد بالاعتناء بمراهق عانى الكثير في حياته......عاش هو وجورج معها في تركيا خلال سنتين فقط
....
ومن ثم انتقلا إلى لبنان.....لأشهر ثم انتقالا بعدها ولفترة طويلة لبريطانيا .....وهناك اكمل تعليمه....وجورج اصقل شخصيته بأساليبه التي اعتاد عليها ....رباه اكمل تربيته على نحو مغاير لتربية عمته!

ومن ثم رأى نفسه يخوض في اعمال مشبوهة بطلب من أخيه رفض...ولكن ....بعد مرور الزمن عليهما اعتاد على تلك الأعمال.....وبدأ يعمل بشكل خاص في أمور....حتى جورج وبّخه عليها وبشدة .....مرّت السنين وكبر واصبح رجل يافع...وجورج ....خسر حبه ...ومحاولته في الوصول لديانا...رسم خطته في الانتقام من الرجل الذي سرقها منه و....وافق مراد على ذلك.....ففي وقتها جلّ ما يهمه الاستمتاع في الحياة...وجني المال الكثير.....اغراء أخيه بملغ مادي وقدره ......إن نجح في اخضاع قلب نور وهذا نوع من أنواع التحفيز للاستمرارية في هذه الأمور الغير شرعية!
ونجح.......تطوّرت الاحداث وزادت رغبة مراد في تكوين نفسه بنفسه دون تدخل جورج وعقَد صفقة فردية لوحده في تهريب المخدرات في السنة التي ترك فيها نور!

وانقلبت عليه الأمور وتضخمّت ....بعد أن أفش احدهم خبر التهريب وإيصال معلومات خفية للشرطة حتى بها بدأت بالبحث عنهم والاعلان عن الأسماء كمطلوبين للعدالة!
......
خاف واتجه لأخيه ليوبخّه ويجبره على الهروب من البلد في اقصر وقت ممكن!

: مراد شو عملت انتّا مجنون...إلت إلك ما تعمل شي ئبل ما تخبرني.....بِن هاد كزاب......بيستغل الناس الغبية متلك.....تهريبوا منّو مضمون......انا بعرفوا...كيف رِحت تعمل معوا؟

مراد بحيرة مسح على رأسه: لا تجلس تلومني...هسه اريد حل....بس...ما اريد اسمع شي ثاني....
جورج صفعه على وجهه دون سابق انذار: ئلت لك......ما تعمل شي من وراي ولا تخوني.....

صرخ هنا مراد بجنون: آني ما خنتكككككككك.....حبيت اجرّب بس ليوم واحد .....اشتغل على كيفي...وعلى تصرفي...بدون ما اسمع إلك....بدون ما اقولك حاضر.......على امرك......على كيفك.......جنت اريد اسوي شي لنفسي...مو إلك انت.....
جورج بنرفزة: ولم سويت شو صار؟
مراد شتت ناظريه عنه
فتحدث جورج بعد أن أطال في التفكير: راح تطلع من هالبلد باسمك الحقيقي.......
مراد بصدمة: شلون؟
جورج بهدوء: ديانا تقدر تطلّع إلك جواز.......عندها معارف في ..
قاطعه بخوف: تعتبر ثاني مرّة تزوّر شخصيتي......جورج....
قاطعه الآخر: لا تخاف ما راح يصير شي وراح تكون آخر مرة......بس بدي يّاك تترك نور....

مراد ازدرد ريقه ونظر لأخيه: اطلقها؟
جورج بعصبية: مابعرف....بس ابعدها عنّك.....وتعّى لهون.....
مراد بحيرة وقلق: اوك.....بس قضيـ

قاطعه جورج : راح البّس القضية طارق
كان سيتحدث ولكن رفع جورج يده صارخًا: تحرّك من هون...يلا...
نظر لأخيه ثم خرج
............

فكر طويلًا كيف يبعدها عنه ....كان يريد أن يجعلها تكرهه......فحُبها واضح إليه....ضحت بالجميع من أجل ان تبقى معه تحت سقف واحد....كانت مندفعة جدًا في مشاعرها.....وهذا الامر اشعل في قلبه فتيل حُب بسيط ولكن اخمدهُ جورج بحديثه وتوبيخه......نفذ ما خططه في رأسه وهرب إلى الخارج ...حماه أخيه .....على حِساب سجن طارق.....وها هما الآن الاثنَين
يدفعا ثمن فعلتهما قبل ست سنوات!
.................................................. .............
.
.
.
وصلوا إلى المستشفى.....اخرجوه من سيارة الإسعاف.....تناولوه الأطباء بسرعتهم في فتح باب الطوارئ وإدخال السرير ...سريعًا لغرفة العمليات.....احدهم يوجّه ضوء بسيط لعينيه...والآخر مشغول بحقنه بمضادات تمنع تسمم جسده.......وايدي كثيرة توصل لجسده الضعيف أسلاك دقيقة وضعيفة ذات سيّالات كهربائية بقيم معينة موصلة على صدره لتترجم نبضات قلبه

......

نبضه بات ضعيفًا والنزف مستمر......ازعاج
....
المكان اصبح مزعجًا بعد ان اصدر الجهاز الخاص لتخطيط القلب طنين توقف قلب طارق!
!
!
!

ضج الأطباء في محاولة إنعاشه.....بدوا بـ الإنعاش القلب الرئوي يدويا......لم يتسجيب فقاموا بصعقه كهربائيًا ليرتفع جسده بقدر بسيط من على السرير ويرتطم به بشكل هادئ ومخيف للقلب!
.
.
لم يستجيب للمرة الثانية
.
.

فصرخ احدهم لجلب ابره الأدرينالين، حقنوه

مرت
دقيقة
....
دقيقتين
....
وثلاث دقائق
....
واربع
حتى تلتها الخمس دقائق
....

ثم......عادت نبضات قلبه تُسمع بشكل سريع من خلال الجهاز
تنفسوا الصعداء الأطباء....ثم امرهم المسؤول بالبدء باستخراج الرصاصة من جسده
بينما طارق وشعوره في هذه الاثناء......خوف....برد.....عجز.......يريد الحياة ولكن لا يعرف كيف.....يشعر أنّ هناك حاجز بينه وبين الحياة والموت وهو واقف في منتصف لا يعرف في أي وجهة يثبت ويتقدم إليها!...كما أنه....يعرف انه ظالم.......يعلم أنّ ايلاف ستتضرر بسببه....يريد فتح عينيه يريد التقدم للوجهة التي تجعله يستمر في الحياة ولكن ثقل جاثم على جفنيه....وحتى صدره يمنعه من التنفس بشكل طبيعي إلا بوساطة الجهاز.....ضجيج أفكاره متشربك ببعضه .....صورة أخيه ووالدته .....وايلاف تمر امام مخيلته بشكل سريع.........ومخيف.....
عاجز........يريد النجاة.....هو على غير استعداد للموت...بانتقامه اصبح يشبههم.......اصبح مخيف......وقبيح...مثلهم تماماً
.....استرخى........وكانه استسلم لايدي الأطباء التي تحاول بجلّ جهدها في اسعافه!
.................................................. ...............
.
.


.
.
كانت مترددة جدًا في الدخول للمنزل......من الواضح افراد عائلة هذا المنزل من الطبقة الامريكية المخملية!
مسحت على شعرها عدّت مرات من شدّت توترها.......ازدردت ريقها....أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته ...دخلت إلى حديقة المنزل الواسعة ......ثم عبرت من خلال طريق طويل يؤدي بها إلى باب المدخل الرئيسي....وكان هناك رجل.....فهمت أنه الحارس الشخصي من وقفته ورسميته وبذلته!
تحدثت بتردد وخوف(مترجم): اريد مقابلة السيدة لورين
الحارس بتوجس(مترجم): ومن تكونين؟
نور اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها متوترة(مترجم): نور......جليسة أطفال.....اقصد....
دون ان تكمل وضعهيده على اذنه واخذ يضغط في منطقة معينة بخفة ثم همس بكلماته لم يأخذ إلا ثلاث ثوانٍ ثم فتح الباب قائلا(مترجم): تفضلي....
ابتسمت مجاملةً له، شعرت أنها ستخوض مغامرة في هذا المنزل......فقلبها حقيقة مضطرب....وجسدها كذلك....دخلت إلى الممر الواسع ...بجدرانه البيضاء والواح المعلقة على الحائط.....الواح...تدل على أي ديانة اهل البيت يؤولون إليها!.....فهمت انهم مسيحيين وربما من الطائفة الكاثولكية ايضًا!
مشت بحذر إلى ان أتت إليها الخادمة
مبتسمة آليًا اشارت لها وهي تردف(مترجم): تفضلي إلى غرفة الجلوس...
وأشارت لليمين مشت نور وتبعتها الخادمة، فتحت لها الباب......ورأت لورين.....وربما هذا زوجها لا تردي ولكن من المرجح أنه هو!
ابتسمت قائلا: hello
نهضت لورين واقتربت منها ، وهي تنظر إليها بتفحص شديد
وكذلك الرجل...
(مترجم): اهلا.....
ثم دعتها للجلوس ، جلست نور ونظرت لهم تحدثت
بالتعريف عن نفسها (مترجم): انا نور...قرأت عن اعلانكم في موقع....
قاطعها الرجل وهو يرتشف القليل من مِمّ حرّم الله
(مترجم): نعلم بذلك....
لورين لم تهتم له اردفت(مترجم): نور......مُنذ متى وانتي تعملين في هذا المجال...

خافت من هذا السؤال ، خافت ان تفقد فرصة التوظيف
نطقت بصراحة (مترجم): هذه اوّل مرة
ضحك الرجل بسخف وارتشف مشروبه دفعة واحدة
تنهدّت لورين وهي تقول(مترجم): آسفة.....لن استطيع توظيفك.....!
نور بأحراج من نظرات زوجها ونظرات الخيبة المرسومة على وجهه لورين(مترجم): سيدتي...اعطيني فرصة...لأعمل لاسبوع .......اجل.....إن لم اكن ....كما تظنين....فـ
قاطعتها لورين(مترجم): نور......انا لا اريد أي جليسة ّ....ابنتي...من النوع الصعب....وكونكِ اوّل مرة تعملين في هذا المجال اعلم جيّدًا لن تتحمليها....

نور بغصة شتت ناظريها عن لورين
اذًا من ستهتم بها انثى ......لا تدري لماذا أتت سندرا في مخيلتها الآن!
تحدثت بعد ان هزّت رأسها وكأنها تنفض صورة ابنتها عن ذاكرتها(مترجم): أنا ....
وبتردد اردفت (مترجم): أنااا.....أأأم......
وبكذب حدّقت في عينين لورين(مترجم): اعرف كيف اتصرف مع الأطفال....
لورين بهدوء(مترجم): حقًا؟
الرجل بملل(مترجم): لا توظفيها......ابنتك ليست كسائر الأطفال...مجنونة بلهاء.....لن تتحملها ابدًا...بدلا من ان توظفي جليسات الأطفال....من المفترض ان توظفي ممرضة خاصة لها...او ...
قاطعته لورين بصوت عصبي(مترجم): كيف تتحدث عن ابنتك هكذا....
نور شعرت بثقل الجلسة بينهما....
تأفف الرجل ثم خرج
لورين بأحراج(مترجم): حسنًا سأعطيك فرصة....ولكن لأخبرك...ابنتي تعاني من مرض التوحد.....
نور سكتت
واكملت لورين(مترجم): أتمنى لو تستطيعين التفاهم معها ....والانسجام .....انا لا اريد ان اخضعها تحت أوامر طبية اكثر من اللازم....فحالتها مستقرة إلى الآن وبدأت بالتحسن كثيرًا....ولكن جليستها السابقة عادت لبلدها......و...كانت متعلقة بها....وتقاعست قليلًا.......
نور شعرت بثقل الامر....
تحدثت لورين (مترجم): ستعملين هنا من الساعة الثامنة حتى الواحدة ظهرًا...
هزّت رأسها نور بالموافقة
ثم ولي اوّل مرة تصرّح(مترجم): لا تقلقي سيدتي فأنا ...شبه ممرضة....اقصد....طالبة...ولكن إلى الآن لم انهي دراستي....انتقلت إلى أمريكا لظروف....واوقفت الدراسة......فلدي معلومات طبية كثيرة لا تقلقي....
لورين باندهاش(مترجم): عظيم.....
ثم نهض(مترجم): لو اردتي تعملي من الآن....فالمنزل مرحّب بكِ...
نور ارادت ان ترى الفتاة.....
لذا قالت(مترجم): حسنًا...
لورين اشارت لها باتجاه الباب....ثم السلالم...اليوم لن تخرج لمزاولة عملها....ولكن بعد موافقة نور ستخرج!
وصلا إلى غرفة الصغيرة فتحتها ...وكانت فتاة شديدة البياض .....شعرها اشقر....عينيها خضراوتين......جالسة في احدى زوايا الغرفة.......وفي يدها مكعب روبيك.....كانت شديدة التركيز على المكعب....تحركه بين يديها بسرعة.........
تحدثت لورين وهي تقترب من ابنتها(مترجم): صغيرتي......هناك ضيفة تريد مقابلتك.....
وكأنها منفصله عن العالم كله......لم ترد منها أي ردت فعل.....كانت منشغلة في ترتيب المكعب
نور عندما راتها اخذت نفس عميق وحبسته في صدرها دون ان تزفره......
نور بهدوء(مترجم): دعيني اعرف بنفسي....سيدة لورين

فهمت اشارت نور ونهضت لورين ثم همست في اذن نور(مترجم): سأترككم لوحدكما

نور هزت رأسها بالرضى .....انغلق الباب عليهما....جلست نور على طرف السرير....نظرت لها.....لا تدري شعرت هناك شبه بينها وبين ابنتها...ربما جسدها الضعيف.....سكوتها الغريب.....لا تدري...ولكن شعرت بالغصة.....حقًّا كلما ارادت الهروب من جميع الأشياء أتت اليها دون ان تبحث عنها!

اقرقّت عينيها.........كيف هان عليهما ان يقولا ماتت؟
كيف هان عليهما ان يجعلاها تكبر بعيده عن حضنها؟
هي متعجبة من اثارة مشاعر الامومة في قلبها فجأة!
مسحت دمعة نزلت على خديها بسرعة........لا تريد أن تُسهب في هذه المشاعر....هي تذكرتها فقط بعد ان رأت هذه الفتاة..
ازدردت ريقها عندما نظرت إليها الفتاة.........حدّقت بنظراتها الشرسة إلى عينيها.....
كان وجهه نور محمر....وارنبة انفها محمرة ايضًا.....
ابتسمت في وجهها
تحدثت (مترجم): مرحبا ...انا نور...سأكون صديقتك....هل تقبلين صداقتي؟
عادت الفتاة لترتيب المكعب .....واشاحت بوجهها عن نور...تنهدت نور...وبقيت ...تنظر إليها بصمت....لا تدري كم من الوقت مضى وهي تحدّق إليها ...ولا تدري لماذا ترغب في الاسهاب بالتحديق في عينيها شعرها...جسدها...يديها الصغيرتين.......لم تنظر لسندرا هكذا....وهي .....لا تدري هل نادمة أم لا على الهروب منها؟
انتهت من ترتيب المكعب......فجأة ودون سابق انذار
سمعت الطفلة تقول(مترجم): اخرجي من هنا...
نور بهدوء(مترجم): اريد أن أكون صديقتك....
سكتت الطفلة وعادت تنظر لألعابها الأخرى.....وانشغلت في لعبة تركيب الصورة المبعثرة!
نور شعرت أن الامر سيكون صعبًا عليها ليس لأنه الطفلة مصابة بمرض التوحد لا.....لأنها ادركت انها ام....واليوم صرّحت بذلك علنًا...
نهضت بتردد....واقتربت من الصغيرة وما زالت عينيها مترقرقتين ........شهقت لا اراديًا ....بعد اختناقها بالبكاء.....
والتفتت عليها الطفلة وهي تقول (مترجم): هل تبكين؟
نور هزت رأسها بلا....تحاول ألا تتحدث ؟
إن تحدثت ستنفجر....
ولكن فاجأتها الطفلة بعد أن نهضت واقتربت منها واحتضنتها بكلتا يديها الصغيرتين لم تقترب كليًّا من جسدها حضن خفيف دون تلامس الأجساد
وهي تكرر
(مترجم): قبلت صداقتك...قبلت صداقتك.....لطفا لا تبكي....
اغمضت نور عينيها.....رفعت يديها بتردد في احتضان جسد الصغيرة لكي تقربها منها ولكن لم تفعل!.....ازدردت ريقها.....وبكت بلا صوت فقط جسد يرتجف
حاولت أن تتحدث بهدوء وهي تكبح مشاعرها(مترجم): سُعدت بذلك حقًا
ابتعدت الصغيرة بطريقة آلية ونظرت لألعابها(مترجم): سأكمل اللعب.....
ثم ابتعدت عنها وعادت تلعب لوحدها وعادت نور تنظر لها بوجع الامومة !
................
.
.
أحقًّا هُناك ما يُسمى بتأنيب الضمير؟
هل من المُمكن أن تستفيض الذكريات بأنينها؟
أيعقل النّدم يُمرض صاحبه ويوقع به على فراش الموت؟
لنفكر قليلًا مَن هو المسؤول عن الشعور بالندم
هل نحمّل ثقل المسؤولية كاملة على اعتاق صاحبها أم نقسّمها على هؤلاء الذين صمتوا ليتستروا على الأمر، ولينهوه دون أن يفكرُّوا بعواقب الأمور؟!
هو يحمّل نفسه الذنب كله ....واعتقلها في استرجاع الذكريات ...بشكل بطيء ومخيف......هو لم ينسى ما حدث طيلة السنوات الماضية هو بدأ يُجبر نفسه على اتباع أسلوب التناسي واللامبالاة حتى به عاش طيلة هذه السنوات محاولًا في اسعاد البقيّة ....فهو يشعر بالندم من ناحيتهم ومن طريق آخر.....يعلم أنه قسى على زوجته في تلك الحقبة الزمنية الماضية.....رغم أنها تحاول بكل جهدها اسعاده.......وامتلاك قلبه ولكن هو لم يتقبلها في وقتها...يشعر أنه مجبور على هذا الزواج ....هو نفسه لم يُشير ببنانه على الفتاة التي يُريدها...حقيقةً هي لم تكن خياره.....لذا لم يتوان في كسر قلبها في ذلك الوقت بالزواج من ديانا....تزوجها....شعر بالحُب .....بالعُشق...بتجدد الحياة....يشعر في كل يوم بتجدد طاقته وشبابه.......ولكن لم يستمر هذا الشعور....انقطع حبله بعنف
خيانةٍ....غبية........وادرك هنا كم عانت منيرة ....وكم حاولت أن تفوز بقلبه وتظفر به....ولكن حينها كان الأمر صعبًا لأنه مرتبط بأمر القبول الذاتي......هو حقًّا لم يقصّر معها...ولكن ادم قلبها حزنًا.......بجفافه .....بعدم عدله في المعاملة معها....كان يعاملها برسمية......حتى انها تحاول عدّت مرات كسر حواجزها ولكن فشلت.....الحق بقلبها الضرر...ابكاها...ليالٍ طويلة.......ولكن بكى هو في حضنها بعد ذلك من شدّت قهر الخيانة لسنتين
...طلب مسامحتها.....وترجّى قلبها بان يفصح عنه......طوى صفحة ديانا ونورة.....من أجل أن يعوّضها ويعوّض أبناؤه ....عن تلك الأيام التي عاش فيها بطريقة حالمية وأنانية....ولكن لم يُدرك أنه دخلا في قسم آخر من معاني الأنانية بتخلّيه عن نور او كما اسماها نورة...لسنوات طويلة!
ادرك أنّ الوجع.....بدأ يأخذ مأخذه في جسده كله، .....هذا هو عقابه لا يستطيع أن يُثبت العكس بعقله......ما يحدث له الآن.....تكفيرًا عن آثامه......شعور قوي يصرخ بداخله أنّ (نورة \نور) هي ابنته وليس كما اخبروه.....وحقيقة ً كان يشعر بذلك مُنذ ذلك الوقت ولكن وقع الخيانة....قهره.....حتى جعله يتخلّى عن جميع الأشياء التي ترتبط بحبه!
حبه الصعب والسهل في الآن نفسه(ديانا) تلك الفتاة.....التي لم تحاول يومًا في استبدال حُب امير بيوسف...ولم تفكر في ذلك ابدًا!

.
.
.
هذه البداية........بداية مؤلمة على عائلته....والخبر نزل على الجميع بصعوبة تقبله.......كاد يدخل في مرحلة قاتلة ....ولكن ناصر وسعود انقذوه....قبل أن تتمكّن منه الجلطة البدائية.....سلِم منها.....ولكن وضعوه تحت الملاحظة.......انتشر الخبر سريعًا.......الجميع بدأ بالتشاغب عليه.....والخوف بدأ يدُب في قلوبهم.....وبدأت التساؤلات
ما الذي حدث حتى يدخل في هذه المراحل المُميته
ولكن ليس هناك جواب!
شيخة لم تكف عن البكاء....ووالدتها لم تكف عن محاولة تهديتها......ناصر شعر بالذعر...من فكرة فقدان والده بينما سعود لوهلة شعر بتوقف الزمن به....صورة ابيه وهو يحاول التحدث بصعوبة.....وعدم قدرته على تحريك بعضًا من أجزاء جسده......وتكريره لقول (اشهد ألا إله إلا الله....)وبسبب ضيق تنفسه لا يستطع اكماله.....اشعل في فؤاده فتيل.....الخوف من الموت......وفكرة خسران الأب!
الموقف عليهم صعب......ويوسف لم يتوقع أن يؤول حاله إلى هذه الدرجة.....
ولكن عدّت هذه الأزمة لن أقول بلا خسائر ولكن الجلطة ما ان تأتي لصاحبها تُترك اثرًا وإن كان بسيطًا فهو مخيف للشخص الذي تعرّض لها!
.
.
ممر المستشفى اصبح مليء بعائلة الناصي وعائلة العالي!
ام سيف ما إن وصل إليها الخبر أتت لرؤية اخيها وغازي ندم لحديثه له شعر انه هو المسؤول عن جلطة أخيه!
بينما
سيف القوا على عاتقه حِمل تطمينهم خاصة بعد أن مسك حالته .....
اطمأنهم على وضعه الحالي
قال: ماله داعي جلستكم هنا......خالي بخير....محتاج بس لراحة.....
تقدم أبا خالد هو يشعر بثقل في قلبه: كيف وضعه؟
سيف فهم انه قلق بشأن أخيه : والله هو بخير.....عدّى مرحلة الخطر....والجلطة خفيفة.....والحمد لله ناصر وسعود تلاحقوه بالوقت المناسب...باذن الله ما راح تأثر عليه كثير....
اعتلى صوت شيخة بنبرة شهقتها اللاإرادية ....وحضنتها وقتها ام سيف.....وبقيت ام ناصر تلملم دمعتها وتكتم شهقاتها....
ناصر بخوف: طيب ابي اشوفه...
تدخل سعود : وانا بعد...
سيف بهدوء: ماقدر.....حاليًا مع العلاج أصلا نايم...ما نبي نسبب له أي ازعاج.....
عزام نظر لأخيه ثم نطق: انا أقول الأفضل تأخذ اختك وامك وتمشون....
ام ناصر بصوت مهزوز: ماني ماشية....لين اشوفه....
جسار مسح على رأسه وهمس في اذن سعود: سعود الله يهديك هد......بسك لا تهز رجولك.....باذن الله خالي بقوم بالسلامة...
سعود بنفس الهمس: شفته شفته ...كان بموت قدامي....
جسار وضع يده على فخذ سعود ليمنعه من هزها: اذكر ربك يا شيخ....قول لا إله إلا الله.....

سيف برجاء وباحترام: يا خالة......والله انه بخير....اوعدك بكرا ادخلك تشوفينه.....الحين مثل ما قال عزام روحوا...البيت...جلستكم هنا مالها داعي أصلا.....

ام سيف برجاء: خلاص جسار يمه وصلنا.....
بو سيف بتأييد: روح وصلهم.....ولا تطلع من البيت خلك معهم.....
جسار بهدوء: ان شاء الله....
ام سيف وهي تطبطب على ظهر شيخه: قومي يمه....قومي...ابوك باذن الله ما فيه شي.....
ام ناصر نهضت وشجعت ابنتها على المشي....
الوحيدان اللذان سمعا بالخبر ولم يأتيا بندر وقصي!...بينما خالد اتى ومنع نوف من المجيء رغم الحاحها ورغبتها في الوقوف مع شيخة ولكن يعلم في الأوان الأخيرة صحتها لم تكن على ما يرام ولا يريدها ان تخضع لضغط كبير!

كان في الدور الأرضي خرج لشراء الماء عاد....ونظر لجسار وهو يخرج وشيخة ووالدتها وعمته يخرجان معه نظر لجسار وجسار همس له بعد أن اقترب منه: سعود مو طبيعي تراه مصدوم من اللي صار لا تتركونه لحاله
وهز رأسه وخالد تفهم الوضع...وذهب لناحيتهم....
قدم الماء لوالده ولزوج عمته ...ولعزام وناصر وخالد ....وكذلك سيف...
جلس بالقرب من سعود الذي يهز رجليه بتوتر
تحدث بهدوء: سعود...ماله داعي هالتوتر....سيف قال انه عدّى مرحلة الخطر قول الحمد لله ....واذكر ربك
سعود بتنهد: لا إله إلا الله...
بو سيف بهدوء: ناصر يوليدي.....دام ابوكم تعبان من فترة وعنيد ما يبي يروح المستشفى ليه ما قلتوا لنا....ليه ما اتصلتوا وعطتونا خبر....

ناصر : والله يا عمي....عمي غازي ما قصر وحتى عمي بو سلطان....اصروا عليه....وراح كذا مرة ودايم يقول ما فيني شي....بس بالفترة الأخيرة....ما هو على بعضه....
كان سيرد عليه ولكن اتى بو سلطان بوجه مصفر
وهو يقول: وش صار على اخوي!
نهض له أبا سيف وامسكه بيده التي ترتجف: اذكر ربك....بخير.....والله انه بخير...
بو سيف تعجبه صداقة إبراهيم مع أخيه يوسف...صداقة لا مثيل لها.....في السراء والضراء!
: تطمن يا بو سلطان.......يوسف عدّى مرحلة الخطر...
بو سلطان جلس على الكرسي وناوله خالد بعد ان سلم عليه علبة ماء
تحدث: وش اللي صار؟
سيف كان مضطر للذهاب للمكتب لأمور عمله قال: تطمن الحين هو بخير......هدوا من نفسكم.....وطمنوا قلوبكم ......خالي والله انه عدّى مرحلة الخطر وبخير...كل اللي محتاج له الحين الراحة....ودعواتكم...
ثم نهض : عن اذنكم...
ثم غاب عن انظارهم
عزام بهدوء: سعود ارجع البيت .....
سعود بسرحان: ما نيب راجع
خالد نظر لعزام ثم قال ناصر بهدوء: ارجع عشان امي وشيخه....انا بظل هنا ......
سعود : جسار معهم....
خالد اخذ نفس عميق: ما يصير كذا يا سعود... عمي بخير......لا تاكل في نفسك كذا.....
بو سيف: قولوا الحمد لله ربي عداه الشر وسلمه من هالجلطة....
تمتموا بالحمد....
ثم همس أبا سلطان لابي خالد: بسبب اللي خبرك جاته؟
بو خالد هز رأسه: ما فيه شك...اي...
بو سلطان بنفس عميق: مادري وش اللي قلب حاله....
بو خالد بسرحان عميق: ضميره....
ناصر التفت عليهما وبشك قال: عمي صاير شي بالشغل....ومكدر خاطر ابوي؟
بو سلطان فهم مغزاه: لا والله وانا ابوك...كل اموره طيبة وما فيه مثلها...وانت ادرى بهالامور....
ناصر بجدية: ابوي مو طبيعي ابد.....وانا عارف مخبي شي علينا...وجالس يفكر فيه لوحده....وانا خايف عليه بصراحة.....لا ياكل ولا يشرب....وحتى النوم ما ينام الا اربع ثلاث ساعات.....ضغطه كله مرتفع.....حاس فيه شي...
بو سيف بهدوء: لا تجلس توسوس يا ناصر....هذا امر الله......
سعود بتأييد: أي له فترة وحالة منقلب.....
بو خالد نظر لهما لفترة مطولة
إلى متى ؟ سيبقى السر مدفونًا إلى متى؟
بو سلطان لتهدأت الأوضاع: يمكن مضغوط من الشغل.....وهالشي وارد.....
خالد : طمنوا نفسكم بس وهدوا واتركوا عنكم وساويس الشيطان....
عزام: ما فيه إلا العافية.......لا تفكرون كذا.......هذا قضاء وقدر.....
بو خالد بتردد وبهدوء ليقطع الشكوك: هو يحاتي اختكم....
بو سلطان سريعًا التفت عليه وهزّ برأسه بمعنى (لا تقول)
بينما سعود وناصر بتعجب اردفوا بنبرة واحدة: شيخة؟
بو خالد تنهد وصد بوجهه عنهما بقول: اختكم نورة!

بانت الصدمة على وجوههم......وخالد وعزام قوّسوا حواجبهما مرّ وقت طويل على ذكر هذا الاسم....حتى بات منسيًا لا يعني شي بالنسبة لهم......نسوا حقيقةً أنّ لهم قريبة تدعى بنورة.....نسوا حتى كيف كان شكلها ....ولكن لم ينسوا لون عينيها المتغايرتين!!

سعود لا يتذكر حتى شكلها هي تكبره بسنة واحدة ولكن يعلم ان لديه اخت تدعى نورة ولكن لا يدري ما الذي حدث لها حتى انه يظن انها توفت!
بينما ناصر يذكرها ....يتذكر ملامحها جيّدًا
ازدرد ريقه : اختي نورة؟
سعود نهض من على الكرسي: مو هي ميته....
بو سلطان تمتم : استغفر الله...
بو سيف نظر لبو خالد: مو هو يطمن عليها ومأمنها عند أمها؟....ولا صار لها شي....وجاه الخبر واصدمه؟

لا يُريد أن يدخل في متاهات اسألتهم التي ستكشف لهم الحقيقة
ولكن نظر إلى زوج اخته
فهو لا يعلم بحقيقة ما حدث بأدق التفاصيل ولكن يعرف هناك حرب نشأت بين يوسف وديانا ادّت بهما إلى الطلاق واصرارها في اخذ ابنتها دعَ يوسف بالتنازل ولكن يظن انه ما زال على التواصل معها من أجل الطفلة!
بو خالد بحشرجة صوته اختنق من ذكريات كثيرة تناثرت عليه في وهلة قصيرة
يعلم تلك المسكينة لا ذنب لها في خيانة والدتها ولكن لا يُلام أخيه....
ففي ذلك الوقت دخل في حالة صدمة واختلال فكري أدى به في اتخاذ هذا القرار القاتل للقلوب!
: لا .......
أبا سلطان ما زال ينظر للوجوه المنصدمه
ومنصت لحديث أبا خالد الذي اكمل
: سالفة طويلة.....مو وقتها أتكلم فيها....
سعود بحيرة : عمي ....كيف....انا اللي اعرفه...
ناصر نظر لأخيه وقاطعه: ما ماتت عمر ابوي ما قال انها ميتة .....يا سعود....

عزام التزم الصمت وكذلك خالد يشعرون بالضياع والتخبط فيما يسمعانه

بو خالد : اذا قام بو ناصر بالسلامة نسمع منه كل شي
بو سلطان فتح عينيه بدهشة
هل يريد أن يقتل أخيه؟
فمن الواضع فضول سعود وجمود ناصر لن يتركا مجالًا للسكوت
بل سينهملان بالأسئلة لمعرفة سبب ما حدث لأبيهم وإن كانت نورة السبب ماذا حدث لها؟ لكي يقع على وجه مظلمًا هكذا!
بو خالد اشاح بوجه عنهم ومشى خطوات بعيدة عن انظارهم ومازالوا يراقبونه بصدمة!
لا ينكر اثقل على أخيه بالحديث ولكن .......ودّ لو يتحدث بصراحة عن هذا الامر دون ان يُراعي أي شعور تجاه أخيه....هو لم يُعطيه الفرصة للتحدث...وإن تحدثا اختلفا وذهب كلًّا منهما في طريق الصراع النفسي!

الأمر ليس هيّن.......ليس هيّن ابدًا تنازله هكذا عن ابنته
اوجع بها قلوب كثيرة لن ينكر انه حاول بشتّى الطرق أن يُعيد أخيه لوعيه ويتمسك بها ولكن لحظتها يوسف كان منهارًا لا يريد أي اثرًا لديانا تركه على ما يهوى ويريد
ولكن لماذا بعد كل هذه السنوات عادوا إلى النقطة نفسها التي تركوها بلا حلول وبلا أي استنتاجات منطقية!
رفع رأسه لينظر للسقف
وبنبرة موجعة لمن يسمعها: الله يرحمك يا بوي!
.
.

فقد تذكر كيف فرح وسعد بهذا الامر بعد أن اخبرهم يوسف انه بدأ بإجراءات الطلاق....سعادته كانت مُخيفة.....كلماته كانت ثقيلة لو تسمعها ديانا لن تتقبلها!
كان سعيد لدرجة لم يتساءل فيها لِم تركت ابنتك؟ لِم جعلت والدتها تأخذها
كل ما قاله
:افتكينا من شرها...الله لا يعودها لا هي ولا بنتها!
.
.
مسح دمعة خانته بالتسلسل على وجنتيه لتعبث بلحيته التي امتلأت بالشعيرات الصغيرة ذات اللون الأبيض!
مسح على وجهه....واخذ نفس عميق ثم دخل إلى الخلاء!
...............................
.
.
.
.
الخبر لا يعلم كيف يُفرحه أم يُحزنه؟
مع هذه الأوضاع اخافه وجعله يتساءل بشكل جنوني ومتردد للطبيب ليستوعب ماذا يُعني؟
يُعني أنّ الأمور ستبدأ بالتعقيد أكثر
سيُرهقهُ الأمر ومن الممكن سيعوده لهاويته الذي خرج منها في هذا اليوم!
هذا يُعني انه سيكذب كثيرًا ، والمخيف أنّ اول ما نطق به بعد اسيقاظه
: بدي نور!

هذا الأمر زاد من إضرابات قلبه.....بعد أن اخبره الطبيب بإفاقته ...وطلبه لرؤية ابنته كما قال له اثقل عليه امر الذهاب إليه ولكن ترك جولي وسندرا وذهب....
لم ينقلوه من غرفة العناية المشددة ما زال تحت مراقبة شديدة يريدون أن يطمأنوا اولًا على علاماته الحيوية......وامور كثيرة قبل ان يقرروا في نقله لغرفة أخرى!
.
.
دخل إلى الغرفة مشى بخطى ثقيلة ، يعلم أمير يفهم ماكس إن كان صادقًا أم كاذبًا يستطيع كشفه

وماكس يشعر بالثقل كيف سيفهمه أنه حاول بشتّى الطرق لحمايتها حتى كان يحميها من ظلها ولكن فلتت من يديه فجأة ، كان عليه ألا يسمح لمراد بإقناعها في الذهاب لأمير كان عليه أن يوقف تمرّد وتدخل مراد رغم أنه أعانه في أمور كثيرة ولكن اليوم يشعر بالتخبط والخوف من كل شي...
.
.
وصل إلى السرير.....كان امير ينظر للسقف...
ووجهه مصفر.....باهت....عينيه لامعتين بالموت! اجل لا حياة بهما.....جسده اصبح ضعيف ونحيل...شكله يُوحي بأنه فزع خائف.....ربما بعد ان افاق من الغيبوبة ادرك الأمور من جديد واستوعبها بثقلها كلها لتجمده هكذا!


.

نبضات قلبه المنتظمة الصادرة من الجهاز هي الوحيدة التي تبرهن وجوده على قيد الحياة ولكن شكله
ووضعيته في الاستلقاء لا تدل إلا على موته ....إلى الآن لم يصدر منه أي صوت.....ولكن صوت تنفسه تارة يُسمع وتارة لا
خاصة بعد ان يكرر عملية الشهيق....ولكن المخيف انه لم يزفر هذا الهواء ابدًا!
.
.
اقترب ونظر لوجهه اكثر تحدث بالإنجليزية
(مترجم):sir….
امير بصوت ضعيف للغاية وبه بحّة مُخيفة
: فين نور؟

ازدرد ريقه ماكس ، فرك أصابع يديه ببعضهما البعض
تحدث بهدوء بعربية مكسرة ومخلوطة : بتعرف......ما زالت على ...
قاطعه امير بعد ان حوّل ناظريه عليه: سمعت صوتها.......كانت تكلمني وتبكي وهي موجوعه.....

ماكس ظن انه رآها في منامه ولكن في الواقع أمير يشعر بجنونه يشعر انه شعر بها حقيقةً لا حلم
ولكن وقتها شعر بها وكأنها سراب
عجز عن لمسها وعن رؤيتها ولكن صوتها يتردد في رأسه بشكل فوضوي ومشتت وغير مرتب ومعروف
ولكن ادرك انها تتألم

تحدث ماكس: هي بخير....لا تتعب حالك....هي ما عمره إجيت ....لك....

سكت أمير......وحديث ماكس أوقع في قلبه ألمًا آخر.....اما زال اعترافه لها يؤلمها؟ أما زال الأثر لم يبهت ولم يتبدّل؟
بكى ، حقًّا بكى بدموع وصوت مخنوق......جعله يتنفّس الهواء ويدخله إلى رئتيه بصعوبة بعد أن يكح عدّت مرات

أخاف ماكس واخذ يطبطب على يديه
: سيدي.....ما تضغط على نفسك....هي بخير....لا تبكي....

أمير وضع يده على عينيه لا يريد أن يرى شيئًا غير الظلام
ذلك الظلام الذي ادخلا هو وديانا فيه نور.....بلا حق منهما!

ديانا دخلت في اوساع الظلام ونور......دخلت في اعماقه المُخيفة بسببهما...وهو اصبح ما بين الظلام والنور يرى كلتاهما غارقتين ....وهو واقف بين تلك الحواجز عاجزًا عن نجدتهما!

تحدث بضعف: بدي اسمع صوتها.....أنا متاكد هيّا منّا بخير....
ماكس شدّ على يده وتحدث بصوت مهتز: بس بحكي معها واقنعها ......راح....خليها....تكلمك...

أمير نظر للسقف اخرج نفسه للنور...وعاد بالنظر إليه ازدرد ريقه محولًا سؤاله إلى سؤال آخر: كيفها لسندرا؟
ابتسم ماكس وطبطب على كف يده ليخفف جزء بسيط من ألمه هالنفسي: بخير....بدها...تشوفك....

أمير ابتسم وارتجف جفنيه في الآن نفسه معلنًا عن سقوط دموع كثيفة مصدرهما الألم!

ماكس اكمل : راح ........بكرا...بخليها...تجي هون...
حرك رأسه أمير برضا تام...وبقي ماكس معه يطمأنه ولكن أمير ما زال مضطرب
وخائف...
.
.

بينما جولي بعد ان علمت بإفاقته شعرت بالسعادة ولكن خافت كخوف ماكس
ماذا لو عرف بهروب نور ماذا سيحصل؟
هذه العائلة مشتتة ، وغارقة في اوساع التخبط الحياتي الغريب.....والأكثر ألمًا أنّ تلك الصغيرة تدفع تخبطهم جميعًا بشكل مؤلم......فهي بعيدة عن والديها ....بعيدة عن حقيقة تلك العائلة.....التي ستكشف يومًا عن انيابها الموجعة لتخرسهما في جسدها وترعبها ......وربما تخل باتزانها لتصبح نسخة مصغرة من والدتها....
نظرت إليها بعد أن أتت تحمل بيدها قلم ودفتر .....جميلة ....وبريئة......ولكن دفعت ثمنًا كان لا يجب عليها أن تدفعه......
ما إن اقتربت مسحت على شعرها....وتحدث بالعربية: البسي النظارة...
هزّت سندرا رأسها بعند
جولي : حبيبي....لازم...يلبس ...نظارة....
سندرا كتفت يديها وبعند طفولي: مابدي شوف حدا....
جولي بتعجب : ليش؟
سندرا زمت شفتيها بقول: ئلت إلك....آ وَانت....
قاطعتها جولي: بليز احكي عربي...
سندرا عادت تزم شفتيها اكثر
جولي اقتربت منها: شوفي؟
سندرا قوّست حاجبيها لتركز بناظريها على وجه جولي: بدي شوف امير....ونور....
سكتت جولي لا تدري لماذا تكرر تريد رؤية والدتها التي تركتها في عواصف الاحداث المرّة
جولي مسحت على شعرها من جديد: أمير راح تشوفيه .....
سندرا : ونور؟
جولي سكتت
سندرا وكأنها فهمت الإجابة نهضت ثم دخلت الغرفة
بينما جولي كانت تنظر لها بتعجب ، هل شعرت أنّ نور والدتها ام ماذا ؟
حقًّا لم تجد تفسيرًا لكل ردات فعلها نهضت وهي تقول بصوت شبه مرتفع: سندرااااااااا......
.
.
.
التردد ما بين القبول والخضوع لأمور أُجبرنا في الخوض فيها بسبب ما يُحيطنا من عوائق كثيرة ! قررنا الخوض فيها لتخلصّنا من مشاكل ظنناها صعبة ومخيفة ولكن بتمسكنا في خيوط النجاة التي ظننها(مخرجًا) لكل هذا
أصبحت مخرجًا لأمر ومدخلًا لأمور لم نتوقع يومًا الخوض فيها...هي لم تقرر على اجبار قلبها في الخضوع في الحب ولم تجبر عقلها يومًا على تقبل حياتها معه سواءً كانت سيئة أم كانت جيّدة ولكن اقنعت كلًّا من قلبها وعقلها على الهروب من مواجهة المشاكل التي تركت على جسدها آثارًا!

هي الآن لن تنكر أنها تعيش قرار اتخذته مجبرة ولكن كانت مقتنعة فيه ولم تدرك عواقبه

نظرت لنفسها في المرآة ، تشعر بثقل ما يحدث ويدور حولها...تقبل والده للأمر سريعًا مخيف....وخطّتهما في إتمام الأمور امر يخبرها بجديّة قرارها الذي اتخذته مسبقًا
مسحت بديها على شعرها الرطب وارجعته للخلف .....نظرت لجسدها.....كانت ترتدي كعادتها بجامة ذات طابع طفولي! شدّت بالقميص لتلصقه على بطنها وتمسكه من الخلف نظرت لبطنها
أحقًّا تحمل بداخلها طفلًا؟
مسحت على بطنها وشعرت برعشة تتسلل إلى أعضاء جسدها كله
ازاحت يديها سريعًا ونظرت لوجهها
تحدثت كالمجنونة: يمه.....يبه.......تزوجت....مسيار......اجبرت نفسي .....اني اتزوج.....اني .....احاول اتقبل الرجل إلّي دخلته في حياتي ....بس عشان ....اوقف المشاكل لأني تعبت.......حاولت ما أأذي احد.....عشان ماحد يأذيني بس صار العكس.....اللي اخذته طيب.....حنون...حبني.....بس مابي اصير.....
سكتت ثم ترقرقت عينيها بالدموع لتكمل: مسؤولة عن أي احد......ابي اشيل مسؤولية نفسي وبس....واعيش بهدوء....بعيد عن المشاكل لأني..يمه.....تعبت....وأحس.. خايفة....خايفة من حياتي.......ودي لو ترجعون لي أنتي.....وابوي....
مسحت دموعها برجفة أصابع يديها: يبه.......تكفى ارجع لي......شيل هالخوف مني ....طمني بكلامك.....قولي قراري صح ولا غلط.....قولي ....
ثم انهارت باكية : يمه......انا حامل.....يمه......احس اني ضايعة.....احس قراري غلط....احس اني تسرعت....يمه ....يمه...احس....

سكتت، واخذت تنظر لنفسها بنفس متسارع بقيت على هذا الحال لمدة دقيقة ثم مشت لناحية السرير رمت نفسها على السريري، ودفنت رأسها تحت الوسادة وبكت....تشعر بالعجز ....تشعر بالشتات وعدم فهم الذات....التذبذب الذي تعيشه ناجم عن ما عشتهُ سابقًا
تحدثت
ما بين شهقة وأخرى: رحتوا .....تركتوني.....ليش رحتوا...ابيكم انا......انا من دونكم...ولا شي.....اغلط......واجد.....قراراتي....كلها غلط....من بعدكم انا ضعت.........

ثم قرفصت رجليها لتجعلهما قريبتَين من بطنها وهي تبكي
: حاملللللللل....بصير ام.....ام فاشلة........ما تعرف تحب.....ولا تعرف تكره....ضعيفة.....الكل ياكل حقها وهي ساكتة......هذا يضربها....وهذيك تهددها......والكل بس يبي فرصة.....عشان يأذيها.....
شدّت بيديها على الوسادة وهي تكمل بهذيان جنوني: قصي بيكرهني......بيجي يوم....وبيكرهني مثلهم.........خالي.....زوجة عمي....عيال خالي.......كلهم يحبوني لم كنتوا بس انتوا موجودين متوا....وكرهوني صاروا يبون يفتكون مني....حتى هو ....بيكرهني....بس اجيب له الطفل بيكرهني.....مثلهم.........انا وحده ما انحب.......ولا تعرف تحب.....اعرف احبكم انتوا بس....
بكت لدققتين دون تحدث
.
.
ثم قالت

: حتى محمد لم حسيت احبه..........كرّهتني فيه امه.......احس كرهته عشانها تضربني.......كانت خايفة عليه مني ........وكأني يا يمه .....مجرمة....عاقبتني.....اتركت على جسمي اثر....والحين ....تعاملني ولا كأنه صار شي....عشاني بس تزوجت.....وعمي......هم يبي يفتك مني لو ما يبي ما كان وافق على قصي من الأساس........يمه انا ضااااااااااااايعة......ضااااااااااايعة يمه.......والله ضاااااااااااايعة....

بكت ، صرخت ...انّبت ضميرها.....وبخت نفسها ....تشعر بالفقد والاشتياق لوالديها تشعر أنها غير قادرة على ان تعيش بلاياهما هذه الاحداث الذي ظنّ قصي انها ستفرحها ترجمة لها أمور أخرى مخيفة وأثارت استنتاجات مرهقة لها!
.
.
.

....
بينما هو قرر أن يقاطعها ولكن لم يستطع....لا يريد ان يكون مثلها تمامًا في العناد لأنه ادرك سيخسر في لعبة العنِاد هذه لذا تنازل عن رّد الصّاع لها فهي بكلا الحالتين غيابه عنها يُريحها وهذا ما فهمه وأخافه لذا لن يبتعد سيحاول أن يتفهم وضعها ويُمسك بيدها ليخرجها من ظلام ما تفكر به!

لذا
اتى اليها ليطمئن......فتح الباب....اغلقه
وكالعادة الشقة بأكملها هادئة......

تحدث ليعلن عن وجودة ولكي لا يخيفها نادى: مُهره....

سمعت صوته .....ونهضت من على السرير سريعًا كالمقروصة راكضة لناحية الخلاء.....دخلت وهو دخل إلى الغرفة سمع اغلاق الباب
تنهد، ونظر للسرير.......كان مبعثر.......نظر للوسادة التي سقطت منها بعد نهوضها السريع.....ووقعت انظاره على بقعة ...لا تدل إلا على دموعها على ذلك الفراش.....تنهد بضيق وفهم أنها هربت لكي لا يراها وهي على ذلك الحال....لذا طرق باب الخلاء: مُهره
اجابته دون تردد وهي تمسح دموعها وترشح وجهها عدّت مرات: بطلع.....
ارشحت وجهها عدّت مرات من جديد اخذت نفس عميق...حاولت ان تسيطر على نفسها....فتحت الباب ولم تنظر إليه ولكن هو نظر لها بنظرات متفحصة وادرك من خلال وجهها المحمر وإلى تبهدل شعرها وسرعة تنفسها انها فعلا باكية
كانت ستمشي ولكن سدّ الطريق عليها
نظرت له : وخر....
قصي سكت، ونظر لعينيها لم يتحرك ، لذا مشت ودفعته قليلًا بيدها وجلست على السرير
سحبت هاتفها لتعبث به
ولكن اتى وجلس بالقرب منها
قائلا: ليش تبكين؟
مُهره دون ان تنظر له وبصوت مبحوح: على حظي .....
ابتسم رغمًا عنه
قصي سحب الهاتف من يديها قائلًا: متوترة؟
مُهره تحاول أن تظهر قوتها : ليش ان شاء الله؟
قصي : من كل شي.....
مُهره سكتت
تحدث بهدوء: ما فيه شي يخوف ولا له داعي هالتوتر....
مُهره بجدية : ارتباطنا بشكل ابدي ببعض غلط....
قصي تنرفز منها
أكملت : قصتنا قصيرة يا قصي.....ليش تحاول تخليها طويلة!
نهض من على السرير حديثها منرفز للغاية لن يسكت
انفجر وهي يُشير لها: ما نيب حقير ولا نيب ولد(.....).....عشان ما يكون عندي لا ضمير ولا إحساس.....واتركك في نص الطريق وانتي توّك بنت ماعرفت من هالدنيا إلا الشي البسيط.........

ابتسمت ابتسامة جانبية تنّم على السخرية

اكمل: مُهره انا واحد أخاف الله مابي اظلمك.....وغير كذا....حبيتك........واقتنعت فيك......ليش مو قادرة تستوعبين هالاشياء هذي....ليش احسك مو واثقة فيني......يمكن صدق أكون السبب في عدم هالثقة بسبب معامليتي لك بالبداية .......بس أنا انسان مانيب ملاك اغلط........وهذا انا اعترف لك بغلطي واطلب منك السماح بعد......

ترقرقت الدموع في عينيها ، شعرت بالاختناق حكّت ارنبة انفها سريعًا لتداري شعورها المشتت
نهضت وابتعدت عنه ولّت بظهرها عنه لتردف بصوت محشرج
: قصي.....انا خذتك عشان هدف واحد.......يمكن تشوفني انانية في هالهدف وما دري كيف أصلا تحقق رغم اني ظنيت راح تكون فيه عقبات كثيرة من اني ارتبط بهالطريقة بس سبحان الله.......قراري وضّح لي قد ايش اهلي يحبوني ويعزوني.......وتحقق هدفي ....وابتعدت عنهم وعن اتهاماتهم ومشاكلهم.....اخترت هالطريق عشان ارتاح......واريّح نفسي وجسمي....فجأة لقيت نفسي...

فهم الجزء الآخر مما ستقوله لذلك لم يمهلها في قوله اتى سريعًا خلفها واحتضنها من الخلف وقبّل كتفها وهو يقول
بندم: تكفين لا تكملين......مُهره.......
قوّست حاجبيها وشدّت على اعصابها ، مستنفره منه
ولكن شد عليها ليثبتها في مكانها ويكمل
: ما نكر كنت مسوي بيني وبينك حاجز ومعاملك معاملة ما ابي احط لها عنوان!
اغمّضت عينها وانسابت دموعها بقهر
اكمل بصوت موجع
: لكن وربي ما كنت راضي عن نفسي احس اللي جالس اسويه غلط....بس مثلك زواجي منك كان لهدف ...ابي اثبت ......لأهلي اني قادر اسوي اللي ابيه...بدون تدخل منهم...بس طلعت غلطان....كان المفروض أتقدم لك رسمي بدل هاللخبطة.......
ثم ابتعد عنها ولفها لناحيته رغما عنها ليرى دموعها واحمرار وجهها ليكمل: اثنينا متساوين في الهدف....واثنينا انانيين يا مُهره........
مُهره بغصّة وبجفن يرتجف للأعلى وهي تقول: اوجعتني!
قصي رقّ قلبه امسك يدها وقبّلها بلطف: سامحيني!

مُهره وكأنها حقًّا وجدت لها مخرجًا لتصارحه بكل الأشياء: اوجعتني حسستني إني رخيصة.......ما كنت فاهمة شي....رميت نفسي بهالزواج ...وانا عميا.......صدمتني وكرّهتني بنفسي.....

قصي فهم رسالتها بدأت وكأنها تُذكّرَه بما فعله بها في بداية زواجهما وعلى أي مبدأ كان يُعاملها
وهذا الامر بدأ يأكل قلبه من القهر من نفسه!

طبطب على يدها ونظر للسقف تاركًا لها المجال للفضفضة
: واكثر شي احس دمرني ....وخلاني احس جد اني شي ما يسوى لم رجعت للرياض بعد غيبتك.....و....
انخنقت في عبرتها بترت جملتها التي ستكسر قلبه اكثر ولكن تنفس الصعداء حينما بترتها
واكملت : اوجاعي كثير......اوجاع من اهلي......وجع اشتياقي لأمي وابوي.......هو لو بس .....لو بس ما ماتوا ....كان انا بخير.....
شد على يدها واقترب منها قليلًا: استغفري ربك.....
سحبت يدها منه ونظرت لعينه: قصي انت ما تعرفني.....وانت ما تحبني انت اعتدت على وجودي بس......ومعرفتك بالحمل يمكن هي اللي حفزتك انك تعلن الزواج....

قصي بنبرة انكسار: لو مرة بس احسني الظن فيني؟
اخذ نفس عميق ليردف: شكلك نسيتي اني قلت لك راح اعلنه قبل حملك ......
مُهره ازدردت ريقها: مابي لا زواج ولا حمل ولا عيال.....ابي أعيش لوحدي وبس.....
قصي اقترب منها فهم عمق جرحها منه وجرحها من حتى أهلها لا يعرف كيف يواسيها
تحدث بهدوء: الوحدة شينه.....والنفس تبي الانفس معها......ماحد يتمنى يعيش لحاله وكانه مقطوع من شجرة ....

مُهره نظرت له برجاء وبنبرة خانقة: تكفـ....
رفع يده ليوقفها عن الحديث: انتي تكفين وثقي فيني..........افهميني .......عطي نفسك فرصة تشوفين الحياة من جانب ثاني.......تكفين....مُهره.....لا تحرقين نفسك في فوضاوية تفكيرك هذا.......

بكت
واقترب اكثر واحتضنها ، لن تنكر انها بحاجة لهذا الحضن وإن اوجعها ذات يوم ولكن هي بحاجة إليه
شدّت عليه بيديها تحدثت بشهقة: ابي امي وابوي.....قصي احس خايفة....قلبي يوجعني....
طبطب على ظهرها ومسح على شعرها تسللت رعشات جسدها إليه فهم مُعانتها ....تعيش في صراح نفسي ما بين الماضي والحاضر.....اصبحت مجوّفة من الداخل بسبب الآهات التي اطلقتها مسبقًا دون ان يشعر بها احد كانت تبحث عن الأمان .....اهداها الأمان بمقابل شيء اشعرها برخصها والآن اشعره بحقارته!
شدّ على جسدها بيديه وكأنه يريد ان يمتص منها هذا الخوف ويخبرها بأسفة
همس: اسم الله على قلبك ......
مُهره اغمضت عينيها وكأنها تريد الهروب ، الهروب في حضنه ونسيان كل الأمور السيئة التي حدثت

همست له: علمني كيف أعيش بدون ذكريات.....

شعر بانفلاق قلبه، ربما تقصد في جملتها هذه ذكرياتها مع والديها وما حدث بعد وفاتهما مع أهلها ولكن هذه الجملة كسرت قلبه لأنه سريعًا ما اتى في عقله ما فعله بها ببداية الزواج شد عليها شعر باختناقه
لم يهتم في الماضي بمشاعرها ولم يُدرك انها انسانة تشعر وتحس .....كان يفرّق غضبه فيها...يأخذ حاجته منها...يخرج...دون ان ينظر لحاجتها......دون ان يسمع لِم يضايقها.....لم يكسر الحاجز......حاجز الرسمية ......ابدا...لم يكسره...ولم يتوقع يومًا انه سيقع في حبها.....ولم يتوقع انه سيتورط في عشقها......ندم......ندم على انه احدث جروح للتراكم على جروحها القديمة...

مسح على شعرها وبكت هي اكثر ترك لها المجال في البكاء وحمد لله انه لم يعاندها في المجيء لها
هي حقًّا بحاجه إليه ولكنها لا تعترف بذلك وتظن لو بقيت لوحدها سيكون الأمر افضل مما لو كان هو بقربها
ولكن لن يترك لها مجالًا بعد اليوم في البقاء لوحدها
وإلا ستجن
!
..........................................
.
.
.
انتهى الدوام........لم تتقبلها...لم تشاركها الحديث....لم تدعيها للعلب معها.....تركتها كما تريد....وبقيت في الزاوية تحدّق فيها........ليزداد وجعها!
سلبوا منها الأمومة على منطق الحماية!
ابعدوها عن المسؤولية على مبدأ التخفيف عنها!
وقتها كانت صغيرة للغاية كان عمرها ما بين الخامسة عشر او السادسة عشر!
كانت مراهقة طائشة .......ادخلت نفسها في متاهات حُب طائش وعناد وكسر قوانين مخيفة ......جرّبت أمور سواءً كانت مباحة ام لا وهي في عمر صغير حتى بها جنّت من ورائها الشعور بحركة جنين في بطنها......بألم الولادة ......بألم الخيانة.......بألم الغدر......اوجاع على اوجاع.......تراكمت عليها لتدخلها في عواصف الآلام النفسية
فكانت ردت فعل ديانا وأمير ابعادها عن كل الأشياء التي تذكرها في مُراد والتي كانت تعرفه بشخصية (بهاء الدين)
طفولتها كانت مليئة بـ التنمر......مليئة بالصعاب .....بعدم قبول المحيط الذي تعيشه.....اشياء كُثر كوّنت شخصيتها الانحيازية ما بين التذبذب والعناد والقوة والممزوج بالجبروت!
ولكن رغم كل هذه الأمور كان عليهما ألا يقررا بدلًا عنها!
تنهدت بضيق مشت على الرصيف
ربما هذه المرة ستهرب من هذه الوظيفة التي ستجلب على عقلها الكثير من الذكريات والتفكير لن تتردد في الهروب من كل الأشياء التي تحزنها لأنها لن تسمح بعد الآن ان تتجرّع نوع آخر من الاحزان !
قطعت الشارع الأول سمعت رنين هاتفها
سحبت الهاتف من مخبأ بنطالها أجابت: هلا
إيلاف : خلصتي؟
نور حدّقت لمن حولها وهي تمشي: أي ...الحين بجي الشقة
ايلاف دون مقدمات: اشفي صوتج؟
نور : ولا شي
ايلاف سكتت ثم قالت: طيب.......تعالي تغدي معاي.......في مطعم سُلطاني.....
نور اضحكها الاسم فجأة: هههههههه ايش......شالاسم؟ تنكتين صح؟
ايلاف ابتسمت على ردت فعلها: لا عاد هالمرة للأسف ما انكّت ......
وبنبرة غضبت: تعالي يا حـ.......يوعانه حدي......
نور مشت بخطى متسارعة : من جدك فيه مطعم في أمريكا بهالاسم؟
ايلاف : صاحبة سعودي تبيني اروح له أقوله...... حضرت نور مو عاجبها اسم مطعمك....عفيه غيره عشانها؟

نور : وجع وجع كلتيني......ارسلي اللوكيشن وبجيك.....
ايلاف : تراه قريب من الشقة
نور بنرة حادة: طيب رسلي اللوكشن بلا لعانة....
ايلاف ضحكت : هههههههههههه انزين.....لا تتأخرين والله يوعانة حدي......
نور ضحكت بخفة: هههههه باي....
.
.
.

أغلقت الخط......وبعد مرور عشر ثواني تلقّت الرسالة .......اوقفت سيارة أجرة اشارت له بالمكان المنشود لم تأخذ سوى عشر دقائق للوصول إلى ذلك الحي نزلت من السيارة نظرت لوجهة المطعم
.
.
.
.
رفعت رأسها وقرأت الاسم
((Sultani Restaurant))
.
.

ابتسمت ثم دخلت .......ودارت بعينيها على الموجودين عندما رأتها إيلاف نهضت من على الكرسي وأشارت لها
حتى بها مشت لناحيتها رأت امامها صحون كثر ومن الواضح انّ إيلاف بدأت بالأكل
لذا
ضربت على كتف ايلاف بخفة وهي تقول بصوت اشبه للهمس: وجع في بطنك يا كـ..........ما نتظرتيني....

إيلاف لم يهمها تناولت لقمة جديدة: تأخرتي...
نور وضعت حقيبتها جانبًا على الطاولة: كذابة....أم بطنين.....
إيلاف توقفت عن المضغ وتحدثت متفاجأة: آمبيه .......تعرفين كل المصطلحات العامية العربية.......

نور ضحكت على ردت فعلها اشارت لها: بلعي لقمتك....بس.....لا تفشليني قدام الناس....
بلعت ايلاف لقمتها وشربت من كأس الماء
ثم اقترب مستندة بيدها على اطاولة: صج صج شلون جذه كأنج ساكنة بالسعودية .......ومو عايشة برا من سنين.....
نور مسحت على شعرها يوترها هذا الحديث اردفت : مادري ...يمكن عشاني كنت اتابع مسلسلات عربية كثير......ويمكن عشاني عشت سنين هناك حتى لو كانت بسيطة اكيد بتترك اثر....
ايلاف هزت رأسها بتفهم ثم تساءلت بحماس: ما قلتييييييي شسويتي؟
نور اخذت ملعقة وبدأت تأكل من الرز الذي أمامها: ولا شي.....بترك هالشغلة ماحسها تناسبني....
ايلاف قوّست حواجبها: وليش ان شاء الله تهدينها هو عندج وظيفه غيرها عشان تهدينها بارده مبرده؟
نور بلعت لقمتها ولكي لا تسهب في هذا الحديث: ما رتحت للأهل...
ثم بلعت اللقمة ولتغير مسار الحديث: الله وش يسمون هالطبخة؟
ايلاف فهمت انها تغير الامر لذا لم تحبذ أن تطيل الامر ستتحدث معها في وقت لاحق قالت بحده : كل شيء تعرفينه جات على هالطبخة.....
تركت نور الملعقة على الصحن ليصدر صوت قليلا ثم قالت: جالسة تحسديني....
ايلاف نظرت لمن حولها ، اصواتهما ملفتة للأنظار
تحدثت بهمس: مينونة الكل يطالع....
نور ابتسمت : أمانة من متى تهتمين للي حولك؟
ايلاف اخذت لقمة من جديد مضغتها سريعا لتردف: صاجة ما عمري اهتميت....
نور ضحكت بخفة وبجدية: هههه صدق عاد وش اسمها؟

ايلاف : برياني....
نور مضغت لقمتها وهي تردف: واضح واثقة في هالمطعم انه حلال....ولا ما كان خذتي راحتك في الطلب....

ايلاف ضحكت : ههههههههههه والله من ييت أمريكا وانا اطفح من اكلهم ......دلني عليه طارق......صاحبه طالب سعودي يدرس اهنيه .....واظن اسمه سلطان بعد......
فموثوق دام صاحبه عربي.....ومسلم .....خلاص أمّنت....

نور ضحكت: هههههههههههه زين لقيتي لك من اللي ما يحرمك عن الاكلات اللي تحبينها....
ايلاف : أي والله...
نور بهدوء تساءلت: ما شفتي طارق؟
ايلاف توقفت عن الاكل شربت القليل من الماء: لا......واحمد ربي الف مرة اني ما شفته....
نور طبطت على يد ايلاف وبحنية: انسي....
رفعت ايلاف يدها الأخرى على يد نور طبطبت عليها: قولي لي شنو صار بالضبط واضح انه صار شي مكدر خاطرج...

نور بلا مقدمات تنهدت: راح أكون مسؤولة عن بنت تعاني من مرض التوحد
ايلاف بتهم: مالومج لو تركتي الوظيفة الوضع اكيد صعب....
نور شتت ناظريها: موع شانها مريضة...
ايلاف انشد انتباهها هنا وبدأت تنظر لنور بشك: أيل؟
نور بشتات: مادري احسها تشبه ساندرا......وحسيت انه...
ايلاف نظرت لها بتمعّن تريد ان تكمل، تفصح عمّ بداخلها ولكن للأبد ستبقى نور كما كانت عليه
ولكي لاتدع هذا السكوت يطول قالت بمرح: أمبيه سندرا تشبه عيال الأجانب....يعني حلوة مو مثلج تخرعين....كأنج ينّي.....
ضحكت نور وهي ترمي على وجه ايلاف بعضًا من ورق الخس
: حيوانة.....
ايلاف مسحت على وجهها لتمسح قطرات الماء من عليه
ثم اردفت: انزين شلون يعني بظلين جذه لا انتي قادرة تجاوزين شي من اللي صار لج وتشتغلين ولا انتي قادرة تدرسين بسبب اوراقج الرسمية اللي موعندج.....
نور بحسم الامر: بداوم خلال هالاسبوع بس وبعدها بقول لهم
ورفعت يدها: باي.....
ايلاف كملت: وبعدها اكلي تبن....وقعدي بالشقة لا شغل ولا مشغلة...
ثم اردفت بشكل سريع وحماسي: شرايج تشتغلين عندي تنظفين الشقة وتطبخين واعطيج.....راتب....
نور تجاريها في هذا الخبال: كم بتعطيني؟
ايلاف بتفكير وهي تكتم ضحكتها: دينار كويتي....
نور قوّست حاجبيها : كم بالدولار؟
ايلاف تحاول ألا تضحك سكتت
نور : حيوانة والله .......اكيد مبلغ ولا يسوى.....
ايلاف ضحكت: هههههههههههههههههههههههههههههه
نور باحراج: قصري صوتك والله لا يجون ويطردونا....
ايلاف هدأت قليلًا ثم قالت
نور بجدية: بدوّر على شغل من جديد.......
ايلاف : اعتقد هنا يبون عاملات.....
نور : متأكدة؟
ايلاف : والله مادري بس اذكر ذاك الأسبوع شفت اعلان عن شي مثل جذه.....
نور عادت تأكل: لخلصنا نسألهم كملي اكلك عشان نروح الشقة احس ابي انام تعبت....
ايلاف تأيدها: أي والله تعبت وايد اليوم
نور بانسجام مع الاكل: اكلي....اكلي....عشان نروح نخمد......
ايلاف وهي تمغض لقمتها ضحكت بخفة: وربي عليج كلمات تخليني اشك انج عشتي في أكسفورد لسنوات طويلة
نور وهي تغلط طريقة ايلاف في لهجتها: آمبيه عاد...سكتي لا اطعنج بالملعقة....
ايلاف بجنون: يمه يمه على الحجي الكويتي....
نور ضحكت بخفة واكملت اكلها دون ان تعلّق
كلتاهما تحاولان التخفيف عن بعضهما البعض كلتاهما تحاولان نسيان مسببات جراحات القلب تحاولان النظر للحياة بعين أخرى للاستمرارية في الحياة وبطريقة مختلفة وربما جنونية !
بينما هناك في تلك الزاوية لم يشعروا بوجود شخص من خلف الأبواب الزجاجية يلتقط لهما الصور بشكل متكرر وعشوائي ثم غادر مكانه بشكل سريع دون ان يُلفت النظر!
........
.
.
.
تريد أن تراها لا تريد ان تترك ابنت عمها وهي على هذا الحال تعرف حساسية ونعومة مشاعرها
وتأججها بشكل سريع ومتناقض تفهم عقليّتها كثيرًا

تحدثت معهما
: حرام عليكم خلوني اروح لها....
الجازي بهدوء: نوف....وش تروحين....خالد كلّم بندر وقال له عمي بخير...ماله داعي تروحين...
نوف ضربت برجلها على الأرض: ابي اوقّف جنب شيخة اكيد الحين منهارة...
بندر خرج من المطبخ: بكرة اوديك لها.....الحين روحي نامي بس.....
نوف : قسم بالله مالكم داعي....خلوني اروح لها.....
بندر رمقها بنظرات حاده: اتصلي عليها وتطمني سالفة اوديك لها...ما نيب موّديك......
نوف بغضب: قول كذا من قبل.....خلاص اترك السواق اجل يوصلني...
الجازي نهضت : قلنا لك روحي بكرا......لا سوينها سالفة الحين....
نوف تأففت بينما الجازي صعدت لغرفتها
نوف بانفجار: وبعدين تعال قولي.......شمسوي لها انت؟
بندر كان يرتشف من كأس الماء عندما قالت كلمتها كح
ونظر لها : وش قصدك؟
نوف اقتربت منه: تعاملها بأسلوب جديد....وكأنك تقول لها
وأشارت لها بيدها: باي!
بندر ابتسم رغمًا عنه هل كانت تفضفض عن صدّه لها وهي السبب الأول والأخير في ايقاظه على امر كان مغمض عينيه عنه
: مالك شغل....
نوف وضعت يديها على خصرها: لا حبيبي لي شغل ونص حتى لو انك اخوي ما راح اسمح لك تكسر قلبها.....
بندر بحده: قصري حسك لا تسمعك الجازي....
نوف بسخرية: عادي خل الكل يعرف انك عاشق وش فيها....
بندر : جنيتيييييييي؟
نوف : لا بعدي ما جنيت.......بندروه شيخه تراها حساسة انتبه تكسرها....وربي اكسر لك راسك....
بندر بغضب: شكلك ناسية انك تكلمين اخوك الأكبر منك يا نويّف
نوف بنبرة خوف وجدية في الآن نفسه: انا بس احذرك....
بندر أشار لها: انا أقول روحي طسي نامي احسن ما افصل عليك.....
نوف بتأفف: بروح اكلمها أصلا....
بندر بتصريح : لا تتصلين بكلمها انا...
نوف سكتت ونظرت لوجهه قوّست حاجبيها وبشك: تكلمها؟
بندر بلل شفتيه: عندك مانع؟
نوف بقصد قالت: عادي تقولها في وجهي كذا يعني؟
لا يريد أن يخوض معها في هذا الحديث يعلم الامر غير محبب وغير لطيف في مجتمعه ولكن حقًّا هو يريدها ولا يستهين بمشاعرها او يتلاعب بها
بندر جلس على الكنب: أي عادي...
نوف لتقهره: اجل حتى انا بروح اكلم حبيبي دام صرنا فري....وكل شي ينقال على بلاطة من يوم ورايح بصير واثقة من نفسي ......وبتكلم بِلا حدود!
بندر ارعبها بنظراته وبصوت خشوني حاد: نوووووووووووووووف
اخذت وضعيت الاستعداد للهرب وصرخت بخوف: والله امزززززززززززززززح
ثم ركضت على عتبات الدرج...
بينما هو ابتسم على ردت فعلها ، حقًّا نوف قادرة على النصح......على ايقاظ الأمر على الأمور....وعلى تغيير مزاجه واسعاده ......بطبيعة شخصيتها ....
سحب هاتفه واتصل عليها...
.
.
.
.


كانوا في الصالة جالسين .....ما زالت ام سيف ترسل كلمات الاطمئنان وجمل التفائل لهما
: قولي الحمد لله ربي دفع عنه الشر وسلمه من هالجلطة....
ام ناصر: الحمد لله...
ام سيف بتنهد: وانتي يمه هدي عمرك ولا تبكين....وقومي اكلي لك لقمة وروحي ارتاحي...
شيخة نهضت وفي الآن نفسه رن هاتفها وهي تقول: ان شاء الله
ام ناصر التفتت عليها: من يتصل؟
شيخة نظرت للاسم
ازدردت ريقها وبكذب: نوف....
ام يوسف: ردي عليها وطمنيها وقولي لها تطمن الجازي .....
شيخة : ان شاء الله عن اذنكم
ثم اجابت
.....
بينما ام ناصر قالت: يا نجلا اخوك مو طبيعي......اللي صار له كله من التفكير......
ام سيف بهدوء: هو قال لك صاير شي في شغله ؟
ام ناصر بتنهد وسرحان: شكله يفكر بالماضي...وحن قلبه.....على ...
قاطعتها ام سيف بعد ان استوعبت ما تعنيه منيرة: لا تحطين شي بذمتك اخوي مسحها من حياته للأبد يا منيرة......
ام ناصر ترقرقت الدموع في عينيها: القلب يحن لو ايش.....
ام يوسف طبطبت على كتفها: والله قلبه مكسور منها.....
ام ناصر نظرت لعينيها: قلبه حن على بنته اللي تركها.....من صدمت اللي صار....
سكتت ام سيف....شعرت بقشعريرة تسللت في جسدها

: نورة؟
هزت رأسها بالتأكيد
ثم أكملت: ما ينام...وفكر فيها.....ولوم نفسه بصوت ....يكفرني ماسمعه....الشوق لها ياكل من صحته......
ام سيف ببهوت: قصدك ضميره اللي ياكل منه....
وبتنهد: وش اللي طرى عليه وذكّره فيها....
ام ناصر ولي اول مرة صرّحت: خطوبة سلطان لشيخة...
ام سيف بعدم فهم: شلون؟
ام ناصر بحشرجة: شيخة كانت رافضة......وهو اعطى بو سلطان الموافقة...بس انا ضغطت عليه بالكلام.....وجبت طاريها...له...وقلت لا تسوي فيها مثل ما سويت في اختها....ومن هالكلام......و...
ام سيف قاطعتها: ذكرتيه فيها...
هزت رأسها
أكملت ام سيف: ان جيتي للحق اخوي غلطان....
ام ناصر بقهر: اغلاط اخوك كثيرة.....
ام سيف : ما صفح قلبك عنه....
ام ناصر بهدوء نظرت لها: لو ما صفح ما قدرت أعيش معاه.......بس اثر الجروح ما نمحت......وحنينه لبنته ذكرني بالماضي ......يا نجلا....اللي صار لي بالماضي مو شي سهل....
ام سيف لتهدأ وضعها: انسي الماضي ولا عاد تطرينه......وقولي الله يقوّم يوسف بالسلامة ....
ام ناصر بسرحان: آمين!
..............

في الغرفة
تحدثت بنبرة باكية: خايفة يموت...
بندر خرج لحديقة المنزل المتواضعة: وش هالحكي لا تفاولين على عمي.....كلمت خالد وقال لي انه بخير...

شيخة مسحت دموعها: عمري ما تخيّلت راح اشوف ابوي ضعيف ......ومنكسر ويتوجع ...كذا....
بندر بمواساة: قولي الحمد لله ربي عداه شرها...
شيخة تمتمت: الحمد لله.....
ثم انتبهت لشعار أبعدت الجوال عن اذنها ثم اعادته: نوف تتصل....
بندر ابتسم: حيوانة تعاندني...
شيخة بعدم فهم: شصاير بعد...
بندر : مقهورة اني ما وصلتها بيتكم.......وكانت بتتصل عليك وقلت لا تتصلين انا بتصل عليها...
شيخة ضحكت بخفة: ههههه ....طيب ليش ما جبتها؟
بندر بجدية: نوف تعبانة.......
شيخة بخوف: جد؟؟؟؟ما قالت لي
بندر بهدوء: هي عمرها ما تصرّح بهالشي........ودايم تخبي عنّا تعبها...وتحاول ما تبيّن ألمها.....ما حبيت اجيبها لك وانا عارف انها بتبذل جهد تخفف عنك....وهي أصلا تعبانة....
شيخة بخوف: لا تخوفني بندروه شفيها؟
بندر بتنهد: سكرها هالاسبوع مو منتظم......يا انها تاكل من ورانا سكريات كثيرة ومن هالخرابيط يا انه نفسيتها صفر وجالسة تبيّن لنا العكس...فنحاول نبعدها عن كل شي يسبب لها ضغط نفسي بدون ما تحس....
شيخة اجتمعت الدموع في عينيها: عمري هي والله....
بندر ابتسم رغمًا عنه: طيب وانا...
شيخة مررت جملته وهي تقول بجدية: دايم نوف ...تحاول تسعد اللي حولها وتفكر فيهم ولا تفكر بنفسها.......وانا بعد ما قصرت ما غير اتشكّى لها في الأوان الأخيرة...
بندر بضحكة: هههههههههههههه طبعا تشكّين لها مني صح......لا تحاولين تنكرين واضح
شيخة ضحكت بخفة ومسحت دموعها التي انسابت على خديها فجأة: هههههههههههههههه طيب دامك عارف يا حيوان ليه تسأل؟
بندر بهدوء: شيخه....
شيخة : نعم...
بندر بجدية: من يوم ورايح أي شي يصير بينا لا قولينه لها خلي بيني وبينك فيه خصوصية....
شيخة بهجومية وبطريقتها المعتاد عليها: تخسي والله.......نوف هذي اختي...ماقدر يحكني لساني لو ما أقول لها شي....
بندر انفجع من حديثها
ثم انفجر ضاحكًا: هههههههههههههههههههه
ثم قال بنفس هجومها: شلون اجل قدرتي تخبين عليها من يكون حبيبك ؟
شيخة : بصعوبة والله حسيت بموت......

بندر : حسبي الله بس.......ههههههههه.....يعني كل شي تقولونه لبعض ما فيه اي خصوصية....يعني بالمستقبل ....راح...
قاطعته بهجوم: جب جب .....عارفة وش بقول يا وصخ...

بندر ما زال مبتسمًا وسعيد جدًا انه استطاع تغيير مزاجها سريعًا: والله تفكيرك الوصخ........طيب دايم كل شي تقولونه لبعض....نوف قد قالت لك تحب...
شيخة بفجعة من السؤال وبدفاع: شدخلللللللللللللللك؟

بندر ابعد الهاتف من على اذنه : وجع وجع .....فجرتي اذني.....
ثم اردف: ليش هالانفعال...
شيخة : وانت ليش تسأل
خاف من ردت فعلها حقيقةً
حاول أن يكون هادئًا : يمكن اللي تمر فيه بسببه....
شيخة بجدية: شوف خلني أكون صريحة ....نوف ما تفضفض ....واللي فهمته منها ما تعرف تفضفض أصلا هي تعرف تسمع وتعطي نصايح وتطقطق بس......وسالف تحب ذي شيلها من راسك....نويف تكره اللي لهم علاقات.....واصلا قبل لا تعرفك كانت تستحقرني على غباء قلبي على قولتها.....وما ظل نصيحة ما قلتها لي تبيني اتركك بس لم عرفت انك انت .....ما صارت ترمي علي حكي.....

بندر سكتت، فعلا اخته من النوع الكتوم......بعكس الجازي
تحدث: يعني ما فيه امل تحب....
شيخة : ريّح بالك نوف ما تعرف احد......ولا تحب احد......وتراني مثلها...بس حسبي الله عليك....خربتني....
بندر بضحكة عالية: ههههههههههههههههههههههههههههههههه بالله من اللي خرّب الثاني؟ هااا....

شيخة احمر وجهها: وربي انت........خليتني طايشة ......وشجعتني اكلمك....
بندر بنبرة خادعة تدل على معنى الزعل: لا تحسسيني بالذنب.....
شيخة مسحت على شعرها: ذنبي في رقبتك...
بندر بصدمة: حيوانة.......
شيخة بهدوء: المهم.....شكلنا مطولين ....
بندر سكتت فهم ما تعنيه حقيقةً كان سيتكلم مع والده .....ولكن ما حدث اخرسه
كلما أراد التحدث في الامر حدث امر آخر يسكتهما
بندر بتنهد: ما تدرين وين الخيرة فيه....
شيخة تحولت مشاعرها إلى اللين والعاطفية اكثر: بندر تحبني؟
بندر ضحك بخفة: هههههههه بالله كم مرة سالتيني هالسؤال؟
شيخة ابتسمت: ماذكر سالتك إياه بشكل متكرر
بندر بجدية: في هذي صدقتي ......
شيخة عادت على مشاعر الهجومية: لا ضيّع السالفة جاوبني....
بندر بحده خفيفه ومائلة للمزح: لا بعد اطلعي لي من الشاشة وخنقيني....
شيخة بهبال: لا ليش اخنقك اطلع احضنك.....شرايك؟

بندر بجراءة لكي يخرسها عن هذا الجنون: لا بوسيني....
شيخة بنفور وصوت شبه عالي: يا وصخخخخخخخ....
بندر عاد للضحك
اعتاد على مزاجها المتنوّع ومشاعرها المتداخلة ومصداقية حديثها معه طيلة الفترة التي يتحدث فيها معها

قال بهدوء: لو ما احبك ما تحملت مزاجك الشين هذا......ومشاعرك المتناقضة اللي تصير في الثانية الوحدة....
شيخة بعصبية: حيوان........اجل خذها مني انا اكرهك....
بندر : ههههههههه أي لدرجة رفضتي سلطان بس عشاني....
شيخة بتحدي: هيّن ......بس.....اصبر علي...والله لآخذ سلطان....واحرق قلبك.....
بندر لم يستطع ان يهدأ من ضحكه: ههههههههههههه اوووووووه......هد اللعب يا بو متعب....لا تتعب قلبنا.....تو استقر مكانه وهجد....
شيخة بسخرية: أي صر عاقل......تبن....
بندر بضحكة وتصريح من قلب: ههههههههههههه احبك يا مجنونة ههههههههه ربي لا يحرمني منك....
شيخة احمرّت وجنتيها
ولكن حاولت ان تكون طبيعية قلّدت صوته: ولا منك!
.
.
.
النظرة الأولى ، والهمس الذي يقود الواعي
للانفصال عن العالم الواقعي للذهاب إلى خزعبلات وعودٍ غير مرهونة بإثباتات حقيقة!
ذلك الشعور الذي ينتشلك من الاحزان مدعيًّا أن يكون سببًا في جعلك سعيد لمدى الحياة

هو ذاته الشعور الذي تمحوّر في قلبها تحت مسمى العُشق وعدم القدرة على تجاوزه!
انقادت إلى هذه المشاعر، حتى انضربت منها ضربًا مبرحًا
خسرت نفسها ما بين هفواته...وفقدت نفسها في عُتمته
ونتج عنه ذنب من الغير ممكن محيه !
إيلاف
ذلك الذنب الذي لا تستطيع ان تُنكر انها غير قادرة على محيه كما محت اثاره!
تتمنى دومًا موتها لدفن ما تبقى من السر
تكرهها، لأنها تذكرها بحادثة اغتصابها في وحدتها المظلمة
تكرهها لأنها تذكرها بصدق مشاعرها الذي نمت بين ثنايا صدرها....
تتمنى موتها بمقابل نجاتها!
ولكن لم يحدث شيء منهما!
سماع صوته بعد هذه السنوات اخلّ باتزان تفكيرها
اشعل في فؤادها فتيل الخوف، فتيل الكُره ......والازدياد في الدعاء بأخذ روح تلك المسكينة من هذه الحياة للنجاة!

صوته اشعل في فؤادها ألم ، وأنين .....مشت بخطى بطيئة اتجهت لذلك الصندوق والذي يحمل بداخله ذكريات ميّتة ولكن لا تدري لماذا تحتفظ بها؟!
فتحته نظرت لذلك العُقد
نظرت لفص الفيروز السماوي اللامع!
خفق قلبها، وازدردت ريقها الاحتفاظ به يُعني خيانة لزوجها ولكن لا تدري لماذا احتفظت به
اوّل هدية لها من جورج!
لن تنسى كيف كان رومنسيًا، ولطيفًا في حديثه
لن تنسى بعده وقُربه في الآن نفسه عندما أراد أن يُلبسها إيّاه
لن تنسى ذلك الشعور.....
الشعور بالخوف والحُب معًا!
تمنّت لحظتها ان تتوقف الدقائق والثواني
شعرت انها محظوظة كونها فتاة حظت بقلبه ولكن
سرعان ما تحوّل كل شيء إلى رماد
وتحوّل هذا العُقد الذي يرتجف بين يدها إلى ذكرى مأساوية لا تنم إلا عن الخِداع...
خدعها وورطها ....ثم رماها على رصيف أمنيات الموت!

شهقت ببكاء......ثم ....شدّت على العقد حاولت قطعة ولكن لم تستطع....فبكت اكثر....
ثم جثلت على الأرض....شهقت ما بين دموعها .....وفجأة انفتح الباب عليها.....
نظر إلى حالها هرع إليها سريعًا
وجثل على ركبتيها
امسك اكتافها نظر لعينيها وبخوف: دلال.......اشفيج.....احد من اهلج صار له شي؟
دلال....نظرت لعينيه الخائفتين.....لمشاعر الحب المتأجج منهما .....لنبرته......ارتجفت شفتيها......
واحتضنته ....خائفة من ان تخسر (حبها الحقيقي)احبته....حقًّا احبته....وشعورها معه مغاير لشعورها مع جورج....ادركت....مامرت به .....ليس حُبًا وربما كان تحديًّا لا تدري ولكن شعورها مع زوجها الآن هو الحُب
والعشق ...وإن كان ذلك حُبا هذا هيامًا لا تستطيع الانفصال عنه ....هي أنانية .......خائفة من ان تخسر هذا الحب.....ويستبدل بالكره ......ان لم تقضي على جذور ماضيها الأسود مع جورج وتلك الجذور ما هي إلا ايلاف
ايلاف التي إلى الآن لم تندم على تركها......وتعاتب سرًّا اختها بالتضحية واخذها لتربيتها
تمنّت لو فُضح امرها وقتها بدلًا من كل هذا!
فلو افتضح الآن ....لن يكرهها زوجها فقط
بل أبناؤها وعائلتها وحتى مجتمعها!
وهي غير قادرة على تحمل هذا شدّت عليه تردف
: خايفة.....
شد عليها وطبطب على ظهرها: من شنو؟
دلال اغمضت عينيها بقوة: من كل شيء يا مشعل من كل شي...
ابعدها عن حضنه ونظر لعينها الجوزاء ذات الرموش الكثيفة والمليئة بالدموع: صاير شي في شغلج؟
هزت رأسها بلا
ازدردت ريقها
ثم اردف: أيل شنو صاير لج؟
دلال بكذب وبصوت مبحوح: حلمت حلم يخوّف...
مشعل ابتسم رغمًا عنها: ما اظنج ياهل عشان تخافين وتنفزعين جذه.....لا جذبين علي شنو فيج.....
كانت ستبرر بحديث آخر ولكن طُرق الباب
قطع عليهما بصوت ابنتها الطويل: يمه.........يلا...تأخرنا وايد خالتي سعاد اتصلت تقول بنتغدى بدونكم....
مشعل بصوت : انزين الحين راح ننزل....
ثم نظر لزوجته: قومي جهزي نفسج ولردينا من هالزوّارة قولي لي كل شي....
هزت رأسها بهدوء ثم نهضت ودخلت الخلاء وهي تحاول كتم انين الماضي بداخلها!
..
.
.
.
.
.
في منتصف الليل....مع هدوء الانفاس النائمة......وسقوط الثلج على مدينة برلين......سكنت انفس المرضى ولم يعد هناك صوت لأنينهم في الممرات .....بينما نفسه كان منتظمًا ......خرج من العملية .....دون خسائر كبيرة !
الأجهزة كثرت لتتصل بجسده.....بينما الانين والألم سكنا من وخز خلاياه.....
شعر بفتح باب الغرفة عليه يشعر بمن حوله بشكل جزئي وبشكل غير مرئي
شعور مخيف.......ويُعجزك عن التركيز.....
فجأة شعر بقرب ذلك الجسد منه.......شعر بيدين متجهتين لنزع الاكسجين عنه....
رفّا جفنيه للأعلى ......بألم.....بعد ان طبقّت تلك الايادي على رقبته.....وحاول ان يفتح عينيه كليًّا ليرى الفاعل ولكن.......
.
انتهى
.
.






قراءة ممتعة


تحياتي
شتات





JAN 06-27-2020 05:23 PM



البارت الواحد والعشرون
.
.
.


.
.
.
تتكرر شهقات الألم ، ويتبعه بعد ذلك زفير الخوف من لحظة تطبيق أيدي الموت على مجرى التنفّس للاستمرارية في العيش ....في تلك اللحظة لحظات الندّم تتلو على صاحبها ما فعله سابقًا....لتتركهُ يعج بضجيج محاولاته في النجاة ولكن بِلا جدوى!
.......
شعر للمرة الثانية أنّ الموت يتخطف بصره وسمعه ونفسه
هو ضعيف.......وخائف....والألم يزداد بألحانهِ المعذّبة للفؤاد
من شدّة حركته نزف جرحه......وفتح عيناه على الآخر وحدّق في وجهه من يحاول قتله......
حاول أن يُبعد يديه بيده الضعيفة
ما بين شهقة وأخرى تحدّث بشكلٍ متقطع
: إ...يـ...لـ....ا....ف...
.
.
وازدادت طبقته على عُنقه وتعرّق جبينه دموعهُ انسابت على خديه لا زال قلبه مقهور مما حدث.....
تحدث بكره: لا تطري اسمها على لسانك القذر......موت.....موت.......
.
.
زادت حركة طارق على الفِراش.....شعر بالتنمّل يعود لجسده كله.....اعاد بشكل متقطع
مخيف : إيـ.....لـا......ف....
شهق بشكل متتالٍ ادمعت عيناه وسقطت على جانب رأسه
اكمل عبارته المتقطعة: بـ....يـ...ق..تـ....لو....نـ....
صرخ الآخر : وآني بقتلك........باخذ حق اخويا منك....
ارتخت يدي طارق من شدها على يد مُراد
واستسلم للموت
اغرقّت عينيه بالدموع ...وما زال يكرر ببهوت اسم ايلاف...
تحدث مُراد بضياع وعينين دامعتين ومحمرتين: خليت اخويا عاجز......عقب اللي سويته بيه.....ما راح يمشي........بسببك انت......انت....
رفّ جفن طارق للأعلى.....ليعلن احتضاره امام عينين مُراد الغاضبتين
ارتخت يده من الشّد على عُنقه واخذ يهز طارق من اكتافه
وفي اللحظة نفسها طارق استعاد نفسه بشكل مخيف جعله يشهق ويكح ....ويبكي في الآن نفسه!
مُراد : تريد تذبح بنته بعد......تريد تذبحها.....
طارق يُريد التحدث يُريد شرح أمور كثيرة ولكن مُراد يعصف به بغضبه دون أن يترك لهُ مجالًا في الحديث
صرخ مراد: ما راح اجتلك......بس راح اخليك تذوق مرارة الموت.....ومرارة محاولاتك من إنك تعيش......اريد اشوفك تتعذب قدام عيني وآني اباوع فيك ببرود.......راح اخليك تعاني مثل ما خليته يعاني..........ما راح اسمح لك تعيش بهدوء....
ثم وضع له الاكسجين....وكاد يخرج ولكن طارق شد على يده
وهو يتحدث بصوت هامس من شدّت الألم: مُراد.....
مُراد نفض يده منه......وكان سيخرج ولكن تحدث
طارق وعينيه تدمعان : احمي ايلاف......إإدواااارد......إدوااارد....ببببيذبحها. ...
مُراد وقف مكانه ونظر إليه لم يفهم شي.......هو مصدوم مما سمعه من الطبيب .......انسالت دموعه على خديه وبلا وعي خرج من الغرفة....وبقي طارق
ينظر لسرابه وهو يكح وهو يبكي بدموع وبلا صوت
.
.
بينما مُراد بعد أن خرج من الغرفة .....نظر للممر بعينين باهتتين .......مسح على شعره عدّت مرات ...ازدرد ريقه ......وبدأ يفكر......ما حدث لأخيه عقوبة؟ أم نتيجة لانتقام طارق منه...لا يدري.....لن يراه في جبروته بعد الآن؟....سيبقى على كرسيه مدى الحياة.....سيبقى يتألم...لأنه اوجع قلوب كُثر أهمها قلب طارق الذي انتصر بانتقامه عليه!......سحب رجليه من الممر.....ونظر لظله.....الذي يتبعه بضميره!......ماذا سيتجرّع من وراء تلك الأشياء التي فعلها؟...ماذا......
في وسط معمعة جنون تفكيره رنّ هاتفه...اخرجه ثم أجاب
: مُراد......امير صحى...من الغيبوبة وبدو...نور!
رمش مرتين كالمجنون......ثم انسابت دموعه على خديه...
حالته هذه يذكر انه ذاق مرارتها بعد ان توفيّت عمته شعر وقتها بالضياع والشتات وتذبذب التفكير......لا يريد أن يخسر أخيه شيئًا يُكّرههُ في الحياة لا يريد ان يراه ضعيف.....فهو لم يعتاد على ضعفه ولن يتقبله!

بلل شفتيه تحدث بلا وعي: وانا ابيها بعد.....
ثم اغلق الهاتف دون ان يستمع لرد ماكس المصدوم منه
مشى بصعوبة إلى ان خرج من المستشفى، تنفّس بصعوبة .....اخذ الماضي في لحظته تلك يطرق رأسه ....تذكر مُعاناته ......تذكر جبروته....وظلمه....تذكر أمور كُثر مختلطة ببعضها البعض....إلى أن ركب سيارته ...واسند رأسه على المقوّد وبكى.....بكى بخوف....بكى بحسرة على ما حدث لعضيده......للجبل الأصم....للشخص الذي لا يُهزم...أحقًا اصبح عاجزًا سيلازمه الكرسي لبقيّت حياته!
أحقًّا!
.
.
ما يحدث لهما ....ليس لسوء تخطيطهما.....بل نتيجة له!
دون ان يدركا ذلك.......لم يتوقعا يومًا سيحدث ما يحدث لهما الآن.....بكى لا يدري هل ندمًا ام خوفًا مما قد سيحدث او ما حدث لأخيه!
ولكن كل ما يشعر به الآن
بالخوف!
بالبرد ينهش عظامه....وهو ذعر جدًّا من جميع الذكريات التي تطرق رأسه الآن.....ما يتذكره في لحظة غضبه وخوفه...ودموعه جنون.....
شهق وهو ينظر للشارع بعينين فارغتين ........ازدرد ريقه عدّت مرات.....خشي من أن يخسر جزءًا منه
همس ما بين جنبات عاصفته
سحب الهاتف واتصل على ماكس
تحدث بلا مقدمات: ماكس بنتي بخير ما فيها شي صح؟
سكت......صدم الرجل بسؤاله....وصمت بسرحان الماضي...والخوف من العقوبة الإلهية!
.
.
ماكس للتو دخل إلى الشقة سمع الرنين واجابه صُدم من حديثه
ولكن تحدث بضياع أفكاره: بخير...
مراد انسابت دموعه على خديه من جديد وبجنون الخوف تحدث: انطيني إيّاها اكلمها....
ماكس قوّس حاجبيه وبهدوء: ...هلأ بخليها تحاكيك...
ثم اقترب من الكنبة التي تمكث بها سندرا ، كانت جالسة مكتفت اليدين تنظر لشاشة التلفاز بينما جولي كانت في المطبخ
تقدم لناحيتها ابتسم لها: اوه...شو عم تتابعي...
كانت عاقدة لحاجبيها تتابع بصمت وبرفض من التحدث
ماكس عندما لم يراها تتحدث جلس بالقرب منها
ومد هاتفه إليها: خزي....في شخص بتحبيه راح يحاكيكي...
بشكل سريع اردفت وهي تنظر له بسعادة: نور؟
تعجب ماكس من ردت فعلها وكلمتها تلك ......لا يدري....كيف لها .....تتعلّق بنور بهذا الشكل الكبير كيف؟

سحبت الهاتف منه وبلهجة ثقيلة وصادمة لمسامع جولي التي أتت وهي تحمل بيدها صحن الطعام ولماكس الذي شعر بالشتات
: ماما!
سقط الصحن من يد جولي وارتعشت يدين ماكس
بينما مُراد سقطت دموعه على خديه!
: اخبارك رتيل؟
سندر قطبت حاجبيها: بابا مُراد....
جولي كاد قلبها يقف....بينما ماكس استشاط قيظًا....متى مراد اخبرها بكل هذا...متى؟
تحدث بعصبية: سندرا اعطيني الموبايل
سندرا نهضت وهي تتحدث بلهفة: بابا أمتى راح شوف ماما....
مُراد ضاع الحديث من فاهه، وندم من اخبارها بالحقيقة.....اخبرها انه اباها ونور والدتها في معمعة تلك الاحداث ظنّ أن نور تقبلتها جيّدًا اخبرها ولكن اجبرها على كتم السر لسبب......
اردفت: انت ئلت إلي ما ئول لحدا...حتى تشتري إلنا بيت ونطلع سوا مع بعض...شو صار..هلأ....فينها ماما....

جولي تقرقت عينيها كيف اطاعه قلبه ان يتلاعب بمشاعرها ويعقد العهود بينها ،
السؤال نفسه كيف تقبّلت هي الأمر؟
الجواب بسيط يا جولي
لأنها بحاجة لأم وأب وهي على علم أنّ جولي ليست والدتها وأمير ليس والدها ولكن لقبته بـ(بابا) كما هو طلب منها!
كان حريص على ان يعلمها انه ليس والدها لكي لا يتصعب الامر فيما بعد.....
ماكس لم يتحمل سحب من يدها الهاتف
وصرخ متحدثًا مع مُراد: انا الغلطان ياللي ...وثقت فيك.....كيف .....تئول.....إلها كل شي......مُراد أمتي ئلت إلها كل هاد......انت مجنون؟......الخطأ مني أنا.....اللي تركت إلك المجال حتى تبّث سمك....
مُراد بصوت مكسور: ماكس........لا صير علي قاسي......هي المفروض تعرف اني ابوها....ونور.....امها....وقلت لها عشان تقرّب من نور ......بس البنت ترددت وخافت منها...ويوم تقرّبت نور هربت!
ماكس صرخ: مجنون.....بسببك التنتين جنّوا.....نور هربت......وسندرا تبكي...وتصرخ بدها نور........المكان كلّوه صار فوضى بسببك....
جولي ركضت للغرفة بعد ان رأت سندرا تبكي بصوت عالي

مُراد مسح دموعه: مو بسببي...نور هي مخططه على كل شي.....وكل اللي صار بسببها...
قاطعه بصرخة: لا تحملها كل شي انت سهلت عليها عملية الهروب....
مُراد بغصة: اوعدك خلال هالاسبوع اعرف مكانها لا قول شي لأمير حاول قد ما تقدر باي...
ثم اغلق الخط في وجهه وقاد سيارته بعيدًا عن المستشفى!
بينما ماكس شتم مُراد سريعًا ثم خرج من الشقة!
.......
.
.
في الغرفة.......الجو بارد .....يرتدون ملابس صوفية .....متغطين بأغطيتهم الثقيلة.....وما زلتا تشعران بالبرد....وتنظران للسقف...بتحديق مطوّل....كلًّا منهما......تربط عقد الاماني امام عينيها....وتتمنيّا ان تتحقق في اسرع وقت ممكن.....
بكت كلتاهما بلا صوت وبلا دموع......عندما تذكرتا ما حصل لهما.....
.
.
تأففتا في الآن نفسه ثم دار رأسهما على الجهة نفسها
ابتسمت ايلاف وهي تقول: كملت اليوم عشرين سنة....
نور بصدمة: اليوم ميلادك؟
هزت رأسها ايلاف (بأي)
ثم تحدثت بعتاب: للأسف ...انه ميلادي...وقاعدة اقضيه .....بهالنفسية والذكريات الشينة....كان ودي اقضيه مع امي ابوي.......اخواني.....كان ودي يفاجاوني....ويبون لي كيكة .......كبيرة.....وهدية.......حتى لو بسيطة....
ثم التفت على نور بعد ان أسندت
ظهرها خلف الوسادات الصغيرة: تصدقين ما مره فاجاوني بهدية....ولا مرة ...احتفلوا بهاليوم معاي.......
نور اعتدلت في جلستها وطبطبت على كتف ايلاف
الذي أكملت ببحة بكاء: أصلا عمري ما حسيت باهتمامهم فيني.....كل واحد يحاول يتخلّص مني ويبعدني مادري ليش ......
نور بهدوء: لا تفكرين كذا.....
ايلاف بنبرة بكاء: مو هذا الصج......امي لاهية مع ريلها....وتبعدني عن حضنها وانا بحاجه له عشانه.....وابوي...لاهي بشغله وعياله ومرته....ولا فتكر فيني.......حتى لم قلت بروح عند خالتي سعاد ماهتموا....و..لم قررت ابتعث حسيت انهم ارتاحوا من وجودي....نور...متخيلة.....ولا قد اتصلوا علي....انا اللي بس اتصل عليهم.....فيهم خير بس يرسلون لي فلوس...وكأنه الدنيا بس فلوس.......ابي حنانهم ....ابي حضنهم....ابي وجودهم حزّة خوفي....

نور تنهدت بضيق: قولي الحمد لله على نعمة وجودهم....
ايلاف بقسوة ودمعتها انسابت على خديها: وجودهم وعدمه واحد يا نور......ما يفرق معاي...والله ما يفرق....
نور احتضنتها وبكت هنا ايلاف.......ثم ابعدتها نور
وهي تقول: قومي نطلع ونسوي لك احلى بارتي....
ايلاف مسحت دموعها: الجو بارد ولا لي خلق...
خلينا تحت الفراش متدفين احسن من البارتي...واهله
ابتسمت نور
ثم قالت: متخيلة انا بيوم ميلادي الواحد والعشرين تلقيت فيه خبر موت ديانا.......
شهقت ايلاف ووضعت يديها على فمها
هزت رأسها نور وهي تبتسم بقهر: ماتت.....وحاسة موتها مو طبيعي.....تركتني في نص الطريق اللي اخذتني منه......وتركت لي صدمتي.......صدمة الحقائق اللي خايفة اني استوعبها....
ايلاف نزلت دموعها من جديد على حالهما!
نور أكملت : فجأة صار لي بنت....وفجأة الأموات صاروا احياء يا ايلاف!....متخيلة....شفت بنتي....اللي قالوا عليها ماتت بعد ست سنين ...وشفت زوجي اللي ظنيته مات.....بعد كل هالسنين......صدمة يمكن تسبب الجنون ......وكنت أتمنى اصير مجنونة او اموت عشان ارتاح....بس ما صار لي لا هذا ولا هذا...
ايلاف : اسم الله عليك.....
نور بتنهد: يبوني اتقبل وجودها بهالسهولة....وانا مو متقبلة حياتي..... أساسا كيف اهديها حياة .......خالية ......مظلمة.......حتى لو اثارت شوفتها مشاعر امومة بسيطة.....ماقدر اعطيها مجال تتغلب علي.....
ايلاف بحنية: ليش يا نور؟
نور بصوت شبه مرتفع: لأني دفنتها يا ايلاف...دفنتها في الحظة اللي حسيت نفسي فكيت القيود من ايديني.......ايلاف....انا دخلت في مرحلة جنون......مرحلة طيش...وعصيان.........انا خايفة من نفسي....ما عندي امان.......كيف اصير لها امان....وانا دافنتها......بعيد عن قلبي وعقلي......وحياتي مهدده!

ايلاف : لو فعلا دفنتيها بعيد عنك......ما كان حسيتي بهالمشاعر....
نور ابتسمت بسخرية: تعودت اني احس بمشاعر وفجأة بعدها تنطفي....مشاعر كثير.....كانت بداخلي والحين بس باقي رمادها يا ايلاف......
ايلاف سرحت قليلًا: مشكلتنا مو يايين نسامح......ولا قادرين ننسى.....
نور بللت شفتيها: حتى لو نسيت يا ايلاف......امور كثير.....ومن حولي.....تذكرني قد ايش انا منبوذة...وضايعة.......يمكن انتي اهون مني...
ايلاف ازدردت ريقها: اهون!.....تعرّضت لاغتصاب.....يا نور....كيف اهون منك.....
نور ابتسمت وشدّت على شفتيها العلوية ثم نظرت لها وبنبرة لها معنى كبير ولكن اردفتها مازحة لتخرج ايلاف من حزنها: مابي اخرّب اخلاقج.....وقومي بس نسوي لنا عشا.....
ايلاف شعرت برعشة من حديثها هل تعنى انها تعرضت له؟ ام خضت له تمامًا!
ولكن نبرتها تلك جعلتها تقول : امبيه لا تتكلمين كويتي.....
ثم استوعبت : بعدين تعالي يا المينونة تو ماكلين ....
نور بجدية: والله جعت.....يمكن عشانا بس شربنا شوربة .....ابي شي يثقلني للصبح....
ايلاف بحده: مالج إلا خبز وجبن....
نور نهضت سريعًا: والله راضية بس قومي.....
ايلاف ضحكت بخفة: وليش ههههههه أقوم.....
نور نظرت لها : ساعديني....
ايلاف بطنز: ليش بسوين ذبيحة....
نور : مابي ابرد وانتي لا!
ايلاف رمت عليها الوسادة: حيوانة.......ههههههههه........
نور هربت سريعًا خارج الغرفة،
بينما ايلاف تنهدت ونهضت لتتبعها رأتها تفتح الثلاجة
وهي تتذمر: ما فيه شي ينوكل....بكرا بروح السوبر ماركت اشتري .....كل ملتزمات المطبخ....
ايلاف اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها: ليش تشترين واغلب وقتنا ناكل من برا؟

نور سحبة علبة الجبن ووضعتها على الطاولة وهي تقول: من يوم ورايح ما فيه أكل من المطاعم...
ايلاف تخصرت: ليش ان شاء الله ؟........على اساس انتي بطبخين ويّه ويّهك؟
نور اشارت لا وبنظرة تعالي: تؤتؤ .....انتي بطبخين....

ايلاف بشهقة: هأأأ......مشي بوزج.......تحلمين يا معوده انا وراي جامعة وكرف....
نور سحبت كيف الخبز وبدأت تدهنها بالجبن: وانا وراي شغل....وراي مراكض وراء مدير المطعم....
شهقت ايلاف وكأنها تذكرت امر: أمبيه صج نسيت......مصرّة يعني تتركين شغلة جليسة الأطفال....
نور قضمت لقمة من الخبز: بقوة بعد ......
ايلاف : ترا والله مو متأكدة اذا يبون عاملات او لا....لا ضيعين هالشغلة من ايدج.....صبري....
نور مسحت على شعرها: بكرا بروح اتأكد......بس قبل بروح الكنيسة......وبعدها بروح هم يفتحون الصباح؟

حينما اردفت (كنيسة) قوّست ايلاف حاجبيها وكأنها ادركت حقيقة شتات نور بللت شفتيها ثم اردفت: تقريبا لا......يفتحون الظهر.....
نور سكبت لها ماء: خلاص اجل اروح بعد ما اطلع من بيت لورين

ايلاف سكتت وحكّت أرنبة انفها، فاشارت لها نور: تبين اسوي لك؟
ايلاف بتوتر: لا......ثم اردفت
: نور....
نور ما زالت تمضغ الخبز على مهل: اممم....
وكأنها تقول ماذا تريدين!
اقتربت ايلاف: شنو تعرفين عن الديانة المسيحية؟

نور توقفت عن المضغ وشربت الماء في دفعة واحدة ثم أكملت بجمود: يمكن اعرف عن الإسلام اكثر منه
ايلاف صُدمت وبنبرة جدية: انزين ليش لحد الحين...
قاطعتها نور بحده: مادري مادري ايلاف لا تساليني عن شي انا ماعرف اجابته....
ايلاف امسكت يد نور وبحده: انتي تعرفين الإجابة بس خايفة تواجهين نفسج .....
نور نفضت يدها من ايلاف وتكتفت وبحده: المطلوب مني؟
ايلاف بلا مقدمات: ارجعي لدينج؟.....انتي أصلا مسلمة......دامك ما تعرفين شي عن المسيحية ....يعني ما زلتي ...
قاطعتها بصوت عال : ايلاااااااااااف....الف مرة قلت لك تدخلين في هالموضوع....
ايلاف امسكتها من اكتافها وبحده: لا بدخل.....بحاول الملم شتاتج....في هالموضوع.......نور......لا تحاولين تثبتين عكس الحقائق اللي تشوفينها وتؤمنين فيها......هالشي بزيد عليج من عذاب الضمير......واجهي كل شي وتماشي معها على حسب واقعيته يا نور......تصبحين على خير
ثم تركتها واقفة تنظر للمكان بعينين حائرتين ومترقرقتين بالدموع
وعندما انسابت على خديها مسحتهما وذهبت لناحية الصالة ورمت بنفسها على الكنب واخذت تبكي بلا صوت!
..............................................
.
.
.
.
في اليوم التالي وفي الصباح الباكر قاموا بزيارته
وادخلهم سيف عليه بعد ان اطمان انّ حالته الصحية في تحسن....
تحدثت ام ناصر وهي تطبطب على كف يده: ما تشوف شر ...يا بو ناصر....ما تشوف الشر....
بو ناصر نظر لها وبهدوء وبلسان اثقله التعب: الشر ما يجيك يا الغالية...
شيخة قبلّت رأسه: ما تشوف شر يبه......
مسح على رأسها بعد ان رأي تجمّع الدمع في عينيها: الشر ما يجيك يا بنتي....
سعود نظر لناصر وناصر نظر له وكأنه فهم من نظرات أخيه كل شي حديث عمها اشعل اسالة كثيرة في بالهما ولكن اجوبتها ستبقى مؤجلة ....
ناصر : ما تشوف شر يا الغالي.....
سعود: اجر وعافية يايبه....
كان سيتحدث ولكن كح وأشار لهم برأسه
بعد ان قالت زوجته: ريّح عمرك لا تتكلم كثير
رن هاتف شيخة ونظرت للاسم وارتعش جسدها ونظرت لوالدتها ووالدتها واخوتها
تحدث سعود: ردي.....ازعجنا جوالك....
شيخة بكذب: هذي صديقتي...
بو ناصر بصوت متعب: ردي عليها....
نهضت شيخة : بطلع برا عشان مازعجكم
ناصر بهدوء: لا تبعدين عن الغرفة...
شيخة بتوتر: طيب....

.
.


ثم خرجت واجابت في الممر بصوت واطي: وجع وجع...ليش تتصل....
بندر: ايش فيك؟....توقعتك بتفرحين باتصالي....
شيخة تتلفت يمين ويسار: انا في المستشفى ازور ابوي...والكل جالس لم اتصلت .....خرشتني....
بندر بضحكة خفيفة: هههههههه اسم الله عليك....
شيخة بصوت واطي: شتبي متصل؟

بندر بتلاعب: ولهت عليك....
شيخة بنفس النبرة ولكن على طريقة ساخرة: منين طالعة الشمس؟
بندر بابتسامة : من المشرق يا قلبي...
شيخة بعصبية : لا تستهبل على راسي....
بندر انفجر ضاحكًا: واضح اني خرشتك على قولتك مرا.....وش هالنفسية....
شيخة بنبرة جدية: اكلمك بعدين.....
بندر سبقها قبل ان تغلق الخط: كيف عمي؟
شيخة بشكل سريع: بخير...
بندر :اشوي راح نجي المستشفى.....
شيخة بذعر: ايشششششش؟
بندر ضحك من جديد: ههههههههه جاي اشوف عمي ما اشوفك ريحي يا عمري....
شيخة بعصبية : كـ...
ثم بترتها عندما رأت ممرضة تمر بجانبها...
فاكمل بندر: هههههه الجازي ونوف بجون معاي....
شيخة : يعني شسوي لك....؟
بندر : قلت اعطيك خبر عشان لا جيبين العيد فيني....
شيخة : والله مادري منو اللي بجيب العيد في الثاني....
بندر : هههههههههه شوفي لك حل؟
شيخة بتأفف: تبيني ارجع البيت مثلا....
بندر باستمتاع : ترا جالس اطقطق عليك وربي....
شيخة بلا مقدمات تأففت وأغلقت الخط في وجهه
ومات ضحكًا ، ثم انفتح باب غرفته على حين فجأة
ورأى نوف تدخل لغرفته مكتفت اليدين
: متي بتوديني؟

بندر بروقان: اجهزي الحين وقولي للجازي تجهز بعد...
نوف جلست بالقرب منه: الجازي ما تبي تروح...
بندر : ليش
نور بنرفزة: ما تعرف اختك يعني.....خايفة تقابل سيف....ولا ابشرك نزلت تكلم ابوي....عن الطلاق.....والحرب قايمة تحت في الصالة....
بندر بصدمة نهض: مو من جدك...
نوف: والله....
بندر ركض من الغرفة لينزل
بينما نوف تأففت: يا ربي متى تنتهي هالمشاكل....
.
.
.

الأصوات قليلًا ارتفعت
تحدثت من جديد: يبه.....افهمني...ما بيه....والله ما ابيه....

بو خالد لا يريد ان يبيّن لها بانه على علم بالسبب .....ولكن معرفته للأمر جدًّا سطحي
: قولي لي السبب ....عشان اقتنع يا الجازي...
خالد بتأييد: صحيح قولي السبب.......اللي يخليك تطلبين الطلاق...
وصل إليهم بندر وجلس بالقرب من أخيه

الجازي لم تعد قادرة على السيطرة على نفسها: يا ربي ليش ما تفهمون ....قلت لكم عفته مابيه....السبب خلوه بيني وبينه....
بو خالد نهض وبعصبية: وش بينك وبينه......قوليه يمكن نقدر نصلح الحال بدل طلبك لهالطلاق.....ترا الطلاق يا الجازي ما هوب امر سهل...
بندر بخوف : يبه على هونك.....
خالد نهض ونظر لوجه اخته : هد يبه.....
الجازي بنرفزة ارتفع اكثر صوتها: ما عدت اطيقه....اكرهه.....يبه....اكرهه .....مابي اشوف خلقته...........
بو خالد بغضب شديد: وش اللي خلاك تكرهينه.......كنتي وش زينك معه.......والحين بعد ما جبتي منه الولد....تقولين لي اكره....
خالد وبندر صمتوا هنا
بينما الجازي سكتت ولكن صوت تنفسها بات مسموعًا
اكمل والدهم: الطلاق ما هوب سهل....... وما هوب حل للمشكلة........ومو كل مشكلة تحتاج لهالحل أصلا.....

هنا انفجرت الجازي صارخة : يبه.......ولد اختك......هذا......
كانت ستنطقها......ستنطقها ولكن شهقت ببكاء وارتجفت شفتيها
فصرخ والدها: كملي كلامك....دامك تبين الطلاق......كملي كلامك.....خليني بس افهم سالفتكم.....
الجازي بقهر: روحوا اسالوه....
ثم ركضت للدرج تصعد لغرفتها....
بو خالد تمتم: استغفر الله
بندر نظر لأبيه
بينما خالد تحدث: هد يبه.....
بو خالد مسح على لحيته: اتصل على سيف قوله يجي....
خالد نظر لبندر بتوتر
ثم قال: ان شاء الله
.................................................. .....
.
.
بينما في الغرفة بكت .......وسحبت بيدها الهاتف واتصلت عليه بلا تردد......
بينما هو للتو وصل إلى المنزل بعد انتهاء مناوبته......
سمع الرنين اجابه سريعًا بعد ان رأى اسمها
تحدث: الجازي...
الجازي بصوت باكي: الله ياخذ الجازي.....
سيف بصدمة : اسم الله عليك ......
الجازي بانهيار: متى ناوي تطلقني.....متى؟
سيف بنبرة هادئة: والله ما طلقك....
الجازي بصرخة: لا تحلللللللللللف.......لاااااااااااااااتحلف.....
سيف بجدية: الجازي.....لازم تستوعبين اني احبك....
الجازي بانهيار تام: وانا اكرهك والله اكرهك.......الكل مو جاي يوقف معي........الكل.....بسببك....روح قول لهم وش سويت فيني روح......روح......لا تخليهم يسألوني.......قول لهم انت. وش سويت فيني......يمكن يوقفون معي......

سيف مسح على رأسه: الجازي اهدي وخلينا نتفاهم بهدوء....
الجازي ببكاء: ما فيه شي نتفاهم عليه.......كل اللي ابيه منك...تطلقني .....طيب.....وش تبي مني ......اطلب مني شي بمقابل الطلاق انا راضية بكل شي راح تطلبه مني بمقابل نطلق ......بس تكفى طلقني.....

اغمض عينيه وسكت لتكمل: تكفى سيف....والله تعبت......والله ريّحني........ماطلبت شي صعب....

سيف نظر لهاتفه فقال لها: خالد يتصل اكلمك بعدين...
الجازي بصوت مبحوح: لا ترد عليه.....قبل قول لي..ايش اسوي عشان تطلقني...
سيف: جنيتي الجازي؟.....قلت لك انا مستحيل اطلقك....
الجازي بجنون وبنبرة مكسورة: حتى لو بمقابل....؟
سيف ما تطلبه منه صعب...... صعب للغاية.....تنهد بضيق
ثم اردف: حتى لو بمقابل....
الجازي قست على نفسها اكثر وبوجع: حتى لو جيت وظليت معك أسبوع!؟

سيف قوّس حاجبيه اوجعه حالها ، انكسارها وتذللها الغير مباشر له ،يقسم انه فاهمًا لشعورها.....لحالها ولكن لا يريد ان يبعدها عنه
تحدث بهمس: انا ابيك عمر مابيك أسبوع......
تحدثت وكأنها تعرض نفسها عليه وهذا الامر يؤلمها للغاية ويزيد من نزف قلبها ودموعها: شهر طيب.....
سيف يكرر بوجع: قلت لك ابيك لي العمر كله.......
الجازي ضربت على قلبها بقبضة يدها وبشهقة: ست شهور تكفيك؟
سيف : ليش تقسين على نفسك بهالطلب؟
الجازي بشهقة ، بدا جسدها يرتجف: ابيك تعتق ارقبتني....
سيف انقهر: وش هالكلام يا الجازي....خذي وقتك بالتفكير اكثر.....
الجازي بانهيار وصراخ: تعبت وانا افكر.....ابيك تطلقني خلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااص...... .
سيف بهدوء: مازال اخوك يتصل.......اكلمك بعدين....
ثم اغلق الخط في وجهها وبقيت منهارة على السرير
بينما أجاب على خالد: نعم.....خير خالد صاير شي؟
خالد نظر لأبيه: ابوي يبيك تجي بيتنا ضروري...
سيف فهم الامر: انا جاي في الطريق....
ثم اغلق الخط....

نزلت هنا نوف نظرت لهم: شصار؟
بو خالد : نوف....اختك تكلمت لك عن سبب طلاقها...
نوف بخوف نظرت لأخوتها لأنها تعلم
يعلمان بأمر اخفائها للسبب
ازدردت ريقها: لا....
خالد شد على قبضة يديه
بينما بندر تحدث: يبه دام الجازي طلبت الطلاق....يعني ......صدق مجروحة من سيف.....

بو خالد بجدية: انا عارف انه الموضوع مرتبط بال خيانة...
انقبض قلب نوف
خالد بنرفزة: يبه تعرف؟
بندر : وجالس تضغط على الجازي....
بو خالد بغضب: ماعرف التفاصيل.....ولا اعرف شسالفة.....

نوف : دامك تعرف انه سيف خانها......ليش مصر تعرف كل شي....يعني هالسبب مو مقنع انها تطلب الطلاق.....

بو خالد بنبرة حازمة: يعني تعرفين انتي السبب هااااا؟

نوف حاولت أن تكون اشجع : حتى لو اعرفه ما بقول....دامك انت تعرفه وصاف معه ضد بنتك....
بو خالد بصرخة: انا ما نيب ضد بنتي....ولا بصاف معه.....مثل ما هي بنتي هو ولد اختي ومن حقي اعرف منهم الاثنين السالفة عشان اعرف منو اللي على حق ومنو اللي على باطل....

بندر بتدخل: بس يبه.....
رفع يده والدهم: لا تجلس تبسبس على راسي
نوف تقدمت لناحيته : يبه......الموضوع واضح ولد اختك خانها........ليش تجلس تسمع لها و تسمع له .......خلاص قالت لك تبي الطلاق.....
بو خالد بنبرة حازمة: في بعض الأمور الحريم يلبسون المشاكل لقب خيانة وهو في الأصل ما هوب خيانة!

نوف بنفاذ صبر: يبه بس هو قالك خانها....

بو خالد : ما قال انا استنتجت....
ثم اقترب منها وبحده: عارف انك تعرفين كل شي.....بس مابي اسمع منك ولا شي......ابي اسمع من صاحبة الشأن......وصاحب الشأن....مابي اظلم احد......الحين هي في لحظة غضب....لم تستوعب بعدين الأمور بتندم......وانا ما بي اتبعها على خبالها.....وراح اسمع للخبل الثاني ....
نوف : يبه....الجازي مكسورة من سيف مرا......وما اظنها راح تتراجع....

بو خالد بحده: راح تتراجع اذا انتي ما دعمتيها في خبالها...
نوف نظرت له ثم ادارت ظهرها عنه وركضت لناحية الدرج....
بينما هو خرج ليجلس وينتظر سيف في المجلس....

خالد بقهر: خاينها؟
بندر بعصبية: ابوي مادري شلون يفكر......
خالد : تعال ......نروح المجلس....
بندر بتهديد ووعيد: والله لا اتوطّى في بطنك يا سيف.....!
.........................
بينما سيف خرج، وهو يتأفف ماذا يقول.....كيف يواجه خاله في الامر؟....شعر بالثقل من حديثها .....ورغبة خاله في سماع كل شي.....اتصالها وانهيارها لا يدل على أي خير!
....
بعد مرور ربع ساعة وصل ...طرق الباب فتح له بندر وجعله يدخل في المجلس
وبعد السلام
تحدث بصيغة امر
: خالد قول للجازي تجي...
بندر بقهر: يبه ماله داعي.....
بو خالد بحده: اسكت انت ولا تقلّع من هنا....
خالد أشار لأخيه برأسه ثم تنهد ونهض
بينما سيف شعر بالتوتر اكثر من نظرات بندر وخالد حقيقةً
تحدث بو خالد: اليوم يا تتكلم انت والجازي عن مشكلتكم وتحطون النقاط على الاحرف......ولا انا وابوك بنتصرف.....

سيف انفجع: خالي....انا والجازي نحل ال....
قاطعه بغضب: ما شفتكم حليتوا ولا شي.......وكل ما سألت احد فيكم عن السبب .....ماحد يجاوب....وضعكم مو عاجبني.....والسالفة طوّلت....يا سيف....
سيف لا يريد ان يقحم نفسه في احراجات ولا يريد من الجازي ان تخضع للضغوطات
تحدث: خال.....افضل الأمور تبقى بيني وبين الجازي....
بو خالد بعصبية: لم تجي هي وتقول يبه ابي اطلّق....من حقي اعرف السبب ولا لا يا سيف؟....ومن حقي اسمع لك ولها.......
سيف تنهد بضيق واخذ يفرك بيديه.....
.
.
.بينما في غرفة الجازي ما ان اخبرها خالد بالامر
حتى استشاطت غيضًا
وبصراخ: مابي اشوفه.....مابي...
خالد يحاول ان يتمالك اعصابه: تكفين الجازي انزلي لا سوين لنا سالفة مع ابوي......
الجازي بانهيار....: ليش ابوي يحاول يقهرني....
خالد بتفهم لفكر ابيه: ابوي يحاول ما يظلمك......
الجازي وتشير لنفسها: ويقسي علي بهالطريقة ظنًا منك انه ما راح يظلمني؟
نوف أتت بالقرب منها: نزلي الجازي......خلاص....ما صار قدامك خيار ثاني اذا صدق مقررة تطلقين انزلي....وواجهي ابوي....وقولي له كل شي....
الجازي عضّت على شفتيها بقهر: اف اف افففففففففففف...
ثم مسحت دموعها.....ونزلت قبل خالد
خالد قبّل رأس اخته نوف: مشكوووووووووووووورة ....
ضحكت بخفة في معمعة هذه الفوضى وتوجهت للصغير!
....................
.
.
دلفت باب المجلس بعجل ودخلت بحالها المرثي له
وجه متعب واحمر من البكاء وجبين متعرق من العصبية وشعر مربوط باهمال ولبس كئيب ....وجسد هزيل
دخلت وجلست مقابل سيف
وبين فترة وأخرى رغمًا عنها يخرج منها صوت كشهقة خفيفة تتلوها رجفة
تلك الرجفة التي تأتي بعد بكاء متعب وطويل مؤلمة للغاية!
تحدث بو خالد بهدوء: خالد وبندر اطلعوا برا
بندر كان سيعارض ولكن خالد قال: بندر يلا.....
ثم خرجا بعد ان رمق بندر ابن عمته بنظرات الحقد!
.........
بو خالد تحدث: اعرف يا سيف انك خنت بنتي......
الجازي نظرت لابيها بصدمة
اكمل: ولكن ماعرف التفاصيل....
الجازي بصوت مبحوح: وليش التفاصيل يبه....
بو خالد: عشان ماظلم احد......
سيف بجدية: يا خال السالفة مو كذا......انا ما خنتها...
الجازي نظرت له بغضب
سيف بقهر: انا اعترفت لها عن حبي القديم....ومات وانتهى .....زلّة لسان جابت لي مشاكل....
الجازي احترقت في مكانها دومًا ما يحرقها بحديثه وتبسيط الامر وكأنه لا يُعني شي
بو خالد بعدم فهم: شلون يعني؟

سيف بهدوء: قلت لها اني كنت احب وحده وابيها بس ما صار نصيب.....
بو خالد ضحك بسخرية: وليش قلت لها....

الجازي ان لم تكمل الجانب الآخر من القصة سوف تكون هي الظالمة وهو المظلوم !
اكمل: زلّة لسان يا خال.....
بو خالد : تطلبين الطلاق عشان هالامر يا الجازي؟
الجازي شتت ناظريها عن والدها وعن سيف
تمتمت بقهر: الله يحرق الجازي
سمعها سيف وكذلك والدها
الذي قال: استغفري ربك.........
الجازي نهضت بقهر: يببببببه تخيل لو انا اللي قلت له هالكلام ....وش كان بصير.....كان بيضربني ....ويهيني ويرمي علي الطلاق بعد........ولا لانه العكس صار شي يهون.....
بو خالد بغضب: ما قلت يهون.......الطلاق صعب يا الجازي......وبينكم ولد.....
الجازي دون ان تنظر لسيف: ولدي بعيش حاله حال أي طفل يا يبه لا تصعب الأمور........
بو خالد بتنهد: الجازي.......
الجازي فهمت: خلاص....فهمت......ماتبيني اطلق....على مبدأ ما عندنا بنات يطلبون الطلاق صح؟
بو خالد بغضب: وش فيك صايرة بارود....جلسي نتفاهم....
الجازي بعصبية: يبه انا مابي اتفاهم يبه انا ابي الطلاق..........
بو خالد نهض وهو يردف: تفاهموا مع بعض......وان اتفقتوا على الطلاق....
نظر لأبنته بهدوء: ما راح امنعك يا بنتي....بس فكري.....وتفاهمي مع زوجك عن اذنكم
ثم خرج واغلق الباب عليهما....
ضربت برجلها على الأرض غاضبة: ليش يبه تصعب الأمور؟
نهض سيف ونظر لها: راح انتظرك العمر كله.......بس فكري....
كان سيخرج ولكن امسكت يده
نظرت له : طلقني......تكفى طلقني سيف......لا تطلع إلا وانت رامي علي الطلاق.....
سيف نظر لوجهها للتعب .....للذل....للقهر.....
اشاح بنظره عنها منقهرًا من نفسه: ما قدر....
امسكته من اكتافه هزته: ليششششششششششش؟
سيف بهمس: لأني احبك...
الجازي لم تعد قادرة على تحمل تكرير الكلام والآلام جثلت على رجليها أمامه وبذل صريح ومباشر وقهر : تكفى طلقني سيف......تعبت ...ريّحني.....ريّحني.....
سيف جلس امامها رفع وجهها بطرف ذقنها: صدقيني راحتك مو في الطلاق يا الجازي.....وانا راح انتظرك متى رضيتي علي........راح اجيك وآخذك لبيتك...
قبّل جبينها ثم قال: لا تتعبين نفسك في هالطلب.....عن اذنك....
ثم خرج...وبقيت هي ترتجف باكية على الأرض تشعر بالقهر منه....ومن الجميع.....تشعر أنها بدأت تكرهه اضعاف مضاعفة.........والخلاص منه بات صعبًا......بكت بجنون ....وبانين......مسموع......بكت لتنزف جروحها من جديد وتجدد عزاء اعترافه مرةً أخرى .......لن تتقبل الامر ولن تعطي نفسها فرصةً لتقبله .....مسحت على شعرها ثم حاولت النهوض لتخرج من المجلس ولكن شعرت بثقل جسدها فرمت بنفسها على الكنب لتكمل نوبة البكاء والغضب هناك!


.
.
كان في غرفته يحدثها بهدوء: ايش تبيييييييين؟

مُهره مسحت على شعرها وشدّت على الهاتف وهي تكرر: العطر اللي تحط منه....

قصي مسح على وجهه: متصلة علي ومطيرة نومي عشان تقولي لي جيب العطر اللي تحط منه......فكرت فيك شي...والله...

مُهره تشعر برغبتها الصارمة في شم رائحة ذلك العطر الذي علق في ملابسها بالأمس
: تكفى جيبه معاك لو بتجي اليوم....
قصي بضحكة خفيفة: ههههههه والله انك غريبة.......
مُهره ابتسمت على مضض: والله حتى انا حسيت اني غريبة بس مادري ابي هالعطر يعني....
قصي استوعب الامر بعد سكوت طال لثلاثون ثانية: لحظة لحظة.....عرفت حالتك هالمستعصية .....
مُهره قوّست حاجبيها: وش حالته بعد.....
قصي نهض من على السرير: هذا اللي فيك من الوحام.....
مُهره باستفهامات: وحام؟
قصي بهدوء: كل حُرمة تحمل يجيها يعني.....
مُهره بطنز وسخرية بعد ان شعرت بالاحراج: ما شاء الله تعرف كل شي.....
ضحك : هههههههههههههههههههههه المهم راح اجيبه لك بالليل.....لأنه احتمال ماجيك العصر بروح ازور خالي تعبان بالمستشفى....
مُهره : ما يشوف شر....
قصي : الشر ما يجيك حـ.....
وانبترت كلمته بعد ان دخلت والدته على حين فجأة
فقال: اكلمك بعدين سامي....
مُهره ضحكت بخفة: هههههههههههه تمام....باي....
ثم اغلقه
تحدث: صباح الخير يمه.....
ام سيف: وين كنت فيه امس؟
قصي بهدوء: عند اخوياي....
ام سيف بجدية: وش هالاخويا اللي طلعوا فجأة......قصي مانت طبيعي....
قصي ابتسم لها: يمه وش فيك مركزة علي كأني بزر.....
ام سيف بنظرة : حركاتك هذي ما سويتها وانت مراهق....تسويها الحين ولا بعد لم خطبنا لك......
قصي بضحكة: هههههههههههههههههههه يمه.....
ام سيف ابتسمت رغمًا عنها: والله مابيك تفشلني قدام الجماعة......خايفة وراك شي مخبيه علينا.....ونتفشل......والبنت بعدها ترفضك......

قصي قبّل رأسها ويدها: يمه والله اني أخاف ربي.....ومالي بالاشياء اللي تجي براسك.....
ام سيف: لا تتأخر برجعتك في الليل......واليوم حط ببالك تروح تزور خالك.....
قصي أشار على انفه: على هالخشم.....
ام سيف خرجت من غرفته ودخلا التوأم
جسار: اويلي كنت بتنكشف...
عزام بدقة: هااا بو عزام......على وين الفرة اليوم.....؟
قصي ضحك بخفة ثم قال: ههههههههههه عزام بعينك....مجنون اسميه على اسمك.....
جسار لكزه في خاصرته: خلاص سمه على اسمي.....
قصي : تخسي ......
عزام رمى نفسه على سرير أخيه : وش بسميه يعني؟
جسار رمى نفسه بجانب أخيه واخذ يفكر : اممممم أتوقع بسميه ....معيض....
عزام نظر لأخيه بسخرية : لا أتوقع يسميه عايض.....

قصي كتف يديه: تمصخروا ......قومي انقلعوا بس على شغلكم قوموا.....
عزام : الحمد لله بدات إجازتي
قصي نظر لجسار: وانت.....
جسار حرك حواجبه : خذت إجازة....
قصي : اطلعوا برا غرفتي ببدل....
عزام بروقان: بدل ماحد ماسكك....
جسّار غمض عينيه: غمضت عيوني انا بدل....
قصي : ياربي وش سويت بدنياي انا عشان تسلطون علي من الصبح....
عزام: خايف تتأخر عليها؟
جسّار: اوه يا انها بتوّلع فيه لو تأخر....
قصي رمى عليهما بسرعة عقالة الذي سحبه من على الكمودينة: قووووووووموا.... روحوا لسيف طقطقوا عليه....
جسّار بجدية: للأسف جا وطلع بسرعة....
عزام نظر لأخيه: صدق؟
جسّار: أي.....حسيت فيه شي....بس ما امداني اكلمه....
قصي جلس على الكرسي: يمكن المستشفى استدعوه....
عزام بتفكير: ليكون خالي صار له شي؟
جسّار : والله مادري...
قصي بهدوء: ما اظن .....
عزام : ما تحسون طوّل بسالفته مع زوجته...
قصي أشار بيده: مالنا دخل فيهم ....يحلون مشاكلهم بنفسهم...
جسّار: انا مستغرب من امي لحد الحين ما تدخلت....
قصي بجدية: واحسن انها ما تدخل.....في ولا شي....ولا الأمور بتصعّب...
عزام : اول مرة تقول شي صح...
قصي ضحك بخفة: هههههه حيوان...
جسّار بابتسامة: المهم بروح نزور خالي جميع ماله داعي كل واحد يروح بسيارته ....نروح مع عزام....
عزام بمزح: سواق ابوكم انا....؟
قصي : هههههههه .......لا انا بروح بسيارتي عشان اروح لزوجتي بعدها.....
جسّار لعب بحواجبه: يا حركات انت....
عزام بتعزيز: يا خطير....
قصي نهض : الحمد لله والشكر مطولين....
عزام : أي والله نبي نطقطق على احد....
قصي بنرفزة: طقطقوا راسك في الجدار قوم آمين....
جسّار بجدية: تعال صدق.....وش بصير الحين على موضوعك خالي تعبان اكيد ابوي باجل....الامور الباقية....
قصي بتنهيدة: وانا هذا اللي خايف منه.....
عزام : لا المفروض ما يتأجل شي......لو ما هي حامل يمكن أي.....بس وضعكم صعب......
قصي بتفكير وخوف: يا كـ....لا تخلوني اتوتر......
جسّار بضحكة: هههههههههههههههههههههه
عزام ابتسم رغمًا عنه: الأفضل تكلم ابوي
قصي فتح الباب سريعًا وهو يصرخ: الله ياخذكم

جسّار ضرب بيد أخيه: لعبت في اعداداته يا ولد
عزام : ما توقعت بكون ردت فعله كذا....
جسار مبتسما: هو خلقه كله متوتر....
عزام نهض من على السرير : الله يعينه!
.................................................. ............
.
.
.
يشعر بالأسى ، يشعر بالألم......يشعر بالوحدة وبالخوف....يشعر أنّ الزمن يلاحقه ...يشعر أن حان موعد موته.....حقيقةً هو رافض فكرة العيش دون ديانا......رافض ان يكمل حياته بلاياها....يؤلمه حقيقة موتها......ويؤلم عناد نور......يريد أن يراها ....ليخبرها بكل شيء....ليُريح قلبه.....يريد ان يشرح لها الأمور عامةً......ليس هناك وقت.....ازدرد ريقه ....الم الجرح بدأ يخف قليلًا ولكن ألم الجرح المعنوي يزداد يومًا عن يوم!
رأى ماكس يدخل إليه
تحدث بهفة: إجِت نور؟
ماكس هز راسه: لا....
وليخفف عنه: سندرا إجت وبدها إيّاك....
ابتسم أمير: خليها تفوت لهنون
هز ماكس راسه خرج وما هي إلا ثواني حتى دخلت سندرا وجولي
سندرا اقتربت من السرير رفعها قليلًا ماكس
حتى وضع امير يده خلف ظهرها واحتضنها إليه توجّع حينما قربها من جرحه اغمض عينيه واشتمّ رائحتها وقبّل خدها ويدها الصغيرة
نظر إليها: كيفك يا ئمر؟
سندرا ما زالت تعيش في صراع نفسي لرغبتها في رؤية نور !
اجبرتها جولي على المجيء هنا بعد أن وعدتها في محادثة مُراد ليخبرها عن موعد قدوم والدتها!
تحدثت: منيحة....
أمير قبّل باطن كف يدها: ما بدّك تسأليني كيفك؟
سندرا بصوت واطي: انت منيح؟
هز رأسه بنعم
تحدث لجولي: كيفها لنور جولي؟
جولي نظرت لمكان ومكان نظر لها وكأنه يخبرها ان تجيبها على حسب ما اخبرها به: بخير.....
سندرا نظرت له: أمتي راح تجي؟
ماكس وجولي وقع قلبهما في الأرض
أمير فهم انها تقصد تجي لهون: أمتي ما هي قررت.....
سندرا ترقرقت عيناها: بس انا بدي إيّاها....
امير سكت هنا....نظر لماكس وجولي شعر أنّ سندرا ليست على ما يُرام
ماكس بتوتر: جولي اخزيها لسندرا واطلعي برا...
امير شد على يد سندرا بخفة وبشك: هي بالبيت .....لم تروحي البيت راح تشوفيها...
سندرا بزعل: بس هيّا مو في البيت....
جولي اقتربت من سندرا قالت: تعي لهون سندرا .....تعي حبيبتي...
اخذتها بخفة وحملتها.....
ماكس شعر بالتورط
تحدث أمير بذعر: فينها لنور؟
شد على يد ماكس وقرّبه إليه: ئول لي فينها لنور...انا حاسس فيك شي.....وفي شي مخبيه عني...
ماكس دون ان ينظر له: في البيت...
أمير بحده: ئول إلها اتصل عليها وئول إلها تجي بدي ئول إلها شي مهم...
ماكس بتوتر: ما بدها تشوفك.....
أمير بنبرة صارمة: فينها؟
ماكس : انتّا لازمتك الراحة ....بــ....
امير فهم صرخ: هربت صححححححح؟....هربتتتتتتت؟
ماكس سكت
أمير صرخ: فييييييييييييييييينها نوووووووووووور
ماكس بتردد: هرببببببببببببببت
.
.
.
انتهى





اعتذر عن اخطائي الاملائية

كتبت بشكل مستعجل ونزلته عشان ما اتاخر عليكم



تحياتي شتات


JAN 06-27-2020 05:27 PM



البارت الثاني والعشرون






.
.
.
محاولة لملمت الضياع ومسك الخيوط دون ان تتشابك ببعضها البعض بات صعبًا عليه ، كُلما فكّر في حلول تسهّل الأمور الصعبة حدث عليه أمر يوسّع من فجوات الصعوبة
ويُزيد على نفسه الموجعة جِراحات أخرى
كان صعبًا على ما سامع آذنيه في أن يُدرك انها
هربت كما فعلت قبل ست سنوات
هربت من احضانهما للعُصيان ولحُب لعين وبه الكثير من الخِداع
حُب آلا بِها إلى مشاكل نفسية كُثر ، وآلام لا تُنسى
هربت إلى أحضان ذلك الغريب، لتنجي ثِمار خطتّه المرسومة بشكل مثالي
نتيجة هروبها في السابق حالها الآن في الحاضر!
كُل الأشياء مرتبطة ببعضها البعض.....وكل الخيوط والبِنان تُشير إلى الطريق نفسه
هروبها يعني ....الضياع من جديد
والعودة للنقطة السابقة نفسها ولكن بمختلف الألوان والاشكال!
الحبكة ذاتها ......ولكن بطريقة أشد ألمًا...هربت بعد أن علمت بموت والدتها.....بوجود ابنتها....وبعد رؤية طليقها....وبعد ان عرفت أنّ هُناك خدعة كبيرة تجرّعتها لفترة زمنية طويلة !
لو عرفت تفاصيل الخدعة هل ستهرب للعالم الآخر كما فعلت والدتها؟!
لِمَ لا؟!
لن يتعجب بعد الآن من افعالها ولكن سيخاف اكثر وسيرتعب من افكارها التي ستؤول بينا إلى النهاية!
............................
شدّ على ياقة ماكس بعد أن حاول النهوض قليلًا من على الوسادة آلمه الجرح ولكن هُناك جرح غائر في ناحيته اليُسرى من صدره
هزه بضعف حالته .....تحدث وهو يكرر كالمجنون وبعينين حائرتين وقلب مُتعب وجسد يرتجف خوفًا
من الأفكار المشؤمة التي تطرق رأسه: هرببببت.....هرببببت.....عم تئول إللي هربتت....

....
لم يكن حال ماكس افضل من حاله...خشي على أمير ان يُصاب بمكروه...في حالة انهياره هذه.....هو حاول بجلّ جهده أن يحمي عائلته كما امره ولكن .....نور...دومًا ما تخرج عن توقعاته ....كان يتوقع أنها غير قادرة على ان تعمل أكثر من جنونها الذي اعتاد عليه ولكن ما فعلته ارسل له رسالة تجاوز معاني الجنون الذي يعرفه ويعلم أنه اخطأ حينما اتكأ على اكتاف مُراد وفي الآن نفسه لا يستطع أن يُنكر انه ساعده في أمور كُثر .......دخل في حالة تناقض وخوف
....
شدّ على كفي امير حاول أن يضغط على نفسه في لفظ الكلمات دون أخطاء : سيّد امير......بليز...اهدأ.....

....
أمير وكيف لهُ ان يهدأ......نور....ليس جزأ من ديانا وفقط......حُبه لها ليس لأنه يشتّم رائحة ديانا فيها....وليس لأنها تمتلك سمات شكلية قليلًا من محبوبته ....لا....بل لأنها اشعلت في فؤاده شعور ....يعلم أنه لن ولن يستطع على تحقيقه ولكن بوجودها تحقق وشعر به وهو شعور(الأبوّة)...شعوره بالمسؤولية .....شعور أنّ لديه ابنه ....هذا الشعور داوى جراحات العُقم في ذهنه!
.....
تحدث برجفة شفتيه: كيف راح اهدأ......وانت تئول هِربت....أنت فهمان إيش يعني هيدا الشي؟
.....
انخرس ولم يعد قادر على نطق حرفًا واحدًا
فاكمل امير: كم صار إلها؟
لم يعد قادر على الكذب مجددًا شتت ناظريه عنه: تقريبًا أربعة أيام!
.......
ارتخت يدي أمير من الشد على ياقة ماكس....نظر للفراغ من الغرفة.....واخذ يفكر لماذا هربت؟
ازدرد ريقه عدّت مرات
تحدث بصوت غضب: كيف ما لئيتوها؟
ماكس يحاول ان يكون هادئًا: بترجاك أهدأ....راح نلئاها أكيد....
أمير مسح دموعه التي خانته: انا مخبي الجوازات والأوراق الرسمية اكيد ماعرفت مكانوا......اكيد هيّا هون بهاد البلد....
....
ماكس قوّس حاجبيه .....وبشك: فين مخبيهم؟

أمير سكت، وكأنه فهم إشارة ماكس تحدث كالمخبول: ظنك عرفت مكانهم ...و...
ضرب على فخذه بيده بكل حسرة : آه نور آه...
ماكس قام بتعديل الوسادة خلف ظهره وساعدة على الاستلقاء وهو يكرر: لا تتعب حالك....راح اشيّك عليهم.....
امير بتعجل: انا حاططهم بصندوق....في غرفتي.....راح تلائيه فوق....الدولاب.....
جمد ماكس ماكنه.....وتذكر...حينما دخلوا عليها في إحدى الأيام بسبب سقوط ذلك الصندوق وعندما دخلوا
قالت
....


فتحت الدولاب من الجانب الأيمن وكان فاضيًا من الرف الثاني وحتى الثالث اما الأول تعلّقت بطرف الرف ورفعت نفسها على اطراف رجليها شعرت باهتزازه لناحية الامام
خافت من ان يسقط عليها ....ويحتضنها ..اهتز اكثر وسمعت صوت سقوط شي حديدي على الأرض ضجّ صداه على في المكان
بينما هي ثبتت قدميها على الأرض ووضعت يديها امام الدولاب لتمنعه عن السقوط ونجحت ولكن
فجأة انفتح الباب
ماكس بخوف: نور فيكي شي؟
التفتت عليه ونظرت له ولي اليكسا...
نور بتوتر: لا بس فتحت الدولاب وكان فاضي...وطاح هالشي على الأرض...
وأشارت لصندوق صغير مرمي على الأرض...
ماكس اقترب منها: ما طاح عليكي ....
نور هزت رأسها: لالا ما طاح علي...
اليكسا: نور لازم تاكلي مشان تاخزي الدوا...

نور بتسليك: تمام....
ثم نظرت لهم ونظروا لها
شعروا بالريبة من وقفتها ونظراتها ولكن خرجوا وهي زفرت براحة
.....

شعر بالاختناق من هذه الذكرى ، نفضها من رأسه وتحدث ليُطمئن أمير: ان شاء الله خير ارتاح راح روح اشوف
هز أمير رأسه بضعف وهو مغمض لعينيه من الألم
بينما ماكس
خرج ورأى جولي تتحدث مع
سندرا : حبيبتي اهدي.....
سندرا ضربت برجليها على الاري: بدي شوف نور...
ماكس شتم هنا بصوت مسموع لمسامع سندرا وجوري مُراد
حتى التفتت عليه جولي بغضب: اشش.....لا تسمّعها....
ماكس بعجل: راح روح على الشقة....امشي وانتي وياها بسرعة...
ثم تحرك من امامهما أما جولي عندما رأت سندرا تعُاندها في المشي حملتها ومشت بخطى سريعة إلى ان خرجت ووصلت إلى سيارة اخيها
ماكس ما إن أغلقت جولي باب السيارة حتى قاد سيارته ليُسابق الزمن
إن كان فعلًا هربت خارج البلد فهذا ما لا يتمنّاه
ولكن لن يكون صعبًا عليهم في البحث عنها
خافت جولي من سرعته وزفيره القوي ما بين فترة وأخرى
وبعد مرور عدّت دقائق وصلا نزل قبلهما من سيارته ورمى المفتاح على الحارس الشخصي ليوقفها في مكانها الصحيح نزلت جولي متعجبة من حاله وحملت سندرا على يدها
بينما ماكس ركض لغرفة امير
وبحث في الدولاب عن الصندوق.....رآه.....
فتحه وهو يتمنى شيئًا بداخله
ولكن عندما لم يجد جوازها هنا رمى الصندوق بقوة على الأرض
وصرخ: افففففففففففففف
سحب هاتفه سريعًا ، يعلم أنّ اذرع مُراد طويلة ومتعددة
اتصل عليه ولم يُجيبه في المرة الأولى
ولا في الثانية
.............
كان جالسًا امام أخيه المُلقى على السرير صحى من سباته وادرك انه اصبح عاجزًا ودخل في صدمه وصمت طويل
مما جعل مُراد يخاف من ردت فعله تلك
بقي معه وهو يُراقبه ولكن بالأخير طرده ولكن بعد ان نام دخل ليطمئن عليه
سمع رنين هاتفه
ولم يجيب بسبب سرحانه وشدّت تفكيره
في المرة الثالثة ادرك اهتزاز هاتفه في مخبأ بنطاله
نهض رمق أخيه بنظرات الحزن
خرج في الممر أجاب: هلا ماكس
ماكس بغضب: اسمعني منيح.....نور...هربت برا فرنسا....
مُراد بذعر: كيييييييييييف؟
ماكس مسح على شعره: حنا مغفلين....كنا....نفكر.....
ثم سكت لا يعرف كيف يوصل معنى ما حدث اردف بصعوبة: خدعتنا.......عرفت مكان.....الاوراق الرسمية...ياللي مخبيهم امير.....اخزيت الباسبورت وهربت

مراد شتم اللاشيء وكان عليه ان يشتم نفسه حقيقةً!
ماكس بنفس عميق: وبالمناسبة امير عرف انها هربت...

مُراد اغمض عينيه لتعصب الأمور: ليش تقول له....
ماكس بصوت عال: بنتك ئلت إلوا......مو انت وعدتها تشوف نور...وهي تكرر بداياها....ومستجني علينا...

مُراد بتفكير: اقدر اطلّع وين هي فيه خلال ساعتين....
مُراد : وهازا اللي بدي ايّاه.....
مُراد بشتات: راح اكلم صديق لي....في الخطوط الجوية...ونظام الرحلات.....بس اعرف وين هي فيه راح اتصل عليك...
ماكس : راح انتظرك باي
ثم اغلق الخط في وجهه بينما مراد لم يتوانى في الاتصال بصاحبه لينظر للأمر!
.........................
.
.
بينما في الغرفة ، كان يتألم من كتفه ومن الذعر الذي عاشه وذاقه يُريد أن ينهض للسفر لأمريكا وإنقاذ تلك المسكينة ولكن يشعر بالعجز.......حاول النهوض....وهو يزدرد ريقه......وبعد محاولات عدّه نهض.....سحب ملابسه المرمية على الكرسي والتي بها بقع الدم ارتداها بعجل وبصعوبة ......اخذ يتنفس بصعوبة من حركته السريعة ....والمؤلمة له...خرج من الغرفة .....مشى بخطى بطيئة.....وهو يُسند نفسه على الجدار......سقطت عينيه على مُراد المشغول في مهاتفته
اقترب منه بصعوبة سمعه
وهو يردف بالإنجليزية: اسمها نورة يوسف محمد الناصي
قوّس شفتيه الاسم يعرفه جيّدًا صديقة ايلاف
اغلق مراد الهاتف بعد ان شكر ذلك الرجل التفت ورآه
فابتسم بسخرية: امداك تشافيت؟
طارق بصعوبة النطق: ما تبي تسمعني....قلت أقوم اسوي الواجب علي....
اقترب مُراد منه وبنبرة تهديد: جرّب تقرّب من اخويا وشوف راح
قاطعه طارق بعد اقترب منه: اخوك اخذ حقه ......قمت عشان ...راح انقذ ايلاف....
مُراد دفعه بخفه : انقذها من نفسك وابعد عنها.....
طارق ابتسم على مضض: لا تصدقني....بس إدوارد هددني فيها......عارف تقدر تحميها وانت مكانك بس انت مو راضي تصدق......فعن اذنك...
ومشى عنه
تاركًا مراد يردف: خبيييييييث!
ثم دخل لغرفة أخيه وهو يفكر بنور!
...............................

.
.
.
كانت ترتدي على عجل من أمرها......تتحدث
: ادعي ادعي انه المطعم مفتوح.....
ايلاف وهي تجفف شعرها: يا بنتي ما قد شفته فاتح الصبح
نور وهي ترتدي حذاءها: يمكن اليوم غير يعني....
ضحكت ايلاف: الحمد لله والشكر قعدي محلج بس احس مو فاتح....
نور بتأفف: لا........ما بقعد وبطلع ....وعلى فكرة تراني زعلانة من كلامك امس
ايلاف نهضت سحبت حقيبتها من على السرير وبنظره حاده: والله ما قلت لج حجي يزعل قلت الصج لج وانتي مو راضية تتقبلين هالشي
نور بتأفف: ااااااااااااف
ايلاف اشارت لها: افين ....يلا طسي....
نور مسكت ايلاف وحضنتها بقوة دون سابق انذار
ايلاف دفعتها عنها: وييييييييييعه وخري....شنو هذا.....
ولكن نور عادت حضنتنها وبدأت ايلاف تتفلّت منها
نور ضحكت بخفة ثم تركتها وحكّت ارنبة انفها
ايلاف ضربتها على كتفها: مينونة؟
نور ابتسمت على ردت فعلها وبهدوء: فكرت امس بكلامك....صدق انا زعلانه
ايلاف كنت ستتحدث ولكن اشارت نور بجدية: خليني اكمل
ايلاف تكتفت ونظرت لها بملل: جلست اعيد الامر على نفسي واناظره من زاوية انا أخاف اناظر منها

ايلاف ابتهجت اساريرها نظرت لنور وهي تهز برأسها
لتكمل: حسيت وقتها بتذبذبي.....وخوفي.....انا لو أقول مسيحية راح اشوّه سمعتها وان قلت مسلمة الإسلام متبري مني ومن افعالي...
ايلاف اشارت لها بأن تسكت ووضعت يديها على رأسها بصدمة: نور شالحجي....
نور بنفس متسارع: خليني اكمل ...
ايلاف سكتت
لتكمل نور: انا لا كذا ولا كذا...
ايلاف بصوت يشبه الصرخة نقزت للوراء كردت فعل مخيفة : شنهوووووووووووو؟......كافرة يعني......

ضحكت نور رغمًا عنها: هههههههههههههههههههه لالا....
نور بجدية: انا مسلمة بس ما فيني ....
قاطعتها ايلاف وهي تزغرط: كللللللللللوش.....خلاص انتي قلتيها بعظمة السانج انج مسلمة......بس مابي حجي ثانية ....
نور بجدية: مسلمة بالمسمى بس.......حتى لم كنت ادّعي المسيحية كنت بالمسمى وبس....يا ايلاف......انا ضايعة.......مو عارفة وين وجهتي فيه....إن قلت انا مسلمة ......هذا ما راح يغير شي من كوني عاصية....

ايلاف بتفهم: عشان كذا كنتي...تقولين..
هزت رأسها نور : أي......ادري اني عاصية......سويت أمور....كثير....تغضب ربي......امور استحي اقولها لك....و
ثم غصّت في بكاؤها
ايلاف طبطب على كتفها: انّ الله غفور رحيم...
نور مسحت دموعها: أمور كثير اجهلها.....في الدين الإسلامي......وامور كثيرة أصلا ما عرفها في الديانة المسيحية........حتى لم كانت تعلمني عليها ديانا ما كنت استوعبها لأني مو مقتنعه فيها.....بس كنت أخاف اواجه نفسي .......كنت أخاف اواجه هالتخبط اللي بداخلي بس امس عجزت أنام بعد كلامك....انا ابي اتغير.....قلت ابدي من هالنقطة ......عشان ابدأ صح....وفكرت...وحسيت اني....ما زلت على الإسلام......بس ما عرف أمور كثيرة فيه.....يا ايلاف.....

ايلاف ابتسمت: خطوة حلوة منج.......بساعدج تفهمين أمور كثير صدقيني......بحاول ألملم شتاتج .....وبحاول اساعدتج في فهم الأمور .....وحل المسائل المعقدة اللي تجي براسج....
نور احتضنت ايلاف بشدة وبكت بصوت: وجودك مخليني شجاعة قدام كل التخبطات اللي اعيشها ........
ايلاف طبطبت على ظهرها واغمضت عينيها لا تريد أن تبكي: ووجودج مخليني اتناسى أمور وايد عجزت اتناساها وانا بذيج الفترة اللي صرت فيها لحالي...
نور ابتعدت وقبلّتها على خدها: خلاص ما ابي ابكيك روحي الجامعة
مسحت ايلاف دموعها سريعًا: شعقبى يا كـ....
ضحكت نور
بينما ايلاف مرت من جانبها وهي تقول: باذن الله بشوفينه فاتح.......روحي....والقلب داعي لج.....
أرسلت نور لها قبلة في الهواء ضحكت ايلاف بينما نور جففت دموعها وخرجت وبيدها حقيبتها
....

كانت ع امل من ان ترى لها وجهة جديدة للهروب من حرب افكار الامومة وهفوات أنانيّة الماضي، والذّكريات المستحيلة
لذا قررت أن تُكمل ما بدأته هنا لن تسمح لأي شيء كان يُحرقها بما آلامها مُنذ التسع السنوات يكفي تُريد أن تعيش بلا أوجاع نفسية وجسدية أخرى لذا قررت
لن تُكمل مسيرة عملها كجليسة اطفال ، لأنها ادركت هذا العمل لن يجلب لقلبها إلا المآسي والندم وتدفق الذكريات وسيضيّق عليها محاولات النهوض والابتعاد عمّ حدث لها سابقًا!
ستهرب بطريقة اخرى، وفي منحنى آخر وباندفاع اكبر عن مشاعر امومتها وعن محاولة سجنها في قوقعة الانتحار!
.....
ازدردت ريقها ومشت بخطى واسعة لتشجّع نفسها على الاقدام وحينما اقتربت وسقطت عيناها على
واجهة المطعم

تقدمت اكثر وقرأت الاسم بترنّم وتنهّد مخيف!
مشت بخطواتها
لترى الباب مغفلا ونظرت للوحة الصغيرة التي تُعلن عن قفله بهذا الوقت(مغلق)

تنهدت بضيق وشعرت باول الخيبات من هذا المنحنى الجديد من حياتها
ولكن لم يبقى هذا الشعور مطولًّا بعد ان رأت احدهم يقوم بتنظيف الطاولات وترتيب المكان شعرت أنّ روحها عادت لمكانها مسحت على شعرها ابتسمت بتفاؤل في لحظة ارتعاش جسدها من البرد واخذت تطرق الباب بخفة
لِلفت انتباهه
التفت ونظر لها بتساؤل
فأشارت له برجاء ان يفتح لها الباب
فاشار لها بانه مغلق

عبست بوجهها وطرقته ضامه كفي يدها برجاء
ان يفتحه
تنهد بضيق من إصرارها ترك ما في يده ثم مشى لناحية الباب فابتهجت اساريرها بينما هو فتحه تحدث بالإنجليزية: what do you want?
(ماذا تريدين؟)
نظرت لوجهه بهدوء : I want to see your manager
(اريد ان اقابل مديرك)
تحدث برسمية :Iam sorry…..he..
(آسف هو .....)
قاطعته برجاء بعد ان ادركت جملته :please, let me see it.
(رجاءًا دعني اراه)
.
.
تأفف وخشي من ان يكون الامر مهمًا وخاصًا لرؤية صاحبه ولأنه لا يريد ان يطيل الامر امام الباب لكي لا يتجمهر الناس حولهما ويظنون انّ المطعم في هذا الوقت متاحًا لذا دخل الرجل تارك جزء من الباب مفتوحا لقطع النقاش
مشى بخطى وهو يصرخ:سلطان...يا سلطان...تعال شوف هالبرصة وش تبي؟

فتحت عيناها على الاخر لكلمته لم تفهمها بالمعنى الحرفي حقيقة ولكن شعرت معناها كالشتيمة لذا غضبت وشعرت أنّ الأمر سيطول وهي لا تريد ذلك ابدًا تقدمت للأمام ودلفت من الباب واغلقته ورائها ليترك صوته العالي
فالتفت وهو يردف بالعربية ظنًا منه أنها اجنبية لا تعرف حديثه: وش في امها ذي؟
قوّست حاجبيها بملل لوقاحته وكانت ستتحدث بسبب اسلوبه الهمجي هذا ولكن ظهور سلطان أمامها على حين فجأة اخرسها وهو يردف :خير شصاير؟

تحدث الاخر وهو يشير لها بلا مبالاة: هذي صدعت براسي الا تبي تشوفك....مادري وش تبي....بس واضح وراها بلا....والله يستر منها ...شوف وش تبي...خل تطلع من هنا ....
لم تتحمل حديثه وفهمها له .....تقدمت للأمام رفعت صوتها قليلًا لتصدمه بقولها له: تطمن ما وراي شي......ولاني جاية عشان اجيب لكم لا مصايب ولا غيره

فتح عينيه مذعورا: عربية؟

كتفت يديها وشتت ناظريه عنه بتملل، واخذت تحّك طرف انفها لتظهر له عدم مبالاتها لصدمته واحراجه الذي بان على وجهه كوضوح الشمس !
اما سلطان نظر لصاحبه وكأنه يعاتبه على أسلوبه الهجومي المنفعل شعر بالأحراج في وضعه أمامهما هكذا
تحدث بحرج : عيسى روح ارتاح.....

نظر اليه صاحبه بخجل فهم يريد أن يبعده عن المحيط المخجل الذي عاشه هز رأسه ثم توجه للداخل هاربًا من عينيها التي تمركزّت عليه في تلك اللحظة!
.
.

اما سلطان نظر لها تقدم خطوتين للأمام ثم تحدث بهدوء وحرج في الآن نفسه بسبب موقف صاحبه: خير اختي

شعرت بالتوتر والتخبط والخوف في الآن نفسه لا تدري كيف تبدأ وكيف تنهي الحديث معه بإقناعه في قبلوها للعمل معهم بللت شفتيها سريعًا ثم نظرت له وبكذب: انا قد قريت انكم محتاجين لـ
وبتردد كبير ..اخذت ترمش عدّت مرات باضطراب واضح ثم اردفت: لموظف جديد...اقصد
فهم قصدها وشعر بتوترها وباختصار اردف : اسف اختي ما نوظف طاقم نسائي...
شعرت انّ الاكسجين انقطع في هذه اللحظة
لن ولن تستلم لذا اندفعت بحده حديثها وتشاؤمها : وش هالصبح اللي طيّحني على واحد همجي والثاني عنصري!!!

صدمت سلطان بعبارتها لذا أشار لها بتحذير :اختي إلزمي حدودك واوزني كلامك...

نور لا تريد ان تخسر فرصة توظيفها هنا مسحت ع شعرها وادركت انهيارها هذا في غير محله سحبت هواء عميق تمتمت بالاستغفار! ثم نظرت له: آسفه
وبنبرة مترجية: لكن انا بحاجة لهالوظيفة

سلطان حك انفه بتوتر نظر لوجهها ولجديّة حديثها :وانا اسف ع اللي بدر من صديقي ......واسف مرة ثانية اني ماقدر اوظفك...
نور ترقرقت الدموع في عينها لا تريد ان تعود لنقطة الصفر تحدثت بهدوء وبكذب لاستعطافه: انا حالي من حالك طالبة .......واظنك فاهم ايش يعني وكيف المعيشة هنا....
سكت سلطان وشتت ناظريه عنها!
تحدثت برجاء: وش بصير يعني لو وظفتني
سلطان بهدوء:اختي قلت لك الطاقم هنا كله رجالي......وانا مابي وجع الراس
نور فهمت اشارته سكتت ثم اردفت بهدوء: والله فاهمه بس عادي لو تخليني اغسل صحون وبكذا ما راح اكون
قاطعها : لا تحرجيني اختي اسف والله
قاطعته وهي تمد كرت به اسمها الحقيقي كاملا ورقم هاتفها ايضا: يمكن تغير رأيك هذا اسمي كامل ورقمي عن اذنك

وضعت الكرت ع الطاولة الفاصلة بينهما ثم خرجت وقلبها مكسور وعينيها مترقرقتين بالدموع ركضت لوجهتها الغير معروفة اخذت تظهر شهقاتها ممتدّة من صدرها خارجه من بلعومها وحتى مخرج فمها بصعوبة مسببة آلمًا لصدرها وضعت يدها على صدرها لتضغط عليه بقوة ركضت بعيدا عن قساوة افكارها وخوفها من البقاء في وحل الماضي وذكريات الم الولادة
بكت بدموع بلا حرج من نظرات الناس من حولها
الموقف لا يستدعي أن تنهار بهذا الشكل ولكن الضغوطات تسبب هذه الانهيارات التي ليس لها مبرر صريح ومعروف....صدمت بهذا وهذاك وهي تركض
خائفة من كل شيء.....هاربة للاشيء!
.
.
.

بينما سلطان تأفف شعر أنّ قلبه مال للحزن عليها بلل شفتيه ثم مدّ يده لـيسحب الكرت قوّس حاجبيه ونظر لاسمها من باب الفضول وفي قرارة نفسه لن يوظفها مهما كان ظرفها لا يستطيع أن يكسر القوانين الذي وضعها من أجل أمان المكان !: نورة يوسف الناصي
وضعت اسمها الحقيقي بلا خوف.....طبّقت حديث ايلاف في كل الأشياء واجهة مخاوفها التي تعصف بها الآن
واجهة نفسها أنها لا تدرك شيء في الديانة المسيحية .....ادركت انها عاصية لدرجة مخيفة! واجهة نفسها بقول (أنا مسلمة) ولكن متذبذبة!
واجهة نفسها بكتابة اسمها وربطه بذلك الرجل الذي تركها ليعصف بها الناس كما يشاءون ويحلوا لهم
ادركت انّ نُكران هذه الأمور لن يجلب لها الراحة ولا حتى السعادة .....لذا كما قالت لها ايلاف عليها بالمواجهة وإن كانت النتائج مخيفة ومحزنة
وهذي هي بداية المواجهات!
...........

قوّس حاجبيه اخذ يفكر لمدة دقيقة وربما اكثر لقب العائلة جدًا معروف لديه ولكن يحاول أن ينكر الامر ولكن كيف اسم والدها كاسم .......
وبعد استيعابه وتقشعر جسده تحدث بذعر: مستحييييييييل شلووووووون؟

مسح على راسه ودار حول نفسه كل ما يعرفه عن صاحب ابيه المقرّب (يوسف) أنّ لديه ولدين
ناصر وسعود وفتاة كان سيرتبط بها ولكن حدث ما حدث لتنفصل فكرة الارتباط هذه ولكن اسمها ليس نورة بل شيخة
هل هناك سر خفي؟! أم تشابه أسماء

اخذ يكرر : ياربي وش هالللغززززز بنت عمي يوسف!!
.
.


من باب الاحترام وعظم صداقة ابيه ليوسف فهو يسميه كما تربّى منذ الصغر ينادي يوسف بـ (عمي)
.
.
شعر لوهلة أنه أضاع حلّا للغز ما!

فخرج من المطعم راكضًا وهو يتلفت يمينا ويسارا باحثا عنها فلم يجدها...تقدم للشارع الرئيسي اخذ نفسًا واخذ يفكر
: شلون .....شلون بنته......ولّا مجرد تشابه اسماء
اخذ ينظر للمارة بضياع أفكاره....... ثم عاد بإدراجه للمطعم وهو يفكر بعمق في الامر! لابد أن يصل إليها لمعرفة ارتباطها بيوسف.......لِم هو مهتم لا يدري ولكن الفضول.....اخذ يدّق رأسه دقًّا....سحب الكرت ووضعه في مخبأ الجاكيت
نادى: عيسى أنا طالع.....
ثم خرج من المطعم من جديد!
.
.
.

.
.
.
.
تم رمي الطُعم.... رمي الذكريات امام وجهها لتتدفق بشكل مستمر .....رمى الذبذبات وموجات صراخها.....رمى الحنين والاشتياق لوالدتها رغم كل شيء.....ركضت عائدة للشقة هاربة من كل الاشياء التي تخيفها لا تريد ان تستمر في وظيفتها كجليسة اطفال لا تريد ان يطول الامر وإلّا ستموت حسرةً والما وقهرا مما فعلاه بها امير وديانا.....بكت ع الكنبة منتحبة لعدم قدرتها على تجاوز كل الاشياء رغم محاولتها في العبور من امامهم!
.

.


.

بينما ايلاف بعد ان خرجت مبتسمة ومبتهجة في ايفاق نور على حقيقة امرها مشت بخطى متفائلة للحياة تبتسم للمارة باطمئنان ، تنهدت بسعادة وتمنت في هذه اللحظة رغم صعوبة تمنيها ولكن هناك رغبة صارمة في ان تتمنى لقيا طارق اليوم تشعر انها اشتاقت له، رغم انها خجلة من ان تراه وتضع عينيها في عينه ....فامر التحرش حدث امام عينيه دون وشوشة وهذا امر مخجل.....ولكن لا يهم ما يهمها اليوم ان تكتمل سعادتها بلقياها به....واحتضان عينيه بنظراتها .....حقيقةً هي خائفة من ان يتركها بعد ما حدث .....ولن تلومه ع ذلك.... إن فعل....هكذا فهمّت نفسها لا محال للومه...ما حدث صعب عليها ..فكيف به؟ ....مسحت ع شعرها .....ولم تدرك انّ هناك شخص نظر لصورتها التي تم التقاطها بالأمس ......لينظر لها اليوم بأفكاره الجديدة والخبيثة...ارسلوا له صورتها مع نور وما زالت رغبته بها تزداد.....ورغبته في اقهار طارق تزداد يوما عن يوم....علم انه لم يمت...ولكن لا يحق له ان يعيد محاولته في قتله فتلك قوانينهم الغريبة يحق له محاولة قتل الخائن بينهم مرة واحد وان فشل لا يحق له ان يعترض له من جديد لقتله والا طرد من عمله! وهذا الامر ممتع بالنسبة اليه ويعلم انه سيؤلم فؤاد طارق بخططه الجديدة....عندما راها تمر من ناحية الممر الذي يؤدي اليه اسند نفسه ع الجدار وتهيّأ للاستعداد في المغامرة
رآى ابتسامتها ضحكتها....شموخها......مشيتها المتزنة جسدها الممشوق .....جمال وجهها الهجين!....رأى كيف تسترق النظر للناس لترمي لهم بعينها جزء من سعادتها ......ولكن لم يهمه ذلك كتم انفاسه عندما سمع طرق نعليها بالقرب منه اخذ وضعية الهجوم والاستعداد في سحبها بخفة
وحقيقةً هذا ما حصل
ما ان خطت خطواتها بالقرب من هذا الممر الضيّق حتى شعرت بتلك الايادي تطبّق على يديها والاخرى تُكمكم فمها

شدها اليه كلمح البصر وكأنها مُعتاد على فعل هذا الأمر دون أن يجعل الناس ان يلاحظوه! خفة....ومهارة خبيثة يمتلكها قطّاع الطرّق ورجال العصابات والمجرمين!
سحبها من الخلف ليجعل جسدها مستند على جسده ويحكمها بيديه عن محاولة الإفلات!
كانت تتحرك بعشوائية لا يريد ان يلحظ احد حركاتها تلك لذلك سحبها لعمق الممر وكانت المباني قليلًا قريبة من بعضها لذا ضوء الشمس كان يخترق الممر بشكل عامودي لينبعث وينتشر منه الضوء للأسفل بشكل خافت
ما زالت تقاوم يديه وهو ما زال يحاول أن يخرج بصعوبة الابره من جَيبه عضّت على يده بعد أن ادركت إصراره في شد جسدها ومنعها من الحركة وبسرعة ضربت بكعب نعليها على قدمه
وكرد فعل منه تركها سريعًا و لتهرب لنهاية الممرفـ شتم نفسه هنا سحب نفسا لكتم الألم وركض خلفها تمامًا
..
ايلاف بدأت ذاكرتها تسترجع الأحداث المرّة مؤخرًا لا تريد أن تكون ضحية اغتصاب أو ضحية قتل مجهولة التفاصيل
فكثيرًا ما سمعت عن مقتل الطلبة المبتعثين في الأوان الأخيرة والتفاصيل تكون مبهمة او غير معروفة هي لا تريد أن تصبح واحده منهم تريد الحياة بشكل آخر تريد أن تنجو من هذي الأيادي الحقيرة
.
.
صرخت مستنجدة ....قلبها ارتعب الم يكفي ما حدث لها قبل عدّة ايام......للتو شعرت بالسعادة كيف تثسلب منها خلال دقائق قليلة، شعرت انّ الموت يطبق بيديه على عنقها ويحتضن جسدها ويعتصره بقوته ...ارتجفت كل خلايا جسدها وهي تركض...سريعا ما جفّ لسانها وازدردت ريقها بصعوبة شدية أدّت بِها للاختناق لوهلة ولكن لم تدرك هذا بسبب ذعرها كحت مرتين وهي مستمرة في الركض!
.
.

نظرت للخلف لتختطف نظره سريعة لم تتعرف على وجهه بسبب تجمع الدموع في عينيها....وتشوش الرؤية على عينيها....تريد والدتها حصة ......حضن ابيها مشاري........تريد حضن نور....أجل تريد نور الآن....تريد أن تختبأ في حضنها .....رغم أنه لا يسع حزنها فكلتاهما موجوعتين وعندما يحتضنان بعضهما البعض حزنهما يأخذ حيّزًا كبيرًا من احضانها ليخنقهما في نوبة البكاء
صرخت
:نووووور
لا احد يسمعها، ازداد تنفسها في صعوبة سحب الهواء
بينما هو اقترب منها اكثر وسحب حقيبتها بقوة ليضع ثقله عليها ويجعلها تتعرقل في ركضنها ولكن هي تركتها
شتم نفسه من جديد هذا الممر طويل وهي تمتلك طاقة كبيرة في الركض
هو لم يدرك أنّ
طاقتها نفذت وما يجعلها تركض الآن هو الخوف فقط لا دخل في الطاقة الآن ....كل ما يحرك خلايا جسدها الذعر والخوف
ادخلها في متاهات البيوت الضيقة اين الشارع؟ لا تدري
هل هو كان مخطط لذلك؟
بكت بصوت عالي لاحد هنا......ماذا يحدث هل المكان مهجورا؟
ركضت ثم نظرت للخلف من جديد وليتها لم تلتفت التوت رجلها وسقطت عل وجهها حتى انضرب طرف ذقنها بقوة على الارض واحدث جرح صغير وربما ستخرج بعدها كدمة صغير لتنم عن الألم!
وبسبب هذه الضربة عضّت ع طرف لسانه بشكل لا ارادي حتى جعلته ينزف
بكت بالم ونهضت لتقف سريعًا على قديمها دون وعي للآلام !
أخذت تمشي خطوة للأمام وهي تعرج لا تدري كيف نهضت ربما ظله الذي يعلن عن قربه جعل معدل الأدرينالين يرتفع لتنهض وتدوس على قدميها وتسقط من جديد
هدّأ من ركضه ومشى لناحيتها وهو يبتسم بخبث على حالها
اما هي زحفت ع بطنها الى ان حاولة النهوض نهضت من جديد وهي تنتحب بخوف
الموت افضل من ان يحدث لها كل هذا الرعب
صرخت :يبببببا ..............يممممه
لا احد يجيبها سوى صوت قرب خطواته وتردد صوتها في المكان دون مُجيب!
نهضت من جديد وهي تبصق الدم من فمها وتبكي كطفل اصاب بالأذى ويريد من يخلصه منه!
مشت خطوة وخطوتين وثلاث
ولكن شعرت بتطبيق يده حول خاصرتها اغمضت عينيها وجمدت في مكانها وشعرت بانقطاع الاكسجين من حولها شعرت بمرارة الدم وكثافته في فمها شعرت باستنفار خلايا جسدها من مسكته...شعرت بالخوف.....والذعر منه شعرت انّها على حفة شفرة من الاغتصاب او الموت او التعذيب او.....لا تدري أي الاحداث ستتجرّع مرارتها بعد أن ظفر بها!
همس بلغتها العربية المكسرة: لا تخاففففففي
جعلتها لا شعوريًّا ترتجف ما بين يديه
شدّت على جفنيها وهي مغمضة......ازدردت ريقها لتبلع معه الدم المّر بكل خوف حاولت برجفة يديها للمرة الأخيرة ان تزيح يديه من عليها ولكن طوّق جسدها بيديه اكثر وشد عليه ليوقف مقاومتها له وبكت وانتحبت هنا وهي تكرر
:اسفه يمه....ييييبه..... مو قادرة مو قادرة ....
تتكلم بهذيان ......تشعر انها تحلم .....دقائق وستستيقظ من كابوسها هذا وهي في حضن والدتها الدافي....لن يطول الامر ....لن يطول....فتحت عينيها تريد أن ترى ما تخيلته
وعندما شعرت بالخيبة
همست :طارق
ولكن فجاة ع اسمه شعرت بوخز الابرة في رقبتها .....وشعرت بوجعها في تلك اللحظة.....وبضعفها واستسلامها....لنفاذ صبرها .....وطاقتها......افرغ السائل ثم سحبها بلطف
رفّ جفن ايلاف للأعلى تحاول مقاومته....تهمس
: يمه.......يبه....
شعرت بثقل جسدها قليلًا وتنمل أطرافها : نووووور........طااارق....
ولكن ما هي الا دقيقتين حتى تدلّى راسها للأمام ومن جنون أفعاله قبّل مكان الوخز بلطف ثم همس
(مترجم): لن اؤذيك....فقط سأؤذي قلب محبوبك عزيزتي!
حملها بين يديه ثم مشى للوجهة التي يعرفها، بهدوء .....رجليها أصبحت متدليتين وكذلك رأسها ويديها....حُملت على ايدي اقدار أخرى.....واحداث متفرقة الطّرق.....وعلى مسميات لا تذكر ......دلال نجّت من حبها
وجورج تسلّط عليه من يأخذ بثأر دلال دون أن يدرك ذلك!
وطارق اخذ حق السنوات الضائعة
بمقابل ضياع شخص لا يعي شيء من كل هذه الأحداث المترابطة ببعضها.....حُملت على مبدأ الانتقام ......واستخدامها كوسيط للوصول إلى مخاوف العدو ولكن ......تحريكها في منتصف هذه الخطة لم يحدث إلى انعاش للماضي......
ولإرسال نبضاته إلى كل من سكنت روحه
لتذكيرهم بما فعلوا.......اما هي الآن ستدفع ثمن الجميع ليس فقط ثم رغبة طارق في الانتقام!
..............
.
.
وصل السيارة فتحوا الحرس له الباب ادخلها ثم دخل بعد ذلك اغلقوا الباب وانطلق السيارة إلى مصير جديد
وحياة جديدة.......واحداث لا عناوين لها!
.................
.
.
.
يريد أن يتحدث يستفسر عن حديث عمه يشعر بلغز كبير في حياتهم ويخشى ان يكون حله صعبًا ونتائجه وخيمه
اليوم اخرجوا والده من المستشفى ......بطلب منه وبخروجه على مسؤوليته ......الجميع اصبح في منزله.....من أرادوا المجيء ومن لا يريدوا.....
اصبح جالسًا في وسطهم رغم محاولة الجميع في جعله ان يستلقي على سريره
بينما سعود ما زال يفكر باللغز يريد من ابيه ان يسترد وعيه وصحته للتحدث معه من هذا الباب

.
.
تحدث أبا سلطان: لا وجهك اليوم يبشر بالخير......ما فيك إلا العافية وانا خوك بس شد حيلك......واهتم لصحتك......ولا تهتم بشي ثاني...
يوسف....
فهم حديث صاحبه كيف لا يهتم كيف؟ واخذت نورة تحتل جزء كبير من عقله.....واخذت تأتيه في منامه بشكل مكثّف ومخيف......
تأتي على هيئة طفلة رثّة الثياب...بعينين غارقتين...ووجه مسود.......ويدين مقطوعتين....وشعر منكوش....تكرر بصوت مخيف وغريب لا يمت لنبرة صوتها التي يعرفها بصلة
(خايفة)
هذا الحلم أوقع به على فراش الموت ولكن نجى منه بقدرة قادر هز رأسه متنهدًا
بو خالد لا يعرف كيف يخفف عن أخيه ولا يعرف كيف يُسعده ولكن يدرك انّ الأمر ليس هيّن واصلاحه صعبًا
وتأنيب ضمير أخيه جاء متأخرًا ولكن سيحاول معه في أصلاح الامر
ولكي يخفف عن أخيه ويغيّر من الأجواء الكئيبة رغم انه اتفق معه على عدم الإفصاح عن الامر
ولكن هو يشعر بابنه ويشعر انّ الأجواء الحزينة ان استمرّت ستجلب الاسالة وستحزن قلوب كُثر
لذا قال: ما عليك شر يا خوي....والف الحمد لله على سلامتك
تحدث أبا ناصر بوهن: الله يسلمك.....
بو خالد تحمحم : احم....وانا خوك دامك قمت بالسلامة.....ووفينا بالنذور.....والعيلة تجمعّت....والفرحة اكتملت بالوجوه الغانمة ........حاب اخلي هالفرحة فرحتين....
بندر وخالد نظروا لأبيهم كردت فعل تنم عن صدمتهم
وابا سلطان نظر إليه بخوف مما سيقوله
بينما بو سيف نظر إليه باهتمام

عزام لكز سيف وبهمس: لا يكون بزوجّه على خالتي
سيف ابتسم على ذبه أخيه : اهجد
عزام لكز خاصرة سعود ليغيّر من أجواء صمته وحزنه: الحق خالي بزوّج ابوك على امك...
سمعه قصي ليبتسم ببهوت: شكلهم الاثنين مع بعض
ضحك بخفة ناصر : قسم بالله عليكم خبال حتى في وقت الحزن ههههههه
بندر التفت عليه بعد ان سمع ضحكته: شفيكم تتهامسون....
رد جاسر على ناصر: أي حزن .......صدقني الحين بنقوم نرقص دبكة على خبر زواج ابوك...
بندر فهم أنهم يحاولون تلطيف الأجواء لذا
(درعم ) في الحديث: وانا اشهد...
خالد نظر لوالده يريد ان يكمل
فقال: انا شاري قربك يا خوي......
بندر وقع قلبه في رجليه
خالد نظر لسعود وناصر الذي حدقوا به
بينما عزام همس لجاسر: اوه أخيرا بصير عندنا فرح
جسار لكز خالد: من متى قررت تزوّج؟
خالد مصدوم هل حقًا سيقرر ابيه عنه ويخطب شيخة له؟
ولكن اكمل أبا خالد: طالب يد بنتي شيخة لولدك بندر!
كان بندر متوترا سحب كأس الماء ليشرب ولكن ما إن سمع حديث ابيه حتى شرق بالماء
قصي طبطب على ظهره بخفة وبندر منصدم من ابيه : كح كح كح...
التفتت الأنظار عليه
وضحك ابيه بخفة يعلم أنه صدم
بينما عزام همس: فشلتنا .......اهجد .....
سعود ضحك بخفة......
بندر عندما شعر انّ كحته مستمرة نهض مستأذنًا
فهمس جاسر: اويلي استحت العروس
لكزه سيف : اهجدوا خلونا نسمع.....
اكمل يوسف: تعرف يا غازي البنت تو....
قاطعه بو خالد: عارف.......ولكن يا خوي.....ما ودي اطوّل السالفة والولد شاري البنت....
ناصر قوّس حاجبيه بعدم رضى فحال والده ليس في محل اخذ وعطى في هذه الأمور
اما سعود بدأ يندمج بالحديث مع عزام وبهمس: الله بيزوج قبل خالد....
عزام بهبل: متولّع في اختك ......ما عليه شرها...
سعود وسّع حدقت عينه عزام ضحك واستوعب جملته فقال: اسفين اسفين يا ولد الخال.....
جسّار شاركهم الهمس: والله وطلع يعرف يحب....
خالد نظر لأخيه الذي عاد إليهم من جديد وعندما جلس قال: انت قايل لأبوي يخطبها لك؟ بهالاوضاع ذي...
بندر هز رأسه بلا
اكمل يوسف: نسال البنت يا خوي وان شاء الله تسمعون اللي يسرك انت وبندر....
بندر ابتهجت اساريره ظنّ انّ الامر سيطول ولكن ما حدث اصبح في صالحهما وليس كما يظنون
قصي لكزه: اووووووه شعليك بتعرس.....
سعود: وبنصير نسايب......
ناصر ضحك على طريقة تنرم الكلمة من أخيه.....
بو سيف شعر أن وجد طريقًا لقول: ودام اليوم يوم الافراح.....اجل اسمعوا.....
عزام همس لأخيه سيف: ايش عنده الوالد تحمس...
سيف ضحك بخفة عنه: هههههههه اكيد بقول عن قصي...
قصي سمعه: ان شاء الله.....يارب...
جسار: خذ لك شوفوا المتولّع الثاني...
سعود بفضول: بمنو متولّع قصقوص؟
قصي ضرب فخذ سعود: فيك يا قلبي...
سعود : ويييييييييييييييع
ناصر أخيرا شاركهم: هههههههه ابي اعرف متى تقطعون عادت الهمس ذي......ولا ضحك على الصامت الله يفشلكم....
خالد ابتسم: كانهم طلبة في حصة رياضيات....
سيف ضحك بخفة بينما اردف سعود: ها ها ها والله ما ضحك ما تعرف تنكت يا خويلد...
خالد رمق بنظرات: تكفى عاد اضحك!
عزام: بدأت أجواء الضراير الحمد لله والشكر
جسّار : هههههههههههه
........
بو سلطان ابتسم: الله يدوم الفرح ......اي وش بقول لنا يا بو سيف
بو سيف بهدوء: الحمد لله بعد الزن والحن .....احد من هالثلاث ....قرر يزوّج
وأشار على قصي وجسار وعزام
الذي همس: لا حول ولا قوة الا بالله دايم مخلينا ضد الزواج
جسار: اصبر بجيك نصايح الحين على كيف كيفك
سيف ضحك بخفة
....
بو سيف: قرر قصي يزوج وخطبنا له من عيلة السامي....
بو ناصر ابتسم: مبروك الف الف مبروك.....
بو سلطان: والله زين ما ناسبتوا....عيلة السامي معروف عنها بالاخلاق والسمعة الطيب....
....
جسّار بهمس لقصي: واخذ لك احلى تطبيل الحين....
ناصر بضحك: ههههههههههه استغفر الله
قصي لكز كتف أخيه: جببببببب
...
بو خالد: ورا ما زوج عزام وجسار...
عزام بهمس لأخيه: بدأ أسلوب التحريض
جسّار: قوم قوم ننحاش....
سيف: ولعنه اجلسوا بس...
سعود ضحك: هههههههههه دوروا لكم مخرج....
............
بو سيف: متى ما نطقوا مثل اخوهم وقالوا يبون يعرسون زوجانهم......
بو خالد التفت عليهم: ومتى تبون تعرسون...
ضحك بو سلطان : ههههههه حجر عليكم خالكم....
جسار همس لعزام: رد رد....ولا بقوم اسوي سالفة...
قصي ضحك: ههههه وش بسوي يعني....
عزام نظر لخالد : اصبر بوهق معاي خويلد...
خالد سمع وفتح عينيه على الآخر
قال عزام: باذن الله زواجي انا وجسار وخالد مع بعض
خالد همس له بعصبية: الله ياخذك...
سيف بضحكة وهمس: تعرفون توهقون بعضكم هههههههه
ناصر احمر وجهه وهو يكتم ضحكته

بو خالد ابتسم: ومهر حريمكم نذر علي.......
بو ناصر بدأ يندمج معهم وتحدث مبتسم: ونزوج ناصر معاهم وتكاليف زواجهم علي.....

ناصر نظر لوجه عزام وكأنه يقول(حسبي الله عليك)
وغمز له عزام
جسار همس لهم: مصيرنا واحد لاحد ينطق وقول يبي يعرس إلا وهو مشاورنا
عزام بتعزيز: بسوي قروب خاص فينا
قصي بضحكة خفيفه: ههههه سموه رجال تحت الحِصار
سيف : هههههههههه حالكم مستعصي....
سعود رفع كفيه للأعلى: الحمد لله ما جاني الدور.....الف الحمد والشكر لك يا رب...

..........

بينما قصي تذكر امر مُهره فهمس في اذن عزام: عزام تكفى لحد سال عني صرفه لازم اروح لمهره...
عزام بجدية نظر له وبنفس الهمس بحيث لا احد يسمعها: ليش فيها شي؟
قصي بهدوء: لا لا....بس تعرف...
عزام ابتسم وغمز له: خلاص فهمنا ياخي روح روح...
قصي : عارفك بذلني...
عزام بابتسامة خبث: حبيبي اللي يعرفني والله
قصي هز رأسه بأسى وخرج من المجلس بعد ان استاذن
.
.
.
اما في صالة النساء ، الفرح والسرور.....يدور حولهم ويخترق وجوههم
ولكن كما هناك عزام وجسار هنا نوف وشيخة
نوف لكزت شيخه: قومي نروح غرفتك مابي اسمع سواليف الكبار
شيخة رمقتها بنظره وبهمس: متأكدة ؟
نوف ضحكت على نظراتها: عندك شك...؟
شيخة : أي والله
نوف بملل: جد قومي عندي لك سالفة بمليون
شيخة بحماس : قولي والله
نوف بهدوء: والله
شيخة شعرت بجديّة نوف نهضت وهي تقول: عن اذنكم ......
ثم نهضت نوف
....
ام ناصر: الا كيفك يا الجازي وكيف عبود بعد عمري ....
الجازي تحاول بعد ما حدث في الأوان الأخيرة تبتسم : بخير
.
.
ام سيف نظرت للجازي وللتغير الذي طرأ عليها تنهدت على حالهما
: بعد عمري كبر....يا جعل افرح فيه معرس
ابتسمت الجازي وقبّلت ابنها.....

.
.
في غرفة شيخة
شيخة جلست على طرف الجازي: هاااا وش عندك....
نوف بلا مقدمات وضعت الهاتف في وجهها وسحبته شيخة من يدها واخذت تقرأ الرسالة وبعد أن انتهت
قالت بصدمة: سيف والجازي مزاعلين...
نوف جلست بالقرب منها: أي صار لهم يمكن شهر ونص ......وووصلت للطلاق...
شيخة شهقت: ....هأأأأأأأأأأأأ......لا قولين....
نوف تكتفت: مع الأسف.....ومثل ما تشوفين حتى هو سيف يفكرني احرضها على الطلاق.....
شيخة بعدم فهم: منو غيره يفكر كذا...
نوف بنبرة حزن: ابوي....
شيخة بشك: وانتي صج



نوف باندفاع: مجنونة؟....اكيد لا مابي اخرب حياتها بس هي مكسورة من سيف....
شيخة عادت تقرأ بصوت عالي: رجاء نوف.....حاولي في الجازي تغير رأيها .....ولا تحاولين تأيدينها على خبالها.....تكفين....تذكري عبد لله......حاولي هي تسمع منك....
ثم نظرت للنوف: شمسوي فيها هو هاللي طلبت هالطلاق .....
نوف جلست وبتهديد: بقولك بس أمانه ما تقولين لأحد....
شيخة نهضت أغلقت الباب ثم جلست امام نوف الذي بدأت تتلو عليها ما حدث بين سيف والجازي وبعد ان فرغت
شيخة اخذت تسب وتشم سيف
: الحييييييييييييييوان بعقله هو لم يقول لها كذا....
نوف كمكم فم شيخة: اششششششش لا حد يسمعك ويا ويلك لو قلتي لأحد
شيخة وجهها احمر: ليش وش شايفتني وبعدين من حقها تطلب الطلاق هالزفت عيشها في حالة نفسية ....الله ياخذه....
نوف تشعر انها ابتلشت في ردفت فعل شيخة وضعت يدها على رأسها : قصري حسك.....
شيخة اخذت نفس عميق: قهرني .....ليش الحين صار يبيها.....هالثور....وين عقله لم يعترف لها يحب ......بنت عمه ....والجازي بعد عمري خايفة تخرب بيت ذيك ....وساكتة ومو فاضحته التبن....

نوف : سمعيني الحين طلعي من صدمتك....
شيخة بنرفزة: شتبين؟
نوف تخصرت: لا تحطين حرتك فيني قومي حطيها في سيف.....
شيخة نهضت: والله ودي ادوس في بطنه الكلـ.....
نوف ضحكت ثم قالت: ههههههههههههه المهم ابي مساعدتك

شيخة سكتت لتاخذ نفس حقًا لا تلوم الجازي على ردت فعلها ابدًا.....
: اساعدك في ايش....
نوف بهدوء: اثبت للكل اني ما احرضها....
شيخة بنرفزة: لأنك غبية لو مكانك احرضها ...واقنعها بعد....
نوف نهض وسحبت شيخة من يدها واجلستها بالقرب منها رغما عنها: لأنه عقلك عقل بزر....
شيخة فتحت عيناها على الآخر: ايشششششششششششش....
نوف بنرفزة: شيخوه هجدي خليني أتكلم لك مثل الاوادم........وجع اقلقتيني تراك......
شيخة مسحت على وجهها: تكلمي....
نوف: مابي الجازي تطلق......حرام عبد لله يعيش بعيد عن ابوه ....وعن امه....
شيخة بتعاطف كبير مع الجازي: ومو حرام اختك تعيش بألم معه هالـ....استغفر الله بس
نوف جارت بعينيها : اففف.....منك .....
شيخة : تراك مو طبيعية احسك صافه مع سيف....
نوف باندفاع: مو صافه معاه......بس هو غبي.....كان مذبذب.....وفجأة حس انه فعلا وقع في حبها.....وندم.....المفروض الجازي تعطيه فرصة.....
شيخة لم تتحمل حديث نوف وفعليا غضب: لا ابد ما فيك عقل انتي...
نوف لتختبرها: لو مستقبلا بندر سو فيك مثل ما سوى سيف للجازي تعطيه فرصة....
شيخة بغضب اكثر: لا طبعا حتى لو اموت على التراب اللي يمشي عليه....
نوف بشك: حتى لو بينكم عيال....
شيخة بانفعال: حتى لو بينا درزن عيال....
نوف : والله وقتها بكون الكلام غير.....بس سمعيني....هو طولة هالشهر يحاول يراضيها........وهي موجوعة منه.......وعشان تثق فيه هو لازم يتحرك وسوي أشياء تخليها تحبه مو تباعد بينهم وبينه......هو الغبي باعد نفسه عنها على شان تطخ ......وترضى.....بس هالشي مسوي فجوات بينهم.....
شيخة كتفت يدها: احسن......
نوف نهضت وبجدية: شيخة ابيك لي عون لافكاري مو فرعون......
شيخة بجدية نظرت لعينين نوف: مو جاية اتقبل والله ....
نوف : والله كنت مثلك.......بس والله حرام هي تتعذب ....وعبود متشتت بينهم.....وسيف واضح ندمان .......عارفة غلطان......بس مابيهم يطلقون......
شيخة : نوف اختك موجوعة منه ودامها هي أصلا مو متقبلته ومتنفرة منه مهما سويتي ما راح تقدرين ترجعينهم لبعض.....

نوف بحزن: بحاول عشان لا يفكروني أحاول اهدم حياتها مثل ما يفكرون.....
شيخة مسكت اكتافها: طز في أفكارهم........
ثم بتفكير: اممممم .....انتي تشوفين اختك مثلا تحب سيف....بس تكابر عشان الجرح اللي سواه فيها ....وفكرت كذا....
نوف بجدية: لا....ماحسها تحبه ابد.....
شيخة بهدوء: اجل ليش تحاولين في شي مستحيل.....
نوف ولي اوّل مرة تتحدث بتلك النبرة : مابي عبد لله يعيش في تذبذب الجازي......مابيه يحس بالنقص....مهما حاولوا بعد الطلاق انهم ما يبون يحسسون انهم بعاد عنه هو بيحس يا شيخة......ابوه مستحيل بيظل على ذكراها اكيد بيزوج وبجيب عيال وبيقل اهتمامه فيه وهي فيه احتمالين يا انها تزوج وهم تلهي مع زوجها وعيالها يا انها تدمر روحها وتفني عمرها عشانه........ومابي انا يصير هالاشياء.......ولا ابي عبود يحس بالـ نقص......انا عشت شعور النقص بعد وفاة امي......عارفة راح يعيشه رغم الاثنين بكونون موجودين بحياته....فهمي قصدي.....يا شيخة فهميه.....
شيخة لم تتوانى في حضن نوف .......طبطبت على ظهرها وحاولت نوف ألا تبكي همست شيخة: فهمت.....فهمت نوف....
نوف ازدرت ريقها ابتعدت ومسحت على وجهها : يمكن الجازي تشوف الطلاق حل....وفعلا يكون هو الحل الصحيح.....بس اكيد وراه عواقب انانية انا اشوفها.......هي بس لو تحاول وتجرب ......لو تحس مو قادرة تكمل.....هنا ما راح الومها....هو جالس يحاول من طرفه بس.......وهي بعيدة....وهالشي ما راح يجيب نتيجة....
شيخة بعدم فهم: يعني.....
نوف هزت اكتافها : بحاول اسوي بينهم صدف بدون ماحد يحس لا هي ولا هو....
شيخة سكتت ثم قالت: كيف؟
نوف بنفس عميق: اول صدفة اليوم ببيتكم....
شيخة بخبث ابتسمت : فهمتك بس شلون
نوف بادلتها الابتسامة: بسوي نفسي مغمى علي ودامه هو دكتور العيلة بيدخلونه يشوف حالتي ودامها تخاف علي مثل ما تخاف الام على بنتها ما راح تكون بعيدة عني وبكون قريبة مني وكذا...
قاطعتها شيخة بصرخة: يييييييييييييييييييمه منك....
نوف ضحكت: هههههههههههه جب خليني اكمل الخطه.....

شيخة بحماس: كملي كملي
نوف بهدوء: يمكن هو يفهم ......ويبدأ هنا شغل انتهاز الفرص ويقرب منها.......بس هي لو تكشفني مو بس بتصفقني .....بتتبرأ مني وهالشي يعتمد عليك....
شيخة بفجعة: شلون؟

نوف بهدوء: بسيطة.....ابيك تسوين ضجة ....ودخلين الرعب في قلوبهم لدرجة ينسون اساميهم.....ابيك تسوين فوضى في عقلهم ما يركزون علي من شدة خوفهم.......يعني الجازي تفهم حالتي لأغمى علي في حالة ارتفاع السكر وانخفاضه وتعرف تتصرف.......
شيخة بتفكير: امممم شوفي دامها هي تعرف حالتك وبتعرف وش فيك من اول نظرة لازم نسوي لك شي يجيب الشك....
نوف بعدم فهم: شقصدك...
بلا أي مقدمات شيخة رفعت يدها وضربت نوف على وجهها بقوة حتى صرخت نوف وسقطت على جانبها أما شيخة اخذت (تنقز) في الهواء وهي تحرك يدها التي ضربت بها نوف من شده الألم وهي تقول : آي يدي آي راحت فيها آييييي.....وجع وجع .....اي...
نوف مسكت خدها ونهضت غاضبة : يا كـــ....ليشششش؟
شيخة نفخت بالهواء على يدها بوجع ونظرت للنوف: الله وجهك صار احمر....كذا تقنعين الواحد بس يا ريت يطلع دم من خشمك....
نوف ضربتها على كتفها بقوة: لفيتي راسي لف وجع وش هاليد......خشبة مو يد والله.....

شيخة حدقت في منخرين نوف وبجنون نقزت: الله دم دم والله دم...
نوف نظرت لها بغضب ثم تحسست بيدها انفها وشعرت برطوبة عند منخريها وصرخت: الله يلـ.......شاليد.....
شيخة ماتت ضحك وانحنت للامام
ثم قالت بعد أن هدأت: حطيت حرتي كلها فيك......والله مقهورة من سيف.....سويت مثلا الأفلام عشان يطلع دم......
نوف ضحكت بخبال : هههههههههههه سددتي الهدف الحين عليك بالتمثيل يا خطيييرة.....
شيخة : لالا صبري...
نوف بفجعة: ناوية تكسريني صدق انتي....خلاص ما بتحس وجع.......ولو حسوا بالدم اللي في مناخيري....الفي لك كم كذبة
نوف ضحكت على كلمتها الأخيرة ونظرت للدم البسيط
: ههههههههههههه ما بلحظون إلا أصابع يدي على خدك....
نوف بلا مقدمات صفعتها على وجهها هنا
بقوة ولكن لا تجاري قوة شيخة لها
صرخت شيخة: وجججججججججججججع...
نوف: قلعتك وحده بوحده والحين بسوي نفسي مغمى علي ...ونزلي صرخي .......خلي بيتكم يهتز...حاولي كل اللي بالمجلس يسمعون صريخك....
شيخة بخوف وتردد: تخيلي ما يدخل هو....تخيلي يدخل اخوك ولا ناصر وسعود....
نوف غمزت لها: كذا انا الربحانة والقط لي عريس.....
شيخة ضربتها على كتفها: حيوانه ........اعترفي اعترفي خاقة على ناصر ولا سعود...
نوف بشهقة: هأأأأأأأأأأ لا ذا ولا ذا....يلا طسي لا تفلمين لي....الحين....

شيخة : والله نويّف لو ننكشف ترا بنعض الأرض.
..
نوف بحيرة: ادري....بس شسوي....يعني......نحاول....
ولتخفف من توترهما: ومنها تشوفين حبيب القلب....
شيخة عادت وضربتها على كتفها: قليلة ادب....
نوف مسحت على كتفها: خلاص طيحتي كتفي....
شيخة ضحكت وحضنتها من جديد وقبلت كتفها وخدها
نوف ابعدتها: وخري ......تراني مو بندر صدق اشبه بس مو حيل...
عادت وضربتها على كتفها ولكن نوف دفعتها: يلا روحي صارخي.....لقالوا اشفيها .....قولي مادري.....ولو شافوا صفعتك لي....وحسوا قولي تهاوشنا وتضاربنا وتركي الباقي علي.....

شيخة اخذت وضعية الاستعداد: تمام يلا ....
ثم خرجت شيخة اما نوف تنهدت واستلقت على الأرض كوضعية المغمى عليها!

.
.
نظرت لابنتها وهي تصور المنتج لمتابعينها
وتمدحه لهم وبعد ان أغلقت الهاتف تحدثت: لولوة ....متى بتتركين هالشي....
لولوة وهي تُرجع شعرها خلف اذنها: يمه شفيج علي.....انا اخذت اذن من ابوي ومنج قبل لا اصير فاشنستا شغيّر الحين.....
تحدثت بصوت شبه حاد: الاشاعات اللي تطلع عليج والصور اللي يدزونها لي ....غيرت نظرتي هالطريج هذا ما فيه خير ابد.......
لولوة تحدثت: يمه انتي وولدج صايرين تعطون الناس اكبر من حجمهم اهم شي انتوا واثقين فيني......والباقي مالي شغل فيه.....
تحدثت بجدية: هالشي بأثر حتى على نصيبج....
لولوة بعدم مبالاة وهي تحدث بشاشة هاتفها: الرزق بيد الله يمه.....
نهضت والدتها بتأفف: انا بكلم ابوج يشوف لج صرفة....
لولوة مضغت العلك بهدوء: يمه ريلاكس .....شنو شايفة هالمرة وخلاج جذيه علي....
لم تتحدث دخل هنا والدها الذي قال: ها جهزتي يا دلال....
دلال بمزاج متعكر: لا هونت ما بروح مكان....
تحدث بعدم فهم: ليش نو صار؟
لولوة نهضت : بس عشان شافت الاشاعة اللي طلعوها علي...
مشعل بهدوء: دلال انتي تعرفين الشهرة و...
صرخت هنا دلال: هالمرة إشاعة على شرفها يا مشعل شنو اكثر من جذيه؟.....
انصدم بل صعق نظر لابنته التي خافت من نظراته: شنوووووووو؟
لولوَة لتهدأ الامر: يبه اشفيك بعد أنت.......أكيد....
قاطعها: إلا هالشي.......
دلال بتأييد: عشان جذيه أقول لها تترك هالخرابيط وتكمل دراستها احسن بوايد من هالشهرة ......
مشعل رمق ابنته: الحين خلينا نروح موعدنا وليينا نتفاهم.....اصلا انا ماوعايبني اللي قاعد يصير....
لولوة بزعل: يعني شلون....
مشعل بحده: اخوج مو صاير يدش البيت بسبب شهرتج يا لولوة ....وسكت ......بس توصل للشرف لا .....مو ناقصين ...حجي......ويا دلال وريني المقطع ولا المكتوب عشان اقاضي قليلين الادب وارد اعتبارها وتعتزل بعدها...
دلال ارتجف قلبها حينما قال(إلا الشرف) عادت بها الذكريات للوراء وإلى ايلاف بالاخص
تنهدت وهزت رأسها بينما ابنتها صعدت للغرفة والدمع في عينها
مشعل: يلا مشينا
تبعته وفي قلبها غصة وخوف.....وذعر...وما زالت تكرر بداخلها
(الله ياخذج وافتك منج يا ايلاف)
..............
.
.

هناك في وسط الغرفة ، الشعور يزداد ......والخوف والفرح يختلطان ببعضهما البعض......تشعر بالارتياح بعد فضفتها ......بعد ان اباحت عمّ يخالجها من الداخل.....تشعر الآن هي راضية عن نفسها ولكن هناك وقت طويل لكي تتقبل فيه قصي! بالشكل الذي خرج فيه في أوان الأخيرة
ولكن ستحاول وكما هو يحاول أن يصلح ما بينهما
ستعطيه فرصة وستعطي نفسها فرصة جديدة
مسحت على بطنها بهدوء
بللت شفتيها ثم اردفت: صدق يعني الحين انت او انتي تبين تشمين العطر ليش احس ابي اشمه......
ثم نظرت للساعة وبتوتر: صدق قصي تأخر....المفروض جابه لي.....ليش ما جابه.....

ثم سكتت لوهلة تفكر: اتصل عليه؟
لالا .....
ثم تذكرت امر شهقت ونهضت: لحظة امس هو ترك....اي...
ثم نهضت تركض لناحية سلة الملابس
نظرت لثوبه سحبته استنشقت العطر الذي يتخلله
ثم اردفت: لالا مو هذا العطر...
وفجأة ركضت بعد ان شعرت برغبتها بالاستفراغ لناحية الحمام وهنا انفتح باب الشقة
انحنت على المغاسل اخذت تستفرغ سائل اصفر اجهدها في إخراجه لأنها لم تاكل شي تشعر بعدم رغبتها في الاكل
وتشعر بتغير طعمه في الأوان الأخيرة!
.
.
بينما من ناحية أخرى قصي دخل سمع صوت كحتها واستفراغها ركض لناحية الحمام
رآها منحنية على المغسلة ترشح وجهها وتغسل فمها وعينيها مترقرتين
طبطب على ظهرها وهمس: تعبانة؟
هزت رأسها بلا بينما هي سحبت المنشفة الصغيرة المعلقة على الحائط جففت وجهها واردفت بهدوء: جبت العطر؟
قصي ابتسم: أي.....تعالي .....
اخذت نفس عميق جلست على طرف السرير
مد لها العطر اخذته وبدأت (بطشه) على يدها وفي الهواء واخذت تستنشقه بصوت مما جعل قصي يضحك ويقول: ههههههه مهره مو من جدك ......كأنك مدمنة....

مُهره بحساسية: تتمصخر علي؟
قصي خشي من ان تكبر الامر: لا.....امزح معك....
مُهره بلا مقدمات اردفت: ابي معصوب!
قصي بصدمة: نععععععععم؟!


انتهت











قراءة ممتعة للجميع


حاولت اني ما اتاخر عنكم رغم الضغوطات اللي امر فيها
حاولت اعطي البارت حقه

ما ابي امشي وبس في الاحداث
احاول قد ما اقدر اعطي كل بارت حقة

وماستعجل في شي

ولا اتسرع في تمشية الاحداث

لذا اتاسف لو طولت عليكم ولو طولت الرواية في ختامها
الظروف اللي تحصل لي تعيقني في الكتابة
وما ابي اقحمكم في ظروفي واحاول اوفق بين الاثنين!

واعتذر عن الاخطاء اللغوية او الاملائية اللي تتخلل البارت
كالعادة حاليا انزل بدون ما اراجع البارت
لضيق الوقت




لا تنسون التقييم وتفاعلكم

محبتكم شتات

JAN 06-27-2020 05:32 PM


البارت الثالث والعشرون









.
.
.
.

احمرّت وجنتيها إلى الآن لا تعرف كيف تتصرّف مع قصي تشعر أنّ هناك حواجز لا تستطيع أن تتجاوزها معه ولكن هرمونات الحمل اليوم جعلتها أن تطلبه ذلك العطر وبذلك استوعبت انها استدعته للمجيء لها بطريقة غير مباشرة!
لذلك اخذت تفكر ماذا لو فسّر طلبها كخضوع له او...
شعرت لوهلة أنها عادت لمُهره وإلى افكارها العميقة فركّت بيديها مع بعضها البعض
وولّت بظهرها عنه قائلة بصوت اشبه للهمس: امزح!
ثم خرجت من الغرفة
.
.
توقف في مكانه يُريد أن يستوعب هل تحسسّت من ردّت فعله .....هل فسّرت عدم استيعاب إلى معانٍ أخرى ....فكّر قليلًا ثم تأفف وتبعها قائلا
: مُهره.....مُهره....
خرج ورآها جالسة على الكنبة تنظر للتلفاز وتمرر يدها لناحية انفها بطريقة لا تريد أن يلاحظها لشم العطر ولكن ابتسم لفعلتها التي ظنّت غير مرئية له!
تقدم لناحيتها ثم جلس بالقرب منها
نظر لها بعد ان امسك بطرف ذقنها للـ رأسها لناحيته: زعلتي؟
ازاحت يده عن ذقنها بهدوء ثم اردفت بجدية: مو لهالدرجة عاد....
قصي نهض : ثواني وكون عندك...
سحبت يده وهي تنظر إليه: اجلس خلاص مابي.....
قصي بهدوء: مُهره.....حبيبي.....ترا طبيعي الشي اللي تمرين فيه ....بروح اشتري لك...واجي....

مُهره بجدية: لا جد والله مابي....انا كذا قلت لان جا ببالي بس عارفة ما راح اقدر اكله.....

قصي سكت ، وبشك جلس بالقرب منها : شقصدك ما تقدرين تاكلينه؟
مُهره بللت شفتيها وابتعدت عنه مسافة بسيطة واردفت بتوتر: لكلت أي شي استفرغه.......

قصي بتفهم: موعدك أسبوع الجاي نقول للدكتورة عن هالشي......بس لازم تغصبين نفسك تاكلين يا مهره عشان لا صير لك مضاعفات.....
مُهره : ان شاء الله.....
قصي سكت لوهلة ثم اقترب منها بقدر المسافة التي ابتعدت فيها عنه
مسك كفي يديها ثم قال: مُهره خبر خطبتي منك انتشر في العيلة.......فموعد الملك لا تستغربين لو صار قريب....

مُهره سحبت يديها منه وارجعت خصلة من شعرها للوراء: ما فيه مشكلة

انصدم ، تلعثم في الرد عليها حكّ ارنبة انفه مبتسمًا و استبشر خير منها ثم قال
: والحين قومي نسوي شي ناكله.....
مُهره نظرت لعينيه : ليش انت جوعان؟

حقيقةً لا ......ويشعر أنه في حد الشبع .....ولكن فهم أنها لم تأكل شيء ابدًا لخوفها من الاستفراغ....لذا لا يريد أن يأمرها كصيغة توجب عليها امر الفعل .......فأجابها
: أي والله ومشتهي آكل من ايديك....وايديني....
مُهره ضحكت بخفه: هههه ليش تعرف تطبخ؟

قصي نهض : لا بس قولي لي وش المفروض اللي اسويه وراح اساعدك....

وهذي بداية يريد منها ان يكسر الحواجز عن طريقها ، يريد أن يرسل إليها إشاراته
(أنا وأنتِ في الطريق نفسه)

مُهره وقفت واخذت تعدّل قميصها : طيب ايش تبي تاكل؟
قصي ابتسم : أي شي....
مُهره هنا انقادت إلى جوّه سريعًا : ما فيه اكله اسمها أي شي......
قصي كتّف يديه ورفع حاجبه الايسر: حسافة...
ضحكت مُهره : ههههههههههه حركات البنات .....لا توسيها......ههههههههههه
قصي شعر باختلاجات السعادة تُداعب قلبه لضحكتها
لن ينكر انه خائفة من تغلّب مزاجها ولكي لا تعود لقوقعتها
سحب يدها بخفة: يلا عاد حددي وش بطبخين
ومشى مع بعضهما البعض لناحية المطبخ
: خلاص بسوي لك مكرونة .....
توقف في منتصف المطبخ ونظر لها ثم غمز بعنينه اليمنى: اكلتي المفضلة....
ضحكت بخفة : ههههههه تمام عشان تاكلها كلها وما ارمي شي منها....
قصي : راح تاكين معي....
مُهره عبست قليلًا بوجهها: لا انا شبعانة
قصي لن يطيل الامر في الاقناع والاوامر انسحب إلى الاواني وهو يردف: صدقيني راح تاكلين نصها عشاني بس ساعدتك فيها......وسويت فرق عن الطعم اللي تعرفينه....
ضحكت بخفة من جديد وهي تسحب كيس المكرونة
: نشوف.....
قصي نظر لها مبتسمًا وهمس بهدوء: الحمد لله....
بينما هي انشغلت في تجهيز باقي المكونات لتطهي الطعام لتشغل تفكيرها عن تلك الأمور المخيفة
!
....................
.
.
.
توقفت في منتصف الدرج ، كانت مستعدة في الصُراخ .....لتنفيذ الخطة ولكن توقفت لثوانٍ واخذت تفكر بعمق بحوادث ما قد تفعله الآن ......وسريعًا ما تذكرت سبب تواجد الجميع هُنا ....ادركت تجمّع العائلة هنا لسبب خروج والدها من المستشفى....تذكرت الخوف والبكاء الذي تجرعته بعد سقوط والدها امام اعينهم
لذلك انسحبت سريعًا وعادت بادراجها للغرفة دخلت وأغلقت الباب بقوة مشت لناحيتها وهي ممددة على الأرض متقمصة الدور
ظنّت أنهما آتى إليها
ولكن ركلت شيخة رجلها وهي تصرخ: قومي قومي....شلون تبيني اسوي كذا وابوي تو طالع من المستشفى تبينه يرجع مرة ثانية ....

نوف فتحت عينيها ثم جلست وهي تضرب ساق شيخة: وجع.......عورتيني.....
جلست شيخة أمامها بعد ان تربّعت: تدرين لو طاوعتك على خبالك كان ابوي الحين طايح علينا من جديد....
شهقت نوف بعد ان استوعبت الامر: يؤؤؤؤ ما فكرت فيها....كيف راح عن بالي....
شيخة اتكأت على يدها اليمنى: انسي هالخطة الفاشلة اللي بتموّت ابوي......
نوف تأففت: اااااااااف.....
شيخة بحلقت بعينيها: لا تجلسين تتأففين.......جد انسي نسوي هـ الخطة......والله انها فاشلة وبسبب لنا وجع راس......ونصيحتي....اتركي اختك ولا تدّخلين فيها اتركيها تحل مشاكلها مع زوجها بنفسها....انتي نصحتي وسويتي اللي عليك خلاص.....
نوف باقتناع: قولك كذا...
شيخة : اجل شلون....
نوف بجدية: والله ماقدر....
شيخة ضربت على فخذيها: لا حول ولا قوة إلا بالله ........اجل تحملي كلامهم ....ولا تتذمرين .....هااا....
ثم نهضت وهي تقول: قومي ننزل......لا الحين يصعدون ويقولون وشفيكم....
نوف نهضت وهي تتنهد: ...طيب....
خابت ظنونها وحديث شيخة في محله ولكنها لا تريد أن تقف مكتوفة اليدين وتنظر للأمر بكل بساطة
سترى طريقة أخرى لتقرّب فيها الجازي من سيف ليس من اجل سيف هذا الامر
بل من اجل الصغير عبد لله
لذلك خطت خطواتها مع الجازي وبعدها قالت: بروح الحمام...
شيخة بشك: عارفة بتروحين تسوين مصيبة ...طسي ......وبعدين تعالي قولي لي كل شي....
نوف ضحكت: هههههههههههه طيب
ذهبت إلى الخلاء
بينما شيخة تقدمت لناحية الصالة
نظرت لعمتها وللجازي ابتسمت وحينما ادركت انّ والدتها ليست في وسطهم قالت: وين امي....
ام سيف وهي ترتشف الشاي: راحت تشوف ابوك...
شيخة بانقباض قلبها: ليش فيه شي؟
الجازي وهي ترضع ابنها: لا.....بس راح غرفته يبي يرتاح...
شيخة تحاتي امر نوف وجنون تفكيرها: اجل انا بروح اجدد القهوة لكم....
ابتسمت الجازي لها
اما ام سيف اردفت: سنعة على امك ربي يسعدك.....
خجلت شيخة ثم اختفت عن انظارهما
اما ام سيف بعد أن نظرت للجازي وادركت انها انتهت من ارضاع الصغير
تحدثت بهدوء: الجازي عطيني ولدي...
الجازي قبلّت ابنها ما بين عينيه ونهضت واعطته لعمتها
ثم عادت لمكانها
تحدثت ام سيف وهي تقبّل جبين الصغير: الله يحفظك لأمك ولأبوك ولنا كلنا يارب......ونفرح فيك معرس....
الجازي تمتمت: آمين...
ام سيف بحذر للكلمات ومن قدوم أي احد : الجازي....
ثم نظرت لعينين الجازي: انا ساكتة عن موضوعك وموضوع سيف لخوفي من اني ازيد المشكلة .......لكن....
قاطعتها الجازي وهي تفرّك بيديها في بعضهما البعض وتنظر للاشيء: ليش ما زوجتيه إياها يا عمّه؟

انخرست ام سيف وبتنهيدة: كل ام تبي الزين لولدها......يا الجازي.....
الجازي بغصة: المرض مو عيب...
ام سيف بهدوء: غزل بذاك الوقت ما كانت بخير ابد يا الجازي....امها وابوها حطين ايدينهم على قلبهم خايفين يفقدونها باي لحظة...
الجازي باختصار وبانقباض شديد : الموت بيد الله
ام سيف اخذت نفس عميق: مرضها اخذ منها الكثير......سيف كان متعاطف معها اكثر من انه يحبها في ذاك الوقت يا الجازي وانا .....
الجازي قاطعتها والدموع في محجر عينيها: مو مهم كان احترمتي رغبته .....لو فعلا ...
قاطعتها بنبرة مرتفعة قليلا: يا الجازي......ما حبيت اظلمها واظلمه........مرضها مطوّر وهو من دفع لها عناد فيني ........يا الجازي ما في ام ما تحترم قرارات عيالها لكن في بعض الحين العيال ياخذون قرارات غلط ومن الواجب عليها توجهم للقرارات الصح.....
الجازي بانفعال : انتي ما وجّهتيه انتي غصبتيه وحطتيني في المدفع وظلمتيني معاه....
سكتت ام سيف لا تدري كيف تهوّن على الجازي وكيف تحل مشكلتهما....
الجازي مسحت على وجهها ثم اردفت: عشت معاه جسد بلا روح......يمكن صدق على قولتك ما كان يحبها كان متعاطف معها بس كان خلتيه يخوض تجربته معاها .....ما كان المفروض تفرضيني عليه.......ما كان المفروض تحطيني بالنص......
ام سيف دون ان تنظر لها: افعاله الحين تبرهن لك انه ما كان يحبها يا الجازي ....وكان متعاطف معها.....
الجازي قاطعتها: ايش بعده؟
وبتصريح جارح: عارفة انه ندمان.......ويمكن صادق في مشاعره ناحيتي......بس انا .....
وبنبرة بكاء: مو بس مجروحة منه..........انا مكسورة......ومابي ارجع له من جديد ......اللي كسرني مرة يكسرني الف مرة.....ما راح اتراجع عن قراري......راح نننفصل......وكل واحد يروح في طريقه....
ام سيف بفجعة : وعبد لله......
الجازي مسحت دمعه تسللت من عينيها رغمًا عنها: بعيش.....
سكتت ام سيف بعد ان أتت شيخة وهي تقول: وهذا القهوة اجهزت.....
ابتسمت وهي تحاول أن تخرج من طور حزنها: ريحتها تصك بالراس يا بنت العم...
ام سيف نظرت للجازي وهي تداري دموعها اردفت مبتسمة: تسلم ايدينك...
شيخة ابتسمت وهي تقدم القهوة لهم !
.
.
في المجلس
خرج أبا سلطان وكذلك الشباب خرجوا بعد أن وكلّهم أبا خالد بالذهاب لشراء ذبحتين لوليمة العشاء غدًا فغدًا سيأتي رجال كُثر ليتحمدوا بالسلامة لأبا ناصر
الأقارب والزملاء والأصدقاء
يريدون أي يضيفونهم بأفضل ما عندهم.....
نهض أبا ناصر بعد أن اصّر أبا خالد ليرتاح
في غرفته واخيرًا اقتنع واخبره انه هو وابا سيف سيخرجون لشراء ما يلزمهم لغدًا
ولكن بعد ان اغلق عليهم الباب واصبحوا في المجلس لوحدهم
تحدث أبا خالد مترددًا: بو سيف اجلس قبل لا نطلع ودي اكلمك في موضوع شاغل بالي.....
جلس أبا سيف بالقرب منه: خير وانا خوك ؟
بو خالد بتردد: اسمعني.....انت اتفقت مع اهل العروس متى تملكون؟
بو سيف: المفروض أسبوع الجاي بس قلت أنا بنأجل عشان...
قاطعه بو خالد مندفعا: لالا تأجل ......هالمناسبة جات بوقتها........بو ناصر إن تم على حاله بيدخل في مراحل جنون.....وهالمناسبات راح تشغل تفكيره اشوي بعيد عن بنته....
سكت أبا سيف وشعر بالريبة
وبتساؤل: غازي ليش تحاول تبعد تفكيره عن بنته.....ما نيب فاهم خوفك هذا .....من حقه يفكر فيها لو فيها شي.....او
قاطعه : مالومك تقول كذا لانك ما تعرف شي....
بو سيف بشد انتباه: وش الشي اللي ما اعرفه ....
بو خالد بتنهيده: سالفة مرّت عليها عشرين سنة كيف تبيني اشرحها لك.....
بو سيف : تخص بنته؟
هز رأسه ليأكد ذلك
فنطق أبا سيف: اللي اعرفه واللي الكل يعرفه البنت عند أمها وبو ناصر مو مقصر عليها......
بو خالد ابتسم بسخرية من الوضع وحقيقته وكذبتهم الذي اذاعوها للناس لتسكيتهم
: لا الحقيقة مو كذا.....
بو سيف : شلون يعني؟.....غازي الله يهديك تكلم معي بدون الغاز .....
بو خالد : الله يرحم ابوي هو اللي علمكم بالسالفة على الطريقة اللي ذكرت....لكن الحقيقة والواقع اخوي ما يدري عن هوا دار بنته......
بو سيف شعر بالتشتت والضياع تساءل: أمها يعني مخبيتها عنه؟....خاطفتها؟
بو خالد بلا مقدمات : بو ناصر طلّق ديانا لأنها تخونه يا ظافر.......تخونه وبعد ما كشفها اخوي تنخّت بحبيبها وجاها من لبنان.......وربطوا مؤامراتهم على اخوي وشككوه في نورة أنها ما هي بنته ....واخوي في صقعة وطيش الاحداث تنازل عن بنته ......والحين مادري وش جابها على باله....

اندهش أبا سيف من الحقائق التي انهالت عليه دفعة واحده
ثقل لسانه وبصدمة: هاللي ما يخافون من الله ......الله حسيبهم....حسبي الله عليهم........من جدك غازي.....من جدّك صار ....
قاطعه: هذا اللي صار وحاولنا نلملمه بدون ماحد يحس ......يا ظافر......والحين مثل ما تشوف اخوي ندمان على قرارة ويبيها....وجلس هو مع بو سلطان يدورون عليها......

بو سيف ما زال منصدمًا: ما عرفوا مكانها...؟
بو خالد احب ان يفضفض ليرى مربطًا اخر للأمورّ!: إلا مستقرين في بريطانيا .......بس أمير زوج ديانا....ما هوب سهل....ومع أوضاعهم المضطربة اخوي لو يروح هناك يروح فيها....
بو سيف بتأييد: صادق صادق وانا اخوك......بس واضح على يوسف هالموضوع ماخذ الكثير من فكره وباله........
بوخالد بتنهيدة: ضميره صحى في وقت متأخر
بو سيف: لا تجلس تقول كذا اخوك ردت فعله بوقتها من غضبه ......بس وش اللي خلاه يغيّر رايحه عن فكرة انها ما هيب بنته........وخلاه يطيح هالطيحه.....
بو خالد بنفس عميق: علمي علمك......الحين كل همي....يبعد عن تفكيره .....عن هالموضوع لين يجي الوقت المناسب........عشان كذا خطبت شيخة لبندر.....وانت لا تأجل ملكت قصي هالامور اشوي راح تشغله.......
بو سيف بتفهم: والمفروض بعد ما نتركه لحالها ونجي نزوره يوميا......حنا مقصرين معه كثير.....
بو خالد هز رأسه: وهذا اللي بصير.......
سرح بو سيف وهو يفكر: الله يفرجها عليه يارب
..............
.
..
.
كانوا يتمشون بجوار بعضهم البعض
ينظرون لبعضهم ويرمون الكلمات المستهزئة لترتفع الأصوات بالضحك
عزام امسك بالخروف قائلا: بالله مو يشبه ناصر......
جسار بعزيز: هههههههههههههههههههههههه إلا كانهم توأم
ناصر بانفعال: والله يشبهك انت ......بعدين تعال يا كـــ.....ليش توهقني معاك بسالفة الزواج...

سعود بضحك: هههههههههههه هو مو بس وهقك وهق الجميع إلا أنا ولله الحمد ....

سيف بتأفف: الشمس حارة وانا صدّعت اخلصوا علينا خلونا نشتري ونمشي.....

خالد متلثمًا: شوف كيف بس يختارون ....والله العظيم ابوي بيجلدك يا بندوره على هالاختيار.....
بندر يمثل الزعل: ليش بالله بس عشانه خروف اجرب؟
وشد على الخروف من اذانيه إلى ان صدر صوته
عزام : عنصررررررررررري
سيف بصوت مرتفع: صبرك يا رب....
ثم كان سيردف: صار لنا ساعة ...ندور بسوق الغنم ...يلا...وانتوا بس ماسكينها تطقطق على بعض ....بدون ما تاخذون الامر بجدية ونشتري ونخلص...
ثم ارتفع صوت رنين هاتفه وسكت....
سعود بغمزة: بنت العم اتصلت في الوقت المناسب.....
جسار يعلم انها ليست الجازي لذلك اردف: روح رد على اتصالك وبعدها ارجع وبشوفنا خالصين......

سيف نظر لخالد: خالد اذا ماخلصوا اشتر انت الخرفان وحملهم بالسيارة......
خالد بملل: وبترك هالحيوانات هنا....
عزام رمى عليه من البرسيم : انت الحيوان
سيف هز رأسه ثم ابتعد عنهم
ناصر بجدية: يلا مانبي نتأخر خففوا من ظرافة هالدم اللي عندكم....
بندر همس لسعود: ولعّوا...
سعود ضحك: ههههههه على الآخر...
عزام: خلاص نفختوا راسنا الحين بنخلص
جسار : قدام قدام يلا
..................

سيف أجاب : هلا نوف....خير فيه شي؟
نوف وهي تتحدث بصوت واطي
داخل الخلاء: لا ما فيه شي....بس اتصلت عليك بقول لك.....شي.....بس ابيك تسمعني
سيف مسح جبينه من العرق: تكلمي اسمعك ...
نوف : سيف انا عمري ما شجّعت الجازي على شي فيه ضرر عليها او على عبد لله......
وبتردد: انا ما شجعتها على الطلاق رغم لها الحق في انها تطلبه
سيف بتنهد: نوف...
نوف بحذر تحدثت: خلني اكمل كلامي...
سكت سيف
واكملت: انا اللي بسويه الحين مو على شانك عشان عبد لله وعلى شان اعطي فرصة انكم تصلحون اللي بينكم....
سيف بعدم فهم: شلون؟
نوف بتوتر: انا بنصحك....اسلوب انك تكون بعيد عن الجازي عشان تطخ وترجع لك....هذي في المشمش لأنه الجازي مصرّه على الطلاق ومستحيل تتراجع لأنها مرا مكسورة ومقهورة منك...
سيف بتلعثم: نوف انا ندمان.....
نوف : وضّح لها هالاشياء بالافعال ....
سيف بانفعال: شنو اسوي اكثر من كذا يا نوف....
نوف بحده: لا تبعد نفسك عنها......وانت شوف تلين وتغير رايها ولا لا.....اذا لا....احترم رايها و...
سيف بقهر: مستحيل....
نوف ازدردت ريقها: الطريق لقلب الجازي صعب يا سيف وهالشي بسببك......فمهما كان قرارها .....تحمله مثل ما تحملت ..
قاطعها بهدوء: وصلت النصيحة يا نوف....باي
ثم اغلق الخط في وجهها اما هي تحدثت: أي الكلام الحقيقي يوجع.....الزفتتتت....
ثم خرجت من الخلاء...
بينما هو ذهب لناحية سيارته يفكر بحديثها
حديثها زاد من توتره وخوفها من فكرة خسرانها للأبد.... ضرب على المقود وتنهد بضيق لا يسع العالم كله!
.
.
.

حقيقةً تحدث أمور لنا لم نتوقعها ابدًا ولم نتخيّل يومًا سنجرعها ولكن كُتب لنا أن تحدث وليس هناك ما فر منه!
.
.
بكيت وكانها تريد أن تتأكد انها أصبحت قادرة على ذرف الدموع، انهكت نفسها طيلة اليوم في البكاء لأنه فقط رفض ان يوظفها وشعرت لوهلة انها عاجزة وغير قادرة على تجاوز حمولات الحياة!
اتصلت عليها ام الطفلة الصغيرة تتساءل عن عدم مجيئها ولكن انهت الحديث بقولها لن تُكمل مسيرة العمل معهم!
انهت كل شيء وكانت لورين متوقعة ذلك ظنًّا منها انّ لا احد يتحمل ابنتها التي تعاني من مرض متلازمة التوحد!
ولكن لا تعرف حقيقة الامر انّ نور دخلت في خلال ثوانٍ لسوادها المظلم!
نامت ومرّت ساعات كثيرة دون أن تعي شيء........شعرت أنها بذلت طاقة عظيمة وهي تنتحب وتبكي وتلوم نفسها والجميع على كل شيء.....من الصعب على الإنسان النسيان أو التناسي لابد هناك لحظة تهدم هذا الجبروت!
اخيرًا استيقظت ......وفتحت عينيها بهدوء .....نظرت للسقف.......ثم استوعبت الامر ونهضت سريعًا تنظر للنافذة مباشرة وكان الظلام يرسل لها أنّ الليل قد حل
شهقت هل من المعقل نامت كل هذه الساعات؟!
نهضت راكضة للغرفة
وهي تتمتم: ياربي شلون كذا..........نمت ....تقريبا
واخذت تحسب على يدها : عشر ....لالا....اثنعش ساعة.....افففف......
ثم تذكرت: غريبة ايلاف ما جلستني....

ثم دخلت الغرفة تنظر وهي تنادي: ايلاف.....ايلاف وينك......
ثم دخلت الخلاء .....اغسلت وجهها ...وشدّت على رقبتها شعرت بالالم بسبب نومتها الخاطئة على الكنب......خرجت من الخلاء بعد ان قضت حاجتها ثم سحبت هاتفها .....اتصلت على ايلاف
فكان مغلق قوّست حاجبيها : غريبة....وين راحت.....
نهضت لتبدّل ملابسها مقررة على الخروج
ولكن فجأة سمعت طرق باب الشقة ....
ابتسمت وهي ترتدي القميص: اكيد هي.......
أكملت ارتداؤها على عجل ثم أخرجت شعرها من تحت قميصها
ومشت لناحية باب الشقة .....ابتسمت وهي تفتحه وهي تردف: وينك فيه يا الخاييييـ....
بترت حديثها عندما رأته واقفًا أمامها
انحرجت بللت شفتيها ومسحت على شعرها وهي تردف: هلا طارق هلا.........
تعجب من تواجد نور هنا.....قوّس حاجبيه بعد ان شعر بتعب من رحلته وألم جرحه ، ولكن نظره استرق لأرجاء الشقة بشكل سريع
تحدث: ايلاف اهنيه....؟
نور بهدوء: لا......
طارق بشك: هي راحت الجامعة؟
نور شعرت بالقلق قليلا: أي......
طارق اكمل تساؤلاته وهو يتنفس بعمق لإسكات المه: ردّت بعدها ولا؟

نور بشك: طارق اشفيك؟.....ليش تسأل وكأنك ما شفتها.......انت ما داومت ....ولا عشان اللي صار تخليت عنها.....
طارق بحده: انا ما تخليت عنها.......وجاوبيني يا نور.....
نور : مادري مادري انا نمت وجلست ولا شفتها واتصلت عليها وجوالها مغلق

جمد الدّم في عروقه وصلت الرسالة، فهم كل شيء انسحبت إيلاف إلى أعماق حقده إلى أعماق انتقامه حقق انتقامه من جورج بمقابل إدخال إيلاف في متاهات عميقة ورميها للهاوية ببرود....ولكن لِم الآن اهتم هل احبها؟ أم الضمير! لِم هو حزين لِم يحدث لها؟! لِم هو غير قادر على سحب الاكسجين لرئتيه.....هل سيغتصبها إدوارد ويتركها؟! ام سيجعلها دميته المفضلّة ....لِم هو مصّر عليها ....هل لجمالها....أم عنادًا لكسر رأس طارق!
اغمض عينيه تألم بشدة بسبب انقباض قلبه لا تسعه الأفكار البشعة التي تطرق رأسه
يعرف جيّدًا كيف يتصرف ادوارد وكيف ينتقم؟
وكيف يقتل؟!
لا يرحم ابدًا!
هو رأى الكثير من المعذبين تحت يديه حتى احدهم لم يفقده الحياة بل افقده عقله وتركه!
يعلم جيّدًا على أي مبدأ يسير ويخطط!
شعر بغثيان واهتزّ جسده وخطى خطوة للوراء لتنم عن عدم اتزانه وقرب سقوطه على الأرض
ولكن نور كانت تراقب وجهه واصفراره مما قالته
واضطراب تنفسه واهتزاز جسده
سرعت لناحيته واسندت جسده عليها
قائلة : طاااااااااارق....
أشار لها وهو يشد على عينيه بأصابع يده: ما فيني شي...
نور بخوف: ادخل ادخل....

ثم اشرعت الباب على مصرعيه .....اسندت جسده من جانبه الأيمن ادخلته بخطى بطيئة للشقة وأغلقت الباب جعلته يجلس على الكنبة بهدوء نظرت له
ثم إلى كتفه وإلى بقعة صغيرة من الدم شهقة: هأأأ انت متصاوب؟
طارق انحنى قليلا ليقترب من طرف الكنبة أشار برأسه بنعم
فاقتربت قائلة: لا تحرّك نفسك .....كثير...
ثم ركضت للمطبخ ، سحبت كأس ملأته بالماء
ثم أتت قدمته إليه
اخذه وشرب على مهلٍ وبألم.....عادت بخطواتها إلى الغرفة وهي تقول: بجيب المعقم وو....
تحدث: نور ماله داعي تو طالع من المستشفى انا بخير...
توقفت ثم التفت عليه : دامك تو طالع ليش ما رحت بيتكم...
طارق بصيغة امر: اتصلي على ايلاف...
فاقت من صدمتها وقوّست حاجبيها
تقدمت: انت متهاوش معاها؟
طارق نظر إلى شتاتها الواضح: لا...
اقتربت اكثر: ليش جاي تسال عنها بهالطريقة اللي
وبرجفة صوتها: تدل انها ما هي بخير....او فيه شي بينكم ...اقصد يعني متهاوشين ....او...
قاطعها بهدوء: قعدي اتصلي....
نور لا تنكر انها ارتعبت ولكن خضعت لأمره جلست امامه اتصلت ....ثم نظرت له: مغلق....
ارتجفت شفتي طارق، وتسللت تلك الرجفة إلى جسده كله
تنهد مرتين وثلاث......شعرت هنا نور باضطرابه وتوتره
وازداد خوفها، سريعًا ما اجتمعت الدموع في عينيها........نهضت واتت امامه مباشرة جثلت على ركبتيها أمامه
وضعت كف يدها اليُمنى على ركبته ارتجفت من افكارها المخيفة ......
تحدثت بتردد: شصاير؟.....طارق....ايلاف فيها شي؟
طارق نظر لوجهها ابتلع ريقه، من الواضح من حزنه أنّ ايلاف ستتجرّع آلامًا يصعب عليها في المستقبل إن بقيت على نسيانها او تناسيها!
...
احتار كيف يخبرها
نزلت هنا دموعها على خديها: تو اليوم ما فيها شي راحت الجامعة فرحانه ....والله ما فيها شي........يعني هي بخير ......ما فيها شي....بس انت ليش كذا متوتر.......
تصلّب جسده على الكنبة تحدث بحشرجة صوته: ايلاف انخطففففففففففففففت......

حدّقت في وجهه دون أن ترمش تحدثت بصدمة: شلون يعني؟
طارق ابعد ناظريه عنها، اهتزت شفتيها وسالت دموعها على خديها
اخذ صدرها يخفض ويرتفع بشهيق وزفير متعب
شدّت على ركبته بقبضة يديها
تحدثت بنبرة هامسة: يعني خلاص ما فيه ايلاف؟
طارق فهم ما تعني: ان شاء الله الاقيها.....
نور نهضت بسرعة من امامه ....دارت حول نفسها.....نظرت إليه
بكت وانقلب وجهها للون الأحمر: ليييييييييش؟......لييييييييييييييييييييييش يصير لنا كذا......ليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يش.......قولي......حنا جالسين ندفع ثمن منو؟.........جالسين نتعذب عشان منو بالضبط..........ليييييييييييييييش خطفوها........لييييييييييييييييييييش.....

سقطت على ركبتيها وضربت على فخذيها بانهيار غير متوقع
كررت: كاااااااااانت فرحانه.........هي علمتني كيف اعيييييييييييييش.........ليش خطفوها طارق........ليششششششششششش هي أصلا ما نست اللي صار .......كيف يصير لها مرتينننننننننننننننننن.......
هزت رأسها بلا: ايللللللللللللاف ما راح تتحملللللل ما راح تتحمللللللللللل هالاوجاع ابد.........

ثم انهارت تبكي من قلب موجوع......أما هو نهض بصعوبة واقترب منها ليهدئها امسك بكفي يديها
: نور اهدي........اهدي...
نور نظرت لوجهه تحدث بذعر: بلغ الشرطة.....تكفى بلغ الشرطة ....لازم يلقونه اليوم....ايلاف ما بتتحمل....والله ما بتتتحمل..........طااااااارق.......تكفى......

كسرت قلبه اوجعته على حقيقة مُّر الخبر تحدث وهو يكبح نفسه المنهارة من الداخل: انا بطلع بدور عليها ....و...
قاطعته : خذني معاك....خذني....
طارق بهدوء: لا انا بطلع وانتي خلج اهني يمكن تيي ....او يصير شي....فاتصلي وعطيني خبر....

نور بانهيار: تكفى طااارق رجعها.......ايلاف ما تتحمل....ما تتتحمل....
طارق طبطب على كف يديها: هدي نور....ما راح يصير لها شي هدي........
ثم نهض : خلج قريبة من جوالج .......لو صار شي اتصلت عليج....
لم يمهلها تتحدث يريد ان يهرب من حقيقة ما تقوله
عن ضعف ايلاف امام الاوجاع هو رأى ضعفها انهيارها
يا ترى بأي حال هي الآن خرج وترك نور في صدمة جديدة من صدمات الحياة......
تنظر للفراغ بعينين غارقتين بالدمع يرتجف جسدها وفجأة احتضنت جسدها واخذت تهزه كالبندول
كررت بصوت مسموع: ايلاف لا تموتيييين لا تموتين تكفييييييييييين انا....
نزلت دموعها على خديها ......ثم عادت هائجة تصرخ باسم ايلاف.....تصرخ بتساؤل لماذا يحدث لهما كل هذا بعثرت الوسط.....رمت الطاولة الصغيرة بعيدة عنها ....ضربت بيدها على الكنب ......واخذته تحركه بلا شعور من مكانه......ضربت الجدران......صرخت على اللاشيء.....بكت بجنون ثم سقطت على الأرض.........تفرك خدها الأيمن على الأرضية بوجع ....تشد على قلبها بقوة وتضربه ......تصرخ
: اييييييييييييييييييييييييييلاااااااااااااااااااااف ايلللللللللللللللللللاااااااااااااااف

حقيقةً جنّت نور خرجت من قشرة الصلابة والقوة إلى الضعف والانهيار
هذا الانهيار الذي خشيت من ان تتجرّعه هذا الانهيار الذي ظنّت أنها لن تصل إليه لأنّ الموت سيكون اقرب منها إليه! ولكن تلك التوقعات فشلت....
ارتجف جسدها .......واخذت تشد بقبضة يديها وتضرب على الأرض بقوة إلى أن تركت كدمات على يدها دون أن تشعر!
وبشكل جنوني ومخيف لمن يراها ضربت جبينها على الأرض بحسرة وتندم وخوف....عدّة مرات ثم
.....
........................


عندما علم بمكانها لم يستطع ان يكبح مشاعر الخوف والتردد.......اخبر ماكس بالامر.....واوصى الحرس لمراقبة أخيه....ولكي يصل سريعًا استخدم طيارته الخاصة......وصل ....إلى العنوان الذي يدله اليها.....كان في طريقه إليها
رنّ هاتفه
أجاب : كيف بتعمل هيك يا مراد.....كيف تخبر البنت الصغيرة بكل شي.....وكيف اثرت على...نور.....كيف ضغطت عليها و....
قاطعه : أمير.....بالأمس جّنت عدّوك بس هسه لا تفتكر هيج....آني هسه ابدًا مو عدوّك....افتهم هالشي زين....
أمير وهو يتحامل على ألمه: ولانت صاحبي........اسمع كلامي منيح لا تئرب من نور....ئلت إلّك أنا وماكس راح نجي إلها بعّد عنها .......

مراد بتنهد: ما راح اضرها.....
أمير بانكسار شديد: لم تشوفك هي تنكسر آلاف المرات افهمني منيح مراد....نور مجروحة منّك كتير....
ومراد وهو يركز على طريقه: ومجروحة منك مليون مرة....
أمير نزلت دمعته: مُراد لا تروح إلها بعرف نور......راح تجن.....
مُراد بهم وبصدق: كلنا جنّنينا من هالقصة اللي رسمناها....عشان مصالحنا يا أمير.....وجا الوكَّت اللي نحط في النهاية ......
أمير فهم اشارته: النهاية بكون محزنة يا مراد...
مُراد ازدرد ريقه ورمش عدّت مرات: واحتمال تصير سعيدة
امير أشار لماكس لحمل الحقيبة: بترجاك لا تروح إلها.......بكفي اللي صار .....
مُراد : قلت لك ما راح اضرها.........وبس اطلع من عندها اتصلت طمنتك وهسه باي...
أمير: مرررا...
قطع الخط وشتم أمير مراد وصرخ بشتمه
ماكس : أمير....لا تتعب حالك....
أمير نهض بصعوبة من على السرير: لازم نسافر.......
ماكس اتى بالقرب منه: طيارتنا الصبح .....
أمير بتنهد: ما فيني انتظر اكتر من هيك.....
ماكس امسك يده: بترجاك لا تضغط على حالك .......
أمير باختناق: طلعني من هون.....طلعني حاسس حالي ..... راح اختنق......
ماكس ساعده بالمشي إلى ان طلعوا من الغرفة
.............
.
.
هناك خيط ضعيف يفصل بيننا وبين الحياة والموت.....انهياراتنا المتكدسة من الداخل ما إن تخرج حتى تنفّس عمّ بداخلنا بجنون......من المحتمل ننجو منها ومن المحتمل لا......
.....
صوت تكسير الأشياء والاثاث.....والضرب على الجدران.....بشكل جنوني...وكسر الزجاج.....اثار فضول الشقق المجاورة خرجوا....وتجمهروا أمام شقتها
منهم من غضب بسبب الازعاج ومنهم من طرق الباب باحترام يخفف عن اوجاع من هم خلفه!
ولكن فجأة لم يسمعوا إلا صوت نحيب وبكاء....موجع....طلب احدهم بالتحدث مع حارس العمارة ليفتح الباب ولكن اخرسه الاخر بقول لا تتدخل....
.............
بينما مُراد ذلك الرجل الذي لن ينكر انه احبها ولكن من اجل الانتقام...ومن اجل انانيته وحبه للمال والمغامرات والاعمال الغير قانونية ترك هذه المشاعر جانبا وداس عليها ليعش بهناء....هذا هو عاد.....عاد ليكفر عن خطئه .....وعاد لأنّ اروى ذلك الحُب البسيط....واشعله بفتيل لا معنى له في قواميس نور الآن!......لن يفرض نفسه عليها ......فهذا ليس من حقه....لن يجرحها.....ولكن سيحاول أن يستعيدها كما كانت.....نظر للعنوان .....لرقم الشقة .....خرج من السيارة راكضًا يسابق....شيء بداخله......استيقظ مؤخرا....واشعل شموع....قديمة....لذلك اضاءتها خفيفة!.......صعد المصعد....ضغط الزر الذي سيؤدي به للمواجهات .....للحقائق....للخوف.......هو أتى ليواجهها بكل شيء....ليخبرها عن حقيقته....ليخبرها أنه متألم كونه سببًا في اوجاعها وشتاتها.....يريد الانفراد للتحدث معها....يريد أن....

انفتح الباب.....رأى تجمهر الناس امام الشقة المنشودة بدايةً ظن ان رجاله اخطئوا بالعنوان ....ولكن سمع صوت صريخها الذي عاد مجددًا ....كانت تصرخ بانزعاج....وكأن احدًا يعذبها.....عرف تلك النبرة .....عرف ذلك الوجع الذي يتخلله....هذه الصرخة لم تغب عن باله حينما صفعها بكل قوته على وجهها في ذلك اليوم الذي قرر فيه بالابتعاد عنها!

صرخ : وخرووووووووووا.....
لم يفهموا كلمته ولكن خافوا منه صرخ بالانجليزية (مترجم): عودوا إلى شققكم....
لا يدري لماذا امرهم بذلك.......لا يعرف ولكن تخبطه وخوفه جعل لسانه ينطق بتلك الكلمة......ومن ثم ركل الباب ....ودفعه بجسده....بقوة....منهم من دخل شقتهم درءًا للمشاكل ومنهم من بقي لـِ ينظروا إلى سوبرمان الحديث!
كان كالمجنون يركل ويدفع الباب عدّة مرات...وعندما لم يسمع صوتها بعد تلك الصرخة خفق قلبه .....
ودفع الباب بقوة حتى اصطدم بالجدار.....وارتد مجددًا ودفعه ....
دخل الشقة
كان احدهم سيدخل ولكن تحدث الاخر ليمنعه
وتقدم الآخر واغلق الباب ثم أشار لهم بالدخول إلى شققهم بقوله
(لا تدخلوا أنفسكم فيما لا يعنيكم وإلا اللعنة ستصيبكم هيا ادخلوا إلى شققكم قبل أن تأتي الشرطة وتأخذكم جميعًا)

الجميع لا يريد أن يقحم نفسه في المشاكل وإن كان فضوليا!
انصاعوا لأمره ودخلوا خاصة أنه رجل له ايدي في قطاعات الأمنية الرسمية!
خافوا منه ومن صيغة الامر تلك واغلقوا ابوابهم!
..............
مراد بأي حال رأى فيها نور يا ترى؟
...............
دخل الشقة وكانت رأسًا على عقب.....شخصت عيناه مما رآه.....همس بخوف: نور....
........
بينما نور كانت بالقرب من الزجاج الناجم عن انكسار الكأس الذي شرب منه طارق .....كان جسدها يرتجف بشكل مرعب...يرتد للأعلى والاسفل ينشد بشكل ملحوظ عينيها تدوران كالمغشي عليها.....اسنانها تصطك ببعضهما البعض.....كانت تشد على قبضة يديها .....ورجليها بقوة.......تخرج أنين ...مسموع وواضح له.......
.....
ارتعب من شكلها وبهذلت حالها......شعرها متبعثر على الأرض جبهتها مزرقة قليلًا وكذلك اطراف قبضة يدها جسدها يرتجف وكأنها دخلت في نوبة صرع او تشنّج لا يدري ماذا حدث لها بالضبط؟....صرخ باسمها ....ابعد عنها الطاولة التي تضرب ساقيها كلما تحرّكت لا اردايًا!.........ابعد الكنب الذي يحيط ظهرها ........اقترب منها....مسح على رأسه بحيرة .......انينها ما زال يسمع جفني عينها مازالا يرتجفان........هو لا يدري أنها دخلت في هذه النوبة عندما سمعت بخبر وفاة والدتها ولكن تلك النوبة كانت جدًا بسيطة......ولكن الآن ......نوبتها مخيفة.......يشعر أنّ روحها ستخرج .....وهو غير قادر على انقاذها!
مسك يديها وشعر بتصلبها وتركها......نهض.....ازاح من على جسده الجاكيت.......لملمه بيديه ووضعه تحت رأسها.........
تحدث: نور......نور.....
بقي جسدها يهتز لدقيقة كاملة....وانينها لم ينقطع ابدًا..... ثم توقف عن ذلك.......واغمضت عينيها.......وارتخى جسدها ......وضع يده على كتفها......تحدث وعينيه تدمعان: نور....
كانت مغمضة لعينيها .....ودموعها مازالت تنهملان.......تنفسها غير منتظم.....يشعر برجفة طبيعية تتسلل منها إليه....همست وهي مغمضة: ايلاف.....ايلاف لا تموتين.....
سكت.......سمع لهذيانها بلا حول ولا قوةٍ منه
ثم قال: نور....فتحي عيونج.....

متعبة ، اليوم بذلت طاقة عظيمة ......سمعت صوته......ميّزته رغم الانهيارات .....رغم برودة وحرارة الهواء الذي يضرب جسدها في الآن نفسه......رغم تسلل ذلك السائل منها.....شعرت بدفئه ما بين رجليها......فهمت أنها تبوّلت على نفسها.......بسبب تلك النوبة.....وقوّست حاجبيها تبكي بلا صوت .....حرجة من نفسها....من الاحداث.....من عدم قدرتها على السيطرة على زمام الأمور......هل اضعفتها ايلاف هل تلك الصداقة اشعلت في فؤادها عواطف تحجرت لفترة طويلة.!
.
.
.

مسح على شعرها بلطف تحدث بتردد: اريد افتهمي شنو صاير بيج؟

.
.
رفّ جفنيها وشدّت بقبضة يدها على قلبها حقيقة الآن لا يسعها هذا العالم لا يسعها......لا تستطيع ان تتحمل اكثر .....طارق ارمى قنبلته الملتهبة..........وخرج........جدد جراحتها.....وأتى الآخر بشكل غير متوقع ليتساءل ماذا بكِ؟
ألم يرى بعد ما يوجعها؟!
.
.
تريد النهوض ولكن الخجل......الضعف قيداها على ان تكون مستلقية على جانبيها الأيمن تبكي بأنين
.
.
ما زال يمسح على شعرها.......ما زال يطبطب على يدها
: نور....الدنيا مو مستاهله تسوين بنفسج جي.......
.
.
فتحت عيناها تريد أن تراه بعينيها ، نظرت إليه بصورة مشوشة......حاولت الجلوس والاعتدال.....ولكن تشعر أنّ خلايا جسدها خاملة .......ساعدها وما إن جلست ...نظرت إليه بوجهها المحمر....ببعثرت مشاعرها وشعرها........بامتلاء وجهها بالدموع......
رمشت مرتين .....وكأنها تريد ان تستوعب أنه حقًا أمامها
همست: شوفني......شوف شسويت فيني........شوفني....
كانت تشير لنفسها بضعف.....
تحدثت برجفة: لو ما سويت لي اللي سويته ما كان الحين اعرف ايلاف....ما كان انخطفت......بقول لي ماله دخل....بس إلا له دخل ...لو ما رميتني في الشارع كان انا مازلت في أكسفورد...في بيتنا......مو هنا....كان ماعرف احد غيرك.......كان امي ديانا عايشة .......امير ما تصاوب......انا اربي بنتي.........مو يحطونها في دار الايتام.....كان ما صار كذا صح......

كان ينظر لها.....لتخبطها......لثقل لسانها.....لرجفة يدها وأخيرا نظر للسائل من تحتها وهذا الامر جعل قلبه يرتجف
نور بانكسار: اكسر الخاطر صح؟

عضّت على شفتيها نهضت ونهض سريعًا معها ترنّحت وكادت تسقط امسك بها ولكن سحبت يدها منه وصرخت
: ليييييييييييييييييييييييييييييييييييييش جييييييييييييييت؟

وقف أمامها ينظر إليها بتمعن كعادته هذه ليست نور ؟
ابدًا ليست نور
صرخت: ايلاف خطفوها.....بموتونها.......قلبي واجعني عليها اكثر من نفسي.......ابي اختفي.....مابي اشوف حزنها.....مابي اسمع خبر موتها.........مابي.....
وأشارت لراسها بيدين مرتجفين: هذا ينصدم اكثر.......
اقتربت منه وهنا وطأت على الزجاج دون ان تشعر ودون ان ينتبه مُراد لذلك

كان يحدّق في عينيها الضائعتين ، لرجفة جسدها ...كان ينظر لذنبه...لأثمه...لأنانيته على هيأت انسان ميّت!
تحدثت: هي بتدفع ثمن منو بالضبط
اشارت باكتافها بهذيان: مادري....بس
ثم اشارت لنفسها وارمشت مرتين إلى ان سقطت دموعها الثقيلة: بس أنا طولة الواحد والعشرين سنة جالسة ادفع ثمن منو؟.....ثمن يوسف ولا ديانا....ولا الاثنين....؟

مراد شعر بقربها تسلل الوجع الذي لم تستطع وصفه يوم إليه ......هي الآن تعاتبه ......هي الان في حالة صدمه وهذا ما فهمه من حديثها ...تحدث بخوف
: احد متهجم عليك؟
نور ابتسمت بسخرية وسط انهياراتها : الكل يا مراد الكل......مو قادرة اسيطر على احد.....مو قادرة اردع احد....وين ما اروح صارت لي مصيبة...ووين ما اروح تلحقوني وتجون وراي......وين اروح؟......المفروض اروح عند ديانا صح؟

فهم اشارتها المخيفة هز رأسه بلا
اقترب اكثر منها اختلط الخوف والندم مع بعضهما البعض....اختلطت الانفاس والاوجاع في آن واحد.....لم ترمش وهي تنظر لعينيه ...وهو لم ينزل عينيه المذعورة من حالها عنها.......لا يدري ماذا يقول ؟...لا يعرف كيف يخفف عنها....من هي ايلاف؟....هل من المعقول ان تكون.....
ضاق صدره.....واسودّت الدنيا في عينه...
تحدثت باللاواعي: مابيها تموت....هي طيبة....نظيفة.......بريئة........ما تتحمل الألم...........ما تتحمل احد يغلط عليها....لا تموت........لا تموت......
امسك باكتافها وهو يهمس: ما راح يصير بيها شي...
نفرت منه وابعدت يديه عنها صارخه: وخر عنيييي........لا تحرقني بايدينك.....يكفي.....صرت رماد انا صرت رمااااااااد....لا تبعثرني.......لا تبعثرنيييييييييييييييييييي............

جنّ على جنونها بكى بلا صوت .....بكى على حالها بلا دموع ازدرد ريقه ......ضاق تنفّسه
اردف: نور....
تراجعت للوراء وهي ترتجف بشكل ملحوظ ترنّحت لليمين وهي تُشير إليه: اطللللللللللع برا......اطلللللللللللللللع برا.....

رمش مصدومًا حقيقةً مما آلت عليه ومما رآه
مشى بثقل للأمام ليقترب منها وهي تصرخ وتأمره ليخرج
تحدث: نور......
نور وهي تشّد على آذانيها: لا تقول اسمي.....لا تقوله......
فتحت باب الشقة...وتركته مفتوحًا ثم
قالت: اطلع وسكر الباب
ثم دخلت الغرفة واغلقته على نفسها.....اما مراد اغلق باب الشقة وجلس على طرف الكرسي الذي وجده امامه
همس بضيق: ماتت نور .....موّتها انا ...
شد على قبضة يده وبندم: الله يسامحك يا جورج!
..................................

.
.
غير قادرة على ان تتجاهل الامر اكثر....خائفة....خائفة من أنّ الوقت حان في كشف الحقائق.....مشعل لن يغفر لها كذبتها وخدعتها وكذلك أبناؤها .....لن يغفر لها احد .....
تشعر أنّ حياتها أصبحت واقفة على هذا الامر
تتنظر صباح جديد ليمر اليوم كله دون أن يُضح ذلك الامر
تشعر بالقلق والحيرة
وتدعو من قلبها
بكل قهر: يا ربي اخذها من هالدنيا وريّحني منها آخذها يا رب....
لا تشعر بناحيتها بشعور الامومة رغم أنّ هي اوّل الألم اول الاحتضان اوّل الصرخة
اشتمّت رائحتها، نقاوتها وهي طفلة ولكن لم تنصاغ وراء مشاعرها رمتها ....بكرهها لوالدها ...رمتها على جورج....ورمت خلفها الذكريات....ولكن الآن تخشى ان تشتعل هذه الذكريات بالنيران
الجميع مجتمع.......الجميع يضحك....هي غير قادرة ....على ان تندمج معهم خائفة من ان تطرد يومًا من هذه الأجواء.....
نظرت للبحر......بحيرة.....تنظر لشاشة الهاتف تنتظر خبر جديد......تهديد جديد لكن لا شي......
نادتها ابنتها: يمه......صار العشا جاهز تعالي....
التفت وهي تمسح على وجهها بضيق: يايه.....يايه الحين...
ثم نهضت وهي تدعو
: يارب لا تحرمني من هـ اللمة!
.....
على أملٍ من انقاذها على املٍ من انتشالها من الظلام
من ايدي الثعابين والعقارب!
مُتعب....بل منهمك...جُرحه بدأ بالنزف......شعوره بالغثيان يزداد....ولكن يحاول أن يصمد.....يحاول أن يصمد من أجل ألا يعش في عذاب ضميره للأبد....من أجل تلك المسكينة التي لا دخل لها في كل هذه الدوامة العميقة!.....قادة سيارته......وحرسه بما يقارب السيارتين جعلهم خلفه.....لن يذهب إلى إدوارد لوحده.....هو ليس مجنون......جلب معه حُرّاس.......ليرهب بهم قلب ادوارد......ليوصل له أنه عنيد كما هو!......ليبرهن له انّ لن تنازل عن حبيبته كما يظن......وصل....إلى العتمة.....إلى الضيّاع....إلى الخوف....
نزل من سيارته وكذلك الحرس بما يقارب العشر رجال....اتوا خلفه....مشى بخطى ضعيفة....بطيئة......مؤلمة......مشى وهو حاملًا سلاحه بيده.......مقرر تمامًا على ان ياخذها منه ويخرج من هنا......
وصل للباب.....نظر للحرس الذين يحيطون المكان من كل جانب....رأى كيف سريعًا توجّهت أسلحتهم إليه وإلى رجاله عندما اقتربوا.....نظر لإدوارد وهو يحتسي القهوة في شرفته وما إن رآه اختفى ولم تخفى عليه ابتسامته دقيقة واتى يمشى امامه
وهو يتحدث بالإنجليزية (مترجم): كُنت انتظرك
طارق بنفس متسارع : وين ايلاف؟
إدوارد وضع يديه في مخبأ بطاله وتحدث بلغة عربية مكسرة وجدًا: مين هيّ إيلاف؟
طارق نظر لعينيه بعنين غاضبتين وبقلب مقهور وجرح نازف
شهر السلاح في وجهه وصرخ: قلت لك ووووووووووووين ايلاف
سمعوا سريعًا صوت (تعشيقة المسدسات) الموجّهة لناحية طارق ورجاله
ادوارد ضحك وأشار لرجاله ان يزيحوا أسلحتهم عنه
ثم قالت لطارق بثقل لسانه: ابحث عنها ......
طارق أشار لرجاله ان يدخلوا الى الداخل...
ثم قال: عارف انها مو اهنيه....يا ادوارد......وعارف انك انت اللي خاطفها.....قول لي وين مكانها.....
ادوارد هز اكتافه : آي دونت نو....
طارق لم يتحمّل هذا الضغط وبشكل غير متوقّع لكم بطرف مسدسه وجه ادوارد وسريعًا ما توجّهت الأسلحة بشكل سريع عليه....و...
...............




انتهى



قراءة ممتعة
تحياتي شتات



JAN 06-27-2020 05:35 PM


البارت الرابع والعشرون









.
.
.
.
غير قادرة على ان تتجاهل الامر اكثر....خائفة....خائفة من أنّ الوقت حان في كشف الحقائق.....مشعل لن يغفر لها كذبتها وخدعتها وكذلك أبناؤها .....لن يغفر لها احد .....
تشعر أنّ حياتها أصبحت واقفة على هذا الامر
تتنظر صباح جديد ليمر اليوم كله دون أن يُفضح ذلك الامر
تشعر بالقلق والحيرة
وتدعو من قلبها
بكل قهر: يا ربي اخذها من هالدنيا وريّحني منها أخذها يا رب....
لا تشعر بناحيتها بشعور الامومة رغم أنّ هي اوّل الألم اول الاحتضان اوّل الصرخة
اشتمّت رائحتها، نقاوتها وهي طفلة ولكن لم تنصاغ وراء مشاعرها رمتها ....بكرهها لوالدها ...رمتها على جورج....ورمت خلفها الذكريات....ولكن الآن تخشى ان تشتعل هذه الذكريات بالنيران
الجميع مجتمع.......الجميع يضحك....هي غير قادرة ....على ان تندمج معهم خائفة من ان تطرد يومًا من هذه الأجواء.....
نظرت للبحر......بحيرة.....تنظر لشاشة الهاتف تنتظر خبر جديد......تهديد جديد لكن لا شي......
نادتها ابنتها: يمه......صار العشا زاهب تعالي....
التفت وهي تمسح على وجهها بضيق: يايه.....يايه الحين...
ثم نهضت وهي تدعو
: يارب لا تحرمني من هـ اللمة!
.....
على أملٍ من انقاذها على املٍ من انتشالها من الظلام
من ايدي الثعابين والعقارب!
مُتعب....بل منهمك...جُرحه بدأ بالنزف......شعوره بالغثيان يزداد....ولكن يحاول أن يصمد.....يحاول أن يصمد من أجل ألا يعش في عذاب الضمير للأبد....من أجل تلك المسكينة التي لا دخل لها في كل هذه الدوامة العميقة!.....قاد سيارته......وحرسه بما يقارب السيارتين جعلهم خلفه.....لن يذهب إلى إدوارد لوحده.....هو ليس مجنون......جلب معه حُرّاس.......ليرهب بهم قلب ادوارد......ليوصل له أنه عنيد وعناده لا يُضاهيه!......ليبرهن له انه لم و لن يتنازل عن حبيبته وخطيبته كما يظن......وصل....إلى العتمة.....إلى الضيّاع....إلى الخوف....
نزل من سيارته وكذلك الحرس بما يقارب العشر رجال....اتوا خلفه....مشى بخطى ضعيفة....بطيئة......مؤلمة......مشى وهو حاملًا سلاحه بيده.......مقرر تمامًا على ان يأخذها منه ويخرج من هنا......
وصل للباب.....نظر للحرس الذين يحيطون المكان من كل جانب....رأى كيف سريعًا توجّهت أسلحتهم إليه وإلى رجاله عندما اقتربوا.....نظر لإدوارد وهو يحتسي القهوة من خلال شرفته وما إن رآه اختفى ولم تخفى عليه ابتسامته دقيقة واتى يمشي امامه
وهو يتحدث بالإنجليزية (مترجم): كُنت انتظرك
طارق بنفس متسارع : وين ايلاف؟
إدوارد وضع يديه في مخبأ بنطاله وتحدث بلغة عربية مكسرة وجدًا: مين هيّ إيلاف؟
طارق نظر لعينيه بعنين غاضبتين وبقلب مقهور وجرح نازف
شهر السلاح في وجهه وصرخ: قلت لك ووووووووووووين ايلاف
سمعوا سريعًا صوت (تعشيقة المسدسات) الموجّهة لناحية طارق ورجاله
ادوارد ضحك وأشار لرجاله ان يزيحوا أسلحتهم عنه
ثم قال لطارق بثقل لسانه: ابحث عنها ......
طارق أشار لرجاله ان يدخلوا الى الداخل...
ثم قال: عارف انها مو اهنيه....يا ادوارد......وعارف انك انت اللي خاطفها.....قول لي وين مكانها.....
ادوارد هز اكتافه : آي دونت نو....
طارق لم يتحمّل هذا الضغط وبشكل غير متوقّع له و بطرف مسدسه لكم به وجه ادوارد وسريعًا ما توجّهت الأسلحة عليه لم يكتفي بهذا القَدر من افراغ غضبه بل اقترب من جسد ادوارد الذي انحنى متألمًا
رفعه من اكتافه ولم يتردد في سحبه للأمام ومن ثم يركله بركبته على بطنه
سمع ادوارد هنا صوت اطلاق النار وسحب طارق معه للأرض لكي لا تخترقه الرصاصة!
صرخ ادوارد (مترجم): توقفوا عن اطلاق النار وإلا قتلتكم جميعًا!
نظروا حرسه بتعجب إليه ومن ثم ....نظروا إلى طارق الذي سدد لكمته في وجه ادوارد وهو يقول: خايف من ابوك ينحيك عن هالمنصب...تدري لو مت بسببك ...ابوك راح يشرب من دمك ....عارف قوانينكم اللي ما فيها خير.....عارفها وحافظها مثل اسمي....
دفعه إدوارد وبخفة هنا استلقى طارق على الأرض واصبح ادوارد سريعًا فوقه ماسكًا بياقة طارق وهو يهزه
تحدث بحقد وبلغة مكسرة: ايلااااااف.....ستككون....لاااعبتي.....جميلة...رائع ة...وانت....خائن...لا تستـ....

لم يكمل حديثه بعد أن ابعد طارق راسه للوراء وبشكل سريع لكم وجه بجبينه.....
ثم نهض وهو يتألم من جرحه الذي بدأ ينزف بشدة
تحدث: مريض نفسي....حقييييييييير........خذت حقك......خليت ابوك يطلع حكمه صوبتني.....تدري لو يدري انك خاطف لي احد من اهلي واقربائي.....بيحكمه ينهيك.......ينهيك يا اللقيط........

ادوارد لم يفهم حديث طارق كله......ولكن استشاط غيضًا .....نهض وكان سيهجم عليه ولكن احد حرس طارق اتى مسرعًا في ركضته واطلق النار في الهواء
تجمّد ادوارد في مكانه ظنّ انّ الرصاصة اصابتهُ حقًا
ولكن استوعب ما حدث على صوت طارق وهو يضحك
بجنون وقهر وحقد
وهو يقول: جبان....وبتظل جبان....
ثم اردف بهمس لإدوارد: اسمعني يا اللقيط اذا ما طلعت لي ايلاف...راح أقول لأبوك انك على علاقة مع زوجته لورين....وانت فاهم شقصد صح؟!
شخصّت عيني ادوارد نظر لطارق بحقد
واكمل طارق وهو يردف: صدقني اعرف ابوك ما راح يتردد من انه يذبحك......واختك ادري انها طفلة......ومالها ذنب.....وعارف شقد تحبها....والله احرق قلبك عليها......

ادوارد تذكر اخته......لارا...طفلة ....دفعت ثمن تلك التحرشات......تحرّش بها والده دون ان تعلم لورين....إلى ان آلت إلى هذه التطورات .....ودخلت في قوقعة مرض التوّحد....او ربما كانت تعاني منه ولكن تطوّر معها الامر.....واجه ابيه بهذا الامر فطرده والده وابعده عن أحضان لورين دون يعي ذلك!
جميعهم خائنون.....ويختبئون وراء ستائرهم.....ولكن الامر الذي ارعبه طارق كيف علم بهذا الامر!؟
واعلم انّ الجميع يتساءل هل لارا ولورين
هما نفسهما التي حاول نور ان تعمل في منزلهما كمربية أطفال
نعم اجل هما نفسهما!؟
كانت ستدخل في عالم مخيف ولكن سحبت نفسها قبل ان تغرق في قاعه!
....
طارق ابتسم بخبث
ثم طبطب على كتف ادوارد: عارف كيف اطلّع ايلاف من بالك ......عن اذنك....
ثم خرج وتبعوه الرجال، ادوارد بقي واقفًا يرتجف في مكانه
بينما طارق تحدث بالفرنسية لإحدى رجاله
(مترجم): اتصل لي على ماكسين.....
ثم نظر لبقية رجاله فتحدث(مترجم): انتم ابقيا هنا راغبا تحركات ادوراد....وانت...
أشار لأحدهم: دعنا نبتعد إلى ناحية رأس الجبل......
ثم أشار بتهديد: اجعلوا اذانكم واعينكم متسلطة عليه .....وإن حاول الهروب لا تترددوا في قتله!

ثم دخل سيارته ودخل الآخر ليقودها إلى حيثما قال بينما طارق كان ينتظر رد ماكسين عليه
لم يأخذ إلى ثوانٍ ثم أجاب مع انطلاق السيارة إلى ناحية الجبل تحدث
(مترجم): كُنت اظن انّ الحكم انقضى وتم اخذ القرار ونهي التفاوض في الامر...
سكت الطرف الآخر ليردف: لم تمت
تحدث طارق (مترجم): ارجو انك في وعيقك....الآن.....لكي نستطيع التحدث بوضوح......
تحدث الآخر(مترجم): ماذا تريد.....الحكم كما قلت انقضى....لا استطيع ان اميّزك عن البقية انت خنتنا في نقوضك لبعض القوانين......واخذت الجزاء

طارق بحقد وهو يشد على جرحه بألم(مترجم): وابنك إدوارد خانك في قوانينك اراك لا تعاقبه؟ّ!

تحدث بلغة صارمة(مترجم): لم يخونني.....
طارق ضحك باستفزاز وهو يتوجّع ويحاول ان يتقلّب على آلامه(مترجم): ماكسين....هههههههههههههه حقًا انك مسكين ....بأي واحده تريدني ان افضحه.....ولكن دعني......اخبرك اولًا بما فعله بي.......وماذا يعني في قوانينكم....
ماكسين بملل (مرتجم): لا تطل الامر تحدث.....
طارق شعر بالدوران لذلك سكت لخمس ثوانٍ ثم قال بهدوء(مترجم): خطف خطيبتي.....كعقاب....وانا اعلم اطلاقه بالنار علي لأخذ الجزاء انتهى....وفي قانونكم ......لا يسمح لمحاولة قتل الشخص من افراد المجموعة إلا مرة واحدة ...ولا يجوز لأي احد بأذيّة اقرباؤه ....هل انا مخطأ؟
ماكسين سكت لثوانٍ ثم قال: سانهي الامر......والآن اغلق..
قاطعه مصرًّا على بث السم في العسل
يريد ان ينتقم من ادوارد(مترجم): أأتي الآن وانهي الامر......
ماكسين بحده(مترجم): سأنهيه باتصال واحد...لا تقلق...
طارق بغضب(مترجم): انا امام منزله ....أتيت إليه ليخرجها لي ولم يفعل......أنا لا اثق به ابد......ودعني اخبرك......ادوارد ولورين زوجتك على علاقة........مدتها لم تقل عن السنة الكاملة......
ماكسين نهض هنا وشخصت عينيه(مترجم): حاقد ........ومقهور .....وتقوم بالتلفيقات.....
طارق بخبث(مترجم): سأغلق الآن وسأرسل إليك الصور التي تثبت خيانتهما.....وسأنتظر مجيئك وإلا ....نشرت الصور في كل مكان...وسأكتب تحتها بالخط العريض
لورين تخون زوجها الثري ماكسين مع ابنه الوسيم......
ثم اغلق الخط ونظر لحارسه
وهو يقول(مترجم): ارسل الصور ....

حقيقةً طارق لم يخطط لكل هذه الأمور ولكن إصرار ادوارد المريض في جرح قلبه جعل ه يتصرف بهذا الشكل ويهدده بأمور لم ينساها ابدًا كان لدى طارق مبدأ
لابد أن تعرف كل شيء عن حياة المجرم الذي تعمل معه
وعليك ألا تثق به لا تدري ربما تدور الحياة وينقلب ضدك!
وهذا ما حدث معه
سيجعل الأب يقتل او يعاقب الأبن لا يهمه الآن سوى ان يظفر بإيلاف المسكينة
ويعلم جيّدًا ما إن يرى ماكسين تلك الصور
إلا وسيأتي هنا غاضبًا !
لابد أن يخرج ايلاف......اليوم ...من وكر الشيطان
لا يعلم الآن ماذا فعل بها ولكن كما يعرف ادوارد
لا يقهر الشخص بأسلوب رحيم بل بأسلوب مخيف ومرعب
ربما هو لم يغتصبها الآن!
ولكن ربما فعل بها ما هو اشد!
فهو مريض نفسيًّا ومحبًّا للتعذيب وفرض سلطته على الضعفاء!
.
.
.
.
وهذه الظنون حقيقية
إيلاف....وعت على نفسها بعد سكب الماء البارد على جسدها
فتحت عينيها وهي تشهق وقتها....وهي في مكان مطمور ....بعيد عن ضوء الشمس.....مخيف بإنارته الخفيفة......
نظرت للوجه الذي لا تريد يومًا ان تراه.....لا تريد ان تتذكره حتّى.....وحاولت الهرب....وادركت انها مثبته برباط حكيم......لم يأخذ منها الشيء السهل.....لم يأخذ منها عذريتها! بل أخذ جمال جسدها بتشويهه!
بالجروح......والحروق .....مريض نفسيًا
ربما سادي
يُسعد نفسه بأذيّة الآخرين.......السادية لا تقتصر على الجنس فقط.....فهي ممتدّة في المعاني والتشخيصات الطبية
وفي الأوان الأخيرة أشير لهذا المرض انه يشتمل على اضطرابين
وهما السادية الجنسية والأسلوب السادي العام
.......
كما انّ بعضهم مهووسون ومفتونون بالأسلحة والحرب والجرائم والاعمال الوحشية
ربما إدوارد يعاني من هذا المرض النفسي
وافعاله تخبرنا انه في اشد واعماق هذا المرض
لن انكر انه حاول التقرّب منها وحاول بشتّى الطرق في اخذ ما اغلى ما تملكه
ولكن ايلاف كانت تصرخ وتبكي وتضربه وتحاول ابعاد نفسها عن قُبلاته المحرّمة.....وقربه المشؤوم
حاولت جاهدة إلى ان فقدت وعيها بسبب ذعرها وصحت من جديد بصرخة خرجت من أعماق قلبها
بعد ان لامس الماء الحار ظهرها
ولم تهدأ عن الصراخ ابدًا
.
.

جنّ جنونها واخذ المكان يهتّز بصراخها حينما رأته يقص شعرها ويرميه في وجهها بابتسامة ماكرة وعينيه محمرتين
شعرها كان طويلًا يصل إلى مستوى اكتافها والآن وصل إلى رقبتها!
ما هذا الجنون ولم يكتفي بعدها بهذا الامر اقترب منها بالحدود الذي لا تضيّع عذريتها ....لا وصف مُناسب لحالها لا وصف يمثّل شعورها ......بهت لون ايلاف سريعًا وفجأة
سكنت في مكانها بعد زوبعة رغبته .....وبعد نفاذ طاقتها في الصراخ والبكاء......عاد من جديد ليسرق روحها .....عادت ثائره تمنعه إلى ان لكمها على وجهها بقوّة
حتى سقطت هي والكرسي معًا على الأرض
وبدأت تصرخ من ألم انفها تشعر انه فعليًّا انكسر وبدأ بالنزف
هو قادر على ان يأخذ منها ما لا تريد أن يأخذه ولكن هو مستمتع لهذا الوضع
هو قال لن أؤذيك فقط سأؤذي طارق
ولكن في الواقع هو آلمها وبشدّة
تمنّت لو تموت تحت تعذيبه النفسي والجسدي
تذكرت والدتها ووالدتها وهمست بأسمائهما
لا تدري كم مرة اغمي عليها لتجلس على نظام تعذيب جديد
لا تدري كم مرة جُرح جسدها بأظافر يده لتثبيتها
للتقبيل ...والتعذيب!
حدث لها ما لم يستوعبه المرء
حاولت بجّلا جهدها لا يصل تعذيبه للأمر الذي يفقدها كل شيء
رغم انها فقدت جزء من روحها الآن!
.
.
.
فتحت عينيها ببطء شديد دون ان يلحق الضرر بها......رأته واقفًا بالقرب من رأسها
كانت مستلقية على طرف كتفها الأيمن وجهها يلامس الأرض وما ان شعرت به قرّبت ركبتيها لناحية بطنها وشدّت بخدها على الأرض كانت تخرج شهقة وأخرى منها
تشعر بالألم والمهانة
تشعر بالم جسدها ....خاصةً ظهرها وانفها يحرقا قلبها الموجوع أصلا!
كان شعرها المقصوص بالقرب منها على الأرض
والكرسي الذي ابعده عن جسدها مركونًا في الزاوية محتفظًا ببقيّة دماؤها!

انحنى وشدّت على عينيها لتنزل دموعها ويرتجف جسدها ببرد المكان و بخوف من وحشية ذلك الوحش!

تحدث بلغته(مترجم): يهدنني؟.....طارق يهددني من أجلك...وانا سأوجع قلبه الآن....
فتحت عيناها على الآخر وكأنها فهمت ما يُشير إليه
ليس لها طاقة على مقاومته.....ليس لها طاقة على الصراخ والعويل.....هي انتهت....ولكن هي سعيدة انها لم تخسر نفسها كليا بعد!....حاولت ان تسحب نفسها للوراء بعيدًا عنه ولكن شعرت بتخدر جسدها من شدّت الآلام
تحركت بشكل غير ملحوظ تحاول الابتعاد
ولكن هو وضع يده على اكتافها وهو يحدّق في عينها الجوزاء .....
مرر يده ببط على ذراعها إلى ان استقرّت على الرباط حرر يدها وكذلك رجليها وانكمشت على نفسها وهي تنظر له بفجعة ما مر عليها اليوم من احداث صعبة
تحدث بخبث وهو يقترب من وجهها ويتفحصه
ينظر لآثار آثامه
ينظر إلى الخوف المزروع في منتصف بؤبؤ عينيها
همس بالعربية : لنلعب...لعبتنا......الاخيرة....

حركت رأسها بِلا........حاولت بثقل يدها والتي تشعر بتنملها اثر رباطها الشديد لساعات طويلة .....حاولت دفعه ولكن لم تستطع....طبّق على جسدها وحكّمه.......اقترب اكثر من وجهها....كانت تبكي ..بحشرجة صوتها بنبرة تنّم عن تعبها .....وتنم عن كثرة بكاؤها لذلك يخرج بشكل متقطّع وواطي......رجليها تتنملان تحاول تحريكهما لتبتعد عنه ولكن كل شيء خانها في هذه اللحظة
اللحظة الأخيرة.......والتي تُعلن عن ضياعها فيما بعد......التهم جبينها بقبلة هادئة....ثم اسند جبينه على جبينها
ولامست ارنبة انفه ارنبة انفها المكسور فتأوهّت بوجع انفها وبكت تحاول الفرار من يديه ولكن شد على رأسها بهدوء
اغمض عينيه وعينيها شاخصتين
تحدث: I want you so much

جمد الدم في عروقها في ايدي أي مريض نفسي وقعت؟
ارتفع صدرها بشهيق موجع ولم تستطع زفره ابدًا
تريد معجزة.....الآن تخلصها من يده
اغمضت عينها وهمست بضعف
: يا رب.....
ما زال ادوارد على وضعه
ايلاف ببكاء: استغفر واتوب اليك....يا رب.....

ادوارد احتضنها....واخذت ترتجف......بكت واخذ يطبطب على ظهرها!
همست تنادي والدتها والدها......اخت تنادي الجميع
نادت خالتها سعاد ....تذكرت حنانها وعطفها عليها
نادت خالتها دلال والتي لا تعرف انّها والدتها اصلًا وتتمنى موتها بالدعاء عليها بالموت!
نادت الجميع....... ثم تذكرت بُعد مسافاتهم
فناجت ربها بهمس موجع: يا رب.....
كرهت نفسها .....قربه اشعرها برخصها....رغم انها لا ذنب لها في كل شيء....انكرت فعله.......بكلمات وافعال.....بصراخ....ونحيب......موجع......ما يحدث لها الآن اصعب مما حدث عليها في بداية الأمر!
ففي بداية الأمر تملك طاقة لبعثرة الوسط الآن
لا تملك شيء...ضعيف...مُهانة......شبه مستسلمة!
كررت الهمس وأطراف يديها مرتخيتان وتلامس الأرض بضعف....
: يا رب.....
لا تدري هل هو يعذبها الآن بهذا الاحتضان ام ينوي على شر آخر غير الامر الذي اتى في بالها؟!
اجابها بعد ان شعرت بوخزة ثقيلة
ومخدرة لخلايا جسدها .....ومؤلمه
حتى انّ من شدّة المها رفعت يديها تشد على اكتافه من وجعها بعد ان رفعت نفسها من على حضنه دون ان يعيدها إليه
نظرت لوجهه
وهو يقول (مترجم): اخبرتك اريد اؤذي طارق ليس انتي؟!
انزلت نظراتها على فخذها نظرت لاستقرار السكين عليه
لم تستوعب الامر، هو يريد فقط تعذيبها من اجل جرح قلب طارق ......فهمت انه لم يخطط على موتها ابدًا وصلت الفكرة!
اردف(مترجم): انا لا اريد قتلك لا ادري لماذا ولكن اريد ان اوجعه!
ثم نهض وتركها .....معلّقة تنظر اليه وهو يخرج....حاولت ان تصرخ لم يخرج صوتها.....لم تستطع ان تبكي بصوت مرتفع اعادت النظر للسكين المرتكزة على فخذها
حاولت سحبها ولكن كانت يديها ترتجفان رمشت عدّت مرات........همست
بخوف: نور!
...................
.
.
.

الحُزن والفرح توأمان ملتصقان ببعضهما البعض لا ينفصلان عن بعضهما ولكن في بعض الحين تكون سطوة أحدهم اقوى من الآخر!
.
.
.
الماء الدافئ قادر على ان يدفأ برودة قلبنا المتجمّد من مرارة الأحداث قادر على إذابته بهدوء وسكينة انسيابه
لها القدرة الكُبرى في ان تزيح اثارًا كُثر
.
.
امتزج الماء الساخن الساقط على وجهها مع حُبيبات الدمع النازف من عينيها
هل حقًّا تبوّلت على نفسها؟
هل حقًّا عاشت وذاقت نوع جديد من الانهيارات ظنّت يومًا انها ختمت جميع أنواعها؟
ارتجف جسدها تحت صنبور الماء....لم تطل في الاستحمام....حاولت ان تستعيد وعيها الذي فقدته في لحظة جنون غير متوقعة
أغلقت الصنبور....سحبت المنشفة جففت جسدها وارتدت ملابسها في الخلاء على عجلٍ منها ثم خرجت......نظرت للغرفة ....ببهوت......اختطاف ايلاف...يُعني أشياء كُثر
يُعني معاناة جديدة ستتجرعها ايلاف....يُعني بلاء جديد سينزل على رأسها!
هزّت رأسها واقتربت من النافذة ...نظرت للظلام.....نظرت للسماء...للنجوم....نزلت دموعها بضعف
لا تريد أن تتجرّع إيلاف آلامًا ستُلازمها لسنوات وربما لـِ حتى الممات؟!
والديها لا يستحقان فتاة بطيبة قلبها...ونفسها المرحة...لا يستحقان عينيها البريئتين .....وطموحها المتدفق .....لا يستحقان ابنه كإيلاف
ماذا لو اهتمّا بها؟ ماذا سيحدث؟!
كسرا قلبها وها هو الزمن بدأ يأخذ دوره في كسر قلبها وفلقه إلى نصفين!؟
تنهدت بضيق على افكارها ...وشهقت بوجع
واقتربت اكثر من النافذة ....إلى ان الصقت جبينها على زجاجتها....
لن تتحمّل إيلاف .......لن تجن ثم تعود لوعيها....ربما إن أُصيبت بالجنون لن تُشفى منه ابدًا!؟
فهي الآن اجزمت انها لم تُشفى من جنون الماضي
بل تطوّرت حالتها حتى بِها .....تبوّلت على نفسها؟
مؤلم ومخجل حالها.......الوجع الآن اصبح وجعين.....
لا شيء يُضاهي ما تشعر به.....اثنتهما اُجبرا على أمور لم يحبذاها يومًا.....اثنتهما تجرّعتا شعور النقصان والتخلّي من اقرب الناس لهما ماذا لو عاشت كما كانت تحلم فيه؟!
في عِش موطنها الأصلي.....تلتمس الحنان من أحضان ابٍ اغدق عليها بالكثير ولكن تخلّى عنها لسنين طويلة
ماذا لو عاشت تحت ظلّه وتحت حب والدتها له...
ماذا سيحدث لو احبّت ديانا يوسف كما احبّت أمير
ماذا سيحدث؟
وماذا سيحدث لو اهتمّا والدّي إيلاف بها ماذا سيحدث؟
هل ستنهدم الحصون فوق رأسهما كما حدث الآن
بالتأكيد لا؟!
مُتعب تفكيرها......احلامها انهدمت بالأخبار السيئة......









تهرب من كل الأشياء...لتأتي فوق رأسها كجماعة واحدة لتهدمه بعد أن قررّت المواجهة .....اُجبرت في نهاية الأمر ان تواجهه ما هو اكبر منها وما هو اصعب....
عليها الآن ان تتقبّل اكثر وجود تلك الوجوه التي كرهتها
عليها ان تتقبّل أنّ ايلاف ستدخل في قوقعة الظلام التي دخلت بداخلها سابقًا....
عليها ان تكون قوية ليس من اجلها ومن اجل إرضاء الجميع
بل من اجل صديقتها.....ستقويها...ثم ستودعها لكي لا تحرقها بهذا الوجود المشؤوم!
ازدردت ريقها.......اخذت نفسًا عميقًا......مسحت دموعها....رفعت نفسها وثقلها من على النافذة
دارت عينياها كالمغشي عليه لتداري دموعها التي تحاول النزول!
كررت عمليّة التنفّس العميق.......ثم قامت بجمع شعرها الرطب ...وربطته بعشوائية .....
ثم توجهّت للخروج ...لترتيب ما قامت بتخريبه.....ولكن ما إن فتحت الباب...حتى تغلغلت رائحة السجائر إلى انفها....
عقدت حاجبيها........ثم وقفت مَن هو المدخن؟
ثم اخذت تفكر وتسترجع الاحداث بشكل سريع







JAN 06-27-2020 05:39 PM


.
.
كلاهما يُسابقان زف الخبر وكأنهما رآها بأم اعينهما
يوسف
الرجل المخدوع...والرجل الهزيم في الآن نفسه
الرجل الذي لم يُحارب لِ إثبات الحقائق....
ربما صدمته لم تكن طفيفة حتى جعلته يتخلّى عن جميع الأشياء التي تذكره بخيانة وفضاضة أفعال ديانا!
ربما نور اخذت منه هذه الصفة حتى بِها تخلّت هي الأخرى عن ابنتها ولكن بمُختلف الأسباب
وهل سيطول امرها كما طال يوسف في وعي الامر من جذوره؟!
اماتها ....ولم يُحييها يومًا بينهم بذكر اسمها حتّى.....اشتعلت في فؤاده بعد ان استيقظ انه اعدم كيان شخص موجودًا على الحياة
شيخة وخطبتها وحديثها الأخير
زوجته وحديثها المؤلم
كلاهما جعلا قلبه يرتجف خوفًا من الحقائق
لا يدري لِم الآن اشتعلت النيران
ولكن جلّا ما يُريده لقاؤها الآن
احتضانها ...توضيح أمور كُثر لها...ولكن الأبواب سُدّت في وجهه
سقط......مُعلنًا عن انهياره وعن تعبه......
.
.
نظر لأبنائه وكأنه يودعهم .....اليوم سيخبر الجميع عنها.....سيوكّل مهمّة البحث عنها لناصر اخيها
كانت زوجته عن يمينه
وناصر وسعود بالطرف الايسر والشيخة في الطرف الأيمن

قال: جمعتكم ابي اقولكم اللي المفروض ينقال قبل عشرين سنة ....

التفتت زوجته سريعًا تنظر إليه بذعر
همست: يوسف....
التفت عليها مطبطبًا على كف يدها: منيرة عيالنا لازم يعرفون .......
سعود كان يتآكل من الفضول هل سيتحدث عن ذلك الأمر الذي يخبأه عمه أبا خالد؟
بينما شيخة حدّقت بوالديها دون ان ترمش خوفًا مما سيُقال
ناصر تحدث بهدوء: يبه اجّل كل الكلام لين تصـ...
قاطعه وهو يرفع يده: لا لازم تعرفون......
ثم شد على كف يد زوجته بقوله: قبل أنا اتأسف منك يا منيرة قدام عيالك كلهم.....اتأسف اني جرحت قلبك......وألمتك......آسف لأني ما عرفت قيمتك إلا في وقت متأخر.......آسف يا ام عيالي....

منيرة اغرقت عينيها وسالت دموعها تحت صدمت ابنائهم
تحدثت : والله اني سامحتك من سنين يا يوسف انا اللي آسفة وصلتك لهالمواصيل ......بكلامي.....و...
قاطعها وهو يتنهد: لا يا منيرة ....خطبة شيخة لسلطان...وكلامك تركوني اواجه الشي اللي بداخلي.....الشي اللي احاربه.....من سنين!
سعود لم يتحمل: يبه وش صاير....
شيخة : يمه يبه.....لا تخوفونها تكلموا...
ناصر يشعر انه فهم جزء بسيط لذا قال بتردد
: الموضوع يخص اختي نورة؟
شيخة بصدمة: اختييييي؟
هز أبا يوسف رأسه ماكدا ذلك
واخذت منيرة تحمل من اعباؤه القليل بقولها
: عندك اخت يا شيخة....انت ما شفتيها...
شيخة رفّ جفنها: ووينها هي الحين؟

أبا ناصر اخذ دوره: تخليت عنها غصبن عني....تلفقت لي سالفة انها ما هيب بنتي.....بس عشان اني اترك أمها.....وفي لحظة غضب وطيش تخليت عنها وطلقت أمها....لأني اكتشفت انها....
ام ناصر نظرة لوجه زوجها المخنوق شدّت على كف يده بقوة
بينما سعود حدّق في وجه ابيه: أنها ايش يبه؟
ناصر شربك أصابع يده ببعضهما البعض...
وانصتت شيخة لحديث والدها الذي اردف بصوته المرتجف
: تخوني....!
شهقت شيخة حتى كادت تختنق بالهواء الذي سحبته
ناصر التفت سريعًا على والده: يبه ماله داعي تقول لنا التفاصيل لا تتعب حالك......

بو ناصر نظر لأبنه: ابي افهمكم الصدق مابي احد يغشكم بسالفة مثل ما غشوا باقي العيلة....
سعود نهض ومسح على رأسه بحيرة: طيب وهالنورة وينها فيه؟
بو ناصر تنهد من جديد: خذتها أمها عندها ولا ادري وين سماهم عن أراضيهم....
سعود بدأ يشتم والدة نورة \نور
بصوت مسموع
حتى قالت والدته: ولدددددد عيب عليك.......لا زيد النار حطب....اجلس وهد...
شيخة اغرقت عيناها بالدمع
ثم قالت: ليش يبه ما قلت لنا من قبل عنها....ليش؟

ناصر التفت عليها: مو وقت اسالتك يا شيخة .....
شيخة بانهيار نهضت وهي تقول: الا وقته....ليش تتخلّى عنها بهالسهولة .....لهدرجة رخيصة يبه....يعني لو مثلا جا احد وقال لك انا مو بنتك راح تتخلّى عني....
صرخ هنا سعود في وجهها بعد ان نهض: بننننننننننننننت........شالحكي....
ناصر تحدّث بحده: شيخه يا تبلعين لسانك يا طسين في غرفتك....
ام ناصر خافت من أولادها على ابنتها ومن حديث ابنتها على زوجها!
لذا قالت: شيخة روحي على غرفتك
......
شيخة برجفة من الموقف: حتى لو شككوك يبه.....حتى لو ......تتركها .....كم كان عمرها وقتها هااا؟....كم كان......كيف امنتها عند ام مثل كذا......كيف؟

بو ناصر لم يتوقع انّ احدهم سيسأله هذا السؤال......سيلومه .....سيعاقبه بحديث لم يدور في عقله وقتها.....
تحدث وهو ينظر إليها بانكسار: التحاليل يا بنتي ....اوراق التحاليل عمّت عيوني.....
شيخة انكسر قلبها عليه هنا سالت ببراءة: شفت التحاليل بعينك يبه؟
هز رأسه بلا: منعوني........جننوني يا يبه.....جننوني....ما خلوا بي عقل....
شيخة نظرت إليه ثم ركضت لناحية الدرج تركض لغرفتها.....
ناصر بهدوء: يبه.....
بو ناصر تحدث: ابيك تدوّر لي عليها يا ناصر...قلبي يا كلني.....ضميري يخنقني....
سعود لم يتمكن من ان يُسكت نفسه من قوله
: شلون يبه عرفت انها بنتك يمكن صدق هالزبالة ....خانتك...
قاطعه ابوه بصوت شبه مرتفع: لا .....بنتي.....هي خانتني بمكالمات .....ما.....
وسكتت رأت منيرة ضعفه في التحدث عن الماضي اردفت بهدوء: حبيبها كان بناني مثلها ...كانت تكلمه وبس....انا اشوفها ....كانت تحت عيني ما تطلع...من البيت كثير....بس قدروا يشككون ابوكم .....بسبب قهره وغضبه وقتها...

ناصر بتفهم: خلاص يبه.....اعتمد علي....وهد من نفسك....
سعود جثل على ركبتيه امام ابيه : وعد مني لك لاحرق قلب هاللي ما تنتسمى.....

ام ناصر بذعر: سعود حنا ما نبي مشاكل...
بو ناصر طبطب على اكتاف ابنه: صادقة امك....انا كل همي بنتي...اما هي بحريقة ....لا تدخل نفسك بمشاكل انت في غنى عنها...لا تخليني اندم اني تكلمت....يا وليدي....
سعود سكت ثم نهض قبل جبين والده : لك ما تبي يا يبه....
ثم سمعوا صوت جرس الباب
نهض ناصر: بفتح انا....
ثم التفت بو ناصر على زوجته: قومي شوفي بنتي......يا منيرة.....
ام ناصر بتفهم هزت رأسها ثم نهضت...

سعود جلس عن يمين والده : يبه.....ليش ما تبلغ...
قبل ان يُكمل فهم ما سيقوله ابنه فقال: لالا.....كذا بتطول السالفة وبندخل في قضايا انا ما فيني حيل على الحكي....
سكت سعود واتى ناصر: يبه عمي غازي وبو سلطان بمجلس الرجال ينتظرونك
بو ناصر وهو يتكأ على عصاته الذي بدأ يستخدمها بعد طيحته الأخيرة
ساعده سعود : حياهم الله
ثم مشوا معه إلى ان دخلوا المجلس
أبا خالد استقبله وهو مبتسم قبّل جبين أخيه الذي يصغره بأربع سنوات
ثم قال: البشارة يا بو ناصر....
نظر لوجه أخيه ثم لوجه أبا سلطان المتهلل وجهه بالفرح والسرور
: خير اللهم اجعله خير...
بو خالد شد على يدي أخيه وهو يقول بهدوء: عرفنا مكان نورة...
سقطت عصاته على الأرض وأصدرت صدى اوجاعه في اركان المجلس...
ابتسم وارتجفت شفتيه بتلعثم من شدة فرحه: صدددددق؟
ناصر نظر لوجه أخيه سعود.....المتجهم بسبب خيانة زوجة ابيه ...وكذبها...وخداعها...
بو سلطان اقترب: أي صدق صدق...يا يوسف.....ولدي سلطان شافها......هي بامريكا...بنفس الولاية اللي يدرس فيها ولدي سلطان......
أبا ناصر سريعًا ما جثل على ركبتيه ثم سجد لله شكرًا....وبدأ يبكي وهو ساجد
فرفعه أخيه من على الأرض واحتضنا بعضهما البعض
سعود خرج سريعًا من المجلس لا يحبذان ينظر لـِ ضعف ابيه
لأنه يشعره بالضعف
بينما ناصر طبطب على ظهر ابيه الذي يكرر: الحمد لله بشوفها قبل اموت...بشوفها يا غازي بشوفها.....
بو سلطان طبطب على كفه: بشوفها يا يوسف بشوفها.......هدي من نفسك....

ابتعد يوسف عن أخيه ثم قال: خلونا نسافر...نسافر بكرا ....
بو خالد بهدوء: لا وانا اخوك......نأجلها للأسبوع الجاي....بعد ملكة قصي......

بو ناصر بضعف جعل ابنه تدمع عيناه: ما فيني صبر وانا اخوك.....ما فيني صبر.....
بو سلطان : كلها كم يوم يا يوسف لا تستعجل......بو سيف محتاج لوجودكم .....في ملكة ولده......
بو خالد : صادق بو سيف......محتاجنا لذاك اليوم....لا نستعجل وانا اخوك وانا اوعدك......انا اللي اوديك لها....
بو ناصر بتنهد: ان شاء الله ....الله يصبرني......الله يصبرني...
بو خالد نظر لناصر: ناصر جيب ماي لأبوك
ناصر هز رأسه ثم خرج

فقال أبا ناصر: ترا قلت لعيالي عنها....
بو خالد يريد ان يريح أخيه فقط لا يريد ان يلومه لا يريد ان يضع على جراحاته ملح لتلتهب
فقال وهو يمسح على ظهره ويخفف عنه: زين ما سويت زين ما سويت.....
بو ناصر بضعف: شيخة جلست تلومني ....ليش تركتها.....وصارت تحط نفسها بمكان نورة.....
بو سلطان بهدوء ثابت: جاهلة....جاهلة يا يوسف ما تدري وش تقول.....
بو خالد بهدوء: من صدمتها تقول لك هالحكي...لا تحط ببالك وانا اخوك...
اتى ناصر فتناول أبا خالد الكأس وقام بسقي أخيه على مهلٍ ثم نهض وساعد أخيه في النهوض
جلس بالقرب منه: قوي نفسك ياخوي...هانت ما بقى شي.....
ثم نهض : بروح اطمن على بنتي...(يقصد شيخة)
فقال: ناصر شوف لي الطريق ....ناد لي شيخة بمجلس النساء....
ناصر بهدوء: حاضر يا عم...
ثم نهض
بينما أبا سلطان اخذ يطبطب على يوسف ويخفف عنه
.
.
كانت والدتها تتحدث وهي تبكي
: يمه شيخة.....هذا بدل ما تخففين على ابوك تزيدينه....
شيخة بانهيار وعاطفية فياضة: يبه ابوي تخلّى عن بنته فاهمه وش يعني......لهالدرجة تهون عليه حتى يصدق اللي ينقال عليها...ويتركها....

ام ناصر : قلت لك يا يمه...وقتها ابوك الله لا يوريك كيف كان....صدمة ورا صدمة......اصعب شي على الرجال ...يشوف زوجته تخونه........هي تآمرت عليه ويّا اللي ما ينتسمى....وقدروا يلعبون بعقل ابوك........

شيخة اشارت لنفسها: لو احد تآمر علينا...وقال له بنتك شيخوه مو بنتك...يعني راح ...
أمها نهضت سريعًا وصفعتها على وجهها ثم هزتها: لا تقارنين نفسك فيها.......كذاااااااااااااا انتي جالسسسسسسسسة تحطين فيني العيب......شيخوه.......بلا هبال....استوعبي وجع ابوك.......استوعبي اللي صار غصبن عليه مو من خيره........لا تجلسين تلومينه.....لأني بقطع لسانك.....بقطعه يا شيخه وبلا دلع زايد.......
ثم خرجت من الغرفة غضبه ودخل هنا ناصر ليرى اخته تبكي واقفه وهي ممسكة خدها
عقد حاجبيه: شصاير؟
شيخة بكت ولم تُجيبه
ناصر اقترب منها ازاح يدها من على خدها ورأى الاحمرار: ضربتك؟
ثم قال بغضب: وش قايلة انتي لها ها؟
شيخة برجفة شفتيها: قلت الواقع.....
ناصر بنفس عميق: استغفر الله
ثم اردف: شيخه....بلا دراما....
شيخة بشهقة: كلكم متعاطفين مع ابوي عشانه مريض.....ومو قادرين تلومونه على .....
صرخ هنا ناصر
يبدو انّ الجميع اعصابه متوترة كثيرًا من الامر

: على ايش نلومه وعلى ايش ما نلومه؟....شايفه حالته انتي؟ شايفتها كيف.....؟
ثم قال بحده: أي هو غلطان ...انه تسرع بقراره ....ها ارتحتي؟.......بس مو وقت اللوم الحين.....مو وقته ابد يا شيخه.......
شيخة استمرت في البكاء
ناصر مسح على رأسه: امسحي دموعك عمي بو خالد يبقيك تحت....
شيخة بصدمة نظرت لأخيها: ايششششش؟
ناصر سحب علبة المناديل من على الكمودينة: مسحي دموعك يلا.......
شيخة خافت من رؤية عمها....جا ببالها انه سيتحدث معها بأمر بندر
هل افتضح امرهما؟
مسحت دموعها ومسحت على شعرها بيدها ومشت خلف ناصر
وهي ترتعد خوفًا من الأفكار التي تطرق رأسها
فتح ناصر الباب
دخلت وهي مطأطأة رأسها بخجل
فقال عمها: ما تبين تسلمين على عمك يا شيخة؟
شيخة تقدمت لناحيته قبلت رأسه
نظر لوجهها ونظر لناصر
انتبه للاحمرار فقال: انت ضاربها؟
ناصر بهدوء: لا....
تحدث بجدية: منو ضاربك يا بنتي؟
بكت هنا شيخة فتأفف ناصر وهو يردف: امي ضربتها عشان طوالة لسانها...
شيخة نست وجود عمها فقالت: بس عشان قلت الكلام اللي تخافون تقولونه...
بو خالد عقد حاجبيه: فهمني ناصر....
ناصر بغضب: الأخت جالسة تلوم ابوي انه ترك نورة.......وتزيد النار حطب...
بو خالد بتفهم سكت ثم قال: اتركنا بروحنا يا ناصر...
هنا خافت شيخة...
نهض ناصر واغلق الباب
ثم مسك يد ابنت أخيه: تظنين ابوك راح يتخلى عنك في يوم من الأيام....
شيخة ببكاء وغصة
حقًّا كانت عاطفيتها مسيطرة عليها ولكن
اباحة لعمها بما دار في عقلها في الحقيقة: أصلا هو كان بسوي فيني مثل ما سوى في نورة...كان راح يجبرني على سلطان ويتخلّى عني......
انصدم بو خالد يعني انّ الامر لم يكن بسبب التحاليل كما اخبرهم
ولكن اصرف النظر عنه : يعني هالشي تشبهينه باللي صار قبل عشرين سنه...
تمشقت وهي تردف: شالفرق يعني.......
بو خالد بحكمه: الفرق انه كان يبي لك الزين ...ولو صدق يبي يتخلّص منك كان الحين انتي ببيت سلطان من شهر......بس شوفي وينك الحين فيه....
سكتت هنا شيخة
فقال: لا تقارنين نفسك بيوم بنورة....ابوك مر بظروف ما يعلم بها الا الله .....أنا ما كنت ادري انهم يضغطون عليه وقتها.....ديانا وامير الشخص اللي خانة ابوك معه.....لعبوا بعقله وهو في مرحلة غضب......وتوتر...وحقد .....كان يبي ينهي امر طلاقها...ويمسح من وراها اثر الخيانة....وهي خبيثة...عيّت تسافر بدون بنتها......ولفقوا هالسالفة.......ابوك انجرح....لا تزيدين جروحه يا بنتي....تفهمي وضعه......
شيخة وكأنها بدأت تستوعب الأمر وتخرج من طور الغضب
قالت : ان شاء الله
بو خالد تحدث: وفي شي ثاني....عارف ابوك ما راح يوصله لك هالفترة ......عشان ما يضغط عليك وخايف....
شيخة بفضول: شنو؟
بو خالد: انا خطبتك منه لولدي......بندر.....هو خايف يقولك بهالفترة وترفضين .......وخايف يجرحك.......وظنين فيه مثل ما ظنيتي عنه لم تقدم سلطان......
ثم نهض: فكري زين......ولا تستعجلين بالرد........والله يكتب اللي فيه الخير...
ثم خرج تاركها في صدمة عارمة......صدمة من سبب تردي حالة ابيها .....وسبب آخر لخوفه عليها واخفاؤه امر تقدم بندر لها.......إلى هذه الدرجة مكسور...وخائف من ان يخسرها....إلى هذه الدرجة اقنعته بكذبته وآلامتهُ بذكريات الماضي بربطه مع حاضره؟! ادركت هذه الأمور بربط حديثه قبل قليل
تأففت: الله ياخذني .....
ثم نهضت وخرجت عائده لغرفتها!
.
.
.
.
كانت تنظر للسقف واضعة يديها على بطنها .....تشعر انها اكلت الكثير.....ومر وقت طويل وممتع معه...ظنّت ما إن سيحل الليل والظلام عليهما سيعود لمنزله ولكن لم يحدث هذا الامر...
شعرت بالتعب فاستلقت على ظهرها واتى هو الاخر استلقى بجانبها
تحدثت : ما بتروح بيتكم؟
كان ينظر لها بهدوء هز رأسه : تؤ....
تنهدت ثم سكتت
ثم تحدثت: قصي انا خايفة.....
قصي هنا خفق قلبه بلل شفتيه ثم قال بهدوء يحاول ألا يبيّن الخوف الذي اجتاحه من كلمتها: من شنو بالضبط؟
مُهره اخذت نفسًا عميقًا: من كل شي.....
اقترب قصي منها ثم همس لها: خايفة مني؟
التفت عليه ونظرت لعينيه بشكل مطوّل ثم عادت تقول: قلت لك خايفة من كل شي
قصي ابتسم لها: يعني حتى انا؟
هزت رأسها بنعم ثم عادت تنظر للسقف: خايفة تتركني......وتتخلّى عني.....خايفة ...اعيش اللي عشته زمان......خايفـ
قاطعها : ثقي ثقة تامة انه ما راح اتركك......وما راح يفرقني عنك إلا الموت يا مُهره ......
ثم اردف بجدية: لو ناوي اتركك....ما قلت لابوي عنك....ما خليته يكلم عمك.......ما علنت زواجنا من الأساس.....
مُهره التفت عليه بعينين دامعتين: يمكن عشان الحمـ....
قصي أشار بيده: لاحظي جالسة تظلميني وانا ساكت لك.....
مُهره ضحكت بخفة على حركته وحديثه
ثم قالت: طيب اوعدني ما....
قبل ان تكمل قال بصوت مرتفع: الللللللللله ياخذني لو تخليت عنك.....يا شيخة من يقدر يتخلّى عنك انتي......انتي روحي......وعمري وحياتي.....
مُهره ضحكت حرجه ثم قالت: خايفة من شي ثاني...
قصي سكتت
ثم قال: إللي هو...
مُهره مسحت على بطنها بشكل ملحوظ له: الامومة...انا ما عرف قصي....شي....ماحس...
وضع يده فوق يدها التي تمسح بها على بطنها ثم قال: راح تصيرين احلى ام يا مُهره.....انا وانتي بنتساعد على تربيته ......راح نتعلم نمارس الامومه والابوّه بشكل مشترك .......تكفين مُهره نفضي هالخوف من على قلبك...وثقي فيني....
هزت رأسها برضى ثم استلقت على جانبها لتصبح مقابله لوجهه
قالت: مصر يعني ما تبروح بيتكم
قصي ابتسم من جديد: ما بروح إلا لم تنامين....
مُهره سكتت ولكي تعطي نفسها فرصة أخرى قالت: اجل نيّمني؟
قصي بتساءل: كيف؟
مُهره اقتربت منه قليلًا سحبت يده ووضعت رأسها على يده اليمنى أصبحت قريبه من صدره ثم قاتل: كذا....يلا قول لي قصة....
قصي من سعادته ضحك بخفة: هههههههه ....تبيني أقول أي قصة؟
مُهره نظرت إليه: يعني بتقنعني انك تعرف قصص كثير
قصي سرح في عينيها: لا والله ماعرف....
مُهره اغمضت عينيها : قولي عن مغامراتك وانت صغير.....
قصي : كذا ما راح تنامين راح تتحمسين وتصحصحين....
مُهره شدّت على يده: لالا صدقني بنام......للعلم احب انام واحد يسولف على راسي...بس مو أي سوالف...يعني قصص وكذا.....حتى لو تألف قصة من راسك قولها....عادي....
قصي بضحك خفيفة: اجل الله يعينك على الكذب اللي بسمعينه.....
مُهره : لا تحاتي برحّب فيه يلا....
وبدأ يندمج قصي في تأليف قصته ....وهو يحمد لله ويشكر آلافًا من المرات على تغيّر حالهما.....وبعد أن خلدت للنوم قبّل جبينها واغمض عينيه هو الآخر!
.
.
.
.

غيّرت حفاضات ابنها(اكرمكم الله)...وقامت بتلبيسه ملابس أخرى......ارضعته ......وقامت بتنويمه بحنانها المعطاة....ثم وضعته على سريره....ثم توجّهت للخلاء لتتحمم
ولكن اوقفها صوت رنين الهاتف
سحبته من على سريرها نظرت للاسم فتأففت
: اففف منك يا سيف..
رمت هاتفها وتوجهت للخلاء.....ولكن سمعت الرنين المتكرر وخشيت من ان يوقظ ابنها.....
فعادت واجابت وهي تبتعد عن ابنها بقدر ألا يسمعها
: نننننننننننعم
سيف بهدوء: ظنيت ما راح تردين ابد ...

الجازي بملل: والله زين انك عارف....بس رديت عشان لا تزعج عبد لله تو نايم...ومابي ابي اقفل جوالي....لأني انتظر اتصصصصصصصصصصصال مهم....

سيف يعلم انها تستفزه الآن لذلك لن يطيل الامر قال: انا موافق على عرضك
الجازي عقدت حاجبيها: أي عرض؟
سيف حديث نوف جعله يفكر بقساوة على قلبه تذكر آخر مكالمة حينما طلبت ان يطلقها بمقابل ان تأتي وتعيش معه لمدة أسبوع وعندما رفض قالت له
*ست شهور تكفيك*
هو لا يريد أن يصبح استغلاليًّا لضعفها ولكن نوف محقة إن ابتعد ستبتعد عنه للأبد
فقال: قد قلتي لي اذا تبي تطلقني بمقابل...و...
قاطعته بحقد: قسم بالله ما شفت استغلالي....مثلك.....قلتها وقت ضعف وانهيار تفكرني ب....
قاطعها بحده: الجازي ما تلاحظين جاالسة تدورين وتلفين على نفسك...
الجازي بنفس عميق: شقصدك ؟
ثم تحدثت بعصبية: انت مطوّل السالفة......وفرضا وجيت وعشت معك أسبوع.....اسبوعين وش بغيّر .....هاااا.....وش بغيّر هالشي من اللي بداخلي......تتوقع بغيّر قراري بعدها؟
سيف اغمض عينيه تمتم بالاستغفار ثم قال: الجازي......عطيني فرصة ثانية ......
الجازي شدّت على شعرها قليلًا: ياربي انت ما تفهم؟....فجأة صرت غبي؟.....سيف الله يرضى عليك افهمني انت...انا قررت وخلاص....ابييييييييييي الطلااااااااق.....سالفة ارجع لك....هذي....انساها.....تكفى استوعب هالشي.....
سيف بهدوء: قلت لك انا موافق على عرضك ....
الجازي بتفكير: امممم يعني بمقابل الطلاق...
سكت ولم يجيبها
الجازي : سيف.......والله لو ارجع لك....راح تكرهني.....والله.......خل صورتي الحسنة اللي ببالك الحين....وطلقني......
سيف تنهد: حاولي عشان عبد لله مو عشاني ولا عشانك......
الجازي تكتفت بيد واحدة: الحين همّك عبد لله هااااا....
سيف تحاصره
تخنقه تضغط عليه
همس: الجازي......صيري قد كلامك.....
الجازي بصراخ: قلت لك قلتها بلحظة انهيار ....وانت ما ستغليتها في وقتها .....الحين فكرت فيها....يعني....هاااااااااااااااااااا؟
سيف بلل شفتيه: من وين هالعند من ويننننننن؟
الجازي ضكت بسخرية: هههههههه منك ......
سيف بحده: ما راح اتنازل عنك...
الجازي ببرود نظرت لأصابع يديها: وانا متنازله عنك كليًّا....

سيف سكت......وأطال السكوت فقالت: بسكر......بـ...
قاطعها بنبرة حادة: الجازي....سمعيني زين...لك مهلة أسبوع ....تعيدين فيه التفكير.......واذا هجدت شياطينك اتصلي علي اجي اخذك .....وإلاااااااا انا قسم بالله راح اجيككككككك.......

الجازي تمثل الغباء بطريقة مستفزة: يعني قصدك راح تسكن عندنا؟
سيف خرج عن طوره: المهم تفهمين سالفة اني اطلقك بالمشمش يا الجازي.....والحين مع السلامة...
اغلق الخط في وجهها اما هي اتاها برود من هذا الامر رمت هاتفها على السرير بسخرية على حالهما
ثم اردفت: لا طلّق....وانا بعيش.....الحمد لله والشكر بس....
ثم دخلت الخلاء لتستحم
.......
وجنّ حنون سيف.....لا يعلم ماذا يفعل .....ليرضيها لا يدري
تأفف سحب (اللاب كوت من على سريره ) ثم خرج من شقته!
..
.
.

سمع والدته وهي تتحدث: اتصل باخوك ما رجع ....
عزام وهو يعبث بهاتفه: يمه قصي مو بزر....اكيد طس عند اخوياه
جسّار ارسل لأخيه عن طريق الوات ساب
(واضح نايم بالعسل عند حرمته)
عزام وهو يقرأ
(الله ياخذه بوهقني مع امي)
تحدثت والدته: تركوا هالجوالات ....واتصلوا عليه....
ثم نظرت لابنها الغاضب سيف
فقالت: يمه سيف وين رايح....
سيف : جهههههههههههههنم
ثم اغلق الباب
جسار ارسل سريعًا لأخيه
(واضح مكلم المدام وشبت نيران الشوق في قلبه)
عزام اهتز ضاحًا ليكتب
(والله اخوانك نكتتتتتتته)
التفت عليه والدته: تضحك تضحك ......اتصصصصصصصصصصصل على اخوك يلا...
جسار تدخل وبكذب: كلمته قال هو عند اخوياي في الاستراحة...
ام سيف بقلق: الله يقطع هالاستراحة اللي طلعت لنا فجأة......والله ياخوفي يجيب لنا مصيبة....
عزام : شدعوة يمه قصي كبير.....
ام سيف بنرفزة: كبير وطايش....وعقله قد حبة الفول.......خايفة عليه من عيال الحرام....عمره ما سهر....لحد هالوقت....
جسّار نهض وجلس بالقرب منها: يمه تو الناس....والله .....شفيك.....صرتي تقلقين على اقل شي من جينا الرياض
ام سيف بنبرة حزن: احاتيكم خايفة عليكم ....الدنيا تخوف يا يمه....والحين القابض على دينه كالقابض على جمرة ....خايفة عليكم من فتن هالدنيا وبلاويها....
قبّل سريعًا عزام رأسها: يمه لا تحاتين انتي ربيتي....ربيتي رجال......والله قصي ما يسوي اللي يمر ببالك لا تحاتين حنا وراه.....
ام سيف بمحاتاه: اتصلت عليه ما يرد......خايفة صار له شي...
جسّار رمق عزام وعزام هز رأسه وفهمه
فقال: انا اتصلت عليه وقال هو بالاستراحه لا تحاتين ......
عزام استقل حديث جسّار وارسل رسالة نصية لأخيه
(يا حماااااااار ارجع البيت امي قلقانه عليك مووووت الله ياخذك انت واخوك جننتوها)

ام سيف بعتب: احاتيه هو ولا احاتي سيف هو وزوجته ........مادري احاتي منو ومنو.....
جسّار: هونيها وتهون يمه.....
عزام بجدية: يمه قصي ينسى نفسه مع اخوياي شي معروف.....والثاني لا تدخلين نفسك خليه يحل مشكلته بنفسه

ام سيف بتنهيدة: كيف اتركه يا يمه وانا اللي وصلته لهالحال...
جسّار بنرفزة: لا يمه مو انتي غباءه هو اللي وصله لهالحال
عزام : صدق يمه....هو اللي رفس النعمة برجله....خليه يتحمل.......لا تلومين نفسك....ابد.....
جسّار: والحمار الثاني تركيه علينا....
ام سيف ضحكت: هههههههههههه والله بتركه على ابوك يسنعه......هذا وملكته أسبوع الجاي.....والله ان فشلني قدام الجماعة...لا اوريه شغله.....
عزام :ههههههههه قومي ارتاحي......ونامي ولا تساهرين الليل يا الحنونة.....ولجا ثورنا أدبناه....
ام سيف بقلق بلغ منتاه: والله ما تغفى لي عين واخوانك برا البيت
جسّار بهدوء: سيف شفتيه حامل اللاب كوت حقه يعني عنده مناوبة .....والثاني قلنا لك ادواه عندنا....
عزام قبل يدها وكذلك جسّار: يلا يومه قومي.....قومي ريحي نفسك....
ام سيف تنهدت ثم قامت: اذا جا قولوا لي....
جسّار قبل جبينها: ولا يهمك يمه....
ثم اتجهت لناحية عتبات الدرج اما
جسّار: اتصل على هالحمار......
عزام بملل: والله اتصلت عليه......ما يرد....شكله نايم....

جسّار رفع كفيه : نام عليه بعير...ولا قام....
عزام ضحك إلى ان دمعت عيناه: هههههههههههههههههههههه استغفر ربك........
جسّار ابتسم رغمًا عنه: والله امي بيجي يوم وتكتشف بسبب غباءه .....الحين خطتهم ماشية تمام.....يروح يخوره....ليش؟
عزام بهدوء: اكيد زوجته فيها شي عشان كذا تأخر.....ما اظن قصي غبي لهالدرجة .....
جسّار : اففففففففففف الله يستر.....ان شاء الله ابوي يهدي وضع امي واضح المسكينة تحاتيه....
عزام عاد يتصل عليه
ثم أجاب سمع صوته المشبّع بالنوم: الو.....
عزام بطنز: يا صباح الورد والياسمين......
قصي بالكاد يفتح عينيه: صار الصبح؟
عزام بسخرية : نايم ولا سكران؟
قصي شعر بتنمل يده الذي نامت عليها مُهره: مو رايق لك ...ترا....

جسّار أشار له بمعنى اعطني الهاتف
سحبه: يا حمار.....ارجع البيت ....القيامة قامت.......بسببك......الوقت متأخر...وامي شابه ضو....
قصي ببحة: بجي الحين بجي...
جسّار وهو يفخم صوته بشكل مضحك : بجيييييييييي بجييييييي.....نعنبو شكلك ....واضح بديت تتحوّل لزومبي شالصوت الخايس....
قصي بملل: اجلوا طقطقتكم بعدين يا كـ.....
ثم اغلق الخط
عزام بضحك: هههههههههههههههههههههههه ..........وش هالتقليد انت بعد....
جسّار: واضح انه نايم بالعسل ...خل يجي نكمل طقطقة عليه....
عزام غمز له: للصبح وحياتك.....

بينما قصي....حاول النهوض دون ان يزعج مُهره ...وضع رأسها على الوسادة ع
ثم قبّل جبينها.......ونهض.....متجهًا للخلاء
............................

.
.
اتى كما توقّع الشرار يتطاير من عينيه ......رجاله حاوطوا المكان .....وهو عاد لمنزل ادوارد بعد رسالة احدى حرسه الذي اخبره عن مجيء ماكسين
اتى وترجل من سيارته رأه ماكسين
التف عليه
(مترجم): ستأخذ خطيبك من هنا وستذهب بعيدًا عنا...وإن شعرت انك في مآمرة ضدنا لن اتوانى عن قتلك....
مد طارق يده له ليصافحه(مترجم): موافق....

تقدم ماكسين وهو يزفر بصوت مسموع ...عندما دخل إلى وجهية المنزل الواسعة
صرخ : إدووووووووووووووووووووووووووووووارد

ادوارد كان جالسًا في الصالة عندما سمع صوت ابيه
اغمض عينيه ثم أشار لحارسه ليفتح جميع الأبواب
تقدم ماكسين وطارق ورجاله خلفه
دخل إلى الصالة نظر لأبنه
تحدث بحقد (مترجم): هل تريدني ان اصبح قاتلًا أيها المخادع؟
ادوارد ابتسم بخبث(مترجم): في الواقع انت قاتل......
اتى بالقرب منه ولكمه على وجهه(مترجم): لن احاسبك الآن...ستتم محاسبتك أنت ولورين معًا......اما الآن فاخرج خطيبة طارق واجعلها تذهب معه....وحسابنا سيتصفى بيننا ليس امام الجميع.....
ادوارد تحدث بحقد(مترجم): هل صدقته؟
ماكسين هز رأسه(مترجم): لا.....بل صدقت الصور......
ثم أشار لحرسه(مترجم): ابحثوا عن الفتاة
ادوارد (مترجم ) أشار لهم: لا داعي فهي في القبو...
طارق مشى وتبعوه رجاله بينما ماكسين أشار لحرسه ليتبعونهم يخشى من ابنه ان يوقع الجميع الآن في الفخ
فقال(مترجم): سأسلبك كل شي........ادوارد .....
ادوارد كان سيتحدث ولكن صرخ ماكسين(مترجم): لا اريد ان اسمع صوتك....وإلا ستندم....
سكت ادوارد وجلس على الكنبة وهو يشتم غباؤه واستغلال طارق له من ناحية ابيه
بينما طارق كان خائف من ان يرى محبوبته على حالٍ بشع ومخيف.....
أشاروا له الحرس عن مكان القبو نزل......فتحوا الباب.....
تقدم وكان الجميع سيتقدم معهم ولكن أشار لهم بالتوقف لهذا الحد.....لا يريد ان يروها.....لا يريد ان تصبح محط انظار للشفقة....
قلبه يرتجف....وجرحه ينزف....وجميع خلاياه تنزف....
ازدرد ريقه .....
سقطت انظاره عليها...سمع انينها.....وعدم قدرتها على التنفس بشكل سوي....نظر إلى .....
فتح عيناه على الاخر.....نظر لتمزّق ملابسها.....للآثار .....للدماء.......لشحب وجهها.....لشعرها ....
جثل على ركبتيه بضعف......لم يُرمش.....كانت تحاول سحب السكين ولكن بلا جدوى ترتجف كالعصفور....تبكي بلا صوت .....بل بصوت طفيف....جدًّا......صدرها يرتفع وينخفض بشكل متتالٍ تعض على شفتيها المجروحتين لتزيد من نزفهما....
زحف لناحيتها...
وهي انتبهت اليه ....خافت من انه يكون المجرم نفسه
فانكمشت على نفسها وابتعدت عنه.....
اقترب وهو يهمس بضعف: انا طارق...جيت لج يا ايلاف....
شخصت عيناها....ومدّت يديها اليه بخوف
تحدثت بصوت بالكاد يخرج من احبالها الصوتية
فهم انها صارخت لدرجة مؤلمة حتى الآن اختفى صوتها
: ططططططلعععني ممممن ااهنيه...
اقترب منها ارتجفت يديه وهو ينظر لارتكاز السكين في فخذها
طوّق وجهها بيديه تحدث: آآآآآآآآآآآآسف.....
ايلاف دون ان ترمش وبذعر هزت برأسها
وكررت: طططططططططلعني من اهننننننيه
طارق هز رأسه ثم مسك السكين نظر إليها: تحملي.......بشيلها منج....

ايلاف ارتعد قلبها بكت بدموع .......وفي لحظة غفلة منها سحب السكين بطريقة سريعة وضجّ المكان بصوتها الصارخ...وانينها المسموع........
طارق سريعًا وضع يده خلف ظهرها ونظر لعينها: اششش....خلاص....خلاص ايلاف...كل شي...انتهى كل شي انتهى...
ازاح من على جسده الجاكيت ...ووضعه على جسدها ليغطيه....ثم حملها ليزيد من نزف جرحه.....وليزيد من وجعه خرج ...ورآه الحرس.....كان سيتناوله منها احد حرّاسه ولكن رفض....
ومشى معه .....وهو يحسب الثواني لا يريد ان يرى ادوارد والا سيقتله....
كان يسمع توجعها انينها.....رجفتها كانت تتسلل اليه.........الجروح....الاثار المقرفة.....منظرها.....اشعل في فؤاده الكره لنفسه....هو من اوصلها إلى هذا الحال....هو وحده.....شعر برجفت خلاياه هو الآخر شعر انه سيغمى عليه ولكن سحب كمية كبيرة من الاكسجين .....مر من الصالة مجبورًا ليرى ادوارد رمقه بنظرات الحقد ثم خرج تارك الوالد يتوعد ابنه ويهدده
فتح احدث حرسه الباب الخلفي للسيارة
جعلها في حضنه شدّ عليها بيديه
تحدث: ايلاف....تسمعيني......لا تغمضين عيونج تكفين.....

مقهورة .......مجبورة على هذا الحضن....هذا الدفء......خائفة......تشعر بالألم......تشعر بالضياع.....تشعر بعدم قدرتها على اخراج (الآه) من فاهها....
تحدثت ببطء : ببببموت...
طارق جنّ جنونه: لالا.......تتوهمين ايلاف...هدي.....هدي.....نور تنتظرج...
ثم قال للحارس (مترجم): اتصل على نور...
................
بينما نور كانت تركض على الرصيف تريد الابتعاد ....تريد ان تبحث عن ايلاف....تريد ان تختفي من الوجود.....تريد ان ترى وجهة تُبعدها عن هذه الأوضاع ....
سمعت الرنين توقفت
وهنا مُراد اقترب
قائلا: نووووور تكفين ردي مجانج انا بطلع...خلاص...
لم تهتم له اجابت على هاتفها: نووووووور....لقيت ايلاف...
نور ابتسمت وسط الدموع: صدق؟....صدق؟...وينها وينها...
الحارس كان ممسك بالهاتف لطارق
تحدث: بروح المستشفى الـ......تعالي.....
نور خفق قلبها: ليش شسوو فيها؟

طارق بضعف: تكفين تعالي.....انتظرج....باي...
ثم اغلق الخط
اما هي كالمجنونة نظرت لمراد: طارق نقذ ايلاف نقذها...ببببروح لها بببروح....
مراد امسك يدها وشد عليها: اوديج آني.....وين هي فيه...
نور بخوف اردفت: مستشفى الـ.....
سحبها مراد دون ان يترك لها المجال في الرفض ومشى بالقرب من سيارته!
.
.

في الصباح.....لم يستطع النوم
كان يتجوّل في غرفته ذهابًا وإيابًا .....يريد لُقياها يريد ان يحتضنها من جنون آخر يظن انها وقعت فيه!
فرحيلها هكذا يُعني شيء مخيف بالنسبة إليه
يُعني ضياع آخر.....يُعني.....جنون آخر.....
تذكر جنونها في الماضي...وتوبيخ ديانا لها على ذلك
تذكر كيف كانت تكسر قوانين والدتها وتتلذذ في عنادها
يتذكر كيف كان يطبطب عليها وهي تدفعه بعيدًا عنها ولكن تعود له من جديد بطريقة غير مباشرة
يعلم نور إن قالت انا لست بحاجتك فهي كاذبة
لابد ان يمر الوقت بسرعة ليحتضنها من جديد
...
كان سيخرج من غرفته ولكن
سمع
ماكس يتحدث مع خطيبته اليكسا
وهو يتحدث بلغة عربية تارة يُصيب فيها وتارة يخطأ
: ئصري (قصري) من صوتك .....لا تخليه يسمع حكيك ويسمم....
اليكسا أتت اليوم لتضع النقاط على الاحرف كما قالت
: خليه يسمع....ما فيني اتحمل هيدا الشي.....هسة بديّاك تفكر.....بس لثانية وحده....بتحس انا وياك مخطوبين .....اكيد لآ.......منّا آدرين نعمل حفلة ....عقد قران وغيروا مشان ظروفهم همّا ....
ماكس بجدية: شوبدّك ياني اعمل....
أليكسا بحده: أدّم (قدم) استقالتك من هالشغلة واشتغل على شهادتك......بدنا نوخلص من هيدي الشغلة ونرتاح....
أمير سمع الحديث واغمض عينيه هل وصل التضرر لعلاقة حارسه المقرّب .....بل نائبه في الاعمال.......هل ستضرر علاقته بخطيبته بسببهم
كان سيخرج ولكن توقف حينما سمع
ماكس: ما فيني اترك خيي بهيك أوضاع......أمير مو بس مديري الخاص يا اليكسا......
أليكسا تحدثت: خلص.....انا ما فيني اتحمل....ومشان عدم قدرتك على تركوه....انا راح اتركك...
وكادت تمشي ولكن مسك بذراعها: شو ئصدك؟
أليكسا بحده: الأفضل انه ننفصل وكل واحد يروح بسبيل حالوا........
ماكس بفجعة: تتخخلّي عني بهالبـ...
قاطعته : انا صبرت كتير .......مليت ......بس تتجول من بلد لبلد......بئول إلك نعمل العرس اليوم بتئول لي.....ما بئدر ......امير متصاوب....نور رجعت تعبانة........الاعداء راح يئتلوا هالعيلة.....وانا ...وانا ماكسسسس.ما ئدمتني عليهم في ولا شي......
ماكس سكت
اليكسا تنهد وبضيق: الأفضل انه ننفصل...عن اذنك...
ثم خرجت من الشقة وبقي واقفًا ينظر لسرابها
وهنا خرج امير
وهو يردف : روح إلها.....وراح ارسل كل مستحقاتك ماكس...
ماكس التفت عليه سريعًا ، كان عليها ان تتفهمه ان تشد من ازره بدلًا من قرار الانفصال
تحدث بخيبة: ما راح اتركك.....امير...
ابتسم لكلمته امير دون سيد امير
اقترب منه: ما فيني اخرب بيتك خيي....اتركني بحالي وبهمومي....
ماكس بنفس عميق: وانا ما فيني اتركك بالنص خيو....
ثم توجّه للغرفة الأخرى: راح تشوف نور اليوم......وراح أكون معك...
امير دمعت عيناه ....وازدرد ريقه لا يريد أن يكون سببًا في خراب بيوت الاخرين يكفيه هذا الوجع من تأنيب الضمير
عاد لغرفته واغلقها!
.
.
.
انتهى




JAN 06-27-2020 05:40 PM


.
.
كلاهما يُسابقان زف الخبر وكأنهما رآها بأم اعينهما
يوسف
الرجل المخدوع...والرجل الهزيم في الآن نفسه
الرجل الذي لم يُحارب لِ إثبات الحقائق....
ربما صدمته لم تكن طفيفة حتى جعلته يتخلّى عن جميع الأشياء التي تذكره بخيانة وفضاضة أفعال ديانا!
ربما نور اخذت منه هذه الصفة حتى بِها تخلّت هي الأخرى عن ابنتها ولكن بمُختلف الأسباب
وهل سيطول امرها كما طال يوسف في وعي الامر من جذوره؟!
اماتها ....ولم يُحييها يومًا بينهم بذكر اسمها حتّى.....اشتعلت في فؤاده بعد ان استيقظ انه اعدم كيان شخص موجودًا على الحياة
شيخة وخطبتها وحديثها الأخير
زوجته وحديثها المؤلم
كلاهما جعلا قلبه يرتجف خوفًا من الحقائق
لا يدري لِم الآن اشتعلت النيران
ولكن جلّا ما يُريده لقاؤها الآن
احتضانها ...توضيح أمور كُثر لها...ولكن الأبواب سُدّت في وجهه
سقط......مُعلنًا عن انهياره وعن تعبه......
.
.
نظر لأبنائه وكأنه يودعهم .....اليوم سيخبر الجميع عنها.....سيوكّل مهمّة البحث عنها لناصر اخيها
كانت زوجته عن يمينه
وناصر وسعود بالطرف الايسر والشيخة في الطرف الأيمن

قال: جمعتكم ابي اقولكم اللي المفروض ينقال قبل عشرين سنة ....

التفتت زوجته سريعًا تنظر إليه بذعر
همست: يوسف....
التفت عليها مطبطبًا على كف يدها: منيرة عيالنا لازم يعرفون .......
سعود كان يتآكل من الفضول هل سيتحدث عن ذلك الأمر الذي يخبأه عمه أبا خالد؟
بينما شيخة حدّقت بوالديها دون ان ترمش خوفًا مما سيُقال
ناصر تحدث بهدوء: يبه اجّل كل الكلام لين تصـ...
قاطعه وهو يرفع يده: لا لازم تعرفون......
ثم شد على كف يد زوجته بقوله: قبل أنا اتأسف منك يا منيرة قدام عيالك كلهم.....اتأسف اني جرحت قلبك......وألمتك......آسف لأني ما عرفت قيمتك إلا في وقت متأخر.......آسف يا ام عيالي....

منيرة اغرقت عينيها وسالت دموعها تحت صدمت ابنائهم
تحدثت : والله اني سامحتك من سنين يا يوسف انا اللي آسفة وصلتك لهالمواصيل ......بكلامي.....و...
قاطعها وهو يتنهد: لا يا منيرة ....خطبة شيخة لسلطان...وكلامك تركوني اواجه الشي اللي بداخلي.....الشي اللي احاربه.....من سنين!
سعود لم يتحمل: يبه وش صاير....
شيخة : يمه يبه.....لا تخوفونها تكلموا...
ناصر يشعر انه فهم جزء بسيط لذا قال بتردد
: الموضوع يخص اختي نورة؟
شيخة بصدمة: اختييييي؟
هز أبا يوسف رأسه ماكدا ذلك
واخذت منيرة تحمل من اعباؤه القليل بقولها
: عندك اخت يا شيخة....انت ما شفتيها...
شيخة رفّ جفنها: ووينها هي الحين؟

أبا ناصر اخذ دوره: تخليت عنها غصبن عني....تلفقت لي سالفة انها ما هيب بنتي.....بس عشان اني اترك أمها.....وفي لحظة غضب وطيش تخليت عنها وطلقت أمها....لأني اكتشفت انها....
ام ناصر نظرة لوجه زوجها المخنوق شدّت على كف يده بقوة
بينما سعود حدّق في وجه ابيه: أنها ايش يبه؟
ناصر شربك أصابع يده ببعضهما البعض...
وانصتت شيخة لحديث والدها الذي اردف بصوته المرتجف
: تخوني....!
شهقت شيخة حتى كادت تختنق بالهواء الذي سحبته
ناصر التفت سريعًا على والده: يبه ماله داعي تقول لنا التفاصيل لا تتعب حالك......

بو ناصر نظر لأبنه: ابي افهمكم الصدق مابي احد يغشكم بسالفة مثل ما غشوا باقي العيلة....
سعود نهض ومسح على رأسه بحيرة: طيب وهالنورة وينها فيه؟
بو ناصر تنهد من جديد: خذتها أمها عندها ولا ادري وين سماهم عن أراضيهم....
سعود بدأ يشتم والدة نورة \نور
بصوت مسموع
حتى قالت والدته: ولدددددد عيب عليك.......لا زيد النار حطب....اجلس وهد...
شيخة اغرقت عيناها بالدمع
ثم قالت: ليش يبه ما قلت لنا من قبل عنها....ليش؟

ناصر التفت عليها: مو وقت اسالتك يا شيخة .....
شيخة بانهيار نهضت وهي تقول: الا وقته....ليش تتخلّى عنها بهالسهولة .....لهدرجة رخيصة يبه....يعني لو مثلا جا احد وقال لك انا مو بنتك راح تتخلّى عني....
صرخ هنا سعود في وجهها بعد ان نهض: بننننننننننننننت........شالحكي....
ناصر تحدّث بحده: شيخه يا تبلعين لسانك يا طسين في غرفتك....
ام ناصر خافت من أولادها على ابنتها ومن حديث ابنتها على زوجها!
لذا قالت: شيخة روحي على غرفتك
......
شيخة برجفة من الموقف: حتى لو شككوك يبه.....حتى لو ......تتركها .....كم كان عمرها وقتها هااا؟....كم كان......كيف امنتها عند ام مثل كذا......كيف؟

بو ناصر لم يتوقع انّ احدهم سيسأله هذا السؤال......سيلومه .....سيعاقبه بحديث لم يدور في عقله وقتها.....
تحدث وهو ينظر إليها بانكسار: التحاليل يا بنتي ....اوراق التحاليل عمّت عيوني.....
شيخة انكسر قلبها عليه هنا سالت ببراءة: شفت التحاليل بعينك يبه؟
هز رأسه بلا: منعوني........جننوني يا يبه.....جننوني....ما خلوا بي عقل....
شيخة نظرت إليه ثم ركضت لناحية الدرج تركض لغرفتها.....
ناصر بهدوء: يبه.....
بو ناصر تحدث: ابيك تدوّر لي عليها يا ناصر...قلبي يا كلني.....ضميري يخنقني....
سعود لم يتمكن من ان يُسكت نفسه من قوله
: شلون يبه عرفت انها بنتك يمكن صدق هالزبالة ....خانتك...
قاطعه ابوه بصوت شبه مرتفع: لا .....بنتي.....هي خانتني بمكالمات .....ما.....
وسكتت رأت منيرة ضعفه في التحدث عن الماضي اردفت بهدوء: حبيبها كان بناني مثلها ...كانت تكلمه وبس....انا اشوفها ....كانت تحت عيني ما تطلع...من البيت كثير....بس قدروا يشككون ابوكم .....بسبب قهره وغضبه وقتها...

ناصر بتفهم: خلاص يبه.....اعتمد علي....وهد من نفسك....
سعود جثل على ركبتيه امام ابيه : وعد مني لك لاحرق قلب هاللي ما تنتسمى.....

ام ناصر بذعر: سعود حنا ما نبي مشاكل...
بو ناصر طبطب على اكتاف ابنه: صادقة امك....انا كل همي بنتي...اما هي بحريقة ....لا تدخل نفسك بمشاكل انت في غنى عنها...لا تخليني اندم اني تكلمت....يا وليدي....
سعود سكت ثم نهض قبل جبين والده : لك ما تبي يا يبه....
ثم سمعوا صوت جرس الباب
نهض ناصر: بفتح انا....
ثم التفت بو ناصر على زوجته: قومي شوفي بنتي......يا منيرة.....
ام ناصر بتفهم هزت رأسها ثم نهضت...

سعود جلس عن يمين والده : يبه.....ليش ما تبلغ...
قبل ان يُكمل فهم ما سيقوله ابنه فقال: لالا.....كذا بتطول السالفة وبندخل في قضايا انا ما فيني حيل على الحكي....
سكت سعود واتى ناصر: يبه عمي غازي وبو سلطان بمجلس الرجال ينتظرونك
بو ناصر وهو يتكأ على عصاته الذي بدأ يستخدمها بعد طيحته الأخيرة
ساعده سعود : حياهم الله
ثم مشوا معه إلى ان دخلوا المجلس
أبا خالد استقبله وهو مبتسم قبّل جبين أخيه الذي يصغره بأربع سنوات
ثم قال: البشارة يا بو ناصر....
نظر لوجه أخيه ثم لوجه أبا سلطان المتهلل وجهه بالفرح والسرور
: خير اللهم اجعله خير...
بو خالد شد على يدي أخيه وهو يقول بهدوء: عرفنا مكان نورة...
سقطت عصاته على الأرض وأصدرت صدى اوجاعه في اركان المجلس...
ابتسم وارتجفت شفتيه بتلعثم من شدة فرحه: صدددددق؟
ناصر نظر لوجه أخيه سعود.....المتجهم بسبب خيانة زوجة ابيه ...وكذبها...وخداعها...
بو سلطان اقترب: أي صدق صدق...يا يوسف.....ولدي سلطان شافها......هي بامريكا...بنفس الولاية اللي يدرس فيها ولدي سلطان......
أبا ناصر سريعًا ما جثل على ركبتيه ثم سجد لله شكرًا....وبدأ يبكي وهو ساجد
فرفعه أخيه من على الأرض واحتضنا بعضهما البعض
سعود خرج سريعًا من المجلس لا يحبذان ينظر لـِ ضعف ابيه
لأنه يشعره بالضعف
بينما ناصر طبطب على ظهر ابيه الذي يكرر: الحمد لله بشوفها قبل اموت...بشوفها يا غازي بشوفها.....
بو سلطان طبطب على كفه: بشوفها يا يوسف بشوفها.......هدي من نفسك....

ابتعد يوسف عن أخيه ثم قال: خلونا نسافر...نسافر بكرا ....
بو خالد بهدوء: لا وانا اخوك......نأجلها للأسبوع الجاي....بعد ملكة قصي......

بو ناصر بضعف جعل ابنه تدمع عيناه: ما فيني صبر وانا اخوك.....ما فيني صبر.....
بو سلطان : كلها كم يوم يا يوسف لا تستعجل......بو سيف محتاج لوجودكم .....في ملكة ولده......
بو خالد : صادق بو سيف......محتاجنا لذاك اليوم....لا نستعجل وانا اخوك وانا اوعدك......انا اللي اوديك لها....
بو ناصر بتنهد: ان شاء الله ....الله يصبرني......الله يصبرني...
بو خالد نظر لناصر: ناصر جيب ماي لأبوك
ناصر هز رأسه ثم خرج

فقال أبا ناصر: ترا قلت لعيالي عنها....
بو خالد يريد ان يريح أخيه فقط لا يريد ان يلومه لا يريد ان يضع على جراحاته ملح لتلتهب
فقال وهو يمسح على ظهره ويخفف عنه: زين ما سويت زين ما سويت.....
بو ناصر بضعف: شيخة جلست تلومني ....ليش تركتها.....وصارت تحط نفسها بمكان نورة.....
بو سلطان بهدوء ثابت: جاهلة....جاهلة يا يوسف ما تدري وش تقول.....
بو خالد بهدوء: من صدمتها تقول لك هالحكي...لا تحط ببالك وانا اخوك...
اتى ناصر فتناول أبا خالد الكأس وقام بسقي أخيه على مهلٍ ثم نهض وساعد أخيه في النهوض
جلس بالقرب منه: قوي نفسك ياخوي...هانت ما بقى شي.....
ثم نهض : بروح اطمن على بنتي...(يقصد شيخة)
فقال: ناصر شوف لي الطريق ....ناد لي شيخة بمجلس النساء....
ناصر بهدوء: حاضر يا عم...
ثم نهض
بينما أبا سلطان اخذ يطبطب على يوسف ويخفف عنه
.
.
كانت والدتها تتحدث وهي تبكي
: يمه شيخة.....هذا بدل ما تخففين على ابوك تزيدينه....
شيخة بانهيار وعاطفية فياضة: يبه ابوي تخلّى عن بنته فاهمه وش يعني......لهالدرجة تهون عليه حتى يصدق اللي ينقال عليها...ويتركها....

ام ناصر : قلت لك يا يمه...وقتها ابوك الله لا يوريك كيف كان....صدمة ورا صدمة......اصعب شي على الرجال ...يشوف زوجته تخونه........هي تآمرت عليه ويّا اللي ما ينتسمى....وقدروا يلعبون بعقل ابوك........

شيخة اشارت لنفسها: لو احد تآمر علينا...وقال له بنتك شيخوه مو بنتك...يعني راح ...
أمها نهضت سريعًا وصفعتها على وجهها ثم هزتها: لا تقارنين نفسك فيها.......كذاااااااااااااا انتي جالسسسسسسسسة تحطين فيني العيب......شيخوه.......بلا هبال....استوعبي وجع ابوك.......استوعبي اللي صار غصبن عليه مو من خيره........لا تجلسين تلومينه.....لأني بقطع لسانك.....بقطعه يا شيخه وبلا دلع زايد.......
ثم خرجت من الغرفة غضبه ودخل هنا ناصر ليرى اخته تبكي واقفه وهي ممسكة خدها
عقد حاجبيه: شصاير؟
شيخة بكت ولم تُجيبه
ناصر اقترب منها ازاح يدها من على خدها ورأى الاحمرار: ضربتك؟
ثم قال بغضب: وش قايلة انتي لها ها؟
شيخة برجفة شفتيها: قلت الواقع.....
ناصر بنفس عميق: استغفر الله
ثم اردف: شيخه....بلا دراما....
شيخة بشهقة: كلكم متعاطفين مع ابوي عشانه مريض.....ومو قادرين تلومونه على .....
صرخ هنا ناصر
يبدو انّ الجميع اعصابه متوترة كثيرًا من الامر

: على ايش نلومه وعلى ايش ما نلومه؟....شايفه حالته انتي؟ شايفتها كيف.....؟
ثم قال بحده: أي هو غلطان ...انه تسرع بقراره ....ها ارتحتي؟.......بس مو وقت اللوم الحين.....مو وقته ابد يا شيخه.......
شيخة استمرت في البكاء
ناصر مسح على رأسه: امسحي دموعك عمي بو خالد يبقيك تحت....
شيخة بصدمة نظرت لأخيها: ايششششش؟
ناصر سحب علبة المناديل من على الكمودينة: مسحي دموعك يلا.......
شيخة خافت من رؤية عمها....جا ببالها انه سيتحدث معها بأمر بندر
هل افتضح امرهما؟
مسحت دموعها ومسحت على شعرها بيدها ومشت خلف ناصر
وهي ترتعد خوفًا من الأفكار التي تطرق رأسها
فتح ناصر الباب
دخلت وهي مطأطأة رأسها بخجل
فقال عمها: ما تبين تسلمين على عمك يا شيخة؟
شيخة تقدمت لناحيته قبلت رأسه
نظر لوجهها ونظر لناصر
انتبه للاحمرار فقال: انت ضاربها؟
ناصر بهدوء: لا....
تحدث بجدية: منو ضاربك يا بنتي؟
بكت هنا شيخة فتأفف ناصر وهو يردف: امي ضربتها عشان طوالة لسانها...
شيخة نست وجود عمها فقالت: بس عشان قلت الكلام اللي تخافون تقولونه...
بو خالد عقد حاجبيه: فهمني ناصر....
ناصر بغضب: الأخت جالسة تلوم ابوي انه ترك نورة.......وتزيد النار حطب...
بو خالد بتفهم سكت ثم قال: اتركنا بروحنا يا ناصر...
هنا خافت شيخة...
نهض ناصر واغلق الباب
ثم مسك يد ابنت أخيه: تظنين ابوك راح يتخلى عنك في يوم من الأيام....
شيخة ببكاء وغصة
حقًّا كانت عاطفيتها مسيطرة عليها ولكن
اباحة لعمها بما دار في عقلها في الحقيقة: أصلا هو كان بسوي فيني مثل ما سوى في نورة...كان راح يجبرني على سلطان ويتخلّى عني......
انصدم بو خالد يعني انّ الامر لم يكن بسبب التحاليل كما اخبرهم
ولكن اصرف النظر عنه : يعني هالشي تشبهينه باللي صار قبل عشرين سنه...
تمشقت وهي تردف: شالفرق يعني.......
بو خالد بحكمه: الفرق انه كان يبي لك الزين ...ولو صدق يبي يتخلّص منك كان الحين انتي ببيت سلطان من شهر......بس شوفي وينك الحين فيه....
سكتت هنا شيخة
فقال: لا تقارنين نفسك بيوم بنورة....ابوك مر بظروف ما يعلم بها الا الله .....أنا ما كنت ادري انهم يضغطون عليه وقتها.....ديانا وامير الشخص اللي خانة ابوك معه.....لعبوا بعقله وهو في مرحلة غضب......وتوتر...وحقد .....كان يبي ينهي امر طلاقها...ويمسح من وراها اثر الخيانة....وهي خبيثة...عيّت تسافر بدون بنتها......ولفقوا هالسالفة.......ابوك انجرح....لا تزيدين جروحه يا بنتي....تفهمي وضعه......
شيخة وكأنها بدأت تستوعب الأمر وتخرج من طور الغضب
قالت : ان شاء الله
بو خالد تحدث: وفي شي ثاني....عارف ابوك ما راح يوصله لك هالفترة ......عشان ما يضغط عليك وخايف....
شيخة بفضول: شنو؟
بو خالد: انا خطبتك منه لولدي......بندر.....هو خايف يقولك بهالفترة وترفضين .......وخايف يجرحك.......وظنين فيه مثل ما ظنيتي عنه لم تقدم سلطان......
ثم نهض: فكري زين......ولا تستعجلين بالرد........والله يكتب اللي فيه الخير...
ثم خرج تاركها في صدمة عارمة......صدمة من سبب تردي حالة ابيها .....وسبب آخر لخوفه عليها واخفاؤه امر تقدم بندر لها.......إلى هذه الدرجة مكسور...وخائف من ان يخسرها....إلى هذه الدرجة اقنعته بكذبته وآلامتهُ بذكريات الماضي بربطه مع حاضره؟! ادركت هذه الأمور بربط حديثه قبل قليل
تأففت: الله ياخذني .....
ثم نهضت وخرجت عائده لغرفتها!
.
.
.
.
كانت تنظر للسقف واضعة يديها على بطنها .....تشعر انها اكلت الكثير.....ومر وقت طويل وممتع معه...ظنّت ما إن سيحل الليل والظلام عليهما سيعود لمنزله ولكن لم يحدث هذا الامر...
شعرت بالتعب فاستلقت على ظهرها واتى هو الاخر استلقى بجانبها
تحدثت : ما بتروح بيتكم؟
كان ينظر لها بهدوء هز رأسه : تؤ....
تنهدت ثم سكتت
ثم تحدثت: قصي انا خايفة.....
قصي هنا خفق قلبه بلل شفتيه ثم قال بهدوء يحاول ألا يبيّن الخوف الذي اجتاحه من كلمتها: من شنو بالضبط؟
مُهره اخذت نفسًا عميقًا: من كل شي.....
اقترب قصي منها ثم همس لها: خايفة مني؟
التفت عليه ونظرت لعينيه بشكل مطوّل ثم عادت تقول: قلت لك خايفة من كل شي
قصي ابتسم لها: يعني حتى انا؟
هزت رأسها بنعم ثم عادت تنظر للسقف: خايفة تتركني......وتتخلّى عني.....خايفة ...اعيش اللي عشته زمان......خايفـ
قاطعها : ثقي ثقة تامة انه ما راح اتركك......وما راح يفرقني عنك إلا الموت يا مُهره ......
ثم اردف بجدية: لو ناوي اتركك....ما قلت لابوي عنك....ما خليته يكلم عمك.......ما علنت زواجنا من الأساس.....
مُهره التفت عليه بعينين دامعتين: يمكن عشان الحمـ....
قصي أشار بيده: لاحظي جالسة تظلميني وانا ساكت لك.....
مُهره ضحكت بخفة على حركته وحديثه
ثم قالت: طيب اوعدني ما....
قبل ان تكمل قال بصوت مرتفع: الللللللللله ياخذني لو تخليت عنك.....يا شيخة من يقدر يتخلّى عنك انتي......انتي روحي......وعمري وحياتي.....
مُهره ضحكت حرجه ثم قالت: خايفة من شي ثاني...
قصي سكتت
ثم قال: إللي هو...
مُهره مسحت على بطنها بشكل ملحوظ له: الامومة...انا ما عرف قصي....شي....ماحس...
وضع يده فوق يدها التي تمسح بها على بطنها ثم قال: راح تصيرين احلى ام يا مُهره.....انا وانتي بنتساعد على تربيته ......راح نتعلم نمارس الامومه والابوّه بشكل مشترك .......تكفين مُهره نفضي هالخوف من على قلبك...وثقي فيني....
هزت رأسها برضى ثم استلقت على جانبها لتصبح مقابله لوجهه
قالت: مصر يعني ما تبروح بيتكم
قصي ابتسم من جديد: ما بروح إلا لم تنامين....
مُهره سكتت ولكي تعطي نفسها فرصة أخرى قالت: اجل نيّمني؟
قصي بتساءل: كيف؟
مُهره اقتربت منه قليلًا سحبت يده ووضعت رأسها على يده اليمنى أصبحت قريبه من صدره ثم قاتل: كذا....يلا قول لي قصة....
قصي من سعادته ضحك بخفة: هههههههه ....تبيني أقول أي قصة؟
مُهره نظرت إليه: يعني بتقنعني انك تعرف قصص كثير
قصي سرح في عينيها: لا والله ماعرف....
مُهره اغمضت عينيها : قولي عن مغامراتك وانت صغير.....
قصي : كذا ما راح تنامين راح تتحمسين وتصحصحين....
مُهره شدّت على يده: لالا صدقني بنام......للعلم احب انام واحد يسولف على راسي...بس مو أي سوالف...يعني قصص وكذا.....حتى لو تألف قصة من راسك قولها....عادي....
قصي بضحك خفيفة: اجل الله يعينك على الكذب اللي بسمعينه.....
مُهره : لا تحاتي برحّب فيه يلا....
وبدأ يندمج قصي في تأليف قصته ....وهو يحمد لله ويشكر آلافًا من المرات على تغيّر حالهما.....وبعد أن خلدت للنوم قبّل جبينها واغمض عينيه هو الآخر!
.
.
.
.

غيّرت حفاضات ابنها(اكرمكم الله)...وقامت بتلبيسه ملابس أخرى......ارضعته ......وقامت بتنويمه بحنانها المعطاة....ثم وضعته على سريره....ثم توجّهت للخلاء لتتحمم
ولكن اوقفها صوت رنين الهاتف
سحبته من على سريرها نظرت للاسم فتأففت
: اففف منك يا سيف..
رمت هاتفها وتوجهت للخلاء.....ولكن سمعت الرنين المتكرر وخشيت من ان يوقظ ابنها.....
فعادت واجابت وهي تبتعد عن ابنها بقدر ألا يسمعها
: نننننننننننعم
سيف بهدوء: ظنيت ما راح تردين ابد ...

الجازي بملل: والله زين انك عارف....بس رديت عشان لا تزعج عبد لله تو نايم...ومابي ابي اقفل جوالي....لأني انتظر اتصصصصصصصصصصصال مهم....

سيف يعلم انها تستفزه الآن لذلك لن يطيل الامر قال: انا موافق على عرضك
الجازي عقدت حاجبيها: أي عرض؟
سيف حديث نوف جعله يفكر بقساوة على قلبه تذكر آخر مكالمة حينما طلبت ان يطلقها بمقابل ان تأتي وتعيش معه لمدة أسبوع وعندما رفض قالت له
*ست شهور تكفيك*
هو لا يريد أن يصبح استغلاليًّا لضعفها ولكن نوف محقة إن ابتعد ستبتعد عنه للأبد
فقال: قد قلتي لي اذا تبي تطلقني بمقابل...و...
قاطعته بحقد: قسم بالله ما شفت استغلالي....مثلك.....قلتها وقت ضعف وانهيار تفكرني ب....
قاطعها بحده: الجازي ما تلاحظين جاالسة تدورين وتلفين على نفسك...
الجازي بنفس عميق: شقصدك ؟
ثم تحدثت بعصبية: انت مطوّل السالفة......وفرضا وجيت وعشت معك أسبوع.....اسبوعين وش بغيّر .....هاااا.....وش بغيّر هالشي من اللي بداخلي......تتوقع بغيّر قراري بعدها؟
سيف اغمض عينيه تمتم بالاستغفار ثم قال: الجازي......عطيني فرصة ثانية ......
الجازي شدّت على شعرها قليلًا: ياربي انت ما تفهم؟....فجأة صرت غبي؟.....سيف الله يرضى عليك افهمني انت...انا قررت وخلاص....ابييييييييييي الطلااااااااق.....سالفة ارجع لك....هذي....انساها.....تكفى استوعب هالشي.....
سيف بهدوء: قلت لك انا موافق على عرضك ....
الجازي بتفكير: امممم يعني بمقابل الطلاق...
سكت ولم يجيبها
الجازي : سيف.......والله لو ارجع لك....راح تكرهني.....والله.......خل صورتي الحسنة اللي ببالك الحين....وطلقني......
سيف تنهد: حاولي عشان عبد لله مو عشاني ولا عشانك......
الجازي تكتفت بيد واحدة: الحين همّك عبد لله هااااا....
سيف تحاصره
تخنقه تضغط عليه
همس: الجازي......صيري قد كلامك.....
الجازي بصراخ: قلت لك قلتها بلحظة انهيار ....وانت ما ستغليتها في وقتها .....الحين فكرت فيها....يعني....هاااااااااااااااااااا؟
سيف بلل شفتيه: من وين هالعند من ويننننننن؟
الجازي ضكت بسخرية: هههههههه منك ......
سيف بحده: ما راح اتنازل عنك...
الجازي ببرود نظرت لأصابع يديها: وانا متنازله عنك كليًّا....

سيف سكت......وأطال السكوت فقالت: بسكر......بـ...
قاطعها بنبرة حادة: الجازي....سمعيني زين...لك مهلة أسبوع ....تعيدين فيه التفكير.......واذا هجدت شياطينك اتصلي علي اجي اخذك .....وإلاااااااا انا قسم بالله راح اجيككككككك.......

الجازي تمثل الغباء بطريقة مستفزة: يعني قصدك راح تسكن عندنا؟
سيف خرج عن طوره: المهم تفهمين سالفة اني اطلقك بالمشمش يا الجازي.....والحين مع السلامة...
اغلق الخط في وجهها اما هي اتاها برود من هذا الامر رمت هاتفها على السرير بسخرية على حالهما
ثم اردفت: لا طلّق....وانا بعيش.....الحمد لله والشكر بس....
ثم دخلت الخلاء لتستحم
.......
وجنّ حنون سيف.....لا يعلم ماذا يفعل .....ليرضيها لا يدري
تأفف سحب (اللاب كوت من على سريره ) ثم خرج من شقته!
..
.
.

سمع والدته وهي تتحدث: اتصل باخوك ما رجع ....
عزام وهو يعبث بهاتفه: يمه قصي مو بزر....اكيد طس عند اخوياه
جسّار ارسل لأخيه عن طريق الوات ساب
(واضح نايم بالعسل عند حرمته)
عزام وهو يقرأ
(الله ياخذه بوهقني مع امي)
تحدثت والدته: تركوا هالجوالات ....واتصلوا عليه....
ثم نظرت لابنها الغاضب سيف
فقالت: يمه سيف وين رايح....
سيف : جهههههههههههههنم
ثم اغلق الباب
جسار ارسل سريعًا لأخيه
(واضح مكلم المدام وشبت نيران الشوق في قلبه)
عزام اهتز ضاحًا ليكتب
(والله اخوانك نكتتتتتتته)
التفت عليه والدته: تضحك تضحك ......اتصصصصصصصصصصصل على اخوك يلا...
جسار تدخل وبكذب: كلمته قال هو عند اخوياي في الاستراحة...
ام سيف بقلق: الله يقطع هالاستراحة اللي طلعت لنا فجأة......والله ياخوفي يجيب لنا مصيبة....
عزام : شدعوة يمه قصي كبير.....
ام سيف بنرفزة: كبير وطايش....وعقله قد حبة الفول.......خايفة عليه من عيال الحرام....عمره ما سهر....لحد هالوقت....
جسّار نهض وجلس بالقرب منها: يمه تو الناس....والله .....شفيك.....صرتي تقلقين على اقل شي من جينا الرياض
ام سيف بنبرة حزن: احاتيكم خايفة عليكم ....الدنيا تخوف يا يمه....والحين القابض على دينه كالقابض على جمرة ....خايفة عليكم من فتن هالدنيا وبلاويها....
قبّل سريعًا عزام رأسها: يمه لا تحاتين انتي ربيتي....ربيتي رجال......والله قصي ما يسوي اللي يمر ببالك لا تحاتين حنا وراه.....
ام سيف بمحاتاه: اتصلت عليه ما يرد......خايفة صار له شي...
جسّار رمق عزام وعزام هز رأسه وفهمه
فقال: انا اتصلت عليه وقال هو بالاستراحه لا تحاتين ......
عزام استقل حديث جسّار وارسل رسالة نصية لأخيه
(يا حماااااااار ارجع البيت امي قلقانه عليك مووووت الله ياخذك انت واخوك جننتوها)

ام سيف بعتب: احاتيه هو ولا احاتي سيف هو وزوجته ........مادري احاتي منو ومنو.....
جسّار: هونيها وتهون يمه.....
عزام بجدية: يمه قصي ينسى نفسه مع اخوياي شي معروف.....والثاني لا تدخلين نفسك خليه يحل مشكلته بنفسه

ام سيف بتنهيدة: كيف اتركه يا يمه وانا اللي وصلته لهالحال...
جسّار بنرفزة: لا يمه مو انتي غباءه هو اللي وصله لهالحال
عزام : صدق يمه....هو اللي رفس النعمة برجله....خليه يتحمل.......لا تلومين نفسك....ابد.....
جسّار: والحمار الثاني تركيه علينا....
ام سيف ضحكت: هههههههههههه والله بتركه على ابوك يسنعه......هذا وملكته أسبوع الجاي.....والله ان فشلني قدام الجماعة...لا اوريه شغله.....
عزام :ههههههههه قومي ارتاحي......ونامي ولا تساهرين الليل يا الحنونة.....ولجا ثورنا أدبناه....
ام سيف بقلق بلغ منتاه: والله ما تغفى لي عين واخوانك برا البيت
جسّار بهدوء: سيف شفتيه حامل اللاب كوت حقه يعني عنده مناوبة .....والثاني قلنا لك ادواه عندنا....
عزام قبل يدها وكذلك جسّار: يلا يومه قومي.....قومي ريحي نفسك....
ام سيف تنهدت ثم قامت: اذا جا قولوا لي....
جسّار قبل جبينها: ولا يهمك يمه....
ثم اتجهت لناحية عتبات الدرج اما
جسّار: اتصل على هالحمار......
عزام بملل: والله اتصلت عليه......ما يرد....شكله نايم....

جسّار رفع كفيه : نام عليه بعير...ولا قام....
عزام ضحك إلى ان دمعت عيناه: هههههههههههههههههههههه استغفر ربك........
جسّار ابتسم رغمًا عنه: والله امي بيجي يوم وتكتشف بسبب غباءه .....الحين خطتهم ماشية تمام.....يروح يخوره....ليش؟
عزام بهدوء: اكيد زوجته فيها شي عشان كذا تأخر.....ما اظن قصي غبي لهالدرجة .....
جسّار : اففففففففففف الله يستر.....ان شاء الله ابوي يهدي وضع امي واضح المسكينة تحاتيه....
عزام عاد يتصل عليه
ثم أجاب سمع صوته المشبّع بالنوم: الو.....
عزام بطنز: يا صباح الورد والياسمين......
قصي بالكاد يفتح عينيه: صار الصبح؟
عزام بسخرية : نايم ولا سكران؟
قصي شعر بتنمل يده الذي نامت عليها مُهره: مو رايق لك ...ترا....

جسّار أشار له بمعنى اعطني الهاتف
سحبه: يا حمار.....ارجع البيت ....القيامة قامت.......بسببك......الوقت متأخر...وامي شابه ضو....
قصي ببحة: بجي الحين بجي...
جسّار وهو يفخم صوته بشكل مضحك : بجيييييييييي بجييييييي.....نعنبو شكلك ....واضح بديت تتحوّل لزومبي شالصوت الخايس....
قصي بملل: اجلوا طقطقتكم بعدين يا كـ.....
ثم اغلق الخط
عزام بضحك: هههههههههههههههههههههههه ..........وش هالتقليد انت بعد....
جسّار: واضح انه نايم بالعسل ...خل يجي نكمل طقطقة عليه....
عزام غمز له: للصبح وحياتك.....

بينما قصي....حاول النهوض دون ان يزعج مُهره ...وضع رأسها على الوسادة ع
ثم قبّل جبينها.......ونهض.....متجهًا للخلاء
............................

.
.
اتى كما توقّع الشرار يتطاير من عينيه ......رجاله حاوطوا المكان .....وهو عاد لمنزل ادوارد بعد رسالة احدى حرسه الذي اخبره عن مجيء ماكسين
اتى وترجل من سيارته رأه ماكسين
التف عليه
(مترجم): ستأخذ خطيبك من هنا وستذهب بعيدًا عنا...وإن شعرت انك في مآمرة ضدنا لن اتوانى عن قتلك....
مد طارق يده له ليصافحه(مترجم): موافق....

تقدم ماكسين وهو يزفر بصوت مسموع ...عندما دخل إلى وجهية المنزل الواسعة
صرخ : إدووووووووووووووووووووووووووووووارد

ادوارد كان جالسًا في الصالة عندما سمع صوت ابيه
اغمض عينيه ثم أشار لحارسه ليفتح جميع الأبواب
تقدم ماكسين وطارق ورجاله خلفه
دخل إلى الصالة نظر لأبنه
تحدث بحقد (مترجم): هل تريدني ان اصبح قاتلًا أيها المخادع؟
ادوارد ابتسم بخبث(مترجم): في الواقع انت قاتل......
اتى بالقرب منه ولكمه على وجهه(مترجم): لن احاسبك الآن...ستتم محاسبتك أنت ولورين معًا......اما الآن فاخرج خطيبة طارق واجعلها تذهب معه....وحسابنا سيتصفى بيننا ليس امام الجميع.....
ادوارد تحدث بحقد(مترجم): هل صدقته؟
ماكسين هز رأسه(مترجم): لا.....بل صدقت الصور......
ثم أشار لحرسه(مترجم): ابحثوا عن الفتاة
ادوارد (مترجم ) أشار لهم: لا داعي فهي في القبو...
طارق مشى وتبعوه رجاله بينما ماكسين أشار لحرسه ليتبعونهم يخشى من ابنه ان يوقع الجميع الآن في الفخ
فقال(مترجم): سأسلبك كل شي........ادوارد .....
ادوارد كان سيتحدث ولكن صرخ ماكسين(مترجم): لا اريد ان اسمع صوتك....وإلا ستندم....
سكت ادوارد وجلس على الكنبة وهو يشتم غباؤه واستغلال طارق له من ناحية ابيه
بينما طارق كان خائف من ان يرى محبوبته على حالٍ بشع ومخيف.....
أشاروا له الحرس عن مكان القبو نزل......فتحوا الباب.....
تقدم وكان الجميع سيتقدم معهم ولكن أشار لهم بالتوقف لهذا الحد.....لا يريد ان يروها.....لا يريد ان تصبح محط انظار للشفقة....
قلبه يرتجف....وجرحه ينزف....وجميع خلاياه تنزف....
ازدرد ريقه .....
سقطت انظاره عليها...سمع انينها.....وعدم قدرتها على التنفس بشكل سوي....نظر إلى .....
فتح عيناه على الاخر.....نظر لتمزّق ملابسها.....للآثار .....للدماء.......لشحب وجهها.....لشعرها ....
جثل على ركبتيه بضعف......لم يُرمش.....كانت تحاول سحب السكين ولكن بلا جدوى ترتجف كالعصفور....تبكي بلا صوت .....بل بصوت طفيف....جدًّا......صدرها يرتفع وينخفض بشكل متتالٍ تعض على شفتيها المجروحتين لتزيد من نزفهما....
زحف لناحيتها...
وهي انتبهت اليه ....خافت من انه يكون المجرم نفسه
فانكمشت على نفسها وابتعدت عنه.....
اقترب وهو يهمس بضعف: انا طارق...جيت لج يا ايلاف....
شخصت عيناها....ومدّت يديها اليه بخوف
تحدثت بصوت بالكاد يخرج من احبالها الصوتية
فهم انها صارخت لدرجة مؤلمة حتى الآن اختفى صوتها
: ططططططلعععني ممممن ااهنيه...
اقترب منها ارتجفت يديه وهو ينظر لارتكاز السكين في فخذها
طوّق وجهها بيديه تحدث: آآآآآآآآآآآآسف.....
ايلاف دون ان ترمش وبذعر هزت برأسها
وكررت: طططططططططلعني من اهننننننيه
طارق هز رأسه ثم مسك السكين نظر إليها: تحملي.......بشيلها منج....

ايلاف ارتعد قلبها بكت بدموع .......وفي لحظة غفلة منها سحب السكين بطريقة سريعة وضجّ المكان بصوتها الصارخ...وانينها المسموع........
طارق سريعًا وضع يده خلف ظهرها ونظر لعينها: اششش....خلاص....خلاص ايلاف...كل شي...انتهى كل شي انتهى...
ازاح من على جسده الجاكيت ...ووضعه على جسدها ليغطيه....ثم حملها ليزيد من نزف جرحه.....وليزيد من وجعه خرج ...ورآه الحرس.....كان سيتناوله منها احد حرّاسه ولكن رفض....
ومشى معه .....وهو يحسب الثواني لا يريد ان يرى ادوارد والا سيقتله....
كان يسمع توجعها انينها.....رجفتها كانت تتسلل اليه.........الجروح....الاثار المقرفة.....منظرها.....اشعل في فؤاده الكره لنفسه....هو من اوصلها إلى هذا الحال....هو وحده.....شعر برجفت خلاياه هو الآخر شعر انه سيغمى عليه ولكن سحب كمية كبيرة من الاكسجين .....مر من الصالة مجبورًا ليرى ادوارد رمقه بنظرات الحقد ثم خرج تارك الوالد يتوعد ابنه ويهدده
فتح احدث حرسه الباب الخلفي للسيارة
جعلها في حضنه شدّ عليها بيديه
تحدث: ايلاف....تسمعيني......لا تغمضين عيونج تكفين.....

مقهورة .......مجبورة على هذا الحضن....هذا الدفء......خائفة......تشعر بالألم......تشعر بالضياع.....تشعر بعدم قدرتها على اخراج (الآه) من فاهها....
تحدثت ببطء : ببببموت...
طارق جنّ جنونه: لالا.......تتوهمين ايلاف...هدي.....هدي.....نور تنتظرج...
ثم قال للحارس (مترجم): اتصل على نور...
................
بينما نور كانت تركض على الرصيف تريد الابتعاد ....تريد ان تبحث عن ايلاف....تريد ان تختفي من الوجود.....تريد ان ترى وجهة تُبعدها عن هذه الأوضاع ....
سمعت الرنين توقفت
وهنا مُراد اقترب
قائلا: نووووور تكفين ردي مجانج انا بطلع...خلاص...
لم تهتم له اجابت على هاتفها: نووووووور....لقيت ايلاف...
نور ابتسمت وسط الدموع: صدق؟....صدق؟...وينها وينها...
الحارس كان ممسك بالهاتف لطارق
تحدث: بروح المستشفى الـ......تعالي.....
نور خفق قلبها: ليش شسوو فيها؟

طارق بضعف: تكفين تعالي.....انتظرج....باي...
ثم اغلق الخط
اما هي كالمجنونة نظرت لمراد: طارق نقذ ايلاف نقذها...ببببروح لها بببروح....
مراد امسك يدها وشد عليها: اوديج آني.....وين هي فيه...
نور بخوف اردفت: مستشفى الـ.....
سحبها مراد دون ان يترك لها المجال في الرفض ومشى بالقرب من سيارته!
.
.

في الصباح.....لم يستطع النوم
كان يتجوّل في غرفته ذهابًا وإيابًا .....يريد لُقياها يريد ان يحتضنها من جنون آخر يظن انها وقعت فيه!
فرحيلها هكذا يُعني شيء مخيف بالنسبة إليه
يُعني ضياع آخر.....يُعني.....جنون آخر.....
تذكر جنونها في الماضي...وتوبيخ ديانا لها على ذلك
تذكر كيف كانت تكسر قوانين والدتها وتتلذذ في عنادها
يتذكر كيف كان يطبطب عليها وهي تدفعه بعيدًا عنها ولكن تعود له من جديد بطريقة غير مباشرة
يعلم نور إن قالت انا لست بحاجتك فهي كاذبة
لابد ان يمر الوقت بسرعة ليحتضنها من جديد
...
كان سيخرج من غرفته ولكن
سمع
ماكس يتحدث مع خطيبته اليكسا
وهو يتحدث بلغة عربية تارة يُصيب فيها وتارة يخطأ
: ئصري (قصري) من صوتك .....لا تخليه يسمع حكيك ويسمم....
اليكسا أتت اليوم لتضع النقاط على الاحرف كما قالت
: خليه يسمع....ما فيني اتحمل هيدا الشي.....هسة بديّاك تفكر.....بس لثانية وحده....بتحس انا وياك مخطوبين .....اكيد لآ.......منّا آدرين نعمل حفلة ....عقد قران وغيروا مشان ظروفهم همّا ....
ماكس بجدية: شوبدّك ياني اعمل....
أليكسا بحده: أدّم (قدم) استقالتك من هالشغلة واشتغل على شهادتك......بدنا نوخلص من هيدي الشغلة ونرتاح....
أمير سمع الحديث واغمض عينيه هل وصل التضرر لعلاقة حارسه المقرّب .....بل نائبه في الاعمال.......هل ستضرر علاقته بخطيبته بسببهم
كان سيخرج ولكن توقف حينما سمع
ماكس: ما فيني اترك خيي بهيك أوضاع......أمير مو بس مديري الخاص يا اليكسا......
أليكسا تحدثت: خلص.....انا ما فيني اتحمل....ومشان عدم قدرتك على تركوه....انا راح اتركك...
وكادت تمشي ولكن مسك بذراعها: شو ئصدك؟
أليكسا بحده: الأفضل انه ننفصل وكل واحد يروح بسبيل حالوا........
ماكس بفجعة: تتخخلّي عني بهالبـ...
قاطعته : انا صبرت كتير .......مليت ......بس تتجول من بلد لبلد......بئول إلك نعمل العرس اليوم بتئول لي.....ما بئدر ......امير متصاوب....نور رجعت تعبانة........الاعداء راح يئتلوا هالعيلة.....وانا ...وانا ماكسسسس.ما ئدمتني عليهم في ولا شي......
ماكس سكت
اليكسا تنهد وبضيق: الأفضل انه ننفصل...عن اذنك...
ثم خرجت من الشقة وبقي واقفًا ينظر لسرابها
وهنا خرج امير
وهو يردف : روح إلها.....وراح ارسل كل مستحقاتك ماكس...
ماكس التفت عليه سريعًا ، كان عليها ان تتفهمه ان تشد من ازره بدلًا من قرار الانفصال
تحدث بخيبة: ما راح اتركك.....امير...
ابتسم لكلمته امير دون سيد امير
اقترب منه: ما فيني اخرب بيتك خيي....اتركني بحالي وبهمومي....
ماكس بنفس عميق: وانا ما فيني اتركك بالنص خيو....
ثم توجّه للغرفة الأخرى: راح تشوف نور اليوم......وراح أكون معك...
امير دمعت عيناه ....وازدرد ريقه لا يريد أن يكون سببًا في خراب بيوت الاخرين يكفيه هذا الوجع من تأنيب الضمير
عاد لغرفته واغلقها!
.
.
.
انتهى




JAN 06-27-2020 06:03 PM


البارت الخامس والعشرون








.
.
.
.
الأمل طريق وعر ولكنّهُ مُسعد للقلب ، مُتعب في بعض الحين
ولكن تعبه له لذّة في الأمر
لولاه لم تهدأ القلوب.....ولم تسكت النفوس عن أنينيها
ولولاه .......لم تكف العيون عن ذرف الدموع......
.
.
كان على متن طائرته....ينظر لتلك الصغيرة....وتاره لماكس الذي بان اصله.....في مواقفه.....رغم أنه غير موافق على انفصاله من اليكسا.......حدّثه من جديد....ليذهب إليها ولكن ....أبى ذلك.....ربما فعلتها كسرت شيئًا في قلبه....ربما كان يظنها شيء....وبفعلها هذا رآها على شيء آخر!
.
.
أطلق تنهيدات نفاذ الصبر.....يُريد رؤيتها.....احتضانها....تخفيف آلامًا كُثر من على اعتاقها.....ولكن المسافات ...دومًا ما تلعب دورًا في هيجان القلوب.....
.
.
يعلم جيّدًا انها لن تستقبله......لن تُقبّله قائلةً
مرحبًا بك....اشتقت إليك.....فقدتك....
ولكن ستبقى هكذا واقفة تحدّق به مطولًّا ....وربما تصرخ.....لتطرده.....لتلعنه.......
ولكن هذا لا يهم....
ما يهمه الآن...رؤيتها.....والاطمئنان عليها.....
.
.
تحدثت الصغيرة: يعني راح اشوف ماما نور؟
هزّت جولي رأسها وهي مبتسمة تُخفي خوفًا كبيرًا مما هو قادم
خائفة من أمور كُثر أهمها
ماذا لو تقبلت نور وجود ابنتها
ماذا سيحدث بعدها؟!
هل سيتم استبعادها عن مهمتها؟
ابعاد الصغيرة عن احضانها؟!

هزت رأسها تؤكد لسندرا انها سترى والدتها

التفت ماكس هنا وابتسم على لهفة الصغيرة لرؤية نور
بينما أمير كان يتنهد وهي يستمع لها
فقال ماكس: خيي....بتحس بتعب؟ بدّك تسطّح؟!

أمير التفت على ماكس مسح انفه بطريقه سريعة تنّم على توتره
: لالا ...لا تاكول هم....أنا بخير.....

ماكس نظر لهاتفه: مُراد ...استأجر شئة(شقة)....ئريبة(قريبة)....من ياللي ساكنة فيها نور.....

أمير هز رأسه برضا تام.....حتى بتدخل مُراد.....لأنه الآن جُلّا ما يهمه نور فقط
أكمل ماكس: وئال لي.....هوِّ ما تركها بحالها.......بيُئصد أنه عم يرائبها....
.
.
.
حقيقةً هو لم يُراقبها فقط، بل واقفًا جانبها....وهي لم تعي هذا الوجود بسبب صومعة احداث ايلاف.....وطارق....

.
.
فبعد أن وصلت إلى المستشفى ليلًا...ركضت في (الاسياب) تبحث عنهما......رأت الحرس يطوّقون المكان فتذكرت امرهما قبل أن تهرب من فرنسا.....ارتعد قلبها ولكن مشت......رأت طارق
يمشي ذهابًا وإيابًا....والحارس الشخصي يريد أن يجبره للخضوع والجلوس على الكرسي المتحرك لمعاينته ولكن ابى
فخافة اكثر.....
وتبعها مُراد الذي شعر حقًّا بحقارته!؟
هو اخبره انّ ادوارد سيدمرها ولكن لم يصدقه
كيف عليه ان يصدّق عدوّه؟!
ولكن حقًّا الآن لم يعد يعرف من هو العدو الحقيقي ومن هو الصديق الوفي؟!

تحدثت نور كالهمس: طارق
التفت عليها.......سقطت عينيها على بقعة الدم الناتج عن انفتاح الجرح ........وتدفق الدم منه....واضح من وجهه انه بكى......كان ....محمر....متعرق.....خصلات كثيرة من شعره ساقطة على عينيه باهمال.....يمشى بترنّح .....ويعض على شفتيه بألم ووجع.....
اقتربت منه
تحدثت وعينيها مليئتين بالدموع: وينها ايلاف؟

طارق نظر إليها وجفنيه يرفان لاحتضان الدموع في محجرهما ولكن لم تستطعا على امساك تلك الدموع سقطت من عينيه
وجثلت نور سريعًا على ركبتيها ......
فركض مُراد: نووووووووووور.....
اقترب منها امسك اكتافها....
تحدث طارق بثقل لسانه: في غرفة العمليات!
نور بكت بدموع ولكن بِلا صوت
تحدثت برجفة شفتيها: ليش؟

عندما تحدث إليه الطبيب هو كان في اللاواعي......اخبره انها فقدت دم كثير في نزفها.......الجرح عميق جدًا......عليهما إيقاف النزيف.......أوتار وأربطه تضررت....لا يدري....لا يعي المعنى الحقيقي لحديث الطبيب....ولكن فهم أنّ وضع ايلاف ليس هيّن.......فتحوا محضرًا للتحقيق ولكن رشاهم بمبلغ وقدره لغلقه ....وعدم احداث ضجة.....وانتهى الامر.....
لن ينسى انّ قلبها توقف لمدة لم تقل عن الثلاث دقائق بعد ان وضعوها على السرير.....شعر هنا انه خسر العالم كلّه....تذكر أخيه والدته.....تذكر خسارته البشعة.....بكى......انهار......ولم يجد احدًا يواسيه...
خرّ على الأرض ساجدًا ....يرجو الله ان يعيدها على قيد الحياة!
كان يكرر: تبت يا ربي تبت....اسمع ندائي.....استجب دعائي.....تبت ....تبت....

...
في لحظة .....شعر انّ الجميع يطبّق بيديه على عنقه يخنقه.....يعاتبه......يؤلمه......هو من ادخلها إلى اوساع جنون ادوارد.......هو من اوصلها على خُسران الذات!
....

همس: بوقفون نزيف الجرح...
....
.
.

ثم ولّى بظهره عنهما
ترنّح ......يشعر ما هي إلا دقائق وسيسقط على الأرض بسبب غشاوة عينيه ولكن لا يهم......لا يهمه ابدًا يريد الاطمئنان على ايلاف....

.
.
مُراد رفع نور من على الأرض كانت مصدومة تنفسها مسموع .....عينيها شاخصتين.....من الواضح انها خائفة من الفُقد.....خائفة من ان تفقد ايلاف....
اجلسها على احدى الكراسي الجانبية........نظر لشعرها الرطب......ورجفتها
سحب (الشال\اسكارف) لم يتردد في وضعه على رأسها ويلفه مرتين عليه....بينما كانت هي في اللاواعي.....
.
توجّه لطارق....نظر إلى حاله....
تحدث: شنو صار؟

طارق تمعّن في وجهه......ادرك شيء......ايلاف تشبه قليلًا......فرسمة الانف واحده......كيف لا تشبه وهو عمّها؟
دمهما واحد......
طارق ابتسم بسخرية: قول شنو ما صار....

مُراد مسح على رأسه امسك بكتفي طارق: طارق......اريد افتهم كل شي.....عشـ....

طارق ابعد نفسه عنه وبهمس: فات الأوان يا مُراد.....فات الأوان......انت ما صدقتني.....ما صدقتني....

تفهم مُراد أنه وقع ما بين شخصين في اللاواعي من صدمتهما...والأمر هذا يُرعبه ........لأنه يدل على أي مدى من الخطورة وصلت إليه إيلاف.....وهو لا يريد ان تصاب بأي يسوء
وإلا أخيه جورج سيموت بعدها!

أشار له: اهدأ ....واجلس .....

اتى احد الحرس تحدث (مترجم): سيدي.....نزفك لم يكف....ارجوك.....دعهم...
أشار طارق وعينيه جاحدتين بالاحمرار: اششششش.....
سكت وابتعد قليلًا ولكن بقي يُراقبه

نظر بعدها لمُراد ليقول: خذتوا روحي......قلت باخذ روح اغلى ما عندكم......ولقيتني اخذ روحي من يديد......

ضحك بسخرية : هههههههههه ...قلت برعب قلب اخوك فيها......بس عمري ما نويت....اسوي فيها اللي سواه ادوارد......عمري يا مُراد...

مشى بالقرب من مُراد وعينيه بدتا بذرف الدموع: علّقتها فيني......خليتها تحبني.....تحبني.......لدرجة ما تقدر تستغني عني....كنت احس وايد بهالشي....بس ما تبيّنه...........وبعدين شصار؟
.
.
نور كانت تسمع حديثه.....تشعر انّ هُناك تشابه بينها وبين ايلاف ....رغم انها لا تدري ما هي دوافع زواج مُراد منها ولكن تعلم جيّدًا.....أنّه كذب عليها بزيف مشاعر الحُب....وما سمعته الآن......جعل شعرها يقشعر....
نهضت وسواعدها ترتجف......شعر مُراد بها ونظر لشكلها
تقدمت لناحية طارق
تحدثت : كنت تخدعها يعني؟.....كنت مخطط لكل شي صار لها؟
طارق هز رأسه وعينيه تدمعان: لا نور...لا.....ما خططت اني ..
قاطعته بصرخة وهي تسترق النظر بينه وبين مُراد: كلكم ....حقققققققققققققققره........كلكم............تلعب في مشاعرها.....تخليها تحبك......تتعلّق فيك عشان تتركها....بوجعها....تبيها تصير مثلي.....مثلي...أنا......

طارق سكت......نظر لنور....بدأ الآن يبصم نور هي ذاتها....الذي ارتبط بها مُراد وبدآ لعبتهما فيها للانتقام .....هو حقًّا في البداية لم يهتم لهذا الأمر لأنه ليس هدفه......ولكن شكّ ....والآن تيقّن......انها هيّ....
تحدث بجدية: نور انا مو مثل مُراد....
مراد فتح عينيه على الآخر ونظر إليه
بينما نور تحدثت وهي تبكي: كلكم وااااااااااااحد
طارق بتعب: نور....انا حبيتها...نقذتها من يد اكبر اعدائي.....ما تركتها......ما تركتها....

ضربها على الوتر الحساس .....فلق قلبها إلى نصفين
نظرت له ببهوت....لم تستطع ان تردف حرفًا واحدًا كل ما فعلته هزت رأسها ......
ثم ابتعدت عنه
مُراد انقهر تحدث: طااااااااااااااارق.....
تحدث طارق بنبرة متعبة: كلّم مشاري وحصة......قول لهم ....بنتكم بتتزوّج.....
مراد بفجعة: ايش؟
طارق : انا بزوجها........ابي أكون معاها هالفترة........وهي راح تمنعني....عشان جذه لازم اعقد عليها القِران....كلم مشاري وتفاهم معاه.........
ونبرة انكسار: وفهمهم انها في المستشفى.....هذا اذا اهتموا ....بييون لها....اذا لا........حسافة امنتوها عندهم....

مُراد كان سيتحدث ولكن شعر انّ طارق بدأ يغلق عينيه ويفتحها وبدأ يتراجع خطوتين للوراء وكاد يسقط على الكراسي ولكن امسكه من يديه
وسانده
ولكن طارق اغمي عليه كليا ما بين يديه
مراد الذي صرخ: دكتووووووووووووووووووووور
.
.


التفتت نور هنا ونهضت ترتجف في مكانها بخوف!
.
.
كلام طارق بالأمس يرّن في آذنيها......جرح قلبها .....مزقها بعنف مصداقية الأمر....هو لو كان ينوي الهروب والابتعاد عنها لم يقف نازفًا امام بابها....الفرق بينه وبين مُراد انه لم يتخلّى عنها إلى الآن هذا ما دار في عقلها......
.
.
.
.
تجمّدت الدموع في عينها بعد أن رأتهم وهم يضعونه على السرير .....ومُراد فجأة اخذ يتوتر ويشتم نفسه واخذته الاتصالات في الاطمئنان على شخص يدعو جورج.....ولم يفتها انه حدّث فيما بعد ماكس.....

ولكن بعد ان اخرجوا ايلاف من العمليات .....ووضعوها في العناية المركزة لمراقبة حالها هي دخلت لها هناك......بعد ان توسّط لها مُراد في هذا الامر....
.
.
.
رأت شحوب وجهها.....تعبها......حدّقت في الآثار الوحشية......والآثار التي تؤول بنا لمعنى التحرّش....
لم تنزل دموعها......ولم تبكي.....ولكن وجهها يتقلب ....ويتلوّن ببؤس ما تراه......
جلست بالقرب منها....قبلّت جبينها.....يدها.......همست في آذانيها
انّ كل شيء سيكون بخير.....وهي لم تؤمن بما تقوله!

بقيت تراقب ايلاف خائفة من أن تتوفّى ....وفجأة ....راقبتها....لساعات طويلة.....ولم تنم....ولم تغفى لها عين.......تشعر بالخدر لأطراف جسدها.....تشعر بالصداع ....والألم حينما تبلع ريقها......عرفت انّ هذه العلامات ...تدل انها ستخضع لمرض قريب......وربما ستصيبها الانفلونزا......شدّت على الجاكيت على جسدها.....بقيت تحدّق في ايلاف...

تنهدّت ثم وقفت لتتجه لناحية الخلاء ....ولكن سمعت الباب ينفتح
لترى طارق على الكرسي المتحرك تدفه الممرضة لناحية ايلاف......وهو ممسك بساق المغذي الموصول به .....

تحدثت بحشرجة صوتها: الحمد لله على سلامتك...

نظر إليه ببهوت وهو يقول: الله يسلمك.....
ثم قال بنبرة هادئة: ممكن تتركيني مع ايلاف بس اشوي....
نور حكّت انفها بحرج: طيب.....
وقبل ان تخرج اردف: ما راح اتركها......يا نور......راح اعوضها.......عن كل شي....

لا تدري ماذا تقول؟
ولا تدري لماذا يبرر لها هي ذلك؟
هزت برأسها برضى وبمشاعر مختلطة ثم خرجت
تاركته
.
.
أشار للممرضة لِتنتظره في الخارج
فخرجت هي الأخرى
.
.
نظر إلى ايلاف....إلى بهذلت حالها.....وإلى ما آلت إليه....خفق قلبه....تنهد بضيق....
سحب يدها الموصول بها ذلك الانبوب الصغير
قبلها بلطف ثم اعادها على السرير
هي نائمة نتيجة للمسكنات والمهدئات.....اقترب اكثر
وامتدت يده تمسد على شعرها
تحدث بندم: سامحيني يا ايلاف....سامحيني......يا روح طارق انتي......انا حقير .......وواطي....لم دمرت براءتج.....جذيه....سامحيني ..

مسح على وجهه......ابعد الدموع .....ثم ابتسم
قائلا: اوعدج كل شي بكون بخير.......يا..ايلاف....
ثم ازدرد ريقه وشد على يدها : بس تفتحين عينج....وتسترجعين قوتج.......راح نملج......ايلاف.....انا احبج.....صج.....احبج.....وما راح اتركج.......ولا راح افكر بيوم اني اسوي جذيه...اصلا.......بس تكفين.....صيري قوية....وشدي حيلج......وطيبي بسرعه.....

نظر للزجاجة التي تطل منها الممرضة وتشير له بان يعود لغرفته ......من اجل راحته هو الآخر
هز رأسه لها
فدخلت واخرجته بعد ان مسح دموعه من عينيه
شعر بالاطمئنان عليها بعد أن رآها.....
.
.
.
بينما نور عندما خرجت جلست على الكراسي الجانبية والواقعة في الممر
نظر إليها مُراد ثم جلس بالقرب منها
شعر برجفة جسدها وتنهدها بين الفينة والخرى
شعر بتعبها.......كانت تشد بأصبعيها على عينها لتُسكّن الم الصداع

تحدث: نور رجعي الشقة ارتاحي.....

نور رفعت رأسها له وبتعب: انت بعدك هنا؟
مُراد اخذ نفس عميق وسكت
نور نهضت عندما رأت طارق يخرج من عند ايلاف
: بروح لايلاف....
مُراد بهدوء: ايلاف ما عليها شر......اهنيه ممرضات ودكاترة ....يتابعونها....لا تخافين عليها....رجعي الشقّة ارتاحي
سمع طارق ذلك وهو يمر من جانبها أشار للممرضة لتقف ليقل: صادق مُراد شكلج تعبانة وايد ردي الشقة ارتاحي وبعدها تعالي شوفيها....

نور نظرت له ولمُراد ثم توجهت لإيلاف
هز مُراد رأسه بأسى
بينما طارق قال دون ان ينظر إليه: نور محتاجه لراحة......لا تتركها لحالها...
ثم أشار للممرضة لتعود به إلى غرفته

مراد نظر للسقف بحيرة: يا رب
.
.
.
دخلوا الشقة اغلقها .....جولي كانت حاملة ساندرا التي نامت في احضانها
استأذنت منهما ودخلت إلى اقرب غرفه لترتاح هي الأخرى .....

بينما أمير التفت على ماكس: آمتى راح شوفها؟
ماكس بهدوء: هلأ ما تئدر.....
أمير بملل: ليش؟
كان سيُجيبه ولكن سمع رنين هاتفه أجاب: هلا مُراد

امير ركّز بسمعه على ما يقوله ماكس هنا

مُراد بتعب: مو راضية ترجع عالشقة......رغم انها تعبانة هواية....
ماكس قرأ رسالة مراد الذي شرح فيها كل شيء......انهيارها ...وتعب ايلاف ..ولكن لم يخبر امير بهذه الأشياء لكي لا يُزيد عليه ضيقته

قال: اوك......لا تضغط عليها....باي
اغلق الخط
ثم قال امير بشك: شو صاير؟
ماكس قرر أن يقول الواقع: نور مع صاحبتها في المشفى....
امير بفجعة: كييييييف؟
ماكس أشار لها: اهدأ....صاحبتها تعباني مِش نور....وغير هيك...انتّا بتعرف هيّا ما....
قاطعه امير وهو قف: بأي مشفى؟
ماكس وقف هنا: امير....اهدأ....وفكّر منيح....لو رحنا...لهُنيك.....ما نضمن نور ما راح تـ....
أمير توجّه للباب: ما يهمني......
ماكس حكّ جبينه بتعب: يا الله....
.
.
.
أغلقت عليها الباب....لا تريد أن تقابل والدتها بعد أن صفعتها على وجهها ولا تريد ان ترى وجه والدها خجلة منه
اتصل عليها بندر
فأجابته بعتب: تخطب ولا تقول؟
بندر مستغربًا: عمي قالك؟
شيخة : مو مهم منو قال لي..
بندر مسح على شعره: صوتك ......كأنك باكية....
شيخة بسخرية: أي ما تدري.....قد ايش بكيت من الفرحة على هالخبر.....
بندر ضحك بخفة: ههههههههه......تتمسخرين.....قولي وش فيك...
شيخة بعاطفية وبخلط الأمور: اشتقت لك....
بندر سكت ثم قال بجدية: هانت ......ان شاء الله قريب بنكون قراب من بعض بالحلال....
شيخة نزلت دموعها: محتاجتك بندر....
بندر تربع على سريره: تكلمي وش فيك وش مضايقك؟
شيخة مسحت انفها سريعًا: احسني مخنوقة.....
بندر بتعجب: الله الله....مخنوقة كذا فجأة ولّا فيه شي....خلّاك مخنوقة....
شيخة لا تريد ان تخبره ولا تريد أن تتحدث في هذا الامر
فقالت بصوت شبه مرتفع: يمممممه منك شفيك قلبت محقق.....

بندر : هههههههههههه اعوذ بالله من تقلب مزاجك الخايس....

شيخة ضحكت بخفة واردفت : هههههههههههههههه احبك....
بندر بجدية: شيخوه.......والله أخاف منك......لقلبتي فجأة عاطفية وحبِّيبة وكذا....ادري فيه مصيبة.....بس طمنيني مصيبة ما تنهي حُبنا؟

ضحكت من قلبها هنا لتردف: ههههههههههههههههههههه لا تطمن مالها دخل فينا ابد ابد......

بندر ابتسم : أي كذا زين........المهم......كل عام وانتي بخير.....
شيخة بغباء: عيد ايش عشان تعايدني فيه يا الفاهي.....
بندر ضرب على جبينه وبنفاذ صبر: اه يا ربي اه.....صبرني على هالمجنونة......يا رب انت تعلم بحالي....يا رب زدني صبر.....
شيخة بنرفزة وعادت على شخصيتها المعتادة : هي هي....يا الخبل...وش قلت عشان تقول كذا.....
بندر بنبرة تدل على العصبية ولكن ممزوجة بضحكة خفيفة: يا حيوانة اليوم ميلادك كملتي....الثمنطعش سنة.....
شيخة شهقت : هأأأأأأأأأأأأأأأ....احلف؟

بندر نهض من على السرير: انتي غبية ولا تستغبين علي هاااا؟
شيخة ضحكت هنا: هههههههههههه والله ناسية لو تدري شصاير عندنا بتعذرني بس لا تسالني وش صاير عشان ما اقلب نفسية....اعرف السالفة من غيري......
بندر : شذاااااا..........اللي قلتيه لغز ولا ......مسألة رياضية.....
شيخة : ها ها ها ما ضحك......انزين شسمه
وبهدوء قالت: وانت بخير....
بندر انفجر هُنا ضاحكًا: ههههههههههههههههههههههههههههه تو الناس.......
شيخة : شسوي عقلي مو معي.....بعد......صدق مامزح الأوضاع متكهربة.....
بندر نظر للنافذة: قولي لي وش صاير......ولا عمي يوسف صاير له شي؟

شيخة : لا موصاير شي....بس صدقني بينتشر الخبر مالي خلق اسولف فيه
بندر بتفهم: طيب......اجل مع السلامة.......بروح اتروش واطلع...مع اخوياي.....
شيخة : انقلع.....باي...
بندر ضحك واغلق الخط....وهز رأسه بأسى على حالها المجنون....
ثم خرج من الغرفة ورأى اخته نوف واقفة
مكتفه يدها وتنظر إله برفعة حاجبها الأيمن
تحدثت بخبث: ما شاء الله ضحكك واصل لآخر الدنيا......
بندر بملل: وخري عن وجهي مالي خلقك....
نوف دفعته قليلًا لتجعله يعود خطوة للوراء: افا هذا وانا اختك....بس مقيولة من لقى احبابه نسى أصحابه......وانا مو صاحبتك ...أنا اختك ياحـ....
قاطعها وهو يضع يديه على اذنيه: بس بس بس....لا تقلقين راسي الحين وصدعيني....

نوف ضحكت:هههههههههههههه.....المهم جيت.......وابي منك شغلة...
بندر اسند نفسه على الباب: ادري ......وش تبين؟
نوف بنفخة صدر: احم....ابي منك اخوي العزيز تشتري لي كتكات....
بندر بهبل: شنو ما سمعت...
ورفع نبرة صوته: نوف تبي شنو...؟....اي قالت كتكااااااااااااااات.......
نوف بحذر: .....حيوان...تبي خويلد يسمع...هاااااااااااا.........قصّر حسك...
بندر بجدية: ما فيه.......اكلتي كثير هالشهر.....يا لمجنونة لا تعطين نفسك فرصة ولا حالتك بتدّمر.....
نوف تستعطفه: والله وضعي الصحي تمام....ومثل العسل......اها....عاد لا تعاندني.....
بندر لكي يخلص منها: تمام وخري عني.....
نوف انقضت عليه لتقبّل جبينه: عمريييييييييييييي والله اخوي اللي ما يرفض لي طلب....
فجأة سمعت صوت من خلفها: اذا شفت شاري لها....صدقني راح تنام في الشارع...
التفتت عليه بفجعة: وجع من متى وانت هنا.....
خالد أشار لأخيه بحذر: هذا انا قلت لك
بندر غمز له وهنا انتبهت
لتصرخ: يا كـ.....يعني تكذب علي هااااا....شايفني بزرة......
والتفت على خالد: وانت لا تدّخل....ما بتدفع من جيبك.......ولا تسوي لي فيها سالفة....
خالد بجدية: كثرة طلبك على السكريات يعني فـ....
قالت بملل وبمرح: ياخي خلني......استانس......والواحد بعيش مرة وحدها......وما بصير انت احرص مني على صحتي...
ثم التفتت على بندر بشكل سريع: لا تنسى اشتر لي
بندر بتأفف: اف...شخلصني منها الحين...
خالد: حذرتك ترا...
خرجت هنا الجازي حامله ابنها: وش هالازعاج.....
نوف نظرت لعبد لله سحبته من يد اختها: عمري الحلو جلس....الله على جمالو.....صاير يجنن...كييييييييييييكة.....خقّة...
بندر: الحمد لله والشكر اشك فيها انفصام الأخت.....
خالد ضحك: هههههههههههههه حقيقي شكلها تعاني منه...
الجازي ابتسمت: خلاص قطّعتي خدود ولدي....
نوف نظرت إليه بحالمية: راح ازوجك بنتي.....يا الحلو....بس هااااااا...لا شوف نفسك عليها ولا ذبحتك....
بندر هنا اندمج مع خبالها: انتي تزوجي قبل...
نوف بهباله : على يدك...
خالد استشاط غيضا: بنننننننننننننت
التفت هنا تشير له بحذر: والله امزززززززززززززح

الجازي : ههههههههههههههههههههه....يا ربي تجيبين لك الكلام انتي....
نوف حملت عبد لله: والله انتوا مادري متى راح تصيرون فري يعني......
خالد : لا تخليني اجي لك واعلمك الفري الحين...
بندر أشار له بمعنى (اهدا ماله داعي هالعصبية )
فسكت
وهي انسحبت إلى غرفتها حامله عبد لله
بندر التفت على أخيه: دايم تأخذ كلامها على محمل جد ترا البنت تمزح ....
ثم دخل الخلاء
الجازي اقتربت من خالد وقالت: خالد ابي اكلمك في موضوع....
خالد : خير....
الجازي بلا مقدمات: اقنع ابوي بطلاقي من سيف...
خالد بعصبية: نننننننننننننننعم؟....وليش ما تقنعينه انتي...

الجازي بنفاذ صبر: مو جاي يسمع مني أصلا.....
خالد بهدوء يحاول الا يغضب: انتي ما كلمتيه إلا مرة .....كلميه مرة ثانية بشرط تكونين انتي هادية....ترا هو تحت ....فرصة كلميه...عن اذنك

واتجه لناحية الدرج
اما هي تأففت ثم تبعته نازلة لتحدّث والدها

خالد خرج من المنزل بينما هي توجهّت لأبيها الجالس لوحده في الصالة
اقتربت بحذر وهي تقول: يبه فاضي؟
التفت عليها ثم قال: لو مشغول فضيت نفسي لك...
ثم ضرب على الكنبة : تعالي جلسي جنبي.....
الجازي ابتسمت له ثم جلست بالقرب منه
قائلة: يبه.....ابي أتكلم معك في موضوع
قاطعها: سيف؟
الجازي هزّت رأسها برضى.....
بو خالد بجدية: يعني ما قدرتوا توصلون لحل ثاني....
الجازي هي لم تستطع ان تصل لحل آخر بينما هو لديه حلول تشعرها بالحرقان
تحدثت: لا.....
بو خالد: قرارك هذا ولا قراركم انتوا الاثنين؟

لا تستطع ان تنكر امامه طأطأت برأسها: قراري يبه....وارجوك.....وقف معي فيه....وكلمه يطلقني بهدوء...
سكت ثم قال: الجازي مع ليش تأجلين هالموضوع
الجازي بنفس عميق: يبه.....
بو خالد: مو عشاني عشان بس عمّك يوسف...
الجازي بدأت تفقد سيطرتها على نفسها: يبه شدّخل هذا بهذا....
بو خالد يريد أن يعطي سيف مسافة طويلة للأظفار بقلب الجازي مرة أخرى لا يريد أن يراها هكذا متذبذبة
يعلم الطلاق ليس الحل الأخير وليس الطريق لسعادتها
لذلك هو يخشى عليها منه لا يريد منها ان تتعجل ولا يريد ان يظلمها
لذا يعطي فرص لمسافات أطول فقط
فقال: عمّك ....يحاتي بنته نورة اذا تذكرينها...يا الجازي...
الجازي عقدت حاجبيها وبتذكر قالت: بنت ديانا؟
هز رأسه وهو يقول: عمّك يدوّر عليها...
الجازي بصدمة : ليش هي ضايعة طول هالفترة؟
بو خالد ليستعطفها اكثر لتزيح نظرها عن امر الطلاق المستعجل: لا.....لكن فيه قصة مابي ازيد همك فيها....لكن أمها بعدتها عنه....طولة هالفترة......وهو طاح بسبب هالشي.......والحمد لله امس جانا خبر عن مكانها ....وانا مشغول معه.....تركت اخوي فترة لحاله وهو الحين بحاجة لي يا الجازي....وبحاجة لنا كلنا.....مانبي نضيّق له خلقه...ومابي انا اصير بعيد عنه وقت حاجته لي...وما ودي ....نصعب الأمور عليه.....عشان كذا اجلي هالموضوع.....
الجازي بتفهم وضيقه: تمام......طيب يبه......وين لقيتوا البنت.....وشلون يعني أمها...باعدتها....
بو خالد بجدية: بقولك كل شي يا بنتي.....عشان بعد تعقلّين شيخة....
هزّت رأسها بينما هو بدأ بسرد حقيقة الأمور ، صُدمت كغيرها .....وخفق قلبها تعاطفًا مع عمها ونورة التي وقعت بين الاحداث هذه كلها كالضحية ....وما اقسى هذا الامر....حينما يصبحون الأبناء ضحايا لوالديهما.....ضحايا لقرارات طائشة....أنانية.......غير عقلانية.....شعرت بالأسى على ضياع هذه السنين

تساءلت كيف تحمّل ان تعيش ابنته بعيده عنه ......تكبر......تدرس.....ربما تعمل.....ربما تزوجت....انجبت وهي بعيده عنه......الخيانة مؤلمة لقلب الرجل والمرأة....مؤلمة .....ونتائجها ...فضيعة
سمعت له .....ووعدته انها ستحدث شيخة وتخفف عنها
ثم نهضت......
وهي تستغفر....بعد ان شتمت ودعّت على ديانا وامير.....اللذان شتتا فؤاد وحياة عمها يوسف....
عادت لغرفتها وسمعت رنين هاتفها
اجابت وهي تحت تأثير حزنها مما سمعته: نعم
تحدث: انا تحت جيبي لي عبود...
هزت رأسها بهدوء: طيب...
ثم أغلقت الخط
مسحت على وجهها....تمتمت بالاستغفار
ثم خرجت من الغرفة ودخلت غرفة اختها
نظرت لابنها وشهقت: هأأأأأأأأأأأ وجع وش سويتي بولدي...
نوف حملته: بالله مو حلو....
كانت نوف ...واضعه له (روج احمر)....رافعه شعره برباط خفيف......
الجازي ابتسمت رغما عنها: يجنن بس ولدي مو بنت عشان تلعبين فيه كذا...وجع مسحي هالروج.....بنزله لابوه....
نوف نهضت واعطته إياها :خذيه كذا خلي ابوه يشوفه كذا...
ثم خرجت من الغرفة غير مبالية
بينما الجازي قالت بعد ان سقطت عينها على العلبة: وجع نووووووووووووووووفووه حاطه له روج ثابت؟

سمعت ركض نوف من على عتبات الدرج
بينما الجازي اخذت منديل بللته بماء محاولة ان تزيح جزء منه ولم تستطع
بينما عبد لله كلما حاولت ان تزيح من على شفتيه الصغيرة اخذ يلعق المنديل
فتأففت وصرخت: ان شاء الله اشوف فيك يوم يا نوف.....كذا لعبتي في ولدي....
حملته وسحبت من شعره الربطه.....ورتبت شعره نظرت للكومدينة
باحثة عن مناديل خاصة لإزالة الميك اب ولم تجد
فخرجت ونزلت ذاهبة للمجلس......وما هي الا ثوانٍ حتى دخلت : السلام عليكم....
وقف سيف هنا : وعليكم السلام...
مدّت له عبد لله
وكانت ستخرج ولكن مسك يدها قائلا: اخبارك الجازي
الجازي بهدوء :بخير...
سيف نظر لها: جلسي...
لم تأبى
جلست وهو نظر لابنه قبله واشتم رائحته
ثم انتبه لشفتيه: وش مسوين بولدي
الجازي : الله يهادي نوف...بقوم بجيب مناديل ...
قال: جلسي الجازي بعدين.....شيليه....
الجازي سحبت هواء عميق ثم جلست
سيف بهدوء: فكرتي...
الجازي نظرت في عينيه بحده: مو موافقة......
سيف نظر لأبنه ثم قال: عشان عبد لله
الجازي بجدية: سيف لا تحرمني من عبد لله بعد طلاقنا
صدم من حديثها وشعر بغرابة حقيقةً من شكلها شعر انها على غير ما يرام
فقال: شالكلام...وبعدين كيف انتي واثقة انه راح اطلقك...
الجازي اغمضت عينيها وبهدوء: راح تطلقني برضاك يا سيف......
سيف اقترب منها: الجازي انا تأسفت منك......وانا ندمان....تكفين مابي اخسرك....
الجازي بجدية بللت شفتيها: انت خسرتني من اول يوم تزوجنا فيه يا سيف بس توّك تحس بهالخسارة........للأسف حسيت فيها بوقت متأخر....وانا اسفة ....مو قادرة انسى ...ولاني قادرة اضغط على نفسي....
ثم قالت بهدوء: بس تكفى لتطلقنا لا تحرمني من ولدي ...
ثم نهضت لتقول: بروح اجيب مناديل وبجي....
سيف تنهد بضيق هنا على حالهما....وتعجب من حالها وهدوئها ....ولكن سكت ....وهو يفكر بحل للأمر!
.

.
.
كان جالسًا في وسطهم .....والدته لم تكف عن تهزيئه مُنذ ان استيقظ من نومه....والتوأم لم يكفا عن الاستهزاء به
بينما والدهم خرج لزيارة يوسف.....
: نعنبو شرك......كم يوم وتملك على البنت....بكرا بعد لخذتها خلها تولي ....ما وصيك ورح اسرح وامرح ...واسهر للفجر....واترك بنت الناس.......لحالها......شفيك انهبلت....يوم جينا للرياض...هااا......وش غيرك عن قبل....؟

قصي كان سيتحدث
ولكن قال عزام وهو يغمز لجسار: بنت الناس تبي من يهتم فيها.....
وجسّار غمز لقصي: ويسهر معاها مو يسهر مع اخوياه.....
ام سيف أكملت: من يوم ورايح حدكم سهر للساعة احدعش ونص بالليل......
عزام اكمل حديث والدته وهو يلكز قصي من جانبه: سمعتتتتتتت
جسار نظر لأمه: خلاص يمه...اظنه ما راح يعيدها...هدي بالك....
ام سيف : أتمنى الحكي ينفع معاك
كان سيتحدث ولكن رفع صوته عزام: اكيد يمه بفيد غير كلامنا امس له...يعني
جسار كتم ضحكته
بينما والدتهم تمتمت بالاستغفار وتوجهت للمطبخ
قصي نهض وهو غاضب: الله يلـ...
قاطعه جسار: لا تعلن ......جب.....تراك غلطان....وانت فتحت عيونها عليك.....
عزام وهو يأكل الحلى من صحنه: والله جَس جَس صادق....
جسار رمى الخدادية عليه: جَس جَس في عينك
قصي بعصبية: جالسين تزيدون الامر انتوا...
عزام بجدية: بطبعنا ما نزيد الامر .....نحاول نخفف عن امي ونشتت انتباهها يا الثور.....
جسار وهو يمضغ لقمته: ومنها نطقطق اشوي ونستانس...
قصي رمى عليهما علبة الماء الذي سحبها من على الطاولة: مستلميني من فجر الله ......الله ياخذكم.....عيب والله عليكم عيب......تراني اخوكم مو عدوكم....
جسار غمز له: انا قول هد اللعب ياخوي لين يصير وضعكم في السليم...
عزام أشار له بهباله: خفف حب وله و...
قصي بصرخة: اففففففف منكم عبالكم عايش بعشق و....
نهض جسار مسك فمه: الله يأخذ هالطيش اللي براسك افضح نفسك افضح....ترا المسافة ما هي طويلة من هنا للمطبخ...
نهض عزام سحب أخيه ليجلس
: تكلم شصاير بعد...
قصي بغضب: البنت مو واثقة فيني....وروحتي لها مو مثل ما تفكرون....
جسار : طيب لا تنافخ وقصر حسّك....
قصي تمتم بالاستغفار ثم قال: صدق انا غلطان.....واحاول اغير الوضع.....وبدت تتقبل....بس البنت خايفة....
عزام : انت وسيف ما تحمدون الله على النعمة اللي يعطيكم ........متهورين وطايشين....
جسار : وضيف عليها اغبياء...
قصي بجدية: تكلموا معي بجدية ولا خلوني انقلع...
عزام
بتأفف ثم قال: اكيد تحتاج لوقت عشان تثق فيك..
جسار : شمسوي فيها عشان ....ما تثق فيك على قولتك....
قصي سكت
عزام بمسخرة: واضح واضح بدون ما تكلم.......
قصي بهدوء: هي تحاول تتغير.....بس احس بخوفها......وغير انها مثل ما تعرفون صغيرة وخايفة من الحمل......وخايف انا الخطة ما تضبط....
جسّار بجدية : ما راح تضبط اذا انت استمريت تفكر بهالطريقة....واستمريت تلفت الأنظار لك....
عزام طبطب على كف يده: تحمل نتيجة افعالك..........وفكر كيف تخليها تثق فيك.....حنا ما نقدر نقول لك باي طريقة تعاملها عشان تثق فيك......انت عشت معها وفهمتها .....وانت اللي تقرر باي سلوب...وباي تعامل ...تحسسها انك مهتم ......وتبيها......بس جسار صادق حاول ما تلفت الأنظار عليك هالفترة....
قصي نظر لهما: هي تعبانة عشان كذا اروح واطوّل
جسار ازدرد ريقه: خير وش فيها؟
قصي بتوتر : تعب حمل.......ونفسيتها ...تعبانه....فكل شي جاي مع بعضه....
عزام بتهوين عليه: هونها وتهون.......اقلب زياراتك صباحية.....
قصي بضحك بخفة: ههههههه صدقني امي بتحس...
جسار : اطلع معاك بذاك الوقت عشان نشتت موضوع الدشارة اللي راكز في عقلها
عزام ضحك: ههههههههههههههه...........امي عليها شطحات بالتفكير والخيال....
قصي بهدوء: والله ما لومها......الدنيا صايرة تخوّف......
جسّار : المهم.....متى بتروحون تفصلون لكم ثياب للملكة ولا ما فيكم نية أصلا تفصلون ......
قصي بجدية: أصلا ما بقى شي.....منو هالخياط اللي بخيط لك لمدة تقريبا خمس أيام.....
عزام بجدية: على كذا يبيلك تشتري لنفسك جاهز يا قصي....
جسار بروقان: اليوم نطلع......
قصي نظر له: أي مروق بعد كمية الطقطقة اللي طقطقتها انت ويا هالاهبل علي.....
عزام: هههههههههههههههههههه وربي احلى فصلة امس ........
قصي ضحك: ههههههههههههه لا تعيدونها طيب....عشان ما افصل عليك....
جسار : انت وسيف طينة وحده....رسميين ونفسيين...ولا تحبون الحياة...
قصي بصدمة: الله حنا كذا....
عزام أشار له: هذا وجهة نظري انا بعد....
قصي أشار لجسار: هات هات بس كلت كل الحلى...
جسّار: قول ما شاء الله لا يجيني اسهال.....
قصي بضحكة: هههههههههههه ما شاء الله ما شاء الله...

.
.
.
.

.
.
.

محاولة التغيّر في هذه الحياة تتطلّب إرادة قويّة خارجة من قاع الشخص المتردد!
عليه التجرأ للإقدام على ما هو افضل ....لابد أن يكون شُجاعًا في المواجهة
لا بد أن يتجرّد من جميع مخاوفه....لِيُعطي نفسه حقًّا للحياة بصورة غير اعتيادية.....
عليه أن ينفض ذكرياته البائسة للوراء ويستفيد منها لبناء المستقبل
الماضي سيبقى ماضي لا يُمكن تغيريه ولكن الحاضر
يُمهّد للمستقبل بتفكيرك......وبنظرتك للحياة....
.
.
.
هي بدأت بالتغيّر....ولكن قلبها لم يرتاح كليا ...هناك جزء من الخوف عالق في منتصفه....ولكن هي تحاول التغلّب عليه....نهضت من نومها العميق......الجميل......بأحلامه الوردية......لم توبّخ نفسها على ما فعلته بالأمس
هي الآن استوعبت انّهما من المستحيل يفترقا.....
وهي ستتقبل هذا الامر!
لكي لا تعود للوراء وإلا ستتدمّر
مشت بِخُطى ومسافات بطيئة ....تشعر بالتعب قليلًا
وبالجوع الكثير
سقطت عيناها على المرآة
نظرت لنفسها ابتسمت بحُب.....بتفاءل....بنظرة أخرى للحياة...
ثم اقتربت من المرآة......تحدثت
: ما بصير نكدية.....على قولة امي....الحُرمة النكدية...ما تعيش في سعادة.....بحاول اعطي نفسي فرصة اتقبّل يا قصي.......

ثم نظرت لبطنها.......ابتسمت.....شدّت قميصها من الخلف....ليلتصق من الأمام ...مسحت على بطنها....اخذت تتحسس بيد ثابته ......
تكرر
: يعني جد داخل بيبي؟
ضحكت بخفة
: هههه مُهره عن الجنون......شخربط انا.....
تذكرت سابقًا كيف كانت تنتظر اخ او ختًا
لتلعب معه او معها.....كانت حقًّا تتمنى اختًا لها تُشاركها في كل الأشياء .....
همست بتنهيدة
: اوعدك اذا بنت اخليك اخت لي وصديقة....وحتى لو كنت ولد.....لا تخاف بحبك....وبشاركم كل شي.....

مسحت على رأسها.......ثم توجّهت لهاتفها.....لا تدري ....لماذا الآن اتى في عقلها......لا تردي لماذا تزداد رغبتها في محادثته...تشعر بالغرابة ...ولكن هذا الامر جيّد بالنسبة لقصي.....بينما هي ترددت في ارسال رسالتها...ولكن فعلت
كتبت (اشتر لي من عطرك)
ثم نهضت للخلاء
.
.
بينما هو كان جالسًا بين اخوته لم ينهض
نظر للرسالة وضحك بصوت عالٍ
حتى قال
عزام: خير؟!.....وش هالضحك.....ضحكنا معك
جسّار كاد يسحب الهاتف من يده ولكن شدّ عليه قصي: لا تتليقف...
ثم نهض : انا طالع.....
اتاه صوتها الغاضب: لا مانت طالع....
التفت عليها: يمه......
جلست بعد ان وضعت صحن الفاكهة
: ولا كلمة....
قصي نظر لأخويه يريد منهما التحدث ولكن رفعا كتفيهما بمعنى(مالنا شغل فيك)

جلس بالقرب منها: يمه .......لهدرجة مو واثقة فيني ....تبين تعامليني كمراهق....
ام سيف نظرت إليه: فسر لي طلعاتك اللي للفجر....
قصي نظر لعزام .....يريد ان يساعده في الدفاع عنه وعن نفسه ولكن عزام اخذ يمضغ طعامه بلا تدخل

: يمه الواحد لجلس مع اخوياي ينسى نفسه......بس اوعدك ما اعيدها......والحين بطلع ....ابي اشتري لي ثوب للملكة
نظروا اليه اخويه
وهما على علمٍ من انهما كاذب....
ولكن سكتوا لا يريدون ان يزيدوا والدتهما عنادًا
فقالت: روح......ودير بالك على نفسك......وصبر مرني.....العصر اليوم ...نروح نشتري للبنت هدية......الذهب شريته انا.....بس باقي كم شغله....

قصي قبّل رأسها وجبينها ويديها: الله يخليك لي.....يا الغالية
ثم ذهب من انظارها
وهي تمتم: الله يهاديك....
عزام ابتسم بخبث لجسار
ثم نهضوا وهما يتحدثا: وحنا بنروح وراه نشتري لنا ثوب يمه....
هزت رأسها برضى ثم ركضا للخارج!
.
.
.
.
لم يستطع ان يمنعه .....وكان خائف عليه وعلى جرحه.....تبعه ...قاد سيارته بطريق المستشفى الذي ارسل موقعه مُراد وذهبا هناك......
هل من الواجب ان تتجرّع نور لقاءات مكروهة طوال هذه الفترة؟
هل ستتحمل كل هذا ام انها ستثور بانهيار خاص في وجوههم؟
مشى في (الاسياب) بينما ماكس يوجّهه بأي طريق يسلك....
ماكس خائف من ان تحدث فوضى عارمة هُنا
بينما أمير قلبه غير مطمئن عليها.....
ومُراد ينتظر الحرب الذي ستقوم بعد ثوانٍ عدّة
كلّا منهم يزفر ويتنهد بضيق....
وصلا إلى المكان المنشود.....سقطت عيني امير على المُراد الذي وقف ما إن رآهما
تقدم إليه يشعر بالانهيار لفكرة وقوفه امام نور طيلة هذه الفترة
يشعر بالقهر والحسرة انها تجرّعت آلامًا وطرقت اسأله كُثر في رأسها بسبب تواجده يعلم جيّدًا بأي طريقة نور تفكر!
كان سينتقم لها ولنفسه
تقدم وبلا مقدمات الكمه ....لكمه ليست قوية .....كما يجب...فجسد أمير ضعيف.....وللآن لم يتحسّن لدرجة استرجاع صحته بكاملها.....ولكن آلمت مُراد الذي مسك طرف ذقنه....
اردف بحده: كًلتها إلك وراع اعيدها......يمكن تستوعبها أمير.....جنّت بالسابق عدوّك....هسه آني مو عدوّك ولا عدو أي احد له صلة فيك....

ماكس اقترب هنا واصبح في منتصفهما نظر لوجه أمير: امير.......مشان الله.....بليز.....هدي من حالك.....
أمير بحده ينظر لمُراد: فينها ؟
مُراد مسح على رأسه ابتعد عنهما ....اشار للغرفة....بل للعناية المركزة....كان سيدخل امير ولكن منعه مُراد
بهدوء: امير.....نور.....مو في وضع .....يستحمل يخليك تشوفها.....وانت حاليا في العناية .....مانبي نسبب فوضى جبيرة (كبيرة)....للمرضى....
أمير عاد لشخصيته القيادة دون ان يعي ذلك
امره: نادها لي....نادها
ماكس أشار لمُراد بعينيه بمعنى(افعل ذلك) وهو يأخذ نفسًا عميقًا
أمير ابتعد عن الباب ازدرد ريقه عدّت مرات....واخذ يمشي ببطء ذهابًا وإيّابًا

.
.
بينما مُراد دخل ورآها جالسة بالقرب من إيلاف تحدّق بها بخوف.....وبعينين ثابتتين دون أن تُرمش....جسدها ما زال يرتعش....جبينها يتصبب عرقًا.....
تساءل هل مرضت؟
ولكن
: احم...نور...ممكن تجين برا اشوي

مراد......حينما يتحدث معها لا يتحدث باللهجة العراقية الاصلية......بل يشعر بانقلاب لسانه....بالتحدث معها بنبرة مشابه للهجتها.....وفي الواقع.....اللهجات الدخيلة وبسبب مكوثه في بلد الأجانب اثّر ذلك على لهجته....لذلك.....هو لا يتحدث بها....طوال الوقت بالشكل الواضح للمستمع انها لهجة عراقية...ولكن حينما يغضب لا ارادي يتحدث بها جيّدًا!

نور نظرت إليه ولم تبالي...شدّت على يد ايلاف وهي تقول: اطلع برا....

مُراد خطى خطوة للأمام: تكفين نور......تعالي اشوي بس....

نور رفّ جفنيها.....نهضت ليس انصياعًا لأمره بل تشعر حقًّا انها متعبة .....حلقها اصبح كالخشبة لا تستطع ان تبلع ريقها بسهولة ...تشعر بالاختناق...وهذا علامة من علامات الالتهاب!
بينما الصداع بدأ يشتّد ويمتد إلى ناحية جبينها إلى عينيها وهذا مزعج....
خشيت من ان تُنقل عدوى لإيلاف فأيضًا ادركت انّ حرارتها مرتفعة
نهضت وهي تقبّل رأس ايلاف
ترنحّت خطوتين للوراء واقترب منها
يقول: نور تعبانة؟
نظرت إليه دون ان تُجيب ثم سبقته لتخرج وتبعها ......خائفًا من كل شيء!
.
.
خرجت لتعود للشقة ....مُتعبة.....تشعر بانهيار جسدها بسبب سهرها الطويل.......وارتفاع درجة حرارتها......فتحت الباب
خرجت
سقطت انظارها على أمير وماكس....
وقفت تحدّق بهما بثبات......دون ان ترمش
خرج مُراد واصبح خلفها تمامًا
.
.
أمير
مُشتاق إليها.......قلبه يعزف ألحانًا من الحنين ......خفق وبشدة حينما رآها هكذا.....لم يراها مطولًّا بسبب الغيبوبة.....نحفت كثيرًا.....هزلت......وجهها شاحب ومصفر....شفتيها جافتين....نظراتها خالية من ايّ شيء......
كان يسمع اصطكاك اسنانها في بعضهما.....كان ينظر لرجفتها......هل هي خائفة؟
اقترب خطوة بحذر للأمام: بنتي....
نظرت إليه..

هل تصرخ......هل تبكي......لا طاقة لها
جميعهم بدوا بفكرة اقتحام حياتها...جميعهم فرضوا انفسهم عليها ....بِلا رضا؟
ملّت من هذا السيناريو.....لقاءات وانهيارات متكررة...كبتت انهيارها ...وشدّت على قبضة يديها.....شعرت بوخزة شديدة الألم في قلبها ولكن جلّا ما فعلته اغمضت عينيها بشدّة ثم فتحتهما

لتعود بالتحديق بهما
مُراد نظر لماكس
كان ينتظرا هجوم عنيف بالصراخ او بالأيادي منها
ولكن لم يحدث هذا
حقًّا لم يفهما نور
وخشي عليها الآن من الجنون
اقتربت من أمير بهدوء
نظرت لعينيه المتعبتين
همست بصوت متعب وبالكاد يخرج: الحمد لله على سلامتك...
ثم غابت ببطء عن انظارهم تحت صدمتهم وهي تتوجّه للسلالم
مُراد نظر لأمير المصدوم من ردّت فعلها...بينما ماكس
لم يكن اقل دهشة منهما
تحدث أمير: ماكس روح وراها....
ثم نظر لمراد: مراد تعى معي....
مشوا
ماكس فعل امر امير....بينما مراد رضخ للأمر بلا استيعاب منه...
نور قلبت توقعاتهم........وصدمتهم بشخصيتها الغير مفهومة !
.
.
.
.
**يوم الملكة **

فعل أبا خالد خطته كما يجب مع عمها أبا محمد
اخبر الناس انّ الملكة تمت في الظهر بدلًا من ان يأتي الشيخ في الليل ....استغرب البعض ولكن لم يدققوا في الامر كثيرًا
وانشغلوا بالاحتفال بهذه المُناسبة
قصي شعر بالاطمئنان .......حينما مشت الأمور كما يجب....شعر بحبه وخوفه عليها في لحظة فكرة خُسرانها للأبد.....
كان لابسًا ثوبه الجديد......مرتبًا غترته كما ينبغي......رائحته كالمسك.....الممزوج بالعطور والعود.....كان يقف...يسلم على هذا وهذاك.....
اكتظ المجلس بالرجال.....
اتى بالقرب منه
سعود لكزه بخفة وهو يقول: شعليك صرت عريس.....مبورك...
ناصر سلم عليه : مبروك يا ولد عمتي....
قصي لم تفارقه تلك الابتسامة: الله يبارك فيكم وعقبالكم....
اتى هنا بندر ليردف في ضوضاء المكان: خلاص قررت املك على اختكم انا....
سعود بسخرية: خل توافق بالأولي بعدين املك انت ويّا هالوجه
سمع عزام وهو يجلس بالقرب منهما قائلا: تبي الصدق قصقوص...هيّض مشاعري على الزواج
ناصر هنا اردف مخترعًا: كل تبن.....ولا تفتح فمك تبي تعرس...نسيت سويت......
ضحك قصي هنا: هههههههههههه بزوجونكم بالجُملة .....
جسّار اتى بالقرب منهم وحو يحرّك حاجبيه بخبث ...وكتفيه ببطء
إلى ان جلس على يمين قصي: فرحان الكـ......طالعوا وجهه صار ينوّر...تنظّف الوسخ...
قصي رمق: اهجد عني.....لا الحين.....ادبغك هنا.....

جسّار: لالا انت عريس بعدين الهيبة تروح.......
بندر بضحكة: ههههههههههه والله يصير مسخرة ...

ناصر : عزام ترا أتكلم جد لا تسويها انا مانيب على استعداد
عزام ضحك بخبث هنا
وتساءل جسّار: شصاير؟
سعود : هههههههههه اخوك يبي يعرس...
بندر : يعني يبي يزوجكم ههههههههههههه
جسار نهض كالمقروص: تخسي والله......هي العقل زين....
عزام مات ضحكًا عليهما: هجدوا الكل يطالع

اتى هنا سيف عاقدًا على حاجبيه فقال
جسّار: جا النفسية
سمعه سيف ليردف: انقلع صب قهوة للرجاجيل بدل هالهروج اللي مالها معنى.....
عزام غمز لأخيه: الله الله......طلع العرق البدوي.....كلن على اصله .......
سيف دفه من كتفه: وانت قوم شيّك مع خالد.....
عزام باستهبال: اشيّك على شنو....
قصي هنا يريد أن يخفف من توتره فقال: التواير؟
عزام ضحك حتى ضربه ناصر: اهجد وجعع .....
سيف أشار: هذا وانت عريس....تنكت انت ويّا وجهك...
عزام يكمل: هههههههههههه ليش بس عشانه عريس المفروض ينكتم....
بندر نهض: هذا بطولها ترا....بروح اشوف خالد....

سيف يحاول كتم غيضه: ترا أتكلم جد قوم شيّك على العشاء...نبي نحطه للناس....

ناصر نهض: وانا بعد بشوف معهم....
سيف جلس بالقرب من قصي
تحدث بهدوء: فكرة انكم ملكتوا الظهر ما مشت علي.....عارف فيه أنّ الموضوع....هالشي ما هوب من عوايدنا ابد....
قصي نظر إليه وبلا مقدمات: لأني بالمختصر مزوجها بالسر ....وهذا اعلان ...زواج ولا نبي امي تدري...
سيف بصدمة : ايشششششششششش؟
قصي لم يتوقع ردت فعله هذه فقال: سيفوه ...
سيف حاول ان يضبط انفعالاته: من جدك تكلم؟........يا كـ....ليش ما قلت......طيب شلون ابوي رضا يـ....
قاطعه قصي بهدوء: ما رضى ابوي بسرعة.....بس قنعته....وعرف العايلة....والسالفة كلها.....وبعدين انا ما قلت لك واشوا ما قلت لك......اخوانك ما قصروا فيني....
سيف : كفو عليهم......الليلة تقول لي كل شي....
قصي : لا الليلة ليلتي يا قلبي لا تزعج امي.....
سيف ضحك بخفة: ههههههه هيّن والله لا اطلّع السالفة من عيونك....
قصي : احم احم
نظر للأمام سيف
نظر لرجل قادم لتهنئة قصي ونهضوا لإكمال التبريكات
.
.
.
مُهره تشعر انها في حلم...كم تمنّت هذه اللحظات...كم تمنّت ان تعيش هذه الأجواء...ولكن تمنّت تعيشها كحلم أي فتاة...بالقرب من والدتها....ووالديها....ولكن....
ازدردت ريقها لا تريد أن تسرف في التفكير

كانت متوترة من نظرات عائلة قصي...ومن الناس بشكل عام.......بينما زوجة عمها كانت بالقرب منها....استغربت من تبدّل حالها....حينما تحاول التخفيف عنها
.
.
شيخة وهي تلعب في خصلة من شعرها همست
: نوف والله تجنن البنت بس واضح صغيرة....
نوف مستمرة في التحديق في مُهره: أي والله ولد عمتك طاح وهو واقف.....
شيخة ضحكت بخفة: هههههههههه عليك حكي من زمن الجاهلية...
نوف بعربجة: كلي تبن....
شيخة : اششششش....لا تفضحينا......
ثم انتبهت لفستان نوف الناعم بلونه التركوازي
: فستانك حق بزران
قالت ذلك لتستفزها كالعادة
نوف اخذت تلفح بشعرها بخفه : مقهووووورة يا قلبي....
شيخة بملل: ترا مليت....ابي ارقص...ابي ....شي كذا ...يفرفش المكان....
نوف لعبت بحاجبيها: شوفة بندر بترقّص خلايا عقلك كلهم...
شيخة قرصتها في فخذها: شدخل ....
ثم أتت الجازي التي ارتدت فستان ناعم مُناسب لهذه المناسبة بلونه الأسود
أعطت نوف عبد لله : خذيه بروح اساعد عمتي...
نوف بجدية: طيب...
اخذته وبدأت تلاعبه هي وشيخة
.
.
الأجواء مستمرة في نشر الفرح ...والسرور والتعارف ما بين العائلتين.....مُهره وقصي يشعران انهما في حلم لا يريدان ان يفيقا منه ابدًا
.
.
بعد العشاء ....وبعد انصراف الكثير من الناس....لم يتبقى سوى اهل قصي واهل مُهره
ثم ذهبا بها إلى مجلس النساء
بعد ان اصّر قصي على والدته بالاتصالات يريد أن يراها.....
وافقت ......ادخلوها وبقيت زوجة عمها ووالدته ينتظرانه
إلى ان اتى ودخل
سقطت عينيه عليها لأوّل مرة يراها......بفستان كهذا ....وميك اب....شكلها متغيّر عليه تمامًا
كانت ترتدي فستانًا احمرًا .....ناعمًا ممسكًا على جسدها......لم يكن باختيارها بل هذا الفستان اختياره.....وغضبت بسبب لونه الجريء....ولكنه اصرّ ان تأخذه.....
تحدثت زوجة عمها: هالله هالله في بنتنا يا قصي......ما وصيك عليها....
تحدث بلباقة: مهره في عيوني يا خالة....
ام سيف بهدوء: نتركم اشوي...وراجعه....
ناظرة ابنها ثم خرجت هي وام محمد
انغلق الباب عليهما
تحدث بلا مقدمات: مُهره طالعة تجننين...
مُهره ضحكت بخفة ....وبتوتر وبحرج لا تعرف ماذا تقول: ههههه ....مشكور...
اقترب منها ومسك يدها واخذ ينظر لها بحب: انا محظوظ فيك يا مُهره...
ازدردت ريقها بخجل
فقال بضحكة: هههههههههههه شكلك مصدقة انه تونا نشوف بعض....يعني....وما كأنه..
وحط يده على بطنها فقالت بحرج: قصي قصر حسّك لا يحد يسمع.....
ضحك بخفة : والله صايرة تجنين...
مُهره حكّت جبينها: خلاص .....
قصي بهدوء: ربي لا يحرمني منك قولي آمين....
مُهره شتت ناظريها عنه : آمين.....
قصي بصدق: ما تعتبي؟
مُهره : اشوي...
قصي بجدية: انا ما بطوّل.......واكيد لطلعت انتوا الحين بتمشون......بكلم عمي بو محمد يوديك الشقة....وبجيك.....طيب....
مُهره برضى: تمام...
ثم اخرج من جيبه علبة صغيرة واهداها إياها
مُهره اخذتها وهي مبتسمة: شنو؟
قصي بهدوء: هدية بسيطة........فتحيها
مُهره فتحت العلبة بهدوء....ونظرت للعقد والذي كان من الذهب كان منقوش بنقوش صغيرة وكتابة دقيقة لآية الكرسي....
تحدث: خليني البسك إياها....
لم تمانع مُهره البسها إياها ثم قبّل جبينها : يلا انا طالع......تمام....
نهضت ثم انتبه لطولها: وش فيك طولتي؟
مُهره ضحكت بخفة ورفعت جزء من الفستان: هههههههه.....لابسة كعب....
قصي : مجنونة انتي....مو...
قاطعته بهدوء: اششش صوتك بسمعونه ترا....
قصي ضحك بخفة: ههههههه طيب امشي بشويش.....
قبّل يدها ثم خرج
اما هي خرجت ....وكما قال لم يبقون مطولًّا خرجا بعد مضي نصف ساعة من خروجها من المجلس....
تشعر انّ المخاوف بدأت تنجلي....والشكوك لم يعد لها أي مكان في قلبها...تشعر بالاطمئنان.....وتشعر بصدق حب قصي...هذه الليلة غيّرت الكثير من افكارها ....وبرهنت لها حُب قصي الصادق....
.
.
في المجلس
تحدث أبا سيف: هااا يا غازي متى نسافر...
بو خالد بهدوء: بعد يومين يا خوي...
بو سيف علم بأمر نور وتواجدها في أمريكا : تبون اجي معكم...
بو ناصر(يوسف) بجدية: لالا خلك هنا....ودير بالك على العيلة .....
بو سلطان تحدث: ناصر وسعود بروحون معنا...
هز بو ناصر رأسه
فتحدث بو خالد بجدية: اسمعني يوسف.....انا ما ودي أقول هالحكي بس لزوم تسمعه....
بو ناصر : خير
بو خالد بثبات وحكمه: نورة الحين اكيد ما هيب على خبرك....كبرت ...عمرها صار عشرين سنة......المكان والظروف لها دور في التربية وتكوين الشخصية.......اكيد بعد سمعت حكي منا ومناك......فلا تتوقع انها راح تتقبّل وجودك بسرعة....يمكن مخبصين بعقلها ......و
قاطعه بو ناصر بهدوء: عارف هالشي
بو سلطان طبطب عليه: لا ضايق عمرك.....يا خوي.....ما تدري يمكن ...
قاطعه : لا والله الا اكيد البنت ما تبيني أصلا....بس اهم شي اشوفها.....اكلمها
بو سيف : ان شاء الله بشوفها يا خوي.....ان شاء الله....
بو ناصر بهدوء: ان شاء الله

.
.
.
انتهى



JAN 06-27-2020 06:08 PM


البارت السادس والعشرون








.
.
.
.
اتاه الخبر لِـ يصدمه.....لم يخبأ عنه شيء ....اخبره بالحقيقة التي لا يريد ان يستوعبها...فمهما حدث...هو من قام بتربيتها.....شعر بالانكسار عليها....بالخوف.....ولكن ...ماذا يفعل....هو من ابعدها ...ظنَّا منه انّ بُعدها يُعني الراحة وتخفيف الحمول من عليه....وجودها كان يشكل خطورة لهدم حياة الكثير.....ابعدها لتستفيد من دراستها في الخارج....ولكن ماذا حدث.....صُعق....طلبه جورج ان يأتي إليه .....حيث انّ جورج علم بكل شي عن ابنته.....ومُراد اجبره على النزول لأمريكا.....واخبره برغبة زواج طارق منها.....ولم يرفض!
مُراد هنا جن.....ولكن فهم أخيه......طارق جريء مع الحياة......ببداية الأمر....استخدم ابنت أخيه ايلاف كوسيلة للانتقام...ولكن انقلب الحال....واحبها واصبح كالفارس والمنقذ لها.....لم يخبرها عن الحقائق ابدًا....لم يقهرها ....في حقيقة والديها......في حقيقته....هي مازالت في المشفى تتردد عليها نور كثيرًا بينما هو يرى طارق كيف مهتم بها....لم تتقبله حقيقةً ...لم تتقبل وجوده ولكن....فيما بعد...وبمساعدة من نور...قبلت رؤية طارق....وعادت ثقتها به....يبدو انها بحاجة ان تثق به.....لكي يخرجها من ظلمات ما حدث.....
.
مشاري اخبر حصة....برغبة جورج بتزويجها لشخص يدعا طارق
فرحت ولكن لم يطيل هذا الفرح انقلب مزاجها سريعا لخوف بسبب معرفتها بما حدث لها....
.
.
مشاري اليوم في أمريكا اتى لرؤية جورج الذي طلبه ان يأتي
دخل ورآه على الكرسي.....ووجهه شاحب ومتعب
أشار له بالجلوس
ونظر لمراد ولطارق الذي يجلس عن يمين مُراد
تحدث جورج: اكيد تعرف ليش اليوم حنا هون...
مشاري بجدية: جورج مستحيل ازوّج بنتي بهالطريقة ......حتى بعد اللي صار......
ضحك طارق بخفة وسخرية هنا
فتحدث مُراد: مشاري احنا جبناك ننطيك خبر...وعلمود انت الولي عليها......ونريد نخلص من هالموضوع بسرعة....
تحدث بغضب: مراد انت بعقلك يوم تقول لي هالكلام....ايلاف مستحيل تزوّج .......بهالطريقة.......وغير نفسيتها التعبانة.....رحت المستشفى وشفت حالها مو حال زواج....وملجة وغيره......
طارق نهض وبحقد: الحين خفت عليها؟....وينك عنها طول هالفترة.....هااااااااا.....وينك انت وحصة عنها.....

مشاري بعصبية: أي أخاف عليها انا اللي ربيتها ....انا اللي كبّرتها......هي بنتي ....
طارق بغضب: بنتك؟!!!.......ومخليها تعيش عند خالتها.......وما تسال عنها....ولا تتصل....ولا تهتم......خليتها تبتعث....وتركتها بدون ما تحسسها بخوفك عليها بدون ما تسال عنها...وتحسسها انك الامن والأمان.....
مشاري بغضب: كل تبن...منو انت عشان تقعد تقول لي هالكلام....الفاضي....
جورج ومُراد كانوا ينظرون لطارق وغضبه ولجنون حديثه
طارق : زوجها المستقبلي ان شاء الله
مشاري بحده: تخسي تاخذها

جورج بصوت شبه عالي: مشاااااااااري........
مُراد خشي هنا على أخيه
تحدث: سلّمت إلك بنتي....بس من الواضح انك ما ئمت بواجبك....إلها
مشاري بغضب: تصدق هالكـ......
طارق كاد يتحدث ولكن مُراد قال: طاااااااارق...
جورج بهدوء: هالزواج راح يتم........وانت وحصة شايلين هم انكم تنفضحوا....وكل واحد عم يرميها على التاني انا منّي غافل عن هالشي.....ولم حكيتني بدك تخليها تكمل دراستها انا هون ايقنت انكم بدكم تتخصلوا منها....فخلاص ليش بتعقد المسألة....راح ازوّجها...يا مشاري...ومنها تخلصوا منها...

مشاري : انت فاهم غلط......قلت لك ايلاف بنتي....مستحيل اتخلّى عنها .....ومستحيل أزوّجها للحـ....هذا..

طارق بغضب: لا بزوّجها غصبن عليك.....ليش الحين قاعد تمثل علينا دور الاب المهتم....انتوا ما تبونها.......لا حصة ولا دلال يبونها......ولا انت....حاول تقنعني انكم تبونها....
مشاري ...كيف يعلم بكل هذا
أشار له: واذا مابيها تخسي اعطيك إياها...
جورج بعصبية: مشاري البنت بنتي لا تنسى.....راح تزوج طارق...وإلا والله العظيم......راح ئول إلها أمك دلال......وبخليها تعمل ياللي انتوا ياخفين منه....
مُراد التفت على أخيه هنا اردف: جورج..
جورج أشار له: كبّرت راسك بالفلوس يا مشاري......بس إجا الوئت يا اللي المفروض نتساوى فيه.....
مشاري بحقد: ايلاف بنتي......وهي كانت مو مرتاحة في بيتي وراحت لبيت خالتها.....الفكرة مو مثل ما ظنون....انا ..
قاطعه مراد: مشاري....حنا ما قلنا ....بناخذها منك ونبعدها عنك ....لأنه مو هدفنا نقول إلها الحقيقة...حنا نريد مصلحتها.....بس...
مشاري أشار بغضب: مصلحتها مو مع هالـ...
قاطعه: تراك جالس تغلط علي وايد وانا ساكت لك....
جورج أشار لطارق: طاااااااااارق

مراد: مشاري نريدك تفكر على كيفك..... وافق على هيج موال علمود تخلص من مشاكله....
مشاري نظر إلى خبثهم ....هو لا يستطيع ان يجاريهم فيه
تحدث: موافق...بس بشرط ما تقولون لها الحقيقة....وبس تسترد صحتها......ينزل هذا ونسوي لهم زواج في الكويت..
طارق ضحك: ههههههههههه خايف من كلام الناس ...جان قلت من اول ...ليش تلف ودور يعني...
مشاري بحقد: راح اكلمها اليوم وأقول لها....مثل ما تبون....واذا رفضت مالكم حق تجبرونها..
طارق باستظراف: لالا تطمن هي بتوافق
مشاري رمقه بنظرات ثم خرج....
وسريعًا ما نظر جورج لطارق: لا تفكر اني موافق يعني حبيتك وخلص....لا مشان بنتي بس .....راح اتئبل وجودك بيناتنا....
طارق فاهم جورج : عارف انك وافقة عشان مصلحتك......بس.....
قاطعه جورج: لا تكتّر معي حكي......وحسي عينك بتئول لايلاف عن أي شي......
طارق بلا مبالاة: وانا مابيها تعرف انك ابوها ودلال أمها لا تطمن ما بئول....
جورج بحده: وترجع تشتغل عندي.....
طارق ضحك هنا ، في الواقع لم يتشافا من جرحه جيدًا ولكن خرج من المستشفى قبل يومين
: ههههههههههههه كنت متوقع هالشي...بس آسف.......ماكل من مال حرام....
مُراد ضحك بسخرية هنا: ههههههه
طارق اردف: حاليا اكمل دراستي...واشتغل.....في شريكتي....
جورج بخبث: ياللي اسستها مع ادوارد...
طارق بنرفزة: يخسي......لا.....هالشريكة هي الوحيدة اللي اسستها بعرق جبيني وبالحلال...تطمنوا ايلاف ما راح اوكلها بمال حرام ....ماسمح انا بهالشي......
جورج بحده: راح تشتغل معي....حتى لو بدون مقابل....بس تخلص كم شغلة....هالفترة على الأقل...
طارق كان سيتحدث ولكن قطعه مُراد: الشغلات ما فيها دم....ولا غيره.....نبيك تتلف مستندات.....وفيديوهات...بطريقة ما تثير الشكوك للعدو...
طارق: يعني تبتوا...
مُراد بنرفزة: طارق خفف ظرافة.....
جورج بحده: من بكرا تجي لهون....وتعمل كل شي ئولوا...
طارق بملل: يصير خير....انا ماشي
ثم خرج
وهو يشعر بالسعادة ...موافقة جورج ...يعلم ليست حُبًّا فيه وليست رضى بوجوده ...ولكن رأى قوته وحبه الصادق لإيلاف خاصة بعد الخطف وشعر هو الرجل المناسب لإيلاف لحمايتها من كل الأفكار التي تطرق رأسه
انتهت حماية مشاري وحصة وستبتدأ حماية طارق لها
هو يعلم بهذا ولكن سعيد انه اصلح أمور كُثر قبل تفاقمها وقبل أن يؤنبه ضميره
تنهد ثم سحب من مخبأ الجاكيت قرص مسكن للآلام اعتاد عليه خلال هذه الفترة
ابتلعه دون ان يشرب وراؤه ماء
أشار للحرس ان يتبعوه .....لن يذهب إلى المستشفى الآن لكي لا يتصادم مع مشاري ...سيذهب لشقته ...سيرتاح قليلًا ثم سيذهب للاطمئنان عليها
ولكن مدّ أحد الحرس الهاتف له .....نظر إليه واذا به مقتل ادوارد ورؤية جثّته في الغابة الغربية
ابتسمت هنا ......هل قتله والده ورماه.....لا يهم
المهم أنه خلص منه !
.
وخرج بنفس اللحظة مُراد .....بعد ان حدّث أخيه عن امر عملهم
.
.
.
بينما امام البحر في الكويت في المكان الذي اعتادا على ان يلتقيا فيه إن وجدت الضرورة
لم تكن مرتاحة مما سمعته ....هي حملتها ما بين يديها مُنذ ان كان عمرها شهور عدّة.....لا يهون عليها ان تسمع كل هذه الأمور دون أن تتأثر حقيقةً هي تحبها ولكن تخاف منها في الآن نفسه!
تخاف ان تهدم الكيان الذي حاولت تأسيسه....حاولت ترميمه....حاولت تخبأته.....
ابعدتها عن أحضان الأمومة لنجاتها ....ولخوفها منها وعليها
ولكن ما حصل...قضية الاختطاف...ومحاولة الاعتداء
جعلاها تبكي ....تندمًا على ابعاد نفسها عنها....اخذت تتصل عليها
حدثتها مطولًا بكت وهي تقول: يمه ايلاف سامحيني سامحيني.......خليتج تسافرين عن حضني.....
هنا ايلاف جنّت بالبكاء.....بكت ونور أمامها لم تتركها وربما هذا الشي خفف عليها من وطء الامر عليها
وجود نور لم يجعل لها فرصة ان تختلي بنفسها لتدخل في عالم الجنون.....ووجود طارق والتماس حبه.....جعلاها تتكيّف مع حالها هذا
مسحت دموعها: لا قولين جذه يمه.....لا قولين....اصلا انا اللي اصريت على هالبعثه....واصريت اني ابعد عنكم....
حصة ببكاء وعينين محمرتين
أي قلب تمتلكينه يا ايلاف أي قلب؟: طمنيني عليج يا يمه......زينه انتي الحين....والله مو جاية ارتاح ابي ايي لج.....بس اخوانج اختبارات......وعمج مو راضي لي اسافر
(عمج) تقصد زوجها..
ايلاف تنهدت بدموع: لا يمه لا تيين ابوي اتصل قال هو بيي...لي....لا تحاتين يمه...انا ما فيني شي....وحتى لو مو ومصدقة بخلي نور تصورني وتدز الصور لج.......
نور هنا ابتسمت
بينما حصة قالت بحشرجة صوتها: أي صوري لي.....اشتقت لج يمه......جعل عيني ما تبجيج.....
ايلاف حاولت الصمود أمام مشاعرها: ان شاء الله يمه الحين ادز لج إياهم مع السلامة...
أغلقت الخط نظرت لنور ونور فهمت ابتسمت بوجهها المصفر
قالت: عطيني جوالك اصور
ايلاف بنبرة تخالجها الدموع: شعري قصير مرة.......
نور في الواقع قامت بترتيب شعرها وقصته بحيث انها ساوت اطرافه مع بعضها البعض
اصبح ملائم لشكلها ولكن ايلاف لم تتقبله كلما تذكرت كيف وصل الحال به الآن قصير يصل إلى رقبتها......بكت

.
.
قامت نور بترتيبه وسدل قذلتها للأمام.....ومسحت الدموع من على وجه ايلاف
: كذا صار حلو....
ايلاف بخجل وبعينين دامعتين: عطيني الشال بلفه على رقبتي.....مابيها تش...
قاطعتها نور قبل ان تدخل في حالة هيجان في البكاء: ولا يهمك
سحبت الشال من على الكنب وساعدتها على لفه بشكل جميل على رقبتها
ثم سحبت الهاتف: يلا استعدي.....
ايلاف تساءلت: سناب؟
نور بابتسامة واسعة: لا....بصور بالكام حقت الجوال.....وبرسلها لها على الوات...
ايلاف برضى: تمام!
.
.
.
كانت جالسة على طرف الصخرة تنظر للشاشة .....يومين وهي تحدّق في الصورة...تنظر لأنفها الموضوع عليه اللاصق تعلم انها كُسر....للبقع الزرقاء المموجّة باللون الأحمر والقليل من الأصفر والتي تنّم عن الضرب المبرح القريب من فاهها....نظرت لعينها الجوزاء والواسعة كيف أصبحت ناعسة بالحُزن والألم.....نظرت لبعض الآثار التي توزعّت على يديها........حدّقت لشعرها ...هل قصّته؟ ام هذا جزء من الاعتداء؟!
بكت ...مطولًّا ...
ورأتها اختها عندما أتت عقدت حاجبيها
بخوف: حصة شفيج؟
حصة نظرت لدلال تمعنّت في وجهها
نهضت من على الصخرة .....وبلا أي مقدمات رفعت الشاشة
لتريها ايلاف
دلال حدّقت في الشاشة إلى ان استوعبت التي في الصورة هي ابنتها ايلاف
اشاحت بوجهها سريعًا عن الصورة وحكّت انفها
علامةً للتوتر
قالت : خير حصة .....شصاير بعد؟
حصة : بنتج جان راح يقتلونها اخطفوها.....وحنا يا غافلين لكم الله.......
دلال بللت شفتيها ارجعت خصلات كثيرة من شعرها خلف اذنها: يعني.....شنو ....
ونظرت لعيني اختها الباكيتين: اسوي؟
حصة بانفجار: دلال انتي عندج قلب؟........تخيلي اللي صار لها صار في اختها لولوة وش بسوين؟

تنرفزت هنا دلال وبرفعة صوت: بنت هالحرام مستحيل تصير اخت لولوة .....
حصة ضحكت بسخرية وشتت ناظريها عن اختها بعد ان تنشقت: ههههههههه مهما حاولتي تنكرين .......الواقع لا يمكن تغييرة .....
دلال اشارت لنفسها بجنون: انا ضحية .....ضحية حُب مزيّف.......نتج عنه .....بنت.....مابيها.....يا ليت اقتلوها....وفكونا منها.......
حصة أتت بالقرب منها هزت اختها: من قلبج تقولين هالكلام؟
دلال سحبت نفسها من اختها: أي.....والحين قولي لي...شنو تبين......ليش يايبتني اهنيه.....بس عشان تقولين لي...شنو صار لبنت الحرام؟

حصة بصراخ: هذي بنتج ......بنتج.......

دلال اشارت لأختها......هي في الأوان الأخيرة كانت في غاية التوتر والخوف من افشاء هذا السر ومع حديث اختها تشعر بالانفجار وعدم قدرتها على الكبت
: يات على هالدنيا بدون رضاي........غصبن علي....ولم جيت بجهضها......هم تمسكت فيني .....غصب...كانت راح تقتلني.....سببت لي آلام....نفسية وجسدية........

حصة شعرت انّ الحديث مع ام كدلال لا تحمل ايّة مشاعر اتجاه طفلها\طفلتها ضائع
تحدثت بحده: جورج يبي يزوجها......
دلال مسحت دموعها سريعًا: شنو المشكلة ؟خليه يزوجها!
حصة : مابي يزوجها من رجاله الخمّه......ومابيه يبعدها عني.....
دلال ضحكت باستخفاف: انتي بعدتيها خايفة على زوجج منها شصار الحين......
حصة بدفاع: بعدتها بعد عشان احميها.....منه.......وهي اصرّت تبتعث ...وما قدرت امنعها...والحين...دلال تكفين كلمي جورج لا يزوجها .....كلميه.....
دلال لتنهي النقاش: قولي لمشاري يكلمه.....
حصة : مشاري سافر عشان يكلمه وخايفة يضغط عليه ويجبره.......
دلال بجدية: الأفضل تزوج وتبعد عنا يا حصة.....تبعد عنا تركيه يزوّجها.....عشان ما تشيلين هم....من انها تخرب بيتج......
حصة ضربت اختها بخفة على كتفها: ليش مو ياية تستوعبين اني أنا كبرتها وربيتها....وحطيتها في حضني طولة التَّسعتَعش سنة؟........بنتي ايلاف بنتي....يا دلال...
ثم اردفت بنبرة ساخرة: بس ما لومج ما تعرفين إحساس الأمومة لانه عيالج قاطتهم على الخدم والمربيات

دلال بصوت مرتفع: حصصصصصصصصصصصصصة......


حصة : مو هذا الصج....
دلال بملل: حصة.......لصيرين مثالية وايد.......وتحسسيني انج....
قاطعتها: انا ضحيت عشانج........ضحي عشاني الحين وكلمي جورج يوقّف هالزواج....انا ابي بنتي......والله ياخذني لو خليتها مرة ثانية بروحوها.....

دلال نظرت لأختها لوجهها المحمر.....لرجفة كفيها...تنهدت بضيق....
ثم قالت: اتصلي عليه من جوالج....
حصة لم تترد سحبت الهاتف من حقيبتها
اتصلت عليه
زفرت هنا دلال بضيق...من تدفق الذكريات عليها!
.
.
.
تأفف من صوت الرنين عليه ...سحبه وأجاب: نعم حصة؟
.
.
حصة مدّت الهاتف لها
سحبته

دلال و ازدردت ريقها قائلة: جورج....
سكت جورج لفترة استوعب انها دلال من خلال صوتها.....ثم قال: شو بدّك؟
دلال بعجلة : لا تزوّج ايلاف
حصة كانت تراقب تردد اختها.....وحيرتها وهي تحدثه وكيف تشد بقبضة يدها على طرف الحقيبة
جورج بهدوء: وليش ما زوجها...
دلال نظرت لحصة ولتثبت له كرهها له ولابنته: عشان حصة ما تبيك تبعدها عن حضنها...
جورج بجدية: راح ازوجها وما راح ابعدها عن حضن اختك.....خليها تطمن ولا تاكول هم....
دلال بضيق: راح تزوجها من رجالك اللي...
قاطعها : لا.......ئولي إلها بتزوّج شاب.....كويتي.....بحبها كتير...وبخاف عليها وهوّي ياللي ساعدها لم خطفوها اسمو....طارق محمد الـطارق....
(اسم العائلات من مخيلتي )

دلال هزت رأسها: اوك....باي
ثم أغلقت الخط ونظرت لاختها قائلة: بزوجها واحد كويتي ....هو اللي ساعدها......اسمه طارق محمد الطارق.....اظن مهمتي انتهت عن اذنك

مشت دون ان تسمع حرف واحد من حصة التي قالت: حسبي الله عليك يا جورج
.
.
بينما جورج شعر بنبرة دلال الجافة....والحاقدة .....لم ينتهي هذا الحقد لم ينتهي بعد....
وهو يستحق ذلك تنهد بضيق ونظر لرجليه العاجزتين بندم!!!
.
.
.
.
كان يمسد على شعرها......يحدثها بلطف...حقيقةً كسرت خاطره.....شعر بخوفها....بتشبثها به...شعر برجفة جسدها......وشتات عينيها يحكي حكاية ألم باحثة عن امل جديد ...
تحدث: يبه ايلاف.....ابي اكلمج في موضوع....
ايلاف وهي مسندة رأسها على كتفه
فهو جالس على السرير من جانبها الأيمن حاضنها إليه
ويطبطب عليها بحنان
قالت: تكلم يبه.....
لا يدري كيف يقول هذا الامر يشعر بصعوبته
وحقَّا هو خائف عليها
: يبه تعرفين طارق اللي انقذج؟
رفعت ايلاف رأسها عنه وبخوف من انه اكتشف حبها له: أي....
مشاري ازدرد ريقه: هو طلب يدج مني.........وقلت له الراي الأول والأخير لج......
سكتت ايلاف .....حقًّا يومًا عن يوم يزداد حبها لطارق
لم يتركها ولم يتخلّى عنها بعد كل الأمور البشعة التي حدثت على مرأى عينيه
بللت شفتيها وشتت عينيها: يبه انت شتشوف؟
مشاري بهدوء: ريال مصلي ومسمي.....ولو ما يخاف الله ما انقذج .......وحام عنج....ريال شهم......وما ينرفض....على مواقفه اللي وقفها معاج يا بنتي.....

ايلاف حقًّا طارق لا يُرفض
تحدثت: اللي تشوفه يبه....
تحدث بعد ان قبّل جبينها: ايل سمعي......انا طلبت منه لو بس توافقين تملجون على طول.....
فتحت عينيها بصدمة
وشد على كتفيها: فهميني يا يبه....ابي أأمنتج عنده ...انا راح ارد الكويت....
ايلاف بنبرة حزن: يبه انا مابي ايلس اهنيه
مشاري بحكمة : يا يبه .....والدراسة؟....مابقى شي أصلا على اختباراتكم......وتعطلون......يا يبه لا تخلين اللي صار يأثر على مستقبلج.....وطارق لو انه مو ريّال ما وثقت فيه....ولملجتوا على الأقل يصير معاج .....ويحميج.....وانا اصير مرتاح ....ومطمن عليج.......ولرديتوا......الكويت ....نذر علي لا اسوي لج عرس لا صار ولا استوى....
بكت هنا واحتضنها بشدة
وهي تكرر: لا ترد الكويت....
مشار ابعدها عنه: مضطر يا يبه ماقدر اترك اخوانج اهناك.....وانتي بصير معاج طارق بعد الله....
ايلاف هزت رأسها بالرضا
ابتسم هنا براحه ثم قال: وين صديقتج اللي كل يوم تقعد عندج.....
ايلاف : قلت لها راح يي ابوي....واستحت ولا يات...
مشاري بهدوء: سلميلي عليها وشكريها على وقفتها معاج.....والحين يا يبه ....بروح اشتري لج شي تاكلينه غير اكل المستشفى وما راح اتأخر عليج....
نهض وابتسم لها ثم خرج من الغرفة
بأي قلب تعيشين يا ايلاف؟
قلب طاهر ونقي.......وطيّب
ازدرد ريقه يشعر انه يسلمها كليًّا لجورج وهذا مالا يريده...ولكن هو من ابعدها....بموافقته على هذا الابتعاث.....عليه ان يتحمّل النتائج
اتصل على جورج قائلا باختصار: بكرا نملج عليهم.....لأني راح ارد الكويت باي....
ثم خرج من المستشفى
.....................

في شقتها الظلماء......وفي الغرفة ....كانت مستلقية على السرير تحدّق بالسقف بلا ملل.....لم تستطع ان تردع تواجد ماكس أمام عينيها...ولكن وجوده اقل وطء من تواجد مُراد الذي يحرقها بذكرياته!
ماكس مجرد موظف وموكّل لحمايتها....لم يسيء لها يومًا لذلك تقاضت عن امر تواجده رغمًا عنها.....
مُنذ ذلك اليوم.....اليوم الذي انهارت فيه ....ولم تبكي....كانت توعد نفسها بانها ستصبح قوية من اجل ايلاف واستطاعت ....

تشعر انها على غير استعداد في مواجهة أمير وابنتها ....لا تريد مزيدًا من اللقاءات التي تعبث بما في ذاكرتها ومشاعرها
سمعت صوت ماكس وهو يقول: نور مابدّك تروحي لإيلاف؟
نور تحدث بصوت عالي لكي يسمعه: لا...

ماكس هنا ابتسم ثم سحب هاتفه من على الطاولة الزجاجية التي اشترتها نور مؤخرًا!
ارسل(مُراد....نور ما راح تطلع)
ولكي يمهّد الموضوع هو اتى بالقرب من بابها طرقه بخفة
ثم قال: نور ممكن اشوي؟
نور شدّت على عينيها ......هل حان موعد المواجهة....نهضت ....رتبت شعرها بلا مبالاة
فتحت الغرفة خرجت وهي تقول: شعندك ماكس؟
تبعها وهي تجلس على الكنبة في الصالة
جلس مقابلًا لوجهها: ئبل كل شي انتي بخير
ترجمة جملته
(عندك طاقة تسمعين اللي بقوله؟)
هزت رأسها
فقال: صارت أشياء بعد .....سفرك لهون.....من ضمنها.....سندرا.....عرفت انك أمها....

نور كتفت يديها واخذت نفسًا عميقًا : انا قلت لكم لاحد يقول لها......
ماكس لم يحبذ ان يخبرها انّ مُراد هو من اطلّعها على هذا الامر
فقال: عرفت وخلاص....بس الشي اللي...
نور قاطعته : شنو؟
ماكس: تبي تشوفك.......وصار لها فترة تبكي ...وما....تنام....مشان هيك...انا..
نور فهمت اشارته فقاطعته: والحين بتجي صح؟
هز راسه بخجل من كشفه
نور تنهدت: اتصل على امير يجي...
ماكس بحلق في وجهها بعدم تصديق
فقال: راح يجي....راح يجي...
وفجأة سمعوا الجرس وطرق على باب الشقة!
فنهض ماكس يفتح لجولي وسندرا....وامير ومُراد الذي اتى بهم إلى هنا...
نهضت نور ووقفت تنتظر دخولهم....
وسندرا ما ان رأتها حتى ركضت وهي تصرخ
: ماما....
انقبض قلب نور...هنا....وارتدّت قليلًا للخلف بعد أن احتضنت ساقيها سندرا...وهي تكرر
: ماما..

ذكرّتها بديانا.....ذكرتها بنفسها حينما تنادي والدتها.....اخذ صدرها يرتفع وينخفض ...باضطراب مشاعر لا تعرف صلتها....انحنت أبعدت سندرا بلطف...
ثم توجهت لأمير الذي ينظر لتغير شكلها
تحدثت: راح ارجع لأكسفورد......وهذا انا قلت لك.....عشان ما تجلس تلاحقني.....
أمير بهدوء: ما نقدر نرجع....الاوضاع مازالت مضطربة يا نور.....
نور بلا مبالاة: مو مهم...
سندرا تحدثت: ماما....
التفت عليها ثم التفت على أمير وهمست: قول لها اني مو أمها....
ثم كانت ستخرج ولكن قال مُراد بحده: الهروب مو حل......هروبك من بلد لبلد .....ضعف.....وخوف......المواجهة هي الشجاعة

جولي وأمير وماكس حدقوا به
التفتت عليه لتقول: صادق......بس انا فخورة اني ضعيفة......
امير بحده: جوازك معي....وما راح تسافري لأي مكان.....وراح نستقر هون لفترة ......
نور نظرت إليه ثم إلى ماكس استوعبت حديثه
يُعني ماكس دخل الغرفة ...بحث عن الجواز وسلمه إلى ايادي امير
شدّت بقبضة يدها بغضب ثم سكتت
هنا تحدثت سندرا : ماما......بدي ...
قبل ان تكمل هنا صرخت نور : انا مو امك....
سندرا بكت هنا واحتضنتها جولي
نور وكأنها رأت لها منفذًا للغضب فقالت: ابي افهم منو قال لها اني أمها؟
مُراد بتحدي: انا.....
نور اقتربت منه : مسوي نفسك مهم...ومهتم......وطيب.....ترا ما يليق......انقلع برا شقتي....برااااااااااا
أمير تحدث هنا: نور.....
نور اشارت له: اششششش....مابي اسمع شي منكم....
ثم نظرت لماكس: حتى انت لم اغراضك واطلع برا....
امير بحده : ما راح يطلع حدا من هون ........
نور نظرت إليه ....ثم ضحكت بسخرية
: امير ......لا تحاول ت.....
أمير اقترب منها وقاطعها: ما أحاول اسوي شي.......
نور مسحت على شعرها
شعرت بارتجاف جسدها ، لا تدري لماذا اصبح جسدها ضعيفًا
يرتجف ويرتعش بسرعة....ازدردت ريقها ابتعدت عنهم ...قليلًا
اخذت نفسًا عميقًا ، اغمضت عينيها وهم ينظرون إليها ولرجفتها.....لا تريد أن تسقط امام أعينهم الآن.....خائفة من عودت النوبة عليها......خائفة من ان يستمر الوضع معها ويتطوّر.....
شعرت بالاختناق...ذهبت أمام النافذة
سحبت الستائر بقوة وفتحت النافذة واخذت تستنشق الهواء بعمق
خشي عليها أمير.....تحدث وهو في مكانه وبلهجة سعودية قال: نور....جا الوقت اللي تعرفين فيه كل شي....

ابتسمت بسخرية على هذا الحال.....يأتي يكرر جملته....يحرقها بالحقائق ويشعل في فؤادها كُره جديد لهم ...حكّت انفها سريعًا التفتت عليه تكتفت
وبحده اردفت غير متوقعة وظنّ انها ناسية الأمر كليًّا ولكن يبدو انها تتساءل عن هذه الأمور كل يوم
قالت: ابدأ من مرض ديانا وموتها
التفت مُراد عليه وأمير نظر إليها بثبات
تحدث بهدوء: كان فيها السرطان....
نور لم ترمش أكملت: وماتت بسببه؟
أمير سكت ومسح على وجهه اقترب
: نور
نور تحاول ألا تنفعل
ألا تهتز.....يُكفيها هذا الانهيار ....يُكفيها انها بدأت تعود من جديد في تخبط الجدران لجسدها ......
: أمير انت تقول جا الوقت اللي المفروض اعرف فيه كل شي.......تكلم....اسمعك....
أمير ازدرد ريقه واشار لجولي تطلع مع سندرا للغرفة
نظر لنور......بهتت اكثر مما قبل...ضعف جسدها.....وقلّت حيلتها...وتضاءل حماسها للحياة....للعيش بسلام......للهدوء والسكينة...ولكن.....لابد ان تعرف بكل شيء....لابد...ان تفهم الحقائق...لتقيّمها بشكل نهائي.....وتتعامل مع حياتها على هذا النحو.....

نور اقتربت منه : لهدرجة موتتها شنيعة؟
ماكس رأى ضعف أمير
وتردده في نطق الحقيقة
اقترب قائلا: نور.....مم
اشارت له بقوّة وقوفها وشموخها......تحاول ألا تظهر ضعفها الآن
لأنها تعلم ضعفها يُضعف أمير
: لا تدّخل ماكس...
أمير ترقرقت عينيه شتت نظره عنها...وبتردد: انننننتحرت....



JAN 06-27-2020 06:14 PM


لم تهتز شعره واحده من جسدها.....بل خلاياه انهارت ....كليًّا ولكن لم تُظهر ذلك......أنانية ...مغلّفة بحب غير عادل......تركتها....تخلّت عنها.......عجلّت في موتها...من أجل ماذا يا تُرى؟.....من أجل ماذا؟
اخذت نفسًا عميقًا.......تذكرت حضنها......همساتها.......نظرات الأمان ......ازدردت ريقها...
شدّت على قبضة يديها
كررت: ليش؟
مُراد خشي من امير ان يتحدث بكل الأمور وتنهار
هي تمثّل القوة الآن ولكن يعلم بعد ثوانٍ او دقائق ستنهار
أمير بلا تردد: ضغوطات حياة...واكتشفت بخطر مرضها.....اضعفت......والشيطان وسوس لها....
مُراد زفر دون ان يلحظ الجميع براحة
هناك حقائق علينا ألا نفهمها وألا نعرفها وإلا ستُدمي قلوبنا....
نور بهمس: جبانه.....
شدّت على اسنانها تُمنع رغبتها في البكاء ، تحاول هدم صمودها...
تحدثت: انتحرت بنفس اليوم اللي صارت فيه الفوضى وسافرنا لفرنسا
هز رأسه بنعم

مسحت على وجهها وكفي يدها ترتجفان
تذكرت الم ولادتها.....تذكرت وحشية مُراد معها....تذكرت ليلتها المظلمة فاردفت
: وسندرا ليش كذبتوا علي انها ماتت؟
مُراد نظر لأمير
أمير بدأ يفقد اتزانه فجلس على اوّل كنبة يبدو انها ستتدرج بالأسئلة إلى ان تصل لحقيقته
: خفنا عليك انا وديانا.....لأنك وقتها في مرحلة متطورة من مراح الاكتئاب........وما كنتي متقبلتها ...لأنك حاولتي كذا مرا تقتلينها......خفنا تضرين نفسك وتضرينها .......ما كنّا على استعداد تام ...نفقدك يا نور....
نور هزت رأسها ، اشارت له
وبنبرة راجفة: حلو....حل وسيط.......لولاه كنت بموت......
وبغضب: انتوا كيف تفكرون؟....ابي افهم كيف كانت تفكر ديانا.....كيف ......تفكرون بأنانية......ظنكم هالشي ريّحني وقتها؟
أمير يعلم حينما علمت انّ ابنتها توفيت ...دخلت في حالة صدمة وصمت.....
صرخت هنا نور: لو قايلين لي.....كان أمور واجد ما صارت لي بعدها.....كنت لهيت مع بنتي.....كنت تقبلتها غصبن علي....
احمر وجهها واستشاطت غيظًا اكثر: ما كان تعرفت على توم.....ما كان انخدعت منه.....ما كان شربت....ماااااااا كان وشمت.....ما كان عاندتكم....
أمير يحاول الصمود: سوينا الشي اللي فكرناه من صالحك نور........
مُراد كان يستمع لها بانصات جيّد يريد ان يعرف ماذا حدث لها
ماكس كان ينظر لها ولرجفتها وتقلب حالها
نور صرخت هنا: انتوا اذيتوني ..........ست سنين باعدينها عني....وفجأة تبوني الحين اتقبلها.....عقلكم وين فيه؟.......خايفين علي......وما خفتوا بكرا وش بصير...ما فكرتوا المفروض اعرف بهالشي؟.....ديانا انتحرت....انت بكرا مادري وش تسوي.....لو ما عرفت كان راح أعيش على ذكراها....راح تعيش هي بدون ام واب......اكثر من كذا انانية....ما اظن فيه
أمير
نهض وأشار لها: نور اهدي...
نور اشاحت بوجهها عنه ولّت بظهرها لتتنفس بصوت مسموع
:غيره؟.....وش اللي ما اعرفه ...
أمير عندما رأى رجفتها تزداد قال: نأجّل الكلام....
نور التفت عليه وأشارت له وتحدثت ما بين اسنانها: ما فيه تأجييييييل تكلم.....

أمير ازدرد ريقه ركّز ناظريه على عينها المتغايرتين ...والمحمرتين....اقترب منها يريد تهدئتها
مسك يدها ولكن سحبت يدها
لتصرخ: تكلللللللللللم......
أمير نظر لمُراد ثم ماكس
ثم عاد بالنظر إليها.....يعلم ما سيقوله الآن ....سيجعلها تحتقره....وتكره وتنفر منه ربما للأبد
تحدث: ابوك يوسف......
نور خفق قلبها هنا
اكمل: ابتعد عنك بسببي انا.......
واكملت : وبسبب ديانا...
هز رأسه بنعم
نور نظرت للسقف ثم ابتسمت بسخرية
لتردف: كيف؟
أمير: شككناه انك مو بنته.......
مُراد شعر بثقل ما يتحدث به أمير شعر انّ امير آنذاك لا يقل عن حقارة أخيه جورج
بينما ماكس خشي من ان تنفجر نور هنا

نور ضحكت وترنحّت للوراء خطوتين
ثم قالت: شلون.....والتحاليل....
ثم قالت بتذكر: لحظة....
توجهت لغرفتها.....ركضت لناحية الحقيبة ......سحبت الورقة الي تثبت انها ابنت يوسف........خرجت ورمتها في وجه أمير
تحدثت: وهذي....كيف ماعرف.....ولا...
قاطعها حينما نظر للورقة بوجع من ذكريات الندم: سحبتها منه قبل لا يشوف النتيجه...وهددته لو طوّل السالفة راح اوصلها للمحاكم......هو كان ضارب ديانا....ضرب مبرح.....هددته اقلب الطاولة على راسه......هو انسحب.....ما يبي وجع الراس....

ضحكت هنا نور بلا مقدمات .....ضحكت بصوت عالٍ كالمجنونة.......ضحكت إلى ان انحنت للأمام تشد على بطنها ......دمعت عيناها...
مُراد بخوف: نور
ماكس اقترب هنا...وتبعه مراد
جثلت نور على ركبتيها وهي تضحك....وعينيها تدمعان.....أمير عضّ على شفتيه لا يعرف كيف يتصرف
ضحكت إلى أن بكت فجأة وهي تقول: كلكم كـ.......حتى هو تخلّى عني ....بمجرد ما شككتوه......ليش ما تمسك فيني...ليش.....ولا عشانه كره ديانا...كرهني......ليش تسوون فيني كذا......أمير.....ليش؟

أمير نهض وجلس امامها وضع يديه على ركبتيها
وبرجفة : امك ما كانت راح تسافر بدونك......وما لقيت إلا هـالحـ..
قاطعته وهي تبكي بحرقة: خليتوه يكرهني........واكرهه...تكرر علي...يوسف ما يبيك.......ما يحبك........ليشششششششش؟

أمير امسك وجهها بيديه وبعينين دامعتين: مستعد ارجعّك للسعودية ..و.....
قاطعته بصرخة وهي تبعد يديه عنها اردفت بانهيار: حتى هو حقير.....تخلّى عني...بسهولة.......بسهولة....
أمير بدفاع : كان مصدوم...ومقهور نور........انا ما قصرت اوجعت قلبه.....

كانت تريد النهوض تريد الابتعاد عنه صوتها بالبكاء بالكاد يخرج...تشعر بالاختناق نظرت لمُراد ....لماكس.....
اردفت بضعف: وزواجي.....مخطط له....؟...خططتوا انه يتركني بهاء.......خوفتوه......ضغطتوا عليه انت وديانا ....صح....؟

صُعق هنا أمير....وفهم إلى أي مدى كرهته لكي تتوقّع منه هذا الشيء....
تدخل مُراد : لا....نور....انا......
نور بغصة هزّت رأسها : مابي اسمع...مابي.....قلبي يوجعني....مابي......
ثم انحنت للأمام تخبأ وجهها عنهم بضعف وبكاء
أمير اقترب: نور...والله امّك بتحبك......وانا حبيتك......ساوينا هالشي مشان تكوني بيناتنا.....
كانت تبكي وتشهق
وتخرج من فاهها كلمة: أنانييين.....
حاولت النهوض ولكن رجفتها منعتها من ذلك
تحدثت : ماكس شيلني....تكفى بعدني من هنا....تكفى...
ماكس تجمّد مكانه نظر لأمير.....الذي بدأت دموعه كالسيل على خده
ولم يهتم لنظرات مُراد الذي تنم عن ندمه
اقترب منها...حملها ما بين يديه....كان سيتوجّه بها للغرفة ولكن
دفنت وجهها في كتفه وهي تهمس بضعف: طلّعني من الشقة
ولم يتوان في فعل هذا الامر
مراد حاول ان يُصيغ لها الأمور ....بلغة اخف وطء وبكلمات اقل وجع...ولكن النتيجة واحدة ورآها أمام عينيه......
ازدرد ريقه ، عدّت مرات ....شتم نفسه وهو يدفع الكرسي الجانبي للوراء ليسقط على الارض

مراد تحدث بجدية هنا وهو يقترب منه: أمير......انت بخير
أمير بضعف التفت عليه: بعطيك رقم يوسف.......اتصل عليه
مُراد بصدمة: أبو نور؟....كيف عرفت رقمه...
أمير بنبرة ندم: كنت اظنه عدوّي وراح يهاجمني بأي لحظة فكنت اراقبه طول هالسنين!

صُعق حينما سمعه يتحدث باللهجة السعودية، ويشرح له انه اكمل مسيرة هذا البُعد بمراقبته ليوسف
هذا يعني لو كان يوسف ينوي الاقتراب من ابنته كان سيمنعه
وإلا لم يُراقبه طيلة هذه السنوات
أي ظلم تجرعته نور.....اي خبث التهمها ليوقعها على هذا المنوال المتكرر من الألم؟
سحب هاتفه وقال: كم الرقم....
.
.
.
.
الأجواء سعيدة...بعيدة عن التوتر والحزن.....ابا خالد جعل العائلة كلها تجتمع في منزله......من اجل ان يخفف عن أخيه ......ومن اجل ان يغيّر الشيء البسيط من حاله......كان الضحك......يُسمع برحابة صدر....والابتسامات تتوزّع بشكل لا ارادي بسبب الأجواء الفرحة....
بينما هناك في الخارج....قلب عاشق يرفرف بفرح
لمرور الاحداث بسلام......لبرهنة حُب نبض باسمها
دون مقدمات.....حُب أتى وتسلل إلى قلبه دون أن يخطط له
حُب عميق وصادق.....لا يمكن أن يُبعد نفسه عنه

تحدث: يعني؟

كل شيء اختفى......الخوف...التوتر....الاضطراب.....ايقنت أنّه صادق ونادم على ما فعله بها سابقًا .....ايقنت أنّ لا داعي في الاسهاب فيما مضى....والتنازل امام هذه المشاعر....لتحيا حياة جميلة معه...ادركت لمعة الحُب ونبرة الحنان في صوته....ادركت انّها قادرة على ان تحبه خلال أيام قليلة........كما انها علمت جيّدًا انها على غير استعداد للعيش بلا وجوده

: كل شي بخير تطمن....لا تحاتي.....

تحدث بحب: وولدي بخير؟

ابتسمت هنا ومسحت على بطنها بخفة : وهو بخير ويسلم عليك وقول جيب لماما العطر .....
ضحك هنا قصي ليردف منصدمًا: اعترفي تشربين العطر انتي؟...تو شاريه لك...
مُهره ضحكة بخفة: لا بس اعطّر فيه الشقة.....
قصي : واضح ولدي ذوِّيق....والله....ترا هالعطر....افضل عطر بالنسبة لي...ومكـ...
مُهره قاطعته : تكفى مابيك تتفلسف....
قصي ضحك هنا...والتفت ليرى
جسّار وعزام ....وكذلك بندر ....وسعود يحدقون فيه بحالمية ومن الواضح انهم (يتمسخرون عليه)
قصي بلل شفتيه وبهمس: مهره.......مفرقين الجماعات جو.......اكلمك بعدين عمري....
مُهره ضحكت وهي تحك ارنبة انفها: طيب.......مع السلامة...
اغلق الخط ثم أشار لهم: خير؟

بندر : انتبه هنا فيه عزاب...عمري وحياتي....لا تخرب عقولنا....وتخرب اخلاقنا....
سعود ابتسم: أي والله .....انتبه لا ننحرّف بسبّتك....
قصي علم أن وقف هنا سيصبح (مسخرة ) لحديثهم
عزام قال: جسّار خلاص نويت انا اخطب....
سمع صوت من خلفه
ناصر للتو خرج من المجلس ليذهب للخلاء ولكن سمع صوت عزام
فقال بصوت عالٍ: تخسسسسسسسسسسسسسسسسسى....
التفت عليه
قصي : ههههههههههههههههه والله يا نويصر انك تورطت ورطة مع ناس حقيرين...
جسّار : ليش عاد كاره الزواج.....
ناصر اقترب: ليش بعد انت دخلت الفكرة براسك؟
سعود : انا انسحب منكم....حلو مشكلتكم...
بندر بضحكة: هههههههههههههه وانا خطبت ......يعني مالي بهالمشاكل....
ثم تبع سعود ليعودا إلى المجلس
تحدّث ناصر بجدية: انتوا من جدكم تتكلمون؟...ولا تستهبلون على راسي...؟
قصي نظر إلى التوأم: والله ما عندهم ما عند جدتي......اتركهم عنك....
عزام حّك انفه: لا والله انا جازت لي الفكرة...
وبلا مقدمات هنا ضربه جسّار على كتفه: لا قول! والله....تخسي...يا شيخ......هييييييي......اهجد
ناصر ضحك هنا: ههههههههههههههه يعني انت ما تبي...
جسّار هز رأسه بلا
قصي: ههههههههههههه غريبة عزام......يبي يزوّج شصار في الدنيا...
عزام باسهبال: ابي حنيّة....
جسّار انفجر ضاحكًا: هههههههههههههههههه ولا يهمك انا اعطيك حنيّة....
ناصر يكمل بسخرية: وانا اعطيك حُب....بس فكنا من هالسيرة.....
عزام : لا مابي منكم شي......ابيه من زوجتي.....
قصي : لا واضح الأخ مبيّت النية....
جسّار بجدية: لا تستبهل على راسي عزاموه........وش اللي نزوّج الحين......هد اللعب اشوي...
ناصر سكت ليفكر ثم قال: تبي من برا العيلة ولا من داخل....
عزام : وش بيفرق؟
ناصر: الا يفرق....عشان تطول السالفة وما نتلزّق بسرعة....لو تبي من برا عمتي بتجلس ...تدوّر على مواصفاتك....ولو من العيلة انت بتأشر من هي اللي تبيها....

جسّار بخبث وليعقد الامر: خلاص...نبي خوات توأم...
قصي فهمه فضحك: ههههههههههههههههههههه حيوان عشان ابد ما تزوجون....
عزام نظر لأخيه: والله فكّرت كذا....ههههههههههههههههه.....
ناصر ضحك: ههههههههههههه اذا لقيتوا....قولوا لي...
قصي : لا تتهرّب تبي من العيلة ولا....
ناصر بتفكير : والله ما فكرت.....
عزام غمز له: نقول نبي توأم بس يكونون ثلاث....
قصي: ههههههههههههههههههههههههه مجانين انتوا؟
جسّار : والله حلوة الفكرة عشان يطولون وهم يدورون لنا...
عزام رمق أخيه: تراني مابي اطوّل ابي ازوّج بسرعة......
ناصر ضحك: هههههههه شعندك تهيّضت على الزواج....شسالفة....؟
جسّار بطنز: ما دريت هالحين موسم تزاوج السحالي عشان كذا...
قبل ان يكمل وعلى صوت ضحك ناصر وقصي
ضرب عزام أخيه بقوة على ظهره
: كل تبن.......بس......
قصي : ههههههههههههه ...استغفر الله يارب...
ناصر : هههههههههههه مالكم حل انتوا....
عزام : شوفوا .......الاوضاع الحين حلوة ....عادي نكلم....
ناصر بجدية: لالا مو الحين.....اجّل اشوي....
جسّار أشار لاخيه: وإن تكلمت والله ذبحتك.....تكلم أسبوع الجاي....
عزام ابتسم: ترى لتكلمت ماراح يزوجونا بكرا....
ناصر: مانبي حن وزن.....اجّل
قصي : ههههههه الله يعينكم...
عزام نظر لناصر: فهمتك تمام....بدخل المجلس...
جسّار مسك كف أخيه: بجي معك...
عزام فهم أخيه: ههههههه والله مابقول
قصي: ما يثق فيك....واضح نكبه.....
ناصر قبل ان يدخل الخلاء: حط عينك عليه يا جسّار لا يوهقنا....
جسّار : هههههههههه لا تاكل هم.......
.
.
.
.
بدأ بمرحلة الرسائل ....بمرحلة وصف الحُب كصورة ......مثالية ...مبروزه بعشق لا ينتهي.....
لن يستسلم.....لن يقف ويستمع ويطيع امرها...
كتب
(وفي قُربك، يزداد حُبي واشتاقُك اكثر!)

.
.
نظرت لهاتفها ولتلك الرسالة ....قرات رسالته وعقدت حاجبيها.....قرأتها ثلاث مرات ...بكل سخرية!
ثم همست: شعنده قيس بن الملوّح...
كانت نوف بالقرب منها
سمعتها لتردف: صيري له ليلى ...
شيخة انتبهت لهمسهم وحاولت التصنّت عليهما لتردف الأخرى بهمس
: فيا ليتَ هذا الحبَ يعشِقُ مرةً ، فيعلمَ ما يلقى المحبُ مِن الهجرِ
فتحت الجازي عينها على وسعهما
فقالت بتحذير: جب....
ضحكت شيخة ونوف هنا
ام سيف تحدثت: والله احسن شي سواه اخوي هاللّمة الحلوة هذي.....
ام ناصر: أي والله.....يحاول يغيّر من مزاج اخوه يوسف...الله يعطيه العافية...
ام ناصر بتنهد: امين ....
ثم قالت: إلا ما قلتي لي يا ام سيف.....متى بكون زواج قصي....
ام سيف بهدوء: الشهر الجاي....
الجازي حاولت أن تخرج نفسها من همزات ولمزات نوف وشيخة فقالت: عمتي ما تحسون بدري مرا؟
ام سيف ابتسمت في وجه بنت اخيها: تعرفين عمك ما يحب فترة الخطوبة تصير طويلة.....وماخفي عليك قصي مستعجل....
نوف همست لشيخة: اكيد بيستعجل ......ياخي صدق .....طلعت خطيبته مُزه....
لكزتها شيخة لتتحدث ما بين اسنانها: لا تبالغين وبلعي لسانك لا يجيك كلام يسنعك الحين.....
نوف ضحكت بخفة ثم سكتت
لتردف ام ناصر: الله يوفقه....وعسانا نفرح في الباقي.....
ثم التفتت على عبد لله: ما شاء الله عبادي كبر........
ام سيف ابتسمت: أي الله يبلغنا فيه ...
الجازي ابتسمت لهما على مضض: آمين...
نوف نظرت للرسالة التي أتت لها
من أخيها بندر
(سوي قهوة)
تأففت هنا نوف
فقالت شيخة: شفيك....
نوف : يبوني اجدد القهوة للرجال...
شيخة : قومي....مليت أصلا من الجلسة هنا...
نهضت نوف وشيخة
فقالت ام ناصر: على وين؟
نوف ابتسمت لها: بندر يبيني اسوي قهوة.....
هزت رأسها ثم ذهبت وهي وشيخة إلى المطبخ...
دخلتا إلى المطبخ
تحدثت شيخة : صدق اختك ما زالت تبي الطلاق..
نوف زفرت: أي.....بس هالليّام هذي طاخه اشوفها....
شيخة بهدوء: واضح سيف يحاول انه يرضيها....
نوف وضعت القلاية : حاسة فيه ....انه نادم......بس اختي موجاية تسامح ابد
شيخة فكرت مطولًا ثم قالت: واضح انه كاسر قلبها....
نوف: بقوة
.
.
.
ابتسم في وجهه: الحمد لله على كل حال......بس والله ماخفي عليكم قلبي مشوّق ومستعجل اسافر اليوم

بو سلطان بهدوء: العجلة ما هيب زينة وانا خوك....كلها يوم وتروح تشوفها.....
التفتت انظار التوأم وقصي وجميع من لا يعرف بقصة نور
تساءل قصي: يشوف مَن يا عم؟
التفت عليه أبا سيف: بنته نورة؟
بانت علامات الصدمة على وجوههم ولكن لم تطول حينما قال
أبا خالد: باذن الله انا وناصر وسعود وبو سلطان وصاحب الشأن بو ناصر بنسافر بعد يوم لأمريكا.....عشان نورة......اذا تذكرونها......

خالد يتذكرها بصورة ضبابية تمنعه من تذكر ملامحها بشكل مثالي
بينما بندر لا يذكر ملامحها اصلًا
التوأم يذكرونها جيّدًا حتى انهما آنذاك يقولون
لها بسبب تغاير عينيها
(يا القطوة)
كانت تبكي لذلك اللقب ......وتذهب لأحضان ابيها يوسف شاكية عليهما!
قصي يتذكرها ولكن لا يتذكر ملامح وجهها اطلاقًا
لا يستطيعون ان يتساءلوا عن الامر
فسكتوا
ونظروا لناصر والذي نظر لهم وكأنه يقول
(افهمكم بعدين)

وعلى هذه النظرات والاحاديث رنّ هاتف يوسف
أجاب كعادته دون النظر للرقم
: الو....

صعب جدًا ان تحدّث شخص تُجزم انّك ظالمه لسنوات كثيرة
وتعلم جيّدًا انّه تجرّع آلام عدّة وخضع لخسائر لا تُحصى
انخرس تحت انظار مُراد الذي ينظر إليه بصمت وبتفكير طويل
ينظر إلى شخصيته التي لم يراها
شخصيته على صورة انانية تشابه شخصيته قبل ست سنوات!
كيف كانوا هكذا!
هو متعجب من حالهما
خائف من العقوبة!
بينما أمير حكّ جبينه.....بلل شفتيه عاجز عن نُطق حرف واحد
تحدث يوسف: مين معي؟

معك القرار الخاطئ
الآثام المستمرة
الثعلب المكّار
قاتل روحك وجسدك!
أمير عاجز أن يتلفظ باسمه ......ظنّ انّ يوسف عدو ذو قوة في رد الصاع صاعين
ولكن لم يعرف انّ خيانة احب الناس اليه اضعفته
وجعلته يتخبط حتّى في قراراته
سلبت منه عقله...وروحه....وجسده......حتى به تهاوى هكذا نادمًا بعد صراعات التفكير!
كاد يوسف يغلق الهاتف
ولكن تحدث أمير بسرعة: يوسف....
.
.
يوسف لم يُميّز النبرة...ولم يأتي في باله انه أمير
تحدث: ايوا يوسف.....من معي؟
سكت كل من في المجلس مستمعًا لأبا ناصر(يوسف)
فقال وهو يغمض عينيه ليرى ذنبه
ليسمع
صوته وهو يقول في الماضي
: ما فيه غير هالحل ديانا....
تبكي تشد على يديه: ما راح تنجح هالخطة .....يوسف بحب نورة كتير.....بحبها من ئلبوا

أمير تمسّك جيّدًا باكتافها : اعتمدي علي هالمرة....

عاد بذاكرته على صوت يوسف
: الووووووو؟

لا يدري كيف يُخبره انه عدوّه اللدود ، الشخص الذي هدم كيانه.....وعلّق رقبته على حبل المشنقة
مُراد اقترب منه همس: أمير لا تضغط على نفسك
نظر إلى وجه مُراد بعينين دامعتين
سمع صوت يوسف الذي يقول
: الو....قلت من معي....
أمير اغمض عينيه لتنساب على خديه دموعه: امير.......
وبرجفة اردف: زوج ديانا طليقتك!

انتهى









اتمنى لكم قراءة ممتعة واعتذر عن الاخطاء الإملائية



ملاحظة مهمة
احاول قد ماقدر انزل بارتات كثير واحاول اختم لكم الرواية بالشكل المطلوب وقبل الدراسة


فهذي الاحداث جدًا مهمة وما هي تمديد وتمطيط(*

ماقدر اعدي هذي الاحداث وعلى طول ادخل في النهاية اول ادخل في لقاء نور مع يوسف


اتمنى الفكرة وصلت
وتحملوني اشويتين(*



ولا تحرموني من تفاعلكم

حاسة اني خسرت بعض الردود((&

تحياتي

شتات الكون



JAN 06-27-2020 06:19 PM


البارت السابع والعشرون
.
.
.
.







.
.
.
.
ما تفكّر به قد يحدث!
فلسفة عقلية
تُدخل في تفصيلات العقل الباطن وكيفية ترجمته لكل ما تفكّر به وتؤمن!

.
.
.
هل اثبت يوسف هذه النظرية ؟
هل حقًّا جذب إليه ما يفكّر به...
.
.
هو اصبح يُسرف في النظر إلى صورتها قبل خلوده إلى النوم
يحدثها سرًا يطلب منها السماح ألف مرة
قبل ان تغمض عيناه
يهمس لها حُبه الأبوي وعشقه قبل أن يخدر لسانه ويخضع للسكون
.
.
كانت مسيطرة عليه ، كانتقام لِم فعله بها طيلة هذه السنوات
شتت انتباهه من جديد وجعلته لا يفقه شيء مما يفعله في عمله
امرضت قلبه بسبب اشتياقه لها...وعصرّت بيديها عقله من شدّت تفكيره بها....
بالمختصر اصبحت تتردد في كوابيسه قبل أحلامه لتوقظ مارد الضمير الخامد بداخله
.
.
رجفت شفتيه....نظر للوجوه التي تبدّلت إلى خوف بالنظر إليه
حاول الوقوف على رجليه وهو يحاول لفظ اسم احقر مخلوق على وجه الأرض
تقدم لناحيته أبا خالد
وكذلك أبا سلطان والبقية
تحدث أبا سيف بخوف: يوسف شصاير؟
.
.
يوسف ترقرقت الدموع في عينيه
لماذا اتصل هو؟
هل ماتت نور لذلك اتصل
ماذا حدث من تطورات كي تجعله يتصل به ويتوصل إليه
والاهم كيف استطاع الوصول له
اسالة تدّق الرأس بالأفكار التشاؤمية
والسلبية.....جعلته يترجف .....ويتعرق جبينه ....ويتخطف القلق وجهه بشكل ملحوظ....هل اتاك الموت يا نور؟
هل اودّع السلام من بعدكِ؟
هل ابدأ بالنيّاح والعويل؟
هل اوبّخ الذات على ما فعلته بكِ؟
هل اصرخ في العالم انني ظالم؟
.
.
تقدم سعود: يبه.......مَن المتصل؟
بو خالد
خشي على أخيه .....على تصلّب شفتيه وعجزها على النطق....على منظر ارتجاف جسده......ودهشته المخيفة للقلوب...
سحب الهاتف من يده ....
واجلسه أبا سلطان على الكنبة
ليقول سيف: افتحوا النوافذ والباب
مشى قصي لفعل هذا الامر
فيوسف بدأ يتنفّس بصوت مسموع....ووجه مخنوق
اما أبا خالد رد على المتصل: الو مين معي؟

أمير سمع أصواتهم ....كصوت غريق في قيعان البحر ....وبالكاد يصل لمستمعي من هم على الشاطئ !
ولكن سمعه
واغمض عينيه...وبلل شفتيه...
تنفّس عدّت مرات ليُجرّأ نفسه بذكر اسمه لهذا الشخص الذي لا يدري من هو
يشعر انه يبذل جهد صعب عليه وثقيل
ولكن حان موعده
: معك أمير.....زوج ديانا......
أبا خالد نظر لأخيه كلمح البصر....ورآه يهمس وهو يشد على فخذيه
: نورة.....
ازدرد ريقه أبا خالد وخرج من المجلس
والتفتت عليه الأنظار
فقال عزام: خالي اهدأ.....
ناصر اخذ يفتح اول (الازارير) من ثوب ابيه وهو يقول: يبه لا تضغط على نفسك....تكفى يا الغالي.....

سيف بهدوء: بعدوا اشوي...عطوه مجال يتنفس....
.
.
.

أبا سيف خرج وقلبه يشدو الحانًا.....من الخوف
نظر لأبا خالد وهو يتحدث بكل غضب وعصبية وصراخ
: لك وجه تتصل بعد عشرين سنة من سواتك الشينة؟.....تبي تموّت اخوي انت...ما كفاك اللي سويته؟.....وش اللي خلاك تتصل....شصاير ؟......قتلتوا البنت؟...ضيعتوها؟...دمرتوها؟

أمير اغمض عينيه لتسقط دموعه تحت انظار مُراد الذي لم يعد بيده شيء يفعله
حقًّا هو دمرها وقتل روحها

تحدث بثبات وبداخله عواصف تأخذه يمنةً ويسرى!: خيي......نور عايشة....بس محتاجة إلكون.....بليز...خبّر يوسف بهيدا الشي....خليه يجي على أمريكا بأسرع وئت.......


صرخ أبا خالد: ألاعيبك هذي ما تمشي علي....اكيد عرفت انه يدوّر عليها....والحين تبيه يوقع في الحفرة اللي انت حفرتها له......

أبا سيف أشار له ان يهدأ
بينما امير قال: قلت لك........خليه يجي أمريكا.....نور بحاجتكم....امها انتحرت....وعرفت بكل شي........عرفت الحقيقة......مو قادر اسيطر على ولا شي!

أبا خالد صُعق من خبر انتحار والدتها .....عقد حاجبيه
وقبل ان يتسرّع في الرد
قال أبا سيف: كلمه بهدوء
هز رأسه ثم قال: برسل لك رقمي الحين........وبتصل عليك بعدها باي
ثم نظر للرقم .......ارسل رقمه .....وسريعًا دخل المجلس وتبعه أبا سيف
هنا وقف يوسف بعد ان استوعب كل شي
اقترب من أخيه
وبانهيار: بنتي غازي...بنتي؟....عايشة ولا ميتة؟

نظروا لوجه أبا خالد
ازدرد ريقه: عايشة....
أبا سلطان لم يتحدث ولم ينطق كلمة واحده لكي لا يزيد الامر سوء بأسالته
وكذلك الشباب
أبا ناصر بصرخة فقد فيها اتزانه : اجل ليه متصصصصصصصصصصصل هالكـ....
بو سيف اقترب منه: اهدأ يا بو ناصر.....البنت ما فيه إلا العافية .....
بو ناصر نزلت دموعه على خديه: تكذبون علي.....مستحيل يتصل علي عشان...
قاطعه أبا خالد: متصل عشان أمها انتحرت والبنت....عرفت بكل شي......ومنهاره......وواضح فاقد السيطرة على كل شي....
بو سلطان بحذر: يمكن يكذب ومسوي فخ....
سعود بحقد: ان شاء الله يلحقها هو بعد.......
ناصر رمق أخيه ليسكت....
بو خالد بعجز: مادري اذا صادق ولا لا.....انا لازم اسافر قبلكم اشوف الوضع......
بوناصر : لالا بسافر معك ماقدر انا اظل هنا ....ما اقدر...
بو خالد بحكمة: لا تستعجل يا خوي...
ثم نظر لخالد: خالد شوف لي الحجوزات.....ابيك تحجز لي الليلة.........على اقرب وقت ممكن....
خالد الضائع في حديثهم وتصرفاتهم: طيب...
ثم أشار لسعود: بلغي حجزك
سعود : عميييييي..
قاطعه بصيغة امر: هالامور ما يبي لها طيش.....اجلس عند امك واختك....
سعود كان سيتحدث ولكن عزام لكزه وهو يهمس: خلاص سعود صل على النبي...
سعود زفر ومسح على رأسه
فقال أبا ناصر: غازي.....احلف لي انها عايشة....احلف لي...

بو خالد اقترب من أخيه قبل رأسه ومسك كفي يده ليردف: اقسم لك بالله العظيم.......قال لي عايشة....ما فيها شي....بس من زود خوفي عليك.....ابي اروح اشيّك على الأوضاع قبل.....تطمن......تطمن يوسف....وشد حيلك.....تقوّى وانا خوك....
هز رأسه
بو سلطان نظر لقصي: قصي جيب ماي لخالك....
هز رأسه وذهب لناحية الطاولة لجلبه....

جسّار همز لناصر: نويصر علمنا بالسالفة صايرين مثل المجانين وقلوبنا بدأت تضرب شوط خوف....

لا يتغيّر أسلوبه حتى في المواقف الصعبة
ابتسم ناصر رغمًا عنه وأشار له وللبقية يخرجوا حتى سيف....

وحينما اصبحوا في الخارج قريب من المجلس
تحدث: ديانا خانة ابوي......وخذت بنتها بتلفيقها لكذبة طويلة عاش ابوي مرارتها...
سيف بجدية: شلون؟
قصي : الحيوانة......كيف كذا....وليش ما درينا من اول....
عزام : لحظة لحظة .......شلون اخذتها منه .....والاهم شلون هو تنازل عنها...
جسّار : الله لا يرحمها......جننت خالي ......
خالد : يعني عمي كشفها وقتها ولا كيف صار كذا...
بندر نظر لهم: هدوا اكلتوه بالاسئلة
بندر بانفعال: الكلـ.....خانته مع اللي داق على ابوي أمير.......
عزام بصدمة: عشان كذا....خالي انصصصدم.....حسبي الله عليه......
جسّار بانفعال: وعليها...
سيف: كمل ناصر
ناصر حك ارنبة انفه: شككوه انه نورة مو بنته.....وسوى تحاليل ....واخفوه عنه ....هذا اللي فهمته من ابوي.....
بندر بغضب وانفعال اطلق شتيمه قوية بحق ديانا....
فقال خالد بغضب: حسبي الله عليهم ...جنننوا الرجال....
عزام بجدية: ليت خالي دخلهم في سين وجيم.......ووقفهم وقتها عند حدهم...
جسّار اكمل: واضح خالي وقتها مو في وعيه من صدمته....
بندر: شي مو سهل...الخيانة مو سهله....الله يلوم اللي يلومه......
خالد نظر لناصر: والحين كيف عرف انها بنته....
ناصر هز اكتافه: تقدر تقول انبّه ضميره....بوقت متأخر....و
قاطعه سعود بغضب: أصلا واضح يفكر فيها طولة هالسنين ...بس يخبي علينا...والحين مع كبر سنه....ما قدر يتماسك اكثر....
عزام مسح على رأسه: حسبي الله عليهم.....
قصي بصدمة : وله وجه يتصل عليه يبي يجلطه الله ياخذه.....
سيف : ناصر....عمي.....لازم يداوم على علاجاته.......وتبعدونه عن أجواء الضغط رغم هالشي صار مستحيل .......والافضل انه ما يسافر......حالته الصحية ما تسمح...
سعود بقلق: ابوي ما راح يوافق.....
سيف بجدية: عارف.....بس وضعه اقولكم ....ما يطمن....
ناصر: مادري والله شسوي انا احس مختبص من هالسالفة.......
قصي اقترب منه وطبطب على ظهره: هونها وتهون...
عزام نظر لسيف: شلون يعني وضعه ما يسمح....
سيف نظر لأخيه: الجلطة اللي جاته قبل......لها آثار جانبية حتى لو طفيفة.....واخاف مع هالضغوطات....يـ...
قاطعه جسّار ليخفف عن البقية: لا ان شاء الله مو صاير له الا العافية...
عزام : تعالوا بس...صلوا على النبي...ودخلوا اجلسوا.....مو صاير الا كل خير...
خالد اقترب من ابن عمه ناصر وطبطب على كتفه
وكأنه يخبره
أن كل شيء سيصبح بخير اهدأ
.
.
.
لا يعلم إلى اين يأخذها......إلى اين يستقر بها....وضعها على المقعد الامامي ...وارجعه للخلف لتستند عليه
لم يسمع لها صوت بكاء....انهيار....كانت مستلقية تنظر للنافذة بعنينين جاحظتين.....تشد بقبضة يدها على ملابسها.....تتنهد بين الفينة والأخرى
ينظر إليها ...وهو يفكر إلى اين يذهب....تذكر منزل جدّته المتوفية .....لم يكن قريب منهما بل يحتاج للوصول إليه ساعة تقريبًا!
فسلك طريقه
ولكن أوقف سيارته جانبًا لشراء ماء
ثم عاد وقبل ان يحرك السيارة مدّه لنور
: take it
نظرت إليه ثم هزت برأسها انها لا تريد
لا يريد ان يزعجها اكثر....سمع رنين هاتفه ولكن لم يُجيب عليه
أما هي اغمضت عينيها ......تذكرت ملامح وجه والدتها
عقدت الحاجبين بطريقة تدّل على وجع قلبها.....تذكرت حديث والدتها
تذكرت رسمتها لها .....تذكرت كل شيء....حتى أنانيتها...
لماذا هربت؟
كانت تتساءل لماذا فعلت بها كل هذا
ازدردت ريقها.....بكت .....بصمت....ولكن بدموع ثقيلة.....
تشعر بالوحدة وبالخوف......تشعر بالخذلان ......تشعر انها الآن ادركت معناه الحقيقي.....خبر انتحار والدتها.....لخبط مشاعرها كليّا.......لو لم تنتحر وعلمت بالحقيقة لكان سامحتها
لأنها لم تتخلّى عنها بسهولة كما فعل يوسف
ولكن الآن لا تستطيع ان تسامحه على الكذبة ولا على هروبها؟!
لو كانت عزيزة حقًّا على يوسف
لتمسك بها......تشبث بيدها وهي تلوّح له
قبل خروجها من الغرفة ولكنه لم يفعل؟
لم يُبدي لها حُبه الأبوي في الصورة الأخيرة التي تذكرها
عاملها كطفلة غريبة عليه...ولكن لم تدرك وقتها هذا الامر
ادركته الآن وتجرعت مرارته....
زادت نبضات قلبها.....وزاد تعرّق جسدها......خائفة!
جميع من وثقت بهم ....هدموا هذه الثقة ....بقساوة....
بمن تثق؟ وبمن تُسند نفسها عليه؟
لا أحد

وهي لا تريد احد...تريد العيش بسلام دون وجوه منافقة ومخادعة ....لا تريدهم .....يكفي...ما تجرعته منهم.....

بينما ماكس كان ينظر لتقلب وجهها...وحالها.....وينظر لطريقه....
اغلق هاتفه بسبب الرنين المستمر.....
.
.

مُتعبة .....تشعر بالثقل.....بطنين صوت والدتها.......تشعر بيديها تطبق على جسدها...تحتضنها......تشعر بهمساتها......
انكمشت حول نفسها...وبكت بصوت وهي تكرر: خلاص وخري عني وخري
نظر إليها هنا ماكس بخوف: نور.....اهدي.....
نور فتحت عينها ونظرت إليه بعينين دامعتين: ليش خذت جوازي؟
ماكس سكت وركّز بطريقه وشد على مقود السيارة
أكملت بهذيان: ليش تكرهوني كلكم؟

تحدث وهو ينظر للأمام: ساعات لم نحب حدا....من كتر حُبنا لألوه ....نوجعوا بدون ما نحس.....
نور بكت بصوت ...تشهق ...تبكي....تهذي......تضرب على فخذيها وقلبها بوجع
وهو يستمع لها....وبعد وصولهم.....نزلا من السيارة .....نظر لكل المفاتيح المعلقة في المدلية
لا يعرف أي واحد منهم تابعًا لباب جدته....ولكن جربهم جميعًا إلى ان فتح الباب
وأشار لها بالدخول.....نظرت للبيت بطرازه القديم.....نظرت للغبار الذي يغطي الأرضية....للأثاث الذي وضع عليه غطاء ابيض.....
اغلق ماكس الباب.....ثم قال
: دخلي....
فتح الانوار......ورآها خافتة ....لا تنير ارجاء المكان كلها...ازاح الغطاء من على الكنبات
فاردف: راح جيب صوفيا تنظف المكان بكرا....
مشت ورمت بنفسها على الكنبة التي تشبّعت من الغبار ولكن لم تهتم نور
تحدثت بهذيان وعدم اتزان: ماكس...عندك شـ...
ذكرت اسم شراب مما حرمه الله
نظر إليها ماكس
فهم انها عادت للتخبط وعليه ان يراقب افعالها
تحدث وهو يزيح بقية الاغطية: من اسلمت ما اشرب...
هزت رأسها بتفهم دون وعي منها....
نهضت وهي تترنح يمين ويسار بسبب خوفها ورجفتها ....وتخبط مشاعرها.....
: بروح اشتري واجي...
وقبل ان ترفع قدم رجلها لتخطو خطوة واحده
امسك بزند يدها
ونظر لعينها: نور......الشراب ما راح يحل لك مشاكلك.....
نظرت لعينيه .....لثباته......لتحديقه بها بحدة نبرته وكأنه يوبخها....
سحبت يدها منه.....ثم ولّت بظهرها عنه
لتردف : مالك دخل فيني...

ومشت متوجّه للباب ولكن لحقها وامسك بها من جديد....
ولكن هُنا نور تجرّدت من صمودها......من هذيانها لتترجمه بهذه العواصف....
سحبت يدها منه........صرخت في وجهه......: قلت لك مالك دخل فيني ......وخر عني.....
فتحت جزء من الباب ولكن ماكس لا يريد من جنونها هذا الاستمرار حتى الغوص في وحل الخراب....ظنًا منها انه طريق سليم ...وطريق لنسيان....
سحبها من يدها بقوة ...ليبعدها عن الباب.....وبسبب ضعفها سقطت على الأرض اقفل الباب ووضعه في جيبه.....
ثم مشى من أمامها وكأنه لم يفعل شي....
يعلم انها سترد عليه ...هي الآن تراه منفذًا لِم بداخلها...
لا يوجد امير ولكن يوجد ماكس
لا توجد ديانا ولكن يوجد ماكس
لا مكان لوسف
ولكن هنا مكان ماكس!

ارتجف صوتها واخذ صدرها يهبط ويرتفع بشدة
تشعر بكرههم....وتشعر بكرهها لهم.......بكت بدموع ثقيلة ونهضت هنا سريعًا .....وجمد الدم في آخر أنفاسها!
شعرت بدوران شديد.....وغشاوة على عينيها مع لحظة مؤقتة من فقدان الرؤية ......وقفت مكانها....سكنت ......امام ضعفها....إلى ان أصبحت رؤية ماكس بالنسبة إليها واضحة
فذهبت لناحيته
وبلا مقدمات مدّت يدها على مخبأ الجاكيت الذي وضع بداخله المفتاح
ولكن امسك يدها سريعًا
واردف بهدوء: ما راح تشربين....

يُعاندها.....وهي في حالة هيجان....يُعاندها وهي في اشد حاجتها لتفريغ غضبها
دفعته بقوة ولكن لم تأثر به دفعتها ثم صرخت هنا وبكت في الآن نفسه.....تشعر انّ الكون كله ضدها.....تشعر انّ ايادي كُثر تمتد على عنقها لتخقنها
تريد والدها.....تريد والدتها رغم ما فعلته بها...تريد ان تحضنها....تهمس لها
(سويت كل شي عشاني احبك)
تريد ان تصدّق الكذبة ......من اجل ان ينزاح عن قلبها هذا الثقل
تريد ان تعود للوراء
تعود قبل ان ترى بهاء الدين الكاذب.....تريد ان تُمحي من ذاكرتها آلامًا عدّة
أهمها آلام الوحدة والولادة!
تريد ان تعود لغرفتها البسيطة....في مدينة الرياض في ذلك الحي....الذي احتفظ ببقاياها ....الذي يصرخ بطفولتها العَذبة بسبب تعامل والدها لها بكل حنيّة وأبويّة مثالية .....
صرخت لكل هذه الذكريات.....صرخت وبكت ....بانهيار ......
الحُب.......الذي عاشته......العشق الذي لا مس اطراف قلبها.....النظرات التي اشعلت نيران الهُيام في خلايا عقلها.....جميعها كذب....جميعها خداع....
الاحتضان......الطبطبة على الجِراح.....الهمسات الابوية.......وقبلات الأمومة......بُنيت على كذبة...تجرعّتها لمدة الواحد والعشرون سنة!......عاشت في تذبذب ديني...اجتماعي...معنوي بسبب كذبة......كذبة واحدة.....باعدت بينها وبين موطنها الأصلي آلافا من الاميال!.....باعدت بين قلوب احبتها بكل براءة .....كيف تعيش؟ كيف تستمر في العيش الآن....

انانية البُعد وقصته استمرت وخُتمت بانتحار عنيف......ركلت الطاولة الخشبية.....فقدت اتزانها....
كُل شيء بدأ يتدفق أمام عينيها
صراخ والدتها
الدم الخارج من تحتها...
ضرب يوسف لها...
اخيرًا
حصة ووضع يديها على عينها لتمنعها من رؤية الباقي
صرخت بوجع وهي تضرب على قلبها

لا تتوقف الذكريات تستمر في لحظة الضعف والانهيار....تستمر لتفلق قلوب عديدة
تذكرت حبها .....الحُب الذي عاشته بصدق...حتى انها سلمّت روحها وجسدها له!
الحُب الذي اخرجها من الظلمات الى النور
ظلمات الضياع إلى نور السكينة والهدوء
تذكرت همساته
:احبج هواية نور
تذكرت لمساته الحانية لتخفيف جراحاتها وهي تعاتب الجميع وقتها
تذكرت احتضانه...تذكرت نظراته التي تستمد منهما قوتها....
لم تتحمل هذا التدفق من الذكريات
ضربت على الأرضية بوجع
عاشت طيلة حياتها في كذبة........كذبة ادّت بها إلى الكثير من الاوجاع....كذبة جعلتها تلد طفلة صغيرة .....تريد ان تحتضنها ولكن خائفة من ان تقترب فتحرقها!
كذبة جعلتها تقترف الكثير من الخطايا عنادًا لديانا
كذبة جعلت ظهرها منحنيًا ......لفروقات ...كثيرة ....
فروقات التفكير.....والعادات والتقاليد.....والتعاليم الدينية.....
هذا الكون اظلم ......معتم.....ومخيف...تريد الهروب منه....تريد النجاة من هذه الذكريات ...ومن عتمة المكان...صرخت ....وهي تضرب برأسها على الجدار ......
بينما ماكس...دمعت عينيه....يريد منها ان تبكي...ان تفرغ ما بداخلها ألا تكتم اوجاعها لكي لا يزداد الامر سوء
ترك لها المجال...ولكن خشي عليها حينما رآها تؤذي نفسها دون وعي منها
اقترب منها وحاول ان يُمسك يديها بحركاتها العشوائية
بينما هي كانت تعيش في مرحلة استرجاع شريط حياتها بصورة توضّح لها سذاجتها بتفكيرها السوداوي
تشعر بالسذاجة والخداع انها قبلت ان تعيش كل هذا
رغم انها في الواقع لم تتقبله وفعلت الكثير من اجل تغييره ولكن لم تستطع
ضربت بيدها على قلبها وهي تتذكر حبها
وخضوعها لبهاء
هذا الامر حقيقةً يوجعها بشدّه لأنه قرارها الوحيد الذي اتخذته هي وبالأخير اصبح قرار خاطئ
تشعر بكرهها لنفسها حينما جعلته يقترب منها ويهدم جميع الحدود معها
تذكرت نبرة ابنتها....لمساتها على ساقيها......فحركتهما بسرعه وكأنها تريد ان تبعدها
ولاحظها ماكس هنا وعقد حاجبيه
كانت مغمضة لعينها تبكي بجنون
لا تريد ان تعيش سندرا او كما اسماها والدها بـ رتيل ما عاشته
لا تريد ان تعيش قصة مشابه لها....لا تريد ان تكون سببًا في اوجاعها......لا تريد منها ان تحبها واو تكرهها ...لا تريد كل هذا
ولكن صوت سندرا يتكرر
: ماما......ماما.......ماما....ماما...
وضعت يديها على آذانيها تخبئها
اخذت تتخيّل صوتها على صورة عتاب لتردف لها
: ليش حاولتي تموتيني؟!
بدأت تتخيّل انّ ابنتها تلومها على محاولاتها في اجهاضها...في الخلاص منها....في ضربها وهي في بطنها...في...
.
.
تذكرت تلك الحادثة جيّدًا وهي في غرفتها قبل ان تُحتجز في المستشفى....قبل ست سنوات...من الآن .....
حالها آنذاك يشابه حالها الآن....كانت تعتصر آلمًا ووجعًا
تبكي لماذا بهاء الدين (مُراد) فعل بها كل هذا
هو احبها
اهداها الحياة
لماذا الآن تخلّى عنها بهذه الصورة البشعة ؟
أقفلت الباب على نفسها ونظرت لبعثرت المكان .....الناجم عن انهيارها وضعت يديها على بطنها ...تتحسس النتيجة التي آلت بها لهذا الجنون .....اخذت شهرين ......وهي تسكن بداخلها سندرا .......شهرين من البكاء....المستمر....والنحيب المزعج.....شهرين من حاولات التخلّص منها......
نظرت للسكين التي بيدها.....تسمع صراخ الجميع ...تسمع طرق الباب عليها
تسمع والدتها ديانا تكرر: بنتي نور....بليييييييييز افتحي الباب....نور......نور......

كانت مستمرة في التحديق للسكين......دموعها تنساب بلا توقف...عقلها....يترجم حديثه الأخير إلى أمور كُثر عجزت عن تفسيراتها...
وضعت السكين على معصم يديها.......
زادت الضربات على الباب
وزادت نبضات قلبها.....
سمعت ديانا تحدث امير الذي دخل للشقة للتو
تصرخ: نور راح تموّت حالها......
ركل امير الباب
اما هي سريعًا ما جرحت يدها.....
نظرت للجرح.....ثم لأرجاء الغرفة......فتاة....مراهقة....مبعثر كيانها...كرهت الحياة....فكرّت بالانتحار مرارًا وتكرارًا ولكن لأوّل مرة تجرؤ على فعله الآن....خافت عندما رأت الدم
جثلت على ركبتيها...بكت....صرخت......
امير ما زال يركل الباب
الى ان انفتح على مصرعيه ليضج المكان بصوت والدتها: نوووووووووووووووووووووووووووووووووووووور
.
.
.
هي من فكرّت اولّا بالهروب....هي من فعلتها قبل ان تفعلها ديانا...ولكن لا تجرؤ على ان تُسهب في هذه الاحداث ولكن ماذا حدث لها الآن....بدأت تتذكرها بأدق التفاصيل.....
كانت تبكي منهارة ...تنظر لمكان الجرح الذي بهت لونه.......
هزها ماكس يريدها ان تفيق على نفسها.....
كانت تصرخ من أعماق قلبها وهي تضرب على بطنها.....
شد على يديها وثبتهما على بطنها ليمنعها من الحركة

سكنت هنا...وهي تنظر لزاوية من زوايا المكان....دموعها عالقة على طرف رموشها.....
شعرها الطويل تبعثر على اكتافها ......ليعزيها على هذه الذكريات....
شفتيها ترتجفان بخوف......جفني عينها لا يتحركان ثابتان.....
حرارة جسدها ارتفعت .....
ماكس اقترب اكثر منها...مسح على خدها
كسرت خاطره.......خاف عليها ان تجن
كرر: اهدي....نور.....تسمعيني.....اهدي.....
تنفسها مضرب....افكارها مشتتة....عينيها لا تتحركان.....صوت ديانا يضج في خلايا عقلها
صورة الدم تتدفق امام عينيها...
تداخلت الذكريات في بعضها
لتتذكر
بشكل سريع......قبلتها الأولى......مشاعرها الصادقة...احتضانها للحياة من جديد
صوت بهاء
: انسي نور انا معاج ....مستحيل اتركج لحالج.....نامي.....نامي...

نامت عن ظنونه.....وغفت عن خبث تفكيره.....
احترقت نور بآخر ذكرى لها
مع ابيها في الغرفة قبل ان تأخذها والدتها منه
وهي تلوّح له تودعه
هذا الوداع الذي استمر إلى عشرون سنة
هذا الوداع الذي كتب لها ان تتجرّع أمور كثر...
هذا الوداع الذي مزّقها إلى أشلاء.....هذا الوداع الذي ظنّته مؤقتًا .....
تداخلت صور في ذاكرتها .......لترجف قلبها وجسدها
يوسف....حصة...ناصر.....اخيها الصغير....جدها ....جدتها.....افراد من عائلتها نست أسمائهم......
هزها ماكس يريد منها ان تستعيد وعيها ......ترك يديها لتسقطا على حجرها بلا مقاومة ......
خشي عليها هنا......امسك وجهها بيديه.....حدّق في يعيناه اللتان تنظران للماضي......نظر للمعة الحزن
تحدث: نور.....انا معاك......لا تخافي......
سمعتها بنبرة بهاء
كررها هذه الجملة عليها طوال زواجهما
نظرت لعينيه......تنفست بضيق......شعرت انها ستفقد وعيها....ولكن شدّت بيديها سريعًا على طرف جاكيت ماكس....
تعلّقت في اطراف آمال الحياة.......
وهي ترتجف.....بكت
وهي تردف له: خدعوني.....خدعوني...كلهم....كلهم...

ازدرد ريقه.......لا يدري كيف يخفف عنها.....ولكن كل ما فعله ...احتضنها دون ان تبادله هذا الاحتضان......
بكت في حضنه....واستمر هذيانها....إلى ان حملها...ووضعها على الكنبة ....وجعلها تستلقي عليه ...ولكن نور استلقت على جانبها الأيمن ...وانكشمت حول نفسها....
اغمضت عينيها....ابتعد ماكس يبحث عن لحاف يغطيها به ووجد.....ثم عاد ووضعه على جسدها الذي يرتعش....
ثم جلس على الأرض بالقرب منها
مسح على شعرها بهدوء واخذ يطبطب على كتفها....
فتح هاتفه بنفس اللحظة وانهالت عليه الرسائل
ولكن لم يقرئها ارسل لمراد
(طمن امير نور بخير)
ثم اغلق هاتفه من جديد
لا يلوم نور على هذه الانهيارات ولا يستطيع لوم امير على ما فعله بالماضي.....
مسح على شعره بهدوء...ثم نظر إلى وجهها
.
.
.

.

تنظر له .....تشعر بالحرج منه بسبب ما حدث...تشعر بالخوف ولكن متيقنة من حبه لها....غير قادرة على ان تجعل نظراتها ثابتة عليه.....ان تحدثه بطلاقة مثلما يفعل......تشعر انّ ما حدث لها جعلها تبني حواجز وحصون مشيّدة بينها وبينه رغم انها تحبه....ولكن حتى حينما يحاول ان يُمسك يدها تشعر بلذعه مخيفة في فؤادها فتسحبها بهدوء.....ازدرد ريقها
وهي تردف: ليش خطبتني؟

كان يرى التغيرات التي طرأت عليها....يرى كيف بدأت تهتم لتخبأت شعرها....من مرأى عينه....ينظر لتحذرها من ان يُمسك يدها....رأى خوفها وحبها منه ولكن لن يلومها ابدًا على كل هذا
ما مرت به صعبًا
: لأني احبج....
اشاحت بنظرها عنه......هل هذا الحُب الذي سيغذيها لنسيان ما حدث؟ هل هذا الحُب الذي شعر به قيس ليلى......وهذى به عنتر لعبلة؟
هزت رأسها
ليكمل بهدوء: قررتي تتحجبين؟
ايلاف لا تدري......ولكن لا تريد ان يرى احدًا شعرها.....وربما....اتخذت القرار الصائب في حياتها
وهي تهز رأسها بنعم
فقال: لايق عليج وايد....
ابتسمت له .....وهي تفكر.....ليت لم يحدث لها ما حدث....ليت .
قاطعها وهو يقول: بكرا راح نملج......ايلاف سمعيني زين....
ثم اخذ صوته يلين: انا ما خطبتج عشان شفقة ولا غيره.....انا نيّتي هذي من زمان ......بس جات بوقت .....
قاطعته وهي تنظر إليه بعينين دامعتين: كان ودي ....
قاطعها وهو يُمسح دموعها : عارف
ابتعدت عنه بشكل ملحوظ
فقال: آسف.....
نهض : راح امرج الصبح....
وقبل ان يخرج قالت: ما كلمتك نور؟
التفت عليها: لا.....ليش هي ما جاتج ؟
هزت رأسها بلا
فقال: يمكنها مشغولة ......لا تحاتينها....
ايلاف اردفت: ان شاء الله.....تصبح على خير
طارق بهدوء: وانتي من اهله
ثم خرج
.
.
.
وهو يفكر بحالها هذا؟
.
.
.

ايلاف تحتاج الى طبيب نفسي هذا ما دار في عقله
ولكن لن يجعلها تخضع له....حركاتها...ترددها في الحديث....خوفها من لمساته......تجنبها للنظر إليه
علامات لا تبشره بأي خير......ولكن لم يضغط عليها....ولن يجبرها على ما لا تريده....سيحاول أن يقف معها إلى ان يُمحي ما حدث من ذاكرتها.....فمن الصعب نسيان أمر....أخذ منك الكثير
وهذا الامر اخذ منها
الثقة واستبدلها بالتردد
وانتزع منها الطمأنينة ليحل محلها الاضطراب
التشتت يشع منها ....بوضوح.....ووجود والديها في هذا الحال مهم ولكن ماذا يقول؟
حقًّا جورج ظلمها ودلال قتلتها مُنذ ان ولدتها!
زفر بضيق على هذا الحال
وشدد الحراسة عليها ثم خرج
.
.
.
.
اضطرت للذهاب إلى منزل كرهته وحمل بين طياته مُعاناة طويلة
ولكن شعورها بالتعب وبالخوف من ان يحدث لها شي اجبرها على القدوم هنا
فأخبارها قصي : روحي بيت عمك .......هذي الأيام ماقدر اجيك......
مُهره بتساءل: ليش؟
قصي بهدوء: عمي بو ناصر تعب من جديد....وتعرفين كل العيلة في حالة استنفار.....
مُهره بتفهم: تمام
.
.
وهنا اتصلت بعمها والذي من الواضح انّ قصي حدّثه قبلها آتاها اخذت ما تحتاجه ووضعته في حقيبة متوسطة الحجم
ثم ذهبت معه
وها هي الآن أمام باب منزله تحدّق به...تذكرت أوّل قدومها إليه ....يتيمة وضعيفة......خائفة من المستجدات التي ستطرأ على حياتها.....عانت فيه لفترة ولكن الآن تحمد لله على كل شيء...
دخلت مع عمها الذي قال: تفضلي يا بنتي....
مشت معه ولم تزيح الغطاء عن وجهها.....رأتها زوجة عمها واستقبلتها .....بتعامل لم تعتاد ان يخرج منها ولكن غضّت بصرها عن هذا الطرف....وجاملتها
إلى ان حملت الخادمة اغراضها واوصلتها للغرفة
أغلقت الغرفة عليها نظرت لأرجائها.....تذكرت أمور كُثر....بكائها ضربها...خوفها.....تنهدت بعدها بضيق ثم أرسلت
لقصي
(قصي حبيبي.....بظل ثلاثة أيام بس وبرجع....احس بيتهم يخنقني)
.
.
.
في تمام الساعة الثامنة والنصف ليلًا مازالوا في منزل أبا خالد ....انتشر الخبر للنساء ....خبر اتصال امير.....اخذت أجواء الاضطراب تظهر عليهم.....بينما نوف اخذت شيخة لتتساءل عن الامر وشيخة لم تقصر في سرده عليها بينما الجازي لم تنصدم كثيرًا
بسبب ما اخبرها به والدها
نهضت مستأذنة اخذت ابنها لتغير ما تحته
وأغلقت عليها الغرفة
اخذت تعيد الحسابات من جديد في عقلها
تريد الطلاق ولكن لا تريد أن يؤذي هذا القرار ابنها.....لا تريد يومًا أن يلومها على هذا القرار....خائفة ان يُصبح حاله مثل....
لم تستطع أن تكمل هزّت رأسها وهي تقول
: لالا الفرق كبير

هي مؤمنة بأن نورة ستلوم عمها بأشد الالفاظ.....وربما الأفعال.....
الطلاق....بوجود الأبناء صعب
في اتخاذه كقرار نهائي!
والآن هي بدأت تُدرك هذا الأمر
ولكن العيش مع سيف بالنسبة إليها مستحيلًا
هو لم يقصّر ابدًا في جرح انوثتها....وجرح قلبها...
بدأت تحتار وتختلف موازين تفكيرها...
وخائفة من ان تُلام في المستقبل القادم
وهي لا قدرة لها على تخيّل ابنها عبد لله يأتي ويلومها يومًا على قرار اتخذته ظنًا منها مناسبًا....
ازدردت ريقها واحتضنت ابنها
لتردف: قولي......شالحل؟
.
.
.
.
نوف ضربت على فخذ شيخة: جب....جب...شالكلام اللي تقولينه....عمي يوسف يحبكم ....وخاف عليكم....وتستاهلين الكف اللي جاك من خالتي......
شيخة مسحت دموعها سريعًا: يعني انتي واقفة معاه...ضد نورة...
نوف بغضب وعصبية: قسم بالله تفكيرك تفكير بزر عمره ثلاث سنين....شنو معاه وضده......اللي صار اكبر مني ومنك....واكبر من الواحد انه يستوعبه .......لو صدق ما يغليها ما طاح مريض ...بسبب هالشي يا شيخوه....لا تزيدينها على ابوك......هجدي...

شيخة مسحت انفها بالمنديل: أصلا هاجدة من زمان على قولتك.........وتذكرت أشياء خلتني استحي من ابوي....بس ابليس يجي ويوسوس لي.....و
قاطعتها نوف : عمي مصدوم وما زال مصدوم.......ديانا وأمير ما قصروا فيه ومن واجبنا نخفف عنه ما نزيد عليه ....
شيخة هزّت رأسها برضى
ثم سمعت رنين هاتفها
فرمقتها نوف: بندروه؟
شيخة نظرت لشاشة هاتفها
ابتسمت: أي...
نوف سحبت الهاتف منها ثم اجابت تحت صدمة شيخة التي تقول: يا حمـ....هاتيه .....
اجابت: هلابي يا العاشق.......
بندر أراد الاتصال على شيخة والاطمئنان عليها
خاصة انه فهم سبب حزنها في آخر مكالمة لها
عبس بوجهه: نويّف.......عطيني شيخة .....
نوف باستهبال: شيخوه في الحمام......اخليها تتصل عليك بعدين...
شيخة صرخت هنا بحماس: لاااااااااا كذاااااااابة...
نوف اشارت لها: اشششش فضحتينا ....
بندر ضحك بخفة : ههههه عطيني إياها لا اجي...
قاطعته وهي تحدق في شيخة: شبسوي يعني....
بندر بملل: مطولة؟
نوف : والله عجبني صوتك بالجوال
شيخة ضحكت
بينما بندر عصب للغاية: نويييييييييييييييييييييييييّف....
نوف : يممممممممممممه ما قلت شي...
ثم رمت الهاتف على شيخة وهي تقول: خذي كلمي وانا بروح اشوف عبادي....
أغلقت باب غرفتها على شيخة
التي قالت: هلا بندر...
بندر بجدية وبلا مقدمات: عشان كذا كنتي زعلانة ....وقولين كل شي ببان بعدين.؟
شيخة بهدوء: أي....
بندر : ان شاء الله كل شي بكون بخير.....
شيخة بجدية : الوضع صعب.......ابوي غلط غلطة كبيرة بحق نورة ...........ونورة ما راح تسامح ابوي...ولا راح تستقبله.....وهالشي بيزيد وضع ابوي سوء....
بندر بانفعال: فال الله ولا فالك......لا تفكرين كذا مهما كان هذا ابوها....باذن الله موصاير شي...
شيخة : أتمنى....بس خايفة والله يا بندر......
بندر مسح على رأسه بتوتر: اكيد البداية صعبة ....بس بعدين كل شي بلين.....
شيخة تنهدت: الله يعدي هالليام على خير...
بندر التفت على باب المجلس بحذر: الله يسمع منك.....والحين بسكر....اكلمك بوقت ثاني ...طيب؟
شيخة : تمام....
ثم اغلق الخط وهي اغلقته ثم خرجت
.
.
نوف نزلت للصالة لترى عبد لله ولكن اخبرتها ام ناصر انه مع والدته في الغرفة فصعدت لأختها
بعد ان طرقت الباب
ثم فتحته ....دلفت الباب...فرأت اختها تُلبس عبد لله ملابس جديد
بشرود
تقدمت لناحيتها: الجازي....شفيك؟
الجازي (انتقزت )ببداية الامر ثم قالت: هااا......لا ولا شي....بس صعدت اغيّر لعبد لله.....
نوف : متأكدة؟
الجازي نظرت اليها: أي....
وبتذكر : خذتي الابرة؟
نوف هزت رأسها ثم قالت: جوجو....ادري مو وقته بس....بسألك......متى راح تبدون إجراءات الطلاق؟
تعلم نوف.....أنّ القرار إلى الآن من ناحية الجازي فقط وسيف لم يقرر بعد
هل يتنازل ام لا....لذلك سألتها بطريقة غير مباشرة لتعرف المستجدّات من هذا الامر كله!
فإن سألتها بشكل مباشر ستقلب الجازي المكان رأسًا على عقب !
الجازي مدّت ابنها لنوف: بعد ما تخلص سالفة عمي يوسف....
نوف احتضنت عبد لله وببهوت
اردفت: يعني قررتوا؟....سيف اقتنع؟!
الجازي وهي تتوجّه للخلاء: بيقتنع....بيقتنع.....
نوف هنا زفرت باطمئنان علمت إلى الآن سيف لم يحزم الامر ليُنهيه
ثم تحدثت بصوت شبه عالي: باخذ عبود وبنزل......
ثم خرجت من الغرفة
بينما الجازي أسندت
ظهرها على الجدار ونظرت للهاتف الذي سحبته من على السرير دون ان تلحظ اختها...تنهدت عدّت مرات تشعر بالتخبّط....والحيرة بدأت تقتلها .....ولكن هيهات لن تسمح لهذا الأمر أن يطُول لتتأثر به لذا
اتصلت عليه
.
.
كان في المجلس يستمع للأحاديث ويشارك عمه في نشر الطمأنينة
سمع الرنين ونهض....وعندما نظر لاسمها خشي من انّ هناك امر سيء بالداخل!
فأجاب عندما اغلق بيده باب المجلس
: هلا الجازي....
الجازي بنبرة ثابتة: تعال عند مجلس النساء ....ابي اكلمك في موضوع مهم...
سيف مسح على وجهه : طيب...
ثم أغلقت الهاتف....
غسلت وجهها متوترة من الامر برمته، أخذ قلبها يضطرب......خائفة من قرارها...خائفة من النتائج......تشعر بالاختناق .....مسحت على وجهها...
ثم خرجت من غرفتها كلها....نزلت للدور السفلي
وسريعًا ما توجهت لباب المجلس الجانبي نظرت نوف وشيخة إليها ولكن سكتوا.....لكي لا يُثيرا الشكوك أمام البقيةّ!
أما هي دخلت واقفلته
وتوجهت للباب الآخر والذي يطل على وجهة المنزل...اغمضت عينيها تنفّست بعمق.....ثم
فتحته ورأته واقفًا ينتظرها
اشارت له: ادخل....
دخل وأغلقت الباب بهدوء
مشت وجلست قبل أن يجلس...بينما هو نظر إليها بتمعّن
خسرت وزن كثير...وجهها مصفر.....لا يبشّر بأي خير....يعلم انها تعاني من فقر الدم.....ولكن ايضًا يعلم انه عاد إلى المعدل الطبيعي.....هل الآن ساء حالها دون ان يخبروه؟
مشى بهدوء لناحيتها.....وقلبه بدأ ينبض حقًّا
ودومًا ما ينبض بجانبها ولكن كان يخرسه.....يوبخّه
والآن هو نادم على كل هذا....لأنه خسر قلبه وعقله معها!
.
.
نظر كيف تهز رجلها .....هذه الحركة تفعلها كثيرًا حينما تتوتر أو تخجل!
ازدرد ريقه

اشارت له ان يجلس بعد أن شعرت بوقوفه المطوّل وتحديقه بها
ثم اخذت نفسًا عميقًا وشتت ناظريها عنه : لازم نكلم....بهدوء سيف...ونحط النقاط على الاحرف....
سيف جلس عن يمينها يفصل بينه وبينها مسافة بسيطة
تكاد ان تلاحظ ولكن هي بعدت عنه مسافة يمكنك مشاهدتها وملاحظتها...حكّت ارنبة انفها بتوتر ...وتردد كبير...
: في ايش بالضبط؟
التفتت اليه بعد أن مسحت على جبينها بطرف اصابعها الطويلة ....لا تدري ماذا يحدث لها الآن.....حقًّا هي خائفة ولكن ....لا تدري مِمّن؟: سيف......عارفة الأوضاع الحين ....مو وقته......عشان تخليني أتكلم......والكل فحالة توتر وخوف على عمي....ومو من حقي أزيد عليهم الضغط من كل النواحي....بس من حقي اتفاهم معك....ونحل الموضوع بهدوء بدون أي ضغط ومشاكل....وبدون أي عناد!

سيف فهم ما ترمقه إليه ابتسم بسخرية .....بلل شفتيه......ثم نظر لعينيها وشرد فيهما .....كيف فرّط بهما كيف؟
زاد وجع قلبه....وزاد تشبثًّا بها!

ليردف: ما زلتي تبين الطلاق؟

الجازي هزّت رأسها بهدوء
وقلبها يعزف ألحانًا من القلق والخوف!

سيف اكمل: وقلبي من يداويه بعد بُعدك يا الجازي؟

الجازي اغمضت عينيها بقوة ثم قالت وهي تنظر إليه بهدوء تحاول ألا تغضب ففي غضبها نهاية لنقاش لم يبدأ اصلًا!
وحالها يُكفي في أن يُخرس غضبها هذا !

: رجاءً سيف.....لا تدّخل العاطفة في نقاشنا...اتركنا نتناقش بعقل ومنطقية......
سيف بنرفزة: وانتي برأيك العقل والمنطق يقول نطلّق؟
الجازي بللت شفتيها: أي....
سيف ضرب على فخذيه ثم نهض وأشار لها: الجازززززي كيف صرتي بهالقساوة قولي لي كيف؟........بالله عليك......الطلاق حل يعني.....وبينا ولد........الجازي اذا مانتي شايفة حبي......ناظري في ولدنا........لا تخلينه يعيش شي بإمكانك تمنعين حدوثه...
وقفت هي الأخرى ومازالت تحاول ان
تصبح الطرف الهادئ من هذا النقاش....تفرّك بكف يديها .....محاولةً الصمود أمام قرارها الأخير!

: شفت حبك اللي يمكن صادق....وشفت ندمك......وشفت تمسكك فيني.....بس بعد ايش يا سيف؟....بعد ايش؟

ثم اقتربت منه بتردد ثم نظرت لعينيه اللتان تُحدقان بها: عارفة يمكن بنظرتك تشوفني مفخمة الأمور...ومكبرتها........بس اقسم لك بالله يا سيف......اللي صار عجزت انساه.....ياكلني كل ليلة....ويحرقني هنا....
وأشارت لقلبها بأصبعٍ يرتجف

ازدرد ريقه بينما هي أكملت: انا ما احبك ولا اكرهك سيف......

وبتردد أكبر قالت: أصلا سامحتك.......رغم اللخبطة اللي سببتها لي سامحتك ........اتركني بهالجرح......لأنه عمره ما راح يشفى......اتركني سيف....بهدوء...بدون مشاكل......باتفاق بينا.....وبرضى......
سيف اقترب منها امسكها من اكتافها: الجازي....اقسم بالله احبك.....ومتندم على كل شي سويته لك........والله العظيم ماقدر على فراقك.....
الجازي ابتعدت بهدوء عنه وشتت ناظريها عن ضعفه! : يا بو عبد لله بتقدر....متأكدة......راح تقدر...
سيف لمعة في عينيه الدموع: عطيني فرصة.....
الجازي بنبرة خانقة وهي تهز رأسها تمنع أي سيطرة تمنعها من هذا القرار الصعب : عطيتك فرص....مو فرصة وحده ....وانت ولا استغليت ولا وحده منها........خلاص.....ما عندي القدرة اني اجبر نفسي على شي انا متوجعة منه مرا من الداخل
وأشارت من جديد لقلبها
ولكن هذه المرة وهي تضربه بخفة بقبضة يدها اليُسرى!
سيف نظر للسقف يداري دموعه من السقوط
وهو يردف: الله لا يسامحني......الله لا يسامحني...

الجازي مسحت دموعها التي انسابت سريعًا ، اخذت نفسًا عميقًا تسرب لمسامعه!....مشت خطوة إلى الأمام تريد الاقتراب منه ....ثم عادت لمكانها بشكل متردد.....

وتحدثت بهدوء وهي تنظر لدبلتها : قلت لك لا تدخلنا في العاطفة .......لأنك راح توجعني وتوجع نفسك يا سيف.....

سيف مسح على وجهه اقترب منها لم يُمنع نفسه من الاقتراب: اوعدك........وعد مني.....يا الجازي....ما بشوفين مني إلا اللي يسرك...تكفين فكري.....
الجازي نظرت له بانكسار وهي تحرّك الدبلة حول اصبعها بعبث وحيرة : مليت وانا افكر يا سيف.....مليت.....واللي يصير الحين صاير يضغط على قراراتي وانا مابي اماطل.......ولا ابي اضغط على احد......عشان كذا قلت لك نتفق بينا إلى ان تنتهي مشكلة عمي...وبعدها تبدأ بإجراءات الطلاق....

سيف نظر إليها ....ولرجفتها......نظر إلى عينيها اللتين تشتتهما عنه.....لعبثها بالخاتم......
لا شيء يقف بصفه.....ابعدها عنه وهو يريدها ولكن ....اراد حبها ولم يصرّح به قط.......تمسك بحب وهمي.....ووفاء لا فائدة منه ....على حساب تهميشها....ولكن نتيجة كل افعاله .....قاتلة لقلبه الآن!

تحدث بصعوبة: يوم ابعدك عني.......احس كأني جالس اطعن نفسي بخنجر هنا
وأشار لقلبه
ثم قال: بس شسوي يا الجازي....امي اظلمتني.....اظلمت قراراتي......فهمت اني ما احب غزل......وكنت بس ابي اوفي لها الوعود.....بس امي شتتني لم حطتك قدامي....وخلتني احبك بدون ماحس......يمكن تقولين علي.....مشتت.....ما يعرف قراراته......مريض نفسي....بس صدقيني...انا وقتها مادري شلون فكرت .....و....ضميري كان ياكلني....اني علّقتها فيني وتركتها وهالشي خلاني اعاملك بذيك الطريقة اللي خلتني اخسرك فيها......ما كنت عارف كيف اصرّف يا الجازي....امي حرفيا احرقتني......ما تركت لي عقل يفكر ....بطريقة...
الجازي بدفاع قاطعته : عمتي مالها شغل ......انت بإمكانك....انصفتني وانصفتها بكلمة وحدة......بإمكانك يا سيف.....ما وافقت تزوجني.......ونهّيت الأمر كله...

سيف هز رأسه بندم لتكمل: وحتى لو ما كان عندك خيار ثاني .....بإمكانك قلت لي كل شي ببداية زواجنا عشان اعرف حدودي......بس انت يا سيف...أناني.....سكت.....قربت مني.....وكأنك جالس تعطيني إشارة على الرضا بالحياة معك....صدقت مثل الغبية......ونفضت الخوف من قلبي.....وعطيت نفسي فرصة اتقبلك....وبعدتني.....وعلى هذا الحال....كنت أحاول .....احاول اتكيّف مع مزاجك......فكرك...طريقتك معاي ....بس
وبنبرة خالجها الضعف: كان هالشي يقتلني يحطمني.....يشككني بنفسي.....وكرّهني فيك وفيني.....وهم حاولت أعيش معاك....وصرت على هذا الحال تقرّبني وتبعدني على مزاجك وكيفك........ومن بعدها صرت ما اثق فيك.......وصرت أخاف منك يا سيف.....يكفي اللي هدمته فيني.....يكفي....ويكفي اني اضغط على نفسي وأقول اني سامحتك......احاول ما اوجعك يا سيف....إلا انك توجعني وتطعني على قلبي مليون مرة.......

اقتربت منه نظرت لعينيه: ما اقدر أعيش معاك تحت سقف واحد.....والله العظيم ما قدر يا سيف....وصدقني الطلاق مو سهل علي.....ومو شي سهل اني اتحمله....بس مو قادرة .....اتقبل فكرة اني اكمل معاك مو قادرة ابد.....

سيف عض على شفتيه ، توجعه صراحتها.....تفلق قلبه وتسرّع من نبضات الندم....علم أنه هو من عجنها على هذا النحو.....هو من ابعدها عنه.....تنهد!

أكملت: مو همي الحين اني أقول هالكلام عشان اوجعك يا سيف.....الله يشهد.....مابي اوجعك......كل همي نتفق بهدوء......بس انت دخلتنا بهالطريق......

مسكت كفّي يده...بيديها المرتجفتين: بتنساني سيف....والله بتنساني......وانا بساعدك انك تنساني......بس احترم قراري...وقدّر العشرة اللي عشتها معك مهما كانت.....

همس لها وهو يشد على يدها: صايرة حيل قاسية ........صايرة اقوى مني ....عجزان استميل قلبك لي.....واضح اني خسرتك يا الجازي....خسرتك وانتي ربحتي...
شدت على يديه وكأنها تريد ان تقويه من قوتها
وتسكّن من رجفات يديها....وقلقها!

وبهدوء نظرت لعينيه: سيف ....ما فيه شي اسمه ربح وخسارة........بس في شي اسمه قسمه ونصيب.....
ضحك بسخرية ودمعت عينيه.......ازدرد ريقه وسحب كفيه من كفيها...
ادار ظهره لها....ووضع يده على وجهه ليمسح الدموع ....آلامه حديثها......اوجعته ......ادرك حجمه.....وقدره عندها....ادرك أنه لا شيء بنظرها....ادرك انه اطفأ ذلك النور من الحُب قبل أن يقوى......هزمته......هزمته حقًّا
أتت بمقابل وجهه
مسكت يده من جديد وهي تزدرد ريقها: سيف......لا تضعف كذا......
سيف شد على شفتيه لثوانٍ عدّه ثم قال وهو يحدّق في عينيها: انتي اضعفتيني يا الجازي.....مو جاية تصدقين اللي أقوله...
الجازي هي ضعيفة ايضًا.....ليس أمام حبه....ليس امام مشاعرها..... لأنه ما تشعر به.....طبيعي كونها عاشت معه لفترة طويلة....ولكن تجزم انها لا تحبه ولا تكرهه!
لا يهون عليها ان تراه على هذا الحال.....ببداية مشكلتهما جلَّا ما تريد رؤيته ......وجعه.......ندمه......اما الآن بعد ان استعادت منطقية التفكير
لا تريد كل هذا كل ما تريده الاتفاق والانتهاء من هذا الامر
بهدوء ....تريد أن ينتشلها برضاه بهذا القرار قبل أن تعصف بها الظروف .....وتجعل الأمر اكثر تعقيدًا...!
الجازي بنبرة : آسفة.....يا سيف.....
سيفالتفت سريعًا لناحية اليمين وعقد حاجبيه بوجع وهو يشد على يدها بقوة : لا توجعيني اكثر .....لا توجعيني اكثر....
ثم ابتعد عنها وجلس على طرف الكنبة ...علمت بحديثها تزيد جرح قلبه......وتزيد من ندمه
...ارتجفت شفتيها ......ضعفت ونزلت دموعها على خديها
هو الآن يُبكيها......ويبكي حبه وعشقه لها...ولكن بعد ماذا؟
حقيقةً...لا تحبذ ان ترى رجلًا يبكي وها هو يبكي ....أمامها....على خسرانها......
هل ادرك انه وصل إلى نهاية الطريق......إلى الطريق المسدود
مسح دموعه اخذ يتنفس بعمق....ينظر لها وهي تفرك بيديها
لا يريد أن يزيدها حزنًا.....
اقتربت منه ولكن اشار لها بيده يصدّها لا يريد أن تزيده همًّا بهذا القرب لا يريد أن تشعره بحقارة افعاله السابقة
لا يريد منها ان تشعره انه كان انانيًا وظالمًا لنظرته لأمر غزل!
لا يريد

وقف من جديد
تحدث بعد ان سحب لرئتيه هواء عميق ليهدّأ به عواصفه
ثم قال: عبد لله بعيش.....مثل ما قلتي......بتردد عليه اشوفه .....واطمئن عليه......
ثم اقترب منها ونظرت إليه ببهوت وثبات
اكمل: إجراءات الطلاق ببدأ فيها بعد ما تخلص سالفة عمي....
ازدردت ريقها .....ورمشت بعينيها ....عدّت مرات....غير مستوعبة انه رضخ لقرارها....كتمت أنفاسها سريعًا حينما
انحنى ليقبّل جبينها ......ارتجفت هنا......ونظرت لعينيه وزفرت الهواء ببطء وضيق....لم يترك لها مجالًا سيف للابتعاد ....طوّق وجهها بيديه .....وداهمها
يقبّل ارنبة انفها وخديها .....اغمضت عنيها لا تريد أن تضعف امام مشاعر مؤقته!
ثم همس
في اذنها ....بينما هي تذكرت انتقامها .....منه عندما قبلّته وابتعدت خشيت من ان يوجع قلبها الآن.....خشيت ان يحرقها ويزداد كرها لنفسها آلافًا من المرات.....شعرت انها الآن تحت تخدير وقع هذا الخبر.....وتحت تأثير قُربه......وتحت تأثير خوفها وقلقها...لذلك لم تستطع ان تتحرك....وتبتعد عنه.....لم تستطع الهروب من تحت عينيه واخفاء لخبطة مشاعرها!
ولكن قطع هذه الظنون حينما همس: تكفين سامحيني يا الجازي تكفين ......
.....ارتجفت وشعرت انها ستتراجع عن الامر .....بكت بدموع.....وعلمت انه خضع لأمر الطلاق بشكل نهائي.....باغتها
باحتضان ....شديد....لدرجه اوجعها ولكن لم تقل شيء....وبادرته بالاحتضان
وبكت.......احتضانه لها اشعل في قلبها نيران .....شعرت وكأنه طفل يودّع والدته...شعرت بخوفه من ان يفقدها......شعرت باضطراب أنفاسه وهو يحاول ان يكتم فيها شهقات تحمد لله على عدم إخراجها وإلا ضعفت!
حقًّا...هي عاجزة....من ان تتنازل وتجرّب نفسها بالعيش معه ......عاجزة وخائفة من ما هو قادم.....هي لا تثق به.....وهو لا يلومها على عدم ثقتها تلك ....فهي ناتجة عن أفعال....دمرّت قلبها وحطمته من ان يحتفظ باسمه!

ازدردت ريقها عدّت مرات......ارتجفت ما بين احضانه....ان لم تكن تحبه في الواقع اعتادت على وجوده في حياتها....ولكن لا تريد أن تصبح اسيرته ....وتظلم نفسها معه....وتجبرها على ما تريده.....وقع الطلاق لن يكون سهلًا عليها.....ولكن ستعتاد.....
ابتعد عنها...نظر لعينيها.....
حقيقةً كانت مبعثرة.......انعدم تركيزها في هذه اللحظات القصيرة ....رفع كفيها حضنهما بكفيه .....قبلهما ثم اشتم رائحتهما......وهي تنظر له....دون وعي.....ولكن
ارتجفت شفتيها وهو يضع يده على قلبها وهو يردف بصعوبة: خليه يسامحني .....لأني اوجعته كثير...
دمعت عيونها كثيرًا
ثم ابتعد عنها لمسافة
وبهدوء قال: انتي طالق....
الكلمة موجعة
وإن لم تكن تريده
سيبقى للكلمة اثر
جعل قلبها يخفق......جعل روحها ترتجف.....بردًا رغم حرارة المكان......بللت شفتيها...اشاحت بنظرها عنه تريد ان تستوعب.....أنه طلقها الآن......اقترب منها من جديد ولم تستطع ردعه رغم انها لا تريد منه ان يقترب .......لأنه حقيقةً هدمها....وخائفة من ان تطلب منه إعادة بناؤها من جديد.....تبعثرت ....تشتت...تساءلت بلا صوت هل قرارها صائب؟ ولكن لم تستطع ان تجيب فاجئها بقُبّلته على جبينها من جديد..
ثم اردف قبل ان يفتح الباب: ما يهون علي فراقك يا ام عبد لله.......لكن.......
وشد على شفتيه لا يريد ان يطيل الحديث ويزعجها اكثر مما هي مزعوجة من كلمة (انتي طالق)
: فمان الله....
ثم فتح الباب وخرج
اما هي بقيت تنظر لأرجاء المكان......الآن تحررت..........بكت......الكلمة صعبة....صعبة من ان تتقبلها حتى وهي تريدها......ازدردت ريقها.....اشتمت رائحة عطره العالقة بها .....وبكت وهي تشد على فمها بيدها ....ثم ..مشت خطوتين وشعرت انها ستسقط....ولكن شدّت على نفسها ...حاولت ألا تنهار... مسحت دموعها سريعًا ...فخرجت من المجلس....هاربة من المكان الذي شهد على اضطراب مخيف وقلق بالنسبة إليها....وشهد على لقاؤهما الأخير...
.
.
.

تركت باب المجلس مفتوحًا ثم ركضت لناحية الدرج
تحت انظار الجميع
كان وجهها محمر.....صدرها يرتفع وينخفض...بشدة...تركض
ونوف نهضت
وام ناصر تحدثت: الجازي....
ام سيف بخوف: الجازي علامك؟
شيخة التفتت على نوف سحبت عبد لله من يدها
ثم همست: روحي شوفيها...
هزت نوف رأسها ثم ركضت على عتبات الدرج
بينما الجازي وصلت لغرفتها أغلقت الباب اقفلته
واسندت نفسها عليه بكت وهي تُكَمكم فمها لتمنع الشهقات
لماذا تبكي هكذا؟
هي لا تريده ؟
إذًا لماذا؟
شعرت بالاضطراب......وقع الكلمة ليس هيّن....ربما سيلومها عبد لله حينما يكبر...ربما ....ظلمت سيف دون ان تُعطيه فرصةً للتغيّر...وإن بقيت دون طلاق .....كانت تجزن انها ستظلم نفسها...
سمعت طرق نوف على الباب
فنهضت سريعًا....مبتعدة عن الباب رمت نفسها على السرير
خبأت وجهها بالوسادة....عضّت عليها تريد ان تتخلّص من هذه الدموع....والرجفات.....تريد ان تستعيد عقلها ووعيها....ولكن بلا جدوى
أضاءت شاشة هاتفها معلنه
وصول رسالة جديدة لها
سحبته سريعًا
ثم قرأت
( آسف)
لماذا يكرر اسفه...لماذا يحاول يعبث بها من جديد؟
رمت هاتفها بعيدًا عنها ثم بكت
ونوف تكرر: الجازي....فتحي الباب...
سمعت هنا رنين هاتفها ....فشدّت على اسنانها
وكتمت بداخلها صرخة كادت تخرج وتفضح الامر للجميع
ولكن اخذت نفسًا عميقًا مسحت دموعها
نظرت لهاتفها وكان والدها من يتصل
بللت شفتيها ثم عضّت عليهما
حاولت ان تهدأ ثم اجابت عليه
ليقول: الجازي خذي لي طريق...بدخل ......عشان بروح للغرفة .....
الجازي نهضت اخيرًا رأت لها مخرجًا يشتت تفكيرها مما حدث لها
: طيب...
اغلق والدها الهاتف وهي فتحت الباب لتنظر نوف لوجهها المحمر
فقالت: شصار؟
الجازي لا تريد التحدث رمشت مرتين ثم قالت: ولا شي....بنزل ابوي يبي يدخل ...بروح أقول لخالتي وعمتي يدخلون مجلس النساء
وكانت ستعبر ولكن نوف مسكت يدها: الجازي...
الجازي دون تلتف: نوف...مالي خلق ....حنّه ورنّة....
ثم نزلت للدور السفلي.....
رأت خالتها وعمتها وشيخة التي تنظر لوجهها المحمر....
تحدثت: عمتي خالتي...اذا ما عليكم امر ادخلوا مجلس النساء هو مفتوح....عشان ابوي بيدخل....
ام سيف نظرت لوجهها: طيب....بس قولي لي وش فيك يا بنتي....
ام ناصر بهدوء: ولا عشان ابوك بسافر.....
الجازي بعدم فهم: بسافر؟
شيخة : أي......بندر قال لنوف....انه بيمشي للمطار الساعة عشر.....عشان سالفة ا..
قاطعتها الجازي وهي تتنهد: أي أي.....عرفت .....طيب انا بروح اشوفه....
نهضوا وانتقلوا لمجلس النساء
بينما الجازي خرجت .....للوجهة نظرت لأبيها القادم لناحيتها
فقالت: صدق بسافر يبه؟
تمعّن في وجهها ولم تخفيه نبرة صوتها قال: أي .....
ثم اقترب منها: فيك شي الجازي؟
على هذا النحو من الوقوف....ومن الصدمات ...التي لا تعتبر صدمات في الأصل.....فبالأخير حدث ما تريده ولكن .....الكلام ليس مثل الفعل....فأثر الفعل اشد من الكلام ...
خرج سيف من المجلس يريد الاختلاء بنفسه....يشعر بالتعب....بالألم ...بالخسارة ...بينما هو خارج
وقعت عينه على عمه وهو يتجّه إلى الجازي.....
نظر إليها ونظرت إليه ....
ثم اختفى
فقال اباها مكررا: الجازي وش فيك؟
الجازي حكّت جبينها وبشتات: تبيني اجهّز شنطتك....
أبا خالد لا يريد ان يضغط عليها بالأسئلة فقال: يا ليت...
دخلت إلى الداخل قبله ......تشعر انها ستسقط على الأرض في أي لحظة .....ولكن تحاول مقاومة هذا الشعور....ركضت على عتبات الدرج.....تشعر بـالـ رهبة من تلك الكلمة ...ورهبة ما حدث لم يكن الشيء السهل!.....وشعورها بصدق سيف....يخيف قلبها.......كما انها تشعر بخفة وهي تركض على الدرج.....رغم رجفتها كانت تزداد لا تخف.....رغم دموعها جفت سريعًا.....ولكن هناك شيء عالق بقلبها وعقلها.....هناك ثقل آخر لم تعرف مصدره .....وفي الواقع تفكيرها...مشيها.....حركاتها....ردة فعلها...لا ارادية....وهذا الامر لا يُطمئن ....فهي مشتتة بشكل كبير....ومصدومة!
.
.
.
في اليوم الذي يلي ....هذه العواصف.....هذه الزلال.....والحقائق المكروهة....
جلست من النوم....تنظر للسقف بتحديق ممل....وبخوف......قلبها مضطرب.....تشعر بالبرد.....وتقشعر جسدها...من نسماته......سمعت طرق حذاء احدهم
فسمعت صوت انثوي يقول بهدوء
(مترجم): سيدي استيقظت الآنسة!
مسح على شعره ثم نهض وترك الجريدة على الطاولة
سحب هاتفه سريعًا
ليرسل(طمّن امير هي بخير....ولا تجون إلنا اليوم)
توجّه إليها ...سقطت عينه عليها كانت مستلقية على ظهرها تحدّق للسقف بعينين محمرتين ...وجاحظتين من كثرت البكاء
لم تنم طوال الليل...وهو لم ينم....كانت كالطفل الصغير....تجلس تصرخ تبكي...يُطبطب عليها ....يحاول التخفيف عنها.....إلى ان تعود للنوم.....بقي طوال الليل يُراقب تقلباتها .....ويحاول التخفيف عنها.....
اقترب وأشار إلى صوفيا لتقدم الطاولة لوضع الإفطار
جلس على طرف الكنبة : نور....ئومي أكلي إلك كم لقمة.....

سمعت صوته كذبذبات غير واضحة.....كموجات عالية التردد ومزعجة للمسامع.....ازدردت ريقها.....تشعر بجفاف حلقها......ارتجف جسدها واستلقت على يمينها....لتحتضن اللّحاف....واشتدّت رجفتها.....

فهم انها مرضت ......واستسلمت لوجع جديد.....وجع جسدي ....مختلط بوجعها النفسي المعنوي .....مّد يده بتردد...إلى أن وضعها على كتفها .....وانتقلت إليه رجفاتها...
تحدث: نور .....ئومي تروشي....حتى تخف الحرارة....

ماكس في هذه الأوان والاحداث اصبح تعامله مع مُراد ....ونور.....بشكل اكبر مما كان لذلك تحسنت لهجته ولغته العربية.....رغم انّ اليكسا ....كانت من أصول عربية ولكن لا تتحدث معه مطولًا بلغتها......اما الآن اختلط كثيرًا بأشخاص يتحدثون اللغة العربية وهذا الامر جعله يكتسب مفرداتها بشكل كبير!


............
نور اغمضت عينيها ...تشعر بالبرد......بوجع عظامها....تشد على اسنانها بقوة.......تشعر انّ المكان بدأ يضيق عليها......
أتت صوفيا ووضعت صينية الطعام على الطاولة المقابلة لها...
اقترب ماكس ليساعدها على الجلوس...
وكانت كالجماد....تحركه بلا ردت فعل....فقط جسد يرتجف.....ويرتعش....بردًا ....وفي الحقيقة خوفًا من الحقائق...عقلها شارد....نفسها غير منتظم.....وعينيها مشتتين...

وضع ماكس يده على جبينها وشعر انها تشتعل نارًا وسريعًا ما ابعد عنها اللحاف الذي تشد به على جسدها.......ونهض وهو يقول.....
: نور لازم تتحممي....
ثم انحنى عليها.....لينهضها من مكانها بصعوبة .....واسندها على جانبه الأيمن....
تحدث : صوفيا....

أتت إليه وحدثها بان تدخل مع نور للخلاء وتحممها...
فهزت رأسها بطاعة أمره..

ثم نظر لوجهه نور وسكونها ....وعدم تحدثها وشرودها
شد على كف يدها ....لا رد.....بالكلام ولا بالأفعال....
كانت ترتعش...وتحدّق للاشيء....خشي عليها في الواقع
تحرك للأمام خطوة واحدة
وساعدها على ان تتقدم معه
مشت خطوة واحدة.....وذهنها شارد...
للأصوات التي تسمعها في عقلها وللصور التي تتكرر عليها
ديانا
امير
يوسف
حصة
مراد
سندرا
ناصر
جدتها
جدها
أناس نسيت أسمائهم
حارة صغيرة
غرفة دافئة
حضن اشتاقت إليه لسنوات طويلة
وهمسات لعنتها آلافًا من المرات
تعبت من هذه الأصوات والصور المدمجة ببعضها البعض
تعبت من كل شيء...
مشت خطوتين للأمام.....وتبعها مراد وارخى من مسكته....وبشكل غير متوقع
ضرب ساقها بطرف الطاولة الخشبية وسقطت الصينية على الأرض لتحدث ضجة قوية في المكان
وشد ماكس على خصرها ليمنعها من التقدم والسقوط على الزجاج الذي انتشر على الارض
نظر إلى وجهها: نور......انتي بخير؟
لا تعرف الرد....ولا تعرف ماهية سؤاله؟
بالأمس ودّت لو شربت القليل لتفقد عقلها
ولكن ها هي الآن فقدت عقلها تمامًا مع هذه الأصوات والصور
تشعر انها ثملة...لسانها ثقل....جسدها ثقيل...
طنين في رأسها....اطراف جسدها ترتجف بلا توقف...
تحاول الصمود ولكن ...لا تستطيع....السيطرة..
ارتفع صدرها وهبط علامةً على عدم انتظام نفسها.....
نظرت لعيني ماكس....
هزت رأسها دون ان تعي ماهية ما قاله...
تقدم بها لناحية الخلاء بصعوبة....
أوصى صوفيا ان تمسك بها جيّدًا، وان تنتبه عليها .....
ولكن لم تصل ايادي صوفيا إليها وإلا نور وقعت والتقفها ماكس بيديه
وهو يردف بخوف: نوووووووووووور!
.
.
.

انتهى




JAN 06-27-2020 06:22 PM


البارت الثامن والعشرون








.
.
.
.
.
الشتات يعدم كيان الإنسان ويبدّل من حاله للأسوأ
اثره ثقيل وهفواته مؤذية وإن حاولت مقاومته قتلك بصعوبة عدم منطقيّته في التفكير
يحاول أن يطبّق بيديه على عينيك ليأخذ منك الكثير من الطاقة
ليأخذ جُهدك ومحولاتك في الخلاص منه
هكذا كان شعورها حينما شعرت بتلك الايادي التي تلتقفها
تسمع اسمها من قاع عميق
وتشعر بثقلٍ لا تتحمله على صدرها.....شعرت انّ الكون كله في لحظة هزمها حينما استمالها للظلام....وللغشاوة التي سيطرت على عينيها...
بينما تلك الرجفة التفت حول خلايا جسدها كلّه حتى انتابتها رعشة جعلت جسدها يتهاوى ضعفًا
استسلمت لكل هذا
وشدّت على عينيها .....ظنّت انها سترتاح حينما تُفقد عقلها تماما ولكن فقدتهُ بشكل جزئي....
فتحت عينها ببطء شديد
شعرت بدوران رأسها.....شعرت باليدين التي تشدان على جسدها لتُعطيه بعضًا من القوة .....
تسمع صوت انثوي ...متداخل مع صوت رجولي ....خائف....
نظرت إليه....ونظر إليها
بعد ان زفر بكلمة: الحمد لله
شدّت على جبينها بيديها تشعر بالصداع وحاولت النهوض
فقال: ساعديني نور...لازم تحممي حتى تخف الحرارة....
اقتربت صوفيا منها بأمر من ماكس...امسكتها من زندها لتشدها على جانبها الأيمن .....ساعدها ماكس في النهوض...
شعرت كأنها طفلة .....يُمسكان بها بلطف...وحنان....وربما شفقة على حالها...مشكت بخطى غير متوازنة......
فقال ماكس(مترجم): انتبهي صوفيا......انا سأنتظر هنا.....اجعليها تتحمم....
هزّت صوفيا رأسها ثم أغلقت باب الخلاء عليهما
وبقي ماكس يتجول ذهابًا وايابًا بالقرب من باب الخلاء
خائف عليها .....خائف من ان يتطور الأمر ...خائف من ان يكون غير قادر على ان يُسكت غضبها هذا ....مسح على شعره عدّت مرات ....ثم نظر للسقف
بحيرة !
.
.
.
.
.
اشتم هواء اثقل اعتاقه ....اثقل روحه......جنّبه النوايا الحسنة....وجعله يغوص في تساؤلات مخيفة....وصل الى هُنا مؤخرًا.....مُتعب...بل منهمك...من شدّت التفكير.....بالاثنين....بها وبأخيه....ذهب للفندق ......تحمم سريعًا....اتصل عليه....ليتقيا في نقطة الغضب....نقطة الشتم والحرب.....دعاه إلى الشقة التي شهدت على انهيارات متكررة بلُغة بالغة في الألم...خشي من ان يكون هناك فخ يوقف أنفاسه ونبضات قلبه...ولكن لم يهتم...كل شيء يهون أمام سعادة أخيه.....هو لم يتدخل في تلك الأوان....ولم يهتم....بل اجمدوا اهتمامه بإلزامه في السكوت عن الحق.....نسي الأمر...ولكن أخيه لم ينسى.....نساه وكأن تلك الفتاة ليست جزء من دمه هو ايضًا.....ليست منهم....وكأنها غريبة او دخيلة على عائلته.....سكت.....وغض البصر عن طرف هذا الموضوع الذي أذّى الكثير!....ولكن اليوم....لن يسكت...ولن يقف كالشيطان الاخرس والمتفرج......إن كان هناك فخ....عليه ان يفدي أخيه بروحه من اجل...أن يُسكت عذاب ضميره هو الآخر

طرق الباب وفي الآن نفسه سمع رنين هاتفه .....نظر للاسم ....
ثم وضع هاتفه على الصامت.....
وانفتح الباب.
.
.

فتح الباب رجل...مرتديًا بدلته الرسمية السوداء....ذو بشرة حنطية ذات درجة مائلة للبياض قليلًا.....وعينين حادتين بقزحيتين ذات اللون العسلي الفاتح.....وشعر بني غامق قصير ومرتب .....
أشار له بعد ان شعر انّ الرجل يتفحصه واذن له بالدخول
ولكن أبا خالد تحدث بحده: انت أمير؟

فاضطرب مُراد بقول: امير ينتظرك داخل....

فدخل أبا خالد وهو يرمق مُراد بنظرات الشرار الدالة على عدم الرضى بكل شيء....

بينما أمير...جعل جولي تعود للشقة التي استأجراها بالقرب من شقة ايلاف الذي مكث فيها بعد خروج نور....

.
.
كان جالسًا في الصالة ينتظر مجيء أخ يوسف....
وكان مضطربًا
.
.
تقدم مُراد وأشار لأبا خالد بالتقدم
وسقطت عيني أبا خالد على رجل
هزيل.....ومن الواضح انه مُتعب....يهز برجله اليُسرى من شدّت توتره.....عينيه زائغتين قليلًا، هالات بنية تحُيط رُمادية اقدار ما حدث.....شعره الأشقر طويل...ومهمل.....يصل إلى اسفل اذنه.....يمسح عليه بشكل متكرر....ليخفف من ضغط الموضوع عليه.......بينما بشرته رغم بياضها إلا انها ومن الواضح شاحبة لتنم عن مرض او تعب ثقيل.....
.
.
انتبه لنظراته ووقوفه مطولًّا هناك
وقف......وخفق قلبه.....يُشبه يوسف قليلًا.....وقوفه هكذا ....وتحديقه له بهذا النحو ارجع ذاكرته الى ما قبل العشرون سنة......ارجعه لغضب يوسف وعصبيّته وزمجرته......اقشعر جسده ...
.
.
.
ثم بلل شفتيه: تفضل .....
وأشار إلى الكنبة المقابلة له....
.
.
أبا خالد.....بدأت شياطين الانس والجن تمر وتعبر وتركض أمام وجهه.....هذا هو الخائن....هذا هو المجرم...هذا هو الذنب الذي سعت وراؤه ديانا؟
يُقهره ان يقابله ......ان يُشاهده...ان يشاركه هذا المكان بسقف واحد....ولكن
زفر بضيق وهو يحاول ان يخمد هذه النيران ليفهم ما يريده ذلك الشيطان!
.
.
جلس
بينما مُراد سريعًا قال: راح اتركم لحالكم...
ثم خرج من الشقة بأكملها...فحان موعد عقد قران ايلاف وطارق....وعليه ان يعود لأخيه لتذليل العقبات لهم!
.
.
نظر إليه....وذلك ايضًا نظر إلى عينيه....
شدّ على كتفيه ....والآخر بدأ يهز برجليه اكثر....
لا يريد ان يبدأ بالكلام
لا يريد ان يشتمه الآن ويريه الغضب.....
اسند ظهره على الكنبة وتحدث بلا نفس: تكلم....شعندك؟
حاول ان يتمالك نفسه.....ان يصبح اكثر هدوء مهما كان
يريد حقًّا ان يعالج الأمور وان ينفذ وصيّت محبوبته
لم ينسى انها اوصته بأن يُخبر نور بالحقيقة ولم ينسى انها شددت بحروفها على عودتها للسعودية
يريد أن يشرح كل شيء ليزيل عن عاتقه هذا الحمل
فقال: نور...
قاطعه وكأنه يشتمه: قصدك نورة؟

تنفس أمير بضيق ....وفهم أنّ هذا اللقاء سيطول...وسيوجعه.....تيقّن انه عقابه ....من اجل ذنبه الذي استمر لهذا اليوم.....مسح على شعره من جديد...وشعر بألم جرحه وشد عليه قليلًا بيده ولم تخفى حركته على أبا خالد.....فعلم انه مصاب...او يعاني من مرض مزمن....

فخفف من حدته قليلًا ليقول: وش فيها؟
أمير تحدث بلهجة سعودية اكتسبها من نور ومن زوجته ديانا
: ضاعت .....
ثم اردف بشكل سريع لكي لا يقاطعه أبا خالد: عرفت كل شي.....عرفت اني خدعت ابوها يوسف....عرفت بانتحار أمها ...وعرفت اني مخبي بنتها....

وكانت هنا الصاعقة الكُبرى التي نزلت على رأسه لتفلقه إلى نصفين
ابنتها؟
هل تزوجت
ولكن يعلم انها صغيرة ...متى ؟...وأين....ومن يكون زوجها؟
عقد حاجبيه وتقدم قليلًا لطرف الكنبة : بنتها؟
ثم قال: هي تزوجت؟

أمير لا يعلم كيف يسرد عليه ملخّص حياة نور ويفهمه كل شيء في غمضة عين...لا يريد ان يصدمه ولا يريد أن يجعل الامر يطول .....ليأخذ من طاقته الشيء الكبير

فقال دون ان ينظر إليه : نور....عاشت بتذبذب...كبير....معنوي ونفسي...وحتى ديني...
فهم أبا خالد انّ امير بدأ بسرد ملخّص حياة ابنت أخيه
فسكت وهو يشّد على كفي يديه بغضب
: ما كانت متقبلة ببداية الامر العيشة بدون يوسف...بس حاولت أنا وامها....نشتت انتباهها عن الامر...وقدرنا...لكن نور...دخلت في مرحلة عصيان وكأنها تنتقم منا .....وضيّعت نفسها....في وهم حب...وتزوّجت دون علم أمها.....و...
قاطعه أبا خالد هنا بضياع : كيف؟
امير سكت هنا
شتم نفسه كيف يلفظ الكلمات كيف؟
: لم تزوجت كان عمرها سطعش سنة....
أبا خالد جن هنا وظنّ ان الزواج غير مصدّق وربما ابنتها تكون
غير شرعية ....تضخمت عليه الاسالة وبدأت نبرته تنخفض علامةً لصدمته وخوفه من الأجوبة
: اللي اعرفه فيه نظام ما يز...
قاطعه أمير بضعف: زوجها زوّر عمرها وكبّرها للسن القانوني......
نهض هنا أبا خالد ...شعر بالاختناق....نظر للشقة بغضب مسح على وجهه عدّت مرات...شد على قبضة يديه.....تنهد ...ثم بلل شفتيه..
فاكمل أمير ويده اليُسرى ترتجف: فجأة زوجها تركها....وعاشت في مرحلة اكتئاب حاد.......وبعد تقريبا شهر عرفنا انها حامل....وحاولت بعدها تجهض الجنين.....وحاولت الانتحار....


حدّق في أمير....وشفتيه ترتجفان بشدّة.....أيعقل هذا ما حدث لها في سن السادسة عشر من عمرها؟
يا ترى ماذا حدث بعد؟

ماذا تجرّعت ....هذا التخلّي جعلها تغوص في أعماق البحار....جعلها تغرق بلا حدود....دون ان تجد طوق نجاة لها لأنها هي من ارادت هذا الغرق....هي من ارادت الانغماس في شخصية سوداوية غير محبة للحياة من اجل الانتقام من والدتها ولكن اذّت نفسها بهذه الأفعال والأمور التي ادّت بِها إلى معانٍ كثيرة غير محببة للإنسان!

ازدرد ريقه ....وبغضب اردف: جايبني هنا عشان تقول لي وش سويتوا ببنت اخوي يا المجرم؟

أمير نهض وأشار له: بو خالد.......انا ندمان على كل شي....ومجبور أوضح إلكم .....شو صار حتى تتفهموا ....نور....نور .....مو متل ما تفكر....نور
وبثقل قال: مو مثل نورة.....
.
.
.
انقض هنا أبا خالد على امير امسكه من ياقة بدلته....شعر بالوجع من ناحية الإصابة ...شعر بالاختناق كلما شد أبا خالد ببدلته بالقرب من عُنقه.....مشى أبا خالد وهو يشد على امير الى ان اسقطه على الكنبة ....
تحدث: بعدتها عن ابوها.....تسببتوا فيها......والحين جاي تقول لي ندمان؟....ندمااااااااااااااااااااان هاااااااا....

أمير حاول ان يُهدأ أبا خالد ....هذا لم يشرح له الباقي ....ماذا لو شرح له ماذا سيفعل؟

حاول ان يصمد امام جرح قلبه...شد على يدين أبا خالد وابعدهما عنه بقوة.....ثم اخذ يتنفس بعمق
ثم تحدث بنفس متسارع: اسمعني .....حبيت ديانا أي...مانكر.....استغليت يوسف....وضعفه مانكر...بس عمري ما فكرت أأذي نور....نور مثل بنتي...لكن



قاطعه أبا خالد بعد ان الكمه على وجهه
غاضبًا: اسكت....اسكت .........انت دمرت اخوي مو بس استغليته.....خليته يعيش عذاب الضمير باسكات.....خايف.....وش مهدده فيه انتي وش مهدده فيه؟......هددته تسجنه؟.....تقلب عليه السالفة.....تخليه يكمل عمره في السجن؟......كل هذا حب...؟...كل هذا حب .....الله ياخذك....الله ياخذك.....فرّقت بين البنت وابوها...ودمّرت انسان......متشفق على شوفة بنته....

أمير مسح الدم بيده
والنازف من انفه

تحدث: لازم تسمعني لتفهم كل شي.....ما اقدر ابرر لك ...افعالي في يوسف......لانه حبي كان...

قاطعه أبا خالد بصرخة: حب أنانية......ومجرّد من أي إنسانية ........
أمير أشار له وهو يشد على جرحه ويغمض عينيه بوجع: بو خالد......نور بحاجه لكم.......فهمتها اني غلطان بحقكم....وخسرتها في لحظة..........
ثم اقترب منه: نور...ماتبيني...وما تبي احد...حتى بنتها......ضاعت...تشوفني وتشوف يوسف بنفس النظرة ..........مو قادر اسيطر على ردات فعلها.....مو قادر.....
كان سيضربه ولكن تحدث أمير بتعب: بكفي......انا مصاوب هون
أشار بالقرب من قلبه: هـ الاصابة عقاب لي على اللي صار في نور........انا موجوع من كل شي......انا ما فيني قوة اواجهك ولا اواجه يوسف....بس مشان نور...ومصلحته راح ...
قاطعه أبا خالد وهو يضرب على الجدار بيده: شنو صار طوال هالسنين اللي راحت.....شنو صار؟
امير بنفس يُسمع: اجلس...اهدأ....وخليني اخبرك بكل شي.....ما فيني احكي وانتّا هيك.....ساعدني احكي ......
نظر إليه أبا خالد...نظر لأحمرار وجهه......ومحاولته في التنفس.....رأى ضعفه ....وارتجاف اطراف جسده.......جملته الأخيرة جعلت جسده يرتعش خوفًا من المعرفة والحقائق الذي سيسدل الستار عنها أمير
جلس على الكنبة مسح على رأسه عدّت مرات
تحدث امير بصعوبة وهو يجر أنفاسه بضعف: حاليا هي مطلقة......تطلقت.........وانا وديانا قلنا لها بنتك ماتت بعد الولادة
التفت سريعًا هنا أبا خالد
ليكمل أمير: لأنه حالتها النفسية جدًا مضطربة وما كانت رغبانه في البنت.......فقلنا هذا الحل الأفضل عشان نقدر نستعيد نور......وهذا اللي صار...خذت البنت وكّلت مربية وممرضة لها بدار الايتام...مرت ست سنين ......وعرفت نور......

ضرب أبا خالد على فخذه، ابعدوها عن قطعة وجزء لا يتجزأ منها كردت فعل لخوفهم؟
أيعقل؟
اكمل أمير: ومن الأشياء اللي لازم تعرفوها نور ...تذبذبت من الناحية الدينية وصارت ...تئول انها مسيحية ...لكن...
وقف هنا أبا خالد لا يريد ان يستمع لهذه الحقائق المُرّة
نهض وهو يشد على رأسه مكررا بهمس: يا رب....

أمير سكت للحظات ولكن هو مصّر على شرح كل شيء....وإن كان موجعًا.....شرح كل الأشياء التي استطاع ان يختصرها .....انتحار ديانا...مكوثهم في أكسفورد وسبب خروجهم بعد تزعزع الأمن هناك......حمايته لنور......تحدث عن مراد.....عن خدعته....لنور.....وعن ندمه الآن ومحاولته في المساعدة ....تحدث شارحًا كل شيء لكي لا يلومونها على الصورة التي لا يحبذانها.....يعلم العادات والتقاليد التي يعرفونها.....نور....تعدّتها....بل محتها من ذاكرتها.....وفعلت ما يُعاكسها تمامًا....هو خائف عليها منهم ...
خائف من ردّت فعلهم.....نور...بحاجة الى تصحيح في سلوكياتها وهذا من الصعب...فهي ليست طفلة ....بل شابة تبلغ من العمر واحدة وعشرون سنة....فمن الصعب التحكم فيها .....
ولكن يعلم هي بحاجة للاحتضان من جديد
بحاجة الى التوجيه....
بحاجة للعودة إلى اصلها ..سيتخلّى عن انانيته
سيتنازل عن كل شيء من أجل سعادتها ...حتى لو كانت مقرونة بعيشها بعيدة عنه....
وهذا الامر مُتعب
يعلم الآن هو خسرها
وعلى يوسف ان يربح بقبولها به
ولكن متيّقن انّ هذا الامر مستحيلًا!

ولكن سيحاول فعل كل الأمور الذي تستدعي لاستعادتها الى شخصيتها الحقيقية
سيحاول وإن كلّفه الأمر الكثير
.
.
.
انتهت قصة وحياة نور......وزادت كراهية أبا خالد لأمير.....وديانا....ومُراد......واخذ يلوم يوسف على تهاونه في الامر وتخليه عنها ...كان عليه ان يُحكّم عقله
ألا يتسرع .....فمهما كان هي ابنته وان شككوه فيها....كان عليه ان يتمسك بها كما تمسكت بها والدتها....
لن يعقد مقارنة بينه وبين ديانا...ولكن كان عليه ان يتمهّل....
كان عليه ان يكون اكثر حكمه......ولكن ....
مسح على رأسه.....لمعت الدموع في عيناه...
من الأفضل ألا يرى يوسف ابنته....فمن حديث أمير وسرد قصتها......من الأكيد ستؤلم يوسف...ولن تتقبل رؤياه
ها هي الآن مبتعدة عن الاحضان التي ربّتها.....واجتمعت معها تحت سقف واحد.....ابتعدت كـ المخبولة ...عنهم لتنجو ...وتظفر بالراحة
عليهم الابتعاد وإلا ستشتعل النيران وتحرق الكثير منهم
تحدث اخيرًا أمير: يوسف لازم يجي لهون....
أبا خالد التفت عليه وبحده: ما راح تستقبله ...ويمكن هنا اخوي يموت....من القهر....
أمير بتعب: لازم يتحمل ردات فعلها....ولا نور بضيع اكثر...
لم يرد عليه بأي كلمة يشعر بالاختناق من الجلوس معه....ولو جلس اكثر لن يتمالك نفسه ومن الممكن ان يقتله....
خرج من الشقة
.
.
.
.

وهو على علم ومعرفة ان اخبر يوسف بالحقائق......ستزيد حالته سوءًا.....ويعلم ان نهاه عن المجيء هنا ....سيصّر اكثر على لُقياها.....شتم والدتها سرًّا....وتساءل أي حب هذا الذي اضاعت فيه ابنتها؟ أي حُب.....ها هي تركت الحُب وتركت ابنتها ضائعة بلا هوية ...وبلا وطن...وروح.....ركب السيارة ...سحب هاتفه اتصل على أبا سيف
والذي اتصل عليه قبل أن يدخل الشقة ......لم يأخذ عشر ثوانٍ حتى به أجاب
.
.
.

: هلا بو خالد طمني....وش صار؟....قابلت أمير؟
بو خالد مسح على جبينه ونظر للمارة من خلال النافذة
: يوسف المفروض ما يشوف بنته...
أبا سيف عقد حاجبيه: ليش وش صاير فيها شي؟
بو خالد بتنهد: والله مادري كيف اقولك.....شي ما يستوعبه العقل......قابلة امير وقال لي عن حياتها كلها......لوصلت بتصل عليك افهمك......كل شي حاليا انا بالسيارة ....
بو سيف: طيب....انتظرك.....مع السلامة
اغلق الخط ...بينما تحدثت هنا زوجته
: شقالك اخوي؟....هاللي وجهك تغيّر؟
بو سيف : قابل امير.....وقال بتصل عليك اشوي وافهمك كل شي....بس نبرته خوفتني...
ام سيف بتنهد تقدمت لناحيته وجلست أمامه: كلنا خايفين ....يوسف مو على طبيعته........تغيّر..... وصحته يوم عن يوم تدّهور......
بو سيف طبطب على يدها: الله يجيب العواقب سليمة ....

همست : يارب..

ثم تذكر الامر الذي شغل باله كثيرًا....وجعله يتوتر أكثر....
احب ان يُخبرها بكل شيء بهدوء...لتتفهم الأمور.....ليجعلها تتقبل فيما بعد رأيه....هو خائف عليها ...وخائف منها ومن ردّت فعلها ....ولكن من الواضح امر يوسف وابنته سيطول....وعلى زوجته ان تتقبل الامر في اسرع وقت ممكن لتعطي مجالًا لقصي البقاء معها ......بشكل شبه مستقر!

بينما هي نوّت النهوض والخروج من الغرفة ولكن قال
: نجلا اجلسي ابي اكلمك في موضوع....مهم....
ام سيف نظرت إلى زوجها : خير اللهم اجعله خير....
بو سيف بدأ يتوتّر اكثر: خير خير....بس بسألك...وش رايك بخطيبة قصي؟
ام سيف ابتسمت وتهلل وجهها: اشهد انها بنت اخلاق......ورزانة......ما هيب نفس بنات هالجيل الطايش رغم انها منهم...... جزى الله من رباها الجنة ان شاء الله .....

بو سيف تطمئن هنا قليلًا ثم قال: اجل سمعيني للأخير......

نظرت إليه بشك

ثم قال : نجلا ......
وبتردد شد على كفي يديها: نجلا وقصي مزوجين بالسر.....

نزل عليها الخبر كالصاعقة التي تهدم الكيان....اقشعر جسدها.....ورمشت بعينيها بعدم استيعاب للأمر......نطقت بكل سرعة ونبرة مخيفة: ايييييييييييييييييش؟

ثم اخذت تنظر لزوجها ....وهي تسترجع الاحداث...تأخره عن المنزل......طلب زوجها في ان تكون الملكة ...سريعًا.....ان يكون كل شي سريع ..ولكن مع فرحها خضعت لكل شيء......دون أن تدقق في الأمور ....شعرت لوهلة بالاستغفال

نهضت وهي تقول بكل عصبية : وانت تدري وسااااااااااااكت؟...وراضي بعد..

نهض هنا وأشار لها: نجلا اهدي وخليني اشرح لك كل شي....

ام سيف بغضب: وش تشرح انت وولدك مستغفليني طولة هالفترة.......
وبتفكير: وحتى أهلها ....مستغفليني....اخطب...وانتظر الرد....وتعالي اشتري ذهب....وحددي موعد الملكة.....ظافر جنيت يومنك تطاوع ولدك في هالخبال.....ياخذ لي وحده رضت على نفسها بالمسيار ما ندري و...
قاطعها بحدّة صوته: نجلا.....صوتك لا يعلى علي........انا فهمت من قصي وعمها السالفة....البنت شريفة.........وما عليها كلام......العيب في ولدك....اللي استغل طيبة عمها.......وتزوجها....بالسر......بس زين عرف ...اللي جالس يسويه ظلم لها...وهي توها بنت عمرها سبعطعش سنة........

مسحت ام سيف على رأسها ....بحنق.....اشارت له بغضب: وليش ما خليته يطلقها.....ليش دبسته فيها؟.......وهو يومه يبي العرس...ليش ما قال لي......
تحدث أبا سيف : الولد خذ قرار طايش....وزين انه صلحه....

ام سيف ضربت على فخذيها بقهر: وش صلّح وش صلّح يا ظافر.....كاذبين علي وعلى الكل.....زواج طبيعي....وهم مزوجين !!!.......وانا قول وين يروح ويتأخر....بالليل......غلط عليك ...شجعته ياخذها.....
بو سيف خرج عن طوره: قلت لك....عايلة السامي والنعم فيهم كلهم......عمها شرح لي كل شي......غير كذا ....زوجته حامل ...

شعرت بوقوع مصيبة أخرى على رأسها.....نظرت لزوجها.....وبقهر قالت: بععععععععد؟

كانت ستخرج ولكن سحب يدها زوجها وهو يقول: وش بيفرق الحين ....انتي شفتي البنت كيف.....اخلاق......خلينا نخلص من هالموضوع......ساعديني ...لا زيديني ضيم وقهر فيه.....

نفضت يدها منه وبعصبية: لاخذتوا بشوري...ولا سمعتوا كلمتي....بس تقولون لي سوي وفعلي...وش شايفيني....ها.......

بو سيف تعوذ من الشيطان الرجيم وتنهد بالاستغفار
ثم قال: يا مره......الولد خلاص يبيها واقتنع فيها...مانبي فضايح ......
لم تستمع له خرجت وهي غضبه وتصرخ: قصصصصصصصصصصصي......قصييييييييييييي......

كانوا جالسون في الصالة ومن ضمنهم سيف....سمعوا صوت والدتهم
والتفت عزام: شفيها تصارخ؟
نهض قصي راكضًا ليتقدم للدرج ولكن هي سبقته بالنزول وخلفها زوجها
تحدثت بعصبية وهي تشير له: يومك تبي العرس....ليش ما جيتني...وقلت...يمه خطبي لي بدل.....زواج المسيار هذا.......

جميعهم سكتوا ونظروا إلى غضب والدتهم.....

همس جسّار: ليش ابوي قال لها؟

سيف نظر لقصي وجموده

بينما تحدث أبا سيف: نجلا.....قلت لك...صار اللي صار...وهذا اختياره وراضي فيه....حنا علينا التقبل......ونلملم الموضوع.......

التفتت عليه: وش تلملم فيه؟
ثم التفتت على ابنها: انا تستغفلني كذا يا قصي؟...انا....

قصي بتردد: يمه....

قاطعته: جب ولا كلمة.......وطلقها.....والله .....ما راح اسمح لكم تسوون عر...
قاطعها زوجها: نجلااااااااااااااااا.........انا قلت أقول لك....عشان تتفهمين قراري بعدها........مو تزيدين الوضع تعقيد اكثر ما هو متعقد.......

ام سيف التفت على زوجها: وش قراره بعده؟

بو سيف نزل واقترب من أبناؤه: تعرفين سالفة اخوك.....يوسف ونورة...مطولة .....وزوجة ولدك حامل......وما نبي نطول بالشهور.....ويطلع كلام عليها.......فقلنا نسوي لهم حفلة بسيطة ويجيبها هنا ونخلص....

ام سيف بقهر: الله ...الله عليك...حل حلو....

ثم صرخت في وجه ابنها: والله ما تطب رجلها في هالبيت ......
قصي بنرفزة: يمه........انتي شفتيها.....ورضيتي فيها....وش غيّر يومنك عرفتي اني أصلا مزوجها.....

ام سيف بعصبية: انت استغفلتني انت وابوك....ولا حسبت لي حساب...
وبغضب: ومنو هذي اللي ترضى على نفسها تزوج مسيار غير...

قصي قاطعها وهو يشد على قبضة يديه ومغمض لعينيه: ما فيه اشرررررررررررررف من مُهره يمه.........

سكتت هنا والدته ونظرت إليه ونظرت إلى زوجها ثم قالت
: اطلع برا .........
سيف هنا تدخل : يمه...
اشارت له: انت لا تدّخل...

أبا سيف قال: ماحد بيطلع برا يا نجلا....

جسّار خاف من ان تسوء الامور فقال : قصي تعال ...لم تهدأ

قصي سحب كتفه من أخيه وهو يقول لأمه: يمه انتي راضية عليها الحين شصار؟......اي تزوجتها......تزوجتها ......عشان ماحد يدّخل فيني بعدها وحدد لي منو آخذ.......خذتها عشان لا اصير مثل سسسسسسسيف.......

عزام هنا تحدث بحده: قصييييييييييييييييي....

أبا سيف عقد حاجبيه
بينما نجلا ضمت شفتيها وانتقلت عيناها على سيف الذي يقف بجانب قصي ويحدّق فيه كالمصدوم

قصي قال: انا ما حبيت مُهره.......ولا خذتها عشان احبها...خذتها .....عنّد لأفكارك يا يمه.....بالاخير حسيت نفسي ....اغرق.....وبغلط........بس الحمد لله صحيت على نفسي......

بو سيف بعدم فهم: شقول انت؟

جسّار نظر لأبيه ثم قصي: قصي قلت لك امش....
قصي : راح اطلع يا يمه....راح اطلع.......بس خاطري ....خاطري يجي يوم وتتقبلين فيه قراراتنا .....بدل ما تفرضين قرارك علينا......

ثم مشى لناحية الباب وخرج

بو سيف نظر لزوجته: شقصده ولدك؟

ام سيف صُعقت من تفكير ابنها.....سكتت حتى الاحرف جمدّت في فاهها نظرت لسيف وعينيها غارقتين بالدموع....
تحدث سيف: يبه ما يقصد شي......ولدك هذا هو ما تغير لا عصب قال .....
قاطعه هنا بتذكر: متى الجازي بترجع....
عزام فهم سياسة ابيه هنا وخشي على والدته فقال: يمه تعالي....
ازدردت ريقها ومسحت على وجهها
ليردف سيف: الحين خلنا في قصي....انا والجازي حطونا على جنب....
بو سيف شعر انّ هناك امر ولكن لا يريد ان يطيل الوقوف معهم...فأبا خالد من المؤكد اتصل عليه الآن
لن يخلط الحابل بالنابل

ولكن أشار لهم بتهديد: اقسم بالله......لو سويتوا شي من وراي من الآن.....حسابكم عسير عندي.......

ثم قال لسيف: وانت يا سيف.......انا شايل نفسي من سالفتك عشان مصلحتك بس واضح...لا انت ولا اخوانك...تعرفون مصلحتكم ....كأنكم بزران...انتوا تغلطون وانا اصحح من وراكم هالاغلاط....وامكم تاخذين بالصيحة والصراخ...وتلومني.....بس اخلص من سالفة يوسف....التفت عليك....

ثم صعد لغرفته
بينما ام سيف نظرت لسيف الذي مسح على رأسه
ثم تحدث بنرفزة : اتصل على خوك...
جسّار بجدية: تركه عنك....خله بس تهجد شياطينه بيرجع....
بينما عزام اجبر والدته على الجلوس
وطبطب على ظهرها
بينما دموعها انسابت على خديها
فقال : يمه لا إلا دموعك....ما عاش من ينزّلها....
عضت على شفتيها ونظرت لسيف...شعر بها سيف.....وفهم هذه النظرات فاقترب منها وامسك كفّي يديها وقبلهما
: يمه لا تحطين كلام هالبزر براسك......
ام سيف : كلامه صح يا يمه......
سيف بوجع: لا يمه مو صح....هدي نفسك بس....
جسّار ذهب لناحية المطبخ لجلب الماء
فقالت والدته : اسفه يا يمه.......لو ظلمتك...
سيف قبل جبينها : يمه...شالكلام.......اهدي الحين ....ولا تفكرين لا بكلام قصي...ولا بغيره...
عزام نظر اليها: يعني ما تعرفين قصي.....يمه.....
ام سيف نهضت عند قدوم جسّار وهي تقول: اتصلوا عليه خلوه يرجع.......
جسّار اقترب منها: يمه شربي لو اشوي...
ام سيف هدأت ...وسكنت عواصفها بعد ضربة قصي بالحديث عليها...
تنهدت: مابي......بروح ارتاح...
ثم توجّهت لعتبات الدرج
جسّار بهمس: ما كان المفروض ابوي يعلمها...
عزام : ما علمها إلا على شان الأوضاع ....
سيف شد على جبينه: اتصلوا على هالخبل...
جسّار جلس بالقرب منها: ما راح يرد عليك....عطوه طاف....ولهدا بيجي....
عزام طبطب على كتف أخيه: وانت لا تحط في خاطرك ......من كلامه........
سيف شبّك أصابع يديه مع بعضهما البعض: امي اللي بتحطم مو انا....
جسّار نظر اليه
ثم قال بعد ان نهض: اتصلوا عليه لا تنسون...
عزام : وانت وين رايح...
سيف: المستشفى....عن اذنكم
ثم صعد لجناحه
جسّار بغضب: حقيقي قصي جاب العيد في الأولي والتالي....
عزام بهدوء: دايم يجيب العيد.....مانكر امي كلامها غلط....بس هو بدل ما يخمد النار...زادها.....
جسّار : ها ما زلت مصر على الزواج؟
عزام ضحك: هههههههههههههه لا لا...بعّد بعيد.....هوّنا...
جسّار : هههههههههههههههههههههه تعقّد الولد......
عزام : مو وقته الحين بعدين ...الاوضاع حيل شابه ضو....

جسّار: ولا بعد سالفة خالي ....والكل صاير ....كبريت....
عزام هز برأسه: الله يسر الأمور....
.
.
.
.
حُرقة بقلبه واحراج
كان يتخيّل ردّت فعلها ولكن ليست على هذا النحو من عدم القبول المبالغ فيه!
ظن انها ستحرقه ولكن ليست بهذه الطريقة
ويعلم جيّدًا أنّ ردّه عليها ، احرق فؤادها...
ولكن حقًّا هو لا يعلم كيف انصاع وراء هذا التهوّر، هذا الطيش
حتى به ....قررّ ان يقترن بتلك الضعيفة .....حتى به شوّه براءتها...وسلب روحها في بداية الأمر !
لا يدري كيف تطوّرت مشاعره ناحيتها ...حتى به ايقن انه لن يستطيع العيش بلاياها
لم ينوي حبها ولم ينوي ان يطول امر زواجه منها
ولكن كل شيء اصبح جميل في عينه بعدما استيقظ على نفسه
ولم يتردد في اصلاح الأمر ابدًا !
حقًّا هو مقتنع فيها....حقًّا اصبح عاشقها.....لا يريد من احد ان يُفسد عليه كل هذه الأمور
الحب....العشق....وربما الهُيام.....
سحب هاتفه ....اتصل عليها
اختصر حديثه: جهزي نفسك بمرّك....
واغلق الخط ...لم يُعطيها مُهلة حتى في الرد
اغلقه ....وتوقف عند الإشارة ....تنهّد بضيق
فكّر مطولًّا بحديثه .....مسح على وجهه احزن والدته
يعلم بذلك ...وربما ستخاصمه لفترة طويلة
وفي هذه الأثناء من التفكير العميق اتصلت مُهره .....ولكن لم يُجيب عليها.....انفتحت الإشارة
لف يمينًا ....اكمل سيره ......ثم توقف عند منزل أبا محمد.....
اغمض عينيه ....ثم اتصل من جديد
فقالت: قصي شفيك الله يهديك ما ترد.....وشو الحين بتجي؟...شصاير؟
قصي بنبرة هادئة: طلعي انا عند الباب...
مُهره نهضت من على السرير وبصدمة: من جدّك قصي؟
قصي : لا طولين انا انتظر......
ثم اغلق....بينما مُهره لن تنكر انّ الأمر اسعدها فجدران هذا المنزل يحتفظ بصدى بكاؤها المكبوت بين ثنايا صدرها!
تشعر بالاختناق لم تتردد في الخروج له سحبت عباءتها ارتدتها
سحبت الحقيبة التي لم تفرّغ ما بداخلها اصلًا

ثم خرجت ...
.
.
.
بينما قصي ....صادف ...ابا محمد قادم .....خرج من السيارة .....وباحترام شديد له...اقترب ثم قبّل رأسه
فقال أبا محمد بابتسامة: يا هلا بوليدي.......تفضل تفضل.....
قصي اجبر نفسه على الابتسامة: زاد فضلك....لا والله مستعجل....جيت آخذ مُهره وامشي....
بو محمد بتعجب: تاخذها....
هز رأسه قصي
فضحك أبا محمد بخفة: واضح بنت اخوي خذت عقلك كله.....
ابتسم قصي على مضض هنا....ثم خرجت مُهره .....والتفت قصي لها...وتقدم ليأخذ الحقيبة منها
فقال أبا محمد: دير بالك عليها يا قصي وانتبه للطريق...
بينما مُهره قبّلت رأس عمها وسلمت عليه ثم
دخلت السيارة
وزفرت بصوت مسموع
على دخول قصي واغلاقه للباب
تحدثت : زين انك جيت.....حسيت راح اختنق...
قصي قبل أن يتحرك من أمام المنزل: ليش احد زعلك...
مُهره نظرت لعينيه: لا ...بس اكره هالبيت ......احس يذكرني......بكل شيء سيء صار لي...
قصي تفهم وضعها
وابتسم: خلاص.....ما راح اجيبك هنا إلا للزيارات بس.......وفي خبر حلو ...
مُهره ابتسمت خلف نقابها: وشو؟
قصي يحاول ان يتناسى ما حدث: راح تملين من ريحة عطري من اليوم....
مُهره لم تفهم مغزاه : كيف؟
قصي بدأ بقيادة سيارته: راح استقر معاك هالفترة في الشقة....
مُهره شعرت بالفرح....والسعادة شعرت بحبه وصدق مشاعره ...ويومًا عن يوم هو يثبت ذلك لها دون ان يشعر!...ولكن خشيت انّ هناك امر يُخفيه عليها فقالت: من جدك قصي؟
ابتسم والتفت عليها سريعًا: والله....ولا ما تبيني؟
مُهره ضحكت بخفة : إلّا.....بس ليش؟...كذا فجأة....
قصي بحديث متقصد ليحرجها: اكتشفت ماقدر افارقك يا مُهره...
مُهره غاصت في حياؤها وقالت بعد ان كحّت مرتين: انتبه للطريق...
قصي هنا ضحك بخفة وفهم أنها تضيّع حياؤها بجملتها تلك ثم قال: برّوح مطعم نتعشى ......
مُهره هزت رأسها برضى ...وقلبها بدأ يطمئن ...من وجود قصي بحياتها....وعقلها بدأ يتقبل فكرة الاقتران بها للأبد
.
.
.
لا تعرف كيف تصف شعورها......بعد ان وقعت بجانب اسمها.....بعد ان علمت انها ستكمل حياتها معه....تشعر بالاضطراب...تشعر بالتسرّع ولكن ....هي متيقنة من حبه لها...هي لم ترى منه إلا الخير....هو من وقف معها في السراء والضراء...هو من أملأ عليها وحدتها وخوفها في بداية قدومها إلى هنا ...لماذا الآن تخاف منه؟
هل بسبب ما حدث لها؟
ربما نعم ....
وقّع هو الآخر اخذ طارق وثيقة الزواج.......قبّل والدها رأسها......وابتسمت ...واختلج صوتها نبرة بكاء وهي ترد عليه: الله يبارك فيك....
كانت تتمنى ان يحتضنها....حقيقةً هو احتضنها ولكن ابتعد عنها سريعًا ولكن تمنّت ان يطول احتضانه لها فهي بحاجة إلى هذا الحضن ....بحاجة إلى هذا الحنان الأبوي......شعرت لوهلة انها لا تريد ان تكمل دراستها لا تريد ان ترتبط بطارق جلّا ما تريده البقاء بحضن والدها.....والنظر إلى وجهه الذي يبعث بداخلها السلام والاطمئنان ولكن لم يطول هذا الامر....
مشا بخطى متقاربة ......واقترب منها طارق ليهنّئها وقبّل جبينها بهدوء
حتى ارتعشت من قُبلته خوفًا....اجل خوفًا من الحياة الجديدة الذي دخلت فيها بلا مقدمات....وبلا تخطيط....
تشعر باضطراب مشاعرها على هذه الأثناء من الفرح!
وخالجتها نبرة البكاء اكثر حينما ركبا السيارة ....وسقطت انظارها على السائق
حقيقةً كان مُراد هو من يقود ولكن هي لا تعرفه ولا تعرف من يكون؟
لم تتردد في ان تبادر بعد ذلك من احتضان والدها من ناحيته اليسرى وضعت رأسها على صدره
بينما طارق ركب في المقعد الأمامي
وقاد مُراد السيارة لناحية المطار
لا تدري كم مضى من الوقت ربما ربع ساعة
وهي تحتضنه وهو يطبطب على كتفها بهدوء
تمنّت لو يداعب شعرها ولكن تذكرت انها التزمت في ارتداء الحجاب ......ارتدته باقتناع......ودون تردد....تشعر انه يحميها لا تدري لماذا ولكن هكذا اتاها الشعور!
تنهدت واغمضت عينيها ودّت لو تطول المسافات اكثر لكي تختفي عن هذا الوجود في احضانه
نزلت دموعها
لا تريد منه العودة للكويت
لا تريد ان تفقد هذا الحضن
هذا الدفء
وكل هذه الطمأنينة
ولكن فجأة توقفت السيارة وتوقف قلبها....
رفعت نفسها من على صدره نظرت لعينيه
كان جامد.....تزيّن وجه ابتسامة.....عجزت عن تفسيرها.....بينما هو حقًّا متأثر من كل شيء حدث لها...ِشعر بالخوف عليها ....شعر انه مقصرًّا في حقها....التمس حبها له وكأنه والدها الحقيقي...ولكن هذا ما تشعر به
فهي لا تظن يومًا انه ليس والدها!
هذا والدها الحقيقي اجل
هذا هو ......كيف لها ان تعرف انه ليس هو...بل خدعة لفقوها ......لمحي الفضيحة!
قبّل جبينها ثم قال: يلا بابا....
هزّت رأسها وفتحت الباب خرجت معه....
ونزل هنا مُراد وطارق...وكان هُناك ......سيارة سوداء مضللة .....انفتح باب السحب.....تنهّد ....ثم ضغط على الزر الصغير ليتحرك الكرسي ...ويخرج من الباب بسهولة...فتلك السيارة مخصصة له ولحالته.....نزل دون ان يمد يده للمساعدة
لمحه مُراد والذي هز برأسه له ان كل شيء انتهى وكل شي بخير....
ثم سقطت عيناه على ابنته...دومًا ما يراها من خلال الصور.....وفيديوهات قصيرة الدقيقة الواحدة حتّى!......لم يراها على الطبيعة ابدًا.....رآها كيف تحتضن والدها وتشد على خصره وكأنها تخبره
(لا تروح بعيد عني).....تبعهم .....إلى ان دخلوا المطار
شعرت بالاضطراب....شعرت بالخوف...شعرت بالوحدة ....تريد العودة للكويت...ما حدث لها..صعبًا ....واراضي هذه الدولة تذكّرها بكل شيء...تريد العودة الآن....
فاجأت ابيها بعد ان اعترضت
طريقة
احتضنته ....ومُراد هنا ازدرد ريقه
بينما طارق شعر بالتوتر من صوت بكاؤها
وجورج لم يرمش ابدًا ولم يزحزح ناظريه عنها
شدّت على مشاري بيدها باكية: تكفى اخذني معاك....يبه.....تكفى...

مشاري .....لا يدري ماذا يقول...يشعر انه ندم حينما وافقها على الابتعاث....شعر انه لا يقل حقارة عن ابيها بالتخلي عنها...شدّها إليه...واخذ يطبطب على ظهرها ويمسح عليه ....وهنا ارتجفت ...من حنيّته..... شدت عليه اكثر باكية ومصرّة على العودة معه........
وسمعوا النداء الأخير للرحلة
فابعدها عنه قائلًا: ايلاف يبه.......كملي اختباراتج....ورجعي.....لا ترجعين وتتركين كل شي بالنص....هانت وانا بوك....كلها كم شهر...
هزّت رأسها كالطفل.......شهقت ...وهي تمسح دموعها
باضطراب رجفة أصابع يدها: تكفى خذني.....مابي أعيش اهنيه أخاف....
طارق اوجعت قلبه....فهمها لا تشعر بالأمان بعد ما حدث لها...
بينما مُراد قال: مشاري نادوا على الرحلة
جورج ....غصّ في بكاء لا يستطيع ذرفه ابدًا!

مشاري نظر إلى مراد هز رأسه طوّق وجه ايلاف قبّل جبينها من جديد
: طارق معاج لا تخافين واوعدج كل يوم اتصل عليج...


ايلاف وكأنّ حصونها هُدمت هزّت رأسها برفض كالطفل الخائف ....ثم قالت بين شهقة وأخرى: قلتها لي من قبل...ولا سمعت حسك الا بعد اللي صار...

تعاتبه .......تزيد من وجع ضميره...
احتضنها وشعر بالضعف
طارق نظر لمُراد ومراد نظر لجورج الذي احتقن وجهه بمعالم حزينة....كان بعيد عنهم ولكن قريب منهم بحيث لا يشعران به!
معادلة اختلقها من نفسه ظنًّا منه انه يحميها هكذا!

مراد اقترب ....طبطب على كتف مشاري: يلا مشاري....
شدّت على والدها اكثر هنا.......تحدثت وهي مغمضة لعينيها: لا تروح تكفى يبه...لا تروح.......اخاف اضيع لرحت تكفى...
مشاري حزّ في خاطره حديثها.....طبطب على ظهرها ....وشدّها اليه ......ثم ابعدها وهو يمسك بكفي يدها قبلهما ثم
قال بنبرة حانية: راجع لج يا بوج....راجع....
ثم التفت على طارق سريعًا بوجه محمر ودموع تسربت إلى لحيته : دير بالك عليها يا طارق....تراها امانة عندك.....
هز طارق رأسه ...بهدوء ثم اقترب منها.....
وكاد مشاري يمشي عنها ولكن شدّت على طرف بذلته
ورمشت إلى ان انسابت الدموع من عينيها: تكفى لا تروح...
مُراد شعر الامر سيطول
فسحب يدها من بذلة والدها ووقف كالحاجز بينها وبين مشاري
وهمس سريعًا: امش......يلا....
مشاري نظر إلى مراد ومراد فهم نظراته هز رأسه وكأنه يقول(بصير بخير)
نظر إليها وهي تحاول الوصول اليه ولكن طارق اتى من خلفها واحتضنها وهي تبكي .....وتكرر
: يييييييبه....
جورج أشار للحارس ان يعطيه نظارته فأعطاه إياها
وارتدها شعر انه سيبكي في أي لحظة....
لذلك حركّ كرسيه وتبعوه الحرس من خلفه
بينما ايلاف انهارت باكية
وطارق شدها إليه يحاول تهدئتها...مُراد ساعد طارق في مسك ايلاف ....للخروج من المطار فهي لفتت انظار الجميع اليهم ......ولكن ايلاف كانت تضع ثقلها كاملًا على جزئها السفلي لتبطئ من حركتهما....فتحدث بحنان
طارق: ايلاف خلينا نمشي.....كلها كم شهر وحنا رادين الكويت....
بينما ايلاف ضربته وحاولت التفلت منه ولكن طبّق مُراد على جسدها الضئيل
وهي تكرر: خلوني اروح ويا ابوي......خلوني.....
احتضنها بقوة مُراد من جانبها الأيمن .....وثبّت يديها بيديه بلطف...
طارق لم يرد على فعلته ولكن سكت يريد ان يصل الى السيارة ليهدّئها .....فانهيارها هذا اخافه...وجعل عقله يتوقف عن التفكير والتصرف....
وبعد ان وصلا فتح طارق الباب سريعًا وبخفة مُراد ادخلها الى السيارة مجبوره!
فدخل طارق واحتضنها اليه وهو يقول: اششش....ايلاف اهدي تكفين....هدي....
ايلاف استسلمت ما بين يديه وهي تشهق: ابي ابوي
مُراد بدأ بالقيادة
ثم قال: لازم نوديها المستشفى ...علمود يعطونها مهدأ
طارق بخوف عليها : انزين اسرع

ايلاف بدأت تهذي ، وتكرر تريد والدها بصرخة وأخرى بشهقة ...وهو يشد عليها.....ويحاول التخفيف عنها إلا انها تزداد بحركاتها العشوائية تريد الخروج من السيارة وتلحق بوالدها!

شعر هنا طارق ...بوجعها ......بخوفها....بنفورها من هذا البلد.......ازدرد ريقه....لم يعتاد ان يراها على هذا النحو....
احتضن رأسها إلى صدره
واغمض عينيه وبهدوء اخذ يرتّل آيات قرآنية من سورة البقرة.......شعر بالخجل من نفسه وهو يقرأ الآيات وهو هاجرها مُنذ سنوات طويلة! لا يدري اصلًا كيف تذكرها الآن!
شعر قلبه يرتجف ويتخبط بداخله ولكن استمر في الترتيل...
ثم طوّق جسدها......واخذ يرتل بصوت اعلى بعد ان شعر بمحاولتها بالنهوض من حضنه من جديد

بينما مراد شعر بالتأثر من ترتيل طارق بصوته الشجي.....ومن بكاء ابنت أخيه...شعر بالكره ....لحياتهم السوداء....ولباسهم الأسود.....والمتخفي خلف نواياهم العقيمة......شعر انّ جورج أخيه خسر كل شيء....خسر ابنته....حبه......ماله...صحته....خسر كل شيء....ولا يستطيع استعادة جزء بسيط من هذه الأشياء حتى ابنته......فهي محبه لأبيها مشاري وتراه طوق نجاتها.........
حقًّا عليهم ان يحمونها من معرفة الحقائق وإلا ستنهدم
يجب ألا تعرف بالحقائق لكي لا يضيع حبها لأبيها مشاري في الريّاح المسممة!
زاد سرعته متجهًا للمستشفى ......وقلبه يخفق بقوة
.
.
.
.
تشعر بالاضطراب وعدم الأمان من تكرر صورتها وهي في المستشفى في بالها....تشعر بالخوف....من موجة قاتلة لقبلها
خائفة منها.....خائفة من ان ينكشف الستار وتخسر كل شيء.....الافضل الا ينكشف شيء....حتى لا تخسر زوجها ولا أبناؤها.....حتى ايلاف!
إن انكشف الامر ستكرهها ولن تظفر بها
سيلومها الجميع وأوّلهم هي
سيقتلونها بالعتاب والعقاب.....سيدمون جراحاتها التي تعبت وهي تداويها......سينقلب على رأسها كل شيء....لذلك هي تتمنّى موتها ليعم السلام .....ويبقى ما في الذاكرة كذكرى ....قابلة للنسيان....
لن تنكر.....انها احبتها حينما وضعوها على صدرها بعد ان انجبتها على صخرة القساوة من الحياة.....
لن تنكر انها اشتاقت لها فترة مطوّلة حينما اعطتها لجورج....وبكت الف مرة حينما يدر صدرها بالحليب ليذكرّها بها....
لن تنكر انها بقيت لفترة تشتم رائحة ملابسها الصغيرة وتجن لتحتضنها الجدران....
لن تنكر ولن تنسى محاولاتها في نسيانها للأبد
حتى بها استبدلت حبها وعذاب اشتياقها لها
بالكره وتمني الموت!
قسّت قلبها .....بعد ان تذكّر نفسها بأنها ابنت ابيها
جورج الذي خدعها....وجعلها تغرق في أمواج خداع حبه الشقي....
كرهتها ...وتمنّت موتها لتعيش...فهي ترى الأمر انها مظلومة ......
انظلمت بسبب سذاجتها ......وتفكيرها آنذاك....
وايلاف ما هي الا ثمرة لهذه السذاجة!
لا تريد من هذه الثمرة النضوج اكثر.....لا تريد ان تتعفّن يومًا وتنتشر رائحتها لجلب العقاب.....
لن تتنازل عن تمني الموت لها.....ولن تتنازل من حماية نفسها من ذكريات الماضي.....
قررت هذه الفترة السفر....والابتعاد ...مع زوجها....اخبرته انها متعبة ....وتريد ان تخرج في رحلة سفر للاستجمام.....
ولم يرفض لها امرًا حجز لهما تذاكر
للسفر للمالديف لمدة أسبوعين
تريد ان تبتعد عن حصة واجوائها الكئيبة
تريد الا تستمع لها لكي لا تخضع لها بمشاعر امومة قتلتها منذ سنين بداخلها
استيقظت من موج افكارها على صوت زوجها وهو يقول: دلال حياتي تأخرتي يلا...عاد ....خلينا نطلع ....
دلال أغلقت سحاب الجاكيت على جسدها ثم سحبت حقيبتها: كاني يايه ....
ثم هربت من أفكار كادت ان تتمكن منها ولكن قتلتها بكره شديد!
.
.
.
.
.

أصبحت كالجسد بِلا روح...هذه الايّام التي تمر بها حزينة وجدًا
كل شيء انكشف امام عينيها ببرود
كل شيء اخذ يدق قلبها وذاكرتها وكأنّه امر طبيعي معتادة عليه
هي اعتادت على كل الأشياء إلا الخذلان
شعرت بالكره للجميع
امير وديانا ويوسف
الكل
....تشعر بالإحباط من حياتها...كلما قالت الأمور بدأت تتسهل ...بل بالعكس تتصعب عليها....هي قادرة على تقبل كل شي ولكن من ...الصعب عليها ان تتقبل خذلانها من الجميع حتى تحت مسمّى الحماية
ومسمى الحُب!

تلوم يوسف وبشدّة كيف اقتنع بحديثهما؟ كيف تخلّى عنها بكل بساطة ....لماذا لم يُعطي نفسه مجالًا لاستيعاب الأمور
لماذا لم يتمهّل؟
هل اوجعته الخيانة ، هل اماتت قلبه لهذه الدرجة؟
ماذا فعلت به ديانا؟
الخيانة من شخص تعزّه وتحبه من أعماق أعماق قلبك
ستكون موجعة وعواقبها لم تتمناها يومًا!
هل اوجعت ديانا قلبك يا يوسف؟
هل كان حُبك لها صادقًا؟
يوسف تركها لكي لا يتذكر خيانة زوجته
وديانا اخذتها منه بحجة حبها لها
وهي عاشت في مسافات انانيتهما
من مشاعرهما التي طوّقت عنقها بعنف
وتدخّل أمير في حياتها .....وشعوره بالخوف عليها.....وتعامله معها وكأنها ابنته........وحبه ....كانت تشعر بحبه ....ولكن لم يكمل صورته الحسنة التي لا تستطع ان تعترف بها يومًا
هدم كيان هذه الصورة حينما ادركت كذبه عليها
وهو يكرر
يوسف لا يريدك
هو من زرع كرهها ليوسف
وهو من ساعد ديانا في العصيان!
لا تغفر لهذا ولا هذاك
لا تستطيع ان تغفر لهم
اما ذنب ديانا بالنسبة اليها عظيم....لم تضحّي بها بل ضحّت بيوسف.....لا تدري لماذا.....ربما بسبب حبها الجنوني لأمير....فهي لن تنسى انها ضحّت بها لتقضي شهر عسلها معه...ولكن عادت لها من جديد....ولكن يوسف ....لم يفعل شيء ...لم يبادر ليشعرها بأبوّته!
لماذا؟
هل بسبب تلك التحاليل وزيفها؟
جنّت هزت رأسها
لا تعرف كيف تهدّأ عقلها وتوقفه عن التفكير.....بالكاد درجة حرارتها انخفضت .......بالكاد أنفاسها انتظمت...
ولكن رجفتها لم تزول.....وعقلها لم يتوقف ابدًا عن التفكير....
تنظر للنور البسيط الذي يتسلل الغرفة من تحت الباب......تحدّق به......وتتمنى لو يُنير جانبًا من حياتها ولو بشكل البسيط......
استلقت على ظهرها....تذكرت أمور كثيرة ...منها....ابنتها....واحتضانها لساقيها...شعرت برعشة تتسلل لأطراف جسدها....ورجفة شفتيها؟
تساءلت كيف استطاعوا ابعادها عنها؟
كيف فكروا هكذا؟
وضعت يداها على بطنها واخذت تتحسس
تشعر بها الآن ...تمكث بداخلها....تتحرك بعشوائية.....سندرا كانت كثيرة الحركة في بطن والدتها ....وهذا الامر كان يؤنس وحشة نور ....ولكن لم تُظهر لهم ذلك...دومًا ما تظهر لهم كرهها لها.....
هل هي السبب في ابعاد ابنتها عنها؟
شدّت على بطنها.....تذكرت حينما شعرت بالمخاض....شعرت بتقطّع جسدها....وتسارع أنفاسها....شعرت بعدم قدرتها على الاستلقاء والجلوس وحتى الوقوف!
تمنّت الموت.....بكت بصوت عالٍ تستنجد للخلاص من المها.....تذكرت وجه والدتها ...وخوفها عليها...تذكرت صرختها...ثم اغمائها....وبعدها جلوسها.....متعبة ...
تذكرت حينما اخبروها انّ الطفلة توفيت !
لم تبكي بجانبهما.....بكت في ظلمة تُشابه ظلمتها الآن...بكت ......وكرهت ابنتها التي لم تبقى معها....بكت......وكرهت حبها الذي جعلها تعتصر المًا جسديًّا ومعنويًّا......
بكت ......بلا صوت.....وبعنين تحدقان بالسقف
تتساءل من هو المسؤول الأول عن حالتها ؟
اسالة تطرق رأسها
واجوبتها في ظلام دامس لا تريده حقيقةً
تنهدّت .....وحينما سمعت طرق حذاء احدهم
اغمضت عينيها وتظاهرت بالنوم
انفتح الباب.....كانت الساعة تشير الى الثانية عشر من منتصف اليل ....
اقترب منها ......نظر لوجهها لبقايا دموعها......لتنهدها اثر البكاء الطويل......هزّ رأسه بأسى وانحنى
ليضع يده اليسرى على جبينها
شعر انّ حرارتها انخفضت .....
جلس على طرف السرير
تحدث كالهمس: ما بتستاهلي كل شي عم يصير إلك يا نور......والله ما تستاهلي.....
ثم نهض.....وهي سمعته ......وسمعت تنهيداته....هذا الرجل....الرجل المنقذ بالنسبة لها...ولكن اوجعها حينما سلّم جوازها لأمير.....ولكن تشكره من داخلها آلافا من المرات على قبوله في طلبها حينما طلبته في ابعادها عن الجميع....
اغلق الباب
وفتحت عيناها .....حدّقت للنافذة ......ثم جلست على طرف السرير ....ِوتدلت رجلاها ...لتضرب اطراف قدمها بهدوء على الأرض الباردة......حدّقت بلا ملل...تريد شيئًا ....يخفف من وطء ما حدث لها...تريد ان تشعر بالراحة قليلًا.....تريد الهروب....من جسدها...لا من الأرض ....لا من المكان!
فهي تجزم ما إن تهرب سيلاقيها أمير....والجميع...لذلك لن تتعب نفسها.....لن تهرب ولكن ستهرب بعقلها نهضت
واقتربت من النافذة ......النافذة التي تطل على الحقل الخلفي من المنزل....النافذة التي لا تمتلك اسوار حديدية محكّمة.....فكرت....
ثم
.
.
طرق الباب بشكل خفيف.....التفتت هنا....
.
.
بينما في صالة المنزل أتت صوفيا لتفتح الباب ولكن أشار لها ماكس
(مترجم): صوفيا اذهبي ونامي...انا سأفتح الباب...

هزت رأسها ....حقيقةً تشعر بالتعب ...بعد الجهد الذي بذلته في مساعدة نور في الاستحمام...واللبس...والاكل ومراقبة حرارتها....تشعر انها فقدت طاقتها ما بين طبخ ورعايتها.....وتنظيف المنزل....لذلك دخلت الغرفة المخصصة لها وأقفلت عليها الباب....
بينما ماكس...توجّه لناحية الباب......ظن ان احد الحرس الخاصين بأمير أتوا لجلب الطعام الذي طلبه منهم .......ولكن لا....فتح الباب
وصعق
تحدث بصوت تسرب لمسامع نور الذي هبط صدرها بخوف: أميييييير؟
أمير دخل واغلق الباب ثم أشار لماكس
ليتبعه
ولكن ماكس خشي من ان تصحى نور وتحدث ضجة
فقال: أمير دخيل الله ......روح من هون لا تجلس نور....وتوجعك بالحكي..وتوجع نفسها....
أمير نظر لماكس لحيرته وارتباكه
: ابي اشوفها ئلبي....حاسس انها تعبانه كتير....عجزت انام يا ماكس.....بدي شوف بنتي

أغلقت عينيها هنا وسقطت دموع ثقيلة على خديها على كلمة
(بنتي)
تعلم أمير يحبها...يعزها ....يعتبرها مثل ابنته.....تحمل كلماتها القاسية في ذلك الوقت .......تحمل كلماتها البذيئة ......وتصرفاتها المتهورة والطائشة....كان دومًا ما يسحبها من أيادي والدتها حينما تضربها....يطبطب عليها بعد ان يقسي عليها.......يعتذر لها بتصرفات ابويّة حاولت تُظهر انها تكرهها.....
تنفست بصوت مسموع.....تشعر بالخوف.....تشعر بالاضطراب.....

سمعت ماكس: هيّا نايمة.......وبخير...
أمير تقدم وهو يقول: خليني اشوفها...

نور تداركت الامر ركضت لناحية السرير ......استلقت عليه ...وتظاهرت بالنوم من جديد.....

ماكس شعر بأمير...شعر بحزنه....وبضيقة ...اشار له على غرفتها.....مسح هنا امير دموعه ومشى بهدوء.....وتبعه ماكس.......
وضع امير يده على مقبص الباب
وشدّت نور على قبضة يديها وعينيها ....تحاول ان تسيطر على تسارع نبضات قلبها الهائج بخوف.....وتنفسها المتسارع بحيرة الأمر!

تسلل النور الى الغرفة وترك الباب امير مفتوحًا .....دخل .....وماكس تبعه واشعل الانارة الخافتة ليمكن أمير من رؤيتها....
مشى امير وعينيه على الجسد المستلقي على السرير بلا حول ولا قوة
بينما هي كانت تشعر به يقترب....تشعر به....تريد ان يقترب اكثر...يحتضنها...يخفف عنها ....ولو بشيء قليل...ولو كان هو سبب اوجاعها....هي اعتادت على ان تحتضن مسببي اوجاعها ...تقسم انها اعتادت.....تريد ان يقترب...ليلملم شتاتها....لتشتم رائحة ابوّته .....تريده ...هي بحاجة اليه .....بحاجة الى حضنه.....
شعرت بجلوسه على طرف السرير

ماكس تقدم .....ونظر الى سكون الغرفة ...
بينما امير....رفع يده ...بتردد كبير.....مررها على شعرها المبعثر على الوسادة......بهدوء

نور كتمت أنفاسها قليلًا
تحدث امير كالهمس: سامحيني......

تسللت رجفة الى جسدها......شعرت بانكساره ...وبنبرة بكاؤه....شعرت بحزنه.....وبوجعه ولكن اوجاعها مضاعفة منه ومن الجميع!

شعرت انه يقترب منها اكثر
ويسحب كف يدها اليمنى ويقبلها.....
ليكمل: كنا بنظن باللي ساويناه راح نحميك يا نور.....راح نخليك تعيشي بسعادة لكن ظنونا .....وصلتنا لهون!
قبّل اصبعا الابهام ثم السبابة ....وشعرت برطوبة على باطن كفها...وادركت هنا انّ هذه دموعه....
ماكس تكتف وازدرد ريقه وشتت ناظريه عنه حينما رأى امير يبكي.....
وهو يقول: والله لم اكرهك في يوسف.....لأني كنت خايف تروحي مني...مو بس عشان امّك بدها ياكي...لا انا ما بئدر اتخلّى عنكي يا بنتي...
قبّل اصبعها البنصر ثم شهق بصوت واطي: بس ما انكر انني أناني.....
ترك يدها....وشعرت انها ستنهض وتنهار في احضانه باكية ....
ولكن لم يترك لها مجالًا......ابدًا......شعرت انه ينحني ليصل لمستوى جسدها على الفراش...واهداها قبلة اعتذار......على جبينها وما بين عينيها........
ثم همس من جديد: سامحيني....
ثم سمعت طرق نعليه وهو يبتعد عنها ويخرج.......
شعرت بإطفاء الإنارة ...ليعم الظلام من جديد....
فتحت عيناها ......وضعت يداها على فمها كممت فمها لتبكي .....بجنون....ذرفت دموع كثيرة....رجف جسدها.....وقلبها في الآن نفسه...نهضت ...وكادت تتعثر ولكن تمسكت بالجدار واسندت رأسها عليه
وسمعت
: يوسف ....ابوها لنور...راح يجي بكرا لهون.......
ماكس بفجعة: شوووووووو؟

نور ضاقت أنفاسها.....لم تتخيّل ان ترى والدها بعد كل هذه الاعترافات .....هي على غير استعداد.....هي الآن ميّته كيف تراه.....كيف؟...هل ستسامحه....هل ستخضع له حينما يقول لها سنعود للبلاد
هزت رأسها بلا.....
وسمعت أمير: عمها لنور...أجاني اليوم...وحكيتوا عن كل شي...وئلت إلوا انا خسرت نور....وخايف اخسرها بشكل أبدي...فلازم يوسف يجي....ووقف الأمور لهون ...ئبل ما تسيء
ماكس : لالا امير.....نور هلأ ما بتتحمل صدمة جديدة....شو تشوف بيّا ما بيّا.....والله راح تموتوها للبنت....أمير...
ربت أمير على كتف ماكس : مهمتك تخبرها...وراح كون هون الصباح......تصبح على خير....
ثم خرج
وسمعت اغلاق الباب....وتنهد امير وتأففه بخوف من الامر....
لم تتحمل الامر بكت بصوت عالٍ ثم خرجت من الغرفة ...وركضت لناحية الباب تحت انظار ماكس المصدوم تبعها ولكن توقف حينما....توقفت واسندت جبينها على الباب وبكت ...وهي ترتجف......وهي تشد على قلبها .......وتجثل على ركبتيها ببطء.....لم يفهم ..هل سمعت كل شيء؟
هل كانت.....قاطع ظنونه واقترب منها........وضع يديه على كتفيها....
تريد أمير.....لا تريد يوسف.....لا تريد ان تسامحهما...ولكن لا تريد ان تخسر أمير
لا تريد ان يتنازل عنها كما فعل يوسف
لا تريد أن يقدمها له بسهولة.....
هي لا تريدهما....لا تريد ولكن
لا تدري لا تدري صرخت ...بقوة ......حتى صوفيا خرجت تنظر اليهما برعب....
ماكس خشي عليها هنا....هزها
: نورر؟
صرخت من جديد وكأنها تخبره .......كيف وضعها امير في هذا الموقف
كيف يقدمها ليوسف؟ كيف؟
التفتت على ماكس وحضنته بقوة
حتى صوفيا ظنّت انها تلقّت خبر موت احد اقرباؤها وبكت هي الأخرى بدموع
ماكس لم يستطع ان يبقى بلا تأثر .....لم يستطع ان يخبأ حزنه عليها بكى بدموع...وشدها اليه ...يعلم انها عانت ....عانت كثيرًا .....يعلم انها انجبرت على معيشة لا تطيقها....ويعلم انها تجرعت آلامًا لا تستحقها ولكن ماذا يفعل؟

نور
هي خائفة....من ان تبتعد عن أحضان امير الذي تكرهه.....وعن والدتها التي دفنت بعيدًا عنها....لا تريد رؤية يوسف....لا تريد ان يأخذها لأرض لفظتها من باطنها بكره....لا تريد ان تعود لوطن لا تعرف عنه شيء سوى انه طردها عنه بقساوة....لا تريد ان تعود .....لغربة جديدة!
إلى هنا يكفي
لا تريد هذا العذاب....
انهضها ماكس
وهي ما زالت متشبثة به...تشعر انه نجاتها.....تشعر انه من بعد الآن ارضها وموطنها الذي تستطيع العيش بداخله........وإن فرضت نفسها عليه....ما يهمها الآن هو شعورها.....بكت وشدّت على رقبته .....بكت وهي ترتجف....
اغمضت عينيها.....همست في اذنه
بوجع وخوف
ورجاء من قبوله لطلبها
شهقت وهي تقول له: تتزوّجني؟!




انتهى






اتمنى للجميع قراءة ممتعة


تحياتي محبتكم
شتات الكون



حابة انوّه على شغله مهمة


في غلط سقط مني سهوا
ذكرته ببارت 27

اسم حصة
ام ناصر
الاسم لها الاساس
منيرة
ما نتبهت إلا لم نبهتني

غاليتي اafnan20
فاعتذر على الخطأ


JAN 06-27-2020 06:43 PM


البارت التاسع والعشرون
.




اكرر اعتذر على الاخطاء الاملائية إن وجدت

.
.
.
.
.
.




.
.
.
.
.

أين طوق نجاتها من هذا اللقاء، أين خلاصها من هفوات الخوف؟ اين تجد الأمن والأمان ليخلصاها من هذه الحروب النفسية والجسدية، لا تريد غربة جديدة لا تريد رؤية أُنّاس
.
.
جدد شدّت عليه بيديها بعد أن ترجته مرة أخرى :تتزوجني؟
.
.

لم يجيبها في المرة الأولى بسبب صدمته، وتسارع الدم في مشيه ليضغط على دماغه بقوة!
شعر بالمسؤولية كونها تثق به لتطلبه أمر كهذا كما انه شعر بالخوف من نفسه حقيقةً
ازدرد ريقه وارتخت يداه من الشّد عليها ولكن حينما شدّت عليه وكررت سؤالها ابعدها عنه بلطف لا يريد ان ينهزم أمام رجاؤها هذا!
ثم نظر لوجهها رآها
منهزمة، مكسورة، لا حيلة لها، والشيء المخيف انها صادقة في طلبها ، والشيء المرعب نظرات رجاؤها للتو هو خارج من انكسار عظيم من خطيبته السابقة اليكسا بسبب ما يحصل ويدور لهم والآن نور تطلب منه الكثير لتعصف به الذكريات للوراء مع اليكسا
حقيقةً هو مجروح لعدم صبر اليكسا عليه.
.....
كما أنه خائف بأن يقوم بمعالجة جرحه بطريقة مدمرة تزيد من التهاباته المؤذية تحدث وهو يهمس ليقاوم كل عواصف الشفقة والخضوع من اجل التخفيف عنها حاول التحدث معها
بالعقل :نور.....هدي هلأ وخبريني شوفيكي؟.....شو صار حتى جنّي هيك؟

حاولت التحدث والشرح له ، حاولت ان تخبره انها ضائعة تشعر بالضياع والغرق اكثر في هذه الحياة تريد ان تشرح له انها على غير استعداد تام لرؤية يوسف، لرؤية ذلك الرجل الذي هدم بداخلها الكثير، هدم الامن والأمان، واستقرار
الأماني والعقائد بداخلها!
تريد ان تُفهمه انها انسانة مجرّدة من الراحة، عاصية كثيًرا وغير قادرة على ربط الأمور واعادة ترتيبها من جديد حركة شفتيها كمحاولة في الشرح انها حقا غير راضية على ما عاشته ، غير مقتنعة بما فعلته، غير قادرة على الشّد على زمام الأمور

شهقت لتبرهن لنفسها انها خسرت كل شيء
ديانا ،امير... الذي سيقدمها كقربان مّيت ليوسف ..ابنتها ....دينها ...خسرت كل شيء وهي غير قادرة على استعادة كل الأشياء لأنها غير قادرة ع التسامح وتقبل الأمر!!!
.
.
.
.


ضربت على فخذيها حتى عضلة لسانها خّيبت ظنونها لم تستطع نطق الحروف لم تستطع ايصال الجمل شفق عليها ماكس وحن قلبه....وخانته دموعه شد على كف يديها وانهضها بلطف ومشى بها إلى محاذاة الكنبة ثم قربها منها واجلسها عليها!
نور حاولت السكون ، حاولت السيطرة على نفسها ولكن بلا جدوى تشعر انها استغلت طاقتها بما فيه الكفاية حتى بها الآن

نفذت ولا توجد اي طاقة تستمد بها قوتها تحدثت بثقل: زواجي منك بوقف الكل من انه يقرر بدالي.....بوقف امير من انه يرخصني ليوسف...وبوقف يوسف من انه ياخذني للسعودية!

صدم لتفكيرها، لن ينكر انها صادقة في هذا الأمر ولكن هي ستعالج لأمر على منحنى خاطئ لذلك اقترب منها تحدث

بهدوء: نور .....تئدري ترفضي اي قرار ما يعجبك....اي قرار انتي ما بدّك ياه بدون اي زواج

نظرت اليه بعينين محمرتين بينما صوفيا دخلت غرفتها منذ ان جلست نور على الكنبة تحدثت: عارفة انك تحب
اليكسا...بس يكون زواج شكلي انا..ماقققصصد

قاطعها وهو يشد ع كفيها: انا واليكسا انفصلنا.....وعارف بدك يانا نزوج بس مشان انه ماحدا يدخل فيكي... صدقيني نور لو ساوينا هالشي راح تندمي....الأنه قرارك هاد بوقت
قاطعته وهي تنهض وتمسح دموعها بيدين مرتجفتين: خلص وصل جوابك انت ما تبيني.....وما تبيني اثقل عليك حقيقي انا صايرة ام مصايب...

ماكس تنرفز من حديثها نهض هو الآخر :نوررر انا ما قصد
قاطعته وهي تهز رأسها وتشير اليه: خلاص خلاص.....



ثم سكتت بللت شفتيها وسريعا ما تذكرت ايلاف تذكرت اخر لقاء تذكرت اخر حوار بينهم تذكرت وعودها بالتغير شعرت انها بحاجه قصوى الى ايلاف كما أّن ايلاف في الواقع بحاجه لها

ابتعدت عن ماكس وعادت لغرفتها تحت انظاره الحائرة عادت للظلام، للخوف، للجنون...ستُجبر على امر هي لا تطيقه ستجبر ع فعل لم تفكر يومًا ستخوضه
....قدوم يوسف لن ينتهي لهنا....وتعلم انه سيحاول من استعادتها الى موطنها الأصلي ولكن حقا لا تريد ان تعود للنقطة نفسها
شتات جديد......غربة جديدة...ولكن بجسد وروح ممتلئتين بجروح ثائرة....لا تريد يوسف....وتريد امير عن بعد!


كيف تحقق هذه المعادلة كيف؟

نظرت للسقف لوهلة سقطت دمعه منها نطقت بضعف ورجفة جسدها : يا رب

خجله من ان تدعو الله، خائفة ...تشعر انها تغرق ....ولا تعرف كيف تنجو من هذا الغرق المخيف
وكلما حاولت ان تدعو الله تشعر تتلعثم وكأنها نست كيف تدعوه!!
وكيف ترجوه؟
وكيف تعود اليه؟؟؟؟

بكت اكثر وهي تجثل على ركبتيها وتكرر بعجزها وضعفها الواضح: يا رب
.
.
.

شعرت بالضّيق
.
.
.

ضيق روحها على جسدها ضيق جهلها بالدين، ضيق نفسُها ...وضيق المكان من حولها

بكت حائرة لا تعرف موازنة الأمور هل تخضع وترى يوسف وتخضع لما يَعقب هذا اللقاء هل تخضع لكل الأشياء السيئة!

بقيت تفكر بطريقة أخرى وعجز آخر وتذبذب عظيم ينزرع وينبت وينمو بداخلها بِلا حدود...يتشعّب بجذوره ليطغى عليها ...ويخنقها!
.
.

بمن تثق؟
.
.

لا احد هي الآن تثق بماكس فقط لا تثق بغيره ولكن تشعر انه خذلها...وتشعر انّها اثقلت عليه كثيرًا
وهو غير ملزوم بهذه الحمول التي وضعتها على أكتافه...
.
.
.
الى من تعود؟
.
.
.
هل تعود للضلال، لمسببي جراحاتها هل تعود لضيق الأماكن وتنفسها!
هل تعود لبهاء الدين وتطلبه ان يتزوجها من جديد؟

نفضت هذه الأفكار من رأسها ونهضت لتدور حول نفسها، واخذت تفكر كيف تنجو من هذا اللقاء الذي لطالما حلمت به وهي صغيرة ، ومراهقة، وشابة الى ان كرهوها فيه!

الوضع اختلف كليّا الآن
لا تتخيل ان تقف امام يوسف، لا تتخيل ان تنظر لعينيه
هو لن يتحمل النظر اليها وهي لن تتحمل أيضا تجزم بذلك

دخلت الخلاء اغسلت وجهها عدّت مرات

تحدثت بصوت مسموع: الانهيار يا نور ما بسوي لك شي....اهدي وفكري....حاولي تسددين رمياتك للي اوجعوك يكفي وجعتي نفسك سنين.....

اخذت بعدها نفس عميق بشكل متكرر ، تشعر انها دخلت في مراحل الانفصام المتطوّر!

تارة تبكي وتارة تنهزم واخرى تنهار حتى ماكس الذي وقف معها ملاّ منها هي تشعر هكذا خاصة بعد حديثه معها قبل دقائق

عليها ان تنقذ نفسها من هذه المتاهات بنفسها ....عليها ان توفي بالوعود الذي عقدتها بين نفسها......خرجت من الخلاء وسقطت انظارها على ماكس الواقف والذي يحدق بها تجاهلته لن يساعدها في الشيء الذي تريده ولن تذل عمرها له، تشعر الآن عادت للواعي قليلا

تحدث :نور

اشارت له: انسى اللي قلته بليز.....وروح نام


حاول التحدث معها نصحها ، وايقاظها من لو وافق على ما طلبته ستجني ثمار ندمها بالأخير قرارها هذا اُتخذ وهي في حالة طيش وغضب وليس رغبة ومحبة لذلك إن فعل يشعر انه سيكون أنانيًّا مثل البقيّة عليه أن يفهمها الأمر ولكن


كررت: بلييييز ماكس....قو....


حينما تحدثت بالإنجليزية بحاجبين غاضبين فهم انها غير متاحة للحديث ولذلك لم يحبذ ان يضغط عليها خرج فورًا من الغرفة واغلق الباب وهي استلقت على السرير ولم تستطع النوم

غدا سترى الرجل الذي يرى في عينيها جمال لا يراه سواه ويرى في وجنتيها خجل يحب ان يقبله بدفء ابوّته
غدا سترى من غرس بداخلها القوة والصلابة وعلّمها العقيدة والسلام

غدا ستريه عكس كل هذا، غدا ستعاتبه، ستصرخ وتنشق كارهته لا تدري ماذا ستقول له وكيف ستكون ردت فعلها للقاءة ولكن لن تخضع لا له ولا لأمير بقيت تفكر كثيرا ولم تنم!

اتى الفجر ومرت الساعات لتشرق الشمس وهي تفكر حتى انها فكرت بسندرا

بمصيرها ، بكرهها لها وايقنت انها لا تكرهها ولكن تكره الطريقة التي ابعدوها عنها ولكي تصلح الأمور عليها ان تستعيد ابنتها الى احضانها أيضا!!

عليها ان تتقبلها لتساعدها على تخطي هذه الأوجاع
عليها ان تخضع للأمومة وإلّا ستندم!

فكرت كثيرا بما فعلته والدتها ديانا لم تتخلى عنها بل شدّت على يدها لتبقى معها بينما يوسف هو من تخلّى

لا تريد تشبه احدهما ولكن قطع تفكيرها صوت طرق الباب ثم دخول صوفيا تدعوها للإفطار عقدت حاجبيها نظرت للساعه وكانت تشير الى الثامنة والنصف صُعقت من مرور الوقت

شعرت بالراحة وهي تفكر وتخطط وتقرر من جديد بهدوء شعرت بقدرتها من جديد على كبح مشاعرها الملخبطة لوهلة فقد من اجل ألّا تجبر على الخضوع ليوسف او لأمير.




خرجت من الغرفة نظر اليها ماكس وعلم انها لم تنم فحين استيقاظه لصلاة الفجر سمع صوت بكاؤها فهي بكت ووبخّت ذاتها واستعادتها من جديد وخططت كثيرا لتعديل حالها توجهت للباب لتخرج ونهض سريعا: وين؟



نور بحشرجة وإرهاق: بروح لأمير

ماكس صعق: هو راح يجي هلأ

نور بللشت شفتيها وبتساؤل: وجولي وسندرا معه؟

ماكس باستغراب: ما بعرف...

نور بصيغة امر : اتصل وقول لهم يجيبهم

ماكس ذهل من امرها ولكن هز راسه بينما هي ذهبت لتجلس ع الكنبة واخذت نفس عميق لابد ان تقوي نفسها الابد ان تتقبل جميع الأشياء بحدود هي مجبورة على ذلك!

ازدردت ريقها ثم نهضت من جديد بتوتر للذهاب للخلاء بينما ماكس حدّث امير واخبره بما قالته نور وفي الحقيقة امير وجولي وسندرا كانوا في السيارة امير فَجعت قلبه سندرا من شدّت بكاؤها ورجاؤها لرؤية نور لذلك جلبها هي

وجولي متمنيًا نور تتقبلها يعلم انها الآن تفسر افعاله كقساوة عليها وخاصة بعد ان حدثها ماكس عن يوسف ربما ستظن انه لا يريدها بعد الآن ولكن نور يجب ان تتقبل كل شي حتى

وان كان في دفعة واحدة فتجزأت الأمور مع شخصية نور يصعّب الامر أكثر ممن يسهل!
.
.
.
.



نصف ساعه وانطرق الباب بينما ماكس كان ع طاولة الإفطار لم يأكل شيء فقط كان ينظر للطعام بذهن شارد

ونور عادت تنتظر على الكنبة وتنظر للفراغ حينما سمعت طرق الباب نهض ماكس ولكن اشارت له بأن يجلس في محلّه

هو خائف من تغلّب مزاجها وتغيّره اقتربت من الباب فتحته كانت سندرا ممسكة بيد جولي ما إن رأت نور فلتتها واحتضنت ساقي نور
نور اغمضت عينيها هنا
وامير وجولي يحدّقان بها ومراد الذي قاد سيارة امير لجلبهم واقفا خلف امير شهد هذا المنظر الذي لم يتوقعوه حتى ماكس نهض وازدرد ريقه ظنوا انها ستركلها أو ستبعدها عنها
بعنف ولكن نور اثبتت لهم انها ما زالت لديها احاسيس ومشاعر
ما زالت تحتفظ ببقايا عقلها!
جثلت ع ركبتيها نظرت لعينين ابنتها المتغايرتين ، ستتغير من اجل ان ترى حياتها من جانب آخر هي حزينة وكئيبة ولكن لم تمنع مشاعر الأمومة التي نبضت بداخلها منذ ان فكرت بها اليوم بشكل مطوّل وتفصيلي
هناك شيء يخبرها أن تحتضن هذه الطفلة وإلا ستكون من الخاسرين !
.
.

سترى يوسف لا تدري ماذا تفعل ولا تعلم كيف ستكون الخسائر ولكن جلّا ما تعرفه انها تريد ان تعطي هذه الصغيرة جزءا مما فقدته هي ابتسمت في وجهها وعينيها مترقرقتين بالدموع احتضنتها

وجولي هنا شعرت بالخوف...اذا تقبلتها....ستحتضنها للأبد وستخسر طفلتها هي الأخرى

امير لن يلوم نور على تغلب مزاجها وردّات فعلها الغير طبيعية فهم لم يقصرّوا حقًّا في جعلها هكذا
ولكن لا ينكر امرها اقلقه

مراد فهم حينما تتغير نور بشكل سريع هيا تنوي على فعل يوقع بهم في الفخ

!
سندرا احتضنتها وهي تكرر :
ماما ماما

نور حاولت الصمود وعدم البكاء ولكن عجزت بكت وهي تشد على سندرا بقوة ...وتشم رائحتها وهي مغمضة لعينيها تشعر بنبضات قلبها تُسمع للجميع تشعر بشعور الأمومة يتدفق من أعماق ...أعماق قلبها...تشعر انها وُلدت من اجل هذه اللحظة بكت ومسحت ع شعر ابنتها وهي تكرر : يا عيون ماما....



ماكس نظر لأمير الذي يزدرد ريقه ولأخته التي اختطف لونها ولمراد الذي يحاول ان يشتت نظره عنهم

نور صابتها رجفه ولكن تعلق سندرا برقبتها جعلها تنحني اكثر على ابنتها ...قوّت نفسها بالنهوض وحملت سندرا ثم جلست على الكنبة وسندرا وضعت راسها على صدر نور


. الجميع في حالة صدمة في حالة ذهول وخوف من نور خوف على نور من نفسها وعلى سندرا من نور!
تحدثت نور وهي تنظر لأمير: متى بيجي يوسف
امير ببهوت : في الطريق

نور وقع قلبها في منتصف ساقيها شعرت بالخدر في جسدها بعد ذلك ولكن شدّت بيديها على يدي ابنتها الصغيرة التي غمرتها السعادة من احتضان والدتها لها ....انحنت نور لمستوى ابنتها وهي تنوي بيوسف حربا ولكن بنوعها الفريد

تحدثت نور وهي تحاول ان تسيطر ع رجفاتها: تلعبي معي؟

صعقوا كلّا من جولي وماكس وحتى امير بينما مراد خرج سريعا ليشدد الحراسة ع المنزل خوفا من ان تباغتهم بهروب جديد او جنون آخر

. هزت سندرا لها موافقة فلم تمنع نور نفسها من ان تجرب حضن ابنتها وحملها ع لىيديها بهدوء شعرت انها تملك الدنيا بما فيها، شعرت بعذوبة مشاعر الأمومة التي تتهرب منها وتهرب اليها باحثة عنها في احضان الغرباء!

شعرت انها ستبكي ، ستنهار متنازلة عن كل شيء ولكن طبطبت على ظهر الصغيرة بخفه وهي تهمس وتجبر نفسها على الإبتسامة: يلا....


ثم دخلت بها الغرفة وهنا جولي تحدثت بذعر: نور...


شعر بها اخيها وبخوفها ومن جنون ما تفكر به اتى بالقرب منها امسك يديها بينما امير تبع نور سريعا خشي من ان تؤذي الطفلة يشعر انها غريبة وتنوي على قدوم امر يستفز قلوبهم انتقاما

فتح الباب على مصرعيه بقوة وهو يتنفس بعمق نظر الى نور وهي تحتضن ابنتها وتهز برجليها وكأن سندرا طفلة رضيعة نظرت اليه نور تمعّنت في وجهه قرأت تعابير الخوف والتوتر قبلت سندرا من جبينها وسقطت دموعها على خديها :ما راح أأذيها.....

ذهل وهي تقول : بنتي قولي له شنو نسوي؟

سندرا نظرت لأمير ببراءة ثم اردفت بصعوبة نطق الأحرف عليها: نلعب ام وبنتها...هي ماما وانا النونو....



امير ارتجفت يداه تلعب دور الأمومة وتتخيل سندرا انها طفلة ذات اشهر من عمرها شعر بوجع قلبه، شعر بخيانته لنفسه قبل كل شيء ، شعر بالاضطراب والخوف ع نور ، هي ليست بخير نظراتها لابنتها مخيفة بها لمعة حزن وفراق!



بها شوق واشتياق


لم تكن هكذا هذه ليست نور كيف استبدلت على هيأة الضعف والسكون والعواصف في آن واحد حدّق بها كيف تحضن ابنتها تشتم رائحتها وكأنها تودعها !


وكأنها تريد ان تشبع ذاتها من معاني الأمومة ارتعش جسده ماذا ستفعلين يا نور ما الذي تخططين له؟
.
.
.
.
.


قبل ما يقارب الواحد والعشرون ساعة....القلوب تهتف بذكر الله لا يعرف كيف يصف شعوره.... حديث ابا سيف معه ...اخافه....فهم انهم استبدلوا نور بنورة...فهم انها الآن تعيش في تذبذب ابا خالد اوصى ابا سيف بأن يخبره كل شيء...ويقرر بعدها هل يمضي في رحلة السفر هذا أم لا؟ ولكن (ابا ناصر)يوسف اصّر عليه.....ولكن اخبره ابا سيف عليه ان يتحلى بالصبر....وعليه ان يكون اكثر اتزانا وهدوء مهما كانت ّ ردت فعلها.....واخذ يضطرب قلبه.....هل يقصدون انّ نورة تحّولت الى وحش مخيف ...لكي ينصحوه بهذه الغلاظة والشّدة؟...عليه ان يذهب ويتأكد من نفسه؟


اغلق سحاب الحقيبة...آلمه قلبه ...لقد سقطت عينيه على زوجته وهي تنظر له بألم.... ظلم هذه المرأة كثيرا...احزن فؤادها حينما تزّوج عليها...اهملها....وتعامل معها برسمية افلق قلبها...قدّم عليها ديانا في امور كثيرة

....حتى به قدّم اسمها في قلبه....اشعل في قلبها فتيل غيرة......فتيل قهر وغضب...كتمته في قلبها...لمدة ثمان سنوات.......ولكن بعد تلك الخيانة.....انفجرت وانفجر هو الآخر بمشاعر مختلفة....هي بمشاعر غضب...وعتاب....وهو بمشاعر الندم
...وطلب السماح....انتهت فترة النفوس المشتعلة...ورمى ذكرى نور....خلف ظهره رغما عنه.....ليعٍوضها عن كل شي....ليستعيد سكينة المنزل....كان خائف من التحدث....من ارجاع الماضي لحاضره......ليشعل القلوب غضبا.....تناساها....من اجل ان يعّوض ما تلف بحضور والدتها.......لم يفكر ابدا في ان يجعل الميزان متساويا......اتكأ ع كف واحده....حتى به غرق!

....نظرت اليه بعينيين غارقتين بالدمع تحدثت: يوسف

نهض وابتسم ليطمأنها .....مشى وخطى بخطوات هادئة لناحيتها تحدث: عيونه

نظرت اليه برجاء: حلفتك بالله ما تنفعل مهما صار....حلفتك بالله ما تلوم نفسك وتهوجس

.... يوجعه انهم يحاولون التخفيف عنه...ولكن هل هناك من يخفف عن نورة من اجل هذا اللقاء؟ امهناك من يزيدون النار حطبا.....تكميلةً للإنتقام؟


انحنى مقبلًا جبينها :لا تحاتيني يا الغالية.....

ام ناصر بنبرة خالجها الدمع: ارجع لنا سالم غانم.....ولا تحزن نفسك!


هل تقصد اذا لم تتقبلك لا تحزن؟ ولكن بجمله اخف وقعا

خفق قلبه من هذه التحذيرات السلبية طبطب ع كفها ثم قال: هالله هالله بنفسك وبالعيال بغيابي ....


هزت رأسها ثم خرج من الغرفة
.
.
.
لتستقبله شيخة باحتضان مباغت له.....وكان ناصر وسعود خلفها تمامًا
سعود غير مطمئن لهذه السفر وكان يريد الذهاب معهم ولكن هو من أوقف هذا الامر بعصبيّته
بينما ناصر لا يستطيع ان يوقف عمّه......ولا يستطيع ان يوقف ابيه ......كما انّ قلبه يصرخ اذهب لرؤية اختك ....وحاول ان تستعيدها لوطنها......حدّث سلطان ....اخبره بالترتيبات......كما انه حجز لهم في افضل الفنادق هُناك......تساءل سلطان عن كل الأشياء وخجل ناصر كيف يخبره بالحقائق....اختصر عليه الأمور دون تفاصيل والآخر تفهّم.....

.
.
احتضن ابنته قبّل جبينها ...ورأسها تحدث بحنان: ماله داعي هالدموع.........يا يبه....
شيخة شهقت : لا تروح.....يبه......خل ناصر هو اللي يجيبها لا تروح انت.....
بو ناصر بتفهم : حبيبتي شيخة......ما راح يصير لي شي......كلها سفرة أسبوع وراجعين....
ام ناصر مسحت دموعها وتظاهرت بالقوة: لا تزعجين ابوك.....ابعدي عن طريقه....وخليه يتيسّر.....
شيخة هزت رأسها وهي تبكي....وابتعدت ولكن اعادها والدها إلى احضانها قبّل جبينها ثم قال: وقفي دموعك.....لا عاد تبكين......ولا بزعل عليك يا شيخة...
مسحت دموعها منصاعة لأمره
ثم نظر لأبنه سعود: ما وصيك يا سعود على امك واختك.....دير بالك على البيت......وعلى نفسك .....
سعود اقترب منه قبّل رأسه ثم
قال: لا توصي حريص يا يبه....
وبثقل: وتروح وترجع بالسلامة

ثم تحدثت والدته وهي تنظر لأبنها ناصر: هالله هالله في ابوك يا ناصر....
ناصر ابتسم ثم اقترب منها قبّل يدها ورأسها: ابوي بعيوني يا يمه.......
بو ناصر بلهفة: يلا يبه ناصر مانبي نتأخر
ناصر سحب الحقيبة من يد والده ثم قال: مشينا....
وتبعتهم منيرة وابنتها إلى الباب إلى ان غابوا عن انظارهم
وتحدث سعود: دخلي يمه.....دخلي....
ام ناصر بقبضة: الله يعدي هالسفرة على خير....
شيخة ركضت صاعدة لغرفتها ...ثم أغلقت الباب عليها
خائفة من ان تخسر والدها فصحته لا تطمئنهم ابدًا
اتصلت لملجئها الآخر ليسكن نوبة الذعر منها

.
.
.
.
كان واقفًا بالقرب من أخيه يستمع لإرشادات والدهم بصمت....وهناك عينين تنظران له وهي تدمعان.....وعينين .....تبتسم ...وتحاول ان تشتت رغبتها في البكاء
اقبلت عليه قبلّت يده ورأسه تحدثت: تروح وترجع بالسلامة يبه....وهالله هالله في عمي.....
ابتسم لها وقبّل جبينها: الله يسلمك وعمك في عيوني يا نوف....ما وصيك على اختك.....
نوف لتغيّر من جوّهم قليلًا: حاضر يا ئمر....دا البيت حيكون تحت إيديّا وحيات عينيّا.....ما تشيل هم....
ضحك بندر هنا وتحدث خالد: ههههههه لا بالله رحنا وطي....
بينما الجازي ....كانت تنظر لأبيها وعينيها تحكران الدمع في محجرهما.....تشعر بالخوف.....من هذه السفرة وتشعر بالاختناق من كل شيء....اقتربت من ابيها
ناولت ابنها لنوف وهي تقول: سكتي سكتي وخذي الولد بس....
ثم ودون سابق انذار احتضنت ابنها....وبكت....
هنا ضحك بندر : هههههههههههههههههههه يمه يا الحساسة....
نوف طبطبت على ظهر عبد لله وهي تردف بسخرية: مالوم ابوي يوم يوصيني عليك......
بو خالد طبطب على ظهر ابنته وهو يقول: الجازي ....علامك؟.....وين بروح انا....كلها أسبوع وحنا هنا.....

خالد ابتسم: واضح واضح غلاتك عندها يا بوي....
ابتسم عليه أبا خالد وردفت
نوف بحنك: وش قصدك.....يعني انا ما اغليه....لازم اتبكبك...وانوح عشان ابيّن غلاته؟

خالد : انتي من اللي رمى عليك عظم؟
بندر انفجر ضاحكًا : هو هو....(بطريقة النباح كالكلاب....)
نور ضربت برجلها وهي تشد على عبد لله لتمنعه من السقوط: يبه....
لم يبالي لها
بل شد على الجازي الذي اخذت تبكي بشدة، بكاء الجازي غريب.....وشد ولفت الانتباه لوهلة ....واخرس الجميع....هي حقيقةً كانت بحاجة لهذا البكاء مُنذ ان القى عليها سيف الطلاق....شعرت بفراغ كبير.....شعرت بالخوف....من هذه الكلمة...شعرت بالتردد من تأكيدها.....
خائفة من انها اتخذت قرار خاطئ ....خائفة من ان تظلم ابنها ونفسها...وحتى سيف!

ابعدها عنه حضنه : يبه الجازي....لا تخوفيني عليك...علامك؟
الجازي ابنتها لنفسها مسحت دموعها تحدثت بكذب جاهدت في اختراعه: خايفة ينكسر عمي وتسوء حالته...على كلامكم صحته على قده......خايفة عليه....
بو خالد شك في الأمر ولكن اردف : لا تحاتين اخوي جبل ما يهزه ريح......سمي بالله...وذكري ربك......ووقفي بكاء...وانا بوك...لا تخوفيني عليك...
هزت رأسها.....
ثم قال: خالد وصلني المطار...
بندر : بجي معكم....
بو خالد أشار بحزم: لا اجلس مع خواتك....
خالد خرج هنا
ثم قال أبا خالد بوصاة: ما اوصيك على نوف......يا بندر....ودها لمواعيدها ...خلال هالليام...لا تنسى
بندر بهدوء: لا تحاتي يبه ولا تشيل هم....انا حافظ تواريخ مواعيدها اكثر منها.....ما ني ناسي...
ثم قال أبا خالد: وانتي يا الجازي هالله هالله في نفسك.....وفي ولدك...وفي اختك......وإن جاك سيف يا يبه...عشاني....استقبليه......وعطي نفسك فرصة....وبعد ما نرجع راح اسمعك من جديد يا يبه....الزم ما علي...راحتك وسعادتك....

شعرت انها ستبكي من جديد....ولكن هزت رأسها بهدوء وسحبت ابنها من يد نوف خرج والدهم
وهي تحدثت: بروح انوّم عبود....
نوف شكت بالأمر ولكن لا تريد ان تضغط عليها
وكانت ستتحدث ولكن سمعت رنين هاتف بندر
فقال : الله اكبرررررررررررر عليك يا شيخوه.....
بندر هنا سحب الهاتف ونظر للاسم وضحك: ههههههههههههه قسم بالله ساحرة......
نوف : هههههههههههه ادري انه هي.....الحيوانه...بدل ما تتصل علي ...صارت تتصل عليك....
بندر بحذرك قصري حسّك لا تسمعك الجازي وسوي لي عرس هنا....
نوف كشت عليه: مالت عليك وعليها.....بروح اكل....
بندر كش بيده هو الآخر وأجاب
: هلا بشيخة الناصي...
سمع صوتها...
خرج لوجهة المنزل
: افا...ليش البكاء؟
شيخة وهي تشهق: ابوي...

فهم تنهد بضيق: ان شاء الله ما هوب صاير له شي....
شيخة باستمرار في البكاء: والله خايفة عليه...
بندر إن استمر يطبطب عليها بجدية ستستمر في البكاء يعرفها!
لذلك حاول أن يغيّر من مزاجها قليلًا ليردف: وانا مالي نصيب من خوفك علي مثلا؟


شيخة عقدت حاجبيها: والله مالك داعي ......
ثم مسحت دموعها
ضحك هنا بندر: والله كل يوم تصدميني ههههههههههههه....تو اكتشف انك بكايّة وخوّافة....
شيخة بلعت ريقها وبمزاج عكر قالت: جب بس جب....
شعر انها هدأت
فقال بجدية: شيخوه......والله ما راح يصير إلا اللي ربي كاتبه.....لا صيرين كذا قلقه وخوّافة.....بتمرضين نفسك ترا.....
مسحت على وجهها لمسح دموعها بشكل عشوائي: الامر مو سهل....
بندر : عارف.....بس عمي لازم يحاول من انه يفهمها كل شي.....ويتحمل ردات فعلها بعد.....
شيخة بتنهد: حسبي الله على من كان السبب...
بندر بلا مقدمات ليخرجها من هذا الخوف والقلق
وجوها الكئيب: أحبك ياخي...
شيخة ابتسمت رغمًا عنها لتردف: داخلك سكني؟ انت!
(يعني داخلك جني؟)

بندر ضحك: ههههههههههههه لا والله بس احسني مروّق......على صوتك...وهو كذا صاير ناعم بسبب بكاك...بالعادة لكلمتك كأني اكلم صاحبي.....بو جركل....

وهنا استفزها حقيقةً وعادت لجنونها الذي اعتاد عليه: وجع وجع ...تقصد انه صوتي خشن؟.....سمعت صوتك انت؟....لا بالله قولي سمعته ولا لا؟!
بندر اطمئن عليها الآن واخذ يماطل : لا ما سمعته.....
شيخة ضربت على الوسادة: تمام ارسله لك وات...
بندر مات ضحكًا: هههههههههههههههههههههه
وليحرجها قال: امانة تحفظين الفيوزات(التسجيلات الصوتية) اللي أرسلها لك؟

شيخة بانفعال: بالله شايفني مراهقة ؟


بندر : ههههههههههههه قسم بالله فيوزاتك فصلت وصرتي تفضحين نفسك يا المراهقة....ايوا مراهقة الحمد لله والشكر.....
شيخة : انا أقول اسكر الخط احسن من اني اقلب عليك....الحين......واخليك تاكل تراب.....

بندر باستفزاز: دامه من ايدينك ما برفضه باكله......
شيخة بصوت عالي: باااااااااااااااي

بينما هو تحدث وسط ضحكة: احبك يا يا الخبله...ههههههههههههههههههه


حقيقةً اطمئن عليها بعد قدر في ان يغيّر مزاجها........وشعر بالسعادة بعد ان التمس حبها الصادق له......هو متأكد فعلا هي تقوم بحفظ المحادثات بينهما ....وهو الذي يوصيها بحذفهما...لكي لا تقع في ايدي اخوتها وتقوم هنا الكارثة

حقًّا هو يريدها بالحلال....لا يريد مهاتفتها ....ولكن هي تجبره دون ان تدرك......حكّ جبينه
وهو يكرر: هانت هانت.....
.
.
.







.
.
.
لم يذهبا الى المطار....اخبرهما والدهما ان يبقيا بجانب والدتهما التي أغلقت على نفسها الباب......
بينما اخيهم سيف.....لديه مناوبة ...ولم يعود من المستشفى والآخر لم يتصل عليهم ولم يعود للمنزل

تحدث جسّار: وضعنا من حفره لدحديره.....
ضحك الآخر وهو يقضم التفاحة: ههههههههههههههههه........توك تحس؟

جسّار بجدية: سيف مو طبيعي.....
عزام بلل شفتيه : بالله قولي في احد بهالبيت صاحي....
جسّار بتفاخر : أي انا...
عزام كش عليه بيده: على تبن....
جسّار ضحك: هههههههههههههههههههههه روحي رياضية ما بزعل منك يا توأمي.....
عزام بهبل : ما عليك زود يا الغالي....
جسّار سحب هاتفه: بتصل على قصي....امي تحاتيه والله......
عزام : ما بيرد عليك......رسلت له انا امي كيت وكيت .....وتعال البيت.....واليوم بسافر خالي ...ما رد....بس قرا الرسالة.....
جسّار تأفف: بجرّب....كود يرد.......وبرد قلب هالمسكينة اللي فوق .......
عزام بجدية:

عزام بجدية: امي ما هيب قلقانه عليه وبس ....هي ندمانة على انها زوّجت سيف للجازي وتحس ظالمته....اخوك قصي ما قصّر في حكيه....

جسار كان ينتظر إجابة من أخيه
على الخط: وانت الصادق ...التبن ....رمى قنبلته وانحاش...
ضحك عزام على التشبيه
ولكن تفاجأ من جسّار حينما قال
: الله ياخذك.......الله يلعـ...
ثم تمتم بالاستغفار
وقال: ارجع البيت .......امي تحاتيك يا الكـ......وانت ولا على بالك.....

قصي : انا عند الباب ومرتي معاي...سوو طريق....باي...
اغلق الخط

ليترك أخيه منصدم
وينظر للشاشة ثم لعزام
ويردف: جاي ومع حرمته ...
عزام : وشو؟
جسّار مسح على رأسه: لا اخوك هذا ناوي يجلط امي....
عزام نهض متوترًا: حمار هذا ...ما عنده عقل.....ما يوزن تفكيره....اللي يجي على باله ...على طول يسويه.....
.
.
.
بينما في السيارة ، هي علمت بكل شيء منه.....اخبرها لماذا سيبقى معها في الشقة....واخبرها بالسبب...لا يريد ان يخبأ عنها أي شيء.....خففت عنه....واخبرته تريد ان تحدث والدته......تريد ان تراها......حاول ان تشيح بنظرها عن الامر ولكن اصرّت.....
.
.
.
وها هي الآن في السيارة .....تشعر بالتوتر...تشعر بالتردد......ماذا ستقول والدته...ولماذا اصرّت على رؤيتها....هل لأنها تشتاق لوالدتها...ام لا تريد ان تسكن يومًا في منزل لتشعر انها مكروهة فيه وتحدث عليها احداث اكثر المًا مما حدث لها في السابق....
لا تدري.....حينما اخبرها قصي انّ والدته علمت بزواجهما...خشيت من ان يكون هناك فراق....
طلبته ان تقابلها ورفض بشدّه
ولكن هي على غير استعداد بأن تعود للنقطة نفسها
للكره
للنفي
للعذاب
.
افاقت على صوته حينما قال: نزلي.....
نزلت دون ان تظهر له ترددها....
ومشى هو الآخر لناحيتها مسك يدها...ثم دخلا الى المنزل
لم تزيح من على وجهها
الغطاء....
دخل قصي وسقطت انظاره على التوأم
قال: السلام عليكم
ردوا عليه السلام وهما يشتتان نظرهما عنه وعن زوجته

فقال: امي في غرفتها؟

هز رأسه عزام
فسحب بخفة يد زوجته التي شعرت انّ نفسها بدأ يضيق...وقلبها يعزف الحانًا من الخوف ......
وتوجّه بها لناحية عتبات الدرج
.
.
عزام بصوت هامس: لا هذا ناويها على امي...
جسّار تحرك: بصعد والله ما بترك امي لهالمجنون....
عزام : وانا معك.......
.
.
وصلا إلى الغرفة ....كان سيفتح الباب ولكن قالت مُهره: لحظة....
فتحت وجهها ونظر إلى احمراره
تحدث: خايفة؟
مُهره لتصحح أفكاره: متوترة....
قصي بنرفزة وبهمس: انا ما نيب فاهم وش تبين تقولين لها؟.....انا مابي ازعلها....يا مُهره....
مُهره بللت شفتيها: ظنّك راح ازعلها؟
قصي بنبرة ذات معنى: ولا ابيك تزعليني....
مُهره شتت ناظريها: ان شاء الله ما راح ازعّل احد.....
قصي بهدوء: بدخل معك...
هزت رأسها وعلمت انه يريد ان يستمع لما تريد قوله
فتح الباب ودخل هو اولًا ثم مشت خلفه
وهنا وصلا التوأم ووقفا بالقرب من الباب
خائفين على والدتهما
.
.
.
كانت تقرأ قرآن وتدعو ان
ييسر الله امر اخيها يوسف.....ويصلح بال وحال سيف....ويبعد قصي عن الأشرار وتدعو له بالهداية...
كما انها بكت نادمة ترجو من الله ان يسامحها ان ظلمت الجازي بتزويجها لابنها
.
.
صلّت ركعتين لله عزوّجل.....ثم نهضت....لتضع سجادتها على الكمودينة
والتفت لترى
قصي وخلفه امرأة
حدّقت بوجهها وعلمت انها مُهره
وقفت في مكانها
وتقدم هو الآخر
وصل ليقبّل رأسها ويدها
فقال: آسف يمه....
نظرت إليه بعتب ثم تنهدت: ما فيني حيل ازعل على احد.....
ثم جلست على طرف السرير: سوو اللي تبونه...ماحد بقول لكم لا....بس اهم شي لا ضرون نفسكم وتوجعوني......
.
.


التوأم شعرا بحزنها
.
.


بينما قصي انحنى من جديد قبّل رأسها ....ويدها: شالكلام يمه....؟
هزت رأسها واشاحت بنظرها عنه
ثم قالت: مابي احد يلومني على شيء....وحمّلني ذنبه!

قصي فهم ما ترمقه إليه
ثم قال: يمه انا اخطيت...... لم تزوّجت من وراكم.....بس وش ذنبها لو تركتها وهي صغيرة بهالسن.....وحامل بعد....

ام سيف دون ان تنظر له كتّفت يديها: ما قلت لك اتركها....قلت لك سوو اللي تبون...مالي دخل في احد.....

قصي مسك يدها: يمه تكفين لا تقسين علي....بهالحكي....انا ابي رضاك علي.......
ثم نظر لمُهره وبقصد: اقصد رضاك علينا...
.
.

جسّار همس لأخيه: امي مكسورة عشان سيف....
عزام بتنهد: عشان بنت اخوها قصدك!

.
.
ام سيف نظرت لمُهره
ثم قالت: ابوك قال لي السبب اللي خلاك تزوجها....وسبب قبول عمها في هالزواج

وهذا ما حدث قبل ان تخلد الى النوم في ذلك اليوم الذي خرج فيه قصي.....ابا سيف لم ينم قبل ان يسرد عليها كل شيء.....تفهمت الأمر ولكن بقيت مجروحة من فعلت ابنها
هي حالها كحال أي ام
تريد ان تفرح بأبنائها ولكن ليست بهذه الطريقة
قصي أشار لمُهره واقتربت منهما
ثم قال: يمه....هي طلبت تجي عشان تكلمك...
مُهره ازدردت ريقها....شعرت بالاضطراب وبتذكر والدتها المتوفية
انحنت تقبّل رأسها ثم قالت باحترام : خالتي....انا.......أنا....

.
.
التوأم انصتا جيّدًا لها...من خلف الباب
.
.
قصي نظر إليها وإلى رجفتها...
.
.
ام سيف نظرت لوجهها الملائكي.....
.
.
مُهره ازدردت ريقها : مستحيل اسمح لقصي يستمر معاي اذا انتي مو راضية!


قصي صُعق
.
.
جسّار بتعزيز: والله انها كفو
عزام ضرب على كتفه بخفه: جب....اكيد قصي ولّع!
جسّار بلا مبالاة: عساه يشب....
.
.

أكملت مُهره: مابيك تغضبين عليه بسببي....انا ظروفي...حكّمت علي....اتزوجه.....واعيش أشياء مثل هذي......

قصي كاد ان يتحدث ولكن رفعت صوتها مُهره: عارفة كل ام تبي تفرح بولدها....وتزوجه البنت اللي تناسبه......وتعز شانه......

قصي عقد حاجبيه
ماذا تقول؟
هل ستطلب الآن منه الطلاق ايضًا
.
.
جسّار بتعجب: امانة مو يقولون صغيرة؟...صغيرة وتصفصف حكي مثل كذا.....
عزام ادار عينيه كالمغشي عليه : قالوا صغيرة ما قالوا طفلة في المهد.....وكل تبن خلنا نسمع
.
.

مُهره خانها صوتها بذكريات: ربي يشهد علي....عمري ما حطيت أمل من انه زواجنا ينعلن........كنت مزوجه قصي بس عشان ظروفي...


لا تريد ان تسرد تفاصيل الزواج وسببه لكي لا تقع زوجة عمها من عين ام سيف...


قصي استشاط غضبًا
ولكن أكملت: بس ما انكر اني...

والتفتت على ذلك المجنون الذي ودّ لو يقوم ويخنقها ويسكتها من هذا الحديث الذي اوجع قلبه


: حبيته.....وتمنيت اني أعيش معاه عمري كله!
.
.
.
عزام وجسار في اللحظة نفسها نظروا لبعض
وهم مبتسمين
وكاد جسّار يضحك
ولكن قال عزام: جب جب...اهجد
.
.
قصي لانت معالم وجهه هنا...
بعد ان اعترفت بحبها له امام والدته

اكلمت: اذا طلاقنا بيرضيك.....مـ...
قاطعتها وهي تنهض وتنظر إليها: لا والله ما راح يرضيني....وبزيدني شقا...وعذاب ضمير.....

قصي هنا نهض...كاد يخنق مُهره على حديثها هذا ......
ولكن تنفس بعمق ليهدّأ نفسه
.
.
مُهره ابتسمت في وجهها ثم قالت: يعني مو زعلانة عليه؟

ام سيف....ابتسمت رغمًا عنها.....ونظرت لقصي...ثم نظرت لمُهره......تنهدّت بضيق...ثم اردفت وهي تهز رأسها
: لا.....

قصي هنا انحنى على والدته قبّل جبينها ورأسها وكف يدها
وهو يكرر: آسف يمه....آسف.......
.
.
.
عزام هنا ارتاح نسبيًّا أشار لجسّار هامسًا : تعال.....
جسّار هز رأسه وتبع أخيه ليعودا إلى صالة المنزل
.
.
.
بينما ام سيف ، لا تريد ان تغلط بحق ابنها...ولا بحق تلك المسكينة
ليست لها طاقة كافية في أن تتحمّل...عذاب ضمير جديد....هي ما زالت تتألّم ....بسبب ابنها سيف.....فبعد حديث قصي أخذت تُعيد الأمور من زاوية أخرى .....فعلمت انها حقًّا اطبقت على سيف بيدها على عنقه لتخنقه.......وها هو منزله ينهدم من أمامها وهي مقيّدة بسلاسل التردد من التدخل واقحام نفسها في حياته من جديد.....
.
.
لذلك حاولت أن تهدأ وتفهم الأمور ....من زوجها....وابا سيف لم يقصّر في الشرح.....لن أقول انها تقبلّت الأمر ولكن حقًّا لا تريد ان ترى ابنها يُعاني كالآخر.....
..

طبطبت على ظهره ...ثم قالت: مسموح يا عين امك.....مسموح......

.
.
.
مُهره شعرت بالراحة.....هي حقًّا لا تريد ان تُفرض نفسها على عائلة تكرهها غدًا وإن احبها قصي!
هذا لا يكفي
هي تريد أب وأم.....
هي لا تريد قصي فقط...لا
هي تريد ان تنعم في العيش براحة مع اهل هذا المنزل......لا تريد مشاجرات..... أو تلميحات قاسية......الآن وقت التصفيّة
والآن وقت اثبات الأشياء الصحيحة في مكانها......
تنهدت
ثم التفت عليها ام سيف.....وتقدمت هي الأخرى
لتنكب عليها تسلم....
طبطبت على ظهرها ام سيف...
ثم قالت: الله يسعدكم يا بنتي.....


ابتعدت مُهره بخجل
ثم قالت ام سيف: الليلة باتوا هنا......خذ حرمتك.....لغرفتك.....ومن بكرا ابدأ جهّز شقتك..........



قصي استبشر خيرًا: ان شاء الله......



ثم سحب يد زوجته وخرجا بهدوء من الغرفة ...وما إن وصلا إلى الممر...حتى قال
: مجنونة تقولين نطلّق....
مُهره ضحكت بخفة: هههههههه والله مادري شلون قلتها....
قصي : بسامحك عشان امي سامحتني.....بسببك....بس صدقيني......لو اني مو في نفس هالموقف كان...سويت فيك علوم....
مُهره: ههههههههههه لهالدرجة انقهرت...
قصي وهو يفتح باب غرفته: فوق ما تتصورين

مُهره بعد ان اغلق باب غرفته عليهما: آسفه.....

قصي التفت عليها ابتسم ثم تقدم وبلا مقدمات احتضنها: ماله داعي تتأسفين....
مُهره بتعجب رفعت حاجبها الايسر: الله ريحة العطر هنا قوية.....
ابتعد عنها قصي وبحنق اردف: انا الحين وين وانتي وين

ضحكت وهي تضع العباءة على السرير بعد ان ازاحتها من عليها: والله الريحة قوية معليش ما قدرت ....اتعاطف معك..

ثم جلست على طرف السرير
واخذت نفس قوي: اشتقت للريحة....

ثم سحبت هواء عميق

مُهره : هههههههههههه قسم بالله لشميت ريحة هالعطر هذا بالذات انسى نفسي......

ثم نهضت واتجهت ناحية التسريحة وسريعًا ما التقفت القنينة
واخذت تتعطر به ...
ونهض قصي: بشويش على عطري.......خلصتيه.....

مُهره توقفت هنا ثم قالت: تدري وش ودي؟
تكتف هنا قصي ثم قال: وش؟

مُهره نظرت للزجاجة: اشربه...
اقترب منها وسحب القنينة من يدها : مجنونة؟.....ترا فيه كحول......

مُهره ضحكت: ههههههههههههه تراني مو مجنونة عشان اسويها.....
قصي ضحك رغمًا عنه: هههههههههه مادري عنك أخاف هرمونات الحمل تلعب عليك ....وتشربينه صدق......انتبهي تسوينها بجيك تسمم.....
مُهره همّت بأخذ الزجاجة : طيب هات....
ابعد يده عنها: خلاص بس خنقتينا....
مُهره : امانة هاته ...ولا رش في الهواء...

قصي : الحمد لله والشكر .......يعني هالريحة هذي ما تكفيك.....؟

مُهره هزّت رأسها بلا....
رش مرتين في الهواء ثم قال: خلاص.....
مُهره : واضح خايف عليه يخلّص يا بخيل.....

قصي مات ضحكًا هنا: هههههههههههههههههه والله المكان صار خنقه ....ما تشمين..........
ثم قال: المهم بطلع....الحين مشوار وبجي.....لك خلك هنا لا طلعين من الغرفة ...تمام...
هزت رأسها برضا وهي تقول: أصلا بنام...فيني النوم...
قصي توجّه لناحية النافذة فتحتها : خلي النافذة مفتوحة لا تختنقين من هالريحة...
بينما مُهره رمت نفسها على السرير: لا سكرها...
التفت هنا : لا سكرينها....وبشويش على نفسك ........
مُهره نظرت له: طيب....خلاص روح....
قصي ضحك بخفة هنا ثم خرج من الغرفة ونزل....الى صالة منزلهم

.
.
وبشكل مفاجأ سمع صوت صفير عالٍ التفت واذا به جسّار وعزام يأكل فصفص...ويحرك حواجبه بطريقة مستفزة لقصي
فضحك قصي
والآخر يصرخ: مبروووووووك رضى الوالده عليك
جسّار تحدث: زوجتك مو هينة ....كلت بعقل امي حلاوة.....
قصي : ههههههههههههه كل تبن وانت ويّاه....غريبة ما رحتوا مع ابوي...
عزام : ابوي خلانا نرابط مع الوالده هنا....

جسّار يدقه بالحديث: خبرك انت ما سويت اسوا....رميت علينا قنبلة هيروشيما وطلعت....

قصي حك ارنبة انفه ......بتوتر ثم تقدم لناحيتهما ليردف: سيف ما هوب هنا؟...ولا مع ابوي؟!

جسّار: لا هذي ولا هذي.....
عزام اردف سريعًا: في المستشفى عنده مناوبة....
قصي بهدوء: الله يعين.......
ثم هم بالخروج
فقال جسّار: وين؟
قصي دون ان يلتفت: مو شغلك

ضحك عزام هنا: هههههههههههههههههههههههه حرفيا فيك انفصام قِص قَص....
ولكن لم يسمع رده فقد خرج...بينما جسّار اردف: اشبك على نتفليكس ....فيه فلم جديد ...رعب على كيف كيفك.....
عزام وهو يشرب من العصير: تمام.........نشبك ليش لا....
.
.
لم تهدأ عن الصراخ ولم تكف عن البكاء ......ما زالت تعيش تفاصيل تلك الليالي...وألم جرحها يزداد.........احقنوها بالمهدئات.....كانت تصرخ....وهي فاقدة لعقلها الواعي.......وكان من الواضح عليها انّ ذاكرتها تستعيد ما حدث لها ...مع إدوارد.........لم يكف طارق من قراءة بعض الآيات ....والسور القرآنية عليها....هو حقيقةً انصدم من نفسه من انه يتذكرها .....لقد مضى وقت طويل عليه من هجرانه للقرآن الكريم!

بكى على حالها وحاله....ودخل للخلاء......دون تردد توضأ.....ثم خرج....صلّى لله عز وجل ركعتين ثم جلس على طرف السرير....واخذ يمسح على شعرها.....الذي كشفت عنه دون ان تعي.....بسبب حركتها العشوائية ....واحد الممرضات ازاحته عنها بعد ان فقدت وعيها.......سحب الحجاب....وبكل هدوء وضعه على رأسها ثم انحنى وقبّل جبينها وقبّل يدها
ثم همس بندم: سامحيني يا إيلاف!

واغمض عينيه ليبكي هو الآخر بصمت
بينما مراد بعد ان اطمئن عليها ذهب إلى أخيه ليطمئنه عليها!
.
.
مُتعب ....ومُرهق.....قلبه لم يهدأ وعقله لم يتوقف عن التفكير.....مُنذ خروجه من غرفة العمليات وهو يشعر بالصدّاع .....عمله وضغط مشاعره ......جلبا له الأرق وقلّة النوم .....موجوع.....نادم...متعطش لها...ومشتاق لرائحتها.....رغبتها في الابتعاد عنه يعتبر من اشد العقوبات التي اتخذته في حقه.......كانت قريبة منه ...قريبة منه لدرجة لا تسمح لهما بالانفصال ولكن .....اين هو في ذلك الوقت ؟....لا يدري.....
نظر لرقمها....يريد مهاتفتها...يريد ان يقول لها......تراجعي....لدينا وقت....ولكن ....لا يريد ان يفرض نفسه عليها اكثر ...فالأمر يجرحه....هو تنازل عن كبرياؤه....اما هي جرحها العميق يمنعها من التنازل .....يمنعها من التناسي!



....مسح على رأسه .....هو ايقن انه يحبها بل اصبح هائمًا بها....لا يستطيع ان يعيش ويكمل حياته دونها.......ما الحل؟

اتصل عليها دون ان يتردد....قلبه يصدر ضجيج اشتياق والحانًا من الندم الذي يحثّه على مهاتفتها .....
.
.
كانت في الغرفة ارضعت الصغير وجعلته ما بين احضانها لتتأمل وجهه.....يشبه أبيه.....لا تنكر هذا الامر.....يشبه في اتساع حدقة العين .....والانف.....تنهدّت......

واخذت تفكر هل قرارها صائب؟
هل الطلاق هو الحل؟
هل سترتاح؟
شعرت بالخوف من انها تظلمه......تخشى من ان يكبر ويلومها على انفصالها عن ابيه......
حسنًا ما بال احاسيسك وشعورك بالخوف من هذا الطلاق؟
لا تدري
هل لأنها لا تريد ان تكون من احدى نصيب هذا اللقب الذي سيتعلّق بها لسنوات ام لشيء آخر؟
هي تجزم لا تحمل أي مشاعر حب لناحية سيف
ولكن اعتادت على وجوده هذا هي المسألة
ولكن خائفة من ان يكون عبد لله ذلك الطفل الصغير ضحيّة قرارها هذا.....

قبّلت ابنها ووضعته على سريره ....ثم استلقت على سريرها القريب من سرير الصغير....سمعت هاتفها ونظرت للاسم
وتنهدت بوجه: اف منك يا سيف....اف....
ووضعته صامتًا...واغمضت عينيها محاولة في ان تحظى بنوم هنيء
.
.
بينما سيف.....رمى هاتفه على الطاولة متأففًا ثم خرج من مكتبه !
.
.
.

تشعر أصبحت ايلاف عالقة في ذهنها...اصبحت لا تفارقها....اصحبت تردد حتى في كوابيسها....لم تستطع الاستمتاع في هذه السفرة...تشعر انّ عقلها مُجبر على تذكر ما حدث قبل سنوات...حبها لجورج....خيانته لها......واغتصابه لها....حملها...وضعف حالتها آنذاك....آلام الولادة.....وتعلّقها بإيلاف...ثم رميها على ابيها.....لم تستطع ان تسيطر على مشاعر الخوف اصبح خوفها ظاهر حتى زوجها أخذ يتساءل عن سبب هذا التوتر والقلق...تشعر أنه حان وقت معرفة الجميع بكل هذه الأشياء.....تشعر انّ مشنقتها قريبه .......نظرت لزوجها....

وشعر بالنظرات فقال: دلال علامج؟

افاقت على نفسها ابتسمت له ثم قالت: احاتي لولوة .....واخوانها...
مشعل بشك نهض واقترب منها: كلمتها وطمنتي .......
ثم قال: دلال...صاير معاج شي؟.....تراج مو على بعضج أبد....

دلال ارتبكت: لا....بس احاتي....العيال...

مشعل لا يريد ان يطيل الأمر: لولوة معاهم موصاير لهم شي والحين قومي جهزي روحج نطلع نتمشى ..
هزت رأسها بالرضا
تشعر به يحاول ان يسعدها بأي طريقة
ولكن في الواقع هي غير قادرة على الاستمتاع بأي شيء...
تنهدت ثم دخلت الخلاء
لتستعد!
.
.




العودة الى الحياة بعد تجّرع جزء بسيط من الموت يعني موت آخر ولكن بطريقة أخرى


تشعر بشعور غريب بداخلها يسكنها ويحتضن قلبها سكينة وحنين نابع لناحية ابنتها تشعر بالحزن على تلك السنوات الضائعة بالياها تشعر بالأم وعدم القدرة ع مسامحة ديانا وامير لأنهما خلقا في قلبها جرح عميق وموحش .....نامت سندرا على صدرها...لا تدري كيف نامت في غضون ثلث ساعه لم تشبع من النظر لعينيها لم تشبع من سماع صوتها .....ولكن سندرا استجابة لحنانها المتدفق بلا حدود واستجابة للنعاس الذي خالج اجفان عينيها نامت.....


واخذت نور تغني لها تهويدة النوم.....الى ان استسلمت كليًّا لحضنها ....شّدت نور عليها لتقربها من ناحية صدرها.....قبلّت جبينها، ارنبة لنفها ،وجنتيها وحتى شفتيها بحنان امومي موجع....

قبلّت اطراف شعرها واشتمت كفي يديها الصغيرتين ثم قبلتهما.....
تشعر بالاشتياق لها...أيعقل هذه سندرا الذي حدثتها ليالٍ طويلة ها هي لم تمت كما اخبروها لم تتركها

مسحت على وجنتيها واخذت ترسم وجهها بطرف اصبعها السبابة وهي تبتسم شعور كبير يجتاح قلبها ويجبره على النظر الى براءة الصغيرة تشعر جزء من ثقب قلبها امتلأ لم تظن يوما انها ستخضع او سوف تتقبل هذه المشاعر....ارتجفت وشّدت ع يد الصغيرة من جديد


لتقبلهما ثم تحدثت متلعثمة: بعدوك عني......يظنون بيحموني...مادروا انهم ذبحوني وقتها!


ثم انحنت وطبعت قبلة طويله ع جبين ابنتها ، ابتعدت قليلًا عنها واخذت تتأمل ....وجنتيها وبراءتها....تشبه والدها في لون البشرة ....كما انّ شعرها بنفس اللون الذي يتمّيز به مراد

...ولكن رسمة العينين مطابقة تماما لرسمة عينين نور...ولون القزحيتين متغايرتين بألوان مختلفة ...فالعين اليمنى لونها عسلي فاتح والأخرى بني غامق.....


اخذت من والدها الكثير.....لذلك شعرت بوخز عظيم في قلبها...حتى انحنت للأمام وشّدت بيدها ع قلبها هذه النغزات ما هي إلا عذاب آخر لها تشعر بها حينما يشتد حزنها وألمها.....تجاهلت هذا الشعور ودّت لو تمتلك الآن قلم وورقة لترسم ابنتها.....اشتاقت للرسم...هي تتذكر اخر رسمة رسمتها كانت لديانا....ولا تدري اين هذه الرسمة الآن!


.....تجاهلت شعور الخذلان بعد أن طرأت ديانا على بالها ...وقّبلت يدي ابنتها بشدة واستلقت بجانبها الأيمن وهي ممسكة بيد ابنتها اليسرى.....تذكرت الوشم....الذي طلبته لتضعه على الجرح الباهت الناتج عن عملية قيصرية لوالادة ابنتها....


.تشعر بسذاجتها حينما وّدت ان تمحي ذكرى ابنتها وكل شيء يذكرها بها.....فجأة تذكرت يوسف...هل فعل بها هكذا هو الآخر من اجل ان ينسى او يتناساها؟


هزّت رأسها بعنف ..... بينما في خارج الغرفة ، هناك قلوب مشتعلة....غارقة في دوامة الخوف...مضطربة للغاية من هذا التغيير...من هذا الهدوء

تحدث ماكس وهو يشير لأخته: جولي هدي وقصري صوتك


لأوّل مرة تشعر بالخسران، وبالندم على القدوم على فعل كهذا...

هي ظنّت انها تخلّت عن ابنتها كما اخبرتها ديانا قبل وفاتها حينما علمت ان نور تخلّت عن ابنتها كليًّا قبلت بالوظيفة التي وكلّت بها وسمحت لقلبها ان يتعلّق بها وكأنها ابنتها ، ولكن الآن شعرت بالخيانة من قبلهم...الحكاية ليست كما روتها ديانا لها....ففي ببداية الأمر سكتت بسبب عدم تقبل نور لأبنتها ولكن الآن هيهات هي من رّبت


وبداخلها مشاعر امومية متفجرة لناحية سندرا نهضت تبكي: هدي بنتي....انتوا كزبتوا علي....

امير كان يستمع...وكذلك مراد الذي بدأ يتساءل كم كذبة امير وديانا كذبوها من اجل ان يسعدوا نور؟!أو يبعدوها عن المخاطر؟!

ماكس للاا يريد منها ان تتصرف بحماقة اكثر تحدث بنبرة عالية: ئلت إلك بكفي حكي

صوفيا كانت تنظر لهم بصمت لعدم فهمها للغتهم ولكل شي أمير اخيرا نطق: ما راح تبعد عنك سندرا

جّنت هنا وبخوف نهضت : البنت بدها أمها....

امير لينهي الحديث وبنبرة واثقة: راح تظل عند امها بس ما راح تبعد عنك كثير

التفت هنا مراد مستحقرا أمير على كل فكرة طرأت عليه
هل ينوي خطة جديدة لينهي فيها قلب تلك المسكينة؟ هل سيفكر بأنانية ليجبرها على البقاء معه بدلًا من الذهاب مع ابيها تحدث بنرفزة: شناوي عليه يا امير؟



تساءل ماكس : شو بتفكر فيه خيي؟

امير نهض وكتف يديه: مافكر في شي
.... ثم تقدم لجولي ,قلبه يرفض ما سيفعله ولكن لا مجال للهروب عليه بالمواجهة لتحقيق العدالة لضميره قال: عارفة ضّيعت إلك شبابك.....وضّيعت مستقبلك....وانا رابطك مع سندرا...وإجا الوئت ياللي اعوضك فيه عن كل شي ...


مراد وماكس صعقوا ماذا سيفعل؟


جولي بعدم فهم : كيف امير

تنهد: انتي خايفة سندرا تبعد عنك وانا اوعدك ما راح تبعد عنك وعشان اثبت لك هالشي .....تتزوجبني؟

ماكس ومراد وجولي في آن واحد وكلمة ذات معنى واحد وصدمة غريبة: اتزوجك؟

مراد وماكس: تتزوجها؟

ما هذا الرابط العجيب؟!

سمعوا طرق الباب وتوجّه ليفتحه ولكن اشار لجولي: فكري منيح

ثم تقدم خطوة للأمام

فتح الباب
....

وفتح الذكريات

....
تغّير
....


وقفته....نظرته.....هيبته......كل شيء فيه زاد حده....زاد ثبات...ارتعب قلبه.....نظر للرجال الواقفين خلفه....يحدقون به وكأنهم ممسكين بلّص
نظروا اليه حتى شعر بقشعريرة..... تّنم عن توتره ....نظرتهم...اشعلت في قلبه ...ندم...خوف على نور.....تردد من ان يجعلهم ان يعبروا للدخول....نظر اليه ابا خالد وكأنه يخبر ان اليوم هم الفائزون....وهو من الخاسرين....شعر بنظرة الإنتصار والتحدي....ارتجفت اطراف جسده واشار :فضلوا....



ماكس اشار لجولي لتدخل مع صوفيا للغرفة المجاورة لغرفة مراد التفت لينظر لكل من ....بوناصر....(يوسف)والد نور....و ناصر...(..غازي)بو خالد....وابا سلطان....ازدرد ريقه.....وحّك ارنبة انفه ....


بقيا ماكس ومراد واقفين بينما أمير جلس وهو يتنفس بعمق.... كان يحاول ان يشتت نظريه عن يوسف.... ولكن تعلّقت عيونهما ببعضها البعض واشعلت النيران في القلوب لا يدري ماذا يقول.....ماذا يفعل؟



تحدث ابا خالد بثقة: بو ناصر .. واشار عليه
ا ليكمل: ابو نورة

واشار على ناصر: اخوها

ثم اشار على بو سلطان: بو سلطان اخونا

امير ما زال يحّدق في يوسف ويوسف يحدق به كاد يوسف يتحدث ويشعل النيران ولكن تذكر وعده لشيخه وزوجته لذلك تمتم بالاستغفار واشاح بوجهه عنه مراد لم تعجبه نبرة ابا خالد وشعر بعدم اتزان امير ولم تخفيه رجفة يده اليمنى لا يدري كيف جاءت له القدرة في النطق واهو يشير لأمير بنفس تلك النبرة التي تحدث بها ابا خالد وكانه يستهزأ : امير....ابو نور

التفت عليه امير وكذلك ماكس واشار لنفسه: طليق نور...مراد...بو رتيل.... انشدت عضلات يوسف بقوة....

ابا سيف اخبره انها تزوجت وطُلّقت...ولديها بنت......شعر بوجع ...رهين بذكريات الماضي

! اشار لماكس : اخونا ماكس
..... ماكس توتر.....وبو خالد فهم حركته وشد على يديه بقوة وناصر ود لو ينهض ويعثو بهم ضربا هنا..

ولكن تحدث ابا سلطان: اظن الكل عارف ليش حنا هنا
امير اخير تحدث ونطق: هون نور

بو سلطان بحكمة : يا ليت تناديها تشوف ابوها وما نطول

... مراد بانزعاج من الأمر كله لا يدري لماذا؟: ليش مستعجلين... قول لصوفيا تضّيف ...خطّارنا يا ماكس...

تنرفز هنا ناصر وتحدث بغضب: ما نبي منكم شي....حنا ما جينا عشان ناكل ولا نشرب....نادوا نورة

بو خالد وضع يده على فخذ ابن أخيه وكانه يقول )اهدأ( بو خالد نظر لناصر ثم لأمير فقال: وينها امير


صدم الجميع: مو مستعدة تشوفك يا يوسف
بو ناصر نطق ببهوت: يعني؟

امير نهض ثم قال: ثواني بس

قلبه غير مطمأن شعر بالانقباض

زفر


ثم توجه للغرفة التي بداخلها نور وابنتها وجلس هنا مراد واضعا رجله اليسرى على اليمنى وماكس ينظر لهم بتوتر وتوجس بينما ابا ناصر وناصر ودوا لو ينهضوا ليقتلوأ مراد ولكن ابا خالد ينظر اليهما وكانه يقول لهما )هدوا ما نبي مشاكل(دخل وقعت عينيه عليها ممده بالقرب من ابنتها تمّسد ع شعرها.....وتقبل كفي يدها بشكل متكرر....تنفس بضيق...لا يدري كيف يقول لها اباكِ في الخارج



ولكن سبقته بقولها: سمعت صوتهم

ثم نهضت من على السرير ...سحبت ابنتها الى منتصفه بلطف...ثم وضعت الغطاء عليها...انحنت وقبل جبينها...ثم نظرت الى وجهه امير وبلا مقدمات همست وعينيها مليئتين بالدموع: بسوي فيني مثل ما سوا هو فيني قبل واحد وعشرين سنة

فهم ما تقصده هز رأسها بلا ...وهو يقترب منها بحذر شديد وخوف من ان تنفعل هزت رأسها بالتأكيد : إلّا .....ماتت ديانا...الحين وش تبي فيني....تبي ترميني عنده... لم يتمهل من ان يطّوق وجهها بيديه....انتابته رجفة ابوية من اعماق قلبه الآن شعر بشعور جولي....خاف من ان تذهب من


يديه....خاف من ان تتنازل عنه مقابل الثمان سنوات...خاف من عنادها... فهي تجيد العناد بكفاءة عالية
تحدث بهمس : لا نور ....لا تقولين هالكلام....انا كل اللي سويته ...ابيك تعرفين الحقيقة وبس


ابتعدت عنه واشارت لبنتها وبنبرة باكية: حقيقة مقرفة يا امير....ابعدتني عن شعور اسمه الأمومة....حقيقة خليتني مجوفة من الداخل.....ومشتته من الخارج....

.... التفتت عليه: كان راح اسامحك امير...بس.....ما قصّرت فيني .....كلكم تفننتوا في عذابي....وتشتيتي...

يشعر بوجع جرحه من جديد ...يشعر انه فقد سيطرته على نفسه ...وخوفه من ان يخسرها احتضنها.....بلا مقدمات....وبلا ردت فعل منها ثم قال : لا تسامحيني...بس لا تتركيني بنتي...اوعديني....


.. بكت بدموع بلا صوت....ارتجف جسدها في حضنه دون ان تبادره هذا الاحتضان.....ابتعدت عنه ودون ان تنظر اليه قالت: ما اوعدك



خفق قلبه بقوة.....هي تشير الى شي آخر....ومزعج......ومخيف....بينما هيا....جلست على طرف السرير ....لتحدّق لأبنتها ... : ناد جولي تجي.....وانا راح اطلع لهم...




هز رأسه بلا وعي وعينيه مليئتين بالدموع خرج سريعا وسقطت الأنظار اليه ليحدقوا بوجهه المحمر تحدث وهو يمسح ع وجهه: راح تجي الحين


ثم دخل الغرفة الأخرى لمناداة جولي هنا ابا سلطان نهض....نور ليست من محارمه...ومن شيمته ....ومعرفته لحدود الله عز وجل نهض...



وهو يقول: بنتظر برا...

مراد بسخرية: ما تبي تشوف بنت اخوك
بو سلطان بحده : انا عمها ....اللي ما يحل عليها...

مراد سبقه قبل أن يخرج ليردف : لغز هذا ؟

ماكس وّد لو يتحدث ليوقف مراد من استفزازه لهمم ولكن قطعه ناصر بغضب: اي لغز


بو خالد رفع صوته قليلًا: اخونا من باب الصداقة.....لو انه ما نعزه ولا يعزنا ما كان جا معنا لهنا....


وبنبرة سخرية: صحيح انتوا ما عندكم صداقة من هالنوع فطبيعي ما تعرف حل لهاللغز...


بو ناصر ليسكت الجميع وعلى خروج بو سلطان قال: لو سمحت مراد اكرمنا بسكوتك......لأنه الوضع ابدا ما يسمح لنا بالأخذ والعطا معك...

مراد سُعد حينما شعر انه استفزازهم هناك شي عالق في ذهنه وخائف منه!
كما انه لا يريد ان يحدث صلح بينهم وبين نور لا يريد من نور الاستسلام والابتعاد من هنا
يريد ان يُصلح الأمور التي حطمّها يريد ان يعوض نور ولو بشيء قليل....يريد أن يسبقهم قبل أن يسبقوه ويبعدوها عن انظاره!


كان سيتحدث ولكن خروج امير وهو يقول لجولي: قولي لها تطلع




هزت جولي رأسها ودخلت لغرفة نور.... نور التفتت على جولي المحمر وجهها، نهضت وفهمت مشاعر جولي....نظرت كيف تفرك يديها بتوتر...ابتسمت بوجه جولي بهدوء رغم انها تشعر بدأت تفقد صبرها وهي تحاول ان تتحلّى بالهدوء والسكينة ..... وضعت كفيها على اكتاف جولي.....
وكانت جولي مطأطأة برأسها ولكن نور رفعت رأسها بطرف ذقنها .... : جولي...ما راح ابعدك عنها......انا مو مثلهم انانية.....


جولي شعرت بهم قليل انزاح عنها ثم اكملت نور: فاهمه شقلت انا؟

هزت جولي رأسها نور بلا مقدمات: ديري بالك عليها لو صار فيني شي......خليك ماسكة بيدها.....



جولي شعرت بالخوف من حديثها ولكن هزت رأسها وفاجأتها نور عندما احتضنتها بقوة .....وهي تتنهّد بصوت مسموع ...حقيقةً نور تريد حضن ....تستمد منه طاقتها لمواجهة يوسف.....ومن معه....ثم ابتعدت ...ودخلت بخطى سريعة للخلاء...محاولةً ان تبعد وجهها عن انظار جولي



لكي لا تقع عينيها على احتقانه اثر كتمانها للدموع من الجريان على خديها.....اقفلت الباب عليها.....نظرت لوجهها ....النغزات مستمرة....وتطّور معها ضيق تنفسها...تشعر بالخوف...ورجليها وقدميها يرجفان.....غسلت وجهها عدّت مرات ستخرج الآن وتراه هل حقا....ستنظر لعينيه....

ولكن كيف تعاتبه؟ ...كيف ستشرح له وجعها؟ كيف تستقبله؟!


نظرت لشكلها المبهدل فقامت اولًا بترتيب شعرها...ربطته بعشوائية ليتدلى على ظهرها.. رتبت بدلتها السوداء....حدّقت في الجينز الأسود الذي ترتديه....كانت ستغيره ولكن سألت نفسها لماذا هي مهتمة لهذا اللقاء؟



نفضت رأسها.....ثم انحنت على مغسلة اليدين...من شّدت اضطرابها شعرت انها ستستفرغ في اي لحظة ولم تـأخذ ثوان عدة حتى بها استفرغت سائل...اعتصر بلعومها.....واستنزف طاقتها...


فتحت الماء وبدأت تكح...وتبكي....بصوت خفيف...غسلت وجهها....وتمضمضت بالماء البارد....اغمضت عينيها بقوة
وهمست بوجع : وينك يمه!
ثم شدّت بيديها على بدلتها لتقاوم شعور اضطراب معدتها اثر التوتر.....عادت ارشحت وجهها ثم خرجت دون أن تنظر لوجهها المحمر
مشت بخطوات مضطربة لناحية جولي ونظرت إليها ثم همست لها برجفه : ديري بالك ع سندرا



... جولي التفتت عليها وانفجعت من احمرار وجهها وارتفاع صدرها وهبوطه ليدل على صعوبة تنفسها نهضت ولكن اشارت لها: انا بخير...جلسي جنبها


ثم توجهت للباب وقفت ووضعت يديها على المقبض اغمضت عينيها تردده في الخروج......مضطربة من لقاء من تركها طيلة هذه السنوات ......همست : يا رب
.
.




بينما يوسف....خائف....من كل شيء....قلبه يرجف.....نفذ صبره...يهز برجليه...يريد ان يشتم رائحتها العطرة...يريد ان يخبرها انه لم يذق العيش بسلام من بعدها....يريد ان يضعها ما بين ثنايا صدره ويخبئها





نفذ صبره ونهض: نورة وينها يا امير؟

ناصر وقف مع ابيه ومسك يده ولكن والده سحب يده منه وهو يتقدم لأمير

ووقف هنا مراد وماكس

كرر بعينين محمرتين :وين بنتي؟!



... شعرت بالخدر هنا.....وزادت رجفتها ...اذا هذا صوت يوسف....هذا وجعها.....هذا عقابها
.
.

بو خالد بخوف: يوسف اهدأ

أمير حقيقة طاقته نفذت لا يريد ان ينظر لوجه يوسف لكي لا يزيد وجع ضميره اكثر ولا يريد أن يوجع قلب نور بهذا اللقاء ولكن هو مجبور ....مجبور على ذلك يريد أن يتخلّص من ذنوبه التي اغرقته واغرقت محبوبته!



اشار لماكس: روح نادها

ودّ مراد لو يعترض طريقه ليوقفه ولكن صوتها وصلهم بعد ان خرجت من الغرفة
خرجت بعد ان شعرت أنّ هناك حرب ستُقام إن تأخرت اكثر....وهي لا تريد حربًا قاتلة بل تريد حرب باردة تكسر الضمائر فيها وتكسر القلوب!
خرجت بعد ان

لبست لباس خفيف من القوة تقدمت وهي تخبأ رجفة يديها في مخبأ الجينز. تحاول أن تتزن في مشيتها ....وتركّز بناظريها على الجميع!!
.
.

تحدثت وهي تنظر للجميع وكأنها تبحث عن شيء ما: شفيكم ....مستعجلين على شوفتي؟

ثم كتّفت يديها ، شعرت بنبضات قلبها تدق دماغها من شّدت وقوة دفع الدم ...تشعر انّ الجدران التصقت مع بعضها البعض لتقتلها باختناق تخافه.....تدور بعينها ببرود...وبداخلها لواهيب من النيران التي قتلت قلبها بنغزاته... اقتربت اكثر من الكنب حاولت ان تبّين هدوئها وهذا امر يتطلب طاقة عظيمة!

يوسف....لم يزحزح نظره عنها.......بعد ان سمع لكنتها......نبرتها......شعر انه سيسقط ع الأرض......


ولكن ناصر تدارك الوضع وامسك ابيه بينما بو خالد اخذ ينظر اليها دون ان يرمش.....وينظر لأخيه خوفا عليه من هذه الصدمة



..... ابيها اخذ يفصل وجهها.....عينيها...رسمتهما السحرية.....حواجبها وتموج طرفهما بانزعاج واضح تحاول ان تخفيه...انفها الشامخ...أرنبته المحمرة أثر البكاء......انتفاخ جفنيها ليدل على نوبة بكاؤها المستمر لساعات طويلة .....



ووجنتيها ...الشاحبتين...وشفتيها التي ترتعشان وتعض عليهما بخفة وتبللهما ليتلونا قليلًا بالورودة.....ارتعشت اطرافه....يا الله....كبرت طفلته....كبرت وأصبحت يافعة .....تقف بشموخ....رغم الانكسارات التي تحاول ان تخفيها ......نظر لشعرها لوهلة...لطوله.....نظر لطول هامتها......وضعف جسدها.....وترددها في التقدم ...خطوة والوقوف عند تلك النقطة ....حدّق من جديد لضعف جسدها وذبوله.....لم يفت عليه رجفتها.....

كبرت هذه ليست طفلته.......وأخذت الكثير من والدتها.....نظرتها......طولها.....

وكيف تخرج امام طليقها وماكس دون حجاب...دون عباء تستر جسدها الضعيف؟
احقا هي ليست نورة كما قالوا له؟
غيرته عليها اخذت تعبث بداخله لتثير غبار الغضب

....ولكن الندم وعذاب الضمير مسيطران عليه اكثر من غضبه لوقوفها امامهم بهذا اللباس

لا يدري كيف قادته رجاله بصعوبة بالغة في الألم والمعاناة
سحب رجله اليمنى ثم اليسرى....وعينيه لم ترمشا بعد ماكس في الواقع خائف على نور للغاية فعزلتها في الغرفة لساعات طويلة والمصحوبة بسهر لم يخلو من البكاء والعتاب ادخل في قلبه خوف عظيم عليها وندم على عدم شجاعته للموافقة على طلبها منه!



مراد كان متشوّق لمعرفة ردت فعلها ما ان يقترب لكي تُعطيه نصف اشارة على ما ينوي فعله


امير تلاشى وأخذت الرجفة تسيطر عليه خائف من ان تبيعه عنادا له


ابا خالد خائف على اخيه من ردت فعلها.....شكلها لا يُطمئن .....هذه ليست ابنتهم ....ليست ابنت الناصي!

بينما ناصر مصعوق وغير قادر على ان يستوعب هذه نورة اخته ...الذي شاركها في اللعب معها وهما طفلان صغيران يشعر انها غريبة ......وبعيدة جدًا من ان تكون اخته!



اقترب يوسف واصبح امامها مباشرة يحدّق بها وكأنه لا يريد ان ينسى ملامح وجهها....وكانه يحفظ دقّة رسمة وجهها.....عينيه تلمعان بالدمع ....يديه ترتجفان....وشفتيه تحاول أن تخرج الكلمات من فاهه!
.
.


شعرت ببرودة اطرافها فجأة...تشعر انفاسها بدأت تُسمع...شعرت بالاختناق....عرفته....هو يوسف...الشخص الذي سرق منها واحد وعشرون سنة.....اشتاقت اليه ، اشتاقت لأحضانه......ولكن....في الآن نفسه شعرت انه ليس يوسف ذاته ....تشعر انه غريب ولا تريده.......لأنه وبكل بساطه.....باعها ....تنازل عنها كيف تستقبله برأيه؟
لا شيء يشجعها على قبوله لا الحقائق
ولا وجوده.....نعم تشتاقه...ولكن تشعر انه غريب....
تشعر انه خائن مثل الجميع.....ومجيئه هنا.....سببًا ليلهب جراحاته فقط
.
.
همّ في احتضانها بيديه المرتجفتين وبشكل سريع افاقت على نفسها و ابتعدت

ثم مشت مبتعدة عنه قائلة بنبرة قاتلة لفؤاده: انت يوسف؟


ابا خالد علم انّ العاصفة الآن ستهب على اخيه برياحها العتية علم انه حان وقت المواجهة والتبرير

ناصر كره ردت فعلها وخفق قلبه لكسر رغبة والده من احتضانها
اما مراد ا ابتسم بسخرية وانزاح من على قلبه ثقل!

وماكس بقي ينظر لهم بشتات

ناصر لم يتحمل السكون والنظرات مشى بالقرب من والده وامسك يده ونظر اليها بحده مردفا: هذا ابوك يا نورة


حدّقت في وجهه بتمعن تريد ان تخمن من يكون ولكن عجزت من ان تعرفه تساءلت بوجع: نورة مين؟
هي بنظرها نورة ....شخص مغاير .....وشخص فريد ....لا يمس نور بصلة.....هي اماتت نورة من داخلها مُنذ العاشرة من سنها او ربما التاسعة!
.
.

امير لم تخفى عليه رجفة ساقيها ومشيها خطوة للوراء بحيرة خائف، من هذا اللقاء المستمر بالتحديق!


بو خالد اقترب هنا وتحدث وهو يقول: يوسف... يوسف ...
كان يريد من أخيه الانسحاب
شعر بالخوف على يوسف من هذا التحديق
ينظر إليها بشوق.....وجسد مهتز...ونفس متسارع
لا يريد حقًّا ان يخسر أخيه
لذلك نداه لينسحبا ولكن

ابا ناصر اقترب منها

به شوق عظيم يدفعه لاحتضانها، يصرخ به لا تفرط بها ولكن كلما اقترب ابتعدت عنه خطوة لتُرضي بها دون قصد قلب مراد!

.
.
.
نور بأفعالها تقسي حتى على نفسها ولكن لا تستطيع ان تفعلها لن تحتضنه ...
هو اللأساسي في عذابها...في كرهها للحياة ربما تغفر للجميع إلّا هو!

لا تستطيع ابدا من ان تجعله يحتضنها مد يده برجاء وضعف: بنتي نورة



تحدثت أخيرًا بصوت مرتجف وهي تهز رأسها بعنف: عظم الله اجرك فيها!

... ابا خالد حدّق بها مطولًّا
كم هي قاسية على يوسف كم هي عديمة للأحاسيس بوقوفها هكذا دون ان تثار مشاعر اشتياق لناحية والدها
هو لا يعلم انها مجتهدة في بذل طاقتها لتقف امامهم على الصورة التي يشاهدونها الآن....


ناصر بحزم: يبه نمشي؟


يوسف مصّر على احتضانها.....على شم رائحتها...على الطبطبة عليها....هي مجروحة واحتضانه لها سيداوي جزء بسيط من هذه الجروح......اقترب....

وهي توقفت عند نقطه لا تستطيع الحراك فيها....بقيت محاصرة....بمخاوفها.....وعدم سيطرتها على الرجفات.....ضخمّت عليها تسارع نبضات قلبها.....وقعت في فخ الذكريات....اخذت تتذكر يوسف....وهي صغيرة.....تتذكر كيف ودّعته...وودّعها بصمت دون احتضان....هل هو نادم انه لم يحتضنها والآن....يريد أن يعوضها عن ذلك الحضن الذي مرّه عليه الدّهر؟!

ابتلعت ريقها...ورمشت عدّت مرات بعد ان فهمت انه لن يتراجع من ان يقتطف من عقلها تلك الذكريات! ....رجفتها بلغت منتهاها ...وقلبها يطلبها الرجاء من ألا تجبره على هذا العذاب



شعرت بغشاوة على عينيها لتنبأها عن قدوم و نزول دموع ثقيله على خديها....شعرت بعدها بدوار...... مفاجأ تحدثت: اي خذ ابوك وامش


ناصر صدم هل عرفته؟ في الواقع لا ولكن هي قالت هكذا على سياق الجملة
يوسف اقترب اكثر وكانه تحت تأثير ابوي مغنطيسي يشدذه إليها...تقدم خطوتين ...واخيرًا انتهى عذابه وبدأ عذابها .....واحتضنها بقوة حتى بها شهقت



شعرت بالخوف....بالضياع.....بالشتات...تشعر بالغرابة .....تشعر انه غريب عليها....يؤلمها احتضانه لها....يوجعها شدها إليه......

واحدة وعشرون سنة من الضياع......من عذاب الضمير....من التخبط والتفكير....في صحة ما قالاه له؟......واحد وعشرون سنة.....من البكاء الصامت بلا دموع......والخوف من الله انه ظالم بحقها.......خدعوه......ولكن هو اخطأ بقراره .....هو اظلمها اكثر منهم......بتخليه عنها.......الآن لن يتخلّى....لن يجعلها تهرب منه.......اشتّم رائحتها....وبكى بصمت.......



بينما هي لا تريد ان يعبث بمشاعرها بزيف مشاعره هو من تخلّى عنها هو من اوجع قلبها هو من اختار مصيرها
لم تستطع ان تبادره هذا الاحتضان....وتهمس له انها اشتاقت له !.....تشعر بمرارة هذا الحضن المتأخر.....حقيقةً شعرت انه يبحث عنها وهي ما بين يديه.....بكاؤه الصامت بجسد يرتجف....ارجف قلبها...ولكن كل شيء اتى متأخرًا وبصورة زرعت في قلبها التذبذب والثقة به وبالجميع
.
.



يوسف....انهار باكيا....انهار مشتاقا...رائحتها لم تتغير.....شعر برجفتها.....كلما شدّ عليها.....شعر..بضعفها وبمحاولة مقاومتها للبكاء
ابا خالد دمعت عينيه وناصر اصبح خلف أبيه تماما يطبطب على ظهره
امير وقع قلبه في الأرض خانته رجليه وسقط على الكنبة منهارا مما هو آتي

مراد ازدرد ريقه لسكون نور في احضان يوسف

ماكس يترقب عاصفتها التي ستكسر كل التوقعات بينما هي.....تشعر بنيران تتآكل بقلبها وبنغزات تزداد كلما شدّ عليها قبضّت على يديها وشدّت عليهما بقوة
وشعر بضيق تنفسها يزداد أيضا

حاولت ان تُعطي نفسها فرصةً لتبادره بهذا الاحتضان ثم تحرقه بابتعادها عنه ولكن لم تستطع...اغمضت عينيها...ودّت لو جاء لها .....وهي في سن الثلاثة عشر سنة على الأقل.......
حقًّا تأخر عليها!
شدّت على عينيها بقوة
شعرت روحها ستخرج من مكانها....ضيّق حضنك يا يسوف عليها ....تقسم انه ضيّق!

....لم تتحمل صرخت ....وهي تبعده عنها :ووووخررررر!



حتى به تراجع للوراء ولكن شده ناصر اليه بصدمة واتزن يوسف في وقفته بينما ناصر لم يتحمل ذل ابيه امام الجميع
شعر بانكسار ابيه....وتنهده .....واحراجه هكذا فجأة على ردّت فعلها

اقترب منها بعد ان تقدم خطوة للأمام والكمها كف قوي ليترك بصمة أصابع يده على خدها الشاحب حتى صدم الجميع بذلك
نور اهتز جسدها......وترنحّت لليمين والشمال ثم استقرت في نقطة اتزانها عقدت حاجبيها منصدمه من كل شيء ليس من هذه اللكمة فقط!

امير وقف هنا ومراد كاد أن يتدخل ولكن ماكس امسك كف يده ليوقف جنون افعاله

ابا خالد صعق وعقد لسانه يوسف بكى بدموع


لا تدري ماذا حدث شعرت انها لا تراهم اغمضت عينيها وشدّت على قبضة يديها....فتحت عينها ببطء ورأتهم بشكل ضبابي...تنفست بصوت مسموع....

ثم هاجت على ناصر تصرخ في وجه :وصل الكف....الحين برا.....اطلع برا

.... ناصر فقد سيطرته على نفسه امسك كتفيها وحركها بعنف للأمام والخلف: ما حنا بطالعين...وبسمعين لأبوي اللي هو ابوك


سحبت نفسها من يديه....صرخت من جديد بانهيار واخذ دخان غضبها يتصاعد لأعلى.....


ذهلت الجميع بقولها: وش بقول؟

وبصرخة اعلى :بقووووول خيانة امك هي من خلتني اتخلّى عنك؟....بقوووووول سامحيني؟


صرخت بصوت اقوى وهي تشير لهم بعشوائية ورجفه :ما راح اسامح احد


اقتربت من يوسف دفعته من كتفه بيد مرتجفة: ماااااا بسامحك لا انت ولا ديانا ولا اااامييييررر


ثم مشت وهي تتخبط لتسير لمراد وبصرخة :ولا انت

... ثم التفتت على يوسف :طلعوا من حياتييي ابي اعيييييش

براحه وضربت ع رأسها بقوة :وطلعوا من هنا

يوسف بكى بدموع: نورة.....


همت بضربه وهي تصرخ ولكن الجدار كان اقرب لها منه فلكمته دون وعي واحدثت بيدها كدمة صغيرة لم تحس بوجعها ابدًا!
صرخت بانفعال جنوني :قلت لك نوووورة مااااتتت من واحد وعسرين سننننننننة....

بو خالد حينما علم انها بدأت تدخل في عولمة الغضب والعتاب اقترب من أخيه :يوسف نمشي ونرجع من جديد لم تهدأ الأمور....

صرخت هنا: لا ترجعون امير

نهض وكان سيقترب منها ولكن ركلت الطاولة التي امامها لتضرب ساقيه بقوة، سمحت لنفسها الآن ان تعود لغضبها وحرقان الاعصاب.....لم تستطع ان تكبح ذاتها لآخر رمق...ما يحدث الآن اكبر مما تظن يريدون منها....التسامح.....العفو.....الاستمرارية في الحياة وكأنّ شيئًا لم يكن أيقعل هذا؟

والخسائر التي خسرتها؟ كيف سيعوضونها بدلًا عنها!

تعلم لا بديل لكل الأشياء التي خسرتها لذلك

صرخت :لا تقرب....

توجع ولكن فهم انها دخلت في نوبة افقدتها عقلها تماما ماكس تذكرها حينما رمت السكين عليه علم انها منهارة بطريقه مشابه فيها لذاك اليوم
وكان متيقن هدوئها لم يكن إلا تمهيدًا لكل عواصفها الآن!


نور احتقن الدم في وجهها صدرها بدأ يرتفع ويهبط بعنف صرخت: كلكم هدمتوا كياني.....وكلكم تحرقوني لقلتوا سامحيني.....ماقدر اسامح ولا واحد فيكم لأنكم ظلمتوني.....
....ووصلتوني ع هالشكلية.....


هذي واشارت لنفسها مشت بترّنح......وهي تحاول التماسك....تحاول إلّا تخضع لشعور يصرخ بإنزالها للأعماق للظلام


نظرت ليوسف....رمشت مرتين.....نظرت لدموعه.....لرجفته.....لعدم قدرته على الحركة والتقدم لناحيتها.....التفتت ونظرت للجميع....وسمعت صوت ابنتها تصرخ تريد ان تخرج لها وهي تكرر من خلف الجدران وباب الغرفة: ماما.....ماما


يوسف طُعن في قلبه تمامًا هذا صوت حفيدته كم هو مؤلم شعوره....شلّا لسانه عن الحديث.....
أي حٍب سقيم سكن في قلبه حتى يوصل به إلى هذه المواصيل والعديد من الخُسران؟


....احب ديانا بل عشقها.... كحب اول.....رغم انه كان متزوج بابنت عمه...ولكن لم يحبها مثلما احب ديانا....لذلك خيانتها....لم تكن هينة وان لم يكن يحبها ....وطء الخيانة لن يختلف عليه...

فهو رجل...يعرف الحلال والحرام...يعرف معنى الغيره....وما فعلته به ديانا اثار غيرته وغضبه .......


وعلم حينها انه استغفل لفترة ليست هيّنة.... طوال الثمان سنوات.....كانت تستغفله...وتخدعه ...و...بعد وقوعه على ذنبها لا يدري ماذا حدث لعقله !....عقله توقف عن التفريق بين القرارات الصائبة والخاطئة والظروف اقفلت على عنقه بشدة....كيف يبرر لها؟


...كيف سييخبرها انه ندم وبشدة....كيف يخفف عنها؟



وصوت ابنتها ....اخذه لعالم آخر....اذا اصبح جد...ابنتها أوّل حفيدة له......مؤلم....ما يدور حوله...ويراه عقاب......... ازدرد ريقه تحدث وهو يجاهد نبرة الألم....ويجاهد نفسه بألا يصرخ اشتياقا قائلًا

(انسي كل شي وتعالي لحضن ابوك يا نورة.....انا وقتها ما كنت ادري وشلون تخلييت عنك....وقتها كنت مجروح يا نورة(.....
كل ما همس به : ندمان يا نورة......وكنت وقتها موجوع....مادري كيف خذت قراري أصلا....

ابتسمت بسخرية وهي ترمش وتتحرك بعشوائية لا تريد الخضوع لشيء هي تخافه!
وتخاف ان يحدث لها للمرة الثالثة!

تحدثت بهذيان غير مرتب : ندمان؟....مهما كان وجعك من ديانا....المفروض ما تركتني



امير بكى بدموع وهو يمسح على وجهه عدت مرات

ماكس كان يراقبها بدقة وعلم انها تحاول السيطرة على رجفتها ولكن لن تسيطر عليها ان طبقت على عنقها لن تسيطر ابد
مراد وقف يحدّق بها ببهوت.....وفي قلبه غصّة وجع عليها....وندم على اتباعه لأخيه...

يوسف اخذ يتفاعل معها ويتقدم لناحيتها وهو منفعل قليلًا بنبرته وشكله حتى ناصر كان سيمسك به ولكن امسك يده الممدودة عمه وهو يهمس له: اتركه

يوسف: كلامك صحيح....يا بنتي....بس انا غلطت ...وقتها...وقررت اقسى قرار علي وعليك......يا نورة....انا انخدعت.....ثمان سنين مخدوع....ثمان سنين....واانا ...


مغفل... امير فهم معاني كلماته ...ديانا خانته من قلبها ....لم تحب يوسف قط....بل تكرهه لأنه سببا في انفصالهما عن بعضهما البعض ....حقا كان يحادثها سرا طيلة الثمان سنوات ....فهو الآخر لم يتنازل عنها كما هي لم تفعل.....فكروا بأنانّية....حتى بهما التقاء بشرط ظلم اشخاص بريئين ....



نور كانت مركزة على صوت ابنتها اكثر مما تسمع صوت والدها ما زالت سندرا على هذه الأثناء من التوتر والتخبط تصرخ تريد ان تخرج من الغرفة وجولي تمنعها تكرر: ماما


همست وهي واقفة كالمخدرة.....تشعر بخدر في اطراف جسدها....تشعر بتوقف حواسها ...تقدمت خطوة للوراء وهي ترمش بطريقة غريبة متكررة....وعشوائية بشكل ملحوظ: بننننتي!!

فجأة انقطعت الأصوات عن مسامعها كليًّا ، واخذت تسمع طنين مزعج ...ومخيف ...


حاولت ان تخطو خطوة اخرى ولكن.....هوت بشكل مفاجأ على الأرض ......كاللوح الساقط مع الرياح القوية....سقطت تحت انظار الجميع الذين توقفوا عن الحركة بسبب صدمتهم.....ارتطام جسدها على الأرض اصدر في فؤاد يوسف الفجعة


مراد بلا وعي صرخ: ياااااربي....


وهذه الكلمة لفتت انظار امير الذي وقف ينظر لنور برجفه وغياب عقلي واضح نظر لمراد وكيف ركض لنور الذي تتحرك بعشوائية ع الأرض .....وتأن بأنين مسموع على مسامع الكل....والدم يخرج من فمها بغزارة!



ماكس في الواقع ركض قبل امير سحب الشال من على عنقه...ووضع طرفه في فمها وكانت شادة جدا اسنانها التي تعض ع طرف لسانها ....استطاع ان يدخله ليوقفها من العض على لسانها ناصر نظر لابيه المفجوع جاثلًا على



ركبتيه يحاول التحدث ولكن اختفى صوته تحدث بصدمة: يبه
بو خالد هرع لأخيه: يوسف
يوسف ضاق الكون عليه همس
: بنتتتتتتتتتي



ماكس صرخ في وجه مراد حينما وضع يده تحت رقبتها والأخرى تحت ساقيها لحملها: لا راح تأذيها


ابا سلطان سمع الصراخ، سمع همهماتهم وحركتهم المستمرة كان سيدخل ولكن توقف لآخر لحظة وهو متوتر للغاية


بينما مراد تركها ونظر اليه ماكس بحده: اطلب الإسعاف

ثم انحنى على نور قليلًا ومسح على شعرها تحدث بخوف واضطراب: نوى اهدي.....اهدي.....انتي بخير...كل شي بخير...انا موافق....موافق نور...على طلبك...بس بليييز اهدي......لا تششدي ع نفسك......لا تشدي.....


مسح على خدها بلطف تحت انظارهم المتلاشية اثر الصدمة


ثم قال:راح نعيش سوا.....سندرا....معنا......ماراح اعمل فيكي...متلهم....اوعدك...


مراد غضب.....ماذا يقول؟ هل يعني انه يريدها....يريدها لنفسه؟...يتزوجها


بينما امير هز رأسه بلا
بلا معنى! معنى لم يتقدم لناحيتها....ولم يتحرك.....كان في غاية صدمته .....وذعره من أنّ الموت الآن يتخطف أنفاسها وبصرها...

والدها يحدق بها دون ان يرمش البقية خائفون متى ستنتهي هذه النوبة؟

وضع ماكس يده على كفها بعد ان بسطتها بشكل جزئي ثم همس : كل شي بخير نور.....لا تخافي....ما فيه شي يخوف

مرّت دقيقة وهي على هذا الحال ثم توقف جسدها عن الأرتعاش فاقترب هنا يوسف يريد ان يلمسها ويتأكد من بقاؤها على هذه الحياة!

ولكن ماكس تحدث دون ان ينظر اليه: بليز بعّد عنها.....محتاجه هواء


ثم اخذ يحدثها : نور تسمعيني؟

كان صدرها يهبط ويرتفع بقوة منحرها وجبيينها يتصببان عرقا......ما زالت تأن وهي شادة على عينيها بقوة....تشعر انها في عالم آخر....عالم ....مخيف....يخنقها...ويطبّق على جسدها ليعتصرها ويوقف مقاومتها ألاإرادية

ماكس نظر لمراد: اتصلت بالإسعاف؟

لم يجيبه بل تفحصه بحقد وغضب....وهو يشد على قبضة يده....هز رأسه بلا دون ان يرمش فانحنى ماكس بشكل سريع حملها ثم خرج وخرج يوسف وناصر وابا خالد معه وبقي امير مصعوق وملذوع مما حدث بينما....مراد ...مسح على رأسه.....وهو يشتم ويسب... ثم تبعهم

أبا سلطان ذهل مما رآه...تساءل ماذا حدث ....ولكن تحدث أبا خالد: اركب السيارة واتصل على سلطان!
.
.
.
.
.
قراءة ممتعة للجميع



تحياتي


شتات الكون




JAN 06-27-2020 06:56 PM


البارت الثلاثون






.
.
.
قبل ما ندخل في البارت راح أنبّه على شيء يمكن حقيقي غفلت عنه!
*علاقة شيخة ببندر*
اولًا
انا لست من ممن يؤدي هذا النّوع من العلاقات
علاقات محرمة وهذا الأمر مفروض منه!

ولها توابع وعقوبات دنياوية وأخروية
وإن كان بندر حقًّا قاصد الزواج بها
ليس من حقّه ابدًا ان يحادثها في الخفاء

فأنا كما ذكرت ببداية الرواية
ليست ممن يزيّن الحرام
ولكن حاولت أن اتطرق لهذا الموضوع دون ان اخوض فيه بشكل متوسع......لأسباب كُثر!
فشخصيات روايتي ليسوا منزهّين عن الأخطاء
وإن لم اوضّح عقوبة هذا الأمر لا يعني انني اشجّع واحث عليه
يمكن طريقة كتابتي عنهم ربما يراها البعض تُشجّع على مثل هذه العلاقات
وتزيّنه للمراهقات ولكن حقيقةً
انا اخطأ وأصيب فيما اكتب
وواقعيًّا انا ضد هذه العلاقات التي حرمها الله عزوجل
فأحببت انوّه على امرهما
وإن كانت نهاية الامر في روايتي مغاير لِم نسمعه وهذا ربما يحدث بنسبة ضئيلة
هذا لا يُعني في الواقع انها دومًا ما تكون بنتيجة كما أنا كتبتها هنا......ولكن حقًّا لا اريد ان اتطرق للخوض فيها من منحنى آخر انا قادرة على الخوض فيه ولكن اعلم انّ الامر سيطول.....وربما موازين الاحداث ستتغيّر....ولكن حقًّا لا اريد ان اخوض فيه بشكل مفصّل!
فالأمر سيكون مشابه قليلًا لروايتي السابقة
(لجّة الذكريات )
ولكن على منحنيات ومسميات ونوايا أخرى ...ولكن سيبقى الأمر تقليديًا ان فعلت هكذا
لذلك لن اسهب فيه!

وأنا حينما تطرقت بها لا اقصد الامتثال بها
فالحلال بيّن والحرام بيّن
ولكن كما ذكرت
بقدر ما اوتيت من جهد وطاقة حاولت ان انسج أحداث وشخصيات قريبة من الواقع دون مثالية او مبالغة في التنزيه!
فأرجو ألا يقتدي بهما أحد ....فمثل هذه العلاقات محرمة
ولا ترضي الله عزوجل

(اللهم بلغت اللهم فاشهد)

.
.
.
.
الظروف تُجبر الإنسان في بعض الحين على ارتكاب الحماقات!
وهذا لا يُعني انه بريء مما يفعله
فالله عزوّجل جعل لنا عقل لنتفقه به
وقلب لندرك به مشاعرنا
ولكن ردود الأفعال تنقسم من خلال الإنسان المؤمن
والانسان العجول
والانسان الضعيف
والانسان المشكك
والانسان الناكر
والانسان الشقي

ردود أفعال قد تمتاز بالعقلانية والثبات والصبر
والأخرى بالتعجّل والإنكار وكذلك الشكوك

ليس من السهل أن يكون الإنسان مثاليًّا
ولكن ليس من الصعب ان يكون راضيًّا بكل ما يحدث له
إن كان يؤمن بالله وبالقدر خيره وشره!

.
.
.
النفوس الضعيفة مع كل هبّة ريح وأخرى تهتز، تريد من يشد بها لتشد به وتتشبّث لتنعم بالراحة
تريد من ينجّيها من هفوات الخوف والضعف والأنانية من الغرق لتجاهل أمور عدّة
.
.
.
بينما هي
يضيق بها تنفسها، لم ترحمها ذاكرتها في تذكر كل شيء باتت صور أهلها تتدفق عليها بشكل مخيف
جدها وحنقه عليها جدتها وغضبها اللا مبرر له تسمع أصواتهم المتداخلة مضى من عمرها واحد وعشرون سنة من الضياع
ادركت كل شيء الآن
هي ضائعة مُنذ الثامنة من عمرها
وجه يوسف ذكّرها بالكثير من الأشياء
كُره بعض الأشخاص من حولها آنذاك
تملل بعض الافراد منها........شعرت رغم انّ والدها قريب إلا انه بعيد...لم يحميها بشكل مثالي.....حتى به تنازل عنها بسهولة لتنمسح من ذاكرتها الثمان سنوات التي مضتها معه فراقهما لم يكن فقط ثلاثة عشر بل واحد وعشرون سنة !
بتخليه عنها محت الثمان سنوات.....محت فضائله عليها....امير لم يقصّر ابدًا في جعلها تكره....هي كرهته وكرهت نفسها والجميع ولكن حقًا هو احّب ديانا بشكل كبير بشكل اعمى عينيه عنها لتخلّيه عن زوجته....أولاده في وقتها.....حتى به تخلّى عنها هي دون أن يُدرك.......وبلقاؤه هذا ادركت حقًّا انّ الفراق بينهما لم يكن إلا واحد وعشرون سنة ليست ثلاثة عشر سنة فقط!


كانت واقعيًّا تصرخ تُريد النجاة ولكن لا توجد موجات صوتية تصطدم بجزيئات الهواء لتترجم لنا عمّ تقوله تريد النجاة من جميع الذكريات والمخاوف!

تشعر بالخدر....بالانهماك....بالغوص في وحل لزج.......منصتة لأسئلة الدكتور بل هادئة وكأنها تستمع إليه ...ولكن تشعر انها فاقدة لحواسها في الواقع....

سمعت انه يسأل بشكل فوضاوي!
هل تلقيتِ إحدى التهديدات او التحذيرات قبل النوبة؟

ما هو شعورك بعد انتهاء النوبة؟

حاولت ان تُجيبه ولكن لم تستطع
لذلك بدوا
بإجراء الفحوصات الطبية البحتة
فحوصات الدم كفحص السكري
للتعرف على نسبة مستوى الدم في السكر لتحديد ما إن كان هو سببًا رئيسيًا لحدوث النوبة
كما انها خضعت لفحص الدماغ واخذ صور تفصيلية بالتصوير الرنين المغناطسي
لا تدري كم مضى من الوقت وهي تخضع لهذه الفحوصات التي اتعبتها؟

ولكن بعد مرور ما يقارب الثلاث ساعات ونصف!
وصل الطبيب للنتيجة
التي أكدّ فيها انّ نور تُعاني من صرع نفسي
من نوع نوبات الصرع الانفصالية
والتي تحدث دون وعي ، وتجعلها غير قادرة على السيطرة على هذه النوبة ولا تستطيع حتى التحّرك من مكانها !
ومن مسببات هذا النوع من الصرع
حالات الاضطراب القلق العام
والاضطرابات والصدمات العاطفية
وكذلك اضطرابات ما بعد الصدمة
والكثير من المسببات ولكن ذكرت اوّل المسببات التي أدّت لتدهور حالة نور هنا فقط!
.
.
.

الجميع ذُهل....يوسف ....الآن استوعب معاناة ابنته.....الآن ادرك انها فارقته مُنذ زمن طويل......الآن يستطيع ان يثبت انه فاقدها حقًّا مُنذ واحد وعشرون سنة ليست ثلاثة عشر.....

حُبه لديانا.....اوقع به في الفخ....جعله كالقريب البعيد.....جعله يتوجّع بعُمق.......ينفث على جراحته رذاذ مالح ليلتهب.....تخلّى عنها.....مُنذ تلك اللحظة....ومحى من ذاكرته حبها...وتناسى بذاكرته الثمان السنوات ليحظى بعدها براحة مؤقته .....ليعوّض به ويستعيد طمأنينة منزله!

ولكن خسر.....خسر قطعة كبيرة من قلبه.......لم يخسر نورة فقط.......بل خسر كيانه بعدها.....لم يتحمّل.....حينما سلطان ترجم لهما على حده ما قال الطبيب.....خرّ جالسًا على الأرض بقلة حيلة......

لا يستطيع ان يتصوّر ما عانتهُ، لا يستطيع ان يبرر لها تخليه عنها أكثر من هكذا فطاقتهُ نفذت وهي من الواضح لن تتحمل المزيد منه!
النوافذ والأبواب أصبحت مؤصدة في وجهه
جلس أبا خالد امامه أخيه
وشدّ ازره أبا سلطان
وناصر كان ما بين التصديق وعدم التصديق
تحدث سلطان
بعد ان رأى خوف الجميع
حاول ان يخفف عنهم: عمي.....هالشي ما هوب خطر....اذكر الله.....

وإن لم يكن خطرًا، ابنته ليست بعيدة عن الخطورة ابدًا!
رفع يوسف رأسه وسقطت انظاره على أمير الجالس على الكرسي
كان منحني للأمام واضعًا كفي يديه على رأسه ويهز بجسده كالبندول.....بعينين محمرتين ودموع عالقة في محجره
بينما ماكس كان بجانبه يطبطب على ظهره ويخفف عنه
وطليقها ذو النظرات الحادة والتي تمزّق بنظرها ماكس كانت تخنقه
لم يتوانى في النهوض بشكل مفاجأ وسريع
حتى به انقض كالأسد الجائع على فريسته
يشعر بالاختناق
هذا هو الخائن
هذا هو الشيطان
ألا لعنة الله على الظالمين
ماذا يقول؟
اكثر من هكذا كان يلعنه رغم انه يعلم حكم اللعن ولكن خرج عن طوره ....خرج عن مثاليته .....و
اخذ يشتمه تنازل عن بعضًا من مبادئه وحتى اخلاقه
ليشتمه وينعته بأبشع الألفاظ والنعوت
طبّق بيديه على عنق أمير
اخذ يهزه يمين ويسار
يشده إليه للأمام
يصرخ بكل ما أتي من قوة: ضيييييييييييييعت لي بنتتتتتتتتتتتتتتتتتي.......ضيعتوها الله يضيّعكم.....دمرتها يا الحقيييييييييييييير....دمرتها انت وامها....

ناصر خشي على ابيه .....شدّه من جانبه الأيمن ليبعده وسلطان من الخلف....وابا سلطان يشد على يده اليسار وابا خالد
يكرر: اتركه عنك لا تبلي نفسك فيه....

مراد تدّخل واخذ يحاول ان يبعد أمير عن الموت وماكس يحاول ان يبعد يدي أبا ناصر
ولكن يوسف....لم يتحمل ان يتقبّل انّ نورة مرت فيما هو يكره ويبغضه.......ومن الواضح انها فعلت الكثير من الأمور التي لا يحبذه مجتمعه ....ويخالف العادات والتقاليد....وخارج عن المعتقدات الدينية الصحيحة!

شكلها.....وقوفها.....خوفها....تذبذبها....والآن مرضها.....جعلاه يجن...ويستنتج خيوط كثيرة وإن لم تكن صحيحة!.....تجعله يشد بيديه ويلفها على عنق أمير......يريد ان ينتقم لنفسه...ولأبنته....

ناصر عندما رأى وجه أمير يتلوّن بالحمرة.....وبالزرقة قليلًا......خشي هنا من ان يفقد ابيه للأبد!

ارتفع مستوى الأدرنالين في جسده كله......حتى به سحب ابيه بقوة .....جعلت من يمسكوه...يترنحوا بعيدًا عنه....
وناصر بشكل لا ارادي ثبّت والده على الجدار
وتحدث بصوت مرتفع
: يبببببببببببببببببببببببببه لا تنساااااااانا..........لا تنسى عندك ............ناااااااااااصر....سعوووووووود....ششششي خة........لا تنسى........لا ضيّعنا معك ييييييييييييييبه.....تكفى....يبببببببببببببه تكفى........يكفي اللي صار لنا.....يكفي.......

سلطان تنفّس بقوة واخذ صدره يهبط ويرتفع بخوف
بينما أخيه اخذ يحدق في وجه يوسف الذي يتخطّفه الوجع، وينظر لناصر بعينين مفجوعتين
بينما أمير سقط على الأرض متعب من آلام الرصاصتين التي كادت ان تُصاب قلبه مباشرة
ومُتعب من خبر مرض نور الجديد عليه والمؤلم لقلبه

شعر انه يحتضر ليس بسبب قبضة يوسف
لا من نفسه
من انانيّته وبشاعة ما فعله بتلك المسكينة من أجل ان يحضا بحبه!
لم يتحمّل هذا الضغط الناتج من تفكيره، وألم اختناقه بسبب قبضة يدي يوسف....وألم جرحه العميق يمزّق صدره
دارت عيناه للأعلى
واستسلم للظلام
كان عن يمينه ماكس وعن يساره مراد
عندما عاد بجسده للوراء
امسكا به في الآن نفسه
وتحدث ماكس بذعر: أأأأأأأأأأمير.....
سلطان خشي من انه فارق الحياة ومسح على رأسه بخوف
مراد نهض راكضًا لمناداة الطبيب
اما يوسف لم يرمش ابدًا كان يحدّق في أمير
وحديث ابنه ناصر يتردد في عقله......
أتوا الممرضات والطبيب مع النقّالة حملوه عليها كلمح البصر واختطفوه عن انظارهم لغرفة الطوارئ


أبا خالد اقترب من أخيه...شعر بالورطة : يوسف....
أبا ناصر بتعب وبهمس: مابي اسمع شي......مابي......

أبا سلطان تحدث بجدية: يوسف...لازم تمسك اعصابك ونفسك....عارف الوضع صعب عليك ....بس تكفى ما نبي مشاكل...مانبي نخسرك......اذكر الله ....قول لا إله إلا الله....
سلطان ذهب لناحية ناصر ليهمس: ناصر اهدأ بعد انت الثاني.....اذكر ربك.....
ناصر تمتم بالاستغفار
بينما يوسف نظر لأبا سلطان تحدث بغضب: تبوني اهدأ.....واجلس اطالع فيه ببرود.......هذا اللي فرّق بيني وبين بنتي...هذا اللي وصلها لهالمواصيل....

بو خالد ليهدئه: كلنا نعرف هالشي...بس عمر الأمور ما نحلت بهالاسلوب...

بو ناصر صرخ منهارًا هنا: تطلبون مني الشي الصعبببببببببببب.....بنتي ضاعت من يديني........مادري وش لاقت وش شافت في دنيتها عشان توصل لهالمواصيل.........تبوني اهدأ واصفق له .......واقوله كفو قدرت علي....قدرت تبعدني عن الأم والبنت .....قدرت تلعب براسي ...مثل ابللللللللللللللليس...

ناصر رق قلبه هنا فقال: يبه تكفى.....اهدا......الزم ما علينا صحتك......نورة ما راح يصير فيها شي بإذن الله.....

أبا ناصر ابتسم بسخرية : خايفين علي اموت.......

حدّق بهم وبحيرتهم
اكمل: ليتني مت ولا شفت العتب والقهر اللي بعيونها ليتني مت ولا شفت هاليوم ......اللي كسر ظهري.....

سلطان تنفس بعمق
بينما أبا خالد تحدث: يوسف ......اذكر ربك.....وقول الحمد لله على كل حال.......وقوم نروح الشقة ترتاح اشوي....

أبا ناصر: اذا انتوا تعبتوا روحوا......انا بجلس...هنا....

أبا سلطان بتدخل سريع: يوسف......امش معنا ولا تعاند......انت تعبان...والاوضاع مشربكة......امش.....ارتاح....

ناصر بتأييد: صدق يبه .....نمشي واوعدك نرجع هنا بعد على الأقل ثلاث ساعات...
بو ناصر بعند: ما راح اتحرك من هنا قبل لا شوف بنيتي.....
ناصر بتنهد: يييييبه.....
أبا خالد هز رأسه لناصر بمعنى لا تكثر الحديث عليه ....
ثم تمتم بالاستغفار وحدّق لأخيه مطولًّا
وهو يحمل بنظراته معاني الأسى الثقيل!
.
.
.
.
.
في اليوم الذي فارقت روحها الحياة!
في اليوم الذي فتحت عيناها فيه لتجد نفسها في شقة طارق
ادركت انّ والدها حقًّا عاد للكويت
ادركت جزء بسيط من ليلة أمس
شعرت وكأنها بين الواعي واللاواعي حينما دخلت الشقة هنا معه
كانت متعبة
تُهذي بكلمات وعبارات
تمتم بها
وتكرر رجاؤها ببقاء والدها مشاري
كل ما تتذكره بشكل واضح وصريح
صوت طارق وهو يرتّل القرآن....

بينما طارق......احب ان ينقلها إلى شقته ...فبقاؤها في المستشفى لن يزيد امرها إلا سوءًا هي لا تعاني جسديًّا بل نفسيًّا اخرجها من هناك على مسؤوليته وهي في جزء بسيط من الواعي بسبب المهدئات التي احقنوها بها
لم تغط عينه ولم يغفي طيلة الليل...كان ....يراقبها عن بعد وعن قرب في الآن نفسه
حينما سكنت عن الهذيان والتخبّط نام....نام على جانبه الأيمن وهو جالس ومُسند نفسه على خشبة السرير الجانبية!
كان رأسه متكأ على يده الممدودة .....ورجلاه مثنيتان.....لا يشعر بالراحة ولكن من التعب والإرهاق نام!

.
.
التفتت عليه وهي تنقلب على جانبها الأيسر
وسقطت عيناها عليه
شهقت بخفة هنا وعندما ادركت من يكون شدّت على اللحاف على جسدها رغم انّ طارق لم يزيح من على جسدها الجاكيت كان الجاكيت مطبقا على جسدها تماما
ولكن شعرت بالعري أمامه!
لا تدري هُناك شعور مخيف يدفعها للإبتعاد عنه....شعور ينبض من قلبها وتلفظه من فمها بدم خاثر اسود ومّر!
تشعر انها تنظر إليه بنفس النظر التي نظرت بها إلى ادوارد حينما يقترب منها...حينما يتفحّصها....ويتغزل بجمالها....
اغمضت عينيها بقوة .....وتذكرت حينما يقترب.....ليلهب مشاعر الخوف...مشاعر الكره...مشاعر تمني الموت...ويبتعد بعد ان يتخطّف أنفاسها كالموت الذي لا مفر منه.....
ارتعش جسدها على هذه الذكرى .....وشعرت بالغثيان والخوف....
شدّت على اللحاف....واثنت ساقيها اكثر لتصطدم ركبتيها وتلتصقان في بطنها ....
ازدردت ريقها......تمنّت لو لم تصر على هذا الابتعاث...تمنّت لو بقيت عند خالتها سعاد بدلًا من كل هذا العناء......
شعرت انّ روحها سُلبت من هذا الجسد وعرّتهُ تمامًا...
ازدردت ريقها ثم ابتعدت وهي تزحف بجسدها خطوات بطيئة للوراء....شعرت بالوجع بسبب جرحها الذي تسببه لها ادوارد توقفت عن الزحف ....ثم أبعدت اللحاف ونهضت ببطء....لتتجّه للخلاء

مشت وهي تعكز قليلًا اقترب من الباب ثم فتحته واغلقته
ومع صوت اصطكاك الباب فز طارق فزعًا وهو ينظر لمكانها
: إيلاف!
عقد حاجبيه عندما لم يجدها وادرك انها دخلت للخلاء....
تحرك ثم شعر بشد عضلي في رقبته حرّك رقبته ببطء شديد ثم نهض ووقف على رجليه وهو يشعر انّ جسده كله يؤلمه.....ويشعر بتنمّل رجله اليُمنى بشكل كبير...شعر انه سيسقط ولكن توقف وزم شفتيه من شدّت الألم.....ربما كل خلايا جسده بدأت بالشد والضغط اكثر واكثر كلما تحرّك...
بلل شفتيه ثم تنفس بهدوء...واقترب من الباب وهو يعرج قليلًا...
طرق الباب بلطف: ايلاف.....
.
.
.
اين ايلاف؟
.
.
.
امام المرآة....تقف كالمجنونة تحدّق بنفسها للآثار المثيرة لإشمئزازها......وعينيها مليئتين بالدموع.....كانت تتدرّج بالنظر من فوق إلى الأسفل......تتحسس بيدها اطراف شعرها الذي اضطرت إلى قصّه لتسويته......بعد ان قصه ادوارد بشكل عشوائي.....وضعت يدها على الجرح القريب من شفتها....نزلت يدها على عنقها لتصاب برجفة شديدة الارتباك والتي تنم عن ذكرى لهذا الأثر الذي اعدم اتزانها.....ازاحت جزء بسيط من بدلتها لتكشف عن اسفل عنقها .......لم تتحمّل اهتّز جسدها وبكت......تشوّهت....تبدّلت إلى اثار مقرفة.......انزلت يدها على رجلها.....المجروحة.....شعرت بالوجع...حينما شدّت على ساقها بقوة.....وكادت تسقط ولكن شدّت بسرعة بيدها على مغسلة اليدين وانحنت عليها....اغمضت عينيها بقوة.....

ادوارد لم يأخذ عذريتها ولكن اخذ جسدها وروحها بعنف!
كرهت نفسها....كرهت كل شيء......شعرت بموجة باردة تلتهم عظام صدرها العاري......اخذت ترتجف كالعصفور ....وبدأت رجلاها .....تهتزان بلا توقف....كعود ضعيف ينتظر اللحظة المناسبة لينحني وينكسر .......

شدّت بقوة اكبر لتتمسك بطرف المغسلة .....ورفعت جزء بسيط من رأسها لتنظر لوجهها وشعرت بالدوار

تُريد حصة الآن ....تريد والدتها التي ربتها .....واغدقت عليها بالحنان الكثير في صغرها .....تريد تلك الأيادي الحانة لتطبطب عليها...وتلتهمها في احتضان اموّي عميق لتهدأ أنفاسها الخائفة...تريد ان تسمع صوتها....تريد ان تشتم رائحتها ليهدأ هذا الذعر الذي يسكن بداخلها......

واشتعل فؤادها بالحسرة.......إن بقيت معه ستظلمه....ستلهب نفسها ....وتحرقه .....هو يستحق الأفضل......يستحق الأجمل.....
تشعر انها اقل بكثير مما كانت عليه قبل .....ايادي ادوارد لوّثتها...ولا تريد ان تلوّث طارق.....ذلك الرجل الذي احبّها بصدق وأصبحت الآن تخافهّ!

تظن انها ستظلمه ......وتخشى من ان تكون أنانية حينما تقبل بأن تبقى معه للأبد!

هي لا تدري هذه الآلام والآثار....والمعاناة النفسية بسببه
لو علمت لربما قالت يستحق ان ترتبط به كعقاب أبدي!

اخذ يتسارع نفسها.....وطارق اخذ يخاف من ان تفعل شيء بنفسها

فكرر الطرق بلطف وهو يقول: ايلاف...انتي بخير؟
.

لا
.
.

ليست بخير.....تحتاج من الوقت الكثير لتتجاوز فيه هذه الغربة...غربة المكان...وغربة الجسد الجديد!

هي استسلمت ...تريد العودة للبلاد ...لتنسى كل شيء........وستتقبل بُعد والدها عنها رغم المسافات القصيرة التي تجمعهما!

تريد ان تشتم هواء الكويت....وتريد ان تعفّر خدها بترابها لتخفف عن اوجاعها المثقلة بالآثار والتي قَسمت ان تبقى معها كذكرى أزلية تسلب وتتخطف أنفاسها !

ارشحت وجهها بديها المرتجفتين لعلّى تطفي هذه النيران التي تشتعل بداخلها....وسريعًا ما شهقت حينما لامس الماء البارد وجهها
ثم

كحّت بعمق....التهب حلقها من الهواء الذي تستنشقه من فمها بدلًا من انفها ......التهب قلبها من الخوف الذي تسرّع نبضاته....توقّف عقلها تماما عند تلك اللحظة التي تعصف بها .....وتركت اثارًا كثيرة .......

ارشحت مرةً أخرى وجهها بالماء البارد ولكن بكميّة اكبر
وشهقت من جديد.........حتى تبلل شعرها والتصق بوجهها........نظرت لوجهها......كانت تتمنى لو تراه بلا اثار لتلك الجروح الصغيرة........كانت تتمنى تلك القطرات الساقطة التي تنساب على عنقها وتمتد إلى اسفل صدرها تمر مر السلام دون ان تختلط بتلك الاثار التي توجعها.....شدّت على اسنانها وضربت على قلبها بقبضة يدها اليُمنى....

هل أصبحت رخيصة؟
هل أصبحت بِلا شرف؟

اسألة كثيرة توجعها.......والأهم....كيف استطاع والدها التماسك حينما علم بكل شيء؟

ولماذا مرر الأمر بسلام وبتزويجها لطارق ثم ذهب للكويت!

الآن عادت لوعيها....عادت للربط والتحليل...عادت للواقع المرير...
ألي هذه الدرجة والديها لا يردانها؟
حتى بههما تنازلا عنها لطارق!

ام فعل والدها هذا الامر سريعًا من اجل ان يحمي سمعة العائلة؟
حقًّا طارق فرصة ذهبية لا يفرّط بها في هذه الأوضاع....
غضبت ببكاء....بلا صوت.....اخذت تتعمّق بالتحليل ....لتزداد نبضات قلبها وتكره نفسها اكثر
هل هي حَمل لا يُطاق؟
هل هي لا شيء بالنسبة لهما؟
(آه)
خرجت من فاهها بعد ان شدت على ساقها بقوة لرجلها المجروحة......

.
.
.
طارق اخذ يمسح على شعره......يبلل شفتيه بتوتر....متردد من ان يشد على قبضة الباب...اغمض عينيه ليعد من الواحد إلى العشرة بعد مناداتها
للدخول
قال: ايلااااااااااف....
.
.
.
ابتعدت عن المغسلة وتخبطت خطوتين للوراء ولكن لم تسقط شدّت على نفسها على الرجل ذاتها المصابة وعقدت حاجبيها واخذت تتأوّه بصوت اشبه للهمس......ثم انحنت على الجدار......واخذت تتنفّس بعمق شديد....

كل شيء فيها ملتهب....
وذاكرتها ملتهبة بذكرى إدوارد....

بللت شفتيها.....تكرار طارق لاسمها ينرفز خلاياها .......ويقشعر جسدها......لم تقم بتعديل بدلتها...ولم ترتدي الجاكيت التي خلعته ورمته في البانيو ......فكرها كان مشتت.....عقلها راكز ومتمركز في التحليل فقط.....
فتحت الباب...
.
.
.
سقطت انظاره عليها.....ازدرد ريقه....من منظرها وكأنها خارجة من حرب ضروس!

عينيين تحدقّان للفراغ....وجهه مخطوف تزيّنه قطرات ماء باردة تنساب من عليه لتسقط بكل هدوء على صدرها العاري الذي يرتفع ويهبط بشهيق وزفير موجع ....نظر لشعرها القصير وإلى الخصلات الكثيفة الملتصقة على خديها.....المصفرين.......


شعر انها ليست بوعيها......خشي من ان يقترب ويحرق المكان بغضب منها.....

مشت وهي تعكز.....وتزم شفتيها بوجع....تقدمت للأمام...تريد ان تمر من جانبيه الايسر....ولكن لم تتحمّل رجلها مستشيطه بالألم.....انحنت قليلًا وشدّت عليها اكثر ثم حاولت ان تخطو خطوتها...

وكادت تسقط بمثل حركتها وهي في الخلاء
ولكن خوف طارق جعله يقترب منها ويطوّق جسدها بيديه
لتصبح بعد ذلك في احضانه!
.
.
لم تستوعب هذا الحضن.....بل هذا الاحتضان....هذا القرب...هذه الأنفاس الخائفة...والنظرات المتفحصّة التي تدّل على شدّت حرصه وحبّه لها.......عقلها حقًّا ليس مع ما يحدث ويعصف بطارق.....

طارق الذي ينظر إليها بأسى ...وبندم شديد ....ينظر لها بحب...وخوف عميق.....ينظر إلى نظراتها الضائعة وهو يحاول ان يدلّها على طريقه بنظراته المترددة.....شدّ على خاصرتها ليقربها إليه .....ويمشي بها بخطوات هادئة لناحية السرير...اجلسها.....
وإلى الآن لم يرى أي ردت فعل على فعلته...
كانت تفكر بحصة
ومشاري.....
ببعثتها.....بما حدث....
وحينما اتجّه التفكير لناحية طارق
حدّقت به
وخشي منها من ان تنهار....ان تصرخ....وتوبّخه على قربه .....
ولكن لم تفعل.....بللت شفتيها....وشتت ناظريها عنه....
حكّت جبينها...وكأنها وعت من جديد على نفسها...انزلت يديها لناحية بدلتها...واخذت تغلق
ازرارها....بسرعة.....
حاولت النهوض...
ولكن اقترب منها : ريحي...ريلج.....لا تتركّين عليها وايد.....
نظرت إليه بللت شفتيها ....اخذت عينيها الجوزاء تضيقان بمحاولة درأ الدموع من الانسياب على خديها...
تحدثت بوجع: ما يحبوني صح؟

لم يفهم سؤالها ....ولم يستوعبه عقد حاجبيه....
ايلاف اقتربت منه قليلًا لتضيّق عليه الحركة : امي ابوي.......الكل....

فهم الآن تحدث بهدوء: شالحجي ايلاف؟

نزلت دموعها اخيرًا: لو يحبوني ما تركوني أهنيه بعد كل اللي صار لي......

اقترب هو الآخر وطوّق وجهها : ما تركوج لحالج....انا أهنيه....

غاصت في وجع آخر وعالم آخر: مو أهنيه مربط الفرس....ما يبوني ولحوني(رموني) عليك .......
طارق ازدرد ريقه
خشي من امر الجميع يخشاه!: ايلاف......
ايلاف أبعدت وجهها عنه وانسحبت للوراء قليلًا: شافوك فرصة عشان يسترون علي.....

طارق شدّ على كفيها: لا قولين هالحجي.....ايلاف...اهلج لو ما يحبونج...ما كان جا ابوج لج......ما كـ...
قاطعته بغضة وصوت بالكاد يخرج من فاهها: جا يستر على شرف العيلة وراح....لم زوجني لك......

طارق سكت لوهلة .....إلى أي تفكير ذهب عقلها به
: انتي اشرف من الشرف...لا قولين على نفسج جذه....وانتي تدرين انه بالأول والأخير راح نزوّج بعض....انتي تفكريني مثل شباب هالليام يواعدون البنت بعدين يهدونها(يتركونها)؟

ايلاف سحب يديها منه: بعد اللي صار ..مابيك طارق...ابي ارجع بيتنا.......ارجع للكويت وبس....

طارق عاد يشّد على كفي يديها: وانا ما راح اتركج......انا ما تزوجتج عشان اتركج....يا ايلاف...
قبّل كفيها حتى بها ارتعشت: انا احبج وايد.......ومستحيل اتخلّى عنج.....
ازدردت ريقها وابتعدت اكثر عنه: شوف شكلي.....شصار....شوفني زين طارق......انا انتهيت.....

طارق اقترب منها ، قلبه موجوع عليها......قلبه يشتمه لِم فعله بها....رغم ما حدث لم يكن مخططًا له ابدًا ولكن كان سببًا فيه!
: وانا حياتي بدت معاج يا ايلاف....ما فيه شي اسمه انتهيت........

ايلاف بانهيار صوتي متقطع وخفيف: شوفي الاثار وبتكرررررررررررهني....ادوارد....عـ....
وضع يده على فمها وهو موجوع وشد على يدها بيده الأخرى: اشششششش.......انا ما اشوف شي يا ايلاف.......ما اشوف.......

نظرت لعينيه وحاولت النهوض ولكن اجبرها على البقاء ليقول: احنا انخلقنا لبعض يا ايلاف....

ايلاف بكت اكثر: انا كاسرة خاطرك عشان جذه .....
نهض هنا وجلس بالقرب منها على السرير: نسيتي اني احبج؟
هزت رأسها بلا
اكمل: نسيتي اني وعدتج ازوجج؟
اقترب اكثر: دامج تتذكرين ليه تظنين فيني ظن هالسوء؟
ايلاف بوجع: خايفة.....

طارق لا يدري كيف يواسيها....كيف يطمئنها انّ كل شيء بخير....كل شيء على ما يرام.....لا يدري كيف يثبت لها انه حقًّا متوجّع لحالها......ومتعطش للتخفيف عنها......وتعويضها....احتضنها .....بهدوء
وهمس لها وبعنيني ترفان ولتمنعا دموعه: كلما خفتي....بتلقيني قدامج...بشيلج من هالخوف مثل ما الحين انا اسوي.....

ثم بدأ يقرأ عليها آيات قرآنية بصوت هادئ
ومريح للنفس...جعلها تبكي بهدوء.....طارق اغمض عينيه ....ليتذكر بقيّة الآية ...وهو فرح انه بدأ يسترجع جزء من روحه بتلاوة القرآن الكريم
إيلاف رحمه عليه.....رغم ما حصل لها إلا انها رحمه....وطريق لنجاته...شدّ عليها...واخذ يكرر الآية الكريمة وهو يمسد ويطبطب على ظهرها بهدوء
وعندما انتهى
رفعت نفسها من عليه واردفت بتذكر
: ابي اشوف نور.....

طارق هز رأسه: ان شاء الله ......الحين قومي.....نسوي لنا اكل خفيف....لازم تاكلين عشان تاخذين علاجج.....

ايلاف بتعب وارهاق: مابي آكل....ابي انام....

طارق بتفهم نهض : لازم تاكلين ثم رجعي نامي.....

لم يعطيها فرصة للرفض خرج من الغرفة يترك لها مساحة بسيطة لإن تبقى لوحدها وتستعيد نفسها بهدوء
بينما هي رمت نفسها من جديد على السرير وهي تفكر بكل شيء!
.
.
.
.



.
.
.
كيف له أن يترك جزء منه مقطوعًا وبعيدًا عنه؟
كيف له يتنازل عنها بهذه السهولة
لماذا لم ينصت لأختها نوف
حقًّا هو لا يريد أن يستفز روحها بهذه المماطلة طلقها ولكن ليس خياره هذا الأمر
والآن لا يريد ان يكتّف يديه مستسلمًا لقرارها
الآن يستطيع ان يرجعها على ذمته ما زال لديه وقت
ولكن عليه ان يتحدث معها كيف لا يدري

أركن سيارته أمام منزل بيت خاله
ترجّل من السيارة
اصبح امام الباب طرقه
.
.
.
.
كانت في الصالة بينما اختها في المطبخ وبندر في المجلس يشاهد المباراة
كانت تحدثها وهي متنرفزة كليَّا: ابي افهم متى بتوقفين بكى؟.....ترا ما صار له يوم من مشى...شفيك انتي؟

مُنذ الأمس لم تخرج من غرفتها تشعر بالخوف على أبيها ....تخشى عليه من أنه لا يتحمّل ردت فعل اختها
هي وضعت نفسها مكانها تماما وتقسم انها لن تمرر الأمر ببرودة
تحدثت: عارفة بس احس...نورة راح توجع ابوي.....
نوف بملل: ماردها وبترضى....بالأول والأخير هو ابوها.....مهما صار....صدقيني راح ترضى وما راح توجعه....
شيخة : يا خوفي ما يصير هالشي أبد

نوف بنرفزة: شالتشائم اللي عندك؟.....والله تنرفزين شيخوه....
شيخة مسحت دموعها: تعالي بيتنا وتعرفين ليش...امي تحاتي...وسعود متوتر.....الكل خايف....
نوف : ما راح يصير الا اللي ربك كاتبه......وبعدين تعالي ابي اقول لك شي ادري مو وقته بس لازم اقوله...
شيخة نهضت من على سريرها: شصاير بعد؟
نوف بلا مقدمات: وقفي مكالماتك مع بندر!
شيخة بصدمة: ليشششششش؟
نوف بغضب: لك وجه تسألين؟.....عارفة هو خطبك....بس لسى ما ملك عليك عشان يحل عليك يا زفته.....
شيخة بتأفف: اففففف نويّف......لا تتصدعين براسي....
نوف: تبون ربي يوفقكم وقفوا مكالمات يا عبلة ...
شيخة رغما عنها ضحكت بخفة: هههههههههههههههه والله ماقدر
نوف ابتسمت رغما عنها: ترا جهنّم تقول هل من مزيد؟
سمعت رن جرس الباب وعلى هذه الاثناء
كان خالد نازلا من غرفته
نظر لنوف
وأشار لها: هي يا خبلة ما تسمعين جرس الباب؟
نوف كشت عليه بملل
فتمتم: والله مو منك من هالشوشة هاللي رافعتها

كانت نوف مجعدة شعرها
رافعته برباط الى منتصف شعرها
لم تهتم له اكملت: انا سويت اللي علي ونصحتك....
شيخة بهدوء: وصلت النصيحة
نوف كانت ستتحدث ولكن نظرت لعبد لله الصغير استيقظ من النوم نهضت واتجهت للكنبة التي وضعته عليها وردفته بالوسادات الكثيرة
تحدثت: باي جلس عبود طسي عن وجهي...وبكرا ان شاء الله بجيك.....مابيك تجين اخاف تستهدفين اخوي وسوون لنا مصيبة....
شيخة ضحكت:هههههههههههههههه حيوانه ايش شايفتني يا قليلة الأدب؟
نوف باستهبال وهي تجلس بالقرب من عبد لله: شايفتك رقاصة يا نظر عيني

صرخت هنا شيخة: كلي تبن وطسي بس ...
نوف: هههههههههههههه باي......
.
.
خرجت هنا الجازي وهي تمسح على وجهها: صحى عبادي؟
اقتربت من اختها التي خملت الصغير: اي خذيه رضعيه...

الجازي جلست على الكنبة واخذت عبد لله ثم قالت: قومي اجل راقبي الكيكة لا تحترق.....
نوف بصوت عالي: وحضرت الآنسة وينها؟
الجازي بدأت ترضع ابنها بعد ان رجت الرضاعة بخفة بيدها: تعبانه....بطنها تركتها ترتاح

نوف نهضت: والله بتخربينها علينا
اردفت بلا مبالاة الجازي: ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء...
لم تعلق نوف اخذت تتحلطم وهي تعبر الى المطبخ.
.
.


بينما خالد فتح الباب لسيف وادخله للمجلس
وهنا نهض بندر كالملسوع
حدّق بشرر لسيف
واردف بكره: شعندك جاي؟
خالد رمق اخيه: سعوووووووووود

سيف : المفروض يا سعود تساعدني من اني ارجع اختك مو تبعدني....

بندر بنرفزة: والله انك شين وقوي عين......خاينها وتبيني اوقف معك....

سيف بهدوء: انا ما خنت.....وربي ما خنتها وشرحت كل شي لخالي....عشان كذا يحاول نصلح اللي بينا....لو فعلا خاينها خالي بنفسه اجبرني اطلقها...
خالد سكت
ثم قال:اجلس وفهمنا كل شي يا سيف....حقيقي انا مو عاجبني حال الجازي خاصة بالأوان الاخيرة بس ماني قادر اتكلم......
بندر بصوت مرتفع: وش يجلس بعد انت الثاني...
خالد التفت عليه: بندر اهجد......ماخبرتك كبريت...اهدأ...

بندر سكت وجلس على الكنبة
وكذلك سيف
تنفس بعمق ثم قال: والله يا خالد اني شاري اختك بماي الذهب....وربي اني متندم على كل شي...انا ما نيبب مجبور اقولك وش اللي بيني وبينها دام خالي عرف بكل شي......بس وربي انا ابيها.....ساعدوني من اني اصلح الامر ...مو تفاقمون الامور علي....
بندر ضحك بسخرية: ههههههههههه حلوة ذي.....وش نساعدك.....مجنون انت....تراها اختنا مو ...
خالد تحدث متنرفزا من اسلوب اخيه وهو يقاطعه: بندر بالله عليك اهجد.....تراك ازمتني معك....
ثم التفت علي سيف: طيب سيف....بس كيف تبين اوقف معك وانا فاهمك انك انت الغلطان....ما هيب الجازي....
سيف
طأطأ برأسه ثم قال: زل لساني واعترفت لها اني ابي اتزوج غيرها قبل لا اتزوجها بس الله ما كتب
بندر : بالله فيك عقل يوم كنت تقول لها؟

سيف بندم: اظن لا....
ثم التفت على خالد: تكفى يا خالد......انا مابي اخسرها وربي ابيها واعزها واحبها.......ما فيني حيل على بعدها ...هي مصره على الطلاق...وانا ابيها معي لين اموت...

خالد تنهد يضيق:والله مادري شقول لك....
سيف : لا قول شي....قوم شف لي طريق.....ابي اشوفها

بندر نهض بعصبية: مجنون انت

سيف نهض: اي مجنون...هي صادتني بكل شي....تكفى ابي اكلمها...آخر مرة....وان ما صلحت الامور بينا لها اللي تبيه....
ثم نظر لخالد: تكفى خالد.....
خالد نهض : طيب....بس قسم بالله لو زعتها بكون انا دفّانك...
ثم سحب بندر الذي هم برفع صوته لقول شي ولكن منعه اخيه

وعندما خرجا
:مجنون انت...
خالد : ترااااا سيف زوجها.....
بندر بعصبية: عارف.....بس الجازي ما تبيه...ولا تبي تشوف رقعت وجهه..ليش تساعده؟

خالد مشى:لاني مابي اخرب بيتها.....نعطيه فرصة...وان جرحها...دليناه الباب يا بندر!

بندر تأفف ثم توجه للداخل

.
.
.
في الصالة
خرجت نوف وسحبت عبد لله من يد الجازي
تحدثت: يمه يمه الحلو.....فديت هالخدود ...
الجازي ابتسمت: وربي بيستفرغ عليك الحين تو راضع...بشويش عليه رجتيه....
نوف اخذت ترفعه قليلًا وتحركه بعشوائية وهي تلاعبه دون ان تسمع لاختها
ثم دخلا بندر وخالد
ونهضت الجازي : احط لكم العشاء؟
بندر نظر اليها دون ان ينطق بحرف واحد
بينما خالد تحدث: لا انا شبعان حاليا
الجازي بفجعة: لا قول والله.....احلف....بالله والاكل اللي طبخته منو ياكله؟
نوف نهضت وهي تحمل الصغيرة وتضحك :هههههههههههههههههههه استلم لك احلى حوشة الحين

بندر لم يشاركهم بأي حرف
خالد ابتسم: تسلم ايدينك حطيه على الساعه تسع كذا تمام....
الجازي اشارت لعينيها: من عيوني
ثم اردفت: اتصل عليك ابوي؟
خالد حك انفه: لا ....
نوف بهدوء: رسلت له وات ولا رد....
الجازي بتنهد: الله يساعدهم...ومرر الامور على خير....
خالد نظر لبندر وبندر فهم تلك النظرات
خالد يستنجده بطريقة غير مباشرة
تحدث اخيرا: نوف تعالي انتي وعبود...
الجازي : شوف اذا شاري خرابيط وبتوكل ولدي وهالآفة اللي ما تصدق خبر انه فيه حلويات وشبسات تراك بتنام برا البيت

شهقت نوف على تشبيه اختها لها
وبندر رغما عنه ضحك: ههههههههههههههههههه صادقة بس لا هالمرة سماح شريت قليل لهم...تعالي نافوه...
نوف قبلّت عبد لله : يلا حبيبي تعال صير معي آفة...
الجازي : لا تعطينه شي خشن لا ينشب بحلقة....تراه تو ما يعرف ياكل....

نوف :طيب طيب...

خالد بتوتر: بروح اتروش


واخرج الهاتف من يده وارسل لسيف
" ادخل الصالة "
.
.
.
.
خالد تبع بندر واخته ودخلا الغرفة

نوف بشك عندما اقفل بندر الباب
: شفيكم صاير شي؟ وخايفين تدري الجازي؟
بندر ضرب على فخذه بملل وطفش
هو غير راضي تماما على فعلت اخيه خالد ويراه متسرع
بينما خالد لا يريد ان يقف كالحاجز بينهما ويقوم بتخريب حياة اخته
تحدث خالد: بيدخل سيف للجازي

نوف شهقت هنا وشدت على عبد لله: بدون ما تدري؟
خالد هز رأسه
بندر بقلق: والله لو يصير لها شي يا خويلد ذنبها في رقبتك

خالد بصوت عالي: لاااا تببالغ بندروووه

نوف خشيت من ان تتحدث عن رأيها وتخبرهم ما فعلاه سوف يشعل نيرانا ولكن
تحدثت:اهدوا .....ان شاء الله مو صاير شي....وان شاء الله يصطلح امرهم.....
خالد جلس على طرف سرير اخيه
واخذ يهز برجليه بتوتر
........

بينما سيف تردد من الدخول.....تردد من ان يفتح الباب ويفرض نفسه عليها من جديد ولكن هو ايقن لا يستطيع ان يعيش بلاياها
فتح الباب....
وهي كانت امام التلفاز تقلب القنوات


دخل
هو لم يخطط على ان يأتي....يعود ويتراجع عن كلامه الذي قاله لها...لم تمضي ايام اصلا على رمي كلمته عليها ولكن شعر انه خسر جزء منه ولن يتنازل ان يبقى هذا الجزء بعيد عنه لفترة مطولة
سيحاول من جديد على أمل من ان تغيّر رأيها
دخل واغلق الباب من بعده وبردت فعل منها التفتت عليه ووقفت
ووقف قلبها انفجعت
كيف ومتى وصل ليدخل هنا ؟
.....
بينما هو نظر لخوفها
لنظراتها الضائعة
التفت يمينا ويسارا كأنها تبحث عن شيء
مهم ضاع منها
اقترب
تحدثت: سيف وش جابك هنا؟
لم يردف أي حرف، اقترب اكثر منها وفي قلبه آلافا من الجمل التي لا يعرف كيف يصفصفها كسلسلة طويلة ليروي لها معنى حبه معنى خوفه من يخسرها
لم يزحزح ناظريه عنها
يشعر انّ هناك مغناطيس قوي يشدّه إليها، نظر للخوف والتردد الذي في عينها....اقترب
ولم يتردد من ان يحتضنها....واغمض عينيه....واشتم رائحتها
حقًّا هو على غير استعداد تام لخسرانها.


بينما هي بردت عظامها....شعرت بالخوف...واخذ عقلها يتخبّط بأفكارها.....
لم تبادله لهذا الاحتضان كل ما همست به
: ابوي صاير له شي؟
واخذ جسدها يرتجف
شعر بخوفها وسريعا ما ابتعد مردفا بخوف: اسم الله عليك اهدي ....مو صاير شي
الجازي ترقرقت عيناها : لا كذب....خالد صعد فوق وبندر اخذ نوف من هنا...وانت تطلع لي فجأة شصاير؟
ادرك انها فهمت الامور على منحنى بعيد عنهما
لذلك اقترب من وجهها قليلا ليردف: اشتقت لك...وجيت....
وبضعف اردف:ماقدر يا الجازي على بُعدك ماقدر والله

الجازي نظرت لعينيه....لرجفة يديه....لحديثه...ابتعدت اخيرا

ازدردت ريقها: وش قلنا يا سيف...اصلا الحين حنا....مط
قاطعها: اقدر ارجعك ماظنك غشيمة في دينك يا الجازي

الجازي حكت جبينها ابتعدت عنه مسافة طويلة: تكفى سيف......لا زودها علي
اقترب منها مسك كفي يدها:انتي اللي تكفين لا تقسين علي

بكت هنا الجازي وخبأت وجهها بيدها...تشعر بالاضطراب...تشعر باختلال اتزان مشاعرها.....هي الآن لا تدري ماذا تريد
ولكن تجزم انها على غير استعداد لكل هذا....هي الى الآن لم تفيق من وقع كلمة(طالق) الى الآن خائفة من ان تظلم ابنها
هل تتنازل من اجل عبد لله هل تُرضيه بمقابل معاناة مشاعرها اللامعروفة معه؟
.
.
.
اقترب منها تحدث: تكفين الجازي عطيني فرصة وربي اني ماني قادر اتخيل اعيش بدونك.....الجازي انا تعبت....انا محتاج لك....قلبي يوجعني وانتي بعيدة عني......تكفين الجازي تكفين.....


.
.
.
نظرت له ماذا تقول ؟ توافق
تتنازل
لا تدري لا تدري

تحدثت وهي تهرب منه خطوات:اذا رجع ابوي يصير خير يا سيف...عن اذنك
لم تعطيه مجالا هربت صاعدة للاعلى تاركته يتخبط من ردها هذا
هل يعني خيرا ام شرا لا يدري

خرج هو الآخر
وهي الاخرى دخلت غرفتها تبكي لا تدري بما تقرر
تشعر ان كل شيء بدأ بالتعقيد اكثر فأكثر
هي خائفة من نفسها وخائفة من سيف ان يؤثر عليها
بكت بدموع وبحيرة
ولم.تستسقر على رأيها ولا على رأيه!
.
.
.
.

.
.

يشعر الآن باستقرار الراحة، يشعر باستبتاب الأمر ....ولكن اخويه لم يكفاه عن الاستهزاء به
لم يكفاه ابدا عن رمي الكلمات عليه
عزام بهمس: وجهك منور
جسار اكمل: انتبه من هالابتسامة لا تشق وجهك شق.....
قصي كان جالسا في وسطهم ويستمع لهما
تحدث : اففففف منكم ...يا المخبّل

ابا سيف بهدوء: اخبار مهرة يا قصي؟
قرص جسار خصر اخيه لينقز ويردف: بخير يبه
ام سيف نهضت: بروح اشوفها.......
قصي كان سينهض ولكن مسك يده عزام: عط امي فرصة تتعرف عليها
جسار بخبث: لا تخاف ما بتاكلها امي
قصي شد على اسنانه
بينما ابا سيف تحدث: سيف طلع
عزام بهدوء: اي طلع....
ابا سيف نهض خارجا
بينما قصي : الله ياخذكم اقرفتوني من طقطقتكم....
عزام : هههههههههههههههههههههه نبي نوسّع صدرك.....
قصي : صدق والله؟
ثم قال بصوت عالي: والله انكم تضيقونه ما توسعونه
جسار قبل رأسه وهو يهتز من الضحك:آسفين يابو الشباب....
عزام ضربه على فخذه: نمزح معك....
قصي: لا عاد تمزحون قدام امي وابوي
عزام وجسار :ان شاء الله
قصي ابتسم: والله ادري انكم فاصخين عقلكم.....بس شنقول....

جسار ضربه على كتفه: قول الله لا يحرمني منكم
عزام اكمل بهبل: ويخليكم لي

قصي ضحك هنا: ههههههههههههههههههههههههههه الحمد لله والشكر بس
.
.
.
.
ام سيف طرقت الباب ولم تسمع اجابة من مهرة
فترددت في فتحه
وخشيت من ان تكون الغرفة مقفولة
ولكن جرّبت وفتحته
وسمعت هنا أنين مُهرة وكحتها المتتالية وهي منحنية على القمامة
وتستفرغ وهي تبكي
دخلت للداخل
ونظرت اليها حتى انفجعت بخوف: مُهرررررة!!!


انتهى
.
.


.
.


بارت قصير وخفيف

اتمنى ينال على أعجابكم


وقراءة ممتعة لكم


تحياتي



JAN 06-27-2020 07:00 PM


البارت الواحد والثلاثون




.
.
.
.

.
.
.
.
هرعت راكضة لناحيتها.....ثم انحنت سريعًا لتجلس بالقرب منها
واخذت تطبطب على ظهرها بحنان ملموس من خلال صوتها
: مُهره .....ارفعي راسك......

ألم طاحن ونار مشتعلة لا تدري أين بالضبط ولكن تشعر هذا الألم يصل إلى قلبها ويعبر للأعلى ليصل إلى بلعومها....
لا تدري كم اخذت من الوقت وهي تتقيأ......ولكن تعلم جيّدً انها بذلت جهد كبير في ذلك......
رفعت نفسها مسحت فمها بالمنديل الذي سحبته معها قبل دقائق وتنكب على القمامة للتقيّ

وهنا ام سيف احتضنت مُهره من الخلف وارجعت رأسها لتسنده على كتفها وهي
تردف: اسم الله عليك.....اسم الله عليك.....
مُهره اخذ جسدها يهتز
هذه النبرة
هذه اللمسة
هذا الحنان
فقدته من زمن
اضعفها!
أعاد عليها صوت والدتها

ام سيف: شكل النّسا عندك كايدة يا بنتي؟
مُهره ابتعدت قليلُا ومسحت بقايا الدموع
تحدثت برجفة شفتيها: لا....بس كلت .....شيبس حار.....وحسيت قلبت علي معدتي....

ام مهره بحنان نظرت لوجهها المنفوخ اثر البكاء: أحد ياكل هالخرابيط على معدة فاضية ؟

ثم اقتربت منها: الحمد لله انك طلعتيه من بطنك......الحين ترتاحين ...وبقوم اسوي لك....شوربة ....تليّن معدتك.....

مُهره مصعوقة ، مخنوقة من مشاعر الماضي
تحدثت بلخبطه: لالا...ماشتهي.....تو مستفرغه......انا لبقيت ...اقول لقصـ...
قاطعتها: بتشتهين لا تعاندين نفسك.......هي كذا تجي لوعة وحومت كبد........لكن الواحد يغصب نفسه...والشوربة زينة......ما هيب ثقيلة....
ثم وقفت ووقفت مُهره معها....
: انسدحي ارتاحي...ربع ساعة واجيك.....وراح تاكلين احلى شوربة من ايديني....
مُهره غصّت في بكاؤها هزت رأسها برضا ثم جلست على طرف السرير وخرجت ام سيف وأغلقت الباب

حتى انسابت هنا دموع مُهره
تذكرت والدتها ، حنانها......خوفها عليها حينما تمرض
استلقت على ظهرها......واغمضت عينيها لترى وجه والدتها مبتسمًا!
.
.
.
بينما ام سيف نزلت للأسفل ولفت نظرها قهقهة قصي مع اخويه
أتت بالقرب منهم متحدثة
وتحدثت بجدية: بدل هالضحك اللي ماله داعي اصعد لحرمتك .....البنت تعبانة وانت ولابحاس فيها......

قصي نهض كالمقروص: تعبانة؟

ام سيف : ويا المجنون لا عاد تشتري لها هالخرابيط وهي حامل......كلت .....شيبس حار...على معده خاوية يا الله عفوك.......بس.....شبّت عليها معدتها ....بروح اسوي لها شي خفيف تاكله واضح زوجتك ما هيب مهتمة بروحها...وإن تمت على كذا.....بجيها مضاعفات حمل......وغيره....

ثم مشت إلى المطبخ تاركة قصي يهم بالتوجّه للعتبات الدرج
ولكن امسكه عزام
: هي اهدأ......ما فيها الا العافية......
قصي سريعًا التفت على جسار: انا حمار لم قلت لك اشتري لي....معك من...
قاطعه جسّار وهو يضحك بصوت عال: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه شدخل امي فيك الحين......هييييييييي.......لا تفصل علي.....

عزام ابتسم على أخيه
ثم قال لقصي: روح شوفها بس اذا جات لها امي اطلع....مثل ما قلنا لك .....اترك مسافة قريبة لها ولأمي....
قصي هز رأسه وسحب يده من أخيه وركض على عتبات الدرج

جسّار : والله انه منفصم اكثر من سيف.....

عزام ضربه على كتفه: هههههههههههههه اسكت امي خوفته عليها......
جسّار : هههههههههههه امي ولا على بالها.....فجرّت القنبلة وعلى طول على المطبخ..........الحين فهمت قصي طالع على مين.....
عزام لم يتحمل انفجر ضاحكًا حتى اخذ يكح: اسكت ولا وربي بتجي الحين تسنعك بالكلام...
.
.
.
.
بينما هو دخل الغرفة رآها مستلقية ووجهها محمر اغلق الباب
واتى بالقرب منها جلس على طرف السرير وبخوف قال: مُهره شفيك؟

مُهره فتحت عينيها ونظرت له: مادري كلت الشيبس ومعدتي شبّت نار علي.....

قصي بنبرة حادة قليلًا: انا قايل لك لا تاكلينها إلا بعد ما تاكلين غداك.......
مُهره مسحت على وجهها ثم جلست واعتدلت مسندة ظهرها على الوسادة: ايش اسوي اشتهيتها....
قصي نظر لأرنبة انفها المحمرة
وشعرها المنسدل على اكتافها باهمال......
كان سيوبخها ولكن فهم من حالها انها بكت إلى ان صدّع رأسها والدليل انتفاخ جفنيها

اقترب اكثر منها ووضع يده على بطنها
: وهذا ما يشتهي إلا أشياء مثل وجهه....؟

خجلت منه ووضعت يدها على يده وازاحتها بلطف وهي تردف: ليش ما قول هي؟

قصي وضع يده متعمدًا على بطنها من جديد يُريق له خجلها ويعجبه!
: ايش رايك تجيبين توأم؟

مُهره شهقت واندفعت للأمام لتقترب منه قليلًا وتردف: تبيني اموت؟

قصي ضحك على ردت فعلها: هههههههههههه ترا التوأم حلوين .....بس لا يصيرون مثل عزام وجسّار أنا اللي هنا بموت من سماجتهم.....
مُهره بقلق: لالا واحد.....وجالسة احاتي الوضع.....واحاتي الولادة كيف اثنين ....؟

رقّ قلبه هنا واقترب اكثر: انا معاك....لا تخافين.....

مُهره رمشت مرتين : بس أنا اللي بتألم.....
قصي لكي يضيّع أجواء الحزن
وحديث الألم وغيره
شد قليلًا على بطنها....حتى عقدت حاجبيها
ليردف: امانه متى بيكبر؟
ازاحت يده وهي تبتسم : مادري......
قصي سحب هاتفه من جيبه : خليني ابحث في هالمواضيع اكثر....
سحبت هاتفه لتردف: لا تبحث.........في الشهر الثالث على الرابع....اشوي يبرز البطن.....
قصي اخذ يصفق بيده ويصافر بفمه: اوووووووووووه طلعتي مو هينة عندك معلومات.......

مُهره انسجمت معه: اعترف انت داخل علمي ولا ادبي؟

قصي يمثل الصدمة: حلفي ما تدرين؟

مُهره بضحكه هزت رأسها (بلا)

قصي نفح صدره وهو يقول: أدبي وبكل فخر.....

مُهره ضحكت هنا: هههههههههههههههههههههههههه الحين عرفت السبب......
قصي: هي هي انا قايل نكتة؟
مُهره بللت شفتيها: ليش ما دخلت علمي؟

قصي اقترب منها على الجانب الايسر فقالت: هي السرير صغير وين بتنسدح.......
قصي : عادي عادي يكفي...اثنينا عصاقل(ضعاف)
ضحكت وهي تضربه على كتفه: انا امتن منك وبعدين لا تتهرب جاوب.....

قصي شهق: وين امتن.......جلد على عظم تقول امتن.....
ضحكت هنا
وهي تعيد: هذا اسميه هروب من الجواب ترا؟

قصي حاوط خصرها هنا وهو يردف: والله لأني داج بالكيمياء.....عشان كذا ما دخلته.....

زحفت مسافة قليلة لتبتعد عنه: عاد الكيمياء احسن من الفيزياء.....بالنسبة لي.......
قصي ابتسم له واشار لرأسه: اثنينهم عقلي ما يستوعبهم

مُهره اخذت تنسى مشاعر الحزن
وذكرياتها مع والدتها
: والرياضيات......

قصي بجدية : هذا اكثر شي ابدّع فيه......
ثم جلس واخذت تهتز على السرير
لتردف: حستنا تراك اهجد.....
ضحك هنا وهو يقول: هههههههههه طيب انتي شنو احلى مادة عندك.....
مُهره بتهرب: قلّة السوالف صح؟....عشان نسولف عن دراسة وغيره....
قصي : ههههههههههههههههه ابي اطمن على مسقبلك......يلا وقولي لي كم نسبتك.....

مُهره ابتسمت: نسبتي ما تقل عن التسعة والتسعين ....الفاصلة هي اللي تنزل ...يعني.....واحب ...كل المواد إلا الفنية .......

قصي : مو منجدك؟!....احد يكره الفنية.....هذي على أيامنا...نعتبرها حصة فراغ......
مُهره : ههههههه يمكن عشان الزفت اللي تدرسني....محسستني انها مادة كيمياء او فيزياء.......يعني حقيقي ...تكرفنا فيها....واغلط في الرسم ...تشق الرسمة في وجهك......

قصي : الله.......
مُهره : والله......تقهر تقهر...حيل....

قصي بهدوء: هو صحيح ساعات المعلم يخليك تكره المادة حتى اللي تحبها....بسبب تعامله...وشدّته وتصعيب الأمور على الطلبة.....

مُهره اخذت تصفق: اووووه...طلع العرق....عرق المعلمين وكلامهم في الطابور....
ضحك هنا قصي وسحب الوسادة واخذ يضربها بخفة على رأسها: انطمييييييييييييي.........
مُهره مسحت على رأسها: خلاص بنطم.......
قصي: أي صيري عاقلة!
.
.
.
.
نزلت للأسفل......رأت اخيها ووالدتها...مرت ثلاث أيام على مضي والدها لهناك
تشعر بتوتر وخوف والدتها، تشعر بتأزم سعود
وتعلم بالسبب
دومًا ما تسمعه وهي تسترق السمع من غرفته يُحاكي أخيه ناصر آخر الليل......تسمع كيف يشتم ويسب
أمير....وشخص يدعا مراد.....وآخر ماكس!
ناصر يخبره بكل شيء وهو يخبرهما بعكسه

جلست
لتسمع والدتها تقول: والحين ما طلعت من المستشفى؟
ام ناصر : وابوك؟
سعود بنفس عميق: بخير......ولله الحمد....
ام ناصر هزت رأسها بأسى: اشهد انه ما هوب بخير...
سعود برجاء: يمه...
ام ناصر بنرفزة: أي اجلس اكذب علي .......خابره ابوك...واعرفه زين....الحين بيجلس يلوم نفسه....لين يطيح.....وخايفة يطيح ولا يقوم...
شيخة بانفعال: يمه تفائلي بالخير.......
سعود نظر لوالدته: اظن انه كلمك اليوم.....
ام ناصر: وصوته تعيبين......
ثم ضربت على فخذيها: قلت له ارجع.....عيّى.....وعصب علي.........انا خايفه عليه......خايفه ما يقوى على اللي بيجي بعدين....
شيخة نهضت وجلست بالقرب من والدتها: يمه مو صاير الا كل خير.....هدي بس انتي هدي....
سعود بهدوء: ابوي يا يمه بصحة وعافية وسلطان معهم ....وتّابع ابوي......اللي صدق ما ندري كيف بتجاوز كل هذا نورة يا يمه......نورة بينها وبين الجنون شعره.......
ام ناصر بنرفزة اخذت تدعي: جنون يدخل أمها....وزوج أمها........الله لا يحللهم ولا يبيحهم....
سعود تنهد بضيق
بينما شيخة قالت: يمه تكفين اهدي........لا تسوين بنفسك كذا......هدي لا يرتفع عليك الضغط......
سعود : هي فترة وبتعدي يا يمه.....تطمني....ابوي مؤمن بقضاء الله وقدره.......مهما صار راح يبقى شامخ مثل الجبل اللي ما يهزه ريح.....
ام ناصر تمتمت: ان شاء الله.....ان شاء الله....
.
.
.
.
الخوف....يأكل فؤادها.......يعجنه.....ويلتهمه ببرود.....اتت من السفر....رأت أبناؤها ابنتها.....رأت اختها حصة التي سردت عليها تكملة ما حدث لإيلاف....لا تدري ماهية شعورها
كل ما تعرفه
انّ نهايتها اقتربت
وهي تريد الآن ان تُنهيها بأسرع وقت ممكن
ولكن لا تدري كيف
هل تطلب الطلاق من مشعل؟
هل تهرب من كل الأشياء بطريقة أخرى؟!

ازدردت ريقها من هذا التفكير
ثم اخذت تكرر
: يارب اخذها ..وريّحني!
.
.
.
موجوع....من تصرفها...من محاولتها في ابقاؤه بعيد...وقريب منها بحدود...موجوع لأنّ هذا الأمر يشعل فتيل ضميره هو من اوصلها على هذا الحال
هو من جعلها مشوّهة من الداخل قبل الخارج.....
وما زالت تلّح تريد رؤية نور
تحدث مع مراد
اين هي نور؟
هو ذهب الى الشقة ولم يجدها
اختصر مراد له القصة
وفهم انّ نور هي الأخرى موجوعة وغير متاحة الآن
ولم يخبر ايلاف انها ترقد في المستشفى مُنذ ثلاثة أيام
كل ما اخبره به
انها مشغولة!
ولكن ايلاف لم تنطلي عليها كذبته وفهمت انّ نور واقعة في ضيقة او مصيبة
ولكن كل ما فعلته اخذت تدعي الله وترجوه ان يحفظها ويسهل عليها الصعاب
.
.
دخل الشقة ووضع كتبه على الكنبة
لم يراها...ويعلم انها تمكث في الغرفة لساعات طويلة
تجلس امام المرآة وتحدّق للآثار
قرر ان يحاكي طبيبة نفسية من اجلها ولكن لم يجرؤ!
خائف من ردت فعل ايلاف
لذلك غيّر رأيه

طرق بابها
ثم دخل.....كانت جالسة في حالة انتظار إجابة المتصل!
بلل شفتيه وفهم انها تتصل على نور

فقال: شريت غدا لج....
ايلاف انزلت الهاتف : مابي اكل أنت....
طارق اقترب منها: ايلاف....

تنرفزت وهي تبتعد عنه : طارق لا تضغط علي اففففففف......

سكت ثم حكّ انفه ليقول: متى ناوية تداومين في الجامعة؟

لم تُجيبه
.
.
ايلاف فجأة تغيّرت عليه وتبدلت إلى عناد
وصلابة
وردود جافة

هو لا يلومها ولكن كل هذه الأمور تحرقه.... وتلهب قلبه الذي فكّر يومًا بأنانيّة انتقام لا معنى له! ولا يسترد الميّت ولا يُشفي المرض ابدًا!
اقترب منها وابتعدت هي الأخرى بعصبية
: من بكرا لازم تداومين ولا بفصلونج....
ايلاف تكتفّت: خلهم يفصلوني .....
طارق تنهد: جهزي نفسج على الساعة ثلاث بروح اسوق...

مشى وكانت سترد بعدم قبولها ولكن اغلق الباب
وهي تحدثت بنرفزة: اااااااااااااااااف
.
.
.
.
بقيت هنا لثلاثة ايّام مجبورة......وحتى يثنونها عن موضوع الخروج ....ويقومون بإيقاف هذا الجنون.....قيّدا يديها برباط على الحديدة الجانبية من السرير!......ضحكت بسخرية على نفسها....عاد الزمن نفسه قبل ست سنوات.....تجرعّت لوعة غرس الابر في وريدها......في كل مكان........عاشت على مهدئات طيلة الثلاث أيام......كانت تكرر وتصرخ تريد رؤية ابنتها....ولكن ماكس لم يستطع ان يجلبها لها....بسبب حالة الهيجان التي دخلت فيها........طردت الجميع حينها......ولم تسمح لأمير للدخول لها ولا مراد ولا يوسف ولا غيرهم.....

ولكن اليوم...فكّوا الرباط وحررا يديها......شعرت بانتظام نفسها...واتزان عقلها.......ازاحت الممرضة من يدها الانبوب الصغير.....وقدمت لها حقيبة صغيرة ..جلبها ماكس واعطاها الممرضة لتعطيها ايّاها....سحبتها من يدها......ثم دخلت للخلاء......بدلت ملابس المستشفى سريعًا
كانت تسابق كل اللحظات التي من الممكن ان تحدث الآن!

ارتدت ملابسها التي كانت عبارة عن جينز اسود........وبدلة صوفية صفراء! وهناك قباعه وجاكيت ولكن لم ترتديهما!

ربطت شعرها المنثور على كتفيها باهمال
خرجت وهي تجر رجليها على الأرض بصعوبة.....
لا دموع
لا حاجبين معقودان
لا نيران مشتعلة

كانت هادئة........تفكر فقط دون ان تثير العواصف...كانت تعلم خلف الباب وجوه كثيرة تريد رؤيتها ولكن هي لا تريدهم!
مشيّت لناحية الباب
فتحته على مصرعيه....خرجت دون ان تلقي بالًا للوجوه التي تعلّقت بها
وللوجوه التي صدّت عنها!

مشت قليلًا لتبتعد عنهم دون ان تنطق بكلمة
ولكن قال امير وهو يقترب لناحيتها بخطى سريعة ويختطفها لأحضانه ، شدّ عليها بقوة واخذ يهتز جسده......

ليس هيّن عليه ان يراها بهذا الشكل...مسلوبة الحياة......مغلوب على امرها...ضائعة لا تعرف أي قرار تقرر....وايهما تبتعد عنه........فهم انها عادت للوراء...وتجرّعت من جديد لوعة أخرى مشابه تمامًا لتلك التي تجرعتها قبل ست سنوات!

بكى وهو يهمس في اذنها: بنتي!

لم تبادره بهذا الاحتضان......لم ترمش حتّى....تشعر بفراغ كبير.....تشعر انها ما زالت تحت تأثير المهدئات....تنظر للوجوه التي تنظر لأمير...وهو يحتضنها ......كانت حدقت عينيها تتفحّص وجوه مكفهرة.....وغاضبة......ونادمة.....وباكية ايضًا!

ووجوه صادّة لا تحدّق بها ابدًا!


امير









( لا اعلم كيف استعيد لها روحها، انا نادم اشعر بالذنب الشديد لناحيتها، لم اخطط يومًا على ان تكون جزءًا من حياتي....جلّا ما اردته والدتها ولكن والدتها ...اصرّت على ابقاؤها في حياتنا نحن الاثنان إلى ان دخلت في قلبي....إلى ان اشعرتني بالأبوّة الصارخة التي كُنت احلم بها يومًا!
شعرت انني عدت للحياة حينما احتضنتها....شعرت حقًّا انها ابنتي....وكل ما يؤلمها يؤلمني....ولكن انا آلمتها بأنيّة تفكيري آنذاك....حقًا انا متندّم....ظننتها ستسامحني لأنها عاشت بالقرب مني سنوات طويلة .....حتى حينما عرضت الزواج على جولي.....فكّرت كثيرا وتيقّنت انها لن تختار يوسف وستختارني .....وستبقى معي هكذا كنت اظن وعرضت الزواج على جولي لتبقى معنا وقريبة من سندرا ولكن نور.......لم تعد نور ولا نورة....بل شخصية جديدة لا تريد كلانا...لا أنا ولا يوسف!)









.
.
.
لم تقول له ابتعد
لم تعصف به
تركته يحتضنها ويعتصرها وكأنه سيدخلها داخل قلبه
تركته يتأسف عشرات المرات بصوت هامس
وتركته يخبرها عن ألمه
وبقيت هي ثابتة

فاقدة لمعنى الحياة، جلَّا ما تريده ابنتها الآن....لا تريد ابوّة احدهم....لا تريد كذبة جديدة تسحبها للموت......لا تريد نفاقهم ....ولا تريد انانيّتهم ....تشبعّت منهم للحد الذي يجعلها تتقيّأهم بصعوبة......اعادت النظر للجميع....وتلاقت عينيها بعنين ذلك الشاب.....
عقدت حاجبيها....وجهه لم يكن غريب عليها ابدًا....شدها النظر اليه .....بينما هو ابعد ناظريه عنها.....
اغمضت عينيها قليلًا تريد ان تتذكّر وما زال امير يحتضنها ويبكي بلا صوت!

اخيرًا تذكرت حينما دخلت الى المطعم
مطعم سلطاني!
عرفته ذلك الشاب الذي ارادت ان يوظّفها ورفض....
ابتسمت بسخرية هل يكون من احدى رجال عائلتها؟!
أبعدت هنا بهدوء امير....
ثم مشت دون ان تنظر لوجهه مقتربة من
سلطان!
تمشي باتجاهه تمامًا
عقد حاجبيه والدها يوسف واخيها
استقرت واقفة بثبات امامه وهو يشتت ناظريه عنها
يعرف شعور ناصر ووالدها كيف تقف امامه هكذا وهو لا يحّل عليها
يعلم الآن غيرتهما وصلت منتهاها
ولكن ماذا يفعل؟
تحدثت بصوت مبحوح للغاية
ونتيجة لصراخها لثلاثة الأيام التي مضت
ذلك الصراخ الذي يعلن لهم كرهها لهم وعدم قبولها لكل الأشياء التي حدثت لها!
: أنت اجل اللي قلت لهم على مكاني؟

ابتسمت بسخرية ولم يجيبها استنتجت الأمر سريعًا
فقالت: اخوي؟....ولا ولد خالي؟...ولا ولد عمي؟
لم يجيبها
فحركت اكاتفها بلا مبالاة: ما يهم...

ثم التفتت على البقية وأمير ينظر لها بوجع
قالت بسخرية: في احد بعد يبي يحضني؟ قبل لا امشي؟!

أبا خالد اغمض عينيه ليمتص غضبه، خوفه....حزنه
بينما ناصر شدّ على قبضة يده
يقهره منظرها .....حتى بعد معرفته بالقليل من معاناتها
مقهور من اسلوبها المستفز!

يوسف نهض واقترب
منها قليلًا

فابتسمت بسخرية في وجهه: لا طوّل مثل أمير!

شعر بالإهانة بتشبيهها له بذلك الرجل
ومراد شعر حقيقةً بالخوف من شخصيتها الجديدة
وماكس كعادته يراقبها بهدوء


يوسف كان ينظر لها بتفحص موجع
وجهها.....شعرها...طولها الشامخ.....وقفتها الثابتة......علم ان الضربة التي توجعك تقويك!
وقوفها هكذا يعلن قوتها الجديدة ولكن مخيفة

اقترب اكثر.....والذي ارعب الجميع انها اقتربت.....
وكررت: يلا .....احضني......يمكن ترتاح...مثل غيرك....

ونظرت لأمير الذي نزلت دموعه امام الجميع دون ان يخجل منها
خسرها!
حقًّا خسرها كليًّا.........كيف يستعيدها إليه؟
وهل يحق له ذلك؟

أبا خالد وناصر ازدردوا ريقهما

ناصر ودّ لو يخنقها......حديثها هذا يوجع والده
ولا يريد ان يتأذى والده حقيقةً


يوسف اقترب اكثر منها وهو يردف دون ان يرمش: انا ما تخلّيت عنك!

ابتسمت في وجهه ببرود ، نظرت للحيته التي امتلأت بالشعر الأبيض لعينيه الحزينتان....لوجنتيه المجعدتان قليلًا .....لطوله الفارع......كانت تصل لأكتافه....هي الأخرى ورثت طولها منه.......لا تشعر الآن بأي شيء......كل ما تشعر به......رغبتها في رؤية ابنتها فقط

تحدثت بهدوء ولكن بنبرة ساخرة للغاية وموجعة للجميع
: شكلي انا اللي تخليت....صح؟
ثم التفت على امير فقالت: امير انا اللي تخليت؟
ثم نظرت للوجوه الأخرى
ثم لوالدها لتردف: بتحضني ولا امشي؟

ناصر تهين والده هذا ما ترجمه عقله اقترب اكثر
فقال: احترمي شيبته واحترميه عشانه ابوك........مهما صار واجب عليك تحترمينه.....

نظرت لناصر بنظرات تصفحيّه
ثم قالت: يكفيه انك انت وخوانك تحترمونه وبس......انا فقط جزء زائد هو بنفسه قطعه بس الغريب و اللي ماله أصلا تبرير ليش جا يشوفه؟

يوسف بنبرة مهتزة: تقسين علي كثير يا نورة؟

الفتت عليه: ما أنت مجبور توقف قدامي وتشوف قسوتي عليك يا يوسف...

بو خالد هنا تدخل: بنتي........ابوك موجوع .....خفي عليه...........عمره ما نساك......ونادم على اللي صار .....حسبي الله على من كان السبب......

بللت شفتيها وكررت بنفس النبرة : بتحضني ولا امشي؟

ناصر بعصبية: امشي الله لا يردّك!
ابتسمت ابتسامة عريضة كالبلهاء، وولّت بظهرها عنهم
وتحدث يوسف: وقفي.....

ناصر بغضب مشتعل في صدره منذ رؤيتها: اتركها يبه...هذي مو اختي....ولا هي بنتك....هذي وحدة ما نعرفها....لاهي من ثوبنا ولا هي من .....

قاطعته وهي تتحدث وتلتفت عليه فجأة: صحيح كلام ناصر....انا مو منكم ....ولا راح اصير منكم....انا غريبة عليكم......شكلي غريب.....عقلي غريب......حياتي غريبة........لا تصدّع راسك وارجع للسعودية ......

ثم نظرت للجميع وهي تردف بتحذير: مابي اشوف احد منكم......بعدوا عني....خلوني أعيش......بهالغرابة وهالغربة......بهدوء....مابي احد

وحركت يديها بعشوائية.....
: يثير جنوني....

ثم اشارت لهم بسبابتها بكل تهديد
:ابتعدوا عني لمصلحتكم

ماكس تحرك هنا ومراد شد على قبضة يده
: نوررررر

توقفت والتفتت عليه: رايحة شقتي .......قول لأختك تروح هناك...وجيب معها بنتي......وتجيب اغراضهم......معها....
همّت بالتحرّك ولكن
امسك ذراعها: وقفي.....
نظرت لعينيه الملوتين....وشفتيه المترددة : خليني اوصلك....

نور بثبات: اعرف طريقي زين ماله داعي.....

مراد تحدث هنا : نور...
التفت عليه وابتسمت بشكل لا ارادي بكل سخرية: نعمممممم

اقترب قليلًا منها ، وهو يحدّق في ماكس بشرر وبها بلا كلل
ويوسف وناصر وابا خالد وابا سلطان ايضًا حدقا به

تحدث بعدما اصبح أمامها تمامًا: صدق انتي وماكس راح تتزوجون؟

ماكس التفت عليه متفاجئ من مباغتته لهما بهذا السؤال

بينما هي نظرت لماكس ثم لمراد
: لا...
ثم تركتهما تمشي وتعبر أمامهم لتعلن خروجها تمامًا عن هذا الممر، وتعطي إجابة صريحة لرغبة ماكس!


أمير تحدث : ماكس.......اطلع وراقبها...

مراد التفت هنا بغضب: انا طالع....

أمير اقترب وبحده: انت ابعد يا مراد ابعد.......

بينما يوسف كان يستمع لهما بغياب عقلي
وتفكير غير متوقف
نهض وتحدث: ارسل موقع الشقة اللي ساكنة فيها...
امير دون ينظر إليه: بو خالد بيعرف مكانها منيح....
ثم خرج هو الآخر...بعد غياب ماكس عن انظارهما


سلطان همس لناصر: ناصر......ابوك لازم يعطي اختك فرصة تتقبل الأمور ويبتعد عنها اشوي......
ناصر مسح على رأسه: ابوي ما يبي يعطي فرصة لهالكلاب.....يصيرون قريبين منها اكثر منه....وما اخفيك انه مقهور من هالوضع ...وهالمهزلة.....

سلطان بنفس الهمس: وضعها بالنسبة لمعيشتهم طبيعية يا ناصر.....لا تنسى تربّة على ايادي غربية وفكر غربي.....

ناصر هز رأسه بأسى
وسمعوا أبا ناصر يقول: مشينا الشقة...
بو خالد نظر لأبا سلطان ......وهز رأسه وتوجها الى بوابة الخروج!
.
.
.
.
.
نور قلبها مضطرب ، امومة متفجّرة بداخلها
عقل شارد، وتفكير مضلل
ورغبة في الابتعاد عنهم دون الهروب مثل المرتين السابقتين!
أوقفت سيارة اجرة ...ووصفت له المكان الذي تريد الذهاب اليه ......لم تأخذ نصف ساعة حتى وصلت

لم تملك مفتاح الشقة ...فطلبته من صاحب العمارة واعطاها إياه بعد ربع ساعة من الحديث والاقناع!

دخلت
أغلقت الباب نظرت لأرجاء الشقة....
ذهبت لغرفتها تبحث عن هاتفها التي لا تدري اين سقط بالضبط
وسقطت انظارها على ملابس ايلاف....وتذكرت امرها وشعرت بالخوف عليها......
بعثرة الوسط وهي تبحث يمنة ويسرى عن الهاتف.....بحثت في الدواليب وتحت السرير ...والادراج....
وجدته اخيرًا موضوعًا على الكمودينة
بالقرب من كتب ايلاف!
سحبته
ولم تترد في الاتصال عليها!
.
.
.
كانت الأخرى مستلقية على السرير تفكر بمستقبلها الضائع
والمجبور على البقاء بآثار مخيّبة للآمال
.
.
.
سمعت الرنين سحبت الهاتف واجابت
بشكل ملهوف: نورررررر........وينج يا بنت؟.......خوفتيني عليج......شصاير معاج....عشان تنسيني جذيه.....


.
.

انقبض قلبها ، لا طاقة لها في الشرح
في التحدث عن الامر مرارًا وتكرارًا
ملّت وكثيرًا من هذا الامر......ومن طريقة تعايشها معه
اردفت بغصة: يوسف.......ابوي...جا هنا.......شفته يا ايلاف.....شفته......اوجعوا قلبي...يا ايلاف....اوجعوه لي......خنقوني....تركوني ارجع لأيام الابر...المهدئات......خلوني اكتشف اني مريضة نفسية من جديد........تعبت ايلاف......تعبت......واحس اني ضايعة ....

ايلاف نهضت من على السرير
واخذ صدرها يهبط ويرتفع بخوف: وين انتي فيه الحين؟

نور فعلا هي بحاجة اليها: بشقتك....

ايلاف توجّهت لباب الغرفة بعد ان سحبت معها الحجاب والجاكيت: دقايق واجيج باي....
أغلقت الخط
ثم خرجت من الغرفة وهي تلف الحجاب على رأسها
وتتجه لباب الخروج
اوقفها صوته الرجولي: وييييييييييييين؟

لم تتوقف فتحت الباب وهي تقول: بروح شقتي القديمة نور هناك ومحتاجتني وايد.....
ثم خرجت وصفعت بالباب

بينما طارق اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم تبعها بخطوات راكضة......
.
.
.
.
.
دخلت الى الخلاء، فتحت الصنبور.....لتستحم....لتنفض ذاكرتها من الغبار.....من الألم......هي كانت تريد هذا اللقاء....هذا الحضن......هذا العنوان الذي يدلها لأصلها....لوطنها....ولكن اتى كل شيء متأخرًا.....اتى بعد عدّة عواصف وحطام لعبا بقلبها...وذاكرتها......اتى بعد عدّت انهيارات.....وامراض نفسيّة لا تستطيع ان تنكرها!
لا تريد يوسف
لا تريد امير
لا تريد سوى ابنتها والعيش براحة
هذا ما تريده الآن.....
لم تأخذ خمس دقائق...خرجت من تحت الباب.....جففت جسدها وارتدت بعجل.....وتركت شعرها المبلول يتدلّى على ظهرها.....لم تهتم.....واخذت تتجوّل ذهابًا وإيّابًا
تنتظر جولي وابنتها.....
.
.
.
بينما هو امسك كتفها : بوصلك انا...
ايلاف زفرت بملل وركبت سيارته مجبورة
فقال طارق: كيف عرفتي انها هناك؟

ايلاف شتت ناظريها للشوارع: اتصلت علي...
طارق شكّ بالأمر ولكن سكت واخذ يقود سيارته بهدوء
.
.
.
أصبحت امام الباب قرعة الجرس....وهرعت الأخرى لتفتحه......وهي تركض
فتحته على مصرعيه
ونظرت لابنتها....وعاد الشعور من جديد...رغبة في البكاء
حنين ....وعتاب.....وقهر.....
مدّت يديها لها وهرعت سندرا لحضنها واحتضنتها هي الأخرى ودارت بها
وهي مغمضة لعينيها....
جولي دمعت عينيها ....سحبت الحقيبة ودخلت وأغلقت الباب
بينما نور حاولت ان تتناسى الامر بوجود ابنتها
وضعتها على حضنها
ونظرت لها : آريو فاين؟
هزت سندرا رأسها بنعم
جولي تحدثت بصعوبة: نور....بدي احكي معك.....
التفت عليها
لتكمل: امير خطبني....

نور شدّت على ابنتها لتردف: لك حرية التفكير والاختيار مالي دخل.....

جولي بمصداقية: انا ما بدي شي غير اني مابعد عن سندرا بخاف أ...
قاطعتها بعد ان فهمت الامر: حتى لو وافقتي عليه ما راح امنعك من سندرا...
ثم نهضت نور وهي تحمل الطفلة
وتقول لجولي: خذي الغرفة الثانية بكون لك ولسندرا....

هزت رأسها جولي ودخلت الغرفة ...بينما نور
ما زالت تشم وتقبّل ابنتها وتمسح على رأسها
تحدثت: جوعانة؟
سندرا ابتسمت في وجه والدتها: كتير....
نور قبّلت خدها: ما عاش الجوع وانا جنبك......الحين نطلب لك احلى بيتزا....
وسحبت هاتفها

.
.
.
أجابت على المتصل
: جولي لا تنسي تعطي الدواء لنور....واذا صار شي خبريني...

جولي بهدوء: اوك..
أغلقت الهاتف واخذت ترتب الملابس ....والفرش....
.
.
.
طلبت نور لها ولجولي وحتى ايلاف!
ثم نهضت وجلست امام التلفاز ووضعت لسندرا فلم كرتوني
وهي تقول: هذا حلو...
هزت سندرا بمعنى (أي)
سمعت قرع الجرس من جديد نهضت
وفتحت الباب نظرت لإيلاف
وطارق كان خلفها كان يريد ان يتأكد
هل فعلا نور هنا ام لا!
بينما ايلاف باغتت نور باحتضان عميق
والأخرى شدّت عليها
وطارق انسحب عن الأنظار ليعود لسيارته ويذهب الى شقته!

ايلاف ببكاء: عمري انتي....

نور بهمس: تعبانة ايلاف تعبانة....
تقدمت ايلاف بعد ان ابتعدت عنها..... واغلقت الباب
مسكت بنور: اسم الله عليك من التعب....
نور مسحت دموعها وهمست في اذن ايلاف: بنتي هنا......

ايلاف بتفهم .....ابتسمت في وجه نور...وشعرت بالفرح بقبول نور لابنتها....طبطبت على ظهرها وتقدمت....مع نور وهي تشير لابنتها: شوفيها...
ايلاف نظرت للطفلة ....جميلة...ترتدي ملابس انيقة....ونظارات طبية ....تدل على أي مدى من ضعف نظرها وصل اليه!....نظرت لشعرها المفتول...الناعم......لشكلها البريء.....
همست : عمري...تجنن باسم الله عليها....
ثم تقدمت لها...ومدت يدها: كيفج يا حلوة...
نور
جلست بالقرب من ابنتها وكأنها لم تبكي ولم تنهار
ولم تعاني ابدًا: هذي صديقتي....ماما...سلمي عليها...
ابتسمت سندرا وصافحت ايلاف

الذي جلست بالقرب منها: باسم الله عليها جميلة طالعه عليج....

نور ابتسمت على مضض واحتضنت ابنتها: حرموني منها ايلاف....

ايلاف بتهوين عليها: الحمد لله على كل حال هذا هي الحين قاعدة جنبج....قولي الحمد لله ......ما تدرين وين الخيرة في الموضوع....قولي الحمد لله ....

نور هزت رأسها ثم قالت : طمنيني عنك؟
ايلاف بغصة: اه يا نور اه......مادري كيف بجاوّز اللي اعيشه....

نور : انتي اقوى مني.......يا ايلاف...عندج الشي اللي ما عندي إياه.......

ايلاف عقدت حاجبيها: شنو اهو؟

نور بتردد ودمعة منسابة على خديها: تعرفين ربك....تعرفين ...كيف تصلين...كيف تدعين....كي...
قاطعتها ايلاف وهي تنهض وتجلس بجانبها: وانتي بعد؟

نور بكت هنا بدموع فقط: حاولت ثلاث أيام ...ادعي......عجزت ايلاف...نسيت كيف ادعي....نسيت الله والله نساني........

ايلاف بنفعال: استغفري ربج نور....شالحجي.....

نور : انا ضايعة ....ضايعة ايلاف مو قادرة أوقف على رجولي....من صدمة لصدمة...من قهر لقهر.....مو عارفة كيف اهرب من هالاشياء.....لدعيت ربي ....دعوتي تجي لي بالعكس يا ايلاف....بالعكس....

ايلاف تنهيها بعنف : استغفري ....استغفري يا نور..... قَالَ وَمَنْ يَقْنَط مِنْ رَحْمَة رَبّه إِلَّا الضَّالُّونَ .....

نور بوجهه محمر وبغصة: كيف اتصرف مع اللي يصير؟...يوسف...مرضي.....حياتي....
ايلاف بصدمة: مرضج؟

هزت رأسها وهي تردف: فيني صرع نفسي....يا ايلاف....شي يفشل...ويقهر...ويضعف.....يخليني بالموت اتنفس....يا ايلاف...

ايلاف حقًا شعرت بالفرق الآن
ما حدث لها مؤلم
ولكن لم يصل لدرجة معاناة نور
احتضنتها وهي تطبطب عليها: بذكر الله كل شي يهون يا نور........نوري قلبج.....بذكره.....وبتقربج منه....وبتعرفين كيف تتصرفين......

نور بكت: مو عارفة ....مو عارفة.......

ايلاف اغمضت عينيها: بعلمج انا بعلمج....
سندرا نظرت لوالدتها التي تبكي....
تحدثت: ماما...
ابتعدت نور عن ايلاف بسرعة ونظرت لسندرا وهي تقول: عيون ماما....

سندرا اشارت على عيونها
وسمحت هنا نور دموعها واحتضنتها وهي تقول: ما فيني شي ما فيني.....

ايلاف رقّى قلبها على نور...على ضياع هويتها....وضياع دينها...وتخبطها فيه....شعرت انها الآن مسؤولة تمامًا بالإمساك بيد نور ....لتخرجها من ظلمات الماضي إلى نور المستقبل.....وإلى الهدى.......ستخطو معها خطوة بخطوة للتعرف على الإسلام من جديد......ليشفى قلبها بعد ذلك من جميع دوامات التخبط التي تعيشه!
.
.
.
.
عادت للتفكير، ولتوبيخ نفسها.....لا تحبه....ولكن هو يحبها...لا تريده ولكن لا تريد ان تظلم ابنها!
تظن انها ستكون ضحيّة هذه المرة
تشعر انها ستضعف وستتنازل.....بعد لقاؤه بهذا الشكل
بهذا الضعف لن تنكر انه اضعفها!

لا زال قلبها مجروح منه.....ولكن ابنها سببًا في شفاء جزء منه!

هل تتراجع عن الطلاق؟
تعود إليه!
تمنحه فرصة جديدة ليجعلها تثق به من جديد!؟

صعب
الامر صعب وثقيل وموجب للحزن!
لم يبقى الا عدّة أيّام على عودة ابيها للوطن
عليها ان تفكّر الآن اكثر
.
.
اخذت تقطّع الطماطم بحده ، وبتأفف
لا تدري كيف تدير الأمور
كيف تعيد حساباتها من جديد؟
كيف تقبل ان تعيش معه رغم ما فعله بها؟!
هي لا تثق به
ولا بقلبه
هي تخافه
تخاف ان يجرح قلبها ويصدمه من جديد ويجعله يهوي واقعًا على الأرض دون ايدي تمسك به
كيف ستحبه؟ كيف ستتقبّل ان يشاركها كل شيء؟
الامر بات صعبًا...كلما حاولت ان تعيد التفكير
اتى امر حبه القديم في ذاكرتها
ليجعلها تتخبّط اكثر
.
.
صحت من زوبعة تفكيرها على صوت اختها نوف: الله كببببببببببببببببببببسه صح.......
التفتت عليها وهي تهز برأسها
(أي)
نوف أتت خلف اختها وطوّقت بديها خصرها
لتبتعد الجازي متنرفزة: وجع وجع الف مرة أقول لك اكره هالحركة
ماتت نوف ضحكًا : ههههههههههههههههههههه اه ياربي ......شكلك يضحك.......

الجازي بحلقت بعينيها: نويّف انقلعي عن وجهي لا اجرم فيك الحين......
ثم عادت لتقطّع الطماطم
فقالت نوف: واضح النفسية صفر مقابل واحد...
لم تجيب عليها
أكملت نوف بجدية: شصار ذاك اليوم؟
لم تجيبها اخذت الصحن واقتربت من القدر ورمت بداخله الطماط

نوف أكملت بلا ملل: رضاك على خالد وبندروه رغم اللي سواه شاغل بالي.....

الجازي بدأت ترش الملح
فقالت: بدل هالهذرة ....طسي جنب عبادي....
نوف منفعلة: الجازززززززززززززي تكفين تكلمي....احس بموت لو ما عرفت والله احاتيك....

الجازي بتوبيخ نظرت لها: حاتي عمرك لا تحاتيني.....تحاليلك آخر مرة مثل وجهك.........السكر عندك مو منتظم.......وحالتك النفسية لها دور بهالشي......

نوف احتقن وجهها علمت بندر اخبرها عن آخر زيارة لها بالمستشفى: حالتي النفسية عال العال....بس قولي خبّطت بالأكل.......المهم قولي لي.....وش صار.....ريحيني؟

الجازي بنفس عميق: كالعادة يبيني اشيل فكرة الطلاق من راسي

نوف بنفس عميق وهي تقترب من اختها: وهو الصادق شيليها......

الجازي عادت تحرك الطماطم بالملعقة: أحاول

نوف دون تركيز اردفت: أي حـ...
وحينما استوعبت الامر صرخت بفرح: حلللللللللللللللللللللللللللللللفي؟

الجازي وضعت يدها على اذنها: وقص في السانك.........فجرتي طبلة اذني....
نوف بحماس: حلفي حلفي.....يعني في امل ترجعين له؟

الجازي ابتسمت لأختها وبطنز: واضح تبين الفكّه مني؟

نوف: شوفي عاد لا تستهبلين على راسي لا احوسك هنا.....وش افتك منك.....الغبية ؟

الجازي بحلقت بها: لسانك متبري منك هالليام شكلك ناسية اني اكبر منك يا نويّف

نوف نقزت واحتضنتها لتردف الجازي صارخة: النار لا تحترقين يا الهبلة......

نوف بضحك: هههههههههههههههههههه والله فرحانه......اي فكري فكري....ترا سيف...ما ينتطوّف رزّة وجمال....وخقّة....ودكتور...واخلاق......

الجازي بنرفزة: وقلبه شقق مفروشة.....

نوف لم تستطع ان تتمالك نفسها: ههههههههههههههههههههههههههههه لالا في هذي كذبتي....عنده شقة وحده تسكنها الجازي ....

الجازي: عاد روحي عن وجهي.......خليني اكمل طبخ.....
نوف: بروح بروح بعد هالخبر الحلو.....
الجازي : شوفي عبد لله جلس ولا...

نوف وهي تخرج من المطبخ: عند بندروه ...

الجازي تنهدت بضيق وهي تقول: يارب ارجوك دلني على الطريق الصحيح.....
.
.
.
سئم من الانتظار....من الغوص في الأفكار....من مراقبتها عن كثب.....شعر بالتعب...وبالانهماك....ابنته تمارس معه معادلة القريب والبعيد في الآن نفسه.....مضى ثلاثة أسابيع.......وهو هنا.....ينتظر الفرج....ينتظر قلبها يحن عليه....اجبر ابنه ناصر واخيه وكذلك أبا سلطان بالعودة الى البلد لحضور زواج قصي رفضوا ولكن اخبرهم حاسمًا الامر
: سلطان معي.......
ناصر ب ضيقة: يبه تكفى.....انزل معنا...وبعدها نرجع.....
بو ناصر بوجه شاحب ومصفر: ما فيني حيل يابوك....وطاقتي نفذت....

بو خالد: ان ما نيب راجع

بو ناصر بنرفزة: لا بترجع......عشان اختك....زواج ولدها بعد بكرا.....ارجع ....يكفي انها زعلت علي يا بو خالد.....

بو سلطان : يوسف......انزل وبعد أسبوع نرجع هنا....

بو ناصر : نلعب حنا....ارجعوا....انا باخذ وقتي هنا وبرجع لكم.....
ناصر بحزن: بتهرب منا...يبه.......
تحدث منفعلا: وش اهرب......ناصر......انا حلفت ما ارجع إلا واختك تكلمني.......خلاص يابوك ارجع امك واخوانك بحاجه لك.....
سلطان لينهي الامر: خلاص يا جماعة ......خلوه انا كلها أسبوع واخلص اختبارات....وباذن الله بيرجع معي.....


بو ناصر يسلك لهم: أي برجع مع سلطان.....

بو خالد بضيق: امرنا لله......
.
.
.

.
.
لا تخرج من شقتها كثيرًا ، قلبه مُتعب ومرهق....وعضلته بدأت بالارتخاء...خاصة بعد ازمته القلبية الأخيرة

يشعر انه يحتضر....وينتظر مسامحتها له
اين انتِ يا ديانا؟
ليتها تأتي وترى كيف أصبحت ابنتها
قاسية ......مبتعدة......منعزلة عن العالم
طالبته احدى المرات عندما أتت اليه بإثباتاتها الشخصية واوراقها الرسمية
ومن بعدها لم يراها....ماكس اخبره انها أوقفت الدراسة لهذا العام بسبب ما فاتها
وصعوبة تماشيها مع الأوضاع الجديدة !
كانت جولي تنقل لهما كل شيء...
اخبرتهما انّ ايلاف لم تتركها يومًا
اخبرتهما انها هي وايلاف يخضعان لعلاج نفسي عند الطبيبة نفسها!
اخبرتهما انّ ايلاف اثرّت بنور بحثها على الصلاة
وقراءة القرآن
والصوم في أيام محددة!
اخبرتهما انّ نور بدأت تتقبل فكرة الحجاب ولكن ليس كما يجب
كانت تضع قطعة سوداء على شعرها ولكن من الامام والخلف يظهر شعرها
ولكن هذه خطوة جيّدة كما قالت ايلاف!
اخبرتهما ايضًا هي دخلت في الإسلام بفضل ايلاف
وانها رافضة امير
ولا تريد الزواج بأي احد!

ولكن لم تخبرهما ابدًا عن مسامحته ومسامحة حتى والدها يوسف!
لم تخبرهما ابدًا!
.
.
.
لم تحرمه من ابنته.....ولم تنتقم منه .....ولكن حرمته من رؤيتها ومن الدخول إلى شقتها.....
كان يأتي تخرج جولي.....لتعطيه ابنته....وبعد مضي ساعتين يرجعها لها...
شعر بأن فكرة مسامحته مستحيلة
وفكرة قبولها لعرضه الذي فكّر به
خيالًا
بدأ يتقبل الامر......وبدأ يفكر بمعالجة أخيه ليعود ويمشي على قدميه !
.
.
.
التقى بها يومًا عندما خرجت لتتقضّى للمنزل
حدثها بهدوء: نور.....سمعيني منيح....بدي اخبرك شغله مهمة....
نور وهي تحمل ابنتها : شعندك ؟

ماكس: تقبلي تتزوجيني؟

نور بملل وتأفف:لا.....
ماكس برجاء: دخيل الله فكري ئبل لا...
نور بجدية: ماكس انسى ......انسى اني طلبت منك هالشي.....انسى موضوع اني ارتبط فيك ....كل همي بنتي وبس.....مابي لا ارتبط فيك ولا في غيرك....
ثم نظرت لإيلاف: يلا ايلاف مشينا...

اغلق هذه الصفحة.....اغلقها مؤقتًا
حقًّا يشعر بمشاعر أخرى لناحيتها.....يشعر انه احبها...ولا يريد ان يضيّعها من يديه
ان لم توافق الآن ستوافق فيما بعد!
.
.
.
.
أغلقت صوت المنبّه
نهضت وهي تشعر بثقل في رأسها لم تنم جيّدًا
البرد يمنعها من النهوض...ولكن لن تتوانى عن النهوض للصلاة......
نهضت توجهّت للخلاء......توضأت
خرجت

توجهّت لنور التي تغط في سبات عميق ودافئ
: نور.....نور قومي...صلي...

نور تمللت : ايلافووووووه وخري

ايلاف .....اصعب امر عليها هو انهاض نور لصلاة الفجر.....لن تنسى انها ببداية الامر لا تنهض لتصلي ابدًا
لن تنسى انها اخذتها بالأسالة الكثيرة ....التي جعلتها تشتري كتب دينية .....وتحمل تطبيقات كثيرة على هاتفها لتستطع ان تجيب عليها....شعرت انّ نور متقبله دينها تمامًا ولكن لديها بعض الشبهات واستطاعت ان تتجاوزها
في خلال ثلاثة أسابيع لأنها بالأصل هي مسلمة ولكن ضائعة!
لو كانت كافرة حقًّا لما استطاعت ايلاف اقناعها بالإسلام
بينما جولي اقتنعت كثيرًا عن طريق مقارنة الدين الإسلامي بالمسيحي في نقاط معيّنة مما ساعد جولي تقتنع به
ولكن لديها وقت طويل لتلتزم به اكثر....


ايلاف بتهديد: قومي ولا بالماي البارد الحين...
نور تحدثت بتعب: عندي عذر شرعي....

ايلاف لن تنطال عليها هذه الكذبة: لا كذبين.......باقي أسبوع على ما تجيك......

نور تأففت ثم نهضت : حسابه مو آدميّة......
ايلاف نظرت لها بحده: روحي توضي....
نور أبعدت اللحاف عنها ودخلت الخلاء

تعترف انّ حياتها خلال الثلاث أسابيع بدأت بالتغير....بعد الصلاة....بعد الدعاء.....تشعر بالراحة......وبالقبول لحياتها.....شعرت بالسكينة......بالرضا قليلًا.....

ولن تنسى انّ العلاج النفسي مع هذه الأمور ساعداها في تخطي فترة الاكتئاب!
لم تشفى منه كليًّا ولكن يكفيها ما تعيشه الآن من راحة
اقنعتها ايلاف للخضوع للعلاج النفسي خاصة بعد ان تكررت عليها النوبة مرتين واخبرتها عن رغبتها للخضوع هي الأخرى لعلاج نفسي لتتقبل بعدها طارق!
وكلًّا منهما شجعّت الأخرى
ومضى معًا بحب لرحلة العلاج
.
.
.
انتهت ايلاف من الصلاة وذهبت لتوقظ بلطف جولي لتصلي.....وبقيت بجانب سندرا وفي الآن نفسه لتراقب جولي هل تصلي ام لا
ولكن حقًّا جولي كانت متقبلة الامر
صلت وانتهت ثم عادت تنام
وعادت الى للغرفة

فقالت نور: سندرا نايمة

هزت رأسها ايلاف
الذي اقتربت فقالت: أي.....ترا بكرا بروح عند طارق...
نور ابتسمت هنا وغمزة لها : ليلة رومنسية يعني؟

ايلاف بحده: قليلة ادب....
نور ضحكت: هههههههههههههههههه ما قلت شي...

ايلاف : المهم بروح معاه ......نرتب اوضاعنا بنجهز لسفرتنا للروما....
نور الى الان تظن انّ ايلاف تمزح في هذا الامر
لم تظنها جادة لهذه الدرجة
اردفت: من جدّك انتي؟
ايلاف: أي......والله صج......
نور : ما فيه وحده بعقلها ما تبي تفرح بيوم عرسها.....

ايلاف منفعلة: قلت لج ما ابي ارجع الكويت.......خلاص هم قالوا للناس تزوجت ليش بعد ارجع عشان لوية عرس وغيره......نسافر معه شهر عسل وخلصنا.....هم أصلا ما يبوني....وانا ما ابي اروح عشان لا اسالهم ليش وضيّق صدري....

نور بتفهم: سوي اللي يريحك.....بس من حقك تسألينهم ترا

ايلاف بضيقة صدر: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ

نور : والنعم بالله ....بس احس هالشي مأثر عليك مرا....سألي عن اللي بخاطرك.....
ايلاف : مابي اضيّق صدري يكفيني الحين اني تقبّلت طارق....وعقبالج ما تتقبلين ماكس...ويوسف وامير.....

نور كشت على ايلاف بيدها وعبست بوجهها: لا عاد تجيبين طاريهم....
ايلاف بجدية: لمتى؟
نور بنرفزة: ليوم الدين!

ايلاف بهدوء: نور....مهما صار ....ترا يبقى ابوج ......واظنج قريتي وايد عن عظم بر الوالدين يا نور....

نور بيأس: مو قادرة اسامحه عشان اقدر اقابله.......يا ايلاف...


ايلاف : لا سامحينة.......بس روحي شوفيه.....المسكين كل يوم اشوفه تحت العمارة....ينتظرني انزل عشان أقول له عن وضعج وحالج.....ولرديت من الجامعة هم اشوفه......ويسألني مرة ثانية....الريّال مشتفق عليج....وندمان.........نور....لا تقسين عليه....يكفي امج قست عليه........
نور بانفعال: حاولت ......بس ما قدرت....

ايلاف: حاولي من جديد........وبعدين ......لا تعضين اليد اللي ربّتج.....وسمت عليج.......

نور بطنز: الحييييييييييين بجيب لي طاري الزفت امير............شالفجر المخيس ذا.......

ايلاف ابتسمت رغمًا عنها: ترا الريّال مريض.......عنده ارتخاء بالقلب بعد ازمته القلبية اللي دخل فيها.....وكل يوم.....والله انه كل يوم...يرسل لي سلام لج.......ويحط بذمتي اقولج انج تسامحينه.......على فكرة امير اسلم ترا.....ماكس واضح انه اثّر عليه.....

نور بتنهد وضياع: المطلوب الحين؟

ايلاف بهدوء: تتقبلين وجودهم بحياتج.......هذاك ابوج....وذاك اللي رباج وكبّرج....ما قول سامحيهم.....بس بردي قلبهم.......لا تخلين ابليس يلعب براسج.....ولا تخلين قلبج اسود وحقود......

نور استلقت على ظهرها: انام ابرك لي على قولتج....

ايلاف بضحكة: هههههههههههه ادري تأثرتي.....وكلامي بجيب نتيجة معاج......
نور أغلقت نور الاباجورة: انكتمي بس!
.
.
.

أتت وهي تضع صحن البيض امامهم فاردف: شالصباح الحلو هذا.....

وضع أخيه يده على جبينه وهو يردف: امانه انت مسخّن؟

اخذ الأخرى يجس نبضه: أتوقع عند هبوط....

ضحك الآخر : هههههههههههههههههههههههه والله صدق سيف ......مو صاحي.....

ام سيف: اتركوا اخوكم بحاله.........وانت ابلع وقوم ودني لبنتي مُهره.....ابي اطمن عليها.......اعرفها ما تاكل.....واللوعة ماسكة معها......
قصي قبّل كف يدها: طيب يمه طيب....بس خلينا نطقطق على هذا اشوي.....

جسّار هو يمضغ الخبز: إلا صدق الحين ببيت عمها ولا في شقتك......

عزام فهم نذالة أخيه فقال: أي صدق وين هي فيه؟
سيف فهم خبثهما فزاد العيار اكثر: اظنها بالشقة ......

شهقت ام سيف وضربت على صدرها: لا تقول صددددددددق يا قصي....

غص في اكله وكح بقوة فأخذ سيف يضرب على ظهره ليقول: شفتي هذا البرهان....يمه....

قصي دمعت عيناه: الله...يـ...
قاطعه عزام: لا تلعن.....يا عدو الله......

جسّار بضحك: ههههههههههههههههههههههه

ام سيف: صدق اللي يقولونه....

قصي بجدية: أي يمه صدق....هي ما ترتاح بيت عمها...وجلوسها هنا ...بجيب لنا كلام لا يودي ولا يجيب......

ام سيف بانفعال: حسبي الله على طيشك .......نعنبوا تتركها وهي تعبانه من هالحمل....والتجهيز.....

قصي: قلت لكم ماله داعي هالعرس......خلاص اجيبها ونسكر الموضوع.....

جسّار وهو يشرب الشاي: مثل الشيّاب يعني.....

قصي : انت انكت ....انكتم ولا والله بهالملعقة على راسك...
عزام : ههههههههههههههههه انحشر انحشر...
سيف : هههههههههههه هد اعصابك قصقوص....
ام سيف : اف منكم......سكتوا.......
ثم التفتت على قصي: وانت قم انقلع اشوف.....بقوم اجهز ودني لها......
قصي : طيب...
نهضت لتجلب عباءتها....
عزام: اغسلت شراعك الوالدة بطريقة غير مباشرة......

قصي بقهر: يا جعلني اغسلك بايديني...
جسّار بفجعة رمى عليه علبة المنديل: وجججججججججججع يا حقود.....لا تدعي.....

سيف ضحك: هههههههههههههههه خلوه مقهور مقهور.....
قصي نظر اليه: كل تبن انت بعد .....من عاشر القوم أربعين يوم.....هذا وضعك انت.....فجأة صرت مثلهم
...

سيف وهو يمضغ الخبز: يحق لي والله يحق لي.....

جسّار: والله لو ابوي هنا.....كان غسل شراعك بعد......اقول اركب سيارتك...لا تمسح فيك البلاط الحين....
عزام : اسمع اخوك....يلا...
قصي تنرفز منهم فخرج سريعًا على قهقهت سيف!
.
.
.
.
نزلت من غرفتها وهي تركض كالمجنونة
وتصرخ: يا جمااااااااااعة .....يا جماااااااااااااااااعة....

نهض اخيها ....وتبعته الجازي التي ترضع ابنها .....
خالد بفجعة: شصاير ........؟

نوف وقفت امامهم وهي تلتقط أنفاسها
ابتسمت: ابوي اتصل.....قال بكرا بوصلون هنا....


خالد حنق عليها.....واخذ الغضب يتطاير من عينيه وبصرخة: الله ياخذك خوفتينا...........يا المجنونة......وانا قول وش فيها تصارخ.......

نوف بضحكة: هههههههههههههههه قلت اسوي لكم شو....

بندر انحنى ليلتقط نعلته ويرميها في الفراغ بالقرب منها: وقفت قلبنا....
الجازي : حسبي الله عليك كأنك مجننتنا.......يا جعل يجيك نصيبك نفتك منك....

نوف باستهبال: آآآآآآآآآآآآآآمييييييييييييييين

خالد بصرخة: بنتتتتتتتتتتت

بندر : ههههههههههههههه مشفوووووووووووحة خلها خلها.....

نوف : ما ينمزح معاكم...
ثم قالت للجازي: جوجو جهزي نفسك.......اليوم العصر بروح السوق....

خالد كتف يديه: ومن بوديك ان شاء الله؟

نوف بنبرة خافتة: انت.....

بندر : ههههههههههههههههههههه حلم ابليس بالجنة.....
نوف بنرفزة: عرس قصي بعد بكرا ولا رحنا السوق عشان الأوضاع......حسوا ياخي...

الجازي بتفكير: صادقة نوف......لازم نروح.....
خالد ابتسم في وجه اخته الجازي: دام ام عبد لله تبي تروح خلاص تم...
نوف بتقليد: داااااام ام عبببببد لله تبي.....
ثم قالت بهيجان: وانا صار لي ساعة التح ما نقالت لي كلمة حلوة....

خالد التفت على بندر: وخرها عن وجهي لا اذبحها الحين...
بندر : ههههههههههههههههههه خلها خلها والله توّنس

نوف وتتجه لناحية عبد لله: ليش شايفني مهرج ...؟

الجازي بضحكة: هههههههههههههههه مهرجة الناصي .....

ضحك بندر وخالد لم يمنع نفسه من ان يبتسم
.
.
.
.

فكرت الطلاق تواردها
فكرت الهروب ما زالت تمكث على صدرها
دخلت في مرحلة الاكتئاب
مرحلة الانزعاج
مرحلة الانطواء
تعب مشعل منها
ملّا من بؤس حياتها
طلبته ان تذهب إلى منزل ابيها
ولم يرفض
وبقيت في زاوية غرفتها تبكي
لا تعلم ماذا يحدث لها الآن
رغم مرّ ما يقارب الشهر الآن ولم تحدث فضيحة
ولم ينتشر الخبر
ولكن تشعر بالحزن
بالخوف
بعدم الاطمئنان
تشعر بالخيانة
لا تدري كيف تعيش وتستمر
لا تدري كيف تمضي في حياتها
دون ان تفكر بأمر ايلاف
حقًّا لا تدري
ولكن جلّا ما تفكر به الآن الطلاق
والافتراق!
.
.
.
انتهى





اشوفكم على خير في البارت الأخير



راح اتاخر عليكم في تنزيله ......بسبب فترة الاختبارات اللي امر فيها


خلاص هانت
بارت واحد وننهي روايتنا(*


تحياتي

شتات الكون



الساعة الآن 11:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team