منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   اللغة العربية و دررها (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   شاعر الحكمه والسلام (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=4053)

No one 09-14-2022 01:31 AM

شاعر الحكمه والسلام
 







ذهبي


شاعر الجمال والحكمة، الداعي إلى الخير والإصلاح، هو زهير بن أبي سلمى، أحد أهم كتاب الشعر العربي عامًة والجاهلي،



السيره الذاتيه:
زهير بن أبي سلمى شاعرٌ عربي معمر من ذوي الرتب والثروة، يعد من أعظم وأشهر شعراء العصر الجاهلي، وأحد الشعراء السبعة الذين كرموا بتعليق نسخ من أعمالهم في الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، عرف ببلاغته واستخدام شعره لنشر أفكار نبيلة ومشاعر سامية.
ولد في الحاجر عام 520 من أرض نجد حول المدينة المنورة ثم ارتحل مع أهله عنها إلى أرض غضفان ونشأ فيها، له أختان وهما: سلمى والخنساء،

سرعان ما توفي والده تاركًا إياه يتيم الأب إلى أن تزوجت أمه من أوس بن حجر الذي كان يُعتبر من أفضل الشعراء في العصر الجاهلي، فقام بتعليمه أصول الشعر وحفظه أشعاره إلى أن استطاع أن ينظم قصائده ببصمته الخاصة،

إضافة لزوج أمه اتخذه خاله بشامة بن الغدير ابنًا له، وأورثه المال والأخلاق والشعر بالطبع، فصقلت موهبة زهير كشاعرٍ جاهليٍ يتقن المدح والذم والرثاء وغيرها إلى جانب بحور الشعر الواسعة، متفوقًا على أساتذته.


الحياة الشخصية:
تزوج زهير للمرة الأولى سيدة تدعى ليلى، لقبت بأم أوفى، لكن لم يعش أي من صغارهما معًا، فطلقها، ثم تزوج ثانيًة من كبشة بنت عمار بن سحيم أحد بني غطفان، ورزقَ منها بثلاثة أولاد هم "كعب وبجير وسالم" إلا أنّ ابنه سالم توفيَ في عمر مبكرة، ولم يبقَ له سوى كعب وبجير اللّذان خطيا خُطى والدهما وأصبحا شاعرين.

وبعد عشرين عامًا من زيجته الثانية، رغب زهير بن أبي سُلمى بالعودة إلى زوجته الأولى التي رفضت ذلك





عوامل هيّأت نبوغ شعر زهير بن أبي سُلمى:
نشوء زهير في بيت شعرٍ عريقٍ، كان شعراؤه من المشهود لهم، ومنهم أبوه ربيعة، وخاله الشاعر بشامة بن الغدير، وزوج أمّه أوس بن حجر، وأختاه الخنساء وسُلمى، وابناه كعب وبجير.
تأثّره بخاله الشاعر بشامة بن الغدير الذي تربّى في كنفه؛ فقد أورثه الحِكمة والرّزانة والهدوء، والرابطة التي جمعته مع الشاعر أوس بن حجر الذي تميّز بدقّة الوصف، وإجادة التشبيه، فتتلمذ على يديه، وأخد يروي عنه قصائده .
عمره الطويل ساعده على اكتساب الخبرة، ومعرفة أحوال الناس وطبائعهم، والإفادة من خبرات من سبقوه، لذا نقّح شعره من الأخطاء التي وقع فيها غيره.
تأثّره بالثقافة الدينيّة التي سادت عصره؛ حيث كانت الحكمة، والخير، والاستقامة، والأخلاق العامّة تتجلّى في قصائده.
تربيته التي أثرت في طبعه وشِعره؛ فكان متروّياً مُتّزِناً مسالماً في طبعه، بعيداً كلّ البُعد عن الشرّ، يُضفي وقار شيخوخته على أقواله؛ فهو سيّد قومه، أوامره ونواهيه يضفيها بقالب من الهدوء والحكمة، فكان يحرص على التأنّي في قول الشعر، حتّى عُرِف عنه بأنّه كان يقضي حولاً كاملاً في نظمها وتنقيحها وعرضها على أخصّائه؛ حتّى سُمِّيت قصائده بالحوليّات



الإنجازات:
سبب نشأة زهير في بيت عريق محبٍ للشعر، نصب نفسه شاعرًا قاضيًا وحكيمًا، فوضع على عاتقه مهمة إصلاح المجتمع عبر ما سبق، فله ديوان شعر أنكب على دراسته وتحليله المستشرقون والمؤرخون غربًا وشرقًا، أبرزهم "الأعلم الشنتمري" والمستشرق "لندبرغ"،
يدور ديوان أبا سلمى حول كواكب من العاطفة: رثاء، ذم، مدح، فخر، شوق، وغيرها، وتطغى الحكمة والنبالة أبيات قصائده فتعكس رجاحة العقل لدى هذا الشاعر الجاهلي، الذي عاش طويلًا مكرمًا، على عكس أقرانه من نوابغ الشعر الجاهلي الآخرين "أمرؤ القيس" و"طرفة بن العبد" الشاعران الطائشان اللذان ماتا في ريعان الشباب، حيث صنف الثلاثة كأهم شعراء الجاهلية لدى العرب،
كان زهير يبدأ بالقصيدة فينظمها خلال شهر، ثم يهذبها في عام (أي حول من الزمن)، وهو ما ميز قصائده عن غيرها وأطلق عليها اسم "الحوليات"، وكان أهم ما قدمه من قصائد:
إن الخليط أجد البين، لمن الدار غشيتها بالفدفد، رأيت بني آل أمرؤ القيس أصفقوا، لسلمى بشرقي الفنان منازل، وغيرها،
أما عن معلقته (أمن أم أوفى) فإن زهير يعد أحد أهم شعراء المعلقات التي امتاز بها العصر الجاهلي، أمثال عنترة بن شداد وأمرؤ القيس وغيرهم،
تميز شعر زهير بالأغراض الشعرية المتنوعة كالمدح، فقد قام بمدح سيدين من أسياد العرب إثر إصلاحهما بين قبيلتي عبس وذبيان، ودحر العداء بينهما، فقد كان أبي سلمى محبًا للسلام، كارهًا للحرب وأهوالها،
كما تغنى بوصف الصحراء، الأطلال، رحيل الأحبة، الخيول، الصيد، وغيرها، وصفًا دقيقًا نبع من طول تأمل وحس مرهف، فهو شاعرٌ بدويٌ عرف عن شعبه بأنه كثير الترحال، أما الرثاء فهو أحد الأغراض الشعرية التي استخدمها زهير لرثاء سيده "هرم بن سنان"،
بالرغم من حضور العاطفة بشكل واضح في قصائده إلا أنها لم تكن سمًة رئيسية، فهو يحدث العقل قبل القلب في قالب من العاطفة العقلية الناجمة عن النضج الفكري لهذا الشاعر، دون فلسفة أو تعقيد فقد يعد البعض بأن البساطة أحد سمات شعره الأساسية، فهو في النهاية شاعرٌ جاهلي يخاطب مجتمعه الجاهلي بعبارات بسيطة قابلة للفهم السريع،
تظهر سمة أخرى لشعر زهير وهي أسلوبه التعليمي الذي يتضمن الوضوح الفكري، كثرة الحكم، الرصانة، ومكارم الأخلاق، لذا من الطبيعي له أن يحتل مكانة حكماء شعراء الجاهلية وأعظمهم، فمدح من قبل أكثر الناس شأنًا، ووصف بأنه يأخذ من الكلام ما هو خيره ويترك لبقية الشعراء فضلات الكلام






No one 09-14-2022 01:45 AM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=299496







تسمى قصائده بالحوليات، لأنه ينظمها في شهر، ثم يهذبها في عام.
كان أحد الشعراء السبعة المشهورين الذين تم تكريمهم بتعليق نسخ من أعمالهم على الكعبة في مكة المكرمة، كما كان شاعر عمر بن الخطاب المفضل.
يعد زهير من بين أعظم ثلاثة شعراء في الجاهلية وهم: أمرؤ القيس، وزهير بن أبي سلمى، والنابغة الذبياني



الاغراض الشعريه التي استخدمها:

المَدح:
مدَح زهير بن أبي سلمى اثنين من أسياد العرب، هما هرم بن سنان، والحارث بن عوف، وذلك على إثر إصلاحهما بين قبيلتي عبس وذيبان، اللتين تقاتلتا بسبب سباق؛ فقد كان العرب في القِدَم يعقدون حلقات سباق يراهنون فيها على الخيول، فدخل سيّد بني عبس قيس بن زهير بجواده داحس، بينما دخل حمل بن بدر من قبيلة ذيبان السباق بفرسه التي تُسمّى الغبراء، وعندما حان وقت السباق خاف حمل بن بدر أن تخسر فرسه السِّباق، فدبّر مكيدةً مع بعض فتيان قومه؛ ليُعيقوا طريق داحس بضرب وجهه إذا سبق الغبراء، وهذا ما فعله الفتيان، فانكشفت الحيلة وقامت الحرب بين القبيلتين، وقد استمرّت قرابة أربعين عاماً، نتج عنها الكثير من الدّمار والهلاك، فنظم قصيدةً من ستّين بيتاً يمدح فيها المُصلحين بصدق ودون مبالغةٍ، ويحذّر القبيلتين من إضمار الحقد، كما يصف الحرب وأهوالها.

الوصف:
عاش الشاعر في بيئة يغلب عليها طابع البداوة؛ حيث وصف رحيل الأحِبّة عنه، والأطلال، وتغنّى بالخيول والنّوق والصّيد، كذلك وصف الحروب وما نتج عنها من دمار وهلاك وصفاً دقيقاً، وممّا ساعد الشاعر زهيراً بن أبي سلمى على ذلك هو قدرته على التأمّل، وحسّه المُرهَف، ودقّة ملاحظته؛ فكانت له قدرة على ترجمة كلّ ما تقع عليه عيناه وتحويله إلى أشعار، ومن أبياته التي تصوّر الحيوان بحركاته وهيئاته.

الرِّثاء:
هو أحد أغراض الشعر التي استخدمها زهير في رثاء هرم بن سنان، فرثاه بعاطفةٍ حزينةٍ تُعبّر بصدقٍ عن حُبّه لسيّده، ومن أشهر أبياته التي قالها في رثاء هرم بن سنان


سمات شعره:
العاطفة وإن حضرت بين الحين والآخر في شعر زهير بن أبي سلمى، إلّا أنّها لم تكن سِمة رئيسةً في شعره؛ فأبواب الغزل مقفولة فيه إلّا في مكانها ولزومها؛ لذلك يُرى أنّ قصائده جاءت لتُحدّث العقل قبل القلب في قالب من الوقار والحكمة في قليل من العاطفة العقليّة التي تكسر ذلك الجمود، وتوقِظ مكارم الأخلاق والشّرف.
زهير بن أبي سلمى شاعر جاهليّ، يُخاطب مجتمعه الجاهليّ دون فلسفةٍ، بعبارات بسيطة قابلة للفهم السريع، لذا فإنّ قصائده بعيدة عن التعقيد والغموض، مع جزالة الألفاظ بأسلوب متين.
شعره أقرب ما يكون إلى الأسلوب التعليميّ بما فيه من حِكَم، ووضوح فكريٍّ، ورصانةٍ في اختيار العبارات، والبُعد عن العاطفة القلبيّة، تُستخلَص منه دروس وإرشادات لا تُرى عند شعراء عصره.
كان يُطلَق على قصائده الحوليّات؛ فهو يكتب الشعر، ثمّ يُنقّحه ويُهذّبه، ويعرضه على أخصّائه في سَنةٍ، وهذا ما ميّز شِعره بخلوّه من الأخطاء


https://www.arabsharing.com/do.php?img=299497

No one 09-14-2022 02:09 AM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=299496




شعر زهير بن ابي سلمى :
إن شعر زهير بن ابي سلمى ليس من ثمرة النبوغ الشعري فقط، إنما جاء تميزه بالواقعية والصدق والروية والاتزان والحصافة والحكمة، بسبب العوامل المكتسبة، وقد كان يمتلك نضجًا مبكرًا وسدادًا في الرأي حتى اصبح من اشعر الشعراء، وبهذه الخصال التي اتصف بها زهير بن ابي سلمى اصبح مضربًا في الحكمة وإحكام الاداء، ومن ابرز شعراء العصر الجاهلي وقيل انه اخذ ذلك عن والده، وهو ايضًا زعيم للمدرسة التي تسمى المدرسية الزهيرية.

كان زهير بن ابي سلمى صاحب منهجية في الشعر، تتصف بالواقعية والرصانة والصقل والسداد في الرأي، وكان يميل للاداء البارع، والتصوير الفني ويتجنب الافتعال، وهو يجمع بين منطق الاشياء وبين صدق الاحساس وعمق الانفعال الوجداني، وكان امينًا تجاه معطيات زمانه، فنرى في شعره مؤثرات الحياة الاجتماعية والنفسية والسياسية والمادية.

وقد اضطر زهير في شبابه ان يعيش في قبيلة غطفان بعيدًا عن قبيلته الاصلية، وكان لهذه النشأة أثرًا كبيرًا في سموه، والبعد الإنساني
الواضح في ابياته، فكتب

فقري في بلادك إن قومًا
متى يدعوا بلادهم يهونوا



ومن يغترب يحسب عدوًا صديقه
ومن لا يكرِم نفسه لا يُكرَمِ



اهم مميزات شعره:
تميز زهير عن افراد عشيرته بوجود رؤيا ثاقبة وثروة فكرية، وحكمة هادئة، وكان بموقف الحكيم الذي يؤخذ برأيه، وتجلى ذلك في قصائده، وكان مؤمنًا بوجود الله ، في قوله

بدا لي ان الله حق فزادني
إلى الحق تقوى الله ما كان باديا



ألا لا ارى على الحوادث باقيا
ولا خالدًا إلا الجبال الرواسيا




وكان يرى ان الموت قدر محتوم لا يمكن للإنسان مهما فعل ان يفر منه، وذلك في قوله


ومن هاب اسباب المنايا ينلنه ولو نال اسباب السماء بسلم


وكما قال:


وأعلم ما في اليوم والأمس قبله ولكنني عن علم ما في غد عمي

هذه الابيات ترشدنا إلى ان زهير بن ابي سلمى كان يؤمن بالحساب والبعث والقدر ووجود الله، وكان يتسم بالتقوى والورع في شعره، وكان مهذبًا زاهدًا، يتصف بالعدل والسلام والكرم والتعفف والرزانة.

وإن هذه الخصال كانت بسبب تأثر زهير بالعديد من العوامل المختلفة التي أثرت على شعره وشخصيته وتركت بصمتها عليه وعلى توجهاته الفكرية، وإن البيئة الصحراوية التي عاش فيها زهير بن ابي سلمى كانت من اهم العوامل التي اثرت على شعره، وجعلته متمسكًا بوسائل الحياة المختلفة مثل الخصب والتجدد، لان هذه الطبيعة المريرة التي عاش بها جعلته يواجه صراع صعب من اجل البقاء، ودفعه ذلك للرحيل

https://www.arabsharing.com/do.php?img=299497

No one 09-14-2022 02:31 AM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=299496




اشهر قصائده:

قام الشاعر المخضرم الزهير بن أبي ربيعة بتسجيل قصة داحس والغبراء في معلقته ، وكان ذلك بعد انتهاء الحرب التي دامت لأربعين عاما والتي كان شاهدًا على أحداثها ، وقد تعهد رجلان من أعيان ذبيان وهما ” الحارث بن عوف” و “هرم بن سنان” بدفع جميع التعويضات وديات القتلى من الطرفين حتى خمدت الحرب ، وقد أشاد الزهير بما فعله الرجلان في معلقته الشهيرة “أمِنْ أُمّ أوْفَى دِمْنَة ٌ لمْ تَكَلّمِ


يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا

عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ

تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا

تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ

وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً

بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ

بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ

عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا

وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ

تُعَفِّـى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ

يُنَجِّمُهَـا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ

يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً

وَلَـمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ

فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ

مَغَـانِمُ شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ

أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً

وَذُبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ

فَـلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ

لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ

يُؤَخَّـرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَـرْ

لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَـمِ

وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ

وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ

مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً

وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ

فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا

وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ

فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ

كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ

فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا

قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ

لعَمْـرِي لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ

بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ

وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّـةٍ

فَـلاَ هُـوَ أَبْـدَاهَا وَلَمْ يَتَقَـدَّمِ

وَقَـالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِـي

عَـدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَـمِ

فَشَـدَّ فَلَمْ يُفْـزِعْ بُيُـوتاً كَثِيـرَةً

لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَـمِ

لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَـذَّفٍ

لَـهُ لِبَـدٌ أَظْفَـارُهُ لَـمْ تُقَلَّــمِ

جَـريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِـهِ

سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْدِ بِالظُّلْـمِ يَظْلِـمِ

دَعَـوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا

غِمَـاراً تَفَرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ

فَقَضَّـوْا مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْـدَرُوا

إِلَـى كَلَـأٍ مُسْتَـوْبَلٍ مُتَوَخِّـمِ

لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُـمْ

دَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَلَّـمِ

وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ

وَلاَ وَهَـبٍ مِنْهَـا وَلا ابْنِ المُخَـزَّمِ

فَكُـلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُونَـهُ

صَحِيْحَـاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْـرِمِ

لِحَـيِّ حَلالٍ يَعْصِمُ النَّاسَ أَمْرَهُـمْ

إِذَا طَـرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَـمِ

كِـرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَـهُ

وَلا الجَـارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَـمِ

سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ

ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ

وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ

وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ

رأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ

تُمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ

وَمَنْ لَمْ يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ

يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ

يَفِـرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ

وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ

عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ

وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ

إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ

وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ

وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ

يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ

وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ

يُطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ

وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ

يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ

وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ

وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ

وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ

وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ

وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ

زِيَـادَتُهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ

لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ

فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ

وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ

وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ

سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ

وَمَنْ أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ


https://www.arabsharing.com/do.php?img=299497

No one 09-14-2022 02:45 AM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=299496




وفاته:

يعد زهير من المعمرين في ذلك الزمان فقد تجاوز عمره عند وفاته الثمانين عام، قضاها حكيمًا نبيلًا بسيطًا، ومبدعًا

رأى قبيل وفاته في المنام أن هناك من أتاه وصعد به إلى السماء، فلما كاد أن يلمسها هبط إلى الأرض، فلما صار على فراش الموت قص المنام على أولاده مفسرًا إياه بأن رسولًا من السماء سيأتي وأوصى أولاده بأن يتبعوه وأن يؤمنوا بما سيأتي به، فلما أتي النبي محمد أسلم أبناؤه،

تتنوع التواريخ عن وفاته فمنها ما يدعم 607 أي أنه توفي بعمر 87 عامًا، ومنها ما يرى بأنه توفي بعد ذلك عن عمر تجاوز التسعين بدليل أنه ذكر في أحد قصائده: ومن يعش ثمانين حولًا أما بالك يسأم، أي أنه تجاوز عقده الثامن.


*****************************************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم ياالطف واجمل وندريين؟ ان شاءالله بخير واخباركم تمام وعالي العال
موضوع عن الشاعر زهير بن ابي سلمى ان شاءالله يعجبكم ويكون خفيف في القراءه


https://www.arabsharing.com/do.php?img=299497


الساعة الآن 11:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team