منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   نقاشات وأنشطة الروايات (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   ما وراء الكلمات "معرض أدبي" (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=418)

darҚ MooЙ 06-17-2020 12:27 AM

اليوم الذي تمكن فيه من رؤية الأفق اتسعت حدقتاه الموازيتان للون الكهرمان أمام مشهد مهيب تقشعر له الأبدان.
سقط أمام ناظريه من عُرف بشموخه و عزته تلك القوة والجبروت لم تسعفاه أمام المطلق هادم اللذات، انتشله من الحياة كأنه لم يكن فيها. خبطت جثته الأرض كأنه لم يقف عليها ويطأها بقدميه.
وبعد مضي أعوام طوال قرر ترك مجلسه و الغوص في وحل العالم.
التقيا تحت الشفق الأحمر، يتماشى لونه مع الدم المسفوك؛ كان أحدهما يردد ترنيمة السواد الأعظم بينما الآخر يدندن أهزوجة الموت.
سأل صاحب العينين الكهرمانيتين وهو يحدق بصاحبه ببرود أقسى من ثلج ذلك اليوم : لماذا أنت هنا؟
هذا المكان معزول عن العالم؟
- يمكنك أن تجيب عن سؤالك!
أخذ نظرة خبيثة على المكان ثم تفحص الرجل أمامه
يبدو في أوساط عقده الثالث، عيناه غير واضحتين بسبب الظلام الذي بدأ ينتشر، شعره طويل، أنفه مستقيم، عيناه جائرتا النظرات حادتان.
تمتم بعدها وهو ينتزع قفازه القاتم من يده بأسنانه:
-أنا رايف وأنت؟
صافحه الرجل متشدقًا الموت.
تأوه رايف متمتما بحيرة: ما هي فلسفتك عنه؟
مد له سيجارة لكن الأفَّاك رفضها بسخط ثم أجاب: الموت نهاية الملذات يراك حيث لا تراه.
إلا اني أرى الموت وأعلم أنني لست بمخطئ.
- عزيزي توقف! للتو سرت قشعريرة في جسدي.
أتعلم يا صاح؟ لقد رأيته في السابعة من العمر، كان هناك خاطف يعمل ببيع البشر، كنتُ على شفا حفرة.
إلا أن الرجل مات دون سبب هكذا فقط، سقط وهو المعروف ببأسه وقوته. كان ذلك مهيبا جدا منذ ذلك اليوم وأنا مفتون بجماله.
أنهى جملته الأخيرة ليسمع صوت الآخر وهو يصرخ بصوت مسموم: "ستلاقي محبوبك اليوم". كان يوجه مسدسه بكبرياء عال عندما صرخ ألمًا وسقط.
جلجل صوت ضحك رايف مستمتعا مرددا بسخرية لاذعة: لم تقبل السيجارة لأنك حذر أيها الوغد اللعين! يدي هي السم.
قلت أنك الموت؟ يا لوقاحتك! أنت فريستي.
لا يمكن لأحد رؤيته؛ إنه ساكن لكنه يرافقك كيفما التفتت، يرافقك لكنه لا يقترب حتى يحين أجلك، كم من هالك ظن أنه ملاقٍ حتفه نجا. لا تغتر وتحسب أنك تفهمه! ما أنت إلا ذرة من تراب.

darҚ MooЙ 06-17-2020 12:29 AM

قلبه ممزق بين ماضيه وحاضره؛ لا يستطيع اختزال ما مر به ببساطة؛
كل ما قام به إلى هذه اللحظة هو المقاومة للبقاء على قيد العقل.
لم يفقد اتزانه ولو قليلا في العامين المنصرمين؛ هو قوي لينتقم،
لكنه لم يخمن أن ابتسامة طفل ستفقده السيطرة.
ذلك التهلل الذي لازم ملامح الصغير عُكس على وجهه وزاده اكفهرارا؛
الابتسامة المقيتة ذاتها لازمت وجه الملاك.
لم يتمالك نفسه، دفع الرهيف بكل قوته ليطفو كريشة حطها الريح من أعالي السماء؛ استقر
جسده النحيل على الأرض بقَساوَة، نشيج الشبل أدمى روحه.
"أبي" هي كلمة يسيرة نطق بها ثغره الباكي. أي ذنب اجترح ليرمى بهذه القسوة؟!
وثب نحوه بحسرة جلية، جذبه لحضنه وهو يردد "تبت يدي! لا ذنب لك".
"لماذا لم أمت حينها؟ لو فعلت لم أكن لأساير هذا القهر والضياع".
ثلاثون عاما عاشها بين رغد ومشقة لكن لم تكن شديدة عليه كما الأعوام الثلاثة الأخيرة؛
ضرب خلالها بفأس خسيس لم يقتله بقدر ما أذله وأخنعه.


الساعة الآن 10:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team