منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   روايات عامية (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   شرخ في الذاكرة (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=1540)

JAN 05-15-2020 09:52 PM

شرخ في الذاكرة
 


التحيه والسلام قبل كُل بداية وختام ..
عُدتُ إليكم برواية ثالثه بعد نجاح روايتيّ السابقتين / وإكتشفت أني لقيطه & شظايا شيطانيه ..!
آملة .. بل واثقة بأن الثالثه ستكون مُختلفه ومُميزه والحكم في الأخير سيكون لكم ..





**

























ظلام ..
لا أرى شيئاً سوى الظلام ..
ولا أسمع سوى طنين غريب مُتناسق ..
أشعر بصعوبة في التنفس .. أشعر بصداع يُمزق رأسي تمزيقاً ..
أشعر بآلام غريبه في شتى أنحاء جسدي ..
حاولتُ تحريك يدي حتى ....
حتى ماذا ..؟!
لماذا أردتُ تحريكها ..؟!
يا إلهي .. هُناك شعور غريب يجتاحُني ..
شعور لا أفهمه .. ولا أستطيعُ إستيعابه ..
عقدتُ حاجباي وشعرتُ بشيءٍ غريب مُعلقٌ فيها ..
لم أفكر بالأمر كثيراً .. فتحتُ عيناي ومن ثم أغلقتُها بسرعه ..
إشعاع فضيعٌ أصابها .. ضوء ساطع ..
فتحتُها مُجدداً ومن ثم أغلقتها ..
وبعد ثواني فتحتُها مرةٌ أخرى وبدا كأن عيني إعتادت على هذا الضوء ..
كُل شيء أبيض .. ورائحه كاتمةٌ تسللت الى أنفي ..
نظرتُ عن يساري فرأيتُ رجلاً يرتدي معطفاً أبيض اللون يُمـ..
لحضه .. هذا المعطف ..!
أوليس هو الزي الخاص للأطباء ..؟!
أطباء ..؟!!!
جلستُ بسرعه وأنا في أوج صدمتي ..
صرختُ ألماً فإلتفت اليّ الرجل قائلاً بسرعه: عزيزتي هذا خطر .. إستلقي فالخياطة ستُفتح ..
ساعدني على الإستلقاء مُجدداً وأنا مُتعجبه من جملة *الخياطة ستُفتح* ..
ماذا يقصد ..؟!
إبتسم الرجل لي قائلاً: الحمدُ لله على سلامتك .. ضننا بأنك ستموتين .. إرتاحي الآن ولا تُجهدي نفسك أو تتحركي بطريقةٍ حاده كما فعلتي قبل قليل ..
هززتُ رأسي ومن ثم سألت: هل هذا ... مشفى ..؟!
هز رأسه وقال: لقد كانت حادثه مؤسفه لكن الحمد لله على سلامتك ..
ومن ثم خرج من الغرفه تحت أنظاري المُتعجبه ..
أنا حقاً في مشفى .. لكن لماذا ..؟!
عقدتُ حاجباي بتفكير وبعدها ...
إتسعت عيناي من الصدمه ..
ماذا ..!!
ما هذا الذي يحدث ..؟!!
خلخلتُ أصابعي في شعري وشددتُها وأنا غير مُصدقه لما يحدث ..
هذا .... هذا ...
لا شيء ..
لا شيء بتاتاً ..
ولا أي شيء ..
بدأت الدموع تنساب من عينيّ لأسباب لا أعرفها ..
كل شيء فراغ ..
مهما حاولتُ فلا أجد سوى الفراغ ..
مهما حاولتُ أن أتذكر ما حدث فأنا لا أستطيعُ تذكر أي شيء ..
ولا حتى شيء بسيط ..
ما هذا ..؟!
لما ..؟!
لما الفراغ يعم كامل رأسي ..؟!
لما لا أستطيع تذكر أي شيء ..؟!
صحوتُ على صوت إمرأه تقول: عزيزتي ..
رفعتُ رأسي ونظرتُ إليها بعينيّ الدامعتين ..
ثواني مرت وأنا أنظر إليها بدهشه ..
إنها ... جميله ..
إنها إمرأةٌ شقراء جميله ..
إبتسمت لي هذه الشقراء تقول: عزيزتي .. ما إسمُك ..؟!
فتحتُ فمي لأرد لكن ...
إسمي ..؟!
هززتُ رأسي بصدمه ..
لا أعرفه ..
إسمي لا أعرفه ..
للحضه شعرتُ بأني سأُجن ..
كيف يحدث لي هذا ..؟!
لما لا أعرفُ إسمي ..؟!
إنه إسمٌ فحسب فلما لا أستطيع تذكره ..
تذكره ..؟!
التذكر ..!!
نعم .. المسأله ليست مسألة لا أعرف ..
بل لا أتذكر ..
إتسعت عيناي من الصدمه عندما بدأتُ أستوعب ووقتها سمعت صوت ذلك الطبيب يقول: للأسف فلقد فقدت الفتاة ذاكرتها ..
رفعتُ عيناي المصدومه نحوه ..
فقدتُ ذاكرتي ..؟!
فقدتُها ..؟!
إلتفتت المرأة الى جهتي تقول بصوتٍ حزين: يالا الأسف ..
جاء من خلفها صوتٌ هادئٌ ساخر يقول: إذاً لا عمل لدينا معها ..
لففتُ رأسي الى ناحية الصوت فوجدتُ شاباً في مُقتبل العمر ..
على الرغم من ملامحه الوسيمه إلا أن نظرته المرعبة التي كان يرمقني بها جعلتني أتسمر في مكاني من الخوف ..
إلتفتت المرأةُ الشقراء إليه قائله: ريكس .. فلتصمت ..
ضاقت عينا ريكس للحضات ومن ثم خرج من الغرفه ..
بقيت أنظر اليهما متعجبه ..
من هما ..؟! هل يعرفانني ..؟!
هل هما من عائلتي ..؟!
لا أضن هذا .. إنها جميله .. وهو وسيم ..
إنما أنا ....
أنا ماذا ..؟!
إلتفتت إليّ المرأة الشقراء مُجدداً قائله: إسمعي عزيزتي .. أنا إسمي جينيفر .. والدة ذلك الشاب قانونياً ..
فتحتُ عيناي من الدهشه ..
هل هي أُم ..؟! إنها تبدو صغيره ..
تبدو وكأنها في بداية العشرين من عمرها ..
شقراء .. ملامحها ناعمة وتمتلك جسم مُتناسق ..
فُستانها الأبيض القصير يبدو غالياً أيضاً ..
تلك الحقيبة الرماديه .. مُذهله جداً ..
هززت رأسي بعدم تصديق وصحوت على سؤالها تقول:عزيزتي هل أنتِ معي ..؟!
نظرتُ إليها قائله: أجل ..
إبتسمت وقالت: أُريد الإعتذار عما حدث ..
قلتُ متعجبه: ماذا ..؟! عن ماذا ..؟!
تنهدت المرأه وقالت:إبني ريكس هو من تسبب بهذا الحادث .. طيشه وتهوره كادا أن يقتُلانك لولا وصول الإسعاف في الوقت المُناسب .. لديك كامل الحق في الشكوى لو أردتي .. إنه حقك ولن أُحاول منعك لذا ....
قاطعتُها قائله: لا لا .. لا بأس .. المُهم أني بخير ..
تعجبت وسألتني: هل من عادتك أن تتنازلي هكذا ..؟! إنها حياتُك لذا عليك تقديرُها جيداً ..
تعجبتُ من كلامها ..
تبدو على حق .. لكن بدا وكأنها تُريد مني أن أُقدم شكوى ضد إبنها ..
إنه إبنها فلما تُريدني أن أُسبب له المشاكل ..؟!
لكن من بعد كلامها هذا عرفتُ بأني لا أقرب لهما أبداً ..
هززتُ كتفي قائله: بالنسبة لي فأنا لا أُريد أن أُسبب المشاكل .. إستدعوا لي عائلتي فربما كان لها رأي آخر ..
نظرت إليّ بحزن ثم تنهدت قائله: لا نعرفها .. لم يجدوا معك أي شيء يُثبتُ هويتك .. ولم يصل الى الشرطة أي بلاغ عن فقد أحدهم بمثل مواصفاتك على الرغم من أنك هُنا مُنذ عشرة أيام ..
فتحتُ عيني بدهشة من كلامها ..
هُنا منذ عشرة أيام ..!!
لا دليل معي يدل على أهلي ..!!
لا يوجد بلاغ عن فتاة بمواصفاتي ..!!
هذا الأمر نوعاً ما ... مُرعب ..
مُرعب لدرجة الجنون ..!!
وهاقد بدأت عيناي تذرفان الدموع مُجدداً لا إيرادياً وكأنها مُعتادةٌ على ذلك ..
ضممتُ غطاء السرير على نفسي والخوف بدأ يسري بجسدي ..
أنا الآن .. فاقدة لذاكرتي ..
وأهلي .. لا خبر عنهم ..
الأمر مُخيف لدرجة أني بدأتُ أوسوس ..
هل أنا .. في الحقيقه .. فتاة وحيده ..؟!
هل لدي عائله ..؟!
إن كان نعم فأين هم عني ..؟!
عشرة أيام مرت من دون أي خبر ..!
تقدمت المرأة الشقراء جينفر مني وبدأت تمسح على شعري قائله: لا تقلقي عزيزتي .. سأكون معك حتى تجديهم ..
شعرتُ برجفةٍ تسري بجسدي وبدأتُ فوراً بالبكاء ..
وضعي مُخيف .. مُخيف جداً ..
لا أحد حولي ..
لا أعرف مع من أتكلم .. لا أعرف بمن أثق ..
لا عائلة لدي تكون سنداً لي في مثل هذا الموقف ..
لا أخٌ أو أُختٌ يسردون عليّ قصص من الماضي ..
ولا أم تمسح على رأسي كهذه المرأه ..
شعرتُ بلوعة غريبه في معدتي ..
وبدأت أشعر بمرارة في حلقي فعرفت فوراً أني على وشك التقيؤ ..
وضعتُ يدي على فمي فعرفت المرأة مابي فقامت فوراً بنزع الأسلاك عني ..
لقد كانت هُناك أسلاك أيضاً في رأسي .. هذا يُفسر سبب شعوري بوجود ثقل فيها ..
وما إن أنتهت حتى ذهبتُ الى دورة المياه مُسرعة بالرغم من الآلام الشديده التي أحسستُ بها في جسدي ..
لولا أن الباب كان قريباً لسقطتُ على الأرض بلا شك ..
أفرغتُ جميع مافي بطني بينما ما أزال أشهق من البكاء ..
خمس دقائق مرت حتى إنتهيت وغسلتُ وجهي جيداً ..
خرجتُ وإتجهتُ الى سريري وأنا أترنح من التعب ..
كانت تلك المرأة الشقراء جالسةً على الكُرسي تنظر الى الأرض ..
ما إن أحست بي حتى نظرت إليّ وعيناها تتغللها بعض الدهشه ..
تعجبتُ من دهشتها لكني مع هذا تجاهلتُ الأمر وجلستُ على السرير ..
هزت المرأة الشقراء رأسها قائله: أنتِ ....
نظرتُ إليها وقُلت: ماذا ..؟!
بقيت صامته لثوان حتى قالت: ألستِ فتاة مُقعده ..؟! لقد كُنتِ على كُرسي مُتحرك عندما صدمك إبني ..
إتسعت عيناي من الدهشه على كلامها ..
مُقعده ..؟!
كلا .. أنا أمشي وبشكل طبيعي ..
لا أشعر بأي خطب غريب في رجلي عدا بعض الآلام الطفيفة الموجوده بكامل جسدي ..
ماذا تقصد بكلامها ..؟!
هل كُنتُ حقاً على كُرسي مُتحرك ..؟!
لكن لما ما دُمتُ بخير ..؟!
يستحيل أن تُشافى رجلي في عشرة أيام وهذا يعني بأني سابقاً لم أكن مُقعده ..
إذاً .. ماذا يعني هذا ..؟!
لِما كُنتُ على الكرسي ما دُمتُ بخير ..؟!
لماذا ..؟!
بدأ الجنون يزداد شيئاً فشيئاً في رأسي ..
سُحقاً ..
وددتُ لو مُت ما دمتُ سأصحو وأسمع كُل هذا ..
سحقاً .. سحقاً ..




لا أعلم شيئاً عن حياتي السابقه ..
ولا أعلم شيئاً عن حياتي القادمه ..
في ذلك اليوم الذي صحوتُ فيه سمعتُ أشياء جعلتني أُجن ..
كانت أشياء غريبه .. وحدثت أشياء غير مُتوقعه ..
لم أكن أعلم شيئاً عن الأمور الفضيعة التي سأواجهها ..
ولم أكن أعلم بأن ما واجهته في ماضيّ أكثر فضاعه ..
الماضي المُبهم .. المختفي بسبب ضياع ذاكرتي ..
والذي لو حدث وتذكرته فسيكون شرخٌ في الذاكره ليس إلّا !
شرخٌ سأتمنى لو أني لم أتذكره البتّه ..!

***






JAN 05-15-2020 09:57 PM





- Part 1 -






18 desamber

سبعة أيام ..
سبعة أيام مرت مُنذ أن إستيقضت ..
وسبعة عشر يوماً منذ حدوث الحادث لي ..
تشافت بعض جروحي وتم فك الخياطه بعدما تثبتت ..
بعض الرضوض لا تزال في جسدي وسترحل مع مرور الأيام ..
زارتني تلك الشقراء جينيفر أربع مرات تقريباً لتطمئن عليّ ..
إنها لطيفه ولقد أحببتُها لدرجة أني تسائلت هل أمي بمثل لطافتها ..؟!
لكني أترك هذه التساؤلات بسرعه فهي تجذب تساؤلات أُخرى كـ
من أنا ..؟! هل أُمي على قيد الحياة ..؟!
هل أملك إخوه ..؟! هل أنا يتيمه ..؟!
لذا أُحاول تجنب التفكير في هذا لأن التفكير أشبه بجحيم بالنسبة لي ..
واليوم .. هو يوم خروجي من المشفى ..
يوم الرُعب الحقيقي ..
فأنا حتى الآن لا أعرف الى أين أذهب ..
كلفت تلك الشقراء الطيبه مُحامياً للبحث خلف من أكون ..
وزعوا نشراتٍ لي وصور في الإنترنت ..
وحتى الآن لم يأتي أي بلاغ ..
تسائلت كثيراً عنهم .. لما لم يأتوا لإخذي ..؟!
صوري في كُل مكان .. لابد من أنهم رأوني فلما لم يأتي أي أحد ..؟!
حتى لو صديقه .. جار .. بواب ..
أي أحد ..؟!
لكن لا أحد ..
إستيقظتُ من أفكاري على صوت تلك الشقراء اللطيفه ..
كان صوتها يصل إلي بالرغم من أنها واقفه خارج الغرفه ..
من تُحدث ..؟!
لكن ... غريب أنها أتت في يوم خروجي ..
هل لأنها تُريد توديعي ..؟!
وااه .. إنها تفعل الكثير لفتاة غريبه ..
عقدتُ حاجبي عندما بدأ صوتي الداخلي بالتحدث ..
* كلا .. هي فقط ترد الدين ففي النهاية إبنُها من تسبب بإدخالك المشفى وفقدانك لذاكرتك *
ظهر الإستنكار على وجهي .. ياله من صوت داخليّ مُتغطرس ..!
إنها لطيفة وعادلة بالفعل .. إنها حتى أصرت على أن آخذ حقي ولكني رفضت ..
تنهدتُ وأكملت ترتيب سريري وبعدها جلستُ على الكُرسي أنتظر الطبيب ..
دقائق قليله مرت حتى دخل وهو يحمل ملحوظاته معه ..
إبتسم لي قائلاً: وقُمتي بترتيب سريرك أيضاً ..؟! واااه الفتيات أمثالك نادرات هذه الأيام ..
إكتفيتُ بإبتسامة شُكر على مدحه اللطيف ..
بدأ بالكتابه في دفتر ملحوظاته وهو يقول: حسناً ستخرجين الآن لكن عليك تغيير الضُمادات التي على خاصرتك مرة كُل يومين وسأكتب لك الطريقة التي يجب أن تتبِعيها وهُناك بعض المضادات الحيويه والمُسكنات عليك أخذها في مواعيدها بدون تأخير وخصوصاً المضادات .. لو شعرتي بالتوعك فإذهبي الى المشفى أفضل من أخذ مُسكن عادي من الصيدليه .. هناك مرهم جروح وعليك دهنه على الرضوض المنتشره بجسدك مرتان في اليوم .. إستمري على الحال حتى تختفي فهمتي ..؟!
هززتُ رأسي فقطع الورقه من الدفتر وسلمها لي قائلاً بإبتسامه: وأخيراً الحمد لله على خروجك من المشفى سالمه ..
إبتسمتُ له وبعدها وقفتُ وخرجت من الغرفه ..
وجدتُ السيدة الشقراء جينيفر واقفة مع رجل في الخمسينات من عمره ويبدو بأنهما يتجادلان نوعاً ما ..
ما إن رأتني جينيفر حتى إبتسمت قائله: عزيزتي فلتنتظري قليلاً لأني أُريد محادثتك حسناً ..؟!
هززتُ رأسي بإبتسامه ووقفتُ بمكان بعيد بعض الشيء حتى يأخذان راحتهما في النقاش ..
نظرتُ الى مرآة مُعلقه في الممر وإبتسمت هامسه لنفسي: أنا جميله صحيح ..؟!
وضعتُ خصلة من خصلات شعري البُني خلف أُذني وأكملت: شعري ليس طويلاً وفي الوقت ذاته ليس قصيراً .. يقولون بأن الشخصيات تُبنى على حسب الشكل الخارجي .. في هذه الحاله ماذا تكون شخصيتي ..؟!
رمشتُ بعيني البُنيتان قائله: خساره .. تمنيتُ لو كان لي لون عيون مُميز .. على أية حال ... لا أعلم لكن لا يوجد عيوب بشكلي وفي الوقت ذاته لا توجد مُميزات .. ملامح عاديه .. إذاً هل كنتُ فتاة عاديه بشخصية عاديه ..؟!
تنهدتُ .. أنا حقاً لدي فضول شديد لأعرف نفسي القديمه ..
أي نوع من الفتيات كُنت ..؟! ما الأشياء التي كُنت أحبها والأشياء التي كُنت أكرهها ..
ما هي أحلامي .. طُموحاتي ..؟!
وفي الجانب الآخر أتسائل أي نوع من المخاوف كنتُ أملك ..؟!
حسناً في السبعة الأيام التي بقيتُ فيها مُستيقظه عرفتُ عدة أشياء عن نفسي ..
تقديراً لشكلي فأنا في العشرون من عُمري ..
أزن 45 كيلو غراماً .. قليل صح ..؟!
طولي حوالي المائة وستة وخمسون سانتي متراً ..
هههههه على الرغم من أنه نوعاً ما قصير إلا أني إكتشفتُ بأن تلك الشقراء اللطيفة أقصر مني قليلاً لكنه غير واضح بسبب حذائها المُرتفع ..
نعم قد أخبرتني بأنها في الثامنة والثلاثون من عُمرها ..
يااه .. هذا حقاً غير واضح ..
إنها جميله .. جذابه .. شعرٌ أشقر غجري حتى الكتف وجسد مُتناسق وعينان كزرقة البحر ..
وجه لطيف وبشرة بيضاء ناعمه ..
نظرتُ الى شكلي العادي جداُ .. أنا حقاً أغبطُها ..
لا .. لا لا لا بأس .. ففي النهايه إكتشفتُ بأني جميله ..
نعم تقريباً ثلاث ممرضات قد رأيتهن والكُل يملك وجهاً قبيحاً جعلني أُدرك بأني جميله ..
عقدتُ حاجبي وهمستُ لنفسي: وجهاً قبيحاً ..!! واااه ما بال هذه الكلمات السيئه والمغرورة التي أتفوه بها ..؟! مسألة القُبح والجمال ليس شيئاً يخترنه بل هو مصير يلتصق بهن منذ الولاده ..
إلتفتُ الى الشقراء اللطيفة عندما سمعتُها تُناديني ..
أشارت إلي فتقدمت منها وأنا أبتسم بداخلي ..
على الرغم من أنها أخبرتني بأسمها إلا أني ما أزال أصفها بالشقراء الجميله ..
وقفتُ أمامها فقالت لي بإبتسامه: هل كتب لك الطبيب الأدويه ..؟!
هززتُ رأسي فقالت: حسناً والآن أين ستذهبين ..؟!
رديتُ عليها قائله: الى الأسفل لكي يُعطوني الأدويه ..
سألتني: وبعدها ..؟!
سكتُ قليلاً قبل أن أُجيب: الى مركز الشرطه كما إقترح علي الطبيب من أجل أن يأخذوا معلومات عني وإن لم يتعرف علي أحد أُسجل في .... في شيء نسيتُ أسمه وبعدها لا أعلم ماذا سيحدث .. لكن قال الطبيب بأنه ربما يرسلوني الى دار للأيتام أو للعمل كراهبه مُستجده في مكانٍ ما ..
قطبت جينيفر حاجباها وأبعدت خصل شعري عن وجهي وهي تقول: ياللأسف .. فتاة صغيرة وجميلة مثلك تعيش هذه الحياة الصعبه ..؟! شبابك سيضيع والسبب هو نحن .. أشعر وكأننا طُغاة ..
رددتُ عليها بسرعه: كلا كلا .. فما حدث قد حدث وكان سيحدث لي على أية حال فهو القدر لذا لا تُبالي ..
وبعدها نظرتُ الى الأرض وأنا أبتسمُ بداخلي ..
لقد قالت لي قبل قليل جميله ..!
هذا ... أسعدني للغايه ..
جينيفر بإبتسامة: عزيزتي ..
رفعتُ رأسي لها فقالت: إسمعي .. هذا ريكارد .. إنه المُدير لأعمال أُسرتنا .. ههههه لا يغرك شكله فهو قد تجاوز الخمسين .. أياً كان ما تريدينه فهو سيُلبيه لك كإعتذار عما فعله إبني بك .. فقط قولي له ماهو طلبك عزيزتي ..
إندهشتُ من كلامها وشعرتُ بالحرج ..
هي حقاً حقاً لطيفة للغايه .. لطيفة لدرجة أنها .... تجعلني أشعر بالبُكاء ..
شيء بصدري يؤلمني ..
إنها لطيفه .. حنونه .. طيبه ..
إرتجفت شفتي وبدأتُ أشعر بحرقة في عيني ..
بدأتُ أشعر بضيق في التنفس .. بحرقة غريبه في قلبي ..
أهو .... الإشتياق ..؟!
فتحتُ فمي بغير وعي قائلة بصوتٍ مُتهدج: أُريد أُماً ...
ومن بعد كلمتي هذه بدأت الدُموع تنساب من عيني للحضات حتى أدركتُ الموقف الذي أنا به ..
رفعتُ يدي وبدأتُ بمسح دموعي غير مُصدقة بأني تفوهت بهذه المشاعر علنياً ..
تفوهتُ بها حتى قبل أن أُدركها ..
إنحنيتُ مُعتذرة وإختفيتُ من أمامهما مُسرعة قبل أن أسمح لهما بإيقافي أو حتى النطق بأي كلمه ..
دخلتُ الى أقرب دورة مياه وبدأتُ بغسل وجهي بالماء وبعدها أغلقت الصنبور ..
نظرتُ الى وجهي في المرآه .. عيناي حقاً حمراوتان ..
* أُريد أُماً *
ضاقت عيناي بألم .. نعم ..
أكثر شيء أحتاجه ليس المال أو الطعام أو المسكن ..
أنا حقاً ... أُريد أماً .. وأب وأخوه وعائله ومكان أنتمي إليه ..
أريد وطناً وذكريات وبيئة أعرفها وتعرفني ..
فتحتُ صنبور الماء لأغسل وجهي فهاهي الدموع مُجدداً تنساب على وجنتي ..
غسلتُه جيداً وأقفلت الصنبور ..
رفعتُ رأسي للمرآة فإندهشت عندما رأيتُ إنعكاس تلك الشقراء ..
إلتففتُ الى الخلف بتفاجؤ فإذ هي تنظر إليّ بعينان حزينتان ..
تقدمت مني فإرتبكتُ ولم أعرف ما أفعل ..
إتسعت عيناي بصدمة عندما إحتضنتني بهدوء هامسة في أُذني: فلتبكي عزيزتي ..
تقوست شفتاي ولا إيرادياً أجهشتُ بالبُكاء الشديد ..
أنا خائفه .. أنا حقاً خائفه ..
لا أحد لي في هذا العالم .. ولا أعرف أي شيء عن نفسي ..
أشعر بالخوف ..
لا أعلم أين أذهب ولمن أشكي ..
لا أعرف ماذا أفعل وبمن أثق ..
لا أدري ماذا ينتظرني وكيف سأواجهه ..
هذا مُخيف .. مُخيفٌ جداً ..!

**







7:15 pm

فُتحت تلك البوابة البيضاء الضخمه ودخلت السيارة التي تقلنا من خِلالها بِكُل هدوء ..
إتسعت عيناي وتقدمتُ أكثر من نافذة السياره أنظر الى هذه الساحة الفخمة على الرغم من مساحتها الصغيره والتي كانت تقبع خلف تلك البوابه ..
المكان .... مُبهر ..!
الأشجار مقصوصة بإتقان والأزهار المُتنوعه بألوانها والمُتناسقه بترتيبها تنتشر في المكان ..
يااه .. أتمنى لو أنزل فقط لألتقط لنفسي صورة وسط هذه الأزهار .. أُحبها ..
أُحبها ..؟!
لا أعلم لما لكن منذ أن رأيتُها شعرتُ بأني أُحبها ..
زادت دهشتي أضعاف عندما وصلنا الى المنتصف حيثُ تلك النافورة المُميزه والمُبهره التي تُضيء من داخلها بعض الإضائات التي تتراوح ما بين الزهري والبنفسجي بدرجاتهما ..
توقفت السياره فرفعتُ رأسي الى الأعلى أنظر الى هذه الفيلا الكبيرة الضخمه صاحبة الأربعة أدوار ..
شكُلها مُذهل وجميل .. لونها أبيض ناصع والزُجاج الكثير الذي يدخل في تصميم الفيلا كان نظيفاً ويعكس لمعة القمر الذي قد أصبح بدراً هذه الليله ..
إلتفتُ إليها أقول بعدم تصديق: هل هذا هو منزلك ..؟!
إبتسمت لي تقول: هل أعجبك ..؟!
أجبتُ بكُل إنبهار: إنه جنونيّ حقاً ..!!
إكتفت تلك المرأة الشقراء بإبتسامه وقالت: فلننزل إذاً ..
نزلت فنزلتُ بكل حماس ودُرتُ حول نفسي أنظر الى كُل هذه الأشياء المُبهره حولي ..
هذه المرأه بالفعل تبدو غنيه ففيلتها مُذهله مُذهله لدرجة البُكاء من شدة الإذهال ..
ضحكت في نفسي بعدها لحقتُ بها عندما أشارت لي بأن أتقدم ..
مشيتُ بجانبها وخلفنا ريكارد مُدير أعمال الأسره كما قالت لي ..
فتحت الباب وفور دُخولها تقدمت خادمه فاتنة المظهر وأخذت الحقيبة ومعطف الريش من الشقراء اللطيفه وإختفت عن أنظارنا ..
إلتفتت إلي تقول: هذا هو منزلي .. وكما وعدتُك .. سأعتني بك ليومين حتى أجد لك مكاناً مُلائماً لتعيشي فيه .. ريكارد سيتكفل بالبحث لذا .... يُسعدني أن تكوني إبنتي الرابعه حتى تجدي أُسرتك ..
شعرت بالخجل من كلامها اللطيف ..
إبنتي ..؟!
إنها لطيفه حقاً .. لطيفة لدرجة لا أعلم كيف أردُ لها لطفها ..
وحتى أُغير مجرى الموضوع المُحرج سألتُها: الرابعه ..؟!
إبتسمت لي وتقدمت قائله: أجل فأنا أملك ثلاثة أطفال ..
تبعتُها أقول: الشاب الذي صدمني أحدهم صحيح ..؟!
هزت رأسها قائله: إنه الأكبر .. يليه إبني إدريان ثُم صغيرتي المُدلله .. للأسف لا أحد منهم في المنزل الآن كي أُعرفك إليهم لكني سأُعرفك بماري ..
دخلت الى غرفة المعيشه فدخلتُ خلفها ونظرت الى الغرفه بإبتسامة لم أستطع إخفائها ..
إنها جميله .. الأرائك بيضاء يتخللها بعض الرسومات الفنيه بعدة ألوان من الألوان البارده ..
المدفأه تتوسط الجدار المُقابل وعليها لوحة كبيره تبدو وكأنها كانت رسماً يدوياً لأفراد الأُسره ..
لفتت إنتباهي فتقدمتُ منها ونظرت الى الصوره ..
رأيتُ تلك الشقراء تقف بجانب رجل يبدو مظهره صارماً بعض الشيء وملامحه قاسيه وأمامها شابان يبدو أحدهم في نهاية المرحلة الإعداديه تقريباً والآخر في بدايتها أو ربما في نهاية الإبتدائيه وفتاة صغيره تقف أمامهم جميعاً بإبتسامة لطيفة على وجهها ..
هل هُم أبنائها ..؟! بالتأكيد ولكن نظراً الى أعمارهم فتبدو الصورة قديمه ..
لكن ...
صحوتُ من سرحاني عندما تذكرتُها وإلتفتُ إليها أقول بإحراج: آسفه .. إني أنظر الى أشياء قد لا يجب علي رؤيتها ..
ضحكت تقول: ماذا ..؟! أنتِ حقاً لطيفه .. لا بأس لا بأس لم تُعلق إلا لكي تُرى ..
إبتسمتُ لها ثُم تقدمتُ وجلستُ بجانبها فقالت: بعد قليل ستأتي ماري وسأُعرفك عليها .. إنها المُربية في المنزل وهي من يعتني بأبنائي منذ طفولتهم وحتى الآن .. هههههههه هي الأُم الثانية لهم ..
ما إن أنهت جُملتها حتى فُتح الباب ودخلت امرأة في أواسط الأربعينات من عُمرها ترتدي ملابس عاديه وملامحها بشوشة بعض الشيء ..
إبتسمتُ لها في حين قالت جينيفر بإبتسامه: كان هذا سريعاً ماري ..! هل كُنتُ مُتفرغه ..؟!
ردت ماري: ليس تماماً لكن كُنت قريبه من الغرفه لذا حضرتُ بسرعه ..
أشارت جينيفر إليّ وقالت: حسناً أردتُ أن أُعرفك الى هذه الفتاة .. ستبقى عندنا لفترة من الزمن لذا أرجو منك الإعتناء بها وكأنها طفلةً لي حسناً ..؟!
إلتفتت تلك المُربيه ونظرت إليّ بهدوء قد أخافني قليلاً بعدها إبتسمت لي قائله: أهلاً صغيرتي .. سُررت بمعرفتك .. أنا أُدعى ماري ..
إبتسمت .. ماذا .. لقد كانت حقاً لطيفه ..
جينفر بتفكير: حسناً لا أستطيع الإستمرار هكذا ..
نظرتُ إليها فنظرت هي أيضاً إليّ وقالت: عليّ أن أجد لك إسماً .. لن نستطيع الإستمرار على مُناداتك بدون إسم .. سيكون هذا غريباً صحيح ..؟!
إبتسمتُ لها قائله ببعض الأحراج: أضن ذلك ..
جينيفر: لا تتذكرين إسمك .. إذاً هل هُناك إسماً ما تُحبين أن نُناديك به ..؟!
هززتُ رأسي نفياً فأنا حقاً لا أملك أي فكره عن هذا الأمر ..
لذا سأجعلها هي من تختار ..
بقيت تنظر الى ملامحي لفتره وكأنها تُريد أن تجد إسماً يُلائمني بعدها قالت: آليس .. ما رأيُك به ..؟! كقصة الفتاة اللطيفه ببلاد العجائب .. جميل ..؟!
إبتسمتُ لها قائله: أحببته ..
ضمت يديها ببعضها ونظرت الى ماري تقول: حسناً مُنذ الآن هي آليس .. أخبري ريكارد بذلك كي يُخرج لها هوية وأوراق جديده بهذا الإسم ..
فتحت ماري شفتاها وبدأت بالتعليق في الأمر وتبادلتا الحديث وأنا أنظر الى الأرض بهدوء شديد ..
إبتسمتُ إبتسامةً مؤلمه ..
إنها حتى قررت أن تُخرج لي هويةً جديده ووثائق رسميه ..
لطيفه لدرجةٍ تجعلني أُحبها أكثر من عائلتي التي لم تسأل عني ولا لمره ..
هذا مؤلم ..
رفعتُ رأسي حالماً سمعتُ إسمي الجديد فإبتسمت لي جينفير تقول: هههههه إستدعيتُك لثلاث مرات .. يبدو بإنك لم تعتادي الإسم بعد ..
إبتسمتُ هامسه: هههه ربما ..
جينيفر: حسناً إذهبي مع ماري وهي ستُريك غرفتك الجديده ..
وقفتُ قائله: حسناً ..
جينيفر: خُذي راحتك في النوم لو أردتي .. سنُوقظك حالما يأتي موعد العشاء ..
هززتُ رأسي لها مُبتسمةً ومن ثُم إلتفتُ وغادرتُ مع ماري ..
بقيتُ أمشي خلف ماري التي كانت هادئة على نحو غريب أثار فضولي ..
أعني لقد كانت تتحدث ببشاشه مع جينيفر وفجأه أصبحت هادئه جداً ..
تنهدتُ وبعدها بدأتُ أنظر حولي ..
إبتسمتُ بهدوء وكم تمنيتُ لو أن والداي يملكان فيلةً بهذه الفخامة والجمال ..
فتحت لي ماري باباً وقالت: إستقلي هذه الغرفة لهذه الفتره .. والآن نامي جيداً ولو أردتي شيئاً ما فأخبريني ..
تعجبتُ وقُقلتُ لها: هذه الغرفه .... لمن ..؟!
نعم .. إنها بالتأكيد لأحد ما بالنظر الى أنهم لم يقوموا لي بتجهيز أي غرفه ..
يستحيل أن تكون الغرفه لأبنة صاحبة المنزل لأنها لا تزال تعيش هنا بكُل تأكيد ..
إبتسمت ماري تقول: غرفة قديمه لأحد أفراد الأُسره قبل أن يقوم بتغيير حُجرته ..
هززتُ رأسي بتفهم بعدها دخلتُ وأغلقت الباب خلفي ..
لم أُشعل الأضواء ولم أُلقي أي نظرةٍ على الغرفه فأنا بحق أشعر بتعب شديد ..
إستلقيت على السرير وماهي إلا ثواني حتى غطيتُ في نومٍ عميق ..

***










9:30 PM
في إحد مكاتب شركات الترفيه الشهيره ..

إبتسمت بموده ناظرةً الى عينيه الناعستين مُباشرةً وهمست: رُبما يحدث ذلك مُستقبلاً ولكن ليس الآن ..
نظر إليها لفتره قبل أن يبتسم بتكلف قائلاً: هذا جيد ..
دخل الى المكتب رجل في الثلاثين من عُمره يرتدي نظارةً طبيه ونظر الى الشاب بعينيه الصغيرتين الحادتين قبل أن يقول بهدوء: هل أتيت ؟!
الشاب دون أن ينظر إليه أجاب بسخريته المعروفه: ليس بعد ..
جلس الرجل على كُرسيه ووضع الملف على المكتب ناظراً إليهما بهدوء بالغ قبل أن يبتسم قائلاً للفتاه: كاتي .. كيف كانت جلسة التصوير ..؟!
إلتفتت إليه قائله: لم تكن مُريحه ..
إستند الشاب بظهره على الأريكة مُطلقاً ضحكةً مرحه وهو يقول: بالتأكيد ليست كذلك فأنا لم أكون موجوداً فيها ههههههههههه ..
إبتسمت له ثُم وقفت حاملةً حقيبتها .. أرسلت اليه قُبلةً بالهواء ثُم إتجهت الى الخارج قائله: أراكم غداً ..
وأغلقت الباب خلفها ..
نظر الشاب الى الباب لفتره ثُم إلتفت الى الرئيس المسؤول عليهم قائلاً بإسلوبه الساخر المُعتاد: في ماذا طلبتني ..؟! لقد فوّت عليّ سهرةً برفقة أصدقائي ..
نظر الرئيس بهدوء الى هذا الشاب صاحب المظهر المُستهتر والذي كان لا يزال في بداية العشرين من عمره ..
تنهد ثُم أخرج صورةً من الملف ورماها على المكتب ..
أمال الشاب شفتيه بعدها قال: ماذا أيضاً ..؟! قُل لي ما فيها فأنا لن أُحرك جلستي من أجل رؤيتها ..
الرئيس بهدوء: أُلتقطت لك بالأمس في إحدى البارات الغير رسميه .. وبدوتَ فيها بشكلٍ مُخزٍ للغايه ..
ظهر الإمتعاض على وجهه وأدار رأسه بعيداً فأكمل الرئيس: أنت تعرف صورةً كهذه إن إنتشرت فماذا سيحدث ..
ضاقت عيناه وأكمل بشيء من الحده: إدريان كم مرةً عليّ التستر على مشاكلك التي أصبحت في إزدياد !! أعمالُك هذه ستجلب لشركتنا الكثير من المشاكل !! متى تفهم بأنه مُنذ ظهورك الأول على المسرح يعني بأنك قد أصبحتَ مشهوراً وأصبحت كُل تحركاتك تحت الأضواء ؟! أتريد أن تُشوه سمعتك بهذه السُرعه ؟!!!
إلتفت إدريان إليه وقال بشيء من اللا مُبالاه: حسناً فهمت .. سأكون حذراً المرة القادمه ..
ضاقت عينا الرئيس من هذا الرد المُستهتر بعدها وقف وغادر المكان قائلاً بهدوء: أتمنى بأنه كذلك ..
هدأ المكتب بعد خروج الرئيس لفتره بعدها وقف إدريان وتقدم بهدوء وأخذ الصوره ..
نظر إليها قليلاً بعدها كوّمها ثُم رماها بإتجاه سلة المُهملات ..
إبتسم بسخريه قائلاً: ماذا إذاً ؟! لا تقل لي بأنك تريدني أن أحبس نفسي في المنزل ؟! ما دُمتَ تستطيع التغطية على مشاكلي فإستمر في ذلك دون شكوى ..
إتجه الى الباب هامساً: مُزعج ..

***







JAN 05-15-2020 10:01 PM






10:30 PM

تقلبت في السرير على جهتها اليُسرى ونظرت بهدوء الى تلك النافذه التي كان يصدُر منها القليل من الضوء في هذه الغرفة المُظلمه ..
همست لنفسها: لقد إستيقضتُ منذ مده والوقت كما أرى أصبح ليلاً .. ألم يحن وقت إيقاظي على العشاء ..؟!
تنهدت وأغمضت عينيها مُكمله: هل حان وقته أم بعد ..؟! مللتُ من البقاء وفي الوقت ذاته من المُحرج الخروج من الغرفه والتجول في منزل لا يعود لي ..
بعد ثواني همست: كم الساعة الآن ..؟!
بقيت على حالها لخمس دقائق تقريباً بعدها جلست وأبعدت اللحاف عن جسدها النحيل ..
لقد تعبت .. إنها مُستيقظه منذ ما يُقارب الساعه ولم يأتي أحد ..
إنها حتى لا تسمع صوت أي أحد وكأن المنزل مهجور ..
هل تخرج ..؟!
أوليس الأمر فيه شيء من الفظاظه ..؟!
لا تعرف حقاً ..
حسناً .. الخروج والنزول الى الأسفل لا تضن بأنه تصرفٌ فظ صحيح ..؟!
وقفت وأطفأت التكييف .. نظرت الى النافذه قليلاً بعدها تقدمت منها ..
فتحتها بعدها إبتسمت عندما هبت بعض النسمات البارده على وجهها ..
نقلت عينيها في أرجاء المكان ..
هذه المنطقه تبدو جيده والهدوء يسيطر على أهلها ..
المنازل مُتفاوته .. مابين المنازل المتوسطه الى الفلل الكبيره .. أكثر ما يُميزهم هو الترتيب والتقسيم والتخطيط الجيد لها ..
نافذة هذه الغرفه تبدو بالجهه الجانبيه لهذه الفيلا ..
تنهدت بعدها عقدت حاجبها ونظرت بإتجاه المنزل الذي أمامها ..
أنواره الأماميه مُطفأه ولكنها تستطيع مُشاهدة صبي يبدو بأنه لم يتجاوز العشرين بعد ..
يقف بهدوء في ساحة المنزل مستند على الجدار وهادئ المظهر تماماً ..
نظرت إليه مُتعجبه وهمست لنفسها: مابه ..؟!
إلتفتت الى الخلف حالما سمعت صوت طرق باب الغرفه فقالت: نعم ..
جائها صوت المربيه تقول: العشاء قد جهُز ..
إبتسمت وردت: حسناً أنا قادمه ..
أغلقت النافذه بعدها تقدمت وفتحت باب الغرفه ..
تعجبت عندما لم ترها .. هل ذهبت بهذه السُرعه ..؟!
خرجت وأغلقت الباب خلفها ومن ثُم إتجهت الى الدرج وبدأت بالنزول منه وهي تنظر في أنحاء المكان ..
تصميم هادئ للغايه ولكنه مُلفت للنظر ويُعطي شعوراً بالجمال والأريحيه ..
تقدمت من الطاوله الموضوعة بجانب الأريكه التي تقع بالجهة اليُسرى من الدرج وتحسست التُحفة الزُجاجيه التي فوقها ..
إبتسمت تقول: لطيفه .. وأنيقه ..
عقدت حاجبها وإلتفتت الى الخلف لجهة الباب عندما سمعته يُفتح ..
لا تستطيع الرؤيه جيداً من مكانها بسبب تصميم الفِله الذي يوحي بالعشوائيه ..
من يكون ..؟!
يبدو شاباً أشقر الشعر وطويل القامه ..
رفعت حاجبها عندما رأته يتحدث مع مُدبرة المنزل ..
أين كانت هذه التي إستدعتها على العشاء وإختفت بعدها ..؟!

تركها الشاب وتوجه الى الدرج وهو يقول: كلا لا أُريد فلدي موعد مع أصدقائي و....
توقف حالما وصل الى الدرج ونظر إليها لفتره متعجباً ..
من هذه ..؟!
جائت مُدبرة المنزل من خلفه تقول: الفتاة التي صدمها أخاك ..
رفع إحدى حاجبيه بعدها صفر وإقترب منها مُبتسماً قائلاً: أتقصدين الحمقاء ..؟!
ظهر الإستنكار على وجهها من نعته لها بالحمقاء ..
ما السبب ..؟! إنها الضحيه فلما عليها هي أن تكون الحمقاء ..؟!
لم تستطع قول شيء فقط الوقوف مكانها والنظر إليه وهو يقيمها بعنيه الزرقاوتين تلك ..
من كلام المُدبره يبدو بأنه الإبن الثاني للشقراء ..
ماذا كان إسمه ..؟!
نعم .. إدريان ..

تحدثت أخيراً تقول: لا أحب أن ينظر إليّ أحدهم هكذا ..
رفع حاجبه بعدها إستوعب الأمر فضحك قائلاً: ههههه إنها مُمتعه ..
ربت على كتفها مُكملاً: آسف آسف لا تغضبي .. فقط أردتُ أن أحفظ شكلك فأنا أنسى كثيراً .. وأيضاً من الطبيعي أن أُحملق فيك قليلاً فأنتِ وجه جديد .. أعني الأمر طبيعي ..
إلتفت الى المُربيه قائلاً: لكن لما هي هُنا ..؟!
المُربيه: قررت السيده الإعتناء بها حتى يتم العثور على أحد من أهلها ..
رفع إدريان حاجبه قليلاً وبعدها إلتفت ونظر إليها قائلاً: آها ..
إبتسم وأكمل: مرحباً بك يا ....
عقد حاجبه قليلاً فساعدته المُربيه قائله: بما أنها لا تتذكر شيئاً فلقد أسمتها السيده بآليس ..
نظر الى آليس لفتره ليست بالقصيره بعدها إبتسم بغرابه وأكمل مُخاطباً المُربيه بينما عينيه لا تزال على آليس: ماري ... حسناً سأتناول العشاء هُنا كما طلبتي .. جهزي طبقاً لي ..
المُربيه: كما تُريد أيها السيد الصغير ..
إنحنى بعدها بطريقة مسرحيه وهو يشير بيده اليمنى الى المنزل قائلاً: مرحباً بكِ يا آليس في ملاذنا ..
إعتدل واقفاً بعدها إلتفت ومن ثُم صعد الدرج وآليس تراقبه حتى إختفى ..
بقيت صامته لفتره متعجبه من كلامه وتصرفه الغريب ..
ملاذ ..؟!
ماذا يقصد ..؟!
بعدها إلتفتت الى المُربيه التي كانت مُتجهة الى المطبخ وقالت: لو سمحتي ..
إلتفتت المُربيه إليها تقول: نعم ..؟!
آليس: اممم ماذا يعمل ..؟! أقصد مظهره جيداً .. جيداً للغايه .. هل هو عارض أزياء ..؟!
هزت المُربيه رأسها قائلاً: كلا .. هو مُغني .. ومُمثل في بعض الأحيان ..
بعدها إلتفتت وغادرت فعاودت آليس النظر الى الدرج وهي تقول: مُغني إذاً .. لابد وأن له شعبيةٌ كبيره .. إنه وسيم جداً ..
تنهدت ثُم جلست على الأريكه فهي بحق لا تعلم الى أين ستذهب ..
تلك المُربيه تُهملها كثيراً .. هذا مُزعج ..

دقائق مرت حتى رفعت رأسها عندما سمعت صوت أقدامه وهو ينزل من الدرج ..
توقف حالما وصل وقال لها: لما أنتِ هُنا ..؟! ألن تتناولي العشاء ..؟!
آليس: ها .. بلى ..
أشار برأسه قائلاً: إذاً تعالي ..
وذهب فوقفت وذهبت خلفه ..
دخل الى غرفة طعام واسعه بها طاولة زُجاجيه طويله وحول الـ8 كراسي .. واحد في المقدمه والأخر في المؤخره وأربع على كُل جانب ..
جلس على الكُرسي الأول فتقدمت وجلست على الكُرسي الذي يُقابله في الجهة اليُسرى ..
نظرت الى عدد الكراسي وتسائلت في نفسها عن العدد الكبير هذا ..!
إنها تملك ثلاث أبناء فقط .. لم تتحدث عن ذلك ولكن لو كان زوجها موجوداً فمجموعهم هو خمسه فلما الكراسي الثلاث الأُخرى ..؟!
للضيوف لو حضروا ..؟! ربما ..

إبتسم ينظر إليها وهي تتأمل المكان بعينيها العسليتين العاديتين للغايه ..
لا شيء جذاب فيها .. تبدو في غاية البساطه ..
نحيلة الجسد وذات قوام عادي .. قصيرة بعض الشيء ويضن بأن طولها لا يتعدى المتر والنصف ..!
شعرها قصير يتدلى بإنسيابيه على كتفيها الصغيرتين ..
الشيء الوحيد الذي يبدو غريباً ومُميزاً هو الجو حولها ..
إنه غريب ومن الصعب فهمه ..
إبتسم ..
لم يمض حتى عشر دقائق وهاهو شعر بأمور كثيره بشأنها ..
هل المنزل أخيراً سيكون مُمتعاً ..؟!
تحدث قائلاً: آليس ..
نظرت إليه دون أن تُجيبه فبقي ينظر الى تعابير وجهها لفتره قبل أن ترتسم تلك الإبتسامة المائله على شفتيه قائلاً: فقط أحببتُ أن أنطق بإسمك ..
تعجبت من كلامه الغريب وتصرفاته الأغرب ..
على أية حال هي لا تشعر بالراحه .. فهذا الشاب يحملق إليها أكثر من طعامه الذي لم يأكل منه سوى لقمتين تقريباً ..
إبتسمت قليلاً وقررت تغيير الوضع قائله: أخبرتني مُربية المنزل أنك مُغني .. أتزال في بداياتك أم أنك مشهور ..؟!
أرجع ظهره الى الكُرسي وقال: لما ..؟! ألم تسمعي بي من قبل ..؟!
هزت كتفها تقول: لا أعلم .. وعلى أية حال أضن بأني لا أُحبها .. أقصد الموسيقى ..
تعجب قليلاً بعدها قال بإبتسامه: إذاً أنتي لستِ رومانسيةً على الإطلاق ..! الموسيقى غذاء الحُب .. والحياة من دونها خطأ فادح ..
آليس: اممم أهي كذلك ..؟!
إبتسمت وأكملت: إذاً أسمعني شيئاً فقد أُغيّر رايي فيها ..
تقدم بجسده الى الأمام وهمس بإبتسامه: والمُقابل ..؟!
تعجبت وقالت: أتطلب مُقابلاً ..؟!
هز رأسه قائلاً: بالطبع .. إني حتى لا أُغني على المسارح دون مُقابل .. صوتي ثمين ..
آليس: حسناً إذاً لا داعي لأن تُغني .. إعزف لي لحناً هادئاً وجميلاً على البيانو الذي رأيته في طريقي الى هُنا ..
نظر إليها لفتره بعدها ضحك وقال: برأيك أن العزف لا مُقابل له ..؟!
رفعت حاجبها قائله: صوتك ثمين كما تقول لذا لا تستعمله .. فقط إعزف لي .. الموسيقى لا تقتصر على الأصوات البشريه فحسب ..
إبتسم بعدها وقف وقال: أتعلمين .. قررتُ ألا أطلب مُقابلاً لهذه المرة فقط .. ما رأيك غداً تذهبي معي الى الإستديو وتراقبيني وأنا أُسجل أغنيتي الجديده ..؟!
إتجه الى الباب مُكملاً: كوني جاهزه في الغد ..
وبعدها خرج فتنهدت وقالت: لم يدعني أُعطي رأيي ..! ماذا لو كان هذا الأمر يُضايق الشقـ.. أقصد والدته ..؟! عليّ أن آخذ رأيها أولاً صحيح ..؟!
شعرت بأحدهم يُراقبها فإلتفتت الى الباب ووجدت مدبرة المنزل تقف بهدوء وتنظر إليها بنظراتٍ غريبه ..
عقدت حاجبها بتعجب فإختفت تلك النظرات المُريبه من وجه المدبره وقالت: أنهيتي طعامك ..؟!
نظرت إليها أليس لفتره بعدها قالت: آه ... تقريباً ..
وقفت وأكملت: شُكراً على الطعام فلقد كان لذيذاً ..
المدبره: الطباخ من قام بطبخه ..
بعدها خرجت فرفعت آليس حاجبها وهمست: أليست فضّه بعض الشيء ..؟!

***









12:30 AM


كانت ليلة بارده أشبه بالصقيع على الرغم من عدم وجود أي ثلج فيها ..
الشوارع شبه فارغه إلا من بعض المُشاة ..
ترتدي معطفاً ثقيلاً بلون الدم القاني يصل الى منتصف فخذها ومزينه أطرافه بريش حريري أبيض اللون وناعم الملمس ..
لفّت وشاحاً قطني أبيض اللون على عنقها النحيلة البيضاء وتغطي أُذنيها بسماعة لتحميهما من هذا البرد القارص ..
خدّها توردا من شدة البرد وعيناها الزرقاء كزرقة البحر كانت ضائعه هائمه تنظر الى ذاك المحل الذي يفصل بينهما شارع صغير ..
ليست جميلة وحسب .. بل كانت آية في الجمال تُجبر المارين على سرقة بعضٍ من نظرات الإعجاب إليها ..
شدّت بيديها التي تُمسك بهما حبل حقيبتها غالية الثمن ثُم همست بصوتٍ لا يسمعه سواها: سُحقاً ..!!
شتمت بكُل ضجر وزاد إنعقاد حاجبيها دليل ضجرها الغريب المُتناقض لنظرتها التي كانت تشع ألماً غريباً ..
تحركت ساقها النحيلة العاريه المُزينة بخلخال ناعم يُناسب كعبها المرتفع للحضه ثُم أعادتها مكانها بتردد واضح ..
شدّت على يديها بقوة أكبر وشتمت مُجدداً: سُحقاً له ..! سُحقاً لذلك الفقير المُزعج .. سُحقاً للجميع ..!!
أشاحت بوجهها وأكملت تمشي على الرصيف بسرعة تُناقض هيئتها الناعمه التي توحي بالهدوء والثراء الفاحش ..
توقفت حالما وصلت الى نهاية الطريق الذي كان يفتح على شارعٍ عام وأخرجت هاتفها النقّال وأرسلت رسالة الى سائقها الخاص تطلبه المجيء لأخذها ..
بدأت تنتظره وهي تعض على شفتيها بإنزعاج تام غير قادره على تفسير أي شيء ..
إنها جميله .. بل لا أحد يُضاهيها بجمالها ..
جسم متناسق وكأنه فُصّل تفصيلا وطول متوسط يُلائم قوامها .. شعر أشقر حريري يصل الى منتصف ظهرها وعينان زرقاء إنجذب إليها الآلاف ..
لا تزال في العشرين ولكن عدد المتقدمين لخطبتها تجاوز الخمسين ..
إنها ساحره قادره على جذب جميع أنواع الرجال إليها ..
ضربت الأرض بكعبها العالي هامسةً بحنق: إذاً ما بال ذاك الأحمق الفقير التافه ينظر إليّ وكأني لا شيء ..!! لما يُقلل من تقديري ومقامي ..!! هو اللاشيء وليست أنا ..
إختفى حُنقها تدريجياً وهمست بضعف: فلما أنا من ينجذب الى ذاك اللاشيء ..؟! لما ..؟! هذا ليس عدلاً ..
توقفت السيارة السوداء أمامها مُباشرةً ونزل السائق منها فاتحاً لها الباب بكُل ذوق وإحترام ..
نظرت الى سائقها لفتره بعدها سألته: هل أنا جميله ..؟!
تفاجئ السائق من سؤالها ورفع رأسه إليها غير مستوعب ..
لم يجد منها أي تأكيد على سؤالها لذا أجابها بكُل تقدير: أنتِ إمرأه كامله .. أنتِ آية بالجمال يا سيدتي ..
ظهر الإنكسار في عينيها بعدها ركبت السياره ..
ركب السائق بدوره وحرك السياره متجهاً الى المنزل ..
أسندت برأسها على المقعد المُريح ونظرت الى الطريق وهمست بهدوء: سائقي أيضاً فقير ويراني كما يراني الجميع .. بأني آية في الجمال .. إذاً لما ذاك الشخص مختلف ..!! لما هو وحده مختلف عن البقيه ..؟!
لا تعرف الإجابه ..

***







19 Desember
6:00 AM




مرآة طويله وكبيره في زاوية غرفة نومه عكست جسده الضخم ذات الـ180sm طولاً بمنكبين عرضين وبشرة قمحيه ..
تأمل مظهره الأنيق المُرتب وهو يرتدي بذلة رسميه سوداء اللون بربطة عنق حمراء أنيقه ..
إبتسم يستعرض غمازتيه المحفورة بإتقان على كِلا خديه وهمس لنفسه: أبدو وسيماً كالعاده صحيح ..؟!
كان مُحقاً .. يمتلك تلك الملامح الحاده الوسيمه والمظهر القوي الأنيق والذي بسهوله يتيح له فرصة دخول عالم الأزياء من أوسع أبوابها ..
إلا إنه لا يحب هذه الأمور رغم إنه يغتر كثيراً بمظهره .. لقد إكتفى بشهاداته التي عمل بها بكُل جد وإجتهاد طوال أعوام دراسته السابقه جعلته الآن يحتل مرتبة جميله كمُعيد في إحدى الجامعات الشهيره في المدينه ..
صفف شعره البني الناعم الى الخلف ليعطيه مظهراً أكثر رجوليه بعدها إبتسم برضى وهو يُقيم مظهره بعينيه العسليتين ..
إلتفت الى مكتبه وإرتدى ساعته الذهبيه وحمل هاتفه ومفاتيحه قبل أن يأخذ حقيبته أخيراً مُستعداً للذهاب الى الجامعه في أول يوم في هذه السنة الجديده ..
لقد أنهى بالفعل سنة كامله وهذه سنته الثانيه في التدريس بهذه الجامعه التي لطالما حلُم بالتدريس فيها ..
خرج من شقته المتواضعه في هذه العمارة الكبيره ثُم نزل الدرج كنوع من أنواع الرياضه ..

خلال عشر دقائق فحسب كان يترجل من سيارته متجها الى داخل أبواب الجامعه ..
منزله - أو بالأصح شقته - قريبه جداً منها حيث الذهاب إليها لا يستغرق حتى عشر دقائق .. لقد كان سعيداً حينما عثر على مكان جميل ومُناسب الى هذا الحد ..
إنفرجت أساريره بإبتسامه مُشرقه حالما بدأ الطُلاب يلوحون له بالسلام والطالبات يُرسلن أشواقهن وتحياتهن إليه ..
لديه شعبيه كبيره على الرغم من أن درّس لسنة واحده فحسب ..
تجمعت حوله مجموعة فتيات درّسهم السنة الفائته فبادرته إحداهن تقول: ياله من صباحٍ جمييل .. لا تصدمنا وتقول بأنك لن تُدرسنا لهذه السنه ..؟!
الأُخرى: هيّا لدينا مادةً قريبة في المحتوى من المادة التي تُدرسها .. يُمكنك أن تُدرسنا إياها صحيح ..؟!
ضحك ضحكة صغيره وهو يقول: يؤسفنى أن أمحي إبتسامتكم هذه بقول لا يمكنني ..
عبسن وقالت إحداهن: كيف لي أن أُحب الجامعة بعد الآن ..؟!
الأُخرى وهي تُمثل الملل: يالها من تعاسه .. سأسحب ملفي ..
الثالثه بشيء من الندم: كان عليّ حمل الماده .. كم أنا بلهاء ..
ضحك رُغماً عنه بصوتٍ عالي على ردات فعلهن العجيبه وهو يقول: يالكن من مُشاكسات ..
إبتسم وغمز: إجتهدن فرُبما ستكن في يومٍ من الأيام رفيقات عملٍ لي ومن يدري ..
صرخن بحماس وهو يتجاوزهن والإبتسامة لا تُفارق شفتيه ..
وقعت عيناه على فتاة ما فتوترت ملامحه فوراً بعدها أشاح بوجهه وأكمل طريقه فقاطعه صوت وصول رِسالةٍ على هاتفه ..
ألقى نظره فوجدها من * الغبي جداً * !!
إبتسم بعدها تنهد يقول بملل مُصطنع: ماذا يريد ..؟! شيء لا يُعجبني بالتأكيد ..
دخل الى الغرفة الكبيره التي تحوي مكتبه مع أربعة مكاتب أُخرى وقال بإبتسامه بشوشه: صباح الخير ..
رد الرجل الأربعيني الذي يبدو عملياً بنظارته الطبيه يقول: أهلاً آندرو .. ضننتك ستتغيب في اليوم الأول ..
جلس آندرو يقول بتعجب: لما ..؟!
ضحكت إمرأة في بداية الخمسين تلف شعرها القصير الأشقر الى الأعلى وقالت: إنك شاب مُهمل ومُتلاعب لذا هذا هو التصرف المُتوقع من أمثالك ..
ضحك وقال: هههههههه سحقاً لي .. ما كان عليّ تخييب ضنكم ..
تعالت ضحكاتهما فدخلت في هذا الوقت فتاة صبهاء في نهاية العشرين وحالما رأت آندرو ظهرت إبتسامه كبيره على شفتيها العنابيتين وتقدمت تتمخطر وتقول بصوتها الناعم: أهلاً آندي .. عرفتُ بأنه أنت حالما رأيت تجمهر الفتيات قبل قليل ..
نظر إليها وإبتسم ضاحكاً يقول: تجمهر ..! كانوا أربع فحسب .. إنك تُبالغين ههههههه ..
وقفت أمام مكتبه وأطلقت ضحكتها الصغيره وهي تقول: يالك من متواضع .. أربع حولك فحسب بينما البقيه أعينهم عليك من قريب وبعيد .. ألا يُسمى تجمهراً ..؟!
إبتسم يقول: حسناً ما دامت هذه فلسفتك ..
ربتت على كتفه تقول: هههههه على أية حال مرحباً بك مُجدداً .. خِفتُ أن تنتقل الى مكان آخر بعد المُشكلة الكبيره التي حدثت السنة الماضيه ..
إمتقع وجهه بينما أكملت: أتطلع لسنة جميله معاً ..
ضحك بتوتر يقول: وأنا أيضاً ..
غادرت مُتجهه الى مكتبها الذي لا يفصله عن جانب مكتبه الأيسر سوى عشرون سانتي فحسب ..
جلست ووضعت رجلاً على رجل وبالكاد فعلت فتنورتها كانت أضيق مما يجب ..

إلتفت الى هاتفه حالماً وصل إلى مسامعه صوت إشعار من إحدى برامج التواصل التي لديه فتذكر بأنه لم يفتح بعد رسالة *الغبي جداً* ..
إسترخى في كُرسيه الدوّار ودار به قليلاً وهو يدخل الى الرسائل ..
رفع حاجبه وهو يقرأ هذه الجملة القصيره الآمره ..
-لا تذهب الى عملك هذا اليوم وتعال إليّ-
إبتسم إبتسامه جانبيه ساخره وهو يقول: حقاً ..؟! وبصيغه آمره ووقحه كشخصيته تماماً .. لكن لحضه هل يضن بأني سأستمع إليه ..؟! لستُ عاملاً لديه ..
رمى هاتفه بلا مُبالاه وهو يقول: لن يموت لو لم أذهب .. وأيضاً سيكون هذا جيداً حتى يعرف المرة القادمه كيف يطلب بإحترام ..

هذا ما قاله .. لكنه خلال نصف ساعه كان بالفعل قد غادر الجامعه متجهاً إليه ..

***











3:30 PM



نفخت وجنتيها بشيء من التأفف وإحتضنت رجليها الى صدرها أكثر وهي تهمس بملل: ما العمل ..؟! لما لم أرفض وقتها ..؟!
تنهدت بعمق وهي جالسة فوق سريرها وإلتفتت تنظر الى النافذة التي قامت مُسبقاً بفتحها على مصراعيها وتأملت تلك الشمس البارده بعينينها العسليتين ..
أمالت رأسها بهدوء على رُكبتيها وعيناها لا تزال تتأملان تلك الشمس التي على الرغم من ذُروة الوقت إلا أن شعاعها كان بارداً ..
سرحت بخيالها وهمست تقول: أهلي .. ماذا يفعلون بمثل هذا الوقت ..؟! أتُراهم يتأملون الشمس مثلي ..؟! أم أنهم تحت تراب الأرض أمواتا ..؟!
سالت الدموع على وجنتيها ..
لم يكن الإشتياق لهم هو السبب .. بل هذا من تأثير الشمس الذي بقيت تتأملها ضوئها بدون أن ترمش ..
إعتدلت في جلستها وبدأت بتجفف دموعها وهي تقول: آآه من الخطأ تأمل الشمس كُل هذا الوقت .. إنه يؤذي العين ..
طُرق الباب فأرجعت رأسها بسرعه على المخده قبل أن يُفتح وتُطل منه مُدبرة المنزل تقول بتساؤل: آنسه ..؟!
تظاهرت آليس بالنوم فهمست المُدبره مُجدداً: آنسه ..
لم تُجبها وإستمرت بتظاهُرها فأمالت مُدبرة المنزل شفتيها وعندما أرادت العوده وإغلاق الباب أوقفتها يد شاب عاود فتح الباب يقول: ماذا هُناك ..؟!
إلتفتت المُدبره الى جته تقول: السيد إدريان ..؟!
تعرق وجه آليس رُغماً عنها في حين أجابت المُدبره على سؤاله سابقاً تقول: الآنسه نائمه .. أضنها مُتعبه فهي لم تنزل لتناول الطعام قائله بأنها تشعر ببعض التعب ..
رفع إدريان حاجبه بعدها دخل الغرفه يقول: وهل المُتعَب ينام في غرفة حاره هكذا ..؟! زجاج النافذه مفتوح وأشعة الشمس ملأت المكان ..
إلتفت الى جهة آليس مُكملاً: ومع هذا هي تتلحف بالبطانيه .. أهي مجنونه ..؟!
تقدم منها يقول: هيه آليس .. ما نوع تعبك ..؟!
لم تُجبه وقررت إستكمال تظاهرها بالنوم ..
وضع يديه في جيبه وهمس: قالت لي بالأمس بأنها ستذهب معي .. يبدو بأنها لن تستطيع ..
نقل نظره في الغرفة قليلاً بعدها عقد حاجبه وإلتفت الى المُدبره بطريقةٍ حاده يقول: لما هي في هذه الغرفه ..؟!!!
نظرت إليه المُدبره ماري بهدوء قبل أن تُجيب: وما الخطأ ..؟! كُف عن ذلك عزيزي ..
شد على أسنانه قليلاً بعدها ظهرت تعابير اللا مُبالاه على وجهه وخرج هامساً: فليكن .. لا أهتم ..
بقيت ماري واقفةً في مكانها لفتره بعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها ..
فتحت آليس عينيها وهمست: نعم جيد .. إستطعتُ تجنب الخروج معه ..
تنهدت وجلست وعاودت ضم قدميها الى صدرها مُكمله: لا أعلم لِما .. لكني بحق لا أُريد الخروج .. أعني .. نعم هو مُغني ومشهور كما يبدو ولكن ... لا اعلم .. الوضع مُربك بالنسبة لي .. اشعر بأني مُقيده ولا أستطيع فِعل أي شيء .. هل لأني أعيش الآن في منزل أحدهم ..؟! رُبما ..
رفعت عينيها تنظر الى الأمام فأمالت شفتيها ونظرت في أرجاء الغرفة قائله: ثُم ما حكاية هذه الغرفه حتى أبدى ذاك الشاب عدم رضاه في مكوثي فيها ..؟!
إبتسمت إبتسامة صفراء وهمست: نعم .. بالتأكيد لديهم العديد من الأسرار والمشاكل .. كُل العوائل هكذا ..
سمعت صوت سيارةٍ قد تم تشغيلها للتو ..
مدت رجليها ونزلت من فوق السرير ونظرت عبر النافذه ..
إنها لا تفتح على مُقدمة المنزل لكن من مكانها تستطيع رؤية تلك السيارة البيضاء مفتوحة السقف موقوفةً بداخل ساحة المنزل بالقرب من زواية المنزل ..
رأت الشاب وهو يُغلق باب السياره ويضع أغراضه بجانبه ..
رفع رأسه الى جهة نافذتها فصُدمت وعادت بجسدها الى الوراء بسرعه .. ثواني حتى سمعت صوت تحرك السياره ..
أخذت نفساً عميقاً بعدها إلتفتت ونظرت الى الغُرفه ..
تقدمت وفتحت الدولاب الكبير فعقدت حاجبها عندما رأته فارغاً تماماً ما عدا بعض العلّاقات المتساقطه في أرضية الدولاب ..
أغلقته وفتحت الذي بجانبه والذي يحوي على أرفف للملابس التي تحتاج الى طي ..
رأته هو أيضاً فارغاً ما عدا منشفة صغيره وسماعات للهاتف وقديمه وهناك بعض القطع البلاستيكيه هنا وهُناك ..
رفعت رأسها لأعلى الرف فوجدت صندوقاً خشبياً قديماً ..
حاولت اللحاق به ولكنه كان بعيداً ..
أمالت شفتيها بإمتعاض بعدها تعجبت وهمست لنفسها: وما شأنك لتُفتشي فيما ليس لك به شأن ..؟!
تنهدت وأغلقت الدولاب بعدها عاودت الجلوس على سريرها ..
نظرت الى الأباجوره العمليه التي بجوار سريرها فوق كومدينةٍ صغيره ..
مدت يدها وفتحت الدرج الأول فوجدت كرتون منديل .. أغلقته وفتحت التالي فوجدت دفتر وبرواز صوره ..
سحبت البرواز ونظرت الى الصوره التي بداخله فكانت لطفل في السادسه من عُمره متجهم الوجه يجلس على كُرسي يكبره كثيراً ..
إبتسمت وهمست: لطيف .. يُشبه إدريان كثيراً .. أُراهن بأنها صورته عندما كان طفلاً ..
أعادت الصوره وسحبت الدفتر وقلّبت فيه فرأت العديد من الرسومات الطفوليه القديمه ..
بدأت تُقلّب الصفحات بهدوء والإبتسامة على شفتيها تنظر الى هذه الرسومات اللطيفه ..
كانت لطيفه وطفوليه للغايه .. رسمة لدُب وحوله العديد من النحل ..
ورسمةٌ أُخرى لغزال يعبر النهر .. وثالثه لطيور بين الشجر ..
كفكره فهي أفكار جميله ولكن الأداء كان سيئاً ..
هذا طبيعي لطفل ..
عقدت حاجبها بتعجب عندما رأت رسمة تبدو لأرنب مُضجّع بدمائه ..
قلبت الصفحه وإذ بصورةٍ أكثر غرابه لساحرةٍ طائره على مكنسة صفراء وحولها العديد من الخفافيش بأعين حمراء ..
فتحت الصفحة التاليه فإذ هي لشبح أبيض بفتحتي عين سوداء والظلام الحالك من حوله ..
ماذا ..؟! الرسومات تزداد غرابه ..
أغلقت الدفتر وهي تنظر في أرجاء الغرفه وهمست لنفسها: أُخمن بأنها كانت حُجرة إدريان عندما كان طفلاً لهذا بدى غير راضٍ بإستعمالها ..
أعادت الدفتر وبرواز الصوره ثُم أغلقت الدرج قائله: هيّا كُفي عن التدخل بأمورهم الخاصه ..
تنهدت وهمست: على أية حال إنه اليوم الثاني وكُل ما رأيته هو ولدها إدريان .. أخبرتني بأن لديها آخران .. أين هُما ..؟! حتى هي منذ يوم أمس لم أراها ..! وهل لديها زوج أم ماذا ..؟! المنزل مهجور بحق ..!
فُتح الباب في هذه اللحضه فصُدمت وإلتفتت إليه ..
دخلت الى الغرفة إحدى الخادمات وإبتسمت عندما رأت آليس قائله: سمعتُ بأنك مُتعبه لهذا أحظرتُ بعض الشوربه الساخنه بجانب كوب ماء وحبتا مُسكن ..
ضحكت آليس قائله: ههه نعم مُحقه .. أشعر بتعب شديد وقد كُنتُ للتو عائدة من دورة المياه ..
جيد .. إستطاعت أن تُبرر سبب أنها مُستيقظه وليست نائمه كما كان ينبغي ..
تقدمت الخادمه ووضعت الصحن قائله: أرى ذلك .. يبدو بأنك لم تتعافي جيداً من الحادث ..
إعتدلت في وقفتها وإبتسمت مُكمله: تفضلي وتناولي طعامك عزيزتي ..
إبتسمت لها آليس حتى خرجت الخادمه من الغرفه ..
تنهدت آليس ونظر الى الطعام لفتره قبل أن تهمس لنفسها: على ذِكر الحادثه .. هُناك أمر يشغل بالي ..
صمتت قليلاً بعدها قالت بشيء من الإستنكار: هل حقاً لم يجدوا معي أي شيء ..؟! حتى لو كان مُجرد ورقة أو منديل ..!!

***










5:30 PM


على الرُغم من أن الشمس شارفت على الغروب وإشعاها البرتقالي منتشر بالأرجاء إلا أن هذا المكان ....
لا تدخله نقطة ضوء واحده ..!

مشي بهدوء ورزانة تامه على رُخام الصالة الواسعة المظلمه والتي كانت تُشبه الشطرنج بألوانها ..
حجر رُخام أسود بجانب آخر أبيض بجانب واحد أسود يليه أبيض آخر وكأن المكان حقاً لم ينقصه سوى بيادق اللعب بجانب الفُرسان الحامون للملك والوزير ..!
وقف أمام تلك المكتبة التي حُفرت بالجدار بشكل جذاب ومُتقن قد كلّف الكثير بالتأكيد ..
أرفف قد صُفّت فيها أنواع من الكُتب وخاصةً الكُتب الأدبيه وكُتب الفنون ..
وأرفف أُخرى قد إزدانت بالدُمى الصغيره ثقيلة الحجم منها الراقص ومنها الأنيق ولكن الأغرب كانت دُمى عجيبة الشكل ..
أحداهن على شكل عنكبوت متعلقة شباكه به وأُخرى دمية ترتدي فستان زاهي لكن الدمية ما كانت سوى هيكل عظمي فقط .. ودمية أشبه بأرنب مفقوء العين والعديد من هذه الأنواع التي تدل على غرابة مالكها ..
والرف الأخير كان مليئ بالصناديق منها صناديق المجوهرات الفخمة وصناديق الموسيقى وصناديق أشبه بحصالة نقود وصناديق زُجاجيه تكشف ما بداخلها والعديد منها التي كانت مصنوعة على الطِراز الروسي العتيق ..
وآخر الرف في الجهة اليُسرى كانت توجد عدة دُمى الباتريوشكا القديمه ..
كُل مافي هذه المكتبه كان يبدو قديماً وكأنه يعود الى بدايات القرن التاسع عشر ..
مالك هذا المكان بالتأكيد يمتلك شخصيه غريبه ..

أمسك بأحد الصناديق المستطيله والتي كان حجمها يقدر عشر سانتي مترات طولاً وخمسة إرتفاعاً ..
حملها وإتجه الى أريكة وجلس عليها واضعاً الصندوق على الطاولة الزجاجيه الصغيرة التي بجانبه ..
وبيده الأخرى كان يُمسك طوال الوقت بكيس كرتوني وضعه بجانب الصندوق وبدأ بإفراغ ما فيه ..
نظر بهدوء الى المحفضة التي كانت ملطخة بالرمال بعدها أخرج منديلاً قُماشياً من جيبه وبدأ بتنظيفها بهدوء ودقه ..
فتحها وسقطت عيناه على بطاقة الهويه التي تعود لفتاة في العشرين من عُمرها ذات شعر قصير وبُني اللون وعينان هادئتان عسليتان وعميقتين للغايه ..
نظر الى صورتها مُطولاً بعدها أكمل تنظيف المحفضة من الداخل وحالما إنتهى فتح الصندوق ووضع المحفضة فيه بهدوء ..
أخذ قلادةً كانت من محتويات الكيس الكرتوني ولكنها لم تكن مُلطخة بالرمل وحسب .... بل ببعض قطرات الدم أيضاً ..
نظفها بهدوء .. وواجه بعض الصعوبة فقطرات الدم عُمرها ثلاثة أسابيع تقريباً لذا لم يكن من السهل إزالتها .. وفعلاً لم يستطع من إزالتها كُلها ..
فتح القلادة ونظر الى صورة الطفل الذي بداخلها والذي كان يُشبه الى حد ما الفتاة نفسها التي في المحفظه .. وبعدها بدأ بتنظيف القلادة جيداً من الداخل أيضاً ..
وضعها بجانب المحفضة بترتيب تام ثُم ألحق بهما بعض الأوراق بعدما وصل الى الغرض الأخير والذي كان صورة فوتوغرافيه ..
نظر بهدوء إليها حيث أنها بالتأكيد تعود الصورة لفتاة معها بعض من أصدقاء دراستها ..
تأملها لفتره وخصوصاً الى شاب كان فيها وبعدها ......
حالما إنتهى من تنظيفها وضعها بالصندوق وأغلقه بعدها بإحكام تام ..
وقف بهدوء وتقدم من الأرفف وأعاد الصندوق الى مكانه وكأنه لم يُحرك قط ..
حمل كيسه الفارغ وغادر المكان الذي بالكاد يعرفه آخرون غيره ..
غادر .. غير آسفٍ على فِعلته ..
فِعلته التي حتماً ستوصل حياة هذه الفتاة ....
الى الهاويه ..






- Part End -




JAN 05-15-2020 10:04 PM




ـ PART 2 ـ



1:40 am

تحت السماء المُظلمه ..
أسوار حديدية مُرتفعه ومُدبدبة من الأعلى تُحيط بهذه الحديقة المليئة بالأشجار الشائكه ذات الأوراق الجافه والتي نجحت ببراعه في إخفاء ذاك المبنى المُستطيل الشكل والذي يبدو أشبه بكراج ضخم للسيارات ..

بداخل المبنى ..
الحديد والصناديق المتعددة الأنواع والأحجام مُنتشره هُنا وهُناك تُغطيها الأتربه وبعض آثار مرور الفئران والقطط ..
عود ثِقاب بدد الظُلمه وإقترب من فمه ليُشعل سيجارته الثالثه على التوالي ..
رماه أرضاً بعدها لينطفئ من فوره أمام هذا الرجل المُتهالك على هذا الكُرسي الخشبي الوحيد في المكان ..
بدأ يُدخن سيجارته ببطئ وعيناه تُراقب هذا الرجل المُقيد بإحكام والذي يبدو بأنه لم يستعد وعيه بعد ..
أطلق بعدها تنهيدة طويله وهو يهمس: تأخر أكثر مما يجب ..

إنعقد حاجبيه وفتح عينيه للحضه ولم يرى أمامه سوى رجليه ..
ماذا ..؟! ماذا حدث ..؟!
بدأ يستعيد ذاكرته شيئاً فشيئاً ..
خروجه من العمل ... ذهابه الى الملهى .. تناوله للكثير من الشراب .. مُساعدة أحد له للذهاب الى السياره بعدها ....
إتسعت عيناه من الصدمه ..!
رفع رأسه ونظر الى الشاب الطويل الذي يستند بكُل هدوء على العامود الذي أمامه ..
إنه الشاب نفسه .. صاحب العينين السوداوتين والشعر الأسود الطويل الذي يربطه بإهمال الى الخلف وتلك الأقراط الفضيه التي تملأ أُذنه اليُسرى ..
زاد إتساع عينيه وإكتسح الرُعب ملامح وجهه ..
إنها نهايته ..!!
إنها نهايته بكُل تأكيد ..!
إنتفض جسمه بكُل رُعب عندما وجّه الشاب نظره إليه ..
إبتسم الشاب وأبعد السيجاره عن شفتيه هامساً: إستعدت وعيك ..؟!
تصبب العرق من جبينه وهز رأسه بالنفي لا إيرادياً ..
لقد فهم الوضع الذي هو فيه .. فهمه بكُل سهوله ..
وهذا الوضع هو الأسوء ..!
نهايته بالتأكيد قد حلّت ..
رفع الشاب حاجبه وبعدها إلتوت شفتيه بإبتسامه ساخره وهو يقول: أفترض بأنك عرفتني ..؟!
بلع الرجل ريقه وحاول قدر الإستطاع أن يستجمع شجاعته وثقته وهو يقول: أنت .... من طرف ريكس ..!
ضاقت عينا الشاب بخُبث وإبتسم قائلاً بهمس: ذكي ..
إرتعش الرجل بخوف فقد حصل على تأكيد لشكوكه التي لم يتمنى حدوثها ..
بعدها رفع الشاب قدمه ووضعها على رُكبة الرجل الذي تآوه من الألم ..
وضع الشاب يده على ركبته ونظر الى وجه الرجل هامساً: ألديك شيئاً لتقوله ..؟!
بلع الرجل ريقه وهو ينظر الى الشاب الذي على الرُغم من ملامحه الجذابه إلا أنها حاده للغايه ومن السهل صنع وجه مخيف بها كالذي يراه الآن ..
إبتسم الشاب يقول: أنا أملّ بسرعه .. وعندما أملّ أتصرف تصرفات متوحشه ..
جمع الرجل شجاعته وتحدث بصوته الذي لم يستطع إخفاء نبرة الإرتجاف منه: لو تأذيت فلن تنجو لا أنت ولا ريكس أبداً ..!! لذا أنصحك بأن تجعل الأمر ينتهي عند هذا الحد ..
ظهرت علامات التعجب على وجه الشاب وهو يقول: "عند هذا الحد" ..؟! ولكني لم أبدأ بعد ..!
إضطرب الرجل أكثر ولكن تهللت أساريره فجأه عندما أتته هذه الفكره وقال بسرعه وبإبتسامة إقناع: كم دفع لك ..؟! سأدفع لك أكثر صدقني .. سأدفع خمس آلاف دولار .. لا بل عشره .. سأُضاعفها الى عشرون لو أردت ..
إبتسم الشاب وهمس: أنت تعرفني يا عزيزي .. خمس آلاف دولار ليست ثمن قتل ذُبابة حتى بالنسبة لي .. أتُريد أن تشتريني بمبلغ أعلى مما دفعَه ريكس ..؟!
إتسعت إبتسامته وأكمل: قدّم لي مائة ألف دولار ..
إتسعت عينا الرجل بصدمه فأكمل كلامه بسخريه: أوليس هذا ثمنٌ بخس مُقابل حياتك ..!
تجمدت الدماء في عروقه .. مُقابل حياته ..؟!!!
هل هذا يعني .....؟!
أطلق صرخة ألم دوى صوتها وصداها في هذا المكان الكبير والمُغلق حالما غُرزت سكين حاده في كتفه الأيسر ..!
بدأ يتحرك بشكل شبه مجنون من شدة الألم فأخرج الشاب سكينه ولوح بها بجانبه لتسقط قطرات الدماء على الأرض ..
قال بعدها بهدوء وبرود: أين لُعبتك التي تُخبئها ..؟!
لم يستطع الرجل أن يُجيبه على الفور فلقد كان الألم شديداً وأرهق هذا حتى قُدرته على الكلام ..
قال بعد ثواني بنفس متقطع: بالخزانه رقم 67 .. قسم الأمانات .. بالمكتبه المركزيه التي تبعُد ... شارعين عن المصنع ..
إبتسم وهمّ بفعل أمرٍ ما لكنه تراجع ..
إستقام واقفاً وأخرج سيجارته وبدأ بإشعالها وهو يُسند ظهره على العامود الذي خلفه ..
أخذ نفساً عميقاً بها ثُم نفثها بكُل هدوء ..
تحدث بعدها قائلاً: زميل لي في عالم الجريمه .. مر بموقفٍ مُشابه لموقفنا هذا .. بل كان أكثر أهميه بكثير .. أخبرتُه رهينته عن مكان تلك الملفات التي تعني النهاية بالنسبة له لو خرجت للعامه .. قام بقتلها فوجودها حيه خطر كبير على حياته ..
نظر إليه الرجل وهو لا يزال يتنفس بشكل مُتقطع ويقول بداخله: "وما شأني أنا بقصصك هذه !!!"
أكمل الشاب غير آبه بنظرات الرجل: إتجه مُباشرة الى المكان المحدد وهو يتنفس الصُعداء فأخيراً سيرتاح بعد قلق دام لسنة كامله فتلك الملفات حقاً حقاً كانت تعني النهايه .. ولكن .... كانت رهينته تكذب ..
دُهش الرجل في حين راق للشاب دخوله في الأحداث فأكمل: لقد تم قتل الرهينه .. الرجل بالفعل مات .. كذب عليه وجعله في معمعة لا نهاية لها .. فلا أحد مُطلقاً يعرف عن مكانها سواه هو والذي بذكاء قرر الكذب بما أنه لا مناص من الموت على يديّ هذا المُجرم .. مرت على هذه القصه العديد من السنوات وزميلي هذا ما زال يبحث كالمجنون عن تلك الملفات ولم يستطع أن ينام براحه ولا لليله ..
توقف عن سرد قصته بعدها إبتسم وقال: هذه القصه لا علاقة لها أبداً بما يحدث هُنا ..
إمتعض وجه الرجل ببعض الإستياء المصحوب ببعض علامات الألم الواضحه على وجهه في حين قال الآخر: كُل مافي الأمر أني منذ سماعي لهذه القصه وأنا لا أقتُل رهينتي أبداً قبل التأكد من وجود ما أُريد في المكان الذي أخبرتني به ..
إعتدل في وقفته وتقدم من الرجل ..
إنحنى بعد أن سحب نفساً عميقاً من سيجارته وقال بإبتسامه: لهذا لك فترة وجيزه للتفكير بحياتك حتى أتأكد من الشريط الذي أُريده .. بعدها سآتي لأُلقي عليك تحيةً أخيره ..
ونفث بعدها الدُخان في وجهه وإعتدل واقفاً وتعلو شفتيه إبتسامه ملتويه وخبيثه وهو يستمع الى سُعال الرجل ..
إلتفت وخرج من المكان مُتجاهلاً صراخ الرجل وهو يُلقي عليه وابل من العروض المُثيره والتي إنتهت بترجيه لتركه يعيش ..
ولكن هذا الترجي لم يطول فلقد أُغلق الباب وإنقطع صوته تماماً ..

***











20 Desember
4:20 pm


إنتهت من إرتداء ما أُعطي لها من ثياب ..
بنطال جينز طويل وضيق رماديّ اللون وقميص أبيض أنيق من الشيفون مع وشاح خفيف لفّته على عُنقها ثُم أخرجت خُصلات شعرها القليله والقصيره من تحته وأسدلته بكُل أريحيه ..
إرتدت القبعة الصوفية الرمادية اللون التي غطت مُقدمة رأسها وأُذنيها ولم يتبقى من شعرها سوى تِلك الخُصلات التي لا يتجاوز طولها حد كتفيها ..
تنهدت وتقدمت من المرآة لتُلقي نظرةً عامه على شكلها ..
حدثت نفسها قائله: يبدو بأن هذه الملابس تعود لإبنتها التي حتى هذا اليوم لم أُقابلها قط .. قالت بأنها تملك ثلاثة أبناء وعلمتُ من حديثها بأنها مُتزوجةٌ أيضاً وزوجها على قيد الحياة .. فلما إذاً لم أُقابل سوى إدريان هذا ..؟! أين البقيه ..؟! هل من المُمكن بأن والدهم مثلاً قرر السفر فذهبوا معه بينما بقي إدريان من أجل عمله ..؟!
هزّت كتفيها بعدها توقفت عن التفكير بالأمر وبدأت تنظر الى نفسها ..
لأول مرة تستوعب بأن آخر مره وقفت لتتأمل مظهرها كان في آخر يوم لها بالمُستشفى ..
أخذت تُفكر بالأمر بشكل أعمق .. ما السبب الذي دعاها تنسى هذا ..؟!
إنها مُتفرغة دائماً ولا عمل لها سوى النوم والأكل فلما ..؟!
هل السبب يعود لأنها قبل أن تفقد ذاكرتها كانت تكره مثل هذه الأمور الخاصة بالفتيات كالتزيين المُستمر وتأمل الوجه كُلما تم المُرور بالمرآه ..!
فترة صمت حلّت عليها قبل أن تبتسم وهي تقول لنفسها: كُفي عن المُبالغه وربط كُل تصرف بشخصيتك السابقه ..
أخذت المعطف السُكري الذي يصل الى منتصف فخذها وإرتده وهي تخرج من الغرفه ..
نزلت الى الدرج فهذا اليوم سوف تذهب مع الشقراء الجميله جينيفر للسوق ..
أصرت عليها جينيفر بالنزول الى السوق وشراء كُل ما تحتاجه من ملابس وأدوات تزيين ومُكملات أُخرى ..
قالت لها بأنك قد تمكثين أكثر ولابد بأن تسدي حاجتك من كُل شيء ..
إبتسمت وهمست لنفسها: إنها طيبه للغايه .. أحسد إدريان والبقيه على أُمٍ مثلها ..
خرجت فإذ بجينيفر كانت للتو قد إستقلت السياره فتقدمت وجلست في الخلف بجانبها وهي تقول: أعتذر على تأخُري ..
إبتسمت لها جينيفر تقول: لا لم تتأخري قط ..
صعد السائق وجلست بجانبه إحدى الخدم والتي ستتكفل بحمل المُشتريات في السوق ..
تحركت السياره وخرجت من سور المنزل وشقت طريقها الى المكان المقصود ..

ألقت آليس نظرة خاطفه الى جهة جينيفر وهي بحق مُنبهرة من جمالها وأناقتها في كُل شيء ..
من يراها لن يُصدق بأنها تملك ثلاثة أبناء أصغرهم يدرس بالجامعه ..!
تسائلت في نفسها هل زوجها أيضاً يبدو صغير السن أو لا ..؟!
هل عندما يذهبان مع بعضهما يضنونهم الماره متزوجان أو أب يخرج مع إبنته ..؟!
إبتسمت ضاحكه على التخيل الأخير بعدها تسائلت عن إبناها الآخران ..
إدريان كان بغاية الوسامه وقد ورث كُل الصفات الجيده من والدته - هي أصلاً لا تملك أي عيب - !
تسائلت عن شكل إبناها الآخران ..؟! هل هما بمثل جمالها أم أن الجينات الجيده لم تُحالفهما حظاً ..؟!
نظرت الى جينيفر قليلاً بعدها قالت: امم لم أُقابل بقية العائله .. إدريان فقط من رأيته .. فماذا عنهم ..؟! هل هُم مُسافرون ..؟!
إبتسمت جينيفر تقول: ماذا ..؟! مُستحيل .. هذان الإثنان الوحيدان الذان لا يُمكنهما السفر بسهوله ..
أبعدت الخصلة الشقراء التي سقطت على وجهها وأكملت: إبنتي الصُغرى طالبةٌ جامعيه وهذه سنتها الأولى في تخصصها الجديد لذا لا يُمكنها السفر بل التركيز على الدراسه لكي تثبّت الاساسيات العامه بقسمها .. والآخر هو الإبن الأكبر لذا هو منشغلٌ كثيراً مع والده في إدارة شؤون العمل ..
هزّت رأسها بتفهم ولكن لم تستطع منع فضولها فقالت: وهل هذا سبب كافي لتغيبهم الطويل عن المنزل ..؟!
ما إن أنهت جملتها حتى إستوعبت بأنها لم تستعمل الكلمات المُناسبه لتسأل سؤالها ..
بل إن الكلمات التي إختارتها ... جعلتها تبدو وكأنها سُخريه أو إستنقاص ..!
ظهرت الصدمه على وجهها بعدها تداركت الأمر بسرعه تقول: لا لم أقصد أن أسأل بهذه الطريقه الوقحه .. أعتذر و...
قاطعتها جينيفر تضحك وتقول: أنتي مُمتعه ..! لا بأس لا ألومك فالأمر بحق يبدو غريباً بالنسبة لك ..
توقفت السياره وترجل السائق منها فاتحاً الباب فنزلت جينيفر وهي تقول لها: سأشرح لك الأسباب لاحقاً فلدينا مشوار طويل لهذا اليوم ..
إبتسمت آليس وهي تتأملها قبل أن تهمس لنفسها: طيبه ومُتفهمه .. أتمنى لو تكون أُمي ... أُماً رائعه مثلها ..
تنهدت بضيق ونزلت هي الأُخرى من السياره بعدها دخلتا الى هذا المُجمع الضخم والذي يحتوي على شتى أنواع مراكز الملابس والمُستلزمات الأُخرى ذات الماركات العالميه الشهيره ..
دخلت تنظر حولها بإنبهار فكُل شيء هُنا مُلفتاً للنظر ..!
الأضواء المُختلفه حيثُ لكُل جهة ألواناً خاصةً بها لتُعطيها مظهراً مُميزاً أو لأنها الأضواء التي تُمثل ألوان ماركتهم ..
هذا غير عن تلك اللوحات الضخمه المنتشره والمليئه بالإعلانات الجذابه ..
فهُنا إعلان مُثير لعطر نسائي وهُناك إعلان لشركة أفلام تستعرض فيها أحد أهم أفلامهم الناجحه وهُناك ....
توقفت تنظر الى هذه اللوحه الإلكترونيه التي تستعرض صورةً لفتاة تُعلن عن قُرص غِنائي ..
لم تستطع منع نفسها من عدم الوقوف .. الفتاة جذابه ..!
عيناها ساحرتين ذات لونٍ أخضر عميق وشعرها قصير جداً بلون أسود قاتم يتخلله خصلتين أو ثلاث خصلات زرقاء ..
على الرغم من وجهها الصغير إلا أنها تمتلك جاذبيه كبيره ..
جينيفر: ماذا تفعلين ..؟!
إستيقضت آليس من تأملها الطويل ونظرت الى جينيفر تقول: آه أعتذر .. جذبتني هذه الفتاة فنسيت نفسي ..
نظرت جينيفر الى الفتاة فإبتسمت تقول: آه إنها كاتالين .. آيقونة جمال مؤوسسة WRPG الترفيهيه .. مُغنيه ومُمثله وعارضه ..
أكملت قبل أن تُكمل مشيها: بالمُناسبه هي في ذات المؤسسه التي ينتمي إليها صغيري إد ..
عقدت آليس حاجبها قليلاً بعدها لحقت بها عندما إستوعبت بأنها تقصد إدريان ..
بقيت تمشي بجوارها وهي تقول: مُغنيه ومُمثله وعارضه ..! يالها من مواهب من الصعب أن يجمعها الفنان مرةً واحده ..
جينيفر: نسيت أن أضيف بأنها تُجيد الرقص لذا هي من تؤدي الرقصات في كليباتها ولا تحتاج الى راقصات رئيسيات سوى بعض المُساعدات .. إنها نادره والكثير من المؤسسات ترغب حقاً بضمها إليها .. ولكن من ظفر بها هي WRPG ..
هزت آليس رأسها وهي تنظر الى اللوحة التي إبتعدوا عنها كثيراً ..
في إعلانها عن قرص الموسيقى ... هل يُخيّل لها بأن تلك الفتاة غامضه وكئيبه أم أنها الحقيقه ..؟!
لا تدري .. رُبما في هذا الإعلان حرصت المؤسسه على تُعطي هذا الطابع ليتناسب مثلاً مع أغاني الألبوم الذي تُعلِن عنه ..
إضطُرت بعدها التوقف عن التفكير في هذا الأمر بعدما دخلوا الى أول محل ملابس وإنشغلت بعدها كثيراً ..
لأكثر حتى من أربع ساعات ..!

***











5:55 pm


شركة WRPG الترفيهيه ..
جلس على الأريكة الكبيره بداخل الإستديو وزفر بتعب بعد أن أنهى لتوه تسجيل مقطع من أُغنيته الجديده ..
تقدمت منه إحدى الفتيات وناولته كوب ماء فأخذه وشربه على دُفعات ..
نظر الى الرجل البدين الذي يجلس أمام العديد من الشاشات المليئه بالتردادات الصوتيه وسأله: كيف كان ..؟!
إبتسم الرجل وعدّل من نظارته الطبيه يقول: لقد كان أدائك أفضل من الأمس بكثير .. عليك أن تكون هكذا دائماً إدريان حتى لا تُتعب نفسك بإعادة التسجيل أكثر من عشرات المرات ..
ضحك إدريان وقال: لا أُتعب نفسي أو تقصد لا أُتعبُك ..؟!
ضحك الآخر بعُمق يقول: ذكي كعادتك وهذا ما أُحبه فيك ..
سحب إدريان عُلبة مشروب للطاقه من على الطاوله ورشف منه قليلاً قبل أن يسأل: كم ستأخذ وقتاً حتى تُصبح الأُغنية جاهزه ..؟!
تكتف الرجل قليلاً بتفكير قبل أن يقول: بالوضع الطبيعي رُبما يومان ولكن يُمكنني إنهاؤها مُبكراً لو كُنتَ مُستعجلاً ..
تنهد إدريان يقول: لا لا عليك فلدي تسجيل أُغنيتان أُخرتان قبل أن يكتمل الألبوم .. وأنا حقاً أُعاني من هذا ..
عقد الرجل حاجبه يقول: من ماذا تُعاني ..؟! كُل شيء مُتوفر في الشركه .. وإن كُنتَ تقصد الإجهاد فيُمكنُك أخذ قسطاً من الراحه فعلى أية حال نحن لم نُحدد بعد موعد إصدار الألبوم للعامه لذا لا حاجة لأن تضغط على نفسك ..
هز إدريان رأسه يقول: ليس هذا ما أقصده ..
إمتعض وجهه وأكمل بإنزعاج: بعد إصداري لإلبومين أصبحتُ مزاجياً وصُلب الرأس أكثر مما يجب .. مهما بلغت عدد كلمات الأغاني التي عُرضت علي سواءاً كُتّابها من داخل المؤسسه أو خارجها فأنا لا يُمكنني الإقتناع بأي واحده منهن ..!
خلخل يده في شعره مُكملاً بإنزعاج: ولارك المُزعج يضغط عليّ كثيراً بقوله ككلمات مثل كفاك دلالاً أو كُن جدياً والكثير ..! لما لا يُمكنه فِهم مزاجي ..؟!
تنهد الرجل وقال: لما لا تأخُذ من كتابات لورا ..! أغانيها ذات إحساس عميق ..!
أمال إدريان شفتيه يقول: أراها مُمله ..
الرجل: إذاً ماذا عن كلمات فابريان ..؟! إنه يستخدم العديد من المُصطلحات الدارجه بين أواسط الشباب وهذا ما يجعلها الأقرب لهم ..
أمال شفتيه وأجابه: نعم كلماته جميله ولكن تناسُقها يُزعجني ..
الرجل: إذاً جان ..؟!
إدريان بملل: كلماته تجعلني أشعر بأني أقرأ نثراً أو نصوصاً في كُتب الأدب ..!
مط الرجل شفتيه يقول: لارك مُحق .. أنت مُدلل وكُل أعذارك تدل على هذا ..
إدريان بملل: إني لا أشتكي كي تقف في صفه ..! ساعدني يا رجل ..
تنهد وقال له: لو أنك تترك التسكع المُستمر وتُركز أكثر على عملك لما زاد تفكيرُك المُتمرد هذا .. حسناً لا بأس سأبحث لك عن كاتب أغاني جديد ومُميز .. هل هذا جيد الآن ..؟!
إبتسم إدريان يقول: لهذا أُحبك وأُحب التسجيل عندك على الرغم من وجود من أهم أفضل منك في المُؤسسه ..
ضاقت عينا الرجل يقول: تُجازيني بسخريه ..؟! أهكذا تردُ الجميل ..؟!
ضحك إدريان يقول: يكفيك أني أُحبك ..
قطع حديثهما فتحُ الباب ..
صفر الرجل البدين يقول: أميرتُنا في مكان عملي ..! ياله من تشريف ..
إبتسمت إبتسامه خافته تكادُ لا تُرى وتقدمت مُصدرةً صوتاً عاليا بكعبها الأسود حتى وقفت أمام إدريان والذي إبتسم يقول: ماذا هُناك كاتي ..؟!
وضعت يديها خلف ظهرها تقول: أُحب عندما تُناديني بهذا الإسم ..
إبتسم ووقف فرفعت رأسها الذي بالكاد يصل الى كتفيه في حين إنحنى مُقترباً من أُذنيها وهمس: أنتي مُتفرغةٌ هذه الليله ..؟!
أمالت رأسها قليلاً تقول: آه كثيراً جداً .. لكن إن كان لديكَ شيئاً مُهماً أستطيع تأجيل أعمالي من أجله ..
إلتوت شفتيها بإبتسامه وهي تنظر الى عينيه بطرف عينها وسألت: لذا هل أنت مُصر للغايه ..؟!
إبتسم مُظهراً نابيّ أسنانه وهمس: خبيثه ..! سأنتظرك بسيارتي عند العاشره ..
بعدها تفاداها وخرج فإبتسمت في حين تنهد الرجل البدين وعلق: أحسدُ إدريان على علاقته مع فتاةٍ جميلةٍ مثلك يا كاتي ..
إختفت إبتسامتها فوراً ونظرت إليه بهدوء ولكن بعينين تشُعان حدةً وغضباً ..
إرتعش مُتفاجئاً من نظرتها هذه ولم يعلم ماذا يفعل فهو لا يضن بأنه أخطأ بكلمةٍ واحده ..
إستدارت بعدها خرجت وصفقت الباب خلفها بقوةٍ تُناقض مظهرها الهادئ والرقيق ..
بلع ريقه وهمس: هل قُلتُ ما يُغضبها ..؟! وااه عليّ تحذير إدريان من التعمق بعلاقته مع هذه المُضطربة الشخصيه ..!
إبتسم بعدها وهمس: سُحقاً لها ..! كيف لها أن تكون بهذا الجمال حتى وهي غاضبه ..؟!


أخرج إدريان هاتفه وتوقف في مُنتصف الممر الواسع والذي يُطل عن يساره على جدار زُجاجي كبير يُطل على المدينه ..
أمال شفتيه مُتعجباً من إتصالها فرد مُجيباً: أهلاً إليان ..
جاءه صوت أُخته التي تصغره بثلاثة أعوام تقول: إد لا تذهب الى منزل ماما لهذه الليله .. أُريد الإختلاء فيه لوحدي ..
رفع حاجبه وإبتسم مُستفزاً: هل تُعاني أُختي من صدمةٍ عاطفيه يا تُرى ..؟!
إبتسمت وردت على إستفزازه قائله: إنها أنا من تُصيب جميع الرجال بصدمات عاطفيه لذا هذا مُستحيل ..!
ضحك إدريان وعلق قائلاً: أُحبك وأنتي تُجيبينني بهذا الشكل ..
إبتسم بعدها وغمز قائلاً: إيلي حبيبتي .. هل تعرفين فتاةً بمثل شخصيتك كي أُواعدها ..؟!
أجابته بنبرةٍ فيها بعض الإستنكار قائله: مثلي ..؟!! إد لما لا تكفُ عن طلب المُستحيل مني ..!! أنا لستُ بساحرةٍ كما تعلم ..!
ضحك قائلاً: صدقيني أنتِ كذلك ..
إليان: وعلى أية حال ألا تملُ من علاقاتك الكثيره ..؟! كيف لك أن تمتلك ذاكرةً لتحفظ جميع الفتيات هكذا ..؟! أحسُدك ..
إبتسم يقول: عليّ ألا أجعل وسامتي تضيعُ هبائاً ..
تنهدت قائله: أنواعك من الشباب هم آخر نوع أُفكر بالإرتباط به .. على أية حال كما أخبرتُك .. لا تأتي هذه الليله الى المنزل ..
وأغلقت بعدها الهاتف فتنهد ونظر الى شاشة هاتفه يقول: كعادتها وقحه .. هههههه أُحبها وهي كذلك ..
وضع الهاتف في جيبه وأكمل طريقه ولكنه توقف قليلاً وقال: صحيح .. إيلي لا تعرف بعد بأمر الفتاة التي تقطن في منزل والدتي ..!
إبتسم بعدها وهمس: يااه يالها من خساره .. سيفوتني العرض المُبهر الذي ستفعلُه صغيرتي إيلي ..

***



JAN 05-15-2020 10:06 PM




5:10 pm

روتينها أصبح أكثر من مُجرد روتين مُمل ..
وصل الى حد كونه قاتلاً ..!
منذ أن حظرت لهذا المنزل وهي تجلس تأكل تمشي وتنام فيه فقط لا غير ..
مرة واحده خرجت للتسوق مع تلك الشقراء وبعدها لا شيء ..
إنه أشبه بكونه مهجور فأولادها تكاد لا تراهم ..!
بل إن صاحبة المنزل نفسها تكاد لا تراها البته ..!
ماهذا المُجتمع المُمل ..؟!
أصبحت لا تُطيق البقاء فيه أكثر ..
تنهدت بعُمق وهي تجلس على أحد الأرائك المتواجده بالقرب من مدخل الباب وبيدها هاتف محمول جديد كانت قد إشترته لها تلك الشقراء قبل فتره ..
منذ أن فتحته وحتى الآن وهي فقط تدخل الى مُتصفح اليويتوب تُقلب فيه ..
الحسنة الوحيده هُنا هو أن سرعة الإتصال لديهم رائعه ..
أوقفت المقطع المُضحك الذي كانت تراه عندما شاهدة مُدبرة المنزل تمشي مارةً من أمامها ..
نادت عليها قائلاً: لحضه ..
إلتفتت إليها المُدبره وقالت بهدوء: نعم ..؟!
أمالت آليس شفتيها فبحق هذه المُدبره تُزعجها كثيراً ..
إسلوبها مُحترم ولكن من الواضح أنه مُبطّن بالكثير من الوقاحه ..!!
إبتسمت وقالت: هلّا سألتُك بعض الأسئلة إذا سمحتي ..؟!
المُدبره بهدوء: تفضلي ..
مطت شفتيها .. هاهي تفعلها مُجدداً .. تتحدث بإحترام مُبطن بوقاحه ..
حاولت تجاهل هذا وهي تقول: الإبن الأوسط فنان لهذا أستطيع أن أقول بأنه من الصعب عليه أن يكون دائماً في المنزل .. لكن ماذا عن الآخران ..؟! الإبن الأكبر والإبنة الصُغرى ..؟! ما عملها حتى لا أراهما سوى مرة واحده فقط ..؟!
بقيت المُدبرة تنظر إليها لفتره فهمست آليس بداخلها: "إن تجاهلتي الإجابه فلن أغفر لك ..!! هيّا فأنا أُحاول أن أكون لطيفة معك فقط من أجل السيدة جينيفر" ..
المُدبره بهدوء: الإبن الأكبر يعمل في إحدى فروع شركات والده .. والصُغرى في سنتها الثانية من الجامعه ..
رفعت آليس حاجبها تقول: أعرف هذا الأمر ..!! لكن فترة عملهما ودراستهما تكون في الصباح فلما لا يأتيان في المساء وينامان هُنا ..؟! ما الذي يمنعهما ..؟!
المُدبرة: إذا .. هل تُريدين مني إرغامهما على الحضور هُنا كُل يوم ..؟!
تفاجأت آليس وقالت بسرعه: لا ليس هذا ما قصدته ..
المُدبره: حسناً .. أستميحك عُذراً ..
بعدها إلتفتت وغادرت .. تنهدت آليس وهمست: تُزعجني بحق ..
فتحت هاتفها وعاودت إكمال المقطع وهي تُكمل: لن أسألها عن شيء مُطلقاً ..
إنتهى المقطع الذي من المُفترض أن يكون مُضحكاً وهي لم تبتسم حتى ..!
رمت الهاتف بجانبها بملل بعدها وقفت وقررت الخروج الى الحديقة تُراقب غروب الشمس فهذا أفضل ..
فتحت الباب وخرجت مرتديةً حذائاً منزلياً زهري اللون يُناسب لون فستانها الهادئ الذي يصل الى مُنتصف ساقها والذي كان من أحد الملابس التي إشترتها لها جينيفر بالأمس ..
تكتفت تمشي بالحديقة .. لم تكن كبيره ولكن في الوقت ذاته لم تكن صغيرةً أيضاً ..
كانت مُرتبه .. مليئة بأنواع من الشُجيرات والورود التي تم الإعتناء بها جيداً ..
ومن بينها صخور وُضعت للمُشاة تمر بشكل سلس بين كُل هذه الأنواع ..
وبالجهه اليُمنى للحديقة كانت الأرضية مستويه لعبور السيارات حتى وصولها أمام باب المنزل مُباشرةً ..

إبتسمت وهمست لنفسها: المكان مُبهر .. للحضه أتمنى أن أملك منزلاً كهذا حقاً ..
تنهدت بعدها أكملت: كيف كان منزلي ..؟! هل هو جميل هكذا ..؟! أم أني أنحدر من أُسره فقيره ..؟!
وهاهي التساؤلات عادت لتغزو تفكيرها مرة أُخرى ..
مهما حاولت أن تتجنبها تأتيها من حيث لا تعلم ..
هزت رأسها مراراً لتُبعد هذه التساؤلات التي تُقلقها كثيراً وقالت لتُغير الموضوع: ألا يملكون بعض الحيوانات الأليفه ..؟! كالقطط أو الكلاب مثلاً ..؟!
شعرت بإنزعاج كبير عندما أتاها تساؤل في رأسها يقول / هل كُنت أملك حيواناً أليفاً من قبل ..؟!
لما يحدث هذا معها ..؟!
إنها تُحاول تجاهل التفكير بشأن حياتها قبل أن تفقد ذاكرتها فلما لا تستطيع ..؟!
هذا يُتعبها حقاً .. هي لا تُريد ولكن لا يُمكنها ذلك ..!
توقفت عن المشي تدريجياً وهمست لنفسها بشيء من الدهشه: ولكن ..... لما أنا لا أُريد ..؟! لما أرفض التفكير في حياتي الى هذه الدرجه ..؟!
لحضة سكون مرت عليها وهي تتأمل تساؤلها هذا ..
نعم .... لقد أحسّت بهذا ..
بأنها تملك رغبة كبيره بداخلها تجعلها لا تُريد التفكير في ماضيها ..
لما هي أصلاً تملك هذه الرغبه ..؟!
هل السبب حقاً هو الخوف من الإشتياق ..؟!
أو الخوف من طبيعيه حياتها السابقه التي قد تصدُمها ..؟!
نعم .. هذان هما سبباها ..
هذا هو الشيء الذي تخشاه .. الخوف من الإشتياق والخوف من معرفة طبيعة حياتها السابقه ..
بالتأكيد هذه هي الأسباب فهذا طبيعي ..
أي شخص في مكانها سيخاف من هذان الأمران ..
أجل هذا طبيعي .. جداً ..
إتسعت عيناها من الصدمه عندما أحست بدمعة حارقه تشق وجنتيها ..
رفعت أصابعها لتتحسسها ..
لا ..
هذا ... ليس طبيعي ..
هذا ليس هو سببها الحقيقي ..
إرتجفت شفيتها وشعرت بقشعريرة تهز خلاياها بقوه ..
جثت على رُكبتيها وضمت نفسها بيديها ..
هذا الشعور مُخيف ..!
شعور الخوف .... شعور عدم الإحساس بالأمان ..
لما يجتاحها هذا الشعور ..؟!
لما هو يُضيق عليها الخِناق الى هذه الدرجه ..؟!
هذا مؤلم .... جداً ..
: أبي ..!!

إنتفضت للحضه وكأنها إستيقضت من كابوس ما عندما جائها صوتُ شخص يُناديها ..
إلتفتت الى الخلف فإذ هو الحارس العجوز الذي رأته من قبل يحرس البوابه ..
بقيت تنظر إليه بعينيها الجاحضتين قبل أن يُعيد سؤاله مُجدداً يقول: هل أنتِ على ما يُرام ..؟!
بلعت ريقها بعدها إبتسمت بتوتر وهي تقول: أ أجل ..
هز رأسه بإبتسامه حنونه بعدها عاد الى مكانه ..
تبعته بنظرها وهو يبتعد ..
هل كان قلقاً عليها ..؟!
يبدو هذا فلقد ترك مكانه من أجل الإطمئنان ..
وقفت بهدوء ونظرت بعدها الى راحة يديها ..
ذاك الشعور الذي إجتاحها لثواني .... إختفى ..
بقيت تتأمل يديها لفتره قبل أن تهمس: لما هو ..؟! لما هو من بين الجميع ..؟!
ضاقت عيناها بحزن وأكملت: لما ناديتُ على أبي بدلاً من أُمي ..؟!

إنتفضت رُعباً جراء صوت عالي صدر بالقُرب منها ..
إلتفتت الى جهة الصوت تقول: يا إلهي ..!! لقد أخافني هذا ..!
تقدمت من جدار المنزل الجانبي حيث الصوت كان قادماً من منزل الجيران على ما تعتقد ..
نظراً الى المكان .. فالصوت قادم من الجار الذي دائماً ما ترى على بابه صبي يقف أغلب الليالي ..
ما الذي يحدث ..؟!
وصلت الى الجدار الذي كان أطول منها .. تلفتت حولها بحثاً عن أي شيء لتصعد فوقه فشاهدت صف من جرّات خزف فيها بعض أنواع النباتات وعلى ما يبدو فلقد أتت هذه الدُفعة ليتم زراعتها ولكن لم يحدث هذا بعد ..
تقدمت منها وصعدت فوق إحداها مُحاولة تجنب إيذاء النبته فإستطاعت الوصول الى نهاية الجدار ..
تمسكت بنهايته ورفعت جسدها قليلاً فعقدت حاجبها عندما رأت لوحةً كبيره مكسورةٌ في منتصف ساحة منزلهم الصغيره ..
ماذا حدث ..؟! لا أحد موجود سوى اللوحة المكسوره ..؟!
تنهدت بعدها تركت الجدار لتنزل ولكن رجلها لم تأتي سوى على طرف الجرة فإختل توازنها وسقطت أرضاً ..
جلست بسرعه فتنهدت براحه عندما لم تنقلب الجرة معها ..
بعدما إطمئنت للتو شعرت ببعض الآلام ..
وقفت ونظرت الى ملابسها ..
عقدت حاجبها تقول: يا إلهي لقد تمزق من عند الصدر نتيجة الإحتكاك بالجدار ..! إنه جديد ..
شعرت بأنها قد تبكي وهي تُكمل: وثمنه كان باهضاً ..!!! أُراهن بإنه أثمن من حياتي حتى ..!

***








7:30 pm

إسترخى على أريكة صالته المتوسطة الحجم بعد أن أحضر لنفسه علبة مشروب غازي والقليل من المأكولات الخفيفه ..
أخذ نفساً عميقاً وفتح دفتره الكبير الخاص بتلخيص مُحاضراته ..
اليوم كانت المُحاضرة تدريبيه وكُل مجموعه قامت بشرح ما أعطاهم إياه الأسبوع الماضي ..
والآن هو يملك ملفاتهم .. قيّم أدائهم اليوم في الصف وبقي الآن يُقيم تحضيرهم ليُعطيهم الدرجة النهائيه ..
قلّب في الملف الأول لبعض الوقت بعدها كتب في دفتره الأخطاء التي إرتكبوها والتي أيضاً لم يكتبوا عنها ..
أخذ الثاني ثُم الثالث وبعده الرابع ..
أخذ بعدها نفساً عميقاً يُريح نفسه فلقد أنهى أربع مجموعات في نصف ساعه ..
وهذا كثير .. لقد تعب حقاً ..
نظر عن يمينه حيث بقي هُناك سبع ملفات أُخرى ..
أمال شفتيه بعدها عاود الإسترخاء وأخذ جهاز التحكم وبدأ يُقلّب بين القنوات ..
أمال شفتيه للحضه بعدها رمى برأسه الى الخلف وأغمض عينيه ..
هو ..... يرغب بالنوم ..
رن الجرس فمط شفتيه وبدى الإنزعاج على وجهه وهو يهمس: لم تمر ثانية على قول رغبتي ..!
تجاهل الرن فهو إما عجوز العماره يطالبه بدفع إيجار الشقة مُقدماً فلقد إعتاد ذلك العجوز على أن يأخذ الإيجار قبل موعده بثلاث أو أربعه وبعض الأحيان عشرة أيام ..
وهذا مُزعج ..
وربما الطارق هو أحد الجيران فلقد إعتادوا الإطمئنان عليه بين فتره وفتره ..
سيتجاهلهم .. لا رغبة لديه بإستقبال أي أحد ..
فهو مشغول كفاية بمشاريع طُلابه التي لا تنتهي ..!
لو الأمر بيده لما أعطاهم مثل هذه الواجبات ولكن لا يمكنه ذلك ..
عقد حاجبه فلقد إنتبه لتوه أن رن الجرس قد توقف ..
يبدو بأنه مل ..
أغمض عينيه مرةً أُخرى ليأخذ غفوةً قصيره ولكن قبل حتى أن يُتم غمض عينيه رن هاتفه ..
لقد ضاق به الأمر ذرعاً بحق ..!!!
إنها مُجرد غفوه فلما يبخلون بها عليه ..؟!
سحب هاتفه ونظر الى الإسم الذي كان / "الغبي جداً" ..
نظر الى الإسم لفتره بعدها ضحك ضحكة تدل على تورطه وهو يهمس: لا تقولوا لي بأنه هو من كان يرن الجرس ..؟!
أخذ نفساً عميقاً وكأنه يستعد لما هو آتٍ بعدها وقف وذهب بإتجاه الباب ..
فتحه ومثلما توقع .. إنه هو أمامه مُباشرةً ..
إبتسم في وجهه يقول: مرحباً ريكس .. مرة فترة لم تطرق فيها جرس منزلي .. متى كان آخر مره ..؟! قبل ثلاثة أشهر ..؟!
أبعده ريكس من أمامه ودخل ..
ترك حذائه عند الباب ومرّ بهذا الممر القصير قبل أن يصل الى الصالة حيث كان يجلس آندرو قبل قليل ..
نظر الى كُل تلك الملفات والدفاتر على الطاوله بعدها إلتفت وجلس على أريكة منفصله ..
دخل آندرو الذي أغلق الباب خلفه وتقدم يقول: تُريد شرب شيء ما ..؟!
هز ريكس رأسه نفياً وهو يقول بهدوء: لما لم ترد على الباب ..؟!
إبتسم آندرو وجلس على الأريكة المُجاوره يقول: ضننته أحد الجيران وأنا بحق منشغل بما فيه الكفايه ..
نظر ريكس الى ملفات الطُلاب لفتره قبل أن يقول: أما زلت مُصراً على مُزاولة التدريس ..؟!
آندرو وهو يُرتب الملفات جانباً: مهنة مُمتعه .. ولقد إعتدتُ عليها بالفعل ..
نظر الى ريكس وغمز مُكملاً: وراتبها جيد بالإضافة لوجود الكثير من الحسناوات هُناك ..
ريكس بهدوء: وهل يعلم أخاك ..؟!
إنقلب وجه آندرو للحضه بعدها عاود النظر الى الملفات وهو يضعها جانباً وأجاب: ليس وكأنه سيهتم .. دعنا لا نتحدث عنه ..
أنهى ترتيبها فإسترخى بعدها يقول: على أية حال ما سبب هذه الزيارة المُفاجئه ..؟!
إبتسم ريكس بشيء من السُخرية يقول: وهل حدث وأن أعطيتُك موعداً ..؟!
ضحك آندرو يقول: نعم نعم مُحق ..
وقف بعدها يقول: لا يُعجبني الوضع .. أخبرني ماذا تُريد أن تشرب ..
ريكس: أي شيء ساخن ..
هز آندرو رأسه وإتجه الى المطبخ ..
خلال دقائق كان قد أنهى تحضير بعض الشاي الأسود وقدم لريكس كوباً قبل أن يأخذ هو كوباً آخراً ويعود للجلوس في مكانه ..
ريكس: لقد تمت سرقتي ..
شرق آندرو في رشفته بعدها نظر الى ريكس يقول: ماذا تقول ..؟!
رشف ريكس الشاي وهو يقول ببرود: لقد تمت سرقتي ..
لم يستطع آندرو أن يستوعب الأمر .. ربما لأنه قالها بشكل مُفاجئ وعرضي ..
هز رأسه وسأل: ماذا تقصد ..؟!
ريكس بنفس البرود: لقد تمت سرقتي .. ألا يُمكنك أن تفهم جملة بسيطه كهذه ..؟! الأطفال يستطيعون ..
إنزعج آندرو لكنه تجاهل سخريته وهو يقول: حسناً فهمت فهمت .. لكن أي سرقه وماذا سُرق ..؟! إشرح لي ..!
ريكس: قبل ساعه وأنا مُتجه الى السياره .. إصطدم بي فتى صغير مُتعمداً فسقطت الأغراض التي كُنتُ أحملها ..
آندرو بدهشه: وما الذي سُرق ..؟! لا تقل لي أنه ملفاً لصفقة ما أو محفضتك أو ....
قاطعه ريكس: بل قلمي ..
بقي ينظر إليه آندرو للحضات ..
مط شفتيه وشعر بالإنزعاج وهو يقول: سُحقاً لك ..!!!
نظر إليه ريكس ببرود فأكمل آندرو: لا تتحدث بمثل هذه الطريقة قط ..!! جعلتني أقلق على لا شيء ..!! كُف عن هذه التصرفات المُزعجه ..!!
ريكس: وهل أصبحت غلطتي الآن ..؟! أنت من ضن الأمر كبيراً ..
صمت للحضه بعدها أكمل: قلمي هذا كان غالي الثمن إن كُنت لا تدري ..
بدأ آندرو بشرب الشاي وهو بحق مُنزعج ..
فهمس: ليته سرق محفضتك أو أوراقاً مُهمه ..
ريكس بهدوء: وهذا ما حيرني ..
عقد آندرو حاجبه ونظر إليه يقول: ماذا تقصد ..؟!
ريكس: لقد سقطت محفضتي بالفعل .. ولكنه أخذ القلم فقط وهرب ..
آندرو بتعجب: لكن لماذا ..؟! اللصوص بالعاده يسرقون الأشياء التي تُفيدهم ..!! هم يسرقون بحثاً عن المال فبماذا قد يفيدهم القلم ..!!
ريكس: أخبرتُك .. إنه غالٍ ..
آندرو بإنزعاج: لا يهم إن كان غالياً أو لا .. الفتى لن يعرف ثمنه .. المُشكلة ....
قاطعه ريكس: القلم أغلى من محتويات المحفضه ..
لم يفهم آندرو وعندما أراد التحدث عقد حاجبه بعدها قال بدهشه: أنت لا تعني .....
ريكس: الفتى لم يسرق القلم إلا وهو يعرف هذا ..
آندرو بعدم تصديق: مُستحيل ..!! إذا هو ليس مُجرماً عادياً ..!! ماذا فعلتَ بعدها ريكس ..؟!
ريكس ببرود: لا شيء ..
إنفعل آندرو يقول: هل تركت الأمر يمضي فحسب ..!!! الفتى يعرف الكثير عنك .. إنه يعرف حتى محتويات محفضتك ..!!! ألا يعني هذا أن الأمر خطير ..؟! لما تركته يهرب هكذا ..؟!! ياله من تصرف أحمق ..
ريكس: وهل أُطارده لأجل قلم ..؟!
آندرو: بل لأجل نفسك ..!! حتى لو كان مُجرد فتى فبالتأكيد خلفه .....
قاطعه ريكس: من الواضح أنه تهديد غير مُباشر .. تهديد بأننا نعرف الكثير عنك حتى أننا نعرف ثمن أشيائك الخاصه ..
إبتسم بخبث وأكمل: لذا هل تُريد مني التصرف بجُبن وخوف وأُلاحق الفتى وكأن تهديدهم أثّر بي ..؟! دعهم يتخبطوا بتخيلاتهم .. دعني أشغل تفكيرهم بتوقعات كـ"هل فهم وتجاهلنا" أو "هل ضنها مُحاولة سرقة عاديه" أو "هل سرقتنا هذه فشلت بتحقيق مُرادها" أو العديد من التوقعات ..
نظر إليه آندرو لفتره بعدها إبتسم وإسترخى في جلسته وهو يقول: دائماً تتفوق عليّ بتفكيرك ..
رشف ريكس آخر قطرة من الكوب وهو يقول: هذا دليل أنك سطحيّ ..
إنزعج آندرو مُجدداً فصديقه هذا لا يستطيع أن يُنهي أي حوار دون أن يتخلله العديد من السُخريات ..
تجاهل الأمر مُجدداً وهو يقول: ومن تعتقد خلف هذا ..؟!
ريكس ببرود: لا أهتم .. ولن أُحاول معرفة من ..
آندرو: لا أرى من الجيد أن تجعل الأمر ينتهي هكذا .. من الأفضل أن تكون مُلمّاً بكُل شيء حتى تستطيع أن ترد لهم أي هجوم قد يحدث من أي نوع كان ..
ريكس: وأُضيّع وقتي عليهم ..؟! أنت لستَ جاداً ..
تنهد آندرو يقول: أُحب ثقتك العالية بنفسك .. وفي نفس الوقت أخافها كثيراً ..
نظر ريكس إليه يقول بهدوء: هيه آندرو ..
عقد آندور حاجبه وبدأ بالقلق من نبرة صوته فقال: ماذا ..؟!
ريكس: حضّر لي كوباً آخر ..

***










10:30 pm

أنهت لتوها تناول طعام العشاء ..
وكالعاده تناولته وحدها دون وجود أي أحد من أهل المنزل ..
لا الأم جينيفر .. ولا أولادها إدريان وريكس وأليان ..
بإستثناء الإسمين الأخيرين الذين لا تُريد مُقابلتهما فلقد تمنت أن تُقابل جينيفر أو إدريان ..
لقد بدأت تشعر بالملل ..
لا .. بل شعرت بالملل حتى كادت أن تنفجر عروقها من شدته ..
صعدت الى غرفتها كالعاده لتُكمل روتين حياتها مُجدداً ..
جلست على السرير وبدأت تُأرجح رجليها وهي تهمس: إن إستمر الوضوع على هذا الحال فسأموت بلا ريب ..! أفضل أن أكون مُشردة في الشوارع على البقاء في المنزل كأميرة محبوسه ..
صمتت لفتره بعدها إبتسمت وهمست: كالأميرة رابونزل ..
وقفت ومشيت في الغرفة وهي تسرح بخيالها: أبقى كُل يوم لمدة ستة عشر عاماً حبيسة هذه القلعة التي لا أبواب لها .. تأتيني المرأة العجوز كُل يوم و .....
ضحكت وهي تتخيل جينيفر تلك المرأة العجوز وأكملت: تمر الأيام ويزداد شغفي للخروج ..
وقفت أمام النافذه ونظرت منها تقول: حتى يأتي اليوم الذي يأتي فيه الأمير الوسيم على ....
توقفت عن تخيالتها وإختفت الإبتسامة عن وجهها وعبست عندما وقعت عينيها على فتى المنزل المُجاور وهو يقف بهدوء في مكانه المُعتاد ..
سحُقاً .. لقد أفسد عليها تخيلها ..
إلتفتت وعاودت الجلوس على السرير وأرجحت قدميها مُجدداً تقول: إستيقضي أنتِ الأُخرى .. الملل فعل بك الكثير لذا توقفي ..
بدأت تنخفض سرعة أرجحتها لقدمها حتى توقفت تماماً وهي تنظر إليهما بهدوء تام ..
نعم ... لقد نسيت هذا ..
الأمر الذي أشغل تفكيرها كثيراً وهي في المشفى ..
وضعت يدها على رُكبتها وهمست: لقد صدمتني السياره عندما كُنتُ على كُرسي مُتحرك .. هذا ما قالوه لي .. والعجيب أن الطبيب أخبرني بأن قدمي لم تتعرض للكسر خلال السنة الأخيرة على الأقل .. إن كان سبب جلوسي على الكُرسي هو الكسر فهذا مُستحيل فالطبيب أخبرني بأن قدمي لم تُكسر .. وإن كان سبب جلوسي على الكُرسي هو الشلل فإذا من المُفترض أن أكون مشلولة حتى الآن .. فإذاً .... لما كُنت على كُرسي متحرك في حين أني لا أحتاج إليه مُطلقاً ..!! لا يُمكنني أن أفهم ..
وقفت وإتجهت الى المرآه ..
نظرت الى إنعكاس وجهها وهي تهمس: ما الذي كان يحدث لي قبل أن أفقد ذاكرتي ..؟!
بقيت تتأمل نفسها لفتره بعينين حزينتين قبل أن تتسع هذه العينين من الدهشه ..
تقدمت أكثر من المرآه وهي لا تُصدق ما تراه ..
مدت يدها وأعادت شعرها كُله الى الخلف ..
نعم .. لم تُلاحظ هذا فآخر مره وقفت لتتأمل وجهها كان قبل إسبوع تقريباً ..
شعرها .. بالأحرى منابت شعرها ..
إن لونه أشقر ..!!
شعرها لونه بُني محروق .. ولكن ... منابت شعرها الآن ..
باللون الأشقر ..!!
هزت رأسها نفياً وهي تهمس: ما معنى هذا ..؟!
الأمر لا يحتاج لتفكير أبداً ..
فهو واضح .. تماماً ..
شعرها في الحقيقة هو أشقر اللون ..
ولكنها قبل أن تُصدم قامت بصبغه باللون البُني ..
لكن لما ..؟!
اللون الأشقر يبدو جميلاً فلما قامت بتغييره الى لون مُمل كاللون البُني ..؟!
هي لا تفهم .. مُطلقاً ..!




- PART END-





JAN 05-16-2020 09:54 PM





ـ PART 3 ـ



Desamber 22
3:50 pm


أوقف السائق السياره أمام محل حلويات مُغلق فنزلت منها هي وصديقتها وهي تقول لسائقها الخاص: أُركن السيارة في مكان قريب فأنا سأتأخر لوقت ..
هز رأسه قائلاً: حسناً ..
إلتفتت الى صديقتها وبعدها دخلا المحل ..
رفعت صديقتها صوتها تقول: مرحباً أُمي .. لقد أتت معي صديقتي إليان ..
جائها صوت أُمها من الداخل تقول: أهلاً أهلاً جيسي .. إذاً هل تناولتما الغداء ..؟!
جلست جيسي على كُرسي مُريح وهي تقول: نعم لا تقلقي بهذا الشأن ..
جلست إليان بالكُرسي الوحيد الآخر ووضعت حقيبتها على الطاولة الصغيره التي بينهما وهي تقول: ألم يفتحوا بعد ..؟!
جيسيكا: كلا .. لقد غيرنا الوقت فأصبحنا نفتح من الساعة الرابعه حتى العاشره ..
نظرت الى ساعتها وأكملت: بقي أقل من عشر دقائق على فتحه ..
إبتسمت بعدها قامت بشيء من الشقاوه وإقتربت من إحدى الأغطية الزجاجيه وفتحته ..
ظهر الإنبهار على وجهها وهي تنظر الى قطع الكعك الصغير وتقول: إنها بكريمة الجوز المُفضلة لدي ..
نظرت الى إليان وقالت: أتُريدين واحده ..؟!
إليان بتعجب: ألن تغضب والدتُك ..؟!
غمزت جيسيكا تقول: وكيف ستعرف ..؟!
رمتها والدتها بمجموعة أكواب من ورق فأصابتها بمُنتصف رأسها ..
صرخت جيسيكا من هذه الضربة المُفاجئه وإلتفتت الى الخلف لتصرخ بغضب لكنها صُدمت برؤية والدتها تقترب منها ..
إبتسمت وأعادت الغطاء الزُجاجي على الكعك وهي تقول: كُنت أُريد فقط أن أختبر إيلي .. تسائلت إن كانت من النوع الذي قد يفعلها حقاً أو لا .. صدقيني ..
وبعدها هربت الى كُرسيها ..
إنحنت والدتها وأخذت مجموعة أكواب الورق من الأرض وهي تقول: محل والدتك صحيح ولكن هذا لا يعني أن تأكلي ما تشائين وقتما تُريدين ..!!
نظرت الى إبنتها وأكملت بصرامه: مفهوم ..؟!
إبتسمت جيسيكا تقول: حسناً مفهوم .. أعتذر عن ذلك ..
تنهدت والدتها بعدها نظرت الى إليان وقالت: كيف حالُك عزيزتي ..؟!
إبتسمت إليان تقول: بخير يا خاله .. ماذا عنك ..؟!
الأُم: بخير ..
بعدها إلتفتت تُكمل توضيب المكان وتجهيزه للزبائن ..
وضعت جيسيكا رجلاً على رجل وهي تقول: حسناً إيلي .. ماذا تُريدين ..؟!
تعجبت الأُخرى وقالت: أُريد ماذا ..؟!
غمزت جيسيكا تقول: يوم ميلادك بعد عشرة أيام .. تدللي وأخبريني عن الهدية التي تُريدينها ..
تنهدت وقالت بشيء من الملل: أي شيء سيفي بالغرض ..
مطت جيسيكا شفتيها بعدم رضى وقالت: إنه عيد ميلادك .. أوليس عليك أن تكوني مهتمه ولو قليلاً ..؟! الوحيدة التي لا تفرح بقدوم عيد ميلادها هي أنتِ ..!
إليان بشيء من الملل: وما المُميز فيه ..؟! اجتماع مع الأصدقاء وحفلة كبيره .. العديد من الهدايا والمرح وفقط .. تكرر هذا الروتين كُل سنه حتى أصبحتُ أملّه ..
كشرت جيسيكا في وجهها تقول: خسارة حماسي لعيد تمل صاحبته منه ..!
إلتفتت تنظر الى أُمها التي كانت تفتح باب المحل فبدأت تهمس لنفسها: كان عليها مُجاراتي على الأقل .. يالها من بغيضه ..
ضحكت إليان وقالت: جيسي حسناً حسناً إسمعي .. أنا أُحب حلوى الماكرون بنكهة الفُستق .. سأُسعد كثيراً لو صنعتيها لي أنتِ بنفسك ..
إبتسمت وأكملت: ولا تكوني بخيله .. إشتري لي معها شيئاً جميلاً .. كعقد صغير أو زينة هاتف من النوع الذي أُحبه ..
فكرت جيسيكا قليلاً بعدها قالت: لستُ بارعه بصُنع حلوى الماكرون .. لكن لأجلك سأجعل أُمي تُعلمني ..
ضاقت عينيها وأكملت: لذا بالمُقابل كوني مُتحمسة لعيد ميلادك فأنا قطعاً لن أحضر إليه إن شعرتُ بشيء من البرود أو الملل من ناحيتك حسناً ..؟!
إليان: هههههههههه حسناً حسناً ..

***










Desamber 25
4:30 pm


مرت عليها الأيام من دون أي جديد ..
تململت كثيراً من روتينها المُتكرر حتى وصلت الى حد الإنفجار ..
لا تُنكر بأن تلك السيدة جينيفر اللطيفه تهتم كثيراً لها وتمدها بالمال والمُساعدات المُختلفه ..
إلا أن هذا لم يعُد يطاق ..
هي ليست بحاجة المال .. أو بحاجة شراء المُستلزمات الأُخرى ..
هي بحاجة التحدث الى أحد ..
الى الخروج ..
الى التلخص من كُل هذا الرتم المُمل المُتعب ..!
جينيفر لا تأتي سوى مرة في اليومان وتكون زيارتها سريعة جداً ..
إبنها إدريان لا يأتي هو الآخر إلّا نادراً .. على الأقل لا بأس به فهو يتحدث معها بين فنية والأخرى ولكن زياراته هو أيضاً قصيره وقليله للغايه ..
وأما إبنتها الغريبه تلك لم ترها منذ ذلك الموقف ..
حتى إبنها الآخر لم تره أيضاً ..
والآن لا أحد في المنزل غير الخدم سوى تلك المُدبره المُتعجرفه ..
مهما حاولت التحدث معها ترد عليها بردود قصيره بأسلوب مُزعج ..
إنها حتى عندما تتحدث الى أحد الخدم تتدخل تلك المُدبره وتطلب من الخادمه ألا تتوانى عن عملها ..
ألا يحق لها بعد كُل هذا أن تشعر بالملل القاتل ..؟!!!

تنهدت بعُمق وقامت بخفض صوت التلفاز بعد أن جاء الفاصل الإعلاني الذي قطع عليها مُشاهدة هذا الفيلم الدرامي ..
عقدت حاجبها وإنتبهت بأنها بآخر دث بهذا الفلم لم تكن معهم وشردت بتفكيرها ..
لا .. كان من الواضح بأنه حدث مُهم يوضّح بعض العلاقات بالفيلم ..
كيف لها أن تسرح هكذا ..!
عقدت حاجبها للحضه وهي ترى إحدى الإعلانات التي تخص أحد شركات المطاعم الشهيره ..
بقيت تتأمل الإعلان حتى إنتهى بعدها همست: لا أفهم ..
إسترخت بجلستها أكثر ناظرةً الى السقف وأكملت: فقدتُ ذاكرتي .. لا أتذكر شيئاً عن عائلتي أو عِلاقاتي أو نفسي حتى .. لذا كيف لي أن أتذكر الأمور هذه ..؟! أسماء المطاعم .. الماركات .. المُدن والدول ..؟! كيف لي أن أتذكر كُل شيء ما عدا حياتي الإجتماعيه ..؟! ما عدا أهلي ونفسي وحياتي ..؟!
شردت قليلاً قبل أن تهمس: إنه أمر غامض ..
رن جرس المنزل فإعتدلت في جلستها وإلتفتت الى جهة مدخل الصالة التي تجلس فيها حيث شاهدت إحدى الخدم تذهب الى جهة الباب لتفتحه ..
بقيت تنظر الى جهة المدخل على أمل أن الحاضر هو أحد سُكّان هذا المنزل وينوي البقاء هُنا ..
فهي بحق قد ملّت ..!
عقدت حاجبها عندما شاهدت الخادمه تمر من أمام المدخل ويمشي خلفها شاب تراه لأول مره ..
من يكون ..؟!
هو ليس أحد إبنا جينيفر ..!
وقفت وخرجت من المكان ولحقت بهما ..
ما دام أنه دخل الى الداخل .. إذا له عِلاقه بأصحاب المنزل ..
أي بإختصار .... وجدت شخص قريب من العائله يُمكنها أن تتحدث معه ..
وقفت حالما وصلت الى باب غرفة الزوار بعدما دخل الشاب إليها وأغلقت الخادمه الباب خلفه ..
سألتها قبل أن تذهب: من هو ..؟!
نظرت إليها الخادمه وأجابتها: السيد فرانسوا ....
قبل أن تُكمل حديثها قاطعها صوت الشاب الذي فتح الباب لتوه يقول بإبتسامه: فرانس .. صديق إدريان ..
نظرت الخادمه إليه فأشار لها بالرحيل .. هزّت رأسها وغادرت ..
فتح الباب كُله وعاد الى الداخل فتنهدت آليس ودخلت خلفه ..
جلست على الأريكة المُقابله تنظر إليه فإبتسم لها ..
بادر هو بالكلام قائلاً: إنها المرة الأولى التي أراك فيها .. من أنتِ ..؟!
أشاحت بوجهها تهمس بداخلها: "هذا ما كان ينقصني ..! كيف لي أن أُجيبه الآن ..؟!"
عاودت النظر إليه تقول بإبتسامه: ألم يُخبرك صديقُك عني ..؟!
هز رأسه بالنفي ..
شدّت على شفتيها للحضه وكذبت بعدها قائله: إبنة صديقة جينيفر ..
إبتسم قليلاً بعدها قال: تشرفنا .. إسمُك ..؟!
أجابته: آليس ..
دُهش للحضه وإختفت إبتسامته بعدها ضحك يقول: آه .. تشرفنا مُجدداً ..
عقدت حاجبها وعندما همّت بسؤاله قاطعها يقول: أتُحبين الأغاني ..؟!
أمالت شفتيها فمن الواضح أنه يُريد إخفاء ردة فعله الغريبه تجاه سماعه لإسمها فتماشت معه وأجابته: لا ..
تعجب وقال: حقاً ..؟!
هزت رأسها تقول: لا شيء مُميز فيها ..
بعدها سألته: لما أتيت ..؟! تبحث عن إدريان ..؟!
وضع رجلاً على رجل وأخرج سيجارته يقول: أجل ..
رأشعلها وبعدها أخذ نفساً خفيفاً قبل أن يُكمل: لا يرد على الهاتف وليس موجود في منزل العائله لذا توقعته هُنا .. أو على الأقل أتوقع بأنه سيأتي الى هُنا فهو عندما يختفي هكذا أجده هُنا ..
عقدت حاجبها بعد سماعها لجُملة "منزل العائله" ..
الأمر مثلما توقعت .. هذا ليس المنزل الرئيسي لعائلتهم ..
شعرت ببعض الإنزعاج ..
منزل العائله ..؟! لابد بأنها رائع وحي بوجود العديد من الأفراد فيه ..
تُريد الذهاب الى هُناك ..
رفع حاجبها عندما لاحظ إنزعاجها فإبتسم يقول: ما الذي يُزعجك ..؟!
نظرت إليه قليلاً بعدها سألت: أنت مُغني مثله ..؟!
رفع حاجبه عندما تجاهلت سؤاله فأجابها: لا .. مُجرد صديق طفوله .. لستُ صديق عمل ..
آليس: ماذا تعمل ..؟!
ضحك وقال: هل بدأتُ أُعجبك لتسألي هكذا أسئله ..؟!
إبتسمت تقول: أجل كثيراً ..
إنفجر ضاحكاً فلقد صدمه جوابها الساخر هذا ..
إختفت إبتسامتها عندما وقعت عيناها على عِقده الحديدي الذي يلف عُنقه ..
توقفت ضحكته تدريجياً عندما لاحظ نظراتها ..
رفع يده بتوتر وبدأ بإغلاق أزرار قميصه المفتوح من الأعلى وهو ينظر حوله بحثاً عن أي موضوع يصنعه ويفتحه ..
ضحك يقول: أووه ألا تزال هذه اللوحة هُنا مُعلقه ..؟! أذكرها منذ خمس سنوات ههههههه ..
رفعت حاجبها بعدها إبتسمت ..
لا تعلم لِما إبتسمت ولكن تصرفه الخجول منذ قليل لم تتوقعه منه ..
ضنته شخصاً جريئاً بالنسبة الى كلامه المعسول معها ..
نظرت الى اللوحة التي كان يقصدها فقالت: تبدو جميله وأنيقه ..
إلتفتت الى جهته لتُكمل حديثها لكنه وقف فتعجبت قائله: الى أين ..؟!
نظر الى ساعة معصمه ثُم إبتسم وقال: يبدو بأن إدريان سيتأخر كثيراً .. تذكرتُ موعداً مهما لذا لا يُمكنني إنتظاره أكثر ..
إبتسم لها وقال: سُعدتُ بمُقابلتك حُلوتي ..
بعدها غادر وهي تنظر إليه بإحباط ..
لما غادر بسرعه ..؟! كان عليه البقاء أكثر قليلاً فمُنذ وقت طويل لم تتحدث هكذا مع أحد ..!
تنهدت ثُم إستلقت على الأريكه بشكل طوليّ وأغمضت عينيها ..
هي الآن .... في قمة إحباطها من زيارته السريعة هذه ..

في حين خرج فرانسوا من البيت ووقف أمام سيارته قليلاً ..
مد يده وقبض على قميصه حيث القلادة تحته وهمس: لقد .... كُنتُ مُهملاً ..!

***







7:40 pm


شارع فرعي يمتد ويقطع حي يُقال بأنه هادئ ..
الوصف الأمثل لهذا الحي هو .. الرُقي .. والغرور ..!
سكانه تستطيع أن ترى رُقيهم في كُل شيء حتى في أسلوب إرتداء الملابس ..
ولكن هذا الرُقي المُبالغ جعل صفة الغرور تسود عليهم ..
وبوسط هذا الحي .. وعلى رصيف هذا الشارع الفرعي .. يوجد مقهى ..
مقهى أنيق بطابع يجعلك تشعر وكأنك في عصر التسعينات بلندن ..!
الألوان الداكنه وصور أشهر مشاهير لندن مُعلقه على الجدران ..
إسطورة دراكولا .. شارلوك هولمز .. وغيرهم من مشاهر القصص الخياليه التي تداولها العالم منذ عصور ..

طوله كان يتجاوز المائة وسبعون سانتي متراً .. جسم عريض أو رياضيّ بمعنى أدق .. وبشرة سمراء تكسو وجهه القاسي ..
كُل شيء فيه رجولي بشكل تام ..! العينين الحادتين ذات اللون الأسود .. الشعر ذا اللون البُني المحروق والذي صُفف بشكل عشوائي جعله هذا أكثر إثارة وجاذبيه ..
كُل من في المقهى مُستعد على أن يُراهن بالآلاف بأن سبب نجاح هذا المقهى .. هو وجوده ..!

قدّم كوب القهوة الساخنه الى الفتاة الصبهاء التي تجلس بجوار النافذه ثُم سأل بعدها بنبرته الهادئه الجهوره: أي طلبٍ آخر ..؟!
إبتسمت إبتسامة هائم وهي تقول: هل هذا المقهى يُقدم خدمات أُخرى ..؟!
سألها: مثل ماذا ..؟!
أمالت رأسها قليلاً قائله: طلب شاب من العاملين لمُشاركة الزبائن بشرب القهوه ..؟!
تحولت نظرته الى برود تام لثواني قبل أن يُجيبها: للأسف لا ..
ضحكت بخفه وقالت: نعم أنت مُحق بقولك للأسف ..!
إنحنى وغادر فوراً ..
نظرت إليه إحدى الفتيات العاملات بخدمة الزبائن وهو يمر ..
أمالت شفتيها الصغيرتان ومن ثُم نظرت الى تلك الفتاة الصبهاء وشتمتها بداخلها قبل أن تبتسم لأحد الزبائن وتسأله رأيه ..
إمتازت بشعرٍ قصير .. قصير للغايه يجعلها تبدو كصبي أكثر من كونها فتاة وخصوصاً رفضها التام لوضع أي من مُستحضرات التجميل التي من رأيها أنها تُفسد البشرة لا أكثر ..
قصيره .. بل قزمه لا يتجاوز طولها المائة وخمس وخمسون سانتي متراً ..
نشيطه مرحه ومندفعة في كثير من الأحيان ..
إنحنت بإبتسامه بعدما أخذت الطلب وعندما إلتفتت وقعت أنظارها على النافذه ..
تنهدت وهي ترى في الشارع المُقابل فتاة ثريه تقف بهدوء تام تنظر الى المقهى ..
أمالت شفتيها بعدها دخلت الى الداخل ..
نظرت الى الشاب والذي يُعد الأكثر جاذبيه في المقهى وقالت له: ريو .. الفتيات حقاً لا يُبعدن أغينهن عنك ..
إبتسمت وأكملت: حتى الثريات منهن ..
تجاهلها وهو يأخذ القهوه من يد العامله ومن ثُم إلتفت خارجاً ليُسلم الطلب فضحكت تقول: لا تقل لي بأنك مغرور لهذا السبب ..؟! الأمر مُضحك ..
تنهدت وذهبت الى العامله تُخبرها بالطلب فإبتسمت لها تقول: ألا تكفين عن مُضايقته تيلدا ..؟!
أمالت تيلدا شفتيها تقول: وياليت هذا يُجدي ..
حملت الطلب وأكملت بإبتسامه: ولكن هذا أفضل فلو إستجاب لمُضايقاتي لمللتُ منه وتوجهت لشخص آخر كي أُضايقه هههههههههه ..
وغادرت ضاحكه ..

***



JAN 05-16-2020 09:56 PM



50 pm


إرتدت معطفاً سماوي اللون وطويل يُغطي قميصها الأبيض ونصف بنطالها ومن ثُم وضعت قٌبعة الصوف البيضاء على شعرها ..
إنسدل القليل منه على كتفيها ونظرت بعدها الى وجهها قليلاً في المرآة القريبة من المدخل ثُم إلتفتت لتُغادر ..
أوقفتها الخادمه قائله: سيخرج العشاء بعد قليل ..
فتحت الباب وهي تقول: أخريه لساعه ..
وبعدها خرجت دون أن تسمع كلمه واحده ..
ضمّت المعطف أكثر على جسدها بسبب برودة الجو وإتجهت الى بوابة الخروج من المنزل بأكمله ..
إتكأت بعدها على السور الخارجي تنظر الى الطريق بهدوء ..
أو بالأحرى الى الجهه المُقابله حيث حديقة صغيره أنيقه بجوار فيلة ضخمه ..
والحديقة هذه لم تكن فارغه على الرغم من أنه الليل والمكان عباره عن حي سكني وليس مُنتزه لذا من الغريب تواجد أحدٍ فيه ..
تنهدت وهمست: سأنفجر حتماً ..! سأنفجر لو بقيت يوماً واحداً بالمنزل أكثر من هذا ..! أين جينيفر هذه كي تُخرجني من هذا الوضع ..؟! غابت هذه المرة كثيراً عن المنزل ..!
أنزلت قُبعتها قليلاً لتُغطي أُذنيها فالجو بارد بحق ..
هي تعرف هذا .. ومع هذا أرادت الخروج لعل وعسى يختفي هذا الكبت والضيق من صدرها ولو قليلاً ..
عقدت حاجبها وإلتفتت الى اليسار عندما سمعت صوتاً فشاهدت شاب يمشي على الرصيف ووقف بعدها أمام باب المنزل المجاور ..
ضاقت عيناها قليلاً بعدها عرفت بأنه نفسه الفتى الذي دائماً ما تراه يقف على باب المنزل ..
دخل من الباب القصير الخاص بساحة منزله الأماميه بعدها وقف أمام باب المنزل الداخلي لفتره قبل أن يتجه يميناً قليلاً ويجلس وهو يسند ظهره على جدار المنزل ..
تنهدت وهي تراه فمنزلهم محاط بسور قصير للغايه لذا يُمكنها بسهوله مُشاهدة كُل ما بداخل ساحتهم ..
أمالت شفتيها قليلاً بعدها مشت وإتجهت إليه ..
أسندت ذراعيها على سور المنزل وإبتسمت قائله: لما لا تدخل ..؟!
رفع رأسه فوراً مُتفاجئاً بعدها تجهم وجهه بالغضب حين شاهدها ..
شد على أسنانه قائلاً: لا شأن لك فغادري ..
نظرت إليه قليلاً بعدها إبتسمت قائله: لا ..
غضب جراء ردها فوقف وتقدم قليلاً بعدها إنحنى ليلتقط حصىً من الأرض ..
دُهشت وجلست من فورها كي لا يصل لها أي شيء ..
مالبثت إلا وسمعت صوته قريب جداً وهو يقول: فتاة حمقاء ..
ثُم أسقط الحصى على رأسها ..
لم يؤلمها كثيراً فلقد أسقطه فقط .. فرفعت رأسها وشاهدته يعود الى مكانه وهو يقول: غادري قبل أن أُصبح جاداً ..
إبتسمت تقول: يالك من طفل ..
إلتفت إليها غاضباً فدُهشت للحضه قبل أن تقول: يا إلهي إنك تملك عينان خضراوتان بريئتان حقاً ..! الغضب يبدو مُضحكاً فيها ..
إصطبغ وجهه باللون الأحمر جراء الغضب الممزوج ببعض الإحراج ..
صرخ بوجهها: غادري ..!!
شعرت بأنها أزعجته أكثر مما يجب فإبتسمت تقول: حسناً لكني آمل مُستقبلاً أن نتحدث .. أرغب بحق بالتعرف إليك ..
لوحت بيدها مُكملةً: طاب مساؤك ..
بعدها إلتفتت لتغادر فجائها صوته يقول: أما أنا فلا أُريد لذا أتمنى بألا أراك مرة أُخرى ..
ضحكت وأكملت طريقها وهي تقول بصوت مسموع: هذا مُستحيل ..
دخلت من بوابة الفيلا وهي تُراهن بأن وجهه مُحتقن من الغضب جراء كلامها الأخير ..


***










Desamber 26
6:30 am


أنهت تجهيز نفسها بشكل تام ونظرت بعدها الى ساعة الحائط فرأت بأنه بقي ساعة تقريباً على موعد أول مُحاضرةٍ لها ..
إرتدت حقيبتها التي تحمل ثلاثة على الأقل من كُتبها وبعدها حملت معطفها الأبيض على يدها اليُمنى قبل أن تُغادر غرفتها ..
نزلت من الدرج وأخذ هذا بعض الوقت بما أن غرفتها تقع في الدور الثالث ..
إتجهت الى غرفة تناول الطعام فرأت بعض أفراد الأُسره –أو بالأصح ساكني هذا المنزل- يجلسون على كراسيهم لتناول الإفطار ..
وضعت حقيبتها ومعطفها فوق أحد الكراسي وجلست بلكُرسي المُجاور وهي تقول بنبرة جامده خاليه من أي شيء: مرحباً ..
رفع أخاها الأكبر رأسه عن طبقه ناظراً إليها حيث أنها تجلس بمُقابله تماماً فإبتسم يقول: ما الذي يُغضبُ حبيبتي إيلي مع هذا الصباح ..؟!
رفعت رأسها وإبتسمت تقول: أنت ..
وضع يده على صدره يقول بدراما: لقد كان هذا قاسياً ..
تحدثت فتاة تبدو أصغر منهما وقالت بنبرة فيها شيء من السُخريه: كان عليك أن تحترف التمثيل بدل الغناء يا إدريان ..
إبتسم ونظر إليها يقول: مُستحيل ..! كيف لي أن أحترف التمثيل بوجود المُبدعه فلور فيه ..؟!
إختفت إبتسامة السُخريه من على شفتيها الصغيرتين وظهرت على ملامحها بعض علامات الغضب ..
لقد نال منها ..!!
نظرت إليان الى جهتها مُتعجبة من سكوتها .. يبدو بأن أخاها الأكبر أصابها في نُقطة ما لا يعرفها أحد ..
تجاهلت الأمر وأكملت تناول فطورها في حين تحدثت جينيفر أخيراً تقول: إد إحترم وجودي على الأقل وكُف عن مُضايقة الآخرين ..
ضحك إدريان وهو يهمس: حسناً حسناً ..
في حين وقفت فلور ذات التسعة عشر عاماً تقول لجينيفر: ياااه علي أن أشكر طيبتك فلقد أوقفتي إبنك عند حده .. يالك من امرأة غاية في الطيبه .. أنتِ ملاك حقاً ..
إدريان: هههههههههههههه غضبت ..! لقد إنفجرت غضباً ..! أُحبك فلور ..
نظرت إليه فلور بطرف عينيها العسليتين بعدها إلتفتت وغادرت ..
وقفت أمام المرآة التي تقع في نهاية الممر قريبة من المدخل الذي يؤدي الى قلب المنزل ..
نظرت الى إنعكاس وجهها هامسه: ذلك البغض إدريان ..!
تلاشى إنزعاجها قليلاً وبدأت بتصفيف شعرها الأسود .. لم تتعب كثيراً فهو قصير على أية حال .. يصل طوله من جانبها الأيمن الى حد أذنها بينما جانبها الأيسر يصل طوله الى مُنتصف عُنقها ..
عقدت حاجبها عندما لاحظت من طرف المرآة إنعكاس صورة إبن عمها ريكس وهو ينزل من الدرج ..
بقيت تنظر إليه لفتره حتى إختفى إنعكاسه من المِرآه فعادت بجسدها الى الخلف ناظرةً الى يمينها فشاهدته يتجه الى بوابة المنزل ..
أمالت شفتيها قليلاً بعدها إبتسمت وعادت الى غرفة الطعام ..
إتكأت على الباب حينما فتحته وقالت بإبتسامه ساخره وهي توجه كلامها الى جينيفر: إبنك الغالي والعزيز للغايه ريكس فضّل تناول طعام فطوره في العمل بدل الجلوس معك على نفس المائده .. إنها القصه الدراميه الخاصه بهذا اليوم ..
إنفجر إدريان ضاحكاً في حين وقفت إليان بعد إنتهائها من طعامها وأخذت حقيبتها ومعطفها وإتجهت خارج الغرفه ..
وحينما مرت من جانب فلور تحدثت ببرود قائله: أخاك الذي يصغُرك بخمسة أعوام يفوق ذكائك وعقليتك بملايين المرات ..
وخرجت بعدها ..
عضت على شفتيها بغيض بعدها خرجت وصفقت الباب خلفها وإتجهت الى الدرج وهي تسمع ضحكت إدريان البغيضة تصلها بكُل وضوح ..
صعدت الدرج وهي تهمس: أعلم أعلم كان تصرفي طفولياً ..! سُحقاً حتى لو كان كذلك لا يحق لهم التعليق أو الضحك ..! لا يحق لهم بتاتاً ..!!
دخلت الى غُرفتها وأغلقت الباب خلفها بإحكام ..

***









8:50 am


مكتب فاخر مُترف وواسع للغايه ..
كان يجلس فيه لوحده ينظر الى إحدى الملفات بتركيز شديد قبل أن يطرق أحدهم الباب عليه ويدخل بعدها ..
تقدم شاب قصير يرتدي النظارات حتى بجانبه يقول: أيها الرئيس ريكس ..
ريكس دون أن يرفع عينيه عن الملف قال: ماذا ..؟!
وضع الشاب المظروف البُني بالقرب منه يقول: قام بإرسالها إلينا .. فابريان نفسه ..
رفع ريكس عينيه ونظر الى المظروف بعدها أخذه وقام بفتحه في حين أكمل الشاب: أُرسلت على البريد مساء الأمس ولم نفتحه سوى اليوم ..
صمت قليلاً وأكمل: وبصباح هذا اليوم وصلنا خبر وفاته ..
نظر ريكس إليه فأكمل الشاب: وجدته الشُرطه ميتاً في إحدى الأزقه قبل يومان وحققت بسبب وفاته واليوم أُعلن على وفاته ..
صمت ريكس لفتره بعدها قال: وماذا قالوا سبب وفاته ..؟!
حرك الشاب نظارته قليلاً وهو يقول: لم يحددوا هوية القاتل ولكن رجحوا وبقوه بأنه دخل بمُشاجرة مع بعض المخمورين أدى ذلك الى طعن أحدهم له بسكين عاديه فقد كان هُناك بعض الشهود الذين شاهدوه قبل عدة أيام و...
قاطعه ريكس: يكفى فلا يهمني أمره ..
أخرج من المظروف قرص DVD ونظر إليه قليلاً فدُهش الشاب وقال: أليس هذا ...
ولم يُكمل جملته بعدها علق قائلاً: لكن لما يُعطينا إياه ..!! لقد أرسل جاسوساً منذ ستة أشهر من أجل فقط أن يسرق هذه المعلومات فكيف يُعيدها بهذه البساطه ..!! الأمر مُريب .. هُناك سبب لذلك بكُل تأكيد فنحن نعرف فابريان جيداً .. إنه أكبر مُخادع عرفناه .. هو يراك كعدو يسعى الى تدميره بكُل الطرق فكيف يُعيد إليك ما سرقه منك ..؟!!
نظر الى ريكس وأكمل: أُراهن بأنه فخ .. من الأفضل إخبار الشرطه .. قد يعود الأمر علينا بالضرر ففابريان كالثُعبان لا يُمكنك أن تأمن له أبداً ..
وضع ريكس القرص بهدوء على المكتب بعدها نظر الى الشاب يقول: تُخبر الشُرطه ..؟! أنت تعلم بأني لا أُحب خوض مشاكل مع الحكومة أياً كان نوعها .. أنا الرئيس هُنا .. لذا أنا من يُصدر الأوامر ..
الشاب: الإحتياط واجب ..
ريكس: وأنا أقول الأمر إنتهى ..! أياك أن تُحاول تفتح فمك بأي كلمه عمّا شاهدته بالمظروف .. غادر الآن ..
نظر إليه الشاب بعدم رضى ولكنه في النهايه إنصاع لأمره وقال: كما تشاء .. المعذره ..
وغادر بعدها ..

تأمل ريكس القُرص لفتره بعدها أخرجه من عُلبته وأدخله في الحاسوب لتفقد مافيه ..
إرتسمت على شفتيه إبتسامه عندما رأى بأنه هو القُرص المسروق نفسه ..
ثوانٍ حتى إختفت وإسترخى بعدها في مقعده يُفكر بأمر فابريان هذا ..



بجهة أُخرى بعيدة بعض الشيء ..
أطفأ التلفاز الموجود في مكتبه وشد شفتيه وهو يهمس: كيف مات ذلك الجُرذ البغيض ..!!
أجابه شاب يجلس بالقرب منه يقول: كارلوس .. هل حقاً تضن بأن هُناك أحد آخر غيره ..؟!
نظر إليه كارلوس يقول: من تقصد ..؟!
تنهد هذا الشاب الذي يبدو من ملامحه بأنه شديد الهدوء وشديد الدهاء ..
في بداية الثلاثين من عمره صاحب شعرٍ أسود وعينين سوداوتين أيضاً ..
إبتسم يقول: ريكس من غيره ..
إبتسم كارلوس يقول: مُستحيل تروي .. هذا الشخص يخشى على نفسه كثيراً لذا لن يُتعب نفسه ويعرضها الى الشبهه بقتل رجل وضيع مثل فابريان ..!
تروي: لا تنسى بأن هذا الرجل الوضيع سرق منه قرص يحوي أسراراً ستُدمره لو وقع في يد شركة مُنافسه كشركتنا .. لذا سيفعل المُستحيل من أجل أن يستعيده .. وأيضاً لابد من أنه وصل إليه خبر بأننا وعدنا فابريان بمدّ شركته التي شارفت على الإفلاس بالمال كي تنهض من جديد مُقابل هذا القُرص ولهذا تحرك بسرعه وقام بقتله قبل أن تتم صفقتنا معه ..
نظر إليه كارلوس لفتره بعدها هز رأسه يقول: لا لا أضن .. حدسي يُخبرني بأن لا شأن له ..
تروي: نحن في عمل وليس في علاقة عاطفيه كي نتحدث بالإحساس بدل العقل ..!
تنهد بعدها عندما رأى عدم الإقتناع مرسوم على وجهه وأكمل: كارلوس صدقني .. هذا ما حدث .. أعلم بأن ما يمنعك عن التصديق هو لأنك تريد أملاً في الحصول على القرص .. لقد إستعاده ريكس لذا لا أمل حالياً ..
بقي كارلوس صامتاً لفتره بعدها همس: أكرهك تروي ..
ضحك تروي يقول: إنه الواقع وعليك تقبله ..
وقف كارلوس وإتجه الى النافذه الزجاجيه ..
بقي ينظر الى الأبنية التي تبدو من هذا الطابق وكأنها مجموعة ألعاب رُصّت بإتقان ..
بعد فترة من التفكير قال: تروي .. جد طريقة لتوريط إسم ريكس في قضية قتل فابريان ..
إبتسم تروي يقول: لأول مرة .. تطلب أمراً في غاية البساطة الى هذه الدرجه ..!

***










1:40 pm


في إحدى مراكز الشُرطه ..
دخل شاب يبدو في العشرينيات من عمره وهو يحمل في يده ورقة صغيره ..
جلس في الإنتظار حتى ينتهى الشرطي من من هم أمامه ..
كان مظهره عادياً ويرتدي ملابس عاديه جداً ويبدو بأنه من الطبقه العاديه من الناس ..
شعرٌ بُني عادي وعينان زرقاوتين وطول لا بأس به ..
لا شيء بتاتاً مُميز فيه سوى تلك الشامه المُميزه بالقرب من عُنقه ..
إنها تجذب أنظار كُل من تقع نظره عليه .. يبدو شكلها أقرب الى قدم غُراب لذا من يراه ... لا ينساه بسهوله على الرغم من مظهره العادي ..
بدأ يلعب بعلبة المناديل التي بالقُرب منه وهو يُلقى نظرة الى الشرطي والعميل الذي يتحدث معه ..
أمال شفتيه بشيء من التأفف وهو يهمس: أكره الإنتظار ..
إقتربت منه طفله في الرابعه من عُمرها تنظر الى يده التي كانت تُحرك علبة المنديل بطريقه مُحترفه ..
نظر إليها قليلاً بعدها إبتسم وبدأ يُريها العديد من الحركات وهي تنظر إليه بإنبهار كبير ..
أنهى هذا بوضع المنديل فوق رأسها وإبتسم لها قبل أن يُغادر ويتجه الى الشُرطى الذي أخيراً أصبح مُتاحاً ..
نظر إليه الشُرطي يقول: أي خدمه ..؟!
قدم الشاب الورقه الى الشُرطي وهو يقول: هذا الإعلان كان قبل فتره مُنتشر في شبكات الإنترنت .. عندما ذهبت الى المكان المُحدد بالإعلان قالوا بأننا لم نصدر شيئاً كهذا ..
نظر الشُرطي الى صورة الفتاة التي في الإعلان في حين أكمل الشاب: لقد قطعت أكثر من خمس مائة كيلو متراً من أجله فأنا أعرف هوية الفتاة الموجودة هُنا ولكن لا أعرف أين أذهب ..!
وضع الشُرطيّ الورقة جانباً وبدأ يبحث بالإنترنت عن رقم البلاغ هذا وهو يقول: سأبحث من أجلك ..
هز الشاب رأسه يقول: شُكراً لك ..
دقيقتين حتى رفع الشُرطيّ رأسه يقول: أعتذر .. لم أجد بلاغاً قد أُصدر تحت رقم هذا البلاغ .. يُحتمل بأن يكون هذا بلاغ مُزيف وهذه الأُمور تنتشر كثيراً هذه الأيام ..
دُهش الشاب يقول: هل أنت مُتأكد ..؟!! لكن الفتاة التي بالصوره والتي يبحثون عن هويتها أنا أعرفها جيداً .. حينما ذهبتُ الى منزلها لم أجدها فيه وهذا يعني بأن البلاغ هذا حقيقي ..!!
الشُرطيّ: لو أصدر هذا البلاغ من جهة رسميه لظهر لي في البحث لكنه لم يظهر لذا لا أضنه بلاغاً صحيحاً .. هل أنت مُتأكد بأن الفتاة في الصوره مختفيه حقاً ..؟! ما صلتك بها ..؟!
الشاب: أنا ... كُنت أحد جيرانها سابقاً ..
تنهد الشُرطي وقال: إذا ربما أخطأت وكانت قد غادرت المنزل مثلاً وليست مُختفيه كما تضن .. أعتذر منك ..
نظر الشاب إليه بشيء من الدهشه بعدها تنهد وقال: قد تكون مُحقاً .. أعتذر عن هذا الإزعاج ..
أخذ الورقه وغادر المكان مكسور الخاطر ..

***









8:20 pm


كانت ترتدي بنطالاً أسود مع سُترة صوفيه زهرية اللون ..
وكعادتها إرتدت قبعة صوف تُغطي فيه منابت شعرها الذي بدى يُصبح غريباً ويُزعجها ..
كانت تمشي في الممر القريب من الباب جيةً وذهاباً تنتظر قدومه ..
لقد أخبرتها إحدى الخدم بإن إدريان سيأتي الليله هُنا وقد طلب منهم تجهيز طعام العشاء له ..
وأخيراً سيأتي .. لن تجعل مجيئته تذهب هباءاً ..
ستُحادثه وتطلب منه أن يجد لها حلاً فهي لن تبقى لوحدها في هذا المكان أكثر من هذا ..
هي مُتأكده بأن لهذه العائله منزلاً آخراً غير هذا ..!
نعم لابد من هذا فهذا المكان يكاد يكون مهجوراً من قِبلهم ..!!

إلتفتت الى جهة الباب حالما سمعته يُطرَق وبقيت تنظر إليه بإبتسامه والخادمه تتقدم وتفتحه ..
دخل إدريان الى المنزل وتعجب حالما رآها واقفه تستقبله بإبتسامه ..!!
إبتسم نصف إبتسامه يقول: هل من المُمكن أنكِ ....
قاطعته تقول: مرحباً .. اممم هل لنا أن نتحدث قليلاً قبل أن يخرج العشاء ..؟!
عقد حاجبه بعدها تقدم وإتجه الى الدرج يقول: دعينا نؤجله الى وقت العشاء فأنا أُريد أن آخذ حماماً ساخناً ..
تبعته تقول: هيّا الأمر لن يأخذ عشر دقائق ..!
إبتسم وهو يصعد الدرج يقول: لا تكوني فتاةً ملتصقه هكذا فنحن لا نُحب هذه الأنواع ..
أسرعت في الخُطى حتى إعترضت طريقه وقالت بكُل وضوح: خذني معك هذه الليله ..!
توقف مُندهشاً من جُرأتها فهو لم يتوقعها من هذا النوع ..!
ضحك يقول: أنتِ لستِ جادّه صحيح ..؟!
آليس: أنا كذلك .. لن أنام الليلة هُنا .. خُذني معك ..
تكتف وإستند على درابزن الدرج وهو يقول: صغيرتي مهما كان فما تقولينه خطير .. لا تبيعي نفسك بهذه الطريقه ..
عقدت حاجبها قليلاً بعدها تنهدت عندما لاحظت بأنه فهم الكلام بشكل مُختلف تماماً ..
إبتسمت تقول: لم أضنك شاب شهم ..
عقد حاجبه فأكملت: ما أقصده هو أن تأخذني الى منزل العائله الرئيسي .. أعلم بأنكم تملكون واحداً ..!!
بقي ينظر إليها قليلاً بعدها إبتسم يقول: لا أعلم إن كان هذا ذكاء أو تلاعب منك أم أنه عن طريق الصُدفه ..
لم تفهم فأكمل كلامه يقول: على أية حال ماذا تقصدين بمنزل العائله ..؟!
آليس: أنت تفهم ما أقصده ..!! بات من الواضح أن هذا المنزل هو منزل ثانوي وأنكم تملكون منزلاً أساسياً تترددون عليه ..! لقد كدتُ أنفجر من البقاء وحدي هُنا .. صدقني ..!!
بقي ينظر إليها لفترة ليست بالقصيره قبل أن يقول بهدوء: أنتِ في نعمه فلا تقودي نفسك الى الهلاك ..
عقدت حاجبها فقال: ذلك المنزل من الجيد بأنك بعيدة عنه .. فهو أشبه بغابه شرسه لن تتحمل أرنبة مثلك البقاء فيه ..
بعدها تجاوزها وأكمل الصعود الى الأعلى وهي تقف في مكانها تُفكر في كلامه ..
إلتفتت ولحقت به حتى غُرفته ..
دخلت من الباب الذي لم يكن مُقفلاً ووجدته أمام خزانته يختار له بعض الملابس ..
نظرت إليه قبل أن تقول: أنت تُبالغ ..
إلتفت إليها مُتفاجأً فلم يكن يعتقد بأنها ستلحقُ به ..
آليس: مُصطلحات كهذه أراها مُبالغه ليس إلّا ..! غابه وحيوانات شرسه وأرنب ..! كُن واقعياً فكلمات كتلك لا توجد سوى بالأفلام ..
ضحك رُغماً عنه يقول: أُقدر شجاعتك هذه حقاً ..
إنزعجت منه في الحقيقه فقالت: على أية حال إنه منزل العائله وأنا بالفعل قابلتُ كُل عائلتكم بإستثناء والدك .. إليان تبدو غير طبيعيه ولكن يُمكنني التعامل معها .. ريكس مجنون لذا عليّ تجنبه فحسب .. أنت وجينيفر طبيعيين جداً وأُحب الحديث معكم .. لم يبقى سوى والدك وسأعرف كيف أتعامل معه بناءاً على نوعه .. الأمر ليس صعباً ..
أخرج له بعض الملابس وهو يقول: عمي الأصغر توفي قبل زمن لذا والدي يرعى أبناءه في منزلنا .. إنهم خمسه إن كُنتِ لا تعلمين .. إثنان حمقى تستطيعين اللهو معهم كالألعاب ولكن الثلاثة الآخرين هم أخطر مما تضنين ..
رفعت حاجبها تقول: وهل تضن بأنك تُخيفني هكذا ..؟! بالعكس لقد سعدتُ كثيراً فهذا يعني بأن منزلكم هُناك مليء بالحياة .. إزددتُ رغبة بالذهاب إليه ..
إبتسم يقول: للمرة الثانيه لم أضنك قط تملكين جرأة كهذه .. خسارة أن تذهب حالما تري طبيعية العيش هُناك .. آليس تبدين فتاة شغوفه حالمه .. أُحبك هكذا لذا إنسي أمر الذهاب الى هُناك ..
إنزعجت من رده وحالما فتحت فمها لتتحدث قاطعها يقول: والدتي لن تسمح لك مُطلقاً لذا إنسي ..
صمتت قليلاً بعدها قالت: إذاً والدتك هي من عليّ إقناعُها صحيح ..؟!
تنهد بقلة حيله وقال: العناد مُزعج على الفتيات إن كُنتِ لا تعلمين ..
إلتفتت وغادرت الغرفه فبقي ينظر الى مكانها لفتره قبل أن تضيق عينيه ويهمس: لن يمر الأمر كما توقعت ..
إبتسم بشيء من السُخريه بعدها إلتفت وإتجه الى غرفة الإستحمام ..




- PART end -


JAN 05-20-2020 09:16 PM



ـ PART 5 ـ



3:20 am


بداخل هذا المنزل المُظلم ..
خطت خطواتها بكُل هدوء وحذر بين كُل تلك الفوضى التي تملأ المكان ..
خشب متوزع هُنا وهُناك .. بقايا طوب وأكياس إسمنت مُنتشر .. أثاث متحطم وألواح صور متناثر ..!
دخلت .. وتقدمت .. وتوغلت الى الداخل أكثر رُغم ظلمة المكان ..
لا شيء تراه .. كُل ما تشعر فيه هو وطئ أقدامها على تلك الفوضى التي خلفها قِدَم المكان ..
إلتفتت الى جهة يسارها عندما وصل الى مسامعها صوت بُكاء طفله ..
صوت مكتوم .. ضعيف ..... ويُشعرك بالحنين ..
تقدمت وبدأت تتسارع خطواتها وهي تتجه الى مصدر الصوت الذي يزداد في الإرتفاع شيئاً فشيئاً ..
دخلت الى إحدى الغُرف ووقعت عيناها مُباشرةً على شيء أسود مُتكور في زاويتها ..
والصوت ... نابع من تلك البقعة السوداء ..
ترددت للحضات قبل أن تتقدم وهي تقول: من ... أنتِ ..؟!
إنقطع الصوت فجأه فتسلل الخوف الى قلبها ولم تستطع أن تتحرك من مكانها ..
إرتجف جسدها للحضه عندما شاهدت تلك البُقعة السوداء تتحرك ..
بلعت ريقها وتحدثت بتردد تقول: أ أعتذر ... عن الإزعاج ..
جفُلت بخوف عندما وقف هذا الشيء الأسود وتقدم منها شيئاً فشيئا ..
حتى توقف أمامها وخرج صوت الطفلة المكتوم يقول بكُل هدوء: لماذا .... تخليتي عنّا ..؟!
رفعت رأسها وقد كان أقبح ما رأته عيناها ..

صرخت فزعه مُستيقظةً من هذا الكابوس الذي داهمها هذه الليله ..
إحتضنت جسدها بخوف وعيناها جاحضتين من الرعب ..
صرخت مُجدداً عندما خُيّل لها بأنها شاهدت ظلاً في زاوية غُرفتها ..
أغمضت عينيها بقوه تُحاول التخلص من أثار هذا الكابوس وتستعيد وعيها كاملاً ..
دقيقتين حتى عاودت فتح عينيها ونظرت الى الغرفة المُظلمة إلا من أضواء الشارع التي تدخل من النافذه الزُجاجيه ..
بقيت تنظر الى الفراغ لفتره بعدها رفعت يدها بهدوء وتحسست ضربات صدرها ..
ضرباته قويه جداً .. تكاد تخرج من مكانها وتتراقص أمامها ..
لأول مره مُنذ أن إستيقضت قبل شهر في المُستشفى تحلم بمثل هذا الحُلم المُروّع ..!
بقيت على حالها جالسة وتضم جسدها النحيل بلحافها وهي تنظر الى الفراغ بعينين كسيرتين ..
هل .. هذا الكابوس له علاقة بماضيها ..؟!
من تلك الطفلة التي كانت تبكي ..؟!
لما عندما سمعت صوت بُكائها شعرت بتلك المشاعر ..؟!
مشاعر الحنين .... والإنتماء ..
لما ..؟!
عاودت الإستلقاء على ظهرها ونظرت الى السقف المُظلم لفتره بعدها همست: كفاكِ تفكيراً فيها .. وجهها كان مُرعباً .. إنه كابوس وبالتأكيد لا علاقة له بماضيك .. كفاكِ يا آليس ..
أغمضت عيناها وتبادر الى ذهنها كلمات تلك الطفله ..
" لماذا .... تخليتي عنّا ..؟!"
عقدت حاجبها بضيق بعدها عاودت فتح عينيها وهمست: ماذا تقصد بسؤالها ..؟! لما تسأل مثل ذلك السؤال ..؟! هل حقاً ..... أعرفها ..؟!
بدأ الضيق يتسلل الى عينيها وأكملت: نبرة صوتها .. كانت حزينه .. كسيره .. ومؤلمه ..! إني حتى أشعر بالذنب رُغم أني لا أعرف أي شيء ولستُ متأكدة من ما إن كان هذا حقيقة أو مُجرد كابوس لا علاقة له بحياتي ..
إبتسمت وهمست: أُريده أن يكون ..... مُجرد كابوس ..

***







Desamber 29
10:20 am

على شُرفة غرفتها الخاصه ..
وضعت رجلاً على رجل تنظر الى المساحات الخضراء التي تُطل عليها وبجانبها طاولة صغيره ..
تقدمت الخادمه ووضعت لها كوباً من القهوة السوداء وصحناً من حلوى الكريب المحشو بالمُربى ..
بعدها إنسحبت بُكل هدوء وإحترام ..
تناولت كوب القهوه بيدها اليُمنى وبدأت بإرتشاف القليل منه وهي منغمسة بتفكير عميق يكاد يجزم كُل من يعرفها بأنه تفكير شيطانيّ ..!
أعادت القهوة الى مكانها عندما سمعت صوت دخول أحدهم الى غرفتها وتقدمه شيئاً فشيئاً من باب الشُرفه ..
قالت بهدوء: تقدمي فلور ..
بلعت فلور ريقها وخرجت الى الشُرفة وهي تقول بإبتسامه مُصطنعه: أهلاً إستيلا .. سعيدة جداً بعودتك ..
إبتسمت أُختها الكُبرى إستيلا تقول: أجل إني أرى سعادتك جيداً ..
أشارت الى الخلف وأكملت: خُذي الكُرسي وتعالي فلدينا حديث طويل ..
عادت الى الخلف وأخذت الكُرسي الآخر ووجهها تعلوه العديد من الملامح التي تدل على تورطها التام وعدم رغبتها بالتحدث ..
وضعت الكُرسي وجلست فوقه تقول: حدثيني عن سفرتك إستيلا .. هل كانت مُمتعه ..؟!
نظرت إستيلا بعينيها التي إمتازتا بالحِدة والغموض فيهما وأجابتها بهدوء: أكره هذه الحركات ..
فلور: حسناً آسفه ..
عاودت إستيلا النظر الى الأمام حيث تُطل شُرفتها على الحديقة الأمامية للمنزل المليئة بالأشجار الكبيرة المُتنوعه والتي زُرعت بعنايه تامه وبأماكن جيده للغايه ..
بقيت فلور تنظر الى أُختها التي تكبُرها بخمسة أعوام والتي على الرُغم من أنها تُعد الإبنة الثالثه إلا أن سُلطتها في هذه العائله مُخيفه للغايه ..
تمتاز أُختها ببشرة بلون البرونز والتي إكتسبتها من جلسات التشمس المُحببة الى قلبها ..
ذات جسد نحيل وقوام يُشعرك بالهيبه بطول يصل الى الـ165cm ..
شعرٌ طويل أسود أدخلت عليه خصلات حمراء أعطتها مظهراً قوياً لا يُنسى ..
على الرُغم من قوة شخصيتها وخوفها الكبير منها .... إلا أنها تفخر فيها كثيراً ..
أُختها الكُبرى هي تلك الفتاة التي يستحيل أن تخرُج من أي نقاش بخساره ..!
تحدثت إستيلا قائله: ماذا حدث في غيابي ..؟!
فكرت فلور قليلاً قبل أن تقول: لا شيء مُهم .. مُجرد بعض الإصطدامات بيني وبين ذلك المُزعج إدريان ..
إستيلا: واثقه ..؟!
فلور: لا أعلم .. أعني هذا ما طرأ في بالي ..
إستيلا بإبتسامه: حسناً فضفضي لي عن إصطداماتك الطفُوليه مع إدريان ..
فلور بشيء من الإنزعاج: هو فقط يُضايقني كُلما تحدثت حتى لو لم أكن أُوجه حديثي إليه ..! يُقاطعني ويُزعجني ويسخر مني ويستصغرني كما يفعل دائماً وبعدها يرحل ضاحكاً ..!! وكعادته عيّن نفسه ملاكاً حارساً لأُخته المغروره .. كُلما ضايقها أحد دافع عنها بإسلوبه المُستفز الحقير ذاك ..! لم أعد أُطيق وجوده في هذا المنزل مُطلقاً ..!! متى يُصبح ذلك المُغنى المشهور للغايه كي ينشغل في سفراته لحفلات توقيعه أو حفلات غنائيه في أنحاء العالم ..؟!
تناولت إستيلا بعضاً من حلوى الكريب وهي تقول: ولما تصطدمين معه ..؟! ألم أُخبرك بأن تتجاهليه ولا تُعطيه ما يُريده ..؟!
فلور: أخبرتك بأنه يتدخل حتى لو لم أكن أُوجه الحديث إليه ..!! يُريد بأي طريقة أن يُثبت بأنه هو وأخته الأقوى في هذا البيت ونحن أبناء عمه مُجرد لا شيء .. غيابك أنتِ وأخي الأكبر جعلني وحيده بجانب الأحمق ذاك المُتخاذل ..! إني أصغره بعدة أعوام فكيف يُمكنني الفوز عليه ..!!
إبتسمت إستيلا وقالت: ولكن ذاك الشيطان الصغير موجود ..
فلور بإنزعاج: بالكاد أراه .. يذهب الى المدرسه ثم الى أصدقائه ثُم يحبس نفسه في غرفته أو يبقى أمام التلفاز لساعات طويله ..! وجوده وعدمه واحد ..
ضحكت إستيلا ضحكةً قصيره قبل أن تقول: لا تنسي .. هو مُختلف ..
أمالت فلور شفتيها تقول: نعم نعم أعرف ..
عقدت حاجبها عندما تذكرت أمر ما وقالت: هيه أتعرفين ..؟! سمعتُ تلك العفريتة جينيفر تتحدث مع أخي المُتخاذل .. أتعرفين بأن ذلك المُدلل ريكس قد صدم فتاةً قبل عدة أسابيع ..!
عقدت إستيلا حاجبيها تقول: صدمها ..؟! وهل ماتت ..؟! الموضوع إنتشر أم قام عمي بالتستر عليه ..؟!
فلور: لم تمت .. بالمُقابل أنا سمعت الموضوع صُدفه عن طريق التجسس وهذا يعني بأنه لم ينتشر وأضنه مئة بالمائه أن العفريتة هي من تسترت عليه وليس عمي ..
إستيلا بلا مُبالاه: هذا يعني بأن الأمر إنتهى بعدة رضوض صغيره وتنازل من عائلة الفتاة ..
إبتسمت فلور بإستمتاع تقول: ليست الحكاية هكذا .. الفتاة قد تأذت .. لقد وصل الأمر الى أنها فقدت ذاكرتها تماماً ..
ضاقت عينا إستيلا فأكملت فلور: وأضن بأن العفريتة هي من أجبرتها أو ضحكت عليها لتجعلها لا تشتكي على ذاك المُدلل .. وبشكل غير طبيعي البته لم يأتي أي أحد من عائلة الفتاة ليبحث عنها .. وبطيبة عارمه من العفريتة الطيبه قررت الإعتناء بها لحين عثورها على عائلتها .. ما رأيُك ..؟! الأمرُ مُريب صحيح ..؟!
إلتوت شفتيّ إستيلا بإبتسامة مُختلفه وهي تقول: لا فلور .. تفكيرك سطحي .. الأمر ليس هكذا بتاتاً ..
تعجبت فلور وقالت: ماذا إذاً ..؟!
أخذت إستيلا كوب القهوه وإرتشفت منه القليل وهي تنظر الى الجو بإبتسامة غريبه تعلو شفتيها ..

***










1:40 pm

ألقى إدريان بجسده على الأريكة المخمليه في غرفة الإستيديو الخاصه بالمُهندس الصوتي الذي دائماً ما يهتم بإخراج وهندسة أغانيه ..
أطلق زفرة طويله قبل أن يقول: ذوقك سيء ..!
ضحك مُهندس الصوت والذي يُدعى فيليب وقال: ماذا ..؟! كُل مافي الأمر أنك شخصٌ مُتطلب لذا هذا ليس خطأي ..
إدريان بإنزعاج: إخرس ..
زاد ضحك فيليب أكثر وقال بعدها: ما الذي لم يُعجبك فيهم ..؟! لقد رتبتُ لك موعداً مع ثلاث وليس واحد .. فما الذي لم يُعجبك ..؟!
ظهر الإزدراء على وجه إدريان يقول: الأول فتاة ما إن رأتني حتى قالت بدون مُقدمات أن كتاباتها يستحيل أن تُعطيها لمُغني صاعد بل تُعطيها للمُحترفين فقط ..!
مط شفتيه وأكمل: والثاني وجهه كان قبيحاً .. لقد رفضتُه قبل أن أسمع نوع كتاباته .. يستحيل علي أن أُغني كلمات شخص لا أتقبل رؤية وجهه ..!
هز فيليب رأسه بيأس وقال: والثالث ..؟!
صمت إدريان لفتره بعدها قال: مغرور .. لم يرق لي .. كانت طريقة حديثه مُتسلطه للغايه .. أكره أنواعه ولو إستمررتُ بالعمل معه سينتهى الأمر بشجار لا محاله ..
تنهد وأكمل: فيليب جد لي أشخاصاً يستحقون وليس مُجرد مُهرجين ..!! أُريد أن أُنهي الألبوم فلارك المُزعج يُطاردني في كُل مكان ولا أُريد أن يصل الأمر الى أن يُجبرني هو على كلمات وألحان لا أُريدها ..!
فيليب: ماذا تُريد مني أن أفعل إدريان ..؟! أنت من ترفض وأنت من تجد عيوب لا يلتفت إليها الإنسان الطبيعي الـ...
قاطعه إدريان: الإنسان الطبيعي وليس المُغني ..! هُناك فرق ..
تنهد فيليب وقال: حسناً حسناً سأُحاول أن أجد لك شخصاً آخر خلال هذين اليومين ..
وقف إدريان يستعد للخروج وهو يقول: حاول أن تستعجل فلقد تعبتُ من مُماطلة لارك والتهرب من لقائه ..
أشار فيليب بعلامة الـok بيده فإبتسم إدريان وغادر غُرفة الإستيديو ..
مر بجوار غُرفة تدريب وتوقف حالما سمع إسمه يصدر من داخل الغُرفة المفتوح بابها بشكل موازي ..
إلتفت ونظر بهدوء بإتجاه الغرفه وهو يسمع أحدهم يقول: وهل تضن بأن المُدير سيُفرط بإدريان هذا ..؟! حتى لو كان فاشلاً ومُتطلباً لا تنسى بأنه أداة قويه وأنت تعرف ماذا أقصد ..!
رد عليه الآخر: لا يهمني أياً ما تقوله .. أنا لا أُريد سوى العدل هُنا ..! أفشل مني في الرقص وتم إختياره ببطوله رئيسيه في كليب الفرقة القادم ..!! أتُصدق ذلك ..!
ضحك شخص ثالث يقول: تُريد العدل ..؟! هههههههههههههههههههههههه أنت مُسلي ..
عاود الشاب الأول الحديث يقول بسخريه: إنسى أن تجد العدل بوجود أشخاص كإدريان وغيره .. فهُنا المصلحه تحكُم وليس القدرة والمهاره ..
فتح إدريان عليهم الباب فجفل ثلاثتهم ونظروا الى الباب ودُهشوا عندما رأوا إدريان ينظر إليهم بكُل برود ..
إنزعج أحدهم بينما الآخران ينظران إليه بهدوء ..
كانوا يجلسون بشكلٍ مُتفرق أمام كُل واحد منهم آلته المُوسيقيه الخاصة به ومن المُفترض أنهم يتدربون عليها ..
أمال إدريان شفتيه بإبتسامه ساخره يقول: العجائز فقط هم من يجتمعن ويتحدثن بالسوء عن الآخرين .. هل سمعتم ..؟! إنهن العجائزُ فقط ..
إنزعج الأول يقول: وهل التجسس في رأيك يُناسب إعلامياً دخل مجال الغناء في أضخم المؤسسات الترفيهيه ..؟!
ظهرت إبتسامة السخريه على وجهه لفتره قبل أن يقول بمُنتهى الإستفزاز: أجل .. يُناسبني .. فأنا إدريان الذي يحق لي مالا يحق لأي فرد منكم .. لذا جدوا لكم طريقة لإظهار نجوميتكم دون إستعمال إسمي ..
بعدها خرج عندما لم يستطع أحدهم التجادل معه ..
حالما أغلق الباب خلفه وقف أحدهم وخرج من الغرفة وهو يتمتم: سُحقاً له سُحقاً له ..!!
بينما إنزعج الثاني وهمس: أكره أمثاله ..! من يضن نفسه كي يحسبنا نستخدم إسمه في حديثنا من أجل أن نشتهر ..؟! مغرور تافه ..
شد على أسنانه وأكمل: لا يعرف بأن حقيقة الأمر أنه لا شيء وإنما مُجرد أداة يستخدمها المُدير من أجل أن يُحقق ما يطمح إليه ..
تنهد الثالث وقال: تجاهله .. سيُدرك يوماً ما بأن ما كان يعيشه وهم .. وحينها نحن من سيضحك لا هو ..
ضاقت عيناه وقال: سأنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ..

***











3:20 pm

مُسترخيةً على الأريكة تنظر الى السقف وهي تُدندن ببعض كلمات الأغاني التي حفضتها في الأيام الماضيه ..
لقد أخذ منها الملل ما أخذ وأصبحت تُكافح لمُحاولة تغيير روتينها هذا ..
إعتدلت في جلستها ونظرت الى الأمام قليلاً قبل أن تقف وتمشى في أرجاء المنزل ..
وضعت يديها في جيب بنطالها الأبيض الذي يصل الى مُنتصف الساق وصعدت الدرج هامسه: المرة الماضيه تمشيت في الطابق السُفلي .. سأتمشى هذه المرة بالطابق العلوي ..
تنهدت وأكملت: لأول مره لا أتمنى رؤية جينيفر .. أخشى أنني عندما أُقابلها تبتسم في وجهي بلطف قائله لا يُمكنك في حالتك هذه أن تدرسي .. سأُجن حتماً فهذا يعني بأن أيامي هذه لن يكون لها نهايه ..
فكرت قليلاً قبل أن تُكمل: لحضه .. لدي حلٌ آخر .. لو قالتها فسأطلب منها على الأقل أن تجد لي عملاً .. نعم نعم حتى لو كُنتُ أعيش في رفاهيه فأساس طلبي ليس حاجتي للمال بل للحُريه ..
إلتفتت يساراً ناظرةً الى دهليز طويل لم تدخله من قبل فهو بعيد للغايه عن موقع غُرفتها ..
أمالت شفتيها قليلاً بعدها قررت الدخول إليه فرؤية أماكن جديده هو السبيل الوحيد لإبعاد مللها ..
بدأت تمشي فيه ناظرةً الى الصور الرماديه المُشبعة بالألوان الحيويه مُننتشره على جدران هذا الممر ..
وصلت الى صالة صغيره أنيقه ذات طابع كلاسيكي بتلفاز يتوسط أرفف الحائط ..
إبتسمت وهمست: مكان لطيف ..
نظرت الى أحد الأبواب وقامت بفتحه فإذ هو عباره عن دولاب بجانب ثلاجة صغيره وهناك العديد من آلات صُنع القهوة وصُنع الرغوة وغيرها ..
يبدو كمطبخ مُصغّر ..
خرجت وذهبت الى الباب التالي وفتحته ولكن كان مُحكم الإغلاق من الداخل ..
تنهدت وأمالت شفتيها هامسه: إنه بالتأكيد يعود لأحد أفراد الأُسره بإستثناء إدريان فأنا أعرف موقع غرفة نومه .. هو للفتاة المغرورة أو الشاب الوقح ..
إلتفتت ولكن خُيّل لها بأنها سمعت صوتٌ بالداخل ..
عقدت حاجبها وعادت الى الباب .. وضعت إذنها عليه وطرقته عدة مرات ..
ولكن لم تسمع أي شيء ..
رفعت حاجبها بعدها ضحكت تقول: لا تقولوا لي بأن المنزل مسكون ..؟! أرجوكم أرحموني ..
وبعدها إلتفتت وقررت أن تُغادر فالبقاء هُنا بدأ يُخيفها وخصوصاً أن الإضاءه كانت مُخفضة تماماً ولا وجود لأي نافذه ..
خرجت من هذا الدهليز الطويل فوجدت أمامها المُربيه كانت للتو خارجةً من غرفتها الخاصه والتي كانت قريبة منها ..
حالما رأتها المُربيه إتسعت عيناها من الصدمه وقالت بسرعه: لما دخلتي الى هُناك ..؟!!!
رفعت آليس حاجبها للحضه بعدها إبتسمت وقالت: لما ..؟! ألا يحق لي الدخول ..؟!
تمالكت المُربية أعصابها وقالت: الأمر ليس كذلك ولكن هذا القِسم ينتمي لأحدهم وهو بالتأكيد لا يُريد لأحد الدخول حتى الخادمات .. الأمر لن يمر على خير لو عرف عن أمر دخولك ..
تجاهلتها آليس وتقدمت وعندما إقتربت من الدرج تفاجأت بالإبن الأكبر لهذه العائله صعد الدرج وإتجه مُباشرةً الى غرفته التي تقع في الجهة المُقابله ..
كان يبدو مُستعجلاً فهو لم ينتبه لوجودها حتى ..
ضاقت عيناها وبعدها تقدمت وذهبت الى حيث إتجه ..
إقتربت من باب غرفته فوجدته أمام أحد الدواليب يُفتش فيه عن شيء ما ..
رفعت حاجبها وهمست: عن ماذا يبحث ..؟!
إختبأت للحضه عندما عبر من أمام الباب مُتجهاً الى مكان آخر ..
نظرت مُجدداً ووجدته هذه المرة أمام دولاب آخر مليء بالأدراج ويبحث فيه أيضاً ..
إختبأت بسرعه عندما شعرت بإلتفاتته وهمست لنفسها: أتمنى بأنه لم يراني ..
ثواني مرت حتى قررت أن تسترق النظر مُجدداً لكنها تفاجأت به متكأ على الباب ينظر إليها بهدوء بالغ ..
تورطت كثيراً ولم تجد مخرجاً سوى أن تبتسم قائله: مرحبا ..
لم يرد وبقي ينظر إليها بهدوء تام فعرفت بأنه ينتظر تفسيراً ..
لم تدري ما تقول .. لأن حتى كِذبة مررت بالصدفه لن تُفيد فهي الآن بداخل جناحه أصلاً ..
قررت أن تُلطف الوضع قائله: ذوقك جميل ... في إختيار الأثاث أقصد ..
لم تجد تعليقاً فإبتسمت وأكملت: وفي ملابسك أيضاً ..
تحدث بهدوء يقول: إن كُنتِ ستستمرين بالتدخل في شؤون غيرك فأُتركي المنزل ..
تفاجأت من كلامه وفوراً قالت: أعتذر .. أعني أنا حقاً لم أقصد .. الملل جعلني أتصرف تصرفات غير طبيعيه .. لن أتجسس مُجدداً ..
ريكس ببرود: أُغربي عن وجهي ..
مطت شفتيها غير راضيه عن أُسلوبه ولكن في المُقابل لا تلومه فتصرفها حقاً مُزعج ..
هزت رأسها وقالت: حسناً كما ترغب ولكن ... عليك أن تعرف بأن الأُسلوب المُحترم يترك تأثيراً في نفس المُتلقي .. لو قُلتها لي بإحترام لخجلتُ من نفسي ولكن أنا الآن أصبحتُ غير آسفةً على تصرفي ..
أشار بنظره الى خارج المكان وكأنه يقول حسناً فهمت لذا أُخرجي ..
زاد إنزعاجها وفي هذه اللحضه رن هاتفه النقال الذي كان على الطاولة في مُنتصف جناحه ..
نظر إليها قليلاً بعدها تجاوزها خارجاً من غرفته .. أخذ الهاتف ونظر الى الشاشه التي كانت تُشير الى رقم مجهول ..
نظر الى الرقم مُطولاً بعدها رد ووضع الهاتف على أُذنه قائلاً: نعم ..
ثواني من الصمت بعدها أُغلق الخط في وجهه ..
نظر الى شاشة هاتفه للحضه بعدها دخل الى الرقم وقام بحظره ..
دائماً ما تأتيه مُضايقات من هذا النوع لذا حتى يتخلص منها يقوم بحظر كُل رقم مجهول يتصرف بمثل هذه التصرفات ..
أغلق هاتفه وعندما كاد أن يضعه على الطاوله أتت مُكالمه أُخرى من رقم مجهول آخر ..
نظر للشاشه قليلاً بعدها رد دون أن يقول شيئاً ..
ومُجدداً فترة صمت وبعدها أُغلق الخط ..
عض على طرف شفته بعدها قام بحظر هذا الرقم ..
ما إن ضغط على كلمة حظر حتى جائه إتصال ثالث من رقم مجهول آخر ..
وضعه على الصمت ورمى به على الطاولة بقوه لدرجة أنه سقط على الأرض ..
إلتفت عائداً الى الغرفه لكنه توقف عندما رأى آليس لا تزال واقفه في مكانها ..
جفُلت عندما رأت الغضب والإنزعاج واضحاً في عينيه فإبتسمت وتسحبت الى الخارج ..
أخذت نفساً عميقاً وإتجهت الى الدرج وهي تقول: وااه تلك العينين الباردتان تحولت فجأه الى عينين تشع غضباً .. ما أمر تلك المُكالمات حتى تجعله هكذا ..؟!
نزلت من الدرج وأكملت: أضنها من شخص مُزعج فعلى ما يبدو أنه يُغلق الخط حالماً يرد عليه .. أو ربما قال بعض كلمات الإستفزاز قبل أن يُغلق الخط .. آآآآه لا أعلم .. وما شأني أنا ..
ما إن إنتهت من نزول الدرج حتى إلتفتت الى الخلف عندما سمعت خطواته وهو ينزل من الدرج ..
راقبته بعينيها وهي تتسائل في نفسها ما إن كان قد عثر على ما يبحث عنه ..
أو ربما تلك المُكالمه قيل فيها شيء جعلته يُغادر ..!

خرج ريكس من المنزل وإتجه الى سيارته بهدوء وهو يهمس لنفسه: إن لم تكن هُنا فأين ..؟!
عقد حاجبه وتوقف حالما وصل الى سيارته ..
أمال شفتيه بسُخريه وهو يرى أثنان من عجلات سيارته قد تم العبث بها ..
رفع رأسه ونظر حوله قليلاً قبل أن يتجاوز سيارته ويذهب الى السائق الوحيد لهذا المنزل ..
رمى له مفاتيح سيارته يقول: قُم بإصلاحها وأعطني مفاتيح سيارتك ..
هز السائق رأسه وسلمه مفاتيح سيارته الخاصه بالأُسره ..
خرج ريكس من بوابة المنزل حيث أن السياره تقف بالخارج ..
مر من جانب حارس الباب العجوز وقال له ببرود: تفقد كاميرات المُراقبه وأرسل الفيديوهات على البريد الإلكتروني الخاص بي ..
هز البواب رأسه يقول: كما تُريد ..

***











8:40 pm

دخلت الى المنزل وقامت بنزع معطف الروز حالما أتتها الخادمه وسألتها: هل من أخبار ..؟!
أخذت الخادمه معطفها وحقيبة يدها تقول: لم يحدث شيء لهذا اليوم سوى أن الآنسه إستيلا لم تُغادر المنزل قط ..
ما إن أنهنت جملتها حتى أتتها إستيلا تمشي بهدوء وهي تقول بإبتسامه غريبه: مرحباً عمتي جينيفر .. لم أجدك بالأمس عندما أتيت لذا لم يتسنى لي مُقابلتك ..
إنحنت الخادمه وإنسحبت في حين إبتسمت جينيفر بالمُقابل وقالت: أكُنتِ تنتظرين كُل هذه الفتره في المنزل من أجل لقائي ..؟! أشكُر لك لُطفك ..
وصلت لها إستيلا وحيّتها تقول: أوه بالتأكيد .. أنتِ شخص عزيز جـــداً بالنسبة لي ..
سألت بعدها: لكن لما لم تنامي بالأمس في المنزل ..؟! أين كُنتِ ..؟!
تقدمت جينيفر من أحدى الأرائك وجلست عليها تقول: في منزل إحدى الصديقات .. سهرنا الليل في موضوع ما وعندما تأخر الوقت أصرّت على أن أبات عندها ..
جلست إستيلا على الأريكة المُقابله ووضعت رجلاً على رجل تقول بإبتسامه: وأنتِ قبلتِ ..؟! أحسد صداقتكما ..
جينيفر بإبتسامه غريبه: لا إنها لا شيء أمام رابط علاقتك بأخوتك ..
ضحكت إستيلا بعدها قالت: إذاً ... أُريد أن أصنع أمر ما .. لن تُمانعي صحيح ..؟!
جينيفر: ومن يستطيع أن يرفض طلبات الجميلة إستيلا ..؟!
إبتسمت إستيلا لفتره ولم تتحدث ..
دقايق قبل أن تقول: فقط كُل مافي الأمر أن رأس السنة الميلاديه قادم .. أُريد أن يُقام حفلة كبيره في المنزل .. ضخمه وشامله لا تُنسى ..
جينيفر بتفكير: لم نفعلها منذ خمس سنوات .. بالنسبة لي لا أرى مانعاً ولكن الكلمة الأخيره لعمك ..
إستيلا: لا تقلقي .. عمي لا يرفض طلباتي ..
نظرت إليها جينيفر لفتره قبل أن تبتسم قائله: ولكن لم يتبقى سوى يومان .. من الصعب تجهيز كُل هذا في حدود يومان فقط ..!
إستيلا: لا صعب على إستيلا ..
لم تُعلق جينيفر وإكتفت بالإبتسامه المُصطنعه ..
ضحكت إستيلا وقالت: عمتي العزيزه .. لم أُخبرك طلبي بعد .. فطلبي لم يكن الحفله فهي ستُقام في كِلا الحالتين ما دُمت أُريد ذلك ..
إبتسمت وأكملت: أُريد أن تحظر .. تلك الفتاة التي أطلقتي عليها إسم آليس ..
إختفت إبتسامة جينيفر ونظرت الى إستيلا لفترة ليست بالقصيره قبل أن تقول: سأسألها ولكن لو رفضت فلن أُجبرها ..
إستيلا بهدوء: لا .. هي لن ترفض .. أنا واثقه ..
إبتسمت جينيفر تقول: أتمنى أن تكون ثقتك في مكانها ..
إكتفت إستيلا أن ترد بإبتسامه بعدها وقفت وقالت: أنتِ مُرهقه ولن أُزعجك أكثر ..
إلتفتت لتُغادر لكنها توقفت ..
نظرت الى جينيفر وسألت بإبتسامه تحمل العديد من المعاني: أتسائل .... لما من بين جميع الأسماء إخترتي إسم آليس ..؟! عمتي .... لا تكوني شيطانة الى هذه الدرجه ..
نظرت إليها جينيفر بهدوء تام ولم ترد فإلتفتت إستيلا وغادرت هامسه: أتطلع للقادم بكُل شوق ..

***
















JAN 05-20-2020 09:17 PM


Desamber 30
1:40 pm

على الرغم من أنها الظهيره إلا أن الشمس كانت بارده وشعاعها لا يكاد يُرى بفعل الغيوم ..
الناس يأتون ويذهبون على الأرصفه ويقطعون الشارع وأغلبهم يرتدي تلك المعاطف الثقيله بينما البعض تلك البروده المُنتشره لا تؤثر على أجسادهم البته ..
إتكأ على الجدار وهو يرتدي قُبعة تُغطي شعره الأشقر ونظارةً شمسيه هو متأكد بأن وقتها غير مُناسب الآن ..
أشعل سيجارته وهو ينظر الى الحياة الموجوده أمامه .. فهذا الشارع للمشي أكثر من أن يكون طريقاً لمرور السيارات ..
أدخل يديه في جيب جاكيته البُني الطويل ويبدو بأنه ينتظر شخصاً ما ..
نعم هذا ما يبدو ولكنه في الحقيقة لا ينتظر أحداً ..
بل إن وقوفه متكئاً على الجدار فوق أحد الأرصفه في طُرقات هذه المدينة وبين الكثير من البشر هي ليست سوى مُحاولة منه للتهرب من حياته الخاصه المليئة بالمشاكل التي لا يعرفها أي أحد سواه هو ..
نفث الدُخان ببطئ شديد من شفتيه بعدها إلتفت عن يمينه عندما شعر بفتاة إتكأت بالقُرب منه وهي منشغلة بهاتفها النقّال ..
تنهد وعاود النظر الى الأمام لدقيقتين بعدها شعر بالفتاة تُلقي عليه نظره بين فنية وأُخرى ..
نظر إليها بطرف عينه عندما جلست على الأرض تُقلب بحقيبتها الكبيره التي كانت تلبسها من كتفها الأيمن الى جانبها الأيسر ..
مع تلك الحقيبه ..! تبدو وكأنها قرويه قديمة الطراز ..
وقفت مُجدداً هامسه: خساره .. لم أحظرها معي ..
إلتفتت إليه ونكزته بيدها ..
رفع حاجبه وأنزل نظره إليها حيثُ كانت أقصر فإبتسمت وقالت: هل لك أن تُعطيني نظارتك ..؟!
رفع حاجبه بعدها إلتفت وأكمل يدخن سيجارته ولم يعرها أي إهتمام ..
تنهدت عندما تجاهلها بعدها قالت: لم أكن أعرف أن المُغني إدريان وقحاً تجاه مُعجباته ..
دُهش فهو لم يتوقع بأنها عرفت هويته .. لقد حاول أن يموّه ملامحه قدر المُستطاع بجانب أنه ليس شهيراً الى هذه الدرجه ..
هذا مالم يحسب حسابه فليس من الجيد أن يترك إنطباعاً سيئاً عن نفسه تجاه المُعجبين ..
تدارك الوضع ملتفةً إليه وقال: أعتذر لكني بحق ضننتُك تحاولين سرقتي فالسرقات من هذا النوع مُنتشره ..
إبتسمت بغباء فأعطاها نظارته الشمسيه بإبتسامة مُصطنعه ..
أخذتها وبدأت بالعبث فيها عن طريق إخراج زجاجها من الإيطار ..
دُهش وكاد أن يصرخ عليها فثمن هذه النظارة باهض جداً ..!!
أعادت له النظارة وهي تقول: ستكون مُلفتاً للنظر عندما ترتدي نظارة شمسيه في مثل هذا الجو .. هكذا ستكون كأنها نظارة عاديه ولن يدقق الكثير في وجهك ولن يعرفوا هويتك ..
حاول قدر المُستطاع كبح غضبه وهو يقول بإبتسامه: آه أشكرك ..
إلتفتت وغادرت فإرتدى النظارة وهو يهمس: سُحقاً ..! هذا ما كان ينقصني في مثل هذا اليوم ..
ضاقت عيناه لوهله وإلتفت بسرعه عن يساره ولكنه لم يجد أحداً ..
هل خُيّل إليه أنه سمع صوت آلة تصوير ..؟!
عض على طرف شفته قبل أن يهمس لنفسه: لا بأس .. حتى لو كان كذلك فمن الجيد أنني لم أتصرف بلؤم .. لا يوجد ما أخاف منه ..
إعتدل في وقفته وغادر فليس من المُريح البقاء هُنا بعد الآن ..

***















5:30 pm

إرتدت بنطال جينز أسود طويل وقميص أبيض قصير الأكمام وإرتدت من فوقه معطفاً قرمزي اللون ..
جهزت نفسها بالكامل فلقد قررت أن تأخذ بنصيحة جينيفر والخروج للتمشي أو حتى لتناول كوب من القهوه مع بعض الكعك ..
لم تنسى أن ترتدي قبعة من الصوف فلقد بدأ الشعر الأشقر يُصبح واضحاً ومُلفتاً للنظر وتسائلت في نفسها عن المدة التي قد يتطلبها عودة شعرها الى لونه الطبيعي ..؟!
لم تأخذ أي حقيبة وإكتفت بحمل هاتفها مع بعض المال في جيبها ..
خرجت الى ساحة المنزل وبحثت بنظرها عن السائق وإبتسمت عندما وجدته ..
تقدمت منه تقول: مرحباً .. هل يُمكنك أن تأخذني في جوله ..؟!
إبتسم السائق يقول: يُسعدني ذلك ولكن .. السيد ريكس لم يُعد السيارة بعد ..
إختفت إبتسامتها فوراً وتحولت ملامحها الى الصدمة العارمه ..
أي حظ هذا الذي تملكه ..؟!!!
قالت بإندفاع: ولما ..؟! لقد أخذها بالأمس ومن الأدب والأخلاق وحسن التعامل أن يُعيدها في اليوم نفسه فلماذا ..؟!!!! ما ذنبني أنا أتشوق للخروج وأتجهز من أجل هذا ثُم أُصدم بالواقع ..!!! ما ذنبي ..؟!!
لم يجد السائق ما يقوله سوى: أعتذر ..
تنهدت وقالت: ليس أنت من عليه الإعتذار ..
ظهر الحُزن على ملامحها وأكملت لنفسها: إذاً لا خروج ها ..؟!
إلتفتت عائده الى المنزل وهي مُحطمة القلب فلقد كان حماسها للخروج كبيراً بحق ..!
توقفت ونظرت الى جهة البوابه عندما سمعتها تُفتح .. ضاقت عيناها وهي ترى شاباً أسود الشعر وطويل القامه يدخل من البوابه ..
لقد عرفته .. إنه فرانسوا صديق إدريان ..
إبتسم عندما رآها واقفه فتقدم وهو يقول: مرحباً آليس .. هل كُنتِ عائدة من مكان ما ..؟!
ضحكت تقول: من المُفترض .. لكن أحد المُزعجين أخذ سيارة السائق ولم يعدها لذا قد فشلت خططي بالخروج ..
فرانسوا: ههههههههههههههههه ياله من حظ .. على أية حال هل إد موجود بالداخل ..؟!
هزت رأسها بالنفي تقول: لا .. منذ يومان لم أره ..
ظهر التعجب على وجهه وهمس لنفسه: إين يُمكن أن يكون ..؟!
نظرت الى وجهه وهمست له: هل ستذهب للبحث عنه ..؟!
نظر إليها وأجاب: لا .. سأكتفي بإرسال رساله ..
آليس بنفس الهمس: إذاً هل هُناك مكان مُحدد تنوي الذهاب إليه ..؟!
هز رأسه بالنفي فإبتسمت وقالت بفرح: إذاً هل يُمكنك أخذي في جوله ..؟!
دُهش للحضه بعدها إبتسم يقول: لم أكن أضنك واقعه في غرامي ..
قالت بمُجاراه واضحه: نعم إني لا أُطيق فِراقك لذا هل أنت مُوافق ..؟!
ضحك على ردها يقول: ههههههههههههههههههه أنتِ مُمتعه .. حسناً كما تُريدين ..
شدت على قبضة يدها بفرح تقول: جيد ..!
وبعدها تقدمته الى الخارج فدُهش للحضه قبل أن يبتسم قائلاً: فتاة مُسليه ..

مرت آليس من جانب حارس البوابه .. إبتسمت له قائله: مرحباً يا عم ..
إبتسم لها العجوز قائلاً: أهلاً صغيرتي ..
وبعدها وقفت أمام سيارة فرانسوا البيضاء ..
ثواني حتى جاء هو وضغط زر إلغاء الأمان فركبت هي بالمُقدمه وركب هو بدوره في مكان السائق ..
شغّل السياره وهو يقول: هل لديك مكان مُحدد تُريدين الذهاب إليه ..؟!
هزت رأسها بالنفي وهي تُجيب: أي مكان مُمتع سيكون كافياً ..
حرّك السياره وهو يضحك قائلاً: لا تلوميني إن لم يرق لك إختياري ..
آليس: هههههههههههههه في حالتي هذه صدقني لن ألوم أحداً ..

دقائق حتى أوقف السياره أمام أحد المقاهي الشهيره وقال: ما رأيُك بالقليل من القهوه قبل أن نتجول في أنحاء المدينه ..؟!
إبتسمت تقول: حسناً يبدو هذا جيداً ..
نزلت من السياره وأغلقت الباب خلفها وهي تنظر الى المقهى الفخم الذي أمامها ..
إلتفتت الى جهته وهو يتقدم منها وسألت: ألا يبدو باهضاً ..؟!
ضحك ومد يده فأمسكت بذراعه ودخل بها الى المقهى يقول: باهض لمن لا يملكون المال ..
همست بضحك: يالا التباهي ..
سحب لها كُرسياً فجلست عليه بعدها جلس في الكُرسي المُقابل ..
أخذت قائمة الطلبات ونظرت إليها لفتره فأتاهما النادل وقال بإبتسامه: طلباتكما ..؟!
نظرت إليه وأشارت الى طلب ما تقول: اسبريسو فقط بجوار كوكيز البُندق هذا ..
سجّل طلبها بعدها إلتفت الى فرانسوا الذي قال بإبتسامه: الطلب نفسه ..
إبتسم النادل وقال: دقائق فقط من فضلكما ..
وبعدها غادر فنظرت إليه وقالت: هل لا بأس بذلك ..؟! أعني ....
قاطعها: أجل لا بأس .. على أية حال حدثيني عن نفسك .. لما أنتِ متواجده في منزل جينيفر ..؟! هل هُناك مُشكلة ما مع والدتك ..؟!
إبتسمت وهي تهمس في نفسها: "ماذا عليّ أن أقول ..؟! أُخبره بأنها كانت كِذبه أم أستمر بالكذب حتى يكتشف الأمر مُصادفه من إدريان ..؟!"
حسناً الإستمرار بالكذب أمام صديق إدريان سيضعها بمواقف مُحرجه مُستقبلاً ..
آليس: في الحقيقة لستُ إبنة صديقة جينيفر كما أخبرتُك سابقاً ..
عقد حاجبه فأكملت: لم أكن أعلم بأن إدريان لم يُخبرك وأيضاً أتفهم سبب عدم إخباره فلستُ شيئاً هاماً .. فكُل مافي الأمر أن أخاه الأكبر سبب لي حادثاً جعلني أفقد ذاكرتي .. جينيفر قررت الإعتناء بي حتى تجدني عائلتي ..
صفّر بتفاجؤ يقول: أستغرب من إد بأنه لم يُخبرني عن مثل هذه الحادثه الهامه ..
ضحك وأكمل: آه بالآونه الأخيره إنشغلنا كثيراً لذا هذا مُتوقع ..
جاء النادل وقدم لهما طلباتهما بعدها إنحنى وغادر ..
سألها وقال: إذاً هل من جديد ..؟!
رشفت آليس القليل من الكوب قبل أن تهز رأسها بالنفي ..
تعجب بعدها قال: هل جربتي البحث عنهم بنفسك ..؟!
دُهشت من سؤاله وأجابته: لا .. لم أُفكر بهذا ..
فرانسوا: غريب .. من المُفترض أن تُجربي ..
هزت كتفها تقول: ما الفائده .. أعني أنا لا أتذكر شيئاً فكيف سأبحث ..؟!
فرانسوا: ولم تُحاولي على الأقل أن تُقابلي طبيباً نفسياً وتُحاولي إستعادة ذاكرتك ..؟!
تفاجأت لوهله فهي بحق لم تُفكر بمثل هذا الأمر مُطلقاً على الرغم من أنه طبيعي بل المُفترض أن يفعله كُل من هم بمثل حالتها ..
عندما شاهد تفاجؤها تعجب وقال: لا تُخبريني بأنك لم تُفكري بذلك أيضاً ..؟!
ضحكت بغباء وهزت رأسها فدُهش وهو يقول: أأنتِ جاده ..؟!! لما لم تُفكري بفعل هذا ..! أنتِ غريبه ..
هزت كتفها تقول: لا أعلم .. أعني ..... لا أدري حقاً ..
تنهد بيأس وأخذ الكوب وعندما رشف منه القليل أحس بمرارة كبيره ..
تغيرت ملامحه لوهله لكنه سيطر على نفسه وهو يقول بداخله: "ما كان عليّ أن أطلب نفس طلبها .. سُحقاً وتباً للمُجاملات هذه" ..
أخفت آليس إبتسامتها ببراعه عندما لاحظت ملامحه وهمست بداخلها: "إنه أحمق وظريف في الوقت نفسه" ..
تجاهلت الأمر وسألته: إذاً .... هل يُمكنك أن تجد لي شخصاً أتحدث معه في هذا الخصوص ..؟! طبيب أو مُختص فأنا لا أعرف ماذا أفعل ..
فكر قليلاً بعدها قال: إذاً تطلبين خِدمه ..؟!
غمز وأكمل: وما المُقابل ..؟!
إبتسمت تقول: سأعفيك من التظاهر بشرب القهوة أمامي ..
تفاجئ للحضه فضحكت رُغماً عنها بينما أشاح بنظره بشيء من الإحراج فهو لم يتوقع بأنها قد لاحظت ذلك ..

***















9:30 pm

دخل آندرو الى أحد المطاعم الغير مشهوره وجلس على المائدة التي حجزها مُسبقاً ..
أتته النادله فإبتسم لها قائلاً: أنتظر شخص آخر لذا أجلي أخذ الطلب ..
هزت رأسها وغادرت بلطف ..
أخذ قائمة الطلبات وأشغل نفسه في تصفح الطعام ..
عندما أتى أول مره كانت نيته بالطعام الإيطالي والكثير من الجُبن على الباستا ..
ولكن بعد رؤية القائمه أصبح يشتهي الدجاج المقلي والبطاطا ..
رفع رأسه جهة الباب عندما سمعه يُفتح لكنه أمال شفته عندما لم يكن ريكس ..
عليه ألّا يتفاجئ فهي ليست المرة الأولى التي يتأخر فيها ..
نظر الى المطعم لفتره وهمس بداخل نفسه: "إنها المرة الأُولى التي يستدعيني لتناول العشاء منذ عدة سنوات .. والأهم إنه مطعم أقل من عادي .. لا أشعر بالإرتياح من طلبه الغريب هذا فأنا أعرفه جيداً" ..
نظر الى ساعته وإطمئن أنها لا تزال التاسعه والنصف .. فغداً لديه يوم مهم في الكُليه ..
إنه يوم إختباره لطُلابه ..
أخرج هاتفه النقال ووضع السماعات في أُذنه وشغّل إحدى أغانيه المُفضله ..

مرت نصف ساعه دون أن يشعر وعندما رأى بأنها قد أصبحت العاشره شعر بإنزعاج كبير ..
دخل الى قائمة الإتصال وضغط على إسمه ..
مرت ثواني الدق دون أن يجد أي رد ..
هل هو .... يسخر منه ..؟!
عاود النظر الى ساعته وهمس: سأكون لطيفاً وأنتظر لنصف ساعه أُخرى .. إن لم يحظر سأُغادر دون أن أُعطيه خبراً حتى ..
تنهد بعُمق وبدأ ينتظر ..
عشر دقائق وإلتفت الى الباب للمرة العشرون ووجده شخص آخر دخل وليس ريكس ..
أمال شفته وعاود التأمل في إحدى اللوحات المُعلقة على الجدار ..
عقد حاجبه عندما وصلَ الى مسامعه إسم فابريان ..
أوليس هذا الشاب الذي أُعلن موته قبل ثلاثة أيام ..؟!
لم يلتفت بل ركّز مسامعه على الطاولة التي تقع خلفه حيث سمع شخصاً يقول: كُل شيء على ما يُرام .. كُل ما أُريده منك هو أن تقول بأن الرجل الذي شاهدته هو ريكس .. فقط أدلي بهذه الشهاده وكُل شيء سيكون على ما يُرام .. سندفع لك ثمن ديونك كما وعدناك ..
رد عليه رجل يبدو في الأربعين من عمره يقول بشيء من الخوف: لكن ... ماذا لو كُشفت ..؟! سيعرفون بأني كاذب .. سأُعاقب لو إكتشفوا بأني أدليت بشهادة كاذبه ..!!
مط الرجل شفتيه بعدها قال: لا تقلق .. لن يحدث هذا .. حتى لو حدث الأسوأ وإستطاع تبرئة نفسه فأنت لن تُعاقب لأنك لم تقل رأيته يقتل فابريان ..!! بل كُل ما ستقوله بأنك رأيته يخرج من ذلك المكان لذا هذا يُحتمل بأن يكون القاتل ويُحتمل ألا يكون .. هذا كُل شيء ..!
بدأ الإقتناع يُسيطر على الرجل الأربعيني حتى قال في النهايه: حسناً .. كما تُريدون ..

شد آندرو على أسنانه وأخرج هاتفه ..
إتصل على ريكس ولكن الهاتف أُغلق في وجهه ..
أغلق هاتفه بإنزعاج بعدها إلتفت الى الخلف فرأى الرجل الأربعيني يقوم من على كرسيه ويُغادر المطعم بهدوء بينما ذلك الآخر الذي قام برشوته ما زال يجلس في مكانه ويُعطيه ظهره ..
ضاقت عيناه بشيء من الغضب ..
وقف الرجل بدوره وغادر المطعم ..
بقي آندرو في مكانه للحضات بعدها لم يستطع كبح نفسه وخرج خلفه فوراً ..
حالما عبر الرجل من الطريق الضيق بجانب المطعم كان آندرو قد وصل إليه ..
لفّه مُمسكاً بياقة قميصه قائلاً بحده: من أين أنت ..؟!
تفاجئ الرجل ونظر الى وجه آندرو لكنه لم يُميزه جيداً مع هذا الظلام المُنتشر في هذا الممر الضيق ..
ولكن كُل ما فهمه هو أنه بالتأكيد سمع حواره قبل قليل في المطعم ..
تظاهر بالغباء وهو يقول: لم أفهم ..!
لكمه آندرو في وجهه بعدها ضاقت عيناه وهو يقول: فابريان قُتل وإنتهى الأمر .. لما تُريدون أن تُلطخوا إسم ريكس ..!!
إبتسم الرجل بشيء من السُخريه وهو يقول: آها .. أحد كلاب ريكس صحيح ..؟!
تجاهل آندرو سُخريته وهو يقول: ريكس لا علاقة له بقتل فابريان .. أتركوه وشأنه ..!
ضحك الرجل ضحكةً قصيره وهو يقول: تقول لي لا علاقة له بقتل فابريان ..؟!! لا أعلم ولكن .... أضنها نُكتة هذا اليوم صحيح ..!!
آندرو: حسناً كلامك يعني بأنك مُتأكد بأنه هو .. إذاً لا داعي لأن تُلفقوا له أي شيء .. دعوه وستقبض الشُرطة عليه لو كُنتَ مُحقاً ..!
أمال شفتيه بسُخريه وأكمل: ولكن تصرفكم يعني العكس ..!
أطلق الرجل ضحكةً عاليه وقال: آه أجل أجل .. هو بريء ..
إقترب من آندرو وهمس: قتَله مُباشره أو أرسل أحداً لقتله .. الأمر سيان يا عزيزي المُدافع بقوه ..
ربتَ على كتفه وأكمل: أرني جهدك وأخبر مالِكُك ريكس بأنا نود توريطه لذا عليه أن يأخذ حذره .. نحن لن نتراجع لمُجرد أن أحد كِلابه قد إستمع لجزء من خُطتنا حسناً ..؟!
وبعدها غادر وآندرو يُراقبه بعينيه الحادتين ..
همس لنفسه: لقد أخبرته بأن لا علاقة لريكس ..! لما لا يُصدقني ..؟!

***




- PART end -




JAN 06-06-2020 04:33 PM




ـ PART 6 ـ

* الناس قُساه , فإذا إحتاجوا تلطفوا *








11:24 pm


أوقف سيارته في الساحة الأماميه لقصر العائله هذا وأخذ هاتفه المحمول ..
أسند ظهره وفتح سجل المُكالمات التي كانت أغلبها من صديقه المزعج آندرو ..
أعاد الإتصال ووضع الهاتف على أُذنه ..
خلال ثوانٍ قليله رد آندرو يقول بشيء من الإنزعاج: كيف تجرؤ ..؟!!
إبتسم ريكس وقال: هل أزعجك تجاهلي لإتصالاتك ..؟! هذا يروق لي ..
تنهد آندرو بعدها قال: لن تأتي الى المطعم الذي دعوتني إليه صحيح ..؟!
ريكس: ولما أفعل وأنت بالتأكيد قد غادرته ..؟!
إنزعج آندرو لكنه سيطر على غضبه مُجدداً وقال: ما دُمتَ تعرف هذا فلما تأخرت ولم تحظر ..؟!
إبتسم ريكس يقول: وهل حقاً صدقت بأني قد أدعوك الى مطعم لتناول العشاء ..؟! أنا أفعلها ..؟!
إتسعت عينا آندرو من الدهشه وبالكاد سيطر على غضبه وهو يهمس: سأقتُلك ..
ريكس بإبتسامة إستفزاز: يُسعدني أراك وأنت تُحاول ..
آخذ آندرو نفساً عميقاً بعدها قال: حسناً فهمت .. أنت لم تفعل هذا سوى لسبب بكُل تأكيد .. ماهو هدفك ..؟!
صمت ريكس لفتره بعدها قال: وصلني خبر بأن تابع تروي سيُقابل شخصاً ما ليُساعده في مهمةٍ خاصه .. أردتُك أن تذهب لتسمع حوارهم بالمُصادفه وتُخبرني ما إن كان للأمر علاقةً بي أو لا ..
رفع آندرو حاجبه للحضه بعدها قال: كنتُ أعلم بأنه من الغريب أن أسمع مثل هذا التخطيط مُصادفةً .. سُحقاً لك .. كان عليك أن تُخبرني على الأقل ..
ريكس وهو ينظر الى سيارة بضائع تدخل من بوابة المنزل الكبيره: أعرفك فاشل في المهام التي من هذا النوع .. لو أخبرتُك فستكشف نفسك بتلفتك الواضح وترصدك لكُل من يدخل الى المطعم .. وبهذا سيأخذون حذرهم منك ..
آندرو: ولم تجد سوى صديقك كي ترسله الى مهمة غبيه كهذه ..؟!
ريكس: أنتَ أغبى شخص أعرفه والمهمة تناسبك تماماً .. وأيضاً أنتَ لا تعمل بشركتي لذا لا يعرف الكثير وجهك .. هل هُناك برأيك سبباً أقوى ..؟!
إبتسم آندرو بشيء من السُخريه وقال: إن كُنّا سنتحدث عن الغباء فأنت تعلم من هو ملك الأغبياء هُنا صحيح ..؟! لا أضنك لم تفهم قصدي ..
رفع ريكس حاجبه وقد نجح آندرو بإستفزازه ..
تجاهل الموضوع وسأله: إذا ماذا سمعت ..؟! ما دامت تكررت إتصالاتك فهذا يعني بأن الموضوع يخصني فعلاً ..
آندور: ومن هذا الذي أخبرَك بأنك مُهم الى درجة أن يُهلوس بِك الجميع ..؟! لا لا يخصك بتاتاً ..
أمال ريكس شفتيه بعدها ضاقت عينيه وهو ينظر الى الرجال ينزلون من السياره ويُخرجون العديد من الصناديق ويُدخلونها الى المنزل ..
همس: ماذا يفعلون ..؟!
عقد آندرو حاجبه يقول: ماذا تقصد ..؟!
ريكس: فقط هُناك العديد من البضائع تدخل الى المنزل وأنا مُستغرب .. ماذا عساه يكون السبب ..؟!
آندرو: غداً ليلة رأس السنه لذا رُبما تُريد عائلتك أن تصنع حفلاً أو شيئاً من هذا القبيل ..
رفع ريكس حاجبه دليل عدم الرضى فأكمل آندرو: هل ستحظر لو بالفعل قرروا أن يفعلوا ذلك ..؟!
ريكس: لا أضن إلا لو حدثني والدي بنفسه ..
ضحك آندرو يقول: أشكر الله على وجود والدك في حياتك فهو الوحيد الذي يستطيع ترويضك ..
ريكس: تعليقُك الساخر لم يُعجبني ..
إنفجر آندرو ضحكاً يقول: وهذا هو ما أُريده ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ..
ريكس: حسناً لا بأس .. هل من شيء تُريد قوله ..؟!
صمت آندرو قليلاً بعدها قال: أتعلم .. نعم لقد تحدثوا عنك ..
عقد ريكس حاجبه فتنهد آندرو وأكمل: ومن الغباء أنك لم تخبرني بالأمر فأنا أضنني أفسدت الموضوع فلقد تدخلت وتشاجرت مع الذي تُسميه بتابع تروي ..
صمت ريكس لفتره بعدها قال: ماذا حدث ..؟!
آندرو: هم بالتأكيد جهزوا خطةً لتوريطك في قضية مقتل فابريان .. والرجل الذي قابله تابع تروي سيكون جزءاً من الخطه حيثُ سيشهد بأنه رآك خارجاً من مكان ما لم أعرف ماهو بالضبط .. لقد تمت رشوة الرجل بالفعل لذا سيشهد بكُل تأكيد ..
ريكس بهدوء: حمقى .. يضنون بأنهم يستطيعون الإطاحة بي عن طريق خُطه تقليديه كهذه ..
آندرو: ريكس عليك الحذر .. حتى عندما واجهتُ الرجل أكّد لي بأنهم ماضون في خطتهم لا محاله وواثقون تمام الثقه من نجاحها ..
ريكس ببرود: يُسعدني أن أراهم وهم يُحاولون ..
آندرو بشيء من الحده: أتمنى أن تأخذ الأمر ببعض الجديه وتحذر ..! أنت تعرف من يكون تروي هذا ..!! لا تستخف به ..
ريكس: أهذا كُل ما لديك ..؟!
آندرو بإنزعاج: تشه ..! سُحقاً .. فلتفعل ما يحلو لك ..
وبعدها أغلق الخط ..
إبتسم ريكس إبتسامه غريبه بعدها فتح باب السياره ونزل منها ..
دخل الى داخل القصر من البوابه الرئيسيه متجاهلاً الخدم المتجمعين عند البوابة الجانبيه الذين كانوا ينقلون البضائع الى الداخل ..
إعترضت طريقه إستيلا التي كانت للتو قادمه من قسم الخدم وقالت بإبتسامه: أهلاً ريكس .. أنت لم تُبارك لي عودتي بالسلامه ..
نظر إليها ببرود بعدها تحرك يميناً ليتفادها لكنها إعترضته مُجدداً تقول بإبتسامه: نعم .. أُحب هذا الطبع فيك .. وأسعى جاهده لتحطيم غرورك هذا ..
تكتفت وقالت: صنعتُ حفلة عيد رأس السنه وسأدعو الكثير لها .. وأنا بكُل تأكيد لم أفعلها إلا لأني أنوي أن أجعلها حفلةً لا تُنسى أقوم فيها بصنع الأمور التي أُحبها .. ريكس عليك أن تحظرها ولا تُفوّت عليك فرصة للإستمتاع ..
تفادها من الجهة الأُخرى وصعد الى الأعلى فإلتفتت الى جهته وإبتسمت تقول: إن لم تحضرها فستُفوّت على نفسك فُرصة الإستماع الى سِر لم تسمع به من قبل .. سِرّ يخص والدَتُك التي تُحبــــــها كثيراً ..
نطقت آخر كلمتين بشيء من السُخريه جعلت ريكس يقف للحضه قبل أن يُكمل صعود الدرج وهو يكتم غضبه ..
إمالت شفتيها بإبتسامه وهي تعرف تماماً بأن أكثر ما يُغيض هذا الرجل هو المساس بالسوء لوالدته ..
وهذا ما تريد فعله غداً فمنذ زمن طويل لم تره هائجاً وغاضباً ..

***
















Desamber 31
2:10 pm

جلست آليس على طاولة طعام الغداء والإبتسامة لا تُفارق شفتيها ..
لقد حضرت جينيفر .. هذا يعني ربما وجدت لها طريقةً للذهاب الى الدراسه ..
أو رُبما العكس ..!
بادرت بالحديث تقول: ماذا حدث في موضوع الدراسه ..؟!
عقدت جينيفر حاجبها للحضه بعدها قالت: آه تذكرت ..
ضحكت قليلاً وأكملت: أعتذر يبدو بأني لم أُخبرك من وقتها ..
تنهدت وأكملت: الأمر كما ضننت لم يكن بهذه السهولة بتاتاً .. فهويتك ليست المُشكله الوحيده بل بجانبها عدة مشاكل أهمها أنه حتى عُمرك الحقيقي لا أحد يعرفه .. لقد حاول أن يجد حلاً ولم يستطع ..
تنهدت آليس وقد علمت بالفعل أن الأمر لن ينتهي كما تمنت ..
إبتسمت وقالت: إذاً لا بأس .. ماذا عن العمل ..؟! أُريد أن أعمل ..
تعجبت جينيفر وسألت: هل ينقصك شيء ..؟! أعني هل أنا ...
قاطعتها آليس بسرعه: كلا كلا ليس الأمر هكذا ..!! أنتِ حقاً لم تُقصري معي بأي شيء .. لكن كُل مافي الأمر أُريد أن أنشغل بأي شيء .. مللت البقاء كالبلهاء وحدي دون أي شيء يُشغلني ..
نظرت إليها جينيفر لفتره بعدها تنهدت تقول: لستُ راضيه عن الأمر ولكن أنا أتفهمك لذا سأجعله يبحث لك عن عمل بسيط في مكانٍ راقي ..
إبتسمت آليس بسعاده وهي تقول: شُكراً لك .. أنتِ لطيفه للغايه ..
ضحكت جينيفر تقول: لا تُبالغي ..
أكملت آليس تناول طعامها وهي تشعر بسعاده عارمه لأنها فقط أخذت وعداً بأنها ستعمل فماذا قد يحدث لها لو بدأت بالعمل فعلاً ..؟!
ستموت من فرط السعادة حينها ..!
تذكرت آليس شيئاً فنظرت الى جينيفر تقول: هل صحيح منزل عائلتكم سيُقام فيه حفلةً ..؟!
دُهشت جينيفر للحضه وسألت: ومن قال ..؟!
آليس: فرانس .. صديق إدريان .. لقد أخبرني هذا بالأمس وسألني ما إن كُنتُ سأحضر أو لا ..
إنزعجت جينفير وهمست بداخلها: "ذلك الأحمق ..! وما شأنه ليخبرها بأمور لا تعنيه" ..؟!
تنهدت وهي بحق لم تنوي أن تجعل آليس تعرف بالأمر ..
هي بكُل تأكيد لا تُريد منها الذهاب الى الحفل فإستيلا تلك تنوي السوء وتدبر أمراً لن يكون جيداً البته ..
لكن .... ذلك المدعو بفرانس أفسد الأمر ..
جينيفر: أجل هُناك حفله ..
ترددت آليس وسألت: هل ... أنا مدعوه ..؟!
نظرت جينيفر إليها لفتره بعدها قالت: الحفلة ليست بذلك الشيء المُبهر لتتطلعي إليه ..
آليس: لكنه عيد رأس السنه ..
أكلمت بصوت أقل إنخفاضاً: وأنا لا أُريد الإحتفال فيه لوحدي أو أن أجعله يمر وكأنه يومٌ عادي ..
بعدها أكملت بسرعه: ولكن إن كان الأمر يُزعجك فلا داعي لذلك صدقيني ..
لم تجد جينيفر ما تقوله لذا تنهدت وقالت: هل أنتِ مُصره ..؟!
إبتسمت آليس رُغماً عنها وهي تقول: إن لم يكن لديك مانع ..
صمتت جينيفر لفتره بعدها قالت: لا بأس ولكن عديني بشيء أولاً ..
تعجبت آليس وسألت: بماذا ..؟!
جينيفر: إستيلا وكين .. أياً كان ما يقولانه لا تستمعي لهما مُطلقاً ..
عقدت آليس حاجبها تقول: ومن يكونان ..؟!
جينيفر: إبنا أخ زوجي .. إستيلا في الثالثه أو الرابعة والعشرون من عمرها .. يُمكنك تميزها بالخصل الحمراء الموجودة بشعرها الأسود .. كين طفل في الرابعة عشر من عمره .. بين أبنائي وبينهم العديد من المشاكل لذا هما يُحبان الترصد لنا بكُل شيء .. لذا بالتأكيد حتى أنتِ لن يتركاك وشأنك ..
أمالت آليس شفتيها تقول: حتى أنا لن يتركاني وشأني ..؟! أُراهن بأنهما مُزعجان ..
جينيفر: على أية حال سأحرص على إبقائك بجانبي .. فعلى النقيض من فلور هما لا يسببان مشاكل طفوليه بل مشاكل نفسيه تجعلك تشكين بأمور لا أساس لها من الصحه ..
هزت آليس رأسها بتفهم تقول: حاضر ..
بعدها أكملت بحماس: ومتى هي الحفله ..؟!
جينيفر: الليله ..
صُدمت آليس وقالت بعدم تصديق: الليله ..!!!
تعجبت جينيفر تقول: مابك ..؟! اليوم هو الواحد والثلاثون من ديسمبر .. أي أن الليلة هي عشية رأس السنة الميلاديه ومن الطبيعي أن تكون الحفلة في هذه الليله .. نعم هُناك البعض من يحتفل في اليوم التالي لكن الأغلب يحتفل في الليلة ذاتها ..
آليس: يا إلهي أنا لا أعرف .. أقصد بأني لا أملك ملابساً أو حتى أني لا أملك وقتاً للإستحمام والتزين و ....
ضحكت جينيفر وقاطعتها: مابك إنها لا تزال الثانية ظُهراً ..! أمامك الكثير من الوقت لا ترتبكي .. وأيضاً أنا مُتأكده بأني إشتريتُ لك ملابس تُناسب مثل هذه الحفلات لا تقلقي ..
آليس: ماذا عن الأحذيه والإكتسوارات والعديد من المُكملات ..
جينيفر: هههههههههه كُل شيء موجود أنا واثقه وإن نقص عليك شيء فغرفة إليان موجوده .. خُذي منها ما تشائين ..
تنهدت آليس بشيء من الراحه وفي الحقيقة راق لها أمر أنها تستطيع أخذ ما تُريد من غرفة إليان ..
تشعر وكأنه إنتقام لكلامها في تلك الليله ..

***















5:40 pm

في محل الحلويات الخاص بوالدتها ..
تناولت قضمة من الفطيرة الحُلوه وهي تقول: إيلي صدمتني ..! أحقاً كُنتِ تنوين تجاهل الحفله ..؟!
إليان وهي تشرب القهوة ببرود: أصبحت لا تستهويني الحفلات فكيف لو كانت العقرب هي من نظمتها ..؟!
ضحكت جيسيكا وهي تقول: أُحبك عندما تُلقبين من تكرهينهم ألقاباً كهذه ..
تنهدت إليان تقول: حتى إن العقرب يشتكي قائلاً بأن سُم تلك الفتاة لا يُقارن بسمي .. إنها أشد فتكاً منه ..!
جيسيكا: أوووه إذاً ستحدث الكثير من الأمور المُثيرة في الحفل .. أنا حقاً لا أُريد تفويتها ..
جائها صوت أمها وهي تعمل قائله: سأكسر قدميك إن عصيتني وذهبتي ..
ظهر الحُزن على وجه جيسيكا ووضعت رأسها على الطاولة تقول: لكني لا أستطيع كما ترين ..
إليان: والدتك مُحقه .. كيف لك أن تتركي إحتفال العائله لتذهبي الى إحتفال صديقتك ..؟!
جيسيكا بتذمر: إحتفالاتنا مُمله روتينيه خاليه من الإثاره ولا شيئ جديد فيها ..
همست بعدها: ولن يحضرها شخص وسيم كأخاك إدريان ..
أمالت إليان شفتيها تقول: لا أعلم ما الشيء المُميز الذي ترينه فيه ..
جيسيكا: أنتِ حقاً تجحدين مثل هذه النعمه .. ليت أمثالي من حضي بها ..
ضحكة إليان ضحكةً قصيره بعدها قالت: على أية حال ماذا حدث في أمر العرض الذي ستُقدمينه ..؟!
أغمضت جيسيكا عينيها وهي لا تزال تضع رأسها على الطاوله وقالت: تعبتُ منه لذا قررتُ عرضه ناقصاً .. لا بأس لي بدرجة الـC ..
تنهدت إليان تقول: ليتني أملك قناعتك هذه ..
جلست جيسيكا ضاحكه وهي تقول: ههههههههههههه الحمد لله لستُ من المجانين ناقصي العقل الذين عندما يرون علامة الـA يبكون لأن فقط البلس ليست موجوده ..!
رفعت إليان حاجبها تقول: أهي نُكته ..؟! أعلي أن أضحك ..؟!
إنفجرت جيسيكا ضحكاً تقول: أُحبك عندما تغضبين ..
أمالت إليان شفتيها وتجاهلتها هامسه: لا أحد مجنون هُنا غيرك ..
إبتسمت جيسيكا وسألتها: متى ستبدأ الحفله ؟! غربت الشمس وأنتِ لا تزالين لم تفعلي شيئاً ..!
إليان: لن أحضرها مُبكره فلا سبب يدعوني لأُسبب الإزعاج لنفسي ..
جيسيكا: إذاً متى تبدأ ومتى تنوين الذهاب ..؟!
إليان: لا أعلم متى تبدأ .. لكني يستحيل أن أذهب قبل مُنتصف الليل ..
صفرت جيسيكا تقول: إنه مُتأخر بالنسبة لفتاة من أهل المنزل ..! سينتقدونك على هذا ..
إليان: إنقادهم لن يُقلل من شأني لذا سأسمح لهم بإستعمال إسمي لإضافة الإثاره الى أحاديثهم المُمله ..
جيسيكا: ههههههههههه غرورك مُختلف حقاً ..

***











9:40 pm

إبتسمت فلور برضى تام وهي تنظر الى فستانها القرمزي الذي يصل الى ما فوق ركبتيها بقليل من دون أكمام على الكتف ..
دارت قليلاً حول نفسها بعدها حركت شعرها الذي قامت بلفه وبدا أقصر مما هو عليه ..
زادت أحمر الشفاه على شفتيها الصغيرتين وهي بحق هذه الليله مُغرمةً في نفسها ..
رمشت بعينيها قليلاً .. لقد إنتهت من تزيين نفسها ولكن قدماها لا تريدان التحرك من أمام المرآة ..
طُرق الباب في هذه اللحضه فمطت شفتيها وقالت بشيء من الإنزعاج: من ..؟!!!
فتحت الخادمة الباب تقول: الآنسه إستيلا تطلب منك النزول الآن ..
زاد إنزعاج فلور وقالت: حسناً فهمت أُغربي عن وجهي ..
هزت الخادمه رأسها وغادرت فتأففت فلور وهي تقول بشيء من التذمر: إنها مُتسلطه .. أُريد تأمل نفسي قليلاً فماذا في ذلك ..؟!
خرجت من الغرفة ونزلت بعدها الى الأسفل ..
قابلت أُختها إستيلا في وجهها وهي واقفة تتحدث مع أحد الخدم فتنهدت وذهبت إليها ..
أنهت إستيلا حديثها بعدها إلتفتت تنظر الى فلور وتقول: لما كُل هذا التأخير ..؟! أهو نوع من العناد لأوامري ..؟!
فلور بسرعه: قطعاً لا ..! أنا فقط تأخرت في التزيين ..
أشارت إستيلا بعينيها الى الخارج وقالت: أُخرجي الى الناس وإحتفلي .. وإياكِ أن أراك تصعدين الى الأعلى قبل إنتهاء وقت الإحتفال ..
فلور بملل: حاضر ..
وغادرت الى الخارج حيث كان الإحتفال في الساحة الجانبيه الواسعه للقصر ..
وقفت بجانب شجرة الميلاد الضخمة التي قاموا بتجهيزها ليلة الأمس بعدها أخرجت هاتفها النقّال وأخذت لنفسها صوره ..
أكملت مشيها وهي تقوم بإضافة بعض التأثيرات على الصوره قبل أن تقوم بإنزالها في حسابها الرسمي على أحد مواقع التواصل ..
إبتسمت بعدها رفعت رأسها تنظر الى هؤلاء الحشود ..
الناس يملأون المكان وطاولات الطعام مُنتشره في الأرجاء وكاسات الشراب تتناقل بين الجميع ..
البعض من كبار رجال الأعمال الذين على صلة مُباشرة بوالدها في مجال العمل .. والبعض الآخر من أصدقائها في المدرسه وأصدقاء أخويها الكبيران .. والبعض من الجيران ومِن مَن تربطهم علاقة بجينيفر ..
أضواء الميلاد منتشرة في الأجواء والجو الحيوي المُضيء مُسيطر على الوضع ..
إبتسمت حالما رأت صديقاتها في المدرسة عند أحد الطاولات يتضاحكون فأتت إليهم تقول: هاااي لقد حضر الجميع بالفعل ..
ضحكن وكُل واحده ألقت السلام على طريقتها وبدأن بأخذ الصور قبل أن يبدأن بالحديث ومُداعبة بعضهن البعض ..
تحدثت إحدى صديقاتها تقول بصدمه: أوليست تلك هي كاتالين ..؟!
نظرن البقيه الى حيثُ تُشير فدُهشت فلور عندما رأت إدريان قد حظر الى الحفل بصحبة كاتالين المُغنية الأشهر على الإطلاق ..!
لما أحضرها ..؟! ما الذي ينوي عليه من هذه الفِعله ..!!!
تسللت من بين صديقاتها وذهبت بسرعه الى الداخل كي تُخبر أُختها ..
أخذت نفساً عميقاً حالما وصلت إليها فرفعت إستيلا حاجبها تقول: مابك ..؟! أأزعجك شخص ما مُجدداً وأتيتِ لتتشكي ..؟!
رفعت فلور رأسها تقول بنفس متقطع: إنه المُزعج ... إدريان .... لقد أحضرها الى الحفل معه ... أقصد المُغنية كاتالين ..
إتسعت عينا إستيلا للحضه بعدها همست: ما هدفه من ذلك ..؟!
بعدها تجاوزت أُختها وخرجت الى الخارج ..
وقفت تنظر إليه وهو يبتسم مُقدماً إياها الى معارف والده ووالدته وتلك المُغنيه بعجرفتها وغرورها الغامض تُلقي التحية عليهم ..
ضاقت عينا إستيلا وهمست: وجودها هُنا يعني تطفل الصحافه أيضاً .. إد ما المقصد من ذلك ..؟!
لاحظها إدريان فإبتسم إبتسامة غريبه بعدها أخذ بيد كاتالين وتوجها إليها ..
رفعت إستيلا حاجبها وهي تهمس بداخلها: "ذلك الثعلب .. لابد من أنه يُخطط لشيء ما" ..
توقفا أمامها فإبتسم إدريان يقول لكاتالين: إبنة عمي إستيلا ..
نظر إليها وأكمل: وبالطبع لا داعي لتُتعبي نفسك وتُصافحيها ..
ضاقت عينا إستيلا لوهله في حين إبتسمت كاتالين وقالت بصوتها الناعم والرقيق: آه .. أتقصد أنها لا تستحق ..؟!
إدريان: بتاتاً ..
نظرت كاتالين الى إستيلا وهي تقول: إذاً لماذا أمثالها مُستمرين بالعيش ..؟!
تنهد إدريان يقول بملل: وهذا ما عجزت عن إجابته صدقيني ..
إبتسمت إستيلا وقالت: نحن نعيش حتى نرى أمثالك وهم يسقطون الى القاع ..
ضاقت عينيها بنظرةٍ غريبه وهي تُشير الى إدريان وأكملت: وأنتِ تفهمين ما أقصد صحيح ..؟!
إختفت الإبتسامه من على شفتيها الورديتين بعدها همست: القاع وُجِدَ لأمثالك ..
إستيلا بإبتسامه: رد طفولي مُبتذل .. لم أتوقع هذا منك ..
بعدها إلتفت وغادرت وهي تهمس بداخلها: "سُحقاً لك إدريان .. وجودها سيمنعني عن القيام بما أُريد بحُريه .. هل هذا هو هدفك" ..!

راقبها إدريان وهي تبتعد بعدها إلتفت الى كاتالين وقال: إنزعجتي ..؟!
تنهدت كاتالين وقالت: ليس كثيراً .. فلو كان كذلك سأستطيع محيها بسهوله وأنت تعرف من أكون ..
ضحك إدريان وقال: لابد من أنه يوم حظها صحيح ..؟!
إبتسمت كاتالين عندما تقدم منها أحد الشباب الرائدين في مجال التجاره وقام بتحيتها ..





JAN 06-06-2020 04:34 PM


دخلت سيارة جينيفر من البوابة الأماميه للمنزل وتوقفت في المكان المُخصص لها ..
إبتسمت آليس وهي تنظر الى ضخامة المنزل وضخامة حديقته ..
المنزل الذي كانت تقطن فيه هو لا شيء أمام هذا الشيء الضخم والعريق الذي يتوسط هذه الحديقة التي لا نهاية لها حقاً ..
لم تستطع منع نفسها من إطلاق صوت إنبهار من شفتيها التي طلتهما باللون الوردي ..
إلتفتت الى جينيفر تقول: إنه ضخم ..
ضحكت جينيفر ونزلت من السياره تقول: تُبالغين ..
عقدت آليس حاجبيها هامسه لنفسها: لا أُبالغ وأنتِ تعرفين .. واااه ثرائهم فاحش ..
نزلت من السياره وهي ترتدي فستان قصير باللون الأزرق القاتم الأقرب للكُحليّ بحذاء كعب أبيض وحقيبة باللون ذاته ..
وقفت بجانب جينيفر التي كانت ترتدي فستان يصل الى ما تحت ركبتيها بقليل أسود اللون وشعرها الأشقر رفعته بطريقةٍ أنيقه للأعلى ..
بقيت تتأمل المكان ريثما تنتهي جينيفر من مُحادثة أحد حُراس هذه الحديقه ..
حالما إنتهت تبعتها الى الجهه الجانبيه من القصر فبُهرت مما رأت ..
كُل شيء فخم ضخم ومُبهر للغايه ..
طاولات هُنا وهُناك والعديد العديد من الأشخاص الأنيقين منتشرون .. الأضواء مُعلقه على الأشجار التي تحدّ الحديقه وبجانب كُل هذا مسبح كبير للغايه ..
لا تُصدق أن كُل هذا فقط في جانب واحد من المنزل ..
هل هُناك ثراء يصل الى هذا الحد ..؟! هي حقاً لا تعلم ..
إبتسمت وحيّت المرأة التي قامت جينيفر بالتعريف بها ..
وبدأت بعدها بتحية الناس الذين تُقابله جينيفر وقد أخذ هذا أكثر من ثلث ساعه بجانب الأحاديث الجانبيه القصيره مع كُل شخص منهم ..!
حالما إنتهت لم تستطع منع نفسها من الجلوس على أول كُرسيّ شاهدته وهي تهمس: تعبت من المشي .. لم أكن أضن بأني لستُ مُعتادة على الكعب العالي ..!
خاطبها بمرح قائلاً: أهلا آليس ..
رفعت رأسها فإبتسمت رُغماً عنها عندما رأت إدريان فوقفت تقول: أهلا إد .. كيف حالُك ..؟!
صفر إدريان وهو ينظر إليها من الأعلى الى الأسفل وقال: أصبحتي جميله في غضون يومين ..! هل من عجوز ساحره خلف الأمر ..؟!
ضحكت رُغماً عنها وهي تقول: والدتُك ..
صُدم وضحك بعدها هامساً: أوبس أتمنى بأنها لم تسمعني ..
نظرت خلفه حيث كانت تقف جينيفر تتحدث مع أحد رجال الأعمال وقالت: لا أضن ذلك ..
قاطع حديثهما صوت رقيق يقول: إيدي من هذه ..؟!
إلتفت عن يمينه حيث تقدمت كاتالين لتوها وقال: آه إنها ....
صمت قليلاً قبل أن يقول بإبتسامه: إبنة صديقة والدتي ..
لم تستطع آليس منع نفسها من الإبتسام فهذه الكذبة ذاتها التي قالتها لفرانس عند أول لقاء ..
نظرت كاتالين الى آليس قبل أن تبتسم تقول: أهلاً ..
نظرت إليها آليس وهي تتسع عينيها تدريجياً من الإنبهار ..
كلمة جميله كانت لا شيء أمام هذه الفتاه ..
إنها فاتنه .. باذخةً في الأنوثه ..!
يستحيل لأي فتاة أن تكون أجمل من هذه ..
ردت بإرتباك: أ أهلاً ..
ضحكت كاتالين وهي تهمس: إنها لطيفه ..
إدريان: للغايه .. أُحب التحدث إليها ..
صفّر بعدها وقال: حظر الوالد أخيراً ..
نظرت آليس الى حيث ينظر فشاهدت رجلاً طويل القامه عريض المنكبين ذا حضور طاغٍ .. حليق الوجه وعلى الرغم من أنه في الأربعينات إلاً أنه كان يملك ملامح جذابه تؤكد بأنه كان مشهوراً بين الفتيات أيام شبابه ..
وهي تظن بأنه لا يزال كذلك الآن ..!
همست لإدريان: الأُم فاتنه والأب جذاب ..! علمت لما أنتم وسيمي المظهر ..
ضحك يقول: هههههههههههههههه إذاً هل تنصحيني بالزواج من فتاة فاتنه من أجل أبناء المُستقبل ..؟!
ضحكت وردت: الفتاة موجوده ومن المؤكد بأنهم سيُصبحون الأجمل ..
تقدم الأب الى جهتهم حيث تقدمت منه جينيفر وعدّلت له ياقة قميصه الأسود وهي تهمس: اللعنه .. ما كان عليك أن تكون بهذه الوسامة فلديك امرأة تغار ..
إكتفى بأن يبتسم بهدوء ثُم بدأ بتحية كبار التُجار والمعارف الذين حضروا للحفلة التي رتّبت لها إبنة أخيه المتوفي ..
بقيت آليس تنظر إليه وهو يتحدث الى هذا وذاك وتلك .. إنه يملك كاريزما طاغيه تنجذب إليها النساء من مُختلف الأعمار .. والأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة للرجال أيضاً ..!
نظرت خلفه فرأت ريكس يقف بهدوء لوحده يشرب دون أن يختلط مع أحد ويبدو وكأن الوضع بأكمله لا يُعجبه ..
همست لنفسها: لماذا أتى إذاً ..؟!
سمعت همس فتى يقول: آليس صحيح ..؟!
تلفتت حولها حتى إلتفتت الى الخلف فإذ ترى صبي في الرابعة عشر من عُمره صاحب مظهر متهور وعينين خبيثتين عنيدتين ..
لحضه ..؟! هل هو الصبي المُسمى بكين والذي حذرتها جينيفر من التخاطب معه ..؟!
إلتفتت فلم ترى إدريان البته على الرغم من أنه منذ ثوانٍ كان هُنا ..
نظرت الى جهة جينيفر فرأتها تبعُد قليلاً تتحادث مع مجموعة من الأشخاص بجانب زوجها ..
عاودت النظر الى هذا الصبي صاحب الشعر الأسود المُبعثر والإبتسامه العابثه على شفتيه ..
تنهدت وقالت: أجل ..
بقي ينظر إليها لفتره بعدها قال: مُختلفه عما تخيلت ..
لمعت عينيه بنظرة مختلفه وهو يقول: لا تقتربي كثيراً ..
عقدت حاجبها من جملته فإقترب منها أكثر وأكمل: فما بالداخل مُظلم ..
لم تفهم فقالت بشيء من الحذر: ماذا تقصد ..؟!
إبتسم وأكمل: هُناك وحش بالداخل ..
لا تعلم لما لكنها شعرت بشيء من الضغط بسبب كلماته هذه فحاولت الإبتسام وهي تقول: قُل كلاماً مفهوماً ..
تقدم أكثر فتراجعت بشكل لا إرادي فقال: كُل شيء هُنا لأجلك ..
بلعت ريقها وسألت: ماذا تقصد ..؟!
أجابها مُكملا: لا أُريد إخفاء الحقيقه ..
إبتسم بغرابه وأكمل: فنحن سنظل مخلوقات بشعه .. شنيعه ..
تدخلت جينيفر تقول بشيء من الحِدّه: كين ..!!
ضحك بهدوء قبل أن يلتفت الى جينيفر وهو يرسم إبتسامة مرحه على شفتيه يقول: أهلاً عمتي الفاتنه .. لقد كُنت أتعرف على ضيفتنا ..
نظر الى آليس وأكمل: وقد كُنتُ أُغني لها أُغنية مشهوره .. لكن يبدو بأنها للمرة الأُولى تسمع كلماتها ..
عاود النظر الى جينيفر وقال: أُغنيةً غنيتُها لك قبل يومين .. تتذكرينها صحيح ..؟!
دُهشت جينيفر للحضه عندما تذكرت كلماتها فإبتسم كين عندما رأى دهشتها بعدها إلتفت الى آليس ولوّح لها قبل أن يُغادر ..
راقبته آليس بعينيها حتى إختفى عن ناظريها ثُم إلتفتت الى جينيفر التي قالت لها بهدوء: تجاهليه .. إنه مجنون .. يُحب إثارة المخاوف في قلوب من يُقابلهم لهذا أخبرتك بألا تحتكي معه .. لا أدري كيف إستغفلني وجاء لمُحادثتك ..
إبتسمت آليس تقول: لا بأس .. كان من الواضح أنه طفل عابث ولم أأخذ كلامه على محمل الجد ..
تقدمت جينيفر تقول: إتبعيني سأُعرفك الى زوجي إلكسندر ..
تبعتها آليس حتى توقفا أمام إلكسندر الذي كان يُحادث إستيلا إبنة أخيه ..
إبتسمت جينيفر وقالت: عزيزي .. هذه الفتاة التي صدمها ريكس وقررتُ الإعتناء بها كرد دين .. إنها آليس ..
نظر إلكسندر الى آليس لفترة ليست بالطويله وبنظرات غريبه قبل أن يلتفت ويُغادر دون التفوه بأي شيء ..
إختفت إبتسامة آليس مصدومةً من ردة فعله في حين نظرت إليها جينيفر تقول: لا عليك .. لابد من أنه يملك سبباً وسأسأله عن ذلك لاحقاً ..
آليس: لا .. لا بأس ..
إبتسمت إستيلا تقول: عمتي كيف ستسألينه عن سبب أنتِ تعرفينه ..؟!
نظرت آليس الى جهتها فعرفت بأنها إستيلا بفضل الخُصلات الحمراء في شعرها الأسود ..
نظرت جينيفر الى إستيلا تقول بإبتسامه: لا أعرفه .. لا تتظاهري بمعرفة كُل شيء عزيزتي فهو زوجي ليس زوجك .. شاكره لك مُداخلتك ..
إستيلا بإبتسامه: على الرحب والسعد .. ولكن ألن تُعرفيها عليّ ..؟!
شعرت بآليس بأن علاقتهما ليست جيده البته لذا حتى تُنقذ جينيفر من مواصلة الحديث معها أجابت: نعم أعرفك .. إستيلا إبنة عم كُلاً من إدريان وأخوته .. أخبرتني الآنسه جينيفر مُسبقاً بذلك لذا لا داعي لأن تُكرر هذا ..
إستيلا بإبتسامه: لم أكن أضنك جريئه عزيزتي .. ما دُمتي تملكين هذه الجُرأه فأتسائل لما لم تأخذي حقك من ريكس الذي قام بصدمك ..؟! لما تنازلتي ..؟! تصرفك هذا مُناقض لشخصيتك ..
فكرت إستيلا لحضه تقول: آه .. سمعتُ بأن فاقدي الذاكره لا تتغير فيهم تصرفاتهم التلقائيه .. النقيض هذا كان سببه هو ربما لأنك في الماضي كُنتِ لا تُحبين إفتعال المشاكل بل وكُنتِ تبتعدين عن التورط بالقضايا وكُل شيء يخص الحكومة بأي شكل من الأشكال ..
عقدت آليس حاجبها تفكر بكلامها فإبتسمت إستيلا وأكملت: أتسائل ما السبب ..؟! لابد من أنه سبب ليس بعادي ..
دُهشت آليس للحضه قبل أن تقول: لا أضن ذلك .. أعني أنها مُجرد توقعات منك ..
إستيلا: أجل إنها توقعات قد تحتمل الصواب أو الخطأ ..
ضاقت عينيها تقول: لكن لا تستبعدي فكرة أن تكون فعلاً صائبه ..
تقدم إدريان يقول بمرح وهو يضع يده على كتف آليس: ماذا لدينا هُنا ..؟! إبنة عمي تتنمر على فتاتي اللطيفه .. هذا ليس بالأمر الجيد ..
وإبتسم بعدها بشيء من التحدي فنظرت إليه إستيلا ببرود وهي تقول: لا تقل لي بأن إبتسامتك هذه تعني بأنك تضن نفسك ربحت ..؟!
إدريان: ربحتُ في ماذا ..؟! أنا فقط أغار عليها منك ..
نظر الى والدته يقول: يُمكنك الذهاب الى والدي فهو يبحث عنك وأنا سأبقى بجوار آليس طوال الحفله ..
نظرت والدته إليه قليلاً قبل أن تلتفت وتُغادر فقالت إستيلا: أين هي ..؟! عشيقتُك الفاتنه ..؟!
هز كتفه يقول: إضطرت لأن تأخذ لقاءاً صغيراً مع شخص ما ..
إستيلا بإبتسامه: وعلاقتكما الى متى ستستمر ..؟!
تحولت نظرته الى برود وهو يقول: لا أضن الأمر يعنيك ..
إستيلا: أوه أعتذر .. لم أكن أضنك ستغضب ..
إبتسم بمرح يقول: لا تقلقي أنا لا أغضب من إبتزازاتك السخيفة هذه .. أنا فقط سئمت من تكرارها لذا أتمنى المرة القادمه يكون لديك ماهو أقوى ..
إستيلا بنفس الإبتسامه: إذاً هل موضوع جوليتا مُناسب وقوي برأيك لأبدأ به ..؟!
إتسعت عيناه بصدمه غير مُصدق لما نطقت به ..!
تحولت إبتسامتها الى إستفزاز وهمست: لذا حاذر من مُحادثتي المرة القادمه ..
ألقت نظره أخيره الى آليس قبل أن تُغادر ..
أنزل يده من على كتف آليس ووضعها في جيب بنطاله الأسود وهو يهمس بغضب: تشه ..!! تلك الساحره ..!
نظرت إليه آليس وترددت قبل أن تسأل: هل هناك خطبٌ ما ..؟!
رفع رأسه إليها قليلاً قبل أن يبتسم قائلاً: لا عليك .. مُشكلةً تافهه ..
نظرت إليه لفتره قبل أن تهمس بداخلها: "تلك المدعوة بإستيلا .. فتاه ذكيه للغايه ولكن من الواضح بأن الجميع يكرهها .. في الحقيقه .... هي تُخيفُني" ..
عقدت حاجبها للحضه بعدها سألت: إد .. قُلتَ لي سابقاً بأن عدد أبناء عمك خمسه .. أنا لم أُقابل سوى إستيلا وكين فأين البقيه ..؟!
سألها بدهشه: قابلتي كين ..؟!!!!
صُدمت من دهشته فضحكت وأجابته: قليلاً فلقد أتت الآنسه جينيفر وهذا ما جعله يُغادر ..
تنهد بشيء من الراحه قبل أن يقول: لا بأس .. حسناً .. بين إستيلا وكين هُناك فتاة في الثامنة عشر من عمرها .. حمقاء ومن المُمتع إستفزازها تُدعى فلور .. أما الآخران فأحدهما في الخارج منذ عامان والآخر لن يحضر الحفله بسبب إنشغاله بأمر ما ..
إبتسم وقال: ومن مصلحتك ألا تطلبي لقاء فلور فهي فتاة متهوره بعقل طفل .. إلا إن كُنتِ تُريدين الإستمتاع بإستفزازها فسأُعرفُك عليه على الفور ..
تقدمت امرأة شقراء ذات بشرة بيضاء صافيه وهي تقول بإبتسامه: عزيزي إدريان ..!
نظر إليها فإبتسم رُغماً عنه وهو يقول: أُوه خالتي كايري .. مرحباً ..
وبدأ بتحيتها في حين نظرت آليس الى لأرض حالما شعرت بشيء يُداعب ساقها فدُهشت عندما شاهدت قطة بفرو ناصع البياض ومُعلق حول رقبتها طوق تُمسك المرأة بآخره ..
إبتسمت وجلست على رُكبتيها وبدأت بمُداعبة القطه قبل أن يلتفت إدريان إليها يقول لخالته: آليس .. بالتأكيد أخبرتك والدتي عنها ..
وقفت آليس من فورها تقول بإبتسامه: أهلا ..
إبتسمت كايري بلطف تقول: أهلا آليس .. تبدين فتاة لطيفه ..
آليس بإبتسامه: شُكراً لك يا خاله .. هذا من لُطفك ..
أكملت بعدها: قطتك لطيفه ..
كايري: أحقاً ..؟! تُدعى لوسي ..
آليس بحالميه: يُناسبها جداً ..
كايري: من لُطفك عزيزتي ..
نظرت الى إدريان وسألته: أين جينيفر ..؟!
إدريان وهو يُشير عن يمينه: هُناك مع عائلة إيميليا بجوار والدي ..
كايري: سأذهب لتحيتها فأنا لم أرها مُنذ شهر ..
وبعدها غادرت فقالت آليس: خالتك لطيييييفه للغايه .. إن اللطافة تقطر منها حقاً ..
إدريان: ههههههههههه مُحقه .. كُلنا نُحبها .. أذكر عندما كُنا أطفالاً كُنا نشتكي لها من والدتنا ..
آليس: ههههههههه لقد توقعتُ هذ...
وقطعت كلامها بسُعالها ..
إدريان: هل أنتِ على ما يُرام ..
آليس: نعم .. رُبما كان الزُكـ...
لم تُنهي جملتها حتى سعُلت مُجدداً وكان سُعالها هذه المرة أقوى قليلاً ..
إدريان: لابد من أنك إلتقطتي البرد فالجو حقاً باردٌ رُغم التهوئة الدافئة التي حرصت إستيلا على إنتشارها .. ما رأيُك أن تدخلي وتستريحي بالداخل قليلاً ..
آليس بدهشه: لا ليس الأمر بهذه الخطوره .. مُجرد القليل من السُعال وسينـ....
وهُنا سعلت بشكل أقوى جذب أنظار الكُل ..
كان هذه المرة أقوى لدرجة أنها لم تستطع البقاء واقفه وجلست على رُكبتيها وهي تسعل بشكل متواصل منعها حتى من أخذ نفسٍ على الأقل ..
دُهش وأنزل جاكيته فوراً ووضعها على كتفها وهو يقول: آليس قومي .. سآخذك حتماً الى الداخل فحالتك تزداد سوءاً ..
بدأ وجهها بالإحمرار وجسدها بدأ يرتجف وتكاد حقاً أن تختنق بسبب السُعال الذي رفض أن يُعطيها فرصة لأن تأخذ نفساً ..
شعر إدريان بأن الأمر يزداد خُطوره وخصوصاً أن الإحمرار بدأ ينتشر على أنفها وفي عينيها أيضاً فرفع رأسه فوراً الى الجميع الذين تجمعوا حوله وصرخ فيهم: فليبتعد الجميع فالمكان أصبح خانقاً ..
إبتعدوا في حين تقدمت جينيفر لتوها تقول: إد ما الحكايه ..؟!
إدريان وهو يُحاول أن يُساعد آليس على الوقوف: لا أعرف .. بدأ كُل هذا فجأه ولا أضنه بسبب البرد بتاتاً ..
تقدم رجل ما يقول: إدريان دعني أرها قليلاً ..
إبتعد إدريان عندما تعرف عليه فهو جان صديق للعائله وأيضاً طبيب ..
نظر إليها قليلاً ثُم نظر الى إدريان يقول: إنها أعراض الحساسيه .. لابد من أنها تناولت شيئاً تُعاني من حساسية تجاهه ..
إدريان بدهشه: حساسيه ..؟!! لكن ... لكن هي لم تأكل أو تشرب شيئاً بعد ..!
جان: إذاً قد تكون لمست حيواناً ما .. كالقطط أو الكلاب الموجودة عند البعض من الضيوف ..
إدريان بصدمه: قطة خالتي ..!!!
حملها جان وهو يقول: علينا إسعافها بسرعه فالحساسية ليست شيئاً يُستهان به ..
وبعدها ذهب الى المنزل مع إدريان وجينيفر بينما البقيه بدأوا يتهامسون في الأمر ..
ضحك الرجل الذي كان يقف مع إلكسندر يقول: يبدو بأن قريبتكم لم تكن حذره .. أتمنى لها الشفاء العاجل ..
صمت إلكسندر لفتره قبل أن يقول: شُكراً للطفك ..


وضعها جان على أحد الأرائك وهو يقول: فلتحضروا حقيبتي الطبية من سيارتي الزرقاء ..
نظر إدريان الى إحدى الخادمات وقال: سمعتي ما قاله ..؟! خُذي المُفتاح وأسرعي ..
هزت رأسها وأخذت المُفتاح من يديه وغادرت مُسرعه في الوقت ذاته الذي دخلت فيه فلور وتوجهت إليهم ..
نظرت الى آليس التي لا تزال تُعاني من صعوبة في التنفس والسُعال المُتكرر فأمالت شفتيها تقول: هي الفتاة التي صدمها ريكس صحيح ..؟! من أول زياره إفتعلت المشاكل ..
نظر إدريان إليها وقال: أهذا كُل ما أستطعتي قوله ..؟!
نظرت إليه بإنزعاج فإبتسم بسخريه وقال: بابا نويل هلّا غادرت فالأطفال ينتظرونك في الخارج ..
غضبت بشده من سُخريته على فستانها الأحمر ومعطف الريش الأبيض الذي على كتفيها وقالت: أفضل من تسريحة شعرك الخرقاء ..
وبعدها غادرت بكُل إنزعاج ..
وحالما خرجت وجدت في وجهها كاتالين التي سألتها بهدوء: أين إيدي ..؟!
نظرت فلور إليها قليلاً بعدها إبتسمت بخبث وهمست: برفقة فتاة أُخرى .. لن يخرج قبل ساعتين على الأقل لذا من الأفضل لك أن تُغادري فهو مشغول عنك ..
بعدها غادرت وهي راضيه عن فعلتها ..
بقيت كاتالين واقفةً في مكانها تنظر الى المنزل بهدوء تام بعدها إلتفتت وأخذت إحدى كؤوس الشراب وبدأت تشرب منه وهي تنوي إنتظاره حتى يخرج ..

والحفلة لا تزال في بدايتها فحسب ..!



ـ PART end ـ








فخامة اسمي تكفيني 06-07-2020 08:29 PM

لي عودة

JAN 06-08-2020 12:05 AM



ـ Part 7 ـ





‏11:30 pm

على الرغم من عدم وجود جينيفر وإبنها إدريان اللذان يُعتبران من أصحاب الحفل إلا أن الحفل إستمر كما كان واستمر المرح عند البعض وتجاذب أطراف الحديث عند البعض الآخر بينما البقيه إلتقطوا الصور وتناولوا الحلويات والأطعمة الحُلوه المُنتشره ..

وفي تلك البقعه الشبه مُنعزله ..
كان ريكس يتكئ على عامود طويل -من بين خمس أعمده أُخرى- نُقلت مؤقتاً من أجل زيادة الإضاءة على المكان ليُصبح وكأن الحفله تُقام في وضح النهار ..
يده اليُسرى في جيب بنطاله الأسود واليُمنى يُمسك بها أحد كؤوس الشراب وهو ينظر الى الضيوف بهدوء بالغ ..
تقدم منه أحد الشباب الرائدين في مجال التجاره لهذه الفتره وإبتسم يقول وهو يمد يده له: سعدتُ بلقائك أيها المُدير ريكس .. لم أتوقع أن ألتقيك فأنت عادةً لا تحضر الإحتفالات التي لا تخص العمل ..
إبتسم ريكس إبتسامه دبلوماسيه وهو يرفع يده التي يُمسك بها الكأس وكأنه يقول إعذرني لن أُصافحك فيدي مشغوله ..
أُحرجَ الشاب وأعاد يده وهو يكتم غيضه في حين أجابه ريكس يقول ببرود: إنه إحتفال العائله لذا ليس من الصادم رؤيتي فيه ..
حاول الشاب الإبتسام يقول: ههههه ضننتُ حتى إحتفالات العائله لا تحضُرها ..
بعدها تعذر قائلاً: خطيبتي تنتظِرُني ..
عاد الى خطيبته والغيض واضح على وجهه فسألته بتعجب: مابك ..؟!
همس لها: ذلك المغرور ..! لم يُتعب نفسه بإخراج يده اللعينه من جيبه ليُمسك بها كأسه ويُصافحني .. لم أكن أُمانع لو صافحني بيده اليسرى ولكن تعاليه هذا مُقرف ..! إنه حتى لا يعرف للمُجاراه في الأحاديث الدبلوماسيه بل يرد بكُل جُرأة وكأني لا شيء ..!
رفعت خطيبته حاجبها وهي تنظر الى ريكس وسألت: هل هو شخص مهم حتى يتعالى بهذا الشكل ..؟! نعم أعرف أنه إبن التاجر الأعظم إليكسندر ولكن هل من أهمية أُخرى له غير مركز أبيه في عالم التجاره ..؟!
أمال شفتيه وقال بعدم رِضى: نعم .. يمتلك شركةٍ مُستقله تعود ملكيتها سابقاً لوالدته وهي له الآن .. نجحت نجاحاً لا يُصدق في خمس سنوات فقط رُغم الإنتكاسه الكبيره التي حدثت بالسنوات السابقه للخمس هذه فلقد وصلت حالتها آنذاك الى حافة الإفلاس .. ولكنه صعد بِها الى القمة مع الشركات الكبيره في خمس سنوات فقط ..!
وأكمل بهمس ومن دون رِضى: إنه نابغه في علم التجاره ..
ضحكت بخفه تقول: إذاً من حقه أن يتعالى ..
إنزعج من كلامها وقال: من المفترض أن يعرف آداب اللباقه التي يتحلاها التاجر ..! فلينظر الى لباقة والده ويتعلم قليلاً ..!
إبتسمت وقالت: على أية حال كم يبلغ من العمر ..؟! يبدو صغيراً ..!
أمال شفتيه يقول: وما أدراني ..!! كُل ما أعرفه أنه أمسك بأمور الشركه وهو لا يزال يدرس ..
صفّرت بدهشه ثُم نظرت الى ريكس لفتره وسألت بعدها: لكن ... لما يقف منعزلاً هكذا ..؟!
رد عليها بسخريه: هه ! هذا بسبب أخلاقه العالية ولباقته الرفيعة مع الجميع ..!
بعدها أكمل: من الطبيعي مع وقاحته هذه ألا يكون لديه زملاء عمل ولا زُملاء حقيقيون .. سيُدرك يوماً ما أن تعاليه كان من أكبر أخطاء حياته ..
شبك يده بيد خطيبته يقول: دعينا منه الآن ولنذهب بعيداً فالمكان هُنا بدأ يُخنقني ..
إبتسمت وذهبت معه ..


تقدمت إستيلا من الجهاز وقامت بتغيير قُرص الموسيقى الى آخر مُخصص لأعياد رأس السنه .. قديم قام بغنائه فرقة من جيل الثمانينات ولكنها ذات أثر كبير وإنتشرت الى هذا اليوم رُغم العديد من الأغاني الجديده الخاصه بهذه المُناسبه السنويه ..
شغلته وإرتفع صوته من مُكبرات الصوت بعدها إلتفتت تنظر الى الحضور بهدوء تام وهي تقول في نفسها: "إليان اللعينه !! لم تحضر حتى الآن .. إنها تفعل ما تُريد ولا تأبه لقوانين الحياة الإجتماعيه المعروفه ..!"
أخذت كأس شامبانيا وبدأت تشرب منه بهدوء وهي تراقب الحضور بعينيها الهادئتين ..
هناك ممن دعتهم لم يحضروا !
من المُفترض أن يعج المكان بالكثير -صحيح أنهم كثيرون- ولكن العدد ليس كما خططت !
جائتها فلور تقول بشيء من الإنزعاج: إستيلا لما هذه الموسيقى ..؟!!! كوني عصريه ولو قليلاً ..!
إستيلا ببرود وهي لا تزال تراقب الحضور: الضيوف ليسوا مُراهقين فقط ..! هُناك العديد من كبار رجال الأعمال وكبار السن أيضاً لذا من المُفترض أن نُرضي جميع الأذواق ..
إبتسمت بعدها إستيلا رُغماً عنها عندما لمحت صديق والدها يتجه إليهما ..
تقدمت منه وإحتضنته وهي تقول: أهلاً بالأُستاذ ميشيل .. سعدتُ للغايه بحضورك ..
إبتسم وربت على شعرها يقول: تدعوني إبنة صديقي العزيز ولا آتي ..! ستكون هذه أعظم خطيئةٍ أرتكبها ..
إبتعدت عنه وضحكت بخفه تقول: أحب صياغتك للكلمات ..
رفع عينيه الخضراوتين الى جهة فلور فإبتسمت الأُخرى وتقدمت لتُلقي السلام ..
هو بالنسبة لهم ... كالأب ..
كان صديق والدهم الوحيد الذي حتى بعد وفاته لم يتركهم للحضه ..
يهتم بهم .. يسأل عنهم .. وكأنهم أبناء له ..
على الرغم من أنه في أواخر الأربعين من عمره إلا إنه إمتاز بمظهر حسن ولبق ومُريح للعين ..
شعر أشقر مائل الى البُني يصل الى أكتافه تقريباً قد قام هذا اليوم بربطه الى الخلف .. وعينان خضراوتين بلون عشبي مائل للسواد ..
بادرها بالسؤال: أين البقيه ..؟!
إستيلا: لا يوجد سوى كين فالآخران أحدهم مشغول والآخر كثير السفر كما تعلم ..
تنهدت وأكملت: نكاد نجزم أن منزلنا هذا لا يراه سوى كمنزل فرعي صيفي بينما موطنه في لندن التي لا أعلم لما هو مهووس بها ..
ضحك ميشيل يقول: ربما وقع في غرام أحد الحسناوات هُناك ..
ضحكت بمجرد أن تخيلت أن ذاك الأخ الأكبر واقع في حب فتاه ..!
الأمر لا يُناسبه بتاتاً ..
إلتفتت تبحث بنظرها عن أخاها الصغير كي يُلقي السلام ..
توقفت نظراتها عندما تلاقت بعيني ريكس الهادئتين ..
إختفت إبتسامتها وبقيا يتبادلان النظرات الغامضه لفتره قبل أن تشيح هي أول بناظريها عنه وتشرد بذهنها للحضات ..
عندما تغير وجهها تعجب ميشيل وسألها: إستيلا عزيزتي هل من خطب ..؟!
إبتسمت له قائله: لا شيء .. تأذت عيني قليلاً من منظر حشرةً ما ..
ضحكت فلور فلقد أدركت بأن أُختها بدون شك تقصد أحد الأشخاص ..




ترجلت من السيارة التي أقلتها الى المنزل ..
أخرجت بعض المال من محفضتها وسلمتها للراكب في مقعد السائق وهي تقول: كما أخبرتُك .. تعال لي بعد ثلاث ساعات من الآن ..
إستلم منها المال الضخم وهز رأسه بدون تردد بعدها حرّك سيارته وخرج الى الخارج ..
تقدمت بهدوء من المكان الذي يُقام فيه الحفل ..
كانت قد أسدلت شعرها الأشقر على كتفيها وإكتفت بزينةٍ خفيفه بالقرب من أُذنها اليُسرى ..
ترتدي فستاناً قصيراً أسود اللون عاري الأكتاف مع معطف فرو يُغطيهما ..
كانت ولا زالت تُعاني من البرد الشديد ولا تُحب الخروج الى الخارج في حين حدوثه ..
ولكنها -على الرغم من أنها تكره إستيلا- تعترف أنها فتاة ذكيه ولا يفوتها شيء لذا من الطبيعي أنها نشرت بعض الدفايات هُنا وهُناك ..
إستقبلها أحد الرجال الذي تعرّف عليها فإبتسمت وبادلته التحيه ..
تعرفه .. لقد زار والدها أكثر من مره ..
حيّت شخصاً آخر وثالث ورابع ..
رغم أنها فتاة ونادراً ما تتواجد بالقرب من والدها ولكن رجال الأعمال يعرفونها أكثر من معرفتهم بأخيها إدريان ..
لقد إمتازت بجمال آخاذ يعلق بالأذهان ..
إبتسمت حين لاحظت خالتها كايري ..
تقدمت منها وإحتضنتها تقول: ياااه كيف يمكن أن يكون مُشاهدة شخص ما تجلب كُل هذه السعاده ..
ضحكت خالتها تقول: حبيبتي إيلي .. إشتقتُ إليك حقاً ..
إبتعدت عنها إليان وقالت: إذاً ماذا عني ..؟!
ضحكت كايري تقول: كاذبه .. لو إشتقتي لي لأتيتي الى الحفلة التي أُقيمت قبل أسبوعين ..
تنهدت إليان وضمّت كفيها ببعضهما تقول ببراءه: آه خالتي إعذريني .. كُنتُ أعاني ذلك اليوم من ضغط رهيييب في الإستذكار ..
كايري: ههههههههه لا عليك لقد كُنتُ أمزح معك ..
إبتسمت إليان بعدها ثنت رُكبتيها وجلست بهدوء ..
مدت يدها وبدأت تُلاطف القطه وهي تقول: لوسي عزيزتي .. كيف لك أن تكوني لطيفةً الى هذه الدرجه ..؟!
إختفت إبتسامة كايري وسألت: إيلي حبيبتي .. ماذا حدث لتلك الفتاه ..؟! هل هي على ما يُرام ..؟!
حملت إليان القطه التي كانت تتودد إليها وكأنها مالكتها .. نظرت الى خالتها بتعجب تقول: أي فتاة تقصدين ..؟!
كايري: لا أعرفها .. كانت برفقة إدي .. صادف أنها تملك حساسية تجاه القطط لذا تعبت عندما لعبت مع لوسي ..
عقدت إليان حاجبها .. برفقة إدريان ..؟!
من تكون ..؟!
خطر في بالها كاتالين ولكن هذا مُستحيل ..!
فتاة مثلها لن تأتي الى هذه الحفله وفي المُقابل لا سبب لإدريان كي يستدعيها ..
إبتسمت لخالتها وقالت: للتو قد أتيت لذا لا أعلم .. لا بأس بالتأكيد هو قد تصرف وقام بنقلها الى المشفى ..
ونظرت حولها مُكمله في نفسها: "لهذا لم أره في الأرجاء .. لكن ماذا عن والدي ووالدتي ..؟! "
ما إن أكملت تساؤلها حتى لاحظت والدها يقف مع تاجرة معروفه برفقة زوجها ..
وضعت لوسي أرضاً ونظرت الى خالتها وإعتذرت قائله: أستئذنُك ..
إكتفت خالتها بالإبتسام فذهبت إليان الى والدها ..

إبتسمت وهي تتقدم منهم فبادرتها المرأة التحيه وهي تقول: إليان اللطيفه .. من الجميل رؤيتك لهذا اليوم ..
إليان: هذا لُطف منك .. الأمر ذاته معي ..
وقفت بجانب والدها عندما حيّتهم فتحدث الزوج قائلاً لزوجته: لهذا كُنت أُخبرك بأني أُريدك أن تُنجبي فتاة بدل صبي .. أُريدها أن تغدو كإليان جميلة وذكيه ..
ضحكت إليان وقالت: هل أصبح لديكما صبي ..؟! مُبارك لكما ..
الزوجه: ههههههه نعم مُنذ ما يُقارب العامان ..
إبتسمت إليان تقول وهي تغمز: كان عليكما إحضاره كي يتسنى لي خطفه ..
علا صوت الزوج ضحكاً في حين قالت الزوجه وهي تضحك: إذاً كان خياراً صائباً تركه في المنزل مع المُربيه ..
إليان: أووه هذا قاسٍ بحقي هههههههه ..
إكتفى والدها بإبتسامه وهو يضع يده على كتفي إبنته الوحيده والصغيره ..
لهذا هو يُحبها جداً .. فعلى الرغم بأنها لا تفقه شيئاً في عالم التجاره إلا أنها بذكائها تعرف كيف تتودد الى الشركات المُنافسه من أجل أن يصب ذلك في مصلحة والدها ..



تقدم إدريان من كاتالين التي كانت تقف بكُل هدوء تُراقب رقص إحدى الفتيات بين صديقاتها والتي إحداهن هي فلور ..
إبتسم وقال: هل ضجرتي ..؟!
نظرت إليه بعدها سألت: أين كُنت ..؟!
تنهد وأخذ أحد قطع الشوكولا ورماها في فمه وهو يقول: مع آليس .. لقد تعبت كثيراً والآن أخبرنا الطبيب أنها بحاجه الى الراحه لذا إنسحبت ..
كاتالين: إذاً هل هي بخير الآن ..؟!
إدريان: أجل كما قال لنا الطبيب ..
أشاحت بنظرها عنه وعاودت النظر الى الفتاه وهي تقول: لم أضنك تعرفها الى درجة القلق عليها هكذا ..
أطلق إدريان ضحكة عاليه لم يستطع كتمها بعدها إبتسم وأقترب هامساً في أُذنها: لم أضنك تغارين هكذا ..
كاتالين ببرود: أنت مُخطئ ..
إبتسم وقال: أحببتُ ذلك ..
بعدها أمسك بفكها ولف وجهها الى جهته وقال بهدوء: هي مُجرد صديقه .. أنتِ الوحيده المُختلفه في عينيّ ..
إبتسم وأكمل: لا أُحب أن أراكِ غير واثقه من هذا الأمر ..
إرتسمت إبتسامه شقيه على شفتيه ورفع صوته يقول: إبن عمي إدريان ..
ظهر الإنزعاج على وجه إدريان للحضات بعدها نظر عن يساره فرأى كين المزعج الذي بالتأكيد لا يريد منه شيئاً سوى إفساد مزاجه ..
رفع إدريان حاجبه وأجابه: ماذا تُريد ..؟!
كين بإبتسامه: لا بأس .. إنسى فيبدو أنك مشغول ..
ضاقت عينا إدريان بشيء من الإنزعاج في حين لوّح له كين ببراءه وغادر ..
إبتسمت كاتالين تقول: إبن عمك هذا لطيف .. ومُهذب أيضاً ..
إبتسم إدريان بشيء من السُخريه ولم يُعلق ..
لو تعرفه حق المعرفه لركضت هرباً من هذا المكان ..!



دقت ساعة مُنتصف الليل مُعلنةً دخول السنة الميلاديه الجديده ..
هدأ المكان للحضات ثُم عاودوا التحدث مع بعض بشيء من المرح وتبادل التبريكات في حين قام البعض الآخر بشرب نخبهم ..
ريكس كعادته يقف بهدوء وهو يراقب الأجواء التي بدأت تتغير لتُصبح أكثر حياةً ومرحاً ..
الأضواء حول شجرة الميلاد الضخمه بدأت تتلون وتنشر ضوئها في المكان .. الأطفال القلائل الذين حضروا بدأوا يلتفّون حول الشجرة ليأخذ كُل واحد منهم أحد الهدايا المُغلفة حولها ..
كان ينظر بهدوء تاام وكأنه غارق بأحلام يقضته حتى تسلل الى أُذنيه صوت موسيقى قديمه قاموا للتو بتشغيلها ..
ثواني حتى إستوعب ماهية هذه المُوسيقى وإتسعت بعدها عيناه تدريجياً من الصدمه ..!
صدمة جعلته لا إرادياً يسقط كأسه على الأرض مُلفتاً فيها إنتباه كُل القريبين منه ..
تقدم الخادم بسرعه ليتدارك الأمر فعلى الرغم من أنه فِراش عشبي إلا أن هذا لم يمنع الكأس من أن يتحطم ويُسكب الشراب حوله ..
في حين تنهدت إحدى الفتيات اللاتي يعرفنه معرفه شخصيه وتقدمت منه وهي تحمل منديلها الخاص ..
مدت يدها لتمسح بعض قطرات الشراب التي لطخت طرف قميصه ولكنها صُدمت كما صُدم الجميع عندما صفع يدها بعيداً عنه ..
ظهرت بعض علامات الإستنكار على وجوه الحاضرين من ردة فعله الوقحه وخصوصاً أن هذه الفتاة هي إبنة أحد كِبار التُجار والذي في المُقابل يكون شريكاً لوالده في بعض الصفقات ..!
إستوعب فعلته بعد فوات الأوان ورفع رأسه ينظر إليها ولكنه لم يتحدث أو يعتذر ..
تقدمت والدتها بسرعه -والتي منذ البدايه وهي لا تُحب هذه العائله- وأمسكت بكف إبنتها الذي قد إحمرّ من صفعته ..
رفعت هذه المرأة الخمسينيه رأسها ناظرةً الى ريكس وقالت بصوتٍ حاد عالٍ وصارم: أين إعتذارك ..؟!!
هدأ المكان تماماً وتوجهت جميع الأنظار الى هذا الحدث الشاذ الغير متوقع ..
أليكسندر والد ريكس كان يقف بمكانه بهدوء تام ينظر الى إبنه الذي لطالما عرف عن أنه وقح ولكن لم يتصور أن تمتد وقاحته الى العلاقات العامه والتي من المفترض أن يحافظ على صورته فيها ..!
هو لم يفعلها من قبل إلا نادراً ..!
بالمُقابل والد الفتاة لم يتدخل .. هو لا يريد إفساد علاقة المصالح المُشتركه مع والد ريكس ولكنه أيضاً لن يسكت على إهانة إبنته هكذا في وسط مجتمع راقي مليء بالحضور ..!
تحدثت الفتاة هامسه: أمي يكفي .. لنُغادر ..
الأم وهي مُصره على موقفها: إني أسألُك عن إعتذارك ..!
غادر الخادم من بينهما والذي كان يلم قطع الزجاج المكسور في حين كان ريكس ينظر الى الأم بهدوء بالغ ..
داخلياً .. هو مُعترف بغلطه ..
ولكن أيضاً يراها قد أخطأت حينما إقتربت منه وهو من الواضح بأنه في حالة غضب بعد سقوط الكأس منه ..!
كان عليها ألا تتدخل ..
هي المُخطئه ..
وبنسبة 90% !
بدأ الحضور ينصدمون من ردة فعله الصامته والتي تعني بأنه لن يقوم بالإعتذار ..
تهامسوا فيما بينهم معبرين عن إستيائهم لما حصل فما كان من أليكسندر إلا أن يترك إبنته ويتقدم قليلاً ..
قال بصوته الحاد البارد: ريكس ..!
جفل ريكس وإلتفت الى جهة والده ..
شد على أسنانه عندما فهم بأنه يطلب منه أن يعتذر ..
بدأ الصراع بداخله يزداد .. لا يستطيع التوفيق بين الحدث الحاضر الذي يحدث الآن وما بين خليط الذكريات والمشاعر السوداء التي أتت من خلف هذه المُوسيقى اللعينه التي لا تزال تعمل حتى الآن ..!!
إنها إستيلا بلا ريب..! هي من شغلتها عمداً لتحرك مشاعره وتجعله غاضب الى هذه الدرجه ..!
لن يرحمها بتاتاً ..!!
إتسعت عيناه من الدهشه عندما تقدم والده من الفتاة ووالدتها الغاضبه ..
أمسك بيد الفتاة وقبلها قائلاً: تقبلي إعتذاراتي نيابةً عن إبني ..
دُهشت الفتاة وأُحرجت قائله بسرعه: لا داعي لهذا .. لم يكن هذا بالأمر الجلل ..!
أمالت والدتها شفتيها غير راضيه ولكنها تعلم بأنها لو عاندت وأصرت على رأيها لن يُعجب هذا زوجها ..
أليكسندر العظيم بنفسه يعتذر ..! هذا كافٍ بالفعل ..
قالت وهي ترمق ريكس بنظرةٍ ساخطه: لو لم يكن منك لما قبلناه .. ونتمنى أن يكون إبنك أكثر تهذيباً بالمُستقبل ..
بعدها غادرتا وعاود الحضور بالتهامس بين بعضهم والأغلب يُشيد بفعل الأب النبيل والمُهذب ..
إلتفت الأب وغادر وهو يهمس لريكس: إياك أن تُغادر المنزل هذا اليوم ..
إبتعد في اللحضة التي كانت الموسيقى قد إنتهت بالفعل ..
بقي ريكس يقف في مكانه وهو يشعر بالعديد من النظرات ترمقه بكُل سلبيه ..!
ما حدث قبل قليل ... سقطةً في حق نفسه وسُمعته الإجتماعيه ..
سُحقاً ..
إلتفت وقرر مُغادرة هذا الحفل الذي لم يُسبب له سوى المشاكل فحسب ..!


تابعته إستيلا بنظراتها وهو يتجه الى المنزل ..
لوت شفتيها بإبتسامه غريبه وهي تهمس: تمنيت عرضاً أكثر إثاره .. ولكن ما حدث أرضاني في نهاية المطاف ..
وشربت بعدها من كأسها فتحدثت جينيفر قائله: أهذا ما كنتِ تقصدينه من كلامك ..؟!
إلتفتت إستيلا وإبتسمت قائله: أوه أهلاً بزوجة عمي ..
جينيفر بهدوء: العرض السخيف الذي حدث أهو ما كُنتِ تتطلعين له منذ أيام ..؟!
إستيلا بإبتسامه: ماذا ..؟! أتريدين المزيد ..؟!
جينيفر ببرود: أتفهم كُرهك لريكس ولكن ما حدث آذى سمعة عمك أيضاً إن كُنتِ لا تعلمين ..؟!
صمتت إستيلا قليلاً قبل أن تقول: لم يكن من المفترض أن يتدخل ..
نظرت خلف جينيفر وأكملت: وإن كُنتِ ستلومين أحداً فلومي إبنك إدريان ..
ضاقت عينا جينيفر فعاودت إستيلا النظر إليها وأكملت: فوجودها هنا في هذه الحفله يعني بأنها ستُسأل عنها غداً في المجلات وبالتأكيد ستُجيب بكُل صراحه .. فإن تفاقم حدث الليله ووصل الى الصحافه فإبنُك المُلام لا أنا ..
إبتسمت بشكل بريء وأكملت: فكُل ما فعلته كان شقاوة من فتاة لإبن عمها ..
سألتها جينيفر بهدوء تام: لماذا تسعين الى تدمير الأُسره ..؟!
إستيلا بدهشه مُصطنعه: أوه لا أنتِ تُبالغين .. فعمي في النهاية هو رئيس هذه الأُسره وبالتأكيد لا أُريد تدميره ..!
تقدمت خطوتان حتى أصبحت أمام جينيفر تماماً وهمست: أنا أسعى فقط خلف من دمرني ..
بعدها تجاوزتها ورحلت ..

إبتسم إدريان بشكل غريب وهو ينظر الى إستيلا ووالدته ..
خطرت في باله فكرة شبه شيطانيه فإلتفت الى كاتالين وقال: كاتي ..
نظرت إليه فإبتسم وقال: هل ستُمانعين لو طلبت منك الغناء أمام الحضور ..؟!
إبتسمت وقالت: سأُمانع ..
إختفت إبتسامته مصدوماً فلم يتوقع بأنها سترفض ..
ضحكت وقالت: نعم علمتُ هذا .. لا تريد مني الغناء إلا لهدف آخر تسعى إليه ..
إبتسمت وهمست: لو أخبرتني فسأُغني ..
ظهر الضجر على وجهه فإبتسمت وكأنها تقول هذا شرطي ..
تنهد بيأس وقال: ألن تغضبي من السبب ..؟!
كاتالين: لم يسبق أن أغضبتني ..
إبتسم يقول: حسناً في الحقيقه ... أُريد إستغلالك ..
عقدت حاجبها فضحك وأكمل: أعرف ما سيحدث .. غداً الشركه لن تجعل حدث الليله يمر وكأنه لم يحدث فلقد إنتشر خبر حضورك لحفل عائلتي والجمهور بكُل تأكيد تضغط على الشركه بتعليقاتها كي يخبرونا عن السبب .. تعرفين بأن إشاعة أننا نتواعد منتشره للغايه والشركه تُحاول تغطيتها قدر المُستطاع .. لذا بالتأكيد سيستدعون إحدى الصحف الخاصه لعمل لقاء كتابي معك ليُعرض في إحدى صفحات مجلة الشركه الخاصه تشرحين فيها عن سببك وعن إنطباعك أيضاً عما حدث ..
هزت رأسها تقول: نعم أعلم بأن هذا سيحدث .. لذا ماذا تقصد بإستغلالي ..؟!
إبتسم وقال: أُريدك أن تُغني وهذا بالتأكيد سيُسعد الجميع وبالمُقابل عندما ينتهي الحفل فسيكون الحدث الأبرز فيه والذي سيتذكره الحضور هو غناء المُغنية الشهيرة كاتالين وليس التصرف الوقح لإبن إلكسندر العظيم ..!
غمز وأكمل: وأيضاً بعد أن تُغني أُريد غناء دويتو معك .. هذا لصالحي كما تعلمين فأنا في مرحلة الشُهره ..
رفعت حاجبها فضحك وقال: لا تصدميني مُجدداً وتقولي بأن السبب لم يُعجبك ولن تُغني ..؟!
كاتالين: ضننتُ في البداية أن سبب إحضارك لي هُنا هو لردع إبنة عمك إستيلا ..!
هز رأسه وقال: أجل أجل فهي قد هددت والدتي بشكل غير مُباشر بأنها لن تجعلنا ننسى هذه الحفله .. فقلتُ لنفسي إن أحضرتُ كاتالين الجميله فهذا سيجعلها تتردد فما ستفعله سينتشر في الوسط الفني بالتأكيد عندما تتحدثين عنه غداً في مُقابلتك وهذا ليس لمصلحتها هي .. ففي النهاية كما تعلمين هي كاتبة فذّه وهذا سيضرها فمجال مهنتها هو المجال الفني أيضاً ..
إبتسم وغمز: وبالفعل لم تمس أُمي بأي ضرر ..
ظهر الملل على وجهه وأكمل: ولكن تلك العقرب كانت تضع خطط أُخرى لإزعاج ريكس وقد حصلت على مُرادها وقد تورط والدي في الأمر .. إني لا أفعل هذا لأجل ريكس فلا يهمني أمره ولكني أفعلها لأجل والدي ..
سأل بهمس وكأنه خائف من ردها: لذا ما رأيُك ..؟! إنه إستغلال نظيف ولهدفٍ نبيل ..
إبتسمت وهمست: وهل غناء دويتو معي ليلمع نجمك يندرج تحت قائمة الإستغلال النبيل ..؟!
عقد حواجبه يقول بإستنكار: بل إنه إستغلال دنيء للغايه ..
ضحكت رُغماً عنها من رده فقالت بين ضحكاتها: كيف يُمكنني الرفض بعد هذا ..؟!
إبتسم وقال: لا ألوم قلبي حين يتعلق بك ..
بعدها وقف وغادر ..
طلب من أحد الخدم إحضار ميكرفون من الداخل فبالتأكيد هم يملكون واحداً ..
إبتسم حين رأى فلور تنظر إليه بريبه وهو يقف بالقرب من مكان التسجيلات فغمز لها وضحك بعدها عندما رأى ردة فعلها الغاضبه ..
خلال دقائق كان الميكرفون في يده يُجرب ما إن كان ما زال يعمل أم أن الزمن تسبب بعطله ..
إبتسم بعدها أوقف الموسيقى .. وضع الميرفون بالقرب من فمه وألقى تحية عامه مُهذبه للجميع مما جعلهم ينظرون الى جهته ..
تنهدت إليان تقول: ماذا ينوي هذا الأحمق أن يفعل أيضاً ..؟! أتمنى ألا يسبب المشاكل لوالدي هو الآخر ..!
ألقى إدريان بعض عبارات التحيه وتمنى لهم أن تكون الحفلة تُناسبهم وأن يستمتعوا بها ..
تحدث وكأنه هو المسؤول عن الحفله مما جعل إستيلا تنظر إليه بهدوء تام مُحاولة أن تعرف ماذا ينوي من خلف كُل هذا ..!
بالمُقابل أزعجها طريقة حديثه التي جعلت منها لا شيء ولا كأن كُل هذه التجهيزات كانت من فِعلها هي فقط ..!
حالما إنتهى إبتسم وقال: لهذا من أجلكم فقط ولأجعل هذا الإحتفال لا يُنسى طلبتُ من المُغنية الشهيره أن تُطربكم بصوتها الفاتن .. مُغنيتنا المحبوبه كاتالين ..
وأشار بيده الى جهتها فصفق البعض لها فوقفت وتقدمت منه متجاهلة كُل تلك النظرات المُعجبه والتي إعتادت على أن تراها في عيون جميع البشر ..
سلّم لها الميكرفون فأخذته وبعد فترة صمت غنت بهدوء أغنية عيد الميلاد الشهيره ..
تراجع الى الخلف فوراً وشغّل الموسيقى الخاصه بأغنيتها والتي حدث وإن أشغلوها أكثر من مره لهذه الليله ..
لف بنظره الى الجميع وإبتسم عندما رآهم مندمجين والبعض يُصور بعض اللقطات لها ..
وقعت عينيه على إستيلا التي كانت ترمقه بنظره غريبه فتجاهلها وكأنه يقول لم تري شيئاً بعد ..
ولكم تمنى لو أنها تُثار وترتكب ولو حماقةً واحده ولكنه يعرفها ويعرف بأنها أكثر من يضبط نفسه ويضبط أعصابه في مثل هذه التجمعات الرفيعه .. فأي خطأ يدمر السمعه والسُمعه تُدمر المُستقبل ..!
ضحك بخفه عندما شاهد أُخته منشغلة بهاتفها ولا كأن كاتالين الشهيره تُغني أمامها ..
لا يعلم لما هي تكرهها الى هذا الحد ..



فتحت عينيها عندما تسلل الى أُذنيها صوت ناعم يُغني أُغنيه ليست غريبة عليها البته ..
الظلام كان أول ما رأته قبل أن تتضح الرؤيه وأصبحت ترى بعض الأضواء التي تلعب بالأرجاء والتي كانت قادمه من النافذه ..
جلست بهدوء وهي تشعر ببعض التوعك فرأت نفسها تجلس على سرير وثير وناعم ..
نظرت حولها حيث كان من الواضح أنها غرفة نوم مُرتبه للغايه ..
عقدت حاجبها قليلاً فتذكرت ما حدث .. غريب .. ما كان سبب تعبها المُفاجئ ذاك ..
إلتفتت الى النافذه عندما سمعت هذه المرة صوت مألوف مع الصوت السابق ..
نزلت من فوق السرير وتقدمت من النافذه ..
فتحتها ونظرت الى الأسفل فإتسعت عينيها من الإنبهار عندما وقعت على شجرة الميلاد الضخمه والمزينة بالأضواء التي لم تكن تُضيء في المرة السابقه .. المنظر جذاب للغايه ..
إلتفتت الى حيث كان الضيوف ينظرون فدُهشت عندما شاهدت إدريان يُغني برفقة تلك المُغنية المشهوره ..
هذه المرة الأولى التي تسمع فيها صوته .. إنه جميل حقاً ..
شعرت بشيء من الغثيان والإرهاق الجسدي ..
أغلقت النافذه وعادت الى السرير ..
إستلقت وقررت العوده الى النوم فهي حتى لا تعلم ما سبب تعبها ولكن ما تعرفه هو أنه عليها أن ترتاح ..

***


JAN 06-08-2020 12:09 AM


2:10 am

تقدم الضيوف الى الساحه الخلفيه للمنزل حيث كانت هُناك طاولةً طويله موضوع فوقها أصناف وأنواع من الأطعمه الساخنه واللذيذه ..
حان موعد العشاء وبدأوا بأخذ أطباقهم البيضاء المُستديره واضعين فيها قطع الطعام التي يُفضلونها على العشاء ..
العشاء وفلور كعادتها مع صديقاتها .. إدريان رافق أُخته إليان فقد غادرت كاتالين قبل ساعه من الآن ..
إستأذن الطبيب جان من جينيفر من أجل الإطمئنان بشكل أخير على آليس فذهب إليها ورافقه كين ..
تقدم أليكسندر بعد أن إختفى لنصف ساعه الأخيره حيث خمّن البعض أن السبب هو ذهابه لتوبيخ إبنه عما حدث هذه الليله ..


جلست هذه الفتاة الحسناء على الكُرسي بجوار والديها ..
كانت تبدو في الثانية والعشرين من عمرها .. ذات شعر أشقر زهري وعينان زرقاوتان صافيتان ..
نعومتها وصفاء بشرتها أعطتها ذلك المظهر اللطيف والجميل ..
كانت ترتدي فستاناً ضيق أبيض اللون مع كعب بساق قصيره ..
بدأت تأكل وهي تسمع والدتها تقول لزوجها: إبنتي جوليتا هي إبنتي الوحيده ..! هي مُدللتي كما تعرف ..
تنهد الأب يقول: ومدللتي كذلك ..
الأم بشيء من الإنزعاج: إن كانت كذلك فلما لم تتدخل لوقف ذلك المُتعجرف عند حده ..! ألم ترى تصرفه الوقح ذاك ..!!
لم يرد فأكملت: كنتُ في الحقيقة أنوي أن أرفض إعتذار أليكسندر ولكن بما أنك لم تتدخل علمتُ بأنك تُريد أن ينتهي الأمر فما كان مني سوى قبوله ..
الأب بهدوء: دعينا نتحدث في هذا الأمر في المنزل ..
الأم بشيء من الإنزعاج: بارد كعادتك وتفكيرك أرعن ..! منذ البدايه وأنا لا أُحب هذه العائله ولا أُحب ريكس هذا ولكني لم أتحدث فلم أجد منهم أي موقف أستطيع إستعماله كشاهد على كلامي .. ولكن ما حدث اليوم كان أكبر دليل .. تلك العائله أهانة إبنتك الوحيده .. ستكون كالمُغفل لو إستمررت بالشراكة معه ..!
نظر الى زوجته وقال: لا تتدخلي في العمل ..! حدث الليله ومجال عملي مع أليكسندر حدثان مُختلفان لا علاقة بهما بالآخر ..
إبتسمت بشيء من السُخريه وبدأت بتناول طعامها ..
همست بعد ثواني: ويقول لي بأن ريكس هو الزوج المُناسب لجيني ..!
أكملت بسخريه: نعم الزوج المُناسب يصفعها هكذا وكأنها شيء قذر ..
الأب: لا تُفسري الأمور كما تشائين ..!
دُهشت وتركت طعامها تنظر إليه وتقول: ماذا مع هذا الرد ..؟! أنت لا تُدافع عنه صحيح ..؟!
تجاهلها فغضبت وقالت: صمتُّ ولم أُناقشك أكثر في موضوع عملك مع أليكسندر بحكم أنه موضوع مُختلف ..! لكن أن تُدافع عن الوقح الذي آذي إبنتك وأحرجها فهذا لا يُمكنني السكوت عنه بتاتاً ..!!
نظرت إليهما جيني وقالت بشيء من الضيق: أمي أبي ..! إنها ليلة رأس السنه لذا لا تجعلوها ذِكرى سيئه ..
الأم بإبتسامه: عزيزتي نقاشنا كُله لمصلحتك ..
جيني بهدوء: أياً كان .. أنا لا أُريد بدء سنتي الجديده بحدث سخيف .. غيرا الموضوع لأجلي ..
تنهدت الأم وقالت: أنتِ مُحقه ..
رمقها الأب بشيء من الإنزعاج وكأنه يقول كُل هذا بسبب نقاشك العقيم الذي لم يكن في مكانه ..
تجاهلته الأم وهي بحق غاضبة منه ولكن ستؤجل النقاش عندما يُصبحان بمُفردهما ..
أكملت جيني تناول طعامها وحدث الليلة لم يُفارق مخيلتها ..
تعرفه جيداً .. شاب فظ بالفعل ولكن .... لم تتصور أن تصل فضاضته الى هذا الحد ..
الى حد رفض الإعتذار عن خطأ هو سببه بنسبة مائه بالمائه ..
هي بالتأكيد ... لن تُسامحه ..
هزت رأسها تطرد ذِكرى طفوله قديمه غزت مُخيلتها ....
هذه الطفوله .. كانت تجمعها به ..

***













1 January
9:40 am

أشرقت شمس صباح السنة الميلاديه الجديده ..
شمس بيضاء بارده وجو صحو مُناسب للخروج ..
إستيقضت وهذه المرة لم تأخذ وقتاً كي تستوعب وضعها .. إنها الغرفة ذاتها التي كانت فيها بالأمس ..
نظرت حولها وإستوعبت بأنهم أشغلوا التكييف وأغلقوا الستائر على النافذه ..
تتذكر بأنها عندما إستيقضت بالأمس كان مُغلقاً ..
إبتسمت وهمست: كما توقعت .. لقد أُصبتُ بالرشاح لهذا لم يُشغلوه إلا عندما شُفيت منه ..
أخذت نفساً عميقاً بعدها نزلت من فوق السرير وبدأت تبحث عن جهاز التحكم بالتكييف ..
أغلقته حينما وجدته وإتجهت الى النافذه وفتحتها ..
إستنشقت الهواء بكُل قوه وزفرته ببطئ شديد ..
شعرت بالحياة تعود الى جسدها مُجدداً ..
إتكأت على النافذه وبدأت تتأمل المكان حولها ..
الجهة هذه التي كانت بالأمس تعج بالناس أصبحت فارغه ونظيفةً تماماً وكأن ما حدث بالأمس كان حُلماً لا غير ..
تنهدت بشيء من الضيق وهمست: كُنتُ مُتحمسه للغايه .. فاتني الكثير بلا ريب ..
إلتفت وإتجهت الى الباب فمعدتها بدأت تُصدر صوتاً دليل الجوع الشديد ..
توقفت عند الباب ونظرت الى نفسها وللتو إستوعبت أنها ترتدي بيجامةً رمادية اللون ..
كيف أردتها ..؟! هي لا تتذكر ..
ترددت .. هل من الأدب النزول الى الأسفل وهي بالبيجامه أم عليها أن تُغير ملابسها ..؟!
نظرت حولها ووقع نظرها على طرف دولاب يقع على الجانب .. بالتأكيد هذا مدخل غُرفة الملابس ..
هل من الأدب الدخول وإختيار لبس ما ..؟!
تسألت في نفسها عن صاحب هذه الغُرفه ..!
هل هي جينيفر .. أم إبنتها ..؟! أم إحدى الفتاتين الذين يقربان لهما ..؟!
لم يدم ترددها كثيراً حالما وقعت عيناها على قطع ملابس موضوعةً على كُرسي مُستقل بالقرب من دولاب التسريحه ..
تقدمت فرأت بنطالاً جلدياً رمادي اللون وكنزة صوف بيضاء بأكمامٍ طويله ..
هو لم يوضع هُنا إلا لكي ترتدين بدون شك ..

خلال عشر دقائق كانت قد نزلت الى الأسفل وبدأت تمشي في المنزل الشبه ميت بسبب الهدوء التام الذي يُسيطر عليه ..
الكُل مُرهق ويغط في نوم عميق من دون شك ..
حالما رأتها إحدى الخادمات تقدمت منها وإبتسامت قائله: جائعه ..؟!
نظرت آليس إليها وهزت رأسها تقول: كثيراً ..
الخادمه بإبتسامه: سأُجهز لك طعام الإفطار سريعاً .. يُمكنك الإنتظار على تلك الأريكه وسأستدعيك حالما أنتهي .. لن أتأخر ..
آليس: حسناً .. شُكراً لك ..
تقدمت آليس وجلست على الأريكة البيضاء وبدأت تتأمل المكان من حولها ..
لم تتصور أن تلك القصور والمنازل الفخمه الموجوده في الأفلام تكون موجوده على الواقع ..
لا .. ليس الموضوع هكذا .. بل لم تتصور بأنها قد تدخل الى أحداها ..
هذا شيء مُذهل وحدث لن تنساه طيلة حياتها ..
توقفت عن التفكير وهي تتأمل آخر جملة فكرت فيها ..
"لن تنساه طيلة حياتها" !
تسائلت ما إن عاشت بالماضي أحداثاً كانت لا تُنسى ..
همست لنفسها: لا يوجد لشيء إسمه لن أنساه طيلة حياتي .. إنها كِذبه ..
إبتسم وقال: ولكنها مُنتشره ..
فزعت وإلتفتت عن يمينها فوجدت كين يجلس بكُل براءة على الأريكة المُجاوره ..
كيف لم تشعر به ..؟! إنه ساحر ..
إبتسم قائلاً: صباح الخير ..
نظرت إليه بشيء من الريبه فكلامه بالأمس لا يصدر من طفل بمثل عمره ..
الأمر لا يتعلق بعمره .. فعلى الرغم من أنه في الرابعة عشر إلا أنه كان يملك جسداً صغيراً يجعل الجميع يضنه في الثانيه أو الحادية عشر ..
إختفت إبتسامته وسأل: لما تنظرين إليّ هكذا ..؟! هل فعلتُ لك شيئاً خاطئاً ..؟!
نظرت الى عينيه البريئتين وشعرت بأنها قاسيه عندما رمقته بنظرات الريبة تلك ..
إبتسمت له وقالت: لا لم تفعل .. اممم إذاً أنت إبن عم إدريان .. لا تشبهه كثيراً ..
كين: هههههههههه هذا أفضل .. فلو حدث هذا لكرهني إدريان كثيراً ..
آليس: ههههههههههههه لا لا أضنه هكذا ..
تقدم بجسده الى الأمام بشيء من الحماس وسأل: آليس .. هل تعرفين دراكولا ..؟!
تعجبت وسألت: أتقصد مصاص الدماء ..؟! ذلك الرجل الأسطورة في أفلام مصاصي الدماء ..؟!
هز رأسه يقول: تعرفينه إذاً ..
آليس: بالتأكيد .. شهرته تُعادل شُهرة أسطورة تنانين الصين وشهرة وجود الحوريات وغيرها من الخرفات التي يؤمن بوجودها الكثيرون ..
كين: أمممم .. وماذا تعرفين عنه ..؟! أقصد دراكولا ..
آليس بتفكير: مصاص دماء لا يظهر سوى بالليل ويمتص دم الإنسان حتى يصبح جسده فارغاً ويموت ..
أمال كين شفتيه يقول: لا تعرفين عنه سوى الأشياء السطحيه التي يعرفها الكثير ..
إبتسم وقال: أتعلمين بأنه لا يستطيع إمتصاص دماء البشر بدون وجود شرط محدد ..؟!
عقدت آليس حاجبها وقالت: أعرف بأنه يتجول في الليل يمتص دماء أي بشري تقع نظره عليه ..
هز كين رأسه يقول: هذا الكلام خاطئ .. لا يُمكنه إمتصاص دماء أي بشري دون حدوث أمر مُحدد ..
شعرت آليس بالفضول وسألته: أحقاً ..؟! هذا الأمر جديد علي فأنا لم أقرأ له أية روايه ولم أُشاهد أفلامه ولكن كُنت أعرفه ما يعرفه العامه .. ماهو هذا الأمر ..؟!
إبتسم كين وقال: لا يمكنه دخول منزل أي أحد لإمتصاص دمه مالم يسمح له هذا الشخص بالدخول ..
ضاقت عيناه وأكمل: يتودد إليه ويتظاهر باللطافه وحين يسمح له البشري بدخول المنزل يُصبح هذا البشري هو غذائه الدائم ولا يُمكنه مطلقاً منعه من المجيء حتى لو أوصد الأبواب والنوافذ فمصاص الدماء بإمكانه حتى أن يُصبح رماداً ويتسلل بكُل سهوله .. يأتي إليه كُل ليله ويتغذى من دمائه حتى يبدأ يضعف هذا البشري تدريجياً ويموت ..
دُهشت من هذه المُعلومه وقبل أن تفتح فمها أتتها الخادمه وقالت بإبتسامه: لقد تم تجهيز طعام الإفطار ..
نظرت إليها آليس وقالت: أنا قادمه ..
وقف كين وقبل أن يُغادر قال بهدوء: لذا آليس .... إحذري من مصاصي الدماء ولا تسمحي لهم أبداً بالدخول لحياتك .. فحين تسمحين لا يُمكنك التراجع حتى تنتهين ..
تغيرت نبرة صوته وإبتسم بلطف يقول: أتمنى لك إفطاراً شهياً ..
بعدها غادر وآليس تنظر إليه دون أن تتمكن بأن تتفوه بكلمه واحده ..
هذا الطفل ..... هو بحق يُخيفها ..
لفترات يبدو ولداً عادياً ولكنه فجأه يبدو ... مُخيفاً ويتفوه بكلمات ليست عاديه ..
أهو يمزح معها ..؟! لا يمكنها أن تتوقع أن يكون مزحاً بعد تحذير جينيفر لها من التحدث إليه ..
ربما يكون مريضاً نفسياً ..
هذا هو الشيء الوحيد الذي فكرت فيه ..

***















5:22 pm

دخل الى منزله الصغير بعد مرحلة عمل أتعبته كثيراً ..
رمى بجسده على الأريكة الباليه وأغمض عينيه ليسترخي ولكن إزعاج جيران المنزل المُجاور لا ينتهي ..
لا مجال سوى أن يرفع شكوى ضدهم فالأمر لم يعد يُطاق البته ..!
أخذ نفساً وهمس لنفسه: لماذا لم يكتب لي القدر أن أُصاحب جيراناً لُطفاء كمنزلي السابق ..
تذكر أمراً فجلس من فوره وضاقت عيناه بتفكير ..
أدخل يديه بين منحنيات الأريكاه حتى عثر على الورقة المطبوعه ..
نظر الى وجه الفتاة لفتره قبل أن يهمس: ما زِلتُ مُرتاباً من الوضع .. كيف أن ينتشر موضوع البحث عن عائلتها في كُل مكان وفجأه يختفي كُل شيء وعندما أسأل مراكز الشُرطة يقولون بأنه لم يصلهم مثل هذا البلاغ ..!
عض على طرف شفتيه لفتره قبل أن يهمس: الرقم الموجود في البلاغ عندما بحثتُ بدليل الهاتف وجدته يعود الى شخص له مكانة ليست عاديه في عالم التجاره .. ولكن كُل ما إتصلتُ عليه أجد رقمه مُغلقاً .. لما رقمه كان يوجد في البلاغ ..؟! لما لا أستطيع أن أُصدق بأن بلاغ فقدانها للذاكره وبحثهم عن عائلتها ليس سوى كذباً أو بلاغاً غير رسمي كما قال لي الشُرطي ..؟! صاحب الرقم شخص غير عادي لذا من السهولة أن يصدر بلاغاً رسمياً ولن يُعرض نفسه للمشاكل بوضع بلاغ غير رسمي ..
ضاقت عيناه وهمس: ومن السهولة أيضاً أن يخفي أمر البلاغ وكأنه لم يكن موجوداً ..
بقي يُفكر بالأمر قبل أن يهز رأسه يقول: لا يُمكنني تجاهل هذا الأمر .. سأبحث عن صاحب الرقم وأسأله بنفسي ..!
وقف وقرر أن يُغادر متجهاً الى المدينة الذي كان البلاغ مُصدراً منها ..
لن يجعل هذا الأمر أن يمر .. عليه أن يعرف الحقيقه ..

***











‏8:30 pm


وقفت إستيلا أمام مرآة غُرفتها وقامت برفع شعرها على شكل ذيل حصان ..
منذ الساعة الرابعة فجراً وحتى الآن وهي تغط في نومٍ عميق فهي أكثر من تعب بحق في حفلة البارحه ..
دُق باب غرفتها فقالت: أُدخل ..
دخلت الخادمه وقدّمت لها طرد بداخل مظروف بحجم كتاب وقالت: لقد وصل بإسمك ..
إستيلا: ضعيه هُنا ..
وضعته على الطاولة القريبه منها بعدها غادرت الغرفه ..
وضعت إستيلا لنفسها مكياجاً خفيفاً وحالما إنتهت إلتفت الى جهة الطرد وأخذته ..
جلست على الكُرسي ورأت إسم المُرسل فأمالت شفتيها وهي تقرأ إسم إدريان ..
إنها دُعابة مُزعجة منه من دون ريب ..
فتحته وأخرجت الورقه التي كتب فيها بخط يده:
*لأنك إبنة عمتي الغاليه ولأنك مُميزة عندي .... أردتُ أن أُرسل لك خصيصاً نُسخة من مجلة الشركه التي ستُصدر غداً .. تمعني جيداً بقرائتها وفي الصفحة السابعة بالتحديد ..
إبن عمك المُحب/ إيدي *
مطت شفتيها وهي تعلم ما محتوى المجله ..
بالتأكيد مُقابلة الشركه مع تلك الكاتالين بخصوص حفلة الأمس ..
هو لم يُرسلها هكذا إلا لأن مافيها لن يُعجبها بتاتاً ..
هو صديق كاتالين لذا بالتأكيد ستُجاوب بالأجوبة التي هو يُريدها ..
سُحقاً له ..!
أخرجت المجله والتي كانت صورة كاتالين مطبوعة على غلافها بعنوان كبير *كاتالين بحفلة عائلة إدريان ؟!!!*
وتحتها عنوان مصغر مكتوب فيه *آيقونة جمال شركة WRPG تكشف لنا عن سر ذهابها وتروي أحداث إحتفالها الخاص بليلة رأس السنه* ..
فتحت على الصفحة السابعه كما قال وأمالت شفتيها عندما وقعت عيناها على صورة مُصغره له في وسط المقال ..
قرأته بكُل هدوء وفي كُل مره تنزعج من جواب هُنا وتصريح هُناك ..
ذلك الوغد .. يعرف كيف يستغلها جيداً ..
لقد نجّمته في مقالتها كثيراً .. بالمُقابل أخذ هو كُل المدح تجاه كُل الترتيب الخاص بليلة البارحه ..
كانت تعلم عندما تحدث بالأمس عن الإحتفال بأن نيته أن يأخذ هو تعبها كُله .. كم ودّت أن تتدخل وتُحرجه ولكنها تعلم بأن هذا ما يُريده إدريان وأنها بتدخلها سيقلب الموضوع ضدها ويجد سبباً لتشويه سمعتها في المقاله ..
يُزعجها أخذه للثناء كُله ولكن يفرحها عدم مقدرته لأن يذهب الى أبعد من هذا ..
ضاقت عيناه وأكملت القراءه ولم تجد أي طارٍ لحادثة أخاه ريكس ووالده ..
يعرف أيضاً كيف يبعد عائلته عن المشاكل ..!
لا تهمها محاولاته المُضحكه هذه .. فإنتشار مثل هذا الأمر في الوسط الفني لن يضر ريكس كثيراً ..
يكفيها أن الحادثه حدثت على مرآى من العشرات من تُجار الأعمال بالسوق ..
شوهت سُمعته وإنتهى الأمر ..
ولن تقف بتاتاً عند هذا الحد ..
فهذا الشخص من بين الجميع ... عليه أن يدفع ثمن ما فعله غالياً ..

***










‏11:40 pm

دخل ريكس عبر بوابة المنزل المظلم ودخل خلفه آندرو وهو يُغلقها خلفه ..
تنهد ونقل نظره في المنزل الذي لا تشتغل فيه سوى عدد قليل من الأنوار فالأغلب قد تعطل ولم يُكلّف ريكس نفسه حتى بإصلاحها ..
مشيا على بلاط الرُخام الذي كان يتدرج باللون الأسود والأبيض وكأنه لوحة شطرنج كبيره ..
منزل من أوله لآخره مُصمم على الطريقة الروسيه ..
منزل قديم .. بُني قبل مائة سنه تقريباً ..
آندرو: ريكس .. ألا تنوي أن تشفق على هذا المنزل المسكين وتُصلح الكهرباء فيه على الأقل ..
ريكس: لا أضن الأمر يخصك ..
جلس على أريكة مخملية باللون العنابي فجلس آندرو أمامه يقول: حسناً بعدما ذهبنا الى أبعد مكان وأكثر الأماكن أماناً كما تقول فما هو الشيء الذي تُريد إخباري به ..
شرد ريكس ينظر الى الطاولة الصغيره التي بجانب أريكته فتنهد آندرو وقال: ريكس أنا لا أُحدث الحائط كما تعلم ..؟! لا تفعل فعلتك تلك التي تفعلها دائماً وتقول لي إنسى فلا رغبة لي بالحديث الآن ..! حينها سأقتُلك دون ريب ..
مد ريكس يده وعدّل ذلك المجسم الصغير لطائر العنقاء الموضوع على الطاوله وهو يهمس بداخله: "كان مكانُها هُنا" ..
أمسك آندرو بإحدى المخدات ذات اللون الؤلؤي ورماها على ريكس ..
تألم ريكس وإستيقظ من شروده فلقد كانت الرمية قويه بحق ..
رماها بإهمال بجانبه وهو يقول: ألا يُمكنك أن تمنحني إستراحة بسيطه مع نفسي ..!
آندرو: لم ألتقيك أو أُحدثك منذ فتره .. ألم يكفيك بقائك طوال ذلك الوقت مع نفسك ..؟!
أخذ ريكس نفساً عميقاً وقال: هُناك أمر يُحيرني كثيراً ..
آندرو: إنتظر لحضه ..
عقد ريكس حاجبه فسأله آندرو: المطبخ هُنا يعمل صحيح ..؟َ هو ليس مهجوراً منذ سنوات ..؟!
إنزعج ريكس من السخريه الخفيه في سؤاله وأجابه على مضض: نعم ..
وقف آندرو وقال: إذاً إنتظرني .. لا أُحب الحديث دون أن أحتسي القهوه ..
ريكس: لا داعي وإجلس ..
غادر آندرو يقول: دائماً ما كُنتَ تتأخر عليّ في فتح مواضيعك وتجعلني أنتظر .. جرب أن تنتظر أنت هذه المره ..
أمال ريكس شفتيه بشيء من الإستياء وبقي جالساً في مكانه لفتره قبل أن يقف ويتجه الى المكان الأثري المُبهر القريب من مكان جلوسه ..
كان عبارة عن مكتبه حُفرت بشكلٍ مُتقن على الجدار ..
إحتوى الرف الأول منها على أنواع من الكُتب الأدبيه وكُتب الفنون ..
والرف الثاني إصطفت فيه الدُمى الحجريه الصغيره .. دمى لعرائي ودُمى لمُجسمات راقصه ودُمى لعناكب وجماجم وهياكم عظمية ولحيوانات مُشوهه ..
والرف الثالث والأخير كان مليئاً بالصناديق ذات الصناعة الروسيه .. صناديق موسيقى وصناديق مجوهرات وصناديق الباتريوشكا والعديد ..
مد يده بهدوء وتحسس الغبار المتراكم عليها ..
آخر مره قام بتنظيفها كان قبل ثلاثة أشهر ..
بدأ بكتابة إسم Alice على أحد الصناديق التي يُغطيها الغُبار ..
توقفت يده للحضه ونظر الى الصندوق المُجاور حيث كان غطاء الصندوق نظيفاً .... أو ربما كان أقلهم بتواجد الغبار على سطحه ..
سحب الصندوق وأخرجه من مكانه .. فتحه فتفاجئ بوجود أشياء هو مُتأكد بإنه لم يضعها بالداخل أبداً ..
محفضه وأوراق وقلاده و .....
قاطعه صوت آندرو يقول: ريكس ..
أغلق ريكس الصندوق وإلتفت الى جهته فنظر آندرو إليه لفتره بعدها قال: وردني إتصال من والدك ..
علم ريكس بأن الموضوع لا يُبشر بخير نظراً الى ردة فعل آندرو ..
أعاد الصندوق مكانه وقال: ماذا قال ..؟!
آندرو: قال بأن هاتفك مُغلق ويُريد منك العودة الى المنزل الآن ..
أشاح ريكس بنظره يقول: لن أفعل ..
مط آندرو شفتيه يقول: نعم .. هذا العناد هو من أوصلك الى هذا الحال ..
بعدها قال بشيء من الإستياء: والدك يا ريكس لا يُريد منك العودة لإحتساء كوب القهوة معك .. يُريد منك العوده هذا لأن الشُرطة عند المنزل تُريد إلقاء القبض عليك ..!!
إتسعت عينا ريكس للحضه بعدها عاود الى وضعه الهادئ وهو يقول: لا تقل لي بتهمة قتل فابريان ذاك ..؟!
آندرو: أجل هو نفسه الذي حذرتك من أنهم سيجدون وسيُلفقون عليك تُهمة قتله .. لاحظ جيداً .. هم يملكون مُذكرة توقيف بحقك أنت يامن تملك مركزاً عالياً في عالم التجاره والمُذكرة بحق أمثالك لا تُصدر دون وجود أدله ملموسه وحقيقيه ..!
حاول آندرو السيطرة على أعصابه وهو يُشاهد ريكس يتلقى الخبر بكُل برود وكأن المسألة بسيطة للغايه ..
هو غاضب لأجله وهذا لا يهتم ..
إلتفت وغادر وهو يقول: لا فائدة من التحدث مع حجر مثلك ..
راقبه ريكس بعينيه حتى غادر المكان تماماً ..
أخرج الهاتف من جيب معطفه ورأى بأنه قد وضعه في وضعية عدم الإتصال بالشبكه ..
فهو بحق لم يكن يُريد لأحد أن يُزعجه ..
عليه أن يطلب في المرة القادمه من آندرو أن يُغلق هاتفه أيضاً أو يُغير رقمه ..
فهذا أفضل لراحة باله ..






ـ part end ـ





JAN 06-13-2020 02:23 PM



ـ part 8 ـ


2 January
9:40 am

الجو كان دافئاً لهذا الصباح بعكس الأمس ..
ألقى الدكتور كلمته الأخيره قبل أن يُغادر القاعة بعد إنتهاء مُحاضرته التي إستمرت لساعه والربع ..
خرج الطُلاب والطالبات بشكل متتالي بينما كانت إليان تُرتب حاجياتها في حقيبتها بكُل هدوء ..
جلست فتاة بيضاء بشعرٍ يكاد يكون كالأولاد وهي تقول: إليان أين جيسيكا ..؟! هل تعلمين لما تغيبت ..؟!
إليان: لا أعلم .. لم تُخبرني كعادتها ..
أمالت الفتاة شفتيها ثُم قالت بحماس: إذاً هل تأتين معنا الى الكافتيريا لتناول بعض الطعام ..؟!
الفتاة تُدعى سولي وهي تُعتبر إحدى صديقات إليان ولكنها ليست مُقربه مثل جيسيكا التي تُرافقها في كُل مكان ..
نظرت إليان الى الساعه وقالت: تبقى نصف ساعه عن المُحاضرة التاليه ..
أكملت بشيء من التعب: آسفه سولي لا أضن بأنه يُمكنني فالوقت قصير وأنا بحق أُريد الذهاب الى المكتبه بحثاً عن المرجع الذي طلبه منا الدكتور فيليب ..
تململت سولي قليلاً بعدها قالت: حسناً .. لكن إسمعي .. إن إنتهيتي مُبكراً فتعالي إلينا .. إتصلي وسأخبرك أين أنا بالضبط ..
تململت سولي قليلاً بعدها قالت: حسناً .. لكن إسمعي .. إن إنتهيتي مُبكراً فتعالي إلينا .. إتصلي وسأخبرك أين أنا بالضبط ..
هزت إليان رأسها تقول: حسناً ..
إبتسمت سولي ولوّحت لها وغادرت الى خارج القاعه ..
وقفت إليان وحملت حقيبتها على كتفها الأيمن وأمسكت بيدها اليُسرى كتاب المادة التي يُدرسها إياها الدكتور فيليب ..
خرجت وإتجهت مُباشرةً الى مكتبة الكُليه الكبيره والتي لا يدخلها ويهتم لأمرها سوى المُتفوقون والمُهتمون من أمثالها ..
دخلت الى المكتبه التي تتسم بالهدوء التام وبدأت تمشي بين أرفف الكتب حتى وصلت الى زاوية المكتبه حيث القسم الذي تُريده ..
فتحت الكتاب وقرأت مُجدداً إسم المرجع الذي تُريده وإسم المؤلف ..
بدأت تبحث بهدوء حتى عثرت أخيراً عليه ..
جلست على كُرسي القراءه بهدوء وبدأت تبحث عن المطلوب منها تلخيصه ..
دقائق مرت وهي تُلخص ما بحثت عنه في صفحة الكتاب المطلوب ..
أخذت نفساً عميقاً وهمست قائله: كُنتُ مُخطئه عندما لم آخذ معي كوباً من القهوه .. رأسي بدأ يؤلمني كالعادة من شدة التركيز ..
نظرت الى ساعتها فرأت بأنه لم يتبقى على موعد المُحاضرة التاليه سوى عشر دقايق ..
لم تنهي عملها بعد وفي المُقابل لم يتبقى لها سوى القليل .. إذاً لن يُمكنها تناول شيء مع سولي والبقيات ..
لا بأس ستتحمل حتى تنتهي المُحاضرة التاليه ..
عقدت حاجبها عندما سمعت صرخةٍ مكتومه جداً ..
إلتفتت الى جهِة الصوت فما كان إلا أن شاهدت أرفف كتب عملاقه ..
هل ... كانت تتهيأ ..؟!
من الصعب أن ترى أي شيء من كثرَتِ أرفف الكتب التي تملأ المكان ..
عاودت النظر الى كتابها وأكملت ما بدأت به ..
ما إن أنتهت حتى وقفت وهي تهمس: أخيراً ..
أعادت المُعجم الى مكانه بعدها وضعت أقلامها وكتابها بالحقيبه ..
مشت قليلاً مُتجهةً الى الخارج ولكنها إصطدمت بفتاةً كانت تركض وكادت أن تقع لولا أنها أمسكت برف الكتب الذي بجانبها ..
نظرت الى الفتاة وكادت أن تشتمها لركضها في مكان هادئ كالمكتبه لكنها فوجئت بمظهرها حيث كان أحمر شفاهها ملطخ بالقرب من شفتيها وتُمسك أزارير قميصها العلويه بقوه ..
دُهشت الفتاه بعدها دفعتها بعيداً عنها وذهبت بإتجاه دورة المياه الموجوده بقسم المكتبه ..
تألمت إليان عندما وقعت على الأرض بسبب دفعتها الشرسه تلك ولكن حيرتها بمظهرها الفتاه غطى على هذا ..
هل .... خُيّل لها أن الدموع كانت تملأ عيني الفتاة أو لا ..؟!
وقفت وعدّلت من هندامها ورفعت رأسها حالما سمعت صوتاً قادماً من القسم الذي كانت تركض الفتاة خارجةً منها ..
دُهشت للحضه عندما وقعت عيناها على دكتورها آرثر والصدمة التي كست ملامحه عندما شاهدها ..
تنهدت وإلتفتت مُغادره .. لقد فهمت الأمر الآن ..
لا شيء جديد فمثل هذه الأمور مُنتشره كثيراً في الكليات لذا لا داعي لأن تُصدم ..
وآرثر هذا لطالما كان يحمل مظهراً عابثاً يجعل من يراه يتوقع بأنه من هذا النوع ..
خرجت من المكتبه وهمست: تجاهلي ما حدث .. لا يهمك الأمر بتاتاً فأنتِ تريدين النجاح فقط ..
وبالفعل تجاهلته تماماً وكأن التجاهل بالفعل هو الحل الأمثل لهذه المواقف ..!

***










10:30 am

كان يجلس بهدوء تام على مكتبه وأمامه ورقة ما يقرأها ..
حالما إنتهى رفع عينيه الى الشاب القصير الذي يقف أمامه وقال: لا بأس .. إذهب الآن ورتب تلك الأمور التي أخبرتُك عنها ..
هز الشاب رأسه يقول: سينتهي كُل شيء سريعاً ..
بعدها إلتفت وخرج من المكتب ..
إسترخى هذا الشاب صاحب الشعر الأسود والذي لم يكن سوى ريكس نفسه ..
بقي ينظر في الفراغ لفتره بعدها إلتوت شفتيه بشيء من السُخريه وهو يتذكر كلام والده ليلة الأمس ..
" مشاكلك بدأت تزداد .. إنسى أمر أن أتدخل وأُخرجك من هذه القضيه "
همس بينه وبين نفسه: ليس وكأنني كُنتُ بحاجة مُساعدتك أصلاً ..!
لديه بدل الطريقة ألف طريقة لإخراج نفسه من مثل هذه القضية المُلفقه ..
هذه ليست المرة الأولى .. لقد لُفقت سابقاً ضده العديد من القضايا كالرشوة والغش التجاري وحتى غسيل الأموال وإستطاع أن يخرج منها جميعها ..
أصحبت التُهم المُلفقه هذه روتيناً طبيعياً من حياته العمليه ..
وكعادته الآن إستطاع أن يؤجل أمر القبض عليه عن طريق سُلطته التجاريه ..
سيُخرج نفسه من التهم هذه قبل أن يحين موعد إنتهاء المُهلة التي إستطاع مُحاميه الخاص أن يوفرها له ..
شخصياً .... بدأ ينزعج من تدخلات كارلوس المُستمره لتشويه سمعته وتوريطه بالقضايا ..
شخص ضعيف يملك شركة تحاول أن تصعد في السوق عن طريق توريط مُنافسيها ..
لو لم يكن ذلك المدعو بتروي حوله لأفلست شركته منذ زمن ..
هو .. منذ سنتان يتجاهل محاولاتهما الفاشله بتدميره ولكن عليه أن يضع حداً ..
لديه هدف يسعى إليه ولا يريد من أمثالهما أن يؤخرانه بلعبها الفاشل هذا ..

***











4:30 pm

إبتسمت وهي تنظر الى شاشة هاتفها ..
أصبحت تملك الآن رقم جينيفر وإبنها إدريان .. لقد طلبت منهما أن يُعطيانها رقمهما ..
على الأقل لو إحتاجتهما فسيمكنها الإتصال بدل إنتظار أن يأتيان الى المنزل ..
أجل .. الإنتظار ..
رفعت رأسها بملل وأكملت هامسه: فلقد عُدتُ بالفعل الى المنزل الكئيب لوحدي مُجدداً ..
تنهدت .. البارحه وفي العصر أيضاً أرسلتها جينيفر الى المنزل مع السائق .. لا تزال ترفض أن تبقى معهم في ذلك المنزل ..
لم تستطع أن تُعارض .. ففي النهايه هي فتاة غريبه لذا ليس عليها أن تفرض نفسها عليهم الى هذا الحد ..!
يكفي بأنهم يهتمون بها وكأنها فرداً من العائله ..
رفعت رأسها فور ما إن وصل الى مسامعها صوت تحطيم وصُراخ ..
نظرت الى نافذة غُرفتها المفتوحه بعدها وقفت وذهبت فوراً إليها ..
نظرت الى المنزل الذي يُقابل نافذتها فضاقت عيناها وهي ترى نافذة الطابق السُفلي مفتوحه غير عن العاده وإستطاعت أن ترى بأنه مطبخ ..
سمعت مُجدداً صوت تحطمٍ آخر والصوت بالفعل قادم من هذا المنزل ..
ماذا يحدث ..؟!
لقد بدأت تشعر بالقلق .. يبدو بأن شِجاراً يحدث بالداخل ..
لقد كانت تعلم بأن ذلك المنزل غير طبيعي وتصرفات ذلك الصبي غير مفهومه ..
دُهشت عندما فُتح باب المنزل الأمامي وخرج الصبي وهو يصرخ في وجه امرأة في الخمسين من عُمرها قائلاً: لن أفعل ولن تُجبريني على الإنصات ..!! سأفعل ما أُريده حتى لو أُضطررتُ الى تحطيم كُل شيء فوق رؤوسهم ..!!
تحدثت المرأة من داخل المنزل تقول بحده: مارك أُدخل بسرعه لنبدأ بالتفاهم ..!!
شد على أسنانه بغيض وقال: لن أفعل .. سأُغادر ولن أعود إلا في الليل .. ولو فتحتي الموضوع مُجدداً فلن أعود مُطلقاً ..!!!
بعدها غادر والمرأة تصرخ مُناديةً على إسمه ولكن لا مُجيب ..
بقيت آليس تُراقب هذه الأحداث بهدوء تام بعدها همست: بالفعل هذا المنزل مليء بالمشاكل ..
ما إن أنهت جملتها حتى سمعت باب المنزل يُغلق بقوه فأكملت: أُمه غاضبه جداً ..
نظرت بإتجاه الشارع وبالكاد تستطيع رؤية بعض فنافذة منزلها لا تفتح على مُقدمة المنزل ..
تنهدت وتسائلت في نفسها قائله: من المُخطئ ..؟! الأُم أو الولد ..؟! أَضن بالعاده سيكون الولد فالأطفال في عمره عنيدون .. إنهم في مرحلة المُراهقه وفي المُقابل يقع الخطأ على أمه فهي لم تتصرف معه التصرف الصحيح .. عليها أن تعي وتعرف الأساليب المُناسبه للتحدث معهم ..
إبتسمت قليلاً وأكملت: أصلح لأن أكون مُصلحه إجتماعيه أو طبيبه نفسيه ..
" سأفعل ما أُريده حتى لو أُضطررتُ الى تحطيم كُل شيء فوق رؤوسهم ..!! "
تنهدت مُجدداً وهي تتذكر جملته هذه ..
من عساه يقصد ..؟!
همست: على أية حال هل غادر المنزل بالفعل ..؟! أم أنه فقط ذهب ليجلس في مكانٍ قريب ..؟!
تذكرت بأنه كُل ليله كان يقف لفترة طويله أمام باب منزله ..
هل الأمر له علاقة بمشاكله مع والدته ..؟!
على أية حال ليس له أصدقاء في الجوار .. فلو كان كذلك لبقي عندهم حتى وقت متأخر بدلاً من الوقوف أمام باب المنزل ..
إبتسمت وأكملت: وهذا يعني بأنه أيضاً الآن لم يبتعد .. بالتأكيد هو يجلس في مكانٍ ما .. على الأقل لو حدث وكان يريد الذهاب الى أصدقائه فسيحتاج لأن يتصل عليهم أولاً ..
إبتعدت عن النافذه وأخذت جاكيتياً طويلاً سماويّ اللون وإرتدته وهي تخرج من الغرفه ..
نزلت الى الأسفل وإرتدت حذائها الذي كان بصندوق الأحذيه بعدها خرجت من المنزل ..
قطعت الساحه الأماميه وهي تقول: لا مكان مُناسب أكثر للجلوس فيه سوى الحديقة التي تقع في الجهه المُقابله ..
خرجت من المنزل ونظرة يُمنة ويُسرى قبل أن تقطع هذا الشارع الهادئ وتذهب الى الحديقه ..
لا تعلم إن كان يُسمى هذا لُطفاً وإهتماماً أم تدخلاً في شؤون الغير ..
ولكنها تُريد مُقابلته والتحدث معه ..
لن تخسر شيئاً فهي متفرغة بشكل دائم على أية حال ..
ضحكت رُغماً عنها هامسه: أصبت .. إنه هُناك بالفعل ..
إتجهت حيث كان يجلس على كُرسي خشبي تحت أحد الأشجار ومشغول بتفكيك سماعات جهاز التسجيل الذي يحمله ..
وقفت أمامه وإبتسمت تقول: مرحباً ..
رفع رأسه ونظر إليها .. لم يعرفها في الوهلة الأولى فقال: ماذا تُريدين ..؟!
وقبل أن تفتح فمها عرفها فقال بشيء من الإنزعاج: أُغربي عن وجهي قبل أن أتسبب بمُشكلةٍ كبيره معك ..!!
جلست بجواره وهي تقول: سأُغادر إن أردت ولكن على الأقل أخبرني السبب .. لو فعلت فسأُقسم لك ألا أُظهر وجهي أمامك ..
إبتسمت وأكملت: ألا تضن بأنه من حقي أن أعرف ..
إنزعج منها ولا يُريد بحق أن يتسبب بمُشكله لذا قرر تجاهلها وهو يضع السماعات على أذنه وبدأ بإختيار أحد الأغاني لتشغيلها ..
آليس: أمممم هل أستطيع أن أسمع أيضاً ..؟!
أجاب وهو يختار الأُغنيه: لا ..
بقيت تنظر إليه لفتره ليست بالقليله بعدها قالت: لا أعلم إن كُنت تسمع صوتي الآن أو لا ولكن ..... أستطيع مُساعدتك لو أردت ..
تظاهر مارك بأنه لم يسمعها وحاول قدر المُستطاع السيطرة على أعصابه فكلامها هذا يعني بأنها قد سمعت شجاره قبل قليل ..
تحدثت آليس مُجدداً وهي مُتأكده بأنه يستمع وقالت: من الواضح بأنك تُريد الهروب من المنزل وأُخمن بأنك لم تفعلها من قبل .. لا أدري إن كان السبب هو خوفك من أُمك أو لأنك لا تملك أصدقائاً لتطلب منهم المكوث في منزلهم لفتره .. ولكني واثقه بأنك بحق تريد الهروب .. لا أعلم لما أنا واثقه ولكن تصرفاتك هي من جعلتني أتوقع هذا ..
إبتسم بشيء من السُخريه وقال: لما هل حدث ونويتي الهروب من المنزل كي تتظاهري بأنك تفهمين معنى تصرفاتي ..؟!
دُهشت للحضه وبقيت تنظر إليه ..
تعجب ونظر إليها فأشاحت بنظرها عنه ببطىء وهي تقول: لا أعلم .. ولكن هل من المُمكن بأن هذا صحيح ..؟! إن لم يكن كذلك فكيف لي أن أتوقع هذا وأُجزم عليه ..!
رفع حاجبه .. هل تسخر منه أم ماذا ..؟!
همست مُجدداً لنفسها: هل لهذا السبب تعاطفتُ معه ..؟! هل لهذا السبب أوقعتُ اللوم مُباشرةً على الأم لأنها لا تُحاول أن تفهم إبنها ..؟!
رفعت يدها وأمسكت برأسها قليلاً ..
عقد مارك حاجبه وبدا له أنها لم تكن تسخر فهي تُحدث نفسها وبشكل غريب ..
ضاقت عينها وهمست: أم أني كالعاده أتخيل وأن كلامي لا علاقة له بماضيي أبداً .. يبدو بأن رغبتي في تذكر حياتي تجعلني أشك في كُل تصرفاتي وأربطها بالماضي .. علي أن أفصل بين الأمرين قدر المُستطاع ..
مارك ببرود: إن كُنتِ مجنونه فمارسي جنونك بعيداً عني ..
إلتفتت تنظر إليه بعدها إبتسمت تقول: ههههه أعتذر .. أعلم بأني بالتأكيد بدوتُ بلهاء ولكن كان عليك أن تتغاضى قليلاً ..
أكملت بعدها: فأنا إن كُنتَ لا تعلم فتاة فقدت ذاكرتها ..
إتسعت عيناه من الصدمه وقال بسرعه: حقاً ..؟!!!
هزّت رأسها بالإيجاب فبدت الدهشة على ملامحه قليلاً بعدها أمال شفتيه وقال: لهذا كُنتِ تتصرفين ببلاهه وتتحدثين معي وكأنك لا تعلمين ما حدث ..
عقدت حاجبها فكلامه غريب بعض الشيء ..
فتحت فمها لتسأله لكنه قاطعها قائلاً: وكيف فقدتها ..؟!
آليس: بحادث سياره ..
مارك: منذ متى ..؟!
آليس: قبل شهر تقريباً ..
مارك: أنتِ لستِ تلك المغروره ولا يوجد لأصحاب المنزل فتاة أُخرى فما علاقتك بهم ..؟!
ضحكت وقالت: إبنهم قام بصدمي لذا هم يعوضوني بالإعتناء بي لحين عثور عائلتي علي ..
دُهش للحضه بعدها قال: يعني أنتِ غريبة عنهم ..؟!
هزت رأسها بالإيجاب فسأل: منذ شهر ولم يجدوك عائلتك ..؟! من المفترض بأنهم بحثوا عنك في كُل مكان .. في المستشفيات وأقسام الشُرطه فكيف لم يجدوك ..؟!
هذا السؤال .... لم تستطع الرد عليه مُطلقاً ..
عندما لم يجد جواباً قال: ألم تكوني تحملي معك أوراقاً تُثبت هويتك ..؟!
سألته: أنت تحمل الآن ..؟!
تعجب وأجابها: لا ..
آليس: إذاً الأمر كان ذاته معي .. لم يجدوا شيئاً لذا قد أكون خرجت لأمر بسيط وحدث الحادث وقتها ..
مارك: إذاً من المُفترض أن يكون الحادث حدث بالقرب من منزلك في هذه الحاله ..
دُهشت من كلامه فأكمل: بالعاده الذين يخرجون لأمور بسيطه وغير بعيده عن المنزل لا يحتاجون لأخذ هواتفهم أو محافضهم معهم .. إذاً من المُفترض بأنك صُدمتي بالقرب من منزلك فكيف لم يعرفوا عن أمرك ..؟! هذا عجيب ..
بقيت تنظر إليه بشيء من الدهشه ولم تعرف بماذا تُعلق فنظر مارك إليها قليلاً بعدها قال: حسناً لا أضنهم مثلاً يكرهوك أو شيء من هذا القبيل .. لذا ما دامهم لم يجدوك بعد لذا أضن بأنك صُدمتي بمكان بعيد جداً جداً عن منزلك .. هل سألتي الطبيب أو الشُرطه ما إن كانوا قد وجدوا معك شيئاً ..؟! ربما وجدوا ولكنك لم تسأليهم وفي المُقابل هم نسوا الأمر ..! لا تُفكري تفكيراً سِلبياً ..
هزت رأسها بهدوء ولم تُعلق ولكن رأسها مليئاً بالأمور التشاؤميه ..
شيئاً كـ أنها يتيمه ..
أو أنها كانت عالة عليهم ..
أو ..... لا تعلم ماذا ..
حاولت قدر المُستطاع تجاهل التفكير بهذا الموضوع السلبي وقالت لتُغير الموضوع: في أي صف تدرس ..؟!
رفع حاجبه قليلاً بعدها قال: في سنتي الأولى بالثانويه ..
آليس: أووه قريباً مما توقعت .. ضننتُك لأول مرة في الصف الثاني ..
مارك متجاهلاً كلامها: عندما قُلتِ بأن إبنهم من صدمك .. هل قصدتي الأكبر أم المُغني ..؟!
آليس: الأكبر ..
مارك: إعتذر إليك ..؟!
تنهدت تقول: للأسف لا ..
أمال شفتيه بسخريه يقول: هذا متوقع ..
وقف وأكمل: أنا مُغادر ..
تعجبت وسألته: الى أين ..؟!
مارك: وما علاقتك لتسأليني ..؟!
أمالت شفتيها تقول: حسناً مع السلامه .. وكما أخبرتُك سابقاً .. إن كُنتَ تحتاج الى مُساعدتي فلا تتردد ..
إلتفت وغادر متجاهلاً كلامها فتنهدت وهمست: بدل من التحدث عنه تحول الموضوع وأصبحنا نتحدث عني أنا ..
صمتت قليلاً بعدها قالت: بالتفكير بالأمر .. فذلك الشاب الذي صدمني لم أُقابله سوى مرتين في شهر كامل .. حتى أُخته أضنها لا تزال تضنني أحدى الخدم ..
وقفت وقررت التمشي قليلاً في الحديقة قبل العودة الى المنزل ..

***








JAN 12-22-2020 08:01 PM







7:11 pm

إسمه الرمزي كان دارسي ..
والذي يعني بالفرنسيه المُظلم ..
لا يعرف إسمه الحقيقي سوى القلة فقط ..
يمتاز بطول فارع وشعر كلون الفحم بعينين سوداوتين والعديد من الأقراط الفضيه التي تملأ أُذنه اليُسرى ..
من يرى هذه الصفات يعرف بأنه فوراً القاتل المأجور دارسي ..

جلس بهدوء على كُرسي شبه مُريح بداخل هذه الغرفة ذات الأثاث البسيط للغايه ..
قال بهدوء للرجل الذي رافقه الى هنا: إستدعي لي جيرمي ..
هز رأسه وغادر الغرفه ..
خلال دقائق طرق جيرمي الباب ودخل بعدها يقول: إستدعيتني يا زعيم ..؟!
دارسي: أُدخل وأغلق الباب خلفك ..
دخل وأغلق الباب خلفه بعدها تقدم ووقف أمامه فقال له: إجلس ..
جلس بالكُرسي المُقابل فتنهد دارسي وعدّل من جلسته ونظر الى جيرمي ..
كان في الثامنة والعشرين من عُمره .. قصير بعض الشيء ويمتلك بعض العضلات .. صاحب وجه أبله بعض الشيء وشعر كثيف بُني اللون ..
إبتسم له يقول: جيرمي أتتذكر ماذا حدث في آخر عمليه ..؟!
دُهش جيرمي وطأطأ رأسه بخجل يقول: أعتذر أشد الإعتذار ..
دراسي ببرود: وبماذا سيُفيدني إعتذارك ..؟!
بدأت الصدمه تحلُّ على جيرمي وقال بسرعه: أرجوك لا تطردني ولا تقم بقتلي .. أعلم بأن خطأي كبير ولا يُغتفر ولكن إصفح عني .. سأرضى بأي عِقاب تختاره ولكن أرجوك لا تُنهي حياتي ..
دارسي ببرود: خطأك هذا عاد بالضرر عليّ أنا شخصياً .. أصبحت كالنقطة السوداء في تاريخي ..
جثى جيرمي على ركبتيه أمامه ودموعه حقاً بدأت تتجمع في عينيه وهو يقول بكُل رجاء: أرجوك لا تُنهي حياتي .. سأفعل أي شيء .. سأفعل أي شيء تُريده ولكن لا تقتُلني بتاتاً .. لا تُنهي حياتي .. أرجوك صدقني سأوافق على أي طلب تطلبه ولكن أرجووك لا تفعل ..
بقي ينظر إليه دارسي ببرود تام لفترة ليست بالقليله جعلت جيرمي يرتجف أكثر ويتأكد بأن زعيمه لن يرحمه مُطلقاً ..
دقيقتين مرت قبل أن يتحدث دارسي قائلاً: أي شيء ..؟!
فَرِح جيرمي رُغماً عنه وأجابه بسرعه: نعم نعم سأفعل أياً ما تطلبه أياً كان صدقني ..
إبتسم إبتسامة ليست بطيبةٍ إبداً وهو يقول: شخصٌ مشهور قد قُتل .. إذهب وإعترف على فعلتك هذه ..
صُدم جيرمي من طلبه وتوقف لسانه في حلقه وهو لا يعلم ماذا يقول أو ماذا يفعل ..
تحدث دارسي بهدوء قائلاً: ذلك الشخص فاسد إجتماعياً .. إن كُنتَ تُريد مني أن أصفح عنك فإعترف بقتله .. سأُعين لك مُحامياً مُمتازاً وكما أخبرتُك فذلك الشخص فاسد إجتماعياً .. سيُحاول المُحامي أن يقف في صفك وينتهي بك الأمر بالسجن لخمس سنوات فحسب .. ما رأيُك ..؟!
خمس سنوات فقط ..؟!!
إنها لثمن بسيط جداً مُقابل الموت ..
تحدث فوراً يقول: أنا موافق .. سأفعلُها .. سأفعلها صدقني .. فقط أخبرني من يكون وماذا عليّ أن أفعل وسأُنفّذ كُل شيء ..
إلتوت شفتي دارسي بإبتسامه مُظلمه وهو يقول: سأُرسلك الى المُحامي وهو سيشرح لك كُل شيء ..
ضحك جيرمي رُغماً عنه يقول: شُكراً لك .. سأُنفذ كُل هذا وسأثبت لك بأني شخص مُخلص لا يستحق الموت .. شُكراً لك ..
أشار له برأسه ففهم جيرمي وغادر الغرفه وهو يُكرر شُكره مراراً وتكراراً ..
إسترخى في مقعده وهمس بهدوء: مسألة إخراجك يا ريكس من هذه القضيه أسهل من قضمة لوح الشُوكولا ..

***













8:30 pm

جيسيكا وسولي وثلاثةً أُخريات من صديقات إليان ..
أحدهن شقراء بشعر مُجعّد طويل تُدعى جوانا .. والأُخرى سمراء تلف شعرها الأسود دائماً الى الأعلى تُدعى إيفا .. والأخيره ذات شعرٍ قصير صبغته بالأحمر تُدعى رين ..
قد تجمعن جميعاً في إحدى المقاهي الغير شهيره منعاً للإزدحام الذي قد يحدث ..
حجزت جيسيكا مُسبقاً طاولة وطلبت العديد من الطلبات من المقهى بعد دفع مبلغ ضخم لهم ..
الليله .. هي ليلة يوم ميلاد صديقتهن إليان ..
جيسيكا كانت من أقنعت إليان بأن توافق على حضور إحتفال بسيط وبالكاد إقتنعت ..
فتلك الفتاة المُدلله تعودت على الإحتفالات منذ صغرها حتى سأمتها تماماً ..
نظرت سولي الى جيسيكا وقالت: ألم تتأخر ..؟!
جيسيكا: ستأتي لا تقلقي .. تعرفين الأميرات أمثالها .. لا يحبون الحضور مُبكراً هههههههههه ..
سولي: أنتِ مُحقة بهذا الشأن هههههههههههههههه ..
تململت رين تقول: بدأتُ أشعر بالجوع ..
إيفا: رين لا تشبع أبداً ..
رين: لا لستُ جشعه الى هذا الحد ..!
ضحكت إيفا بقوه في الوقت ذاته التي دخلت فيه إليان الى المقهى ..
إبتسمت جوانا عندما رأتها ووقفت تقول: حضرت أميرتنا ..
رفعت إليان حاجبها وتقدمت منهن تقول: تحبون السخافة كثيراً ..
رين: السخافة هي أجمل مافي الحياة ..
بدأن بإحتضانها فتنهدت تهمس لهن: لقد رأينا وجه بعضنا هذا الصباح .. لم تمر سوى ثمان ساعات فحسب ..
جلست سولي تقول: إليان كالعاده تُفسد اللحضات بتعليقاتها الغير مُفيده ..
أنزلت إليان معطفها السُكري الذي كشف عن فُستان هادئ قصير بلون الروز وهي تقول: إنتِ هي الغير مُفيده هُنا ..
وضعت المعطف بالكُرسي المُجاور وجلست على كُرسيها بجانب رين من الجهه الثانيه وأمامها جيسيكا ثُم سولي ثُم جوانا وأخيراً إيفا ..
جيسيكا: هيّا أنتِ صديقتُنا لذا لا داعي للرسميات .. ماذا تُريدين أولاً .. تناول بعض القهوه أو نُحضر لك كعكة عيد الميلاد ونُعطيك الهدايا ..؟!
فكرت إليان قليلاً بعدها قالت: حسناً الكعكة أولاً ..
إبتسمت جيسيكا وغادرت مقعدها هي وسولي ..
تحدثت رين تقول: إسمعي .. لقد أحضرتُ لك هديه .. إياكِ أن تقولي لي بأنها سخيفة مثل المرة الماضيه ..
إبتسمت إليان تقول: أولستِ من طلبتي رأيي بكُل صراحه ..
رين بشيء من الحُزن: لم أضن حينها أن قسوتك ستصل الى هذا الحد ..
ضحكت إليان رُغماً عنها فهذه الفتاة هي حقاً ألطف فتاة في المجموعه بتعبيراتها الغريبه التي ترسمها على وجهها ..
شيئاً فشيئاً إجتمع خمسة من الموضفين في المقهى حول الطاوله ..
بدأوا يرددون أُغنية عيد الميلاد "HAPPY BIRTHDAY" بإسمها ..
تقدمت كُلاً من سولي وجيسيكا وخلفهما شاباً يحمل الكعكه المليئة بالمُكسرات كما تُحبها وفوقها العديد من الشموع ..
وقفت صديقاتُها وبدأن بالغناء لها بينما رين إكتفت بالتصوير ..
إبتسمت إليان لهم وإنتظرتهم حتى أنهوا غنائهم بعدها نظرت الى الكعكه ..
أغمضت عيناها وبدأت تتمنى أُمنيتها التي لا تُريد سواها في هذه الفترة من حياتها على الأقل ..
فتحت عيناها مُجدداً وبعدها بدأت بالنفخ على الشموع وإطفائها ..
حالما أنهت إطفاء آخر شمعه صفقوا لهم جميعها فإبتسمت لهم ..
بدأوا الموضفين بالمغادره بعد أن أنهوا ما عليهم في حين جلست سولي وجيسيكا على مقاعدهما ..
غمزت جيسيكا تقول: ما رأيُك في الكعكه ..؟! أعرف بأنك تهوين كُل الحلويات التي تحوي على المُكسرات ..
سولي: هههههههه دائماً ما تزورك في محل والدتك لذا أستطعتي إستنتاج هذا ..
إليان بإبتسامه: أنا حقاً أشكركن على هذا ..
رين بحماس: هيه هيه إليان ماذا تمنيتي ..؟!
إيفا: أجل أخبرينا ماذا تمنيتي ..!
صمتت إليان قليلاً بعدها ظهر البرود على وجهها تقول: إنه سر يا عزيزاتي ..
نفخت رين وجنتيها بعدم رضى في حين أخرجت جوانا كيس صغير بعض الشيء وقدمته الى إليان تقول: عيد ميلاد سعيد حبيبتي إيلي ..
إبتسمت إليان وأخذتها فبدأن بتسليم الهدايا لها ..

كانت هذه الفتاة القصيره والتي تعمل في هذا المقهى تقف عند الباب تنظر الى الحفلة وبيدها شوكولاتة التويكس المُفضلة إليها ..
دخل الشاب بعد أن أنهى أخذ طلبات إحدى الطاولات وعندما مر بجانبها قال: تيلدا .. لما واقفةً بالطريق هكذا ..
إبتعدت تيلدا عن طريقه تقول: أُراقب الفتاة الثرية تلك ..
نظر الشاب الى حيث تنظر وقال: آه .. الفتيات اللاتي يحتفلن بعيد ميلاد زميلتهن ..
نظر الى تيلدا وأكمل: ولما قُلتِ عنها ثريه ..؟! ليس كُل من يشتري الملابس الباهضه يُدعى بالثري .. فلو كانت هكذا فلن تأتي لمقهى عاديّ كهذا من أجل حفلة ميلادها ..
إبتسمت تيلدا وغمزت له تقول: لقد أتت لسبب واضح لا يعرفه سواي ..
تنهد وقرر تجاهلها فهذه الفتاة القصيرة دائماً ما تُحب إلقاء السُخريات أو الألغاز ..
ضحكت تيلدا قليلاً بعدها رفعت صوتها عندما لاحظت بأنهن ينوين أن يطلبن وقالت: ريو هُناك طاولة لا أحد عندها ..
خرج ريو من جانبها وهو يهمس: ولما لا تذهبين أنتِ ..؟!
إبتسمت وقالت: الفتيات يُفضلن الشاب الوسيم بدل أن تأتيهم فتاه ..
تقدم ريو بهدوء تام من طاولة إليان والبقيه ..
إبتسمت له جيسيكا تقول: نُريد بعض القهوه .. أنا أُريد القهوة الفرنسيه ..
دوّن طلبها ونظر بعدها الى سولي التي قالت: نفس ما طلبت ..
هز رأسه ونظر الى إيفا التي قالت: قهوة سوداء بدون سُكر ..
نظر الى جوانا عندما دوّن طلبها فهزت رأسها تقول: لا شيء سوى الماء ..
إلتفت الى جهة إليان فنظرت إليه لفتره بشكل بارد فتنهد وقال: طلبُك ..؟!
أجابته بهدوء: موكا بالشوكولا البيضاء ..
دوّن طلبها فقالت رين: أنا مثلها ولكن بالشوكولا السوداء ..
تحدثت إليان مُجدداً تقول: أُريد شيئاً آخراً ..
نظر إليها وكأنه يقول ماهو ..
إبتسمت وقالت: هلّا قطعت لنا الكعكه ..؟!
رفع حاجبه للحضه بعدها قال بهدوء: عملي هو أخذ طلبات الطاولات فقط لا غير ..
إليان بإبتسامه: وهذا طلبي ..
هزّت كتفها ونظرت الى صديقاتها تقول: أتتذكرن عندما ذهبنا الى أحد المقاهي الشهيره بباريس وطلبنا من النادل أن يُقطع لنا كعكة خروج رين من المشفى ..؟!
سولي: لم يرفضوا الطلب بتاتاً ..
إبتسمت إليان ونظرت الى ريو تقول: مع أنه مقهىً شهير .. لا أضن بأن سياسة هذا المقهى مُختلفه .. المُدير لن يُرحب بفكرة رفضك لهذا ..
أشاحت جيسيكا برأسها وهي لا تُصدق ما تفعله إليان ..
إنها تُحاول إهانته قدر المُستطاع وتهديده إيضاً بأن تشتكي عليه لو لم يفعل ..
لا تفهم لما تفعل هذا ..!
وضع ريو قائمة الطلبات جانباً وأخذ قطاعة الكعك وبدأ بتقطيعها بهدوء تام ..
إبتسمت إليان في حين قالت رين بعد أن قرأت إسمه بالبطاقه الصغيرة على صدره: إسمُك ريو صحيح ..؟! هيه ريو هل أنت مُرتبط ..؟!
نظروا إليها بدهشه في حين ضحكت جوانا تقول: رين كُفي عن ذلك ..
رين: إنه وسيم بحق .. أنوي أن أواعده ..
أنهى ريو تقطيع الكعك بعدها أخذ قائمة الطلبات وغادر فرفعت رين صوتها تقول: سأضعك هدفاً لي حتى تؤكد لي بأنك مُرتبط حسناً ..
نظرت إليان الى الكعكه بهدوء تام وهي لا تفهم لما فعلت ذلك ..
لكن ..... لقد أزعجها ..!
مر بنظره عليها بشكل عادي تماماً .. وكأنها زبونة عاديه غير مُختلفه عن البقيه ..
هذا .. أزعجها ..
سُحقاً ..
هذا غير عادل ..
من غير العدل أن تجد ذلك القلب المريض ينجذب الى شخص لا يراها مُختلفة أبداً ..
إنها جميله .. إنها باذخة بالجمال ولا يُمكن حتى لأقسى الرجال ألا ينبهر من جمالها ..
هذا غير عادل بتاتاً ..
سُحقاً له .. وسُحقاً لقلبها الأرعن الذي لم ينبض سوى لتافه حقير مثله ..!!!!

***

















9:50 pm

دخل إدريان من باب المنزل وتوجه فوراً الى الدرج وحين لاحظ الخادمه تتقدم رفع صوته يقول: لقد تناولت طعام العشاء في الخارج ..
حالما كاد أن يصعد توقف فجأه في الوقت ذاته التي كانت آليس قد نزلت من الدرج ..
إدريان: أوبس .. كدتُ أن أصطدم بِك ..
إبتسمت وقالت: يالها من مُصادفه جميله .. هل ستتناول معي العشاء ..؟!
هز رأسه نفياً يقول: لا أضن ذلك ..
تعجبت وقالت: لا تقل لي بأنك أتيت لتأخذ شيئاً ما وترحل ..؟!
أكملت بضجر: هيّا إبقى لهذه الليله .. دعنا مثلاً نُشاهد فيلماً ما أو شيء من هذا القبيل .. أي شيء ..
إبتسم يقول: أعتذر بشده ولكني بالفعل أُريد تبديل ملابسي والخروج مع أصدقائي ..
تنهدت بيأس وقالت: عوضني ..!
ضحك وقال: كما تأمرين .. ستجدين تعويضاً غير عاديّ البته ..
إبتسمت برضى في اللحضة التي فُتح فيها باب المنزل ودخل ريكس إلى الداخل ..
نظرا الى جهة الباب وماهي إلا لحضات حتى إستطاعا رؤية ريكس الذي كان قادماً من تلك الجهه ولكنه توقف عندما شاهدهما ..
إبتسم إدريان بسخريه يقول: إنها أول مرةٍ مُنذ شهران نُصادف بعضنا هُنا ..
نظر ريكس إليه ببرود بعدها قال: أتُحاول فتح حديث معي ..؟!
إدريان بنفس الإبتسامه: مُتعجرف كعادتك ..
دُهشت آليس فطريقة حديثهما الآن ليست ودّية البته ..!
ما الحكايه ..؟!
بالمرة الأولى أقفلت إليان على نفسها الباب عندما شاهدت ريكس والآن هو وإدريان يستفزان بعضهما البعض ..
أشار إدريان الى آليس يقول: الفتاة التي صدمتها .. أخبرتني سابقاً بأنك لم تعتذر .. إذاً ألا ترى بأنك تُدين لها بإعتذار ..؟!
ريكس دون أن ينظر الى آليس أجابه: الأمر لا يعنيك ..
إبتسم إدريان وقال: خساره .. أردتُك أن تكون جيداً معها بما أنها تحمل نفس إسم تلك التي أنت مهووس بها أكثر من أي شيء آخر ..
عقد ريكس حاجبه فأكمل إدريان: لأنه كما تعلم قد أسميناها آليس بما أنها لا تتذكر إسمها ..
إتسعت عينا ريكس من الصدمه ونظر الى آليس فوراً بدون تصديق ..
شد على أسنانه بعدها تقدم وأمسك إدريان من ياقة قميصه الأنيق وهو يقول بهدوء تام يُحاول فيه أن يُسيطر على أعصابه: إن كانت هذه مزحه فسأفصل رأسك عن عُنقك ..
إبتسم إدريان بإستفزاز يقول: ياللا الخساره فلقد كنتُ أتمنى أن أراك وأنت تُحاول فصلهما ولكنها ليست مزحه .. إسألها لو كُنتَ لا تُصدقني ..
لف بنظره الى جهة آليس فخافت من نظراته التي تشع غضباً وبحق لم تعرف ماذا تُجيب ..
رن هاتفه النقال في هذه اللحضه فلا إيرادياً أنزلت نظرها الى جيب بنطاله فقال بحده: أجيبي ..!
جفلت من الخوف ونظرت الى عينيه بعدها تلعثمت وهي تقول: سأُغيره إن أردت ..
إختفى الغضب من عينيه وحلّت الدهشه فيهما ..
بالفعل إسمها آليس ..!
إدريان ببرود: والآن ألن تترك قميصي ..؟! إنه باهض الثمن إن كُنتَ لا تعلم ..
ترك قميص إدريان وتقدم من آليس التي خافت وعادت الى الخلف ليصطدم ظهرها بدرابزين الدرج ..
نظر الى عينيها وسألها بهدوء: من أعطاك هذا الإسم ..؟!
لم تعرف ماذا تقول .. هو غاضب للغايه .. الغضب واضح جداً في عينيه ..
لو قالت بأنها والدته فستُسبب بذلك مُشكلة بين الأم وولدها ..
ماذا تفعل ..؟! ومن تلك الفتاة التي تُشبه أسمها كي يغضب لأجلها الى هذه الدرجه ..؟!
إنه مُجرد تشابه بالإسم وهذا شيء لا يدعو للغضب بتاتاً ..!
هل تعلم والدته بأمرها ..؟!
هل تعمدت أن تختار هذا الإسم من أجل أن مثلاً يتغير ولدها أو ... أو ربما لا تعرف حتى ..!
صحت من أفكارها على سؤاله لها مُجدداً ولكن بطريقةٍ أكثر حده ..
ستُجيبه .. ولكن .... لا تُريد بالفعل أن تُسبب المشاكل للمرأة التي تهتم بها ..
ستكذب .. أجل ستكذب فهذا الأحمق يغضب لأسباب تافهه لذا ستكذب كي تُسكته ..
أجابته: أنا ..
رفع حاجبه فأكملت: أنا مُغرمه بالقصص الخياليه .. وقصة آليس ببلاد العجائب هي إحداها .. لا علاقة لي بالمرآة التي تُحبها وغضبت لأجلها ..
ضاقت عيناه فكلامها الأخير لم يُعجبه بتاتاً ..
لا تعلم لما وكيف بدأت بإسترداد شجاعتها فأكملت: لذا على الأقل إن كُنتَ لا تُريد الإعتذار على صدمك لي فلا تصرخ بوجهي بهذه الطريقه وكأني خادمه .. أنا ضيفةٌ هُنا وعليك إحترامي ..
إبتسم بشيء من السُخريه وقال: خساره .. لو كان هذا منزلي لطردتُك الآن فوراً ..
صُدمت من وقاحته في حين قال إدريان: إذاً ما رأيُك لو تذهب الى منزلك ولا تعود الى هُنا ..؟!
تجاهله ريكس قائلاً لآليس: ألم تقولي بأنكِ ستُغيرينه إن أدرتُ ذلك ..؟! حسناً قومي بتغييره ..
فتحت فمها لترد ولكن ...... لقد إستفزها كلامه ولكنها بالفعل قد قالت بأنها ستُغيره ..
رفع يده مُشيراً للرقم ثلاثه يقول: خلال ثلاثة أيام إختاري إسماً آخر مختلف عن آليس ..
وأكمل بشيء من السُخريه وهو يتجاوزها صاعداً الى الأعلى: كسندريلا أو سنووايت مثلاً ..
إصطبغ وجهها باللون الأحمر من شدة الغضب ولم تجد رداً مُناسباً له ..
لقد سخر منها .. سُخريته إستفزتها بالفعل ..!!!
حادث إدريان آليس قائلاً وهو يرفع صوته كي يسمع ريكس: أنصحك أيضاً بتغيير إسمك .. أخشى أن تكون نهايتك أن تُقتلي بشكل بشع كما حدث لآليس التي قبلك ..
توقف ريكس في مكانه وبشكل مُفاجئ توالت في ذهن صورتها وهي مضجعة بدمائها وكأنها في بركةٍ حمراء ..
شد على أسنانه وإلتفت على إدريان ..
لكمه بكُل غضب في وجهه فشهقت آليس بصدمه مما فعل ..!!
أمسك بالدرابزين فوراً كي لا يقع ..
شد على فمه فلقد آلمه فكه كثيراً .. نظر الى ريكس بعينيه حادتين وهو يقول: وجه لكمتك للشخص الذي قتلها ولستُ أنا ..
أمسكه ريكس من ياقة قميصه يقول: تحدّث عنها مُجدداً وسأحرص على تشويه وجهك الجميل الذي تحتاجه بشده في عملك ..
إبتسم إدريان بسُخريه يقول: أُضرب وجهي الجميل هذا كي أقلب الصحافة ضدك فهذا الشيء سيزيد من شُهرتي إن كُنتَ لا تعلم ..
أكمل بعدها بسخرية أكبر: لكن إنتبه ولا تقتلني كما قتلت المدعو بفابريان فأنا أخشى على سُمعة والدي التي بالتـ...
أسكته ريكس بلكمةٍ أُخرى جعلته يبصق دماً من شفتيه ..
تقدمت آليس فوراً وأبعدت إدريان عن يديه وهي تصرخ: كفـــــــــــى ..!!
نظرت الى ريكس بعينين حادتين ومصدومتين بالوقت ذاته ..
قاتل ..!! قاتــــــل ..!
باتت تشعر بأن حتى الحادث الذي سببه لها كان بنية القتل ..!
كيف لوحش كهذا أن يعيش ويكون فرداً من هذه العائله ..؟!!
نظر بهدوء الى نظراتها التي تصرخ كُرها وإشمئزازاً وكأنه وحش سافك للدماء ..
نظر بعدها الى إدريان الذي كان يسمح الدم من فمه وهو ينظر إليهما بهدوء ..
إلتفت وبعدها تجاوزهما وخرج خارج المنزل ..
بقي إدريان في مكانه لفتره وعينيه يملؤهما الضيق بعدها صعد الدرج وإختفى ..
جلست آليس على الأرض حيث كانت تقف وهي في أوج صدمتها ..
ما حدث كان كثيراً ..
لم تتوقع أن تجد أخوان يتقاتلان بالشكل هذا أبداً ..
لم تتخيل بأن يكون أحدهما قاتلاً حتى ..!!
شعرت بقشعريره سرت في جسدها وهي تهمس: قام بدهسي بالسياره .. حتى أني كُنتُ على كُرسي مُتحرك كما قالت جينيفر ..... يستحيل أن أكون إعترضتُ الشارع فجأه ولم يرني فالمشي بالكُرسي المُتحرك صعب ..
بدأت دموعها تتجمع بعينيها وهي تُكمل بنفس الهمس: لقد شاهدني بدون أدنى شك .... ولم يوقف السياره ..
غزا الخوف قلبها بشكل لا يُصدق وشعرت بجسدها يرتعش ..
تلك الحادثه كانت مُتعمده بالفعل ..!!
إذاً .... هل حتى عدم معرفة عائلتي عني مُتعمد أيضاً ..؟!
بدأت تتسع عينيها بصدمه ورُعب وهي تُكمل: هل ..... قُتلوا إذاً ..؟!




ـ PART END ـ



JAN 12-22-2020 08:01 PM

11


الساعة الآن 07:58 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team