منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   نقاشات وأنشطة الروايات (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   نفسي ، موسيقي ~(SPIRIT ،imaginary light ) (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=822)

آرمين 04-05-2020 03:33 PM

نفسي ، موسيقي ~(SPIRIT ،imaginary light )
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجولة الأولى من تحديات " حلبة الكلمات "
المطلوب " كتابة مقطع ضمن تصنيف ( نفسي , موسيقي ) "

لمزيد من تفاصيل هنا

المقاطع



[1]

وقف بترقُّبٍ خلف السّتار الجانبيّ المفضي إلى المسرح.
نظر إلى حيث اكتظّت الصّالة بالطّلَاب و أصحابِهِم مِن خارج الجامعة ...وربّما كلّ أهلِ الأرض!
حاولَ إقناع نفسه بلا جدوى أنّهم ليسوا بتلكَ الكثرة,
تنهّد بيأس,فتعرُّضُ مغنّي الفرقة لإصابة خطِرة يومَ احتفاليّة الجامعة حَمَلهُ على إنقاذ الموقف ؛بالاعتماد على موهبتَه المغمورة ,غير المَصقولة.

أرعَبَه "كودي" عازف الغيتار,و هو على خشبةِ المسرح يعلن من خلال مكبّر الصّوت بثقةٍ محبّبة:
-تؤسفني إصابة شريكي في جريمة سلبِ الألباب ,لكن لا تقلقوا فهنالكَ من سيصدَح بدلًا عنه اليوم!
رحّبوا ب "شون" المذهل!

~ مُذهِل!؟أحمق!!حتّى أنّني لم أتدرّب!
أعرف الأغنية التي سنؤدّيها فقط ~
راحَ صدره يضيق بينما خفقات قلبه تتسارع ,وهو يسمع الضّجيج الشّبابيّ لجمهورٍ ينتظره بحماس
-شوني؟اظهرْ عليكَ الأمان.
شهق فعليًّا و صاحب الغيتار يحثّه بتظارف لتبقى روح الحفل مُشتعِلة ,فداس بصعوبة على تردّده, و سار سريعًا نحوَ المِجْهار المخصّص له.

سُلّطت الأضواء عليه, تعالت الهُتافات المُتّقِدَة ومعها نبضاتُ قلبه,بينما أحسّ حرارة في وجهه وهو يتنحنح,ممسكًا المِجهارَ بكلتا يديه دونما انتزاعه من مكانه,
و بلا مقدّماتٍ هدّأهم جميعًا بسهولةٍ -لم يتوقّعها هو نفسه:
-هذه الأغنية بحاجةٍ إلى استماعٍ و دِعة.
بينما تَضاءلت أصواتهم روبدًا؛ التفتَ نحو كودي,الذي حدجه بحِقدٍ مُضحك,فالأغنية أساسًا صاخبة و هذا ما تحضّرَ له.

أعطى كودي التّعليمات لأفراد الفرقة بألّا يعزِفوا,مُجبَرًا على مُراعاةِ وضع شون,الذي أعاد جلّ اهتمامه إلى مكبّر الصّوت مغمضًا عينيه...لا جمهور,لا أضواء, لا اهتمام لتخييب التّوقعات...هو و أحزانه فحسب.
بعد نفَسٍ عميق, تهادى شعوره رخيمًا أليمًا , و الغيتار يرافقه بسلاسة:

" الأيّام باردة
الموازين مقلوبة شاردة
القداسة صارت مجرّد رموز ذهبيّة راكِدة

تتلاشى الأحلام
فلا يبقى سوى كوابيس و آلام
و الدّماء وحدها تتجارى لا تنام

أريد إخفاءَ الحقيقة
لأحمي قلوبًا رقيقة
لكنّ الوحشَ في ذاتي العميقة
لا يختفي مهما كانت أعماقي سَحيقة

" لا يهمّ كم أغدقنا
الأنانيّة راسخة فينا
وهنا نهاية عالَمنا
إنّها نهاية عالمنا"

طغى على الجمهور انبِهارٌ ساكِن, حُبِست أنفاسهم أمام حضورِه المَهيب دونما حركاتٍ راقصة, أُسِرَت أرواحَهم برنّتِه الانسيابيّة التي أخذَ الغضب يختلِج فيها مع الحزن, وهو غارقٌ في أحاسيسه بعيدًا عن كلّ ما سِواها,غير مستوعبٍ لضخّ موسيقى حاكَت صوته ,
لدى انضِمامِ عزف الفرقة الحاذقة ,بعد إيماءِ صاحبِ الغيتار, الذي كان طوال الوقتِ مركّزًا باستمتاعٍ مع هذه الموهِبة الجديدة ,متحدّيًا نفسه في التّجاوب معها...

"عندما تستشعرين لهيبي
تأمّلي نظراتي
هناك تكمن عفاريتي

لا تقتربي
في الأعماق عتمتي
فيها تكمن عفاريتي"

لم يدرِ إلّا وقد انتهت الكلمات من جوفه,هنا استوعب أنّها نهاية الأغنية! فتح عينيه بذهولٍ أمام هتافات الحضور المشتعلة,و الموسيقيّون من خلفه يهنِّئونه.
كودي الوحيد القلِق بينهم , فقد وصله زخْمُ التّأثّر الذي اعترى شون,فالضّغط على الأعصاب لعدم التّدريب,و رهبة الوقوف على المسرح لأوّل مرّة, ناهيك عن الانفعالات التي أطلق لها العنان أخيرًا...كلّ ذلك جعل كودي يتحرّر من الغيتار ليقف بجانبه .
-شوني؟ هل أنت بخير
و كأنّ تلك الجملة أطلقَت أسرَه من الواقع إذ تمتم و هو يهوي مغشيًّا عليه:
-لستُ بخير.

لتنويه فقط " أن كلمات الأغنية ليست من تأليف مشتركة
هي أغنية أجنبية معروفة قامت ب ترجمتها بشكل غير حرفي لأجل أن تنضبط القافية
-

[2]

Elwood :
غَاباتٌ بيضاء .

شُعورٌ كالتشكُّل ، التكوّن ، التركيب .
لم تكن من قَبلُ شيئًا ، ولكنك الان .. تُكوَّن !
عالمٌ اختلطت ارضه بالسماء ، لا افقٌ فاصِلة ، لا مُحيطٌ يشقّ اطرافها .
الابديّة ، الازليّة ، الامديّة .. لها حدودٌ ومعانٍ هُنا .
انتَ لا تعلم ان كنت موجودًا حقًا ، ام انّك لا هويةَ لك ، لا اسم لكَ ، و لا هيئة.
بياضٌ كامل ،لا دَنسَ امامك ،لا تَعلم اينَ اليمين من اليسار ، و اين الاعلى من الاسفل .
اهُناك جاذبية ؟ ام انّك الان تطفو ؟ .
انت .. لا تعلم ما انت .
اذ بشكلِ منشورٍ رُباعيّ له عرضٌ اطولُ من طوله
يتشكل ، يبدو كأولِ درجة من سُلمٍ ما .
غريزة غريبة واتتك ، شيءٌ يدفعُكَ للخطوِّ عليها .
وبالفعل استمعتَ ولبّيت ، لكن همست لكَ غريزة اُخرى ان تكونَ حذِرًا ، وتضع قدم واحدة ! .
تَبرّعت بيُمناك ، التي اثبتت لكَ ان لديكَ قدمين ، وعلّمتكَ الاتجاه .
دُست على المستطيل ثلاثي البُعد.
كان بارِدًا ، اجوفًا ، وكامل العاجيّة .
اصدر صوتًا موسيقيًا ليس غريبًا على مَسمَعك .

[ Do ]

دويّ ما من الذكريات بدأ يتسلّل !
دورانٌ في افعوانيّة ، وضحكاتٌ ، واضواءٌ ملونةٌ في العَتمة .
دومًا كُنت تتقيأ حين تتوتّر ، كُنت في اعلى درجات خوفك .
دون ان تهتّم بمن حولك ، انتَ فقط كنت خائف ، جدًا ، جدًا ، جدًا ، جدًا !!
دوركَ كان دائمًا ان تهرب من كل شيءٍ ، تنكمش وتصرخ بهستيريّة ، تبكي بشدّة الى ان تتشنّج يداكَ من فرط الضّغط العالي .

خطوتَ باليُسرى على المستطيل الذي يلي الاول ، لقد ظهر دون ان تنتبه حتى ، اصدر صوتًا هو الاخر ..

[ Re ]

ريثما كُنت تُردد " سأنجو " كان الجميع يَعيش ! .
ريبةٌ مِن نفسك ، مشاعِركَ المكبوتة ، وكراهية شديدة للبشر تُردد نفسها وتتكرّر مع ترديدك لمُسمى النجاة المُزيف .
رياءٌ في السَّعادة ، لقد كُنت تتظاهر انّك بخير حتى لا ينفوك ! .

اكملت الخُطى مُكرهًا ، والسلّم الموسيقي يعيدُ اليكَ ذكرياتك العَفِنة .
مُبارك ، انهيت الصعود .
لكنك انتبهت .. ان السلّم الموسيقي لم يكن مُرتبًا .
هُناك مَعزوفة لم تنتبه لها ؛ شتَّتكَ ذكرياتُك الرّهيبة . فوّتَّ لَحنًا يخصُّك ، يَحكيك ، يتحدّث عن تَفاصِيلكَ دون ان تنتبه يا عزيزي .
مَشيتَ تنازُليًا لتنتبه للمعزوفة الفَائِتة
، اذ بها واحدة مُختلفة ، لم تُمثّل حتى نظيرَ الاولى ! . مُجددًا عزيزي لقد اضعتَ شيئًا مُهمًا .
[ تبًا ومَن يَهتم ! ]
تِلك الجُملة الدنيئة التي تُرددها دائمًا .
دائمًا ؟ نَعم ، لديكَ عادات سيئة .

.
.
* المَعزوفة الاولى : صَرخَةُ الهَلع .

وُلدتَ لتُمثّل رمزًا قويًا جِدًا [ الطُّغيان في الخوف ] .
انتَ من ضحايا سبتمبر المُتقلّب كالسنين .
اسمُكَ [ إلوود ] ، كُنت مُميزًا ، مُتفردًا .
و مُتخلّفًا .
مُستهترٌ لكنّكَ كُنتَ [ تنبض بالحياة ] ، كُنتَ حيًّا .
لكَ صوتٌ موسيقيٌّ مُبهر ، لم تكن تحتاج الى الآتٍ او تعديلات على صوتَك .
كُنت كَينونة الفنّ الموسيقي آن ذاك !
مُعجزةً ، اعجوبةً ، خارق للطبيعة اسميتَ نَفسك .

- حتى وان امسيتَ نَجمًا لمّاعًا ، ستستمر صداقتنا . صحيح ؟ .
[ مُتكبرٌ كاللعنة ، مَغرورٌ كالجحيم . ]

- اعلم ان الجميع حال ضدّك ، انا مَعك .
[ سافجّرُ البارود من داخل البُرج . ]



* المَعزوفة الثانية : الصّعودُ للقاع .
.
.


فابيولا الجَميلة ، تُحبُّ الغناء .
جَميلةٌ ، جَميلة ، تُريدُ الفَناء .


كَبرتَ جيدًا ؛ لتكونَ شابًّا يافعًا يُعالجُ جِراحه بنفسه .
يُعاود النهوض فورَ سقوطه .
لكن اوه ..
اعتلّ شيءٌ ما .
حدثَ عطبٌ ما في خلاياكَ العَصبيّة
، ماتت احداها ولم تُستبدل .
تعطل السّير ، وحدث الانفجار .
اصبتَ باعتلالٍ نفسيٍّ مهوّل ، خرابٌ كامل في كُل روحك .
الغريب هو استمراركَ بترديدِ [ فابيولا ]
لكنّك احببتَ حتى نفسكَ المريضة .

.
.

وهكذا دواليك جميعُ زائري [ إلوود ] .
لا هويّة ، لا هيئة ، و لاسم .
لكنّكَ ستجد نفسك بإسمِه .
حَال هذا الشخص نفسُه الى غاباتٍ بيضاء لُمست احد بِقاعها بالاسود كمفاتيحِ البيانو .
[ غابات إلوود ] سُمّيت .
والاسطورة تتردد
[ إلوود يحب الغناء ، إلوود لا يريد الفناء ] .

انتهى .



شَفَق. 04-05-2020 03:42 PM

التصنيف المفضل لدي ق0.
أحببت بحق المقطعين :55:ق0.
تم التصويتق0.

.Fire 04-05-2020 03:50 PM

يا الله!!! المقطعين يجننوا
ما شاء اللهق1ق1
عجبوني جدا!
في المقطع الأول و انا أقرأ فورا دندنت اغنية demons أثناء القراءة! ق1ق1
كان خليط رائع بين الاغنية و الكتابة و الأسلوب سلس بشكل غير طبيعي ق1ق1
و وصف نفسية المغني و شخصيته كان احترافي:hb1:
المقطع الثاني هع1
يا رجل يااا رجل
قلبي انقبض و انا أقرأ و حسيت بالنفسية تتسرب من المقطع، المقطع احتوى التصنيف بشكل خرافي!
مزيج رائع بين الموسيقى و الروحانية! ق1ق1
و دمج اللون الابيض بالنهاية، معروف عن اللون الابيض انه نفسي جدا!
إبداع بجدية:hb1:


يعطيكم العافية، مقاطع رهيييبة، و محتضنة التصنيفين !!
بجد يجيب الحيرة للمصوت:(ق1ق1
تم التصويت ق1ق1

toofy chan 04-05-2020 04:04 PM

ماشاء الله كل المقطعين سحراني بجدية
لم استطع كبح ذاتي بالدخول دون ان اعبر عن مدى اعجابي بما خطته اقلامكما
موهبوتان بحق
تم التصويت للأول

غَسَق. 04-05-2020 05:37 PM

المقطعان مذهلان بحقق0
كمية المشاعر عمييقة جدا بها ، كل مقطع كان له ذلك الإحساس الخاص عند قراءته ، وكأنك تسحب بين سطوره لتغرق بأعماقهق0
أسلوب الكاتبتين مذهل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، الوصف العميق وكل شيء ابدعتما حقا:44:
حائرة لمن اعطي صوتي و لو استطعت ان أهدي كلاّ منكما صوتا لفعلتق6
عاجزة هي كلماتي امام حروفكماق2


الساعة الآن 04:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team