منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   الخـيـمةُ الرمَضـانـيّـة (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=74)
-   -   هداية الحيران في الاستعداد لرمضان (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=4129)

نسمة شتاء 11-09-2022 08:20 AM

هداية الحيران في الاستعداد لرمضان
 
https://www.arabsharing.com/do.php?img=225269
@جلنار | Gulnar;

https://www9.0zz0.com/2022/11/09/05/505883107.gif

https://www8.0zz0.com/2022/11/09/05/218004697.jpeg



الحلقة الأولى :

(( أهمية الصيام وفضل رمضان ))

بسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ.
أمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ الرُّكْنُ الرَّابِعُ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ هُوَ الصِّيَامُ ،

ولَقَدْ جَاءَتْ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مُحْكَمَاتٌ فِي كِتَابِ اللهِ الْمَجِيدِ تَحُضُّ عَلَى الصَّوْمِ؛ تَقَرُّبًا إِلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَتُبَيِّنُ فَضَائِلَهُ:

كقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة: 185]،

قال ابن كثير: "يمدح -الله تعالى- شهرَ الصيام من بين سائر الشهور، بأنِ اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم".

فالأَعْمَالُ الَّتِي تُعْمَلُ فِي رَمَضَانَ مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ كَثِيرَةٌ

وأَعْظَمُهَا الصِّيَامُ: قَالَ الرَّسُولُ ﷺ : ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) متَّفَقٌ عَلَيْهِ.

فالصِّيَامُ أَكْبَرُ الأَعْمَالِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.

أيُّهَا المُسلِمُونَ

من أَدرَكَ رَمَضَانَ فَلَم يُغفَرْ لَهُ فَمَتَى يَلتَمِسُ المَغفِرَةَ؟!
من أَدرَكَ مَوَاسِمَ الخَيرَاتِ فَلَم يَتَزَوَّدْ لآخِرَتِهِ فَمَتَى يَتَزَوَّدُ؟
من لم يَستَثمِرْ هَذِهِ الفُرَصَ فَأَيَّ فُرصٍ يَرجُو؟!

إنَّهُ لَيَجتَمِعُ في شَهرِ رَمَضَانَ ما لا يَجتَمِعُ في غَيرِهِ مِنَ الأَيَّامِ،

▫️شهرٌ تُفتَحُ فِيهِ أَبوَابُ الجِنَانِ، وَتُغَلَّقُ أَبوَابُ النِّيرَانِ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيرِ أَقبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ في كُلِّ لَيلَةٍ،

▫️شهرٌ تُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، فَلا تَخلُصُ إِلى مَا كَانَت تَخلُصُ إِلَيهِ في غَيرِهِ،

▫️شهرٌ يَجِدُ فِيهِ المُؤمِنُ عَلَى الخَيرِ أَعوَانًا، فَلا يَرَى إِلاَّ مُصَلِّيًّا أَو قَائِمًا، أَو رَاكِعًا أَو سَاجِدًا، أَو تَالِيًا أَو ذَاكِرًا،

▫️شهرٌ يَضعُفُ فِيهِ سُلطَانُ الشَّهَوَاتِ، وَيَقوَى فِيهِ سُلطَانُ العَقلِ، أَمَّا وَكُلُّ هَذِهِ الخِصَالِ مِنَ الخَيرِ قَدِ اجتَمَعَت، وَالفُرَصُ قَد تَهَيَّأَت وَكَثُرَت،

فاتَّقُوا اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ- وَسَابِقُوا، فَإِنَّ المَحرُومَ مَن حُرِمَ الخَيرَ في شَهرِ الخَيرِ.

قالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- مُهَنِّئًا أَصحَابَهُ وَقَد دَخَلَ رَمَضَانُ: " إِنَّ هَذَا الشَّهرَ قَد حَضَرَكُم، وَفِيهِ لَيلَةٌ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَهَا فَقَد حُرِمَ الخَيرَ كُلَّهُ، وَلا يُحرَمُ خَيرَهَا إِلاَّ مَحرُومٌ "
روَاهُ ابنُ مَاجَه.

يتبع بإذن الله ...

نسمة شتاء 11-10-2022 09:07 AM

هداية الحيران
في
الاستعداد لرمضان

الحلقة الثانية :
( فضائل الصيام )

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

فإِنَّ الصوم عِبادةٌ من أجلِّ العِبادات،
وقربةٌ من أشرف القُربات،
وطاعةٌ مباركة لها آثارُها العظيمة الكثيرة، العاجلة والآجلة، من تزكية النفوس،
وإصلاح القلوب، وحفظ الجوارح والحواس من الفِتَن والشُّرور، وتهذيب الأخلاق، وفيها من الإعانة على تحصيل الأجور العظيمة، وتكفير السيِّئات المُهلِكة،
والفوز بأعالي الدرجات - ما لا يُوصَف.

فالصوم عمل اختَصَّه الله من بين سائر الأعمال؛
فقال كما في الحديث القدسي الصحيح:
"كلُّ عمل ابنِ آدم له إلاَّ الصِّيام فإنَّه لي، وأنا أجزي به"؛ (رواه البخاري)،
فكَفَى بذلك تَنبِيهًا على شرفه، وعِظَمِ موقعه عند الله، ممَّا يُؤذِن بعِظَمِ الأجر عليه.

وكذلك فإن الإخلاص في الصِّيام أكثر من غيره؛ فإنَّه سرٌّ بين العبد وربِّه، لا يَطَّلِع عليه غيرُه؛ إذ بإمكان الصائم أن يَأكُل مُتخفِّيًا عن الناس، فإذا حفظ صيامه عن المفطرات ومنقصات الأجر، دلَّ ذلك على كمال إخلاصه لربِّه، وإحسانه العمل ابتِغاء وجهه؛ ولذا يَقول - سبحانه - في الحديث القدسي السابق:
"يدع شهوتَه وطعامَه وشرابَه من أجلي"(رواه البخاري ومسلم)،
فنبَّه - سبحانه - على وجهة اختِصاصه به وبالجزاء عليه وهو الإخلاص.

والصيام جُنَّة، يَقِي الصائمَ ما يضرُّه من الشهوات، ويجنِّبه الآثام التي تَجعَل صاحبها عرضةً لعذاب النار،
وتُورِثه الشَّقاء في الدنيا والآخِرة؛
كما قال - صلى الله عليه وسلم -:
"الصِّيام جُنَّة، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفث ولا يَصخَب، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَه
فليَقُل: إني امرؤٌ صائم" (رواه البخاري).

ومن فضائل الصوم: أنَّه من أسباب تَكفِير الذُّنوب،
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رَمضان، مُكفِّرات ما بينهن إذا اجتُنِبت الكبائر" (رواه مسلم).

ومن فضائل الصوم أنه يَشفَع لصاحِبِه يومَ القيامة؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"الصِّيام والقرآن يَشفَعان للعبد يومَ القيامة؛ يقول الصِّيام: أي ربِّ؛ منَعتُه الطعامَ والشهوةَ فشَفِّعني فيه، ويَقول القرآن: منَعتُه النومَ بالليل فشَفِّعني فيه، قال: فيُشَفَّعانِ"
(رواه أحمد والحاكم).

من فضائل الصيام أن دعاء الصائم مستجاب، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٍ: دعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المظلُومِ، ودعوةُ المسافِرِ "
(رواه البيهقي والطبراني)

ومن فضائل الصِّيام: أنَّ الله اختَصَّ أهلَه ببابٍ من أبواب الجنة لا يَدخُل منه سواهم،
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
"إنَّ في الجنةِ بابًا يُقال له: الريَّان، يَدخُل منه الصائمون يومَ القيامة،
لا يَدخُل منه أحدٌ غيرهم،
يُقال: أين الصائمون؟ فيَقُومون فيدخلون، فإذا دخلوا أُغلِق فلم يَدخُل منه أحدٌ"
(رواه البخاري ومسلم).

وانظر كيف يُقابِل عطش الصُّوَّام في الدنيا باب الريَّان، في يومٍ يَكثُر فيه العَطشَى؟
جعَلَنا الله ممَّن يشرب يومَ القيامة شربةً لا يظمأ بعدها أبدًا، بِمَنِّه وكرَمِه وَجُودِه وفضله ورحمته،
فإنَّه لطيفٌ بعِباده، وهو أرحم الراحِمين.

وإلى لقاء آخر إن شاء الله ،
والسلام عليكم ورحمة الله ،

نسمة شتاء 11-10-2022 09:10 AM

هداية الحيران
في
الاستعداد لرمضان

الحلقة الثالثة :
( الحكمة من الصيام )

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

فإِنَّ من أسماء الله تعالى: الحكيم،
والحكيم هو الذي يتصف بالحكمة،
والحكمة إتقان الأمور ووضعها في موضعها،

ومقتضى هذا الاسم من أسمائه تعالى أن كلَّ ما خلقه أو شرعه فهو لحكمةٍ بالغة، علِمَها مَن علمها وجهلها من جهلها .

وإن الله سبحانه وتعالى لم يفرض علينا الصيام، ويمنعنا عن الطعام والشراب - اللذَين أحلهما لنا - ليعذبنا أو يعنتنا،
فحاشا لله من ذلك،
ولكنَّ للصيام الذي شرعه الله وفرَضه على عباده حِكَمًا عظيمة وفوائد جمة.

وأولى هذه الحِكَم وأجلُّها أن الله إنما شرع الصيام وفرضه لتحقيق التقوى،
والخوف من الله سبحانه وتجنب مساخطه، والالتزام بطاعته ،

قال تعالى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

وإنما يثمر الصيام التقوى،
لما فيه من إلزام الإنسان نفسه بطاعة ربه في اجتناب المباحات التي أصبحت محرمة عليه، بعد شروعه في الصيام.

وحقيقة التقوى: امتثال أمر الله بفعله، وامتثال نهية باجتنابه.......

والمؤمن عندما يدع ما تشتهيه نفسه من المباحات والطيبات، طاعة لربه سبحانه، يكون أكثر بعدا عما هو محرم عليه في الأصل،
وأشد حرصا على فعل ما أمره الله به.

ففي رمضان من العبادات والأعمال الصالحة ما يجعل النفوس تنقاد إلى رب العالمين، فتزكو النفوس، وتطهر القلوب، وتعيش الأرواح أجواء إيمانية مفعمة بالبركات والرحمات.

وقد لخص الإمام ابن القيم حِكَم ومقاصد عظيمة للصيام، فقال:

" لما كان المقصودُ مِن الصيام حبسَ النفسِ عن الشهواتِ، وفِطامَها عن المألوفات، وتعديلَ قوتها الشهوانية،

لتستعِدَّ لطلب ما فيه غايةُ سعادتها ونعيمها، وقبولِ ما تزكو به مما فيه حياتُها الأبدية،
ويكسِر الجوعُ والظمأ مِن حِدَّتِها وسَوْرتِها، ويُذكِّرها بحال الأكبادِ الجائعةِ من المساكين،
وتضيق مجاري الشيطانِ من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب،

وتحبس قُوى الأعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضرُّها في معاشها ومعادها، ويُسكِّنُ كُلَّ عضوٍ منها وكُلَّ قوةٍ عن جماحه، وتُلجَمُ بلجامه، فهو لجامُ المتقين، وجُنَّةُ المحاربين، ورياضة الأبرار والمقرَّبين، وهو لربِّ العالمين مِن بين سائر الأعمال،

فإن الصائم لا يفعلُ شيئاً، وإنما يتركُ شهوتَه وطعامَه وشرابَه من أجل معبوده، فهو تركُ محبوبات النفس وتلذُّذاتها إيثاراً لمحبة اللَّه ومرضاته،
وهو سِرٌّ بين العبد وربه لا يَطَّلِعُ عليهِ سواه، والعبادُ قد يَطَّلِعُونَ منه على تركِ المفطرات الظاهرة،

وأما كونُه تركَ طعامَه وشرابَه وشهوتَه من أجل معبوده، فهو أمرٌ لا يَطَّلِعُ عليه بَشرٌ، وذلك حقيقةُ الصوم ".

نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان ،
وأن يتقبل منا صيامه وقيامه .

وإلى لقاء آخر إن شاء الله ،
والسلام عليكم ورحمة الله ،

نسمة شتاء 11-11-2022 08:23 AM

هداية الحيران
في
الاستعداد لرمضان

الحلقة الرابعة :
( مفسدات الصيام )

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

فإِنَّ من مفسدات الصيام :

1ـ الجماع .

2 ـ الأكل .

3 ـ الشرب .

4 ـ إنزال المني بشهوة .

5 ـ ما كان بمعنى الأكل والشرب .

6 ـ القيء عمداً .

7 ـ خروج دم الحيض والنفاس .

أما الأكل والشرب والجماع فدليلها
قوله تعالى :
{فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ }
[سورة البقرة : 187] .

وأما إنزال المني بشهوة فدليله
قوله تعالى في الحديث القدسي في الصائم:
(( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي)). [أخرجه ابن ماجه]،
والمقصود إنما هو المني الدافق،

ولهذا كان القول الراجح أن المذي لا يفسد الصوم حتى وإن كان بشهوة ومباشرة بغير جماع .

وأما ما كان بمعنى الأكل والشرب ،
مثل الإبر المغذية التي يستغني بها عن الأكل والشرب ؛
لأن هذه وإن كانت ليست أكلاً، ولا شراباً لكنها بمعنى الأكل والشرب،
حيث يستغني بها عنهما، وما كان بمعنى الشيء فله حكمه،
ولذلك يتوقف بقاء الجسم على تناول هذه الإبر بمعنى أن الجسم يبقى متغذياً على هذه الإبر، وإن كان لا يتغذى بغيرها،

أما الإبر التي لا تغذى ولا تقوم مقام الأكل والشرب، فهذه لا تفطر، سواء تناولها الإنسان في الوريد، أو في العضلات، أو في أي مكان من بدنه .

وأما القيء عمداً أي أن يتقيأ الإنسان ما في بطنه حتى يخرج من فمه ،
لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"من استقاء عمداً فليقض، ومن ذرعه القيء فلا قضاء عليه"
[أخرجه أبو داود، والترمذي] .

وأما خروج دم الحيض،والنفاس،
فلقول النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة:
"أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم"؟
[أخرجه البخاري ، ومسلم] ،

وقد أجمع أهل العلم على أن الصوم
لا يصح من الحائض، ومثلها النفساء .

وهاهنا مسألة يجب التفطن لها:

وهي أن الرجل إذا أفطر بالجماع في نهار رمضان وكان يجب عليه الصوم
فإنه يترتب على جماعه خمسة أمور :

الأول: الإثم.
الثاني: وجوب إمساك بقية اليوم. الثالث: فساد صومه.
الرابع: القضاء.
الخامس: الكفارة.

نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا صيامنا ويتقبله منا

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.


وإلى لقاء آخر إن شاء الله ،
والسلام عليكم ورحمة الله .

نسمة شتاء 11-11-2022 08:25 AM

هداية الحيران
في
الاستعداد لرمضان

الحلقة الخامسة :
( حكم من أفطر رمضان )

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الفطر في نهار رمضان بغير سبب شرعي كبيرة من الكبائر،
وإثم عظيم يحرم الإقدام عليه،

لأن تعمد الفطر انتهاك لحرمة هذا الوقت العظيم ومخالفة لأمر الله تعالى

في قوله:
(ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ ) {البقرة: 187}.

وقد ورد وعيد شديد فيمن يتساهلون في الإفطار فيقدمونه عن غروب الشمس؛

وذلك في حديث أَبي أُمَامَةَ البَاهِليِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:

«بينَا أنَا نَائِمٌ إذْ أَتَاني رَجُلانِ فأخَذَا بضَبْعِي -أي: عَضُدِي- فَأَتَيَا بي جَبَلاً وَعْراً فَقَالَا لي: اصْعَدْ، فقلت: إني لا أُطِيقُه،

فقَالَا: إنا سَنُسَهِّلُه لك،
فَصَعَدتُ حتى إذا كُنتُ في سَواءِ الجَبَل إذا أنا بِأصْواتٍ شدِيدَةٍ،

فَقُلْتُ: مَا هَذهِ الأَصْواتُ؟
قَالَوا: هَذا عِوى أَهْلِ النَّارِ،
ثمَّ انْطُلِقَ بي فَإِذا أَنا بِقَومٍ مُعَلَّقِين بِعَرَاقِيبهِم، مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُم تَسِيلُ أشْداقُهُم دَماً،
قَالَ: قُلتُ: مَن هَؤُلاءِ؟
قَالَ: هؤُلاءِ الَّذين يُفطِرُون قَبلَ تَحِلَّة صَوْمِهِم» (صححه ابن خزيمة وابن حبان)

فإذا كان هذا هو عذاب من صاموا وأفطروا قبل الغروب ،

فما هو عذاب من انتهكوا حرمة الشهر بالإفطار فيه؟!
ومن جاهروا بفطرهم وأعلنوه على الملأ، محادين الله تعالى، داعين غيرهم إلى فعل ما فعلوا؟!

نعوذ بالله تعالى من الضلال والغواية

قال تعالى :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ * يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 5-6] .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(من أفطر عامداً بغير عذرٍ كان تفويته لها من الكبائر )

وقال الإمام الذهبي في الكبائر:
( وَعِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ مُقَرَّرٌ أَنَّ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ أَنَّهُ شَرٌّ مِنْ الزَّانِي وَمُدْمِنِ الْخَمْرِ بَلْ يَشُكُّونَ فِي إسْلَامِهِ وَيَظُنُّونَ بِهِ الزَّنْدَقَةَ وَالْإِلْحَادَ ) . اهـ.

فعلى من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله تعالى بالندم والعزم الصادق على عدم الإفطار مستقبلا بغير عذر شرعي،
وعليه المبادرة بقضاء ذلك اليوم ،

وإن كان فطره بالجماع فإنه يلزمه مع القضاء الكفارة ، وهي عتق رقبة ،
فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا عن كل يوم أفسد صيامه بجماع ،

وإن كان فطره بسبب أكل أو شرب أو نحوهما
فالراجح أنه لا تلزمه الكفارة الكبرى ،
وإنما تجب عليه التوبة والاستغفار ،
وقضاء ذلك اليوم فقط ،
ولا يسقط القضاء ولا الكفارة لطول المدة .


وإلى لقاء آخر إن شاء الله ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الساعة الآن 12:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team