منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   روايات مكتملة. (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=64)
-   -   سِحر كَوني || الصحوة؛ المتنفسُ بداخِلي (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=1210)

فِريـال 04-27-2020 10:49 PM

سِحر كَوني || الصحوة؛ المتنفسُ بداخِلي
 

فِريـال 04-27-2020 10:55 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819


https://h.top4top.io/p_1557hs77e2.gif
قِطعة فَنية إمتزجت فيها المشاعر وفخامة الأحداث
كريس تاج2

-غلاف الرواية-

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229992

-نبذة-

العنوان؛ الصحوة، المتنفس بداخلي
التصنيف الرأيسي؛ قصاصة من الحياة
عدد الفصول؛ اثناعشر


القصة؛
عن شاب تقوقع على نفسه ومرت سنونه الذهبية وهو يردد في نفسه "علي أن ااكبر بسرعة!"
في خريفه السابع العشر، زلزلت عالمه....

ملاحظةة؛ الروايةة رمضانيةة cute8

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

فِريـال 04-27-2020 11:00 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819

-فهرسةة-

الفصلُ الأول؛ السيد بيرت!

الفصلُ الثاني؛ عليكِ أن تصبحِ أقوى!

الفصلُ الثالث؛ أريدُ أن اعرف...!

الفصلُ الرابع؛ السيدة...!

الفصلُ الخامس؛ الذكرى التي طمست...!

الفصلُ السادس؛ عالمهُ باهت حقًا...!

الفصلُ السابع؛ الفتاة التي لا تشبه أحد...!

الفصلُ الثامن؛ الولوج لعالمه أكثر...!

الفصلُ التاسع؛ العائلة المشتّةَ...!

الفصلُ العاشر؛ مشاعرهُم الهشة!

الفصلُ الحادي عشر؛ عرض وحفلة!

الفصلُ الثاني عشر؛ السيد بيرت.(الأخير)




https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

فِريـال 04-27-2020 11:03 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819


https://e.top4top.io/p_1539g22uh4.gifhttps://www.arabsharing.com/do.php?img=229298
- تُحفة تكتنز بداخلها أفكار جديدة غير المُعتاد -
كريس- Y a g i m a

-





الفصل الأول: السيد بيرت!



رفعت الرياح أوراق الأشجار الهشة والمصفرة بألوان الخريف .. وتمردت على الرصيف الأبيض الذي يعصف به البحر
ناثرًا قطراته اللامعة..عج الممر الواسع بصدى خطواتهُ التي تسابقت تكسر سكون سامعيه...
فتح بابً بعد طرقه ثلاثة مرات... هو لم ينتظر الإجابة انما دخل جارًا قدميه بهدوء... تقدم مقتربًا من الراقدة وهو يحمل
زهرة سوسن بنفسجية ووضعها في المزهرية الكريستالة على الطاولة بجانبها وأخرج الزهرة الأقدم...
كانت تغفو! الأصح كانت تحت تأثير المخدر! نظر بجمود نحو الجبيرة في ساقها ويمينها ثم حملهما بين ملامحها الهادئة
والتي حملت شيء من الألم والضمادات حول رأسها ورقبتها ويُسراها...
لم يخفِ حنقه وهو يسحق الزهرة بين يديه ونظرة حادة تكسو زرقاوتاه مستعيدًا ذكرى ود لو لم يكن جزءً منها...

((هرع واقفًا بجانبها، رفعت يسراها بصعوبة نحوه فأخذها بعفوية... كانت مضدجعة بدمائها، تأن بألم وتهلوس شبه واعية،
نظر بعيدًا حيث رُفع الغبار خلف السيارة المسرعة! كانت عيناه تشع بحدة وألم وشيء كبير من الشفقة!
لتتراقص الزرقة بين مقلتيه حاملة عدة تعابير في الآن ذاته... رفع السمراء ذات الشعر البندقي بمساعدة سائقه
وتركها ممدده على المقعد الخلفي... هو يعرف أن الإسعاف سيتأخر عن الوصول لهذه الضاحية الهادئة والبعيدة...
والنحيلة التي فاجئته بطولها تلفظ انفاسها الأخيرة...))

دخلت المُمرضة بهدوء خاص وهي تحمل بيدها ما بدى كمصل مغذي وهي تقترب للفتاة الراقدة ولم تغب نظرة الدهشة عنها
حين لمحته يقف بمحاذاة سريرها... ابتسمت برزانة وهي تزم شفتيها مُلقية:" هذا أنت مجددًا! أتيت اليوم أيضًا؟"
رفع نظراته نحواه قائلا ببرود:" لما هيّ نائمة ؟!"
علقت المصل بسرعة مصاحبة مع خبرة بارزه:" أوامر الطبيب المسؤول!"
أخذت لوح بيانات المريضة تدون شيئا وهي تكمل برزانة:" آلام قوية بسبب الجروح الخطرة في ساقها ويدها اليُسرى خاصةً
والكثير من الرضوض على رأسها وعنقها! سبب لها عجزا بالنوم والأنين طوال الليلة الماضية!"
اصبق شفتيه وهو يضغط يده متظاهرًا بالبرود:" هل ستكون بخير ؟!"
ابتسمت الممرضة الشابة بشيء من التفهم والشفقة:" سيد بيرت... الأمر متعلق بقوتها!"
رفعت نظرها بينه وبين الفتاة المُضمدة:" ستستعيد وعيها عند الظهيرة! يمكنك العودة حينها اذا وددّت!"
استدار وهو يرمي الزهرة التي هشمها بقبضته في سلة القمامة بجوار السرير بعدوانية:" لا داعي لذلك! سأعود في الغد... ."


لم يستوعب ما حدث مع أنه كان سارحًا حيث تسير بحذر قاطعة الطريق... جذبه طولها الفارع وهو يراقبها بهدوء منتظرًا
عودة سائقه، في جزء من الثانية كان جسدها يحلق في الهواء وانقطعت ربطة شعرها الطويل ليتطاير خلفها بعصيان...
توسعت عيناه وفتح فاهه مستغربًا بشدة مما حدث في ثوانٍ معدودة! وجد نفسه يترجل ويعدو نحوها غريزيًا!
هو لم يبالي بالسيارات المارة ولم ينتظر السائق ليفتح الباب كالعادة، تحرك جسده وحسب...
في خريفه السادس عشر ولأول مرة في حياته وجد نفسه جزءً من الكون! وكأن القدر أرسلها اليه ليتعلم عن الإهتمام!
هو لم يهتم لأي شيء أو شخص حتى الآن...! وجدها مسؤولية حقيقية، وأي مسؤولية أعظم من حياة انسان؟!



كان وقع خطواته يزيد من ثقته! قد تكون الشيء الوحيد الذي يتلذذ به وتربطه بالواقع!
رفع من قيمة مقبض باب الغرفة حين أدارها وتسابقت خطواته مع وقعها... دخلت أشعة الشمس وهيّ تتعالى على
زرقاوتيه ليُغمضهما فجأة ويفتحهما ببطء... لفتت الستائر المتطايرة انتباهه نحو النافذة التي أدخلت الرياح عرضًا...
مرر عينيه حيث تتمدد كلما جاء لزيارتها... وجدها تبادله نظرات متوسعة بعينيها السوداوتين للحظات قبل أن
تبتسم بشيء من التردد.. وشعرها البندقي والطويل يفرش نفسه على الوسادة...
اختفت الخدوش والرضوض الصغيرة وبانت ملامحها اكثر! عيونٌ ثعلبية واسعة وشفاه فاتحة اللون ...
رفعت جفونها لتفتح عينيها تمامًا وتبرز اهدابها الطويلة اكثر...
زمت شفتيها بتوتر لتنطق بصعوبة:" ص... صباح الخير.... أ... أنتَ هُنا م.. من جديد؟"
تقدم واضعًا زهرة سوسن جديدة وانتشل خاصة الأمس... قال بملامح فارغة:" أرى بأنك أزلت اللصاقات عن خدكِ وأنفك!
كيف أصبحتِ اليوم؟"
ابتسمت بتوتر وهيّ تتناقل بعيناها بين حذائه وزرقاوتيه مردفة:" أفضلَ حالً!"
كتف يديه ممسكًا بالزهرة:" الطبيب قال بأنك لاتزالين تعجزين عن النوم ليلًا بسبب الألم!"
توسعت عيناها للحظة قبل أن تخفض نظراتها بسرعة وهيّ تتلمس الضمادات على عنقها بتوتر... تحاول عدم ازعاجه!
هي تجد نفسها مصدر ازعاج لمن حولها وتعجز عن السيطرة على توترها والأهم عجزها عن تصديق اهتمامه،
تجد نفسها حملاً أو هذا ما تظنه عن نفسها...
ابتسمت بتوتر مطرقة برأسها:" أنا بخير لاداعي لتبالغ باهتمامك مجرد رضوض وستشفى قريبًا!..."
زمت شفتيها وهي تكمل:" لا داعي لتزعج نفسك بالقدوم كل صباح... من الواضح أنك مشغول بالمدرسة!"
نظر لذاته... مرتديًا سترة الزي الموحد للمدرسة المرموقة التي يدرس فيها... هو بارزٌ بها....
لم يطل التفكير بل بادر بسرعة:" يمكنكِ القول بأنكِ أصبحت عادة لا أستغني عنها!"
همست بجفل:" روتين!"
حرك الزهرة بين اصابعه بحركة دائرية:" سميه ما شئت!"
استنكرت الأمر... مرور اسبوعين أو ثلاث! ليست بالفترة التي تمسي عادة بالنسبة لمتجمد الملامح الواقف قبالها!
في حين وجد فيها عادة تنتشله من اللامبالاة التي يعيشها وتربطه بنبض الحياة!....
مر الوقت والصمت سيده... انسحب وهو يلقي نظرة أخيرة:" أراك غدًا!"
ضمت نفسها بهدوء وقد تمكن الخجل منها! فلم يسبق أن أولاها أحد اهتمامًا خاصًا! والدها يعاملها بأنها موجودة
واذا اضطر للتعامل معها فلن يخلو من السب والإهانات... وزملاء الصف بالكاد يرونها فلا يصطدموا بها!
خلال الأسابيع الماضية لم يزرها أحد سوى والدها مرة واحدة فقط في الأسبوع الثاني للحادث! وبقي يصرخ عليها
لكونها أضافت نفقات لن يدفعها لخدمات المشفى! حتى أنه بادر بسحب شعرها يعاقبها بخشونة واضحة!
خشيت ان يعرف بأنَ اهتمامه الزائد سيعلقها به!
حين شاهد والدها يعاملها بتلك الخشونة عجز عن التدخل! ماذا يفعل شاب في السابعة عشر لم يدرك الموقف حتى!
يومها عرف اسمها (ايرس) ووالدها يعمل كميكانيكي أين ما سنحت له الفرصة! في حين تعمل في متجر على الطريق
حيث صدمتها السيارة وهرب السائق بغير التوقف! شعر بالضيق حين مر اسبوع آخر ولم يعد والدها حقًا! طبعا عرف ذلك
من ممرضات القسم اللواتي قد كسبن معرفة به! (الشاب الذي انقذ ثعلبية العينين! السيد بيرت.)


****


توجه لمقر عمله الذي غدى مؤخرًا محطة رئيسية بعد دوام المدرسة... وصلت له رسالة مفادها (المختبر الثالث)
فصعد للطابق المخصص وقطع الممر الطويل وصولًا للمكان المعني.... حيث وقف مجموعة مبرمجين يحللون
البيانات الناتجة عن عينات الاختبار الثلاثة... كانوا شابين من نفس العمر تقريبًا وفتاة بدت في الحادية عشر!
اخذ بيرت الملفات لعينات الإختبار فصدمه بيان الفتاة، آني! العمر ستّة عشر عامًا! تلك القصيرة! بشعرها القصير
والمصبوغ بالوردي وبداياته الشقراء بارزة لقدم الصبغة! ذات عيونِ زرقاء لطيفة الهيئة! لكن خلف صورتها اللطيفة....
انهت اختبار اللعبة اولًا لتتقدم نحو غرفة المراقبة وهي تنظر بملل قائلة بلكنة آمرة:" هِي... أيها العجزة! اذا كنتم
ستستخدمون عقولكم الفارغة في صناعة لعبة، فاجعلوها مُقنعة على الأقل!"
كورت قبضتها ترفع ابهامها للأعلى ثم عكست يدها عابسة لتردف بحنق:" اذا كنت سألعبها مرة واحدة فلن اعيد الكرة ما حييت!"
رفع مشرف الإختبار نظارته يبتسم بتوتر ملحوظ وهو يدون ما قالته لكن بصيغة الطف!
أنهى الشاب الضخم اختباره ثانيًا ليردف بشرود:" بحاجة لتعديل في بعض برنامجها الرئيسي وستصبح افضل!"
غير بيرت صفحة البيانات واستقر على صورة الفتى، اليكس... ستّة عشر سنة... ملم بالثيق والرياضيات! ذو بنية ضخمة،
وشعرهُ بني داكن، بعسليتيه الحادتين واللتان تشعان بالصفرة...
كان المشرف يتابع تدوين رأيه في الخانة المخصصة ثم علق نظره على عينة الإختبار الأخيرة بأمل...
حرك بيرت الاستبيان للشاب الأخير وهو يمرر عينيه على بياناته... نيو، سبعة عشر عامًا، أشقر بني الأحداق...
تابع اللعب حتى النهاية قبل أن ينهض يتمدد مبتسمًا وبدى أنه استمتع قليلًا:" التصميم جميل، المؤثرات البصرية والصوتية
لاعيب عليها، لكن السرعة بحاجة لتعديل طفيف فاللعبة تعلق ولا تترك مجال للإندماج كما ينبغي!"
كان المشرف يدون مديحه وانتقاداته مبتسمًا وهو يُتمتم:" على الأقل مدح الايجابيات!"
انفعلت الفتاة القصيرة آني وهي تردف لِـ نيو بحنق:" ألم يكن هذا ماقلته أنا؟"
أردف المدعو نيو بابتسامة لطيفة استفزتها:" أيًا يكن... لكن لم توضحي بلغة واضحة!"
استنفرت غاضبة:" اذهب للجحيم مع أصحاب العقول الفارغة أولائك!"
تدخل صخم البنية وهو يحمل الأخرى من ابطيها كأنه يحمل وسادة لا فتاة:" اهدئي يا آني!"
بقيت تحاول رفس نيو وهي معلقة في الهواء بواسطة اليكس الذي اتسمت ملامحه بشيء من اللطف رغم عينيه الحادتين...

كان بيرت يراقب ليفهم الوضع وحسب... ارسله والده ليقابل سر نجاحه في سوق الألعاب الإلكترونية! وهم الأولاد
الذين يتمتعون بالفطنة والخبرة ليفهموا أي لعبة تُقدم لهم! وطبعًا هو الآن مُجبر على الإحتكاك بهم مما ازعجه الأمر...
ومزاجهم المختلف عنه وعن بعض، سيعيقه ذلك ولسوء حظه... .
تمتم بيرت بملل:" يا للسخرية!"

سبقهم للغرفة المخصصة للإستراحة يستعملونها وقت فراغهم، جلس يحفظ البيانات المكتوبة في الاستبيان قبل أن يلحقوا به!
لم يغفل عن الاصوات صاخبة التي تقترب من مدخل الإستراحة رفع زرقاوتيه متناسقًا مع انفتاح الباب اتوماتيكيًا...
توقفت افواههم عن الحديث والجدال وهم يلمحونه جالسًا على الأريكة الدائرية السوداء في منتصف الغرفة يتكئ على طرف يديه
واضعًا قدم فوق الأخرى... رمقوه باستغراب في حين قذفهم بنظراته اللامبالية وهو على حاله!
جلست نيو واليكس بهدوء في حين اني وقفت مُكشرة الوجه وهي تحرك اصبعا بتوتر... لم يفصل بينها وبين الإنفجار
اعتراضًا لوجوده شيء!
قال نيو ممازحًا بلكنة مستفزة:" أنظري هنا يا آني... اعرفك ببديلك بعدما ذاقوا ذرعًا بمزاجيتك المتقلبة!"
انقطع الحبل الذي بالكاد الزمها الصمت وهي تنفجر بنيو ساحبة ياقة قميصه:" ولما لا يكون بديلك أيها الطفيلي!"
وجد اليكس نفسه يرفعها بعيدًا عن الآخر بحكم العادة... يُوقفها قبل أن تفتعل عراكًا لا نهاية له! ولكن هذا لم يُقلّل من شأن
ساقيها القصيرين بل ورفست نيو بقدمها قائلة بحنق:" سأقلع لك أسنانك بحيث لا تلقي بكلامك في الهواء بلا تفكير مجددًا!"
وقف نيو يضحك بهيسترية وهو يستمتع بغضبها السريع لتهكم سخيف أطلقه وليستفزها عمدًا!
اقترب وهو يمسك خدودها ممازحًا:" أنتي ظريفة للغاية يا آني!"
ابتسم اليكس لما قاله نيو وهو مستمر برفعا في حين تقول بنبرة مرتفعة وخدودها في شد مستمر:" أخرس أيها المنحرف!
انزلني يا اليكس! توقفا عن التنمر عليّ بحق الإله، ستفقدان اسنانكما اذا تابعتما ازعاجي!"
كانت تصرخ وهي معلقة في الهواء وترفس نيو واليكس لعل أحدهم يتركها فتنتقم لنفسها على السخرية التي
تتلقاها من الآخران! وحين طال الأمر وهدأت تركاها وشأنها في الوقت نفسه في حين اردف نيو بملل
وهو يعطيها ظهره:" هذا لم يعد ممتعًا! لما توقفتِ عن الصياح!"
بالكاد استدار عنها حتى تلقى رفسة قوية منها على اسفل ظهره قذفت به طريحًا في لحظة غفلة لم يدركها!
رفع بيرت نظره من نيو الذي يرقد عند قدمه وآني التي تتنفس بصعوبة! ليقول باستهزاء:" هل انتهيتم عن اللعب أيها الأطفال!"
اعتدل وهو يترك لوحة الاستبيان من يديه ملحقا ببرود:" بيرت..أنا بيرت."
أدار وجهه ينظر يساراً نحو آني واليكس فقالت آني بحذر وهدوء غير عادي:" من أنت وما الذي تفعله هنا بحق السماء ؟!"
بقي ينظر في زرقاوتيها بشرود قبل أن يزفر بلاحيلة مردفًا:" عرفت نفسي! أنا بيرت.... لاتقلقي لست بديلك ياصغيرة!"
تربع نيو حيث وقع سابقًا وهو يرمقها مستفزًا: " مع الأسف!"
قطبت حاجبيها بسرعة وقبل أن تبدي أية رد فعل كانت ممسوكة من قُبعة التيشرت، من قبل عسلي العينين...
لينهض بيرت متنهدًا وهو يهمس لنفسه:" سيكون ذلك أصعب مما ظننت!"
حصل على انتباه الثلاثة اذ غدى صوته مسموعًا في لحظة صمت عام، جال بعينيه بينهم ليجدهم متسمرين وقد
حظى بانتباههم بالفعل... رفع لوحه الإلكتروني وهو يقول ببرود:" الإدارة تريد أن تُشكلوا فريقًا لتصميم لعبة للأجهزة اللوحية!"
توسعت أحداقهم عدى اليكس الذي أغمض عينيه وهو يبتسم معلقًا:" وأخيرًا!"
رمت آني بنفسها على الأريكة السوداء وهي تحتضن الوسادة البيضاء وتُغمض عينيها للحظة قبل أن تفتحهم محدقة
لحذائها الرياضي بشرود:" هكذا اذا!"
مدد نيو ذراعيه للخلف قبل أن يقول مبعثرًا شعره بملل:" وداعًا لأيام اللهو واللعب اذًا!"
مد يديه لبيرت وهو يبتسم مرخيًا ملامحه:" أنا نيو... تشرفت بمعرفتك.. لنصبح أصدقاء...!"
بقي بيرت يحملق بيده المعلقة في الهواء طويلًا قبل أن يحمل سترته المدرسية من على الأريكة ويتجاهله متجهًا
نحو باب الإستراحة:" سنجتمع في يوم العطلة... فكروا بأمور مفيدة ريثما تحين! لدينا شهرين فقط لذا علينا الإسراع!"

بقيت يد نيو معلقة وهو ينظر نحوها بشرود يختلجه عدم التصديق... والآخران ينظران للباب وهو يغلق اتوماتيكيًا بعد خروجه...
قطبت آني حواجبها لتقول بعبوس:" ياللغرور... من يظن نفسه على أي حال؟!"
ادارت بوجهها نحو نيو المُتَسَمِر على حاله لتُردف بغيض:" حتى لو كان نيو... فمازال تصرفًا غير لبق منه!"
أومئ اليكس موافقًا لها.. في حين ابتسم نيو خارجاً من صدمته وهو يقبض أصابعه بعزم... كتفت يديها ترمق اليكس
ليغمض عينيه بعد أن حدقا نحو بعضهما ومازال يقف خلفها كالعادة! انه نيو! واذا كان نيو مهووس العاب... فهو
مدمن على تكوين الصداقات مع الجميع! هما يدركان طبيعة صديقهما فقد مر كلُ منهما باصرار لا يتمنيانِ لغيرهما
أن يجربه مع نيو المحب لتكوين العلاقات!
ارتمت آني على الأريكة لتتمدد بعد نهارٍ شاق من العمل المستمر... جلس اليكس بعد أن أحضر عصيرًا من الثلاجة الصغيرة
في زاوية الغرفة... فتح العبوة وارتشف منها وقدم الآخرى لآني... بقي نيو جالسًا وهو يبتسم للتحدي الذي وجده عند بيرت
وهو يحرك المكعب بيد واحدة! بعد فترة لاتتجاوز الدقيقتين أنهى حله بشرود ووضعه على الطاولة وسط الأريكة المدورة
وعيناه تبتسم بعزم وقد اكتملت كل خططه الأساسية والجانبية لتضمن له نتيجة لن ترضيه غيرها!
هو لن يقبل أقل من أن يرضخ له بيرت ويقبل صداقته!

توجه بيرت نحو بيت عائلته التي تتكون من والده وحسب... كان السائق لايكف عن اختلاس النظر نحو سيدهُ الصغير بقلق...
كان ينظر نحو يده متسمرًا واعتلى وجهه شيء من الحمرة!
لطالما رغب الجميع في المدرسة توطيد علاقتهم به... وريث والده الوحيد! مركزه ومكانته في المجتمع ذات صيت
تتحدث به الصحف وبرامج اخبار المشاهير حتى! كل تلك الصفات جعلت منه محط انظار زملائه الذين استسلموا
عن محاولة بناء صداقات معه... وهو لم يكن طفلًا يومًا، فقد نضج باكرًا بالفعل! لا يريد منح الفرصة لأحد يستغل
او يكسر ثقته لابسًا ثوب الصداقة!
لكن نيو كان صفعة بالنسبة له! مر وقت طويل منذ آخر مرة مدت له يد الصداقة اذ استسلم زملائه منه... يتهمونه بالغرور
لمجرد رفضه صنع صداقة يُحتمل أن تكون هشة فتخترق شظاياها عالمه... وما أكثر اعبائه في الحياة! كونه وريث أبيه الوحيد
وشهرته لاتعني بأنه مرتاح ويبسط قدميه في الماء، فهيّ تأتي مع مسؤوليات اكبر... فكل ما كانت الشهرة والمكانه اكبر،
حملت مسؤوليات اكبر.
بمجرد الوصول ارتمى في حضن سريره بملابسه متعبًا... اردف بصوت متقطع:" احتاج لحمام..."
لكن سرعان ما غط في نوم عميق متناسيًا العشاء ووالده الذي كان ينتظرعودته طوال النهار.

نهض متعرقًا وهو يسحب ربطة عنقه الزمردية ويفتح ازرار قميصه الأبيض بتعب... لقد أدرك أنه استسلم للنوم من التعب...
سرعان ما خلع ملابسه ودخل الحمام مرخيًا جسده في المغطس لبعض الوقت... فتح خزانته وأخذ ملابسه المدرسية البديلة
وارتداهم بكسل، جال ببصره نحو الساعة الكريستالية التي تزين الطاولة الصغيرة بجانب سريره وهي تشير للخامسة صباحاً...
تمتم بملل وهو يفرك مؤخرة رأسه بيسراه:" هذا مزعج..."
أخرج كتبه وبدأ يدرس قليلًا قبل أن يغادر للمشفى والمدرسة وتليهما الشركة... نهض عند السادسة ودخل غرفة الطعام
ليجد الخادمة تقف وهي تسكب له عصيرًا قرمزي اللون... جلس يأكل الشطائر المعدة سابقًا خصيصًا له ورشف العصير
دفعة واحدة على مرأى الخادمة المستغربة... ترك الكأس على الطاولة وقد عج صدى ملامسة الطاولة في الغرفة الشبه خالية...
نهض يتمتم بكلمات شكر وهو يغادر نحو مدخل البيت الذي وصف القصر ليس بقليل عليه واستقبله السائق الشاب
وهو يفتح باب السيارة السوداء له...
وقف ينظر للخلف من حيث خرج وللحظة استعاد كيف نيو وهو يمد يديه... ركب السيارة وهو يتمتم عاقدًا حاجبيه:" سحقًا!"


بقي صامتًا وهو مازال كسلًا لنومه الطويل في اليوم السابق... بعد فتره وجيزة كسر سائقه مارتن الصمت
متسائلًا بنبرة متوسطة:" للمشفى يا سيدي؟!"
أومئ وهو شاردًا وخلال عشرون دقيقة كان يخطو ببط في الممر العريض وهو يمسك سوسنة أخرى
لمريضته التي باتت تحتل نصف تفكيره...
طرق الباب ثلاث مرات وفتح الباب مباشرةً... كانت تجلس والممرضة تساعدها على ارتداء قميص زهري مخصص للمشفى
وبقيت تشع خجلًا رغم أن الضمادات تغطي جسدها جيدًا! اغلق الباب بغير أن ينتبه للوضع وهو شارد تحركت قدماه بلا وعي...
وضع الزهرة الجديدة وبقي يتلمس اوراقها البنفسجية بأطراف اصابعه الخلفية... ثم رفع يده وهو ينظر لأطراف اصابعه بذهول...
كانت الممرضة قد استغلت شروده وأنهت الباسها القميص واغلقت ازرارها مبتسمة محاولة اخفاء ضحكتها على الموقف
والأخرى تتوهج متوردة حتى اذنيها! جلس على الأريكة في الزاوية وهو يتكئ بوجهه على أصابع يسراه واضعا
القدم فوق الأخرى بشرود مستمر... غيرت الممرضة المصل وخرجت مستأذنة فاستعاد انتباهه للجالسة مقابله على طرف السرير!
حركت جسدها بصعوبة وهي تجر علاقة المصل وتتكئ عليها... نهض مفزوعًا:" لاداعي للحراك! ستؤذين نفسك وحسب."
نفت تحرك رأسها تبتسم بصعوبة:" لابأس.. أنا بخير... مللت النوم على السرير، أريد أن أتحرك..."
لم تختفي نبرتها المتوترة رغم أنها بدت عازمة على قطع الخطوات الخمس نحو الأريكة الجلدية.. استغرقت وقتًا وكان
يضع يده على ظهرها تحسبًا أن تقع فيمسكها قبل أن تؤذي نفسها أكثر مما هي عليه... جلست على الأريكة بعد بذل مجهود
كفيل بجعل انفاسها تتسارع والعرق يتصبب على بشرتها السمراء... ولم يختفي توردها الناتج عن خجلها للموقف السابق.

ناداها بلا مقدمات وهو يتلمس الضمادات حول عنقها فاستنفرت متوترة بشدث تنتظر كلماته، ليردف بشرود:" برأيك
لما قد يطلب شخص صداقتك من اول لقاء؟!"
توسعت حدقتاها لتقول متناسية توترها:" هذا غريب!"
رفع حاجبه الأيسر باستنكار لتردف وهي تحدق بعيدًا عنه:" أنا لا اعلم! قد لا يبدو ذلك عليّ لكنني حقًا لا أفهم بأمور الصداقة وماشابه!"
قال بصراحة مفاجئة:" ليس كأنك تملكين قائمة تتضمن اسما واحدا حتى! اعرف أنك لا تملكين الخبرة وأنا لا اختلف عنك بشيء!"
شدت حاجبيها بانتباه اكبر... فأكمل وهو يتابع لمس الضمادة حول عنقها بأطراف أصابعه...:" انه معقد! اقصد بناء الصداقات...
سابقًا كُنت أحاول لكن في مرحلةٍ ما اعتزلت المحاولة! انهم لا يحاولون فهمك ولكن يريدون البقاء معك لأسباب انانية!"

صمت للحظات قبل أن يستأنف وهو يعيد شعره متمردة لخلف اذنها اليمنى، بيسراه:" ذلك الفتى... قالها مبتسما
وعيناه تلمع بصدق عجزت عن استنكاره!... هو حتى لا يعرف من اكون حقًا! لكنه مد يده طالبًا صداقتي بسهولة...."
تراجع عاقدًا أصابعه وهو تائه عن الواقع بنبرة منخفضة:" لقد كنت خجلًا للغاية حين اختليت بنفسي.. لأنني لم اصافحه!
لكنه لمس الوتر الحساس في شخصيتي حين قال ببساطة (أنا نيو... تشرفت بمعرفتك.. لنصبح أصدقاء...!) لقد قالها بسهولة محضة."
نظر نحو عيونها الثعلبية المستنكرة وهو يتوق لسبب قد يلتمسه في كلماتها، لكنها أخفضت جفنها لتصبح عيناها نصف مغلقة فتظهر أهدابها الطويلة وهي تنظر ليديه المشبكة والتي صدف أنها ترتجف قليلًا...
استرسلت بخجل تلمسه في نبرتها:" ربما يجب أن تمنح نفسك الفرصة! أنت تملك كل ما يجعلك قادر على صنع الصداقات بسهولة!"
رفع حاجبه باستنكار لتردف بتوتر وهي تنظر بعيدًا عنه:" أقصد .. أقصد أنك لست انطوائي وما شابه!"

بقي يفكر بكلماتها القليلة بعمق ليخرجه رنين هاتفه الأبيض من شروده... أجاب بملل ليأتيه صوت السائق مارتن:
" أكل شي بخير ؟ لقد تأخرت بالعودة وبالتالي ستتأخر عن المدرسة!"
أغلق الهاتف ونهض يلمس عنقه بعد أن قال بانزعاج:" سأتي حالًا!"
رمقها بصمت قبل أن يخاطبها:" من الأفضل أن تعودي للإستلقاء! قرأت مرة أن الإستلقاء يُسَرِعُ الشفاء!"
انحنى نحوها وحملها على غفلة ووضعها على سريرها بهدوء وخرج مودعًا اياها...

بقيت تستعيد ملامحه الشاردة، بدى لها أن الموضوع حقَا يؤرقه فهمست بشرود...:" الصداقة؟!"
تلمست ذراعها المجبرة باليسرى غير مستوعبة لتصرفه الغريب ولم تكن لتصدق لولا دفئ يديه الذي أبى أن يتلاشى....
لقد كان ذلك أول احتكاك لهما! لقد كان يقف بعيدًا كلما أتى لزيارتها متمتمًا ببضع اسألة...
" نبرته كانت دافئة!"


حضر بضعة حصص وهو يدون ملاحظات بين الفنية والأخرى في مفكرته البُنية الصغيرة، أفكار عشوائية لمشروع اللعبة...
ترك القلم وقد وصل لنتيجة واحدة مردفًا لنفسه بشرود:" علينا أن نختار تصنيفًا أو ماشابه !"

حمل كتبه ووضعهم في حقيبته وغادر قاعة الدرس بمجرد أن رن الجرس، كانت اصوات وقع الأقدام تطربه
وهمسات الطلاب تتعالى شيئا فشيئا.... وقف مارتن يفتح الباب مرحبًا بسيده بابتسامة.... جلس يلتقط قنينة الماء
الموجودة حيث جلس وارتشف منها الكثير بعدة جرعات مُتباعدة... وضع قدمه اليسرى فوق الأخرى وهو يقتل الوقت
بالعبث بجهازه اللوحي ببرود...

دخل مبنى الشركة ثم وقف في المصعد وهو شارد في جهازه اللوحي، انما سرق لحظة انتباه وجيزة لضغط زر
وجهته المرجوة ثم عاد يتابع ماكان يفعله، لكنه لم يغفل عن دخول احدهم للمصعد في آخر لحظة!
قال وهو يحمل علبة كعك شفافة معاتبًا:" شكرًا لإيقاف المصعد..! الم تسمعني اناديك؟ بيرت... بيرت."
ناداه وهو يمسك كتفه ليستعيد وعيه للواقف أمامه متوسع العينين ليزم شفتيه متمتما لنفسه:
" لما هو من بين كل الموظفين بحق السماء؟!"
رمقه باستياء مردفًا بقسوة تعمدها:" اتُهرج دائمًا مع الجميع؟! لورأيتك لضغطت زر المصعد اسرع من ذلك!"
قهقه غير مبالٍ لكلامه:" تبدو الطف من ذلك!"
تجاهله لبعض الوقت... هو لايريد أن يجعل الموضوع شخصي بينهما... لكنه لم يستطع اخفاء استيائه وبقي يتمنى
الوصول للقبو اسرع لكن هيهات! فقد توقف المصعد فجأة ليجد بيرت نفسه عالقًا مع نيو الذي اظهر شيئاً من الصبر منتظرًا...
قال بيرت متوترًا وهو يعض شفته السفلى:" عطل... أم انقطاع بالكهرباء؟"
وأتاه الجواب حين تحدث مراقب المصعد عبر مكبر الصوت في الزاوية:" نعتذر على العطل الفني...
سيستغرق اصلاحه وقتًا لذا نطلب منكما أن تلزما هدوئكما وتتحليا بالصبر رجاءً!"
جلس نيو متكئاً على أحد الزوايا بهدوء بعد أن ترك حقيبة ظهره الجلدية بجانبه وأرسل لآني التي تنتظر علبة الدونات
التي معه عن ماحدث بسرعة... وبعد دقائق بدأ التوتر يظهر على بيرت وهو يفتح ربطة عنقه ويرميها على الأرض بجانب
سترته التي وقعت بلا شعور منه والعرق يتصبب على جبينه بوضوح.... وكلما استمر الوقت بالمضي جلى انزعاجه اكثر...
جلس بجانب نيو وهو يهدأ نفسه ويحاول التنفس ببطء... سرق نيو نظرة متفحصة نحو الآخر الذي اخفض رأسه مخفياً ملامحه...
-:" اوي... بيرت... هل أنت بخير.."
-:" أنا بخير.. بخير..."
-:" توقف عن استغفالي أنت تتعرق بكثرة مع أن الجو بارد نسبيًا... وبالكاد تلتقط انفاسك! أي بخيرٍ هذا؟!"
قال الأخيرة بسخرية ليردف بقلق وهو يحركه من كتفه:" هل ثمة خطب! أيعقل أنك تخ....."
قطع بيرت كلامه وهو يبعد يده عن كتفه منزعجًا:" هذا لا يعنيك بشيء!"
سحب حقيبته وأخرج قنينة الماء ورشف ماتبقى منها ليُهدأ نفسه مردفًا:" لا بأس ... سيخرجونا قريبًا!"
نظر نحوه بشك ليحول نظره نحو كاميرا المراقبة في الزاوية ويقول بانزعاج:" ألا يمكنكم الإسراع...
أكاد أختنق لضيق المكان!... فأنا أرهب الأماكن المغلقة!"
اعتلت ملامح بيرت اندهاش شديد وهو يرفع رأسه نحو الآخر مستنكرًا! ليقول بحذر:" ما الذي تهذي به؟!"
استدار نحوه مبتسمًا:" كما سمعت ... "
ادار ازرق العينين وجهه منزعجًا وهو يتمتم:" حشري!"
لكنها لم تخفي ابتسامة الأشقر ابدًا، وبعد مضي دقائق تحرك المصعد عائدًا نحو الأسفل! وبمجرد أن فتح الباب تجاوز بيرت،
نيو وهو يحمل حقيبة ظهر سوداء وخرج طالبًا بعض الهواء الطازج... وذلك تحت مرأى آني واليكس الذين جائا
حين عرفا بتعطل المصعد من نيو مباشرةً!

توجه الثلاثة خلف بيرت بقلق ووقفوا خلفه وهو يلتقط انفاسه بصعوبة! اقتربت منه وهي تفحصه بزرقاوتيها
واضعة يمناها على ظهره:" هل أنت بخيرٍ سيد بيرت!"
استنكر نيو اسلوب آني في الكلام مرددًا في نفسه:" سيد بيرت؟!"
التفت نحوها وهو يتقط انفاسه واليكس يقف خلفها منتظرًا الإجابة بقلق:" لا بأس... أنا بخير! لكنني سأعود للبيت فقد
استنزفت ما تبقى لي من طاقة!"
قال ذلك وركب السيارة بعد أن فتح مارتن باب سيارته السوداء تحت نظراتهم المستغربة... اخذ قنينة ماء أخرى ليشرب منها
بوفور ريثما يتخذ مارتن مكانه خلف المقود... لكنه نزل ووقف أمام نيو متجاوزًا الآخرين ومد يده ليصافحه:
" بيرت جوليان كينت... أعتذر عن فضاضتي في الأمس!"
ابتسم نيو ببلاهة ولم يدرك الموقف... مد يده قائلًا:" سعدت بمعر......"
استنكر ماسمعه ليردف متابعًا:" أوي أنت تقربُ مالك الشركة العجوز!؟"
ابتسم بيرت باستهزاء مجيبًا:" ابن ذلك العجوز الوحيد تحديدًا!"
توسعت حدقتاه على أوجها كمن تلقى خبرًا مفجعًا ليهمس مستنكرًا:" ابنه؟!"
طقطق بيرت رأسه بأسى وهو يحدق بيديهما المعلقة ببعض في الهواء وشرد مردفًا:" أنا.... لا أعرف ما الأصدقاء..
لكن لا ضير في أن أخوض واكتشف بنفسي قبل أن أحكم! سعدت بمعرفتك، نيو جونز...."

كان الجو يعبق برائحة فواحة حملتها الرياح من الغرب، وقرص السماء الذهبي ينذر بخبوته في الأفق....
لأول مرة في حياته، سيمنح نفسه فرصة... كان ذلك أحد تأثيرات حادث آيرس على شخصية بيرت المنطوية.... .




*يتبع*




https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

فِريـال 04-27-2020 11:03 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819


كلمةة؛
اتمنى تغوصوا في عالم الرواية الي اعتبره اجمل اعمالي cute9ق1
بشخصيات منوعة وقصص مختلفة واحداث قد تجد نفسك في ما تحمله السطور من مواقف ومشاعرو1
الرواية رمضانية، وان شاء الله رح يكون فيه فصل كل يومين الى ثلاثة وتختم قبل العيد :mad1:
البوستر عبارة عن رسمي للشخصيات لهيك امدحوني بليز xD
عانيت من التوقعات الزائدة من نفسي بالتصميم لدرجة كل شيء اصممه مايعجبني:(قلب0
لهيك دبست وسام في التصميم:قمر1:ق1xD

شكر خاص؛ لمصممي وسام على تصميم الافتتاحية والطقم الجميل cute8



https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

شَفَق. 04-28-2020 12:38 AM

https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gifhttps://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png

واخيرا واخيرا واخيرا ص1
يااااه ما تعرفين قدر ايش كنت متحمسة لروايتك ص2 ق0
ايرس صديقتي السمراء تشبهني شكلاً وأتطلع لشخصِها بيس2 ق1 ق1
بيرت ذلك المثير للإهتمام، أحببت اهتمامه، أحببت صراحته العفوية ق1
وأتطلع لصداقته ما نيو كيوت2
كما أخبرتك تلك القزمة مفضلتي مع رفساتِها الرائعة هه8 بيس2
شرمة برمجة العاب اذا.. :/ ق1
اظنهم شلة من الاذكياء بيس2 ق1
وبمراقبة تصرفاتهم عندما زف بيرت لهم خبر انشاء الفريق يبدو انهم متطلعون لذلك بيس2
حتى الان الحبكة غير واضحة تماماًً.
تنوع الشخصيات والتجديد بداخلها من صالحك احسنتي بيس2
لطيف أسلوب محبب لديّ ق0.
على رغم طول الفصل إلا انه لم يكن كافياً لإشباعي xD
وارحتني نفسياً .. بما ان التنزيل كل يومين او ثلاث - تلوح بها ذاكرة التنزيل الاسبوعي-
من المواقف التي احببتها - من لان هناك الكثير حقاً :( ق1 -
هو رهاب الاماكن المغلقة لبيرت بيس2 ق1
اما التصميم يا عزيزتي. فلا يظهر. xD
وانا التي كنت متحمسة :)
ولكن رسمك للشخصيات رهيب جدا. :55: بيس2
اني مفضلتي رسماً بيس2
أُشجعك عزيزتي استمري بالرفس xD بيس2
ونسيت العنوان ! جاذب بشدة!
أريد أن أشعر بتلك الصحوة ق1 ق1
اظنني انتهيت، شكراً لكيِ من القلب ق1

سارة محمد منصور 04-28-2020 04:29 PM

https://b.top4top.io/p_15397xevj1.gifhttps://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png
كريس
السلام عليكم غ5
حقيقي حبيت الصدفة اللي خلتني افتح الرواية
اختيارك للاسم جميل جدرا بيجذب الانتباه
صورة الغلاف من رسمك ؟
عجبتني جدا الحقيقة رسمك للشخصيات و طريقة تعبيرك عنها
طريقة سردك للاحداث مميزة جذبتني ق3
تحياتي ليكي heart1

نييرفانا 04-28-2020 08:50 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229298https://www.arabsharing.com/do.php?img=225271https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png
Y a g i m a

السلام عليكم فري الجميلة heart7
هذي ثالث مرة اكتب ردي فأتمنى ما ينحذف مرة أخرى أثناء كتابة بسبب الاب سكين4
يختي أحب كتباتك والله heart7

أمس كان نت ضعيف فما قدرت أشوف الطقم والغلاف ,
اليوم كان فيني كيوت5
ومرة مرة أنذهلت غ1
أول شي الطقم رهييييب , رهيب فعلا ,
أحسن وسام به عملا heart7
بعدين الغلاف :mad1:
فاري فاري نايس heart7
أمس حسيت نفسي أشوف أنمي وانا أقرأ رواية
اليوم ومع هيدر حاسة حالي أتفرج أنمي heart7
مرة رسمة متقن وجميل XD
ويوضح أنو في شخصيتين لسة ما تعرفنا عليهم بعد :mad1:

أروح لتحليل :
عنوان قصة , هو من نوع جذاب وغامض
فتنجذب له وما تعرف نوع رواية لين تقرأها هع1

بعدين الفصول
12 فصل , بجد عدد مناسب
لو فيني أقرألك ألف فصل heart7
بس أخاف أعمال طويلة يلي تكبر احتمالية عدم إكمالها :mad1:

القصة : أوكاي نحنا نتكلم عن فتى حسب التعريف
فهو فتى ركز على أن يكبر فقط فنسي طفولته وترك اهتمامه بما يهتم به أقرانه
وركز على عمل بجد وتصرف كالكبار وهذا لأسباب مجهولة أتوقع تظهر في باقي الفصول
وفي خضم حياته روتينية هذه , شاف بنت جميلة أظن أعجب بشكلها XD
فحصل حادث ففي تلك اللحظة أجاه شعور غريب انه مسؤول عليها
وبعد ما شاف تصرف والدها معاها حس انها تخصه بما ان والدها ينبذها
ويقوم بالاعتناء بها
ومع أحداث يستلم مهمة جديدة بعمله
حيث يتوجب عليه تعامل مع ثلاثة اطفال
يقربونه سنا , وهو الذي قطع كل علاقاته مع أقرانه
و أول صديق له منهم هو نيو وهاذ بفضل حادثة المصعد ,
واضح أنو عندو رهاب أماكن أظن بسبب حادث في طفولته له علاقة بأمه XD

الشخصيات :
بيرت جميل رسمك له
بس صراحة ما توقعت عيونه تكون واسعة وشعره طويل ,
فبالعادة رجال أعمال م عندهم هي الصفات :mad1:
شخصيته منفتحة مو منغلقة بشكل كامل وهاذ ما أثار أهتمامي
احسه يصير ثنائي مع ايرس

ايرس
حياتها مؤلمة واضح , بس لسا ما اقدر اعطي حكم واضح
بسبب عدم مشاركتها بالأحداث بشكل كبير
بس جملة ثعلبية العينان ما تعطي شعور بالارتياح هع1
وصف عينيها نوعا ما ما يشبه رسم عينيها فبي رسم تعطي شعور أكثر بالارتياح
وبرسم هي جد جميلة , تخيلي أني تخيلتها مثلها تماما حتى بالشعر
إلا بالعيون مدري ليش تخيلتها عيون قطط برتقالية ضحك4

آني
أكثرشخصيتها حبيتها , قصرها ورفسها وعصبيتها وكأنها شيماء لايت هع1
بالرسم حسيتها أكثر رسمة مثالية بس صراحة في جمال تتعادل مع ايرس heart7
ممكن رندر لها أعمل به طقم ملف لي هع1ق8

الكس :
أنصدمت بيه تخيلته ضخم ابو عضلات مو ابو شحوم :mad1:
بس لسة شخصيته مثالية وجميلة غ1

نيو :
ياااه نيو طلع اجمل مما تخيلته
رسمه جد جميل
نيو مهوس علاقات الوسيم XD
احسه متسرع وحباب هع1

اقتباسات من اكثر مقاطع بقيت في ذهني من أمس XD

اقتباس:
لم يطل التفكير بل بادر بسرعة:" يمكنكِ القول بأنكِ أصبحت عادة لا أستغني عنها!"
همست بجفل:" روتين!"
حرك الزهرة بين اصابعه بحركة دائرية:" سميه ما شئت!"
يا جمال بيرت ق8

اقتباس:
ال نيو ممازحًا بلكنة مستفزة:" أنظري هنا يا آني... اعرفك ببديلك بعدما ذاقوا ذرعًا بمزاجيتك المتقلبة!"
انقطع الحبل الذي بالكاد الزمها الصمت وهي تنفجر بنيو ساحبة ياقة قميصه:" ولما لا يكون بديلك أيها الطفيلي!"
وجد اليكس نفسه يرفعها بعيدًا عن الآخر بحكم العادة... يُوقفها قبل أن تفتعل عراكًا لا نهاية له! ولكن هذا لم يُقلّل من شأن
ساقيها القصيرين بل ورفست نيو بقدمها قائلة بحنق:" سأقلع لك أسنانك بحيث لا تلقي بكلامك في الهواء بلا تفكير مجددًا!"
وقف نيو يضحك بهيسترية وهو يستمتع بغضبها السريع لتهكم سخيف أطلقه وليستفزها عمدًا!
اقترب وهو يمسك خدودها ممازحًا:" أنتي ظريفة للغاية يا آني!"
ابتسم اليكس لما قاله نيو وهو مستمر برفعا في حين تقول بنبرة مرتفعة وخدودها في شد مستمر:" أخرس أيها المنحرف!
انزلني يا اليكس! توقفا عن التنمر عليّ بحق الإله، ستفقدان اسنانكما اذا تابعتما ازعاجي!"
كانت تصرخ وهي معلقة في الهواء وترفس نيو واليكس لعل أحدهم يتركها فتنتقم لنفسها على السخرية التي
تتلقاها من الآخران! وحين طال الأمر وهدأت تركاها وشأنها في الوقت نفسه في حين اردف نيو بملل
وهو يعطيها ظهره:" هذا لم يعد ممتعًا! لما توقفتِ عن الصياح!"
بالكاد استدار عنها حتى تلقى رفسة قوية منها على اسفل ظهره قذفت به طريحًا في لحظة غفلة لم يدركها!
يا آني يا ام ذكاء وكياتة والشر والنرفزة ق8

اقتباس:
طرق الباب ثلاث مرات وفتح الباب مباشرةً... كانت تجلس والممرضة تساعدها على ارتداء قميص زهري مخصص للمشفى
وبقيت تشع خجلًا رغم أن الضمادات تغطي جسدها جيدًا! اغلق الباب بغير أن ينتبه للوضع وهو شارد تحركت قدماه بلا وعي...
وضع الزهرة الجديدة وبقي يتلمس اوراقها البنفسجية بأطراف اصابعه الخلفية... ثم رفع يده وهو ينظر لأطراف اصابعه بذهول...
كانت الممرضة قد استغلت شروده وأنهت الباسها القميص واغلقت ازرارها مبتسمة محاولة اخفاء ضحكتها على الموقف
والأخرى تتوهج متوردة حتى اذنيها! جلس على الأريكة في الزاوية وهو يتكئ بوجهه على أصابع يسراه واضعا
القدم فوق الأخرى بشرود مستمر... غيرت الممرضة المصل وخرجت مستأذنة فاستعاد انتباهه للجالسة مقابله على طرف السرير!
حركت جسدها بصعوبة وهي تجر علاقة المصل وتتكئ عليها... نهض مفزوعًا:" لاداعي للحراك! ستؤذين نفسك وحسب."
نفت تحرك رأسها تبتسم بصعوبة:" لابأس.. أنا بخير... مللت النوم على السرير، أريد أن أتحرك..."
لم تختفي نبرتها المتوترة رغم أنها بدت عازمة على قطع الخطوات الخمس نحو الأريكة الجلدية.. استغرقت وقتًا وكان
يضع يده على ظهرها تحسبًا أن تقع فيمسكها قبل أن تؤذي نفسها أكثر مما هي عليه... جلست على الأريكة بعد بذل مجهود
كفيل بجعل انفاسها تتسارع والعرق يتصبب على بشرتها السمراء... ولم يختفي توردها الناتج عن خجلها للموقف السابق.
خجلت مكانها ضحك4

اقتباس:
ناداها بلا مقدمات وهو يتلمس الضمادات حول عنقها فاستنفرت متوترة بشدث تنتظر كلماته، ليردف بشرود:" برأيك
لما قد يطلب شخص صداقتك من اول لقاء؟!"
اقتباس:
صمت للحظات قبل أن يستأنف وهو يعيد شعره متمردة لخلف اذنها اليمنى، بيسراه:" ذلك الفتى... قالها مبتسما
وعيناه تلمع بصدق عجزت عن استنكاره!... هو حتى لا يعرف من اكون حقًا! لكنه مد يده طالبًا صداقتي بسهولة...."
بيرت شبو هون بكل صراحة شبو ضحك4

اقتباس:
سحب حقيبته وأخرج قنينة الماء ورشف ماتبقى منها ليُهدأ نفسه مردفًا:" لا بأس ... سيخرجونا قريبًا!"
نظر نحوه بشك ليحول نظره نحو كاميرا المراقبة في الزاوية ويقول بانزعاج:" ألا يمكنكم الإسراع...
أكاد أختنق لضيق المكان!... فأنا أرهب الأماكن المغلقة!"
نيو مهوس العلاقات الفخم

روزماري 04-29-2020 03:10 AM

https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png https://a.top4top.io/p_1601i47jc1.gif



رائعة احببت القصة و محتواها
الشخصيات روعة
و اختلافها مميز
بإنتظار الشابتر القادم
و لاتتأخرين علينا
في امان الرحمان.

ANLOR 04-29-2020 07:05 AM

https://e.top4top.io/p_1539g22uh4.gifhttps://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png
كريس
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك فريال؟ احس اني اشتقت كيااا بكاء5 ق1
ان شاء الله تمام؟~ و1 ق1
رمضان كريم صيام مقبول وافطار شهي :يب2: بيس1
احم احم بسم الله فين ابدي هه8 ق1
اولا انا عادتي ان ابدأ بالترتيب لذا ببدء بشكرك على الدعوة اللطيفة التي تطلب مني بكل لطف ان ارد على موضوعك الفخم خجل3 .. اكيد يا بنت ما بسلكك وبرد على روايتك هه8 ق1
اه صح هه خه لو احد يعرف انا اصلا ما احب اقرأ نهائيا لست من النوع الذي يقرأ الروايات وكذا هع1 قلب0 .. خاصة الطويلة مدري ليه انا نوعي مختلف عن النوع الي يحب يقرأ مثقف مو مثلي اي نو بكاء3 قلب0 .. والله احسن لا تصيروا مثلي ص1لا7
بس من اجلك ولاني كنت نايمة قريت الرواية واحس اني ما ندمت لما قريته من اول كلمة من اول حرف وسطر قدرتي تشديني ان اقراه وابدي اعجابي بطريقة كتابتك، سردك، وصفك كل شيء احس اني حبيت جد عملك على هذه القصة .. يب4 بيس1

ياه ياه احس اني ابدا ما قارية رواية بالعربي كلها روايات انقلش وكذا هه8 قلب0 .. للعلم الأختلاف بين الروايات الأنقلش والعربية هو اني احب السرد العربي اكثر يب كذا ستايل العرب اصيل وجميل بيس1


___

العنوان: ... ههههههه يبنت انا اعتقد ان هذا واحد من الأسباب لي جذبتني للقصة واكيد الرواية كالكل حبيتها من اول سطر صراحة اهنيك على شدي انا نوع صعب :يب2:good7
لازم تفتخر بهذا، في انواع غيري ربما ايضا لا يحبون القرئة لكني واحدة من الذي انشد لروايتك ابدعيني هه8 ق1 ق1
تذكرت اني اسوء وحدة تكتب عنوان لقصة صراحة ابدعتي ... "الصحوة، المتنفس بداخلي" لحظة بحاول احللها هع1 ق1 ... اعتقد ان الصحوة يعني ان في وحش داخل البطل وهو يتنفس بداخله وما بقى له وقت ويفيق صح؟ ادري تحليل زق بس عاتي سلكو هع1 ق1


___

التصميم: .. هننم يب يب ما عندي تعليق اصلا دائما سينباي يبدعنا بجمال تصاميمه هع1 ق1 حبيت اختياره للألوان احسه ملائم للرواية مدري هع1 ق1 + تصميمه على رسمك ؟! احلى فكرة وطريقة حبيتها بج .. على ذكر الرسمة لازم ما انسى اعلق عليها اكيد يب0 بيس1



يمةةة ايم سبيشلسسس ... واخيرا لقيت لطيفة ترسم لشخصيات قصتها شيء نادر بالنسبة لي تحمستتت الأن رقص1 ق1
دوري دوري من هو البطل ؟؟ cute0 احسه الي بالشعر الأسود هه8 ق1 .. هل هو هذا الي اسمه سيد بيرت؟؟ عينه تجنن + من دي البنت القميلة بجانبه ؟؟ cute9
والبنتين الي وراء احسهم اشرار (صار بوستر لانمي صدقوا كياااا XD)
اكثر شخصية حبيتها هي البنت الصفرا والولد الأصفر أحسهم خطيرين ومشاكسين (سيئة مع الأسماء تسليييك)
المهم من البوستر احسه كذا غموض وتشوق واكشن وبوليسي مدري كذا فكرت لما شفت الصورة هع1 ق1


___

القصة: ...
عن شاب تقوقع على نفسه ومرت سنونه الذهبية وهو يردد في نفسه "علي أن ااكبر بسرعة!"
في خريفه السابع العشر، زلزلت عالمه....


هممممممممممم؟؟ .. يمةة قريتها مرتين حتى افهمها هه8
بس صراحة ابدعتي كذا عوفيه بسببك عقلي صار فضولي شو معنى الكلمات هذه مما شدني على قرائة القصة اعتبر هده خطوة رائعة لشد وحدة كسولة تقرأ روايات :sleepy1:cute5
أولا مبروك على الألماسي جد ابدعتي :يب2: ق1 ق1


___

الفصل الأول: ... * ((هرع واقفًا بجانبها، رفعت يسراها بصعوبة نحوه فأخذها بعفوية... كانت مضدجعة بدمائها، تأن بألم وتهلوس شبه واعية،
نظر بعيدًا حيث رُفع الغبار خلف السيارة المسرعة! كانت عيناه تشع بحدة وألم وشيء كبير من الشفقة!
لتتراقص الزرقة بين مقلتيه حاملة عدة تعابير في الآن ذاته... رفع السمراء ذات الشعر البندقي بمساعدة سائقه
وتركها ممدده على المقعد الخلفي... هو يعرف أن الإسعاف سيتأخر عن الوصول لهذه الضاحية الهادئة والبعيدة...
والنحيلة التي فاجئته بطولها تلفظ انفاسها الأخيرة...))


يمةة اكشن من البداية ماذا حصل للبنت؟؟ .. يبنت خففي على تونا بدينا XD
بس ابدعتي كذا تشدي القراء شكر5


*
اخذ بيرت الملفات لعينات الإختبار فصدمه بيان الفتاة، آني! العمر ستّة عشر عامًا! تلك القصيرة! بشعرها القصير
والمصبوغ بالوردي وبداياته الشقراء بارزة لقدم الصبغة! ذات عيونِ زرقاء لطيفة الهيئة! لكن خلف صورتها اللطيفة....


يمةةة اذا اسمها اني يسسسس ذي البنت الكيوتة احس اني بحبها هه8 ق1

*
ساقيها القصيرين بل ورفست نيو بقدمها قائلة بحنق:" سأقلع لك أسنانك بحيث لا تلقي بكلامك في الهواء بلا تفكير مجددًا!"

هههه يمة مدري ليه بس احسها شخصية ممتعة ولطيفة من هنا فطست ضحك2

*
واضعة يمناها على ظهره:" هل أنت بخيرٍ سيد بيرت!"
استنكر نيو اسلوب آني في الكلام مرددًا في نفسه:" سيد بيرت؟!"
التفت نحوها وهو يتقط انفاسه واليكس يقف خلفها منتظرًا الإجابة بقلق:" لا بأس... أنا بخير! لكنني سأعود للبيت فقد
استنزفت ما تبقى لي من طاقة!"


هننن حبيت شخصية بيرت احس اني بخق عليه (اسنوا بختم كل الشخصيات واخق عليهم انا سهلة لأخق بيس3)

__

اممم وبس خلصت هع1 قلب0
ما اريد ابقى اكثر لان لازم ادرس pe1 لذا يس تم اللايك والتقييم بيس1
اعذريني على تقصيري بالرد واتمنى ان لا يوعجك ردي بكاء5 ق1
+ اذا رأيتي اخطاء املائية فأعرفي ان الكيبورد حق لابتوبي مافيه غير انقلش لذا سوووري هع1 ق1
جانا~ رقص1 ق1

سيـرَان. 05-02-2020 06:57 AM

https://e.top4top.io/p_1539g22uh4.gifhttps://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png
كريس
بسم الله الرحمن الرحيم. ق5
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ. تاج2
شلونج؟ xDD ادري بخير بس الرد مارضي ينكتب بدون المقدمة المعتادة.:) بيس2
ماني عارفة حالي وانا بهالقسم.ضحك4قلب0 شسويتي فيني.هه9قلب0 حيف صايمة چا تدريت شقول لج.هه8بيس2
وااااو جد واااو.:(ق1ق1 من البداية المقدمة روعة، تحمست بسبب عبارة من الضرو، ي ان اكبر بسرعة. هع1
حسيته شخص منتقم بالبداية بسبب القصة المختصرة بس طلع مز. د1ق1ق1 حبيت البيرت ذا.:) بيس2
على فكرة استحي اعترف بس تتذكرين قلتيلي لو تابعتيها راح تحبينها وراح تتحمسي لها وقلتيلي ماراح تندمي؟ xDD
فعلاً تحقق هالشيء، احسني لأول مرة رح بتابع رواية للنهاية في المنتدى. هه8بيس2
بالعادة يا الكاتب يسحب يا بيصير شيء ومااكمل الرواية، عشان كذا مااتابع روايات. xDD
بس صدقاً يلي حمسني انها تخص رمضان وانها مكتملة يعني ماكو سحبات. بيس2:)بيس2
رسمك للشخصيات تحفة، البوستر ساهم كثير بتخيلي لتعابير الشخصيات حسب الوصف اللي كاتبته.هه9
على سيرة الوصف، صدقاً الوصف تحفة، كثير قريب للمخيلة وبيساعد على فهم الحدث بشكل دقيق.ق1
اسلوب السرد حكاية ثانية، هالنوع من الاسلوب يتماشى مع دماغي واقدر افهمه واتحمله.xDD
شسسسسمة الحوار بالمستشفى خلاني احس انه كان بارد المشاعر للغاية..
وفجأة صاير يهتم ومصدر الاهتمام هي البنت نسيت اسمها ام الشعر البندقي. هه0بيس2
هالحوار هناك خلى الفضول يمشي بدمي، شصاير قبل هالبداية؟!:قمر2:
حبيت آني ام الرفسات.هه8بيس2 شكلاً وشخصيةً! شكلها تحفة، رسمها متناسب مع شخصيتها صراحةً.ق1ق1
واسلوبها الهمجي بالتعامل يخليني احسها اكبر من عمرها.هه8بيس2 اهم شيء اهم شيء الرفسات.هه8بيس2
بس اكو شخصية تفوقت على جميعهم بهالفصل، وهو هالدب الكيوت.:قمر2:ق1ق1
صدق صدق شلون خاطر لج تخلقين هالسمين الكيوت؟ هه8 عليه شخصية هيبة، شكله محترم.هه9بيس2
الفصل مع انه اول فصل بالرواية لكن بسب اسلوبج بالوصف والسرد الغير ممل فهو معرف كل شخصية بشكل واضح جداً.ق1
اذا البداية كذا معناه الفصل الثاني حريقة.هه8بيس2 بترقب الفصل الجاي، يارب الحق عليه.:)قلب0
صحيييييح تذكرت، بضل متابعة للنهاية ولو الكل راحوا بضل فنزلي كل الفصول عشاني.xDDD
تقبلي مروري البسيط والمتأخر، ياجيما كانت هنا.و2ق1 في حفظ ورعاية الله.:44:ق1

فِريـال 05-02-2020 08:02 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819

https://e.top4top.io/p_1539g22uh4.gifhttps://www.arabsharing.com/do.php?img=229298
Y a g i m aكريس

الفصل 2: عليكِ أن تُصبحِ أقوى!




بسط الليل فراشه المُعتم والمُزين بالنجيمات البراقة حاملًا السكينة
لسكان هذا الجزء من الكوكب... استقبلت النافذة دخول رياح الخريف
الموسمية حاملة عبق ندى ليلي...
بقيت جفونها تُصارع اليقضة عرضاً ولم تخفِ ملامحها الألم الذي يسري
في عظامها يستفزها متحديا:" أخلدي للنوم اذا استطعت!" رفعت جسدها العلوي
بهدوء وحاولت النزول من السرير بصعوبة وبالكاد تحرك بضع خطوت
نحو النافذة لتتهاوى على طرفها وتتكئ عليها مرخية ساقيها على الأرض
تسرق نظرات نحو المارة المعدودين... بذلت جهدها لتنظر نحو السماء
التي تنذر بغيومها السوداء مطراً خريفيا عاصفا...
لكن سرعان ما عاد الألم لجرح عنقها لتخفض رأسها....
دخلت أحد الممرضات لتطمئن عليها قائلة:" كيف تشعرين يا آي....."
شهقت لتبتر جملتها وهي تراها تخرج جسدها العلوي من النافذة تراقب الخارج
بنظرات عميقة.... اقتربت منها بسرعة وهي تقول باهتمام كبير:" ما الذي تفعلينه
بالتحرك من مكانك وحدك ، ماتزال كسورك وجروحك لم تشف تمامًا!"
أمسكت بها وساعدتها لتعود لمكانها على سريرها الخاص وأردفت بتردد:
"أتحاولين اذّية نفسك!؟"
جلست متأوهة على طرف السرير... وحملت سيقانها الطويلة لتساعدها في
تعديل جسدها ثم سحبت الغطاء ببطء... توجست الممرضة لعدم تعليقها بشيء.


رفع جفونه بتعب لرنين هاتفه... لم تكن أول مرة، لكنه استسلم من تجاهله...
حمل جسده ينظر للشاشة يزفر بقوة ليجده المنبه وحسب، حمل جسده منزعجًا
وقد ادرك أنه سيتأخر.... بل هو متأخر بالفعل! ارتدى ملابسه متجاوزًا اخذ
حمام انما اكتفى بغسل وجهه وأسنانه.... نزل من جناحه في الطابق الثاني
متجاوزًا وجبة الإفطار مُكتفي بكوب عصير منكه بالليمون والعسل...
وصل للمشفى متأخرًا عن العادة بربع ساعة وهذا يعني أنها ستكون
زيارة قصيرة، أو هذا ما خطط له!
استوقفه الطبيب المسؤول عن حالة آيرس وهو يتحدث معه عن مريضته
ببعض الأمور، قطب حاجبيه منزعجًا لما سمعه فتجاوز الطبيب نحو الغرفة
التي حفظها عن ظهر قلب وهو يفتح الباب بغير طرقه غاضبًا ليجد الممرضة
تفتح الشاش عن جبينها ببطء... منحتا انتباههما نحو الوافد الغاضب مستغربتين،
لترتخي ملامحه وهو يشهد عن سقوط الضمادة عن جبينها ليظهر الجرح تحته وقد
أصبح شبه منغلق... اسرعت المُمرضة ووضعت لصاقة صغيرة على الجرح
وخرجت معتذرة!
كان بيرت قد دخل ولم يلقِ بكلمة ووضع الزهرة في المزهرية وهو يحاول
أن يُهدئ نفسه...
جلس على طرف السرير ملقيًا أول كلمة له:" قال الطبيب أنه سيفتح الجبيرة
عن ساقك اليسرى غدًا... لقد أسعدني ذلك!"
حصد شيئاً من سعادتها التي عكسها وجهها مبتسمة وهي تومئ برأسها
ببطء متجاهلة الم عنقها...
فأردف بشيء من الإنزعاج:" وقال بأنك كدت تقعي من النافذة البارحة!"
نهت برأسها مستنكرة:" ليس صحيح... كُنتُ أنظر للخارج وحسب!"
زفر بشيء من الإرتياح:" واثقة؟"
ابتسمت ببلاهة وهي تخفي سخريتها للموقف السخيف ليردف وهو يعيد
شعرها لخلف اذنها بيسراه:" ربما من الأفضل أن تربطي شعرك!
انه يبدو مزعجاً لك!"
مد يده في جيب سترته وأخرج علبة متوسطة تضم مجموعة ربطات شعر ملونة وفتحها أمامها قائلًا:" أي لون؟"
نظرت نحو العلبة مستغربة وهي تقول باعجاب:" لطالما أحببت الأصفر!"
أخرج الربطة الصفراء واغلق العلبة ووضعا بجانبها ثم جلس خلفها وهو يخرج
المشط من الدرج ليرتب شعرها ويربط شعرها البندقي الطويل والكثيف
في الأعلى ثم أعاد تمشيط أطرافه.... حمل المرآة من على الطاولة بجانب
المزهرية ليريها كيف تبدو! أخذت المرآة بيسراها وبدأت تنظر لنفسها باعجاب!
كما لوكانت أول مرة تربط شعرها الحريري... مرر يده بين خصلات شعرها
المربوط وهو يردف بشيء من الحدة وهي تنظر لوجهه عبر المرآة متوسعة
العينين تفغر فاهها بدهشة لنبرته الجادة:" حري بك أن تكوني صادقة!
ولم تكوني تحاولين ايذاء نفسك حقًا!"
ازدردت ريقها بحذر فلانت ملامحه ليزيد بأسى:" يبدو أنك لم تفهمي أنكِ
الآن أصبحتِ مسؤوليتي! ستنزعين الجبيرة عن ساقك غدًا و ستتمكنين من
التحرك بحرية وفي نهاية الأسبوع يدك اليسرى.... وفي الأسبوع التالي
ستتمكنين من الخروج ومزاولة حياتك بحرية أكبر!...."
فتحت فمها وهي تخفض رأسها محرجة للموقف الذي نتج عن سوء فهم،
ولكنها عجزت عن الحاق أي شيء لتوترها الشديد... وضع يده على كتفيها
وهو يردف بقلة حيلة لصمتها:" لا تُفكري بأي شيء... أنتِ لم تعودي
وحدكِ بعد الآن!"
ولم يدرك أنه بكلماته البسيطة قد ضرب على طبول خافقها الصغير...!
ابتسمت خجلة وهي تخفي وجهها بالمرآة عنه لتقول أخيرًا:" أنا...
حقًا لن أوفيك جميلك ما حييت! سيد بيرت..."
رفعت نظرها بجرأة لأول مرة في حياتها مكملة:" شكرًا لك بحجم السماء!"
حرك يده خلف رأسه يفرك شعره بعدم استيعاب تام ليقول بملامح فارغة
من أي تعبير:" العفو!"
خرج بعد ذلك بقليل ولم يفهم أي عاصفة سببها لها بكلامه عن المسؤولية
وكونها لم تعد وحيدة... حين تمنح الأمل لإنسان يأس عن المتابعة فأنكَ
تمسي أهم شخص في حياته! تسائلت هل يُوافقها الرأي أم لا! لكنها بقت
محتارة تمرر يسراها المتحررة على الزهرة البيضاء وهي تتسائل
بصوت منخفض:" لكن لما السوسن دائمًا!؟"

وصل للمدرسة وقد فوت أول حصة اذ تأخر في المشفى والزحام...
وتابع اليوم المدرسي كروتين معهود بلا أحداث خارجة عن المألوف
حتى خرج منها للشركة متجاوزًا الحصة الأخيرة... صعد لمكتب والده
وجلس يراجع الأعمال المكتبية وهو يجهز نفسه لتولي هذه المسؤولية
بشكل تام مستقبلًا... وكما أنه قد حضى بدرس طويل عن المسؤولية
من والده بالأمس ولم يدعه وشأنه!
بقي يعمل لوقت متأخر فنزل للاستراحة عند الحادية عشر مساءً ووجد
نيو واليكس يلعبون أحد الألعاب الخاصة بالشركة وآني تطلي أظافر قدمها
مستمعة لأغاني صاخبة... حاز على انتباههم بمجرد أن فتح الباب وارتمى
مرهقاً على طرف الأريكة!
خسر نيو لينهض متجهًاً نحو بيرت بابتسامة واسعة:" أنظروا من شرفنا!؟
كيف حالك صديقي؟!"
قال بازدراء ونظرة حادة اطلق زنادها من زرقاوتاه:" اللعنة... لست صديقك!"
سرعان ما استعاد آخر ما قاله لنيو بعد حادثة المصعد ليلحق متنهدًا:" بعد!"
ابتسم اليكس بلطف وهو يبادل نظرات ذات مغزى بينه وبين آني قبل
أن ينهض متوجهاً لسريره:" الأمر منتهي اذًا!"
بادرت آني تنفخ طلاء اظافرها وهي تبتسم تؤيد ماقاله اليكس:" صحيح!"
اقترب نيو مستفزًا الأخرى:" منذ متى تتصرفين بلطف مع الآخرين؟!
أم هذا فقط أمام رئيس عملك المستقبلي!"
انتفضت لترفسه غاضبة لكلامه الذي استفزها قبل وصول اليكس ليحملها
كالعادة وهو يهدئها... فانقذ نيو من المزيد من الركل والرفس المؤكد!
قهقه بيرت حاضيًا بانتباههم ليردف ساخرًا:" آنسة آني... أنا متعب والا
كنت حييتك وقوفًا على العرض الجميل! أنا معجب باعمالك من الآن!"
كان يتخذ جانب آني فقط ليزعج نيو الذي نظر نحوه وهو ممد على
الأرض يبتسم بسخرية:" عنصري!"
لكن الرد لم يأتيه فقد غفى مكانه رغمًا عنه! حمل اليكس الغطاء من
خزانة الغرفة ورماه نحو نيو في الهواء فقام الأخير بتغطيته ووقف
بجانب صديقيه يتبادلون ابتسامات صغيرة!

وقع عن الأريكة مستيقضًا في نفس اللحظة وهو غير مدرك... رن هاتفه
فأجابه بعيونٍ شبه مفتوحة:" من؟!"
جائه صوت فتاة غير مألوف:" سيد بيرت جوليان كينت؟"
نظرللشاشة ليستفسر عن رقم المتصلة فاذا به يقف منتفضًا:" مرحبا...
معك بيرت، هل حدث شيء لها آنستي؟"
قالت بحيرة ورزانة:" سيقوم الطبيب بخلع جبيرة آيرس كوربي....
لكنك لم تأتي كالعادة فرفضت الآنسة خلع الجبيرة عن ساقها!"
استنكر الأمر قائلًا بغيض:" ما هذا الهراء، سأتي للمشفى حالًا!"
اغلق الهاتف بسخط وهو يجوب بنظره في الأرجاء ليلتقط ثلاثة ازواج
من العيون المحدقة به بشيء من الاستغراب ليتذكر أنه لم يعد للبيت
في الليلة الماضية... كانوا يجلسون على الأرض حول الطاولة التي
تتوسط الأريكة ويتناولون فطورهم... أشار اليكس نحوه وهو يقول:
" ذلك الشاب... مارتن، أحضر لك حقيبة وبذلة... وضعتها بجانبك..."
وافصح نيو متسائلًا:" ستذهب للمشفى؟! لماذا ما الذي حدث؟!"
حمل بيرت الملابس وفتح سحاب الكيس المخصص للملابس وليتفحص
ما أُحضِرَ له وهو يتجاوز الجميع نحو الحمام الخاص بالغرفة المرفهة
لأفضل مختبري الشركة!
غسل جسده من اتعاب الأمس بغير تبليل شعره وغير ملابسه بسرعة...
تذكر أنه من طلب هذه البذلة الأنيقة من مارتن لمناسبة مهمة كخلع
الجبيرة عن ساقها متحججًا بالعمل...
خرج وهو مسرور ومرتبك للخبر وتأخره... فتح حقيبة ظهره وأخرج زجاجة
العطر وبخ القليل منه وابتسامة بلهاء ترتسم على ثغره!
قال نيو ممازحًا...:" ألديك موعد مع حبيبتك مثلًا؟!"
ابتسم بيرت بسخرية وأخذ خبز التست التي كان يضع الجبن عليها للتو متعمدًا
وتجاهله وشرب عصيرًا سكبه اليكس لحظة جلوسه ...
قال نيو بفضول عجز عن اخفائه:" انه موعد اذًا!"
رمقته آني بنظرة (أنت سخيف) وهي تشرب كوب الشاي الخاص بها...
نهض بيرت وهو يمسح طرف بذلته من فتات الخبز ليغادر... وبطريقة
ما لحق نيو ببيرت لحيث السيارة وكذلك فعل الآخرين ليريا نتيجة الحاح
نيو أين تودي به!
ولم يندموا اذ شاهدوا بيرت يتجاهل نيو ليفعل ما يشاء والآخر ركب
السيارة معه! توجهوا نحوهما لتردف آني:" أيها الخونة ستذهبون وحدكم!"
وجلست بجانب بيرت بلا دعوة ففتح اليكس الباب الأمامي وجلس بجانب السائق...
استنكر مارتن الأمر ليشير باستسلام أن يتحرك فسأل بنبرة مُنخفضة:
" سيد بيرت.... المعتاد؟!"
حشر نفسه في المقعد وهو محشور بين آني ونيو مردفًا:" المعتاد!"

وخلال نصف ساعة كان يقف بجانب المشفى ففتح السائق الباب الأيسر
وهوينظر للفتاة القصيرة تترجل من السيارة مستغربًا وقد خدع بمظهرها!
لتليه بيرت ثم نيو... قدم مارتن باقة زهور السوسن لسيده فنظر اليكس
نحو بيرت بحيرة وهو يتابع بعينيه فتبعه مع الآخرين.... كانوا يترقبون
معرفة أي شيء يخص صديقهم الجديد الذي يلف نفسه بسياج شائك
وحول عنقه لوحة كتب عليها يمنع الاقتراب!
وصل لمبتغاه فطرق الباب ثلاثة مرات وفتح الباب قائلًا:" صباح الخير!...
هل تأخرت عن الحفلة؟!"
كانت تجلس على طرف السرير وهي تنتظر وصوله لتردف بسعادة تحمل
شيئاً من الخجل:" يا الهي أتيت أخيرًا؟
اسرع اريد التخلص من هذا العائق بأسرع وقت!"
لفتت الباقة نظرها وهي تبتسم وتأخذها من يديه متمتمة بكلمات الشكر
والإمتنان متوترة لمبادرته!
جلس بجانبها قائلًا:" اليوم ساقك وقريبًا ذراعك! تهانينا الحار أنا سعيد لك حقًا!"
رفعت نظرها نحو الوافدين الجدد ولسبب ما ادركت أن أحدهم هو
الشاب الذي ادهش بيرت بطلب صداقته من أول لقاء!
-:" أصدقائك؟!"
تمتم بغيض:" نوعًا ما!"
دفعت آني الشابين وتقدمت غير مصدقة:" يا الهي! انها فتاة حقًا!"
مدت يدها قائلة بسعادة غامرة:" أنا آني لينكس... سعيدة بمقابلتك!"
رفعت يدها المرتجفة لترد التعارف بابتسامة متوترة:" آيرس كوربي... أنا أكثر.."
اقترب اليكس ووقف خلف آني واضعًا يده على رأسها معرفًا نفسه للأخيرة:
" اليكس ريني.. تشرفت بمعرفتك يا آنسة."
تسمرت للحظة لتردف متسائلة:" أأنتما مقربين؟!"
ضحكت آني وهي تحرك يدها أمام وجهها نافية في حين اجاب اليكس:
" يمكنك قولُ ذلك!"
لتكمل آني عنه:" نحن اصدقاء طفولة.. لقد نشأنا معًا في نفس الحي!"
اقترب نيو مبتسماً:" نيو جونز... في خدمتك دائمًا!"
رمقها بتقييم ليكمل:" وكم عمر آيرس الجميلة!؟"
توردت وجنتاها بخجل لوصفها بالجميلة في حين رفسته آني مباغته وهي
تسلف بحنق:" اذهب للجحيم! ألاتعرف أنه لايجب أن تسأل أنثى عن عمرها؟!"
قهقهت الأخيرة مجيبة:" أنا في السادسة عشر!"
استغربوا جميعا ليردف نيو بعدم تصديق:" طننتك في الثامن عشر!
أنا آسف... فقط تبدين كذلك!"
أمسكت أني بيديها بسعادة:" نفس العمر! يالحظي!"
نظر الشباب الثلاث بين بعضهم البعض وهم يقايسون الفتاتين بصمت...
وشتان ما بينهما! الأولى فارعة الطول وتبدو كآنسة والأخرى قصيرة
وتبدو كطفلة! وكانت خيبة الأمل ترتسم على ملامحهم !
اقترب اليكس مستفسرًا بفضول زميليه:" اعذري فضولي لكن...
هل تعرضت لحادث؟!"
أومأت مجيبة بينما آني تتلمس ظهرها مواسية... ليلحق نيو
مخاطبًا بيرت:" قريبتك صحيح؟!"
رمقه بملل متجاهلًا سؤاله:" هل سيأتي الطبيب قريبًا أم ماذا؟!"
أشار نحو بيرت محدثًا ثعلبية العينين:" لاتقولي أنك قريبته!"
نفت برأسها وهي تنظر نحو بيرت الذي بدأ ينزعج من نيو بلا سبب!
فتنهد نيو بلا حيلة:" كيف تعرفت على متجمد الملامح اذًا!"
مررت أنامل يسراها على الجبيرة في يسراها مجيبة باختصار شديد:
" لقد أسعفني يوم الحادث!"
بادلوها نظرة (تابعي!) لتسرد لهم ماتتذكره من يوم الحادث!...
كيف أنها كانت تقطع الطريق وكانت متنبهة ولكن السائق ظهر من العدم
مسرعًا ولا تذكر شيء غير اقتراب بيرت واستيقاظها على السرير في هذه الغرفة.
نظرت نحو جبيرة ساقها اليسرى بشرود وهي تكمل:" لقد مر شهرين!"
أجل شهرين من النوم على السرير بلا حرية منتظرة شفاء جروحها وعظامها المكسورة! جعل ذلك اليكس يتأثر وهو يكبت دموعه ضاغطًا بين عينيه بألم...
في حين مسحت آني كتفها بدعم وهي تبتسم للأخيرة...
تمتم نيو بعدم تصديق:" شهرين!"
ليردف متأثرًا بحماس:" أنتِ حقًا قوية! أنا مذهولٌ بك!"
تمتمت متوسعة العينين:" قوية!" اكملت بملامح جامدة والدموع تهدد
بشق طريقها:" أنا لست قوية على الإطلاق!"
تجمد الأخرين لوقع كلماتها وأكثرهم بيرت الذي وضع يده على رأسها
بعدم استيعاب يزم شفتيه مستنكرًا لما سمع...
في حين جلس نيو القرفصاء وهو ينظر لها بابتسامة:" بل قوية!
لو كنت مكانك كنت سأجن بكل تأكيد!"
تدفقت دموعها وهي عاجزة عن منع نفسها... لطالما كانت سريعة التأثر
وتعجز عن السيطرة على دموعها ولكنها في تلك اللحظة لم تكن حزينة...
بل كانت خليج مشاعر عجزت عن فرزها!
أخرج اليكس منديلًا ورقيًا من جيبه وهو يمده نحوها لتلتقطه آني الجالسة
بجانبها لتمسح به دموعها وهي تنظر بحدة نحو نيو بتوعد...
صادف ذلك دخول الطبيب وممرضتين وبعد التحية بين الطبيب وبيرت الذي
اعتذر عن تأخره وتصرفها الغير المبرر ، وذلك قبل أن يشرع الطبيب بعمله
بمساعدة الممرضتين... كانت آني الأكثر حماسة وحتى من آيرس!
ولكنه لم يكن عملًا سهلًا كما يبدو فقد استغرق وقتًا ملحوظا وصبرًا مُقدرا
من الطبيب الذي مارس عمله باحترافية.

بعد ما يزيد عن عشرين دقيقة أزيلت الجبيرة التي تمتد من رُكبتها،
عن ساقها تمامًا وأخذ الطبيب يتفحص الساق وهو يطلب منها تحريكها
واذا ما كانت تتألم... ثم طلب منها ان تقطع مسافة بين النافذة والسرير
ليرى النتيجة... انتهى الفحص الروتيني لما بعد خلع الجبيرة لآيرس
وبيرت ينظر لها بملامح خلطت بين السعادة والفخر...
غادر الطبيب وممرضتيه سعداء بدورهم فمريض آخر سيتابع حياته بطبيعية
متجاوزًا عائق الجبيرة... ولكن بيرت كان قد سبق وطلب من الطبيب تمديد
اقامتها في المشفى ريثما تتعالج تمامًا ... هو يدرك بعد رؤية طريقة
المعاملة التي اظهرها والدها أنها لن تتمكن من الاسترخاء! فمن يعامل
ابنته بتلك الطريقة المزرية ويصفعها فوق كدمات وجهها التي اختفت الآن
ويسحبها من شعرها شاتمًا اياها بالتأكيد لن يتردد في فعل الأسوء الذي
يمنع شفاءها التام!

-:" آيرس..."
التفت الجميع نحو آني التي بدت جادة الملامح لتردف مقطبة حواجبها
شاردة الذهن تنظر في الفراغ:" فتاة غبية مثلك... لا يجب أن تكون هشة!
أنت فتاة... وعليكِ أن تصبحي أقوى في هذا العالم اللعين!"
توسعت عينا آيرس وبيرت على وقع كلامها في حين أغمض الآخرين
عيناهما وقد شهدا لونها الحقيقي كثيرًا قبل الآن! فقد تداركت
الفتاة ظريفة المظهر قسوة الحياة في سن مبكرة! جعلها غالبًا ما تعبر
عن نفسها بعدائية!
ازدردت بندقية الشعر ريقها وهي تشهد نظراتها الحادة واستمر تبادل
النظرات بينهما الى أناضافت آني تكسر الجو بمرح وهي تضم نفسها:
" اقول هذا لأنني لا أحب الفتيات البكائات وأنا أرغب بأن اصبح صديقتكِ لذا....."
رفعها اليكس و وضعها على كتفه وهو يقول بملل:" يبدو أنكِ تحمست كثيرًا!"
ابتسم نيو مستمتعًا بتصرف اليكس العفوي في حين شرد بيرت يفكر بينه
وبين نفسه (فتاةٍ قوية!؟) متذكرًا الحادث الذي غير عالمه! الحادث الذي
حدث لم يكن لآيرس وحدها! ففي تلك اللحظة التي ارتفع جسدها في الهواء
قبل أن ترتطم بالأرض على جانبها الأيمن، كانت اللحظة التي افاق بيرت
من صندوقه وكان ذلك الحدث الرئيسي يومها!.
تمتم بيرت متسائلًا بخفوت:" وهل القوة هو الشيء الوحيد الذي تحتاجه؟!"
انتبه له الجميع في حين ابتسم نيو مقتربًا منه ووضع يده على كتفه مردفًا:
" لا تفكر كثيرًا ياصديقي... فأنت لن تفهم كيف يفكر عقل الفتيات عادةً!"
نظر للسقف بلا حيلة:" وأنت الخبير الذي يعرف اذًا؟!" أبعد ذراعه عن كتفه
وهو يبتعد مردفًا بانزعاج:" ثم ماعلاقة هذا بذلك؟!"
أبعد شعره الأشقر عن جبينه للخلف ليعود الشعر كما كان مباشرةً:
" لا علاقة! ولكني كان يجب أن أقولها!"
-:" هااااء؟"
-:" كما فهمت!"
-:" أجننت؟ أم تستهزأ وحسب؟"
ابتسم بسخرية متهكنًا:" لا أصدق ذلك! اذًا فأنت لم تفهم قصدي حقًا... جاهل!"
قال الأخيرة وهو يشد بوضوح فقط ليستفز بيرت وقد نجح بذلك فقد
كان مُنزعجًا ومُرتابًا لتصرف الأخير!
تدخلت آني التي ماتزال مرفوعة على كتف اليكس من قبل:" سيد بيرت...
ذكرني أن اعلمك الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا المزعج لاحقًا!"
ليسايرها هازئًا:" أشعر أنني أملك فكرة عن ما ستعلمينني اياه!"
قال ذلك وهو يبعد نيو برفسة فاشلة لتلحق آني بمكر مصاحب
لنشوة الإنتصار:" أهلًا بك في عالمي!"

وآيرس تضحك بخفوت على المشهد اذ أن عاود نيو ضم بيرت مرددًا صديقي...
صديقي! والأخير عاجز عن التخلص منه!
على غير العادة بقيّ بيرت في المشفى لفتره طويلة، هذا ما لاحظته
آيرس وهي تستمع لأحاديثهم الممتعة... فبالنسبة لها الوقت يمضي
ببطء حين تبقى وحيدة طوال النهار بلاحيلة!

خرجوا مودعين آيرس وقت الغداء وكانت آني ماتزال ترفض الذهاب
وتتوعد بالعودة لاحقًا! فقد جائت الممرضة التي تركتهم يبقون طويلًا
وهي تعرف أن هذه المريضة لا تستقبل الزوار عادةً، كان عليها تغيير
الضمادات حول عنقها و يدها اليمنى التي تكاد تُشفى كما جبينها ...
في النهاية خرجت الممرضة وقد ازالت الضمادات واكتفت بلصاقات
صغيرة بدل التضميد... .
بعد تناول الطعام توجهوا نحو عملهم وهم يملكون دافع جديد ليبذلوا
جهدًا أكبر كسبوه من آيرس التي تصبر لبطالتها متمددة على الفراش!


جلس يتناول العشاء مع والده بعد العودة من العمل وهو عاجز عن عدم
الشرود سعيدًا بما حققه لأجل نفسه وليس لطلب والده العجوز!
فوالده رجلُ ستيني كرس حياته لعمله وبنى الشركة في شبابه بمساعدة
ودعم والده... فقد زوجته الأولى في الثلاثين من عمره وتزوج ثانيةً بعد
ستة عشر سنة ليحظى ببيرت من هذا الزواج الذي لم يدخل السنتين!
فقد انفصل عن زوجته الثانية بسبب عدم التوافق...
استلقى بيرت على سريره محدقًا بالسقف وهو يستعيد احداث اليوم
وعينيه عاجزة عن اخفاء بريق السعادة... ليردف وهو يتذكر كلام آني:
" أقوى؟!"
استعاد آثر هذه الكلمة ذكرى قديمة لم يكن المفترض أنها علقت في
ذاكرته! عن امرأة شابة، تحتضنه متمتة بحب مزج بالتحذير:" بيرت...
عليك أن تكون قويًا!"
جلس ينظر حول نفسه ويمسح العرق عن جبينه:" ماهذا بحق خالق السموات؟!"
استنكر الذكرى واتهم نفسه بالهذيان... نهض ليندس تحت الدُش
في حمامه الخاص يغسل ارقه بعد أن اتهمه بتزييفه للذكرى عبثًا!
لكنه استعادها بتفاصيل أكثر وهو تحت الماء...
عن فتاة شابة ترتدي فستاناً أبيضاً قصيرا وحذاء طويل ذات شعرٍ
أشقر مصبوغ بالبصلي الفاتح تبتسم له وهي تدنو لمستواه
وتحمله لتضمه بحنان...:" لا بأس يا صغيري..."
ثم تمسح على شعرها بيسراها وتحرك جسده الصغير مسنده اياه على
خصرها مردفة بنفس الابتسامة:" عزيزي بيرت... عليك أن تكون قويًا!"

انتفض بعدم تصديق جاحض العينين من نومه:" ماكان ذلك؟!"
متى خلد للنوم؟ هل كان يحلم؟ لا ليس حلمًا فقد كان لها طعم حلو ومر...
لكنه عجز عن تذكر هويتها!

نهض ليرتدي زيه الموحد مستنكرًا وجلس في غرفة الطعام ليحضى
بفطوره المبكر كالعادة قبل التوجه للمدرسة... آخر سنة له يريد بالطبع
ومن كل قلبه أن ينهي هذه المرحلة بسرعة كما تمنى سابقًا انهاء الإعدادية
والابتدائية طوال فترة الخوض بها! وجد نفسه يكبر بسرعة متناسيًا العاب
الطفولة وفترة المراهقة ليجد نفسه على مشارف البلوغ!
لقد كان دائمًا يردد لنفسه:" يجب أن أكبر بسرعة!"

كان يدون في مفكرته المزيد من الأفكار للعبة التي هي مشروعه الخاص ...
اذا نجحت ولو بنسبة ضئيلة فسيعترف والده به ! ولأجل عدم استثمار الكثير
من الموارد والاستثمار بأقل منابع مالية قرر عدم المخاطرة وجعلها لعبة
للأجهزة اللوحية والأندرويد ...
تمتم شاردًا:" بقي شهرين فقط! علي أن أسرع بالعمل عليها!"
استعاد شيء من انتباهه حين فتح مارتن الباب له، ليجد أنه وصل للمشفى!
ترجل متوجهاً نحو الردهة الواسعة متخطيًا المارة... صعد بالمصعد بعد أن
طلبه منتظرًا لبعض الوقت، لكنه كان مكتضًا بعد أن ركبه فخرج منه قبل أن
يعود له شعور الاختناق! فتحرك يصعد الطوابق الأربعة عبر السلالم التي
كانت هادئة وبالكاد تستعمل! هو حتى لايذكر سبب رهابه للأماكن الضيقة
والمغلقة... فقد اكتفى والده بقول أن بسبب انه حبس سهوًا بسبب قلة
مسؤولية أحد الخدم في أثناء التخييم بالكوخ الجبلي... لم يشرح له الكثير
فقط يكرر نفس الشيء دائمًا! وصل للغرفة وهو يحمل السوسنة بيده
ودخل بعد الطرق ثلاثة مرات مباشرةً...
وصله صوتها المتزامن مع فتحه للباب تردف بضحكة خافتة:" انه بيرت!"
رمق المتواجدون حولها باستنكار! ثم حملق يزم شفتيه ممتعضًا لهذا اللقاء...
ضحك نيو الذي كان يقف ليمين سريرها بسخرية في حين اليكس على اليسار
وآني تجلس على السرير وهي تأكل الدونات وترمقه بنظرة بلهاء،
ابتلعت ما بفمها ولعقت ابهامها تبتسم لبيرت بمكر لم يفهمه الآخير...
اغلق بيرت الباب بملل وتقدم وهو يلقي التحية:" صباح الخير! "
اردف وقد وضع الزهرة في مكانها وأخذ القديمة بملل:" أليس لديكم مدرسة؟!
ما الذي تفعلونه هنا بحق السماء؟"
أجابته آني ببلاهة ووقاحة وهي تحرك قدمها بطفولية:" المدرسة للأغبياء!"
توسعت بؤبؤيه ليوضح اليكس مستنكرًا:" تقصد أنها تخرجت من الثانوية قبل سنتين! "
اردف نيو شاردًا بقهوائيتيه للسقف مبتسمًا:" ثلاثتنا كذلك!"
جالت آيرس بعينيها مستفسرة:"هل أنتم بذلك الذكاء؟!"
أومأت آني بابتسامة بلهاء وهي تقضم قطعة دونات أخرى.... اقترب نيو
ينتشل القطعة أوماتبقى منها منزعجًا:" يكفي! لم تتذوق آيرس الدونات مع
أننا أحضرناها لها!"
نزلت من السرير تحاول استعادتها وقد كانت الأخيرة، حملها للأعلى ينظر
لها بانزعاج سرعان ما تحول للسخرية وهي تحاول القفز عاجزة عن تجاوز
وجهه... ابتسم مستفزًا اياها:" قصيرة!"
ولم تكن الإجابة سوى ضربة مباشرة على الوجه! تنهد اليكس الذي مل
من الأسطوانة وهو يقترب من نيو يساعده على النهوض بدل امساك
الفتاة العصبية:" توقف عن ازعاجها!"
قهقه وهو ينفض ملابسه مبتسمًا رغم نظافة الأرضية:" وافوت رؤية هذه
الملامح الظريفة؟!"
تجمدت آني وسرت القشعريرة في جسدها وهي تضم نفسها مشمئزة:
" اغرب عن وجهي!"
ثم أمسكت ذراع اليكس تتخذه درعًا وهي تردف بانزعاج:" منحرف!"
كان آيرس وبيرت قد اتخذوا موقف المشاهدين المستغربين، الى أن قهقت
ايرس بخفوت فلفتت انتباه بيرت الذي اقترب منها مردفًا:" كيف حالك اليوم؟"
حركت ساقيها وضمتهم تحرك أصابع قدمها:" مارأيك أنت؟"
ابتسم وهو يضع يده على رأسها:" هنيئًا لكِ... صبرت كثيرًا."

بقيَ بيرت يتابع الأحداث والآخرين يمزحون ويشاركون آيرس في حديثهم
وهي تبتسم كثيرًا في حين آني و بحضورها القوي تسيطر على الجو العام
وهي تتحدث عن حبها الشديد للسكاكر والحلويات بانواعها... ونيو يسخرمنها
وينعتها بالطفلة والقصيرة متعمدًا.. واليكس استسلم تاركًا نيو ينال مايستحقه!
نظر نحو ايرس المستمتعة بالحديث وهي تبتسم بلطف شديد وتغمض عينيها
وسرح لبعض الوقت، تشوشت رؤيته ففرك عينيه بطرف معصمه ليعاود النظر وقد شرد بملامحها متوسع العينين وهو يستعيد الذكرى بشكلٍ أوضح...
مسحت على شعره بيسراها وهيّ تحرك جسده الصغير تحتضنه بنفس الابتسامة:
" عزيزي بيرت... عليك أن تكون قوياً!... سأتركك لبعض الوقت لكن،
اعتني بنفسكَ من أجلي.. ابتسم كثيرًا! "
وسالت الدموع من زرقاوتيها وسط ابتسامتها الحانية!
تشوشت رؤيته وصدى كلماتها يتردد في رأسه... بقي مجفلًا
وهو يستنكر ماتذكره... فقد شعر ببحة قوية وعجز عن التنفس بسبب
ضيق لم يدرك سببه...
خرج مستدركًا نفسه ووقف بجانب نافذة مطلة على الخارج في نهاية
الرواق يجدد الهواء في رئتيه وهو يضغط بين عينيه باصابع عسراه
وهو يتكئ على النافذة مشوشًا...
-:" هل أنت بخير يا صديقي؟"
التفت لمصدر الصوت خلفه متفاجئ، تنهد بملل وهو يردف مُجيبًا:" بخير!"
استنكر اجابته فقد رأه مجفلًا وعاجز عن التنفس قبل أن ينسحب بهدوء...
اقترب بحذر وهو يضع يده على كتفه:" أنت تعرف أنك تستطيع الإعتماد علي؟!"
تنهدوهو يعيد نظره لخارج النافذة متكئاً بكوعيه يحني جسده لمستواها
المتدني مبتعدًا عن نيو...:" ولما عليّ ذلك؟"
أمسكه من كتفه من جديد وهو يديره نحوه بسرعة ليقول بشيء من الشك
والانزعاج:" ولما وجد الأصدقاء بحق السماء؟!"
تسمر الأخير عاجزًا عن الرد سوى بدمعة صغيرة تمردت وعصت سجانها....
ولم يجد نيو غير الحملقة مستنكرًا للموقف.
أهو بذلك الحزن؟!



* يُتبع *


https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

JAN 05-03-2020 01:16 PM


https://www.arabsharing.com/do.php?img=229298https://www.arabsharing.com/do.php?img=225270

https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png

Y a g i m a


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




اهلا اهلا
صباح الخير لجميلتنا فري :& ق5
كيف حالك اليرم ؟ ، و كيف الصيام …تقبل الله منا و منكم ق5

ابداع اخر …سحر اخر ق6
تبهويتي في كل مره !
حروفك تجذبني دائمت كاللعنة ق5
عشقت و مازلت استمر بعشقي لجميع كتاباتك ق5
و دايما افكر هل راح تكون كتاباتي لها صدى كالسحر مثل فري ؟ ق4

اولا العنوان : جماااااللللهههه يا بنت ق1 ق1
حقيقي جميل جداً خطف قلبي :&
يعبر عن قوة و الم
يمثل بيرت بالضبططططط ! ق1

التصميم
جميل جدا الوانه متناسقه
لأكون صريحة معك انا مو من محبين الالوان الغامقة و الخلفيات السوداء
احاول اتماشى و احبها :يب: ق1
بس شكل النظرة راح تختلف مع روايتك ق5


القصة
ااامممممم جميلة !
بس عندي احساس ان هذا مو كل شي
فتاة و حادث و اصدقاء و بطل غامض !
انا متأكدة ان في شيئ خلف الستار :&
وينتظر الوقت المناسب لظهور ق1


الشخصيات
ما احتاج اقول !
بيرت و ايرس سرقوا قلبي ق6
بيرت بشخصته الغامضة و المتبعثرة و المشتتة !
ايرس بهدوئها و لطافتها و قصتها المبهمه الى الان !
الثلاثي المرح
و اظن ان هناك عشق بدأ بنموا بينهم ق1


ليس لدي الكثير لأقوله
سوى اتمنى لك التقدم دائما و الافضل ق1
متابعة لأبداعك دائما


جانسو ق4 .

Relena 05-03-2020 03:40 PM

https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gifhttps://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png
كريس

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكِ عزيزتيق6
لا أعلم هل علي معاتبتكِ لانكِ لم تخبريني عن الرواية من البداية-_-4
أم أشكركِ لأنكِ على أقل أرسلتي لي دعوة:ناميا:
لأكون صادقة مر وقت طويل جداََ منذُ أن قرأت رواية بهذه الروعةبكاء5
أعجز عن وصف روايتكِ عزيزتي فلا أظن أن هناك كلمات قد تعبر عما فعلته روايتكِ بييب5
أنا كلماتكِ أخذتني لعالم أخرheart7
العنوان: حقاً رائع و جذب جعلني أتعجب من المقصود فيهheart8
التصميم:لا أعلم لما لا يظهر معيبكاء8 ولكن متأكدة بأنه جميلق4
القصة: أحببتها وأدمتنها أيضاًق4
الشخصيات: بيرت فيالبداية ظننت أنه سيكون مغروراً و متفاخر بنفسه لكني بدأت أعجب بشخصيته الآن هو يشبهني نوع ما:smile7:
ايرس مسكينة لماذا يعاملها والدها بهذه القسوة وأعتقد بأن لها دوراً هاماً في صحوة بيرت؟1
أما عن نيو و آني و أليكس أحببتهم فهم مرحيين و أذكياء أيضاً أتمنى لو لدي أصدقاء مثلهميب7
الأسلوب: عزيزتي لديكِِ سحر رائع في انتقاء الكلمات المؤثرheart8
أتمنى أن لا تحرميننا من إبداعكِ هذاق4
ولا تنسي أن ترسلي لي في كل مرة كما تعلمين الزهايمر وما يفعلهه7
أتمنى لك دوام التوفيق و الإبداعنجمه7cute6
دمتِ بود
في حفظ الرحمن ورعايته
وفقكِ الله

ANLOR 05-04-2020 05:37 AM

https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gifhttps://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png
كريس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك فريال؟ احوالك مع رمضان والجو والدراسة وكذا؟ هع1 ق1
ان شاء الله تمام هع1 ق0 ق0
هيهي يياااااااااااااااااااي واخيرا فصل جديد رقص1 ق1 ق1 ق1
احسن اني انتظرت بأيام قليلا ما حسيت اني بنتظر كثير وهذا رائع :كاواي: .. ما اعنيه انك ما تتأخري بتنزيل الفصول وتنزليها حسب الأيام الي حددتيها هع3
أهنئك على نشاطك عاااااااااا happy1
يلا بلا مقدمات وننتقل للفصل ركض1 ق1 .....

الفصل الثاني مرتب وجميل ورائع وو بكاء5 ق1 ... انا بقول لك اختصار حبي للفصل الثاني "قيوط" وبس XD ... ههه لا بجيلك وبوريكي شو الكيوت بالقصة هه هه5 ق1 ق1

بس اولا حابة اشكرك على تكبير الخط ونوعه يب4 ق1 ... صار موعد قرائتي بقصتك لما انام هه هه8 ق1 واحس ان هذا اجمل شيء بالنسبة لي اقرأ روايتك الجميلة وانام احي احلى شيء شكر5
الهيدر والتصميم وكذا لونه جد حلو يخليني ارتاح انا اقرأ في فراشي الي ما افتح فيه ضواء هه8 ق1
لذا يا بنت تعرفي متى يكون مزاجي في القرائة وهو لما انام هه8 ق1 .. احسنتي التوقيت كأنك ماماتي تقولي لي يلا قومي بحكيلك قصة XD

المهم المهم الأن بنتقل للقطاتي المفضلة بالجزء الثاني هع1

دخلت أحد الممرضات لتطمئن عليها قائلة:" كيف تشعرين يا آي....."
شهقت لتبتر جملتها وهي تراها تخرج جسدها العلوي من النافذة تراقب الخارج
بنظرات عميقة.... اقتربت منها بسرعة وهي تقول باهتمام كبير:" ما الذي تفعلينه
بالتحرك من مكانك وحدك ، ماتزال كسورك وجروحك لم تشف تمامًا!"

يمااااا ايه دا؟؟ *تنظر نظرات الشكوك* لما قرأتها فكرت انها بتنتحر stop2 .. عاد ما عندي شيء غير مسكينة بكاء5 قلب0


استوقفه الطبيب المسؤول عن حالة آيرس وهو يتحدث معه عن مريضته
ببعض الأمور، قطب حاجبيه منزعجًا لما سمعه فتجاوز الطبيب نحو الغرفة
التي حفظها عن ظهر قلب وهو يفتح الباب بغير طرقه غاضبًا ليجد الممرضة
تفتح الشاش عن جبينها ببطء... منحتا انتباههما نحو الوافد الغاضب مستغربتين،
لترتخي ملامحه وهو يشهد عن سقوط الضمادة عن جبينها ليظهر الجرح تحته وقد
أصبح شبه منغلق... اسرعت المُمرضة ووضعت لصاقة صغيرة على الجرح
وخرجت معتذرة!

ليه كذا غضبان -_-3 ... اعتقد غضبه يرجع بكون الممرضين ما يعرفون كيف يعاملون ايريس ف7
عاد مدري بس تخيلته وهو غضبان هه5 ... شوفوا انا خيالي كبيير لذا تخيلته مز شكر5 + من رسمك وخيالي صار دببببل مز حواجب2خير4

ابتسمت ببلاهة وهي تخفي سخريتها للموقف السخيف ليردف وهو يعيد
شعرها لخلف اذنها بيسراه:" ربما من الأفضل أن تربطي شعرك!
انه يبدو مزعجاً لك!"
مد يده في جيب سترته وأخرج علبة متوسطة تضم مجموعة ربطات شعر ملونة وفتحها أمامها قائلًا:" أي لون؟"
نظرت نحو العلبة مستغربة وهي تقول باعجاب:" لطالما أحببت الأصفر!"
أخرج الربطة الصفراء واغلق العلبة ووضعا بجانبها ثم جلس خلفها وهو يخرج
المشط من الدرج ليرتب شعرها ويربط شعرها البندقي الطويل والكثيف
في الأعلى ثم أعاد تمشيط أطرافه.... حمل المرآة من على الطاولة بجانب
المزهرية ليريها كيف تبدو! أخذت المرآة بيسراها وبدأت تنظر لنفسها باعجاب!
كما لوكانت أول مرة تربط شعرها الحريري... مرر يده بين خصلات شعرها
المربوط وهو يردف بشيء من الحدة وهي تنظر لوجهه عبر المرآة متوسعة
العينين تفغر فاهها بدهشة لنبرته الجادة:" حري بك أن تكوني صادقة!
ولم تكوني تحاولين ايذاء نفسك حقًا!"

عاد اقدر الأن اقول ان هذه اكثر لقطة كيوتة قريتها بالجزء هذا بكاء5 ق1
مدري عاد قيوطين كذا كيف بيرت يلعب بشرعها ويسرح لها وكذا وكأنه اوني-تشان ص0
صراحة حبيت كيف كتبتي وصفك هنا ما توقفت عن الكياتة والتخيل لما قريته هه5 ق1 ق1

_____

اعتقد هذا كل ما لدي هه5 ق1 ق1 .. ذولي الأجزاء بالذات المفضلات لي هه8 ق1 ..
جاري الايك وكذا وعذريني على تقصيري بالرد و تشاااااو رقص1 ق1 ق1 ~



شَفَق. 05-05-2020 05:32 PM

https://c.top4top.io/p_1539x1d5v2.gifhttps://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png
كريس
مرحباً فريّ، غومين عالتأخير ص1
الفصل كان ممتع بحق بيس2
ايرس تشبهني اكثر وأحببتها أكثر :( ق1
بس ملكة الفصل أني هه5 بييس2
صدقاً تعطي للرواية جو خاص ملكو الرفسات ذي هع1 ق1
حبيت لما بيرت عمل مثلها ضحك4
ومسكين نيو هع1
اللحظة الي قالت فيها اني عليكِ أن تصبحي أقوى انا كنت اتأمل فعلا كلامها قوي هنا ويعطي. دافع ص1
بس ما اتوقعت ابداً بيرت يسمح لهم يجوا معه لايرس ضحك4!
وحبيت جو الحفل الصغير بفك جبيرة ايرس هع1
اتمنى تشفى بسرعة احس الاجواء بتصير احلى ص2
وصحيح لمحنا شيء عن بصلية الشعر الاشقر هه8 بيس2
اذا هو ابن الزوجة الثانية? :نفسية:
متحمسة لشغلهم عاللعبة :55: بيس2
اسفة مرة ةانية عالتأخير، شكراً لأنك تعطينا جزء من وقتكم لكتابة هالمشاعر الحلوة ق1 ق1

AM. 05-05-2020 10:58 PM

https://b.top4top.io/p_15397xevj1.gifhttps://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاتهق1
ععااهه روايَة جديدة من أجمل وألطَف الكاتبات عندي مع تصنيفي اللي أحبّه! ق1
وفصولها قصيرة كمان!! تحمّسست أكثر!
مادري متى بقرأها لكن برجع لكcute8



سيـرَان. 05-06-2020 10:12 PM

https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gifhttps://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png
كريس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ. تاج2
وأخيراً ردي على الفصل الثااااااني.:مرح:<<< الناس تفرح انو الفصل نزل انا افرح اني تفرغت لكتابة الرد. ضحك4قلب0
الفصل حماس، اول قريت ربع منه بس نسيت ايش قريت فرجعت اقراه كله من الاول عشان انشط ذاكرتي التعبانة. هه8
شسسسسمة كما في الفصل الأول، جد اسلوبج بالكتابة منتظم، اساساً اسلوبج موحد،
مو كل جزء او كل فصل بمزاج مختلف، وهذا يلي حببني بالرواية،
وان شاء الله احبها اكثر لدرجة اكتب رد على الفصل قبل نزوله..
لاتساليني على شنو ناوية وايش اخطط.:قمر1: اخاف اخبرج وتخبي ملفات الرواية الاصلية عني.هه8بيس2
الفصل كان قصير وكيوت، يتناسب مع طريقتي بالقراءة ووقتي الكيوت.هه9بيس2
بالمناسبة حبيت عنوان الفصل، جميل وملائم.ق1ق1 هو الفصل من عموانه من اسلزبه من طريقة سرده، كله نايس.:55:ق1
ما انكر ولا اخبي عليج لما دخلت الممرضات عليها بالغرفة عبالي كانت جاية تنتحر.:)بيس2
بس الوصف حقج خفف واقع هالصدمة علي، الحمدلله تعدى المشهد بدون غثاثة.ضحك4بيس2
بخصوص بيرت، هذا صح انه صغير بالعمر بس لما اشوفه يدون ويفكر ويشتغل بخصوص تصميم اللعبة..
فبصير احسه رجل اعمال كبير واكبر من عمره على الأقل، كانه رجل صغير.:قمر1:
فجأة اجى عبالي اغني اغنيةكونان كونان الرجل صغير.xD معليش تحمست هه8بيس2
آني شخصية حلوة، بهالجزء تعرفت اكثر على الشخصيات.xDDDD اساساً شكلها كيوت.بيس2ق1
ضحكت على مشهد الدونات.ضحك4بيس2 شكلها آني دائماً ماخذة وضعية المسيطرة الوحيدة على الجو.ضحك1
لما كان شارذ الذهن ويركز على آيرس والآخرين حسيت انه اكثر مشهد عاطفي وكيوت شفته بهالفصل.xDDDD
" عزيزي بيرت... عليك أن تكون قوياً!... سأتركك لبعض الوقت لكن،
اعتني بنفسكَ من أجلي.. ابتسم كثيرًا! "
هالكلام مؤثر.:قمر1:ق1 حبيت هالجزء من الفصل، اكثر جزء من الفصل حبيته صدقاً.ق1ق1
استمتعت بالفصل واترقب الفصل القادم مع الشخصية اللي جاء تلميحج عليها.:قمر1:بيس2ق1

آرمين 05-06-2020 11:13 PM

- يُثبت لمدة أربع أيام ق2

فِريـال 05-07-2020 07:55 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819





الفصل 3: أريد أن اعرف...!


-:" هل أنت بخير يا صديقي؟"
التفت لمصدر الصوت خلفه متفاجئاً، تنهد بملل وهو يردف مُجيبًا:" بخير!"
استنكر اجابته فقد رآه مجفلًا وعاجزا عن التنفس قبل أن ينسحب بهدوء...
اقترب بحذر وهو يضع يده على كتفه:" أنت تعرف أنك تستطيع الإعتماد علي؟!"
تنهدوهو يعيد نظره لخارج النافذة متكئاً بكوعيه ويحني جسده
لمستواها المتدني مبتعدًا عن نيو...
-:" ولما عليّ ذلك؟"
أمسكه من كتفه من جديد وهو يديره نحوه بسرعة ليقول بشيء من الشك والإنزعاج
:" ولما وجد الأصدقاء بحق السماء؟!"
تسمر الأخير عاجزًا عن الرد سوى بدمعة صغيرة تمردت وعصت سجانها....
ولم يجد نيو غير الحملقة مستنكرًا للموقف.
أهو بذلك الحزن؟!
أبعد يده بانزعاج وانسحب هاربًا من سيل الأسئلة المحتملة والتي لايملك الإجابة لها!
تقدم خلفه ببضع خطوات ليوقفه، توقف فجأة وقد قرر منحه حريته!
ففي اعتقاد بيرت نيو ليس صديقه بعد! هذا مافكر نيو به.

توجه نحو المدرسة حيث حضر صفوفه غائب الذهن طوال الوقت، يحاول تذكر تلك
السيدة الشابة شديدة الجمال ببشرتها الناصعة وشفتيها المطلية بأحمر شفاء داكن،
تبتسم بعفوية وزرقاوتاها تبرق بتحدٍ مثيرٌ للإهتمام! في عقدها الثاني
وتسدل شعرها الأشقر والمصبوغ بالبصلي خلفها بحرية.
تنهد بيرت بملل بعد أن شرد بملامحها طويلًا، تناول مفكرته ليدون المزيد من
الملاحظات قبل أن تتحرر ذكرى أخرى استنكرها بشدة! نظر نحو المفكرة
لتتلاشى الكلمات والحروف من أمامه ولم يعد يرى سوى ابتسامتها!
كان يجلس وحده في غرفة واسعة ذات تصميم طفولي وهو يلعب
بالسيارة الزرقاء ... لم يغب عن بيرت تذكر ذلك الشعور الموحش بالألم
كونه وحيدًا وحزينًا للغاية يستفقد وجود أحدهم!
مسح عينيه بطرف يسراه الخارجي ليستعيد شتاته مبصرًا فإذا بالذكرى تكتمل،
دخلت تلك السيدة الشابة وهي ترتدي فستانًا أسود أنيق يصل لمنتصف فخذيها
وتحمل معطف فرو أبيض وحقيبة يد سوداء...
أبعدت نظاراتها الشمسية وتركتها من يدها وهي تجثو على ركبتيها تاركة
المعطف وحقيبتها من يسراها وفتحت يدها له، تقدم بسعادة بالغة
بخطوات قدميه الصغيرتين ليحتضنها، فتبدد شعور الألم والإستفقاد
وحل مكانه السعادة الغامرة في الحضن الدافئ الذي احتواه بحب...
مررت يدها على رأسه وحملته على جنبها وهيّ تخلع حذائها الأسود العالي
لتسير بحرية في الأرجاء وتوجهت نحو الأريكة ذات التصميم الطفولي لأحد
الشخصيات الكرتونية بدى كَـمكوين... أبقته جالسًا على ساقيها وتحتضنه لفترة...
قالت وهي تملئ أنفها بعبق رائحته بشوق:" اشتقت اليك كثيرًا!"
ثم قبلت وجنتاه المتوردتان بعشوائية تروي شوقها
أردف بنبرة طفولية وقد اجتهد ليخفي دموعه:" لقد انتظرتك طويلًا!"
احتوت وجهه بكفيها لتقول بدلال:" لم تنزعج مني لإنشغالي بالعمل أليس كذلك؟"
تمتم معاتبًا بعبوس:" أنتي وأبي تعملان طوال الوقت ولاتمتلكان وقتاً لي!"
ابتسمت بألم لتردف بحنان:" ولكن ذلك لا يقلل من حبنا لك! لابد أنك
كُنت تشعر بالوحدة في غيابنا، أنا آسفة ياصغيري!"
عدل جسده ليبتعد قليلًا ليحرك قدميه بطفولية يعبس مُضيقًا عيناه:" لاأحد يلعب معي!
أجلس في غرفة اللعب طوال الوقت لكنني لاأستمتع حقًا!"
ابتسمت لبساطة تفكيره وهي تمرر أصابعها بين خصلاته وتعبث بشعره الأسود:
"حين تكبر يابيرت ستعذر انشغالاتي، في الوقت الراهن عليك أن تدرك أمر واحد فقط..."
قربته لصدرها وهيّ تردف بحبور:" أنا أحبكَ كثيرًا!"
ابتسم يقول بحماسة جلية:" حقًا؟!"
رفعت وجهه بكفيها وقبلت جبينه مجيبة:" حقًا.... حقًا...... حقًا!"
استفسر بسعادة محافظًا على حماسه:" وكم تحبينني!"
حملته على خصرها تتجه نحو النافذة وتشير بيسراها:" اكثر من وسعة السماء!"

ولم يشعر بنفسه فاغرا فاهه مصدومًا وقد أوقع قلم الحبر الأزرق من يده ثم تبعه
المفكرة... وقد لفت انتباه الفتاة التي تجلس أمامه والشابين الذين يجلسان في كلا جانبيه...
استولى الحزن عليه مرافقًا الفراق وحنين مع شيء من السعادة في الوقت ذاته...
استعاد شتاته مُبصرًا لينحني ملتقطًا المفكرة والقلم مستنكرًا لخليج المشاعر الذي احتواه...
ازداد فضوله نحوى هوية السيدة التي بدت شخصًا عزيز لم يعد له وجود
في حاضره... من تكون صاحبة الإبتسامة الحانية؟ كيف لايتذكرها جيدًا؟
كيف لشخص كان يدعي يومًا أنه يُحبه بحجم السماء بل وأكثر،
أن يختفي من حاضره؟



استعاد شيء من وعيه ومارتن يسأله عن وجهته، ليُجيب بشرود:"الشركة كالعادة!"
استقر في الردهة الواسعة مُتقابلًا مع المصعد وهو غير قادر على فهم التناقض
بين الذكرى ومشاعره في الماضي وحاضره الذي لا يضم هذه السيدة في
أي رُكنٍ من زوايا حياته... تمتم بشرود:" أيعقل بأنه لم يعد لها وجود؟!"
كسر قصر أفكاره الزجاجي صوت متسائل بجانبه:" من التي لم يعد لها وجود؟"
جفل للصوت الذي هز جسده فزعًا ونظر نحوه بفتور:" ألا يفترض أن تكون في
المختبر تعمل على أداء وظيفتك ما الذي تفعله هُنا يانيو؟"
رفع علبة مُتوسطة الحجم مُتململًا:" انهُ وقت الإستراحة، سنعود للعمل بعد ساعة
ونعمل حتى المساء... طلبت آني أن أحضر الدونات لها!"
نظر نحو نيو ثم للعلبة بملامح فارغة.... ليردف بملل:" في المرة السابقة كُنت
تحمل علبة مماثلة، أكانت لآني أيضًا؟!"
تنهد بقلة حيلة مجيبًا:" قصة حياتي! فآني تكره البائع في محل الدونات هذا،
ولكنها تفضل طعمهم على أي محل آخر!... لذا تطلب مني شرائها لها!"
ابتسم بيرت بسخرية مردفًا:" يالها من مأساة!"
أيد نيو الذي لم يدرك قصد بيرت بالإستخفاف بمشاكله بإيماء، فبالنسبة لبيرت
وجدها قطرة في عالمه كما لوكانت حشرة في الجو وآخرهمه!
اردف نيو بتمسكن:" وتغضب على كل مزحة تلطف الجو كما لو كُنت
سبب مشاكل الكون!"
نظر بيرت نحو المصعد الذي يُفتح بابه:" ربما يزعجها شكل وجهك وحسب!"
بقي محملقًا بالمصعد بتردد ليدفعه نيو قائلًا:" لا تقلق... لن يحدث شيء سأكون معك!"
وقف جانبًا وهو يكتف يديه بانزعاج متمتمًا:" لا استبعد أن تكون جالب لسوء الحظ، فيتكرر الأمر!"
قال نيو وقد وضع يمناه على صدره بتمثيل:" أوتش! لقد كُسر شيءٍ ما!"
ابتسم بيرت وهو يطلب القبو بدل الطابق السادس بلا شعور:" قلبك في الجهة الأخرى!"
ليس كأن النزول للقبو يتطلب مصعد! انما حضور نيو جعله ينسى سبب انتظاره
الحقيقي! وجد نفسه يتجه مع نيو بلا وعي نحو تلك الغرفة التي وجدها دافئة
ومريحة، مكان يتمنى التواجد به بلا شعور!.
وصلا للقبو وتجاوزا بضعة أبواب التي تضم دعمًا لأقسام الشركة ووقفوا بجانب
الإستراحة الخاصة، كان يحمل معه حقيبة سوداء مختلفة عن التي تخص كتبه
المدرسية، يحمل فيها لوحه الإلكتروني وحاسوب محمول للطوارئ ومفكرته السوداء
التي يدون فيها افكاره المستقبلية وخططه للشركة... وبعض الأقراص المدمجة
والتصاميم المنوعة ...
دخلا حيث كان اليكس الهادئ بطبعه يدلك اصابع يديها ولم يخف عن بيرت الإرهاق
البادي على ملامحها، لم يكن تعب وحسب بل الأعصاب تالفة وبشدة!
فقد كانت تتذمر كثيرًا وعيونها تبرق بيأس وانهاك شديد...
نظر له نيو ليقول بنبرة غير مسموعة للآخرين:" لقد تشاجرت مع مصمم لعبة حرب الزونو!"
تمتم بيرت بنفس النبرة :" مع من كان الحق؟!"
تنهد نيو وهو يأخذ نفساً عميقاً ويزفره ببطء:" حين يحدث موقف مشابه يكون
الحق مع آني مع أن أسلوبها بإبداء موقفها متغطرس! مع أنه لايبدو عليها ذلك،
لكنها أذكى واحدة بيننا! وحين يتعلق بتقييم الألعاب فهي دائمًا على حق!"
شرد بيرت يحدث نفسه:" اذا كان نيو يقول ذلك... فلابد أن يكون كذلك!؟
لدي فضول لرؤية ملف انجازاتها بكل تفاصيلها."
تقدم نيو يبتسم ببلاهة:" وصلت الدونات!" لحق بيرت به بخطى بطيئة في
حين كانت آني تنظر للأعلى بسعادة وهي تتمدد على ظهرها تعطي قدميها
لأليكس الذي يدلكهما لها بملامح هادئة...
اردفت متناسية انزعاجها:" وصل دواء آني!"
مدت يديها تأخذ العلبة في الهواء وفتحتها مباشرة وتناولت أحدها مبتسمة...
توجه بيرت نحو الثلاجة الصغيرة وأخذ عبوة ماء وارتشف منها عدة جرعات قبل أن
ينتبه لنفسه أخيرًا... اختنق ببعض الماء الذي دخل في أنفه وبدأ يسعل متداركًا
نفسه! حدث نفسه بشك:" ما الذي أتى بي لهذا المكان بحق السماء؟!"
أخرج منديل مطرز الحواف ومسح الماء من على وجهه بنظرة مستائة...
اغلق العبوة واتجه نحو الأريكة المدورة بلا حيلة وجلس في الزاوية الأبعد
عن الباب بعد أن استقر نيو بجانب اليكس...
جلس بصمت كما الجميع يعبث بالعبوة بعشوائية في حين لم يدرك النظرات
الموجهه لة باستفهام مستنكرين سبب حضوره! الإجتماع غدًا! تركه للعطلة
لتتناسب مع اوقات فراغهم جميعًا وعلى رأسهم هو!

كسر نيو الصمت حين قال هازئا:"اذا استمريت بأكل الحلوى بشراهة
فسيأتي يومٌ تصبحين هكذا...."
قال الأخيرة وهو يشدُ وجهه... وعلى عكس توقعه فهيّ لم تغضب أو تنزعج
من مزاحه كالعادة بل عدلت وضع جلوسها تأخذ قطعة أخرى من العلبة تجيبه بتبرم:
"الذين يستعملون عقولهم كما ينبغي... لا يقلقون من نسبة النشويات وشكل
أجسامهم مستقبلاً! هذا شيء كان عليك أن تدركه من بين الجميع أيها المتحاذق!"
ابتسم اليكس الذي توقع رد مماثل وهو يومأ مؤيدًا وهو يغلق عينيه في حين
تنهد نيو بملل:" ممل! هذا أسوء رد فعل على الإطلاق."
أجابه اليكس بسخرية ممازحًا:" أتفضل الركل والرفس؟!"
أدخل بيرت نفسه بالحديث بلاشعور وهو شارد بجهازه اللوحي:" يبدو كذلك!"
نظروا نحوه لتبتسم آني وهي تقترب منه متجاوزة اليكس ونيو ولاحقًا بيرت
لتجلس يساره تراقب مايفعله على جهازه اللوحي وعكس التوقعات كان يلعب!
في حين يظن من حوله أنه يعمل على شيء بجهازه، يستغل الفرصة ليلعب
بأحد العاب الشركة المفضلة لديه!... شيئاً فشيئاً اندمجت آني تردد وهي تراقب
لعِبَه...:" اعلى... اقفز... استدر... سيهاجمك من اليسار!... اركله بقوة.....
تابع الضغط.... لا..... لقد نال منك!"
كان بيرت ينفذ تعليماتها مندمجًا بلاوعي، وما ان خسر حتى بان شيء من
الإستياء على وجهه!:" انهُ يُخسِرُني في نفس النقطة في كل مرة!"
حركت آني أصابعها على اللوح وهي تعيد ترتيب بعض الإعدادات لتقول بعد انتهاءها:" جرب الآن.."
وبالفعل... ولأول مرة نجح بيرت وتجاوز العقبة بل وأكمل بضعة مراحل
بسرعة غير متوقعة بدعم آني له...
ترك الجهاز من يده مستعيدًا انتباهه ليردف بذهول:" كيف يعقل لشخص بمثل
مهارتك أن يبقى مجرد مختبر ألعاب؟!... لا اقصد الإهانة ولكن،
انا مُنذهل من قدراتكِ!"
ابتسمت آني متوردة لمديح بيرت وأغمضت عينيها مردفة:" لاداعي للمبالغة!"
استنكر بيرت تواضعها ليشرد بلوحه الإلكتروني مفكرًا بعمق قبل أن يردف:
" بل الأمر طبيعي!"
لفت انتباه الجميع ليكمل وهو على حاله:" فأنتِ بارعة في هذه الوظيفة لدرجة
أن تركك لها سيسيء لجودة الألعاب التي تتخطى الاختبار ليتم نشرها!"
توردت آني حتى اذنيها لما قاله... فقد كانت دائمًا تتسائل لماذا لا يُغيرونها في
الفريق! جائت مع اليكس قبل سنتين ومع ذلك تلقى اليكس عروض للإنضمام لفريق
التصميم، لكنه رفضها دائمًا وفي آخر مرة أفصح عن سبب رفضه بعد الحاح آني
المستمر لقبول العرض، قائلًا بانزعاج:" لن أترك عملي كمختبر ألعاب قبل أن
تصبحي مصممة! وأناعاجز عن تقبل الوضع... لا أفهم لما يُعاملونك
بهذه الطريقة المزرية! كأنهم ينكرون جهودك ومهاراتك المتميزة!"
هو لن يحقق حلمه اذا تابع التنازل أكثر، وآني تعرف ذلك....
تغير الشاب الذي كان قبل نيو السنة الماضية ودخل قسم برمجة الألعاب،
وهذا أزعج آني التي وجدت نفسها تستحق الترقية!

كان اليكس مستغربًا لتحليل بيرت الذي وصل لهذه النتيجة المذهلة،
همس بعدم تصديق:" لا يريدون التخلي عن أفضل مختبريهم!"
في حين اتكئ نيو على الأريكة وهو يشبك أصابعه خلف رأسه:" يبدوا ذلك منطقيًا!"
بقيت آني المتوردة تعبث بأصابعها منذهلة، لقد ظنت ولفتره طويلة
أن سرعة غضبها، اسلوب كلامها ومعاملتها للآخرين هي سبب عدم ترقيتها كمصممة...
فقد كان هدفها حين انضمت للشركة!
حمل الصمت كُلٌ في أفكاره الخاصة... قطعها قدوم مُشرف الإختبار يحمل لوحة
بيانات ليستفسر:" هل يمكنكم العودة للمختبر؟!"
استغرب وجود رابعهم الذي نهض يحمل حقيبته بعد أن وضع اللوح الإلكتروني فيها...
وتزامن ذلك مع نهوض آني مردفة:" فريق الاختبار يرفض متابعة العمل وتضييع
وقت الشركة على لعبة حرب الزونو! سأجهز تقرير يضم الأخطاء والخلل التقني
للتصميم وانتاج اللعبة، بنفسي وأرسله لقسم التصميم، وقسم الانتاج أيضًا!"
توتر المشرف وهو يدون كلامها على ورقة التقرير الخاصة لمشرف الإختبار،
يوضح اصرار فريق الاختبار على النتيجة نفسها... سأل مستنكرًا:
" أهذا رأيكِ النهائي؟!"
تنهدت آني ليجيب بيرت المشرف بوضوح وهو يقترب ويضع يده على كتفه:
" نفذ ماتقوله ولاتجادلها..... هذا أمر!"
تجاوزه وغادر تاركًا اياه بصدمة ودوامة افكار متزاحمة عن من يكون ليأمره!...
نهض نيو يلتقط هاتفه والذي تتدلى السماعات منه ولحق ببيرت، في حين توجهت
آني نحو خزانتها لتخرج ملابس ومنشفة وتتوجه نحو الحمام تحت مرأى المشرف
ليسأل اليكس بعدم فهم:" من كان ذلك الشاب؟"
نهض اليكس يمدد جسده مجيبًا بتعب:" السيد بيرت جوليان كينت!"
توسعت حدقتاه غير مصدق ليردف مستنكرًا:" مدير الشركة التنفيذي... هو ذلك الفتى؟!"
ابتسم اليكس ليجيب وهو يرفع كتفيه:" وان يكُن؟!"



توجه بيرت نحو المصعد وطلبه ليأتي اسرع من العادة لخلو الشركة من الموظفين...
في حين استدركه نيو يقول مُلحًا:" بيرت اريد التحدث معكَ!"
رمقه بانزعاج ليردف باصرار:" ارجوك!"
دخل المصعد وطلب الطابق السادس:" لاوقت لدي لأضيعه!"
دخل نيو معه وهو يلح اكثر:" لابأس يمكننا الحديث وأنت تعمل!"
تنهد الأخير بملل وهو يردف منزعجًا:" يالك من لصاقة!"
لم ينزعج لوصف بيرت بل اكتفى يبتسم منتصرًا:" لن أخذ الكثير من وقتك الثمين!"
بعد بضعة دقائق وصل المصعد للطابق المرجو فتبعه نيو نحو الممر يسارًا
وتوجه نحو الباب الذي استقر بقربه مكتب متوسط وقفت بجانبه سيدة في الثلاثينيات
وهيّ تحمل مجموعة ملفات ملونة بين يديها، تتبع بيرت الذي دخل وهويُمسيها...
توجه بيرت نحو مكتبه لتتبعه السيدة وتقف بجانبه تقدم الملفات وتوضح له بعض الأمور
وبيرت ينصت باهتمام مستفيدًا من خبرتها... في حين أخذ نيو يحدق بجمال تصميم المكتب
الراقي الذي يخص صديقه... طغى البني بتدرجاته على تصميمه وقد توسط طاولة المكتب
رفوف ملفات على جانبي الغرفة.... انهت السيدة شرح العمل المُخصص لليوم وهي تنظر
نحو نيو الذي جلس على أحد الأرائك الفردية ولاتزال
علامات الإعجاب بادية على ملامحه.... ثم نظرت لبيرت متسائلة بعينيها وهيّ ترفع أحد
حاجبيها، ليردف الأخير بقلة حيله:" تجاهليه! شكرًا لجهودك سيدة سلون... يمكنك العودة، سأتدبر أمر ماتبقى!"....
تنهدت السيدة وقالت مبتسمة:" لابأس... اعتذر عن المغادرة سيد بيرت ولكن ابنتي......"
ابتسم ينفي بيده:" لاتشغلي بالك، أنا شاكر لبقاءك رغم انتهاء الدوام الرسمي...
لم يبق الكثير، حين اتخرج من المدرسة سأجد وقتًا اكثر فالجامعة لن تكون يومية
حينها! اقدر لك صبرك ووقوفك بجانبي فالخبرة التي اكتسبها منك لاتُعوض سيدتي..."
أشعرتها كلماته بطاقة ايجابية فخرجت مودعة بيرت بابتسامة...
فالجهود التي يتم تقديرها تُنسي المرء كل اتعابه.
بادله نيو الابتسامات طوال الوقت، بدأ بالعمل وهويُدون ملاحظات في دفتره
الأسود ويقوم بالعمل في مراجعة للتقارير والمشاريع الواحد تلو الآخر،
ظأمسك الملف الأصفر وهو يُحملق بشرود متذكرًا بلا مناسبة:
" لطالما أحببت الأصفر!"
مرر انامل يسراه على الملف وهو يضغط بأصابع يمناه على جبينه، تنهد بتعب
ورفع نظره على الجالس الذي لم يتوقف عن اللعب بهاتفه وهو يضع السماعات
في اذنيه.. تمتم بيرت بتململ:" مع انه من قال، اريد التحدث معك!"
فتح الملف ليقرأه بتمعن ثم تركه جانبًا وأخذ ورقة ملاحظات برتقالية ودوّن عليها
(بحاجة لمزيد من المعلومات عن المصدر والمساهمين!)... لصق الورقة بالملف
وترك القلم من يسراه وهو يدلك أصابعه بعدمت حمل القلم واستعمله لفتره طويلة...
اتكئ على كرسيه ثم أداره للخلف يحدق بالسماء عبر النافذة خلفه شاردًا بأفكاره
توقف نيو عن اللعب حين لاحظ انتهاء بيرت من عمله على الملفات التي أحضرتها
السيدة سوان... سمعه يتمتم وهو يعطيه ظهرِه:" أكثر من وسعة السماء!؟"
تنهد قبل أن يضيف بسخرية:" ولكن من أنتِ؟ وأين رست بك الأيام يا من ادعت أ
نها تحبني أكثر من وسعة السماء؟
صمت مجددًا قبل أن يكمل بشيء من الألم:" لما أنا متضايق؟ لما أشعر بالفراغ؟....
أنا حتى لا اذكر من كانت، لما أشعر بأني أعرفها؟... شعور الألم والشوق،
السعادة والحب للقائها مازال يراودني!"
بقيّ نيو يجلس مكانه يستمع لكلامه الذي بدا كالأحاجي، طامعًا بسماع المزيد من
صديقه... وأي تحدي يجذب نيو أكثر من حل الأحاجي؟ لكن خاب ظنه...
فبيرت لم يبح بالمزيد، بل وبعد صمت طويل اردف بانزعاج وهو يدير الكرسي:
" سحقًا!"
صدم بملامح نيو الشاردة والفارغة ... كانت تلك أول مرة يراه بملامح جادة وقد
مسح تعبير المبتسم والمرح، نظر نحو بيرت وقد انزعج يسأل:
" لقد سمعت ما كنت أهذي به؟!"
مرر يده على شعره وهو يجيب بهدوء:" كان التوقيت سيئاً لأنزع سماعاتي اليس كذلك؟!"
تحرك بيرت نحو نيو وهو يقول:" مارأيك أنت؟"
رفع حاجبيه باستنكار قبل أن يكمل بيرت وقد جلس على الأريكة البنية متقابلًا
لنيو مردفًا:" أتتخلى عن شخص، تحبه بحجم السماء وأكثر؟!"
توسعت حدقتاه وهو يستوعب ما يقوله الآخر مستنكرًا:" مستحيل!"
زم شفتيه قبل أن يتجرأ على السؤال بحذر:" من كانت؟!"
قهقه بيرت بسخرية قبل أن يجيب بألم:" واذا قلت لك أني لا أعرف!؟"
زفر نيو بيأس:" كن معقولًا يارجل! كيف يعقل ذلك؟!"
اتكئ بجسده وهو يضع يديه على مسند الأريكة ينظُر للسقف مردفًا:
" لا ادري منذ متى ولكنني واثقُ أنني استعيد ذكريات من وقت كُنت طفلًا!"
-:" واثقٌ بكونها ذكرى! كيف ذلك؟!"
-:" لأنني... استعيد معها مشاعر مختلطة تخص الذكرى!"
استغرب يهمس بعدم تصديق :" تستعيد المشاعر أيضًا؟!"
ابتسم بقلة حيلة يحرك كتفيه ليردف ساخرًا من وضعه:" وبوضوح غير طبيعي!"
-:" وماذا تذكرت حتى الآن؟" سأله باهتمام...
رفع قدمه اليسرى ووضعها على الأخرى يفكر وهو يمسك ذقنه بتفكير:
" عن وقت كنت فيه طفلًا في الخامسة! واخرى في السابعة تقريبًا..."
نظر نحو نيو الذي انحنى بجسده نحو الأمام وهو يشبك يديه متسمرًا به فأكمل
مردفًا:" تلك المرأة هي نقطة الاشتراك الوحيدة في الذكرى! سيدة شقراء
ذات عيونٍ زرقاء قاتمة تستخدم أحمر شفاء قاتم... كما لو كانت نجمة افلام مشهورة!
اتذكر لطفها وصوتها الذي ينطق باسمي بحب شديد..."
نظر نيو نحو الأرض يفكر بشرود، ليقول وهو غارق بالتفكير بعد صمت بيرت الطويل:
" ماذا لو كانت والدتك؟!"
توسعت حدقتاه وهو ينكر بشدة:" قيل لي أنني اشبه أبي... من يدري
خاصةً أنني لا املك صورة لها!"
عبس مضيفًا بضعة خيارات عشوائية:" او ربما خالتك؟ عمتك؟
أوربما حبيبة والدك في ذلك الوقت!"
قطب بيرت حاجبيه بغضب وهو يهتف به:" تجاوزت حدودك في الأخيرة فهذا مستحيل!"
ضغط بين حاجبيه وهو ينهي الحديث:" الصداع! لننزل ونشرب شيئاً ساخنًا
فقد وصلت حدي لليوم..."
نهض ليرتب الملفات وترك ملاحظة مزق ورقتها من العلاقة وأخذها معه
ليترُكها على مكتب السيدة سلون...
نزلا الطوابق بالسلالم بعد توقف المصعد كما يحدث كل ليلة بعد السابعة،
وهو وقت لايبقى سوى من يرغب باستثمار وقته بالعمل الأضافي أو الحرس
وفريق آني! فهُم يعيشون في تلك الإستراحة المرفهة! كانت الأضواء خافتة
وصادفوا حارسين وهم ينزلون...
توجها للقبو واتصل بيرت بمارتن وهو يقول:" سأذهب للبيت بعد ربع ساعة...
جهز السيارة لحينها!"
التقطت مسامعهما اصوات جدال استنكره نيو بشدة... ليس كأن آني ستتشاجر
مع اليكس ولو بعد ألف عام! ركضا نحو الباب ووجدوا شاب في بداية عقده الثالث
يصرخ بآني وهي لم تقصر مع أنها كانت تقف خلف اليكس الذي اتخذ
وضعية الحماية لصديقته حادة الطباع...
كسر جدالهم صوت بيرت الذي سأل بحدة:" ما الذي يحدث هُنا بحق السماء؟!"
التفت الشاب للخلف وبراكينه بدأت تثور مردفًا بحنق:" ومن تكون لتسأل؟...
هذا ليس من شأنك!"
انزعج بيرت الذي نظر نحو نيو متسائلًا:" أتعرفه؟!"
أجاب نيو بحذر...:" انه كيرت نايت... مصمم لعبة حرب الزونو! لقد حدث موقف
مشابه ظهر اليوم قبل وقت الإستراحة... انه مصر أن...."
قاطعه صراخ المدعو كيرت نايت يصرخ متهمًا آني:" اعرف بأنك تعمدت رفض لعبتي
الرائعة فقط لتجعليني افشل في عملي مجددًا أيتها الطفلة المزعجة...
فلتذهبي أنت وتقييمك لجهودي للجحيم!"
احتدت ملامح آني تجيب بانزعاج:" مشكلتُكَ مع نفسك فحلها بنفسك....
ليس كأنني أملك الوقت للتفكير بحشرة مثلك لأتعمد تقييم اللعبة سلبًا...
أنا والفريق اتفقنا في رأينا، ثم نحن نجرب لعبة في كل يوم ولاوقت
لنتحقق من خلفية العاملين!"
استمر تبادل الكلمات بحدة بينهما مطولًا، كان نيو يمسك كيرت الثائر من الخلف
ليُهدئه واقترب بيرت لآني يحاول تهدئتها قائلًا:" لابأس... لاتهتمي لما يقول!
تجاهليه وحسب!"
تخلص كيرت من نيو بعد أن دفعه بقوة، وحاول الإمساك بآني ليمسكه بيرت
من يده منزعجًا ولوى ذراعه للخلف مجبرًا الآخر على التوقف واليكس يخفي آني
متوسعة الأحداق خلفه بغية حمايتها.. في اللحظة نفسها دخل مارتن الذي سمع
معظم الحديث عبر الهاتف النقال لبيرت، وقد جاء ليتأكد سلامة سيده مع حارسين...
أمسك الحارسان كيرت نايت بقوة وهما يحاولان تهدئته...

لتقول آني بنبرة غاضبة ومعاتبة:" بدل الغضب من نتيجة التقييم، كان عليك
أن تعمل على الملاحظات وتطور اللعبة قبل نهاية السنة!"
هدأ كيرت يولي اهتمامه للأخرى، فأردفت بهدوء غريب:" لم يبق سوى شهرين...
كان عليك أن تبذل القليل من الجهد وحسب! لقد كانت أفكارك للعبة مذهلة بحق...
أقليلٌ من العمل الإضافي جعلك تحكم على نفسك بالفشل؟"

وقف كيرت يرخي جسده مذهولًا لكلامها الأخير وقد ادرك ما فعله...
لقد مدحت لعبته!
كانت ملاحظاتها لتساعده على النجاح وحسب.. لكنه اسرع بالحكم عليها منفعلًا!
خرج بهدوء وقد رافقه الحارسان فقال بيرت بشيء من الانزعاج:" سنعمل غدًا
على طرح افكارنا لمشروعنا المشترك!.. خذوا استراحة وانفضوا تعبكم ...
تصبحون على خير."
خرج وتبعه مارتن ينحني باحترام للثلاثة ...
وقبل أن يتجاوز كيرت الذي استعاد هدوئه ناداه ليلتفت نحوه مستغربًا...
احتدت عينا بيرت ليقول مهددًا:" العمل في هذه الشركة لايشمل المستهترين!
لقد منحتك آني فرصة لتنجح في طرح لعبتك وفي المستقبل القريب، بدل الفشل
ورمي اتعابك في القمامة! كن شاكرًا لكلماتها الأخيرة والا
لم أكن لأتردد بطردك نهائيًا عن هذا المجال!"
استنكر كيرت مستفسرًا:" ومن تكون أنت... وما الذي تهذي به؟!"
اغمض مارتن عيناه ليهدأ نفسه كي لايهشم وجه هذا المخبول الذي لايعرف
ما يقوله ليردف بيرت بتهديد:" أتعرف ماذا يعني أن يتم طردك من قبل مديرك
بشكل مباشر ومن شركة ذات اسم وفخر كشركة كينت للألعاب؟! "
اكمل مارتن بحدة:" لن تستطيع العمل في أية شركة العاب أخرى بسبب
وصمة العار في ملفك المُشرف!"
توسعت حدقتاه وهو يتمتم بعد أن فهمَ من يكون هذا الذي يُحدثه :
" أنتَ هو المدير بيرت!"
تجاوزه فتبعه مارتن الذي اردف بحدة:" لاتكرر خطأ كهذا مجددًا!"



الصداع! كان الشيء الوحيد الذي منع بيرت من النهوض من سريره!
نظر للساعة التي تشير نحو الثامنة مستنكرًا نومه الطويل فقد خلد للنوم
في التاسعة وبعد وصوله مباشرةً... حمل نفسه بصعوبة ونزل السلالم
لتكسر خطواته الهدوء القاتل الذي يعج في البيت الواسع... كان مايزال
ببيجامة النوم... طلب من الخادمة التي ظهرت من خلف احد الأبواب فجأة
مناداة مارتن وتوجه لغرفة الطعام يتناول فطوره والصدفة الجمته!
كان والده يجلس يشربُ الشاي وتبدو ملامحه مسترخية جدًا...
اخذ نفسًا عميقا زفره ببطء كمن يُجهز نفسه لحرب الكلمات!:" صباح الخير أبي.."
نظر جوليان العجوز مجيبًا:" بيرت! لم أرك منذ يومين!
مع أننا نعيش في البيت نفسه لكن بالكاد اراك كل فترة وفترة!"
زفر بملل:" العمل، الدراسة، والمزيد من الواجبات... الأمر ليس بيدي!"
ابتسم والده بمرح وهو يجيب:" هذا يشبه ذلك الوقت الذي بدأت مسيرتي المهنية
لبناء الشركة! عدى أني كنت اكبر منك بأربع سنوات حينها! لم أكن اجد الوقت
بين الجامعة والشركة فانهالت علي الحياة لتشغلني عن عائلتي وزوجتي و...
حتى عمتك كانت تشكو مني لغيابي الدائم عن البيت بعد وفاة امي! رحمهما الله!"
ابتسم بيرت الذي وجد نفسه قد تذكر جملة تذكرها مؤخرًا بسخرية...
(تمتم معاتبًا بعبوس:" أنت وأبي تعملان طوال الوقت ولاتمتلكان وقتًا لي!"
ابتسمت بألم لتردف بحنان:" ولكن ذلك لا يقلل من حبنا لك! لابد أنك كُنت تشعر
بالوحدة في غيابنا، أنا آسفة ياصغيري!")
سأل بتردد وهو يطمع بإجابة تشبع فضوله:" أبي؟.... هل... كان لديك اختٌ صغرى!؟"
حملق به مستغربًا لينفي مُحركًا رأسه فاردف بيرت بعد أن رطب شفتيه مترددًا:
" اذًا حين كُنت صغيرًا.... هل كان لدي مربية شابة؟!"
فكر بشرود وهو يجيب محاولًا تذكر:" كان لك مربية بالفعل لكنها كانت
سيدة في الخمسينيات حينها... أنت لاتتذكرها، لأنها تركت العمل حين بلغت
الثامنة بسبب ظروفها الصحية وكانت السيدة فيكي تعمل في بيت أختي الكبيرة..
ارسلتها اختي رحمها الله لتعتني بك... لما تسأل يا بُني؟!"
ابتسم بيرت ليردف مخفضًا زرقاوتاه:" كُنت افكر بمن اعتنى بي وانا صغير...
اردت تكريمها بهدية بمناسبة عيد الأم القادم!"
لم يدرك متى تعلم المراوغة وكيف لفكرة كهذه أن تتفعل بعقله بلا شعور...
ابتسم لنفسه على قدرته العالية في تدارك المواقف! وجه والده حديثه
للخادمة التي سكبت له كوب شاي آخر بعد أن أشار لها بذلك :" ارتمي...
هلا أحضرتِ لي ورقة وقلم ياعزيزتي؟!"
ابتسمت الخادمة المسماة بآرتميس للعجوز وقد اعتادت هي والخادمات ان
يلقبهن بعزيزتي وهو يتحدث معهن... وتوجهت تنفذ طلب سيدها...
وقعت ملعقة المربى قبل وصولها لخبز التوست من يدي بيرت الذي تردد صدى
جملة نيو في رأسه (خالتك؟ عمتك؟ أوربما حبيبة والدك في ذلك الوقت!)...
سرت القشعريرة في جسده وهو يرمق والده بشك، حدث نفسه وهويحملق
بوجه والده بحذر:" أيعقل أن يكون هذا العجوز كان يواعد تلك المرأة حقًا؟!"
نفض افكاره وهو يقنع نفسه باستحالة الموضوع... قد يكون والده معتادا على
معاملة النساء بلطف لاحترامه لهن ولكنه لن يواعد احداهن بعد فترة قصيرة
من طلاقه ولديه ابن في المهد!
عادت الخادمة وقد حملت مفكرة صغيرة وقلم أسود أنيق ووضعتهما على الطاولة...
شكرها وبادر بالكتابة على الورقة ثم مزقها وقدمها للخادمة.... أخذت الورقة
والتفت حول الطاولة للجهة اليمنى حيث كان بيرت يجلس متقابلًا مع النافذة التي
تستاد على الجهة اليسرى لقاعة الطعام ووضعت الورقة بجانبه، حملق الأخير
بعدم استيعاب فرفع زرقاوتاه بتسائل فاردف والده مُهمهمًا:
" عنوان بيت السيدة فيكي....!"
اتسعت زرقاوتاه واخذ يحملق بالعنوان، ليس كأنه كان يقصد ماقاله
ولكنه تورط نوعًا ما! دخل مارتن الغرفة متزامنًا مع نهوض والده...
استنكر بيرت هذا الحديث العادي والعاري من المشاحنات والكلمات
اللاذعة عن اتهامات التقصير وقلة المسؤولية! غادرت الخادمة ارتيمس
وهي تساند جوليان العجوز على المُضي وتجاوزا مارتن الذي القى
التحية لسيد القصر باحترام...
تقدم مارتن ووقف بجانب بيرت الذي يحملق بالعنوان بملل، مرر الورقة
لمارتن مردفًا:" ابقه معك... اريد أن تحتفظ به لحين احتاجه..."
حملق الأخير بالعنوان ليقول باستنكار:" لكن هذا عنوان السيدة فيكي!"
نظر بيرت له مقطبًا حاجبيه بتركيز ليكمل مردفًا:
" لقد حصلت على هذه الوظيفة بتوصية منها!"
همهم متفهمًا ليردف:" سأذهب لرؤية ايرس... ثم سنذهب لمقهى الوران قرب المكتبة العامة...
هلا تتصل بغرفة الاستراحة وتطلبت من آني والأخرين أن يوافونا هُناك؟!"
تذكر الآن بأنه لا يملك رقم جوال أي واحد منهم! هو لم يهتم ليطلبهُ أيضًا!
نهض مُتجهًا نحو غُرفته وخلال دقائق خرج ليتوجه للمشفى...
بعد وصوله توجه لغرفتها وهو يحمل زهرة السوسن ويحركها بفرك اصبعي
السبابة والإبهام حركة دائرية.... صدم بخلو الغرفة من المعنية بل
وثلاثة ازواج من العيون المستغربة تحملق بمن دخل... مط شفتيه باستياء
وزفر بنفاذ صبر...:" هل أصبح هذا المكان كالمغناطيس لفضولكم؟!"
ابتسم نيو ببلاهة متجاهلًا كلامه في حين اردفت آني بقلق:" اين ايرس؟!
هل يعقل بأنها خرجت من المشفى؟!"
وجه نظره نحوة السرير الفارغ والمرتب بعناية ثم فتح الخزانة في زاوية الغرفة
قرب السرير مجيبًا:" هذا مستحيل! فهيّ لن تخرج من المشفى قبل الأسبوع المقبل!"
كان واثقًا فقد كان من طلب من الطبيب عدم اخراجها بغير اعلامه ريثما تُشفى تمامًا...
تحركت زرقاوتاه تؤكدان ذلك وقد وجد ملابسها واشياءها الخاصة ماتزال في مكانها...
خرج ولحقوا به وقد كانت آني الوحيدة القلقة بينهم وقد ارتخت ملامحها حين سمعت
اجابة الممرضة في استقبال القسم تجيب:" لقد خرجت للحديقة الخلفية لتستنشق
الهواء... لقد سمح الطبيب لها بالحركة بما أنها خلعت جبيرة ساقها اليسرى...."
وجهت حديثها تكلم بيرت بعد أن مررت ورقة نحوه تردف مكملة:" سيد بيرت...
هذه الورقة التي طلبت تجهيزها!"
نظرت آني بفضول وهي ترفع نفسها على رؤوس أصابعها تجتهد لرؤية ماتحويه
الورقة، ليُجيبها بيرت بعد أن عجزت عن الوصول لمُستوى طوله:
" هذه الورقة لأجل مدرسة آيرس! كي يسمح لها بحضور الاختبارات النصفية
الشهر القادم! فقد غابت عن الحصص مايزيد عن شهرين حتى الآن!"
أخذ الورقة وتوجه للطابق السفلي مع الجميع وجد مارتن يجلس في الردهة
الواسعة على احد مقاعد الانتظار.. اشار له من بعيد فتقدم الأخير مستفسرًا:" ستغادر بهذه السرعة سيد بيرت؟!"
نفى برأسه وناوله الورقة قائلًا:" جد عنوان المدرسة وقم بكل مايجب لتعود
ايرس لدروسها قبل فصل الاختبارات النصفية!"
مد يده في جيبه ليكمل بعد اخراج ورقة متوسطة الحجم مطوية بعناية مضيفًا:
" ودبر لها معلمة خاصة جيدة لتدرسها مافاتها بعد المدرسة حين تخرج من المشفى!"
أومأ مارتن بانصياع وقد فهم ما يجب فعله، قرر أن يعود لاحقًا حين يذهب
سيده للمقهي مع الثلاثة الذين يتابعون بصمت.. ليسأل المعنية عن عناوينها
ويدبر أمورها تمهيدًا لحين تخرج...
توجهت آني مُسرعة تتجاوز بيرت للبحث عن ايرس وعلى شفتيها ابتسامة عريضة،
فلحق اليكس بها ثم بيرت ونيو الذي فتح حديثًا حمل الأخيرعلى السير ببطء...
-:" هل من جديد؟!"
اردف متمتمًا:" بشأن ماذا؟!"
مرر يده يبعثر شعره الأشقر عابثًا به ليبعده عن وجهه فيعود كما كان...:
" السيدة الشقراء الجميلة!؟"
انزعج بيرت يبعد وجهه عن نيو ينظر أمامه حيث يتقدم اليكس وآني:
" لقد سألت أبي بشكلٍ غير مُباشرولم أحصل على نتيجة!"
رفع نيو حاجبه الأيسر مستنكرًا:" يارجل، لما لم تسأله مباشرةً؟! اي منطق هذا
الذي لديك (سألت أبي بشكلٍ غير مباشر!؟) لما تصعب الأمور السهلة؟!"
ابتسم الأخير باستفزاز:" لقد فكرت... لن يكون حل اللغز ممتعًا اذا غششت! "
نظر له نيو وهو يقطب حاجبيه مستغربًا ليردف بيرت ببرود:" اذا كان الأمر سهلًا،
اخترع الحواجز! الست تعتقد ذلك أيضًا؟!"
أومأ نيو موافقًا لينكر بعدها باضطداد:" لكن هذه ليست لعبة!"
ظهر شبح ابتسامة قبل أن تتلاشى مع الموقف الذي لمحه من بعيد وتوسعت
حدقتاه بجحود يحرك رأسه للطرفين ينكر ما يراه... التفت نيو لحيث ينظر...
أبعد من المكان الذي يقف فيه آني واليكس متجمدين!
شهق بغير تصديق ينكر ما يشاهده... هناك حيث تقف سمراء البشرة
بعينيها الثعلبيتين اللتين تتأوهان لألم جرها من شعرها البندقي الطويل
والمربوط على جانبها الأيسر..... اردف نيو بعدم تصديق:" ماهذا بحق الجح...."
لم يكمل قفد تحرك بيرت مُندفعًا تحركه ساقيه قبل عقله يعدو نحوها متجاوزًا
رفيقيه الآخرين...
" ثانيةً؟! كيف تجرأ على ذلك...؟"



* يُتبع *

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

شَفَق. 05-08-2020 10:26 PM

https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png https://b.top4top.io/p_1601eln6u2.gif



الفصل كان ممتع!
شخصية آني طولت في عيني xD
شخصيتها مميزة قوية هائجة رافسة! و عندها عقل تحسن استخدامه بيس2
اليكس ضحى بفرصه منشانها، عفكرة احسه شوي شخصية ضامتة او خافتة الاضواء xD
بس هو كيوت خصوصاً مع آني :(
حبيييييييت فكرة انه بحميها omg! :( ق1
صداقة نيو وبيرت في تحسن هه5 بيس2
اه يا ربي.نيو جداً يضحك ضحك4
حركة الشعر الأشقر ما قدرت امنع حالي من تخيلها xD.
وبيرت عاق ازاي يقول لأبوه معقول هالعجوز يواعدها ضحك4!
الان نحن بصدد التعرف على فيبي تلك هه5 ق0
بس انخرعت من نهاية الفصل لا تقولي الي ببالي صح :( !!!
ذا ابو ايرس بيسحبها :(??!!!!!!
ارجوك قولي لا ص1 ق0 ق0
شكراً لك تنقلت بسلاسة بين السرد والوصف ص1 ق0 - ودها تتعلم ص1 -
انتظر منك كل جديد بيس2

سيـرَان. 05-10-2020 02:10 AM

https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png https://b.top4top.io/p_1601eln6u2.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ. تاج1
حان دوري، خلصت قراءة الفصل وااااه كان ممتع وشيّق للغاية.:مرح:ق1
كان معاج حق لما قلتيلي كلما تقرأين اكثر تصير اسرع.هه8
حاولت اتوقع حوادث بس كل شيء اخاول اتوقعه يطلع غلط وتفاجئيني. °^°قلب0
صدقاً رهيييييب.*^*ق1ق1 حبيت هالسالفة.*^*ق1
الفصل ممتع والجميل، كل فصل اجمل مما سبقه.°^°بيس2
شخصية آني بكل فصل تعجبني اكثر ماانكر. هه8 وانتي مو مقصرة،
مسلطة الضوء عليها بأعتناء. هه8 طلعت اذكى مما توقعت،
حلوة كونها لها شخصية رافسة ونكدية وفوق كل ذا عبقرية.ضحك4
عقبال تسلطين الضوء اكثر على هالدب الكيوت$: ق1ق1
صدق حبيت اليكس، حاسة ان مستقبلاً مع تقدم الأحداث والفصول لقدام لقدام
راح يكون له دور فخم، يارب يصدق حدسي.:قمر1:بيس2
بالحديث عن اليكس، شخصيته فخمة وغامضة، ديشو؟pe2ق1ق1
بهالفصل ضحى بفرصة عشانها، ياترى وش جالس يصير.xDDق1
ليش حاسة ان فيه قنبلة بالفصل الرابع؟*-*قلب0
آخر لحظات من الفصل ما كنت مطمئنة بنوب.:(بيس2
اعتذر عن قصر الرد بس ماعرفت ايش ازيد اكثر.ضحك4ق1ق1
طريقة السرد كالمعتاد جميلة، استمري، بترقب الفصول القادمة.و1ق1
نزلي الفصل الجاي بأسرع وقت ممكن.:')قلب0
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، لا إله الا الله.:44:ق1

Relena 05-10-2020 02:59 PM


https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png https://a.top4top.io/p_1601i47jc1.gif


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكِق0
الفصل نزل من ثلاث أيام وأنا ولا منتبهةغضب2
مفروض أزعل منك بس الفصل كان ممتع جداًkiss2
اسمتعت بكل لحظة يب6
آني كان واضح أنها عبقرية من بداية لولا تصرفاتها الطفوليةtl2
و بيرت أظن المرأة هي أمه أكيد هناك سبب لأختفائها من عالمه
بس كيف فقد بيرت ذاكرته هذه قصة ثانية طويلةha1
و أليكس كنت أتمنى أعرف شخصيته أكثرق2
ايرس أكيد أبوها الي يشدها من شعرها بقتلهغضب2
كالعادة السرد جميل جداّق2
بانتظار الفصل القادمق2
دمتي بود
في أمان الله
وفقكِ ربي

فِريـال 05-11-2020 05:33 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819



الفصل 4: السيدة...!


ظهر شبح ابتسامة قبل أن تتلاشى مع الموقف الذي لمحه من بعيد
وتوسعت حدقتاه بجحود يحرك رأسه للطرفين ينكر ما يراه...
التفت نيو لحيث ينظر... أبعد من المكان الذي يقف فيه آني واليكس متجمدين!
شهق بغير تصديق ينكر ما يشاهده... هناك حيث تقف سمراء البشرة
بعينيها الثعلبيتين اللتين تتأوهان لألم جرها من شعرها البندقي الطويل
والمربوط على جانبها الأيمن..... "ماهذا بحق الجح...."
لم يكمل قفد تحرك بيرت مُندفعًا تحركه ساقيه قبل عقله يعدو نحوها
متجاوزًا رفيقيه الآخرين...
-:" ثانيةً؟! كيف تجرؤ على ذلك...؟"
قال وقد سحب يد آيرس ووجدت نفسها تحررت من يدي المعني في اللُحيظة
التي ارخى فيها شعرها البندقي، لم يتوقع ذلك ونظر نحو بيرت الذي اخفى ايرس
خلفه يخاطبه بحنق...:" توقف عن ذلك لوسمحت! أنت تؤذيها بتصرفك هذا!"
تمتم بسخرية ينتشل نفسه من الصدمة:" لوسمحت؟!" صمت ليكمل له بمكر
شيطاني:" من تكون يا هذا؟ هل أنت ذلك الفتى الذي تكفل بعلاج ابنتي السافلة؟!"
كورت ايرس يدها على قميصُ بيرت الرمادي وهي تخفي وجهها مُحرجة
من تصرفات والدها الوقحة! مع أنها اعتادت تجاهل طريقة تصرفهُ معها
بعد أن تعايشت معه طوال حياتها!
وصل نيو واليكس ووقفوا بجانبي بيرت يحاولون فهم الموقف واني توجهت نحو
ايرس تهدأ بكائها الذي بات ملحوظاً... رمقه بيرت بحذر ليكمل الأخير:
" أجل فلابد أن يكون أنت... فرائحة المال تفوح منك!"
عض بيرت شفتيه بمضض وهو يهدأ نفسه، فمهما كان سيء الطباع فسيبقى والدها!
اردف بحذر:" توقف عن قول ذلك لوسمحت!... أنت تسيء لابنتك بحديثك عنها بهذه الطريقة!"

كان نيو متوسع الأحداق لفهمه الوضع تمامًا، كما الآخرين... فهذا الجزء من حياة
آيرس ود بيرت بطمسه وعدم اظهاره لرفاقه!
حرك مايك رأسه بيأس وقلة صبر ليجيب بعدوانية يُشير لها بدونية:
" اسمع... هذه الفتاة ابنتي!... وأنا من يقررُ كيف يُعاملها!.... سواء دللتها بحب،
أو مسحت الأرض بوجهها المُنرفز هذا!"
هتف نيو بغضب وكأنه قرأ الكلمات التي لم يردف بها بيرت احتراماً لكونه
والدها وحسب:" اخرس يا هذا!...."
كان الشرر يتطاير من عينيه! اختفى نيو اللطيف، المرح والمبتهج دومًا وحل محله
شخص استنكر بيرت أنه يعرفه! اردف وهو يسحب مايك من ياقة قميصه الكحلي
بعنف وهو يصك على أسنانه ثائر الأعصاب:" وتُسمي نفسك أب؟!
امثالك من الرجال لايستحقون أن يكون لهم ابنة بجمال وذكاء آيرس!"
دفعه ليفقد توازنه ويترنح محاولًا عدم الوقوع مستنكرًا ملامح الواقف أمامه
كأنه شيطان تلبس لطيف الملامح! بصق نيو جانبًا ما بفمه من لُعاب
قبل أن يُضيف مُكملًا:" حثالة المجتمع!"
كانت المعنية بالحديث تبكي بصمت وتوسعت حدقتيه على آخر ما قاله نيو....
استنكرت تصرفه بعدوانية في حين وجد بيرت كل ما ود لويقوله لوالد آيرس...
لكنه تراجع احتراماً لآيرس فحسب!
تقدم مايك يجرب حظه الأخير ليقف اليكس بجسده الضخم بينه وبين بيرت
وكذلك آيرس وآني التي ماتزال تحاول مواساة غزيرة الدموع!
قال بنفاذ صبر وببرود في الوقت ذاته:" يكفي يا سيد!... غادر رجاءً ولاتُرغمنا
على التصرف بطريقة نسيء بها لك! اذا كُنّا لانزال نُحافظ على هدوء اعصابنا
فذلك احترامًا لصديقتنا التي اهنتها كفاية خلال التسعين ثانية التي مرت!"
ركل العُشب تحت قدميه وهو يشتم آيرس شتيمة سيئة جدًا وغادر متوعدًا لها
بالأسوء:" سنرى كيف ستهربين من العقاب حين لاتكون عصابتُكِ بجوارك!... سافلة!"
تنفس بيرت الصعداء لابتعاده... في حين بقي نيو يرفس الشجرة القريبة بغضب
يُحاول السيطرة على نفسه ويهدأ شياطينه لكي لا يلحق به ويتهور بفعل لا تُحمد عُقباه!
وقعت آيرس بعد عجزِ ساقيها الطويلتان عن حملها اثر الصدمة وأخفت وجهها
مُحرجة من الجميع مُتمنية الهرب لأي مكان لايعرفها أحد!
جلست آني بجانبها تلقائيًا...
نظر بيرت نحو نيو الذي لايزال غاضبًا واليكس يحاول تهدئته عبثًا...
-ما الذي جعله يغضب الى هذه الدرجة؟!
ثم نظر للمنهارة التي تبكي بحرقة وصوتُ شهقاتها لم يزد نيو سوى جنوناً...
ابتعد هاربًا وهو يضغط قدميه على العشب الأخضر مفرغا غضبه،
فلحق به اليكس ليُطمئن عنه بعد أن خطف نظرة نحو الفتاتان.
جثى بيرت على رُكبتيه ووضع يده على رأسها حين لم يعرف كيف يتصرف معها!
موقف كهذا، شيء لم يألفه، فكيف له أن يدرك الخبرة المطلوبة الآن؟!
رتب شعرها بأنامل يسراه، رفعت رأسها لتنظر نحوه بتوجس من بين دموعها
وصورته القلقة تغشيها الدموع الغزيرة...
قالت آني وهي توجه كلامها لآيرس:" توقفي عن البكاء! لاشيء في هذه الحياة
يستحقُ دموعكِ هذه، فليذهب هو وأمثاله للجحيم! الم تعديني أن تكوني أقوى؟!
هش... لابأس... لابأس...."
استنزفت آني الكثير من المحاولات وشلال الأخرى مايزال يتدفق بلاتوقف!
رفعت نظرها نحو بيرت بشيء من الأسى وقلة الحيلة ليُشير لها الأخير برأسه أن تغادر!
توسعت حدقتاها مستغربة وقطبت حاجبيها بعدم فهم، لكنها نهضت
من جانبها على مضض تلبي رغبتهُ.... وملامحه الباردة حركتها لتبتعد عنهما...
-يبدو منزعجًا!
بالفعل كان كذلك فقد حدث امر نوي اخفائه لحمايتها من ابيها الذي كانت
تصرفاتهُ غير انسانية فاذا بها ابوية!
أمسك برأسها بحركة سريعة قربها له بخفة في لحظة لم تستوعبها آيرس التي
وجدت نفسها مُحتضنة من قبل بيرت الذي همس لها:" بالله عليكِ توقفي عن البكاء!..
الم تسمعي ماقالتهُ آني قبل قليل؟! لاشيء في هذه الحياة يستحقُ دموعكِ!
احتفظي بها لمن يستحق!"
رفعت رأسها متوسعة الأحداق تجف سحابة حزنها تدريجيًا...بقيت تواجهه
وملامحه تتضح بعدما توقفت عن البكاء تمامًا، أخرج منديلهُ المُطرز من حوافه
ومسح اثر دموعها السابقة وبحركة غير ارادية تناولت المنديل منه لتمسح وجنتاها
وتختفي شهقاتها تدريجيًا...
قال فجأة:" لنذهب ونجمع اغراضكِ! اعتقد لقد حان وقت خروجك من المشفى!"
بقيت متجمدة تحاول استيعاب قصده لتردف مستفسرة :" حقًا؟!... هل سيسمح الطبيب؟!"
ابتسم بقلة حيلة لبساطتها أحقًا لم تدرك الى الآن أنهُ سبب ملازمتها
المشفى حتى الآن؟! اردف وهو يسحبها من يمناها شابكًا اياها بيسراه:
"سيفعل... سيفعل!"

وبالفعل، ماهي الا بضعة اجراءات روتينية وتوقيع الطبيب المسؤول
حتى وجدت نفسها تخرج من المشفى الذي لازمته مايزيد عن شهرين....
كانت مستغربة فسابقًا كان الطبيب يقول لها، يجب أن تُشفى تمامًا
تجنبًا لمخاطر الكسور الخطيرة وماشابه!
حمل بيرت الحقيبة الصغيرة وهو يضع يسراه على ظهرها كما لو كانت طفلة
ويخشى أن تتوه! كان اليكس ونيو يقفان بجانب السيارة وكان مارتن يجلس خلف
المقود منتظرًا عودة سيده.... وحين وصل بيرت كان الثلاث مستغربين
لحضور آيرس غير المُترقب! كان مارتن اشدهم ليترجل متجهًا نحو بيرت
لِيأخذ الحقيبة عنه هاتفًا باستغراب:" ماذا حدث؟...
الم يكُن يُفترض أن تخرج بعد خلعها لجبيرة يسراها؟!"
حرك بيرت رأسه يُنفي متنهدًا:" لم يعد لذلك حاجة! ستعود لفتح الجبيرة الأسبوع القادم!"
فتح مارتن الباب لآيرس، حنت جسدها لتجلس في السيارة متوترة للموقف
ولم تكن معتادة على أن تتم معاملتها كسيدة! بقيت تنظر نحو ساقيها
تشد على طرف تنورتها الحمراء، التفت بيرت نحو اليكس ونيو الذي هدأ
هدوءً غريب بعد أن ثار غضبه سابقًا.... سأل مستنكرًا:" أين الآنسة آني؟!"
ترجلت في نفس الوقت من المقعد الأمامي لتظهر لهُ وقد بدت هادئة بشكل غريب!
تجاهل ذلك وأردف مخاطبًا بثقة الجميع:" كُنتُ أنوي الإجتماع معكم لأجل
طرح أفكارنا للعبة في المقهى قرب المكتبة ولكن...."
صمت لبعض الوقت مُفكرًا بعمق، اكمل وهو يزم شفتيه بحذر:
" لنذهب الى هُناك ونبدأ فقد أضعنا الكثير من الوقت!"
ضغط بالسبابة والإبهام بين عينيه قبل أن يخاطب آني:" يُمكنكِ الجلوس
بجانب آيرس في الخلف! اعتني بها رجاءً!"
نظر للآخرين في حين اتجهت الى الجهة الأخرى خلف مقود السائق
مُبتسمة بتفهم... ليقول اليكس:" سنلحق بكم بسيارة اجرة!"
أومأ بيرت وهو يتمتم بعبارات اعتذار.... نظر نحو مارتن الذي وقف بجانبه
ليفتح الباب الأمامي، خاطبه بيرت بنبرة مُنخفظة:
" اذهب للمدرسة وجهز أوراق نقل آيرس!"
قطب مارتن حاجبيه مستنكرًا:" ما الذي يجول في بالك سيدي؟!"
كان ينظر نحو اليكس ونيو الذين استقرا في سيارة أجرة وتحركا مبتعدين مردفًا:
" سأدخلها للمدرسة التي ادرس بها! ذلكَ الرجُل... أنا لا أثق به!
سأبقيها بالقرب مني ومن أصدقائي في المدرسة والعمل...
سأبقيها في الشركة لبعض الوقت ريثما أقنع أبي بادخالها للبيت
حيث ستكون في أمان بفضل الحراسة المشددة..."
-اتسائل، ألاحظ... لقد دعاهم اصدقائي!
سأل مارتن بغير اعتراض على نواياه كما يفعل دائمًا:
" مِن مَن سنحميها بالضبط؟!"
اردف بيرت وهو يربت على كتفه الأيسر:" ثق بي كما تفعل دائمًا!
ستعرف حين نمسي وحدنا!"
فهم مارتن أن سيده لايريد لفت انتباه الفتاتان أكثر وهذا المُوضوع سيُأجل
لوقت عودتهُ للبيت.... ركب بيرت على المقعد المجاور للسائق
وكم كان الموقع غريباً له! فهذه المرة الأولى التي يجلس بجانب مارتن!
خاطب مارتن بشرود:" لا تنسى ما طلبته منك في الردهة قبل قليل..
دبر الموضوع بأسرع وقت!
تمتم مارتن بانصياع:" حاضر سيدي! لا داعي لتشغل بالك بالموضوع!"
كانت الأخرتين مستغربتين من الحديث الذي بدا مرمزًا وبحاجة للفهم
في حين صمت الاثنان ولم يتحدثا مُجددًا الى أن وصلوا للمقهى المنشود
فنزل بيرت لحظة وقوف السيارة وفتح الباب الخلفي، بقيت تحدق به مستغربة
الى أن وجه نظره مُنحنيًا:" ما الذي تنتظرينه؟!"
أجابتهُ ببلاهة:" الى أين سنذهب الآن؟!"
رطب شفتيه ليُجيب بملامح فارغة كأنه عاد لشخصيته السابقة:
" لدينا عمل نتحدث به... لابأس بأن تنضمي الينا!"
نفت بيدها اليُمنى لتقول بتوتر واضح:" لا...لابأس سأنتظر هُنا ريثما تُنهي عملك!"
قالت ذلك وهي لاتعرف طبيعة عمل بيرت بعد... اقتربت آني بعد أن فتح مارتن
الباب لها وأخذ يراقبها وهي تدور وتقف بجانب بيرت لتسحب آيرس
من ذراعها اليسرى تُرغمها على النزول": هيا سنستمتع!"
كانت كلمة -نستمتع- لاتتوافق مع كلمة بيرت حين قال لدينا عمل نتحدث به...
رسم ابتسامة صغيرة بالكاد تُسمى ابتسامة وهو يشكرُ نفسه على اللحظة
التي ادخل آني معه في السيارة فقد أخرجت آيرس من احتمال انطوائها
على نفسها وبعفوية! فهو يعرف أن بقائها وحدها يعطيها الوقت للتفكير
والاكتئاب لشهودهم طريقة معاملة والدها المزرية لها!
لم تشكو يومًا بل تحملت الوضع تواسي نفسها دائمًا
-سيكون كُل شيءٍ بخير!
دخلوا للمقهى الذي بدا لآيرس راقيً جدًا لتوزع الطاولات المتباعد
وتصميمه الفني والمنسق بألوان الخشب والذهبي والأصفر...
واللوحات لحلوياتٍ منوعة والقهوة بإطار وحجم موحد موزع بطريقة جميلة
كأنه معرضٍ ما... منحت الموسيقى الهادئة شيء من الراحة النفسية...
انساها جو المقهى العام، توترها والكآبة التي تملكتها منذ حادثة الصباح...
جلسوا في زاوية هادئة وبعيدة حيث كان اليكس ونيو يجلسون بهدوء
وعادت البهجة لشخصية نيو وهذا ما لاحظه بيرت فزفر براحة!
آخر ما يحتاجه أن يزيد صمتهُ الثقل على الأخيرة!
جلست آني يسار اليكس بعد ترك يد آيرس، ليحل بينها وبين نيو...
سحب بيرت الكرسي وجلس على الآخر متقابلًا مع نيو، استقرت آيرس بجانبه
وماتزال تنظر للمكان باعجاب!

طلبت آني النادل ليقترب مبتسمًا لتطلب وهيّ تركز على لائحة المقهى.
بابتسامة طفولية:" اريد كوب شوكولا ساخنة مع قالب كعكة الموز الصغيرة!"
ابتسم اليكس وهو يُخفي وجهه بكفه.... هذه الفتاة! لاتقل لي أنها
تحمست لأجل الكعك والحلويات! طلب البقية كوب قهوة حسب تفضيلهم
وكانت آني الوحيدة التي طلبت الكعك! وبعد أن وصلت طلباتهم،
قال نيو وقد عاد مزاجه كما عهدوه مستفزًا آني!
-:" أوي... هل القالب كلهُ لكِ؟"
في حين ابتسمت آني تقطعه وتجيب مبتسمة:" ليس تمامًا!
لكنك بالذات لن تحصل على شيء منه!"
قطعت قطعة صغيرة لتقربها نحو بيرت:" لكنني سأمنح بيرت اللطيف منه!"
أبعد وجهه وهو يرفع ويده بينه وبين الشوكة المعلقة قُرب فمه مُردفًا:
" أعتذر للرفض... أنا لاأحب الحلويات!"
بدا على وجهه شيء من الإشمئزاز! في حين استنكرت آني كلامه:
" لم أسمع من قبل عن شخص لايحب الحلويات! كيف ترفض كرم
فتاةٍ جميلة ولطيفة مثلي!"
قالت الأخيرة وهي تغمز ثم تتصنع الحزن! ليقترب المعني يأكل ما في الشوكة
على مضض عاجزًا عن التهرب، ضمت نفسها تقول بتمثيل:" لاتزالُ آني رائعة!"
ابتلع بيرت القطعة وشرب من قهوته التي طلبها مُرة كالعادة...
بدت ملامح الضيق على ملامحه فسأل نيو بفضول:" أنت حقًا لاتحبُ الحلوى
ظننتك تتهرب منها وحسب!"
نظر بيرت جانبًا حيث تجلس آيرس وهو يُجيب مبعدًا نظرهُ عن نيو:
" يمكنك القول أني كبرت ولا يُسمح لي بالحلويات الا في المناسبات!
فاعتدت بدوري عن تجنب أكلها! لما لم تطلبي غير القهوة؟!"
قال وهو يقصد آيرس فارتبكت تُجيب متلعثمة:" حسنًا... لاأدري!"
رفع بيرت يده يطلب النادل وهو يقول:" ما نكهتكِ المفضلة؟!"
قالت ببلاهة:" نكهتي؟!... أعتقد الشوكولا والفراولة!"
قال موجهًا حديثه للنادل:" هلا تُحضر قطعة كعك بالشوكولا والفراولة للآنسة؟!"
أومأ النادل وغادر يُلبي الطلب في حين قالت آيرس:" لم يكُن لذلك داعي!"
قال ببرود:" لقد خرجت من المشفى لتوك! يحق لك أن تحضي ولو
بقطعة واحدة من الكعك احتفالًا لخروجك!"
ابتسمت بخجل....
وبعد قليل وضع النادل الصحن الأبيض يقدم ما طلب لها... نظر بيرت نحو الأمام
ليبادر قائلًا:" أي تصنيف كبداية؟!"
رفعت آني الشوكة تفكر قليلًا قبل أن تبدأ:" أهم شيء أن لايكون بناتي!"
قال اليكس مُغمض العينين:" قتالي أو رياضي!"
وضع نيو كوعه على الطاولة ليتكئ على قبضته المكورة مردفًا:
" أن يكون الغاز، ملحمي ومُلهم!"
اضاف بيرت وقد أخرج ورقة مطوية من جيبه وأخذ يكتب فيها ما قالوه مزيدًا:
" لكُل الأعمار ويجذب كلا الجنسين!"
كانت آيرس تُتابعهم غير مدركة عما يتحدثون بالضبط وما يقصدونه -بالتصنيف- تحديدًا...
بقيت تُتابع لتفهم ما يتكلمون عنه وهي تتذكر كلام آني التي قالت قبل
دخول المقهى (سنستمتع!)...
اضافت آني:" ليكون في عالم يضم مخلوقات مُنوعة كالجان والغيلان
والأقزام والعمالقة.... أه والحوريات أيضًا!"
أومأ اليكس مؤيدًا وهويزيد:" والبطل فارس يسعى للبحث عن غرضٍ سحري
ويُقاتل الشياطين التي تسيطر على مُعظم المخلوقات السحرية!"
نظر نيو لبيرت الذي يكتُب ما يقولونه بسرعة مذهلة لم تؤثر على جمال خطه ليزيد:
" ويلتقي الفارس النبيل والملعون الذي فقد شجاعته بسبب ساحرة تعمل
مع الشياطين، بأصدقاء يمُنحونه قوى سحرية! ويُبطلون مفعول اللعنة
بقوة ترابطهم به!"
ابتسمت آيرس للفكرة لتفهم وتدخلُ جو نقاشهم المُمتع مُضيفة:
" لتكون له صديقة تقاتل الى جانبه بالقوس والسهم وتملك قوى سحرية!
وهي من الجان أو حورية متحولة!"
كان بيرت يكتُب كُل كلمة مُلحقة باسم ملقيها، وحين صمت الجميع
لاحظ آخر مادونه، رفع رأسه مُستغربًا ولم يكون المتقابلين له أقل منه...
نظر نحوها لتتوتر تلقائيًا قائلة:" أهي فكرة سيئة؟!"
نفى برأسه مردفًا:" لنجعلها أونلاين وتتمركز على جمع القطع الذهبية والكؤوس..."
وضع القلم على ذقنه مردفًا بتفكير:" فُرادى أم جماعة؟!"
سبق نيو الجميع ليُجيب مُتحمسًا:" جماعة... جماعة!"
دون بيرت ذلك أيضًا ليُكمل نيو مشيرًا لنفسه، ثُم لكُلٍ في دوره:
"وحين نكمل اللعبة سنُكون فريقًا... وسأكون صديق الفارس البشري!
وستكون آني القزمة! واليكس يكون العملاق.... وسيلعب بيرت بالفارس النبيل!
وأيرس ستكون الجنية الجميلة والطويلة! و...."
تمتم مُفكرًا:"على هذه الحال سننقص حورية!"
رفع بيرت حاجبهُ الأيسر يردف بسخرية:" وغول أيضًا! ثم لما يجب أن
تكون الصديق البشري عديم الفائدة؟ لتكُن الغول المرعب مُتعطش االدماء!
لن نُبرمج الصديق البشري."
أومأ اليكس وآني موافقين ليزيد نيو بانزعاج:" كيف تطلبون من فتى وسيم
وساحر الجمال مثلي أن يكون غولًا؟!"
ضحكت آيرس مستمتعة للموقف وهي تُردف:" الصديق البشري لا يملك قوىً سحرية!
سيكون عائقً للفريق! فمن سيلعب به؟"
أوقع نيو فاهه وقد تلقى صفعة غير مباشرة وهو يقول:
" اذا لن أرضى أن أكون العائق! أنا الغول الذي يحمل مطرقة عملاقة
ذات مقبض طويل كالمنجل! ويتحمل الضربات القوية ليدافع عن اصدقائه!"
دون بيرت ذلك قائلًا:" أجل لانُريد عديمي الفائدة! على هذه الوتيرة،
لنصنع شخصيات اللعبة حسب توزيع نيو! الجنية ستكون مقاتلة السهم والقوس...
والغول صاحب المطرقة غريبة الشكل التي وصفها نيو... ماذا عنكما؟"
قال ذلك قاصدً آني واليكس ليردف اليكس:" العملاق يُقاتل بقوة جسده!
ويملك يدين كبيرتين وقويتين كالفولاد!"
أعجبت آني بالفكرة لتمدح اليكس:" سيكون العملاق فخم المظهر بيديه العملاقتين
أحسنت الأختيار اليكس!" أشارت لنفسها مردفة:" القزم يصنع تعويذات لحماية
الفريق ويقاتل بالسيف عند الحاجة!"
انبهرت آيرس لأفكارهما لتردف مفكرة:" ماذا عن الفارس؟! هل يُقاتل
بالدرع والسيف أيضًا؟!"
نظر الجميع نحو بيرت ليقول بملل:" وماذا توقعون!؟
انه بشري في عالم سحري قديم الطابع!... أكيد لن يُقاتل بالبازوكا!"
ضحكوا جميعًا لآخر ماقاله بيرت بوجه جامد... فدون آخر ملاحظة
وهو يرفع الورقة التي ملئ طرفيها بافكارهم مردفًا:" لم يبق مكان آخر!
كان علي أن أحضر المزيد من الأوراق! فنحن لم نقرر الأسماء وطبيعة العالم السحري
ومراحل اللعبة وشخصيات الأعداء من الشياطين والسحرة!"
أخذ نيو الورقة بهدوء ينظر بتمعن...:" لابأس سنُكمل التخطيط لبقية الأجزاء في الشركة!
لقد أحرزنا تقدمًا جيدًا!"
أيدت آني وهي تأكل آخر قطعة من القالب الذي طلبته لوحدها!
بقيت آيرس متجمدة غير غادرة على تصديق أنها أكلت كُل القالب لوحدها مفكرة:
-كان ما يقارب كيلٍ من الكعك! هذه الفتاة مجنونة حقًا!
نهض كُلً من نيو وبيرت في نفس الوقت متمتمين:" سأذهب للمغسلة!"
كان الموقف غريبًا ومحرجًا لكليهما! تجاهلا ذلك وتوجها نحو المغسلة
التي يعرف بيرت زاويتها عكس نيو الذي يزور المقهى لأول مرة...
كسر بيرت توقع نيو بسؤاله الغير المترغب:" أنت كنت غاضباً على نحو مفاجئ!"
توسع بؤبؤيه للحظة وسرعان ما استعاد ابتسامته البلهاء:" فاجئت نفسي ايضًا!"
صمت بيرت ولم يسأل عن الأمر فأردف نيو من تلقاء نفسه:
" اولائك الآباء الذين يسيئون لأولادهم.... اكرههم بشدة!"
تنهد بيرت بملل:" لم يكن ذلك كُرهًا! بل غضب...."
اتكئ على المغسلة بشرود...:" في المكان الذي نشأت به،
كانت المشرفة انسانة لطيفة وعطوفة للغاية، لكن والدها كان مزعجًا
لم يتوقف عن معاملتها بازدراء...."
التفت نحوه وهو يقطب حاجبيه بعدم فهم:" المكان الذي نشأت به؟!"
أومأ الأخير موضحًا:" الميتم!"
توسعت حدقتا بيرت ليكمل الأخير:" أجل.... اتعرف، وصلتني رسالة من الميتم
يوم بلغت الثامنة عشر لم اجرأ على فتحها لأنها قد تحمل هوية والداي الحقيقيان!
وكيف وصلت اليه، لم أشأ معرفتهم ولكن بداعي الفضول قرأتها....
يبدو أن والدتي قد توفيت بعد ولادتي وقد تعرضت للتعنيف الشديد،
ولم تتحدد هويتها! هذا عزز كرهي نحو المعنفين للنساء اكثر."
رطب بيرت شفتيه متوترًا! هو عادةً لا يعرف كيف يتصرف في مواقف مماثلة،
وكان نيو قد لاحظ هذا الجانب من شخصية...
قال نيو بحماس محولًا دفة الحديث:"بيرت... لنجد عنوان تلك السيدة
ونسألها من كانت السيدة الشقراء التي تذكرتها مؤخرًا فقط لسخرية القدر!"
نُقر الطبل الصيني مُجمدًا بيرت الذي لم يفكر بذلك! بل ولم يهتم بالعنوان
الذي قدمه والده على طبق من ذهب! ارتخت ملامحهُ وهو يُفكر بصدمة،
وبعد وقت ملحوظ تحررت اساريره مُردفًا بثقة:
" اذا ذهبت لرؤيتها ستُخبرني بالتأكيد!"
تجاوزه نيو مبتسمًا:" لنبحث عن عنوانها وأرجو أن تكون حيّة!"
تبعه بيرت مردفًا بارتياح:" لاتزال حية! وقد حصلت على العنوان من والدي هذا الصباح!"
توقف نيو يلتفت للخلف ينظر بشك:" ولما لم تذهب لرؤيتها بعد؟! ماذا لو قرر
حاصد الأرواح تسفيرها للعالم الآخر الليلة من بين كُل الليالي السابقة
في السنوات الماضية! الم تقل أنها كانت عجوز حين كُنت في الثامنة؟!"
تمتم بيرت بملل :" كفاك سُخفًا! كانت في الخمسين حينها...
فلابد أن تكون في بداية السبعين الآن!... ليست بذاك الكُبر!"
صمت للحظة قبل ان يزيد مسنكرًا:" معك حق! علي أن اسرع بلقائها اليوم!"
اقترب هو ونيو نحو الصندوق فدفع الحساب ليتوجهوا نحو الطاولة،
تناول بيرت هاتفه الذي أبقاه على الطاولة وطلب مارتن مسرعًا...
لم يخف عن البقية توتر بيرت ونيو الذي اصبح جادًا يضغط على الآخر نفسيًا
وعن عمد كي لايؤجل هذا اللقاء فيذهب بيرت وحده ويخفي الحقائق عنه!
-:" نعم سيدي؟"
-:" أين أنت؟ تعال لأخذنا بسرعة!"
-:" لقد ذهبت لأغير السيارة! أحضرت سيارة تكفيكم كي لا تُحرَج أو تُحرِج أصدقائك!"
-:" خيرًا فعلت! هيا أسرع يجب أن نذهب لرؤية السيدة فيكي الآن وحالًا!"
-:" السيدة فيكي؟! خمس دقائق وتجدني عن المدخل المقهى! أنا قريب جدًا!"
قطع الخط لينظر للساعة وهو يٌجيب نيو الذي لم يتوقف عن القاء سيل أسئلته
ممارسًا المزيد من الضغط على بيرت وفي سره ابتسامة انتصار!:
" خمس دقائق! سيصل بعد خمس دقائق!"
سألت آيرس بفضول:" من السيدة فيكي؟!"
ركز الآخرين منتظرين الاجابة ليجيب نيو مدعياً القلق:" سيدة سبعينية
نخشى أن يزورها ملاك الموت الليلة من دون كل الليالي حين عزم بيرت لقائها!"
قالت آني مقطبة حاجبيها:" لاتكُن سخيفًا!"
تزامن ذلكَ مع حركة بيرت الواقف مكانه يحدق بالساعة وضرب نيو
بطرف يده الخارجي منزعجًا....
خرج بيرت مُتوترًا ليقف بجانب المدخل فتبعوه بفضول وخلال لحظات قليلة
وقفت سيارة عائلية حليبية اللون وبالكاد ترجل مارتن حتى وجد الجميع استقروا
في السيارة بسرعة فعاد لمكانه وحرك السيارة متجهًا في طرق طويلة
ومُكتضة عابرًا عدة اشارات ليبدأ الجو يقل صخبًا وازدحامًا...
كان اليكس يجلس بجانب مارتن وخلفهم آيرس وآني اللتين انشغلتا بالحديث
عن طلاء اظافر آني المميز... وخلفهم نيو وبيرت الذي بدأت حركت قدمه
اليسرى المتوترة تهدأ تدريجيًا!
كسرت آني الصمت تتجه بجسدها للخلف وهي تخاطب بيرت:
" لقد خرجنا من المدينة! هل المكان بذاك البُعد؟!"
انضمت آيرس تنظر للخلف منتظرة الجواب ليأتيه ما لم تتوقعه:
" لا أعلم! مارتن يعرف العنوان وليس أنا!"
توجهت آني نحو مارتن الذي تجلس خلفه توجه له سؤالها بعفوية:
" مارتن... أين يقع المكان الذي تأخذنا له؟!"
نظر لها من النافذة الأمامية مُجيبًا:" تقع في قرية ريفية تبعد نصف ساعة
لبوابة المدينة! سنصل بعد عشرين دقيقة أوأقل!"


وبالفعل! وقف أمام بيتٍ ريفي ذا طابع هادئ والأزهار المنوعة مزروعة
حول ساحة البيت الخضراء وتتوسطها طاولة ذات طابع كلاسيكي وحولها
عدة كراسي بنفس التصميم... اقتربت السيدة وهي تحاول التعرف على
زوارها غير المترقبين، وكان مارتن أول من تعرفت به اذ اقتربت
وهيّ تنادي باسمه لتتأكد أنها لم تخطئ به!
اقترب مارتن بعد أن ترجل الجميع بهدوء، ابتسم نيو وقد توقع أن تكون
-السيدة فيكي- التي قد تملك اجابة على أسئلة صديقه! القوا التحية عليها
في حين نطقت بفرحة غريبة:" مارتن! لقد كبرت كثيرًا عن آخر مرة رأيتكَ فيها!
أصبحت رجُلًا حسنُ المظهر و..."
بترت كلامها وهي تنظر متسمرة بوجه بيرت، اقتربت لتتأكد أنها لم تُخطئ،
لتردف بعدم تصديق:" صغيري بيرت! أنت هو بيرت اليس كذلك؟!"
أومأ برأسه مؤيدًا لتكمل مبتسمة:" لابد أن تكون! لم تتغير كثيرًا عن آخر مرة
رأيتُكَ فيها! لقد كبرت لتُصبح شابً وسيماً! كيف حال والدك؟! وكيف حال تيردا؟!
لم أراهما منذ زمنٍ طويل!"
كانت تتكلم بسعادة وهي تمسك وجهه تطبع تفاصيل وجهه بذاكرتها،
أمسك يدها وهو يسأل مستغربًا:" تيردا؟!"


* يُتبع *


https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

شَفَق. 05-13-2020 03:28 PM

https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png https://b.top4top.io/p_1601eln6u2.gif

طلع ابوها ") !
انا بعد إنصدمت من نيو XDDDDDDDD
يا زلمة قول بسم الله وخليني استوعب مين انت وايش عملت بنيو خير4
لكن حبيت :55:
دفاعهم عنها شيء جميل، رغ. إنه بطبيعة الأحوال راح تنحرج :3
يختييييي فرحت بس سمعت انها بتنضم لهم :(
أخيراً راح تكون الأمور اكثركياتة هع1
اندمجت بشكل مع مناقشتهم تبع اللعبةXDDDDDD
راح انتظر صدور اللعبة بيس2 ضحك4
جميلة آيرس بس أنضمت لهم ق0 ق0
الحين ياخي جوهم مبهج بشكلللل ق0 ق0
والجزء الأهم :يب2:
السيدة فيكي هه8
حبيييييت حديثها مع مارتن هع1
لأقولك الصدق الانطباع الي اخذه عن مارتن هو العجوز الي بلا شنب في انمي هنتر ضحك4
خادم فخم ولبق ضحك4
ادري بنرفس هه8
الحين والأهم تيردا! !!!!
أنا فقط أفكر بأنها ستكون مساعدة للغاية xD
بنتظر وبشوف هه5 بيس2
ثانكيو عابفصل وغومين عالتأخير ق0

سيـرَان. 05-14-2020 12:33 AM

https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png https://c.top4top.io/p_16014v09x3.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وااااااااع فصل جميييييل. xDDDDDق1
ماعرفتني وانا اقرأ بشوق وحماس ومندمجة مع الاحداث. هه8بيس2
اسلوب السرد والوصف المفصل لجميع التعابير والتصرفات هو سبب اندماجي ويا الأحداث.xDبيس2
هذا ابو آيريس واحد غبي جد شخصيته كريهة جداً، مسموح اتفل؟! x'd
استغفر الله كرهته بسبب هالظهور اللي زي وجهه.:)بيس2
اقول خير؟:) شفيه هذا بيرت صاير يحترم اللي يسوى واللي مايسوى؟:قمر1:
ماتوقعت سكوته وتعامله بهالأحترام وياه، صدمني تصرفه...
بس ماانكر انصدمت اكثر من تصرف لطيف الملامح نيو!*-*''
صراحة كان كيوت وهو فاقد السيطرة على اعصابه،
تمت إضافته الى قائمة الكيوتين خاصتي.x'DDDDDDDDDDD
شسمة، بالمطعم، ماادري ليش توقعت آيريس تكون تطلب حلوى،
غير ارادي ظنيت عنها انها مهوسة حلوى تقريباً~جداً.xD
ضحكت داخلياً لما نيو رجع لكياتته وصار يحاول يرفع ضغط آني من جديد.xDDD
بس أساساً هذي ماينرفع الضغط لها، لأنهم يتناوبون القصف على الدوام.ضحك4بيس2
يقول لها هذي كلها لك؟ تقله لا بس الأكيد أنت ماتحصل منها شيء، أخ يمة متت. هه0بيس2
شسسسسسمة بعيداً عن هالشيء، مين تيريدا؟*-*'' الشخصية الأخيرة بالبوستر صح؟!
فهمت ليش اسم الفصل السيدة. هع2ق1 اعجبتني شسمها، شكلها لطيفة، ماتخيلت عنها هالشيء،
صراحة عبالي شخصية نرجسية ام الـ انا رائعة دوماً.هه9بيس2
بترقب الفصل بحماس، تحمست اكثر مع ازدياد الشخصيات،
الحوادث جميلة، بتصير خطيرة ادري.هع1بيس2
تقبلي مروري، بانتظار الفصل القادم، يارب ينزل بأسرع وقت.نجمه6نجمه6
مايحتاج دعوة لي لأني معسكرة هون للنهاية.ضحك4قلب0

فِريـال 05-14-2020 08:27 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819




الفصل 5: الذكرى التي طُمست...!

....:" مارتن! لقد كبرت كثيرًا عن آخر مرة رأيتكَ فيها! أصبحت رجُلًا حسنُ المظهر و..."
بترت كلامها وهي تنظر متسمرة بوجه بيرت، اقتربت لتتأكد أنها لم تُخطئ،
لتردف بعدم تصديق:" صغيري بيرت! أنت هو بيرت اليس كذلك؟!"
أومأ برأسه مؤيدًا لتكمل مبتسمة:" لابد أن تكون! لم تتغير كثيرًا عن آخر مرة رأيتُكَ فيها!
لقد كبرت لتُصبح شابًا وسيماً! كيف حال والدك؟! وكيف حال تيردا؟! لم أراهما منذ زمنٍ طويل!"
كانت تتكلم بسعادة وهي تمسك وجهه تطبع تفاصيل وجهه بذاكرتها،
أمسك يدها وهو يسأل مستغربًا:" تيردا؟!"
توسعت حدقتا السيدة بعدم تصديق وهي تستفسر:" ماذا تقصد؟ لا تُخبرني أنكَ
أخذت جانب والدك بعد أن كبرت وفهمت الوضع!"
كانت كلماتها كالطلاسم له وكان نيو الوحيد الذي فهم أنها قد تكون السيدة الشابة
من حديث بيرت... في حين اتخذ الآخرون موقف المشاهدين!
اردف بيرت بحذر:" تيردا... هي السيدة ذات الشعر الأشقر والعينين الزرقاء...
وتضع أحمر شفاء داكن في أغلب الأوقات؟!"
أومأت بأيجاب ليكمل بنبرة خلطت بين الغضب والرجاء:" من تكون تحديدًا...
ولما لم أعد اذكر عنها الكثير؟ ولما لم أعد اراها؟!"
استنكرت عدم معرفته حتى بمن تكون... أشارت نحو الطاولة في وسط الحديقة:
" هذا الحديث سيطول! لنجلس قبل ذلك!"

تجمعوا جميعًا في حين عادت السيدة لبيتها الذي يبعدُ عن مكان جلوسهم بمسافة
ملحوظة، وبعد قليل أحضرت صينية بها شاي وبعض البسكويت نهض اليكس يحمل
الصينية عنها، لتشكره وهي تمدح بكونه شابًا مهذبا وقوي البُنية! في حين جلست
بجانب نيو ويليه آيرس ثم بيرت وبعده اليكس وآني على يسار السيدة وبقيَّ مارتن
يقف خلف بيرت... توتر بيرت الذي سأل بفضول:
" أخبرني أبي أنك غادرت منزلنا حين بلغت الثامنة! ولذا كان لدي أمل كبير
للقدوم والحديث معكِ! والآن بما أنك ذكرت اسم تيردا، فقد بت واثقًا بأنك
ستخبريني عن من تكون؟!"

نهض الآخرون حين تلمسوا التوتر والتردد للسيدة، وكان اليكس وآني اولهم
ثم آيرس ومارتن وآخرهم نيو الذي ترك الطاولة على مضض... قامت آيرس
وآني بالضغط على نيو ليُخبرهن عن سبب مجيئهم إلى هذا المكان، ففهمتا
أنها كانت مربية بيرت! ولديه ما يسأل عنه... اليكس لم يكُن مستثنى من
سماع ذلك، فتحرك الفضول الجماعي لمعرفة من تكون السيدة تيردا!

أنزلت السيدة فيكي رأسها نحو كوب الشاي الكريستالي لتظهر سحابة حزن في
عينيها وهي تتمتم:" انها حكاية قديمة! لكن... هذه ليست قصة مُسرة!
لقد شهدتُ القليل لكنني شعرت بما يكفي من الألم من بضعة مواقف وحسب!
أخشى يا بُني... لن تتقبل الحقيقة المؤلمة لما حدث مع تيردا!"
صمتت لبعض الوقت فقال بيرت مُلحًا:" تابعي رجاءً! مهما كان ماحدث
فأنا لن أعود بعد قطع كُل هذه المسافة لكونها حكاية مؤلمة!"
كان مركزًا مع ما ستسرُده السيدة لتردف مستعيدة شيء مما حدث...:
" كانت تيردا فتاة حيوية بشدة وتمتلك حضورا قويا، وقد كانت تساعد والدك
بعلاقاتها الطيبة مع الكثير من الناس من الطبقة المخملية لشخصيتها الإجتماعية جدًا!
كانت تملك كُل ما يجعلها قادرة على جمع عدة اطراف مهما كانت علاقتهم سيئة!
وقد كانت اليد اليمنى لقوة والدك ليبني شركته الخاصة من الصفر مُختارًا مجال
عمله الخاص بعيدًا عن شركة عائلة كينت للإنشاءات! في أحد الأيام قررت تيردا
القيام بنفس الشيء وبناء شركتها الخاصة متشاركة مع شاب طموح يُدعى جيسون
ان لم تخُني الذاكرة... انزعج والدك منها كثيرًا ولكن لم يكُن بسبب قرارها هذا
وحسب! فقد صدم لقرار زواجها المفاجئ من جيسون وهو لا يعرفهُ حتى!"
صمتت لبعض الوقت فتمتم بيرت مستغربًا وهو يسأل:" لحظة...
لم تذكري ما علاقتها بأبي؟!"
رفعت رأسها تردف بصوت مبحوح:" تيردا.... كانت أختك الكبرى!"
نهض بعدم تصديق فوقع الكرسي خلفه... لتكمل بأسى:
" تيردا هيّ أختك من زوجة والدك الأولى! في ذلك الوقت وبعد طلاق والديك
بفترة قصيرة جدًا عرفت والدتك بحملها، وقد كان والدك سعيدًا جدًا!
في حين والدتك رفضت ان تُنجب طفلًا لا يُربى مع كلا والديه! لا اعرف كيف
ولكن تيردا تدخلت يومها وأقنعت والدتك أن تُنجبك! وحدث ذلك بالفعل!
اعتنت تيردا بك كما لوكانت والدتك لا أختك! تعلقت بها كثيرًا... تيردا، لم تكن
تملك من العمر سوى عشرين سنة حين ولدت! حين جئت للعناية بك بطلب من
عمتك الكبرى، كُنت تبكي وتبحث عنها طوال الوقت... لقد كان تهدئتك صعبة جدًا!
فقد طردها والدك من المنزل في لحظة غضب قائلًا (أنت لم تعودي ابنتي!)....
وبعد شهرين عادت تيردا لرؤيتك سرًا حين كان والدك في العمل،
لقد تأثرت بالعلاقة الأخوية القريبة من علاقة الأم وابنها وليس أخت وأخيها الصغير!
وتكررت زياراتها السرية كثيرًا ورقت قلوب الجميع في القصر للعلاقة الصعبة
التي جمعتك بأختكَ وأبيك!... لنصبح جميعًا شُركاء لسر زياراتها لك."
ابتسمت السيدة فيكي بألم مردفة:" شيئاً فشيئاً قلت زياراتها بعد أن بلغت الرابعة!
عرفت لاحقًا أنها وضعت مولودها الأول حينها! وقد كُنت تسأل عنها كثيرًا،
ولو كان والدك كثير البقاء في القصر للاحظ أنك تُنادي باسمها كثيرًا!
واستمر الوضع على هذا الحال طويلًا فتوقفت عن طلبها شيئاً فشيئاً
لتنتظر عودتها بصمت! جاءت لرؤيتك بعد خمسة أشهر من ذلك،
لتغدو زياراتها متباعدة..."
كان الجميع يراقبون من بعيد باهتمام لردات فعل بيرت الذي بدا مصدومُا بشدة
واكثرهم آيرس التي بدأت تقلق ولاتعرف لما!...
اردف بعدم تصديق:" اذا... لما لم لا أملك ذكريات عنها؟! كيف لوالدي أن
يطمس حقيقة بهذا الحجم عني؟! هل تقولين أني عشت حياتي كالمغفل!"

نظرت نحوه بأسى مردفة:" وأنا لا أفهم فقد كانت تزورك حتى حين دخلت المدرسة
وتهتم بك من بعيد... لقد ظننت للحظة أنك اتخذت جانب والدك! فقد كُنت في الثامنة
حين غادرتُ القصر لظروف صحية، وكُنتُ دائمًا اظن بأنه لابد أن الموضوع
بين تيردا وجوليان سبق وحُل! اشعر بالأسى عليهما..."

حل نسيمٌ بارد مُعبق برائحة زهورٍ خريفية، كان ثقل الجو يزعج بيرت
فتوجه مُبتعدًا وهو يعطي ظهره للجميع!...
حل صمت غريب كُل في أفكاره الخاصة اقتربوا من الطاولة وجلسوا بهدوء
في حين يُراقبون بيرت الذي توجه نحو البيت إلى أن تجاوزه واختفى خلفه....
بعد لحظات محسوسة بأحاديث تعارف بسيطة نهضت آيرس مُعتذرة وتوجهت
نحو البيت بخطى سريعة وتجاوزته نحو الباحة الخلفية، وجدته يجلس
على ارجوحة بيضاء عريضة يُناظر السُهل الخضراء والتي توسطتها
اشجار بالوان الأصفر والأحمر بتدرجاته، بشرود...
اتخذت يساره مجلسًا ولم يصدر أي صوت منها حتى أنه لم يلاحظها! بعد مضي
دقائق قليلة لاحظ وجودها وذلك حين بدأت تتمتم بلحن اغنية هادئة...
ابتسم بوهن وهو يسأل:" ماهذا اللحن؟!"
حركت الأرجوحة قليلًا وهي تجيب مُبتسمة:" حين كنت صغيرة، كان لدي عُلبة موسيقى
تتوسطها مجسم راقصة باليه صغيرة... كنت استمع اليه كلما شعرت
بالانزعاج أو الحزن وماشابه... كان مفعولها كالسحر! فقد كُنتُ اشعر
بتبدد كل المشاعر السلبية وتحل مكانها سعادة بلا سبب!"
أومأ بفهم ليسأل:"ما اسم اللحن يبدو مألوفًا؟ الا تزالين تحتفظين بها!؟"
رفعت ساقيها الطويلتان وضمتهم لنفسها تجيب بصوت مُتحشرج:
" ابرقي نجمتي الصغيرة!
لقد كُنت اشعر بأن اللحن يحثني على أن اغدو أسعد! اسعد مما كنت عليه....
في أحد الأيام قام أبي برميه من نافذة غرفتي وهو يقول أنني أزعجته لكثرة تشغيلها!"
كلماتها الأخيرة، جعلته يُدرك.. هي لم تكن سعيدة في حياتها! وهذا صحيح،
فقد كان من الواضح حسب كلامها عن سماع اللحن كثيرًا! لأنها كانت بحاجة
لسماع مايخفف عنها! اردفت بعد صمت قصير:
" لكنني لم أتوقف عن ترديد اللحن حين يضيق صدري، أأبدو مثيرة للشفقة؟
فقد كنت بحاجة لأي سبب يخرجني من ظل أبي، حتى لو لحن بسيط!"

اخفض رأسه ينظر نحو حذائه في الفراغ... لم يعرف كيف يتصرف أو ماذا يقول!
فهو ليس معتاد على سماع قصص حياة الناس من حوله! كان في عينيه
بريق غضب انزعاج وشفقة لم يستطع اخفائه!
نادته فكسبت انتباهه من جديد مردفة:" أنا مُمتنة لك! اعرف أنها وقاحة مني ولكن،
حين قلت أني اصبحت مسؤوليتك في ذلك اليوم... شعرت بالسعادة!
بطريقةٍ ما أشعر أني بحاجة لمن يرفعني من ذراعي ويتنشلني من بؤسي!
حتى لو عنى ذلك أني أمسيت بلا كبرياء! فقد اكتفيت البؤس والذلة بالفعل."
ابتلع بيرت ريقه قبل أن يسأل:" ذلك الرجل... أقصد والدكِ، كان يُهينك بكلمات وقحة
ولا كأنكِ ابنته! لماذا؟!" توسعت حدقتاها غير مدركة ما تجيب به، فاردف مبررًا:
" ليس كأنني صدقت ماقاله عنكِ! لكنه... كان يبدو...."
زم شفتيه ولم تشأ الكلمات أن تخرج... بعثر شعره الأسود بين زرقاوتاه
معبرًا عن توتره... وبعد بريهات من الصمت قالت ووجهها للناحية الأخرى:
" لقد كان يكره أمي! ولأنني أشبهها فقد كان يعاملني بسوء! أنا لا اعرف ماحدث
حينها لكن مافهمته من خالتي أنها تزوجته كرهًا وهي تحب آخر! تحملت والدي
لبعض الوقت لكنها غادرت على غفلة منه في احد الأيام... ومنذ يومها كان
يُفرغ كل غيضه فيَّ..."
قاطع كلامها غاضبًا:" هذا ليس عدلًا! أين ذنبك من كل هذا!"
ابتسمت ترتب شعرها الأمامي جانبًا وهي تجيبُه:" ذنبي أني اشبهها!"
توسعت حدقتاه ولم يُدرك مايرد فحول دفة الحديث للجانب قليلًا:
" لقد طلبت من مارتن أن يُغير مدرستكِ!"
رفعت رأسها نحوه بصدمة ليُكمل مبررًا:" اريد أن أجرب ذلك! أقصد شعور،
أن تهتم بأحد مِن سواك!"
أخفض عينيه مكملًا:" اريد أن اجرب الإهتمام بالناس غيري... أن أحدث
اختلافًا في حياة اكبر عدد ممكن!"
ابتسمت وهي ترتب افكارها، فهمت أنه يقصدها... نظر نحوها ببرود:" يجب أن
تكملي دراستك، وتتابعي حياتكِ ، قوية، اكثر ثقة بنفسك واقل اعتمادًا على الآخرين!"
تمتمت متوسعة الأحداق:" قوية!"
نهض وهو يرفعها من ذراعها:" أنا مصر أن اقف الى جانبك ريثما يحدث ذلك!
ولكنني سأفعل ذلك على طريقتي الخاصة، فأنا مبتدئ في الإهتمام!"
قال الأخيرة ممازحًا وهو يكمل بعد أن وقفت:" هيا... علينا الذهاب، هُناك من
يجب أن اصفي حسابي معه في المدينة!"
مَشت بجانبه مستغرقة بكلماته... كان مايزال يمسك بذراعها، لم يعرف سبب
نظرات الجميع المستغربة وكان مارتن أشدهم!
قال نيو ممازحًا وهو يتكئ على كرسيه:" هل اعترفت لها؟!"
بالكاد أكمل جملته حتى حصل على رفسة جانبية من آني التي الحقت بها متمتمة:
" سخيف!"
ابعد بيرت يده عن آيرس المحمرة خجلًا، مُعتذرًا... توجه نحو السيدة فيكي
ليقول باحترام وأدب غريب:" سأكون ممتنًا لكِ ما حييت! شُكرًا لكِ سيدتي...!"
رفعت السيدة وجهها نحوه مُبتسمة بعد أن ارتخت ملامحها:" أن اشاهدك وقد
اصبحت شابًا مُهذبا ذو اخلاق عالية وراقية، يجعلني مُمتنة للسنوات القليلة التي
اهتممتُ بك فيها! أنا واثقة، أن تيردا ستكون سعيدة أيضًا بما اصبحت عليه!
حين تعرف مكانها، أخبرها أني اريدُ رؤيتها!"
أومأ برأسه بملامح فارغة وهو يردف:" سأفعل ذلك بالتأكيد!"


في طريق العودة كان نمط الفضول لدى الجميع مُفعل!
ولكن بيرت لم ينطق بشيء! وحين وصلوا للشركة وقت المغرب، ترجل الجميع ووقف جانبًا مع آيرس يخبرها بأنها ستبقى هنا ريثما يدبر الأمور! لم تفهم ماقصده بتدبير الأمور ولم تفكر بالأمر... فقد كان الجميع يعرفونها الأماكن المختلفة في الشركة! حين وصلوا للقبو قالت آني وهي تسحبها نحو الاستراحة التي هم يعيشون فيها
نوعًا ما:" هيا لنسرع! سأريكِ سريركِ!"
دخلت آيرس مبهورة بالمكان الذي بدا كغرفة كبيرة متعددة الإستعمالات كما لو كانت
نادي ألعاب! تضم كل شيء تقريبًا! أشارت آني نحو الزاوية اليسرى حيث يقبع
سرير ذو طابقين وحوله ستارة بيضاء مزركشة بزهور ملونة، ليبدو انثويًا
عكس اسلوب آني في ملابسها!:" هنا ستنامين! أنا سعيدة بذلك!"
كانت آني سعيدة لوجودها في هذا المكان حقًا.. وهذا ما فهمته آيرس!
توجهت نحو السرير وحاولت تسلق السلم الصغير لكن آني أوقفتها!:
" لن ترتاحي فوق! فيدك ماتزال مُجبرة!"
اعترضت آيرس على هذه المعاملة الخاصة من الآخرى:" لكنه مكانكِ الخاص!"
جمعت الغطاء والوسائد المحشوة بحركة سريعة ورمتهم للأعلى وبمهارة،
رتبت الغطاء البني الذي أخرجته من الخزانة بجانب السرير...
ابتسم بيرت تلقائيًا.. آني فتاة متفهمة وذكية حقًا! يبدو أنها ستكون بخير هذا
ما اقنع نفسه به!.. نظر نحو الشابين الأخيرين يساره على بعد عدة امتار،
فتلاقت عينيه مع نيو المُبتسم... حرك شفتيه بغير اصدار صوت وهو يقول:
" سُحقًا لك!"
فهم المعني فأجابه بنفس الأسلوب:" العفو!"
اقتربت آني التي لاحظت المحادثة المُشفرة لتمسكهما من ذراعيهما،
نظرت نحو بيرت يسارها ثم لنيو قائلة:" لقد اكتفيت من تأدية دور جانبي!
أخبراني الآن، لما ذهبنا لبيت السيدة فيكي في الريف؟
ولما نيو وحده من يعرف كُل شيء دائمًا؟ ولما تتهامسان من بعيد!؟"
نظر نيو نحو بيرت مبتسمًا ليردف الأخير بملل:" لأنهُ فضولي ومُخادع!"
نظرت للمعني بنفاذ صبر ثم طوقت ذراع بيرت بكلا يديها وهي تسحبه نحو
الأريكة المُدورة، تُجبره على الإنحناء لمستواها! جلست يمينه واليكس الذي
لا يقلُ فضولًا عنها في الجانب الآخر... رغم أنه لم يصرح بفضوله لكنه
لم يتوقف عن التفكير بالموقف الغريب الذي واجههم اليوم! بل المواقف الكثيرة!
لم ينطق بشيء فبادرت آني متسائلة:" من تكون تيردا؟!"
وقفت آيرس خلفه وركزت كوعها الأيمن على مسند الأريكة الخلفي،
تنتظر باهتمام... في حين قال نيو وهو يقترب:" صحيح من تكون تيردا؟!"
قال بيرت بانزعاج:" السيدة تيردا وليس تيردا!"
كان يقصد أنه لم يضف لقب الإحترام متجاهلًا أن الأخير لم يعرف بعد بكونها أخته!
اردف لاحقًا:" تيردا... أختي الكبرى!"
حل توسع احداق جماعي غير مُصدقين، لتردف آني بعدم استيعاب:
" لكن حسب معرفتي، أنت وريث السيد جوليان كينت الوحيد!"
أومأ نيو موافقًا على كلامها ليزيد اليكس وهو ينظر نحو شاشة هاتفه المحمول:
" هذا صحيح! لديه ابنة كبرى!"
حصد انتباه الجميع لتسأل آيرس بفضول:" الم تكُن تعرف ذلك؟!"
ادار وجهه نحوها وهو ينفي برأسه ثم منح اليكس انتباهه مردفًا:" ماذا تقصد!؟"
بدأ اليكس يحرك اشارتهُ على شاشة هاتفه مجيبًا:" حسب موسوعة المعلومات العالمية،
في صفحة السيد كينت؛ لديه ابنان تيردا جوليان كينت وبيرت جوليان كينت!"
صمت لبعض الوقت قبل أن يضيف وهو يتابع تمرير أصابعه على الشاشة:
" تيردا ابنة السيدة تاليا فوكس وبيرت ابن آرليا كويد!"
بسطت ملامح بلهاء وجه نيو ليقول بوجه شبه مظلم:" لقد كانت هذه المعلومات
على الشابكة!" نظر نحو بيرت مكملًا:" أيها الغبي! كيف ستُقنعني أنك لم تكن
تعرف أن لك أخت تكبرك بكثير؟!"
رفع المعني كتفيه بملل في حين امتنع عن اجابة نيو لشعوره بالغيض من وصفه
بالغبي... أخرجت آني هاتفها وبحثت عن تيردا به... قربت الشاشة له وهي تقول:
" انظر هذه صورٌ لها!"
أخذ الهاتف بسرعة ليُدقق بالصور جيدًا... نعم هذه هي، بزرقاوتاها المغريتان،
شفتيها ذات أحمر شفاء داكن وشعرها الأشقر المصبوغ بالوان كثيرة وغلبه البصلي...
ابتسم بلا شعور، لقد كانت على مقربة كبسة زر! لو لم يعرف اسمها لما وجدها!
قال نيو بغيض:" توقف عن الابتسام بغباء! كيف ستقنعني بأنك لم تزر صفحة
والدك في موسوعة المعلومات العالمية ولو مرة! كنت ستعرف منذُ دهر...."
بتر كلامه لحركة بيرت الذي ترك هاتف آني وكتف ذراعيه بغيض، مُقاطعًا كلام
الأخير:" سامحنا لأننا لسنا مغرورين بذاتنا لنبحث عن اسمائنا في الشابكة!"
ابتسمت آني وهي تنظر للصور باهتمام مُردفة:" عيناها تُشبع عيناك! لكنها انثوية أكثر!"
القت آيرس نظرة وهي ماتزال تقف خلفهما لتتمتم باعجاب:" جميلةٌ جدًا!"
اصدر اليكس الذي كان متمعنًا بالبحث، صوت شهيق متوسط... استوعب موقفه
تحت انظار الجميع ليقول مبررًا:" وانا الذي كنت افكر أين سمعت اسم تيردا بكثرة
من قبل! تعرفون شركة جيسون اليكسس ليور؟ مصمم طائرة تيرداي آي في؟"
زفر بيرت بملل ليكمل اليكس باعجاب:" جيسون اليكسس ليور هو زوج تيردا!"
حصد انتباهه ليقول بعدم التصديق،:" ذلك الرجُل هو زوجها؟!"
استفسرت آيرس محاولة فهم الوضع:" أتعرفه؟!"
زم المعني شفتيه مُجيبًا:" صديق احد اقاربي.... قابلته بعدة مناسبات،
لكن معرفتي به سطحية!"
قال نيو بسخرية:" بوجود الشابكة بين يديك، لن تبقى معلومة لن تكتشفها
عن أختك الغامضة! كل ما عليك فعله أن تقرأ كُل صفحة تحت مُسمى تيردا كينت،
أو تيردا ليور! ماذا عن عنوانها، أيمكنك أن تجدهُ يا اليكس؟!"
هُنا نهض بيرت وهو يقول:" توقف عن الغش! وتوقفوا عن تغشيشي!
سأجد العنوان بنفسي!"
لقد ادرك الكثير دفعة واحدة! هو على بُعد كبسة زر... لكنه فضل تخفيف الصدمة
وتركها ليومٍ آخر! ولم يتوقف اليكس عن قراءة المعلومات التي أتت تحت البحث باسم تيردا.
غادر مودعًا، وتحدث مع مارتن بالكثير... ولم يغفل عن اخبار الحراس أن يبعدوا
والد آيرس اذا صدف ورأوه بعد أن وصفهُ لهم!



في وقت متأخر كانت آني وآيرس يتحدثان كُلُ واحدة منهما متمددة في سريرها...
رغم التعب والإرهاق من اليوم الحافل بالأحداث لكنهما بقيتها تحاربان النعاس
لِيتعرفان على بعض متحمستين.... سألت أيرس بفضول:" أنتِ تعيشين هنا؟!
ألايمانع والديكِ وماشابه؟"
التفتت آني على بطنها ويسارها تتأرجح نحو الأسفل تناظر الأخيرة بابتسامة:" لا!
فأنا وأنتِ لانختلف كثيرًا!"
همهمت بعدم فهم:" كيف ذلك؟!"
قالت بتفكير وهي تبذل جهداً لتحافظ على ابتسامتها:" أقصد عائلتانا
لاتملك الظروف المادية لتعيلنا! والدي يعمل صباغ حسب الطلب وأمي تعمل
في محلٍ للتجمل تقص وتصبغ الشعر في حينا وهو حي فقير بطبعه
وبالكاد يغطيان المصاريف! لدي اخت كبرى في الخامسة والعشرون،
تركت لارا دراستها بعد الثانوية ولم تدخل الجامعة لتعمل بنفس المحل مع أمي!
وهي من صبغت شعري! ولدي ايضًا اخوان توأمان بيتا وروي... حصلا على
منحة دراسية في احد الجامعات بمدينة بعيدة العام الماضي ويدرسان الهندسة المعمارية
معًا ومع ذلك مصاريفهما كثيرة كانت لارا الضحية لها! أما أنا العنقود الأخير
فقد لاحظ استاذي في الصف الثاني أني ذكية جدًا وشيئاً فشيئاً عرفني على
ادارة الهيئة العامة للعباقرة ووافق والداي على ارسالي اليها...
كانت كالمدارس الداخلية.. هناك التقيت باليكس وقد كان الوحيد من حينا....
وما إن تخرجنا منها تقدمنا للعمل في هذه الشركة كمصممين... لكنني كنت صغيرة
في العمر ولا اناسب المنصب فعرض علي العمل كمختبرة لفترة بسبب شهادتي...
وهكذا تمضي حياتي للآن! الزبدة، والداي معتادان على ان اكون بعيدة عنهما!"
كانت آيرس مندمجة بالاستماع... قالت بشيء من الفضول:
" أهذا ماقصدته حين التقينا اول مرة؟"
أومأت موافقة لتضيف بحماس:" وماذا عنكِ؟! اخبريني عن حياتكِ وهكذا!"
استوت جالسة وهي تفكر قليلًا لتقول بحرج وتوتر:" والدي كما رأيتِ لايطيقني!
وأمي هربت من أبي وأنا صغيرة بعد أن نفذ صبرها من والدي فقد كان
والدها مدمنًا باعها مقابل بضعة بنسات! كما سمعت أنها كانت تحب آخر!
والدي ليس له اخوة واقارب لكن امي لديها اخت كبرى توفيت.. زوج خالتي
يعمل في بيع الساعات في متجر وسط السوق القديمة... لديهما ابنة تدرس
الطب خارج البلاد عبر منحة دراسية ولديها شقيق أصغر يدعى فيل وهذا لم أره
منذ سبع سنوات أي حين غادرت جيما! وأنا كنت أعمل في محلٍ على
الطريق العام في ضواحي المدينة حيث كنت اعيش مع والدي..."
سألت آني بحذر:" أنتي لاتنوين العودة لوالدكِ؟"
نفت برأسها ثم استلقت على ظهرها:" بسببه لم اقترب من احد وبذلت جهدًا
لأصبح غير مرئية لزملائي في المدرسة! في يوم الحادث كان والدي قد
صفعني بقوة وحاول قتلي بالسكين! كنت اهرب منه حين حدث ما حدث...
مع اني كنت حذرة اثناء قطع الطريق! يومها كنت انوي الاختفاء من حياته
ومحتارة أين لايجدني! لقد وعدتني جيما حين اصبح في الثامنة عشر...
ستأخذني معها لخارج البلاد حيث ستعمل بعد انهاء تدريبها! انتظرت طويلًا...
ولكن شاء القدر أن التقي ببيرت!"
تأثرت آني بكلامها... ان يحاول والدكِ قتلكِ بالسكين! كيف تحملت آيرس ذلك؟!
بقيت كلماتها تثقل على الأخيرة لدرجة جعلتها تكره مايك، والد آيرس اكثر!
همهمت بقلة صبر:" والدتكِ... هل قابلتها بعد ذهابها؟ أم اختفت وحسب!"
ابتسمت آيرس تجيب بسعادة لم تدم طويلًا:" لقد قابلتها كثيرًا! الصيف المنصرم
ذهبت اليها آخر مرة وقد بقيت معها يومين... خرجنا معًا لأماكن كثيرة وتسوقنا
واشترت لي هاتفًا محمول لنبقى على اتصال...! لكن... جاء والدي وأخذني
من عندها وبدأ بالتهديدات والتوعد... جعلني ذلك عاجزة عن رؤيتها لفترة طويلة....
وفقدت اتصالي معها يوم الحادث فقد انكسر هاتفي..."
نزلت آني تجلس بجانبها بعدم فهم:" أخبريني هل والدتكِ تزوجت من كانت تحب؟"
نهت برأسها لتردف آني بخيبة:" وداعًا للخيال الرومانسي اذًا!"
قهقهت آيرس مستمتعة لتقول مبتسمة:" أمي هيّ عارضة الأزياء سابقًا كورتني لينكس!"
انتفضت آني وقالت بصوت مرتفع:" عارضة ازياء؟ ولما تركتكِ مع والدك؟!"
أخفضت آيرس رأسها بخيبة:" بسببه! لقد وافق على الطلاق مقابل
تنازلها عن الحضانة، لأني كنت حينها في الخامسة!"
تحولت دفة الحديث ثم تحولت ولكن السامع الثالث وحيث يرقد، كان غاضبًا ومتأثرا! بقيّت بنيتيه تشعان بنذير سيء! واصوات صراخ وتأوهات من الماضي تزيد كاهله..
قال مغمض العينين لنفسه:" ذلك النوع من الآباء.... امقتهم بشدة!"



بعد خمسة أيام كان العمل الجاد قد بدأ... اذ كان اليكس ونيو يتابعان تصميم
تفاصيلها بدقة بعد أن تحدثوا عنها في يوم العطلة! وآني استلمت تصميم الشخصيات
بعد رسم تقريبي لهم على الورقة... بدأت ببرمجة الشخصيات وأمست مشغولة
أكثر من الآخرين!
في حين آيرس كانت غارقة بالدراسة مع استاذتها الخاصة، تراجع كل مافاتها
بِعزم قوي لم يسبق لها أن امتلكته! غدًا ستبدأ الدوام في المدرسة الجديدة!
حتى أن زيّ المدرسة الموحد قد وصل! لم تكن مُعتادة على الزي، فقد كانت
تدرس في مدرسة تسمح لهم بارتداء اي شيء للذهاب للمدرسة!
ادركت أنه الإختلاف الأول وحسب بين المدرسة العامة والخاصة... في البداية
لم يُعجبها ذلك، فقد وجدت بيرت يبالغ باستعمال جيبه! حتى لوكان يملك الكثير
هذا لايعني ان يتصرف على هواه! لكنه لم يترك المجال لأي نقاش أو رفض...
يستعمل اسلوب الأب المتسلط قائلًا:" لاتعرفين اين مصلحتكِ!"
وحين مل من اعتراضها على المدرسة التي اختارها لها، عاقبها بعدم رؤيتها له
فلم تجد وقت تفتح النقاش معه مجددًا! مر اربعة ايام على آخر مرة لمحته فيها!
شغل تفكيرها الكثير... مثل هل قابل اخته؟ كيف كان لقائه معها؟
كان الوقت قد تجاوز الظهيرة واقترب موعد الزوال شيئًا فشيئًا... وقفت في
الردهة قرب الجدار الزجاجي تنظر نحو الخارج.. التقطت نيو الذي يسير
وهو يحمل العلبة المعتادة بابتسامة بلهاء!
دخل المبنى وتوجه نحوها مردفًا:" تبدين مُنزعجة!"
أجابته بغيض:" اعرف أنه لم يعد يأتي للاستراحة بسببي!"
ابتسم بخبث:" تقصدين بيرت؟!"
زفرت بملل:" برأيك؟!"
نظر نحو المصعد الذي يتوسط الردهة الواسعة:" لما لا تذهبين لرؤيته اذًا؟!"
تمتمت بتوتر:"اذهب اليه؟! أيمكنني ذلك؟!"
أومأ مبتسمًا:" سيكون في مكتبه بكل تأكيد! انتظري... سأعطي هذه لآني
وأتي لأخذك! فمديرة جدول اعماله تعرفني!"
قال الأخيرة مشيرًا لنفسه بفخر... قالت وهي تطبق أصابعها متوترة تنظر
للأرضية السراميكية المزركشة بخجل... مطلقة العنان لأهدابها الطويلة:
" ألن ينزعج أو ماشابه؟!"
قهقه نيو وهو يبتعد نحو السلم في الجانب الأيمن للمبنى:" فلينزعج!"
زمت شفتيها بتوتر وفكرت بألف سيناريو للحظة لقائه! قالت تخاطبه في ذاتها
-أيها البخيل! تستكثر علي رؤيتكَ بعدما عودتني على رؤيتك كل صباح! مغفل...
لا أستطيع التفكير بشيء واحد لا يتضمنك! انا اكرهك... أنا حقًا...!"
قطع حبل افكارها نيو الذي نادى باسمها من منتصف الردهة الواسعة يقف
بجانب المصعد الذي طلبه! اشار لها بعد أن لاحظت مناداته لها، خطت بخطوات
واسعة واستوت بجانبه مُتزامنة مع وصول المصعد.... خلال دقائق معدودة راقبت
بها العداد وصلا للطابق السادس، توجه نحو الممر الأيسر فتبعته منبهرة بالمكان...
الى أن لمحت السيدة التي ترتدي زياً رسميا اسود وتجمع شعرها الجوزي للخلف بحزم
وتبدو انيقة بزينة وجهها البسيطة... رفعت خضراوتاها نحو نيو بملل:
" هذا أنت من جديد!؟ قلتُ لك أن بيرت مشغول! لديه الكثير من الضغط
ولا يزال لديه الكثير من العمل!"
ابتسم للسيدة وهو يتكئ على حافة شاشة حاسوبها الواسعة:" سيدة سلون...
لا داعي للقسوة، سأغادر بسرعة... اعدك، احسبي حتى عشرون
ستجدينني عند المصعد مغادرًا!"
قالت بملل:" أقنعني!"
غمز لها مبتسمًا:" عشرون ثانية... اذا لم اخرج فلا تدخليني مجددًا! مارأيك؟!"
اخفت وجهها بكفها مُتنهدة ثم نهضت مستسلمة نحو باب المكتب فهو
يكره صوت الهاتف الداخلي اذ يقطع خلوته وتركيزه بالعمل، وفتحته:
" سيد بيرت، نيو جونز يريد مقابلتكَ لعشرون ثانية!"
تنهد المُخاطب ليقول بملل من مكانه:" اغرب عن وجهي! لا وقت لدي للعب!"
حك نيو مؤخرة رأسه مُحرجًا من رفيقته التي ادعى أمامها أنه مقرب من
مديرة جدول اعمال بيرت، ابتسمت بقلة حيلة وتجاوزته نحو الباب مباغتة الأخيرة
لتدخل المكتب عنوة!
سمع نيو صوت القلم وقد وقع من يد بيرت فابتسم وغادر نحو المصعد تاركًا الأخيرة...
في حين هتفت السيدة سلون:" كيف تجرؤين؟!"
لم تضف المزيد فقد قاطعها بيرت متمتمًا:" اخرجي لوسمحتِ!"







* يُتبع *



https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

روزماري 05-15-2020 03:46 AM

https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png https://a.top4top.io/p_1601i47jc1.gif



بارت رائع كالعادة
مشكورة حبيبتي
على الدعوة الحلوة
و المجهود الطيب
دمتي في رعاية الله.

شَفَق. 05-15-2020 09:39 PM

https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png https://a.top4top.io/p_1601i47jc1.gif

هلا فري :3
أشكرك عالصدنة الي سببتيها لي :)
تيردا اخته? :(
يعني مو عشيقة ابيه او هيك شيء ضحك4
تعا نيو نضرب أم أفكارنا الخبيثة بالحيط هه8
والي موتني ضحك إنه المعلومات أمامهم طوال الوقت هه5 بيس2
والله شيء يقهر هع1
اذا تيردا اخته، تبقى يعرفزعنوان سكنها..
السؤال هنا هو ليه ما يتذكرها..
أعرفزذاكرة الاطفال ضعيفة بس مو لذي الدرجة :/
إنتقال ايرس بلعيش معهم شيء لطيف وحصلنا على قصة آني هه5 بيس2
هالبنت لها مستقبل باهر مخربه طولها ضحك4
آيرس صارت تتعامل بعفوية أكثر مع بيرت منيح هه5
متحمسة للقادم هه8 بيس2

سيـرَان. 05-19-2020 03:28 AM

https://c.top4top.io/p_16014v09x3.gif https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ. ق1
وت! ويت اِ مينيت! تيريدا أخت بيرت الكبرى!! >\\\\\<
اومق، سَدمة! أنا مسدووووومة))))))))))))))))))))''':
ياااااخ ضليت احذر كثير وياج ماقلتيلي مين بتكون تف عليج، قاسية.)'':
نظراً لتشابه ملامحها مع ملامح بيرت حزرت تكون امه قلتي لا، حزرت تكون خالته قلتي لا.)''':
مادري شلون ماخطرلي تكون اخته. xDDDD يمكن لأني تخيلته وحيد اهله، او على الاقل كبير اهله،
وهالشيء اجى ببالي نظراً لشخصيته الواعية والرجولية للغاية، بس سَدمتيني أوي. هه0بيس2
اول فصل كان بيقول يجب ان اكبر بسرعة، وفعلاً حاسته كبير بالنسبه لعمرة،
يعني نجحتي في بناء شخصيته كثير، نقطة لج. نجمه6نجمه6
ياخي صدق صارت الاحداث فخومية، الرواية رهيبة كثيييييييييييببيير. هع1بيس2
كلما نتقدم اكثر بتصير الرواية اروع ومشوقة اكثر. cute8بيس2ق1ق1ق1
شسسسسمة هذاك الـح***ن طلع بيكرهها لسبب مب منطقي، امها شخص وهي شخص.:قمر1:
بس ماانكر اني اشجع تصرف ام آيرس اتجاه زوجها، كان لازم تهرب بيوم الزواج من هالمتوحش. xd
يااااخي توني فهمت سبب بقائـها طريحة الفراش بالمستشفي، طلع ابوها مريض نفسي.))))))))'':
قصتها بتزعل صراحة، بس باقي لسه مافهمت السبب يلي خلى والد بيرت يطرد تيريدا!
معقول لأنها تزوجت شخص دون موافقة والدها؟:قمر1:<<<*نمط المحقق كونان #تفعيل* x'D
سلكيلي، مدري ليش مُصرة ما أكفكف توقعات اليوم. ضحك4قلب0
احسن وبيرت بينقل آيريس لمدرسة اخرى، جداً حبيت هالخطوة، امان اكثر لهـا كذا.:يب2:
الحين لحتى فهمت ليش شعر آني مصبوغ.هه8 طلعت امها واختها بيشتغلوا بمحل للتجميل.هع1ق1ق1
فعلاً وضع آني وآيريس بيتشابه، اعتقد بيصيروا رفقات مقربات مع تقدم الاحلاث والفصول.angle3بيس2
ضحكت في نهاية الفصل، بيرت فَـشَّـل نيو فشلة قوية، ههههههههههههههااااااااي هه8هه8هه8هه8هه8
هونتوني آريجاتو على الفصل الجميل، استمتعت بكل مشهد فيه، حزين او سعيد، منرفز او مضحك.:يب2:
طريقة السرد جداً فخمة والوصف الدقيق مريح للقارئ كالعادة. $:ق1ق1ق1
بـإنتظار الفصل القادم، بنتظره بحماس، عجلي بالتنزيل.:مرح: #يـــــــ جيما ــــا. ق1ق1ق1ق1ق1ق1

Relena 05-22-2020 10:11 PM


https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكِو9
سويتيها مرة ثانية وما رسلتي لي دعوةبوقس2
بعدين نتحاسب:mad: خلينا على الفصلصراخ1
اااا كان فصل روووعة و صدمات متتالية بعدحماس3
تيردا أخت بيرت أخته قلبي صغير وأنا فكرتها أمهخير4
أبوها يعني مو فاهمة ليش طردها من البيت وحرمها من أخوها
كان يقدر يرجعها
وايرس المسكينة ابوها كمان استغفر الله مو منطقي-_-1
اما انتي تبغيني اكره الآباء شو» امزح امزحهع1
الفصل بجد روعة استمتعت فيه مع أني قريته من اسبوع
سلمت يداك حبيبتيو9
دمتي بود
في أمان الله
وفقكِ المولى

فِريـال 05-22-2020 11:15 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819






الفصل 6: عالمهُ باهت حقًا...!

...:" سيد بيرت، نيو جونز يريد مقابلتكَ لعشرون ثانية!"
تنهد المُخاطب ليقول بملل من مكانه:" اغرب عن وجهي! لا وقت لدي للعب!"
حك نيو مؤخرة رأسه مُحرجًا من رفيقته التي ادعى أمامها أنه مقرب من مديرة
جدول اعمال بيرت، ابتسمت بقلة حيلة وتجاوزته نحو الباب مباغته الأخيرة لتدخل المكتب عنوة!
سمع نيو صوت القلم وقد وقع من يد بيرت فابتسم وغادر نحو المصعد تاركًا
الأخيرة... في حين هتفت السيدة سلون:" كيف تجرؤين؟!"
لم تضف المزيد فقد قاطعها بيرت متمتمًا:" اخرجي لوسمحتِ!"
جفلت آيرس التي ظنت نفسها المعنية في حين أجابت السيدة سلون:" عن إذنك اذًا!"
راقبت الباب وهو يُغلق، ثم نظرت نحو بيرت بصمت... بدا مرهقًا، قميصهُ غير مُرتب
وعينيه شبه مغلقة! بدا لها أنه سيسقط في النوم بأي لحظة! بقيا يتبادلان النظرات من
بعيد بصمت... طال الأمر ونفذت طاقة الأخير فدنى نحو الأرض مُختفيًا خلف مكتبه...
اقتربت لترى عن ماذا يبحث الى أن استوت بجانبه الأيسر... التقط القلم وحاول
النهوض بصعوبة، وعلى غفلة ضرب رأسه بالمكتب! كان يشعر بالدوار بحيث لم يعد
يركز جيدًا.... مسح مكان الضربة على رأسه ورمى بجسده على الكرسي، فاقتربت
تمسح رأسه بيسارها فأنزل يسراه وقد نفذت طاقته...
همست بلا شعور:" لم أكن اعرف أنك أحمق لهذه الدرجة! كيف تُهمل صحتك؟!"
ادار الكرسي نحوها لتستوي مقابله، رفعت يدها مجفلة فأمسك بها واعادها على رأسه:
" لايزال يؤلم!".....
اقتربت اكثر وأحنت قامتها نحوه لتطبع قبلة على فروة رأسه مكان الضربة، مُضيفة:" والآن؟!"
لم يُجب بل بقيّ متوسِع الأحداق لمُبادرتها غير المُتوقَعة... مُنذ مَتى وهيَّ جريئة الى
هذهِ الدرجة؟!... بقي مُتسمرًا وهو على حاله مسح على رأسه مُجيبًا:" لا يزال يؤلم!"
توردت وقد ادركت أن تصرُفها بدّا غريبًا، ولكن ليس كغرابَة رده! أهو يطلب أن تُعيد
مافعلتهُ بطريقة غير مُباشرة أم ماذا! ادار الكُرسّي للأمام ثم زفرَ بملل بعد صمتِها
الطويل ليقولَ بسُخرية:" هل ندمت لمبادرتكِ هذه؟َ!"
زمّت شفتيها بخَجل وقَطبَت حاجبَيها مُتوتِرة لكنها لم تجِد ما تَقولَه أو تَفعله! أين ذهبَت
كُلَ تلكَ السيناريوهات الَتّي كَتبتها للحظة لقائِهم هذا؟! لما تبخَرت كُل كلِماتها؟ كانَ
لديها الكثير لتقوله! لقد كانت غاضِبة ايضًا... لِما لا تَقولُ ماتُريد قَوله وَحسب؟ ألم
تأتي ليُعدِلَ قرارَ نقلِها لتلكَ المَدرسة الخاصّة؟! هل رؤيتهُ بهذا الإرهاق جَعلها تَتراجع
عن كُلِ مَواقِفها؟! ثُمَّ ماذا يَقصِد بكلامِه بحقِ السَماء؟! أهو لمحَ بِطريقة غير مُباشَرة
عنهُما؟! أهيَ تُعجِبه؟!
نظرت له لِتقول أول ما يأتي بِبالها تُغير دفَّة الحديث:" تبدو مُتعبًا! ألا يجبُ أن ترتاح؟!"

لم تُكمِل اكثر فقد وجدتهُ يُغلق عينيه وقد غط في نومٍ سريع وعلّى غفلَةٌ مِنه! حركت
الكُرسي المُدولَب نحو الأريكة التّي تًقابلُ المَكتب وبذَلت الكثيرَ مِن الجُهد الفكرّي
-كيف تُغير مكانه!- حاولت اسناده علّى كتِفها فاستعادَ شَيء مِن وعيّه وحرّكَ نفسَه
نحو الأريكة ثُمَّ عادَ ليغُط فيّ نومٍ عَميق!

استَيقظ وقَد طغّى الظلامُ جو الغُرفة... ظنَ للَحظة أنها غُرفتَهُ فيّ البَيت! لكن عَبقَ
الأوراق المُكدّسة اعادَ له آخر ما يتَذكرهُ! بحثَ عَنها حوله، لكن ظُلمتُ المَكان لَم
تُسعِفه... توجَه نحو زاويَة المَكتب وأنارَ الأضواء بكَبسّة واحِدة... كانَّ وحده! توجَه نَحو
المَكتب و رفعَ هاتِفهُ ووجَد عِدةَ مُكالمات فائتة مِن والده علّى رقمِه الخاص! وأخرى
مِن مارتن... أمسَت العاشِرة وهوَ يَغُط فيّ النوم الذِي باغَتَه! لقَّد أمضَى النَهار كُله
فيّ المَكتَب مُتغيبًا عَن المَدرَسة، كالعادَة يَغيبُ يَومًا من الأسبوع مُتفرغًا لِلكَثير مِن
العَمَل! مَدَّدَ جسدهُ ثُمَّ جمَع اشياءهُ المُهِمة فيّ حَقيبَة ظهَر وخَرجَ مِن المَكتَب نَحو
السَلالِم... تجاوَزَ حارِسَين عِند الطابِق الرابّع، القَيا التَحيّة عَلَيه، فالحَرَس يعرفون
مدير الشركة الذي يتواجد بعد الدوام حتى وقت متأخر! عند الردهة تجاوز الاستقبال
والحارسين، ثم واجهه الباب الذي تم اِقفالَه! تنَهَد بقِلة حيلَة، واتصَل بِمارتن وهو ينزُل
السَلالِم نَحو مَوقِف السَيارات فيّ الجانِب الأيسَر للقَبو...
تزامَن ذلكَ مَع خروجِ نيو الذّي لمحَ بيرت يَتجاوَزُ الزاوية صُدفةً! عاد نَحو الداخِل وهوَ
يهتِف:" آيرس! لقد تَوجَه نَحوَ المَوقِف!"
نهضت المَعنيَة وتوجهَت إلى حَيث قالَ نيو انهُ إتجَه وقَد أمسَت تَعرفُ المَكانَ جيدًا!
عَدَت بسُرعة ووصَلت حيثُ كان مارتن يَفتحُ البابَ لِسيدَه! زفَر بِتعب، هو وبِكُلِ تأكيد لَم
تَعُد له طاقَة!:" ماذا؟!"
ابتَسمَت بِتوتُر وهيَّ تُجيب:" لاشَيء! فَقد أردتُ أن.... أن........"
زفر بيأس بعد أن صمَتَت مُطولًا:" تُصبِحينَ على خَير!"
دخلَ السَيارة مُتزامنًا مع كلامه، اقتَربَت لِحيثُ تَتمَكن مِن رؤيتهُ جيدًا لتُردِف مُحرِجَة:
" أنا.. آسِفة!"
حَصَدَت إنتِباهَه ليَنظُرَ لَها مِن خَلفِ النافِذة مُقطبًا حاجبَيه بِعدمِ فَهم وهو يَسأل نَفسه
-علَى ماذا تَعتَذِر تَحديدًا؟!
لكِنها لَم تُضِف شَيْئًا بَل وتَراجَعَت بِضعَة خطوات ثُمَّ التَفَتَت تَعودُ مِن حَيث جائَت
مُبتَسِمَة! بَقيَّ يُحاولُ الفَهم إلى أن اختَفَت خَلفَ البابُ المُؤدّي للمَوقِف....
بقيّ تَصرُفها الغَريب يَشغُل تَفكيرَه، عَمّا اعتذَرت؟ استَعادَ آخر ما يَذكره قَبلَ أن يَغط
فيّ النَوم ولكِنَه لَم يَجد شَيء! بَل وَوجَد بِأنه هو الذّي يُدينُ لَها بِإعتذار لتَصرفهُ الذّي
اقنَع نَفسه بِكونَه وَقِحًا!

بَقيَّ تصَرُفاتها تَشغِلُ بالَه، إلى أن غط فيّ نومٍ عَميق، مُتوَسِطًا سَريرَه الواسِع...



فيّ الصَباحِ الباكِر كانَت آيرِس قَد تَجَهَزت لِلذهاب لِلمَدرسة، شَعَرَت بِالكَثيرِ مِن التَوتُر
للبيئة الجَديدَة الَتّي تَنتَظِرُها! فَقَد أخبَرَها نيو عَن احتِمالات عَما ستَجِدُه فيّ المَدرَسَة
مِن غَريبي اطوار! والمَواقِف الغَريبَة التّي يُحتَمَل أن تُواجِهُها!
رتَبَت زيِها أمامَ المرآة الطَويلة علّى بابِ خِزانَتِها... رفعت يسراها نحو الشعار على
صدرها، ثم زفرت مهدئة نفسها... ماتزال يسراها مُجبرة وهذا ما منعها من الكتابة
حتى حين كانت تعلمها المعلمة الخاصة طيلة الأسبوع.... بقي يومين على موعد خلع ا
الجبيرة وهذا ما اسعدها كثيرًا... ارتدت السترة الكحلية فوق اكتافها مجرد وجود
بسبب الجبيرة المزعجة...
أوصَلَها أحدُ سائِقي الشَركَة لِمَدرَستِها الجَديدَة، ولَكَم ادهَشَتها بِكبَرها وتصمِيمِها
الراقّي، بَدَت كجامِعات بريطانيا المَعروفة! دَخَلت الحَرَمَ المَدرَسي بِدَهشة مُرافِقة
لإستغرابِ بَعضِ الطُلاب الذينَ لَفَتَت إنتباهِهم بِجمالها وطَريقَة استِكشافِها لِما حَولَها
وَبَدَت تائهة! اقتَرَبَت ناظِرة المَدرَسة الَّتي تُراقِب توافِد الطُلابَ لَها وبَعد فَترَة وَجَدَت
نَفسَها فيّ مَكتبِ الناظِرة تَنتَظرُ ريثَما يَرنُ جَرَس بِداية الحِصَص... بَقيَت الناظِرة تُزيدُها
بِمَعلومات عَن قَوانينِ المَدَرسَة وَصرامَتِها، ثُمَ أخبرتها عَن الطبيعَة العامَة للمَدرَسة...
قالَت الناظِرَة بَين كلامِها بِفضول:" مِن النادِر أن يَنتقِلَ الطُلاب لِمدرَسَتِنا فيّ مُنتَصَف
العامُ الدِراسي! لمَ يَبق الكَثير للإختِبارات النِصفيَة! ما الّذي دَعاكِ للإنتِقال الآن!؟"
اردفَت آيرِس بشَيء مِن التَوتُر لِهذا الحَديث الذّي طالَ مَع الناظِرَة:" لقَد تَعرضتُ
لِحادِث لِذا، أء...سَأبذلُ جُهدًا مُضاعَفا للإختِبارات."
أومأت الناظِرة الَتي بَدَت حازِمَة ولَها حالَة وَقار شَديدّة، بِتَفهُم...
بَعد وقتٍ مَلحوظ مِن رَنين الجَرَس، تَوَجهت آيرس مع الناظرة نحو صفها وقد وجدت
نفسها قد تجاوزت القلق والتوتر بزفير اخرجته مهدئة نفسها... دخلت قاعة الصف
التي بدت جميلة لها وقدمتها الناظرة بوجه جامد:" هذا نادرُ الحدوث ولكن،
اقدم لكم الطالبة المنتقلة الجديدة!"
التَفَتَت نَحوَ آيرِس مُكمِلة:" قَدِمي نَفسُكِ!"
جفَلَت لِلحظة لكِنَها تذَكَرَت كلامَ نيو مَعها فيّ الأمس عَن كيفَ يَجِبُ أن تتصرَف لِتَكتسِب
ودَّ الأصدِقاء المُحتَمَلين! وَصدَعَت جُملَته واحِدة فيّ رأسِها "الزُمَلاء الجُدُد سيأخذونَ
عَنكِ الفِكرَة الأولى مِن اللَحظة الَتي تُقدمينَ نَفسُكِ فيها! اذا بَدوتِ مَهزُزَة أو خائِفَة
فَسَيبتَعِدون عنكِ! أظهري قوة مرافقة مع ابتسامة!"

ابتسمت تلقائيًا وهي تقول بنبرة متوسطة:" آيرس كوربي! ارجو أن نُكون ذكريات
جميلة معًا!"
كانت القاعة مليئة بالهمهمة، نهضت فتاةُ ذات شعر اشقر طويل، مُموج وبدا عليه
العناية الكبيرة... تضع ملمع شفاه وردي خفيف تسأل باهتِمام وبصوتٍ رَقيق:
" لِما يَدُكِ مُجَبَرة؟!"
نظرت آيرس ليَدِها بشرود مُستَعيدة لِماحدَث، ولِلَحظة شَعَرت بالألم الذّي نَتَج عَن
ارتِطامِها بالأرضِ بِقوة وَصوتِ تكسُر عِظامها يَدوي فيّ جَسدِها... رطبَت شَفتَيها مُجيبَة:
" مُجَرد حادِث!"
نَهَض شابٌ أصهَب بِملامِح مُسترخيَة:" تبدو قَديمَة... أقصِدُ الجَبيرَة!"
تلمَسَت الجَبيرة بِاطرافِ اصابِعها مُجيبَة بتَبَرُم:" صَحيح سأزيلُها قَريبًا!"
اكمَلت الناظِرة تَشرَح وَضعَها والجَميع ينصتُ باهتِمام.... انتَهى الأمر بآيرِس تَجلِسُ
فيّ مُنتَصَف قاعة الدَرس بِجانب الفتاة ذات الشعر المُمَوج الَتي بَدَت كأميرة خارِجة
مِن قِصَة خُرافيَة بِجمالِها واهتِمامِها الواضِح بمَظهَرُها! اذا أمعَنت النَظَر فَسَتُدركُ أن
الإختِلاف الوَحيد بَين الفَتاتَين الجَميلَتَين هو الوقتُ الذّي تَبذِلهُ الشَفراء عَكس آيرِس
الَتّي لاتَمنَحُ نَفسَها الكَثيرِ مِن الوَقت بَل وَجمالِها يُنافِس الأخيرَة بأشواط!

كانت آيرس مَحط اهتِمام الصَف برُمَته، فكَما سَبَق واسلَفَت الناظِرة
"انتِقال الطلاب لِهذه المَدرسة نادِرٌ جدًا!".
فيّ وَقت الغداء بَحثَت آيرس عَن صَف بيرت بَعد أن عَرَفته مِن مارتِن سابقًا... وقَفَت
تَنظرُ فيّ القاعة مِن المَدخَل وهيّ تَبحَث عن بيرت، وبالفعل كان يَجلسُ وحده ولا ي
يتَوَقَف عَن الكِتابة بِمُفكِرتهُ! كانَت الفَتاة الشَقراء سيندي تُرافِق آيرِس مَع بَعضِ
زُملائها، ابتَسَمَت وهيّ تسأل:" عَن مَن تَبحثينَ تَحديدًا؟!"
جفَلَت آيرس لِلَحظة ثُمَّ قالَت مُبتسِمة:" سأعودُ بِسرعة!"
توجهَت مُباشرةً نحو طاولَتهُ وَوقَفت بِجانبَه، لَم يَلتفِت أو يَهتَم فأخفَضت جسدِها العلوي
وهيّ تَعقدُ يُسراها للخَلف، لتواجهَ وجهَه مُبتَسِمة... قام تصرُفِها بجَعل بيرت ينتَفِض للمُفاجئة!
نظر لها بِشَك:" ما الذّي جاء بكِ الى هُنا؟!"
حافظَت عَلى إبتسامَتُها مُجيبة:" ليسَت صُدفَة! بَحثتُ عَنك..." دارَت حَولَ نفسِها مُكمِلة:" كيفَ أبدو؟!"
خلل أصابِعه بينَ شعره الأمامي بِتوَتر مُجيبًا بِقلة حيلَة:" يُناسبُكِ! هل أنتِ مُرتاحة فيّ صفكِ؟"
أومأت مُوافِقة ليُكمِل:" اذًا اولائكَ الفَتيات مِن صَفكِ؟!"
لمَح سيندي التي بَدت مُلفِته للأنظار فَفي النِهاية هيّ مِن عائلة اشتَهرت بجمالِ افرادها!
ليقُولَ مُخاطبًا اياها:" سيندي فوكس! اعتَني بِها رجاءً!"
ختَم كلامَه وهو يضعُ يَده على رأس آيرس التّي استَغربَت مَعرفتهُ لِزميلَتُها سيندي...
تقدمَت المَعنية خطوتَين وهيّ تومأ موافِقة بابتسامة!
نَظرت لبيرت الذّي بَدا شاحبًا وهيّ تُحاولُ الفَهم، نظر الأخير لَها ليردُف موضحًا بِصوتٍ
لا يسمَعهُ سواهِما:" عائلَتانا تَعرِفان بَعضهُما!"
فهِم الوضع اراحَها قليلًا وزاد فضولها لتَعرف اكثَرعَن المَوضوع! خَطفت نَظرة لما
حَوله، إنهُ حقًا لا يَملِك أصدقاء فيّ المَدرَسة كما سبَق وأخبرَها! مَررّت يُسراها نحو
طاوِلتَه بِخفة وأخذت مُفكرتَه بِغير لفتِ الإنتِباه وخبئتها فيّ جيب سُترتِها! أرادَت خَلقَ
الفُرَص وحسب!
توجَهت للمَدخل بِخطواتٍ واسِعة، وغادرَت بَعد أن ابتسَمت لَه بِمَكر ولم يَفهم السَبب حقًا!
بَقي شاردًا بإبتسامَتها الأخيرة ولم يَفهَم لما نظرت له بثعلَبيتَيها بتلك الطريقة! كبس
بأنامله علّى رأسه بِتعب وحَملَ قلَمه فضّي اللونِ ولم يَجد المُفكرة! بحث بِحيث لفَت
نظر الشابُ الذّي يَجلس خلفَه بِمقعَدين فقال:" ألم تَفهم بَعد! تلكَ الفتاة أخذَتها..."
نظر بيرت نَحوه بِشَك ثُمَّ التفَت نَحو المَدخل...
-آيرس؟! ولما أخذت المفكرة!
جلسَ مَكانه بِملل! ليسَ كأنهُ سيَقوم باللَحاقِ بِها! أخرَج كِتاب الأدَب وجلسَ يدرُس بلا
سَبب فَمضى الوقت....
شَعرت الأخيرة بالخيبة! أرادت أن يأتي لصفِها! ويَرى البيئة التّي وَضعها فيها، ولكِنه
لَم يأتي! نَظرت للمُفكرة ذات الغِلاف الأسوَد بِمَلل وَفتحَتها فَقط لتَرى خَطه الجَميل...

****


كانت عمَة سيدني زوجة والده الأولى... وهذا الأمر كان يَعرفَه! توفيَت السَيدة تاليا
فوكس بَعد أن حاربَت سرطان الثدي لسنَتين! كانت شابَة ولكن مَناعة جسَدها ضَعيفة،
وقد اِعتاد رؤية سيدني التّي تصغرهُ بعام فيّ الحَفلات والتجَمعات العائلية...
حينَ سمَعت آيرس بالأمرِ مِن سيدني وقَد انفردَتا أخيرًا مِن الجمُوع حولَ الطالِبة
المُنتقِلة.... شعرت بِشيء مِن الراحَة! وذلكَ لم يَمنَعها مِن السؤال بِحذر:
" سيندي، هَل تَعرفينَ تيردا؟!"
تَوسَعت احداقُ المَعنيَة، هيّ بالتأكيد لَم تتوَقع هذا السؤال ابدًا! لَم تَعرِف بِما تُجيب،
هيّ لاتَعرِف عَن المَعرِفة التّي تَملِكها آيرس حَولَ المَوضُوع ولا كَم أخبَرها بيرت أو كَم
يَعرف بيرت نَفسَه، فَأخفضَت رأسَها مُمتَنعة عَن الإجابَة!
قالت آيرس بِرجو واضِح:" أرجوكِ أخبريني عَن شَقيقَة بيرت؟! أنا اعرِف أنَها غادَرت
البَيت بَعد شِجار مَع والِدها وأنها كانَت تزورُ بيرت فيّ طفولته سرًا عن ابيها!
هيّ ابنة عَمتكِ.. بالتَأكيد تَعرِفينها..."
قالت سيندي بتَوتِر أخرَجَها مِن مَلامِحها المُبتَسمة طوالَ الوقت:" بيرت يَذكرُها!
هذا مُستَحيل..."
احتارَت آيرس مِن أمرِها، ماذا تَقصِده سيندي بِكلامِها تحديدًا! هَزت آيرس الأخيرَة
فإستَعادَت نَفسَها مُردِفة:" حين كان بيرت فيّ التاسعة... كُنا نُخيم فيّ مَصيف
العَم جوليان ... وكُنت فيّ الثامِنة حينها ولكنني اذكرُ أننا كُنا نَستَضيفُ ولدَينِ آخرَيين
مَعنا وكانا صَديقا بيرت مِن المَدرسة... كان الوَقتُ ربيعيًا وكان الأولادُ يتسَلقون
اشجار التُفاح الفارعة فيّ حديقَة المَصيِف حينها! وقع بيرت مِن الشجرة بَعد أن
تَسلَقها وعجز عَن النزول! كُنت فزِعة ولم اتوقف عَن البُكاء لرؤية بيرت وهو يَنزف مِن
رأسه! حينَ إستيقَظ بيرت، كان قد فَقدَ ذاكرَته! بَقيّ يُحاوِل التَذكر وتَذكر القليل...
لكِنه لَم يَتذكر يَومًا كَم كُنا مُقربَين فيّ طفولتنا! بَل وحتى يَومِنا هذا مايزالُ يُعامِلني
بِرسمية كما الحال مَع الكثيرينَ مِمَن خالطوا بيرت فيّ طفولَته."
رفَعت زرقاوتاها نَحو آيرس... أمسَكت يَدَيها وهيَّ تسأل بِرجاء:" هَل يذكرُ بيرت، تيردا حقًا!؟"
أومأت آيرس ومايزالُ وَقع كلامِها يُثير القُشعَريرة فيّ جسَدِها:" على أساسِ كلامكِ...
هذا يَعني أن بيرت بدأ يَستعيدُ ذاكرته؟ كنت أظُن أنه بسبب ذاكرة الطفولة الضعيفة وماشابه!"
رفَعت يداها حَيثُ ثَقرها وهيّ مُتوجِسة، تَصرفُها هذا اثبَت أنَ ثَمّة ما تُخفيه هذهِ الفَتاة
عَن تيردا ولا تُريدُ أن يَعرفهُ أو يَذكرهُ بيرت!
بلا مُقدمات رمَت آيرس سؤال آخر الجَم الأخرى:" السَيد جيسون اليكسس ليور... أنتِ
تَعرفينَه بالتأكيد! هَل مايزالُ مَع تيردا؟ أقصد هو زَوجِها الذّي احبَته... فَهل تيردا
سَعيدة فيّ حياتِها مَعه؟"
تَجمَدت سيندي بِعدم تَصديق مُجيبة:" بيرت يَعرفُ جيسون ايضًا؟!"
أومأت بإيجاب لتُردف سيندي بِعدَم تَصديق:" مُستحيل!... كيفَ تَعرفينَ كُلَ هذه الأمور؟
مَن أنتِ بِحَق السماء؟!"
الأمور الخاصة بين هذه العائلات الثلاثة والمُرتبِطة بِتيردا... حَتّى الإعلام لَم يَعرفها!
تراجَعت سيندي بِحذر وهيّ تَعقِدُ يَديها مُنتَصف صدرِها ثُم سألت ما فاقَ تَوقعَ آيرس
التّي لَم تَفهَم أي شيء عَن تيردا بِسبَب تَغير سيندي للحَديث نَحو بيرت طوالَ الوقت:
" هَل بيرت يَعلم بِمَوتِها؟!"
أوقعت آيرس كُل اسئلَتِها وتَخيلاتِها عَن الفُرَص التّي رَسمَتها عن لِقاء خَيالي لَن يَحدُث
ابدًا! ودَمَعت مُقلَتيها بالوَفير بَعد أن أطلَقَت شَهقة قَوية جدًا! ادرَكت سيندي بِدورها أن
بيرت لَم يَكتَشِف الأمر بَعد.
"تيردا.... شَقيقَة بيرت مَيتة؟ الأختُ التّي يَبحَث بيرت عنها سرًا، لَم تَعُد مَوجُودة؟!
سَيكونُ هذا قاسٍ عليهِ." قالت آيرس ذلكَ بينَ شهقاتِها ودمُوعِها التّي عَجزَت عن مَنعِها...
تأثرت سيندي بِدَورها للفِكرة، هيّ لَم تَتَخيَل يومًا أن بيرت قَد يَتذكَر شيءً جَديدًا عَن
تلكَ الأيام بَعد مُضي كُل تلكَ السَنوات بِلا تَذكُر شَيء مُهم! ظَنت أن فَصلَ إستعادَتَهُ
كلِتلكَ الأيام قَد خُتِم.


بَعد الدَوام وَدَعت الفتاتانِ بَعضهُما وكلُ واحدَة مِنهُما اشَد شرودًا وتأثرًا مِن الأخرى!
وبِمجرد وصولِ آيرس للشركة تَوارت عَن الجَميع واندَسَت فيّ سَريرِها واغلقت
السِتارة... بَقيَت تُفكِر بالأمرِ طويلًا، -ماذا يَجبُ أنّ تَفعل؟!- عادَ اليكس وآني
لِلاستراحة فتوجَهت آني للاستحمامِ مُباشَرةً، فيّ حينَ بقيّ اليكس يَجلس مُسترخيًا
وهو يَشرُب مِن عُلبة عَصير العِنَب بِهدوء...
نَهضَت آيرِس بقِلة حَيوية وتوجَهت نَحو الثلاجَة، وأخذَت قَنينَة ماء وارتَشفَت مِنها
ومَلامِح الحُزن لم تَكُن خافيَة عَن الأخير فسأل باهتمام:" هل حدث شيء معك في
المدرسة؟! أأزعجكِ أحد وما شابه؟!"
نفت برأسها فأردف بقلة حيلة:"ماذا اذًا؟ لما تبدين كئيبة وكجُثة مُتحرِكة!"
زَمت شَفتَيها وهيّ تَسيرُ نَحوه:" سأخبركَ أمرًا بينَنا!" ابتَسم الأخير لأنَها مَنَحتهُ ثِقته
لتُردف بِصوتٍ مُتحشرج:" لَقَد عَرفتُ صُدفةً أنّ شَقيقَة بيرت... تيردا...."
لَم تَستَطِع المُتابِعة بَعد أنّ بَدأت بِالبُكاء! قال مُخفضًا رأسه وقَد اغمَض عَينَيه:" لقَّد عَرفتِ اذًا!"
تَوسَعت احداقُها وتوقَفت دموعِها ذاتيًا:" أنتَ تَعرِف!؟"
أومأ بِرأسِه بِأسى:" لقّد قَرأتُ الكَثير عَنها فيّ الشابِكة تِلكَ الليلة!
لقَد احزَنَني الوضعُ الغَريب الذّي وَجد بيرت نَفسه بِه!"
ضَمت نَفسَها بَعد أنّ جَلسَت مُتقابِلة مَعه:" كَيفَ يَجبُ أنّ نَتصرَف؟ ماذا لَو عَرفَ بيرت بِذلكَ؟"
بَسَطَت مَلامحُ هادِئة وجه اليكس مُجيبًا:" لا شيء! فَهذا ليسَ شيء يجبُ إخفائه! سَيعرفُ عاجِلًا أم آجِلًا...."
إستَغربَت كلامُه ولَم تَفهَم المَنطِق الذّي يَتخِذُ اليكس قَراراتِه عَليه....
بَترَت بِصوتها الجو بَين الإثنَين:" مَن وسيَعرف ماذا؟!"
التَفَتَت آيرِس نَحو زرقاء العينين التّي تَرتَدي فُستانًا أبيَضا قَصيرا ذو حَمالات أظهرَ
ضئالة جسَدِها قَبل أن تَرتَدي سُترة لازوردية كَبيرة القياس أخفَت قَوامها.... زفر
اليكس بِراحة مُجيبًا:" لقّد عَرفَت آيرس عَن كونِ شَقيقَة بيرت قَد توفيَت!"
خَلخَلت اصابِعها بينَ شعرِها المُبلل قائلة بأسى:" كيفَ عرفتّ يا آيرس؟!"
بَقيت آيرس شِبه مَصدُمة، فَحتى آني تَعرف بِذلك! اخفَضت رأسها مُجيبة:" زميلَتي فيّ
الصَفِ، صُدفةً عرفتُ بكونِها قريبَة بيرت! وقد أخبَرتني بذلك!"
زمَت شفَتَيها لتسأل بِتَفكير:" أيعرفُ نيو بِذلكَ أيضًا!"
أومأ كلاهُما فيّ نَفس الوقتِ لتُضيف آني وقَد استَلقَت علّى الأريكة مُتوسِدة قدم
اليكس بِتأثر:" ولِذلك لَم يَعُد يلِحُ علَى بيرت أنّ يَكتَشِف الأمور أو يَحثهُ علّى لقاء شَقيقَته!"

عاد نيو حاملًا عُلبة الدونات ووَجد الجَو ثقيلًا.... إختَفى مَرح نيو وقَد فَهمَ أنّ آيرس
اكتَشفَت الأمر مِن تلقاء نَفسِها... ولكِنه أقنَع الأخيرة بالأمر مِن جهَتهُ قائلًا:" الأفضَل
أنّ لانتَدخَل فيّ هذا المَوضوع! لندَعه يَكتَشِف الأمر بِنفسِه!"

كان كلُ فيّ ذاته... لَم يستطيعوا العَملَ علّى لُعبَتِهم كَما يَنبَغي، إنما بَقوا مَشغُولي
الفِكر بَعد أنّ اثارَت آيرِس المَوضوع مِن جَديد! وحَتى حضورِ المُعلِمة كان غير كافّي
لإخراجِ آيرس مِن دوامة أفكارِها!
في المساء وفي أثناء تناولِ العَشاء بِقلة شَهية تَلقَت آيرِس رِسالة علّى هاتِفُها النَقال
تَحوي بِمضمونِها:
"مَتى ستُعيدينَ مُفكِرَتي؟!"
انتَفضَت وقَد عَرفَت مُرسِلُها.... نَظرَت للآخرين وهيَّ تَعضُ علّى شفَتِها السُفلى بِتوَتُر:
" سأعودُ بِسُرعَة!"
وبِالفعل نَهضت تارِكة عشائها غَيرِ المَمسوسِ وأخذَت مِعطفِها ووضَعته علّى كَتفَيها ثُمَ
أخرَجَت المُفَكرَة مِن حَقيبَتِها المَدرَسية وخَرجَت لِحيثُ توقَعت رؤيته! وبِالفعل كانَ
يَجلسُ فيّ مَكتَبه وقَد أنهى عَملَه وعَزِم الرَحيلِ بِمُجَرد استِعادَة المُفكِرة! كان يُحركُ
القَلم فيّ الهَواء كَما ولَو يَكتُب حَقًا! لقَد إعتادَ تَدوينَ افكاره وغياب مُفكِرَتهُ الخاصَة
جَعلَ الأفكارَ تتزاحَم فيّ رأسه! رَفع عَينَيهِ نَحوها بِمُجرد أنّ فُتحَ الباب... كانَت مُنكَمِشة
علّى نَفسِها ولاتَتوقَف عَن ضمِ شَفَتَيها بِتوَتُر.... اقتَربَت لِحيثُ يَجلسُ وهيّ تَمدُ
المُفكرة بِخجل، لَم تتوَقع أنّ تُعيدُها بِنَفسِها! أرادَت جَعله يَلحقُ بِها لإستِعادَتِها! ولكِنه
جَعلها تُعيدُها وبِغيرِ اتعابِ نَفسه سِوى بالإنتِظار وعَبرَ رِسالة واحدة!
أمسَك عضِدها علّى غَفلة بَدلَ أخذِ المُفكرَة وبَقيَّ يُحدِقُ بِها بِتَعب...:
" مامَعنى هذا التَصرُف الطفولي!"
ضَمت شفَتيها وهيَّ تَنظرُ نَحو الأرض مُحررة أهدابِها الطويلة للعِيان:" لا شَيء حَقًا!"
تنَهد بِقلّة حيلة وهو يَنظرُ للمُفكِرة:" لَو كُنتِ مُهتَمة بالتَدويناتِ لَما فَكرتُ بِتَركِها مَعكِ
لِلحظة! ولكِننّي واثِق بأنكِ كُنتِ تَمزحينَ وما شابه!"
ابتسمَت بِسخرية لوضعِها الحالي:" أنا آسفة!"
رن الجرس فيّ أذُنِه لِيسأل بِفضول:" صَحيح، فيّ الأمس... عَلّى ماذا إعتذَرت تَحديدًا!"
عَضَت شفَتيها بِحَسرة، كانَت تَنوي كَسبَ إهتمامَه بِكلا تَصرفَيها فيّ الأمسِ واليوم لكن
دفاعهُ قَوي!:" لأنَني كُنت... ازعَجتُك وماشابَه بإقتِحام مَكتبُك بالأمسِ!"
قال بِملامِح فارِغة:" هكَذا اذًا.... لَم تُزعجينّي! تَوقفي عَن الظِنُون الواهِية!"
قالت مُتحَجِجَة:" ولكِن..."
نَهض يُمددُّ جَسَدهُ بِتَعب تَحتَ انظارِها ثُم التَقَط سُترتهُ ليرتَديها قائِلًا:" هَل تَناوَلت العَشاء؟"
نَفَت برأسِها وهيّ تُطبِق شَفتَيها بِتوَتُر فأردَف مُتَجِهًا نَحو المَخرج:" لِنَذهَب ونأكُل شيئاً إذًا؟!"
تجَمَدَت لِلحظة ثُمَّ تَبعَتهُ بِانصياع.... خرَجا مِن مَبنّى الشَرِكة سيرًا، بَعد السيرِ صامِتَينِ
علّى بُعد شارعَين دخل لِمطعم هادئ وبَعد دقائق عادَ وهوَ يَقُول:" لديهِم طاولة
شاغِرة لحُسنِ حظِنا!"
توجَهت نَحوه بَعد أن صَعدت الدرجات الأربَعة مُبتسِمة، فأردَف:" طعامَهُم لذيذٌ جدًا مَع
أنهُ مطعَم مُتواضِع!"
رتبَت شَعرها الأمامي وهيّ تَقولُ مُتوتِرة:" لابأس.... سيَكونُ مُحرجًا اكلُ الطعامِ فيّ
مَكانٍ آخر!"
نظر لسَوداوَتيها بِعدم إستيعاب لكنهُ فَهِم قَصدها حينَ رَفَعَت يُسراها المُجَبرة....

جلسا مُنتظرين طلبَهُما وهيّ تَنظرُ حولَها بإعجاب، فَعلى رُغمِ تَواضع المَطعَم فالجو هنا
حقًا دافئ! الطاولاتُ قَريبَة مِن بَعضِها نوعًا ما وأصواتُ الهَمهَمة المُنخَفِضة تَعِجُ
بِالمكان... كان بيرت لايتوَقَف عَن نقرِ اصابِع يُسراه بِمَلل علّى الطاوِلة... اطلقَت
ضِحكة خافِتة مُلحِقة بِمُزاح:" هَل أنتَ مُتوَتِر أم أتخَيَلُ ذلكَ؟! هذهِ وظيفَتي كَما تَعلم!"
زمَّ شفَتيه يَمنع نَفسَه عَن الضَحِك مُجيبًا:" ليسَ كذلك، إنمّا يَدي تؤلمُني لِكثرَة
استِعمالِها فيّ الدِراسَة والعَمل! أنا اُنَشِط اصابِعي وحَسب."
أخفضَت نظراتِها نحو يُسراه بإعجاب:" أنتَ مُذهلٌ حقًا! كيفَ لا وأنتَ تتحَمَل مَسؤولية
كُل ذلكَ العَمل وَحدكَ وَماتَزالُ طالِب!"
فرَكَ علّى جبينَهُ بِتوَتُر، مدَحَتهُ بِدون سابِق إنذار وهو لَم يَعتَد أنّ يَسمَع المَديح عادةً!
فوالدهُ غالِبًا يَتَهِمهُ بالتَقصيرِ والجَميع يُشيرُون لَه بِسمَة المُدلل والمَغرور لِعدَم
مُخالَطتَهُم وحَسب، غافلينَ عَن الجُزء الذّي مَدَحَتهُ آيرس!
تدخَلَت النادِلة بالجَو العامِ بَينهُما وهيَّ تَضعُ الصحون علّى الطاوِلة الصَغيرة التّي
بالكادِ تَكفّي شَخصَين، كانت الطاوِلة فيّ زاويَة المَطعَم تمامًا بِحيث كانا يَجلسانِ بِجانبِ
بَعض مُتقابلينَ مَع الجِدار... مَدَت آيرس يَدها اليُسرى نَحو الشَوكة وهيَّ تَقولُ له
مُمازِحة:" لاتنظُر لِمَصلَحتُكَ!"
وبِالفعل كانت ترفَعُ الشَوكةَ بِيُسراها بِصعوبَة مُتوسطة فَقد إستمَرت بإستعمالِ
يُسراها مُرغَمة لأكثَر مِن شَهرَين...
قال مُمازِحًا:" وهو يَرفعُ شوكتهُ وما الصَعب بإستخدام اليَدُ اليُسرى! إنهُ سَهل!"
نَظرَت لهُ بنِصفِ عين وهيّ تُجيبُ بِمَلل:" لا يحقُ لكَ قولُ هذه الجُملة أيُها الأيسر!
جَرب استعمالَ اليُمنى وستعرِفُ ما أمرُ بِه!"
رفَع كَتِفيه بِملل، وحمَلَ الشوكة بِيُمناه:" ليسَ صعبًا! فأنا أجيدُ الأكلَ بِكلتا يَداي!
الكِتابَة وَحدها صَعبةُ لي بِاليمُنى!"
قالت مُتنَهِدة:" يالحظُكَ!"

رفع الشوكة وهوَ يُتابِع الأكلَ وكذلك فَعلت وبَعد فترة توقفَ عن الحراكِ وهو شاردُ الذِهن...
تنَهد مُتسائلًا:" برأيكِ... لِما لَم تَعُد تيردا تُقابلًني؟ اليس هذا غريبًا؟!"
ابعدَت نظرُها جانِبًا وهيَّ تَمتعِضُ لِعدم قُدرَتَها عن الإجابَة، وماذا تَقولُ لَه؟! لقَد نَسيتَ
ذلكَ وَلكِنَ أختُكَ ماتَت وهكَذا! وكُلما طال الحديثُ عن تيردا كان تهرُبُها مِن الإجابة
يُصبِح أوضَح وأوضَح...
إلى أن بدأ يغضبُ شيئاً فشيئاً مِن تَصرُفاتِها المُتهربة مِن الحَديث، والتّي وجَدَها
واضِحة... أمسكَ ذراعِها اليُمنى حَيثُ لا تصِلُ الجَبيرَة وجَذبَها مُلحِقًا:" لِما تتجاهلينَ
الحَديثَ عَن هذا المَوضوع وتُجيبينَ غَيره؟! ماذا أخبرتكِ سيندي تلك؟!"
الجمتها الصدمة فأطبَقت شفَتَيها مُمتنعة عَن الإجابَة لبَعضِ الوَقت وعَلامات القَلق
تُمسي اوضَح لتُجيبَ مُتهَربَة:" ألم تَقًل أنكَ لاتُريدُ أن تَغش؟ لِما تسألُني إذًا؟!"
كأن الصَفعةَ جائتهُ مِن كلِماتِها ليُجيبَ مُوضِحًا ومايزالُ يُمسكُ ذِراعها بِقوة:" لَم أكُن
أقصدُكِ بِكلامي بَل نيو واليكس!"
سَرَت القُشعريرة فيّ كُلِ بُوصيلةٍ مِن جسَدِها وسؤالُ سيندي يصدَع فيّ رأسها:
" هل بيرت يعلمُ بِموتها؟!".... فيّ كُل مَرة كان يوجِهُ الحديثَ نَحوها، حينَ تبتغي
مَعرِفة شيءٍ عَنه، يَسألُها عَن القِصَص التّي تَخصُها! فَلِما الآن وقَد عرِفَت بِما لايَطيبُ
لَها أنّ يسمَعهُ عَن طريقِها!
رطبَت شَفَتَيها تُجيبُ بِعشوائيَة:" ولِما لا تسأل أحدًا من عائِلتُكَ، أو اقرِبائِكَ؟!"
خَف مِن الضَغطِ علّى ذراعِها وتنَهَد وهو يُركِز كُوعيهِ علّى الطاوِلة متكئاً علّى قَبضتَيهِ
المُكوَرَتَين:" لا أعرفُ مَن أسأل! أيً كانَ فَلا أريدُ أنّ أسألَ والِدي... وذلكَ بِسبَب ما
قالتهُ السيدة فِيكي...فَقد أخبَرَتني أنهُ طردَها غاضِبًا!"
وَضعَت يَديها بينَ فخِديها تَنظرُ لحذائها الأبيض بِنقُوشه الفِضّية... كيفَ لَها أنّ تتصرفُ الآن؟
تَنهدَت بِدورها مُجيبة:" يالهُ مِن وضعٍ صَعب! مَن هُم أقرَب اقرِبائكَ الذّينَ تثقُ بِهم؟!"
قال بِبلاهة ولَم يستَوعِب سؤالها جيدًا:" أقربائي؟!"
أومأت ليُجيبَ بِتفكير:" أعتقد أنهُ كوفين!"
صمتَ لِفترة فَحملَقَت بِزرقاوتَيهِ مُستغرِبة:"فَقط!" ثُمَّ الحَقت بإستفسار:
" لحظة ما صِلتُكَ بِه؟!"
اخذ مِنديلًا ومَسح فَمهُ وطلبَ الحِسابَ رافعاً يُسراه للنادِلة مُجيبًا:" لَدّى والدي أختٌ
كُبرى وهيّ الوَحيدَة وكوفين يكونُ ابنَ عَمَتي الكبير ولديهِ أخت تصغِرُني بِثلاثة
سَنوات، لكِن لا أعتَقِدُ أنها مُفيدة فَهيّ... يا الهّي كيفَ اقولُها؟ رُبَما كَلِمة نَكِده قَليلَة بِحقِها!"
قَهقَهت ساخِرة مِن ملامِحه وهو يُلقّي عِبارتهٌ الأخيرَة فَقد كانَت بارِدة بِشدة... خَرجا
مِن المَطعَم وسارا عائِدَينِ نحو مَبنّى الشَرِكة قُربَ الرصيفِ البَحري وهُما يَتدثرانِ
بِمعطفَيهِما لِشدة برودَة الجَو...
قالَت آيرس وهيَّ تَحتضِنُ نَفسَها:" ياالهي... أبَرد الجَو فَجأة أم أتَخَيل؟!"
همهَم بيرت موافِقًا لتُلحِقَ بِتسائُل:" ماذا عَن كوفين؟ أي نَوع مِن الناسِ يَكون؟!"
قالَ بلامُبالاة وهو يرفَعُ كَتِفيهِ مُجيبًا:" لا أعرِف!"
توقفَت مُباشرةً بِصدمَة:" كُن جادًا! أهنالِكَ مَن لايَعرِفُ أيَ شيء عَن إبنِ عَمَته؟!"
وقفَ يُحدِقُ نحوها وهيّ تقِفُ علّى بُعدِ عدة خُطوات:" ليسَ هذا ما قَصدتهُ! فأنا أعرفُ
أنهُ رجُلُ أعمالٍ ناجِح ويُديرُ عَملَ جَدي! ولدَيه أختهُ النَكِدة تلكَ وهوَ مُتزوِج لَديهِ ابنٌ
فيّ الثالِثة ويَبدو أنّ ذلكَ الصَغير يُلاحِقُني لِسببٍ ما! لا أعرفُ كيفَ اشرَح.... كاللُصاقة مَثلًا!"
قَهقَهت مُجيبة:" لايَبدوا هذا كـَ -لا اعرف!- كَما أعتقِدُ أنَّ الصَغيرَ يُحِبُكَ!"
فَركَ اطرافَ شعرَهُ الخَلفيَّ مُجفلًا:" جون! ولِما يُحِبُني؟ بالكادِ يَراني مَرَة بالشهرِ..."
سبَقتهُ بِخطواتِها الواسِعة مُجيبَة بإستِمتاع:" إنهُ فيّ الثالِثة... لاشكَ أنه رأى فيكَ شيئاً
لا يَراهُ الآخرونَ، وبَقيّ راسخًا فيّ ذاكِرَة الفَتى! لرُبَما مَوقِف وَجدتهُ غيرَ مُهِم!"
صمَتَ وهوَ يَسيرُ خَلفَها إلى أن تزامَنَت خطواتِهُما:" أتَعتَقِدينَ أنَّ كوفين سيُخبِرُني عَنها؟!"
قالَت وهيّ تُرطب شَفَتَيها بِتوَتُر:" رُبَما! لَن تَخسَر شيئاً..."
بَقيَت صامِتة بَعد ذلكَ... لِما كان يَجِبُ أنّ تَكون مَن تُرشِده؟! هيَّ فَقَط لَم تَكُن تُريدُ أنّ
تَكونَ مَن يَنقِل المَعلومَة لَه! وَلم تُدرِك أنَ اليومَينِ المُقبلينِ سَيَكونانِ، الأكثَر ثقلاً فيّ حياتِها!


* يُتبع *



https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

روزماري 05-23-2020 02:38 AM

https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كيفك فري انشاء الله بخير
مشكورة حبيبتي على الدعوة الحلوة
البارت رائع جدا و ممتع جدا
وبصراحة كل كلمة بتشوقك للكلمة الثانيه
بس للأسف بنيت احلام كثيرة
عن الطريقة يلي راح يلتقي فيها
بيرت بشقيقته ما توقعت ابدا تكون
ميتة ليش قتلتيها
حرام حراااااام
راح ينصدم المسكين
بكل الأحوال البارت خيالي
كالعادة بانتظار جديدك بكل شوق
في امان الله ورعايته.

آرمين 05-23-2020 03:18 AM


https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.pnghttps://www.arabsharing.com/do.php?img=229298
الماسي بجدراة.ق1ق1ق1Y a g i m a





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله جميع أوقاتك عزيزتي فريالو
وعسى أحوالك بألف خير

استحى قلمي أن يزاحم هذا البهاء المُتشكل في سطورك التي تصدح بكلمات رنانة
كان عنوانك آسر ، خاطف القلب ذات فحوى عميق * الصحوة ، المُتنفس بداخلي * هل أخبرتك مُسبقا أن إنتقائك للعنواين مميز
رغم تكرار ذكره ، ونبش داخل تفاصيل الفصول ، وربما وإن عملت جزئي بَديهي أن هذا العنوان له علاقة مع بطلنا بيرت ، إلا هناك الكثير من الخفايا تقبع فيه والتي ستكشفها فصولك لاحقا

الشخصيات ، أهنئك بل أصفق لك ، تصويرك للشخصيات كان ناجحا وبإمتياز ، تجسيد أبعاد الشخصيات ومعالم الخارجية من الأوصاف إلى معالم الداخلية من الذات الشخصية وإنفعالاتها حتى المكانة الإجتماعية كلها هذا قمت به ، أحسنت فعلا
غير هذا أثناء وصفك لم تعتمدي على المثالية ولا ماهو جمال بطريقة مبالغة لقد نوعت في لون البشرة وحجم الجسم واتخدت جانب من القُبح الخفيف ودسسته بين أوصافك كالبدانة ألكيس
بإضافة إلى رسم ملامحهم وتصويرها ، آه عزيزتي فريالو لقد أتقنت نقطة مهمة ، ووصلت إلى مستوى جعل الشخصية ككائن حي بين طيات سُطورك ، الشيء الذي قل ماأجده بين الروايات ، وإكتفاء بعرض الشخصية الروائية لا تصويرها القارىء بِبُنيتها الكاملة وهيكلتها ، بأبعادها وجوهرها وميزتها
بيرت الشخصية الباردة والجادة والتي لا تَثق
آيرس الشخصية التي ستعمل على تغيير بيرت بطريقتها ، وربما بوجودها معه ، رغم أنها عانت وتعيش وضع مأساوي مع والدها
إلى أن بشرتها تميزها عن الآخرين
آني وألكس وصاحب الشعر الأشقر لكل واحد له صفة مميزة به ،هذا التنوع راق لي ، وهو يصب في صالح لفت القارىء

تصاعد الأحداث والحبكة ، لم تخرجي قليلا عن رتابة الحكبة ، لكن أحداثك ومشاهدك غير مكررة جعلتك تكسبين نقطة إضافية
من مشهد الحادث إلى مشهد المستشفى ثم مشهد الشركة والتعرف على فريق عمل اللعبة ثم إلى الفصل الثاني من مشهد الإنتحار ، مشهد المصعد ، مشهد اقتحام الأصدقاء للسيارة وذهب مع بيرت على رغم منه
طبيعة مشاهدك هي التي حددت تفوق حبكتك ، فأحسنت

الأسلوب وتموضع الوصف والسرد ، لا أنكر أن أسلوب تطور أضعاف عما سبق ، سردك سلس وخفيف ،أما وصفك فهو جُزئي ويقرب الصورة إلى ذهن القارئ مما يجعله يبحر مع كلماتك
بصراحة تفننت ، غير هذا صياغة جملك جذابة ، عندالقراءة لم أجد أي هفوات أو ثغرات قد تفسد جمالية نصك ، وربما ما كتبته جعلني أغوص أكثر دون أن أنتبه
عزيزتي فريال فصولك * الفصل 1 والفصل 2* أبدعت فيها

لكن هناك بعض الملاحظات أتمنى أن تأخدها من باب التشجيع
رغم أن فصولك جيدة ولا أنكر هذا ، وعندما ختمتها سابقا
وجدت العديد من النقاط القوة التي تصب في صالح نصك
ما أذكره الآن هو سوى إرشادات لتتألقي أكثر

- إيقاع نصك ، سريع جدا ، أحيانا علينا التمهل أثناء الكتابة وإعطاء المشهد حقه دون أن نحشر داخله العديد من الأحداث السريعة ، كمشهد روتين حياة بيرت ، الذهاب إلى المستشفى ثم المدرسة والشركة ، يمكنك تطرق إلى هذه أشياء دون مرور سريع أو ذكر إحداها ، التأني في المشاهد هو ما يجعل الفصل متوافق ومتوازن
حتى وإن كان مشهد عابر ، أحيانا القيمة الجمالية تكون في مثل هذه المشاهد

- توظيف العبارات التي تؤثر على القارئ وضخ المشاعر والحياة في فصلك ، كان يمكنك استخدام آيرس لذلك ، عندما شدها أبوها من شعرها. أدرك أن زاوية حديث كانت من طرف آيريس ، لو كان بيرت من رأى هذا كان هذا المشهد سيؤثر على القارىء ، في بعض الأوقات نحتاج أن تتلاعب بعاطفة القارىء وتجعله يصدق أحاسيس الشخصيات يصدقها ، وهذا ما يسمى بالإقناع
المرور السريع والفاتر ، يجعل القارىء يمل وتدريجيا يسحب
أتمنى أن يكون شرحي واضح ، وفهمت ماقصدته

بالنسبة للفصول القادمة متى ما سنحت لي الفرصةسأرد عليهم بالتدريج ، اعتبرني متابعة رغم أني أتأخر جدا ، وهذا رد خاص بفصل الأول والثاني

هناك العديد من المقاطع التي راقت لي
الفصل الأول أقتبس
طقطق بيرت رأسه بأسى وهو يحدق بيديهما المعلقة ببعض في الهواء وشرد مردفًا:" أنا.... لا أعرف ما الأصدقاء..
لكن لا ضير في أن أخوض واكتشف بنفسي قبل أن أحكم! سعدت بمعرفتك، نيو جونز...."
كان الجو يعبق برائحة فواحة حملتها الرياح من الغرب، وقرص السماء الذهبي ينذر بخبوته في الأفق....
لأول مرة في حياته، سيمنح نفسه فرصة... كان ذلك أحد تأثيرات حادث آيرس على شخصية بيرت المنطوية.... .
-
الفصل الثاني أقتبس

بسط الليل فراشه المُعتم والمُزين بالنجيمات البراقة حاملًا السكينة
لسكان هذا الجزء من الكوكب... استقبلت النافذة دخول رياح الخريف
الموسمية حاملة عبق ندى ليلي...
بقيت جفونها تُصارع اليقضة عرضاً ولم تخفِ ملامحها الألم الذي يسري
في عظامها يستفزها متحديا:" أخلدي للنوم اذا استطعت!" رفعت جسدها العلوي
بهدوء وحاولت النزول من السرير بصعوبة وبالكاد تحرك بضع خطوت
نحو النافذة لتتهاوى على طرفها وتتكئ عليها مرخية ساقيها على الأرض
تسرق نظرات نحو المارة المعدودين... بذلت جهدها لتنظر نحو السماء
التي تنذر بغيومها السوداء مطراً خريفيا عاصفا...
لكن سرعان ما عاد الألم لجرح عنقها لتخفض رأسها....
دخلت أحد الممرضات لتطمئن عليها قائلة:" كيف تشعرين يا آي....."
شهقت لتبتر جملتها وهي تراها تخرج جسدها العلوي من النافذة تراقب الخارج
بنظرات عميقة.... اقتربت منها بسرعة وهي تقول باهتمام كبير:" ما الذي تفعلينه
بالتحرك من مكانك وحدك ، ماتزال كسورك وجروحك لم تشف تمامًا!"
أمسكت بها وساعدتها لتعود لمكانها على سريرها الخاص وأردفت بتردد:
"أتحاولين اذّية نفسك!؟"
جلست متأوهة على طرف السرير... وحملت سيقانها الطويلة لتساعدها في
تعديل جسدها ثم سحبت الغطاء ببطء... توجست الممرضة لعدم تعليقها بشيء.
رفع جفونه بتعب لرنين هاتفه... لم تكن أول مرة، لكنه استسلم من تجاهله...
حمل جسده ينظر للشاشة يزفر بقوة ليجده المنبه وحسب، حمل جسده منزعجًا
وقد ادرك أنه سيتأخر.... بل هو متأخر بالفعل! ارتدى ملابسه متجاوزًا اخذ
حمام انما اكتفى بغسل وجهه وأسنانه.... نزل من جناحه في الطابق الثاني
متجاوزًا وجبة الإفطار مُكتفي بكوب عصير منكه بالليمون والعسل...
وصل للمشفى متأخرًا عن العادة بربع ساعة وهذا يعني أنها ستكون
زيارة قصيرة، أو هذا ما خطط له!
استوقفه الطبيب المسؤول عن حالة آيرس وهو يتحدث معه عن مريضته
ببعض الأمور، قطب حاجبيه منزعجًا لما سمعه فتجاوز الطبيب نحو الغرفة
التي حفظها عن ظهر قلب وهو يفتح الباب بغير طرقه غاضبًا ليجد الممرضة
تفتح الشاش عن جبينها ببطء... منحتا انتباههما نحو الوافد الغاضب مستغربتين،
لترتخي ملامحه وهو يشهد عن سقوط الضمادة عن جبينها ليظهر الجرح تحته وقد
أصبح شبه منغلق... اسرعت المُمرضة ووضعت لصاقة صغيرة على الجرح
وخرجت معتذرة!
كان بيرت قد دخل ولم يلقِ بكلمة ووضع الزهرة في المزهرية وهو يحاول
أن يُهدئ نفسه...
جلس على طرف السرير ملقيًا أول كلمة له:" قال الطبيب أنه سيفتح الجبيرة
عن ساقك اليسرى غدًا... لقد أسعدني ذلك!"
حصد شيئاً من سعادتها التي عكسها وجهها مبتسمة وهي تومئ برأسها
ببطء متجاهلة الم عنقها...
فأردف بشيء من الإنزعاج:" وقال بأنك كدت تقعي من النافذة البارحة!"
نهت برأسها مستنكرة:" ليس صحيح... كُنتُ أنظر للخارج وحسب!"
زفر بشيء من الإرتياح:" واثقة؟"
ابتسمت ببلاهة وهي تخفي سخريتها للموقف السخيف ليردف وهو يعيد
شعرها لخلف اذنها بيسراه:" ربما من الأفضل أن تربطي شعرك!
انه يبدو مزعجاً لك!"
مد يده في جيب سترته وأخرج علبة متوسطة تضم مجموعة ربطات شعر ملونة وفتحها أمامها قائلًا:" أي لون؟"
نظرت نحو العلبة مستغربة وهي تقول باعجاب:" لطالما أحببت الأصفر!"
أخرج الربطة الصفراء واغلق العلبة ووضعا بجانبها ثم جلس خلفها وهو يخرج
المشط من الدرج ليرتب شعرها ويربط شعرها البندقي الطويل والكثيف
في الأعلى ثم أعاد تمشيط أطرافه.... حمل المرآة من على الطاولة بجانب
المزهرية ليريها كيف تبدو! أخذت المرآة بيسراها وبدأت تنظر لنفسها باعجاب!
كما لوكانت أول مرة تربط شعرها الحريري... مرر يده بين خصلات شعرها
المربوط وهو يردف بشيء من الحدة وهي تنظر لوجهه عبر المرآة متوسعة
العينين تفغر فاهها بدهشة لنبرته الجادة:" حري بك أن تكوني صادقة!
ولم تكوني تحاولين ايذاء نفسك حقًا!"
ازدردت ريقها بحذر فلانت ملامحه ليزيد بأسى:" يبدو أنك لم تفهمي أنكِ
الآن أصبحتِ مسؤوليتي! ستنزعين الجبيرة عن ساقك غدًا و ستتمكنين من
التحرك بحرية وفي نهاية الأسبوع يدك اليسرى.... وفي الأسبوع التالي
ستتمكنين من الخروج ومزاولة حياتك بحرية أكبر!...."
فتحت فمها وهي تخفض رأسها محرجة للموقف الذي نتج عن سوء فهم،
ولكنها عجزت عن الحاق أي شيء لتوترها الشديد... وضع يده على كتفيها
وهو يردف بقلة حيلة لصمتها:" لا تُفكري بأي شيء... أنتِ لم تعودي
وحدكِ بعد الآن!"
ولم يدرك أنه بكلماته البسيطة قد ضرب على طبول خافقها الصغير...!

-
إضافة إلى هذا أحببت رسمك و إعداد بوستر للرواية لنفسك ، حركة فريدة من نوعها
لا أعلم ما سبب إحضار زهرة السوسن البنفسجية أوتسمية البطلة بإسم زهرة لكن إذا فعلت ذلك من أجل ما ترمزلهم هذه الأزهار من معاني فأنت هنا ذكية ، وكم أحب الكاتب الذكي الذي يدس في فصوله تلميحات ودهاليز تزيد من عمق الرواية
بالنسبة للتصميم ، عندما رأيته للوهلة الأولى ،قلت فريال غيرت طريقة تصميمها أو أسلوبها ، حتى اكتشفت في الأخير أنه من تصميم وسام ، بصراحة التصميم أعجبني ويناسب أجواء الرواية تماما

في الأخير تتقبلي مروري ، هل تعلمين كم مرة كتبت الرد وانحذف - وقتها إنقهرت -
أتمنى لك دوام العطاء والتقدم والإستمرار
شكرا على ما منحتنا إياه من حروف ذات رونق
تحياتي وإحترامي لك
دمت بخير ق2


https://e.top4top.io/p_1576vg6aj1.png





سيـرَان. 06-02-2020 02:34 PM


https://i.top4top.io/p_1596cojkp6.png
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ.تاج2نجمه6
كيفك هايشة تشان؟:قمر1: ت ب ن x'DDDDDDDDD
حوادث الفصل كانت جميلة كالعادة، فيه كثير امور كانت خارجة عن توقعاتي لحدوثها،
شكلنا طلعنا مانفهم على بعض مثل ما كنا نظن ايام زمان، تف حسافة ضحك4قلب0
تحمست لما شفت ان آيريس بتروح للمدرسة الجديدة، كيوت وهو يحميها هه8بيس2
حاط لها سائق خاص من الشركة بيوصلها، ريتني مكانها، صرت بحسد آيريس على هذا الوسيم هه0قلب0
شسسسمة هذي الناظرة الصارمة يلي سالتها عن انتقالها بنصف العام الدراسي، ذكرتني بالآنسة منشن.ضحك4قلب0
الله يعين هالـ سالي على هالـ منشن.:قمر1:x'DDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDD
وااااو هو معها بنفس المدرسة!! استغربت عن المشهد يلي كانت تبحث عنه ولقته بيدون بمدونتة بأستمرار!*-*''
وأخيراً ظهرت سيدني، صراحة حاسة هالشخصية برضوا تنحب مثل باقي شخصيات الفصل ياخ.هع1ق1ق1ق1
شكل الشخصية جميل، واتوقع حتى شخصياتها واسلوبها في الكلام برضوا، صدقاً جميلة كـ باقي افرادهم.ق1ق1
حبيت الحوار وتبادل الاسئلة بين سيدني فوكس وآيريس، لكن ويت ويت ويت!! اخته ميته؟!!!!*---------*''
تف ليش!!!! بكاء6قلب0 وانا يلي كنت منتظرة لقاء الأخ بـ اخته بعدما تذكر عنها كل هذي الامور!بكاء5قلب0
قهرني وهو يتسائل بينه وبين آيريس عن سبب عدم مقابلة تيردا له بعد كل ذلك، ياخ مسكين، نفسي اقتلك:(قلب0!!
آخر سطر مايبشر بالخير، اليومين القادمين سيكونان الأثقل في حياتها، شمسوية بالفصل السابع وشطابخة؟:قمر1:سكين1
متحمسة للفصل الجاي، نزليه بسرعة وانصحك ترجعي تيردا من الموت صدق مااستوعبت ترا!:) في امان الله:)بيس2


فِريـال 06-14-2020 06:33 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819










الفصل 7: الفتاة التي لا تشبه أحد...!

:" أتَعتَقِدينَ أنَّ كوفين سيُخبِرُني عَنها؟!"
قالَت وهيّ تُرطب شَفَتَيها بِتوَتُر:" رُبَما! لَن تَخسَر شَيْئًا..."
بَقيَت صامِتة بَعد ذلكَ... لِما كان يَجِبُ أنّ تَكون مَن تُرشِده؟! هيَّ فَقَط لَم تَكُن تُريدُ أنّ
تَكونَ مَن يَنقِل المَعلومَة لَه! وَلم تُدرِك أنَ اليومَينِ المُقبلًينِ سَيَكونانِ، الأكثَر ثقلاً فيّ حياتِها!
عادَ بيرت لِلبَيت بَعد أن أوصَلها لِمبنى الشَرِكة وركبَ معَ سائِقه الشاب، مارتن... كانَ مُرهقا
مِن إنقِضاء يوم آخر كسابِقاته، كأن الدِراسة وما تَلزمَه مِن تركيز وتَفكير لايَكفيان... ليَمتَص العَمل
عَشرة أضعاف تَركيزَه لِحاجة الدقّة فيّ كُلِ حرف يَطرئ فيه!
لَم يَعُد له طاقةِ إضافيّة، هوَ فقط يُريد أنّ يَرمي نَفسِه فيّ حِضنِ سَريرهُ الدافيء، طالبًا الراحة...
لكِن هيهات! فقَد إستوقَفَهُ والده بِمُجَرد أنّ خَطى علّى أوّل درجَة مِن السُلم المُزدوج الذّي يَتوسَط
الرُدهة الواسِعة والتّي تَربِطُ المَدخل بعِنابِر البَيت المُختِلفة...
قال والدهُ السَيد جوليان كاسرًا الصمتَ المُطبِق فيّ الأرجاء:" ما الذي تَفعلهُ بِحق السَماء؟"
توقَف إثر طنين صوتُ والده المُستَنفِر... تَنهدَ بِهدوء قَبل أنّ يَلتَفِت نَحو أشيَب الشَعر
:" ماذا الآن... وما قصدُكَ تحديدًا؟!"
كانَت الخادِمة آرتميس تُحاول تَهدئة سيدِها تُخبِره أنّ صِحته لا تتحَمل الإنزِعاج علّى كُلِ شَيء
وما شابَه لكِنهُ تَجاهلَها مُلحِقًا:" ماذا تفعلُ تلكَ الفتاةُ فيّ الشرِكة؟ ولِما أصبَحَت تَرتادُ مَدرستُكَ أيضًا؟!"
نظرَ بيرت نَحو الخادِمة بِغَيض وهو يَطلبُ مِنها المُغادرة بِهزة صَغيرَة مِن رأسه...
تَوجَه نَحو والِده وتَجاوزهُ لحَيثُ خَرَجَ لِتَوه فَتبِعهُ الأخير... جَلَسَ بِجانب المِدفأة بَعد أنّ خَلع السُترة،
هذا الجَو المُكهرَب ليسَ مُناسبًا لِصِحة والده.. قالَ مُوضِحًا:" مُجرَد صَديقَة! ليسَ عليكَ أنّ تَهتم بِكُلِ ما يَحدُث!
أنسيتَ ما قالهُ طبيبُكَ عَن الإبتِعاد عَن التَوتُر والمَشادَة؟!"
جلس والدهُ مُتقابلًا مَعه:" مُنذ مَتى تتخِذُ الأصدِقاء! أعرفُكَ مُنذ كُنتَ صَغيرًا، تَمتَنِع عَن مُخالطة الأصدِقاء...
فأنّى لي أنّ أصدق أنَها مُجرد صديقَة؟! ولِما يجبُ أنّ تَبقى فيّ الشرِكة؟ ألم يَخطُر فيّ بالكَ أنها
قّد تكونُ جاسوسَة مِن شَركة مُنافِسة!"
قهقه بيرت لتَكهن والده مُردفًا بِسُخرية:" أنا مَن إخترتُ مُصادقَتِها وليسَ هيّ! تَوقَف عَن السرحِ بِخيالكَ يا والِدي!
ثُمَ مِن الجَميل أنّ جواسيسُكَ أوصَلوا لكَ هذهِ المَعلومة، فَلم أعرِف كيفَ اُفاتِحُكَ بِالمَوضوع... أريد أنّ تأتي للعَيشِ هُنا
لِبعض الوَقت، مُحتمَل ريثَما تَدخِلُ الجامِعة!"
قالَ والده بِحذر وإستِغراب:" أتَمزَح؟ ومَتى سَتدخِلُ الجامِعة؟ أهيَّ آخر سَنة لَها فيّ المَدرَسة مِثلُك؟!
إتكئ بيرت للخَلفِ بإسترخاء وقَد اطلَقَ آخَر طاقَة مِما تَبِقت لَه:" مَتى كُنتُ أمازحُكَ لأفعَل الآن؟ غَير هذهِ السَنة،
السَنة المُقبِلة أيضًا! ستَجِدُها فتاةَ هادِئة، أنا واثِقٌ أنها لَن تُزعجُكَ وما شابَه، سَتُعجِبُكَ!"
أومأ والدَه مُوافِقًا وهو يَقول:" مادامَت لَن تَبق فيّ الشَرِكة فلا امانِع! لا أحبُ فِكرة تَواجُد شَخصٍ
ليسَ موظفا مَوثُوقا فيّ الشَرِكة بَعد آخر مَرة سَرَقَت فيّه بَيانات أحد العابِنا فيّ الماضّي..."
أجَل، هوَ مُحِق... ولِكن بيرت يَعرفُ أنَّ آيرس ليسَت جاسوسَة وماشابه! فَقد كانَ مَن إختارَها ليَمنَحها
ثِقَتَه ووَقتِه وإهتِمامه! هيّ لَم تَتقَرَب مِنه بل هوَ مَن تَقَرَبَ مِنها!
نَهضَ وَهو يَشكُرُ والِده علّى الموافقة ليقولَ والدهُ مُلحقًا بِهدوء:" لقَد أتَت (نيتي) لِزيارَتي اليَوم!"
تَوقفَ وقَد كانَ علّى وَشكِ الإنسِحاب لغُرفتَه:"نيتي؟! وماشَأني لِتُخبِرُني بِذلِك؟"
قال والدهُ بِمرح:" تَحدَثنا وإتفَقنا سَنُقيم جَمعَةٍ عائليَة بِمناسبَة تَرشيح كوفين لِجائزة رجلُ اعمالِ السَنَة
مِن قِبل قاعَة مَشاهير المَدينّة! لقَد أصبحَ كوفين ما املَت أن يَكونَه طوالَ حيّاتي! الحَفلة فيّ نِهايّة هذا الاسبوع..
لِذا احرِص أن تَتوفَر فيّ البَيتِ طوالَ اليَوم."
نيتي زوجة كوفين، يبدو أنها تُخطِط لمُفاجئة زوجها علّى التَرشُح الذّي وصَلها اليومَ فَقط...
لاشَكَ أنَها فَخورّة بِزوجِها!
تَنهد بيرت بِقلّة حيلَة:"حسنًا لابأس... سألقّي خُططي لِيوم الأحد... مَن ستَدعونَ؟"
اجابَ بِقاطِعية "عائلة هاري وعائلة جيكوب."
مدّد جَسده بِتَعب وهو يومأ بإنصياع:" لابأس..."

إنسَحب مِن عِند والده وهو يُجر نَفسه بِتعب، ولَم يَكد يُصدِق أنهُ فيّ حِضنِ سَريره ليَغفو بَسُرعة....


فيّ الصباح الباكر تَوجه كلٌ مِن بيرت وآيرس لِلمدرسة التي ماتزال تُفاجئها، فَكُل شَيء يَتوفَر هُنا!
وطبعًا إنتهت الصفوف ولَم يَلتقيا ولو صِدفة!
فيّ أثناء العَودة استَوقَفَت سيندي، آيرس قَبل أن تَركبَ السَيارّة الَتّي جائَت مِن الشَرِكة لإعادَتِها
:" أيُمكِنُكِ أن تَبقَي مَعي لِبَعضِ الوَقت؟"
إستغرَبَت المعنية مِن مَوقِف سيندي التّي كانَت تَلتَزِم الصَمتَ طوالَ اليَوم، لِدَرجة أنّها ظنت أنَ الأخيرة
قرّرت تَجاهُلِها وعدَم مُحادَثتها مُجددًا! إبتسَمَت تومأ مُوافِقة التَفَتَت تُحدِث السائق العجوز
:" سأعودُ وَحدي لاحِقًا! اعتَذِر علّى إتلافِ وَقتُكَ يا سيد!"
وبالفِعل ذَهبَت مَع سيندي ومَلايين الأسئِلة تتزاحَم فيّ رأسِها... قالَت سيندي وهيّ تَسير
مَع آيرس فيّ الشارِع العام:" لقَد صرفتُ السائق الخاصَ بيّ لِنتمَكن مِن الحَديث!"
أومأت آيرس مُجيبَة:" وأنا أيضًا! عَن ماذا تُريدينَ الكَلام!؟"
رتبَت المَعنية شَعرها وهيّ تعبَث بأطرافِ الخُصلات التّي تَتدلى علّى صدرِها:" مُوضوعُنا نَفسه!..."
صمَتت لِبعض الوَقت مُردِفة بِتُوتر واضِح:" هَل أخبَرتِ بيرت؟"
حركَت آيرس رأسَها تُنفي بألم:" آخَر ما قَد اتَمناه أن انَقلَ خبرًا مُماثِلا لِبيرت الذّي لَم أر مِنه سِوى خَيرًا!"
ازدَردت سيندي ريقَها وهيّ تسأل:" أنا ذاهِبة اليَوم لِمكانٍ اعرِف أنَ بيرت سَيهُمُه مَعرفَة أمرِه!
فَهل تُمانعينَ مُرافَقَتي بِصفتُكِ صَديقَة؟"
توسَعت سوداوتَيها وكَست بَشرتُها شيء مِن الحُمرة... صَديقة هيّ قَد تَكون اكثَر ما تَمَنت
آيرِس أن يَجمَعُها مَع سيندي، هيّ لَم تَطمَع حتّى بِاللَقب! أومأت مُوافِقة بإبتِسامة وهيّ تُفكِر
بأي نَوع مِن الأماكِن ستَصطحِبُها سيندي له؟
بَعد السير عِدة خطوات أوقفَت سيندي سَيارة أجرّة وهيّ تُحدِث آيرِس:" المَكانُ بَعيد قَليلًا...
ارجو أن لا يَكونَ لديكِ مانِع!"
نفت وسبَقَتها بِالركوبِ فيّ السَيارة مُبتَسِمة وهيّ تُربِت علّى المَقعد:" لا مانِع
هيا اركَبي السَيارة لِنرى ما هذا المَكان!"
وبالفِعل وبَعد مَسير ساعة بَين الطُرُق الرئيسيَة وقَطع عَدد كبير مِن الإشارات وَصلَتا
لِضاحية جَميلّة تَصفصفت المَنازِل الكَبيرة بِمسافات بَينها وكُل ما توغلَتا اكثَر كَبُرت المَنازِل
وكثُرت المَسافة بَينها! وقف السائق أمام بيتٍ جميل ويَبدو واسِعًا يَبعُد المَدخل بِمسافة مَلحوظة
عَن البَيت الرئيسي... ضَغطَت سيندي الجَرس الخارِجي بَعد أن تركهُما السائق وقَد حصلَ علّى
اجرَة غير مُتوقِعة لبُعد المَسافة... ما حَصَد إستغرابَ آيرس ليسَ حجمَ البَيت المَلحوظ ولا جَمالِ
الحَديقّة البارز مِن بَعيد إنما ثِقّة سيندي أنَ ثَمّة مَن سيفتَحُ الباب! الم يَكُن مِن المُحتمَل أنَّ اصحابَ
البَيتِ ليسوا فيهِ وماشَابَه؟ فهيَّ لم تَتصل مُعلِنة قدومَها! أهوَ مَنزلُ سيندي؟!
جاء صوتٌ رجولي مِن المُجيب الآلي:" اهلًا بكِ آنسة سيندي... تَفضّلِي بالدخول!"
تقدمَت سيندي تَدخلُ البَوابَة الحَديديَة البَيضاء التّي لَها زينّة كَما لو كانَت شَجرة عَنب تلتَفُ
حولَ بَعضَ القُضبان بِعشوائية... كانت آيرس تَلتَفِتُ حولَها تَنظر نَحو زهور الجوري المُزهِرة
بِالوقت الغير المُعتاد وَبَدت لَها العِناية الكَبيرّة واضِحة... خَطتا علّى الأدراجِ الخَمس التّي
تُوصِل لبَوابَة المَنزِل وفَتَحَتها خادِمة مُتوقِعة وصُول الفَتاتين... سارَت الخادِمَة نَحو باب
فيّ يسارِ الرُدهة وتقَدمَت سيندي نَحو السُلم مُردِفة بِصوت مُنخفِض
:" فيّ الطابَق العُلوي... ستُقابلينها بِصفتكِ صَديقَتي، وسأخبركِ لاحقًا بَبعض التَفاصيل المُهِمة!"
بَدت كلِمات وتصَرُفات سيندي شَديدَة الغَرابَة وكَطلاسِم زادَت حيرّة آيرِس التّي زادَ فضولَها الآن فَقط!
مَن ستُقابِل ولِما قالَت أنَ هذا المَكان يَعني بيرت؟ وبمُجرد الوصول للطابِق الثاني عبر السَلالِم الخَشبية
ذات التَصميم المُبهج كسَر بِصوته ذو البِحة الجَميلة هدوء الذّي لَم يَخدشهُ سوى صوتُ كعب حذاء سيندي العالّي..
:" سيندي... أنتِ هُنا مِن جديد؟!"
لتُجيبَ بِبَهجة:" وأنتَ هُنا أيضًا...؟"
التَفَتت آيرس لمَصدر الصَوت، أيَهُما كان مَن تكلَمَ أولًا؟ راقبَت الجَو العام لتُدركَ أنهُ الرجلُ الأصهَب،
بِحدَقتيهِ قرميديتي اللون صاحِب النظرات الحادّة واللامُبالّية، فَقد تَقدم وهو يَضع يُسراه فيّ جيبِ
سُترتهُ الرَماديّة... تقدمَت سيندي نَحوه مُبتسمة وفَجأة احتضَنتهُ بِسعادة:" كوفين...
لَم اتوقَع أن أراكَ هُنا فيّ هذا الوَقت! يالّي مِن مَحظوظة!"
بقيَّ يُحافِظ علّى هدوء مَلامِحهُ ولَم يَتأثر بِها! لا يَبدو عَليهِ الإنزِعاج ولا السَعادة! هو فَقط لا يُبالي!
ظهرَ شبَح إبتسامَة إختَفى بِسُرعة حينَّ رفعَ يُسراه واضعًا اياها علّى رأسِها:" تَبدينَ جَميلة كَالعادَة عَزيزَتي سيندي!"
رَفَعَ قرميديتيهِ بِتقيّيم نَحو الأخيرّة التّي جفَلَت لِلحظة حينَ التَقت نَظراتِهما:" صَديقتكِ؟!"
أومأت سيندي تُعرفها علَيهِما بإبتسامَة:" هذهِ صديقَتي الجَديدَة، آيرس... أتينا لنُسليَ ايفرين قَليلًا!"
تَقدمَ الرجُل الآخر وبدا اكبرَ سنًا مِنه بِشعرِه الذّي غَلبَ الشَيب جانبَه الأيسَر والجُزء الخَلفي مِن اليَمين
ايضًا ولكن مَلامِحهُ لَم تُخفي أنه بالكادِ اربَعينّي... يَرتدي بِذلة سوداء قاتِمة كَعينيِه، كسَرها بياض القَميص
الذّي بِالكاد تَظهَر ياقَته... اسفَر ثغرهُ عن إبتسامَة هادِئة وفيّ عَينيهِ السَوداوتَين بَريق حُزن وأسى عَميق
:" أنا واثِق أنَ ايفي سَتكونُ سَعيدَة بِهذهِ الصُحبَة!"
رسمَت آيرِس إبتِسامّة تُخفي تَوتُرها بِها، فهيَّ لاتعرفُ مَن تَكونُ ايفرين حَتى! أو مَن يَكونُ مُضيفهُما الذّي
يَبدو كأنه شَخصيّة ارستقراطية خرجَت مِن روايةٍ خيالية! لكِنها بكُلِ تأكيد تَعرفت علّى الأصهَب الذي لَم تتوقَف
قرميديَتيه عن تفحُصها بِدقة غريبّة! فقد سمعت إسمه البارِحة بكلِ تأكيد... تقدمَ نحوها ومد يدهُ للمُصافحة
:" كوفين لوكان.. تشرفتُ بكِ يا جميلة!"
صافحتهُ بشيء من التوتُر والكثير منَ الخجل مُجيبة بِتلعثُم غريب:" آيرس كوربي... الشرفُ لي!"
-ابن عمة بيرت! ماهذا اللقاء الغريب وفي هذا الوقت والمكان الأغرب!

تحججت سيندي بغيرة مصطنعة:" ماهذا؟ لقد اتينا لرؤية ايفرين وليس كوفي..."
قهقه اسود العينين وهو يعرفُ نفسه مسبقًا بكلامه لسيندي:" يحق للناس أن تُعرف بنفسها!
أنا جيسون ليور.. اعتبري نفسك في بيتكِ آنستي!"
تجمدت آيرس تُحلل موقفها... هيّ الآن مع جيسون ليور وكوفين لوكان.... زوج تيردا وابن عمة بيرت!
وكوفين هو الشخص الذّي ارشدت بيرت الى أنهُ قد يعرفُ شيئاً عن تيردا غافِلة عن امكانية كونه صحيحاً!
بل ويبدوان اصدقاء ايضًا!
لاحظت سيندي أن آيرس تجمدت مُجفلة بمُجرد أن عرف مُضيفها نفسه فقالت تنقد الأخيرة
:" عن اذنكُما... سنذهب لغرفة ايفرين!."
وسحبت الأخيرة مُدعية المرح.... وقفتا أمام غرفة ذات بابٍ زهري ناعِم مَنقوش بِزهور وردية...
نظرت نحو سيندي تقول بهمس خافِت:" ايفرين... من تكون تحديدًا؟ أهي من ببالي؟!"
أومأت الأخيرة تجيب بنفس النبرة:" ابنةُ، ابنة عمتي... تيردا!"
الجمتها الصدمة ووقفت تجمع شتات افكارها... أهذا ما قصدته بمكان يهم بيرت معرفته؟!
فخلف هذا الباب تقبع ابنة اخته؟! ازدردت ريقها بتوتر ومدت يدها نحو الباب ليفتح قبل أن تصل يدها....
ظهرت السيدة كبيرة السن تضم أصابعها أمام بطنها وهيّ تسبقها بفتح الباب... القت سيندي التحية مُبتسمة
وتجاوزتها ففعلت آيرس نفس الشيء... اغلقت السيدة التي ترتدي فستان طويل ذو اكمام طويلة باللون البحري الباهت،
الباب بعد أن خطفت نظرة أخيرة على الضيفة الجديدة.
تقدمت آيرس نحو السرير الكبير الذّي تتوسطهُ فتاةٍ جميلة والتي بدت كملاكٍ هزيل وهيّ غير مُصدقة
للشبه الخارِق بينها وبين الصور التّي شاهدتها سابقًا مع آني... ايفرين... ابنة تيردا، صورة عن والدتها!
قالت بصوتها الرقيق والأنثوي:" سيندي! لم أراكِ منذ يومَين... أكنتِ تدرسينَ مع اصدقائكِ؟!"
همهمت سيندي موافقة وهي تجلس بجانبها الأيسر مُبتسمة...:" ايفي.. حييّ صديقتي آيرس!
لقد جائت لرؤيتكِ خصيصًا حين سمعت بقريبَتي خارقة الجمال! انظري آيرس...
اليست اجمل منا مُجتمعتين!"
تلعثمَت المَعنية مُجيبة:" أجل... لقد خسِرنا امامها مُسبقًا!..."
قهقهت ايفرين بِلُطف وهيّ تُجيب:" توقفا عن المُبالغة! فأنجليكا أجمل مِني بكثير!"
تمتمت آيرس مُستفسرة:" أنجليكا؟!"
فـأجابت سيندي بفتور:" تلك لاتمُت للبَشر بشيء! أقصِدُ أختي الصغيرة!"
فهمت آيرس الأمر لِتضحك بخفوت لِموقف سيندي مِن جمال شقيقتها الصُغرى وايفرين تُضيف
بإعجاب وإستمتاع:" هزمَتنا اصغر فتياتُ العائلة!" نظرت ايفرين نحو آيرس ببراءة مُضيفة:" ماذا حدث ليدكِ؟"
تقدمت وجلست على طرف الأيمن للسرير وهيّ تُجيب:" حادثُ سيارة! سأخلعُها قريبًا جدًا..."
اردَفت ايفرين بتأثُر:"هذا مؤسِف!"
نفت المَعنية بِيُسراها مُوضِحة:" لاداعي لذلك! فبفضلِ هذا الحادث تعرفتُ على شخصٍ رائع،
حنون وطيب للغاية وقفَ إلى جانبي واكسبَني اصدقاء لم اكُن لأحضى بهم لولاه!"
رفعت جذعها تقول بتأثر ثم بحماس:" ياله من شخصٍ مدهش! أتمنى لو اقابِل شخصًا مِثله ولو لمرة!...
أيُمكن أن نرسُم عليها؟"
نهضت سيندي نحو المكتب يسار السرير عِند الزاوية الأقرب للنافذة التي في الجانب الأيسر كله
لتمنح اطلالةٍ جميلة على حديقة البيت المليئة بالزهور الخريفية الجميلة... وأخرجت عُلبة اقلام تلوين حِبرية...
إبتسمَت سيندي تحرك حواجِبُها للأعلى مرارًا بِمكر للأخيرة! تنهدت آيرس تقتَرب مِن ايفرين وتَجلِس بِجانبها،
كانت ترفَع كُمَ القميص الأبيَض للأعلى عِند نهاية الجَبيرة، وكان الجُهد المَبذول في ارتداء القَميص واضحًا...
أخذت ايفيرين الأقلام ترسم زهور وغيوم بألوان مُنوعة بإستمتاع لم تكُن بتلك المَهارة فَرسمُها بسيط...
لكِنها بَدت مُستمتعة وهيَّ توقع بإسمها كاتبة:" أرجو أن لا تمُرّي بتجربة التجبير في حياتكِ ثانيةً!"
نظرت لآيرس وهيَّ تقول مُستفسرة:" لِما أنا أول مَن توقِع لكِ؟!"
أجابتها بِتوتر مُمازِحة:" بُخلاء!"
أطلقت ايفرين ضِحكة خافِتة وهيّ ترفَع أنامِل يُمناها لِحيث ثَغرها مُستمتعة...
لتردف ايرس مُتسائلة:" ايفرين... كم عمركِ ؟"
إبتسمت وعلامات السرور بادية على ملامِحها:" اربعة عشر... وأنتِ؟"
بادلتها الإبتسامة مُجيبة:" سبعة عشر الشهر المُقبِل!"
كان الحديث بسيطًا ولكن البهجة واضحة على ملامح ايفرين التي كانت تلتزم الفراش
لسبب لم تُدركه آيرس بعد! وسيندي كانت تُراقب وتُشارك في الحديث بِقلة ولا تبخل
المُساعدة كُلما طلبتها ايفرين أو لم تطلبها...

نهضت سيندي بَعد مرور ساعة كاملة في حديث تعرفت فيه آيرس على ايفرين التي تتسم شخصيتها
بالمرَح والإنفتاح الواضح بالشخصية... فهيّ لاتملك ما يَمنعها مِن الحديث مع الآخرين براحة...
لاشك أنها كسبت ذلك من والدتها!
تزامن وداعهُما مع دخول كوفين الذّي جاء لِتوديع ايفرين على ما يبدو، وبعد إلحاح طويل حدثَ وتقرّر أن
يوصلهُن كوفين لمنازلهن قبل العودة لمنزله.. قالت سيندي مُستسلمَة:" إذًا كُنا سنذهَب لِمجتمع نيكون التِجاري..."
ركِبتا السيارة مَعه ولم يتوقف كوفين عن فَحص مَلامح آيرس مِن النافذة الأمامية طوال الوقت!
بالتأكيد كان الأمر غير مُريح أو مفهوم بالنِسبة للأخيرة ولِكنهُ لم يقُل شيء إلى أن وصلتا للمُجمع التِجاري
وإتجهتا نحوه تودعانِ كوفين الذي بَقيت قرميديتيه تُحملق بآيرس إلى أن إختفت خلف الباب الزُجاجي....
هيَّ تبدو مألوفة له! أليست الفتاة التي شاهدها تسير بِجانب بيرت في الشارع القريب مِن مقر شركة الألعاب؟!
كم فتاةً سمراء مُجبرة اليُمنى في المَدينة... يُمكن أن يلمَحها وخلال يومَين مَع إثنينِ مِن أقربائه؟
انطلقَ بِسيارته ومايزال اللقاء الذي رسمتها صدفةٍ غريبة تُحيره!
ماذا سيَحدُث لو عرفَ أنها سَتعيشُ في بيتِ بيرت؟!

جلست الفتاتان في زاويةٍ مِن مَقهى المُجتمع وكُل واحدةٍ لديها الفُ كلمة وكلمة في سرها!
صمتت سيندي مُطولًا تنتظرُ أي سؤال من الأخيرة لكِنها كانت تنتظرُ بصمت!
تنهدت سيندي بقلة حيلة:" ألن تسألي؟!"
أومأت آيرس تسأل بحذر:" ايفرين... أهيَّ مريضة؟ وماهو ومُنذ متى وهل تعرفُ بيرت أو سمعت شيئاً عنه؟!"
إبتسمت سيندي لسيل الأسئلة لتُجيب بألم:" ولدَت ايفرين ضعيفة المَناعة! لكِن سمعتُ أن الأمر تفاقم وهيّ فيّ الرابعة!
لذا فالطبيبُ يمنعُها عن أي نشاطٍ غير ضروري... العام الماضي وفيّ الصيف خرجت مِن غُرفتها بلا اذن
أو مُرافقة فإنتهى بِها في غرفة العناية المُشددة لثلاثة ايام! لذا الجميع اصبَح حرصًا بشكلٍ غير طبيعي مُنذ ذلك الوقت.
أما بيرت، فقد التقت به وهيَّ صغيرة عدة مرات لكِنها لاتعرفُ بأنه خالُها! كانت تتحدَث عنه بِذلك الفتى طوال حياتها!
هيَّ تمتلكُ صورًا تَجمعه بِها وبوالدتها! لكِن جيسون لم يُحدثُها عنه ابدًا!"
سألت بِفضول هامِسة:" ولِما لم يَفعل؟!"
أخفضت رأسها بألم:" لأنهُ لايعرفُ أن بيرت لايذكره! بل يَعتقِد أن بيرت يكرههُ ويتجاهلهُ بِسبب ما مَرت بِه تيردا!"
لم تفهَم... فسألت:" وماذا حدث مع تيردا؟!"
بدت علاماتُ الحزن بادية على وجهِها الذي كان يتسمُ بالإشراقة، مُتمتمة:" أنا آسفة... هذا أمر لا أحبُ الحديث عنه!
لكِن ما أريدُ إخبارُكِ به مُهم! فلتنصتي جيدًا يا آيرس..."
أومأت برأسها مُوافقة وهي تنتظرُ جذب الكلمات مِن فم سيندي بِفضول شديد... لتُردف سيندي
بِجدية غير مَسبوقة:" نحنُ... أقصد أنا ووالداي وكذلك كوفين ووالده وحتى شقيقته أجبرنا على
قطعِ وعد لوالدهُ أن لا نُثير موضوع تيردا! قبل أن يقع بيرت عن الشجرة في طفولته كان مُتعلقًا
بتيردا بشكلٍ غير طبيعي! وقد علم والده أنهُ لن يتحمَل خبر موتها.... فأجبرنا على قطع وعد
سخيف أن لا يعرف أي شيء عنها مُستقبلًا!"
هتفت آيرس ألتي صُدمت بما سمعته، بحزن:" هذا ليس عدلًا!"
أوطئت سيندي رأسها بِخجل لتُردف بصوتٍ مُتحشرج :" لطالما... لطالما تمنيتُ أن أذهب إليه
وأسحبهُ من ذراعه وأجعلهُ يلتقي بايفي، قائلة –هذه إبنة اختكَ الغالية!- لكن الوعدُ الغبي
الذي شملوني به! هذا الوعد الغبي هو ما يمنعُني!" قالت ذلكَ وقد تغلبت دموعُها عليها
مُتمردة.... ثُم أضافت بِتوسل:" لذا... أخبريه! أخبريه بكُلِ شيء!"
أمسكت يد الأخيرة مُضيفة بأمل:" لاتعرفين مدى سعادتي حين عرفت أن بيرت يستعيدُ ذكريات طفولته!
هو يتذكرُ تيردا ويبحثُ عنها! أنا واثقة أن لا أحد من عوائلُنا سيُخبره حرفًا ما لم ينطِق والدهُ بذلك!
لكن الآن وقد ظهرت في المُنتصف! ولست مُلزمة بأية وعود، أو مُجبرة على التزام الصمت..."
قاطعتها آيرس تُنهي بإعتراض:" لقد حاولتُ توجيه الدفة نحو أقربائه، فذكر كوفين... ظننتُ أنهُ
سيسألهُ فيحصدُ الإجابة! أردت إخراج نفسي من الأمر... لا أريد أن أكون من تنقلُ له الخبر!"
صمتت لبعض الوقت مُضيفة بألم:" لكن الآن وقد أخبرتني بذلِك، أجدهُ مؤلمًا أن لا يحضى بالإجابة من أقربائه!"
قالت سيندي تنتهز آخر فرصتها:" صحيحٌ أنهُ لن يُقابلَ تيردا... لكنهُ سيجدُ العزاء في مُقابلة إبنتها الوحيدة!
لِذا أرجوكِ... قد تكونين الوحيدة التّي قد تسطيعُ إخباره بذلك."


خرجت آيرس بعد أن ودعت سيندي وقد قررت العودة مشياً لقِصر المسافة بينَ الشركة والمُجمع التجاري....
بقيت كلِمات سيندي تُحركُ مشاعرها وتتحكم بِها شيئاً فشيئاً.... دخلَت الإستراحة وهيَّ شاردةُ الذهن،
أتاها صوت اليكس مُحطمًا شرودها المُستمِر:" أخيرًا عُدت؟! لقد جاء بيرت لرؤيتكِ مَرتين!"
توسَعت حدقتاها تَخرجُ هاتفِها مِن جيبها، لتجده مُغلقًا... سارعت تشحنهُ تحت أنظار اليكس ونيو
وقامت بِتشغيلهُ مُباشرةً وهو على الشحن.. تفَحصت الكَم الهائل مِن الرسائل الواردة مِنه...
يسأل عنها وآخر رسالة بدا غاضبًا فيها إذ كتب
"أين أنتِ بحق الجحيم ولِما لاترُدين؟!"
إزدردت ريقها تُجيبُ بتوتر" لقد خرجتُ مع سيندي للتسوق... نفِذت بطارية هاتفي واُغلقَ تلقائيًا. أنا آسفة..."
زفرت بِتعب وقد جلَست على الأريكة السوداء مُنتظرة الإجابة لتأتيها بسرعة "تعالي!"
توسعت حدقتيها بعدم فهم نظرت نحو نيو الذي لم يتوقف عن إختلاس النظر لهاتفها وهو يقول:" ما الذي تنتظرينه؟!"
تزامن ذلك مع خروج آني من الحمام لتقول ببرود مُتنهدة:" ها وأخيرًا عُدت؟ يبدو أن بيرت سيأخذكِ معه!"
ثم أكملت بتذمُر:" هذا ليس عدلًا! لقد إعتدتُ عليكِ بالفعل..."
نهَضت آيرس بِعدم تصديق وأخفى نيو وجههُ بكفه بِقلّة حيلة ليقول اليكس:" كان من المُفترض
أن يكون بيرت مَن يُخبرها! ماذا فعلت يا أني؟!"
إنتفضت آني مُنتبة وإقتربت مِن آيرس تُمسكُ بيدها اليُسرى بِرجاء:" إسمعي آيرس...
إدعي أنك لم تسمعي شيئاً!"
قهقه نيو بسُخرية:"حقًا؟! وماذا بعد؟ لاتخجلي... قولي كُل ما لديكِ!"
رفسته آني بِغيض ليقع أرضًا وهو يمسحُ على رأسه بألم بَعد أن إرتطم بالأرضية...
تجاهلت آيرس النقاش الذي بدأ بين آني و نيو وتوجهَت نحو المَخرج ولِحيث ينتظرُها بيرت...
نهضت السيدة سلون مِن مكتبِها وسبَقت آيرس نحو الباب وفَتحتهُ... دخلت لتجدهُ كالعادة يَعمل
لكن هذه المرة بِحاسوبه... إبتسمت بمرح مردفة بثقة:" لقد إستمتعنا كثيرًا! سيندي فتاةٌ مُمتعة بِحق!"
اشار لها بالجلوس ولم ينطِق بشيء وأغلقت مُديرة المكتب الباب خلفها.... بقيَّ على هذا الحال
وهو يُتابع العمل لِينقلِب الدور فتُصبح آيرس المُنتظِرة لا هو!
بعد ما يزيدُ عن نصفِ ساعة وكلاهُما في صمت... نطقت آيرس:" سأذهبُ لأبدلَ ملابسي....
أراكَ حين تُنهي عملك!"
أجابها بنبرةٍ آمرة أجلستها مَكانها قهراً:" إجلسي مَكانكِ!"
نفخت خديها بِغيض حين إستمر صمته إلا من نقر الأصابِع على لوحة المَفاتيح...
شعرت بالملل فبدأت تعبَث بِشعرها البُندقي مُنتظرة طويلًا... بعد مرور ساعتين بالضبط
أغلق حاسوبه ورتب بعض الملفات وغادر المكتب لتلحَق به... أهو ينتقِم!

في أثناء النزول للقبو عبر السلالم، قال مُوضحًا:" لم يُعجب والدي أنكِ هُنا في الشرِكة! لذا
ستبقينَ في البيتِ بعد اليوم كضيفةٍ خاصة!"
قالت لهُ بِغيض وهي تنزلُ السلالِم خلفهُ بدرجتين:" أجل، أجل... أوامِرُ والدُك لقد فهِمت وصدقت!"
تجمَد مَكانهُ وهو لم يفهَم قصدها، نظر نَحوها بِشك مُردفًا:" أتسخرينَ مِني؟!"
نفَت برأسها وجلسَت على الدرجة خلفها حيث كانت تقِف:" أنتَ غاضب... فهِمت! لكن الأمر لم يكُن بيدي!
لقَد أغلقَ الهاتف وحده ونسيتهُ صامِتًا كما كان في أثناء الدَرس... ليسَت جريمة!"
تنَهد بِملل:" ومَتى قلتُ شيئا؟"
أخفضت رأسها تمدُ قدميها لتصِل بجانب قدمهُ حيثُ كان يقف على بُعد ثلاث أو أربعة درجات:" ليس عليكَ قولُ شيء!
غضبُك واضح، فقد تجاهلتَني مع أنكَ مَن ناديتني... والآن تقولُ أن والدُكَ يُريدُ إستضافَتي!"
أجاب ببرود:" أنتي تتوهمين! كُنت أقوم بِعملٍ مُستعجل، مُهم ويحتاجُ تركيز... طرأ قبل وصولكِ وحسب!"
قالت بغيض تَنفُخُ وجنتاها:" ووالدُك؟!"
قال بِسُخرية:" أنتِ لاتعرفين والدي! هو مهووس بأفلام العميل 007! يَعتقدُ أن كُل غريب
غير مَوثوق يُخطط لإنتشال أسرار الشركة! قال أنهُ لا يُمانع إستضافتُكِ إلى أن تدخُلي الجامِعة!"
أخفضت رأسها ولاتزال اماراتُ الغيضِ بادية على ملامِحُها:" وأينَ أنتَ مِن كُلِ هذا؟"
جلس بِجانبُها مُجيبًا بِملامح فارغة:" لاشيء يحدُث مَعكِ لا أرغبُ بِه!"
نظرت نحوه مُتوسعة الأحدق وهو يُكمل:" كزمالتُكِ لسيندي، وجلوسكِ بجانبها! وحتى كونكِ ستنتَقلين لِبيتي!"
قرب وجهه لها ليتلاصق جبينيهُما:" لكن ستُعانين قليلًا! فبيتي خلال الأيام المُقبلة لن يكون هادئًا كالعادة...
إذ سيقيمون حفلةٍ عائلية وما شابه والتردُد سيكونُ كثيرًا! وأنا لن أكون هُنالكَ طوال الوقت!
ستُجبرينَ على إلتزام غُرفتكِ لِبعض الوقت... إستغليه في الدراسة مَع المُعلمة الخاصة وجَهِزي نَفسُكِ للإختبارات!"
كُل كلِمة قالها كانت غيرُ مَسموعة ولكِن صداها وحدهُ ما تلتقطهُ أذنيها وبِصعوبة، فَقد كان
التوتر الناتِج عن المَوقِف يمنعُها مِن ذلِك! لِلحظة تبدّدَ كُل شيء، أخفضَت رأسها مُحرجَة...
وضعَ يدهُ علّى رأسِها مُردفًا:" إبذُلي قُصار جُهدكِ آيرس!"


توجَهت نَحو الإستراحة برفقتهُ... وبدأت تَحزمُ أمتعتُها القليلة بِمساعدة اليكس وآني اللذان عرضا
المُساعدة في حينَ سحَب نيو بيرت خارجًا وهو يقول بِمرح:" سأستَعيرهُ لِبعض الوقت!"
وبِمجرد الإبتعاد لِمسافة مَلحوظة إختفت إبتسامة بني الأحداق ليقولَ بِجدية مُتقابلًا مَع الأخير
:" ما الذّي تُحاولُ فعلهُ تحديدًا؟!"
رفع بيرت حاجبيهِ بِعدمِ فَهم ليُكملَ نيو مُردفًا بِحدة:" أقصدُ آيرس... لِماذا تَقتربُ مِنها بِتلكَ الطريقة؟"
أجابهُ بِبرود:" أنتَ تتوَهم!"
أمسكهُ مِن ياقة قَميصهُ الأبيض قائلًا بإنزعاج:" أنا لا أتوهم! بِربِكَ بيرت إنها فتاة! أتعلمُ ماذا يَعنيهِ ذلك؟!
إذا تابعتَ الإقترابَ مِنها كَما تَفعل الآن... فستُجرح مَشاعِرها مُستقبلًا! كُل كلمة كُل فعلٍ محسوبٌ عليك! لاتمنحُها أملًا لا وجودَ له."
ضرب يد نيو مُبعدًا إياها عَن ياقتهُ وأردفَ بإنزعاج:" توقف عَن المُبالغة! ليسَ هُنالكَ شيء مِن هذا."
قهقَه نيو بِقلة حيلة:" أيُها الغبي... المسكينة تُحبُك! ألم ترى مَلامِحُها حتى ووجهُك بِذاكَ القُرب؟!"
توسَعت حدقتاه بِعدم تصديق وهو يُنفي الأمر بِعقله.... تمتمَ مُعترضًا:" أنتَ تتوَهم! على أي أساس تَهذي بِهذا الكلام؟"
تنهد نيو مُستسلمًا:" ليس بِحاجة لِدليل... وإذا كُنت لاتُصدق فلا مُشكِلة! سيأتي يومٌ تُصدقُ فيه... حينها إحرص
أن لا تَجرح مَشاعِرُها بَعد ما تيمتَها بِكَ يا صديقي!"
صمت أطبَق على الجَو بينهُما، بيرت يُقنعُ نفسه بإستحالة الأمر والأخير قلِق مِن نتائج تَصرفات بيرت الغَبية.
جاء اليكس يَحملُ حقيبَتين وهو يتجاوزُهُما مُردفًا:" نيو... أحضر صُندوقَ الكُتب وأدواتِها المَدرسية..."
توجه نيو عائدًا وسار بيرت بِرفقة اليكس شاردًا وهو يُحدثُ نَفسه:"أيُعقل أن ما قالهُ صحيح؟!"
كأن اليكس سمِعهُ فَقد قال فَجأة:" آيرس فتاةٌ بَسيطة! إحذر مِن ما تَفعلهُ وحسب!"
نظر نَحوهُ بعدم تَصديق... ليُكمل وهو يُتابعُ السير:" لقد رأيناكُما! قد يَكون تَصرفكَ غير مُهم وعفوي
في نظركَ ولكِنها لَن تُفكر إلا بأنكَ تَمنحُها أملًا! قد لا يكونُ لي شأنٌ بِذلكَ... لكِننا جميعًا تَعلقنا بآيرس
وكَما حالي مَع آني، لا أريدُ أن تؤذي آيرس وما شابَه مُستقبلًا!"
بقيت كلماتُ نيو واليكس تُشتتُ أفكاره.. لايُعقل أن يعتَقِد إثنين نفسَ الشيء وهوَ يَعترض عليه!
إنهُ مَنطق يَخضَع لهُ العقلُ البَشري، إذا أخبركَ شَخصان بِنفس التَوقُع فَهذا يَعني أنهُ صحيح.


ترجلت آيرس تنظرُ حولها بإعجابٍ شديد... إذا كانَ مَنزلُ ليور الذي زارتهُ اليومَ كبيرا فَما يكُونُ هذا؟!
بيت شديدُ الضَخامة؟ لا بل قصرا بِحد ذاته! السُلم الذي يَتوسطُ الواجِهة الأمامية لِلقصر وحدهُ بدا أشد
ما يُمكِن للأناقة أن تكون... فَما بالُك بالتصميم الداخلي؟!
دخلت بِجانب بيرت الذي مايزالُ شارد الذِهن لِدرجة أنهُ كاد يَنسى أنهُ أتى بآيرس مَعه...
كانت ماتزالُ ترتدي زيها المَدرسي كما هو.... دخلت خلفهُ مُتوترة، أوقفتهُ مُمسكة بطرف سُترتهُ
ليستَعيد شتاته مُحملقًا نحوها بِعدم فَهم...
تقدَم مَع ذلك مُتزامنًا، الرجُلُ العجوز الذّي بدا لطيفًا وشديدًا بِنفس الوقت، يَرتدي بِذلة بيضاء أنيقة
ويتكىء علّى عَصا سوداء ذات نقوش ارستُقراطية تترأس قَبضتُها رأس مُكور يتكئ عليهِ بِكلتا يديه،
يَنظُر للأمام بِشموخ...



* يُتبع *



https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820

فِريـال 06-14-2020 06:46 PM

السلام عليكم ميننا
شسمة اشكر لكم صبركم، اعرف كنت واعدتكم اخلصها خلال رمضان
بس الضروف تحكم وانتم اكيد مجربينها:(قلب0
ابذل جهدي بنشر الفصول المتبقية باسرع ما يمكن، لنخلصها خلال الاسابيع المقبلة غ1
باقي 4 فصول، كل ما اقراهم وادقق عليهم ابتسم بحماس لرأيكم فيهم pe2
خبروني عن رأيكم بالشخصيات الجديدة من عائلة بيرت، سيندي و كوفين و جيسون وايفرين cute4ق1
تحمست يوم شفت انو الفصل ذا هو الفصل لظهور جيسون، والحب كوفي خ1
متحمسة اكثر لآرائكم بكاء5

Relena 06-16-2020 01:36 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحالق6
صدمة كيف ما انتبهت أنك نزلتي فصل جديد!2
المهم الفصل روووعة بجدق6
بس زادت حماسي لأشياء كثيرة مثل؟1
كيف بيتصرف بيرت مع آيرس بعد ما عرف مشاعرها؟
صراحة ما كنت متفاجئة أنه ما يعرف احاسيسها ببساطة لأنه بيرتtl1
هههه أقصد لأنه أول مرة يكون صداقات فكنت متوقعة أنه
مو داري بمشاعرها مع أنها واضحةيب5» أصلاً أنا كنت مفكرة أنه يحبها من تصرفاته اخخنسيت1
و آيرس هل بتقول لبيرت بكل شيء؟ بس ممكن إذا قالت ما راح تسلم من والد بيرت ويمكن يمحيها من الوجود» أمزحهه5
ممكن يقولها تبعد عن بيرت وبتصير مشاكل كثيرص9
الشخصيات
ايفرين شخصيتها مرة كيوت حبيتهاق6
كوفين مدري ما ارتحت له إن شاء الله إحساسي خطأ
جيسون زوج تيردا كنت متشوقة أعرف عنه أكثريب5
سيندي حبيتها من الفصل الماضي لطيفةق6
اوني متفهمة ظروفك عادي خذي راحتك بسstop5
لا تنسي ترسلي لي لما تنزلي فصلبوقس2
اليوم لو ما كان عندي إمتحان ودخلت بصدفة
كان وش عرفني أنك نزلتي فصلغضب2غضب2
تسلمي على الفصلق6
دمتي بود
في أمان الله
وفقكِ المولى

سيـرَان. 06-20-2020 07:30 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ. ق1ق1ق1ق1
واااااَاو حوادث الفصل روووعة، منجد ماني عارفة من وين ابلش التعليق.:ناميا:ق1ق1ق1ق1
إسمحِ لي ان أبدي إعجابي بقلمكِ وأسلوبكِ الـ... بكاء5ق1 #كففففففففففففx'D
وااااَاه أنا قلت لكِ من قبل إنكِ رهيبة صح؟))))))))):ق1ق1ق1ق1 رهيبة⁴ مرة واحدة.بكاء5ق1ق1
أول كنت بتسائل ليش يعني اسم فصلكِ الفتاة التي لاتشبه أحد، هممممممـ ف2ق1ق1ق1
بس خلاص كالعادة بتخليني اقرأه تماماً لحتى اتوصل للمغزى.*^*ق1ق1ق1
i still love you'r pencill:ناميا:ق1ق1ق1ق1 الفصل مليئ بالحزادث الجميلة،
حبييييييت الشخصيات الجديدة، عشقي اني اتابع رواية او اشوف انمي فيه شخصيات كثيرة مختلفة.good7حماس1ق1ق1
لحظة، قبل لاأطير للشخصيات، بداية الفصل، تفففف شهالخادمة البغيييييييضة، ياخ كرهتها من الحين.hm2بيس2ق1ق1ق1
حتى لو دورها بسيط بالرواية، بس وش ذا ماحبيت سؤالها بهالطريقة.*^*قلب0 بس حبيت رد بيرت لها.xDق1ق1ق1
كان رده عبارة مجرد ايماءة خفيفة براسه بس واضح ان لها كثير معاني، وأهم معنى مادخلك، طيري بلهجتنا.هه8ق1ق1
حوار بيرت وابوه كان حماسة، كان قلبي يردد داخله *شجار ابو العريس مع العريس* رقص6x'DDDDDD
رد بيرت على ابوه ضحكني، خاصة لما قال له انا اخترت اصادقها مو هي.هه8بيس2 وان جواسيسك مبدعين.ضحك4ق1ق1
بس بنفس الوقت اسألته أبوه كانت بمحلها، خصوصاً عن التصرفات اللي بتدل على الإهتمام القوي،
محد بيصدق انها صديقه على اي حال وإسألي متابعين الرواية بيعلموكِ عن هالشيء.:قمر1:شمعه1heart3
بس مدري وش فيه هالبيرت! معقول فيه شخص بيجهل ماهية شعوره لهالدرجة! اكيد هالشيء ناتج عن ماضيه،
ماكان بيصادق كثير أساساً، ماكان يكوّن الصداقات فمابالك يعني.:قمر1:stop5نجمه6نجمه6
قدرت التمس له الأعذار خلاص.رموش2ق1ق1ق1ق1 but still baka.حواجب5ق1ق1ق1
just stooop.ضحك4قلب0ههههههههههههههههههههههههههـ هو عرف مشاعرها!!! ضحك4قلب0
الصدمة اكبر مني ترا.هه9قلب0 بسس كيف راح تكون تصرفات بيرت القادمة؟؟ضحك1ق1ق1ق1
من الفصل السابق صرت احس بمشاعر بيرت اتجاه آيريس، اهتمامه الكبير فيها وبسلامتها
وتمني الافضل لها كان واضح وهالشيء ماخلي اعتبره يدل الى على الحب الحقيقي، ق1ق1ق1ق1ق1
فأنصدمت الحين من فقط مشاعر آيريس الواضحة لها! هع1ق1 طيب المسطول ذاك..لا لا خلاص قلت تفهمته.هه8قلب0
حبيت تطوّر علاقة نيو وبيرت. ق1ق1ق1ق1 وصداقة آيريس وسيندي اللي تشكلت رسمياً خلال الفصل. ق1ق1ق1
شسسسمة هالـ نيو عاقل وواعي اكثر من بيرت، هو يلي وعى بيرت على مشاعر آيريس، فديبيت حبيته اكثر.هه8good2ق1
متتتتتت لما قال بيرت لـ آيريس أن أبوه متأثر بأفلام 007 فبيفكر كل غريب جاي يسرق معلومات الشركة كـ جاسوس.ضحك4ق1ق1
والله حبيت حركة التصاق الجبينين هالبيرت صح باكا بس كيووووت.هه0بيس2ق1ق1 ياااه ماالومها على ردة الفعل البلهاء.قلب0
تفاجئت من الجاسوس، هالـ نيو بيتواجد بكل مكان وبيشوف كل شيء يعني!!ضحك4ق1ق1ق1
شسسسمة بخصوص الشخصيات الجدد، ايفرين شخصيتها حلوة، بتنحب هالشخصية الكيوتة.cute8نجمه6نجمه6
شسسسمة هذا، جيسون ماعرفت عنه مايكفي، حابة اتعلم عنه اكثر فأكثر لأحكم عليه.هع1ق1ق1ق1
والأخير، كوفين اممممـ وراه مصيبة ولا ابالغ؟؟ مدري مب مريحة وماادري سبب عدم راحتي بس خير ان شاء الله.لعب1ق1ق1
توقعاتي للفصل القادم، ان بيرت بيعرف بموت تيريدا، سواء عن طريق آيريس أو سيندي او بالصدفة.تدخين3#كف.
يعطيكِ العافية على الفصل الأكثر من رائع.ق1ق1ق1ق1 عجلي بتنزيل الفصل القادم، حماسي مايمزح.بكاء6قلب0قلب0قلب0
تقبلي مروري اللرائع. :قمر1:نجمه5نجمه5نجمه5نجمه5نجمه5 أُختكِ الرائعة.خ4ق1ق1ق1 في امان اللهِ.ق1ق1ق1


فِريـال 06-30-2020 08:36 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=229819





الفصل 8:الولوج لعالمه أكثر...!







ترجلت آيرس تنظرُ حولها بإعجابٍ شديد... إذا كانَ مَنزلُ ليور ألذي زارتهُ اليومَ كبير فَما يكُونُ هذا؟! بيت شديدُ الضَخامة؟
لا بل قصرٌ بِحد ذاته! السُلم الذي يَتوسطُ الواجِهة الأمامية لِلقصر وحدهُ بدى أشد ما يُمكِن للأناقة أن تكون...
فَما بالُك بالتصميم الداخلي؟!

دخلت بِجانب بيرت الذي ما يزال شارد الذِهن لِدرجة أنهُ كاد يَنسى أنهُ أتى بآيرس مَعه... كانت ماتزالُ
ترتدي زيها المَدرسي كما هو.... دخلت خلفهُ مُتوترة، أوقفتهُ مُمسكة بطرف سُترتهُ ليستَعيد شتاته
مُحملقً نحوها بِعدم فَهم...

تقدَم مَع ذلك مُتزامنًا، الرجُلُ العجوز الذّي بدى لطيفًا وشديدًا بِنفس الوقت، يَرتدي بِذلة بيضاء أنيقة ويتكئ علّى
عَصا سوداء ذات نقوش ارستُقراطية تترأس قَبضتُها رأس مُكور يتكئ عليهِ بِكلتا يديه، يَنظُر للأمام بِشموخ...
وتقِف خلفهُ خادمة مُرتبةُ المظهر وهيَّ تضعُ يدها على كتفه

نظرت نحوه بِقلق وهيّ تعقِد حاجبيها بحذر رطبَت شفَتيها تُبدد أفكارُها السلبية
:" مساء الخير سيدي... أنا.. آيرس كوربي أرج..."

قاطعها يوجهُ كلامه لِبيرت ثُم لها:" أتيتَ في الوقت المُناسب... العشاءُ جاهز! تفضلي وانضمي لنا أيتُها الشابة!"

التفت يُعطيهُما ظهره نحوى غُرفة الطعام التي تطلُ على الحديقة الخلفية بِنوافذ واسعة في الجانب المُقابل للمدخل...

تنهد بيرت وهو يتبعه ويتكلم معها:" تذكرين ما قلته لكِ في السلالم؟!"

أومأت بغير فهم أي جزء يقصد تحديدًا ليردف مكملاً بملل:" ستكونين العميلة المُحتملة لذى يجب أن تكسبِ ثقتهُ بالطريقة التي تُناسبك!"

ضحكت بخفوت وهيَّ تستعيدُ ما قالهُ سابقًا " أنتِ لا تعرفين والدي! هو مهوس بأفلام العميل 007! ويعتقد أن كُل غريب،
غير موثوق ويخطط لانتشال أسرار الشركة!" قالت مُبتسمة وهيَّ تتبعه:" اذًا سيكون عليّ كسب ثقة جيمس بوند؟!
سيكون ذلكَ مُمتعًا!"

بادلها الابتسامة التي لم تدُم ثانيتين واعتلت ملامحهُ البرودة واللامبالاة بِمُجرد دخول الغُرفة الواسعة وأنيقة التصميم،
كان أزرق العينين يرمقُ آيرس بِتقييم بعد أن اتخذ رأس الطاولة مجلسًا...

جلس بيرت بِجانب والده الأيسر وآيرس تُقابله وبالجانب الأيمن لوالده حيث أشار لها الأب بنظراتٍ فارغة...
تنفست تُملئ رئتيها بالهواء تُخفف توترها الناتِج عن هذه المُعاملة ومن اول لقاء... قال يوجهُ كلامه لها بفضول
:" متى تخلعين الجبيرة أيتها الشابة؟"

أجاب بيرت مُباشرة:" صباح الغد!"

أومأت آيرس وقد تذكرت أنها ستخلعها غدًا... ليُتابع الأب تحقيقه:" كم مر عليها؟"

فتحت فاهها لتُجيب لكن بيرت سبقها مِن جديد:" ثمانون يومًا!"

زمت شفتيها بتوتر، الجو بين بيرت ووالده شبه مُكهرب وقد تأكدت من ذلك حين سأل
السيد جوليان سؤاله الثالث:" أليست فترة طويلة؟! فكسور الشباب تُشفى في ستة إلى سبعة اسابيع!"

وضع بيرت الكأس التي ارتشف ما فيها من ماء بقوة وهو يقول:" يكفي! أتُريد رؤية ملفها الطبي لتتأكد؟
الفتاة خضعت لِعمليتين خطيرتين على يمينها كي تعود كما كانت! أتُريد رؤية الندوب قبل أن تُزيلهم بِعملية أخرى؟"

عضت شفتها السُفلى وهي تنظرُ نحو الطاولة بتوتر... لم تنطق بِكلمة بعد لكن الجو بين الأثنين مَشحون على آخره!
ولم يخفى على السيد جوليان غضب بيرت الذي يبذلُ جهدًا لستره بِقناع اللامبالاة! هو غاضبٌ حقًا لكن ليس بسبب والده،
هو أمر آخر سمعهُ سابقًا!

نظرت نحو بيرت الذي بداء يلعب بالشوكة في طبق عشاءه النباتي والخفيف... ثُم نحو والدهُ الذي مازال ينظر له بحذر..
التفت يُحملق بها بإستقراب لتنكمش على نفسها وتنظر لطبقها مطولًا... وحين رفعت ثعلبيتيها السوداوين مُجددّا قابلت
ابتسامة انتصار أظهرها مُضيفها العجوز! استنكرت ذلك بشده.. لِما هو يبتسم؟ أتعمد إغضاب بيرت؟

أشار لها نحو الطبق مردفًا بلطفٍ مُباغت:" تناولي عشاءك عزيزتي!"

توسعت حدقتاها للحظة ثُم نظرت نحو الطبق والتقطت الشوكة بِيسارها تأكلُ بصعوبة... في حين أوقع بيرت شوكتهُ
بِعدم تصديق لِتناقض مُعاملة والدهُ لها بهذه السُرعة! بقي العجوز ينظرُ لها مُبتسمًا وقد لمَح بيرت كمية الحُزن العميق
ألتي تشعُ بِه زرقاواه القاتِمتين وقد تبدّدت الإبتسامة من شفتيه تدريجيًا.... بقيَّ يُحدق بيرت بِها وهي تبذلُ جهدًا
في تناول العشاء...

-أتساءل... هل ذكرتكَ بأبنتكَ ياوالدي؟!



بعد العشاء مُباشرةً حاول السيد جوليان النهوض وحده، غريزيًا توجهت آيرس نحو العُكاز الذي وضِع على طاولةٍ
جانبية تَّوسطُها مزهرية صينية التصميم ذات نُقوش أزهارٍ ربيعية... وضعتها في يدهُ وهي تُساعدهُ على السير بِحذر!
شكرها مُتمتمًا وهو يسيرُ مُعتمدًا على العكاز... ابتسم بيرت تلقائيًا وفتح الباب لِوالده وتبعهُ بعد خروجِهما، نادى بيرت
بإسم "آرتيمس" لتخرُج من أحد الأبواب البيضاء بأسرع ما أمكنها وهيَّ تحملُ صينية خشبية تتوسطها كأس ماء وعلبة أدوية...

جلسوا في الصالة الواسعة ألتي تتوسطها أثاث ملكيُ التصميم والخادمة آرتميس تُقدم الأدوية لسيدها بحذر، قال بيرت
وقد أنهت ذلك:" هل جهزتُم غُرفةً لآيرس؟!"

أومأت مُبتسمة:" لقد جهزنا الغُرفة في نِهاية الجناح الأيسر... والدكَ اختارها وطلب تجهيزها للآنسة!"

حك شعرهُ الأمامي بِملل وهو يُردف بِتعب:" اذًا أريها الطريق لو سمحتِ وأطلبي من الخادم جيك أخذ الحقائب مِن السيارة لغُرفَتها."

وافقت بانصياع وهي تُشير لآيرس...فنهضت تتبعُ الخادمة بِتوتر... ألقت نظرة أخيرة نحو بيرت ووالده اللذان
بدئا بِحديثٍ يخص العمل... ثُم خرجت تتجاوزُ السُلم العريض الذي ينقسِمُ لِجانبين عن المُنتصف....
وكما قالت الخادمة سابقًا، سلكتا الجانب الأيسر لِتدخلا للجناح الذي يتوسطهُ أرائك كهرمانية ذات نقوشٍ ذهبية
وحولهُ عدة أبواب بيضاء... وفي الزاوية الأبعد وقفت الخادمة آرتميس تُشير نحو الباب مُردفة:" هذه ستكون غرفتكِ..."

نظرت آيرس حولها بإعجاب، سألت وهي تقترب:" وماذا عن بيرت ووالده؟!"

رمقتها آرتميس بعدم فهم، ثم قالت مُبتسمة:" الغرفة الأولى بِجانب السلم يسارًا غرفة السيد بيرت والتي تُقابلها
غرفة والده.... أما الباقي فهيّ غُرف الضيوف عادةً."

ارتسمت إمارات الفهم على ملامِحها وهي تُكمل بفضول:" وماذا عن الجناح الأيمن؟!"

فتحت الخادِمة الباب مُجيبة:" يوجد مَكتبة السيد بيرت وغُرفة اللعب، مَعرض مُقتنيات السيد جوليان الفنية
ومكتب العمل الذي لا يسمح لأحد بالدخول إليه..."

توسعت حدقتا السمراء بِذهول وهي تستكشفُ الغُرفة شديدة الوسعة والجمال... وقد غلب اللون الأبيض
والكهرماني تصميمها... للحظة شعرت بِعدم راحة! حين قارنت غُرفتها سابقًا وبساطتِها مع غُرفتها الجديدة....
كما لو كانت لا تنتمي لِهذا المَكان... خلَدت للنوم وهيَّ تُحاولُ التأقلُم مَع وضعِها الجديد، "أيصحُ هذا؟"
كان السؤال ومُشتقاته مُتسبب الأرق الأساسي لها وما زاد الوضع سوءً هو تتذكُر نظرات الرجاء في عيني سيندي!





جلس بيرت يحاولُ العمل في حاسوبه على بعض العمل الضروري والعاجل وهو يتمدد على سريره ناصع البياض...
وكلمات نيو ثُم اليكس تتردُ في رأسه كإعصارٍ هادر!" هل أنا حقًا أبالغ؟!"





كانت زخاتُ المطر تكسرُ الصمت بِنقرها على زُجاج النافذة الشفاف وصوتُ الرياح يُعلن عن موسمهُ الشتوي..
والجو يُصبح أبرد كُل صباحٍ عن سابقه، ارتدت آيرس ملابِسُها المدرسية التي تتكونُ مِن قميصٍ أبيض ذو أكمام طويلة
ترفعُ الكُم الأيمن حيثُ تنتهي الجبيرة وتنورة قصيرة رمادية اللون وسُترة زرقاء قاتمة تحملُ شعار المدرسة المرموقة،
تضعُها على أكتافها وحسب... مررت يدها على شعرها وقد كان منسابًا على كتفيها، كانت آني تربطهُ لها
كُل صباح خلال الأسبوع المُنصرم! وضعت الربطة الصفراء حول مِعصمها الأيسر وخرجت تحمِلُ حقيبة ظهرها البيضاء
وتوجهت للطابق السُفلي وبِمُجرد خطوها على آخر درجة التقت بإحدى الخادِمات فأشارت لها نحو غرفة الطعام لتناول الفطور...

دخلت الغُرفة بِخفة وألقت التحية على الشخص الوحيد الذي يجلسُ فيها مُبادلًا التحية الصباحية... قال وقد
جلست بِجانبه الأيسر مُبتسمًا:" لم يستيقظ بيرت للآن و هذا ليس من عادته! أخبريني ماذا عنكِ، أكنتِ مُرتاحة بالنوم؟"

أومأت له مُبتسمة وهي تُجيب بتوتر:" لم أشعر بِراحة مُماثلة من قبل! وطبعًا الشكرُ لكُم..."

أردف مُبتسمًا:" مر زمن طويل مُنذ سكنِ آنسة في هذا البيت! لِدرجة نسيتُ كم يكونُ الجو لطيفًا حينها!"

كانت ملامحُ وجههُ مُسترخية، هو بِكُل تأكيد يقصد تيردا بِكلامه، وهي كانت تعرفُ ذلكَ.. بقيت تُفكر مُطولًا
وهي تنظر في اللون البُني الذي يختلجه الصفار واحمرار يتراقص في سائل الكوب الزُجاجي...

-إذا كان يُحبُها فلِما يمنعُ بيرت حتى مِن مَعرفتها أو مَعرفة ابنتها؟! وهل قابل ايفرين مِن قبل؟
هل يعرفُ كم تُشبه ابنته؟ أتساءل.. كيف يُفكر السيد جوليان تحديدّا؟

خرجت مِن دوامة أفكارها وقد شعرت بيدٍ ترسوا على رأسِها وهو يقول:" هذا مكاني؟!"

لكنهُ تجاهلها وتوجه للجانب الآخر وكم بدى الجلُوس في الجانب الأيمن غريبًا بالنسبة له... بداء بتناول
الشطائر مُسبقة الأعداد خصيصًا له وهو ينظر لها كل فنية و أخرى وهيَّ شاردة في عالمٍ موازي...
قال يكسرُ الصمت العام بملل:" ستنزعين الجبيرة اليوم.. ألا يُحمسكِ ذلكَ ولو قليلًا؟"

فزعت حين وصلها صوته وانتشلها من افكارها المستمرة وبكثرة منذ الأمس، مجيبة بتوتر
:" أ.. أجل متحمسة، وستأتي آني فقد قالت لي أنها يجب ان تكون متواجدة أيضًا!"

تنهد بِلل وهو ينظرُ نحو كأس العصير المُصفر...:" سيأتي مَعها إذَا!"

قالت ببلاهة:" اليكس؟!"

أجاب سخرًا:" ليس اليكس، بالنيو! أساسًا إذا رأيتُ آني بدون وقوف اليكس خلفها أو بِجانها
فستبدو الصورة غير مُكتملة لي!"

قهقهت مُستمتعة:" إنهما مُقربين حقًا! لكنني رأيت آني واليكس ليس حولها من قبل!"

أوقع الشطيرة مِن يده بِعدم تصديق وهو يسأل:" مَتى حدث ذلك؟!"

" حين ذهبنا للمقهى، بعد خروجي مِن المشفى! وحين تخرجُ من الحمام! وحين تنام أيضًا!" قالت بتفكير...

-مع أن آخر اثنين غير محسوبة! لكنها محقة!...

هذا ما فكر بيرت به وعلى وجهه علامات الاستخفاف! وللحظة تناسيا وجود السيد جوليان،
وقد لاحظ الأخير كيف يتصرفُ بيرت بِعفوية مَعها.. وقد منحهُ ذلك أملًا في أن يتغير بيرت قريبًا
ويخرجُ من قوقعته...







حين وصلا لِحيث طبيب آيرس، كانت آني والآخرين قد وصلوا مُسبقًا وبدأ الطبيب بخلعِ الجبيرة باحترافية واضحة...

سأل بيرت بفضول:" صحيح... من ايفرين التي رسمت على جبيرتكِ مُوقعة؟!"

توسعت حدقتاها للسؤال المباغت، رطبت شفتيها بِتوتر مُجيبة:" قريبة صديقتي!"

بقي شارد الذِهن بهوية هذه الصديقة وقريبتها، لكنهُ أبقى تساؤلاته لِنفسه ولكن نيو وبكُل غباء
سأل غير مُصدق:" ما هذا الصديقة ومنذ متى رسمت لكِ هذه الشخابيط الطفولية؟!"

نظرت نحوه بحذر وتوتر وهي ترطب شفتيها... جعلتهُ ينتبه أنه رُبما سأل عن الشخص الخطاء
وأمام الشخص الخطاء! حك رأسه بتوتر وقد امتنعت الأخيرة عن تقديم أية إجابات....

تبادلت آني مع اليكس نظرات حيرة ولم يفهما الأمر جيدًا... وحين انتهى الطبيب كانت اليدُ اليُسرى
لسوداء العينين قد خف حملُها بعد مُضي كُل ذلك الوقت الطويل للتعافي.... لكن ذلكَ الندبُ الواضح
كان يُقلل مِن جمال يدها فقد رسم خطٌ يمتدُ مِن قُرابة المِعصم إلى الكوع من الجهة الخارجية للذراع...
بقيت تنظرُ لها لبعض الوقت بألم، في حين تقدم بيرت يُنزلُ كُم القميص مُخفيًا يدها حتى المِعصم بالكامل
وهو يغلق زر الكُم:" يُمنع الغش ريثما تُجرين العملية الأخيرة!"

رطبت شفتيها بتوتر وهي تومئ مُوافقة... لقد وقعت بِقوة على جانبها الأيمن يوم الحادث، كانت يدُها شبه
مُهشمة وقد حصلت على جُرح وكسرٍ فضيع.. كانت حالة ذراعها أسواء جزء، مَنعتها من النوم ليالٍ طويلة
وأجرت عمليتين جراحيتين خطيرتين، لِدرجة أن في بعض الأوقات كانت تظنُ أن يدها لن تعود كما كانت أبدًا!

حركت أصابعها مُتزامنة مع ألم خفيف، فقال الطبيب:" لم تُحركيها لما يقارب ثلاثة أشهر لذا هذا الألم طبيعي...
حاولي عدم استعمال يدكِ اليُمنى في أمور مُجهدة لِبعض الوقت..."

قالت منصاعة لأوامر الطبيب:" حاضرة."

نهضت آني تقولُ بحماس:" هذا يستدعي الاحتفال!"

فاجئها الردُ الفوري من بيرت إذ قال ببرود:" بعضُنا لديهم دراسة لم يتخطوا همها بعد!"

نهضت المعنية وهي تقول موافقة له:" أجل سنتأخر ولن ترضى الناظرة إلا بفتح استجواب لانهاية له!"



كان الوقت يمر ببطء وقد اتخذت آيرس مُوقفها، في نهاية الحصة الأخيرة واجهت سيندي تقولُ بقوة
:" موقفكُم هذا مُثيرٌ للشفقة! أن تختاروا وعدًا سخيفًا على مشاعر أحد أفراد عائلتكُم... يُثير غثياني!
سأخبر بيرت، لكن ليس لأنكِ طلبتي ذلك مني... بل لأنني أجده يستحقُ مَعرفة كُل شيء! هو يتطلع لِتيردا
وينتظرُ يوم لقائها بصبر، وهذا ليس عدلًا مِنكُم! قد لا أكون تلكَ الفتاة الخبيرة بأمور العائلة وعلاقة افرادها
بِبعض، لكن بيرت مِن بين كُل الناس... لا يستحق مُعاملتكُم هذه له!"

بقيت سيندي ترسمُ الخجل والحُزن متزامنة مع كلمات آيرس لتُردف بألم:" الأمر ليس بيدي...
لو كان كذلك لأخبرتهُ مُنذ دهر."



كان اليوم الدراسي قد مضى، ذهبت آيرس مع سيندي للشركة وهي تبحث عن نيو.. تَعمدت عدم العودة
مع بيرت بل وتهربت عبر ارسال رسالة لمارتن تُخبره أنها ستخرُج مع صديقتها...

في حين لم تفهم سيندي سبب قدومها لهذا المكان ولكنها سايرت آيرس التي كانت عازمة أن تخبر نيو واليكس
وتستشيرهُما في قرارها! فهيّ تعترف أنهما واسعا الآفاق ولا يفعلانِ شيء إلا وهما واثقان أنه صحيح ولا يسبب مشاكل لهما...

بقيت مُتمدده تنتظرُ عودتهما من المُختبر حيثُ يعملون وكانت سيندي تنظر نحوى اقراص الألعاب بإعجاب...
فُتح الباب فأوقعت بعض الأقراص من يدها مُتفاجئة وكذلك ثلاثة ازواج مِن العيون المُستفهمة للوجه الجديد!
تقدمت آني وهي مُستعدة لشنِ الحرب... لكنها توقفت وقد لاحظت آيرس التي تتمدّد على الأريكة مُردفة:
" آيرس؟! لِما تبدين حزينة؟"

جمعت سيندي الأقراص وأعادتهم بجانب التلفاز حيث كانوا سابقًا ثم اقتربت وهي تضمُ أصابها بحرج...

قالت آيرس وقد ارتخت ملامحها:" ماذا افعل؟! خائفة من نتائج ما أنا مُقبلة عليه!"

نظرت نحو نيو مُردفة:" قُلتَ لي لأدعه يكتشفُ كُل شيء بنفسه، ولكن... لا أحد سيُخبرهُ شيءً إن لم يفعل أحدُنا!"

قطب حاجبيه بعدم فهم وهو يُمرر نظراتهُ مِن آيرس إلى سيندي:" مالذي تقصدينهُ ومن الجميلة؟!"

قدمت نفسها بابتسامة باهتة وشفتيها الزهريتين تُجاهد للحفاظ عليها:" سيندي فوكس... أنا قريبة بيرت!"

أخفضت رأسها وهي تنظر نحو آيرس بِحذر لتُكمل الأخيرة:" يبدوا أن لا أحد ينوي إخبار بيرت عن وفات
شقيقتهُ الكُبرى كما أن ثمة أمر آخر... إنها ايفرين!"

قال نيو وقد مر الاسم عليه صباحًا:" ايفرين؟ قُلتي أنها قريبة صديقتكِ.."

قال الأخيرة وهو ينظر لسيندي وقد فهم الوضع! خرج اليكس من صمته يُحاول الفهم جيدًا:" لا تقولي أن ايفرين..."

لتكمل آني وزرقاوتاها المُخضرة على أشدها:" ابنة تيردا؟"

كانت سيندي مستغربة لكونهم يُحيطون علمًا بِمن تكون تيردا ولكنها اكتفت تُحاول فهم الوضع قدر
المُستطاع في حين تُلقي آيرس بآخر اكتشافاتها والآخرين يستمعون باهتمام.... ختمت كلامها بجملة
التي يتردد صداها في رأسها مُنذ الأمس:".... ولكن بيرت يستحقُ معرفة كُل شيء! سابقًا كُنت خائفة
ولا أرغب أن أكون من تُنقل الخبر.... ولكن الآن، أنا أدينُ لبيرت بذلك!"



اكتفوا بالصمت! لم يُحاول أحدهم تغير رأيها وما شابه، استنكرت الأمر وهيّ تمرر ثعلبيتيها السوداوتان بينهُم...
لقد كان صمتُهم يزيد الحمل عليها، ألن يُزيد أحدهم شيءً؟ وكأنهم وجدوا مُخلصتهم مِن الحمل الثقيل وقد
وقفوا جانبًا يترقبون الحدث الكبير! هي تُدركُ أن مع مرور الوقت، سيكتسبُ بيرت أملًا للقاءٍ مُستحيل!
سيكسرهُ ذلك أكثر مِن معرفته الآن وبأسرع وقت ممكن!

أردف نيو بإعجاب:" أنتِ.. وهو أيضًا، كلاكُما غريبا اطوار! لو كُنت مكانكِ لما تمكنتُ من إخبار الشخصُ الذي أحب
حقيقة اعرف أنها قد تُحزنه! أنا حقًا مُعجب بالقوة التي كسبتها خلال الفترة القليلة المُنصرمة!"

توردت وجنتاها في حين نظرت سيندي نحوها بعدم تصديق...

أومأت آني مُضيفة:" آيرس المترددة والجبانة التي قابلتُها أول مرة قد اندثرت وحلت بدلُها زهرة جميلة وقوية!
لا أعرف كيف أعبرُ عن فخري بما أمسيتي عليه خلال الفترة القصيرة التي أمضيتها معي!"

قهقهت المعنية بخفوت في حين وضع اليكس يده على رأس المُتحدثة يوقفها عن المُتابعة:" لا تتحمسي كثيرًا آني!"
وجه عسليتيه نحوى الأخرى مُضيفًا بتشجيع:" آيرس... ابذلي أقصى جُهدك! ولا تقلقي إذا غضب أو نكر كلامك...
سيكونُ ذلك أمرًا طبيعي كُل ما عليكِ فعله أن تكوني واثقة بقراركِ."

آه... إنها الكلمات الحكيمة التي توقعتها من اليكس تحديدًا! شعرت بشيء مِن السكينة ورمت بظهرها
على مَسند الأريكة بِراحة غريبة... ابتسمت سيندي راضية عن النتيجة التي وصلت له دَفة الحديث!
فهذا يعني أن، بيرت أخيرًا سيعرفُ كُل شيء وايفرين ستُقابل ذلك الفتى الذّي بِذكرياتها المَعدودة
والتي خلدتها بِضعة صورٍ تذكارية.... رمقت نيو الذي يقفُ مُتقابلًا لها بابتسامة شُكر!

في حين بقيت ملامحٌ غبية تعلو وجهه.. كسر جدية الجو وهو يُمسك يدها مردفًا:" تخيلي وحسب،
أنتِ بجمالكِ وأنا بوسامتي!... أتقبلين صداقتي كبداية؟!"

أخفى اليكس وجهه بقلة حيلة، في حين جاهدت آيرس تخفي ضحكتها للموقِف! قالت آني تتنهدُ بيأس
:" ها نحن ذا من جديد! بجدية نيو؟"

أجاب مُتحججًا:" أأنتِ عمياء؟ أنظري اليها، إنها تشُع!"

كان يقصد بشرتها الناصعة وشعرها الأشقر اللامع.... بدت بالفعل كشمسٍ في مُنتصف الصيف الحارق!
كانت سيندي مُتوردة وهي لم تفهم ما يقصده بكلامه تمامًا، مالداعي ليُقارن بينهُما؟



تلى ذلك أحاديث طويلة عن الماضي قصتها سيندي عن طفولتها المُشتركة مع بيرت... وكيف أنه لم يعُد
كما كان إذ لم يتذكر كيف كانت علاقتهُما قبل الحادث...

قاطع جمعتهُم الصغيرة حضور مُشرف الاختبار يطلبُ عودتهُم للعمل، غادروا مُتذمرين والنصيب الأكبر
لآني التي لم تحُصل على الدونات في موعدها المُحدد بسبب انشغال نيو بالتعرُف على الفتاة التي وصفها بالمشعة!

غادرت سيندي وقد توجهت آيرس حيث يجلسُ مارتن في غرفة الحراسة وطلبت مِنه إيصالها للبيت إذا أمكن....
كانت خجلة لأنها فرضت نفسها في حين الأخير لم يُمانع فهو يعرف أن سيده سيبقى في مكتبهُ لوقت متأخر
مايزال في بدايته....

ترجلت وهي تشكرُ مارتن في حين تحملُ حقيبتها البيضاء وقد استوت بذلتها كما ينبغي بعد خلع الجبيرة
وارتدت السُترة الأنيقة بأريحية....

دخلت الرُدهة بهدوء، التقط مسمعُها صوت ذو بحة عرفته واستنكرته بشدة... ضنت أن خيالها صنعه لكنها
تأكدت حين وصلها جُزء مِن مُحادثة غير مفهومة:" نعم... اذًا ما رأيك يا خالي؟!"

في حين أجاب السيد جوليان بتفكير مُهمهمًا:" لابأس بذلكَ، ولكن ألا تعتقد أن في ذلك مُخاطرة كبيرة...
قد لا تتحملُها الشركة دُفعة واحدة!"

أجاب ذو البحة الجميلة يُحاولُ إقناع الأخير:" لكن إذا نجحت فستدعمُ أعمال الشركة لسنواتٍ طويلة مُستقبلًا!"

تنهد سيد القصر بِقلة حيلة:" لا يمكننا إنكار هذه الجُزيئة من الصفقة!"



استنفرت بلا وعي وقد عرفت الضيف... فهرولت نحو غُرفتها تخفي نفسها! لم تفكر سوى بشيء واحد حركه وعيها عليه...

-هذا يشبه ما يحدث في الدراما عادةً! لقد رآني عند ايفرين، إذا رآني هُنا فسيعرفُ أني
أعرفُ بيرت وإذا عرف أني أعزم على إعلامه بكُل شيء، فقد يُحاول منعي من إخباره!



غيرت ملابسها براحة لأول مرة مُنذ وقت طويل ارتدت كنزة صوفية صفراء مع بنطال جينز فاتِح، وبقيَت
في غُرفتها طويلًا... إلى أن لمحت السيارة شرابية اللون وهي تُغادر بوابة البيت، تنهدت براحة.. اليوم
وحسب، الليلة على الأقل يجبُ أن لا تُقابل المدعو كوفين! هي لا تعرفُ موقفه، رُبما هو بِصف
السيد جوليان ويُحاولُ حِماية بيرت مِن الواقع المُحزن للأحداث! ولرُبما هو يعتبرُ نفسه يحمي ايفرين
لأسباب تعود إليه! لم تُخاطر وبدأت ترسمُ الكثير من الاحتمالات....



نزلت السلالم بِحذر ودخلت صالة الضيوف الواسِعة وهيَّ تُلقي التحية على مُضيفها:" مساء الخير سيدي...
أردتُ إعلامكَ بعودتي!"

قال مُبتهجًا:" آيرس! لقد قلقتُ عليكِ فقد مَضى وقت طويل لوقتِ عودتكِ المَفروض! أرى أنكِ خلعتِ جبيرتكِ، أريني يدُكِ!"

تقدمت بهدوء وهي ترفع كُم الكنزة الصفراء بتوتُر:" لقد عُدت قبل وقتٍ طويل لكنني لم أشاء إزعاجك وضيفك!"

بسيطة وصريحة جدًا! هذا ما اعتقده السيد بِها وهو يُلقي نظرة على الندب الطويل على ذراعِها... قال مُتفهمًا
:" هنيئًا لكِ! من الواضح أنك جاهدتِ طويلًا ريثما تُشفين يا ابنتي!"

صمت وقد توسعت حدقتيهما لوقع الكلمة، الأول لألقائه كلمة كاد يَنسى أنه استعملها كثيرًا مع من اعتبرها إرثه
في الحياة والأخرى لأنها كسبَت محبة السيد بلا جُهد لِدرجة تسميتها بلقب تُدرك أنه خاصٌ لديه!





تناولا عشاء لم يُحضره بيرت وتخلجهُ أحاديث بسيطة حاول فيها السيد جوليان فهم شخصيتها التي وجدها
بسيطة ومُترددة وقوية عند الحاجة... في حين عرفت أن السيد جوليان يُحب إغضاب ابنه الوحيد! لأنها
الطريقة الوحيدة ليتفاعل بيرت فيها معه! وغالبًا ُيغضبهُ لمُتعتهُ الشخصية!

كان الجو هادئً كالعادة قبل هبوب العاصفة المُهتاجة! هذا ما اعتقدته آيرس وهيّ تجلسُ بجانب المدفأة بِرفقة
جوليان العجُوز يتبادلان أطراف الحديث وهي تُحدق بالحطب المُشتعل تأكله النيران ببُطء.



استفاقت لتجد نفسها غفت مُنتظرة، كان صوتُ وقع الخُطوات على السلالم هو ما حثها على الاعتقاد أنهُ عاد...
خرجت من غرفتها وهي تُدثر نفسها بِمعطفها الواسع... توسعت حدقتاه وقد تقابلت مع خاصتها من بعيد، ابتسمت
وهي تُغلق باب غرفتها الأبيض وتتجه نحوه بهدوء غريب!

أمسكتهُ من ذراعها نحو الجناح الأيمن وهو يحدق بعدم فهم! قال بحذر مُتسائلًا:" ماذا حدث لكِ الآن؟!"

قالت وهي تُحاول إسكاته برفع إشارتها أمام فمها:" اششش! أخفض صوتك، لدي حديثٌ مُهم معك!"

تنهد يسبقُها لأبعد غُرفة في الجناح الأيمن، وكانت عبارة عن مكتبة تظُم عدد كُتب مُثير للأعجاب لِكثرتها...
جلست على الأريكة الكهرمانية بِجانبه وهيَّ تظمُ أصابعها بِصمت، تنهد بِقلة حيلة....

-لا يبدو أنها ستُلقي بِما عِندها اليوم!

هذا ما فكر بِه... كسر الصمت بِصوتٍ مُنخفض وملامح فارقة:" ماذا هنالكَ آيرس؟"

رطبت شفتيها تعزي نفسها على ما هيّ مُقبلة عليه:" لا أعرف من أين أبداء!"

قال وهو يحشرُ ظهره بالأريكة بِتعب:" من أي مكان، تَحدثي وحسب!"

حشرت يديها بين قدميها بِتوتر:" حسنًا... فالتُنصت جيدًا! لقد قابلتُ فتاةً جميلة ومليئة بالحياة
رُغم ظروفها الصحية، جعلتني أعزم على إخبارك!"

رمقها باهتمام حين لمس جدية حديثها لتُردف مُكملة:" لم يعد يُعجبني أن تنتظر أشخاص
يعزمون على إخفاء الماضي عنك! أريدك أن تعرف الحقيقة... عن شقيقتُك!"

استنفر وأمسك ذراعها اليُمنى بقوة:" عرفتي شيءً مهمًا صحيح؟!"

تأوهت بألم وحاولت تحرير ذراعِها عبثًا، لتُكمل بألم:" سأخبرُك... لكن صبرًا! لقد قابلتُ ايفرين...
ابنة تيردا! لقد قابلتُها بفضلِ سيندي وقد أخبرتني حقيقة أن لا أحد سيُخبركَ عن تيردا بسبب وعدٍ غبي!"

ركز بفمها بكُل جوارحه ينتظرُ سماع ما ستُلقيه...:" حين كُنت في التاسعة وقعت عن شجرة التُفاح في
مصيفكم وفقدت ذكرياتكَ عن الطفولة... هل تذكُر أو تعلم ذلك؟!"

نهى برأسه بِعدم فهم لتُردف مُكملة:" قبل ذلك بفترة قصيرة لا أعلم كم تحديدًا أو كيف.... لقد ... لقد..."

لم تستطع قولها بل وأبعدت وجهها للناحية الأخرى مُتمنيةً أن يعود كُل شيء قبل بداء الحديث إذ لم تتوقع
أن يكون قولها صعبًا، أعاد وجهها لتُواجههُ من جديد، قائلًا بشيء مِن الغضب:" أكملي... ماذا؟"

نطقت بألم وهيّ تُغمضُ عينيها تُحرم على نفسها رؤية ملامحهُ لدى تلقيه الحدث الكبير:" هيَّ لم تعُد بيننا!"

بقيت على حالها في حين وقف مُنتصبًا بعدم تصديق... يُحاول جمع الصورة في عقله، تشوشت رؤياه
ووجهها الشيء الوحيد الذي يُبصره في اللحظة... فتكرر صوتها يصدع في مسمعه:" عزيزي بيرت...
عليكَ أن تكون قويً!... سأترُكك لبعض الوقت لكن اعتني بنفسكَ من أجلي.. ابتسم كثيرًا!"



كل شيء كان كانفجار صدع رهبتهُ للنصف الآخر للكُرة الأرضية... تدفقت وتدفقت، تلك الكنوز التي طمسها القدر.....



فتحت سوداويها بحذر، كان يُعطيها ظهره وملامحهُ شبه مُظلمة، زرقاوتاه مُتوسعتان بِصدمة
وتشعان بنُكران، غضب وحزن دفين... وقع الخبر أعاد له الكثير من الذكريات غلبها مَشاعر
لمواقف عديدة مع تيردا.... وصدى آخر جملة سمعها مِنها يتردّد في رأسه:" عزيزي بيرت...
عليكَ أن تكون قويً!... سأترُكك لبعض الوقت لكن اعتني بنفسكَ من أجلي.. ابتسم كثيرًا!"



كان شتاءً قارص، تراكمت الثلوج بكمياتٍ مأهولة على السطوح... تقدم رجُلٌ ثلاثيني أنيق الهِندام
وهو يُمسك مضلةً حمراء تكدست عليها الثلوج، هتف مُناديًا بِمجرد أن لمحهُ مِن مكانه...
فتقدم له الفتى ذو تسعة سنون ببهجة وقد عرفهُ جيدًا:" جيسون! أين اختي ألم تقُل لي أنكَ ستُحضرها مَعك اليوم!"

تنهد جيسون بِقلة حيلة:" لم أستطع إحضارها، لذلكَ سآخذك إليها!"

ابتسم بيرت ببهجة:" حقًا ذلك! اذًا سأخبر العم ماكس أن لا يُخبر والدي...."

توجه نحو السيارة الحليبية وهو يُعلم السائق بسرعة، ثُم عاد لجيسون مُتحمسًا وصعد في سيارتهُ أيضًا...
كان جيسون يقودُ السيارة بِمهارة واضحة وهو يرتدي نظاراتٍ شمسية بُنية، تُخفي عينيه السوداوتان
وما تَحملهُ مِن تعابير ومشاعر...

صعد للطابق الثاني عشر برفقة جيسون ولم تختفي مشاعرُ السعادة واللهفة لهذا اللقاء، فتح جيسون
باب الشقة بِمفتاحه ودخل سابقًا مُضيفه الذي ابتسم تلقائيًا لتصرفهُ المُعتاد!

بحث بعينيه في صالة الشقة الواسعة ثُم توجه للمطبخ وبعدها لِغرفة نومِها حيثُ وجدها تُلاعب ابنتها
ذات السنون الستة مُرتدية ثوب فضفاض قصير وشديد البياض... اقترب يحتضنُها بِسعادة هاتفًا:" مُفاجئة!"

تفاجأت لحضوره الغير المُتوقع، مُردفة وهي تفتح ذراعيها:" أجمل مُفاجئة! آه...عزيزي بيرت، اشتقت إليك!"

بقيت تُقبلهُ بعشوائية وهيَّ تَحتضنهُ فقال مُشتكيًا:" لِما لم تعودي تأتي لِمُقابلتي! لقد أصبحت سمينة أيضًا!"

قهقهت بِسخرية لكلامه الأخير لتردف وهيّ تحدق بزوجها بِحزن مُصطنع:" لستُ سمينة أليس كذلك!"

أنزلت رأسها وهي تُكمل:" لكنني أستعدُ لشقيق ايفي!"

عقد حاجبيه بعدم فهم، ومط شفتيه مُردفًا بِغيض:" ماذا تقصدين؟!"

قهقهت مُستمتعة بإغاظته:" ستفهمُ حين تكبُر!"

جلس يشتكي وقد تمكنت من إغضابه، فقد كان سهل الإغضاب دائمًا، بداء يُتمتمُ بكلامٍ عشوائي
حول تكرارها الدائم لجُملتِها السابقة... اقتربت ايفرين مِنه وأمسكَ يده وهيّ تُحدق بزرقاوتاها
نحوه ببراءة وتضع إشارة يسارها أمام فهمها مُتسائلة:" أخبرني بيرت... من أين يأتي الأخوة!"

قطب حاجبيه بِعدم فهم وهو يُجيبها بأسلوب أخته:" ستفهمين حين تكبُرين!"

انفجرت تيردا وجيسون يضحكان لرده للصغيرة، في حين كان مغتاظا مِنهُما... فأخذ ايفرين من يدها
وغادرا الحُجرة نحو غرفة ايفرين مُتجاهلًا الأخيرين.





أفاق من نومه وتيردا تحتضنه من الخلف مُردفة بصوتٍ مُنخفض كي لا تقض صغيرتها:" عزيزي...
سيعود والدي من العمل بعد ساعة! استيقظ ليوصلكَ جيسون للبيت!"

كان ينام بكسل وايفرين تمسك يسراه بيسراها وهي تغفو بِعمق وضح في ملامحها البريئة....
نهض ليُبادل أخته الحضن مُردفًا:" لا أريد العودة! أريد البقاء معكِ هُنا إلى الأبد! لما لايُمكنُني رؤيتكِ متى شئت؟
لِما يجبُ أن لايعرف أبي بأني أركِ؟ هذا الوضع.. لايُعجبُني أبدًا!"

تقوقعت الدمُوع في حدقتيها... ها قد جاء الوقت الذي يبدأ شقيقها بطرح الأسئلة بِقيادة فضوله...
هو يكبُر بالفعل وسيسأل ويُطالب بالأجوبة شيء فشيء...ابتسمت له بحبور مُردفة
:" حين نلتقي المرة القادمة... اسألني مُجددًا وحينها سأجيب! لكن هذا اللقاء قد يطول...
ولكن ابتهج فأنا أعدكَ أن أجيبُك حينها..."

مط شفتيهِ بانزعاج ولكنه أومأ لها موافقًا على مَضض:" سيكونُ الانتظار طويلًا هذهِ المرة إذًا؟!"

مَسحت على شعره بيسراها وهيّ تحرك جسدهُ الصغير تحتضنهُ بِنفس الإبتسامة:" عزيزي بيرت...
عليكَ أن تكون قويً!... سأترُكك لبعض الوقت لكن اعتني بنفسكَ من أجلي.. ابتسم كثيرًا!"

وسالت الدمُوع من زرقاوتيها وسط ابتسامتها الحانية! لم يفهم... لم يفهم سبب دموعها تلكَ
وابتسامتها العذبة ترافقها... لكنهُ يفهم الآن! فهو لم يعُد ذلكَ الطفل الغبي، لقد كانت تتألم لوضعِهما،
لعدم قُدرتها على الإجابة... لامتلاكها الكثير من الأحلام التي تتضمنهُ في حياتها....

كانت تلك آخر مرة قابلها فيها، آخر ذكرى قدمها عقله الذي استفاق من سباته! تقدم يخرج من المكتبة تاركًا
الأخيرة بخليج مشاعر تتضمن التوتر والخوف والحذر.... ألن يقولَ شيء؟ ألن يسأل المزيد؟ استوقفته عند الباب
مُمسكة بذراعه اليسرى بكلتا يديها... نظرت نحوه بقلق:" إلى أين أنت ذاهب بغير التعليق على ما سمعت؟
أرجوك.... قُل شيءً يا بيرت!"

حاول سحب ذراعهُ في حين شدت عليها بإصرار وهي تُقطب حاجبيها بقلق.... قال بصوتٍ مُنخفض:" دعيني أذهب!"

توسعت سوداوتاها وهي تستفسرُ بعدم فهم:" إلى أين يا بيرت؟!"

أخفض وجهه لتُغطي الخُصلات الأمامية عينيه مُخفية تَعابيره:" أريدُ... أن أبقى وحدي!"







* يُتبع *


https://www.arabsharing.com/do.php?img=229820


الساعة الآن 12:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team