منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   نقاشات وأنشطة الروايات (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أفقي الأثيريّ~ معرض (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=892)

imaginary light 04-08-2020 08:32 PM

أفقي الأثيريّ~ معرض
 
https://www3.0zz0.com/2020/05/06/18/694327426.gif
كريس



السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
** *

في أفقي هذا سترفرف الأفكار حُرّةبلا قيود,
و لربّما رافقَتْها انتقاءات ...
أهلًا بكم في معرضي

** *








imaginary light 04-09-2020 10:06 PM

وقفة مع طيف غسّان
 
~

و ها هو ذا قد أتى و وقف قريبًا من القبر,أحسَّ به فهو جزء منه .
نادى, فاختلجتِ الأشلاء فرحًا و دهشةً .
بدا أشبهَ بخيالٍ لشابّ يحمل البندقيّة-حلم صِباه-و يلوّح باليَد الأُخرى,يحيّي روحَهُ الحمراء التي تهادتْ رويدًا, طيفًا تتوهّج منه الأشعّة القانية.
ابتسم له بعذوبة تسلِّمُ عليه, فبادله السّلام الصّامت بنظرة تطفح فخرًا بفتىً ينمو على مهل.
-كبرت كثيرًا بين صفحات كتبي.
-سأبقى أكبر في كتبك.سأبقى كلماتٍ صغيرة عميقة,قد لا يتأثّر بها الكثيرون.

احترمَ صراحتَه,غير قادرٍ على إنكار حقيقة ضياع الهِمَم و الذِّمَم.
تنهّد بألم أحسَّهُ الوافد ,الذي تدارك بشيءٍ من المرارة:
-لا بأس ,فلتكُن فخورًا بمواقفك وحدها,و لئن أهدى "سَعدٌ" أمّه على طريقتِه الخاصّة؛ فأنت أهديتَها شيئًا آخَر.أنت تشظّيت إلى ...
عَكَّا و حيفا و طبريّا و يافا ...أهديتَ أمّ سعد مدنًا.
-لا تراضِني يا صغيري ,أمّ سعد ماتت باكيةً و دُفنت...و ما زلنا كما كنّا,
و الوَجع باقٍ بقاء الحقيقة المرّة!
~

🖋أشعر بغرابة!
ذلك المقطع كان من ضمن عملٍ قديم لي...قديم جدًّا في الحقيقة
كان لا بدّ لي من"أعمال صيانة" عليه قبل إدراجه هنا.



imaginary light 04-11-2020 07:49 AM

ذكرى الألحان العذبة
 
~

** عزيزتي...

أنتِ تشبهين-إلى حدٍّ كبير- تلك الجوريّة التي أردتِ قطفها لي ذات يوم...أتذكرين؟ كانت تجمع بين النّدى و الشّوك, و أنتِ
-يا صغيرتي- جمعتِ بين الرّقَّة و الشّراسة. ربّما لَم تنتبهي كيف طغى غضبكِ على نعومتك,و أنتِ تعترفين بمشاعركِ التي كنت أعرفها...
أردت إفهامكِ أنّ ما تفكّرين به وهم,لكن-قد لا تصدّقين- لَم أملك الشجاعة الكافية,ولا الأسلوب المناسب لإخبارك...
فكّرت ,يا حبيبتي الصّغيرة ,أنّي قد أجرحك. نعم, أنتِ حبيبتي,
فأنتِ وردتي و لَحني.
نَديّةً بريئةً؛ حاولتِ إخفاء أحاسيسكِ,ولم يصعب عليّ قراءة أفكارك المكتوبة
في عينيك اللتَين لا تخفيان عنّي سرًّا. أنا أحبّك فعلا, لأنّكِ أشبهُ بحلم جميل داعب خيالي.
يبدو أنّني حرّكتُ فيكِ شيئًا,قد يكون إعجابًا بي,كإعجابي بكِ...
فكم كانت رائعة صداقتنا!

أتُراكِ تفهمين؟...
أما زلتِ غاضبة؟ لا أظنّ,فأنت لا تزالين شفّافة,صافية,قادرةَ على المُسامحة
و التّفهُّم ...أتمنّى أن تبقي كذلك ,يا وردتي الحمراء,
و أرجو أن تذكُريني دائمًا رفيقًا للأحلام الحلوة و الألحان العذبة...
إلى اللقاء **

بعد أن قرأتُها هدأت,رغم أنّ روحي ظلّت مُتعَبة,لكنّ عزائي اعتذاره لي
بذات الوقتِ الذي أحسستُ فيه أنّني التي يجب أن تعتذر...

الآن,كلّما احتجتُ فسحةً للغرق في أحلامٍ قديمة؛أخرجتُ ذلك المغلَّف الذي بقي أنيقًا رغم ما يشوب لونَه من اصفرار؛
وفتحته لتطالعني الورقة السّمراء المزركَشة بخطّ أنيق,
من قِبَل إنسان عرفتُه و ما فَتِئَ محتفظًا بمكانة خاصّة من قلبي.

~
🖋كانت تلك قطعةً قديمةً أُخرى
احتاجت بعض الرّتوش هنا و هناك قبل أن ترى النّور








imaginary light 04-15-2020 07:31 AM

في غينجوتسو العجائب
 


~
فتحتُ عينَيّ على إحساسٍ لاذعٍ عند الوجنة, تلاهُ استيعابٌ لكَوني ملقًى

على أرضٍ مستوية. اتّخذت وضعيّة الجلوس على مهل.حطّت كفّي لا إراديًّا
على مكان الألمِ بينما عينايَ تجوبان ما حولي بحذر....
سرير فوضويّ, منضدةٌ مع مقعد, ملابس مبعثرة هنا و هناك,

صورٌ ملصقَة على جدران ... لا شيء مألوفٌ لديّ من كلّ ذلك
تساءلتُ في -محاولةٍ يائسة للتّركيز- لِم لَم أشعر بأيّ أوجاعٍ أُخرى؟

ألم أكُن في خِضمّ قتالٍ ؟
رحتُ أتلفّت حولي وجِلًا...قتال!
أين ساحة القِتال؟!ماذا حصل بالضّبط؟أين هو؟...


ما إن خطرَ لي , حتّى صدر صريرٌ من جهةٍ معيّنة.. باب يُفتَح!
مع التِقاطِ حقيقة أنّي في حجرةٍ ما,هبَبتُ واقفًا على إثرِ
رؤيته يمثل أمام عينيّ... اقتِلاعُهما كان آخِر أهدافه في تلكَ المواجَهةِ

التي بدا أنّ أجواءها قد غابت تمامًا!
تجمّدتُ مكاني,بلا حركة و لا حتّى نفس, رعبٌ في أعماقي و حسب
ألم يهوِ هذا الرّجل قتيلًا آخر الأمر؟!


-هل ارتحتَ الآن؟هاقد أغضبتَ أبي كفاية ليضربك
اختلط رعبي بذهولي لدى ذكرِ والدي الميت من سنين؛و كأنّه حيّ يُرزق,

راحت أنفاسي تتلاحق بلا سيطرة بينما أصغيت...
-ليسَ أنّه لَم يضربكَ في حياته,لكنّ الأمر مختلف اليوم ,حتّى أنّه منعني من المجيء للاطمئنان عليك.تسلّلتُ خفيةً عنه

على أيّة حال...لا داعي للشّكر.
هادئًا بدا عدوّي,اعتياديًّا للغاية...و كأنّ عراكًا مميتًا لم يكن مُحتدمًا بيننا منذ-مهلًا...منذ متى بالضّبط؟هل انتهى النّزال فعلًا؟! ربّما لا !
حاولت تهدئة أفكاري, أمام نظراتِ أخي المُتسائلة تجاهي,

كما لو كنت أبدو مُريبًا له...ربّما تجلّت على وجهي كلّ انفعالاتي الباطنيّة. عبستُ متحدّيًّا و قد تمكّنت من أن أهسّ به أخيرًا:
-أهذه إحدى قدراتك المعووجة؟ هل نقلتنا إلى هذا المكان المجنون لتفقدني صوابي؟
انبرى بي بوقار عفوي وقد ضاقَ ذرعًا:
-أيّ قدرات يا أبله؟أحقًّا تفكّر أنّني سأطبّق أيّ شيء مخالفٍ للقانون,

بعد تنبيهي الدّائم لك بألا تفعل؟!
همستُ بحيرة:
-مخالف... للقانون؟
-ثمّ, أيّ صواب تبقّى لديك أساسًا؟ ظننتك فقدتّه منذ أن جادلتَ أبي بلا حياء,بعد خطأتِك الفادِحة!
اكتفيتُ بتحديق صامتٍ علّي أفهم ما يجري,بينما هو مُسترسِل:
-كم حاولتُ معك,يا لضياع المجهود! لك أن تتخيّل شكلي أمام أبي
وهو يُريني إلى أيّ مدى وصل بك السّوء,
بعد أن كنت أدافع عنك أمامه ,و أحاول توجيهك خفية عنه,علّك ترتدع ,
و في نهاية الأمر؛يعثر أبي على تلك الصّورة الدّنيئة في حقيبتك!
كان دفقُ التّهزِئة ذاك مفاجئًا بما يكفي ليبقيني ساكنًا,
إنّما لدى سماع آخر جملة لم أتمالك نفسي من الضّحك باستهتار.
- لا...أنا الآن مقتنع تمامًا أنّ هذا وهم, و...
قبل أن أتابع مدّ ذراعه بصورة أمسكها بين أنملتَيه مشمئزًّا, فوجد نفسي

أشيح عنها فورًا كمصعوق بالبرق!رحتُ أرمش في غير تصديق ,
بينما سأل بامتعاض :
-وهم ؟أمصرٌّ أنت؟


شقيقي الذي دمّر حياتي و كلّ شيء,واقف أمامي -بدل أن يكون ميتًا - يوبّخني على مسألة أخلاقيّة-من بين كلّ المسائل-

و أبي رأى مصيبة في حقيبتي؟
أبي ميت-أخي كذلك كما يُفتَرَض- لا أملك حقيبة- أيضًا لا أملك
"مصيبة" حتمًا... في الواقع,لَم أجد أيّ حلّ للاستيقاظ من هذه المهزلة سوى...
-الكمني!
رفع حاجبًا باستفهام فهتفتُ أخيرًا بعصبيّة لا متناهية:
-لا أريد لكمَ نفسي فافعل أنت!
-صدّقني لا أحد يريدك أن تَلكُم نفسك,آخر ما ينقصنا هو أن تصبح "إيمو"
قبل أن أُعطى وقتًا لأفكر ما معنى تلك المفردة,كنتُ منطرحًا على السّرير

بعد لكمة معتبَرة ,على نفس الوجنة التي كانت تؤلمني.
زممتُ شفتيّ أكبتُ الوجع و الغيظ كي لا أبدوَ مبعثرًا أكثر...
ضحك بخفّة رصينة مردّدًا :
-لَم أقاوم وجنتك المُزرقّة .أحسستُ بضرورة تجديد الألم -أخي الصّغير-

أنت تكرهني أيّ حال, ما كان شعورك ليتغيّر لو اخترت الجهة الأُخرى,ها؟

كان صوته عاتبًا عند كلماته الأخيرة...
مسلكُه مختلفٌ عن المهووس السّفّاح الذي كنتُ أحاول الانتقام منه.
بدأتُ أنتبه أكثر و أكثر للتّفاصيل,فلاحظت كيف أنّ هندامي كملابسه
تختلف عمّا كنّا نرتديه في نزالنا, و من خلال تأنيبه-استخلصتُ أنّه كان

يتكلّم عن شابّ جامح,عديم المسؤولية و الأدب .
لستُ أنا المقصود حقًّا بَل شخص غيري, ربّما يمتلك الشّكل نفسه ,

و في هذه اللحظات...هو ربّما يتبادل الأدوار معي ,بطريقة ما!
هذا الواقف أمامي يكون شقيق ذلك الغائب عن هنا...

هذا المكان ليس مكاني أنا -و لا الزّمان ربّما- بل مكانه هو.

قطع سلسلة أفكاري صوتٌ أنثويّ ,تردّد من وراء الباب بصرامة لوّنها القلق:
-ماذا حصل هذه المرّة؟ و ماذا تفعلان عندكما؟ألا أستطيع الدّخول الآن؟
أجفلَ الذي يُفتَرض أنّه أخي الكبير ,و أسرع بتفتيت الصّورة في سلّة المهملات الصّغيرة ,و هو يدعوها للدّخول.
لم أعرف ما انتابَني ما إنْ سمعت ذلك الصوت الحبيب ,ترقّبتُ الباب

وقد خارَت قواي ...صاحبة ذلك الصّوت ميتة,فكيف تتكلّم؟!
و كيف تدخل الحجرة هكذا مقطّبة الجبين؟؟
كنت أحاول-بلا طائل- أن أبقى رابط الجأش "ليس مكاني,ليس زماني,ليسوا أهلي...

شخص آخر يفتَرض أن يكون هنا لا أنا"

رقّت قسماتها تلقائيًّا حين وقع بصرها عليّ . أسرعت إليّ تعانقني

و أنا أتدمّر أكثر من أيّ قت مضى....
- بنيّ!ماذا حصل لك؟ لمَ كلّ هذا الشّحوب؟ لم ترتعِد هكذا؟اهدأ حبيبي
شخص آخر أم لا...
إنّها هي ذاتها بعطفِها ,برقّتها,برائحتها الآتية من الماضي,تهيّجُ كلّ آلامي

و اشتياقي و تدفئ وحشتي الزّمهريريّة , فضممتُها مع شعور بالأمان,
مرخيًا رأسي المٌثقَل على كتفها, و ما تبقى لديّ من إدراكٍ كان يتلاشى

في اللا وعي بينما تنهّدتُ بإرهاق
-أمّي...



~

🖋 هذا المشهد تكرّر في ذهني عدّة مرّات بعدّة صيغ,
من رواية غير مكتملة المعالم في ذهني حقّا
منذ زمن طويل و أنا أفكّر بها ثمّ أطردها
فتعود على شكل مشاهد و لقطات لا متسلسلة...
ممتعة مع ذلك. قد أكتفي بتحريرها كما هي و حسب.





imaginary light 04-17-2020 07:20 AM

أرواحٌ هائمات
 


أتاهُ صوت "؟" كجرس الإنقاذ حين ناداه بضعف, فتركها فورًا و اندفع يلبي :
- كيف أنت؟
نهض"؟" متكاسلا , و تبسّم أمام الاستنفار الواضح
- بخير. بإمكانك أن تطمئنّ فقد تناولت جرعة الصّباح.
بهذا تمتم مشيرًا إلى كأس الماء النّاقص , فاسترخى "!" وهو يسأله:
-مالذي أيقظك باكرًا؟
-سمعت أصواتًا مبهمة خافتة ...لا أدري ...شِجار؟!

عندها سُمِع صوت الباب يُغلَق, فحاول "!" تمييعَ الأمر بقوله:
- سأقتلك إن فعلتَ شيئًا هيستيريًّا كهذا مستقبلًا . الدّواء في وقته و انتهى!
رفع "؟"حاجبه بشكٍّ متكتّفًا , بينما تجاهله "!" وهو يأمر بخفّة:
- حضّر الفطور متى شئت, ودلّلني كما أستحقّ بما أنّني في إجازة من عملي لليوم. أيقظني حين تنتهي.

-أكانت أمّي؟
باغتَه باختصار فالتفتَ رابط الجأش كما هو معروف عنه :
- نعم ,حسنًا؟!و لا تبدأ ب حديثِ"مسكينة , ضحيّة مثلنا" فلن أقتنع

و قد أُغضبك ؛في حين يُفتَرض بي إبعادك عن التوتّر أو ما شابه.
-إذًا جِد شيئًا تغلق به فمك و نَمْ, أعلم أنّك قضيت الليل قلقًا. سأحضّر الفطور فيما بعد.
رغم أنّه تمكّن من الظّهور اعتياديًّا مثل "!", إلّا أنّ الحزن تماوَج ناعمًا في عينيه فردّد بتعاطف:
- سأستلقي. افعلِ الشّيء نفسَه, فقد عانَيت أكثر منّي.

هزّ رأسه بالموافقة و عاد يتمدّد على سريره تاركًا إيّاه يمضي, متمنّيًا لو كان من الممكن أن يصغي إليه, و يتوقّف عن الحنق تجاه والدته. اعترف"؟" لنفسه أنّه كان غاضبًا منها بدوره, لكنّه استطاعَ اغتفار أخطائها

و ضعفها, عكس"!" الذي أُبعِد عن الأجواء الفظيعة, فلَم يكن موجودًا ليشهد كلّ معاناة أمّه,
التي كان آخرها إجهاض طفلتها بسبب دفعة وحشيّة من أبيه أودَت بها على الأرض بعنف !
أمّا هو , فقد عاش التّفاصيل ألمًا بألم ...حُرقةً بحرقة...إلى أن وجد نفسه

في ملجأ لتبنّي الأطفال , بعد أن هربت أمّه من المشفى ولَم تعُد!

شدّ بقبضتيه على الغطاء مسترجعًا تفاصيل يصعب تناسيها...

أشباح غافية في أعماقه تيقّظت لمجيء أمّه...
راح يتقلّب كمحاولةٍ بائسة للضّياع في عوالِم الوَسَن الرّطبة الذيذة ,
علّه يهرب من الذّكريات التي حامت من حوله
بلا تسلسل أو تناسق ,بلا هوادة ولا شفقة...
مشاعره حين فهم رحيل والدته التي كثيرًا ما بذل جهده ليحولَ بجسده الصّغير بينها وبين عنف والده ,

فترة بقائه لدى مُتَبنّية ثلاثينيّة عزباء؛
لا خبرة لها بنفسيّة طفل خذله أبوه , هجرته أمّه و انفصل عن "~"...
شحنات الغيظ و الكُره و النّقمة على أبيه , مكتب الشّؤون , مركز التّبنّي , المرأة الثّلاثينيّة....

نفثَ أنفاسًا مريرة مغطّيًا رأسه بالوسادة و الأشباح تحوم حوله...

أبناء الجيران في المنطقة الرّاقية , المتبنّية بابتساماتها الأنانيّة...الحوض الجميل الذي حطّمه يومًا, وراح يرقب السّمكات بتشفٍّ
و هنّ ينتفضن من بين حطام الزّجاج؛ كانتفاضه كلّما ربّت المعلّم على كتفه ...
رفضه لإمساك يد أيّ من أصدقائه...
كلّها أشياء تُصَعِّد الغضب, آخرها هو آخر محاولات المتبنّية معه قبل مراجعة الأطبّاء النّفسيين الهَمَج,

حيث جلست مقابلَهُ تحاول مناقشته عن العدائيّة في تصرّفاته...
كان أنْ سألته أخيرًا بيأس -بعد أن تملّص من بين ذراعيها- عمّا يريده بالضّبط ,

فأجاب بنفس يأسها : "أمّي"
راحت كلمات تلك الممرأة تنخر رأسه بلا هوادة
"لكنّها تركتك . تخلّت عنك! هي لا تحبّك"

جلس كالمُجفِل و رمى المنضدة تنفيسًا عمّا اعتمل في جوارحه ...

اتّكأ للخلف بإرهاق و رأسه للسّماء في تضرّع صامت ,غير منتبهٍ إلى "!"
الذي أطلّ عليه بحركة نسيميّة , ثمّ انسلَّ خارجًا بعد أن تركَ على الثّلّاجة ملاحظة بكونه لَم يستطع النّوم فخرج يتمشّى,
و بطبيعة الحال لَم يذكر شيئًا عن وجهته.

~

🖋هذا مقطع مِن رواية لي في عيون لم أتابعها
طمستُ الهويّات في المقطع كوني أفكّر بجلبِها و متابعتها هنا


imaginary light 04-19-2020 07:56 AM

ترحالُ ما خلفَ الأفق
 


~

قتامةٌ حدّتْ سماواتِ عينيها, حين انفرجَ جفناها برفقة أوجاعٍ لا متناهية
جعلتهما ينطبِقان سريعًا بشدّة , بينما حاول دماغها استرجاع وظائفه
لتبدأ باستيعاب تمدّدِ ظهرِها على سطحٍ صلبٍ بارد,
دونما ساترٍ لجلدِها سوى المِزقِ التي كانت في وقتٍ ما ملابسَ عمليّةً

من قماشٍ عالي الجودة.
تركت إحساس الألم يتخلّلها مع أنّةٍ واهنةٍ وهي تفتح عينيها من جديد
و ترمش عدّة مرّات لتتراءى رويدًا تلكَ الشّقوق التي جرّحت

صفحةَ سقفِ حجرةٍ ,تتنهّدُ عتمتُها ضوءًا أصفر خافتًا ...
~ ~

الصّور... الأصوات ,كلّها راحت تتلاشى بينما جالَت عيناها النّديَّتان هذه الحُجرة ,
و هي تحاول أن تفكّر بأيّ شيء يزيل عنها الرّغبة في البكاء بحُرقة
هذا المكان أوسع من زنزانتها الأولى التي شهدت تعذيبها.
تعذيبها ؟ أَحقًّا تحوّلت إلى كائن ضعيف يُؤذَى بلا رحمة؟!

~ ~

تساءلتْ...ماذا أرادوا منها؟ قُبِضَ عليها بأوامر دقيقة بالتّأكيد...
"وصلنا بالعالمة"؟؟!
بدأت تفكّر على مهل بتلكَ العِبارة,و عيناها تستكشفان زنزانتها الجديدة
ذات الإضاءة المتعِبة, كما لو أنّها استمراريّة للعذاب المعنويّ

~ ~
سلسلتان قيّدتا معصميّ بدنٍ تدلّى مطويّ الرّكبتَين, محنيًّا للأمام
برأسٍ مُخفَضٍ تمامًا. تدافعتْ نبضات قلبِها بجنون مع فكرة حبسها برفقة ...جثّة!
~


🖋تلكَ عدة مقتطفات من فصل رواية ما زالت نائمة في جهازي
كتبت فصلين تقريبًا منذ مدّة تُعتَبر حديثة
لم أستقِرّ على العنوان بعد
و لست متأكّدة متى سأدرجها

imaginary light 05-03-2020 09:05 AM

ذاتُ الشّعر الفضّي
 


"...في عيونكِ البدرُ,و الذُّكاءُ في عيوني...
من روحي و روحكِ وُلِدت الخُرافةُ
"
تهادت النّبرة الرّجوليّة الهائمة بفخامةٍ؛ مُتذبذِبةً حولَ حَلَكةٍ غَمرت صورةَ الحلوةِ ذاتِ الشَّعر القصير الأسود, و قد تخشَّب مُحيّاها بتعبير الموت,

و ماءُ حياتِها يُنتهك بأسنان غُزّت عميقًا في بدنها النّحيل, المُستسلم تحت رحمة صاحب العيون الذهبيّة المُحمرّة, الفتّاكة كما أنيابه؛

وهو يتلذّذ بالدّمِ الذي راح يطفح قانياً هائجًا مُتلاطماً مِن بين فكَّيه ,
مُلطّخًا وجهه لا آدميَّ الشُّحوبِ !
بينما وجدتْ نفسها مشدوهةً أمام المشهد

صوت أمّها جَعل يترنّم مِن الجُثّة حانيًا بطيئًا مُستجلِبًا قَشْعَريرة باردة ,
أسْرَتِ الحرّكة في قدميها فراحت تتراجع حتى ارتطمت ببدنٍ ما, التفتت فقط لتشهق متقهقِرةً مِن أمامِ رجل خمريّ الشّعر أشعثِه,

تتحوّل عيونه مِن لونها الإنساني الذي لَم تتبيّنْهُ , إلى جُلّنارٍ مجنون ,ثمّ تعود للونها الأصلي, وهكذا في صراعٍ مُحتَدم بين الآدميّة و التّوَحُّش.
صوته الدَّغليُّ المُبهَم أدانها :
- حاولتِ إنقاذَ الطّفل!مَن أنت؟؟ما أنت؟؟
امتزجَتْ نبرته مع رنّة أمّها, مع الصوتِ الفخم للفامباير الذهبي

راحت تجري ,تلاحِقُها الأصوات ...تتشكّل دوّامةً تبتلعها
و هي تضْمَحِلّ و تصغر حتى عادت تمامًا كما كانت ليلةَ مقتل أمّها
صغيرة...بريئة...مُرتعِبة


~

🖋مِن إحدى رواياتي في عيون ,هجرتها طويلًا
أودّ العودة إليها


imaginary light 06-10-2020 04:46 AM

النّفس الأمّارة
 


تناقشتُ و أختي الصّغرى -و التي كانت توشِكُ أن تصير الوسطى- عن ضيفة صغيرة ذهبت أمّي لتحضرها من المشفى.
هكذا أفهمتْنا , فلا طريقة أخرى تستطيع من خلالها إخبار طفلتين في السّابعة و الثّامنة ؛أنّهما ستُرزَقان أختًا جديدة .
- سألعب معها قفْزَ الحبل .
ردّدت "ه" ببراءتها اللامتناهية و حمّستني لأهتف:
-و أنا سأجعلها تكتب لي واجباتي !
فضحكت صديقة والدتي ؛ القادمة من المطبخ بأطباقِ الطعام في صينيّة,
و شرحت لي بتفهُّم :
- " ر "حبيبتي, أنسيتِ ما قالتهُ ماما لكما؟ الضّيفة الجديدة ستكون رضيعة ضعيفة لا تستطيع شيئًا. أتعرفين ؟ هي

ستكون أختكِ الصُّغرى, أنتِ ستحملينها بلطف و تكونين حنونة معها, لتكبر و تصيرة حلوة و طيّبة مثلكِ تمامًا .
بَيْد أنّ أمّي لَم تقُل لي يومًا أنّني طيّبة و جميلة ...

~

🖋 من إحدى رواياتي في عيون
بدأت بها عام 2016 و ما زالت في فصلها الثّاني
أذكر كم احترت في عنوانها, العنوان ما قبل الأخير كان"نفسي التي أمرتني"
لكن كان لا بدّ من اختصاره فأنا أفضّل تتويج رواياتي بعناوين قصيرة قدر المستطاع




imaginary light 07-27-2020 05:58 AM

لَم يضِعْ كلّ شيء
 


قُم معي يا صاحبي
فلَم نتغيّر كثيرًا
لا زلنا نحبّ الورد, لا زلنا نعشق الأرض,
لا زلنا نبكي خُشوعًا عند المساجد...
لا زال في القلب أمل,
فقُم معي و خُذ بيدي ولا تخزن,
فلمْ يضِعْ كلّ شيء!
~


🖋 من حروفي القديمة جدًّا

أحفظها عن ظهرِ قلب

imaginary light 07-27-2020 06:14 AM

عالمي المملوء نور
 

سوفَ أُبقيكَ بقلبي...غارِقًا في بحرِ نُورْ
وسأُبقيكِ بِلُبِّي...فابعِدي عنّي الثُّبور!
***
أنتَ في بالي ليالٍ...أُنسُها ضَوء البُدور
أنتِ في بالي بَنفْسَجُ...يا ملاكًا للزّهور
***
فلْتكُن أنتَ سمائي....أفقُها حِضْنُ الصقور
و لتكوني يا فَتاتي....عالمي المَمْلوءَ نور

~


🖋 تلك المحاولة الشّعريّة كانت مطلع لرواية
"عالمي المَملوء نور"
أدرجتُها في عيون-لَم أتابعها

imaginary light 07-30-2020 08:02 PM

عالمي المملوء نور
 



اتَّخذ وضعيَّة دفاعيَّة ، بحور عينيه القاتمة تتلاطم حماسًا

وهو يكاد يلمح طاقتها تِنِّينًا ناريًّا يتلوَّى مِن حولها...
- لَم يسبق لي سوى شدُّ ضفيرة واحدة...بنت العم.
هو لَم يعرف كم لملمَتْ من مشاعر، قبل أن تُطلق أسلحتها،

و تنطلقَ قبسًا ينير المساء الخريفي الحاني،
و يشيع الصَّيفَ في برودة أرجائه

imaginary light 03-06-2022 08:16 PM

سلسلة عالم النّور/حنايا معتمة
 
https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gif
Scarlett
حروفك مَلكية ، تُشبه التاج في مقامه
عندما أقرأ لك ، أسافر إلى بقاع الأدب وكأني أغوص في عمقه





الشّعور بالكَينونة,
إنّه الرّسالة الوحيدة التي تمكّنت الأعصاب من إيصالها للدّماغ...
غير قادرٍ على أدنى محاولة ,حتى مَحض الإفراج عن عينيه من الإغماض,
سلّمَ أنّ هذا هو الوضع حين الموت...
ذبذبات متلاحقة متباطئة راحت تترنّح من غيابات المجهول, مصحوبة بثقل انتابه
أتطول يا ترى أم تقصُر حالة الموت هذه حتّى يحين العذاب؟


بدأت ملامح تلك التّردّدات بالظّهور, مترافقة بتمييزه لنبضات من عمقه...

أهو قلبه؟!
و حنوٌّ لامسَ سطحًا ما مرتبطًا به
كفّ ٌما؟ جبهته؟

-أستطيع القول بثقة الآن: "ا" على قيد الحياة
وبهذا تدفّقت من جبينه أشياء كصخب هادئ...
كاندلاع منطفئ...و انبثاق متهادٍ

دبّت كلها كومضة باهِرة تخلّلته, نفضته بشهقة ندّت عنه, مع انفراج جفنيه بإجفال
بينما وعيه العائد بالكاد قادرٌ على اللحاق بأنفاسه!
أهو حيّ بالفعل؟!


imaginary light 03-18-2022 05:37 PM

إلى حيث أمضي
 
https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gif
Scarlett

أصداءٌ مِن صرخات المرأة الأربعينيّة راحَت تعيد نفسَها في أذُنَيهِما بينما تدفّقَا معًا باندفاعٍ ملهوف.

عَينا "ج" العسليّتان لا تفتآن ترنوان -حيثما اتّجهتا-إلى دمائها
الرّاعفة مِن كلّ مكان ،شاخِصةً أمام ناظِرَيه
مع مُقلتَيها الجاحِظَتَين وقد انطفأ فيهما الشُّعاع.

لَم يشعر بدموعه المتطايرة مع خصلات شعره الأسود،
حين استحثّهُ شقيقه الأكبر لاهثًا بصوت لا يزال مبحوحًا لشدّة جَئِيره
ب"لا" و "توقّفوا"،بينما شهِدا معًا مقتَل والدتهما تحت التّعذيب المُرعِب ...

-"ج"! أسرع ! هيّا!
-لَم أعد قادرًا ..."ك" ...امضِ بدوني
التفَت "ك" سريعًا لينتبه كيف بدا أخوه متخدّرًا مُزرَقًّا
و كأنّ أطياف الموتِ تحوم مِن حوله .قبضَ على ذراعه و شدّه بعنف ،
لا لكي يساعده على الجري فحسب،
بَل أيضًا ليوقِظه!





imaginary light 03-21-2022 04:42 AM

https://d.top4top.io/p_1539xywme3.gif
Scarlett

سمعت تنهيدته ترافق زفرتها المتحسّرة, ابتلعت الدّموع التي كادت تذرفها,

و استجمعت ذاتها رغم لمسات النّعاس التي بدأت تهرب بها
من كلّ ما جرى
-يالي من بلهاء!أحادثكَ أنت بالذّات عن موت أمّي ...لا ألومك لو خنقتني الآن
بهذا حاولت التّخفيف من عتمة الموقف, مربّتة بعفويّة على كفّه القريبة منها, همّ بالتّأكيد لها أنّ ما تعرفه عنه لا يسلبها حقّ التّعبير أمامه,
غير أنّ الكلام لم يطاوعه حين احتوت كفّه بكِلتا يديها فجأة
فاعتراه فضول استحال حيرة, بينما همست بإعياء:

- يدك متجمّدة
انتبه لتوّه إلى الرّاحة التي بثّها دفء كفّهيا...بالفعل, يده أبرد ممّا ينبغي
في حَرّ كهذا
استدرك مجتنبًا النّظر إليها
:

-دعكِ من هذا الآن, لنمضِ إن كنتِ قادرة على...
بتر جملته لمّا أحسّ ارتخاء رأسها على كتفه, فرمقها بحنوٍّ وقد استسلمت للنّوم


imaginary light 03-22-2022 08:13 PM

https://e.top4top.io/p_1539g22uh4.gif
Scarlett


قطع أبنَوسيّ النّظراتِ المسافةَ الفاصلة بين منزلهِما,متّجهًا نحوَ ناحيةٍ جانبيّة ,حيث خيوط ضوءٍ تَسلَّلُ مِن بين انسِدالِ ستارتَي نافذتِها المُغلقَة.

نقرَ على الزّجاج, فانحسَرَت جهتاهُ عن قَسَماتِها المُستَنكِرة اجتِراءَ أحدٍ على المجيء

إلى حجرتِها في ساعةٍ متأخّرة كهذه.ما لبثَت أساريرها أن انفرجَت
عن ابتسامة لدى رؤيته. اكتفتْ برفع حاجبَيها تساؤلًا استنطقَ مزحته الرّصينة:
-بِنتَ العَمّ...أساهرةٌ تعدّين النّجوم؟
-أستطيعُ قول الشّيء نفسِه عنك.
فاجأها بسخريةٍ محبّبة:
-إطلاقًا ,فلستُ مَن تقدّم أحدٌ لخِطبتِه اليوم.
استدارت عنه كلّيًّا فأخفى شلّالُ شعرها الفاحم تشنّجَ كتفيها,
بينما استفهمت بأَنفة:

-أخبرك أبي؟
أجاب بلا حماس:
- نعم. سألني عمّا أعرفهُ عنه.
- ماذا قلتَ له؟
- الحقيقةَ ليس إلّا: هو على حدّ علمي شخص جيّد.
بطبيعة الحال فاتَتها استِدارةُ بؤبؤيه امتعاضًا,و هو يستحضر تحامُلَه على نفسه أمام عمّه . تمتمتْ :
-أهذا كلّ شيء؟!
-بَل سألني أيضًا عن رأيي الشّخصي, كوني و إيّاكِ متفاهِمان.
وارَتْ ترقُّبَها بنبرةٍ متّزنة:
-و ...ما هو رأيكَ إذًا؟
- ليس مناسبًا لك, لا أعتقد أنّكِ ستكونين سعيدة معه.
كلماتُه الحازِمة أجبرتها على مواجهةِ سهام عينيه المُصوَّبةٌ مباشرةً في مآقيها كمَن يوصِل رسالةً ما. أشاحَ عنها ليجلس جانبيًّا على حافّة النافذة,

و هو يتابع بفتور:
-هذا ما قلته لعمّي.
محتارةً أمستْ, فرنّةُ صوته لا تحاكي ما اعتملَ لوَهلةٍ في مُقلتَيه.
انتشلتها تمتمةٌ ندّت عنه:

-متى ستبلغينه بقرارك؟
-في الواقع... ردَدتُ على أبي و انتهى الأمر.
انزعج لتوتّرِه عند معرفته بأنّ المسألة قد حُسِمت,بينما الفتاة واقفة هناك تضفر شعرها مُتَشاغلةً عنه.
-أمهتمّة بإطلاعي على ردّك؟
أرادت حقًّا أن تسأله: "أمهتمّ فعلًا لمعرفته ", لكنّها خافت على كرامتِها لو حصل و أجاب بنفيٍ بارِد, فرفعتْ رأسها للسّقف هامسة:
-لقد رفضته...
تمكّن ألّايتنفّس الصّعداء وقد انزاحَ همّه, لكنّه لَم يجد ضيرًا بتعليق خفيف:
-توافقينني الرّأيَ إذًا...حكيمة.
همهما معًا بضحكةٍ, غير أنّ مسحةَ حزن تغشّتها فحاول أن يفهمها:
-رغم ذلك...مازلتِ ساهرة.
تردّدت قليلًا فحثّها بشيءٍ من العتب:
-لطالما كنتِ قادرةً على البَوحِ لي.
تنهّدت الآنسة الشّمّاء قبل أن تُسِرّ أخيرًا:
-ماذا لو ... لَم يعبأ بي الشّخص المناسب ؟
استحقّت أن يخبرها بجدّيّة:
- مَن يدري؟ لعلّه يعبأ أكثر ممّا تتوقّعين , ينتظر الوقت المناسب فحسب.
درست هيأته التي حدّدها الضّياء القمريّ الناعِم...

بدا حياديًّا ,ساجيًا , و هو يغادر مجلسه مع تلويحِ ذراعه كتحيّة,مجتنبًا تساؤلَ عينيها اللتَين لاحقتاه بِحياء.

~

imaginary light 04-08-2022 11:00 PM


https://e.top4top.io/p_1539g22uh4.gifhttps://www.arabsharing.com/do.php?img=229298
@REDNESS;

تراءت حركات يديه ضبابيّة أمام ناظرَيها،

حيث وجدت نفسها تُغمَر برمادٍ متكاثفٍ، تلاشى روَيدًا
لتجد نفسها في لا مكانٍ محدّد و كأنّ هجيعًا من الليل قد انقضى ،
فلم تميّز محيطها أثناء سُراها متتبّعةً أصداءَ خَريرٍ تتهادى إلى الأسماع مِن بعيد ...
حتّى لاحَ لها ذلك الأزرق المُتلامعُ تحت الضّياء البدريّ المُتراقصِ من بين حنايا
السّديم الذي تغشّى الأرجاء ...


اقتربتْ مِن المياه الهابطة بدَفْقٍ خياليّ ،

فاتّسعَت عيناها و هي ترقب التّموّجاتِ السّحريّة تتشكّل على هيئةٍ بَشريّة أطوَل منها ؛
راحت تتحدّد على مهل ليرتسم على بُعد خطوات...
تبسّم لها متمتمًا :

-ليتكِ تعرفين مكانتكِ الحقيقية عندي .

مدّ ذراعه نحوها، فجارَتْ حركتَه بدورها مأخوذةً مبهورة،

و ما إنْ كادت أناملهما تلتقي حتّى تناثرَ كما كلّ الأجواء مِن حولها...
لتصحوَ على الواقع بِدوار ، فتى الشّلّال ...الشّابّ صاحب الوهم،
يمسكُ بها قبل أن يختلّ توازنها ،سائلًا بعتَب:
- هل أنت بخير؟
انتشلَتْ نفسها بعيدًا عنه ، و هي تتماسك بسرعة لتنبريَ به:
-ما كان ذاك؟! مَن تظنّ نفسك؟! كان يُفتَرض بالوهمِ أن يجسّد أبشع كوابيسي أمام ناظِرَيّ!
- مهلًا...مالذي تجسّد لكِ إذًا؟!

من استِنكارِه البحت و حيرته الصّادقة أمام تغيُّظِها ؛

أدركتْ أنّه كان قد احترمَ خصوصيّتها ...
فلَم يدرِ أنّ تقنيّته أتت عكسيًّا،لتريَها أجمل أحلامها !
-أوه! آسفة...يبدو أنّني لا أعي ما أقول...
بارتباكٍ طفيفٍ ردّدتْ ،فتكتّف ممتعِضًا بانتظار شرحٍ ، أتاه و هو يستشعِر ضحكتها المكبوتة:
-عشتُ ...أسوأ كابوس قد يخطر على بالك..كان رهيبًا...فعلًا. حسنًا، إلى اللقاء!!


و بحركةٍ أثيريّة هربتْ قبل أن يجد فرصة لاستجوابها...

فظلّ مكانه لا يعرف أين يذهب بكلّ الضّيق الذي أثقل أعماقه...
إذ فهم أنّ اللا شعور لَدَيه تمرَّد متحكِّمًا بتقنيّته ...
فلم يملك إيذاء هذه الصّبيّة حتّى حين انتَواه .

imaginary light 05-25-2022 09:11 PM

https://e.top4top.io/p_1539g22uh4.gif
CR



سألت بشبه همس, وهي تشعر بنفحات باردة قاتمة تلفّهما معًا مع كلّ كلمة.
صمته الجليل كثّف إحساسها, و ارتاحت لمّا قرّر أنّه لن يستغرق فيه طويلا...
-ظننتُ أنّي قادر على الخوض أكثر في تفاصيل تلك الليلة...مع أحدٍ من خارج محيط ما جرى.
-ليس من داعٍ لتحاول, طالما لست مرتاحًا للبوح بعد
اكتفى بهزّ رأسه أمام عقلانيّتها, متأمّلا الحلوى في محاولة بائسة لاشتهائها.
حين سألته "..."عمّا يحبّ تناوله, لم يجد من حاجة لإخبارها أنّه لم يعد يحبّ تناول شيء,
و أنّ كلّ ما يدخل جوفه بات بلا طعم ...مجرّد موادّ غذائيّة ضروريّة لا أكثر.
-كما ليس من حاجة لإجبار نفسك على الأكل, فلستُ هشّة لأتضايق من صديق,حصل أنّه فقد شهيّته
-و ماذا سنفعل بالدّانغو يا صديقتي الأذكى ممّا ينبغي؟
تجاوب باسترخاء وقد لاحظ أنّها أحجمت بدورها عن تناول الحلوى
-الأمر بسيط..."ت" سيحبّها...هيّا معي لأعرّفك به,لطيف جدًّا, و "ش" أيضًا! ستألفهما سريعًا!
فقط لا تخبرهما بامتداحي لهما...لن يصدّقاك.


لم يستشعر مجاملة من ناحيتها,

و ما دعوتها تلكَ إلّا لإخراجه من جوّ وجد نفسه بالفعل يريد مغادرتَه.
عاطفتها الدّافئة كانت مستمرّة بتحسُّسِ طريقها نحوَ زاوية ما من أعماقه الزّمهريريّة


imaginary light 06-15-2022 08:40 PM




تسلّت بتسريح عينيها على الواقفين هناك,

البعض يتمطّى, و البعض يتزوّد بالوقود
أطفال يأكلون الحلوى, شابّ ببزّة الشّرطة يملأ درّاجته النّاريّة بالوقد...التفتَ نحوها و استوقف عينيها اللتين رمشتا عدّة مرّات بغير تصديق.

ركّزت نظرها إلى الأمام و أطبقت جفنيها
~ مستحيل...تتوهّمين...اهدأي
هكذا كرّر دماغها, قبل أن تعاود فتح عينيها إلى نفس النّقطة حيث يقف ذلك الشّاب...
بشرة خلاسيّة, شعر بنّي فاتح, و عينان حادّتان تلتمعان بابتسامة عاديّة للآخرين...شبحيّة تجمّد الدّم في العروق بالنّسبة إليها
تلك البطاقة التي عرضها " ت " عليها, يوم واجهها في الغرفة الجليديّة....
الصّورة في البطاقة تحمل الوجه ذاتَه!

ليست واهِمة إنّه هو نفسه!


و ها قد ترك الوقود و درّاجته و اتّجه نحوها...قلبها يخفق
ضخّ الدّم فيه يتلاطم
انحنى الشّابّ إلى جانب السّيّارة و أشار لها بإنزال زجاج نافذتها, ففعلت بشقّ الأنفس...إنّه الرّعب و ما يفعله

-سيّدتي...أراكِ وحيدة هنا؟ أكلّ شيء على ما يرام؟
كان يتكلّم بطريقة أيّ شرطيّ يتأكّد من سلامة مواطِنة
-إنّه أنت!
استطاعت أن تنبس بارتعاش مذهول, فهمس و ابتسامته تتّسع:
_عرفتِني..." د "؟
حتّى أنّها لم تكترث لمعرفته اسمها, و استخدامه بالاختصار كما لو كان صديقها
-أنت حيّ؟و ....أنت... لستَ...
ضحك أمام تأتأتها, و هو يهزّ رأسه يمينًا شمالًا
-" ت " ذلك النّذل...يالأساليبه
سكتت ...عقلها غير قادر على اللحاق بما يجري, بينما قال من لا مكان:
-ما اسمي؟
-"غ.و "

بخدر ردّدت, كلّ حرف من اسمه يتراءى لها كما في البطاقة تلك
-عظيم...فلتناديني"غ "يا زميلة
-زميلة؟

جحظتْ عيناها
-من العصابة أنت إذًا؟
-أنت تعجبينني مع كلّ لحظة تفتحين بها فمك...متزوّجة للأسف!
-أنت لست جثّة بلا رأس!

دمدمت و قد انتفخت أوداجها, وكلتا يديها تضغطان على حافّة نافذة السّيّارة بتشنّج, و قد بدأ تستوعب ما أكّده الرّد:
-بشأن ذلك...أما قلت لك؟ "ت" نذل كبير...لستُ مخوّلًا لإخبارك الكثير. فقط توقّفي عن رؤيتي في كوابيسك,

لأنّني حيّ كما ترَين. لم يشهد أحد ما فعله "ت" بتلك المسكينة...الرّجل ليس مبتدئًا ليسمح بملاحظة الشّرطة له.
كمّ الدّعابة في صوته و مسلكه زاد في إغضابها, كان جليًّا عليها أنّها على وشك أن تقفز عليه و تشبعه لكمًا...
-هيه!لا تنظري إليّ هكذا! لَم يُفتَرض بي إفهامك أيّ شيءإطلاقًا. كانت مهمّتي محضَ سؤالك عن اسمي,
لمعرفة شيء عن مقدراتك و كمّيّة تأثّركِ و أنت مرعوبة...أثبتِ نفسكِ يا زميلة.

كاد يمضي فجأرت خلفه وهي حرفيًّا تكاد تخرج من النّافذة:
-إلى أين؟!


imaginary light 06-28-2022 07:01 AM

https://e.top4top.io/p_1539g22uh4.gif
CR




~أرجوكَ أسمِعني أيّ رِمسٍ, فإن لَم تفعل- بحقّ الله -لا تكُن صديقي الأعزّ~
لَم تعلَم أيّ راحةٍ اكتنفتْها ,حين سمعت تتابع أنفاسه الرّتيبة...إنّه حيّ!
-"غ"!
هتفَتْ من مكانها بحماس, فانتفضَ رأسه كمَن تعرّض لإهانة, هيئتُه آخذة بالاستطالة و هو ينهض ببطءٍ مسدّدًا عينيه إلى المخلوقة,

التي لَم يعبأ بالنّظر إليها منذ رموا بدنها الخائر- الذي انبعثت منه رائحة مألوفة أزعجته-حتّى لحظةِ نظقها بهذا الاسم.
تلاشَت ابتسامتها فِيما هسّ الرّجل بصوت متوَعّدٍ -حصل أنْ مرّ عليها مِن قبل:

-تعرفين ذلك الخائن إذًا؟
أيُعقَل أن يكون...
فجأةً ...تهيّجَ المكان كلّه بإضاءة بيضاء قويّة,

و وجدَت "ب" نفسها وجهًا لوَجهٍ مع السُّمرةِ اللا بشريّة , الجبينِ الأشمّ القاسي, و الشّعرِ الأسود المتصاعد كشعلةِ شَرّ...
هذا ...ليس "غ" بالطّبع.



انخضّت بمزيجٍ من الخوف و السّخَط, آلامها لَم تحُل دونَ نهوضها المُتهالك, و هي تشير تجاهه زاعِقةً باستنكارٍ ذاهِل:
-"ف"!
بعنجهيّة تمتَم و رائحة التّراب المنبعثة منها تكاد تخنقه:
- وإذًا تعرفينني ...يا ابنةَ الطّين؟

ابنة الطّين دعاها؟!!
إن كانت قد استجمعتْ بعضًا من المنطق لترتّب أفكارها آنفًا, فقد تبخّر الفِكرُ كلّه عند تلكَ الإهانة...

-بقي أن تعرفني أنت!



استطاع استيعاب صرختِها المُحتدِمة, بينما حاجباه العَبوسان يرتفعان قليلًا, و هو بالكاد يميل برأسه,
متلافيًا لكمة متلاطِمة القوّة -بكلّ غرابة.
هذه البشريّة التي لا حولَ لها...هجمتْ عليه توًّا! تلكَ كانت الحقيقة التي احتاجَ ثوانيَ لاستيعابِها,
بينما راقبها قبالته مباشرة تشهق من شدّة ارتطام قبضتها المتصلّبة على الجدار, على بعد ميلي ميترات من وجهه.
ارتدّ كيانها بعد ثوانٍ وهي تتأوّه و تمسّد ذراعها المصابة,

بينما أعصابها تنقل أحاسيس الاحتراق و التّجمّد في آنٍ معًا...
-

imaginary light 01-10-2023 12:12 AM



اقتحمت الظّلامَ لتصل إليه بنفسها ,
لاحظت بنصف ابتسامة كم كان ذهنه مشغولًا,

إذ لَم يجفل منتبهًا إلا حين تمتمت:
-و إذًا لستَ مجرّد كلماتِ حكمةٍ خاوية, أنت تلتزم بما تنصح غيرك.
بدا على رؤوس أعصابه, فأراحته بسرعة:
-لقد أنجبتْ. هما بخير, و قد أوصيتُ الممرّضاتِ بهما.
لم يعطِ نفسَه أيّ فرصة للبهجة. يريد أن تثور ثائرته المكبوتة. هبّ واقفًا و الشّرّ في عينيه

اللتين امتزج الأسود فيهما بالأحمر.
-أنا شاكر لكِ
-سأرافقك
أعلنت وهي تجري معه , مدركة وجهته دونما حاجة للشّرح.

-سيّدي...لا أستطيع تركك تدخل.
-تنحّ و خذ الآخرين معك-قبل أن أحرقكم.
هذا ما سمعه الكهلان من تابعهما,

و من الرّجلِ الذي فتح الباب بدفعة و صفقه خلفه,
بعد دخول المرأة الأكبر عمرًا.
ساد صمت ثقيل تبادل الطّرفان خلاله النّظرات دونما حراك, حتّى اتّجه بوقار نحو المكتب,
ملقيًا كلّ ما على سطحه فجأة بتلويحة واحدة من ذراعه.
تنهّد الصّعداء بارتياح صادِقٍ متوجّهًا إليها بكلامه, بينما أصغى المُسنّان المتشنّجان دونما اهتزاز.
-لو تعلمين منذ متى و أنا أودّ فعل هذا!


imaginary light 05-23-2023 08:08 PM


كلّمَهُ مزيدًا عن ذاك الذي اقتسماه في قلبيهما
وهو يعبث بشعره ...
وسنانَ مشتاقًا لتلك الأخرى التي سكنت قلبيهما:
-كان والدك مجرمًا...نقيًّا...قاسيًا...رؤوفًا.

كلّ تداعياته، تناقضاته، مشاعره ...
كلّها أمور تثقل كاهل الارض...
لعلّه أدرك هذا منذ نعومة الأظفار..
عالمنا هذا ...ليس مكانه، أخي لا ينتمي إلينا...
نحن العاديّون...العاديّون جدا
_





||مَن ينسب أسلوبي أو أيًّا مِن مؤلَّفاتي لنفسه غيرُ مبريّ الذّمّة||

imaginary light 07-12-2023 04:01 AM

رشق الشّابّة القاتمة بلمحة لم تفت المقاتلَ الصّامتَ أو تفُتها,
إذ ردّت بنظرات اشمئزاز, و كادت تدمدم رفضها لمهزلة كهذه,
لكنّها لجمت أيّ كلمة أو حركة
كما حبس الجميع أنفاسهم
بفعل ...بصقة!
مسح "ه" جانب ذقنه, نظر بحقد إلى المقاتل اللا هيّاب يتحدّاه...
العينان و المسلك ينطقان
من يحتاج صوتًا؟!
إذ خلع الشّاب ساترَ جذعه, جاثيًا على ركبة, بعد أن رمى السّوط في وجهِ "ه"
الذي ترك العنان لجحيم غضبه,
فراح يجلد الظّهرَ الحاسر, يمينا شمالًا بلا هوادة,
يستحثّ الدّماء على التناثر لآلئَ قرمزيّة متمرّدة, تزيد وحشيّتَه هياجًا...
حتى أُمسِكت يده بشدّة, و تكلّم المتصدّي برصانة:
-أنت تتعدّى على تابعي...ماذا فعل؟
نكت "ه " يده, من قبضة الرّجل الذي يوازيه المكانة.
-بصق في وجهي....علّم أغراركَ شيئًا من الأدب, "سو"
نظر المذكور بصدمة متسلّية ناحية تابعه الذي لا زال في موضعه,
متعرّقًا لاهثًا مطبق الشّفتين,مكابرًا على حزوز الوجع الحارقة.
تبسّم "سو" بشيء من الشّماتة, حين أومأ "س" توكيدَ تهمتِه.
-سأوبّخه لا عليك ...لمَ فعل هذ على أيّ حال؟
- يفترض ألّا تهتمّ بمعرفة سبب إهانته لأخيك الكبير!
صاح "ه" غاضبًا, فأجاب "سو" بملل حكيم أرهقَه جهل غيره
-حسنًا...كما تشاء...
زالت شحنات الجوّ بمغادرة حاكم الجناح الأيمن,
فالتفت حاكم الجناح الأيسر نحو "س "من جديد:
-لمَ؟
أومأ له ببعض الاشارات, فعلّق "سو" باسمًا:
-أظنّني فهمت...عينا أخي زائغة و تمنّيتَ فقأهما...هذا ما عنيته بإصبعيك ها؟
ضحك بملء القلب لدى إيماءة "س" بتأييد بديهي.
-الوحيد الذي تجرّأ على "الإجهار" بكون أخي بصباص...
اتّجه بالحديث إلى من يعرف أنّها محطّ اهتما شقيقه:
-"م"...لطالما أخبرتك أن تتركي الجناح الأيمن و تنضمّي لي,
- لا زلت عند رأيي...أيسر كان الجناح أم أيمن...سيان. لا أثق بأيّ منكما..-
بدأ الحشد بالانفضاض لدى مضيّها, بينما قال "أو" وهو يرافقها:
-هيه "م"...أخيرًا عُثِر على ندّ لكِ! ألا يستحقّ منكِ نظرة شكر بعد ما فعل,
أو عطف على الأقل؟
ألقت عليه بلمحة , لاقت نظرته الخاطفة نحوها, قبل أن يتباعد بالاتّجاه المغاير,
أَنوفًا لا تهزّه الآلام.
-و هل يحتاج العطفَ من كان ندًّا لي؟
رباطة جأشها مقنعة تمامًا,
لذا لم يتوقّع أحد تسلّلها إلى مهجع الجناح الأيسر,
لتعثر على الباب الموارب, الذي انحسر عن ذلك البدن الملقى بدمائه,
ظهره لأعلى , وجنته تتوسّد الأرض...
حتّى أنّه لم يعبأ بإقفال الباب ولا التمدّد على السّرير.
هبطت عند رأسه, مادّة ذراعيها ...و لأوّل مرّة من زمان, حرّرت من روحِها موجات رائقات, تهادَين ما بين كفيها و لوحَي كتفيه.
تماسكت...حاولت الاسترخاء أكثر فأكثر...علاج ...فقط علاج...
حين أوقفت دفقَ الطّاقة راحت تتأمّله...
مسحت على شعره و الدّموع تنساب أخيرا
إذ أجهشت ببكاء مكتوم موجوع ,
مالبثت أن ابتلعت أنفاسها الحَرّى و انسحبت متهالكة قبل أن يُفتَضح أمرها.
في لحظات نادرة
قد يفقد ثابتُ النُّهى ثباتَه و نباهته ...
فيض مشاعرها أغفلَها عن وعيه الذي لم يكن معدومًا تمامًا,
حيث ظلّ من السّكون أهدأ لدى حضورها.
عندما رحلت رَنا نحوَ الباب ملاحقًا ذيل إزارها,
بتعاطف و أشياء أخرى كثيرة


||مَن ينسب أسلوبي أو أيًّا مِن مؤلَّفاتي لنفسه غيرُ مبريّ الذّمّة||

imaginary light 08-02-2023 12:13 AM


فتبسّم
"^" و تربّع أرضًا قبالتَهما, مخاطبًا الشّابّة:
-هاقد بدأتُ ...دوركِ
-أتعدان ألا تضحكا؟
همهمت , فداعبها "&":
-لا أعد بشيء
-هو يقصد أنّنا أصدقاء, فلا حاجة لأن نُقسم بأنّنا سنحترم أيًّا كان ما يشغلك.
فاجأهما الشّابّ الصّامت عادةً. قد تكون تلك أطول عبارة يقولها حتّى الآن,

هكذا ببساطة وصدق مع شيء من التّوبيخ,
-إنّه "/"
اكتفت بذلك , و أعطياها ثوانٍ متفهِّمَين, بعدها حثّها
"&" :
-ماذا عنه؟
زفرتْ بتشنّج, قبل أن تقول بسرعة و عيناها مطبقتان:
-اعترفتُ له حين حاولتُ مساعدتَه !
نظرا إليها كأنّها مخلوق من كوكب آخر
-من أنتِ؟و ماذا فعلتِ ل"@"؟
عبّر
"&" عن ذهولهما معًا,
كيف لصديقتهما الخجول المتثأثئة اللا واثقة...أن تفعل ذلك؟!
-حاولتُ تطويرها قليلًا...قبل دقائق ممّا ظنّتهُ موتَها, هذا كلّ شيء
قالت بسخرية.
وَهَلات صمتٍ جديدة,
أدركا خلالها أنّ رفيقتهما المنغلقة على ذاتها في شرنقة,

قرّرت أخيرًا تجربة أجنحتها الشّفّافة.
_





||مَن ينسب أسلوبي أو أيًّا مِن مؤلَّفاتي لنفسه غيرُ مبريّ الذّمّة||



الساعة الآن 09:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team