منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   روايات الانمي_ روايات طويلة (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   قيود محببة (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=2353)

lazary 09-30-2020 11:53 PM

قيود محببة
 
https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204







... الفصل الأول ..


خرجت في الصباح قبل الجميع ولم تعد لهم الفطور فقط خرجت...
ومزاجها أسوأ من الأمس، تشاجرت مع أحدهم في طريقها للجامعة لأسباب تافهة وخرجت بعين حمراء وسن ينزف، بينما الآخر في تفكيرها لم يحدث له شيء دخلت في الشجار رغم أنه غير متكافئ ولكنها نفست عن غضبها حتى إن تلقت الكثير من الألم الجسدي أشعرها براحة نفسية محضة.
وما ان دخلت أبواب الجامعة حتى جاء صوت أنثوي ساخر
" عين زرقاء اليوم أيضا ماهيرا؟ أشك في جنسك أحيانا لربما أنتِ شاب في هيئة فتاة "
ولم تنتظر أكثر وانقضت على رقبة الفتاة بعنف أفقد الأخرى توازنها لتدفعها ماهيرا للحائط تزمجر بحدة وغضب كان يجدر بالأخرى تجنبه
" أتيت إلي بيديك لونا صدقيني أنا أتحرق لإفراغ غضبي في أيٍ كان."
وانهالت عليها بالصفع والركل وكل ما طالت له يداها... و
انتهى بهما الأمر واحدة في غرفة الممرضة والأخرى في مجلس الإدارة
" لم أصدق ولو للحظة! أن هكذا أمر وعنف سيخرج من أمثالك، لطالما عرفتِ في الثلاث سنوات باجتهادك و مسالمتك كيف حدث هذا ماهيرا ؟؟"
ولم ترد ماهيرا سوى بكلماتـــ
" لقد فاض الكأس سيدي العميد"
نظر لها مليا والى الخدوش في وجهها والكدمات السابقة كونها ازرقت عرف أنها دخلت في شجار سابق
خط على الأوراق أمامه وقال لها بهدوء
" سيكون عليك إحضار والدتك "
" ألا يمكنك غض النظر عن والدتي؟ أنا سأكون المسؤولة عن نفسي"
" كونك مسؤولة عن إخوتك لا يعطيك الحق في إقصاء أمك من دورها حتى لو تجاوزتِ السن القانوني، قانون الجامعة يطلب أهلك، فسلوكك مؤخرا بات عدائيا... وأنا مسؤول على المئات من الطلبة"
أخذت الورقة بشيء من العنف وخرجت وهي تفكر في كلامه
هي الآن شخص مسؤول على أربعة أرواح والتصرف بلا مسؤولية سيجعل المحكمة تأخذ الأولاد وسينتهي بهم الأمر في الميتم أو خدم عند عمها وزوجته.
خرجت من باب الجامعة فاصطدمت بكتف أحدهم كادت أن تسقط في العنف كما حدث قبل قليل ولكنها تراجعت تحملق في هذا الحائط المتحرك
كان ضخما لو أنها تعاركت معه ستكون عجينة بين يديه
ثم استدارت بتجهم على صوت صراخ
" سيدي الشاب انها هي من تشاجرت معها صباحا"
نظرت للفتى الجانح الذي كان وجهه انتشرت فيه كدمات ولكنه عالجها عكسها هي التي مازالت تنزف
عاد وجهها للضخم الذي أمامها إذ هو الذي أدار وجهها من ذقنها يتفحصها ركزت هي على عيناه الرمادية المخيفة جدا
ثم تركها واستدار للفتى الذي اختبأ خلف شابٍ آخر بدا مستغرب هو الآخر وهو ينظر إلى وجهها، تكلم الضخم بغضب ظهر في صوته
" هل فعلت هذا بوجه فتاة؟ هل أصبحت تستقوي على الفتيات بعد انضمامك إلينا؟"
تلعثم الآخر وهو يختبأ أكثر وراء الشاب
" صدقني لم يكن شجارا حادا إلى هذا الحد لقد كنت ألكمها ولست أستعمل أظافري كالفتيات"
" تلكمها..؟"
صُدم الضخم وتقدم بعدها قاصدا الجانح الذي أصبح يرتعد ويتمسك أكثر في ظهر الشاب الذي يطل على ماهيرا وهي قد اختفت خلف ضخامة رفيقه
هي بعادتها عادلة لذا لم ترد للفتى أن يعجن بين يدي هذا الضخم
أمسكت ملابسه من الخلف فاستدار لها مستغرب منها ومن جرأتها على إمساكه
" لحظة، ليس هو السبب في كل شيء لقد حدث ذلك بعد شجاري معه، رغم أني أود رد الألم له ولكن ليس من العدل ظلمه"
" هل تقولين أن هذه الخدوش من شجارٍ آخر"
أدارت وجهها عنه فقد كان مخيفا رغم تحدثه معها بلطف
" أجل، لقد تشاجرت مع فتاة وقد طردت الآن حتى أحضر أهلي، وكأني فتاة في الثانوية أو الإعدادية"
كانت غاضبة من الذي حدث وسارت مبتعدة وهي تتمتم بشيء غير مفهوم
مما جعل ثلاثتهم يحدقون فيها باستغراب كيف لها أن تتجاهل ما حدث أو أن تتحدث معهم وتدافع عن فرد منهم*!!!؟
~~~~~~~~~~~~
نزلت من الحافلة بعد غروب الشمس وهي تفكر إن كانت أمها بخير؟
فبعد شجارهما البارحة بشأن والدها، اكتملت عند اتصالها بها وإخبارها أن المدير يريدها، ثم أمام الجامعة تلقت توبيخا حاد ولومًا مضنيا على أنها حتى الآن لم تتحمل مسؤولية نفسها فكيف بإخوتها رغم أن المحكمة أعطتها حق تربية إخوتها بفضل البيت وظيفة الترجمة بدوام كامل في أحد الشركات والوظائف الأخرى الجزئية، ولكن أمها حتى الآن مصرة أن ابنتها مخطئة وعليها ترك كل شيء يسير كما يريد، ولكن هي لا تريد لـ ايان أن يبقى أكثر في الميتم يكفيه الستة عشر عاما من المعاناة، ولا تريد للتوأم ران وبان اللذان لم يتجاوزا بعد الخمس سنوات أن يأخذهما عمها فلا يعتني بهما كما يجب بل وكما رأت هي، وأيضا الصغير سوبارو ذو ثلاث سنوات فقط الذي ماتت أمها بعد ولادته بأيام جراء ضعفها الجسدي، الأمر مؤلم كيف ستتخلى عنهم وكل واحد منهم في سن صعب و وضع لا يسمح للعين أن تغض الطرف أو لباب أن يغلق في وجوههم.
دخلت للبيت وهي غير متأكدة من هدوء أمها ولكن فاجأها صوتها المازح وهي تطلبها من المطبخ
"ماهيرا أسرعي قبل أن يلتهم هذا الجيش العشاء"
ضحكت وشعرت بألم طفيف في معدتها ما يسمى ( رفرفة السعادة)
دلفت للمطبخ البسيط كبساطة عيشهم وجدتهم التفوا جالسين حول الطاولة، رفعت أخاها الصغير سوبارو
وجلست مكانه ووضعته في حضنها قائلة تخاطب إخوتها الأربعة الآخرين
" أيها الخونة أتركوا للكابتن القليل من الطعام"
ليصرِّح يوسكي بهدوء وهو يأكل
" كابتن سوف تنفذ المئونة قريبا، علينا طرد بعض الأعضاء "
فانفجر إيان ضحكا وهو يفكر أنه عند مجيئه إلى هنا أول مرة ظن أن يوسكي أخيه غير الشقيق الذي يكبره بأشهر قليلة أخ ماهيرا الشقيق،
لا يريده حقا بينهم وكان ينزعج ويتألم من كلماته ولكنه لاحقا علم أنه أسلوبه في المزاح ولا يكره أي واحد منهم.
نقلت ماهيرا بصرها بينهم جميعا يوسكي الهادئ المازح بشكل مستفز وإيان الذي وأخيرا بدأ يفهم مزاح الأول ويضحك معه والتوأمين الصاخبان يسببان الصداع.
وأخيرا سوبارو اللطيف وهو في حضنها تطعمه و تطعم نفسها،
أما أمها فكان حكاية أخرى فمن ملامحها الشفافة وهي تراقب أبناء زوجها الأربعة رجحت أنها حتى الآن لا تزال لا تصدق خيانة زوجها والزواج وإنجاب أطفال وليست زوجة واحدة بل ثلاث خلافها.
أزالت عيناها عن أمها تنتظر أخاها ليبتلع لقمته لتزيده أخرى بينما تأكل هي لقمة خَطَرَ في بالها أنه ربما في مكانِ ما لديها شقيق أو شقيقة تنتظر أن تجدها وتأتي بها، عند هذا الحد شعرت بالبؤس والطعام الذي تمضغه لم يعد له طعم كيف لوالدها أن يكون بهذه الانتهازية بشأن حياة أولاده.

~~~~~~~~~~~~

دخل شقته وهاتفه في جيبه يرن لكنه تجاهل صخبه واتجه للمطبخ ليفتح الثلاجة ويضع البيتزا في الميكروويف وعاد مجددا للثلاجة ليخرج زجاجة العصير فتحها واستند على الحائط يرتشف منها وما ان وضعها على فمه حتى رن هاتف المطبخ عند أذنه ليجفل فسكب العصير على أطراف فمه وملابسه وسُكب آخر على أرضية المطبخ رفع السماعة بلا شعور وهو ينظر للعصير المسكوب،
ثم شتم بهمس على فعلته فقد كان مصمم على عدم الرد
" لماذا لا تجيب على هاتفك؟ لقد اتصلت مرارا..ألا تدرك مدى قلقي عليك؟؟"
" أمي أنا بخير حقا انا بخير"
" رينتارو، ألن تعود للبيت؟"
" لا، واخبري والدي أن يكف عن إرسال ذلك الضخم و صاحبه الضئيل للجامعة، لقد تسببا لي في الكثير من المشاكل"
" حقا عزيزي! ؟ سوف أوبخهما وأرسل غيرهما سوف أتصل بك غدا..."
وسمعها تنادي عليهما بحدة وهي لم تغلق بعد، وقف رينتارو متحجرا في مكانه من قولها وفعلها، لقد طلب عدم إرسال رجال يحومون حوله ولكنها سوف تغيرها ربما سيفضل الضخم الرزين يبدو صاحب مبادئ ولا بأس بذلك الضئيل لأن الأول يستطيع التحكم به.
لف رأسه للميكروويف الذي أصدر صفارة انتهاءه من تسخين وجبة العشاء ليحسم أمره أنه سوف يتصل بها لاحقا يخبرها بقراره،
ولكنه بعد تناوله البيتزا نام على الأريكة أمام التلفاز بدون أن يدرك
ولو تطل عليه والدته في هذه الحالة لأغمي عليها رعباً ولأخذته للمنزل فورا.

~~~~~~~~~

في الغد قبل الظهيرة بقليل خرجت ماهيرا من المتجر حيث تعمل بدوام جزئي توافق مع جامعتها وأعمالها الأخرى وما ان ابتعدت قليلا ركضت تقطع الطريق ودخلت لمحل لبيع الأحذية باهظة الثمن لتشتري لأخيها ايان ما وعدت به وضعت يديها على جيوبها تبحث عن المحفظة ولكنها لم تجدها فتوترت
" أيمكن أني تعرضت للسرقة؟"
لتتذكر أنها وضعتها على الطاولة قرب الباب عندما انحنت لتعقد خيوط أحذية التوأم
لتضرب جبينها بغضب من نفسها فالمسافة بعيدة ولن تلحق بمباراة شقيقها ان ذهبت للمنزل
لمست الحذاء بتوتر تريد إيجاد حل ليُخطف الحذاء من تحت يدها وصوت بدا متكبر قال
" ان لم تكوني تستطيعين الدفع فلا تأتي لمثل هذه المحلات الغالية وابتعدي عن الطريق هش هش "
أشار لها وكأنها ذبابة،
بأي حق يتصرف معها هكذا هل لكونها فقيرة لا يحق لها الدخول للأماكن باهظة الثمن؟
لقد قررت أن تتحكم في أعصابها وأن لا تدخل في شجارات لا تعود عليها سوى بازرقاق وجهها وعتاب أمها، لذا بدون لكمة أو صراخ خطفت الفردين من يدي الشاب الوقح قائلة بنبرة بدت وكأنها تكلم فتى صغير وهذا ما تعلمته في المدة الأخيرة منذ أن أدخلت إخوتها الأربع إلى حياتها
" هذا ليس لك، لقد أوصيت عليه صاحب المحل خصيصا بنفس المقاس واللون لذا لا يحق لك أخذه"
مد يده ليأخذه باحتقار ولكن يداً حازمة أمسكت معصمه قبل وصول يده للحذاء وصوت خلفهما قال بتهديد
" الفتاة قالت أنها أوصت عليه خصيصا وأنت تريد أخذه بالقوة؟؟"
زمجر الشاب الوقح ملتفتا للذي أمسكه و عند استدارته تجمد مكانه من الصدمة والرعب تشكل في ملامح وجهه وهرع خارجا معتذرا لكليهما، لم تفكر ماهيرا في أمر كلاهما بل عقلها يحاول إيجاد حل للمال قضمت أظافرها ثم نظرت للبائع
" سيدي أحتاج هذا الحذاء، مباراة أخي بعد عشرون دقيقة ولا أملك الوقت لأذهب للبيت وأعود هنا بالمال ثم أذهب للثانوية، أعطني الحذاء وسوف أجلب لك المال لاحقا"
وللمرة الثانية تدخل الشاب عارضا المساعدة ببساطة
" هل أدفع عنكِ وتأتين بالمال لاحقا!!؟ "
"هل حقا تقول؟!"
" أجل"
رد مبتسما ببساطة
" شكرا لك، سوف أعود بالمال لاحقا"
حملت الحذاء وركضت بدون استدارة، صرخ عليها البائع بينما ضحك الشاب ودفع المال وهو يتذكر أظافرها عندما قضمتهم أمامه متوترة تحاول إيجاد حل
لم يسبق له أن رأى فتاة بأظافر القصيرة وغير ملمَّعة ربما هي تعمل كثيرا وفي أعمال متفرقة ومتعِبة
رفع عينيه البنية للبائع الذي سأله مستغربا
" ألست قلقا من عدم عودتها بالمال؟؟"
رد عليه وهو يتفقد الأحذية المعروضة
" تبدو شخصا مسؤول لذا لا خوف على مالي "
وفكر في داخله أنه لا يهتم حتى ان لم تعده، وأكمل تفحصه باهتمام وتجاهل لمن فرُّو من حوله مِنْ مَنْ يعرفونه.

~~~~~~~~~~~

شقت طريقها بين الطلاب راكضة ودخلت القاعة الرياضية وأكملت تهرول وهي تبحث بعينيها عن أخيها والحذاء يتدلى حول رقبتها حتى وجدته يقوم بالإحماء وكأنه واثق بقدومها ابتسمت لا إراديا فبالتفكير بالأمر لقد قطعت شوطا كثيرا في جعله يثق بها،
وصلت حيث يمطط ذراعيه وساقيه وأنفاسها مقطوعة ضربت ظهره فالتفت مبتسما وهي تناوله الحذاء تساءلت كيف عرفها ، ليشكرها بهدوء وهو يفكر أنه محظوظ أنها أتت يوما للبحث عنه ارتدى الحذاء بامتنان وفرح فهو على مقاسه وباللون الذي يحب بين الأبيض والبنفسجي لقد فعلت الكثير لأجله ومازالت، وفي غمرة مشاعره استقام وضمها بقوة لتتفاجأ هي ولكنها تداركت الموقف هذا ما يفعله دائما في هذه المواقف يعانقها بصمت معبرا عن سعادته، ضربت ظهره بلطف محبب
" بالتوفيق إيان"
كانا في نفسه الطول رغم أنها تكبره عمرا، ابتعد عنها مبتسما والتفت راكضا اتجاه المدرب الذي صرخ باجتماع اللاعبين.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في صباح اليوم التالي دخلتْ ماهيرا لمتجر الأحذية علها تصادف الشاب الذي ساعدها بالأمس على عدم خذلان أخيها تذكرت غبائها موبخة نفسها أنها لم تتفق معه أين ستعيد له المال
وقفت حائرة ماذا تفعل؟؟
اقترب البائع سائلا
" ماذا هناك؟؟"
" هل تعرف أين أجد الشاب الذي دفع ثمن الحذاء بالأمس؟"
" أظن أنه يعيش بالقرب من هنا"
لتخرج هي بينما هو بقي متحير في كلاهما، فواحد أعطى ماله بلا خوف والآخر وفى بـكلمة
( سوف أعود بالمال لاحقا) لم تكن كلمة موثوقة وقُبِلَتْ حقاً من طرف الشاب ووفت بها هي..
موقف لا يذكر متى آخر مرة حدث أمامه؟!

~~~~~

بحثت قليلا في الأرجاء عن وجهه فهي لا تعرف اسمه ولكن لا أثر محدد له أو لبيته
مرت الدقائق التي أعطتها لنفسها للبحث عنه فسلكت طريقها للجامعة وهي تعدل الحقيبة على كتفها وعند اقترابها من بوابة الجامعة
رأت سيارة سوداء كبيرة متوقفة على بعد أمتار وشخصان نزلا منها ويجران أحدهم ليركباه السيارة عنوة و نفس الصوت من الأمس يصرخ بقوة آمرا أن يتركاه
إنه نفس الشاب الذي لا تعرفه وبدون تفكير ركضت إليهم وهي تطلب النجدة وتتمسك به عبثا وتضرب الخاطفين وفجأة وجدت نفسها في السيارة بجانب الشاب الذي يلعن ويأمر بتركه والرجلان الضخمان قد قيداهما!!!!
" أي ورطة هذه؟"
هذا ما همست به تلقائيا بخوف.
.
..

انتهى الفصل الأول


..
...
....

السلام عليكم ورحمة الله

مجددا كيف حالكم؟؟ ان شاء الله تدوم عليكم الصحة والسلامة.

هذه الرواية قد قررتم أنتم أنها هي من تفوز في التصويت قبل مدة وقررت تنزيلها بعد تردد طويل رغم ذلك.

التنزيل لن يكون في أوقات محددة بل مين أكتب الفصل ويكون جاهز سأنزله مباشرة، وطبعا هذا سيكون بفضلط دعمكم

طبعا، ان شاء الله تروق لكم وتكون ممتعة لكم.

العنوان كما أسلفت سابقا عند التصويت أنه قابل للتغيير.

التصميم لم تخطر في بالي صورة مناسبة لذا ستأجل الموضوع قليلا.

ان شاء الله تعجبكم وتعطوني رأيكم في الفصل الأول،

أما أحداثها ستكون تدريجية والشخصيات فيها ستظهر تباعا.

سأبوح بسر: هي كانت ستكون ون شوت ولكن غلبتني وصارت رواية غ2

حتى الآن عنوانها لدي " ون شوت ماهيرا " ههه:تف2:


----------------------

الفهرس:

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفص السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

الفصل الحادي عشر

الفصل الثاني عشر

الفصل الثالث عشر

الفصل الرابع عشر







https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

lazary 10-04-2020 08:46 PM

الفصل الثاني
 
https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204





... الفصل الثاني ...



حرك الشاب يديه المقدتين بغضب ثم نظر لها بجاورها ولم يمنع غضبه من الخروج في وجهها قائلا
" ما الذي تفعلينه هنا؟"
أجابته بخوف من الوضع
" عندما رأيتك تتعرض للاختطاف ظننت نفسي سأبطئهما حتى تأتي المساعدة من الطلاب ولكني لم أكن بالقوة اللازمة"
كتم الرجلان ضحكتهما في البداية ثم انفجرا لتلتفت لهما خوفا يشوبه الاستغراب.
أما الشاب فاستند للخلف مقابلهما وقد أخمد غضبه مفكرا كم هي غبية لتساعد شخصا مثله وتورط نفسها
عند رؤيتها لهدوئه وكونها أول مرة تتعرض لكذا موقف التزمت الصمت مثله.
دقائق مرت طويلة وتوقفت السيارة داخل مبنى كبير ياباني قديم الطراز، نزل الرجلان بينما تقدم آخر بسرعة لفتح الباب وانحنى
" مرحبا بعودتك سيدي الشاب"
أعادت ماهيرا داخلها مستغربة بشدة ( سيدي الشاب!!؟)
نزل رينتارو
" لم آتي بإرادتي "
ومد يديه لينزعوا عنه القيد وسار خطوتين والتفت لـماهيرا التي تحجرت في مكانها فخاطبها بهدوء
" ألن تنزلي؟؟"
ارتبكت وهي تنزل، حقيبتها سقطت من على كتفها ويديها مقيدتين
" بـ بلى"
نزلت متعثرة أمسكها من ذراعها حتى اعتدلت ومد يده خلفه فوضع الرجل المفتاح في يده
فك قيديها أيضا بدون النظر لها وكأنه غائص في تفكيره أو يشعر بالغرابة من الموقف ما الذي أتى بها معه ومقيدة أيضا ولكن لا صراخ منها!!!
سار فتبعته بسرعة وهي تنظر في كل مكان والحيرة والخوف يعصفان بها، دخلا الكثير من الأبواب وانحنى لهما... بل له بالأحرى، الكثير من الخدم والحراس كما فكرت،
أهذا يعني أن هذا منزله..!؟
كان رينتارو يسير بخطى سريعة غاضبة لذا عند توقفه اصطدمت ماهيرا بظهره ما جعله يجفل وينظر خلفه ليعلم أنه نسيها في خضم غضبه،
مازال ينظر لها بصمت واستطاع فهم صمتها الخائف من القادم المجهول حتى فتح الباب وشخص يسقط عليه بدرامية باكية
" عزيزي... لقد عاد رينتارو"
استدار واحتضن والدته وهو يائس ماذا تقصد بــ( لقد عاد؟؟) لقد أجبروه على المجيء
نظر لوالده من خلف أمه الجالس يترأس طاولة الفطور الكبيرة بوقار رهيب ومخيف بدآ من شعره الأشيب الطويل إلى ملابسه السوداء،
الخدم يوزعون العديد من الأطعمة المختلفة واللذيذة ولكن ذلك لم يلفت انتباهه بل ما لفت انتباهه هي نظرات الجميع لما موجود خلفه ومرة أخرى تذكر أن الفتاة معه التفت لها لتبادله النظارات الصامتة والخائفة وتساءل مجددا ما الذي جعلها تساعده ...؟؟
أمه لم تسأل من هي بل التصقت بها تعانقها مرحبة ودفعت بكلاهما ليدخلا وأجلستهما بجانب بعض وجلست هي يسار والده بينما هو على يمينه وقد تجاهلت الكدمات على وجهها كما فعل الجميع
ولسبب ما بدت متحمسة أكثر من مجيئه.
نظرت ماهيرا حولها بوجل الجميع مخيفين وينظرون لها بتركيز
عدا هذه السيدة المرحة والتي كما عرفت هي أم الشاب،
في تصرفاتها تبدو صغيرة ورغم تأنقها في فستان أحمر فاخر وتسريحة شعر لطيفة ألا أن سنين الأربعين لم تخفى عنها ربما هي في مثل عمر أمها..
ثم نظرت أيضا للرجل الأكثر إخافة بين الجميع كان يرمقها بتركيز أيضا، عيناه العسلية الحادة بددت كل الشجاعة التي تحاول تجميعها تكلمت السيدة بمرح وحماس
" لِمَ لَمْ تخبرنا عن فتاتك؟؟"
نظر رينتارو لوالدته ونفى ذلك
" إنها ليست فتاتي إنه سوء فهم."
" سوء فهم؟؟"
استنكر والده بعدم تصديق
" ما الذي تفسره بوجودها معك ومحاولة مساعدتك؟؟"
تململ رينتارو في مكانه من رجال والده لا يخفون عنه شيء، ثرثارون...
رغم شعور ماهيرا بالجو المكهرب بين الاثنين إلا أنها قالت
" لم يكن مقصودنا المجيء لقد تعرضنا للاختطاف ..."
و أكملت بهمس وهي تُسقط نظراتها من على الجميع بعد تركيزهم أكثر معها
" أو...هذا..ما كنت..أظنه"
زم والد رينتارو شفتيه ووجه الكلام لها بوجوم بارد
" لقد أمرت رجالي بإحضار ابني الذي يرفض العودة للبيت فما دورك أنت من هذا؟؟"
أجابته وهي تتجنب النظر لعيناه المخيفة
" عندما رأيت السيد الشاب رينتارو...
( السيد الشاب رينتارو)
جميعهم تسائلوا بصمت و هم يناظرونها باستغراب بينما أكملت هي
... يتم دفعه للسيارة ظننت أنه يتعرض للاختطاف فكنت أود تعطيلهم حتى تأتي المساعدة من طلاب الجامعة ولكن أحد لم يأتي والرجلان دفعا بي أيضا للسيارة"
عند انتهاءها من سرد الأمر
نظرت للجميع كانت ردت فعل متفاوتة، من الخدم من كان يكتم ضحكه خوفا من سيده، ومن كان متفاجئ، ومن كان ساخر.
أما والدة الشاب كانت على حماسها، ووالده كان غامضا وبعضا من الصدمة احتلت وجهه، أما الشاب رينتارو عندما لفت وجهها له كان يشبه والده في الهدوء ولكن عيناه لم تكون مخيفتان كوالده بل بنيتان ولطيفتان كوالدته
استدعى والده انتباهها مجددا عندما سألها
" إذا ألا تعرفين من هو؟؟"
" لا "
أجابت بصدق قرأه الجميع في وجهها
" ألا تعرفين اسم ابني ؟ انه مشهور في الجامعة"
كان سؤال السيدة هذه المرة وظهر الانزعاج على وجه رينتارو
نفت برأسها وهي صامتة ومتوترة من هذه الدائرة المعقدة من الأسئلة وأكملت قائلة
" لا أعرفه أول مرة التقيته كانت أمس في محل واليوم كنت أبحث عنه ولكني لا أعرف سوى وجهه"
" أتذكرني؟"
سألته ببراءة وهي تشير إلى نفسها لم يستطع التحكم في ابتسامة ظهرت جليا على وجهه
رمقها بعينان لمع فيهما خليط من مشاعر لم يعرف بوجودها وخرجت بعفوية من موقف الفتاة ولكن والده رصدها من شدة ملاحظته
ولأن رينتارو كان يعرف ما السؤال التالي نقل بصره بين والديه وتجاهل سؤالها عن تذكرها
" أمس أقرضتها المال لتشتري غرضا واليوم يبدو أنها عرفتني فحاولت مساعدتي على التملص من دعوة أبي الوديَّة والسلسة"
ازداد الجو تكهربا فقال والده بجدية غير قابلة للنقاش
" يجب عليك العودة الى هنا مستقبل العائلة سيكون بين يديك بعد سنوات قليلة ، وأنت تتسكع في الأرجاء بلا هدف."
ناقشه رينتارو بلا خوف
" أخبرتك لا أريد تولي أي شيء أتركني بحالي وسوف أجد هدفي"
ونظر لأمه محاولا إعادة الهدوء لصوته
" عيد ميلاد سعيد أمي، كنت سوف أتصل بك وأطلب رؤيتك خارجا ولكن كما رأيتِ تم إحضاري بالقوة فلم أحضر هديتك معي لذا سوف أرسلها لك.. سنغادر الآن."
نهض ووجه قوله لـماهيرا المستغرقة في قلقها من الموضوع برمته
" هيا لنذهب"
هرولت خلفه وعند وصولها للباب تذكرت فالتفتت لوالديه وانحنت تتمتم بشكرٍ واعتذار ولحقت بـرينتارو الذي توقف بآخر الرواق ينتظرها وهو متعجب منها أليس هو من عليه الاعتذار وشكرها لمحاولة إنقاذه !!؟؟
ركبا السيارة بعد تذكريه إياها بتأخرها على الجامعة عندما أبدت رفضها في الركوب معه
كان تفكيره مشوش من أحداث اليوم من والده لأمور دراسته ولهذه الفتاة وعندها تذكر فالتفت اليها سائلا
" ألا تذكرين حقا أننا التقينا سابقا؟؟"
نفت بدون النظر اليه وهي تبحث داخله حقيبتها الجامعية
أكمل قائلا وهو ينظر اليها تبحث عاقدة حاجبيها
" لقد التقينا عندما تشاجرت مع ذلك الفتى الجانح الضئيل ؟؟"
" ذلك الضئيل آآآآه ....تذكرت لقد كنتَ معهما هو وذلك الضخم"
إبتسم بخفة على كلامها لأن الصدفة جعلتها تقول عنه ضخم مثله
ثم تركت الحقيبة والتفتت و مدت له يدها
" خذ هذا المال الذي أقرضتني اياه بالأمس"
أمسكه وقلَّبه في يده شاردا لم يصدق تماما أنها ستعيد المال ولم يكن سيلاحقها هو فقط نظر من منظور مظهرها وحالتها وحدسه في أنها مسؤولة عن أفعالها كان صائبا
" ألن تعدّه ؟؟"
نظر لها ثم ابتسم وخبئه في جيبه
" لا .."
كان سيقول لا ـــ أنا أثق بك ــ ولكن متى عرفها حتى يقول ذلك ويتأكد منه، ربما هي جاسوسة من أحد أعداء والده الياكوزا الآخرين،
ضحك ساخرا في داخله، سوف تأتيه الأخبار لاحقا من أحد رجاله والده، أحيانا يعجبه الأمر أن كل واحد يتحدث معه أو يلتقي به أكثر من مرة تأتيه سيرته الذاتية خلال ساعات، وأحيانا يزعجه أنه مراقب ومحمي بطريقة خانقة وأنه يتطفل على حياة الناس بلا استاذان.
زفر بحدة جعلت ماهيرا تتململ في مكانها بقلق فهي لا زالت غير قادرة على المواجهات المخيفة رغم كل ما مروا به لا زالت تخاف من الذين لا تعرفهم.
هذه المرة زفرت هي براحة لأنهم وصلوا للجامعة
نزلت بسرعة وهي تنحني لهم وذهبت راكضة للداخل فالمحاضرات ستبدأ خلال دقائق قليلة.

~~~~~~~~~

أما في مكان آخر في نفس الوقت خارج الثانوية كان هناك شجار قائم بين شخص ضئيل لم يتوقف عن الشتم وآخر غاضب بشدة فلم يتوقفا إلا عندما تدخل الشرطة وذهبت بهما للمركز.

~~~~~~~~~~~

خرجت بعد ساعات المحاضرة تسرع في مشيتها اتجاه الشركة وهي تتذكر الأعمال التي ستعمل على ترجمتها ويجب عليها بذل مجهود وابهار المدير بعملها لعله يقوم بترقيها فهي ما زالت تحت الاختبار نوعا ما، فمع عدم وجود شهادة جامعية أو تكوينية عن اللغة، لم يكن من السهل قبولها في العمل، فقبل أقل من سنة استعملت الانترنت لتدرس اللغات، وبعد ستة أشهر واضبت وتعبت فيها تعلمت ثلاث لغات تتكلمها بطلاقة وتكتبها بلا عناء، وها هي الآن تريد أن تترقى في عملها ليزيد راتبها لتخفف قليلا من الأعمال الجزئية وتركز أكثر على الجامعة لنيل شهادة الترجمة تستفيد بها في عملها.
رئيسها رغم طبعه النزق أعطاها فرصة ربما لأنه وجد فيها الجد في العمل وطلب العلم أو مستقبل مشرق فلم يردها وقبل توظيفها بعد أسبوعين من اختبارها، وهي شاكرة له لأن الوظيفة الدائمة ساعدتها لتعطيها المحكمة الأولاد.
دخلت على أبواب الشركة ولم تنتبه حتى للحارس المسن الذي ألقى عليها التحية، وهي تبحث عن أوراق العمل فمن شدة سرعتها اختلطت الأوراق مع أوراق الجامعة،
تأففت ووضعت الحقيبة فوق طاولة للاستراحة هناك وأفرغتها تعيد ترتيبها بسرعة متوترة فدقائق فقط تفصلها عن تقديم مشروع بلغة أجنبية قد يدر أرباحا للشركة وهذا سيسعد رئيسها، ارتعشت يدها فسقطت الأوراق مجددا نظرت ليديها
" لا ليس الآن"
ثم صفعت نفسها نظرت ليديها مازالتا ترتعشان
" ربما لم تكن كافية "
نزلت مقرفصة و ضربتهما على الأرض ومازالتا ترتعشان، نظرت حولها وسُعدت لأنها وجدت السكرتيرة الجديدة المتدربة للمدير تعبر من أمامها
" لحظة من فضلك آنسة هانا."
تقدمت لها السكرتيرة استقامت ماهيرا وطلبت فورا بسرعة
" هلَّا صفعتني؟"
ارتدت السكرتيرة هانا للخلف متفاجأة
" عفوا!...ماذا؟؟"
" أرجوك يداي ترتعشان وان دخلت الآن لتقديم المشروع لن أنجح"
رفعت هانا يدها مترددة وصفعتها برفق
" بل أقوى تبدين وكأنك تداعبين قط..."
ولم تكمل اذ تلقت صفعة قوية أدارت وجهها،
" هكذا عليك صفعها لمساعدتها على تخطي حالة ارتعاشة اليدين التي لديها "
نظرت ماهيرا ليديها كانتا توقفتا
فابتسمت في وجه السكرتيرة العجوز التي ستتقاعد ما ان تتعلم المتدربة الجديدة كل دورها في العمل
" شكرا سيدة ماري لقد أنقذتني"
تقدمت ماري لتتفحص كدمات وجهها بينما المتدربة هانا تلملم باقي الأوراق لتضعهم فوق الطاولة وهي تنظر لهذه التصرفات الي لم ترها من قبل وبدأت تشك في تقدمها للعمل هنا.
" ما به وجهك مجددا ؟؟ أحيانا أظنك مراهقا خارجا عن السيطرة"
ضحكت ماهيرا بتوتر وعادت لأوراقها متجاهلة الرد ثم استقامت تحمل أوراق المشروع
" يجب أن أذهب سوف أتأخر"
أوقفتها السيدة ماري من ذراعها قائلة
" ثوان فقط لن أسمح لك بالدخول بهذا المنظر"
كانت تقصد الكدمات في وجهها، وعلى الفور بدت كمتمرسة غطت الكدمات على وجه ماهيرا بالمكياج ثم سارعت ماهيرا للمصعد، ولم تسمع هاتفها الذي يرن بخفوت.
~~~~~~~~~~~~~~
بعد بعض الوقت
حك رينتارو شعره ويشعر أن الشيب سيخرج تحت أصابعه، وهو ينتظر الشرطي ليخرج بالجانح الضئيل ليدفع كفالته، لقد أخبر أمه على الهاتف أنه لابأس به وبالضخم ولكن ما لم يحسب له حساب هو أنهما سيكونان تحت امرته وأنه سيكون مسؤولا عليهما كما هما مسؤولان على حمايته.
تنهد مجددا وهو يرمق ساعة الهاتف لقد تغيب على محاضرة بسببه بعد أن هاتفه من المركز الشرطة، رنين هاتف الضخم خلفه أعلمه أن والده قد علم بذلك ولن يكون سعيد أبدا.
" ماذا قال؟"
سأله بعد أن أغلق
" قال لك عليك معاقبته، لأنه جرك لمركز الشرطة ليتعلم السير في الطريق الذي اختاره"
فكر رينتارو بانزعاج ان والده متسلط ان كان هذا الجانح تحت مسؤوليته اذا هو رجله لذا لا دخل لشخص آخر كيف يتعامل معه، ورغم تفكيره بمواعظ والده لم يتكلم.
لحظتها أتى الشرطي ومعه الضئيل وشاب آخر بدى صغير في السن وعادي مقارنة بصاحب التسريحة الجانحة، تساءل بصمت واستغراب ماذا فعل ليدخل في شجار معه.
" لقد دُفعت الكفالة، غادرا وتوقفا عن الشجارات التي بلا فائدة"
الشاب العادي صمت بينما الآخر رد بتكبر
" سأفعل ما يحلو لي .."
وصمت بعد الصفعة التي أتته خلف رأسه من الضخم خلفه
رينتارو لم يُزل عينيه عن الشاب الآخر الذي سأل الشرطي بأدب
" سيدي من دفع كفالتي؟"
أشار الشرطي بصبر نحو رينتارو
نظر له جيدا ثم أعاد بصره للشرطي قائلا
" أرفض ذلك سيدي سوف يأتي من.."
" ايااان..."
صوت منقطع الأنفاس صاح من الباب خلفهم
استدار ايان مبتسما ثم سرعان ما تجهم وجهه وأنزل عينيه
فركضت ماهيرا نحوه تتفحص بالكامل
" ماذا حدث .. تأخرت .. عليك لم أرى الهاتف و..."
وصمتت تلتقط أنفاسها
" ماذا جرى لماذا أنت هنا؟؟"
مازلت تسأل وهي تتفحصه
لم يرد هو فتتدخل الشرطي شارحا وهو يرمق كدمات وجهها المبنفسجية وأخرى خضراء قريبة من الزوال
" لقد دخل في شجار مع هذا( وأشار نحو الجانح) ثم اتى هذا( وأشار نحو رينتارو) ودفع الكفالة لكليهما"
استدارت للجانح ورمقته جيدا بلا تعابير معينة، ثم نظرت لرينتارو وسألت الشرطي
" كم مبلغ الكفالة؟؟"
أخبرها لتنظر هي لرينتارو ثم أخرجت المحفظة واستلت منها المبلغ وقدمته له
واستدارت مجددا لايان الذي لم يقل كلمة
" هيا لنغادر"
~~~~~~~~~~~~~~
ما ان خرجوا من الباب وابتعدوا قليلا حتى استدارت كالعاصفة وخطت الخطوتين عائدة للجانح
" ماذا قلت لأخي حتى يدخل معك في عراك؟؟"
لعب بشعره باستفزاز
" لم لا تسألينه ؟؟"
" لاني أعرفه وأعرف أنه لن يجيبني، كما أعرف أيضا أنه لا يتوقف في طريق أحدهم ويصطدم به عمدا مثل بعضهم"
وضحت عن لقاءها به سابقا وهي تقترب منه بلا خوف
" كنت أظنه يشبه والده ولكن بما أخته بهذا الشكل هذا يعني أنه لا يختلف عنك وجميعكم نفس التربية ألا وجود لأهلكم كي يربوكم جي..."
" اخرس أيها الجانح مَنْ مْنَّا عديم التربية؟؟"
صرخ ايان وهو ينوي التقدم منه ليشتبكا مجددا
فتقدم الآخر أيضا بتكبر ولكنه اختنق وماهيرا تقطع طريقه بجذبه من تلابيبه نحو وجهها وقد اشتعلت عيناها غضبا
" تقدم خطوة أخرى نحو أخي، أو اجذب سيرته على لسانك وسوف أجعل وجهك خريطة ولن أبالي بشيء"
صراخ شرطيين قادمين جعل رينتارو يتقدم ويفك بينهما بينما الرجل الضخم أعاق تقدم الشرطيين وأن المسألة حلت
تكلم رينتارو قاصدا ماهيرا وايان وهو يرمقهما بامعان
" الخطأ منا فرجاء أن تعتبرا المسألة لم تحدث فنحن لا نريد للشرطة التدخل أكثر لذا نحن نعتذر"
قال و أجبر الضئيل على الانحناء غصبا بدفعه من رقبته نحو الأسفل.
تكلمت ماهيرا والغضب مازال يحتل صدرها وملامح وجهها
" فليبتعد عن أخي بيديه وفمه وسأنسى، ولكن ان اقترب مجددا لن أنسى"
ونظرت لـايان الذي يجذبها بملامح لا تفسر ليغادرا وهي تلتفت كل حين خلفها لثلاثتهم الواقفين يراقبونهم واحد بغضب، وواحد بصمت والآخر باستغراب وفضول.
.
..

إنتهى الفصل الثاني

..
...
....



السلام عليكم ورحمة الله اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد خير خلقكْ

ليش ما في ولا رد مصدوم3 ص3ص3ص3ص3ص3

بلا بلا ويلات ربما اضع لكم أسئلة حتى لا تفكروا كثيرا حول ماذا ستكتبون..!!

هل ظهرت شخصية ماهيرا كفاية لكم؟؟ ماذا عن اخوتها ؟؟
أيهم احب لكم ؟؟؟ انا أفضل إيان وسوبارو رغم أني أحبهم جميع..كيوت5

الشاب الياكوزا رينتارو

ملاحظة: الي ما يعرف الياكوزا تعتي المافيا يعني هو طلع ابن مافيا.

والداه وموقفكم منهما؟؟

أي شيء لفت انتباهكم؟؟

ربما القصة ليست جيدة، أو ربما لا تستحق النشر؟؟

اقتراحات؟؟ إفتراضات؟؟

سيكون الفصل القادم هنا في أقرب وقت ان شاء الله

والآن الى اللقاء قريبا.





https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

ساي 10-11-2020 07:28 PM

السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته

العنوان " قيود محببة " جذبني تناقض العنوان فكيف القيود تكون محببة لديك ؟؟ وهذا ما استغربته > صدمتني عندما قلتي أنك ستغيرين العنوان هو رائع وجميل لكن أنتِ أعلم .

رواية ولا أروع وخصوصاً أنها عن المافيا "عشقي" .

ماهيرا شخصية رائعة رغم إنها جانحة قليلاً إلا أنها مسؤلة على نفسها وإخوتها

سوبارو شخصيتي المفضلة > من الأن محجوز 😂

والداه أؤيد والدته لكن أرفض والده رفضاً قاطعاً لم يعجبني أبداً 😑
> وخصوصاً عندما أرغمه على المجئ للمنزل من الأن أضعه ضمن القائمة السوداء و التي تحتاج إلى تعذيب حاد ومرعب مني 😇

أعجبني هذا المقطع هو مضحك بعض الشئ
(( تأففت ووضعت الحقيبة فوق طاولة للاستراحة هناك وأفرغتها تعيد ترتيبها بسرعة متوترة فدقائق فقط تفصلها عن تقديم مشروع بلغة أجنبية قد يدر أرباحا للشركة وهذا سيسعد رئيسها، ارتعشت يدها فسقطت الأوراق مجددا نظرت ليديها
" لا ليس الآن"
ثم صفعت نفسها نظرت ليديها مازالتا ترتعشان
" ربما لم تكن كافية "
نزلت مقرفصة و ضربتهما على الأرض ومازالتا ترتعشان، نظرت حولها وسُعدت لأنها وجدت السكرتيرة الجديدة المتدربة للمدير تعبر من أمامها
" لحظة من فضلك آنسة هانا."
تقدمت لها السكرتيرة استقامت ماهيرا وطلبت فورا بسرعة
" هلَّا صفعتني؟"
ارتدت السكرتيرة هانا للخلف متفاجأة
" عفوا!...ماذا؟؟"
" أرجوك يداي ترتعشان وان دخلت الآن لتقديم المشروع لن أنجح"
رفعت هانا يدها مترددة وصفعتها برفق
" بل أقوى تبدين وكأنك تداعبين قط..."
ولم تكمل اذ تلقت صفعة قوية أدارت وجهها،
" هكذا عليك صفعها لمساعدتها على تخطي حالة ارتعاشة اليدين التي لديها "
نظرت ماهيرا ليديها كانتا توقفتا
فابتسمت في وجه السكرتيرة العجوز التي ستتقاعد ما ان تتعلم المتدربة الجديدة كل دورها في العمل
" شكرا سيدة ماري لقد أنقذتني" ))

الرواية رائعة واصلي بقوه متابعة لكِ > قرري فقط إيقافها وسترينِ أمامك بالمرصاد .

بإنتظارك في الفصل الجديد

دمتي بخير 💖💖

lazary 10-13-2020 06:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساي (المشاركة 112108)
السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

العنوان " قيود محببة " جذبني تناقض العنوان فكيف القيود تكون محببة لديك ؟؟ وهذا ما استغربته > صدمتني عندما قلتي أنك ستغيرين العنوان هو رائع وجميل لكن أنتِ أعلم .

هذا لأني لم أرد جعل اخوتها يبدون كقيود، حسنا كيف اصف الامر؟ هي للواقع لديها حياة لتعيشها ولكنها رغم ذلك جعلت نفسها مقيدة بهم لأنها تحبها، فهمتِ صح.. هي تحبهم لهذا السبب لا تريد أي شيء آخر، ولكن ذلك لا ينفي كونهم قيود محببة هههه

رواية ولا أروع وخصوصاً أنها عن المافيا "عشقي" .

رغم أنه لن تكون هناك الكثير من الظهور لهمبكاء6

ماهيرا شخصية رائعة رغم إنها جانحة قليلاً إلا أنها مسؤلة على نفسها وإخوتها

انها تحاول جعل نفسها غير ذلك، كانت جانحة في الثانوية ههx_x2

سوبارو شخصيتي المفضلة > من الأن محجوز 😂

سوبارو أخوها الصغير ذي 3 سنوات هل تقصدينه ام تقصدين رينتارو ابن الياكوزا؟

والداه أؤيد والدته لكن أرفض والده رفضاً قاطعاً لم يعجبني أبداً 😑
> وخصوصاً عندما أرغمه على المجئ للمنزل من الأن أضعه ضمن القائمة السوداء و التي تحتاج إلى تعذيب حاد ومرعب مني 😇

اللطف يعني نقولولوا بايbye1

أعجبني هذا المقطع هو مضحك بعض الشئ
(( تأففت ووضعت الحقيبة فوق طاولة للاستراحة هناك وأفرغتها تعيد ترتيبها بسرعة متوترة فدقائق فقط تفصلها عن تقديم مشروع بلغة أجنبية قد يدر أرباحا للشركة وهذا سيسعد رئيسها، ارتعشت يدها فسقطت الأوراق مجددا نظرت ليديها
" لا ليس الآن"
ثم صفعت نفسها نظرت ليديها مازالتا ترتعشان
" ربما لم تكن كافية "
نزلت مقرفصة و ضربتهما على الأرض ومازالتا ترتعشان، نظرت حولها وسُعدت لأنها وجدت السكرتيرة الجديدة المتدربة للمدير تعبر من أمامها
" لحظة من فضلك آنسة هانا."
تقدمت لها السكرتيرة استقامت ماهيرا وطلبت فورا بسرعة
" هلَّا صفعتني؟"
ارتدت السكرتيرة هانا للخلف متفاجأة
" عفوا!...ماذا؟؟"
" أرجوك يداي ترتعشان وان دخلت الآن لتقديم المشروع لن أنجح"
رفعت هانا يدها مترددة وصفعتها برفق
" بل أقوى تبدين وكأنك تداعبين قط..."
ولم تكمل اذ تلقت صفعة قوية أدارت وجهها،
" هكذا عليك صفعها لمساعدتها على تخطي حالة ارتعاشة اليدين التي لديها "
نظرت ماهيرا ليديها كانتا توقفتا
فابتسمت في وجه السكرتيرة العجوز التي ستتقاعد ما ان تتعلم المتدربة الجديدة كل دورها في العمل
" شكرا سيدة ماري لقد أنقذتني" ))

سعيدة بذلك شكرا لكِ
الرواية رائعة واصلي بقوه متابعة لكِ > قرري فقط إيقافها وسترينِ أمامك بالمرصاد .

ويليبكاء6بكاء6 ان شاء الله ما اوقفها

بإنتظارك في الفصل الجديد

بعد قليل ان سمحت لي النت

دمتي بخير 💖💖

كوني بخير دوما أريقاتووووو و8و8و8و8و8

lazary 10-13-2020 07:08 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204







... الفصل الثالث ...





كان الوقت السادسة مساء، ماهيرا وايان يسيران معا بعد أن عادا من العمل الجزئي فبعد خروجهما من مركز الشرطة كان عليها الذهاب للعمل فأصر هو على مرافقتها ولأنهما كانا اثنان أكملا رفع الصناديق وترتيبها بسرعة في مخزن الماركات حيث تعمل هي يومين في الأسبوع
" لم أجب على الهاتف لاني كما تعلم اليوم قدمت المشروع المترجم"
" أعلم ذلك"
" إذا لماذا أنت متهجم؟؟"
صمت ولم يرد بينما يشعر بالسوء، لأنه جرها لمركز الشرطة وجعلها تخسر المال الذي تجاهد في العمل من أجله، تجاهل ذلك وسالها مبتسما
" كيف أبليت في المشروع اليوم؟"
تماشت هي الأخرى مع كلامه وأجابت
" جيدة، لقد مدحني رئيسي ولكنه قال يلزمني تجارب أكثر حتى لا أرتبك .. كنت أتأتئ من وقت لآخر"
صمتا بعد ذلك ليقول بعد هينهة
" هل وافقت على اقتراح والدتك بفتح المطعم من جديد؟؟"
فردت ذراعيها ناظرة للسماء الحمراء القريبة من الغروب وقالت له باستياء
" نادها خالتي أو حتى باسمها أنت تجعلنا نبدو غرباء، و.. أجل لقد أخبرتها بموافقتي صباحا على الهاتف فقط حتى أجمع المزيد من المال، المنطقة كما تعلم قريبة من الشارع الرئيسي والمطعم ربما ينجح هذه المرة لن يعيقنا الا تكاسلنا"
تثائبت بعد ذلك بينما رد هو وهما ينعطفا ليتراء لهما المنزل صغير المساحة ذي الطابقن
" أجد تلك فكرة رائعة أيضا سوف نتقاسم العمل وبهذا تخففين أنت الأعمال الجزئية"
قفزت عليه بمشاكسة لم تلق بعمرها ليفر هو هاربا ضاحكا
" أخي الصغير يفكر في أخته الكبيرة"
" أنظروا الى هذه الأخت الكبيرة كيف تتصرف"
وكان قد وصل للباب فتحه ودخل ضاحكا ودلفت هي خلفه سعيدة ولم يلاحظ كلاهما السيارة التي كانت تتبعهما منذ خروجهما من الماركت.

~~~~~~~~~~~~~~

في شقة صغيرة الحجم مقارنة بثراءه، رينتارو نظر للملف في يده بعد أن أمسكه من يد رجل من رجال والده.
لم ينظر له أكثر من مرة بعد أن قرأ العنوان ثم رماه في سلة النفاية قائلا وهو يعود للمطبخ الظاهر للمكان حيث كان يقف
" غادر وأخبره أن لا علاقة تربطني بها بأي شكل، كل شيء كان صدفة"
انحنى الرجل لرينتارو رغم أنه يعطيه ظهره واستدار مغادرا جامد الملامح
ذهب الضخم وأحكم خلفه إغلاق الباب ثم دخل مباشرة ليساعد سيده الشاب بينما النحيل فتح التلفاز واستلقى على الأريكة بوقاحة.
أما في داخل المطبخ راقب الضخم رينتارو وهو يقلي حبات البيض شارد الذهن لابد أنه يفكر في الملف الذي جمعه رجال والده عن الفتاة التي التقوها أكثر من مرة، تنهد رينتارو بقوة طويلا
ما جعل الضخم يشفق عليه لانه يعاني صراع كبير بين عالمه الذي وُلد فيه والعالم الذي يريد صناعته لنفسه بعيدا عن ميراث والده للياكوزا.
وضع طبق السلطة على الطاولة في الخارج وعاد بعد أن نهر النحيف على استلقاءه بكل تكاسل وغرور لم يلق بسنه الصغير.
وقف بجانب رينتارو وبنبرة طيبة لم تلق بحجمه الضخم سأله بفضول
" سيدي الشاب، لما لم تقرأ ما كتب عنها؟ "
أخرج رينتارو البيتزا من المايكرو وايف ونظر له ثم عاد لتقليب النقانق التي اشتراها الضخم
" لأني لا أظن أننا سنلتقيها مجددا، وحتى لو فعلنا بسبب الجامعة هل تظن أنها ستلقي علينا التحية؟ سوف تدعي عدم معرفتنا"
أفرغ النقانق ووضع في نفس المقلاة الفلفل المقطع وعاد لتقليبه بعد تتبيله وأكمل
" في ثاني يوم للقائي بها خُطفت معي، والمرة الثالثة أُوقف أخوها... هل تظن أنها سترغب في الحديث معي مجددا؟"
أجاب وسأل بسخرية ثم سكب الفلفل في صحن ممسك به الضخم ورفع بصره له مكملا بابتسامة بسيطة
" كيوشي لن يكون أحد بجانبي من خارج عالم والدي..وخير دليل هو أنت والنحيل المستلقي خارجا"
وضع المقلاة فوق الفرن ثم أمسك الصحن من يد الضخم الواقف بسكون اعتاده رينتارو منه
وضعا المشروبات وبقية الأطباق في صينية وغادرا المطبخ ليتناول ثلاثتهم أول وجبة لهم معا في شقة رينتارو الجديدة والذي لم يدري أنه لأول مرة يستخدم مطبخها في غير تسخين البيتزا أو فتح الثلاجة من أجل العصير أو ملأه مجددا.

~~~~~~~~

في الغد، كان يوم العطلة الأسبوعية، المدينة حيوية، الطلاب لا يرتدون حقائب الدراسة ويمشون في مجموعات، والموظفون لا يسيرون بسرعة مهندمي الملابس، ولكن هناك من يركض بسرعة ليلحق بالحافلة التي تحركت بالفعل وابتعدت
" توقفوا انتظروني"
صرخت ماهيرا على الحافلة التي بدأت تختفي بين السيارات وهي تنحني للأمام تلتقط أنفاسها ثم رفعت جذعها وبعدها رفعت ذراعها فوق عينيها من الشمس الساطعة في هذا الصباح المشرق جدا، ولكنه متعب بالنسبة الى شخص سيكمل طريقه على قدميه.
" ربما عليك أن تشتري دراجة على الأقل."
التفتت إلى جارهم الشاب المتزوج، خاطبها وهو يضع ابنه حديث الولادة في حجر أمه في السيارة الفاخرة كما تراها ماهيرا رغم أنه بسيط العيش مثلهم بل أفضل قليلا.
أخذت نفسا عميقا لتريح رئتيها ثم تقدمت مبتسمة منه وزوجته
" صباح الخير"
خاطبتهما وتقدمت أكثر لتطل على الصغير ثم ابتسمت فورا باتساع وقبلت جبينه ووجنتيه
" صباح الخير لك أيضا الصغير.. أنت حلو ."
ناغشته باصبعها وهي تضحك
" خدود لطيفة، عينين جميلة، لم تنظر لي هكذا هاه؟ هل تريد أن آكلك؟"
ثم ضحكت وهي تقترب لتقبله مجددا، ثم تراجعت تحت أنظار الزوجين المبتسمين، لقد عرفاها بعد زواجهما عندما قدما للعيش في هذا الحي، وهي حقا تجيد التعامل مع الأطفال، وعندما أتى مسؤولون من الحكومة ليسألوا جيرانها عن تعاملها مع الأطفال؟ جميعهم شهدوا بكفاءتها،
" هل نوصلك في طريقنا ماهيرا؟"
الزوجة سألتها بلطف
" لا، أنا بخير سأذهب سيراً وجهتي مختلفة، رحلة موفقة"
رفع الزوج كتفيه وهو يدير محرك السيارة بينما زوجته تنهدت، هما يعرفان عنادها وأيضا كما قالت وجهتها غير وجهتهم، التي ستكون الى الريف الى بيتِ والدِ الزوج.

~~~~~~~~

دخلت ماهيرا من الباب الزجاجي بعد دفعه وبعد سيرها لنصف ساعة، لو لم تحتج لمال هذا المكان للعنته وخرجت لأن رئيسهم نزق الطبع، ولكنهم في حاجة ماسة للمال في هذه المدة انهم يتقصدون حتى في الأكل لأجل تجميع المال وفتح المطعم مجددا،
رن هاتفها، و رن هاتف المطعم الفاخر التي تعمل فيه حتى الثالثة زوالا، لتأخذ أول طلبية حجز للمساء، ثم نظرت للهاتف وقد توقف رنين صوته المنخفض، اعادت الاتصال
" ما الأمر يوسكي؟"
صوتها الضجر زاد من انزعاج يوسكي، الذي هو الآخر كان يقف بجانب آلات كهرومنزلية ليدخلها الشاحنة من أمام أحد البيوت بعد رفضهم للبضاعة ورئيسه وسائق الشاحنة وصاحب الطلبية يتشاجرون أمام البيت.
ليرد عليها سائلا بضجر مثلها
" ماذا بك أنت الأخرى؟؟"
" الحافلة غادرت من دوني فعبرت نصف المدينة سيرا حتى أصل المطعم"
ضحك يوسكي ضحكة كبيرة صفراء وعاد ليقول
" هنيئا لتحطم قدميك هذا اليوم...فبعد هذا السير الطويل ستقفين كالتمثال في مكانك لساعات"
تجاهلت ماهيرا سخريته وسألت وهي قد لاحظت ضحكته المزيفة
" وأنت ماذا حدث ؟"
عاد ببصره لرئيسه الأربعيني متعرق الجبين ويبدو انه يكتم غيضه بصعوبة
" أعتقد أني سأطرد من العمل!!"
أمسكت ماهيرا أوراق من يد زميلتها التي تشير لها ان صاحب المطعم سيخرج الى هنا
" ماذا حدث؟"
سألته بنبرة عادية غير لائمة او مستاءة
" ابن رئيسي هو زميل في المدرسة، وقد تشاجرت معه أمس، فهددني بطردي من عند والده"
توقفت ماهيرا عن الكتابة على الاوراق أمامها بعد كلامه ورفعت رأسها بحدة وعيناها السوداوتان سكنهما التصميم
" اذا استقل فورا قبل أن تُطرد"
تفاجأ يوسكي وتوقف عن التحرك هو الآخر وهي تكمل ملاحظة مديرها القادم اتجاهها
" ان كان زميلا لكَ في الدراسة، وهو بهذه العجرفة، فلا تذل نفسك أمام شخص مدلل غير مسؤول. العملُ براتب جيد ويستحق، ولكن أنت لا تستحق أن تعامل بدونية فقط لأنك تعمل لجلب لقمة عيشك من عمل مستقيم، سأغلق الآن"
مع نهاية جملتها كان مديرها قد وقف أمامها.
بينما يوسكي صمت يفكر في كلامها الرائع، حقا هو كان سيتحمل الوغد المتعجرف لأجل فتح المطعم فأتت كلمات ماهيرا لتريحه، ولا تدعه يفكر بشكل غير سليم.
أنزل الهاتف ليضعه في جيب سترته التي تحمل نفس شعار الشاحنة
وهو يراقب رئيسه يتقدم وملامحه غاضبة رغم تحفظ ألفاظه عكس السائق اذي أخذ يشتم صاحب الطلبية منذ رفضه لها في آخر لحظة.
أمرهما بجمود وهو يتنحى جانبا ليراقب
" هيا أرجعوا البضاعة الى الشاحنة"
نزل رفيقه من الشاحنة لينفذوا الأمر، بينما عاد السائق الى مكانه بامر من رئيسهم.
آخر قطعة واغلقوا الباب تحرك الرئيس ليذهب لسيارته فأوقفه يوسكي
" سيدي سأتوقف عن العمل معكم."
رفع حاجبيه عائدا نحوه وسأله
" ما سبب ذلك؟؟"
" لأسباب شخصية"
رد عليه باقتضاب وهو يخلع السترة ثم سلمها لرفيقه الذي احتار بشدة من فعلته فهو يعلم كم هو بحاجة لهذه الوظيفة.
وقف رئيسه واضعا يديه في جيوبه ونظر للفتى الآخر ثم عاد ببصره لـيوسكي يسأله مجددا بشك
" هل حدثت مشكلة بينك وبين أحد زملائك في العمل؟"
أكد يوسكي
" لا، لم يحدث ذلك"
أومأ السيد بتفكير ثم قال
"اذن لن تذهب حتى تأخذ أجرة الأسبوع الفائت واليوم، واعلم أنه مرحبا بك ان أردت العودة فأنت شخص جيد ستكون خسارة لشركتي."
فتح يوسكي عينيه متفاجئ، بينما رفيقه ابتسم وهو يؤكد على كلام رئيسه داخليا، فـيوسكي شخص محترم في تعامله، ناضج، ويحترم الأكبر منه، لا يغش في عمله، ولا يسرق، أوصاف نادرة لتجدها في شخص واحد.
ركب يوسكي مع رفيقه في الشاحنة مع السائق ليذهبوا للشركة من أجل راتبه، بينما رئيسه يفكر ما السبب الذي جعل شخص جاد مثل يوسكي يتهور ويترك عمل براتب جيد في مكان جيد؟؟

~~~~~~

أما ماهيرا وضعت هاتفها أمامها ترمق رئيسها بهدوء متعجبة من عدم صراخها حتى الان فهو في العادة لا يسمح لهم بحمل هواتفهم اثناء العمل.
" أبذلي جهدك اليوم سيكون لدينا زبائن كثر فهناك اجتماع غداء لاحد الشركات"
وغادر لمكتبه بدون توبيخ!!!
رمشت ماهيرا عدة مرات بدون فهم؟!!
ثم تنهدت عائدة للعمل ومبتسمة في وجه الزبائن الذين دخلوا

~~~~~

مرت ساعات عمل ماهيرا ثم خرجت تتمطط بذراعيها وتحرك جذعها في دوائر، ثم ابتسمت على صوت زميلتها النادلة التي تصدر أصوات تذمر وألم ثم قالت بينما تعبث بهاتفها
" لقد كان العمل كثيرا اليوم، ألم تلاحظي أن الأمر كان مريب، فهؤلاء الأشخاص لم يبدو كموظفين شركة بل أقرب للمافيا."
صمتت ماهيرا وهي تتذكر وجه الرجل المخيف الذي اختطف ابنه ليعيده للمنزل، لقد نظر لها جيدا وما كان منها الا ان تنحني له كأي زبون مرحبة.
نفضت عقلها وهي تخبر الفتاة
" سأغادر لألحق بالحافلة لا أظنني قادرة على السير مجددا اليوم."
لوحتا لبعضهما وافترقتا على علم بالتقاءهما غدا في نفس الموعد فعملهما بدوام جزئي يوميْ العطلة الأسبوعية.
تذكرت ماهيرا ايان لترفع الهاتف وتتصل به وفتح هو الخط في الرنة الاولى فقالت له
" مرحبا، كيف جرى التدريب؟"
" أهلا، جيد"
ربط ايان خيط الحذاء مبتسما وهو يتذكر يوم اشترته له
" سأخرج الآن لقد انتهى التدريب، وأخبرني المدرب أني أتحسن، ولكنه سيكثف التدريب لأجل تصفيات الربيع"
وصلت ماهيرا للمحطة وجلست تمدد قدميها وتدلك رقبتها بتعب شديد
" ممتاز، هل ستكون في التشكيلة الرئيسية؟؟"
" إن تحسن آدائي أكثر"
دفع باب الخروج وقفز للخارج برشاقة وهو سعيد
" ماذا عنكِ؟ اتصل بي يوسكي ضاحكا عليكِ"
انزعاج طفيف سكن ملامحها
" ذاك المهرج، أنا متعبة الان للغاية أريد فقط العودة للبيت والاستلقاء"
" سوف يحصل ذلك اصبري قليلا بعد حتى تصل الحافلة"
ابتسم باشفاق وهو يعدل حقيبته الرياضية على ظهره وصديقه بجانبه يزعجه
" هل هي صديقتك؟"
سمعت ماهيرا صوت صديقه لتشعر بالاطمئنان لأجله لأنه بدأ يكسب أصدقاء ولكن صوت صديقه ذاك انه لــ ريوتا متدني الدرجات لتسأله مباشرة
" هل ستأتون للدراسة في البيت؟"
دفع ايان ريوتا بعيدا وهو يعيد الهاتف لاذنه
" نحن متعبون قررنا أننا سندرس في الغد مع زملاء آخرين ويوسكي أيضا"
رأت ماهيرا الحافلة تقترب
" أتت الحافلة سأغلق وأتصل بيوسكي أيضا لأرى ماذا فعل؟ اعتني بنفسك أراك في البيت"

~~~~~

بعد يومين
تثائبت ماهيرا بشدة وهي تتذكر سهرها البارحة على أوراق الجامعة حقا حياتها بمواعيد محدد، إن تأخرت على شيء تخسر الاخر فهي لم تسمع نصف المحاضرة بسبب نعاسها الشديد حتى أن الأستاذ نهرها أكثر من مرة.
تلكأت في نزولها الدرجات فاصطدم بها بعض الطلاب
" يا الهي انزلوا ببطئ ما الذي يجبركم على المسارعة؟"
تأففت تتمسك بالحائط تكمل نزولها البطيء
ثم ذهبت لمقهى الجامعة وطلبت شيء خفيف ومنعش لتستيقظ.
ثم عادت لتذهب لمحاضرتها القادمة ثم وهي تسير في اتجاه الدرج رأته واقف مع الضخم والجانح الضئيل غير موجود واقفان أمام حائط الدرج ويتناقشون حول شيء، والفتى الذي اختطفه والده يبدو منزعج، اقتربت أكثر فلاحظاها فصمتا يناظرانها بهدوء لم تبتسم لهما ولكنها ألقت التحية برأسها وهي تعبر.
رينتارو كذب نفسه فسأل الضخم
" هل أومأت برأسها نحونا كتحية؟؟"
" بلى سيدي الشاب"
لم يستطع السيطرة على بسمة صغيرة أرغمت نفسها على شفتيه كما لم يستطع السيطرة على قلبه الذي خفق بتفاءل.

~~~~~~

الرابعة زوالا رمت ماهيرا الحقيبة بكرسي الانتظار في المحطة حيث تنتظر الحافلة لتقلها للمركز التجاري لتعمل فيه من الخامسة للعاشرة ليلا الأيام الأخرى الباقية.
أغمضت عينيها ثم فتحتهما وجذبت الحقيبة لحجرها، فتعبها أنساها أنها في مكان عام وهناك من سيحب الجلوس أيضا، ثم عادت وأغمضت عيناها وقد كتفت ذراعيها فوق الحقيبة بتوازن أراحها،
غفلت عن كل شيء وعن كل صوت صداه أصبح غير مسموع تماما، وهي تراجع كل ما حدث في السنوات الاخيرة انها تشعر بالتعب كل يوم أكثر ولكن ذلك يتلاشى كليا عندما تنظر لإخوتها وامها والبيت الصغير الذي يسكنونه، يوسكي يبذل أكثر من جهده في الدراسة لأجل عمل ومستقبل مرموق، ايان وشغفه اتجاه كرة السلة ومستقبل واعد ينتظره فيها رغم درجاته المتدنية ولكنها ويوسكي يساعدونه، التوأم ران وبان المشاغبان اللذان يسببان الصداع النصفي، ثم اللطيف سوبارو...
ابتسامة كبيرة رسمت على كامل وجهها حتى عيناها بدتا ضاحكتان حتى وهو مغلقتان، ثم قهقهت وفتحت عينيها ولم ترى العيون المفضولية المستغربة حولها من المنتظرين مثلها.
سيارة سوداء عالية عبرت أمامها ذكرتها بشيء آخر، محيتْ الابتسامة وحل الهدوء على وجهها، الشاب رينتارو كما علمت اسمه اليوم في الجامعة من ثرثرة بجانب مقعدها،
انه ابن ياكوزا معروف جدا، وقتها أدركت لماذا في بيته عند الاختطاف قالوا أنه مشهور في الجامعة، وأكد شكوكها أن والده ليس شيء عادي وكيف كان مخيفا في نظرها.
ولكن الشاب رينتارو يبدو جيد، وعلاقته بوالده ليست جيدة، بالتفكير بذلك والده يريد منه العودة ليرث جماعته وهو لا يريد!!....
حكت رأسها بانزعاج كبير فمسألة الوالدين والأولاد المعقدة تزعجها كثيرا وترهق عقلها، حاولت ابعاد تفكيرها عن هذا المنحى ولكنها لم تبتعد على طول الطريق في الحافلة حتى وصلت لمكان عملها مع الخامسة، قبل دخولها اتصلت بأمها لتطمئنها لأنها تخبرها دوما أن تتصل بها قبل وبعد كل عمل لتطمئنها فأمها شخص قلوق جدا وهي لا يزعجها بل يسعدها.
المركز التجاري هذا عملاق جدا، وصاحبه فاحش الثراء، اختارت دوما الأماكن الغالية للعمل فيها لأنها باهظة الأجرة وكذلك تعلمها أشياء عن العالم الكبير، لأنها تطمح واخوتها لأن يصبحوا أفراد مشهور كل واحد بما يحب هي
أن تصبح ترجمان مشهورة ذات مكانة في مجال الترجمة
ايان لاعب كرة السلة الأول في البلاد
أما يوسكي مازال يبحث عن شيء يحبه ويبرع فيه مثل مادة الرياضيات فكرت أنه ربما يصبح بروفيسور فيها.
ابتسمت بأمل كبير وسعادة غامرة وهي تدلف للمركز في طابق بيع الملابس.
..

إنتهى الفصل الثالث
.
..
...
....

السلام عليكم ورحمة الله

مجددا كيف حالكم هنا؟؟ يا رب تدوم عليكم بالهناء والخير.

كيف ترون جديد الأحداث؟؟

كيف ترون العلاقات بفضل الفصل الجديد؟

مقطع استوقفكم؟؟

وفقط سلام الى الفصل القادم



https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

شَفَق. 10-13-2020 10:07 PM


السلام عليكم نسمات عساك بخيرر .. ق0ق0
مريت عروايتك صدقة لكن من الاول شدتني خصوصا بسبب الغرابة حسيت انها ممتعة
وابي شيء يضحكني سو ما خبت . ماهيرا مدري لي هنا صرت اتخيلها مثل ابطلة سكيب بيت هع1
مرة استمتعت بشخصيتها الي الانوثة تتبرأ منها هع1 حبيت كذلك اسرتها اللطيفة جدا بعيدا عن الاب :قمر1:
ايان عوجه الخصوص هع1 حبيت نيتارو :55: متشوقة لاشوف وش بصير معه وماهيرا هع1
والاكثر كيف يحارب رغبة ابوه .. انا مستمتعة جدا ..
الفصول طغى عليها السرد بس ما انزعجت من هالشيء
حسيت نوع روايتك يصير جميل هيك .. شكرا لك استمري ..ق0ق0

Inas Fallata 10-18-2020 12:00 AM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أسعد الله أوقاتك كلها بالخيرات والمسرات
كيف حالك وكيف هي أيامك؟ إن شاء الله على
خير ما يرام، جذبتني قصتك بعنوانها المتناقض
أحببت البداية وكل فصولها الحالية ولا أخفيك
أنني أنتظر القادم ورؤية تطورات كل شخصية
والعلاقات بينهم.
شخصيتي المفضلة حتى الآن هي إيان وأتفق
مع نوتي بأن ماهيرا تبدو لي مثل كيوكو( بطلة
انمي skip beat) ، أسلوبك في الكتابة جيد وسيتحسن
مع القراءة للروايات والقصص المختلفة، وصفك
الأشياء والأحداث بسيط ومرتب وجميل لكن
لو أعطيته المزيد من التفاصيل سيكون أروع وأجمل.

تقبلي مروري وفي انتظار الفصل القادم
دمت في حفظ الله ورعايته.


lazary 10-19-2020 04:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوتِي. (المشاركة 112195)
السلام عليكم نسمات عساك بخيرر .. ق0ق0 مريت عروايتك صدقة لكن من الاول شدتني خصوصا بسبب الغرابة حسيت انها ممتعة وابي شيء يضحكني سو ما خبت . ماهيرا مدري لي هنا صرت اتخيلها مثل ابطلة سكيب بيت هع1 مرة استمتعت بشخصيتها الي الانوثة تتبرأ منها هع1 حبيت كذلك اسرتها اللطيفة جدا بعيدا عن الاب :قمر1: ايان عوجه الخصوص هع1 حبيت نيتارو :55: متشوقة لاشوف وش بصير معه وماهيرا هع1 والاكثر كيف يحارب رغبة ابوه .. انا مستمتعة جدا .. الفصول طغى عليها السرد بس ما انزعجت من هالشيء حسيت نوع روايتك يصير جميل هيك .. شكرا لك استمري ..ق0ق0


وعليكم السلام ورحمة الله، الحمد لله بخير

صدفة جيد اذا بما أنه لم يخب ظنك بها وهذا يجعلني سعيدةغناء2

ههههه والله تبرأت منها وان شاء الله ترجع لها..smile0

اجل حتى انا احب ايان ومدري ليشهه5
رينتارو البطل ياعيوني عليه غ2
ان شاء الله الامور الي بتصير بينهم بتعجبك وتستاهل تشوقك
كل شخص لديه أسلوب في الكاتبة أليس كذلك؟غ2
بستمر بدعمك، ان شاء الله تواصلي تتبع الرواية للنهاية
شكرا على مرورك وملاحظاتك يا رب تعجبك باقي الفصول أيضا.. قلب2قلب2قلب2

lazary 10-19-2020 04:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة inas fallata (المشاركة 112272)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وعليكم السلام ورحمة الله
أسعد الله أوقاتك كلها بالخيرات والمسرات
اللهم آمين أجمعين
كيف حالك وكيف هي أيامك؟ إن شاء الله على
خير ما يرام،
بخير احاول ان أمضي قدما بشكل جيد، وان شاء الله انت أيضا بالمثل

جذبتني قصتك بعنوانها المتناقض
أحببت البداية وكل فصولها الحالية ولا أخفيك
أنني أنتظر القادم ورؤية تطورات كل شخصية
والعلاقات بينهم.

واااا لقد حمستي بجدحماس1حماس1حماس1 أريقاتوو2

شخصيتي المفضلة حتى الآن هي إيان وأتفق
مع نوتي بأن ماهيرا تبدو لي مثل كيوكو( بطلة
انمي skip beat) ،

أعتقد أنه علي مشاهدة الأنمي بما أن كلاكما ذكره ف8

أسلوبك في الكتابة جيد وسيتحسن
مع القراءة للروايات والقصص المختلفة، وصفك
الأشياء والأحداث بسيط ومرتب وجميل لكن
لو أعطيته المزيد من التفاصيل سيكون أروع وأجمل.

رغم أني أقرأ الكثير وأحاول أن تكونالروايات مفيدة،
مافهمت شو قصدك بالتفاصيل يعني وصف المحيط أم الأشخاص؟؟


تقبلي مروري وفي انتظار الفصل القادم
دمت في حفظ الله ورعايته.

أكيد اتقبله ويسعدني لو تكرريه :hb1::hb1::hb1:
دمتِ في حفظه تعالى و2و2


يا رب تعجبك كل الفصول الجاي رح يكون الفصل هنا بعد قليل ان سمحت النت

lazary 10-19-2020 04:53 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204




... الفصل الرابع ...



رن هاتفها بوصول رسالة فوضعت الملابس في المعلاق وأخرجته وجدتها رسالة من يوسكي أنه خارج المكان ينتظرها
نظرت للساعة مازلت ربع ساعة على انتهاء الدوام
فردت عليه بذلك،

~~

في الخارج أرجع يوسكي الهاتف لجيبه وجلس في كرسي للانتظار أمام الحائط، يريح جسمه من السير في عدة محلات بعد دوام المدرسة يبحث عن عمل جديد يتوافق مع الدراسة، بذلك سيخفف مصاريفه الشخصية على البقية، ولكنه لم يفلح.
صوت عالي جعله يدير رأسه شابين يتشاجران.. بل مراهقين، لوى فمه باستهزاء على تصرفتهما يبدوان في نفس عمره ولكنهما يتصرفان كالأطفال، بقي يراقبهما ليس حتى شجار كبير انهما يدفعان بعض هذا كل ما في الامر اما الشتائم فهي سيئة حقا.
تذكر قبل حوالي ثلاث سنوات، وقتها كان بيتهم يمر بأزمة شديد بعد معرفتهم بزواج والده أكثر من مرة ثم رحيله عنهم نهائيا، يومها تشاجر مع أمه و شتم بصوت عالي لأول مرة في البيت، وفي نفس اللحظة تلقى صفعة قوية من شقيقته ماهيرا وصوتها طغى بعلو فوق صوته قائلة أنهم جميعا في هذا، ولا واحد منهم ملام، وجميعهم سيقفون مع بعض، وان تصرف مجددا هكذا ستحطم عظامه.
كان عمره أربعة عشر سنة ومن وقتها أصبح يخافها ثم بدأ يقدرها تدريجيا، وكانت تلك أول وآخر مرة شتم فيها أو قال كلاما سيئا.
أبعد نظره بعيدا عن المراهقين صامتا ينتظر ماهيرا ليعودا للبيت سويا.

~~~~

عند انفتاح باب المصعد خرجت ماهيرا ومعها بعض العمال مثلها ثم ساروا في البهو العملاق وصولا للباب الدوار وخرجوا، بحثت بعينيها عن يوسكي لتجده يسارها جالس مغمض العينين بدى لها متعبا
بلا كلمة جلست بجانبه، ولكنه لم يفتح عينيه صمتت أيضا متراجعة مثله وجالت بعينيها الأرجاء سيارات مغادرة من كل الأصناف منهم الغني، ، بعضهم في دراجات هوائية وآخرون في دراجات نارية، ومنهم من مثلها
" يوسكي متى برأيك سنستطيع شراء سيارة؟"
لم يفتح عينيه و أجابها بتفكير
" بالنسبة لسيارة قديمة، سنشتريها بعد حوالي سنتين، هذا ان حسبنا أنك ستعملين مباشرة في الشركة التي تعملين فيها الان بعد تخرجك العام القادم، أما سيارة جديدة ربما بعد سبع سنوات عندما أنهي أنا وايان الجامعة ونبدأ في العمل"
تنهدت ضاحكة وهي تقف
" لقد فرقعت حلمي أمام عيني لماذا هذا بعيد جدا؟؟!"
صمتتْ ورفعت رأسها وابتسمت ودارت حول نفسها ببطئ وأكملت وهي تتوقف وتنخفض لمستواه عند وجهه
" ولكن بالتفكير أننا سنتشارك ونشتري شيئا معا ذلك وحده يكفيني، وأشعر ان ذلك تحقق وأننا ذهبا جميعا في نزهة ليوم كامل مشمس وقد أعدت لنا والدتنا الطعام لأخذه معنا."
ابتسم هو الآخر باشراق
" ذلك يبدو رائعا للغاية، * ثم بتصميم لمع بعينيه أومأ * سنعمل على تحقيق ذلك"
بقية تحدق فيه وعيناها امتلأتا دموعا لما رآها يوسكي ضربها برأسه بقوة على رأسها ناهرا
لتبعد وهو يستقيم أمامها
" ماذا بدموعك هذه؟؟ ألا يمكننا أن نحلم بدونها دوما؟"
مسدت جبينها بألم
" وانت ألا يمكنك أن تكون لطيفا؟."
ثم ضربته على كتفه وسارت قبله
" هيا لنعد للبيت أيتها الابرة"
قهقه يوسكي لتشبيهها اياه بالابرة لأنه فرقع لها حلمها.

~~~~~~

صعدت ماهيرا الدرجات للطابق الثاني بعد أن وجدت ايان وبعض من زملاءه يدرسون في غرفة المخزن للمطعم مؤقتا وبقي معهم يوسكي ليدرسهم رغم انهم في نفس السنة ونفس الدروس.
دخلت الباب فتلقاها التوأم وسوبارو ليمتلئ وجهها بابتسامة كبيرة وتحولت الى قهقهة عندما دفعوها لتسقط وبدأوا يقفزون هنا وهناك وفوقها وهي تدغدغهم وتطرحهم أرض،
" تبدين كوالدهم"
صوت غير مألوف جعلها ترفع نظرها للأريكة الصغيرة المهترئة التي تتوسط البهو الصغير،
امرأة بدت في الثلاثين لم ترها ماهيرا من قبل.
أبعدت الأولاد عنها وقد زالت الابتسامة واستقامت تنفض ملابسها ونظرت ناحية المطبخ لوالدتها المنهمكة بشرود في تحضير الشاي في هذا الوقت!!!؟
" من هذه أمي؟"
أجابت والدتها دون النظر نحوها
" هناك صور على الطاولة أنظري لها"
بتوجس تقدمت ماهيرا للصور وعينيها تجول بينها وبين المرأة،
عند رفعها وجدتها صورتان لوالدها ببذلة زفاف بجانب هذه المرأة وتبدو أقل عمرا من الآن؟؟!!
والصورة الثانية للمرأة وحدها في سرير المستشفى و في حضنها طفل حديث الولادة
ثم عادت للنظر في الصورة الاولى لوالدها شعره أسود ملابسه طقم فخم تستطيع معرفة ذلك من خلال عملها في بيع الملابس بالمركز التجاري.
كطبيعتها مرت يسراها على جبينها مرورا بجانب وجهها حتى ذقنها كعلامة للتفكير،
ثم انفجرت ضحكا بشدة حتى آلمها بطنها لتمسد عليه وهي تتراجع للحائط لتسقط عليه بقوة وتنزلق حتى جلست لتتأوه بألم فلم تدري أمها التي خرجت من المطبخ تراقبها بذبول،
هل هو ألم السقطة؟ أم أنه ألم ما يجعلهم والدها يمرون به؟
رفعت عينيها عن الصورة نحو والدتها وقد تعبت ملامحها أكثر من قبل وصوتها خرج منكسرا كقلبها ان كان ما تفكر فيه صحيح
" هل هذه والدة ايان؟؟"
أمها خطفت نظرها للمرأة وعادت به اليها
" على ما يبدو"
تنفست ماهيرا عميقا وعاودت النظر لأمها التي بدت متألمة بشدة رغم صمتها وصمودها، انها تتساءل أي قوة لديها حتى أنها ذهبت لتعد الشاي لزوجة زوجها السابق،
ان كانت امها هكذا عليها هي أن تتصرف، قبضت على الصور وعاودت التنفس بقوة واستقامت بعزم متقدمة من المرأة الجالسة بوقار بقدم فوق قدم وكأنها ملكة أو شيء كهذا..!!
" ماذا تريدين؟"
" أريد أخذ ابني"
أجابتها بصوت من لطفه حتى شعرت والدة ماهيرا بالتقزز
تقدمت ماهيرا خطوة أخرى ونظراتها أخبرت المرأة ان هذه الفتاة الشابة ليست سهلة
" وأين كنتِ من قبل؟؟"
أنزلت قدمها عن الأخرى وهي تجيب بتوتر غلفه الكبرياء، فهذا السؤال كانت تتوقعه دوما واستعدت له، ولكنها الان تشعر بان تماسكها قد خار
" كنتُ خارج البلاد"
قلبت ماهيرا عينيها بعيدا ثم عادت بهم إليها وهي تترك الصور ليسقطا للطاولة ثم قالت بنبرة باردة
" لم أسألكِ عن مكان إقامتك، بل أين كنتِ وايان كان في الميتم وكلا والداه على قيد الحياة؟"
صوتها علا بالتدريج حتى طغى على كل البهو،
من أمام المطبخ رفعت والدتها يدها الى فمها خوفا من أن يسمع ايان.
ولكن ماهيرا لم ترها وهي تضرب الطاولة بيدها عدة مرات وقد امتلأت ملامحها غضبا واختلج قلبها بقوة في صدرها وشعرت بالضغط في رأسها.
التوأم تقدموا لوالدتها يستندون عليها، فهذه ذكرتهم بشجار وقع قبل مدة بينها وبين والدتهما عندما أخذتهم لعندها لمدة يوم ولكنها أهملتهم فضاعوا في الشوارع، رغم صغر سنهم يدركان أنهما يحبان ماهيرا أكثر من أمهما ولكن ذلك لا يمنعهما من الخوف منها عندما تتحدث بصوت عالي
نزلت والدتها وحضنتهما وهي تكلمها بمهادنة
" ماهيرا الأولاد هنا، وايان أيضا في الأسفل، على الأقل راعي أن أصدقاءه هنا"
في نفس اللحظة سوبارو ذا الثلاث أعوام أمسك بيد ماهيرا التي ضربتها على الطاولة قبل لحظات نظرت نحوه فوجدته ينفخ عليها ويمسح بلطف كي يزول الألم، امتلأت عينيها بالدموع فورا فنزلت لتعانقه وتمد ذراعها للتوأم فركضا نحوها بفرح سعيدين بعودةِ لطفها.
تكلمت المرأة مجددا بتبرير
" ماهيرا والدك شخص سيء، لقد تركني مع حملي وغادر الى مكان لا أعرفه"
زادت من ضم الأولاد اليها ثم رفعت رأسها من بينهم وقالت بتقريع
" ان كان هو شخص سيء فهل تكونين أنت أيضا مثله؟! وتتخلين عن ابنك؟! عن فلذة كبدك..!!!؟"
" لقد كنتُ أعاني وحدي"
بررت مجددا وصوتها بدأ يخبو
" تعاني وحدكِ؟؟ أمي أيضا كانت تعاني وحدها ولكنها لم تتخلى عنا ولم تفكر يوما بذلك"
جوابها الهادئ ظاهريا جعل المرأة تغطي فمها ثم تنفجر بكاء عكس تماسكها من قبل.
" لم يكن بودي تركه لقد كنت مجبورة "
قالت من بين بكاءها
استقامت ماهيرا ولم تترك أيادي أولاد وهي ترد بحرقة
" مجبورة؟ مجبورة؟! أنا لن أترك ابني حتى لو افترشت أوراق الجرائد، ان كنت سأموت فسأموت معه وان كنت سأحياَ... فسأحيا معه، كيف طاوعك قلبك على رميه كــ....كاليتيم وكأن لا أحد له"
نكست المرأة رأسها من تقريع ماهيرا الذي خرج بعاطفة حارة وملامح باكية وكأنها جربت الأمومة.
ثم رفعت بصرها وهي ترى الأولاد يحيطون بها كأنه أمهم حقا، وفتحت عيناها على وسعها عند رؤيتها لولد آخر كبير يقف في الباب متجمد، وقفت بتعثر تعدل ملابسها الأنيقة بتوتر
"هذا ليس إيان، إنه ابني يوسكي"
قولُ زوجة زوجها الأولى *ماي* جعل نفساً مرتعشاً متقطعاً يغادر صدرها براحة
مسحت بالمنديل باقي دموعها وهي تتحدث برفع ذقنها بكبرياء جعلا ماي تشفق عليها
" أنا أتيت لأسأله ان كان يريد الذهاب معي وأتمنى أن تقنعيه، لأني أريد أخذه معي للخارج حتى لا يصل له والده لأني لا أريد ذلك"
رفعت ماهيرا حاجبيها بتعجب واستهزاء لتقول
" حتى في عمره هذا، تريدين تقرير حياته، ومن يجب أن يقابل ومن لا يجب..!!"
" ايان لن يغادر هذا البيت"
يوسكي تدخل ببساطة وهو يتجاوز الجميع ليجلس ثم أكمل
" تتعبين نفسك لأجل شخص كبير ويعرف ماذا يريد"
بهدوء استفز المرأة وفتح ذراعيه وكأنه يعلمها مسبقا باختيار ايان.
كشرت ملامحها و بأعصاب مشتعلة سارت بسرعة وتجاوزت الباب ونزلت الدرجات،
أسرعت ماهيرا خلفها وصوت يوسكي يصلها من بعيد بقوله أن لا تتشاجر معها أمام ايان،
وآخر ما رأت ماهيرا هو وجه المرأة المفزوع وهي تنظر نحوها من الأسفل وحل الظلام على عينيها.
سمع الآخرون صرخت المرأة باسمها و صوت ارتطام وتدحرج.
خرج ايان من غرفة المخزن راكضا بهلع وخلفه أصدقاءه وأطل البقية من الأعلى وجميعهم صرخوا باسمها

" ماهيييراااا "

المرأة تجمدت بخوف وضمت يديها لصدرها وهي تناظر الدماء التي تدفقت بغزارة من رأس ماهيرا الواقعة أمامها أسفل الدرج،
نادى يوسكي على ماهيرا باستمرار وهو يتفقد نبضها و رأسها وكل جسمها، ثم نظرت نحو ابنها ايان الذي هو الآخر يصفع وجه ماهيرا بخفة وهو يهذي باسمها ويبدو غير واعي.
أمسكه يوسكي بحزم من ذراعه وصوته بنفس الحزم والهدوء
" ايان.... ايان، عد لرشدك واجلب سيارة بسرعة لن ننتظر سيارة الاسعاف"
نهض ايان من فوره وركض خارجا وقد عاد رشده تدريجيا مع كل خطوة يركضها خارجا للشارع الرئيسي القريب، فوجد سيارة أجرى متوقفة ضرب زجاج النافذة بقوة صارخا
" سيدي ... سيدي من فضلك أختي... أختي أصيبت علينا نقلها للمستشفى حالا"
أفزع الرجل أكثر وهلع يقود السيارة مبتعدا وزجاج سيارته قد تلطخ بالدماء من يدي الفتى كما أن صدره وبنطاله قد مُلآ بالدماء، ومع صارخه الهَلِعْ بدى كسفاح ندم بعد فوات الأوان على ضحيته.
دار ايان حوله نفسه ويصرخ
" ساعدوني أرجوكم اختي تموت"
هلعَ أكثر وهو يركض في منتصف الطريق والسيارات حوله تطلق مزاميرها لتتوقف سيارة عند ركبتيه كادت ستصدمه ثم خرج شخص نحيل منها صارخ
" ان كنت تريد الانتحار فاذهب لمكان آخر"
" ساعدني أرجوك أختي... أختي"
خرج شخص آخر راكضا نحوه وأمسك ذراعيه ينفضه وصرخ سائلا
" ماذا حدث؟"
فتمسك بذراعيه أيضا
" ماهيرا لقد أصيبت ماهيرا "
توسعت عينا الشاب وحدق في الضخم والضئيل
شكا منه أنها تعرضت بسببه للخطر
جذب ايان معه للسيارة وهو يسأل
" أين هي؟؟"
" في المنزل"
وانطلقت السيارة بتوجيه من ايان الذي عاد اليه رشده مجددا وقد تعرف على الجانح الذي تشاجر معه والشاب ابن الياكوزا، ولكن لم يهمه الآن سوى حياة ماهيرا، الشخص الوحيد الذي أتى من أجله وعادت مرارا للميتم لأجله، وحاربت، وسعت حتى أخرجته وأخذت بيده للبيت.
..
أنتهى الفصل الرابع
.
..
...
....

اليوم لن أضع أي أسئلة لأني مشغولة وعلي الذهاب

كونوا بخير وأدعوا لي بالتوفيق أحتاجها بشدة حقا، وفقكم الله.


https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

Inas Fallata 10-25-2020 07:49 AM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أهلا وصباح الخير أنا هنا من جديد
بقراءة الفصل الرابع المشوق والقصير
أمازحك وحسب.
الفصل القادم سيكون مشوق بالتأكيد
لا أحب التخمين كثيرا خاصة عند القراءة
لكني واثقة بأن الكثير من الأحداث في انتظارنا.
دعواتي لك بالتوفيق والنجاح.


lazary 10-25-2020 11:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة inas fallata (المشاركة 112511)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أهلا وصباح الخير أنا هنا من جديد
بقراءة الفصل الرابع المشوق والقصير
أمازحك وحسب.
الفصل القادم سيكون مشوق بالتأكيد
لا أحب التخمين كثيرا خاصة عند القراءة
لكني واثقة بأن الكثير من الأحداث في انتظارنا.
دعواتي لك بالتوفيق والنجاح.


صباح النور
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

كنت سأنزل الفصل لأجد ردك
شكرا جزيلا لك على ذلك

ان شاء الله يعجبك مع أنه قصير

lazary 10-25-2020 11:17 AM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204




... الفصل الخامس ...



في الأثناء التي تلت خروج ايان راكضا،
في البيت يوسكي تولى أمر ايقاف النزيف كخبرة لم يدري أنها لديه وهو يعِظ أمه لتعود لرشدها هي الأخرى، وتحضر القماش لوقف النزيف الكبير الذي حدث من جرحين عميقين خلف رأسها ومقدِّمته.
لف القماش وتحته الكثير من القطن ورغم تقليل النزيف ولكن لازالت الدماء تخرج بين أصابعه ما جعله يتوتر رغم تماسكه، ثم نظر لساقيها ومددهما
" لا يوجد كسر واضح"
ثم عاد لأضلعها وذراعيها ولكنه لم يجد أيضا
" أظن أنها ستكون بخير "
تمتم لنفسه بتشجيع لم يصدقه.
في نفس اللحظة فرامل قوية توقفت أمام الباب ودخل ايان يصرخ باسمه وخلفه شخصان ولكنه لم يبالي بالتعرف بهما، بل حمل هو وايان جسم ماهيرا الفاقد للوعي وذهبا به للسيارة لتنطلق بسرعة خيالية تاركين خلفهم إمراتان.
واحدة تبكي بصمت وتضم ثلاثة أولاد لصدرها وهي الآخرى قد ملأتها دماء ابنتها الكبرى،
بينما الأخرى جلست على الأرض وساقاها قد توقفتا عن العمل فهذا المنظر ذكرها بماضي مرعب.
~~~~~~~~~
في المستشفى سقط ايان على كرسيْ المستشفى بينما يوسكي تولى مهمة الذهاب والإياب في الرواق، حتى الان لم يأتوهم بخبر عن شقيقتهم سوى أنه أسرعوا بها للداخل ما ان رأوهم،
رينتارو أيضا كان معهم وقلق جدا من الذي حدث، فحتى الان لم يعلم ماذا جرى وهو يدعو أن يكون ما حدث معها بعيد عن ما يفكر به.
نظر للفتى الذي يأتي ويذهب ونظر لشقيقها ايان كما عرفه سابقا لذا
تقدم منه سائلا بقلق
" ماذا حدث لها؟"
لم يجبه ايان وبدى في عالم آخر يتأمل الدماء القانية على يديه
فجلس بجانبه يعيد السؤال
" ماذا حدث لها؟"
يوسكي الذي شعر بالخطر لسبب ما، خصوصا مع مظهر الضخم ومظهر المراهق الجانح اللذان يرافقان هذا الشاب
" ماذا تريد أنت الآخر؟؟ نحن شاكرون لك، لقد جلبتنا للمستشفى ولكن لا دخل لك في الأمور الأخرى"
خاطبه بحدة وفقدان سيطرة وهو يتقدم منه ليجذبه من ملابسه بعيدا عن ايان،
في عقل يوسكي هذا إما أنه قريب والدة ايان وهم يريدون أخذه،
أم أنهم أشرار يريدون اقتناص الفرص ليستغلوا ضعيفي العيش مثلهم.
نزع رينتارو يد الآخر وهو يرد بنبرة هادئة من أجل اكتساب اطمئنانه نحوه
" لا أنوي شرا، أنا فقط أريد الاطمئنان"
بغضب لم يدري يوسكي لماذا شعر به؟ أم أنه متراكم من كل ما حدث معه هذه الأيام ثم مجيئ والدة ايان وختمها قرب ماهيرا من الموت،
جذب رينتارو من ملابسه بصوت عالٍ نسبيا صرخ
" لا تقصد شرا؟؟ اذا لماذا جميع من هنا ما ان رأوك حتى اختفوا عن الأنظار والأطباء سارعوا لنجدة ماهيرا"
" لأنه رينتارو هاشيرا ابن ريونو هاشيرا"
الصدمة ألمت بيوسكي من قول أخيه الذي بقي جالس ولم يتحرك
الرجل الضخم أنزل عينيه عن سيده الشاب متوقعا أن الجميع سيصمتون ويتجاهلون سيده خوفا، أما الجانح النحيل فقد أوقفه الأول على التقدم والدخول في شجار مع الشاب الذي يتحدى سيده.
ولكن ما حدث أن يوسكي ألحق يده الأخرى ممسكا رينتارو من تلابيبه وجذبه نحوه كحركة رآها من قبل لدى ماهيرا وهدر صوته بقوة رغم صغر سنه بالنسبة لرينتارو
" ماذا تريد من ماهيرا؟.. ماذا تريد الياكوزا منها؟؟"
توسعت عينا رينتارو وارتد رأسه للخلف مع خضخضت يوسكي له
هذا الفتى انه ليس خائف منه! لم يتركه بل زاد حدة ما ان سمع باسمه الكامل
أدار بصره للضخم خلفه بفرحٍ نوعا ما، ما جعل يوسكي يشتعل غضبا أكثر ويلكمه بكل قوته ليسقط رينتارو خصوصا وهو غافل.
ليقصف صوت يوسكي في الرواق الخالي
" هل تحتمي بحفنة من الرجال؟؟ عارٌ أنت على أقرانك، تنتظر ليخلصك رجالك من يدي"
وهم ليسقط فوقه يبرحه ضربا بغضب رغم أن لا ذنب له
هكذا فكر ايان وهو يجذبه بعيدا عنه ثم قال بصوت فاتر
" توقف، ماذا حدث معك؟ لماذا تصب غضبك على شخص آخر؟؟"
" بل على الشخص الخطأ"
صوت الجانح ازعج ايان ولكنه تحكم في نفسه وبقي ممسك بيوسكي ثم أجلسه قائلا
" اهدأ لا نريد مشاكل مع الياكوزا..ولا دخل لهما ببعض فقد التقيا بسببي عندما أوقفتني الشرطة مع أحد من رجاله "
رينتارو بدى موقفه ضعيف بالنسبة للجانح ولكن بالنسبة للضخم فقد بدى مسالم ومتفاجئ وربما سعيد فهذه العائلة لا يخافون منه انهم فقط شجعان و حذرون.
" أنا لا أنوي شرا لكم"
قوله جعلهم جميعا يرمقونه بصمت ثم جلس الشقيقان متجاوران متقابلان مع الثلاث الآخرين.
بعد ساعة مرت بصعوبة على الأخوين
خرج الطبيبان والممرضات وكأن الذي في الداخل شخصية مهمة في السياسة.
هرع له الأخوين و رينتارو
" كيف حالها؟؟"
في نفس اللحظة نطق ثلاثتهم
" حالتها مستقرة، النزيف كان حاد جدا ولولا الاسعافات الأولية بتقليل النزيف لربما فقدناها وسط العملية"
" عملية؟؟!"
تراجع ايان للخلف بصدمة لم يتوقع ان يصل الأمر لهذا لحد....؟!!
ليكمل الطبيب حديثه وهو يخاطب رينتارو باحترام مبالغ
" أجل عملية ولكنها بسيطة لخياطة الجرح الخلفي كانت صعبة بسبب الأعصاب في قفاها، ولكنها الآن بخير وقد زودناها بالدماء من المستشفى لأن زمرتها موجودة لدينا، حدث لها ارتجاج في المخ جراء الضربة التي في مؤخرة رأسها ويبدو أنها كانت فاقدة للوعي وهذا سيسبب مشكلة في تدارك الوعي لديها حتى الغد، وستعاني من الصداع لمدة طويلة، كما أن لديها رضوض في أنحاء جسمها، ولكنها ستكون بخير و سنتظر استيقاظها غدا صباحا "
ثم أنزل عينيه بخوف واضح من ردت فعل ابن الياكوزا، وغادر مع طاقمه والطبيب الآخر
" فاقدة للوعي ؟؟! ما معنى هذا؟؟ يوسكي؟"
ايان سأل أخيه بتيه وقلق
" لا أعلم فبعد شجارها مع تلك المرأة نزلت خلفها وبعدها أن تعرف الباقي"
عندما سمع رينتارو هذا تقدم أكثر من يوسكي والشك يراوده مجددا
" من هي تلك المرأة؟ هل تعرفها؟؟"
" ما دخلك أنت أخبرتك أن تغادر"
بحدة رد عليه وعاد للنظر لـايان، بينما تراجع رينتارو بغضب فحقا هذا الفتى المراهق بدأ يزعجه رغم أنه أخبرهما أنه لا ينوي شرا، استند على الحائط على مضمض ورفيقه النحيل يخبره بالخروج من هنا رغم ذلك تجاهله وكتف ذراعيه يراقب المراهقين اللذان يتهامسان الآن.
لم يزح يوسكي عينيه عن ايان الصامت وهو يهمس
" لا أظن أنها من فعلت بها ذلك فالمسافة بينهما كبيرة كما أنها نزلت قبلها...والطبيب يقول أنها كانت فاقدة الوعي هذا يعني أنها شعرت بالدوار وهي تنزل من الدرج"
ايان كز على أسنانه وعاود الجلوس وصدره انتفخ بالهواء ثم أطلقه بقوة وقفز واقفا يركل الكرسي بقوة وهو يلهث بقوة أكبر
" لما عليها العودة الآن أين كانت؟ لما تخلت عني ان كنت تريدني الآن، بسببها.... بسببها ماهيرا الآن في الموت"
تقدم منه يوسكي يمسكه ناهرا اياه على التصرف برعونة
" اتركني يوسكي أنت لا تعرف ما مررت به؟.. انت لا تدرك معنى أن تشعر أنك غير مرغوب بك.. من أي أحد، حتى والدتك رمتك وكأنك جرو كلاب أجرب.."
شهق متراجع بكبرياء عن ذراعي يوسكي الذي كان سيحتضنه وعينيه خطت تحتهما الدموع ليمسحها بعنف
" ماهيرا هي أملي هي أهلي، هي أمي وهي أبي، أنت لا تدرك معنى ذلك لأنها كانت دوما بجانبك، وأمك تمسكت بك ولم تتركك للحظة ، لم تتركك لتتربى في دور الأيتام وتنتقل من أحد لآخر"
صرخ في آخر كلماته فاقدا رباطة جأشه كلها ناسيا أن هناك دخلاء يسمعونه
" ايان توقف عن ذلك، لم تعد وحدك عليك نسيان ذلك، حقا تجاهل ذلك ليس عليك ايلام نفسك لمجرد أن شخص ما لم يدرك قيمتك"
" وهل يجب أن تكون هناك قيمة حتى تحتفظ الأم بابنها؟"
سؤاله البارد اقشعر له يوسكي ورينتارو وفكرا كلاهما أن هذا الفتى مليئ بالآلام.
الآن فقط عرف يوسكي لماذا ماهيرا مالت له أكثر من البقية لأنها رأت أنه تشبع بالوحدة و والعزلة و الألم.
ثم أجفل برأسه يسأله بادراك متأخر
" هل تعرف من تكون تلك المرأة التي كانت في البيت؟؟"
" عرفتها منذ رأيتها تدخل على باب البيت ولكني تجاهلتها فأنا لن أعترف بوجودها والأفضل لنا جميعا، أن تغادر"
صمت يوسكي بعد أن فتح فمه وأعاد اغلاقه وقد تذكر أنهما ليسا وحدهما ونقاش عائلي حساس أجرياه أمام غرباء،
نظر نحوهم ببرود وجلس بجانب أخيه واتصل بامه يطمئنها ويخبرها أنه آت لأخذ النقود لأجل رسوم المستشفى.
الثلاث الآخرين شعروا أنهم مزهريات في هذا الرواق، ومن بين كل هذه الأحاديث المعقدة الشيء الذي تأكدوا منه، أن ثلاثتهم إخوة غير أشقاء.
~~~~~~~~~~
في الغد
ضباب، صداع فتاك، وألم في كل مكان، تأوهت وفتحت عيناها ليضربها الصداع أكثر ثم أغلقتهما وأعادت فتحهما سقف أبيض ساطع
" أين أنا؟؟"
نظرت حولها لا احد بجانبها هذا مستشفى...ماذا حدث؟؟
عادت لها الذكرى لقد نزلت تجري خلف والدة ايان وبعدها شعرت بالدوار
كما تشعر به الآن...
ثم عادت للنوم مجددا.
مع انغلاق عينيها فتح الباب ودخلت منه سيدة وتقدمت بهدوء
حتى وصلت لعندها ومدت يدها ببطء ووضعتها على رقبة ماهيرا
ثم أدارت أصابعها حولها وهي تقارن بين وجهها وبين وجه زوجها
قبل سنوات كانت تراودها أفكار سوداء مخيفة كلما لمحت ماهيرا...كقتلها..!!
أجفلت وارتعشت يدها ولكنها لم تبعدها بل رفعتها لوجنتها ومسدت بلطف بأناملها على البقعة الزرقاء ثم مرت على الشاش الملتوي على رأسها،
كيف لها أن تفكر أن ابنتها مثل زوجها، كيف لها أن تؤذيها عشرات المرات بهذه الحقيقة التي لا يد لها فيها...؟ كونها تشبه والدها ليس ذنبها..
وكونها هي تكره زوجها ليس ذنبها..
كبيرتها ماهيرا ليس لها ذنب في أي شيء، انها فتاة رائعة لم تتخلى عن أي أحد فيهم، كانت تستطيع المغادرة ولكنها لم تفعل، بل جمعت بينهم جميعا وجعلتهم عائلة كبيرة وسعيدة رغم صعوبة العيش، انها تحاول بناء مستقبل سعيد لهم، تحاول انبات أجنحة لهم، ولقد أنبتت لها هي أجنحة حرية من بين ماضي زوجها المؤلم.
حتى الآن لم تسامح نفسها أنها كانت توبخها لأتفه الأسباب فقط لأنها تشبهه، ولكن ماهيرا أثبتت لها العكس ولم تتخلى عنها ولم تتركها رغم أنها كانت تدفعها لفعل ذلك بلا إدراك منها.
دنت منها مقبلة جبينها بعمق عاطفة أمومة هامسة بنبرة حملت الحب والاعتذار
" كبيرتي"
~~~~~~~~~~~
في اليوم الموالي خارج المستشفى
أمام المستشفى داخل السيارة توقف رينتارو برفقة مرافقيه رغم أن لديه جامعة ولكنه قرر الاطمئنان عليها بدون سبب معين
"سيدي الشاب ألن ننزل؟"
أبعد بصره عن المبنى لحارسه الضخم وهو خلف المقود ورد عليه مفكرا
" المشكلة هي بأي صفة سندخل؟"
" وهل يجب ان يكون سبب ؟؟ ألا يكفي أنك تغيبت عن جامعتك؟ عليها أن تكون شاكرة"
كان هذا قول النحيل العصبي من المقعد الخلفي، دلَّك رينتارو رأسه بيأس ورد عليه بضيق
" رينجي توقف عن كونك مندفع في كل الأمور، عليك أحيانا أن تتصرف بعقلانية فأنا لن أتساهل معك دوما"
كلماته الأخيرة كانت تحذير صارم جعل النحيل رينجي يبتلع ريقه متمتما باعتذار.
فجأة تقدم رينتارو في مقعده مدققا النظر نحو المستشفى هناك رأى الأخوة الاثنان مع إمرأة بدت من غير بيئتهما فهي أنيقة بملابس بينما هما بسيطي الملبس، ورأى الذي تشاجر سابقا ايان يبدو منفعلا وفاقدا للسيطرة وهو يلوح بيديه أمام المرأة والتي أيضا بحال بكاء...؟
~~~
صرخ إيان فاقدا أعصابه
" ليس لك الحق بمناداتي ابني لقد خسرت هذا اللقب منذ زمن بعيد...لا بل لم تكسبيه أبدا...لقد عدت بلا فائدة غادري فأنا أحسبك ميتة منذ أصبحتُ أعلم معنى كلمة الأم"
" إيان، أرجوك لقد كنت مجبرة على ذلك"
صرخ إيان كأسد مجروح يتلوى من الألم و لا يقدر على الحراك، و يوسكي يحاول تهدئته بكل ما يستطيع و قد هلع من منظر إيان فقد بدى محطما ولا يعي أي شيء، دموعه تجري على وجهه، عيناه حمراوان وغاضبان، ملامحه تضج بالألم وصوته يتقطع بين صراخه قائلا
" لقد عانيت الأمرين في الميتم وأنا أملك والدين ـــ شهق بعنف يضرب صدره ليتنفس وعاد يقول بحرقة ـــ لقد تربيت مع مجهولي الهوية لقد شعرت بالدونية "
رمق باشمئزاز زوجها الذي خرج خلفها من السيارة ينظر نحوها بقلق
" وأنتما تمرحان وتتزوجان"
" غادري ليس لدي أم، لدي عائلة بالفعل، عائلتي التي ما إن علمت بوجودي حتى فعلت المستحيل لإخراجي واصطحابي للبيت"
صوت تنفسه العالي غطى على صوت بكاءها الصامت
عاد إيان بوجهه المنفعل بالألم وغضب ليوسكي الذي يربت عليه بقوة على ظهره يهمس له بالهدوء وبدى قلقا جدا عليه.
شهيق عظيم أدخله لصدره ثم زفره ومرر ذراعه على وجهه يمسحه بالكامل وقال بقدر صغير من الهدوء
" ليس لدي ما أقوله لذا غادري، فلا أنا أعرفك و لا أنت تعرفينني، أنا عائلتي وُجدتْ بجانبي منذ عرفتْ بوجودي"
شهقت المرأة بعنف بينما أتى زوجها يحتضنها وأخذها للسيارة بعد أن يئست من أخذ ابنها أو حتى التحدث معه بهدوء.
~~~~~~
وضع رينتارو ذراعه على باب السيارة يدق عليه برتابة عاقدا حاجبيه بتفكير عميق فقد وصلهم بعض الكلام من صراخ المراهق المتألم، وفهم القليل والباقي فكر واستنتجه، هذه العائلة معقدة حقا.
ربما لم يكن عليه رمي ذلك التقرير الذي قدم له عنهم.
فرك جبينه بتشويش لماذا عليه أن يهتم ؟
هل لأن الفتاة ألقت عليه التحية حتى بعد معرفة هويته؟
أم الأخ الاول الذي تشاجر مع واحد من رجاله ولم يخف منهم؟
أم بسبب الأخ الثاني الذي هو الآخر لم يخف منه بل وضربه حتى ؟
" سيدي ليس عليك التفكير كثيرا فقط انزل واذهب أنت في النهاية من جلبهم البارحة هنا.. هذا سبب كافي للاطمئنان"
كلام الضخم كيوشي شجعه لينزل على الفور وتبعه الاثنان.
.
..

إنتهى الفصل الخامس
.
..
...
....
السلام عليكم
صلوا على النبي عليه الصلاة والسلام

فصل جديد مع الصباح قهوة1

السؤال المعتاد: كيف حالكم؟ :smile3:
ماذا رأيتم عن والدة إيان والتي اخيرا ظهرت وعن صدمتها أسفل الدرجات؟؟
وماذا عن ما حدث في المستشفى بين الأخوة ورينتارو ؟؟
ماذا عن ما حدث خارج المستشفى ومشاعر ايان وتعبيره عن نفسه بحرقة
أنا شخصيا تأثرت كثيرا، :smile3: رغمة أني الكاتبة

اي ملاحظة أو أي شيء؟؟؟
اقتراحات؟؟؟


https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

Inas Fallata 10-28-2020 12:31 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أسعد الله أوقاتك كلها، نحن بخير ولله الحمد
ماذا عنك؟ أتمنى لك دوام الصحة والعافية والتوفيق.
الفصل الخامس بعنوان" عاطفة تمزق القلوب"
لقد أبدعت في وصف مشاعر إيان المحطمة
شعرت به في كل تحركاته وكلماته كما لو أنها تصدر
مني، لقد أبدعت حقا لا يزال قلبي يرجف غضبا من
"والدته" وحزنا عليه، طفولة لم يعشها كما ينبغي تحاول
سلب حاضر تمنى لو أنه عرفه منذ نعومة أظافره.
لقد كان فصلا مظلما ونتمنى رؤية النور" ماهيرا" في
الفصل القادم، الآن بدأ الحماس ينتبابني لمعرفة الماضي
ومستقبل هذه العائلة، دمت في حفظ الله ورعايته.


lazary 10-29-2020 09:56 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204




... الفصل السادس ...



كانت ماهيرا جالسة مستندة على مساند السرير مرتدية ملابس المستشفى البيضاء المخططة بالأخضر،
بعد استيقاظها وجدت أمها بجانبها والصداع لم يتركها ولكن بعد الحقنة التي أخذتها هدأ قليلا،
" الطبيب قال عليك الراحة لثلاثة أيام على الأقل بدون تحرك هنا وهناك بلا فائدة وأنت تتحدثين عن العمل...ان حدث لك شيء أكبر ماذا سنفعل نحن عندها بالمال؟؟"
صوت والدتها الجالسة بجانبها الموبخ بانفعال خائف جعلها تحاول اغلاق أذنيها ولكن الألم في مرفقها وذراعها جعلها تتأوه بصمت وترجع يديها للأسفل بألم.
صمت أمها المفاجئ جعلها تنظر نحوها وجدتها على وشك قول شيء ولكنها مترددة، ثم حسمت أمرها وسألتها بخفوت مقتربة برأسها
" ماهيرا أصدقيني القول، هل حقا شعرت بالدوار أم أن والدة ايان دفعتك؟؟"
رمشت ماهيرا مستدركة خوف أمها لتطمئنها مبتسمة
" صدقيني أمي هي نزلت قبلي أنا شعرت بالدوار ربما لأني لم أتناول وجبة الغداء"
عضت على داخل خدها عندما لاحظت أنها تفوهت بما لا يجب فوالدتها تحرص على تذكيرها بتناول وجبات الطعام بانتظام،
" قسما لو أن رأسك ليس مصاب لضربتك عليه حتى ينتفخ لأنك لا تسمعين، ماذا سأفعل أنا بالمال الذي تجمعينه إذا أصابك مكروه؟؟ ماذا سأفعل به؟؟"
ضحكت ماهيرا بتوتر فهذه إحدى المرات النادرة التي تعبر فيها والدتها عن مشاعرها فردت تتصنع مرحا مرتبكا
" لقد دفعتم منه رسوم المستشفى"
رمقتها والدتها بغضب وأبعدت عينيها نحو الطعام الذي أعدته لها ورفعت الملعقة تطعمها برقة جعلت ماهيرا تمسك دموعها بالكاد رغم أنها تريد أن تبكي حقا، أن تبكي على صدر والدتها كل الألم الذي تشعر به الآن والألم الذي شعرت به على مدار سنوات.
طرقٌ على الباب أخرجهما من قوقعتهما الحزينة لترفعا رأسهما لمن أطل
بيدين خاويتين....
~~~~~~~
بعد أن رحبت به الأم شاكرة لأنه ساعدهم في جلبها للمستشفى جلس على الكرسي الثاني ونظر لوجه ماهيرا كدمات بنفسجية على جوانب وجهها وبعض اللاصق الطبي فوق خدها وعلى ذقنها، كذلك ذراعيها بالكامل تغطيهما الضمادات
سألها بعد أن وجد أنه أطال النظر وهما بدورهما يراقبانه بفضول مترقب، أجلى صوته وسأل السؤال المعتاد
" ماذا قال الطبيب؟"
هنا انفجرت الأم وهي تنظر نحو ابنتها بسخط
" قال عليها أنت ترتاح كان ممكن أن تكون اصابتها أكبر...فإصابة رأسها ليست سهلة كما أنها نزفت الكثير من الدماء ولو لم يكن يوسكي أوقف النزيف لكنا خسرناها"
شعرت ماهيرا بالحرج ونظرت لوالدتها بلوم فنظرت لها بدورها تزجرها ما جعلها تبعد عينيها عنها بهزيمة.
تنحنح رينتارو جاذبا انتباههما مجددا وكان يبدو على عكس ما رأته ماهيرا في بيت والده فهو يبدو ودودا الآن
" لقد كنت قلقا لأنك نزفت الكثير من الدماء"
ردت ماهيرا عليه بحرج طفيف
" أعتذر لذلك لابد أن سيارتك قد تلطخت"
وعند صمتها تكلمت والدتها
"سوف ندفع مبلغ تنظيفها"
أومأت ماهيرا موافقة
بينما رد رينتارو وهو ينفي بيده متأثراً بحرصهما
" لا عليكم أنا أتيت للزيارة، وليس من أجل شيء آخر"
وحل الصمت الموتِّر ما جعل والدة ماهيرا تتكلم مجددا
" هل أنت تدرس..؟"
أومأ رينتارو مبتسما
" اسمي رينتارو و أدرس في نفس الجامعة مع .....ابنتك"
توقف عند هذا هو حقا حتى الآن لا يعرف اسمها رغم أن ايان البارحة كان يصرخ باسمها ولكنه من شدة خوفه أن يكون هو السبب لم يركز على ذلك..؟؟؟
" أنت تبدو لي شخصا جيدا، أرجو أن تعتني بابنتي ماهيرا هناك فهي تهمل نفسها أحيانا"
تساءلت ماهيرا داخلها تتخيل ردت فعل أمها اذا علمت أنه من الياكوزا هل ستوصيه على ابنتها، ولكنها لم ترد أن تفسد صورته التي تعتبر مثالية أمام والدتها
لذا صمتت تراقب كلاهما بهدوء ولا تنكر أنها تريد الاستلقاء فهي متعبة وتتألم.
وقف رينتارو مستأذنا ثم غادر متمنيا الشفاء.
~~~~~~~~
في مساء نفس اليوم
" عندما نفتح المطعم علينا دعوته كشكر له بما أنه رفض أن ندفع لتنظيف سيارته"
قالت والدتها وهي توظب الاغراض التي جلبتها الطعام ومعها ملابس ماهيرا وتستعدان للخروج للعودة للبيت.
من الباب المفتوح دخل يوسكي وايان ضاحكين
" أضحكانا معكما.."
قالت ماهيرا وهي تقف وتتقدم منهما رغم عرجها الشديد من رجلها اليسرى بينما والدته حملت الكياس.
" لا شيء مسألة فتيان"
أجابها يوسكي وما زلت آثار ضحكة على وجهه
أومأت ماهيرا متقبلة للموضوع بينما والدته رمت عليه كيس الملابس وأعطت الكيس الآخر لإيان، ومدت يدها تسند ماهيرا التي تعرج ورغم ذلك تتماسك فوالدتها لم تكف عن تأنيبها.
ورغم وجه ايان الضاحك ماهيرا ووالدتها لم يطمئن قلقهما عليه.
~~~~~~~~~
ترجل رينتارو من السيارة أمام المبنى حيث توجد شقته ثم التفت على صوت الضخم بجانبه
" يبدو أن السيدة والدتكَ هنا"
نظر رينتارو لسيارة والدته والسائق الذي حياه بهدوء واقف بجانبها، رفع بصره للدور الرابع فرأى الأنوار مفتوحة، حسنا على الأقل ليس والده وإزعاجه الدائم على وراثة عائلة الياكوزا
تقدم وخلفه الضخم بينما لا وجود للنحيل فقد أمره بالعودة لبيته الليلة ليرتاح من شخيره ورعونته.
~~~
" أمي أخبرتك انها كانت محض صدفة لم أتوقع ذلك أيضا، شقيقها هو من كان يركض في الطريق طلبا للمساعدة"
صمت يتناول لقمة من الصحن مما أحضرته والدته وهي تسأل مجددا ولسبب ما عيناها تلمع وذلك جعله يفكر في السبب
" هل تعرف بيتها؟؟"
أجابها بتمهل يداري شعوره بالارتباك و بالبهجة لدى تذكره كل المواقف التي جمعته معها ومع عائلتها
" لا أعرفه"
" ولكن والدك أخبرني أنه أرسل ليحقق خلفها"
هنا اختلط الأمر على رينتارو بين انزعاج وفضول وقال
" أجل لقد أرسل ملفها ولكني رميته، لأني لا أعرفهم"
" لا تعرفهم؟؟"
النبرة الماكرة لوالدته لم يلاحظها رينتارو وهو يتذكر الموقف الحزين الذي دار بين إيان ووالدته
" انهم عائلة معقدة، ثلاثة اخوة من نفس الأب "
وأكمل عندما لاحظ النظرات اللامعة وهي تدقق أكثر في وجهه
" هذا ما عرفته في المستشفى"
" هل ذهبت لزيارتها؟؟"
قالت وهي تسكب له المزيد من الطعام
" لوقت قصير فقط...للواجب لأني أنا من أخذتها للمستشفى"
صمتت والدته عندما رأت أنه لا يريد الغوص في علاقة مهما كانت ماهيتها لأنها لن تدوم بسبب طبيعة عمل عائلته،
" حسنا، سأغادر الآن ولا تتناول من جديد البيتزا والوجبات السريعة لأني سأرسل لك الخادمة كل ثلاثة أيام لتطبخ لك وتضعه في الثلاجة"
" شكرا لك أمي، و يكفيني الضخم والضئيل اللذان حولي دوما، لا أريد امرأة تلتصق بشقتي أيضا يومين في الأسبوع تكفي"
~~~~~~~~~~
في صباح اليوم التالي أُجبرت ماهيرا على البقاء في السرير بينما تولت والدتها أخذ ورقة الاجازة الطبية للجامعة لمدة أربعة أيام راحة، واتصلت بأعمال الجزئية تخبرهم بالحادث كذلك سمحوا لها بدون اعطاء العمل لشخص آخر.
ولأنها كانت حقا متعبة ومتألمة فقد نامت طوال اليوم بينما والدتها كانت تعمل في الأسفل مع جارتها على تجهيز المطعم من نقل أغراض ورمي أخرى لتنظيف المخزن وافراغ المحتويات الغير مرغوبة، وكذا تصليح الأعطال في غرفة الثلاجة بالاستعانة بمتخصص،
وعندما أتى إيان وأصدقاءه للدراسة أجبرهم على مساعدته في حمل الأغراض الثقيلة التي تركتها الوالدة ماي له وليوسكي، وبعد انتهاءهم كانت الثامنة مساءً.
ولأن ماي من الشيف الرسمي للمطعم سابقا فقد أعدت لهم طعام عشاء لذيذ كمكافئة وقد وعدتهم بوجبة مجانية عند فتحه، ودَّعت جارتها تشكرها ورفعت بصرها عندما سمعت خطوات قافزة على السلم،
كانت ماهيرا تنزل قافزة بقدم واحدة ولكنها تألمت من رأسها فجلست ولم تستوعب حتى كلام أمها من الصداع فقد ارتج رأسها ووبخت نفسها على هذا التهور.
" لقد استعار لك يوسكي عصى لماذا لم تستعيني بها لتنزلي؟؟"
" لم أرها"
جابتها ماهيرا وهي تمسك رأسها بين يديها تعتصره بحذر
تجاوزتها والدتها صاعدة ثم عادت بعد لحظات وفي يدها العصى وضعتها لها تحت ابطها وساعدتها لتقف وكانت ستديرها لتعود للأعلى ولكن ماهيرا قالت لها بتذمر
" أمي لقد مللت البقاء وحدي هناك أريد الذهاب للأسفل وربما الخروج قليلا للـ..."
" لن تخرجي الى أي مكان"
قاطعتها تنهرها بخشونة
" لقد مللت فوق وأنتم جميعا هنا في الأسفل أمي"
تذمرت مجددا وهي تلتصق بمكانها واقفة،
تنهدت والدتها وقالت وهي تساعدها لتنزل
" إيان وأصدقاءه يدرسون الآن في المخزن اذهبي الى جوارهم وسأجلب لك حاسوبك المحمول هناك "
ابتسمت ماهيرا شاكرة.
~~~
ألقت ماهيرا التحية بخفوت عليهم وجذب لها إيان واحد من كراسي المطعم المصطفة فوق بعضها، شكرته بهدوء ثم دخلت والدتها بالحاسوب والحقيبة التي أخبرتها عنها وفيها أوراق عمل للشركة وضعت أمامها طاولة وذهبت بعد أن حذرتها من الخروج.
أومأت ماهيرا بصمت وهي تفتح الحاسوب وعند انتظارها ليُفتح رفعت عينيها لإيان وأصدقاءه الثلاث وعرفت منهم ريوتا صاحب الدرجات السيئة في كل المواد ولكنه جيد في كرة السلة، وضريبة ذلك ربما تكون الرسوب في السنة.
عادت للحاسوب وفتحت ملفات أمامها وشردت عن المراهقين مركزة في التدقيق على اللغة الأجنبية حتى سألها إيان
" ماهيرا كيف تكتب كلمة _مسموح _ ؟"
ردت هي تنطق كل حرف على حدى
" تكتب allowedمثل aloud معناها _بصوت عالي_ هما شبيهتان في النطق"
دوَّن الجميع الكلمة وحتى المعلومة التي أعطتها لهم ثم مر وقت قصير حتى سألها مجددا عن كلمة اخرى، واستمر الحال حتى ثلاث أو أربع مرات يقاطعها
في المرة الأخيرة رفعت رأسها بعد أن يئست من العمل بدون أن يقاطعوها
" هل تريدون أن أدرسكم قليلا؟؟"
أومأ إيان بعادية وهو يقف متجها لها بينما قال ريوتا بحماس
" سيكون ذلك رائعا لأني لا أريد أن أرسب بسبب الانجليزية لأن درجاتي فيها سيئة جدا"
قاطعه صديقه الآخر بلكنة ريفية وهو مستمر في كتابته
" أنت سيء في كل المواد فلا تلقي اللوم على واحدة فقط"
ليرد عليه ريوتا بنفس لكنته ليستفزه
" وأنت ماذا تفعل هنا اذا كانت درجاتك جيدة على الأقل"
قهقه صديقهم الرابع
" وما الذي يضحكك أنت الآخر؟؟"
صرخ فيه الإثنان ولكنه لم يبالي بهما
تجاهلت ماهيرا شجارهم الغبي وأشارت لركن فيه خزانة كبيرة
"إيان هل تستطيع إخراج السبورة من هناك "
" انها في المستودع لقد أخرجتها خالتي من هنا سوف أحضرها "
أومأت له ماهيرا وهي تلاحظ أنه لقب والدتها بخالتي ابتسمت ثم نظرت لأصدقائه قائلة بهدوء
" رتبوا مقاعدكم مثل مقاعد المدرسة حتى ندرس بانتظام"
أطاعوها فورا بينما دخل إيان بالسبورة البيضاء صغيرة الحجم
وقفت هي تستند على عصى التمريض تحت ابطها وبدأت في تدريسهم بعد أن علمت محتوى الدرس منهم، وبدون أن يشعروا جميعا أخذهم الوقت حتى أصبحت الثانية عشر ليلا ثم افترقوا شاكرين على تعلم الكثير أكثر بعشرة أضعاف من دراستهم لوحدهم
~~~~~~~~~~~~~~~
في اليوم التالي
إستقيظت ماهيرا على ضجة كبيرة آتية من الأسفل، و بعد أن اغتسلت بصعوبة وتناولت فطورها نزلت لتجد رجلين يدخلان الحاجيات الكثيرة الخاصة بالمطعم للمخزن وأخرى لغرفة الثلاجة وقد تم ملأهما كما كانا في السابق، بينما الجدران قد بدأ إيان و يوسكي بتغليفها بعد مشاورات بين دهنها أو تغليفها، ابتسمت باتساع لدى رؤيتها للتوأم يساعدان أمها على اخراج الأواني بحرص بينما الصغير يقوم برمي الأوراق في سلة النفايات ولكنه سرعان ما يسكبها بالكامل على الأرض ثم وبخه بان وباشر في جمعها مجددا.
جلست على الدرجات السفلية متحسرة قليلا لو أنه لم يقع لها الحادث لكانت هي الأخرى هناك بينهم.
صوت يوسكي الساخر جعلها تنظر له قادما اتجاهها
" هل تريدين نفخ البالونات؟؟"
" أي بالونات؟؟"
ردت عليه مستغربة
" لأنه لا فائدة منك في هذه المدة"
رمت عليه العكاز فتجنبه قافزا بجانبها وأكمل ركضه للأعلى
" كوني ممتنة على هذه الإصابة وإلا لأيقضتك أمي من الفجر من أجل التجهيز للإفتتاح مع أنها يوميْ العطلة الأسبوعية الذي ننتظرهما للراحة"
جملته الطويلة أكملها صارخا من الأعلى
استعانت تقف بصعوبة وانحنت تحمل العكاز وذهبت اتجاههم لتساعد في ما تستطيع.
~~~~~~~~~~~
بعد أسبوع
بعد انتهاء آخر محاضرة لليوم تنهدت ماهيرا براحة وهي تدلك رقبتها ولمست الضمادة المختفية تحت شعرها في قفاها ثم جمعت أوراقها وحملت الحقيبة على كتفها قبل استقامتها وسارت ليظهر عرج طفيف في ساقها اليسرى
نزلت السلالم بهدوء واتجهت للباب رن هاتفها أخرجته بصعوبة من جيبها
" نعم أمي"
" هل خرجت من الجامعة ؟؟"
" أنا خارجة"
لاحظت شاب الياكوزا رينتارو أمامها يسير بين الطلبة ومع انه بينهما المسافة ليست قليلة و ولكنها عرفته
" أمي أنا بخير حقا "
" حسنا لا تستعجلي وعودي ببطء"
أغلقت الهاتف وهي تدلك جبينها من الصداع، أخفت عن أمها ألمها ولكنها حقا تتألم لأنها لم تتناول الدواء لأنه يسبب النعاس.
سارعت في خطواتها العرجاء لتخرج من البوابة ودارت بعينيها بحثا عنه فوجدته يهم ليركب السيارة
" لحظة"
نادت بصوت عالي
.
..
...

انتهى الفصل السادس
.
..
...
....

السلام عليكم

سيكون الفصل جاي هنا اذا كنتم تريدون ان يكون التحديث سريع هه1تصفيق6cool1heart7رسم1خ3و8و8


كيف كان الفصل ؟؟؟؟


لست مركزة كثيرا لذا لا اجد الاسئلة المناسبة

استمتعوا فقط حسنا....؟نجمه5نجمه5



https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

Inas Fallata 11-01-2020 07:41 AM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
صباحك سعيد وجميل مثلك ومثل
هذا الفصل اللطيف الخفيف، أحببت كل
ركن فيه بعيدا عن كل التعقيدات، والأحزان
والهموم والآلام مشاهد الأسرة ومساندتها لبعضها
البعض في إنجاز الكثير، لعل افتتاح المطعم يجلب
عليهم السعادة والفرح وأرجو أن يكون كذلك.
كان الفصل رائعا ومرتبا ولطيفا جدا سعدت بقراءته
أنتظر جديدك عزيزتي دمت في حفظ الله ورعايته.

lazary 11-04-2020 07:11 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204




... الفصل السابع ...


نادت بصوت عالي ولكن بسبب الضجيج العظيم للطلبة لم يسمعها ودخل السيارة فسارعت تركض شبه قافزة على قدم واحدة حتى وصلته وقد تحركت السيارة قليلا ثم توقفت بعد أن طرقت على زجاجها المظلم.
أنزل السائق زجاج النافذة فعرفها فورا بينما نزل رينتارو من الجهة الأخرى للسائق ودار حول السيارة حتى وصلها رفعت بصرها لوجهه، كان جامد الملامح ما جعلها ترتبك قليلا متسائلة لربما هو لا يريد تكون له علاقة بشخص مثلها.
" أنا أريد شكرك مجددا على.... مساعدتك... أقصد مرحبا أولا"
انفتحت عيناه قليلا من المفاجأة وطريقة حديثها ثم ابتسم، فقد ظن أنها ستطلب منه الابتعاد عن عائلتها أو شيء كهذا، التفت للضخم الذي يحتل مكان السائق وعاد به إليها قائلا بنفس الابتسامة وقد انفرجت أساريره ببشرى لطيفة
" لا بأس على الاطلاق، من دواعي سروري مساعدتكم"
ارتاحت ماهيرا قليلا بعد تغير وجهه لللطافة المعتادة فقالت
" لقد افتتحنا المطعم بالأمس وأريد أن أدعوك لوجبة كشكر، أمي اقترحت ذلك"
أكملت وقد عاودها الارتباك هي لم يسبق لها أن دعت شابا لتناول الطعام فبدى الأمر غريبا.
" اليوم؟؟"
سألها
" أجل، للعشاء بما أننا في المساء"
نظر لها وتذكر دعوة العشاء في منزله بعد أن أخبره كيوشي قبل قليل أن عشاء لاجتماع بعض ياكوزا الموالين لهم و والده أخبره أن يحضر وطبعا رفض
" حسنا"
ببعض الأنانية وافق ليرافقها للمطعم ليرى تلك العائلة التي أثارت استغرابه بكل أفرادها بدآ من الفتاة الشابة ماهيرا التي تسير الآن مغادرة بعد أن شكرته على قبوله ما جعله يستغرب قليلا
" مهلا..لحظة "
التفتت له بعرجها الطفيف وعلى وجهها ابتسامة هادئة
" دعينا نذهب في سيارتي "
" سيكون ذلك مزعجا سيد رينتارو"
ظهرت الصدمة على وجهه فسارعت تصلح الوضع وهي تنفي بيديها وعادت اليه بخطواتها المتبعثرة
" لم أقصد بذلك المعنى، كما علمتُ أنت معروف جدا هنا و.. وأنا شخص بسيط جدا ولا أملك معارف هنا و.... وذلك "
تنهد تغطي عينيها وجبينها بيسراها ثم رفعت له وجها متعبا فقد شعرت برأسها سينقسم من الصداع، واجهت عيناه المراقبتان بدقة لكل حركة تقوم بها وقالت
" هل يمكننا أن نبدأ حوارنا من جديد وننسى ما قُلْتُـه؟؟"
ابتسامة ظهرت على وجهه ثم شملت كل وجهه حتى قهقه وأومأ عدة مرات
ردت الابتسامة ولكنها كانت ذابلة
" سيد رينتارو هل تريد الذهاب لتناول العشاء في مطعمنا المتواضع؟؟"
" أجل أود ذلك... هل تريدين أن نذهب سوية في سيارتي؟؟"
نقلت بصرها للسيارة ولم ترى شيء بداخلها عدى السائق الضخم لأنه أنزل الزجاج
فكرت أنه ليس شخصا سيئا وكما أن الصداع فتك بها ولا تضمن أن تبقى واعية من شدته
" سيكون ذلك جيدا لي"
~~~
" هل المطعم قريب من المنزل؟؟"
" انه في الطابق الأول للمنزل"
" يبدو ذلك رائعا"
أبدى اعجابه بذلك يهز رأسه ناظرا لها تجلس بجانبه وحقائبهما تفرق بينهما وقد جلسا في الخلف بينما الضخم تولى القيادة
" ليس رائعا لذلك الحد، فإزعاج الزبائن يصعد للأعلى"
ضحكت بخفوت في آخر كلامها وهي تبعد عينيها عنه للخارج تغمض عينيها من الصداع الذي اشتد.
~~~
" تفضلا "
أشارت ماهيرا للداخل وقد سبقتهما وفتحت باب المطعم والذي هو الباب ذي الدفتين للطابع الأول للمنزل، دخل رينتارو ومعه حارسه كيوشي وجد المكان بسيط من الداخل وقد توزعت الطاولات القليلة على أماكن عدة لُفت انتباهه لباب في الحائط المقابل قد فُتح وخرج منه إيان مرتدي زي نادل يحمل الأطباق فاستنتج انه المطبخ، لف بصره لليسار قليلا فتوقفت عيناه متذكرا حيث وجد ماهيرا مضطجعة في ذلك اليوم أسفل السلم، طرد منظر الدماء من رأسه والتفت لها مبتسما فوجدها تحدق فيه منتظرة ردت فعله على ما يبدو..
" يبدو المكان دافئا "
" و بسيطا "
أكملت الكلمة بعده واستدارت لوالدتها التي تقدمت تستقبلهم مرحبة ومعيدة شكرها على مساعدتهم من قبل.
~~~
جلس متقابلا مع حارسه بينما اختفت ماهيرا في الأعلى ووالدتها في المطبخ، تأمل الزبائن البسيطين مثل أصحاب المطعم الصغير النشيطين ابتسامة صغيرة تشكلت وهو يتذكر الأخوين اللذان قابلاه بالوجوم سرعان ما زال عندما أخبرتهما ماهيرا ووالدتها أنهما من دعتاه كشكر، رغم تحفظ الفتى ايان أبدى عن ترحيبه بينما الفتى الآخر يوسكي كما عرف اسمه لم يخفي حذره عنهما.
تقدم إيان بالأطباق المختارة من الطباخة الوالدة ووزعها على الطاولة مكررا ترحيبه بآلية وغادر.
باشرا في تناول الطعام بصمت
الضخم لم يرح راسه ولا عيناه من التجول هنا وهناك بحكم عمله، ولاحظ قرب فروغ المطعم من الزبائن.
وكما رأى هو ماهيرا تنزل، رآها رينتارو ولم يشعر الا وهو يفقد أنفاسه التي انحسرت وهو يشاهدها تحمل طفلا صغيرا في يدها وهي تلاعبه نازلة ببطء بسبب رجلها المصابة تسمرت عيناه عليها وعند اقترابها منهما لاحظ الشبه الكبير بينها وبين الطفل الصغير
العديد من الأشياء تكونت في قلبه وضاق صدره، نقل بصره في الأرجاء يبحث عن شيء ولكنه لم يجده حتى وصلت لطاولتهما مبتسمة
قابلها بابتسامة بالكاد طبيعية
" اسمحا لي"
" تفضلي "
جلست ماهيرا وفي حضنها الصغير سوبارو
" ما رأيك في طعام أمي؟؟"
" لذيذ"
رد ردا مقتضبا، جعلها تدرك أن هناك خطبا ما! وقد اعتادت على فهم اخوتها من هكذا مواقف
" هل هناك من أزعجك ربما؟؟ أو هل تعرف عليك أحد هنا؟؟"
" لا شيء لقد وردتني مكالمة مزعجة فقط"
لم ترى ماهيرا حاجبا حارسه التي ارتفعت باستنكار على قوله الكاذب بينما قابله هو بعينان باردتان جعلاه يخفض عيناه باحترام.
" سنغلق لهذا اليوم أهلا وسهلا بكم غدا"
بهذه العبارة أغلق يوسكي الباب وأدار اللافتة لـ مغلق وعاد أدراجه حيث اجتمعت العائلة على نفس الطاولة مع الضيوف الذين لهم علاقة بالياكوزا.
ما كاد أن يبتعد عن الباب مخفيا انزعاجه وحذره حتى دخل التوأم من خلفه بالصخب المعتاد وركضا يتجاوزانه نحو والدته الجالسة بجانب ماهيرا يعانقانها بينما ايان يوزع أكواب الماء والعصير عليهم.
صرخت ماهيرا بألم عندما قفز عليها التوأم فاحتضنها سوبارو وهو يضرب التوأم ليبتعدا بيده الصغيرة فكان مضحكا بتعابيره الجاد والغير قابلة للمزاح.
شكر يوسكي جارتهم التي تُبقي الولدين عندها هاذان اليومين من أجل افتتاح المطعم وغادرت وعاد هو وأغلق الباب واتجه نحو الصخب الناتج عن اخوته.
تطلعت ماهيرا نحو رينتارو فكان ينظر لجميع العائلة بما لا يخلو من الفضول والعجب
ثم ادارت رأسها تطيع يدي الصغير سوبارو في حجرها ثم نطق بصوت منخفض وبعض الحروف ملساء لديه
" لقد كنت مهذبا اليوم... ولم أزعج أمي في الأعلى...هل ستشترين لي أنا هذه المرة؟؟"
أومأت والابتسامة تملأ كل وجهها وعيناها تلمعان بحب خالص له
" أجل سوبو هذا الشهر لك أنت"
قبلت عينه الناظرة لها ببراءة وسعادة فأغمض كلاهما فبدى ظريفا جدا فعانقته بقوة والابتسامة الكبيرة لم تفارق وجهها.
ثم نظرت ليوسكي في الكرسي المجاور لها فكان يرمق رينتارو بحذر بينما الآخر غافل أو أنه يتجاهل ذلك فقط، دنت منه برأسها هامسة
" يوسكي أبعد عينيك النسريتين عنه انه شخص جيد"
" تعرفين علاقته بالياكوزا أليس كذلك؟؟"
في الكرسي المقابل قرأ رينتارو كلمة الياكوزا بوضوح من فم يوسكي فتنقلت عينيه تلقائيا الى ماهيرا التي أومأت وهي تعود الى مكانها تحتضن الصغير في حجرها، فنظر له مجددا انه يشببها جدا عقد حاجبيه ونظر مجددا للأرجاء يبحث عن أحدا ما...؟
"لم أعرفك على باقي العائلة"
أرجع رأسه الى الوالدة وهي تعرفه على الأطفال والمراهق يوسكي العابس والحذر أمامه والذي سبق ولكمه في المستشفى
" ايان و ماهيرا و يوسكي قد عرفتهم طبعا، وهاذان التوأمان الفتى بان والفتاة ران، وهذا الصغير الظريف الملتصق بماهيرا هو سوبارو"
كانت تشير لهم واحدا واحدا بينما هم ابتسموا له يومئون برؤوسهم كتحية قصيرة، ألجم رينتارو فمه على السؤال ولكن حارسه وكأنه علم بفضوله سأل بلطف لم يتماشى مع ضخامة جسمه
" هل جميعهم أولادك سيدتي؟؟"
ردت له الابتسامة وهي توزع أطباق حلويات بيتية الصنع
" أجل نحن أسرة واحدة"
~~~~~~~~
أمام شقته وضع رينتارو البطاقة في مكان المفتاح فأضاءت بالأخضر وفتح الباب ودخل وخلفه حارس كيوشي
" سيدي الشاب هل كنت تظن أن ذاك الصغير ابن الآنسة ؟؟"
أدار له طرف عينه بحرج وهو يدخل لغرفته قائلا
" ان كنت فهمت الموقف الذي حدث هناك فلماذا تعيد فتحه الآن؟؟"
أخفى كيوشي ابتسامته بصعوبة واعتذر وهو يعيد وجهه الجاد، أما رينتارو فقد
استلقى بفوضوية على سريره وعاد يتذكر ما حدث هناك خارج المطعم.
عندما وقفوا جميعا يودعونه مع حارسه أمام مطعمهم
كان صبره قد نفذ وهو يرى تعلق الصغير بها، وتعلقها به، وما زاد الطينة بلة، هو شبههما الكبير ببعض وبحث عن زوجها في الأرجاء ولكنه لم يجده
فسألها بدون مقدمات بنفاذ صبر واضح
" هل هو ابنك؟؟"
تجمدوا جميعا في وقفتهم واتسعت أعينهم بصدمة بعد سؤاله، ثم انفجر إيان ويوسكي بالضحك بينما احمر وجه ماهيرا وهي تزيد من احتضان الصغير سوبارو، فتقدمت والدتها لتخرجه من ارتيابه وحرجه
"لا بنيْ، إنه أخوها غير الشقيق، أنظر... ماهيرا ويوسكي هم أبنائي أنا، أما البقية فهم أبناء زوجي"
وضع يده على جبينه بنفس مشاعر الحرج التي انتابته حينها، وهو يستقيم معتدلا من استلقاءه وتمتم بتوتر
" ماذا سأقول إذا إلتقيها مجددا؟!"
~~~~~~~
بعد أيام في يوم العطلة الأسبوعي
" مرر هنا كابتــن"
صوت يوسكي العالي تردد في أرجاء الملعب العام
فمررت ماهيرا الكرة لـيوسكي ولكن يد إيان اعترضتها ونططها مرتين ورماها للسلة بسرعة فلم يفلح كلاهما من اعتراضه
" أجل!!"
صفق لنفسه بزهوٍ واعتدل ثلاثتهم مجددا ويوسكي يقول موبخا
" كابتن بالله عليكِ أسرعي في التمرير سيكون عارا علينا، اثنان ضد واحد ونخسر مجددا!!؟ "
ردت ماهيرا وهي تمرر ذراعها على جبينها بإرهاق
" الكابتن مرهق...جدا "
نطط يوسكي الكرة وتلاعب بها ثم مررها إلى ماهيرا ولكن إيان كان الأسرع مجددا واعترضها ونططها وتلاعب بها بمهارة تفوق يوسكي وتجاوز كلاهما وسددها
"حقا؟!"
نظر يوسكي لماهيرا رافعا حاجبيه متخصرا باعتراض، فرفعت هي يديها باستسلام قائلة
" أخبرتكما أني مرهقة اليوم، فأنا لم أنم البارحة سوى ساعتين"
نطط إيان الكرة ثم أمسكها ناظرا لكلاهما بسعادةِ فائِز
" ما هذا؟ هل أسمعُ الآن لأعذارِ الخاسِرين؟؟"
" هاهاها تهانيَ لك"
سخر يوسكي وهو يتوجه للحقيبة حيث أخرج منها المنشفة، أما ماهيرا فقد أخرجت قارورة الماء و هي تراقب إيان يكمل بعض التسديدات الثلاثية وحده، ثم ابتسمت وهي تمسك المنشفة الثانية من يد يوسكي مكملةُ مراقبة إيان يبدو أنه في تحسن دائم ربما عليها أن تعطيه حافزا ما؟
" إيان، إذا تم اختيارك في التشكيلة الرئيسية الأسبوع المقبل، أياً كان ما تريده سأعمل على تحقيقه لكَ، على قدر استطاعتي طبعا"
عندما نادت باسمه كان قد رفع ذراعيه بالكرة وقفز، وبعد أن عاد للأرض ودخلت الكرة في السلة وفي تزامن مع عودتها اتجاهه كانت ماهيرا قد أكملت كلامها فلم يمسك الكرة وتركها تتجاوزه، توقف مكانه دون حراك عكس كتفيه اللذان يتحركان جراء تنفسه القوي من الجهد الذي بذله، ثم استدار وسار نحوهما حيث يقفان ينظران له بهدوء يترقبان رده.
عندما وصل لهما وقف أمام ماهيرا وقد بدأ تنفسه يهدأ ثم قال يحاول التحكم في تنفسه ليتحدث بشكل عادي
" الذي أريده هو، أن لا تتنازلي عني إن طلبت تلك المرأة هذا... حتى إن وصل الأمر للمحكمة لا تتركيني، حتى إن وقفوا جميعا ضد هذا لا تتنازلي عني "
" إيان، اخبرتك سابقا أني لن أتخلى عنك أبدا"
ردت ماهيرا فورا تهم لعناقه ولكن يوسكي قاطعهما ساخرا
" توقفوا عن استحضار _فقرة الميلودراما_ ودعونا نذهب للبيت لنستحم فدورنا للعمل في المطعم يبدأ بعد ساعة"
قذفه إيان بالكرة ضاحكا ولملمت ماهيرا أغراضهم وغادروا الملعب.
~~~
تحت أشعة الشمس الخفيفة على الرصيف، سار ثلاثتهم بجانب بعض يتجاذبون أحاديث عديدة مفيدة وغير مفيدة حتى تكلمت ماهيرا فجأة بما أثار استغراب أخويها
" يوسكي ما رأيك أن تصبح طبيبا؟ "
" أنا طبيب؟!"
"لقد أنقذت حياتي عند الحادث"
إيان كذلك أيد الفكرة فورا وهو يربت على ظهره بخشونة
بينما قفزت ماهيرا للأمام خطوات والتفتت لهم تسير العكس فاتحة ذراعيها باستعراض قائلة بصوتٍ حالمٍ ومليءٍ بالأمل
" الترجمان الأولى في البلاد ماهيرا يوسوزوكي ، اللاعب الأول على البلاد لكرة السلة إيان يوسوزوكي، الطبيب الأول على البلاد يوسكي يوسوزوكي * ثم قهقهت بسعادة عارمة وأكملت* ألن يكون هذا رائعا؟؟!!"
" احذري!!"
صرخا عليها كلاهما
وصرخت بألم وهي ترتطم بعمود الانارة بمؤخرة رأسها أمسكت مكان الضربة والتفت تنظر له بغضب طفولي تريد تحطيمه لو كانت تستطيع،
"لا تضحكا!!!"
صرخت على أخويها اللذان كانا يستندان على بعض من الضحك وهي تركل العامود بقوة طفيفة.
" بالمناسبة هذا يشبهك يوسكي"
قالت تشير على العمود الذي تركوه خلفهم يكملون سيرهم
رفع حاجبيه ينظر لها كأنها مختلة، فأي شبه بينه وبين عمود إنارة؟؟!
" حتى هذا فرقع حُلُمي بضربةٍ للرأس"
قهقه إيان بينما يوسكي هز رأسه بتذكر فقد وصفته من قبل بالإبرة،
" أليست هذه سيارة غالية الثمن؟؟ ترى من يملكها؟؟"
سأل إيان فأدارا رأسيهما بآلية نحوها، كانت سيارة حمراء من آخر طراز صفر يوسكي فأبعدت ماهيرا رأسهما غصبا عنهما
" سأكون أنا المُفرقِع هذه المرة، لن تكسبا مثلها ولو بعد مئة سنة، دعونا نعود للواقع فأمامنا عمل كثير"
"أليس هذا شاب الياكوزا؟؟"
تركت ماهيرا رأسيهما فورا على صوت يوسكي وهي تستدير، وجدته يقف أمامهم مدخل لمتجر ما يتحدث مع سيدة، وقد عرفتها ماهيرا فورا إنها أمه!!
" بلى.."
ردت ماهيرا وإيان.
ثم تحركوا يكملون سيرهم وتلقائيا تصرفوا كأنهم لم يروه ومروا أمامه، ولكن الأمر لم يجري كما أرادوا فالسيدة نطقت بصوت مرح مليء بالطاقة
" آنسة ماهيرا"
احتضنتها شبه قافزة بادلتها ماهيرا العناق متوترة ونظرت لأخويها المصدومين
" سبق وتقابلنا"
قالت لهما وضحكت متوترة من ردت فعلهم فهي قد دخلت بيت الياكوزا،
ولكن السيدة لم ترحمها إذ تكملت بنفس الحماس
" ألن تعيدي الزيارة إلى منزلنا؟ سوف نقضي وقتا مرحا سوية أعلم أنك مشغولة ولكني أرغب بالتعرف عليك أكثر و...."
" أمي، أرجوكِ توقفي، لا تتحمسي كثيرا أنتِ تخيفينهم"
فنظرت لهم بعد قول ابنها، و حقا كان الأخوين متحفزين أما ماهيرا فقد كانت متوترة للغاية فقالت بحج طفيف على اندفاعها
" أوه انا آسفة أنا فقط متحمسة، هل هؤلاء اخوتك؟؟"
" أجل، يوسكي وإيان"
ردت ماهيرا وهي تشير إليهما وتعرِّف بأسمائهما
" هل ندخل لتناول وجبة بما أن موعد الغداء قد فات والعشاء لم يحن بعد ولكني كما أخبرتك أريد قضاء...."
" عذرا سيدتي لدينا عمل ينتظرنا"
قاطعتها ماهيرا وهي تمد يدها لتصافحها مكملة وهي تنظر للحظة اتجاه رينتارو الواقف بحرج من أقوال أمه
" فرصة أخرى، سررت برؤيتك مجددا"
وهكذا ذهبوا تاركين الوالدة محبطة، فهي كانت تريد أن تبقى معها قليلا وتعرف أكثر الفتاة التي بقيت في حياة رينتارو رغم معرفتها بهويته، ومما قرأته في التقرير الذي أعطاه لها زوجها فهي لا تربطها أي علاق بعالم الياكوزا، ولكنه بحذره الدائم لم يرتح لها خصوصا أنها تحتاج المال في هذه المدة فربما يستطيع الوصول لها بعض أعدائهم واستغلال ذلك بوضعها كجاسوسة.
التفتت لابنها فكان ينظر في اثر الثلاثة المغادرين،
" بني رينتارو دعنا نذهب للبيت هذه الليلة فقط"
" لا أمي، أخبرتك أني لن أذهب، أريد البقاء في شقتي المكان أريح لي هناك"
" يا الهي أنت عنيدا جدا"
تمتمت وهي تشير للسائق أن يفتح لها الباب وركبت السيارة وغادرت.
تقدم كيوشي من رينتارو وخلفه الضئيل
" سيدي الشاب دعنا نذهب"
أومأ رينتارو بعد أن اختفى الثلاث من على بصره وركب السيارة مع مرافِقَيْه.

...

انتهى الفصل السابع
.
..
...
....
سلام عليكم
كيف وجدتم تقدم الأحداث؟؟

اي شي يخطر على بالكم


https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

Inas Fallata 11-29-2020 07:34 AM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أسعد الله أوقاتك كلها وجعل يومك
عامر بالخيرات والمسرات، كيف حالك؟
لم أستطع الرد في وقت أبكر وأشكرك
على إعطاء هذا الفصل"دفء العائلة"
الكثير من الجهد الواضح فيه والذي يبرز
جماله أكثر.
الكثير من اللحظات السعيدة مثلما
تمنيت تماما ومن الجيد حقا تعافي ماهيرا
وانشغالهم بالمطعم، سوبارو لطيف للغاية
كم أحب الأطفال وبراءتهم، الموقف المحرج
الذي تعرض له رين"رينتارو" لا يحسد عليه
أبدا، شعرت بالحرارة لتخيل وقوعي في مثله
ههههه، أحببت الفصل بكل ما فيه، سعيدة لأنني
مررت من هنا وقرأته ومنتظرة الفصول القادمة.

ملاحظة:
لا تنقطعي عن كتابة الفصول لعدم
وجود ردود مشجعة كافية، لأن ذلك
سيجعل حماسك للكتابة والقصة يقل
ويغير الأحداث قليلا، أتحدث من خبرة
أنتظر جديدك دمت في حفظ الرحمن الرحيم.

lazary 01-19-2021 10:17 AM

الفصل الثامن
 
https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204



...الفصل الثامن...


في حديقة خالية إلا من عدد أفراد يُعدّون على الأصابع جلست ماهيرا على الأرجوحة يجاورها يوسكي
" هكذا اذا لم يكن لقائكما الاول في مركز الشرطة ذلك اليوم؟"
صوت ايان خرج متعجبا وهو يتأرجح بيديه في القضيب الحديدي للمرجحة
" إنزل من عندك ماذا لو كُسرتْ أو سقطتَ؟ ماذا ستفعل وأنت في فترة المباريات"
وبخه يوسكي بحدة ولم يتفاعل لما قالته ماهيرا عن لقاءها برينتارو في بيته متجاهلة أمر اقراضها المال،
" لم تعلِّق بشيء يوسكي"
سألت ماهيرا بهدوء تنظر اليه
" ماذا تريدينني أن أقول؟ فأنت أعلم بما يجري، لن أقول لك شيء"
صمت لثوانٍ بعد قوله بنبرة لا لم تستشفي منها ماهيرا بماذا يشعر وأكمل
" لن أقول أنه خطير، ولن أقول أنه بعيد عن مستوانا، ولن أقول أن عالمه بعيدا عن عالمنا، ولن أقول..."
" أصمت فقد قلت الكثير بالفعل"
قاطعه إيان ساخرا مقلدا إياه
" دعونا نذهب للعمل فقط"
قال يوسكي وسبقهم في السير فلحقه ايان وتبعتهم ماهيرا وقد حل الصمت على ثلاثتهم كل الطريق.

~~~

" ماذا تطلبان أيها السيدان؟"
قالت ماهيرا مبتسمة في وجه الزبونان مرتدية زي النادلات، ثم دونت ما طلبا وذهبت لطاولة أخرى ثم تلتها أخرى وأخرى، وبعد أخذ كل طلبات الزبائن دخلت للمطبخ بينما إيان خرج بالأطباق يرتدي هو الآخر زي النادل، أما يوسكي فقد كان يتولى إعادة الصحون الفارغة ويهتم بالبقايا ثم يمرر الصحون لكي يتم غسلها بأقصى سرعة من قبل الفتاة العاملة لديهم بدوام جزئي.
وعلى نفس الابتسامة وعلى نفس الوتيرة في هذا المساء المزدحم بالزبائن استمر الجميع في العمل بجد بينما الشيف الوالدة مع مساعدتها تعدان الطلبات الكثيرة والمتعددة.
على الساعة الثانية عشر تماما ليلا أغلق إيان باب المطعم بإحكام وأدار لافتة _مغلق_ ثم أغلق الأنوار الأمامية للمطعم أو المنزل ككل.
صعد الدرجات للطابق الثاني يناشد بعض الراحة في الاستلقاء على الأريكة أمام التلفاز ليشاهد برنامجا ما أو فلما،
ولكنه وجد يوسكي قد سبقه واحتل المكان الذي يتشاجر الجميع عليه دوما، فقال له بنبرة متعبة
" سبقتني هذه المرة"
رد عليه يوسكي المستلقي بتلويحة من يده، بينما هو أكمل خطواته المرهقة إلى المطبخ الصغير حيث وجد ماي تعبث هناك في الثلاجة أخذ قارورة الماء من باب الثلاجة وسألها مستغربا
" ماذا تفعلين خالتي؟؟"
" اه إيان، حضرت أشياء للفطور وقطعت الفواكه من أجل الغد كي لا يتأخر أحد على عمله"
ابتلع الماء البارد لجوفه ثم أغلق عينيه يفكر في التدريبات التي ستجري غدا أعاد القارورة للثلاجة وهم بالمغادرة فأوقفه صوت ماي تنادي باسمه
" هل قابلت والدتك مرة أخرى؟"
لا يدري لماذا فعل ولكنه أغصب ابتسامة سيئة المظهر وعاد ينظر لها قائلا
" لا لم أرها"
لاحظ توترها إذ هي فركت يديها مع بعض حركة معروفة لديها كما العديد من الحركات،
" خالتي، تلك المرأة قد أنجبتني وهذا لا اعتراض لي عليه ولكني أعترض أن تدخل إلى حياتي بعد أن رمتني"
قال بهدوء يتحكم في الفتور الذي أصابه ثم خرج

~~~

لم يكن يوسكي يشاهد ما يعرض في التلفاز حقا بل كان يفكر في ماهيرا و شاب الياكوزا، رغم أنه ياكوزا ولكن لا يظهر عليه ذلك، و ما يصعب عليه أمر رفضه للقاء ماهيرا هو تصرفه اللطيف وأيضا انقاذه لها ليلة سقوطها على السلالم.
يده تستمر بالتقليب في القنوات وفكره مشغول حتى خطفت آلة التحكم من يده وصوت إيان سبقه جسمه اذ سقط فوقه من خلف الأريكة
" في ماذا يفكر عقلك المستفز حتى جعلك تدور على كل القنوات؟"
أنَّ يوسكي من ثِقَلِه و قرصه ثم لكزه لينهض من فوقه، ولكن إيان تحمل ذلك ويكيد له بلكمات خفيف على جانبيه
" أمي، إيان ويوسكي يتعاركان مجددا فوق الأريكة"
صرخ بان وأعادت ران نفس الجملة خلفه، فرماهما إيان بالمسندة فصرخا مجددا بذلك ما جعل يوسكي يرميهما بالمسندة الأخرى فصرخا أكثر
" أصمتا"
صرخت ماهيرا من غرفته، أما ماي قد قالت من المطبخ بصوت هادئ خرج مؤنبا
" توقفا عن العبث سوف تحطمان الأريكة واذهبا للنوم "
" حاضر"
قالا بنفس اللحظة يركضان خفية خلف التوأم فدخلا على غرفة ماهيرا يصرخان والتي قابلتهما قائلة
" أرجوكم توقفوا أنا أحاول أن أكمل دروسي حتى أنام مبكرا.. رغم أنها الثانية عشر وأنتما لم تناما بعد!!!"
أكملت جملتها الأخيرة بسرعة وصوتها يتغير من مترجي الى مهدد بصوت مرتفع نحو التوأم مع نظرة زاجرة جعلتهما يخلدان فورا لفراشهما الأرضي المشترك معها.
أبعدت بصرها لذراعيْ يوسكي وإيان اللذان لوحا لها بتحية مسائية صامتة وأغلقا الباب ليذهبا أيضا لغرفتهما المشتركة.
" حبيباي أنا متعبة جدا، وأريد أن أنتهي بسرعة حتى أحضنكما وأنام براحة ناما بهدوء حتى لا توقظا سوبارو حتى آتي حسنا؟"
قالت لهما بعد أن رأتهما يطلان بعينيهما فقط نحوها، أمسكت نفسها بصعوبة حتى لا تذهب لهما وتلاعبهما على ظرافتهما القاتلة وحتى لا تذهب هيبتها فلا يعودان يستمعان لها.
لم يردا عليها ولكنها تعرف جيدا تلك الضحكات الخافتة اللتان يصدرانها كلما راضتهما بهذه الطريقة الكلامية والتي تعني لهما الكثير كما علِمت، عدلت الكرسي تحتها وعادت لدروسها تدلك عينيها لتطرد النعاس الذي يهدد بجعلها تغدو فوق أوراقها على مكتبها المهترئ الصغير.

~~~

في الحمام وقف إيان تحت مرش الماء يتساقط على جبينه مغمض عينيه رافعا رأسه للأعلى، يتذكر حركات الخالة ماي وهي تسأله، لقد تأملها دوما جيدا إنها إمرأة سهلة القراءة، الشيء الذي لم يعرفه حتى الآن هو هل هي طيبة جدا أم ساذجة؟ أم هي فقط تتجاهل كل ما يحدث؟ لا أبدا! أنها لا تتجاهل هي فقط تقبلت وجودهم حولها، لقد قبلت أن يعيش أولاد زوجها معها في نفس البيت،
هو قد عاش في الميتم طويلا والتقى هناك بعض من الأطفال الذين تسبب زوجات أباءهم بوضعهم في الميتم، لذا أمر الخالة ماي عجيب حقا.
نفض رأسه حقا عليه التوقف عن التفكير في هذه الأمور ويركز الآن فقط على الدراسة والتدريبات.
توقف عن التفكير العميق وخرج قاصدا النوم فوجد أن يوسكي قد غط في النوم قبله، و قد جهز له فراشه، تسطح على الفراش الأرضي يجاوره وسرعان ما غط هو الآخر في النوم من التعب وأكيد ينتظرهم غدا جميعا يوم حافل من الدراسة والعمل.

~~~~~~~~

أجفلت ماهيرا من هاتفها الذي رن وهي غارقة تماما في الأوراق أمامها، رفعت مستغربة من يتصل الثانية عشر ليلا
" من هذا؟؟"
وجدت أن الرقم غير مسجل لديها
" من معي؟؟"
" الآنسة ماهيرا؟؟"
أبعدت ماهيرا الهاتف عنها تنظر للرقم بتوجس وأعادته لأذنها قائلة بتردد
" أجل، من معي؟"
ليصلها صوت الرجل مجددا
" أهاتفك من حانة***** صديقتك تقول أنك من ستدفعين عنها وهي قد شربت حتى فقدت الوعي"
" لابد أنك مخطئ سيدي ليس لدي أصدقاء"
سخرت وفي نفس الوقت توقفت للحظة و توسعت عيناها وهو يرد عليها
" الفتاة اسمها يانو و تقول أنك صديقتها "
" أنا قادمة، مسافة الطريق"
أغلقت الهاتف وقفزت واقفة غيرت ملابس النوم بسرعة وخرجت من الغرفة بعد نظرت للتوأم كانا قد ناما بجوار سوبارو
ذهبت صوب غرفة والدتها وطرقت بابها
" أمي سأخرج للقاء صديقة وأعود"
"في هذا الوقت!؟؟"
جاء صوت ماي من الداخل ولكن ماهيرا لم تسمعه وهي تنزل الدرجات مستعينة بضوء الهاتف ثم فتحت الباب وأغلقته خلفها جيدا وركضت.
أطلت والدتها بقلق من النافذة فرأتها تقطع الطريق ركضا وراقبتها حتى اختفت بسرعة خلف المنازل
وضعت يدها على صدرها تدعو أن لا يكون والدها هو من اتصل في هذا الوقت يريد لقاءها، ولكنها صارعت نفسها بأن ماهيرا لن تخفي ذلك عنها اذا هي التقته، أغلقت النافذة واستلقت تريد النوم رغم أنها حاولت ذلك منذ خلودها للفراش ولكن تفكيرها بالأولاد منعها عن ذلك خصوصا إيان، ثم قامت وقد قررت أن تنزل لمطبخ المطعم تجرب طبق جديد وتلهي نفسها حتى تعود ماهيرا.

~~~~~~

توقفت ماهيرا تتنفس بشدة و حدقت بحزن في الفتاة صاحبة الثياب غالية الثمن، ولكنها لم تبدو غنية بجلستها البائسة أمام جدار يضيئه المصباح الذي فوق باب الحانة واضعة رأسها على ركبتيها ثم تقدمت قائلة بتردد
" يانو!؟"
نطقت الاسم بتردد واضح في صوتها وتأثر بليغ
رفعت الفتاة رأسها إثر الصوت فظهر وجهها محمر رأتها ماهيرا وهي تُمِيل رأسها ثم قالت مع ضحكة ليست متزنة
" ماهيرا...صديقتي العزيزة"
أدرات ماهيرا رأسها في الأرجاء وهي تتخصر ثم عادت إليها قائلة تتحكم في صوتها ليصبح طبيعيا
" لم أصدق تماما عندما اتصل بي الرجل"
قاطعتها الأخرى وهي تتمسك في الجدار لتقف ولكنها عادت لتجلس قائلة بنفس النبرة الغير متزنة
" أجل، حتى أنا ظننت أنكِ لستِ أنتِ، لم تغيري رقمكِ ......"
سألتها ووبختها ماهيرا بعدما أصبحت تتمتم بكلام غير مفهوم
" هل أنت بخير؟؟ ألم أخبرك سابقا توقفي عن التصرفات المتهورة لأنكِ وحدكِ من ستتأذين"
" لستُ بخير، لقد كان الأمر مزعجا في الداخل فقد سُرقت حقيبتي! ولم يسمحوا لي بالخروج إلا عندما أعطيتهم رقمك واتصل بك الساقي وأخبرتِهِ أنكِ ستأتين، هل ترين لم أنسى رقم هاتفك حتى وأنا بهذه الحالة...أترين رغم أن أمي أبعدتني عن هنا ولكني ما زلت أتذكر كل شيء * قهقهت تترنح وأكملت* تظنني قد نسيتك وقد اعتدت على عدم وجودك حولي واعتدت وجود كل أولئك الأغبياء التافهين من حولي ولكني ..."
ترنحت للأمام فسارعت ماهيرا لتمسكها و يانو لا زالت في ثرثرتها المتواصلة
" مثل الأيام الخوالي أنت لا تتركينني أقع أبدا، ولكني هناك كنت أستمر بالوقوع ثم تأتي هي وتوبخنـ...."
حركتها ماهيرا لتجدها قد نامت
" هاي تماسكي لا تنامي هنا"
ولكن الأخرى قد أسندت رأسها على كتف ماهيرا نائمة هانئة.
فتح الباب بقوة بجانبهما أجفل ماهيرا وخرج أحدهم ووجهه غاضب ونظر في الأنحاء حتى رأى ماهيرا والتي سبقته قائلة تمد يدها
" تفضل أنا من سيدفع عليها"
أعطته المال وعندما استدار ليذهب أوقفتها ماهيرا بقولها
" من فضلك ساعدني لأحملها "
جلست ماهيرا أمام يانو النائمة بينما تقدم الرجل وساعدها حتى حملتها على ظهرها
وقفت ماهيرا
" ظننتكما غادرتما ولم تكونا ستدفعان"
صوته أوقف خطواتها فردت عليه وهي تكمل
" لقد أعطيتكَ كلمتي على الهاتف"

~~~

في هذا الوقت المتأخر و في الشارع الخالي على الرصيف، سارت ماهيرا تحت إنارته الخافتة وعلى ظهرها يانو التي كانت تتحرك من وقت لآخر ثم تململت قائلة بتذمر فوق ظهرها
" لماذا لا تستأجرين سيارة؟؟"
" لستُ وريثة سلسلةِ فنادق عالمية "
ضحكت يانو وهي تقول بنبرة بطيئة مريحةً رأسها على كتف ماهيرا
" كنتِ تمزحين بهذه الجملة سابقا"
أخفضت ماهيرا عينيها تداري وخزة ألم في قلبها ثم رفعت وجهها متجاوزة ذلك وهي تسألها عن عنوانها
فرفعت يانو رأسها وهي تجيب بِوِحْدة استطاعت ماهيرا الشعور بها فزادتها وخزة الألم في قلبها
" لا تأخذيني الى هناك ..خذيني الى منزلك رجاءً"
" ماذا تفعل الجميلتان في هذا الوقت خارجا؟؟"
اقشعر بدن ماهيرا من الصوت اللعوب لشاب ورفاقه يتقدمون منهما،
" ارحل من هنا والا سأتصل بالشرطة"
قالت ماهيرا وهي تترك يانو فانزلقت حتى سقطت وحاولت الوقوف بدون جدوى، تحركت ماهيرا في مكانها بغير راحة وهي تستعد لتدافع عن نفسها وعن يانو بكل ما استطاعت.
ولكن فجأة صوت محرك لسيارة سمع قريب ثم ظهرت حتى توقفت محدثة ضجيج عالي بجانبهما، وخرج منها أربعة رجال يرتدون الأسود كحراس شخصيين وتكلم أحدهم يخاطب ماهيرا باحترام رغم وجهه الجامد وهو يضرب عصاً غليظة في كف يده الأخرى كمِثْلِ من معه
" سيكون من الأفضل أن تستدعي الاسعاف آنستي"
تراجعت ماهيرا بتوجس من منظرهم ثم التفتت على اثر أصوات أقدام الشبان الذين هربوا بدون قول شيء،
" آنستي هل تريدين أن نرافقك للبيت؟؟"
" شكرا على المساعدة ولكن دعونا وشأننا"
اسندت يانو التي تحاول البقاء صاحية حتى ابتعدتا على مرأى نظر الواقفين بجانب السيارة ينظرون لهما.
عندها ماهيرا جلست مجددا أمام يانو وحملتها بسرعة لتعودا للبيت والخوف متمكن منها بينما الأخرى عادت للنوم.

~~~~~~~

"سيدي لقد خرجت الآنسة للقاء صديقتها كما يبدو وقد واجهتا شبانا متحرشين ثم ظهرنا نحن في الصورة فهربوا وأخبرتها أن نرافقها للبيت ولكنها رفضت، وقد تبعناها حتى عادت للمنزل برفقة صديقتها"
أنهى الرجل تقريره يمسك الهاتف في أذنه فجاءه الصوت من الجهة الأخرى بنبرة جامدة
" أرسل لي صور الفتاة الأخرى وأكملوا المراقبة"
" حاضر"
أنهى المكالمة واضعا يديه على المقود وأرسل الصور وعاد ينظر للمنزل من داخل سيارته المتوارية عن الأنظار ومعه ثلاثة أخرون.
" مينوا لماذا السيد يجعلنا نحرسها؟"
سأل الذي يجلس خلفه
لم يتحدث المدعو مينوا ولكن الذي بجانبه من رد على الآخر
"نحن لا نحرسها يا توتومارو الغبي بل نتجسس عليها"
" لم أسألك بل سألت مينوا"
" ماذا؟ هل تجرؤ على الرد علي أيها المستجد الغبي"
" أنت هو الغبي..."
" إخرسا"
الصوت الجامد للرجل خلف المقود رغم انه خرج هادئا ولكنه أصمتا الاثنين، ما جعل الشخص الآخر يرمقهما باستهزاء ويعود هو أيضا للنظر للمنزل وما حوله وهو يفضل لو جلس في المقعد الأمامي بجانب مينوا حتى يحصل على القليل من الهدوء من شجار الغبيين.

~~~

في الجهة الأخرى حيث الغرفة تقليدية الديكور جلس ريونو هاشيرا يحدق في الصور على الهاتف في يده
" هل هي صديقة لفتاة ثرية كـ يانو أونيغاشيما؟؟"
تساءل مستغربا ثم رفع الهاتف مجددا إلى أذنه وفور أن رد الآخر باشره قائلا
" لماذا أحضرت لي في التقرير السابق أن لا أصدقاء لديها؟؟"
" هذا ما جمعته عنها في ...."
قاطع تبرير الآخر قائلا
" اسم الفتاة التي معها يانو أونيغاشيما اجمع لي المعلومات عنها ومتى بدأت صداقتهما"
" حاضر سيدي"
أغلق الهاتف وعاد يتأمل الصور التي كانت فيها ماهيرا تحمل يانو على ظهرها، ثم مرر اصبعه على الشاشة فظهرت وهي تنزلها ،ثم صورة أخرى وهي تقف بشجاعة أمام الشبان، ثم عاد يمرر اصبعه بسرعة للخلف فكانت الصورة تضم ماهيرا وهي تقف مع رينتارو أمام الجامعة، ثم صور أخرى لهما يدخلان المطعم وصور مع كل العائلة أمام المطعم.
عاد لنفس الصورة التي وقفت فيها ماهيرا أمام الشبان بوضعية قتال عشوائية
" من أنت حقا؟؟"
تمتم وهو يقرب الصورة ومن جودتها العالية وجد أن ملامح ماهيرا لم تكن بالشجاعة التي كانت تريد اظهارها أمام أولئك الأغبياء كما وصفهم صمتا.
.
..
...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم؟؟
اعلم أنكم غاضبون لغيابي غضب2 ولكنها كانت ضروف منعتني

اعتذر لقصر البارت ولكن هذا الحد الذي حررته واعت تنسيقه ....
بس سامحوني على ذلك لانه يوجد الكثير من التفاصيل.. فكما لاحظتكم كل الشخصيات لها حياتها وتفاصيلها لذا التفكير يكون في كل الاتجاهات...

ظهرت شخصيات جديد... صديقة ماهيرا وعلاقتهما هي محور الفصل
كذلك الزعيم ريونو...رأيكم حولهم
الحراس اللذين كانوا في السيارة سيكونون وما حاضرين لذا أرجو التعامل مع غباء اثنثن منهم والبرود من الاثنين الآخرين..:تف6:
لن احدد وقت الفصل الجاي لاني اعلم بنفسي لم اكتب فيها حرفا منذ أسابيع..كنت أكتب إفيلا وحتى هي توقفت بسبب ظروف معينة ، وهي أصلا بقية مشهد أو اثنين وتنتهي...
بالتوفيق لي ولكم في الحياة سلام عليكم



https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

Inas Fallata 01-31-2021 05:03 AM



بعد السلام والتحية
فصلك ليس قصيرا البتة
رائع ومنسق كالعادة
يانو ورينو شخصيتان
ستغيران الكثير في القصة
وربما الأحداث القادمة
ستكون مليئة بالإثارة
سنكون في الانتظار
دمت في حفظ الرحمن الرحيم

lazary 01-31-2021 01:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة inas fallata (المشاركة 116915)

بعد السلام والتحية
فصلك ليس قصيرا البتة
رائع ومنسق كالعادة
يانو ورينو شخصيتان
ستغيران الكثير في القصة
وربما الأحداث القادمة
ستكون مليئة بالإثارة
سنكون في الانتظار
دمت في حفظ الرحمن الرحيم

وعليكم السلام وأهلا بك

حقا؟!! أنا رأيته قصير ولكن قولك ذلك أراحني..
سعيدة بذلك لأني أبذل جهدي حقا فيه...
كنت أريد من ذلك أن يظهر وبما أنك علق عليهما فهذا يعني أن مسعاي قد وصل للقارئ...
ربما ...؟؟ هههههه0هه0

أنا أيضا متحمسة للكتابة فيها من جديد لان الكثير من الامور في عنها ...
شكرا لك من القلب على مجيئك ترك بصمتك.. حقا شكرا....
اللهم أمين جميعنا في حفظه

lazary 02-08-2021 08:09 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا ..كيف الحااال؟؟

نعود للذي أتيتُ لقوله..

احم....سيكون هنا فصل قريبا جدا...أنا أنسقه وسأنزله ما ان أنتهي وبعده الآخر لن يتأخر أيضا ان شاء الله فهو مكتوب ولكن يحتاج تنسيق كثير عكس الأول...

أما مصيبتي الأخرى أني لم أستطع اكمال المشهد الأخير لإفيلا.....حابة نكملها وما قدرتش...

والشيء الآخر عندي رواية أخرى في منتدى شبكة روايتي أيضا قيد الكتابة، والتنزيل هناك قانونيا يجب أن يكون أسبوعيا....ولكني متحمسة

لذلك,,,,ملاحظة الرواية هناك ليست بأسماء أجنبية كما اعتدت أن أكتب....بل عربية....

من لديه الفضول ليعرف؟؟؟ او ربما يعرفني هناك؟؟؟
أتحدث كثيرا ولا أدري ان كان هناك من سيجيب....؟؟!!!!!
على كلٍ شكرا لمن يقرأ صامتا لو يعطي حتى لايك ماعليش أو تقييم وان كان زائرا أهلا وسهلا لو تتفضل وتسجل لتنورنا ..أهلا وسهلا..

شكرا Inas Fallata على دعمك لي ...مستنيا ردك اذا أنزلتُ الفصل الجديد...ان شاء الله

وأنت أيضا Rėd MO_on على قراءتك وعلى تقييمك...كوني بالجوار دوما

وكونا بخير على الدوام





lazary 02-09-2021 07:16 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204



... الفصل التاسع ...


في الغدِ صباحا
" ماهيرا هل استيقظت صديقتكِ؟؟"

سألت ماي وهي تضع الأطباق على طاولة الفطور العائلية في المطبخ، فردت ماهيرا وهي تأكل بسرعة تحت أنظار إيان ويوسكي المستغربة

" ليس بعد ولا اظن انها ستستيقظ قبل الظهر، و...أمي أرجوك لا تسأليها أي شيء ان استيقظت قبل عودتي فهي شخص حساس وتصرفي كأنك ترحبين بها ..حسنا؟"

" لم أكن أعلم أن لديك أصدقاء!!"

قال لها يوسكي باستغراب يمرر لها كأس الماء بعد أن اختنقت ثم ردت بعد أن شربت

" لقد درست معها في نفس الثانوية"

" تخبرينني أن أصنع أصدقاء ولكن أنتِ ليس لديكِ، ألا تظنين أنكِ قدوة سيئة في هذا المجال؟؟"

تمتم إيان بخفوت وهو ينظر لطبقه وكأنه يخشى من عواقب سؤاله الحساس، توقف الكل عن الحركة حتى التوأم ينظرون لماهيرا بترقب، ثوانٍ قليلة وتحركت ماهيرا قائلة بمرح وهي تستقيم وتحمل الحقيبة

" أذكر أنني أخبرتكَ أيضا أن تختار أشخاص جيدين لمصادقتهم، و أنا لم اجد من يستحق صداقتي بعد... سأذهب الآن للجامعة أراكم لاحقا"

بعد مغادرتها لم يتكلم وأكملوا فطورهم بهدوء، عدا عقولهم التي كانت في ضجة كبيرة فماهيرا لا تبدو بخير فهي رغم أنها تكلمت بمرح ولكن كان ظاهرا لهم ذلك الحزن الإرهاق الواضح على وجهها، وهذه الصديقة التي ظهرت من العدم أمرها غامض.
تنهدت ماي متذكرة عندما دخلت ماهيرا البارحة على باب المطعم وهي تحملها على ظهرها وأخبرتها أنها صديقة وساعدتها لأخذها للأعلى ووضعتا لها فراشا في غرفة ماهيرا والاطفال الثلاث وحتى الآن هي لم تستيقظ وكأنها غائبة عن الوعي كذلك تذكرت ملابسها الراقية عادت وتنهدت بصمت ثم وقفت هي الأخرى تستعد لفتح المطعم.

~~~~~~~~

تنفست ماهيرا بعمق متعبة وهي تدخل باب الجامعة تنظر خلفها

" أرجو أن لا تكون السيدة أونيغاشيما على علم بمبيت يانو عندي"

تمتمت بينها وبين نفسها ثم اصطدمت بكتف أحدهم فسقطت أوراق الشخص الآخر

" ألا ترين أمامك؟!!"

صرخت الأخرى بقوة وعندما نظرتا لبعض وجدتها أنها الفتاة التي تستفزها دوما

" لونا ألم تشعري بالملل من هذه المواقف السخيفة التي تفعلينها منذ كنا في الثانوية رغم أني كل مرة أبرحك ضربا؟؟"
سخرت الأخرى

" لست وحدي من يتعرض للضرب"

رفعت ماهيرا حاجبها صامتة بينما أخرى أكملت

"لربما لو أنكِ سرت في طريقكِ في ذلك اليوم ولم تمنعيني من تشويه وجه تلك الغنية الغبية، لَمَا حدث ما يحدث الآن ولَمَا تقاطعت طرقنا دوما بهذه الطريقة"

ظهرت خلفها ثلاث فتيات من نفس الهيئة وكأنهم عصابة، أغمضت ماهيرا عينيها تتحكم في نفسها تتململ داخليا حقا ليس وقت للشجارات رغم أنها تريد افراغ ارهاقها النفسي ولكن عليها تفادي ذلك لمصلحتها ومصلحة الأولاد، لذا أكملت سيرها تتجاهلهم.
ولكن الأخرى كان لها رأي آخر فقد عرقلت لها قدمها من الخلف فضربت في قدمها الأخرى وسقطت ماهيرا على الأرض

" أنت من بدأت هذاااا"

صرخت ماهيرا وهي تقف راجعة لها ووجهت قبضتها نحو وجه الأخرى
وفجأة تم امساك يدها

" ماهيرا يوسوزوكي سيكون هذا آخر انذار لك أن تتشاجري داخل حرم الجامعة"

نظرت ماهيرا للأستاذ ثم نظرت شزرا لـلونا المبتسمة باستفزاز وأفلتت يدها بقوة غاضبة من يد الاستاذ، وأكملت سيرها تنفض ملابسها ولم تبالي بأحد كما لم يبالوا هم فالشجارات تحدث يوميا في هذه الجامعة رغما عن المسؤولين.

~~~

تنفست بعمق كما تفعل منذ استيقاظها، واستدارت على ركن الرواق تقصد المحاضرة ففاجأتها يد مُدتْ أمامها بقارورة مشروب وصوت قائلا

" رأيتكِ غاضبة فاشتريت هذا حتى تهدئي"

" رينتارو!!!"

قالت ماهيرا اسمه بدهشة ووجه متفاجئ بالكامل
أومأ مجددا بالقارورة مبتسما، فأمسكتها متمتمة بالشكر بنفس ابتسامته
ثم سألته مستغربة فهي كانت تحاول أن تبدو هادئة قبل دخول قاعة المحاضرة

" هل أبدو غاضبة؟؟"

أجاب وهو يفتح قارورته

"رأيت تعابير وجهك المتجهمة"

" وقع شجار بيني وبين إحدى الفتيات"

رد يرتشف من المشروب وعينيه خارجا على الطلاب

" في كل مرة نلتقي بها تكونين شبه تتشاجرين"

صمت ماهيرا تتذكر اول لقاء لهما في المحل كانت تجادل الفتى بشأن الحذاء، ثم لقائهما الثاني تعاركت بالأيدي مع رجاله الذي كانت تظنهم خاطفين، ثم المرة الثالثة عندما تم ايقاف إيان وتشاجرت مع مرافقه، نظرت له ضاحكة

" بلى، أنت محق "

ثم أكملت وهي ترمي القارورة بعد أن أنهتها في السلة بجانبها قبل العودة لمتابعة النظر للخارج مثله

"أشكرك جدا على مساعدتك لي في ذلك اليوم عند اقراضك المال لي رغم انك لا تعرفني"

" وأنا أعتذر لزجكِ في مشاكلي عندما أعادني والدي للمنزل بالقوة"

" لا أبدا، بل أنا شاكرة أكثر لأنك في ذلك اليوم أنقذتني من عدم خذلاني لأخي إيان، فذلك الحذاء كان ينتظره لمدة طويل و كان يريدني أن أحضر مباراته من البداية، لذا أنا من يتعين عليها شكرك أكثر ولنعتبر أن ذلك قد حل بيننا"

توقف فجأة ثم التفت يعبر بكفه على شعره وظهر حرج طفيف على وجهه

" أعتذر أيضا لسوء الفهم الذي أحدثته بظني أن أخوكِ هو ابنكِ"

ابتسمت وقد راودتها رغبة في الضحك عكس الحرج الذي أصابها حينها وهي ترد

" لا عليك، ليست أول مرة يحدث ذلك لي"

" حسنا سأدخل الى محاضرتي الآن "

" هل نتناول الغداء معا لاحقا"

عادت تلتفت له وقد توقفت على فتح باب القاعة ثم ابتسمت بلطف

" أجل أكيد"

رفع يده لها بتحية سعيدة فردتها بابتسامة واسعة وهي تدلف للقاعة.
أما هو فقد دار حول نفسه يتجاهل نظرات الطلاب نحوه وقصد قاعته يدندن أغنية ما..

~~~

أصوات الأواني و الطلاب ملأت القاعة الكبيرة للطعام بالضجيج، وبين كل تلك الطاولات جلست ماهيرا ورينتارو مقابل بعض في طاولة تحوي ست كراسي كالكل هنا.
سأل رينتارو بحيادية فضولية وقد تخلى عن منطق أنه شخص غريب

" عندما كنتِ في المستشفى كانت هناك امرأة أمامه وقد تشاجرت مع شقيقك ايان، هل يصادف أنها والدة أحد من إخوتك؟"

وضعت ماهيرا الشوكة من يدها ترفع كأس الماء ثم نظرت له جيدا في عينيه ولكنه لم يفهم معنى تلك النظرات ثم أجابت بصوت حيادي وهي تعيد تركيزها الى طبقها

" بلى إنها والدته هو"

لم يستطع امساك نفسه عن السؤال مجددا وهو يكمل تناول الطعام يرجو أن لا يحرج نفسه بأسئلته العميقة بالنسبة لتعارفهما الحديث

" هل من مشكلة بينهما؟؟ أعني هناك مشكلة أكيد ولكن الى أي مدى؟"

مجددا رمقته ماهيرا جيدا حتى ظن أنها ستصفعه بالصينية أمامها نظرا الى شخصيتها التي رآها عدة مرات، ولكنها انزلت أنظارها مجددا للطبق وهي ترد

" شيء من هذا القبيل"

شكر سرا عدم ثورتها عليه ولكنه أيضا لم يأخذ جواب شافٍ على سؤاله، يريد التعرف عليها يريد الغوص في هته العائلة، يريد حياة عادية بمشاكل عادية وليست مشاكل.. بل حروب ياكوزا كالتي تعاني منها عائلته، نظر مجددا لها يريد قول شيء ما ولكن ظهور فتاة خلفها أسكتت ما كان سيقول ثم أجفلت ماهيرا بسبب ضربة على جهتها من الطاولة، رفعت رأسها لمن انحنت بجانبها تماما بتصرفات الجانحين وهمست بجانب أذنها

" أراكِ تتسكعين مع رينتارو هاشيرا... ألا تعلمين من هو؟؟"

استندت ماهيرا على قبضتها مبتعدة برأسها عن لونا وتأملتها جيدا بهدوء،
فهمست الأخرى مجددا

" ألا تعلمين أنه ابن زعيمِ ياكوزا؟؟"

صمت رينتارو تماما وهو يسمع ما تقوله الأخرى رغم أنها تدعي الهمس ولكنها ليست كذلك فقد سمعها بوضوح كما سمعها من في الطاولة فتوقف بعضهم عن الحركة، كما إدعى البعض الآخر عدم ذلك
ردت ماهيرا ولم تحرك ساكنا

" شكرا للمعلومة التي لم أكن أعرفها، والآن أغربي عن وجهي أريد تناول غدائي فلدي الكثير من الأشياء تنتظرني للقيام بها"

ربتت لونا بقوة على كتفها ثم التفتت لتغادر ولكنها عادت تقول بنصف استدارة وابتسامة لئيمة ملأت وجهها

" آه سمعت أن تلك الغنية الغبية قد عادت"

لم تتحرك عضلة في وجه ماهيرا واستمرت في مراقبتها حتى جلست تتناول غدائها مع تابعاتها وعينيها على ماهيرا وعلى رينتارو.

" يبدو أنه لديكَ شعبية عظيمة"

نبست وهي تعود عينيها لرينتارو الذي كان يراقب صامتا.

" تعرفين من أنا... وذلك هو السبب"

خرج صوته جامدا فقد سمع حوار الفتاة جيدا وكذلك رأى تعابير ماهيرا التي جاهدت لتكون باردة في وجه اللؤم الذي وجهته لها فتاة العصابة.

" رغم أني أود أن تكون حياتي هنا في الجامعة هادئة ولكنها ليست كذلك"

قال يكمل، فردت عليه وهي تعود لطعامها

" بالنسبة لي علاقتي مع الجامعة تنحصر على الدروس وبعض الأساتذة وهته العاهة التي كانت بجانبي، كذلك مكتب المدير"

لم تدري لماذا قالت ذلك ولكنها شعرت بقول شيء ليخرجا من الجو الذي وضعته فيه لونا
رفع رينتارو حاجبه يسأل متجاوزا ما حدث فقد اعتاد على ذلك

" عاهة؟! أهي من تشاجرت معها صباحا؟؟"

" أجل عاهة لم تتركني منذ كنَّا في الثانوية.. هي علاقتي الثالثة مع الجامعة "

ردت وضحكت على الوصف الذي ألقته، لم يفهم رينتارو في البداية ثم أومأ مبتسما باتساع
بعد صمت قليل كانت ماهيرا قد انهت طبقها فوقت تحمل الصينية وتقول له

" ليس لدي محاضرة هذا المساء لذا سأخرج"
وقف أيضا يرد

" أما أنا فلدي، أراك غدا"

قالها متأكدا أنه سيراها فلم يظن للحظة انها قد ترغب في الابتعاد عنه بعد ما رأى منها.

~~~~~~

في تمام الثالثة زوالاً فتحت يانو عينيها تشعر بالدوار والصداع رفعت رأسها وجدت نفسها في غرفة تعرفها جيدا

" ماهيرا"

نطقت باسمها بخمول ولم تخلو ملامحها من نظرة حزينة، ثم دارت بعينيها للباب الذي فتح وأطلت منه والدة ماهيرا و ما ان تذكرتها يانو حتى استقامت بخجل فشعرت بالدوار ما أدى الى سقوطها بشكل مؤلم،
صرخت الأخرى بتحذير وركضت تساعدها ويانو مستمرة في الاعتذار
وبعد بعض الوقت جلست يانو على السرير وقد استحمت وغيرت ملابسها من خزانة ماهيرا بأمر من ماي
ثم دخلت الوالدة ماي بصينية أكل جعلت الأخرى تغوص في مكانها حرجا، فهي تذكر أن هذه لم تكن المرة الأولى لها تلتقيها بهذا الشكل، فنطقت وهي تأخذ منها الصينية

" آسفة على الازعاج مجددا بعد هذه السنوات سيدة ماي"
جعدت ماس جبينها بعد فهم وقالت

" هل التقينا من قبل؟؟"

رمشت يانو بأهدابها وردت مستغربة

" لقد أتيت مع ماهيرا الى هنا قبل سنوات.. بهذا الشكل تقريبا"

وردت داخلها بل هكذا تماما
نفت الأخرى برأسها قائلة تكتف ذراعيها أمام صدرها

" لا أذكر ذلك"

عدلت يانو خصلاتها بحرج وقالت

" كانت...كان....كنتم.. كانت لديكم مشاكل عائلية حينها"

ترددت كثيرا خصوصا أمام النظرات المدققة للوالدة ماي، والتي سرعان ما ألهمها ادراكها فقالت ولم تتزحزح من مكانها

" وأين كنتِ؟ ماهيرا في ذلك الوقت لم تكن بخير.. أنا وجميع اخوتها نعلم أنه ليس لديها أصدقاء، ما قصتكِ؟"
سألت بحدة متجاهلة توصيات ماهيرا.

تلكأت يانو بحرج شديد وتعرق جبينها وردت

لقد حدث خلاف بيننا تلك المدة ..ولقد سافرتُ للدراسة""

عقدت ماي حاجبيها والصرامة ظهرت حادة على وجهها قائلة

" في العادة ماهيرا لا تقطع علاقتها بأحد إلا إذا آذاها بشدة فماذا فعلتِ لها؟؟"

أجفلت يانو من الاتهام وشعرت برغبة في الهروب الى أقاصي الأرض، لم ترد وتجمدت يداها الممسكتان بالصينية متجنبة النظر مباشرة في وجه ماي والتي قالت مجددا

" سكوتكِ يقول أنكِ آذيتها بشدة، إذا لماذا عدتِ الآن؟ الآن فقط بدأت أمورنا تستقر.. ماذا تريدين؟؟"

تململت يانو ورفعت بصرها اليها تلعن عقلها الذي لم يكن متزن في اللحظة التي فكرت بالاتصال بماهيرا البارحة
ثم قالت

" سأغادر سيدتي"

وقفت تضع الصينية على السرير وتحمل الكيس الذي فيه ملابسها المتسخة ثم أجفلت بخفة على الباب الذي فتح وطلت خلفه ماهيرا وقالت تنظر لكلاهما تستشفي ما حدث بنظراتها خصوصا وهي ترى النظرات المتوترة لــيانو

" استيقظتِ تعالي لنغادر"

" لن تغادر الى أي مكان قبل تتناولي الطعام... وأنتِ أيضا"

قاطعتها ماي وهي تتقدم منها لتخرج فردت ماهيرا

" تناولت الغداء في الجامعة أمي"

" حسنا رتبي أغراضك فدوامكِ سيبدأ بعد ساعة"

وما إن أغلقت ماي الباب خلفها حتى سرقت يانو الخطوات القليلة وخطفت ماهيرا
من ذراعها تهمس لها

" لماذا أتيتِ بي إلى هنا.. كان يمكنكِ الاتصال بأمي أو تركي أمام باب منزلنا"
إستلت ماهيرا ذراعها منها وهي تتقدم من مكتبها بغية جمع أغراضها لتذهب للشركة
" تناولي طعامكِ حتى نخرج"

ذهبت يانو صوب الصينية بينما أكملت ماهيرا قائلة

"البارحة قلتِ انك لا تريدين الذهاب للبيت فصرفتُ حراسك ليعودوا"

" حراسي؟؟"

قالت يانو والرامن يتدلى من فمها ناظرة نحو ماهيرا باستغراب التي أكملت وهي توضب أغراضها داخل الحقيبة

" أربعة حراس أنقذونا من متحرشين"

ردت الأخرى وهي تكمل الأكل بشهية غريبة وذلك يعود للذة الطعام

" لقد هربتُ البارحة من حراسي، لذا يستحيل أن يكونوا هم "

توقفت ماهيرا للحظة إثر قول يانو، ثم تذكرت شخصا آخر يمكن أن يكون له دخل ثم قالت

" لا عليك ربما أشخاص آخرين أحبوا أن يقدموا المساعدة"

لتقول يانو مباشرة وهي تبتلع آخر ما في فمها

" أو ربما يكونون حراس الشاب الذي كنتِ تتكلمين معه قبل أيام أمام الجامعة وبعدها ذهبتما سوية"

تذكرت ماهيرا حينما دعت رينتارو الى المطعم ثم رفعت حاجبيها مستدركة ونظرت لها سائلة بحدة

" هل كنتِ كل هذا الوقت هنا في المدينة ؟؟"

" أجل، كنتُ مارَّة بالسيارة من أمام جامعتكِ ورأيتكِ، ولكني كنت محتجزة في الأعمال العائلية"

ردت الأخرى مبررة، وكذلك لا تريد الخوض في تلك الأحاديث مجددا، صمتت ماهيرا محترمة اختصارها في الحديث وهي ترتدي ملابس للعمل ثم حملت الحقيبة وهي تلاحظ أن يانو أنهت طعامها فقالت دعينا نغادر
قفزت يانو وحملت الكيس بينما رفعت ماهيرا الصينية أخذتها للمطبخ وخرجتا.

~~~

" هل تعرفين أنه من عالم مختلف عن العالم الذي تريدين بناءه لك ولعائلتك؟؟؟"

قالت يانو فجأة وهما تسيران بجانب بعض في الشارع،

" أعلم"

جواب مقتضب قابلت به ماهيرا سؤال الأخرى

" هل تعلمين أنه الابن الوحدي للياكوزا ريونو هاشيرا "

" أعلم، أراك متى ما رأيتك، الى اللقاء"

قالت ماهيرا مجددا باقتضاب وركضت اتجاه الحافلة لتركبها بدون النظر خلفها وفي تلك اللحظة رن هاتفها برقم غير مسجل، وما إن رفعت حتى تعرفت على الصوت الذي طلب لقاءها ولكنها رفضت بلباقة وأغلقت الخط.
أما يانو فقد وقفت هناك لمدة ليست هينة ثم رفعت يدها توقف سيارة أجرة وأعطته عنوان منزلها ما جعل السائق ينظر نحوها بتفاجؤ وينطلق بالسيارة محتار ماذا تفعل ابنة عائلة ثرية في هذا المكان! وتركب سيارة أجرى أيضا!

~~~~~~~~~~~~~

في الليل عندما دخلت ماهيرا للمنزل وجدت أمها في لا زالت في مطبخ المطعم فدخلت اليها وتوجست من الصمت الذي قابلتها به

" أمي هل هناك شيء؟؟"

" هل كنتِ تعلمين أن الشاب رينتارو ابن ياكوزا؟؟"

وضعت ماهيرا الحقيبة ببطء وردت بحذر وتردد

" ...بلى"

وضعت ماي السكين من يدها واستدارت اليها

" ولماذا لم تخبريني؟؟"

توترت ماهيرا ورغم ذلك ردا بصدق

" لم أرد أن تفسد الصورة التي كنتِ ترينه بها"

بنفس الآلية سألت ماي مجددا وهذه المرة تحرك حاجبه لينعقد

"وهل صورته أمامي تهمكِ؟"

لم ترد ماهيرا هذه المرة فحتى هي لا تعلم السبب، وعندما لم تلقى منها ماي جوابا التفتت لها بالكمال تكتف يديها وتستند على الحوض خلفها قائلة

" لقد أتت والدته قبل قليل وكانت تبارك خروجكما معا"

سارعت ماهيرا تنفي

" نحن لا نخرج أمي..صُدَفٌ هي ما تلقينا أمام بعض، وفوق ذلك نحن في نفس الجامعة"

وقاطع كلامهما طرقات قوية على باب المطعم المغلق.

ذهبت ماي صوبه تتبعها ماهيرا وما إن فتحت حتى رفعت وجهها اليه متفاجأة بسخرية

" لا أهلا بابن الياكوزا....غادر لا أريد رؤيتكَ قرب مطعمي ولا قرب ابنتي"

ثم أغلقت الباب في وجهه وأوصدته جيدا وتجاوزت ماهيرا صاعدة للأعلى.
نظرت ماهيرا قليلا للباب ثم أغلقت الأضواء وصعدت أيضا بقلة حيلة، فالأمر معقدا جدا...حتى أنها لا تعلم بماذا يجب أن تفكر أو ماذا يجب أن تشعر؟

~

أما رينتارو فقد عاد أدراجه متوقعا ما حدث، ركب السيارة ومرافقاه ملتزمان الصمت بعد رؤية ما حدث، مفكرا كلاهما، أنه خسر شخصا بسبب أشخاص آخرين.
في الخلف أخرج رينتارو هاتفه يتصل بأمه

" رينتارو"

جاءه صوتها قلقا، فقال مباشرة

" ماذا قالت لكِ بالضبط السيدة ماي أمي؟"

" لم تقل شيئا سيئا فما ان عرَّفتُ بنفسي أني والدتكَ رحبت بي، وبعدها تحدثنا قليلا وفي أثناء ذلك ذكرت اسم عائلتنا..أخبرتها ان عائلة هاشيرا ترحب بها، حتى رأيتها تنقلب وبعدها عاملتني ببرود وطلبت مني الابتعاد عن عائلتها"

نفس الصدمة ونفس الألم..بل هذه المرة أشد في قلبه بسبب تلك العائلة، فعينيه رأت ابتسامات وأذنيه سمعت كلمات..ربما البعض يجدها عادية وحوارات بسيطة ولكن هو بالنسبة اليه كانت قيمتها كبيرة لا تُثمَّن، خصوصا من الأولاد كانوا يعلمون بهويته ورغم تصرفهم بحذر ولكنهم لم يكونوا خائفين ولم يبتعدوا أو يطمعوا، أما ماهيرا في شيء آخر كليا، لا يستطيع حتى الشرح لنفسه عنها فكيف يشرح للآخرين كي يتفهموا ألأمه ويقبلوا بقربه منها؟

" بني لا نستطيع إجبار أحدٍ على تقبُّلنا.."

قالت أمها تحاول إقناعه ولكنه قاطعها بصوت بارد لا يقصدها به بل من شعوره بوضعه

" لقد تسرعتِ يا أمي بالذهاب، أنا وماهيرا بالكاد التقينا وتحدثنا بشكل مطول، ووالدتها لم تكن تعلم بهويتي"

جاءه صوتها قلقا أكثر

" هل ذهبت إليها؟؟"

نظر للخارج للشارع المتحرك والأضواء تتوالى على وجهه ووقال

" سأغلق الآن يا أمي"

" لقد ذهبت صحيح ولم تقبل بدخولك"

ردت على سؤالها بعد أن راوغها لا يرغب بالرد وعند صمته صمتت أيضا بقلة حيلة تشعر بالذنب، هي لم يخطر ببالها أن السيدة ماي لم تعلم بهوية ابنها رينتارو.

" تصبحين على خير أمي"

" تصبح على خير بني"

وهكذا أغلق الهاتف يتراجع في كرسيه وساد الصمت على السيارة عائدين للشقة.

~~~~~~~~~~~~~

بعد أيام
وكانت كلتا الأم والإبنة قد تجاهلتا ما حدث تلك الليلة ولم يجذبا الحديث مجددا.

" ألن تاتي صديقتكِ مجددا؟؟"

سألت ماي ماهيرا وهي تقدم لها الأطباق فوق الحاجز فرد ماهيرا قبل أخذها لتوزيعها على الزبائن

" لم ألتقيها منذ ذلك اليوم...كلانا لدينا أشياء أهم"

نظرت لها ماي بصمت وعادت للعمل، كل واحد يواكب سرعة الطلبات.
مجددا رن هاتفه ماهيرا وهذه المرة تعرفت على الرقم فلم ترفع الخط وتركته يهتز في جيبها.
انتهت الساعة التي تعمل بها هنا صباحا و سلمت المئزر لفتى الثانوية الذي يعمل لديهم بدوام جزئي،
ثم صعدت تستعد للذهاب للشركة وكلها تفائل وتوتر للمشروع الذي سيقدمونه اليوم.

~~~~~~~~~~~~~~

بعد ساعات

تنهدت ماهيرا براحة وهي تخرج اتجاه شرفة في الطابق حيث عملها تستنشق الهواء براحة،فعملها اليوم كان ممتازا لو لم تتفاجأ بحضور والدها مع إمرأة أجنبية وحتى أنه عرفهما على بعض براحة.
تمسكت بالسور تتذكر ما حدث
مع انتهاء تصفيق الحضور على تقديمها للبرنامج بنجاح ومع اعجابهم بالفكرة وطريقة طرحها لم يكن هناك مفر من اعطائهم هم المناقصة.
تلقت تباركات من زملاءها حتى سمعت اسمها خلفها فالتفتت لتنصدم من وقوفه خلفها تتبطأ ذراعه سيدة بدى الثراء على كل شيء فيها، ابتداء من وجهها الذي يبدو واضحا عليه عمليات التجميل، انتهاءً بحذاءها العالي حتى احتارت ماهيرا كيف تسير به!
وقاطع تأملها المصدوم صوت والدها وهو يأخذها الى حضنه بذراع واحدة مرحباً بكلمات معتادة تقبلت هي حضنه متجمدة، ثم قال بلغة أجنبية متكسرة

" سيلي هذه ابنتي ماهيرا التي أخبرتكِ عنها ذات مرة....ماهيرا هذه زوجتي سيلي"

لم تخرج ماهيرا من صدمتها وهي تتلقى ترحيب قصير من السيدة بجانبه
ثم قال مجددا وهو يشير الى رجل يبدو في الثلاثينيات

" وهذا سيلفن لديه شركة مثل التي تعملين بها.. وسيسرنا جميعا أن تنضمي إلينا للعمل معا بدل العمل هنا سيكون لديك مستقبل واعد إذا كنت تعملين في شركلة أجنبية بكل هذه المهارة اللغوية التي لديكِ "

نظره له ماهيرا بفمٍ مفتوح ولم ترد أن تحرجه برفضها القاطع فورا أمامهم فنطقت بما ألهمها به عقلها في تلك اللحظة

" سأفكر في الموضوع وأرد لكَ خبرا يا أبي"

ثم استدارت مغادرة بلا كلمة وعندما أصبحت بجانب المدير همست له أنها ستخرج لترتاح قليلا فأومأ لها فتوجهت للشرفة.
وها هي منذ خرجت وهي تزن كل شيء في عقلها وكل الذكريات السيئة تعود واحد واحدة ولا تريد تركها بحالها، قرصها ذراعها فدلكته تريد التغاضي عن الألم القابع تحت كمها حتى لو شفي مكان الحرق ما زالت الذكريات تحرقها وكأنها عادت للخلف سنوات عديدة.

~~~

خرجت ماهيرا بعد منتصف النهار وكان المدير قد أعطاهم إجازة لبقية اليوم، لملمت الحقيبة فوق على كتفها وهي تنظر حولها علّها تجد والدها فتتحدث معه عمّا يجري ؟
ولكن الهاتف اهتز في جيبها لتخرجه وترد

" يوسكي"

ليأتيها صوته صارخا يتنفس بقوة

" ماهيرا لقد عاد أبي!!.."

توقفت ماهيرا في مكانها ولا تريد تخمين ما الذي حدث أو سيحدث؟
يوسكي الآن يكون في المطعم، هذا يعني أن والدها ذهب الى هناك...
فنادت بصوت مرتفع وكأنها تسأله

" أمي..!!؟"

" لقد خرج التوأم من البيت قبل قليل للعب ولم يعودا وأنا أبحث عنهم...يا الهي.. أنا خائف ان يكونا قد ضاعا مجددا...أركضي للبيت"

وهكذا أغلق كلاهما الهاتف، وركض كل واحد منهما من مكانه و روحه تنازع رعبا من المجهول.

~~~~~~~~~~~~

دخل الحذاء الأنيق على باب المطعم بخطوات هادئة والعينين البنيتين تنظران هنا وهناك بحثا عن شيء ما، ثم سمعت الأذنين تحت الخصلات البنيَّة الملساء تحركات في المخزن، فتقدمت الخطوات إلى هناك، وما ان دخل حتى وجدها تُخرج شيء ما فنطق بقوة يجفلها

" عزيزتي ماي"

كانت ماي تحمل في يده مجموعة أسلاك كهربائية قبضت عليها وهي تستدير اليه و قالت بكره شديد ظهر على ملامحها وعلى تحركات جسدها التي تريد قذفه بما تحمل

" ماذا تريد؟؟"

نطق الآخر بزهو وهو يدور بعينيه النسختين من ماهيرا وسوبارو كما رأتها ماي

" أتيتُ لتهنئتكِ بقبولكِ لتربية أولادي وسآخذ إبنتي ماهيرا....آه وأيضا لقد تزوجتُ، وهذه المرة إمرأة ثرية"

صمتت ماي تتتآكل داخليا فأكمل

" ربما لن تصدقيني ولكن اسمعي..ماهيرا ستذهب معي وها هو صوتها "

وأخرج حقا مسجلة فيها أصوت كثيرة متداخلة وصوت ماهيرا يقول بوضوح وكأنه قريب من المسجل
" سأفكر بالموضوع وأرد لك خبرا يا أبي"

وأغلق الجهاز ثم غادر ضاحكا تاركة خلفه ماي تغلي غضبا، ارتفعت وتيرة تنفسها وصرخت تلعن و رفعت يدها الممسكة بالأسلاك ورمتها بكل قوة اتجاه الباب من حيث خرج فصادف ودخلت ماهيرا في تلك اللحظة و التي تفاوتت مع والدها عند باب المطعم راكضة للداخل بينما هو كان يضحك خارجا.
تلقت الضربة من الأسلاك على وجهها بقوة فتراجعت تتألم ورفعت عينين لا تبصران وأنف قد نزلت منه بضع قطرات من الدماء ناظرة لأمها تهتف بقلق

" أمي ..!!"

"أخرجي لا أريد رؤية وجهك"

تراجعت ماهيرا تاركة والدتها هناك، لأنها تعلم أنها لن تصغي مهما قالت لها، ولن تقول لها ماذا قال والدها.
ركضت لتلحق به لتسأله عن مجيئه المفاجئ للمنزل و مع خروجها للشارع لم تجده وفي نفس اللحظة توقفت سيارة أمام ركبتيها وخرج منها رجلان يرتديان بذلات سوداء ودفعوها للسيارة.
ومن بعيد حيث كان قادما مشيا اتجاه المطعم ثم ركض يخرج الهاتف وما ان أجاب الطرف الآخر حتى صرخ
" كيوشي ماهيرا تتعرض للاختطاف أسرعا بالسيارة"

~
~~
~~~

انتهى الفصل التاسع


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم؟؟
شتاقتلكم ركض1

الفصل حماسي اليوم.. صح؟؟حماس3

لو كنت أضع الفصول بالعناوين لكان فصل الصدمات والتقلبات في منحنيات كثيرة..

الفصل الجاي سيكون أعظم من هذا...وسيكون هنا قريبا أيضا ..
استمتعوا بهذا وأخبروني رأيكم عنه ....
كلي شوق لذلك..شكر6



https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

lazary 02-19-2021 08:58 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دقائق ويكون الفصل العاشر هنا...

lazary 02-19-2021 09:13 PM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204



الفصل العاشر


ركض يوسكي في الطرقات ودار حول الشوارع القريبة من المطعم حتى تفاجأ بسيارة سوداء تتوقف أمامه و تفتح أبوابها ثم يخرج منها أربعة رجال وعرف من فوره من أشكالهم انتمائهم للياكوزا.
ثبت مكانه ثم حدثت المفاجأة الأكبر وهي الصغيرين يخرجان أيضا من السيارة ويتجهان نحوه ضاحكان بفرح،
انحنى يحتضنهما متحكما في رغبة في البكاء فرحا لأنه وجدهما بخير، ثم صفع كلاهما على ظهريهما قائلا بغضب

" ألم أقل إلعبا قرب المطعم؟ أين ذهبتما؟؟"

" لقد ذهبا مع أطفال آخرين يقصدون الحديقة"

أجاب أحد الرجال تكهَّن يوسكي أنه القائد

" شكرا لكم"

نبس يشكرهما وأمسكا بيدي الطفلين وغادر متنهدا براحة غير مكتملة.
وما ان ابتعد بدون النظر للخلف حمل الهاتف واتصل على ماهيرا ولكنها لم تجب وهذا زاد قلقه فسارع في مشيه يحث التوأم على ذلك أيضا.

~~~~~~~~~~~

وقف رينتارو يتنفس بقوة بعد أن لحقوا بصعوبة بالسيارة التي اختطفت ماهيرا وهي قد دخلت الى هنا.
كان منزلا ضخما عصري الشكل أقرب للقصر مكتوبة على لوحة التعريف به _ أونيغاشيما_ طلب الدخول بشكل رسمي معرفا نفسه لحراس البوابة وخلفه مرافقاه
أشار له الحارس أن يتفضل فدخل وخلفه مرافقاه،
خطى سريعا شبه راكض للحديقة الخلفية للبيت حيث علم بتواجد سيدة البيت فالسيد غائب حاليا.
عندما أطل وجدها تقف مقابلة سيدة مرتاحة في جلستها وتطالعها بعلو، وآنسة أخرى بملابس النوم تقف وراء السيدة.
أما ماهيرا فتقف أمامها بتحدي حتى أن امرأة حارسة كانت خلفها مستعدة لتنقض عليها ان تحركت اتجاه سيدتها،
أكمل خطواته اتجاههما

" سيدة أونيغاشيما "

قال رينتارو وقد وصل يفرق نظراته بين ثلاثتهم

" أوه ابن السيد ريونو!"

نطقت السيدة بتفاجؤ
نظر رينتارو لماهيرا يسألها متفحصا

"هل أنتِ بخير؟"

رمته بنظرة عابرة ولكن الصوت لم يكن صوتها الذي قال

" أنت ياكوزا لذا أنت آخر من يتكلم عن هذا؟؟"

ذهب ببصره وراء السيدة أونيغاشيما، حيث الفتاة الشابة تنظر له بكره واضح أكملت قائلة

" ماذا تريد من ماهيرا؟؟"

نظر بقلق للأخيرة وعاد للنظر للأخرى ثم قال

" بل انتم ماذا تريدون منها؟ لقد اختطفتموها من أمام منزلها"

شهقت يانو وقفزت أمام أمها تصرخ

" أمي!!؟"

وقفت السيدة بهدوء ثم وضعت شبكت يديها أمامها برقي وهي ترد بصوت ناعم

" لقد أمرت الرجال أن يحضروها عندما اتصلتُ بها قبل أيام أخبرها بالمجيء ولكنها رفضت، وبعدها لم تجب نهائيا عن اتصالاتي "

نقلت يانو عينيها الجزعتين اتجاه ماهيرا الصامتة، انها تعلم،، تعلم أن صمتها لن يكون خيرا أبدا سوف تنفجر في أي لحظة

أكملت السيدة تقصد ابنتها وهي تشير للمتجاورين

" فتاة من العامة الفقيرة وتتسكع مع ابن الياكوزا...ما حاجتكِ أنت لمثل هاته الفئة؟ لا مكان لكِ بينهم كما لا مكان لمثلهم بيننا، عالمنا مختف كليا عنهم.. كم مرة أخبرتكِ أن تبتعدي عنها، من الغد ستنهين كل أعمالكِ هنا وتعودين لأمريكا"

" أمي!!"

صرخت يانو مجددا بجزع رافضة، فحدجتها والدتها ثم عادت بعينيها بنفس النظرة المستصغرة لماهيرا

" المرة الماضية قد أشفقت على حالتك وحال اخوتك ولكن هذه المرة لن يردني شيء عن إيذائك، حومي مجددا حول ابنتي وسأجعلكِ تخسرين عملكِ، وعندها ستأخذ الحكومة الأطفال من حضانتكِ وسينتهي كــ...."

وتفجأت السيدة أونيغاشيما باليد التي مدت أمامها فوق الطاولة للسكين فنظرت لابنتها بخوف،
وضعت يانو السكين قرب معصمها مبتعدة عن أمها وهتفت بجنون

" هل تريدين موتي هذه المرة؟؟ سوف أفعلها.... أخبريني فقط أنكِ تريدين موتي وسأفعلها صدقيني سأفعلها"

" يانو حبيبتي.."

تحدثت السيدة بهلع تمد يديها اتجاه ابنتها،
رينتارو التزم الصمت ليس لأنه خائف بل معتاد على أشياء أكثر من هذه رعبا بحكم عمل عائلته، لقد كان قلقا على ماهيرا نظر نحوها غير مبالي بالدراما التي تحدث قبالته، وجدها تغمض عينيها بشدة كذلك تقبض على يديها.
داخل ماهيرا كانت أصوات أخرى تتردد بتقطع وكل مرة تعود بشكل أقوى وأوضح
صوت إمرأة تصرخ، ورجل يصرخ غاضبا، بكاء طفل صغير

" أقسم أني سأفعلها وأريح نفسي...حمقاء هل تظنين أنني سأحزن عليكِ....ماما...بابا "

وتردد صوت بكاء الطفل أكثر وأكثر واحتد عراك الأصوات، ثم توقف كل شيء عندما حدث انفجار صاخب وأظلمت عيناها وتوقف كل شيء ولم تعد تسمع الا أصوات صافرات وتشم رائحة دخان.

ترنحت في مكانها وشعرت بيد تسندها من كتفها فحركت كتفها بعصبية غير معتادة على المساعدة لتتركها اليد وأذنيها عادتا تسمعان الطنين بشكل متقطع، وعاد كل شيء كما هو وصوت يانو تقول

" سأفعلها هل تظنين نفسكِ إلاهً حتى تتحكمي في كل شيء يخصني؟ حتى الهواء الذي اتنفسه تعطينني إياه بالميزان.. هل تظنين نفسك ستمسكين روحي وتعيدينها إن خرجتْ؟؟"

رفعت ماهيرا ذراعها للذي بجانبها تزيحه من طريقها ومع كل خطوة اتجاه الفاقدة لرشدها، كانت تعود الى وعيها وعيناها تبصران بشكل عادي، حتى وصلتها.
ضربت يدها للخارج فسقط السكين ثم جذبتها من تلابيبها تضع وجهها ضد وجه الأخرى وتنفست بعمق ثم نطقت بكل الكره الذي تشعر به لكل العالم

" وأنت هل تظنين نفسك شيء ما؟؟ هل تظنون الناس بين أيديكم لعبة؟؟"

تشعر بنفسها ستفقد الوعي من التنفس السريع الذي تأخذه، مجددا أحكمت إمساك يانو ونظرت في عينيها بتحدٍ قائلة
" هل تظنينني سأبكي على صداقتكِ وأقبل بها وأنت تدافعين عنها بهذا بالتهديد المثير للشفقة بأن تقتلي نفسكِ؟؟ ألم تتغيري؟؟ ألا ترين أنك تكثرين من الرثاء على الذات؟ الناس يموتون جوعا وأنت تتذمرين لأنك لم تستنشقي بعض الهواء براحتك؟ أنا لن أقبل برؤيتك مجددا لأن الأهم عندي في هذه الدنيا هم اخوتي ولست مستعدة لخسارتهم من أجل فتاة مدللة تأخذ ما تريد كل مرة بالتهديد بالانتحار"

دفعتها في الأخير حتى سقطت على الأرض وغادرت المكان بخطوات غاضبة، وصدر يلهث، وجسد متعب، لو لم تكن الكبرياء، والجهد المبذول فوق الطاقة، والاعتياد على العطاء أكثر مما هو موجود لسقطت فاقدة الوعي.
أما في الخلف فقد توقفت يانو مصدومة مفكرة أن نفس السيناريو أعاد نفسه وكانت ماهيرا هي بطلته هذه المرة،
فالمرة الماضية هي من كانت تحمل سموم الكلمات وصفعت بها ماهيرا ثم غادرتها بكل برود تحت الأمطار الغزيرة في ليلة مظلمة.
ثم رفعت بصرها للذي ظلَّـلها بظله وقال بصوت مهدد يقصدها ويقصد والدتها

" حركة واحدة تمس ماهيرا أو اخوتها وستكون أُسرة هاشيرا أمامكم بكل قوتها سواء قانونيا أو غير ذلك"

وغادر رينتارو تاركا خلفه السيدتين متجمدتان، صحيح هو لم يسبق له أن استعمل اسم أسرته ولكنه مستعد الآن للخوض في ذلك في سبيل حماية ماهيرا، الشخص الوحيد الذي رآه كرينتارو وليس كرينتارو هاشيرا ابن زعيم الياكوزا.
ركض يجري خارج القصرخلفه مرافقاه وعندما لم يجد أثرا لماهيرا سأل أحد حراس القصر فقال

" لقد ركبت سيارة أجرة"

كان هذا هو الجواب الذي لم يرده، فهو كان يرغب برؤيتها قبل العودة لمنزلها فهناك لن يراها فوالدتها أكيد لن تسمح بذلك بعد أن علمت هويته.
" سيدي لقد اخبرتهم أن يحضروا السيارة ثواني وسنغادر"
لم يرد رينتارو على كيوشي واقف يفكر أن كل شيء انتهى قبل أن يبدأ حتى.

~~~~~~~~~~

وصلت ماهيرا للمطعم وما ان فتحت الباب المغلق حتى وجدت أمها تقف أمامها بوجه حاد مضى وقت منذ أن قابلتها به

" مرحبا أمي"

ألقت التحية العابرة مستعدة للوصلة من الكلام حول ابن الياكوزا ولكن ما فاجأها

" لقد تواصلتِ مع والدكِ"

كانت تُقِرُّ ولا تسأل، وقفت ماهيرا أمامها بلا كلمة وداخلها يتدمر شيئا فشيئا مدركة ما سيحدث، فاكملت والدتها و سد الدموع الذي كان قد توقف منذ مدة طويلة عاد وانفتح على وسعه فانهارت حصون وتبللت الخدود وتاليا ستكون سموم الكلمات أكيد

" هل تريدين الذهاب معه؟ بعد كل هذا الوقت يعود وتذهبين معه هكذا ببساطة فقط لأنه عاد يملك المال.. لقد تزوج بامرأة غنية وعاد يتبجح يخبرني أنكِ أخبرته أنكِ ستفكرين بالموضوع...ستغادرين معه ، بعد كل ما حدث بسببه ؟؟"

لم ترد ماهيرا لأنها تعلم أن أمها لن تصدقها ولو أقسمت بكل شيء، لن تصدق، ولن تصمت،
فاستدارت تفتح باب المطعم ولبست مئزر العمل وباشرت تعد الطاولات فتقدمت أمها ناحيتها وضربت الطاولة من يدها فسطقت محدثةً دويا أجفل الاولاد والعَامِلَيْن بدوام جزئي.
حمل يوسكي سوبارو اليه يطمئنه بينما التوأم جواره توقفا عن اللعب ينظران بما يحدث بتعابير وكأنهما معتادن على ذلك،
أما ايان فقد وقف متجمدا مصدوما في مكانه فهذه أول مرة يحضر شيء كهذا.
لم تبالي ماهيرا بما فعلت والدتها ولا بما قالت وردت عليها بصوت ميت مخنوق من شدة الصمت

" أمي الزبائن سيحضرون مجددا بعد الاستراحة... نحن لا نريد التسبب بغلق المطعم مجددا بسبب خلافاتنا"
" أي خلافات؟؟"

وصوت الصفعة على وجه ماهيرا تزامنة مع صرخة أمها فاقدة لرشدها

" هل تريدين ايهامي أنكِ تبالين بنا... هل تبالين حقا بذلك الصغير وأنت ستذهبين! هل تبالين حقا بالتوأم؟ لقد أسمعني التسجيل وأنت تقولين أنكِ ستفكرين..كنتُ أعلم .. كنت أعلم أنتِ مثله تماما...يا خسارة على تصديقي أخيرا أنكِ لن تغادري"

ردت ماهيرا بنفس الصوت الميت

" أنا تعبتُ يا أمي كل مرة أقسم لكِ أنكِ تظلمينني ولكنك لا تصدقين، أنا لن أذهب الى أي مكان"

" اغربي عن وجهي، أنتِ تشبهينه في كل شيء.. أغربي عن وجهي"

ردت والدتها بصرخة في وجهها وهي ترميها بمنشفة على وجهها المكدوم، تلقتها ماهيرا بروح ميتة ثم تجاوزت أمها اتجاه ايان حتى وصلته قائلة

" سأغادر لبيت صديقة لا تترك أمي وحدها أبدا، الأولاد لدى يوسكي سيعتني بهم وأنتَ لا تترك أمي أبدا ايان أرجوك، ليست في وعيها حاليا سوف تهدأ ما إن تنام"

ونزعت المئزر وغادرت ورآها ايان وهي تدير لافتة مغلق للمطعم.
عاد ينظر لــماي فوجدها انهارت جالسة على كرسي وتبكي بصوت مرتفع وكأنها في جنازة لقريب لها.
رغم رغبته في المغادرة مع ماهيرا فهي الأخرى لم تبدو بخير ولكنها أوصته بوالدتها، وهو شخصيا لا يكره السيدة ماي، ثم سمع يوسكي يطلب من العاملين المغادرة وغادر أيضا بالأطفال للخارج.
لذا تراجع هو يجلس على الدرجات خلفه منتظرا ما سيحدث وينتظر أن يشرح له يوسكي لا حقا ما يجري.

~

بعد ما يقارب الساعة تحركت ماي من مكانها اتجاهه فوقف مرتبكا رغما عنه خصوصا مع حالتها الغير عادية فهي تبدو منهارة تماما.
تجاوزته صاعدة للاعلى فتبعها حتى اندست تحت فراشها فأعطاها مهدئ طلبته ثم ناولها كأس ماء و غادر الغرفة بعد أن نامت فسارع للاتصال بيوسكي الذي أجاب فورا بـصوت غريب عن المستفز الذي اعتاده

" هل نامت أمي؟؟"

" أجل، أين أنت؟؟"

سأل وهو ينزل راكضا ليخرج فوجده أمام المطعم يحمل بين يديه سوبارو نائما وحوله التوأم أيضا صامتان فقابه يوسكي بوجه عادي استغربه فقد كان صوته غريبا في الهاتف

" أين أنتَ ذاهب في هذا الوقت؟؟"

أغلق ايان الهاتف ورد

" الى ماهيرا"

ناوله يوسكي سوبارو النائم وهو يعود ليغلق المطعم فأصلا الليل قد حل ثم قال يقصد التوأم

" كفاكما تعقلا واركضا للأعلى لتغتسلا حتى نتناول العشاء وندرس ثم ننام"

وبمجرد سماعهما لتعليمات يوسكي طار الصمت والتعقل كما قال، وانطلقا يرفسان الدرجات بما سمحت بها خطواتهما.
ثم نظر لايان الواقف بتوتر وقال له ببسمة بسيطة

" ضعه في الفراش وتعال لنحضر عشاءنا وسأخبرك بما تريد"

~

على واحدة من طاولات المطعم المستديرة وزع يوسكي الأطباق على أربعتهم من طعام المطعم وجلس يشير

" تناول الطعام ايان ما بك واجم...أنظر الى زوج الأحصنة"

أشار للتوأم اللذان لم يلقيا بالا له يتناولان الطعام بشراهة، ثم ضحكة وقال

" تعلِّم العيش تحت أي ظرف أنظر.. وكأنهما لم يعيشا انفجارا عائليا قبل ساعات....على كلٍ لا عليكَ منهما فهما معتادان على انفجار أمي وأمهما...صدقني لن تجد من يخيفهما أكثر من ماهيرا، وما دامت لم تنفجر هي هذه المرة فهما بخير.. وعلى خير حال"

أشار بيده في النهاية على أن كل شيء بخير وتحت السيطرة،
لم يرد ايان على ما قاله، يحاول تفسير تصرفات الأخير فهو يبدو بخير، ثم لا يبدو بخير،
في تقلب دائم بتصرفاته وكلماته، أشار يوسكي مجددا بعيدان الأكل

" أنظر، لم يحدث هكذا انفجار كبير منذ مغادرة أبي البلاد، وهذا حدث قبل معرفتنا بكَ بشهور، لقد كانت هاته الانفجارات العائلية تحدث كل حين حتى اعتدنا عليها جميعا كما لاحظتَ حتى على الأحصنة"

أشار مجددا للتوأم، فسأل ايان بقلق

" ماذا عن ماهيرا؟؟"

رد يوسكي يبتلع طعامه يحاول جاهدا التصرف بعادية ثم ابتسم

" لا عليك من ذلك التنين، ألم ترى كيف كانت تتصرف مع انفجار أمي العظيم..؟ ستكون بخير فهي معتادة على ذلك...وعلاوة على ذلك هل تظن شخصا قد وثقت به المحكمة وسلمته أرواح أربعة أولاد لا يستطيع تدبر امره في ليلة خارج البيت، ستذهب الى صديقتها التي ظهرت من العدم ...أو ربما تستأجر شقة في الفندق.. بالمختصر لن تهدأ أمي إلا عندما تغادر ماهيرا البيت فهي هكذا تدخل في حالة الهدوء قد اعتدنا وأخبرتك"

نظر ايان لطبقه وعاد يسأل يوسكي المنهمك في وضع المزيد من الطعام للتوأم

" ولماذا يحدث كل هذا بعد كل هذا الوقت؟؟"

شرح يوسكي يعود لطعامه

" كما أخبرتك توقف منذ رحيل أبي عن البلاد..وهو قد عاد وعلى ما يبدو يبدو أنه يريد أخذ ماهيرا"

بعد قوله تجمد التوأم ونظرا نحوه بوجوه ملطخة وعينين فطنتين، نظر يوسكي ناحيتهما ثم صفع رأسيهما بتأنيب

" تناولا الطعام، الكابتن لن تذهب الى أي مكان، تعلمان أن أمي فقط من تظن ذلك"
عادا للأكل فعاد هو يشرح لإيان

" أمي تظن أن ماهيرا سترحل يوما ما كما رحل والدي، وما يزيد الأمر صعوبة هو شبهها الكبير بأبي.. وأمي حياتها مع أبي لم تكن جيدة ...حسنا كانت سيئة جدا"

بسط يده يكمل

" أنا متأكد أنه لا يريد ذلك.. أقصد بذلك أخذ ماهيرا.. هو فقط يرفع ضغط أمي، خصوصا بعد الانجازات التي قمنا بها بدون أن نفترق"

لم يرد شرح أنها أبقت على أولاده كي لا يجرح أحدا منهم، ثم همس لإيان

" لا تأخذ الأمر بشكل شخصي، فهذا هو الواقع"

أومأ ايان هو أصلا يعرف ذلك، من قد تربي أبناء زوجها؟

" أنا قلق على ماهيرا؟؟"

قال مجددا يحرك طعامه بعد أن قربه منه يوسكي فقال الأخير

" لا تعبث بالطعام وتناوله سيصبح كل شيء بخير انتظر وسترى"

" هل حقا سيكون كل شيء بخير...؟ لا أظن ذلك فماهيرا بدت محطمة تمام وخالتي كانت منهارة"

" أقسم أني أريد ضربك"

قالها يوسكي وهو يضع العيدان من يده.
ابتسم ايان رغما عنه من تعابير يوسكي، يعلم أنه يحاول اقناعه كما يحاول اقناع نفسه أن كل شيء سيكون بخير.
نبس ايان فجأة بروح منفتحة يجاري بها ما يحدث

" أنت محق، سيكون كل شيء بخير"

" لقد شبعت..لقد شبعت"

نطق التوأم في نفس الوقت وهما يضربنا بطنهما

" هل أنتما من سلالة الفايكينغ؟؟"

انفجر ايان ضحكا على تعليق يوسكي الساخر، فهما حقا تناولان الطعام بشراهة و بدون مبالاة، ثم صفعا بطنيهما.
وختمت تلك الليلة بهدوء في المطعم الذي أغلق أبوابها باكرا على عائلة تحاول التماسك رغم كل الظروف.

~~~~~~~~~~~~~

أما في مكان آخر فهي لم تختم بعد على ماهيرا
بعد المسير وحيدة على طرف الطريق العام عقلها لم يهدأ، عاصفة من الأفكار والتضارب في الحلول التي عليها ايجادها، فجأة توقفت وبدأت بركل الشجرة بأسفل حذائها ثم توقفت قائلة

" كنت على الأقل أريح نفسي بإشباع لونا ضربا أو هي تشبعني أحيانا مع عصابتها"

" يا الهي هل أصبحتُ مريضة نفسيا الآن"

أمسكت رأسها ناظرة للأسفل عند قدميها متمتمة

" ما الذي يفترض بي فعله؟....هل سيستمر الوضع هكذا؟ ....يا الهي.... لم أعد أستطيع تحمل ذلك....لقد تعبت، أقسم أني تعبت"

تنهدت بكبت تتحكم في دموعها التي تحرقها لتنزل ولكنها منعتها وتقدمت تستند برأسها على نفس الشجرة التي كانت تضربها قبل لحظات وهي لا تزال ممسكة برأسها.
رن هاتفها فابتعدت عن الشجرة فلاحظت بعض الأنظار المستغربة تحدق نحوها فرفعت السماع وهي تغادر بصمت.

" أين أنت ماهيرا؟؟"

" سأبيت عند صديقة، هل نام الأولاد؟"

رد يوسكي يطمئنها ويسأل

" أجل ناموا وأمي أيضا، من هذه الصديقة؟ الفتاة الوحيدة التي أعرفها كانت أمها تكرهك على ما أذكر قبل سنوات"

" لستُ شخصا انطوائها يوسكي.. انني أعرفها أيضا من الثانوية"

" أنت لا تكذبين أليس كذلك؟؟"

" لا يوسكي أقسم أني أعرفها من الثانوية، كما اننا ندرس في نفس الجامعة"

" هل تعرفان بعضكما جيدا؟؟"

" أجل تجمعنا معرفة قديمة، وما كل هذه التحقيقات؟؟"

" لقد طردتِ خارجا بتعسف وأنتِ بخيلة لتستأجري غرفة في فندق"

وصلها صوته ساخرا، فجارت سخريته للتقليل من وطأة الأمر ردت قائلة

" يا لك من أخ حنون*!! ألم تستطع فتح فمك لتخبر أمك أني ابنتها وأن لا تخلط بيني وبين زوجها السابق؟"

ليرد رغم أن صوته الذي تحشرج واستطاعت سماع تغيره رغم جهده لجعله ساخرا كالعادة

" لا عزيزتي البخيلة، لا أريد النوم معك خارجا وترك الدفء هنا يتنعم به إيان لوحده"

" حسنا الى اللقاء"

أغلقت ماهيرا مباشرة الهاتف

" حسنا لنرى هل ستستضيفني لديها؟"

~

وقفت ماهيرا تنقل عينيها البنيتين بين الباب والجرس بتردد ثم رنت الجرس.
لحظات حتى فتح الباب وأطلت من خلفه سيدة بعد تفحصتها جيدا
كانت ماهيرا قد أعادت القلنسوة على رأسها يديها في جيوبها وجهها غير ظاهر جيدا للضوء الخارج من المنزل

" من أنت؟؟"

" أنا أريد رؤية لونا"

أجفلت على الفور عندما صرخت السيدة وهي تتقدم لترفع عن رأسها القلنسوة

" هل أنت فتاة جديدة طائشة تريدين الانضمام لعصابتها؟؟"

" لا لست كذلك سيدتي*!"

كتفت السيدة يديها فبدت لماهيرا أنها تشبه لونا كثيرا إذا هي والدتها أكيد

" ها هو الدليل على وجهك على شكل كدمات وحديثة أيضا..."

" أمي من هنـ....."

نظرت ماهيرا لــلونا التي خرجت من خلف أمها تحمل في يدها دلو مثلجات صغير بينما الملعقة معلقة بين شفتيها

" هل تريدين مقاضاة ابنتي؟ هل أنت من تسبب لها بهذه؟ ألم أقل لك ابتعدي عن المشاكل ...."

السيدة انطلقت تتحدث وتضرب لونا على ظهرها بكف يدها ولكن على ما يبدو لم تكن الضربات مؤلمة، لأن لونا لم تتزحزح من مكانها كما لم تتزحزح نظراتها من على ماهيرا الواقفة أمامهما بصمت

" أمي توقفي لست أنا السبب، و أنا لم أخرج اليوم من البيت... أدخلي أنت سأتحدث معها خارجا"

دفعت أمها للداخل وأغلقت الباب ونظرت لماهيرا بصمت تنتظر ما ستقول فلم تتأخر ماهيرا وقالت ببساطة

" أتيت إليك للمبيت عندك، أو أن تضربيني حتى لأفقد وعيي فأنام حتى الغد لاني قد طردتُ من البيت"

طالعتها لونا قليلا ثم أشارت للدرجات وجلست قبلها تتناول المثلجات، تنهدت ماهيرا وجلست بجانبها فسألتها لونا مباشرة ببعض الحدة

" ماذا عن الغنية الغبية؟"

حدقت ماهيرا في السيارات المتوقفة ولا وجود لأي شخص في هذا الحي الهادئ رغم أنها لم تتجاوز السابعة ثم ردت ساخرة

" والدتها تكرهني لذا حتما لن أذهب للموت بقدمي"

طالعتها لونا مجددا وهذه المرة بحاجب مرفوع قائلة

" لم أعتقد أن لديك جانب ساخر*!"

" الفضل يعود لأخ كل حديثه سخرية "

توقفت لونا عن تناول المثلجات وسألتها مجددا ولكن دون النظر نحوها وهي تشعر بشيء لاذع أن ترى غريمتها أو صديقة مشاجراتها على هذه الحال،
الأمر ليس كأنها لم تلاحظ في الجامعة أنها دائمة الشرود أو الوحدة الظاهرة على وجهها.. ولكنه هذه المرة بدت مختلفة فلم تدري هل لأن هذا أو حوار يتبادلانها بدون أيدي و لكمات وصفعات في المنتصف!
ام أنه تأثير الهدوء المكان وهما لم يسبق لهما ان تقابلا ليلا

" ماذا حدث حتى تبيتين خارجا؟؟"

ردت ماهيرا على الفور

" هل تريدين حقا أن نتحدث عن مشاكلي لتجديها غدا لتبتزيني بها؟؟"

" هل أنت معتوهة؟ لماذا قد أبتزك بشيء تافه؟"

" إن كان تافه لا تسألي إذا!!"

رد ماهيرا مجددا وخطفت الملعقة من يدها وغرستها في المثلجات وتناولتها ممتلئة تمام، صنعت لونا تعابير عدة على وجهها قائلة

" أنت مقرفة.. سوف يتجمد مخك"

" تتتت مؤلم لماذا هو بارد هكذا؟؟"

" ها هو جانب آخر غبي أكتشفه الآن"

علقت لونا تنظر نحوها باستغراب

" هنيئا لك"

جاء رد ماهيرا باردا وهي تغرس الملعقة مجددا في المثلجات، وادخلتها فمها وصنعت نفس التعابير متألمة.
أبعدت لونا عينيها عنها تراقب قِطا يتجول تحت السيارات المصطفة أمام منازل أصحابها ولكن عقلها كان مع التي بجانبها تتناول المثلجات، ملعقة.. ملعقة.. وكبيرة الحجم كل مرة وكأنها تفرغ غضبها، فنطقت بهدوء

" إيلام نفسك كل مرة لن يجدي نفعا فأنت المتضرر الوحيد هنا"

" أجد راحة في ذلك، ثم أنظروا من يتكلم عن ذلك"

" كنت أقتبس كلمات أمي"

رفعت لونا كتفيها ويديها في آخر كلامها ثم خطفت نظرها بزاوية عينيها لها وعادت تقول

" اذا كل مشاجراتنا كانت لأنك لم تجدي المثلجات؟؟"

أصدرت ماهيرا صوت ضحكة مختنقة، لحظات وانفجرت فتناثرت المثلجات في الهواء

" أنت مقرفة"

قالت لونا بتقزز على ملامحها وهي تبتعد قليلا عنها، مسحت ماهيرا البقايا من على ملابسها وشفتيها بمنديل ورق أخرجته من جيبها وهي ترد بعد ان وضعت الملعقة

" أنت السبب في هذا القرف.... ولكني أتمنى لو كان السبب كذلك حقا"

صمتت قليلا ثم تنهدت مجددا تكمل

" أتمنى لو كان السبب مجرد عدم وجود المثلجات"

استقامت لونا ترتقي الدرجات

" توقفي عن التنهد كأنك عجوز قد هاجر أولادها ثم شاركوا في الحرب ولم يعودوا، تعالي لندخل"

حملت ماهيرا دلو المثلجات وسلمته لها بينما تدخلان الباب بعد أن أعادت لونا طرقه، دخلتا مباشرة لغرفتها فهي لم تلتقي بأي فرد من أسرتها في طريقها للداخل.
وجدت ماهيرا أن غرفة لونا كانت انثوية رغم ان مساحتها صغيرة

" غرفتك جميلة"

" ماذا عن غرفتك انت؟؟"

"ليست بجمال غرفتك، أنام مع اخوتي الصغار لذا ستجدين فيها الألعاب بدل الأشياء...."

" أشياء الفتيات الأنثوية"

أكملت لها لونا وهي تضع لها فراشا

" أجل "

وافقتها ماهيرا وهي تستلقي شاكرة

" ألا تريدين تناول العشاء ستضع أمي العشاء بعد قليل؟؟"

قالت لونا مجددا مستغربة، فردت ماهيرا وهي تبتعد عنها قليلا كونها تقف عند رأسها

" توقفي عن التصرف بلطف فهذا مخيف، تبدين كأنك قابض أرواح يريد سماع أمنياتي الأخيرة"

ردت عليها لونا ببرود من السخافات التي تقولها

" دعينا لا نعود الى مشاجراتنا الرائعة هذه الليلة فقط"

" شكرا ولكني أريد النوم فقط، اشكري أمك بنيابة عني لأنها سمحت لي بالدخول رغم اني أثرت ريبتها"

" أجل.. أجل، هل هناك أحد ينام على السابعة؟؟"

سخرت لونا وهي تستدير لتخرج

" ليس لدي ما افعله لذا سأنام"

~~~~~~~~~~~~~~~

قبل إشراقة الشمس الأولى وعند أول تحرك للعصافير والنسيم البارد، وعند آخر غمرة من الظلام للأرض فتحت ماهيرا عينيها.
لم يكن غريبا أنها نامت مباشرة عند استلقاءها ولكن الغريب هو نومها الهانئ لدى لونا الفتاة التي لم تعد تذكر عدد المشاجرات واللقاءات الشائكة بينهما.
اعتدلت في مجلسها تهذِّب خصلاتها البنية متوسطة الطول، نظرت حولها للغرفة المضاءة بفعل خيوط الفجر وجدت لونا نائمة بعمق.. تاهت نظراتها بعيدا عنها تفكر في ما حدث بالأمس ثم نفضت رأسها، عليها أن لا تبدأ يومها بالتفكير بسلبيات الأمس.
بعزيمة وجدية وقفت بهدوء طوت فراشها وخرجت من الغرفة بعد ارتداء سترتها والحذاء بنفس الهدوء حتى لا تزعج أحد،
سارت اتجاه باب الخروج على رؤوس أصابعها ولم تنظر حولها كثيرا فهي حفظت اتجاه الباب،أجفلت على حركة خلفها استدارت ببطء للخلف فوجدتها والدة لونا تناظرها نظرة خطرة نوعا ما...
لذا نطقت بتردد

" صباحك سعيد سيدتي"

" ألم نستضفك جيدا حتى تسللي بدون قول شيء.. وحتى أنكِ لم تتناولي العشاء معنا رغم أنني حضرت لك كرسيا وصحنا لتشاركينا إياه؟!"

اعتدلت ماهيرا في وقفتها ترد بهدوء

" أعتذر لذلك وشكرا على استضافتي"

"الحمام هناك"

أشارت السيدة فدخلت ماهيرا وبعد لحظات خرجت وقد عدلت هندامها كما غسلت أطرافها
راقبتها السيدة لوهلة ثم سألت

" من سبب لك هذه الكدمات على وجهك"

أجابت ماهيرا فورا

" كان حادث غير مقصود... شكرا على استضافتي مجددا"

انحنت وعادت تلتفت للباب لتخرج فجاءها صوت السيدة من الخلف

" انتظري لأفتح الباب لأنه موصد بالمفتاح"

ثم خاطبتها بعد أن فتحت الباب

" يمكنك العودة لتناول الغداء معنا"

تمتمت ماهيرا شاكرة وعندما مرت أمامها تكلم السيدة مجددا ما جعلت ماهيرا تتوقف و تنظر مباشرة في عينيها

" أعرف أنه في بعض الاحيان يكون الانسان متألم فيؤذي نفسه.. فلتعلمي أن ذلك غباء.. يظن أنه ينتقم من العالم ولكنه فقط يزيد فوق ألمهِ ألماً، على الأقل حافظي على جسمك سليما ووجهك جميلا"

تغيرت ملامح ماهيرا لواجهة واجمة وغادرت بدون قول حرف واحد.
بينما في الخلف ظلت السيدة تستند على خد الباب بيديها تراقب خطوات الفتاة الشابة،
فتاة شابة كان من المفترض أنها الآن في عمر الزهور تتفتح بروية وحماس لاكتشاف الحياة بحلوها ومرها، ولكن البارحة، وحتى مشيتها الآن وكتفيها المتهدلان، أعطوها صورة فتاة قد ذاقت من الحياة سوى المرارة وبعض من شرارات السعادة الصغيرة لتصمد حتى الآن.

~

بعد سيرها حتى وصلت للشارع الرئيسي كثير الحركة خلاف حيث تسكن لونا في الاحياء الهادئة
تنفست بعمق لتجذب الهواء البارد عله يثلج صدرها ويرفع مزاجها من كلمات السيدة قبل قليل.
نظرت لملابسها لا زالت بملابس الامس فعند الهجوم الهستيري لأمها والذي لم يحدث منذ وقت طويل غادرت بدون فعل شيء.
لذا رفعت الهاتف متصلة على يوسكي ولكنه لم يجب

" ذلك الكوالا الكسول"

اتصلت على هاتف ايان فرفع بعد لحظات بصوت نائم

" كيف تنامون وأنا قد بت خارج البيت"

تمتمت غاضبة
ثم عاجلته قائلة

" ايان انا في الشارع الرئيسي الثاني قرب مقهى النوتيلا احضر لي ملابس وحقيبة العمل وحقيبة الجامعة و... توجد ملفات على مكتبي احضرها جميعا ولا تنسى...."

صمتت اذ أنها لم يأتيها رد منه أغمضت عينيها يأس

" إياااااان"

صرخت على الهاتف ولم تلاحظ الرؤوس التي استدارت لها مجفلة من صراخها المفاجئ، ثم ذهبت ناحية المقهى

" ماهيرا صباح الخير"

قال لها ايان
بعد ان دخلت لأن المقهى يفتح ابوابه باكرا وجلست قالت بخفوت

" صباح الخير "

واعادت له ما قالته قبل قليل همهم إيان موافقا وأغلق الخط
تراجعت تطلب ما تريد تناوله مع القهوة بعد حضور النادل.
وجدت طلبها على الطاولة لذا تناولت قطعت الكيك مغطى بالنوتيلا دفعت الحساب وخرجت تقف أمام المقهى تنتظر ايان.
تذكرت انه عندما اتصلت على ايان كانت هناك رسالة على الهاتف، لذا أخرجته وفتحتها لتجدها من عند والدها يطلب لقاءها على ما يبدو كانت البارحة..
تنهدت للمرة لم تعد تدري كم، فقد أصبحت عادت ملتصقة بها، استندت على الحائط بثقلها المُثقّل بأشياء متعِبة

" ماذا تفعلينه في هذا الوقت خارج البيت؟؟"

صوت غليظ سبق وسمعته أجفلها من تحديقها في الهاتف رفعت رأسها للذي بجانبها فوجدته ريونو هاشيرا والد رينتارو وخلفه أربعة حراس عرفتهم فورا، إنهم من أنقذوها مع يانو تلك الليلة فثبت شكها أنهم كانوا من رجال الياكوزا.
كان أربعتهم أيضا ينظرون لها بتقييم فعلى ما يبدو أصبحت جميع عصابتهم تعرفها ويأكلهم الفضول ناحيتها

" صباح الخير سيدي"

ألقت تحية الصباح تعتدل في وقفتها متجاهلة سؤاله ولكنه كان يريد جوابا فأعاد السؤال

" ما الذي تفعلينه خارجا في هذه الساعة الباكرة؟"

سأل رغم أنه كان يعلم بتحركاتها ولكنه لم يكن يعلم بالتفصيل عن الذي حدث وجعلها تبيت عند فتاة خارج البيت

" لدي بعض الأعمال الباكرة سيدي"

صوت خطوات راكضة اقتربت منهم فالتفت كلاهما لها

" ماهيرا لقد...."

توقف ايان عن الحديث وهو يتعرف على وجه الشخص الذي أمامها
نظر ريونو للكيس الذي يحمله ايان وكذلك الحقيبتين

" هل الأعمال الباكرة حتَّمت عليك نسيان تغيير ملابسك وحمل حقيبتك؟؟ أن تكذبي وأنت تنظرين في وجهي ليس شيئا جيدا، ولم يسبق أن فعلها أحد وتركته حيا"

ابتلعت ماهيرا ريقها وأنزلت انظارها لملابسها المجعدة بينما خطى إيان بحِمائية أمامها قليلا قائلا

" دعينا نغادر ماهيرا"

بينما ردت ماهيرا على الزعيم ريونو

" لم أقصد الكذب سيدي أردت اخفاء الأمر فهذا ظرف خاص"

"دعينا نتكلم قليلا في الداخل"

قال ودخل مباشرة للمطعم، فتبادلت مع ايان النظرات ودخلا خلفه

~
~~
~~~

إنتهى الفصل العاشر

~~

سلام عليكم cool1
كيف تجدون الفصل ؟؟

ماهيرا؟؟

رينتارو؟؟

ماي؟

ايان ؟؟

التوأم؟

لونا؟

وأخيرا الزعيم رييونو؟؟؟؟

أتمنى تحطولي شوية حديث عنهم.. حتى أعرف وأتحمس للكتابة أكثر..

اليوم الكثير من الأشياء حدثت ولكن لا أدري ان كانت أعجبتكم hm2

الفصل الجاي لا أدري متى سانزله كتبت نصفه فقط كما أنه قابل للتعديل.. خ2




https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

Inas Fallata 02-28-2021 12:41 AM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أسعد الله أوقاتك كلها يا نسمتي المبدعة
لن تكفيني مشاركة واحدة للرد على الفصلين
الأكثر من رائعين معا وسأبدأ بالفصل التاسع
في هذه المشاركة.
عزيزتي الفصل فعلا يستحق الاسم
الذي أطلقته عليه، الكثير من المصادمات
والعواصف التي هبت، رين-رين فقد شخصا
مهما له أشعر به حقا فقد مررت بموقف مشابه
(لا لم يكن ياكوزا ههههه)، والدها الذي لا يعد أبا
حتى عاد وأفسد الأجواء والاستقرار الذي
أخيرا حصلوا عليه كم أتمنى أن يختفي
من حياتهم للأبد.
....يتبع

Inas Fallata 02-28-2021 01:08 AM



.....
الفصل العاشر كان رهيبا بما تعنيه
الكلمة أحببت كل جزء فيه، لم أتوقع
من لونا استقبالها أو حتى والدتها لكنني
سعيدة لأنهما فعلتا، أحب طريقة معاملة
الإخوة لبعضهم وكيف كل منهم يطمئن
الآخر، ظهور غير متوقع للزعيم الذي
يبدو مخيفا ظاهريا فقط( وهذا ما أظنه)
يا ترى ما الذي يريد التحدث فيه معها؟
الحماس ينتابني لمعرفة تفاصيل أكثر
وأكثر والغوص في أعماق هذه القصة
جهدك المبذول واضح جدا وبريقك
ساطع جدا نتطلع للفصول القادمة.



.... لنتحدث الآن عن شخصياتك الرائعة
ماهيرا: الأخت الحنون المحبة لعائلتها
كل ما يهمها سعادتهم واستقرارهم النفسي
بعد كل ما خاضوا، أجدها مقربة مني لكوني
الأخت الكبرى في عائلة كبيرة، هناك الكثير
من التضحيات التي نقدمها لنرى بسمة صغيرة
على وجوه صغار العائلة والوالدين ولا بأس بذلك.
رين-رين: ابن الياكوزا الوحيد لا يشعر بالانتماء
إلى أي مكان خاصة عائلته، متعته الوحيدة هي
العيش بعيدا عن عالم والده، شخصيتي المفضلة
الثانية مع يوسكي، هناك الكثير لا نزال نجهله
بشأنه وأتمنى أن تعرفه أكثر وأكثر.
والدة ماهيرا (ماي): والدة ذاقت الكثير من
زوجها الغير مبالي تماما بها، عاشت الكثير
من المآسي ولا تزال حبيسة الماضي، عليها
تناسي كل ذلك الألم والعيش بأمل.
إيان: الفتى الرياضي ذو المستقبل الباهر
تعجبني شخصيته المرحة والمحاولة في
التعايش مع كل ما يحدث معه.
التوأم: اللطيف والظريف لم نعرف عنهم
الكثير لكنهما دخلا قلوبنا رغما عنا، وجودهما
وسوبارو في العائلة يخفف من حدة الأوضاع
المتوترة في المنزل وأحب ذلك كثيرا.
لونا: بالرغم من المشاكل التي تصطنعها مع
ماهيرا إلا أنها تهتم لها بطريقتها الخاصة
سيكون من الرائع حقا لو أصبحت علاقتهما
صداقة حقيقية تستحق ماهيرا ذلك، كما أنها
تفهم ماهيرا قليلا أو هذا ما أظنه.
والد رين-رين( رييونو هاشيرا): أتخيله
كرئيس وكالة التحقيق في انمي الكلاب
الضالة، شخص بارد من الخارج دافئ من
الداخل، قد تبدو تصرفاته سيئة وغير
مبالاية لكن أظن وراءها الكثير من الأسباب
المقنعة والمحبة.



...وأخيرا أخبرك عزيزتي أنت مبدعة
ورائعة، أحب الحبكة والتفاصيل والعلاقات
التي تجمع بين الشخصيات، هناك المزيد
الذي نتطلع له بالتأكيد، الحماس يملؤني
كل مرة أقرأ فيها فصولك الرائعة، ورسالة
لكل من مر على العنوان ولم يقرأ المحتوى
لقد فاتك الكثير ودمتم في حفظ الرحمن ورعايته.

lazary 04-02-2021 04:01 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا Inas Fallata على ردودك الرائعة والبديعة والمشجعة، حاولت الرد عليك ولكن لا أعلم لماذا مُنع ذلك

ردودك هي من شجعتني لأكتب وأحب الرواية أكثر

لك الفضل الكثير في استمرارية الرواية حتى الان,,,,من القلب شكرا جزيلا


والآن الفصل الحادي عشر قريبا سيكون هنا باذن الله ..بعد رؤيته لآخر مرة وتنسيقه.

lazary 04-08-2021 09:23 AM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204



...الفصل الحادي عشر ...


جلسا يقابلانه بينما النادل أسرع المجيء ولكن الحرس خلف ريونو اشاروا له بالذهاب.
تململ كلاهما في جلستهما أمام نظراته الحادة، فيبدو أنه بصدد قول شيء مخيف أو ...
وقاطع تفكيرهما المتشابه قائلا قاصدا ماهيرا
" أنتِ شخص جيد"
رمشت ماهيرا بعينيها بغير فهم فمد يده يشرح أكثر
"لستُ أقصد بالجيد.. كونكِ شخصا صالحا، بل جيد لأعمالي...فأنتِ تشبهين رئيس عصابة تم التخلي عنه أو مات كل رفاقه"
قال مشيرا الى وجهها المكدوم
"هاه؟*!"
خرجت من فم الأخوين
" ابني لا يريد أن يكون داخل أعمالي لذ أريدكِ أن تقنعيه بها وسيكون لك نصيب من كل ما تريدين..."
"انتظر لحطة سيدي"
قاطعته ماهيرا وهي ترفع كفها، ثم أشارت على وجهها بسبابتها
"هذا الذي تراه هنا، ليست كدمات من شجار مع معتوهين أو عصابة كما تقول، بل هي ناتجة عن حادث دون قصد و.. وخرجت من البيت حتى تهدأ أمي لأننا تشاجرنا...أما ما أريده لا يكمُن لديك"
حسنا هي كذبت قليلا أو أطلقت عليها في عقلها تحريف للحقائق.
تراجع للخلف مقيِّماً بعد قولها، مفكرا بعمق ينقل نظراته على الاثنين بالتداول ثم نبس متسائلا
" هل حقا ما تريدينه لا يوجد لدي؟؟"
ردت مباشرة بصوت دبلوماسي تعلمَته من عملها
" ما أريده هو الراحة لعائلتي، كذلك الأمان، ولا أظنك تملك الثاني"
"ماذا عن ابني رينتارو؟ ألا تريدينه؟"
" لم أفهم ؟؟"
تساءلت مستغربة وحذرة
" أراكِ تتسكعين معه... ألا تريدينه؟؟"
" بالله عليكَ سيد ريونو هل هو شيء حتى أريده، أو لا أريده؟؟"
" لقد دخلتِ عالمه، ألا تظنين أنكِ تريدينه حتى تخاطري بالأمان الذي تريدينه لعائلتك؟؟"
" أنت تجعل الأمور معقدة أكثر وأكثر سيد هاشيرا"
" أنا أفتح أمامك الأبواب التي تغمضين عينيك عنها "
هذه المرة هي من تراجعت تحدق فيه بصمت ثم قالت بهدوء
" رينتارو لا يريد أن يكون ضمن حياتكَ... بل أعمالكَ بالمعنى الأدق وليست حياتكَ.. كما أنها مشكلتك وعليك أنتَ حلها، لا أن تبحث عن أحد آخر ليحلها بدلا عنك، فنحن لسنا في دراما حتى تقوم برشوتي أو ابتزازي حتى أؤثر على ابنك"
صمت ريونو مبهوتا مثل حراسه ثم انفجر ضاحكا مرتدا للخلف ورد قائلا
" أنتِ أول من يتجرأ على الحديث معي هكذا، رغم الخوف الذي ألحظه فيكِ ولكنك قلتِ ما لديكِ بشجاعة ولهذا سأترككِ وشأنكِ، ولكن.....فلتعلمي أنك بتجولكِ مع رينتارو أنتِ تجلبين الخطر لعائلتك التي تريدين الحفاظ عليها في أمان... بعيدا حتى عن والدكِ"
ثم أشار للخارج يأمر بتسلط مترسخٍ فيه
" يمكنكما الذهاب"
ومن يجرؤ على عصيان أمر زعيم للياكوزا كان لطيفا الى حد ما، لذا وبصمت ودون كلمة خرج الأخوين.

~

" كيف يعلم عن والدنا؟؟"
سألت ماهيرا ايان وقد توقفا خارج المطعم فرد عليها ايان متعجبا من سؤالها
" ماهيرا..!! انه زعيم ياكوزا ونحن قد تعرفنا على ابنه هل تظنين أنه لن يحقق حولنا؟!"
حكّت ماهيرا كامل وجهها بعنف ونظرت له
" لماذا كل شيء حولنا يريد أن يكون معقدا؟؟"
" هل حقا تريدين الاستمرار في لقاءه؟؟"
سأل ايان رغم أنه متردد فردت ماهيرا بتعب
" وهل تظن أن الانسان يتحكم في قلبه؟ كما أن أمي قد عرفت بشأنه وقد طردته من أمام البيت قبل أيام"
" ماهيرا.. ايان!!"
التفت كلاهما على صوت رينتارو المتعجب ثم استبدلت تعابيره المتعجبة بأخرى قلقة وبدّل عينيه لداخل المطعم ثم أعادهما نحوهما وتقدم أكثر
" هل هناك شيء ؟ هل فعل والدي شيء لكما؟؟"
" لا شيء.."
" بلى"
نظرت ماهيرا مصعوقة لايان فرفع حاجبه
زجرته بعينيها ولكنه نظر لرينتارو وأكمل
" لقد طلب من ماهيرا أن تقنعكَ لتعمل معه"
" ماذا؟؟"
فرَّق عينيه بينهما ورغما عنه شعر بالخجل والغضب الكبير ضد والده
" يبدو أنه يريدكَ بيدقا"
نظر كلاهما لكلمات ايان الساخرة
رفع كتفيه للحظة فاكتملت اللوحة فبدا مثل يوسكي ثم أكمل
" استعرتُ سخرية يوسكي"
" هل هذا وقت استضرافك؟؟"
قالت ماهيرا بغيض وشعور بالراحة قد سكن دواخلها وأراحها للغاية بسببه، صفعته على رأسه كما يفعل يوسكي مع التوأم ثم نظرت لرينتارو قائلة
" نحن سنغادر"
أمسك رينتارو ذراعها وهما يتجاوزانه ليغادرا ثم قال بتردد
" هل يمكننا التحدث لاحقا؟"
ثم ترك ذراعها عندما توقفت، نظرت له جيدا بصمت فأصبحت لا تنظر له شخصيا بل سافرت مع عقلها الذي عاد للتخبط ثم نفت برأسها عدة مرات،
فأخذ هو ذلك كاجابة وتراجع بمشاعر خذلان بشعة في صدره ليدخل، ولكن إيان أوقفه باصبعه قائلا وهو يشير الى عقله
" لم تكن تلك اجابتها، انها تفكر في عقلها ويصادف أن تتحدث أحيانا أو يتحرك جسدها تلقائيا مع أفكارها"
نظر لها رينتارو فكانت هي تنظر لإيان ثم ضربت ساقه بقدمها
" أسكتْ، هل تظنني عجوزٌ أصابها الزهايمر؟!"
ثم نظرت لرينتارو قائلة بايجاز
" لا أستطيع اعطائك أي اجابة حاليا"
نظر لها رينتارو جيدا ولحالتها متجاهلا الكدمات رغم أنه كان يريد السؤال عن سببها وقال يريد الابتسام يطمئن نفسه أكثر
" أراك غدا في الجامعة، و من فضلك لا تغادري سريعا فأنا أعلم أن والدتك معارضة للقاءنا ولكنني أريد التحدث معكِ"
قال ودخل المطعم
رمش ايان باستغراب ونظر نحوها يسأل ماهيرا الواقفة بلا حراك
" هل كنت تتهربين منه الأيام الماضية؟؟"
التفتت له ماهيرا وسارت وهي تجيب
" لا أدري ايان الأمر معقد"
" أفهم أن خالتي ماي معارضة، ولكن ماذا عما تريدين أنتِ"
سؤاله بقي معلقا بدون جواب، وهكذا عاد هو للمنزل بعد أن أعطاها أغراضها.
~~~~~~~~~~~~~~~
في داخل المطعم جلس رينتارو مقابل والده في نفس الكرسي الذي كانت جلست عليه ماهيرا قبل دقائق، ابتسم ريونو بطرف شفاهه ولم يقل شيء، هو يعلم أن رينتارو لم يفعل ذلك عمدا ولكن القدر ساقه ليجلس هناك.
" لا تسيء معاملة ماهيرا أبي ودعها خارج حياتنا"
أخرج ريونو صوت ساخر ورد
" خارج حياتنا؟؟ ما هي بالنسبة إليك حتى تقول خارج حياتنا؟ فأنت قد توغلت في حياتها، وتناولت الطعام مع عائلتها، وفي النهاية قد طردتك والدتها، فكيف ستكون خارج حياتك وأنت تريدها أن تكون فيها"
" أقصد بذلك حياة الياكوزا أبي، لا دخل لها بيني وبينك في ما يخص عملك"
" إذا لقد أخبرتكَ؟"
" لم تخبرني، ولكن أخيها من خوفه عليها قال لي"
صمت ريونو للحظة مدققا النظر في ولده ثم أغمض عينيه يرتدي نظاراته وأخرج ملفا ما قائلا لرينتارو
" أحتاج منك أن تدقق لي في بنود هذا العقد "
مد له بالأوراق من داخل الملف ولكن رينتارو لم يحرك ساكنا ناظرا لوالده بعينين باردتين فقال والده مدركا فحوى نظراته الرافضة
" انها صفقة قانونية هذه المرة، ولا أثق بأحد سواك بهذا الشأن"
للحظات لم يتحرك رينتارو يفكر في الرفض ولكنه ككل مرة ينصاع لعقله الذي يخبره أن يساعده في هذا ما دام قانونيا.
أخذ الأوراق حقا وبدأ عمله فيها حتى غاص معها غافلا عن نظرات والده التي طالته بفخر كونه يملك ذكاءا حادا يساعده في الصفقات القانونية وحسرة كونه لا يطيعه في كل ما يريد .
بعد ساعة أعطى آخر ورقة لوالده فقال الأخير وهو يستعد لينهض بعد أن مد بالأوراق للحارس خلفه
"لقد عاد والد فتاتك ماهيرا و حدثت مشكلة في بيتها وهي قد قضت ليلة البارحة عند فتاة تدرس معكما في نفس الجامعة"
انعقد حاجبي رينتارو بتفكير قلق يراقب والده يغادر مع حراسه، لحظات وغادر أيضا حيث ينتظره كيوشي ليعودا للشقة ثم يذهب للجامعة مصمما سؤالها عن الذي حدث.

~~~~~~~~~~~~

دخلت ماهيرا قاعة المحاضرات بخطوات عادية وعقل مشوش حتى أجفلت على صفعة قوية على ظهرها سعلت بسببها، نظرت للتي جاورتها في السير وتجاوزتها تصعد درجات المدرج ثم جلست تخرج أشياءها من الحقيبة وكأنها لم تفعل شيئا.
أغمضت ماهيرا عينيها بصبر من العاهة المستديمة وصعدت ثلاث درجات وجلست تخرج أيضا أغراضها بدون قول شيء.
ضربةُ يدٍ على الطاولة أمامها جعلتها تصعد بعينيها على اثرها لوجه الفتاة من عصابة لونا، رفعت حاجبها والنظرة المتحدية ملأت عينيها تناظر الأخرى ببرود.
صوت الأستاذ من خلفها جعلها تستقيم من انحناءها على ماهيرا وذهبت صوب مقعدها خلف لونا.
" يا الهي"
تمتمت ماهيرا بملل منزعجة وهي تعيد تركيزها للأستاذ.
~~~
بعد ساعتين
رفعت ماهيرا بصرها من على طعامها كما رفعت حاجبيها وهي ترى لونا تضع صينية طعامها و تجلس أمامها! حسنا هي لم تكن تتوقع ذلك، ولم تفكر به بالكامل،
" لماذا خرجتِ باكرا صباح اليوم؟"
سألتها لونا وهي تحرك طعامها تمعن النظرة نحو ماهيرا
تحركت ماهيرا تضع مرفقها على الطاولة ونظرت لها أيضا بتمعن ثم ردت وهي تعود لطعامها
" كانت لدي بضعة أمور اهتممتُ بها، ولقد شكرتُ والدتكِ على استضافتي"
" لقد أخبرتني"
ردت لونا تباشر أكلها.
شعرت ماهيرا بالكرسي بجانبها يتحرك ثم جلس رينتارو فنظرت له ثم ابتسمت ترد على ابتسامته،
" لم تغادري اليوم.."
كان يؤكد بهمس لها لأنها لم تتهرب من الغداء ولم تختفي بدون لقاءه كما فعلت لأيام،
" أنتَ طلبتَ الحديث معي"
همست أيضا ووضعت الملعقة من يدها واستندت على قبضتها ناظرة نحوه وحتى هي لا تدري لمَ تنساق خلف رغبتها في النظر نحوه لأطول وقت ممكن،
نقرة فوق الطاولة الخشبية بجانب صينيتها جعلتها تلتفت لـلونا التي فتحت فمها تنظر لهما بالتداول وبعينين باردتين منتقدتين
" هل تعلمين معنى كلمة ياكوزا؟؟"
نظر لها رينتارو بشراسة ملتزما الصمت، وكيف يتكلم مدافعا و هذه هي الحقيقة.. هو ابن واحدة من أكبر عائلات الياكوزا.
من جهة ماهيرا تأملت لونا لدرجة أن الأخيرة ارتبكت من نظراتها التي لم تفسر معناها، ثم ردت بنبرة عادية
" أعلم "
" ألا تظنين أنه من الخطر أن تحومي حوله؟؟"
بجرأة سألت لونا من جديد متجاهلة خوفها منه.
رينتارو بدَّل نظره لماهيرا والتي فاجأته اذ ابتسمت الابتسامة التي تسرق كل مرة نبضة من نبضاته متقدمة في جلستها اتجاه الفتاة لونا وقالت بهدوء عكس صخب القاعة
" هل أنتِ أيضا ابنة لأحد عائلات الياكوزا المتساوية في القوة مع عائلته؟ أم أنه لم يريكم رعب عائلته في الجامعة حتى تتكلمين هكذا عنه بدون خوفٍ... و...أمامه؟؟"
أجفلت لونا وقد كانت قل ما يحدث معها بسبب شخصيتها، ثم نظرت لـرينتارو فوجدته ينظر مسحورا بـماهيرا،
فجأة قاطع الجو رنين هاتف ماهيرا، اعتذرت بخفوت تنظر للمتصل ثم غادرت خارج القاعة
" مرحبا أبي"
ردت بتوجس وتأنيب ضمير اتجاه أمها،
" علينا أن نلتقي أريد محادثتكِ في أمرٍ ما.."
جاءها صوته ردا على تحيتها،
نظرت حولها بلا سبب وردت وهي تضرب الحائط بكفها ضربات متتالية خفيفة لو كان رآها طبيب نفسي لفسَّر حالتها،
" في ماذا سنتحدث يا أبي، ان كان ذلك لأجل إغضاب أمي واثارت أعصابها فتوقف من فضلكَ، فنحن لم نعد صغارا، ولا تفقد احترام أولادك الجدد من فضلك، أنا ويوسكي قد كبرنا مع مشاكلكما ولا تظن أنهم قد يتقبلونك كما فعل كلانا"
" لدي عرض ممتاز لكِ ستستفيدين منه كثيرا، "
كان رده على نصحها، فتماشت مع تجاهله لقولها معتادة على ذلك هي وردت
" حسنا... ولكنني سوف أصطحب معي ران وبان وسوبارو ليَرَوْكَ، فمن حقهم معرفة شكلك حقيقة وليس على الصور"
لم يأتيها الرد للحظات من الطرف الآخر حتى أوشكت على اغلاق الخط يأسا
" لا بأس، أخبريني بالوقت الذي تكونين فيه متفرغة؟"
" أستطيع التغيب عن العمل في المطعم لساعة بعد الظهيرة"
رد مجددا بـ لا بأس، وأغلق.
أرجعت الهاتف لجيبها ثم رفعت رأسها للسماء تخرج تنهيدة عميقة
" آنسة ماهيرا"
أجفلت حتى كادت أن تصرخ ثم نظر لـكيوشي
" مــ.. مـرحبا"
" هل أنتِ بخير؟ تحتاجين لمساعدة في شيء ما؟"
سألها كيوشي مبتسما في تناقض مع شكله الضخم والمخيف.
ردت له الابتسامة تنفي برأسها عائدة للقاعة تتساءل كيف له أن يتجول بحرية وسط الجامعة! ثم استدركت أنه ياكوزا وهذا شيء يسر عليهم، عندما عادت للطاولة اكشفت اختفاء رينتارو
" أين ذهب رينتارو؟؟"
سألت لونا وهي تجلس وتنظر حولها بحثا عنه.
" آتاه اتصال "
ردت لونا، لحظة وسألتها ماهيرا وهي تنظر لها بتشكيك
" في ماذا تحدثتما أثناء غيابي؟؟"
ردت لونا بصراحة
" أخبرته أن يبتعد عنكِ فهو ممتلئ بالمشاكل وأنت لا تحتاجين لحِزمة جديدة منها"
في اللحظة التالية ارتفعت لونا من ياقتها إلى الأمام عندما جذبتها ماهيرا إليها تكوِّرُ قبضتها الأخرى في رغبة لضربها ومن بين أسنانها نطقت ببطء مع تصاعد غضبها وكأنها كانت تحتاج لشيء ليرفعه
" الأفضل لكِ أن تبتعدي عن هذه المسألة بالذات، فلا أحد مؤذي بقدركِ"
قابلت لونا انفجارها الهادئ بعينين باردتان وبدون أن تتحرك لتحرير نفسها
" أحاول نصحكِ حتى لا تحملي ذنب أحدٍ ما على ظهرك لوقت طويل تقولين لو أنني فعلت أو لم أفعل"
" ماهيرا؟!!"
صوت رنتارو تردد صداه على الطاولة الفارغة سوى من الاثنتين اللتين تنظران لبعض بنظرات تحدٍ حتى أن البعض توقف ليشاهد الشجار الذي اوشك على البدء بين الثنائي المعروف بعراكِه الدائم.
أصابعه ماهيرا أفلتت ببطء لونا صاحبة الأعصاب الباردة فتحركت تعدل ياقتها ناظرة لها أن تنكر أنها مخطِئة،
ولم تدرك أنها ضربت بكلماتها قلب ماهيرا المحطم فهي تحمل حطاما يتقد جمره وحده بدون النفخ عليه ليكويها إحساسٌ بالذنب، كزت على أسنانها وعادت لطبقها تاكل منه بشهية متحجرة.
رينتارو رمق لونا بنظر خطيرة أجفلت الأخيرة بسببها ورغم ذلك عادت تأكل أيضا ترمق سكون ماهيرا من وقت لآخر.
بعد ذلك اللقاء الكارثة بين الفتاتين أراد رينتارو سؤال ماهيرا عما كان عازما عليه ولكن برؤيته لحالتها الواجمة لم يرد زيادة أمر فضوله عليها وقرر تجاهل الأمر للآن.
~~~
سارا جنبا الى جنب بصمت خارج الجامعة ثم ركبا الحافلة وركب معه كيوشي بعد أن اتصل به يخبره أنه لن يستعمل السيارة.
" هل شعرتَ يوما أنك تريد ضرب نفسك لأنك أعجزتَ نفسَكَ بنفسِكْ وتركت أحب الناس الى قلبك للأذى؟ "
سؤالها خرج متحشرجا من صمتها الطويل، أجفلت دقات رينتارو من العينين اللتين رمقته بهما وهي تدير رأسها حيث جلسا جنبا الى جنب في مقاعد الحافلة،
كانت تشعر بداخلها يذوي بتسلل رغما عنها، لطالما كانت تستطيع إبعاد تكدرها وتغيير نظرتها تتحكم في انفعالاتها اتجاه ما تحمله من شعور بالذنب، ولكنها هُزمت في هذه المعادلة عندما دخل وسطها رينتارو.
فكر خلسة حتى على قلبه لأنه لو فعل مع قلبه لضمها الى صدره مما يراها من ضياع وألم و وحدة في عينيها، ثم تجاهل ذلك و رد بعد صمت متحدثاً عن نفسه
" تعرَّض بعض الناس بسببي للأذى ولكنني لم أَكُنْ أُكِنُّ لهم المحبة العميقة حتى أشعر بتأنيب الضمير لوقت طويل، إضافة أنني عوضتهم حتى شعرت براحة البال"
أبعدت عينيها اتجاه الشعر الجميل المنسل لفتاة تجلس في المقعد أمامهما، مفكرة هل استطاعت تعويض امها؟ لو فعلت لماذا لا زالت تشعر بالذنب اتجاهها، حتى أنها لا ترد على كلامها بكلمة أكبر حتى لو ظلمتها، سلَّمت لها جناح السلام دوما ومازالت، تعبت من المد والجزر بينهما، فعلاقتهما لم تصلح تماما ولم تفسد تماما أخرجها رينتارو مجددا من دواخل أفكارها
" أخبرني والدي أنكِ قد نمتِ لدى زميلة من الجامعة"
لم يستطع التغلب على فضوله يسألها.
لم تتفاجأ ماهيرا من معرفته بالأمر وردت وهي ترتاح برأسها على ظهر الكرسي
" لقد بتُ عند لونا"
تفاجأ رينتارو مرددا
" لونا؟! الفتاة التي .."
" بلى هي"
" علاقتكما غريبة حقا!! "
ضحكة خافتة خرجت من بين شفتي ماهيرا من قوله، وهذا أدى به للنظر نحوهما ثم أزال بصره سريعا يدرك خطورة تفكيره وهو يدرك أنه قد تخطى مرحلة الاعجاب بها.
مراوغتها الدائمة في الأجوبة جعلته يتخطى سؤالها الغريب والعميق قبل لحظات، وقال سائلا
" لماذا بتِّ خارجا؟"
تدرك الهوَّة التي تسقط فيها بسرعة، إنها تسقط له لحظة بلحظة،
ما هو السبب لا تدري؟! مالذي يدفعها لا تدري؟! الذي تدركه أنها تنفلت ابتسامة صادقة من بين شفتيها عند رؤيته، أنها تنبسط أساريرها لدى سماعها لصوته، أنها تشعر أنها محور الكون وهي ترى نظراته المهتمة، نظراته القلقة، وهي تسمع أسئلته الفضولية، تلك الرغبة التي يملكها لمعرفة كل شيء عنها تُحرك داخلها مشاعر تجاهلت دوما التحدث عنها ولم تملك لها وقتا أصلا.
" تشاجرت مع أمي"
كان جوابها بعد سكوت كان طويلا.
عقد رينتارو حاجبيه ولكن هاتف ماهيرا أنقذها من سؤاله الذي هي مدركة لقدومه ولم تدري كيف تجيبه
وجدته رقم مجهول رفعت الخط تشك بأنها والدة يانو ولكنها كانت آخر شخص قد تفكر أنها قد تتصل بها.

.
.
.
انتهى الفصل الحادي عشر ...



https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

Inas Fallata 04-15-2021 08:30 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كيف حالك نسمتي؟ إن شاء الله بخير وصحة وعافية
نهارك سعيد وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وصل الفصل الحادي عشر ومعه الكثير من
الاعترافات والغوص في أعماق القلوب
يا ترى ماذا سيحدث تاليًا لأبطال القصة؟
متشوقة لمعرفة ذلك ومتحمسة.
لا تتعجلي وتأني في الكتابة، ركزي
في الفكرة الأساسية وأضيفي لها
إبداعاتك، فهذه القصص الدسمة
دائما تجلعنا نرتبك ونخطأ ونصلح
ونعدل لذا لا تقلقي وخذي وقتك
عزيزتي، كوني بخير وصحة
دمت في حفظ الله ورعايته

lazary 05-24-2021 08:57 PM

لك كل المودة والذكرى الطيبة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة inas fallata (المشاركة 134412)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كيف حالك نسمتي؟ إن شاء الله بخير وصحة وعافية

الحمد لله يا ايناس...حتى لو مرضت بارتاح باذن الله zomi8
وأنت ان شاء الله لك دوما الصحة والعافية


نهارك سعيد وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

ههه فات رمضان وأنا هاذا وين اجيت، ان شاء الله يكون ربي تقبل علينا جميعا صالح أعمالنا وغفر لنا الطالح منها..الله أمين

وصل الفصل الحادي عشر ومعه الكثير من
الاعترافات والغوص في أعماق القلوب

والله ق5 حتى أنا تفاجأت وأنا أكتب رقم الفصل ... غرييييب ..لا أدري كيف وصلت إلى هنا بعد أن كنت سأجعلها ون شوت...شخصياتها الكثيرا وشخصياتهم المتعددة والمتفردة جعلتني اتوسع فيها

يا ترى ماذا سيحدث تاليًا لأبطال القصة؟

حتى انا متشوقة مثلك...لدي الكثير من الأحداث لهم جميعا، ان شاء الله أتوفق، وأجعلها محط فخر لي ككتابة وفخر لكم كقرّأء..حتى لا تقولوا أضعنا وقتنا بقراءتها....ان شاء الله ان شاء اللهخجل3

متشوقة لمعرفة ذلك ومتحمسة.

مثلك heart1heart1مثلك

لا تتعجلي وتأني في الكتابة، ركزي
في الفكرة الأساسية وأضيفي لها
إبداعاتك،

والله عم حاول..ذلك بكل تذوُّق ان جاز التعبير

فهذه القصص الدسمة
دائما تجلعنا نرتبك ونخطأ ونصلح
ونعدل لذا لا تقلقي وخذي وقتك
عزيزتي،

شكرا على النصيحة جعلتني أضع أقدامي على الأرض وأنظر حولي لكل الشخصيات... من القلب شكرا idea3idea3


كوني بخير وصحة
دمت في حفظ الله ورعايته

دمتِ بود...وجعلنا الله تحت ستاره وفي حفظه...



lazary 05-24-2021 09:02 PM

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


مرحبا آفري وان heart1 غ0

أعلم تأخرت بفصل جديد...خجل3 واعتذر لذلك...

ولكن أبشركم لن يطول غيابي وسأكون هنا بفصل جديد عمّأ قريب .. وان شاء الله يتحفكم بأحداثه.

ok أحببت أن أعلن ذلك فقط..حتى لا تيأسوا :نينجا::mad:غ0

لكم كل الود..غ0غ0غ0

lazary 06-09-2021 12:02 AM

................................قلب3قلب3قلب3قلب3قل ب3قلب3


بكاء3بكاء3بكاء3بكاء3بكاء3بكاء3بكاء3بكاء3بكاء3بكاء3

ليش ما فيه تعليقات؟؟؟

لو لم تكن إيناس وساي يترقبان الفصول لربما توقفت.. بكاء3بكاء3بكاء3بكاء3

x_x5x_x5x_x5

احب ماهيرا كثيرا..ولونا ورينتارو والتوأم وحتى الغليظ يوسكي...ولا ننسى الصغار الثلاث.. وايان
صاحب القلب الطيب ...وحتى ماي المضروبة على رأسها...

وفخامة الزعيم ريونو.. تصفيق2تصفيق2 تصفيقة ليه.

لهذا لن أستطيع التوقف حتى لو أردت



لحظات ويكون الفصل هنا...سكين3wait1

lazary 06-09-2021 12:44 AM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204




... الفصل الثاني عشر ...



جلست ماهيرا بتوتر تنظر حولها للمقهى الراقي الذي دعيت اليه، دعكت يديها مع بعض تعدل من ملابسها التي لم تتلائم مع المكان، حتى أن بعضا من الناس نظروا لها بغرابة وسمعت بعض الفتيات يقلن أنها ربما هي حبيبة لشاب ثري كما القصص المعتادة.
ولكنها لم تبالي بهم، فتوترها لم يكن من المكان نفسه بل من الشخص الذي طلب رؤيتها بشكل عاجل داخلها قلقة من ردت فعل أمها عندما تخبرها.
طرفت بعينها للباب من جديد محتارة من تأخرها رغم أنها هي من طلبت لقاءها
اللحظة التالية رأتها تدخل فوقفت تستقبلها ببسمة هادئة عكس توترها الداخلي

" مرحبا سيدة نوزومي "

ردت الأخرى بابتسامة بدت مرتاحة بعد أن كانت ملامحها مترقبة في كل خطوة نحو ماهيرا

" أعتذر على تأخري، لقد تاه السائق عن الطريق"

" لا بأس تفضلي "

ردت ماهيرا وهي تشير ثم رن هاتفها اعتذرت بخفوت فابتسمت لها نوزومي ثم ارتبكت ماهيرا للحظة وهي ترى اسم إيان على الشاشة، أغلقت الخط وأرسلت رسالة أنها مشغولة ام أن الموضوع هام، فرد أنه يسأل عن أحوالها فقط.
تنهدت براحة تعيد الهاتف الى جيبها ثم رفعت بصرها للتي تراقبها بتدقيق، قالت لها مباشرة

" أتمنى أن تخبريني مباشرة فأنا لدي عمل بعد قليل"

أومأت نوزومي تفرك يديها بارتباك وصورة ماهيرا وسط بركة الدماء تزورها من وقت لآخر وتشعر بالذنب رغم أنها تعلم تمام العلم أن لا دخل لها، والشيء الآخر هي تلك السلطة الخفية التي تحوم حول ماهيرا كهالة تجعلها تفكر بانتقاء كلماتها وهي على ادراك من تكون ماهيرا وماذا باستطاعتها أن تفعل والكلمات الصادة لإيان لم تنسها بخصوص ماهيرا.

" سمعتُ أن هيديكي قد عاد للبلاد، لقد رآه بعض من معارفي في شركة tr للاستيراد والتصدير بالأمس و... أريدك أن تقنعي إيان بالمجيء معي للخارج، لا أريد أن تربطني أي علاقة بذلك الرجل حتى لو كانت وَلَدًا..."

أثناء حديثها الثابت ظاهريا، كانت تنظر ليديها ثم خطفت نظرة نحو وجه ماهيرا تسبر أغوارها بعد قولها ولكنها لم تجد شيء سوى شيء حاد في عينيها جعلها تخفض عينيها بضعف داخلي، ليس لأنها ضعيفة الشخصية بل لأن موقفها ضعيف بسبب تخليها سابقا عن إيان.
أكملت بعد أن ارتشفت من كوبها ولم تعرف ما داخله الا بعد تذوق المرارة في القهوة

" أعلم أنه ...أعلم أني تصرفت سابقا بـ....بـحقارة ولكنني مررت بوقت صعب جدا، وفي السنوات الأخيرة فقط استطعت استرداد توازني وثروة أهلي، والآن قد عدت لاستعادة ابني...ماهيرا والدك شخص لعوب وبلا مشاعر، لا يمكنني أن أأتمنه على إيان"

أخرجت ماهيرا تنهيدة حارة من بين شفتيها وقول نوزومي يعاد في عقلها، ففكرت قليلا ثم سألت وهي تنظر لها بالكامل ونبرة مشدد بالسخرية طغت على صوتها

" وما هو الأمر القاهر؟ الذي جعلك تتخلين عن طفل في الشهر الأول؟؟"

كتفت يديها تتراجع بعد سؤالها
عضت نوزومي على شفتيها وحتى أنها رفعت أصابع طويلة وجميلة لتمسح عرقا وهميا عن جبينها ثم تنفست بارتعاش وهي تجيب

" تعرضت عائلتي للقتل في تلك الليلة...والداي وأختي الأصغرى، كنت خارج المنزل عندما حدث ذلك، وإيان كان لدى المربية والتي قتلوها أيضا...عندما عدت للبيت كانت الشرطة تملأ المنزل وكان إيان يبكي وسط سريره الغارق في دماء المربيَّة.. والغريب أنهم لم يؤذوه كونهم قتلوا الآخرين بتلك الوحشية"

تحولت لتتناول أظافرها الطويلة المقلمة بارتباك جعل ماهيرا تبعد عينيها باشفاق وداخلها تشعر بمعاناتها لو ان ذلك يحدث معها ستفقد عقلها حتما.
دارت ذلك الشعور وهي تسأل من جديد

" ولماذا تخليتِ عن ايان؟؟"

ارتشفت نوزومي القهوة من جديد تحاول التوازن وردت

" لأني لم أكن بكامل قوايا الجسدية والعقلية، وكان القتلة يبحثون عني ضانين أنني رأيت وجوههم تلك الليلة من مخبئ ما في المنزل، فكلفت أحد الرجال الموثوق بهم بوضعه أمام الميتم كأي طفل عادي حتى لا يكون أداة ضغط من أجل ظهوري"

ماهيرا بسبب طبيعتها المتأقلمة تقبلت ما تقوله السيدة بروح هادئة، فقد اعتادة على أكثر الأمور تعقيدا، لذا لا بأس بمزيد من هذه الأمور.
رن هاتفها مجددا فنظرت إليه ثم أغلقت على المتصل وهي تقول حاسمة أمرها

" ما مررتِ به سيء...بل أقول أنه سيء جدا، ولكن ما تطلبينه لا أستطيع تنفيذه، ولن أكون سببا في اقناع إيان أبدا، فمكانه جواري ولن تكفي أي قوة لسلبه مني إلا بموتي، أو أن..يكون هذا خياره من قرارة نفسه وليس تحت أي ضغط، أعتذر لكِ ولكن لا أستطيع المساعدة في هذا الشأن..فإيان جزء لا يتجزء من عائلتي"

الخيبة ارتسمت بوضوح على وجه نوزومي فأكملت ماهيرا وهي تنظر لساعتها والهاتف يستمر بالرنين باسم يوسكي

" هو يحتاج تفسيرا لتخليك عنه، ولكن دعيه في الوقت الحالي فمباريات الربيع على الأبواب ..كذلك الامتحانات.. فدعيه يركز عليها الآن...أما في ما يخص والدي...فاطمئني فهو ليس سائلا على أي أحد منا"

وانتهى اللقاء بمغادرة ماهيرا.

~~~~~~~~~~~~~~

جلست ماهيررا بانهاك على حافة سور قصير لأحد المنازل وردت على يوسكي بتقريع

" ماذا هناك يوسكي..إذا أغلقت الهاتف هذا يعني أنني مشغولة"

جاءها صوته بأنفاس سريعة

" وأنا ما دمتُ اتصل هذا يعني أنني أحتاجك، تعالي فلدينا الكثير من الزبائن"

للحظة كانت سترمي الهاتف وتصرخ وتشد شعرها لأنها فزعت للحظة بسبب صوته المتقطع

" لماذا تلهث؟"

" أخبرتك لدينا الكثير من الزبائن..وأنا أركض هنا وهناك والكثير بدأوا يتذمرون...تعاليْ بسرعة حتى لا يرحل نصفهم"

أغلق الخط مباشرة فتنهدت بتعب رغم أنه لم يكن هناك شيء سيء، تفكيرها السلبي يتعبها حقا

" أليس لديك وجه غير وجه الكآبة والشرود؟؟"

التفتت على صوت لونا التي ظهرت من لامكان و جلست بجانبها بين يديها مثلجات.
بدون رد مدت ماهيرا يديها لها بعينين ناعستين كئيبتين، فلوكت لونا لسانها لثانية ثم مدت لها بواحدة مرغمة.

" شجار عائلي مجددا؟؟"

سألت لونا ترمقها جانبيا تلعق مثلجاتها
ملأت ماهيرا فمها بالمثلجات ثم قالت بتعب

" شيء من هذا القبيل"

" هل ستأتين لمنزلي هذه الليلة أيضا؟؟"

" لا أدري سأرى مزاج أمي عندما أعود.. رغم أن أخي أخبرني أنها هدأت"

ظهر أمامها هاتف وردي اللون كبير ولونا تقول

" دوني رقمك حتى أتصل بك ان كنت أتية"

امتثلت ماهيرا لقولها واتصلت على هاتفها ليظهر رقم لونا ثم سجلت كل واحدة رقم الأخرى وصمتت كلتاهما تتناولان المثلجات بلقاء مقدر بدون تخطيط.

~~~~~~~~~~~~

عندما عادت ماهيرا للمنزل استقبلها يوسكي برمي مئزر العمل عليها، إرتدته تسرق نظرات ناحية المطبخ ثم ابتسمت في وجه الزبون الذي نده عليها وبدأت العمل بنشاط كما يفعل أخويها وهو القانون الذي يوجد في أي مطعم، النشاط والبسمة في وجه عزيزنا الزبون.
وعندما صعدت للأعلى استقبلها الصغار بالكثير من الأحضان، وهذا ذكرها باتصالها مع والدها.
رغبت حقا بضرب نفسها لأنها ستفتعل شجارا مع أمها بسبب والدها.

~~~

على طاولة العشاء وهم مجتمعين بعشاء متأخر بحكم العمل في مطعم، جلسوا جميعا يتناولونه وسط تذمر يوسكي من ألم ظهره وضحك إيان من تهويله للامر، هو يستمتع بالعمل رغم أنه متعب.
أما التوأم فهما يحاولان تقليد يوسكي بإمساك ظهريهما ثم ينفجران ضحكا بلا سبب،
احتضنت ماهيرا سوبارو حضنا كبيرا ضاغطا ثم أملت رأسها إلى وجنته وقبّلته فقد كان يجلس في حجرهاـ تدرك تعلقه بها، فبالنسبة إليه هي والدته أكثر من أخته.
الطعام الذي تتناوله رغم لذته لم تستطع استبيان طعمه وهي تفكر كيف تفتح موضوع لقاء والدها بالصغار مع أمها.
التحية المختصرة التي ألقتها عليها وردتها امها بعادية جعلتها تشك في أنها هدأت حقا.

~~~

" إن سمعتما صراخي افتحا كل الأبواب في طريقي لأخرج بسرعة...حسنا..؟"

ألقت الدعابة الغبية بهمس وهي تتجه لغرفة ماي.
فبعد أن أطلعت يوسكي وإيان على الأمر قال كلاهما أنه انتحار،
تنفست بارتباك ثم أغلقت باب الغرفة وتقدمت حيث تستعد أمها للخلود للنوم بعد يوم عمل متعب.

" أريد أن أقول لكِ شيئا أمي"

أصدرت ماي همهمة تخبرها أنها تسمعها.

"سآخذ غدا بعد الظهيرة سوبو وران وبان لرؤية أبي...فهم لا يعرفون شكله سوى من الصور، ومن حقهم أن يعرفوا من هو"

توقفت ماي عن تدليك يديها بالكريمة ثم التفتت لها وهذا أربك ماهيرا وأخافها من نوبة جديدة لأمها.

" هل هو من طلب ذلك؟؟"

حسنا.. ماهيرا لم تتوقع هذ السؤال وبهذه النبرة الباردة التي وقعتها.
أرجعت خصلاتها غرتها البني خلف أذنها وردت بالحقيقة

" بل أنا من طلبتُ منه لقاءهم"

" إفعلي ما تريدين"

كان رد ماي غير متوقع بالنسبة لماهيرا حتى أنها تجمدت للحظات ثم التفتت خارجة.
عندما أدارت مزلاج الباب وفتحته وجدت يد يوسكي عليه أيضا وملامح ساخرة قابلها بها، وبجواره إيان وكان على النقيض فمشاعر القلق جلية على وجهه.

" أنت حقا تاخذ الأمر على نحو هزليْ"

قالت وهي تغلق باب غرفة أمها، رفع كتفيه ورد

" صوتكِ أتى من الداخل وكأنكِ أمام المقصلة"

رفعت قدمها بُغية ضرب ساقه ولكن قفز للخلف ثم ضرب ظهر إيان قائلا وهو ذاهب لغرفتهما

" تعوّد، وإلا ستصاب بجلطة قلبية "

" إنه حقا يأخذ كل شيء إما بسخرية أو بمزاح"

نظرت ماهيرا في اثر يوسكي وردت على إيان

" كل شخص لديه طريقته في تخطي آلامه "

" هل أنتِ بخير؟"

" أجل بخير، ما دامت أمي لم تغضب منّي، أو ترفض"

ثم اتجها كل واحد إلى غرفته.
وخلفهما خلف الباب تركا ماي حيث سمعت حوارهم و نزلت دموعها حسرة وندما على الاذى التي تسببه لماهيرا كل مرة، ليس ذنبها....ليس ذنب كلتاهما، أن واحدة أغراها وغدا أحبت وتزوجته والأخرى ابنته، ليس ذنبها أنها لا تستطيع التحكم في غضبها، وليس ذنب ماهيرا أنها تتلقى الأذى منها فقط لأنها تشبهه.
عادت للخلف وجلست على السرير رغم كل الندم تعلم أنها لو حدث أمر مشابه تعلم لن تستطيع التحكم في نفسها.
دقائق وذهبت للمطبخ لتجرب شيئا جديدا خير من التقلب في السرير بدون فائدة

~~~~~~~~~~

وكالعادة كانت ماهيرا تعمل على الأوراق في غرفتها قبل خلودها للنوم، راجعت عقلها هناك شيء يزعجها التفتت خلها لتجد أنه شخير بان، قهقهت عليه ثم استقامت وعدلت رأسه حتى يتنفس براحة، ثم دثرت ثلاثتهم جيدا.
وعادت للأوراق تعيد تركيزها ولكن تركيزها طار بسبب الهاتف الذي رن، جذبته من تحت كومة الأوراق حتى وجدته رقم غير محفوظ لديها، وعندما نظرت للساعة أنها قد تجاوزت الثانية عشر خمنت أن المتصل هي يانو
وحقا لم يخب تخمينها عندما أجابتها بصوت غير متزن

" آه يا يانو "

تأهوت ماهيرا بألم قلبيْ مع الزفير المتعب الذي أخرجته ثم استقامت

" أنا قادمة لا تتحركِ"

ارتدت ثيابها على عجل وقالت بصوت عالي وهي تخرج من باب المطعم بعد أن رأت ضوء مطبخ المطعم مضاء

Ȋ" أمي سأخرج للقاء صديقتي وأعود"

ولكن صوتها لم يصل لماي التي كان تقوم بفرم اللحم في المفرمة الكهربائية.

~~~

وجدتها تجلس قرب الباب ولكن هذه المرة كانت تبكي بشكل يثير الشفقة، أبعدت رغبتها هي الأخرى في البكاء، واقتربت منها تجلس على ركبتيها أمامها تعانقها وسألتها بصوت منكسر تدرك معاناتها

" يانو..ما الذي يحدث معكِ ألم يتغير أي شيء في كل هذه السنوات؟"

ردت يانو تضرب جبينها على كتف ماهيرا ضربات لا تؤلم بقوتها، بل بمعناها

" لم يتغير شيء ماهيرا..سواء والداي... أو أنا...."

وضاعت كلماتها وسط شهقاتٍ بسببها لم تستطع ماهيرا امساك نفسها عن البكاء.
فشاركتها البكاء تمسح دموعها في كتفها تتشب كل واحدة منهما في الأخرى تبكي أحزانها.
بعد لحظات، كانت ماهيرا قد دفعت الحساب لأن يانو قد هربت من المنزل ولم تأخذ حقيبتها، ثم اشترت لها قارورة ماء وجلستا تنتظران السائق الذي اتصلت عليه ماهيرا من هاتف يانو.
فجأة من لا مكان قالت يانو فبعد نوبة البكاء بالكاد قالتا حرفا واحدا

" لا زلتُ تلك الجبانة التي لم تستطع قول " لا " لأمها كي تدافع عن صديقتها.....أنا لستُ مثلك ماهيرا، لست قوية مثلك...لا أملك قوتك"

صمتت تشرد بعيدا وهي تكرر

" لستُ قوية مثلكِ"

رفعت ماهيرا ذراع يانو فوق كتفيها وهي تشعر بأنها جزء مما هي فيه، لو أنها لم تعمِّق علاقتهما سابقا لما واجهت يانو صعوبة في تركها كما أمرتها والدتها فقالت بألم نحوها وهي تسندها

" هل تخططين لتصبحي مدمنة كحول نتنة الرائحة لا تثير حتى الشفقة؟ تعالي لنعود للمكان حيث كنا فلابد أن السائق وصل هناك "

" بل أخطط أن أكون قوية مثلكِ، لا أتألم وأبتسم بلطف، و أتصرف بتهذيب، يعتمد علي، تحبني أمي كما أنا، و لا أريد أن يكون لدي أصدقاء كثر يكفيني شخص واحد صادق معي"

وبعدها أصبحت حروفها غير مفهومة، ابتسمت ماهيرا بسخرية على وصفها إياها، ثم كبتت تنهيدة متجاهلة الغوص في مشاعرها المتألمة الخاصة حتى لا تضعف وتبكي مجددا وأكملت سيرها تساندها.
عندما وصلتا للمكان وجدت سيارة توقفت هناك وخرج منها رجلان وفتاة لقد رأت واحدا منهم من قبل انه كيندو لقد كان الحارس الشخصي ليانو قبل سنوات

" سنتولى مهمة الاعتناء بها من هنا آنسة ماهيرا"

مررت ماهيرا ذراع يانو للفتاة وكيندو ولكن يانو اعترضت متذمرة وهي تتمسك بماهيرا بطفولية

" لا أريد الرحيل الآن كيندو، أريد البقاء مع ماهيرا قليلا بعد "

ولكن.. شكواها ذهبت سدى، فقد أدخلاها للسيارة ثم ألقى تحية عابرة برأسه لماهيرا لترد بمثلها وغادروا.

~

عادت ماهيرا أدراجها تدلك عينيها وكلمات يانو يتردد صداها في أذنيها ولكنها نفضت رأسها لا تريد الشكوى حتى لنفسها لكي لا تدخل في رثاء لذاتها وهي لا تريد ذلك.
ثم انتفضت على بوق سيارة بجانبها و أطل شخص من النافذة بكل جسمه تقريبا وعندها عرفتها ماهيرا فتنفست الصعداء، ثم توقفت السيارة و لونا تلوح لماهيرا أن تقترب.
اقتربت ماهيرا وعينيها تجول على من بالداخل، كان عديد من الفتيات والشبان على ما يبدو قاصدين حفلة ما

" تعالي معنا سنذهب لحفلة أحد أقربائي "

تغيرت ملامح ماهيرا عند صراخ يانو الجهوري في تناقض مع شكلها الأنثوي الجميل ثم ردت

" ألا يمكنكِ أن تقدمي القليل من الاحترام للملابس التي ترتدينها؟"

رفعت يانو يدها لتضربها ولكن ماهيرا تراجعت مبتسمة بدُعابة، تنهدت الأخرى مستسلمة وهي ترد

" أجبروني...ولم أستطع الرفض بين كل هاته الفتيات بالمناسبة جميعهم أقرابي، تعالي معنا، لنحتفل الليلة وسيجهزنك الفتيات كما فعلن معي"

لم تزل ابتسامة ماهيرا وهي ترد

" شكرا للدعوة ولكن لا أستطيع لدي عمل مهم في البيت أراك غدا في الجامعة "

لوحت لهم وعندما رأى السائق رفضها انطلق بسرعة جنونية فكادت لونا أن تسقط لولا أن أمسكوها فدخلت للسيارة وهي تشتم بكل قوة.
قهقهت ماهيرا ثم أدركت أنها حقا تضحك كلما كانت برفقة لونا صدفة، وأكملت طريقها للمنزل.

~
~~
~~~


نهاية الفصل الثاني عشر...


لا أدري اذا كان فيه أحداث بالنسبة لي الرواية بالكامل تحتبر مليئة بالأحداث..

والقادم أفضل... ماذا ترون أنتم؟
ماضي والدة إيان والتي اخيرا عرفنا اسمها * نوزومي * هل برأيكم سبب لتتركه؟
أيضا لأول مرة يتم ذكر اسم والد الأولاد هيديكي .. خسارة فيه الاسم ههه بالصح يستاهلو..
رينتارو غاب في هذا الفصل وكان حضور لونا أكثر من مرة...
ماذا عن يانو ومأساتها الخاصة؟؟ كيف تصالحت مع ماهيرا بعد ذلك الشجار.. هل توقعتم ذلك؟
مجددا أقول لا أدري متى الفصل الجاي. الكارثة أنني أيضا أكتب رواية " يا طير خذ حضني لك جنة" ويجب أن يكون التنزيل أسبوعي او سيغلقون الرواية.
ولكن هذا للأفضل فهو يجبرني على الجلوس والكتابة..غصبا حتى تعود الأفكار.. غصباً ...وليس انتظار الالهام ...
أما قيود محببة فهي كما قالت ايناس هذا النوع يحتاج للكثير من التركيز..وانا لا أتركها بل أكتب فيها حتى الأحداث المتقدمة بشكل متفرق..
يعني أحبها لذا لا أتركها...
المهم رأيكم يهمني جدا جدا...



https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

lazary 09-07-2021 10:51 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اولا عذرا على تأخري....كنت امر بامر خاص

ثانيا غدا صباحا ان شاء الله سيكون الفصل 13 هنا....

Inas Fallata 09-08-2021 11:56 AM


https://b.top4top.io/p_15397xevj1.gif


عزيزتي نسمتي الغالية
بعد السلام والتحية كيف حالك؟
وكيف هي الأيام الحارة معك؟
أعاننا الله ويسر أمورنا وزاد
أجهزة التكييف تبريدا ههههه
على كل هذا الفصل به الكثير
من المشاعر المختلفة وصعبة
التفسير لكن من الجيد أن ماي
( والدة ماهيرا) تدرك تماما أن الخطأ
لا يقع عليهما بل على ذلك الشخص
الذي أعجز عن وصفه بأي صفة جيدة
ومن الجيد رؤية علاقتها بيانو تزهر شيئًا
فشيئًا، لدي حب عميق لأجوائهم العائلية
في ما يمرون به من ظروف.
سرني قراءة فصلك للمرة الثانية
وأعجبتني تفاصيلها وكل ما فيها
أنتظر جديدك ولو بعد حين
دمت في حفظ الرحمن الرحيم.

lazary 09-09-2021 08:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة inas fallata (المشاركة 141672)
عزيزتي نسمتي الغالية
أهلا بالرفيقة ايناس يا هلا والله
بعد السلام والتحية كيف حالك؟

الحمد لله تعالى، بخير والحمد له وحده

وكيف هي الأيام الحارة معك؟

مضت الأيام الحارة نحن هنا بدأ لدينا الخريف زعلان5 راحت الحرار الرائعة.. انا بحب الصيف..اممم وايضا الشتاء

أعاننا الله ويسر أمورنا وزاد
أجهزة التكييف تبريدا ههههه

ههه ايه والله لو لم تكن هي لتحولنا مثلجات على الطريقtl3

على كل هذا الفصل به الكثير
من المشاعر المختلفة وصعبة
التفسير لكن من الجيد أن ماي
( والدة ماهيرا) تدرك تماما أن الخطأ
لا يقع عليهما بل على ذلك الشخص
الذي أعجز عن وصفه بأي صفة جيدة
ومن الجيد رؤية علاقتها بيانو تزهر شيئًا
فشيئًا،

بكاء7بكاء7بكاء7بكاء7و9و9و9و9و9و9 والله لم اعرف بماذا أرد

لدي حب عميق لأجوائهم العائلية
في ما يمرون به من ظروف.
سرني قراءة فصلك للمرة الثانية
وأعجبتني تفاصيلها وكل ما فيها
أنتظر جديدك ولو بعد حين
دمت في حفظ الرحمن الرحيم.


هذا يعني أنني جسدت ما اريد فيهم ياهوووووو نجمه6نجمه6نجمه6نجمه6 شكرا م نالقلب ايناس

الفصل لحظات وينزل

في حفظ الله

lazary 09-09-2021 08:49 AM

https://www.arabsharing.com/do.php?img=284204





...الفصل الثالث عشر...



ابتسمت ماهيرا على الحماس الذي يبديه التوأم عكس سوبارو صاحب الشخصية الخجولة، ربتت على رأسه تمشط خصلاته البنية الناعمة الشبيهة بخصلاتها، لم تتخلى عن إبتسامتها تتخيل شكله عندما يكبر سيصبح محطما لقلوب النساء مثل والدها ولكنها لن تسمح بأن يكون بإستهتار والدها بل ستعلمه أن يعيش بطريقة مناسبة غير مؤذية له وللناس.
و بعد دقائق من الانتظار
باندفاع حماسي طفولي لأنهما أو مرة رأيا والدهما ركض بان وران اتجاه هيديكي، بان عانق أقدامه بينما ران توقفت أمامه ترمقه بوجل وفضول ثم سرعان ما تبعت توأمها في معانقة ساقي والدهما، أخفى هيديكي صدمته من الكائنين اللذان تعلقا بقدميه ثم طبطب على ظهريهما وحاول التحرك اتجاه ماهيرا فقبضا عليه يمنعاه على ما يبدو يحاولان الحصول على عناق
" حسنا يا أولاد.. هيا أتركاني "
على مضمض وبيأس تركا قدميه فأكمل سيره للطاولة لتستقيم ماهيرا تحمل سوبارو في حضنها
" أهلا أبي"
مدت يدها بتحية عادية ليردها متقبلا ذلك بعادة معتادة، ثم نظر للصغير ونظر لها فوجدها تنتظر منه أن يقوم بحركة اتجاهه مد يدا بطيئة من عدم تفاعله مع الأطفال ثم عبث بشعره
" كيف حالك يا صغير؟"
" سوبارو... اسمه سوبارو يا أبي وهو أصغر أولادك....حتى الآن"
الجملة الجافة جاءت من ماهيرا وهي تعود لجلوسها رمقها بامتعاض من توبيخها وجلس أيضا،
عاد التوأم للجلوس يتناولان المثلجات وعينيهما على والدهما وكأنهما يشتاقانه حتى لو لم يعرفاه.
" حسنا أبي.. في ماذا أردت الحديث معي"
" كيف هي والدتك؟"
أعقب خلفها فورا وما قاله جعل عيني ماهيرا تحتدان ثم أغمضتهما للحظة وعندما فتحتهما قابلته بالبرود، قبضتها اشتدت أمام بطن سوبارو حيث هي تحتضنه ثم أرختها تبعد الغضب وقالت
" إن كنتَ تظن انك بذلك تغضبها وتتعب أعصابها فأنت تؤذيني أنا ويوسكي وإيان أيضا... يوسكي لم يعد صغيرا، وإيان لا يحتاج لدفعة أخرى حتى يكرهك, ألا تستطيع أن تتصرف كأي طليق آخر مع زوجته؟ "

وكأن كلامها أخذتها الرياح لأنه عقد حاجبيه وسأل
" إيان ؟؟"
" أجل إيان ابن طليقتك نوزومي "
حرك رأسه باستدراك يرجع للخلف مسترخيا
" آه نوزومي، أذكر انها كانت ثرية "
" ماذا تطلب سيدي؟؟"
بالإبتسامة المعتادة التي خطف بها قلوب الكثير من النساء قابل هيديكي النادلة ما جعل ماهيرا تغمض عينيها بيأس ثم فتحتهما مجددا تنظر للفتاة الشابة التي تنظر لهيديكي بإبتسامة بلهاء، فسارعت تقول بنظرة زاجرة

" إذا أخذت طلبه فاذهبي لجلبه من فضلك"
" أشتم رائحة غيرة هنا"

نطق والدها ما جعللها تعود إليه بعينيها قالت


" ألا تريد التخفيف قليلا من لهوك مستغلا وسامتك، لديك ستة أولاد ألا تريد ان تتوقف عن هذا "

داعب خصلاته متقبلا مديحها تاركا غير ذلك تأخذه الرياح فتنهدت هي باستسلام ونظرت للأطفال
" هل تريديان شيئا آخر سيدفع أبي أطلبا ما تحبان "
أصدر هيديكي صوتا مفاقا وهو يومئ برأسه نحو الأولاد، تراجعت ماهيرا في كريسها تعدل من وضع سوبارو في حضنها مفكرة أنهم على الأقل سيتذكرون أنه اشترى لهم ما اشتهوا
" إذا أبي في ماذا تريدني؟ ولا تتجاهل سؤالي هذه المرى بسؤال آخر"
تراجع في كرسيه هذه المرة متجاهلا النادلة التي وضعت طلبه وأخذت طلب الطفال وذهبت،
" سأعيد عليك عرض العمل وأنا جاد في ذلك، أنا شريك في شركة سيلفن الذي عرفته عليك قبل أيام، وزوجتي أيضا شريكة معنا، وبماهارتك ستكونين ذات مكان متفوق في الشركة ستكونين قائدة فريق الترجمة في وقت قياسي"

" تعرف أنني لم اتخرج بعد أليس كذلك؟؟"

رمش بتفاجؤ ما جعلها من جديد تغلق عينيها بيأس ثم باشرته قائلة

" السنة القادمة تخرجي والشركة التي اعلم بها الآن قد وضع مديرها لي استثناء بعد أن رأى احتياجي للعمل وماهرتي في اللغات والشهادة ما هي إلا شكليات وتكميل لما ينقصني، لذا لا أستطيع القبول"

رمقها هيديكي بعمق ثم شبك أصابعه يرد

" أنت موهوبة لذا أحتاجك بجانبي، وهذا ليس لإغاضة أمك إن كان هذا ما يجعلك مترددة "

كزت على أسنانها تطبق شفتيها للحظات ثم ردت

وهذا السبب الثاني الذي يمنعني، أنا لا آخذ صفك ولا صفها ولكنك من رحلتَ عنا يا أبي...
أما السبب الاول هو أن هذه الشركة قد أنقذتني في أشد حالاتي حوجا وقد أنقذت إيان والتوأم مما كانوا فيه، لذا لن أدير ظهري لها لأستعمل مهاراتي التي تقول عنها في شركة تعمل ضدها

احتارت ماهيرا في البسمة والتي كانت صادقة ونادرا ما ظهرت على وجه والدها بهذا الصدق والصفاء غير ابتساماته المغوية، ثم قال

" أنت موظفة مخلصة إذا "

رفعت كتفا ولم تعلق فيما أكمل هو

" ذلك مؤثر ولكن شركتنا عالمية وكونك أحد موظفيها سيعطيك ميزات كثيرة"

ولكن الميزات التي أحتاجها تكمن هنا بين ذراعيَ وبجانبي
.. كما أن الشركة التي
أعمل بها في طريقها للعالمية

نظر هيديكي للأولاد بالتداول والذين كانوا يبدون في عالم آخر كليا وهم يتذوقون مثلجات بعض والمقرمشات وأشياء أخرى لا يبالي برؤية ما هي، وأعاد بصره لماهيرا هو لا يدري لما عليها التمسك بهم وتقييد نفسها

" إذا هذا ردك الأخير"

نبس بعد برهة لترد هي

" أجل"

" إذا سأغادر"

وضعت ماهيرا سوبارو في المقعد المجاور ليكمل أكله فيما وقفت هي خلف والدها وابتعدا خطوتين

" ألا تريد رؤية إيان يا أبي ؟؟"


ليس لدي ما أقوله له ومتأكد أنه يكرهني

رد عليها ناظرا للأسفل نحوها ثم ابتسم بنفس الصدق سابقا حتى شملت كل وجهه وقال

" لديك وجه جميل يبدو أنكِ تشبهين والدك "

ضيقت عينيها ترد

" هل تغازلني الآن؟؟ "

رفع كتفه كما فعلت هي من قبل و يديه في جيوب بنطال بذلته يرد باتسامة خاطفة للانفاس تنهدت لها الفتيات في المقهى ممن لمحنهُ و رد

" شيء من هذا القبيل "

ابتسمت أيضا فبدت نسخة أنثوية طبق الأصل عنه وهي تهز كتفيها بقلة حيلة، يبقى والدها رغم كل شيء
ثم سألته

" كم ستكون مدة إقامتك هنا؟؟"

ليقترب منها برأسه وقال

ليس كثيرا..
وأكيد سأراك قبل مغادرتي فأنت الوحيدة التي أعترف بأنني رحبتُ
بمجيئها وحملتها بين ذراعي
أما الآخرين فقد طلبت منهن أن يسقطن حملهن
و هن من أردن الإحتفاظ بهم

ردت ماهيرا على الفور

" أرجو أن تبقي ذلك لنفسم ولا تصفع به بقية الأولاد فذلك مؤذٍ أكثر من تركهم بلا رعاية ... يفضل أن تسمعني في هذ الأمر "

الكلمة الأخيرة أتته كتحذير مستغلة حبه لها
فهز كتفسه من جديد وذهب يثفع ثمن ما طلبو ثم غادر المقهى

خلفه تنهدت ماهيرا، فبقدر سعادتها لكونه يحبها بقدر الألم الذي شعرت به من أجل إخوتها.
استدارت وعادت للجلوس تنتظر الأطفال أن يكملوا أكلهم لتعيدهم للبيت.

~~~~~~~~

"سيدي الآنسة ماهيرا قد إلتقت برجل ظهر أنه والدها لقد تحدثوا مطولا ثم غادر هو أولا وبعدها غادرت مع اخوتها الثلاث الصغار وهم الآن متوجهون للبيت على ما أعتقد"

كان الهاتف على مكبر الصوت فسمعت رينتارو أيضا تقرير مينوا وهذا جعله يستشيظ غضبا واستقام بملامح رافضة وقبل أن ينفجر رفع والده يده يسكته وقال بنبرته الباردة

" إنهم يراقبونها لسببين "

رفع اصبعين وأكمل

" الاول أريد التأكد من عدم دخول عائلات الياكوزا الأخرى بيننا وبينها ليضعوها جاسوسة بالإغراء بالمال أو بالتهديد، والثاني لأضمن حمايتها،
فكونك تهتم لأمرها هذه
أحد الأمور التي يجب عليك فعلها للفتاة التي تحبها
أرى أن هذا غاب عنك، أي لحظة تغمض فيها عينيك قد تفتحهما فتجدها مضطجعة في دماءها برصاصة أعدائك"

" بل أعدائك أنت يا أبي إن حدث لها شيء لن أسامحك .."

"أنت من دخلتَ حياتها وأدخلتها حياتكَ "

صرخ ريرونو بانفعال وصوته علا على صراخ رينتارو ما جعل الآخر يرتعب داخله رغما عنه، ثم تنفس ريونو بعمق قبل أن يعود للجلوس خلف مكتبه يكمل بصوت هادئ

"إن حدث شيء فأنت السبب، وإن كنت تحبها لدرجة أن تتجاهل المخاطر، وهنا..
فاقترب وكن حذرا على حياتها أنا لن أحاول إبعدها عنك "

ختم كلامه الهادئ وهذا جعل
الكثير من الامور تتوضحت أمام عيني رينتارو، أولها أنه بأنانية لم يفكر فيها بل فكر في نفسه وأنه يريد دخول حياتها والتواجد حولها طوال الوقت ولم يفكر في عواقب ذلك
. والثاني أنه مستعد لتلك المخاطرة فهو موقن في نفسه أنه لن يستطيع الإبتعاد لقد دخل حياتها وانتهى الأمر لذا كما قال والده سيقترب وسيكون حذرا.
بثبات وبدى كمن اتخذ قراره قال رينتارو

" أنا مستعد للمخاطرة في سبيل التواجد قربها وأن أحبها كما أريد، لذلك أريدك أن تساعدني في حمايتها "

" بشرط "

رد ريونو من فوره ثم أكمل بما توقعه رينتارو

" أن تأتي و تكون الزعيم القادم لأسرة هاشيرا"

ابتسامة بلا معنى أظهرها رينتارو وهو يستعد للمغادرة قائلا

" لن أفعل ذلك، وأعلم أنك لن تسمح بأن يتحطم قلبي بموتها "

أخفى ريونو تأثره ببراعة من كلمات ابنه الواثقة أنه يعتمد عليه في حماية قلبه من التحطم بموت الفتاة التي يحبها

~~~~~~~~~~~

في مكان آخر
أمام مخرج الثانوية تأفف إيان ينتظر صديقه ريوتا الذي تأخر في الداخل، نظر مجددا للساعة متمتما بحنق

" ما الذي يفعله كل هذ الوقت؟؟"

" إيان "

عرف إيان صاحبة الصوت حتى قبل أن يلتفت
قابل نظراتها الآسفة والدامعة بصمت، فيما قالت هي تتقدم بحذائها عالي الكعب وملابسها التي رآها فقط عند المشاهير، وهذا زاد من الأشياء السيئة التي في صدره إتجاهها

" هل يمكننا الذهاب للتحدث، لقد حجزت لنا في مطعم من أجل العشاء"

" مطعم فاخر؟؟ "

تساءل بصوت لم تفهم هي نبرة الإستهزاء فيه كونها بعيدة عنه كل عمره
فردت بسعادة مترددة

"أجل يمكننا التحدث هناك براحة كما أن الخدمات هناك فيها منظمة وليست كالمطاعم الشعبية"


"أنا لدي عمل مهم في المطاعم الشعبية الآن
و أنا لا أعرفك ولا تعرفينني كما سبق وأخبرتك
يمكنك أخذ الامتيازات في تلك المطاعم المنظمة وتناول طعامهم اللذيذ وحدك"

تفحمت نوزومي برده وكأنه كان يصطاد خطئا ما منها، وهذا جعلها عصبية نوعا ما، وبرغم مظهرها الأنيق والذي يبعث على الثقة خرج صوتها مهتز

" إلى متى يا إيان ستبقى تعاديني؟ لقد أتيتُ و ها أنا أطلب السماح وأحاول إرضاءك بشتى الطرق، يمكنك سؤالي ما تريد وسأجيبك بصراحة"

قلب عينيه بسخرية متألمة ثم اعادهما إليها يعدل حقيبته فوق كتفه وقال بنبرة باردة أظهرت ما يكفي من ألمه

لقد تأخرتِ كثيرا..لا أريد التحدث معك ولا يهمني أين كنتِ

وهكذا غادر ولم ينتظر صديقه حتى، وكان هذا لقاء آخر فاشل تعود منه نوزومي.

~~~~~~~~~~~~~~~

وانقضى ذلك اليوم على خير، فبعد لقاء الأولاد لوالدهم عادوا للمنزل سعداء ولكنهم لسبب ما استشعروه من البيئة التي كبروا فيها لم يجذبوا الحديث امام ماي وهذا أثار استغراب ماهيرا وشفقتها عليهم فحتى مع صغر سنهم عليهم أن يحاذروا في كلامهم.

~~~~~~~~~~~

في اليوم التالي كالعادة مزدحم بالدراسة والعمل في الشركة وعندما كانت ماهيرا مساء على الساعة الخامسة عائدة للمنزل التقت بــيانو على الطريق كانت تشتري شيء ما من كشك بسيط وهذا أثار ضحكها فهي لم تتغير، منذ أن ذاقت ذلك الهوتدوغ معها سابقا لم تترك يوما إلا وأكلته وعلى ما يبدو لم تتركه حتى بعد هذه السنوات.

" يانو "

نادت عليها ماهيرا على بعد خطوات فالتفتت لها ممتلئة الفم ثم تكلمت بما لم تفهم ماهيرا ما جعلها تقهقه بخفة عليها حتى وصلتها قائلة
" لا زلت تأكلينه؟"
أومأت ترد بصعوبة

" إنه شيء لذيذ محرومة منه في البيت، لذا أستغل فرصة خروجي لوحدي بدون سائق أو حارس "
" ادفعي عني إذا، أريد أن آكل أيضا "
قالت ماهيرا وهي تتفحص الأكل
فلتفتت لها يانو مستغربة فهذه أول مرة على الإطلاق تطلب منها ماهيرا أن تدفع عنها، رغم تجريحات أمها الدائمة أنها تستغل ثراءها ولكن ماهيرا أبدا لم تطلب منها المال، لذا رفعت يدها تلمس جبينه تقول بنفس الاستغراب
" هل لديك حمى ؟؟"
أزاحت لها يدها و ردت

" يقولون أن الأغنياء أغنياء لأنهم يكترثون، ولهذا السبب سأبدأ بالاكتراث كي أصبح شخصا غنيا"

ناظرتها يانو بحاجب مرفوع قائلة بسخرية باردة

" تعرفين أن هذا ليس صحيحا"

" وما أدراني بما يفعله الأشخاص حتى يصبحون أغنياء"

ردت يانو على تساءلها تشرح

" انه يعملون بجد لساعات وبدون نوم ويتغيبون على عائلاتهم ويتغيبون على مناسبات كثيرة لكي تستمر أعمالهم، ولكن في البداية يجب أن يكون لديك عقل محنك وخبيث لادارة الصفقات الرابحة و رأس مال للاستثمار"

" هذا شيء أعرفه، فمنذ أن بدأت بالعمل لكثير من الساعات * وتأوهت ببكاء تكمل* واترك الوسادة في وقت مبكر وأعود لها في وقت متأخر تحسن وضعنا قليلا "
ربتت يانو مواسية على بكاء ماهيرا المزيف ثم قهقهت الأخيرة وأخذت حصتها لتقضمها ولكن يانو شهقت فجأة ودفعتها لتجلس أرضا وصرخت هامسة
" أمي هنا "
ولم تتوان ووضعت الكثير من النقود على الطاولة وهرولت شبه راكضة اتجاه أمها قبل أن تلتفت لهذه الناحية
استقامت ماهيرا ولم تلتفت للخلف تتأفف من الوضع المقلق فتهديد السيدة الأخيرة بعد أن خطفتها لم يكن مطمئنا.
أرجعت القلنسوة على وجهها وأدخلت يدها في الجهة التي تقف فيها السيدة وتصرفت وكأنها تتكلم في الهاتف لحظات وأسدلت شعرها على تلك الجهة واقفة أمام العربة وحتى شهيتها سدت ثم قالت للبائع

"من فضلك، هل ترى تلك السيدة صاحبة الملابس الراقية ؟؟"

نظر الشاب صاحب عربة الهوت دوغ حيث أشارت خلفها برأسها ثم أومأ يقترب قليلا منها في حين سألت هي بما يشبه الهمس رغم أن المرأة بعيدة

" هل رحلت؟ أم لا زالت واقفة تتحدث مع الفتاة وتنظر باتجاهنا؟"

نظر الشاب مجددا للمرأة ثم قال

" لا ليست بعد...آه، انها تتحرك "

" أين؟؟ هل هي آتية؟؟"

همست بخوف مضحك وهي تزيد من شد القلنسوة على رأسها ما جعل الآخر يضحك رغم أنه يجاهد عدم ذلك ورد

" لا، ليست آتية هنا، بل ذاهبة الى سيارتها على ما أظن فهي غالية الثمن مثل ملابسها"

استرقت ماهيرا النظر قليلا فشاهدتها تدفع يانو للداخل ببعض الخشونة ثم دخلت خلفها وأغلقت الباب بقوة ثم انطلقت السيارة وأطلقت هي نفسا مرتاحا من صدرها.

رمت رأسها للخلف فنُزعت عنه القلنسوة ثم تمتمت بحنق

" أشعر كأنني أواعد ابنها وهي رافضة لعلاقتنا"

انفجر الشاب أمامها ضحكا، فوعت على نفسها! يبدو أنها لم تكن تمتمات هامسة فهو قد سمعها ما جعلها تشعر بإحراج كبير وتومئ له كتحية وشكر وتهم بالمغادرة فاستوقفها قائلا

" ألن تأكلي؟؟ لقد تركت صديقتك المال"
توقفت ماهيرا للحظة تدير الأمر في عقلها ربما لا ضير في أخذ البعض منه للبيت.

ومن بعيد كما لم يلاحظ أحد كانت هناك سيارة سوداء بزجاج مظلم، داخلها عينان حادتين عسليتي اللون تراقبان ماهيرا ثم ابتسمت الشفتان باستمتاع، ثم خرج صوته يخاطب الذي بجانبه
" تبدو هذه الفتاة ممتعة، هل رأيت كيف كانت تخفي نفسها بحركات بسيطة لم ترها المرأة رغم أنها كانت تنظر في اتجاهها لمدة طويلة"

" أنت محق سيدي "

أيده مينوا وعيناه تبعتا اختفاء ماهيرا عن مرمى بصرهما،
" هيا بنا "
نبس ريونو فتحركت السيارة.

~~~~~~~~~~

" هناك شخص مزاجه سيء، هل التقيت بوالدتك؟"

على عبارت يوسكي الساخرة دخلت ماهيرا فنقلت بصرها لإيان ودخلت تضع طبق الهوت دوغ وجلست تثني قدميها تحتها وأخذت عودا منهم تقضمه تنتظر إجابت إيان فعل كلاهما مثلها ثم رد إيان وهو يديره في يده

" تريد إغرائي بثروتها "

" أفهم من هذا أنك كنتَ حصينا ضد إغرائها ورفضت؟ "

نظر له إيان مستسلما من سخريته وقال متجاهلا ذلك،

" تريد اخذي بعد أن اشتد عودي أنا الآن في الوقت الذي لا أحتاج فيه إلى الوالدين"

غمست ماهيرا قِطعتها في صلصة حمراء ثم قالت بعد أن قضمتها

" إنك مصيب ومخطئ، إن كان هناك شيء في الدنيا الشخص يكون محتاجا له على الدوام فهم الوالدان"

رد يقارعها


" هما من تخليا "
ردت عليه من جديد مستمرة في أكلها
" نحن جميعا في هذا سواء أحبونا أم لا، هم تخلوا كلنا في مرحلة ما "

" استثنوني أنا من هذا فأمي لم تتخلى عني مثل بقيتكم"

" هل يجب أن تكون وغدا طوال الوقت؟"

صفعته ماهيرا بعيدان الهوت دوغ في تزامن مع قولها، فيما تمتم إيان بحنق وهو يغمس قطعته في صلصة الجبن

" عديم القلب "

رفع يوسكي كتفيه يرد على كلاهما بنظرات حالمة نجومية

" سحري وما يفعل يجعل الجميع ينتبه لي حتى "

" حتى لصفعك "

صرخ كلاهما نازلان بضربات قوية على ظهره ثم قفز كلاهما يضربانه ضربات أخرى، بعضها قاسيا عن عمد حتى صرخ يطلب النجدة بصوت جهوري ما جعل ماي تصرخ من غرفتها طلبا للهدوء ومع دخول الثلاث الصغار للغرفة ما كان للهدوء أن يكون في المكان حتى وقت لاحق

~~~~~~~~~

في صباح اليوم التالي نزل ثلاثتهم بعد الفطور بجانب بعض ويوسكي يحرك كتفيه

" من كانت يده قاسية البارحة، أظن أحدكما يحمل حقدا كبيرا لي في قلبه"

"
ان لم تصمت الآن سأشبعك صفعات على وجهك هذه المرة تمنعك من الذهاب للثانوية"

كان رد ماهيرا على كلامه حاقدا وهنا ابتلع ريقه صامتا، أما إيان فقد كتم ضحكه على الإثنين، فيبدو أن ماهيرا حقا حاقدة على يوسكي بعد وصلة التوبيخ الحاد من ماي البارحة.
" أراكما لاحقا "
لوحت ماهيرا لهما و تفرقوا

~

عند إيان من لامكان سأل يوسكي فجأة

" هل تخلت خالتي في ما مضى عن ماهيرا؟؟ أو عند كلاكما؟"

وعلى الفور جاءه رد يوسكي بنبرو عادية

كانت لحظة تمرد من ماهيرا صرخت فيها عن أمي وهي توبخها بحدة وتعرف الأسباب، وفي تلك اللحظات الغاضبة وتعرف ان أمي لا تحتاج وقودا جديدا لتسيء لماهيرا عندها أخذتها بالقوة ووضعتها امام دار الأيتام ولكن ماهيرا هربت من بين يديها وعادت للبيت قبلها وأغلقت باب غرفتها

" إن خالتي حقا شخص مخيف رغم لطافة مظهرها"

قهقه يوسكي على رد إيان وانقطع حديثهم وهم التقوا ببقية الأصدقاء ليكملوا طريقهم للثانوية

~~~~~~~~~~~~~

بعد الصفوف الصباحية اتى وقت الغداء وفي تلك الباحة بجانب جدار من جدران الجامعة توقفت ماهيرا مكانها، الشطيرة بين أسنانها وعينيها على الثنائي الواقفان أمام بعض كانت الفتاة خجولة بينما الشاب أيضا لم يكن أقل منها
* إعتراف بالحب *
همست داخلها
وهي تتراجع بملامح خجلة حتى اختفت وراء الجدار ولم تكد تمشي خطوتين حتى وجدت ثنائي آخر وكانا قريبين جدا من بعضهما ثم أجفل كلاهما من حضورها وهذا جعلها تبعد الشطيرة دون قضمها وتعيد علبة العصير الى حقيبتها
وتغادر المكان
مهرولة تاركة خلفهما الاثنين خجولان.
كانت تريد القليل من الهدوء بعيدا عن المطعم لأجل مراجعة ملفات من الشركة فانتهى بها الامر بهكذا مواقف

" لماذا دوما كلما تحركت ينتهي الامر بي مع مواقف محرجة
أو أسمع اشياء محرجة"
همست بينها وبين نفسها وهي تجلس على درج في ساحة الجامعة
أخرجت الشطيرة من جديد وعلبة العصير أعادت شكر أمها في قلبها على الشطيرة والتي رائحتها تعبر عن لذتها.
" تساءلت عن سر اختفاءك عن المطعم ولم أجد مبررا"

تقافزت دقاتها على صوت رينتارو ثم نظرت له مبتسمة وهو دعا نفسه للجلوس بجانبها، فقالت
" هل تناولت الطعام ام أتقاسم معك شطيرتي ؟"

" أممم سيكون من الرائع تجربتها"

ابتسمت لدعابته وردت وهي تقسمها

" طعام أمي ما ان تذوقه حتى تصبح لا تستطيع مقاومته"
أومأ يقضم نصف الشطيرة

" لا هروب من الحقيقة"
قال مؤكدا على كلماتها
بينما هي بعفوية شربت من ماصة العصيرة ومررتها له، وهذا جعله متفاجئا للحظات ثم تماسك حتى لا تعلم بفعلتها فهي على الأغلب معتادة على تقسيم الطعام بينها وبين اخوتها وهذا جعله فرحا لتجاوبها العفوي معه، وقلقا من أن تكون تعتبره أخا وليس كما يشعر هو



انتهى الفصل




لن يطول انتظار الفصل الجاي


استمتعوا

وأعتذر على عدم التنزيل بالأمس فالنت لم تكن لدي


https://www.arabsharing.com/do.php?img=284206

Inas Fallata 09-10-2021 12:01 PM


https://b.top4top.io/p_15397xevj1.gif


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يا نسمتي اللطيفة في هذا الحر
يا إلهي أنت من محبي الصيف؟
ستصبحين عدوتي هكذا هههههه
تخيلي معي عزيزتي، جالسة
أراقب شاشة هاتفي بعينان تكادان
تلتصقان بالشاشة مع الكثير من
الفراشات الوردية والفقاعات
تحيط بي ولن أنسى الابتسامة
التي لم تزل من رؤية عنوان
الفصل الجديد وابنتي تراقب
كل هذا بصمت تحاول معرفة
ما السحر الذي أصابني، والإجابة
بكل بساطة فصلك الأكثر من رائع
ولو دخلت في التفصيلات سأبدأ
بكتابة قصة جديدة في حب إبداعك
دمت في حفظ الله ورعايته.

lazary 10-24-2021 10:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة inas fallata (المشاركة 141709)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا نسمتي اللطيفة في هذا الحر
يا إلهي أنت من محبي الصيف؟
الان لدينال برررررد شدييييييد
ستصبحين عدوتي هكذا هههههه
ان شاء الله لا.. دعينا نتأقلم معا غ1

تخيلي معي عزيزتي، جالسة
أراقب شاشة هاتفي بعينان تكادان
تلتصقان بالشاشة مع الكثير من
الفراشات الوردية والفقاعات
تحيط بي ولن أنسى الابتسامة
التي لم تزل من رؤية عنوان
الفصل الجديد وابنتي تراقب
كل هذا بصمت تحاول معرفة
ما السحر الذي أصابني، والإجابة
بكل بساطة فصلك الأكثر من رائع
ولو دخلت في التفصيلات سأبدأ
بكتابة قصة جديدة في حب إبداعك
دمت في حفظ الله ورعايته.

لو أنك بدأتِ فقط حتى أتحمس وأكتب المزيد...
أستطيع تخيل ذلك... أنا أغطي فمي معظم الأوقات عندما أكون وسط العائلة لأني إما سأضحك أو أبكي..في كل الأوقات تكون تعابير وجهي معبرة..لذا أستطيع فهمكِ

لا ادري متى سيكون الفصل جاهز فانا حرفيا اواجه صعوبة في الكتابة هاته الأيا فلدي مشاغل قابضة على رقبتي واشياء تشوش عقلي امور مصيرية تمنعني من الدخول في عالمي الرائع...رواية ماهيرا واحد م نالروائع التي في عقلي وتعيش معي وأعيش مع كل تفاصيل شخصياتها.. لذا لن اتركها



الساعة الآن 05:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team