منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   روايات مكتملة. (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=64)
-   -   متى ستظهر الحقيقة كاملة؟ [شظايا لعنة بعثرها الزمن] (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=607)

Inas Fallata 03-24-2020 02:34 AM

متى ستظهر الحقيقة كاملة؟ [شظايا لعنة بعثرها الزمن]
 

Inas Fallata 03-24-2020 02:34 AM




في تلك الحديقة الخلفية الواسعة المزدانة بشتى أنواع الأزهار الملونة الجميلة و الأشجار تحفها من كل مكان على تلك الطاولة الزرقاء المستديرة جلست تلك السيدة التي داعبت الرياح شعرها الأرجواني الداكن بابتسامتها الجميلة تحدق بالأطفال الجالسين على الأرض و هم يستمعون لقصتها بإنصات و حماس رسم على وجوههم لتغلق الكتاب عند سماعها صوت ينادي الأطفال اقترب منها ذلك الرجل ليلتقط أنفاسه المتسارعة ثم يبتسم و يقول: أنتم هنا لقد كنت أبحث عنكم هيا دروسكم الخاصة سوف تبدأ الآن لذا أسرعوا للداخل
تذمر الأطفال و رفضوا الذهاب لتقول لهم السيدة: لا تفعلوا هذا بمعلمكم لذا أسرعوا بالذهاب
نهضوا ليسيروا في اتجاه مدخل الحديقة البيضاوي الكبير ليساعد الرجل السيدة على النهوض لتقول له: شكرا لك
قال المعلم بابتسامة: عليك الاهتمام بصحتك لأجل طفلك القادم سيدتي
ابتسمت له لتدخل لغرفتها بعد ساعات قليلة أصبح المنزل في حالة فوضى و توتر و الحركة السريعة ازدادت ليأخذوا تلك السيدة للمشفى بعد فقدانها للوعي مضت ساعات النهار الأخيرة في ترقب شديد حتى وصل الخبر الذي انتظروه طويلا في تلك الغرفة الكبيرة المطلية باللون الأزرق السماوي و ستائرها البيضاء المزخرفة التي تحجب النافذة العملاقة في الغرفة ليفتح الباب بعد أن طرق ليقول الرجل الذي ارتدى بدلة سوداء منحني الرأس: السيدة إيف قد أنجبت فتاة منذ دقائق قليلة
الجميع ينظر إليه بأعينهم الواسعة و نظراتهم المصدومة رسمت الدهشة على وجوه الجميع ليقول أحد الرجال: و كيف هي حالها؟
قال رئيس الخدم: حالتها سيئة للغاية و قد لا تبقى فترة طويلة على قيد الحياة
التمعت بعض العيون بمختلف التعابير البعض حمل الدموع في عينيه و الآخر السعادة بينما ثالث لم تهتز شعرة منه ليقول كبير العائلة: سوف نجلبها للمنزل و نعتني بها بأنفسنا
انحنى رئيس الخدم و غادر الغرفة ليغلق الباب ليدوي صوته في الغرفة الهادئة تفرقوا بعدها عائدين لغرفهم طالبين الراحة من عناء هذا اليوم في صباح اليوم التالي في غرفة إيف التي تحلق الأطفال حول سرير الطفل الأزرق الداكن منقوش باللون الفضي و هم ينظرون إليه بمرح شديد ليقول أحدهم: عمتي إنها لا تشبهك بتاتا
قال آخر: أظن أنها تشبه العم توماس أكثر
قالت إيف: حقا؟ لم أعرف ذلك
قالت إحدى الفتيات: أأستطيع حملها خالتي؟
قالت إيف بابتسامة: بالتأكيد
حملتها الفتاة بحذر شديد و هي تنظر للطفلة النائمة بين ذراعيها بحنان شديد كان الجميع ينظر إليها بمرح شديد حتى غادروا الغرفة دخل كبير العائلة ليقول: صباح الخير إيف
نهضت من السرير لتنحني له و تقول له: صباح الخير سيد وارس
قال كبير العائلة: بعد كل هذا الانتظار تنجبين فتاة لا نفع منها مثلك كما توقعت من شخص رث مثلك
أمطرها بكلماته السيئة كالعادة آلم قلبها الحزين و غادر الغرفة نظرت لطفلتها التي حملتها و الدموع تكاد تسقط من عينيها لتقول بصوت هامس: يجب عليّ أن أكون أقوى لأجلك صغيرتي
تلك الابتسامة الحزينة زينت شفتيها مرت أسابيع قليلة لتعود إيف للمشفى نتيجة سوء صحتها المتدهورة كان الجميع في انتظار خبر ما حتى عادت للمنزل بعدها بساعات لتنحني لهم و تقول: آسفة لأنني جعلتكم تقلقون عليّ
قال كبير العائلة: لماذا قد نقلق على قمامة مثلك؟ لا تغتري بنفسك كثيرا
غادر المكان ليقول لها أحد الرجال: طفلتك هذه مزعجة للغاية لا تكف عن البكاء أبدا
صعدت إيف نحو غرفتها لتنظر لطفلتها التي كانت تصرخ و تبكي لتشعر بالحزن الشديد يحيط بهما لتنظر للصورة الموضوعة على الرف لتقول: لماذا ذهبت و تركتنا توماس؟
كانت صورة زوجها العزيز تشعرها بالألم أكثر فمنذ أشهر غادر المنزل في رحلة عمل لكن لم يعرف عنه أي شيء بعدها أعادت طفلتها إلى سريرها لتجلس على طرف السرير و تنام بعد عام كامل كانت إيف تجلس على طرف سريرها تحدق بسرير طفلتها النائمة ليبدأ التفكير بأخذ حيزا من وقتها حتى أفاقت على صوت طرق الباب العنيف لتفتحه و تنظر للسيدة التي وقفت هناك و الانزعاج يحيط بها لتقول: كيف تجرؤين على تجاهلي هكذا؟ أنت حقا لم تتعلمي أبدا كيف تتصرفين بطريقة مهذبة لا أعرف لما قام توماس المغفل بالزواج منك على كل أريدك أن تهتمي بكيفن و جوليا عند مغادرتي
قالت إيف: لكن ليليان تحتاجني بقربها
قالت السيدة: لم أسمعك جيدا ماذا قلت؟ و قمت بتسمية قذارة مثلها ليليان؟
غادرت السيدة دون أن تسمع كلمة اعتراض أخرى لكلماتها حملت ليليان النائمة لتسير بها لغرفة الطفلين و أفكارها تسرقها من العالم المحيط بها وضعت قدمها في المكان الخاطئ لتنزل الدرج لتبدأ نبضات قلبها بالتسارع أغمضت عينيها خائفة مما قد يحصل لتشعر بتلك الذراع القوية التي أمسكت بها لتمنعها من السقوط التفتت لصاحبها الذي كان بشعر أزرق قاني طويل و عينين عسليتين واسعتين قال: لقد كان هذا خطير للغاية
انتبه للدموع التي التمعت في عينيها الأرجوانتين الفاتحين ليرسم ابتسامة لطيفة على وجهه و يقوم بمعانقتها مخففا ذلك الحزن ابتعد قليلا لينظر لليليان التي كانت تلهو دون معرفة ما يجري حولها ليقول: يبدو أنها سعيدة لأنك بخير صحيح ماذا سميتيها؟
قالت إيف: ليليان
قال الشاب: اسم جميل للغاية يناسبها كثيرا ورثت جمالك بالفعل
ابتسمت له لتقول: ألم تعرف عن توماس أي شيء مارتن؟
صمت ليفكر في كذبة تبعد عنها التفكير بشقيقه التؤام ليعاود الابتسام و يقول: لا ليس بعد لقد وعدتك بأنه حالما أصل إليه سوف أخبرك أولا لذا لا تقلقي
ربت على رأسها و غادر المنزل ليصعد سيارته الزرقاء الداكنة ليقوده بتلك الطريقة المتهورة للمشفى الذي اتصل عليه وصل إليه في أقل من نصف الوقت المفترض ليقول له الطبيب: أواثق بأنه شقيقك سيد وارس؟
قال مارتن: أتيت لأتحقق ذلك
دخل مارتن برفقة الطبيب لتلك الغرفة الهادئة لينظرا للشخص الذي كان يحدث الممرضة و علامات القلق في وجهه التفتت على صوت الطبيب لينظر لمارتن بصدمة لتظهر ابتسامة الارتياح على وجهه اقترب منه مارتن ليمسك الشاب بيده و يقول: سعيد لأنني استطعت رؤيتك مجددا مارتن
ابتسم مارتن له بسعادة فهو كان ينتظر رؤيته بفارغ الصبر كان الشعور بينهما متبادل تحدثا مطولا و استمتعا بوقتهما حتى قال توماس: أخبرني كيف هي إيف؟ لم تحدثني عنها منذ أن أتيت بالرغم من أنني توقعت بأنك سوف تفعل
صمت مارتن قليلا يفكر فيما يقوله فخلال الأشهر التي رحل فيها حدثت الكثير من الأمور عرف توماس بأن شيئا ما قد حدث من الجو الذي ساد عليه ليقول مارتن: لا أستطيع إخبارك بأي شيء لذا فلتنتظر حتى عودتك للمنزل سوف أحضرها غدا معي
قال توماس: لا داعي لذلك سوف أخرج من هنا قريبا لذا سأقوم بمفاجأتها
نظر مارتن لابتسامة تؤامه الأصغر منه ليشعر بشيء من الألم في صدره نهض ليغادر الغرفة عائدا للمنزل مضى الأسبوع و النصف أسبوع في ذلك المساء كانت إيف تغادر الحديقة و هي تلاعب ليليان بأصابعها نظرت لاصطفاف الجميع أمام الباب و تهامسهم المرح أثار فضولها لتقول في نفسها: يبدو أن ضيوفا مميزين آتون الآن سوف أصعد لغرفتي
فتح الباب ليجمدها ذلك الصوت الذي لم يتوقف عن الرنين في أذنيها صوت أحبته و أحبت صاحبه التفتت من فورها لتنظر لصاحب الابتسامة التي لا تزال موضوعة في غرفتها كان مارتن ينزل الدرجات ليتوقف و ينظر إليها ابتسم بمرح ليقترب منها و يحمل ليليان لتنظر إليه قال لها: ألم تكوني تنتظرين عودته؟ اذهبي إليه
ابتسم لها بمرح شديد لتذهب لحيث يقف محبوبها الذي طال انتظاره ارتمت بين أحضانه متناسية كل من و ما حولها ليعانقها هو أيضا متجاهلا النظرات المنزعجة من تصرفاتهما الطفولية ليقول لها: لقد اشتقت إليك كثيرا إيف
قالت إيف: أنا أيضا اشتقت إليك كثيرا
أوقف جوهما المليء بالحب و القلوب المتطايرة في الرجاء تنهيدة كبير العائلة ليقول: عليكما أن تحترما المكان و الأشخاص المحيطون بكما قصص حبكما السخيفة ضعوها خارجا الآن
ابتعدت إيف عنه لتشعر بالذنب لتصرفها الطائش فهي تعلم بأن كلامه كان يقصدها هي قال كبير العائلة: أريدك في حديث ثم افعل ما تشاء
ذهب توماس خلف كبير العائلة بينما تفرق الجمع اقترب مارتن منها ليقول لها: ألست سعيدة بعودته؟
قالت إيف: لديّ شعور سيء اتجاه هذا الأمر
قال مارتن: تفاءلي بالخير كل شيء سيكون على ما يرام
ابتسم لها ليضع ليليان بين يديها عادت لغرفتها و ذلك الشعور لا يغادر فؤادها سلب منها ابتسامتها و نفسها حتى طرق الباب ليدخل توماس بابتسامته المرحة ليقول: لا أذكر بأن غرفتك كانت بعيدة هكذا
انتبه لسرير الطفل الذي كان يستمتع بوقته ليقترب منه و ينظر إليه رفعه لينظر إلى تقاسيم وجهه البشوشة ليبتسم و يقول: إنها لطيفة للغاية حقا كما أنها جميلة جدا يا إلهي إنها ظريفة جدا جدا لقد وقعت في حبها من النظرة الأولى ابنة من هي؟
نظر لإيف التي لم تقل أي شيء انتبه لشرود أفكارها ليقترب منها و يجلس أمامها لتنظر إليه و تقول: متى أتيت لهنا؟
قال توماس: ما الذي يشغل تفكيرك أكثر مني؟
نظرت إليه يحمل ليليان التي كانت تلعب بأصابعه لتقول: يبدو أنها قد أعجبت بك تماما
قال توماس: لقد وقعت في حبها أخبريني ابنة من هي؟
نظرت إيف إليه لتبدأ الابتسامة بالاختفاء من شفتيها أنزلت رأسها بشيء من الحزن تفهم الأمر و قام بمعانقتها ليقول لها: لا عليك إيف سأكون دائما بجانبكما
نزلت دموعها بدون استئذان ليشعرها بحنانه الذي اشتاقت إليه كثيرا تحدثا معا لاحقا ليقول لها: إنها حقا تشبهك كثيرا جميلة مثلك تماما
قالت إيف: توقف عن المزاح لقد قال الأطفال بأنها لا تشبهني أبدا
قال توماس: حقا؟
قالت إيف: لقد قالوا أنها تشبهك كثيرا
نظر إليها بشيء من الدهشة ليبتسم لاحقا و يقول: إذا أسميتها ليليان؟ إنه اسم جميل يليق بها كثيرا
قالت إيف: أتعتقد ذلك؟
قال توماس بمرح: بل واثق من ذلك تماما
ابتسمت له بمرح شديد ليفعل المثل تذكر فجأة كلام جده له شعرت إيف بتغير أجوائه ليزيد ألم الشعور السيء الموجود في قلبها لتقول له: لقد حدثك عني أليس كذلك؟
صمت توماس و لم يجب على سؤالها فهو يشعر بالألم ذاته أحزنه أكثر رؤية دموعها البلورية و هي تقول: عرفت منذ البداية أن شيئا سيئا سيحصل لقد أخبرتك من قبل بأنه ليس من المفترض أن أقبل عرضك ذاك أنا حقا جالبة للحظ السيء أنا شخص سيء للغاية
قال توماس: لا تقولي هذا إيف فأنا أحبك و لن أتخلى عنك لأي سبب
أمسكت إيف بوجهه بين يديها لترغمه على النظر لعينيها الغارقتين في الدموع و ابتسامتها التي تكاد تشق قلبه لأجزاء مجزءة لتقول: فقط دعنا نذهب توماس سنكون بخير وحدنا و كذلك أنت
قال توماس: لا تقولي شيئا كهذا سوف أبكي حقا
ابتسمت له بمرح شديد لتحمل ليليان بين يديها و تبتسم له بمرح نهضت ليفعل المثل و عيناه تكادان تسبحان في بحر دموعه المتألمة لتقول: لن نلتقي مجددا توماس سيكون هذا وداعنا الأخير
أراد أن يمد يده ليوقفها لكن لم تعطيه فرصة لذلك جثى على ركبتيه متألما حزينا غاضبا باكيا و ثائرا هالته تلك سببت زلزال عنيف عرف أفراد العائلة بأن توماس هو السبب أسرع مارتن لغرفة إيف لينظر لتوماس و الغرفة ليعرف ما جرى على الفور اقترب منه ليقول له: توماس اهدأ قليلا هكذا سوف تدمر المنزل
أمسك به ليعيد إليه وعيه الذي فقده بسبب رحيل محبوبته التي سلبت حياته فقد وعيه بعدها ليأخذه لغرفته بقي بقربه لدقائق معدودة ليفتح عينيه و ينظر إليه ليقول: إيف أين هي؟
قال مارتن: عليك أن ترتاح الآن لذا لا تجهد نفسك بالتفكير كثيرا
قال توماس: إذا لم يكن ذلك حلما مزعجا؟
تلك الهالة عادت إليه مجددا ليقول مارتن: عليك أن تهدأ الآن توماس سوف أبحث عنها عندما أجدها سأخبرك حسنا؟
قال توماس: أنت لن تقوم بخداعي أليس كذلك مارتن؟
أمسك مارتن يده بكلتا يديه ليعطيه تلك الابتسامة المطمئنة ليغادر بعدها يسير في ذلك الممر الطويل و العريض الذي زين جدرانه بلوحات زيتية و سجاد أزرق قاني أطرافه نقوش ذهبية غريبة وصل لغرفة جده الذي كان يبدو سعيدا لسبب ما ليقول له: أكنت تريد أن يصل لهذه الحالة حقا يا جدي؟ تعرف بأنه سوف يقضي علينا جميعا
قال الجد: لم تفسد فرحتي عليّ؟ لقد كانت مصدر شؤم لعائلتنا لا أعرف كيف تزوجها حتى
قال مارتن: لقد قلت بأنك لن تتدخل في حياته كما فعلت معي لماذا تفعل هذا الآن؟
قال الجد: كيف تجرؤ على الحديث معي بهذه الطريقة أيها اللقيط؟ لو لم أنظر إليكما لما عرفتما الدنيا و ما فيها لحسن حظكما أنني طيب كفاية لأخذ بمتشردين مثلكما و أجلبكما لعائلة مثل عائلة وارس أنت حقا ناكر للجميل
جثى مارتن على إحدى ركبتيه ليقول له: أرجوك سيد وارس أرجوك أن تدع أخي و شأنه لا أتحمل رؤيته في وضع كهذا
نظر إليه كبير العائلة باستحقار شديد ليعطيه ظهره مدعيا التفكير في الأمر صدمهما تلك الهالة المخيفة للغاية لينهض مارتن و يسرع ناحية غرفة توماس ردعه عن ذلك ليحاول الوصول إليه بشتى الطرق لينجح في ذلك قام بصفعه ليفيق من كل هذا لتبرق الدموع في عينيه ليقول له: عليك أن تتمالك نفسك توماس كيف تريدها أن تعود و أنت ضعيف هكذا؟ لن تستطيع حمايتها هكذا
قال توماس: أنا لا أستطيع تحمل كل هذا بدونها لن أستطيع
قال مارتن: اهدأ قليلا توماس لا تكن ضعيفا الآن ألا تريدها أن تعود إليك؟ لذا توقف عن هذه التصرفات الطفولية
نزلت الدموع من عينيه ليستند على كتفه وضع مارتن يده على رأسه مخففا عنه أعاده لسريره ليجلس بقربه ممسك بيده لينام مرت عشرة سنوات هادئة حتى ذلك اليوم الذي غير مجرى حياة العائلتين التقى مارتن بإيف المحدقة في السماء المظلمة بحزن شديد اقترب منها لتوقفه بصوتها القائل: لا فائدة من الحديث مارتن كل شيء قد تهدم منذ بداية لقائنا لذا لا تحاول رجاء
قال مارتن: أنت لا تعرفين مقدار ما يعانيه توماس...
أوقفت كلماته تلك الدموع الحمراء التي سالت من عينيها متأخذة وجنتيها مسارا لها التفتت إليه ليرى الدماء التي غطت جسدها أمسك بجسدها المتألم قبل أن يقع أرضا لتتقابل أعينهما المتحاورة ليقول لها: لماذا تفعلين هذا؟ هل تريدين تركهما وحيدين متألمين هكذا؟
قالت إيف: أعرف أن هذا التصرف قاسي من قبلي لكنه الطريقة الأمثل لحل هذه الأمور لا أريد أن يتألم أي شخص آخر مثلنا هكذا
ودعت روحها جسدها البارد ليرتاح في جوف هذه الأرض التي حملت ذكرياتها مر يومان فقط على اختفاء مارتن و القلق يقتل توماس لمعرفة في أي طريق ذهب شقيقه الوحيد فتح باب غرفته ليراه يجلس هناك تعجب الهدوء المحيط به ليقترب منه و يفاجأ بتلك الدماء التي لطخت ثيابه و الصدمة التي علت وجهه جعلت قلبه ينبض بجنون وقف أمامه ليجبره على النظر إليه ليقول له بقلق شديد: ماذا حدث لك مارتن؟
تأمل مارتن وجهه لفترة ليعيد ناظريه للأرض و يقول: لم أستطع فعل أي شيء لأوقفها أنا آسف أخي
قال توماس: ما الذي تهذي به؟
نظر إليه بتلك النظرات الحادة الحزينة ليقول: إيف قد ألقت لعنة على عائلتينا
نبضات قلبه تكاد تكسر الرقم الطبيعي لها و عينيه توسعتا بصدمة لم يعد لها أي عدة ضاعت نفسه في داخل ذلك الحزن العارم المخيف لم يحاول مارتن منعه من فعل أي شيء فضميره يؤنبه على ترك شقيقه يعاني هذا الألم كله يعاتبه لأنه تعرف على عائلة وارس تلك الليلة عرفت بالليلة القرمزية المؤلمة على مر ثمان قرون مضت من وقتها

https://up.arabseyes.com/uploads2013...0670573222.png

لن أقوم بوضع الكثير من الأسئلة كبداية لهذه القصة لكن توقعوا ذلك في الأيام القادمة بالتأكيد أريد تعليقاتكم على هذا الجزء الأولي للقصة في انتظار ردودكم الجميلة

https://up.arabseyes.com/uploads2013...0670577615.png

Inas Fallata 03-24-2020 02:35 AM

https://up.arabseyes.com/uploads2013...1971738653.png
في نهار إحدى الأيام الهادئة في قصر عائلة هايلون كانت إحدى الخادمات تركض في الممرات و التوتر يملأ وجهها الشاب حتى أوقفها ذلك الشاب الوسيم صاحب العيون الأرجوانية الداكنة و الشعر البني الداكن ينظر إليها لتنحني إليه على عجل و تحاول الإفلات من نظراته الساجنة لها ليوقف تحركاتها بقوله: لماذا تتجاهلينني هكذا؟ بل لم يتجاهلني الجميع؟
التفتت إليه بوجهها لتقول: آسفة سيدي لكنني في عجلة من أمري
انحنت و غادرت ببساطة شعر الشاب بالانزعاج الشديد لذلك و يكمل طريقه في ذلك الممر البني الفاتح المطل على مشهد الحديقة الخلابة وصل لذلك الباب البني الداكن ليطرق الباب لم يتلقى أي إجابة ليفتح الباب و يدخل صدمه ذلك الشاب الذي كان يصغره سنا بنظراته المصوبة نحوه كان يحمل ملامحه نفسها إلا أن البرود قد جعل التمييز بينهما سهلا و واضحا ارتبكت أفعاله ليقول: لماذا تنظر إلي هكذا؟ أفعلت شيء ما دون أن أدركه؟
أعاد بجسده و عينيه للأوراق التي كان يكتبها متجاهلا وجوده تماما غادر الغرفة ليلتقي بشاب المرح يملأ كيانه شعره الأشقر المائل للبني و عينيه الزرقاواتين المائلتين للخضرة تجعله يلمع كالنجوم ليبتسم له بمرح شديد و يقول بأسلوب ساخر: ما بك آرثر؟ تبدو متعكر المزاج
قال آرثر: أخيرا هناك من يحدثني
ضحك الشاب على ردة فعله ليقول له: هناك شيء ما يحصل في المنزل و لا أحد يريديني أن أعرف ما هو
قال الشاب: ألا تعتقد بأنك تتخيل فقط؟
قال آرثر: ماذا تقصد بأتخيل فقط؟ حتى الخادمة لم تنظر إليّ هذا اليوم
قال الشاب: ربما بسبب الشائعات التي تقول بأن جمالك يقتل من يقع فيه
ضحك بعدها بمرح شديد مزعجا آرثر أكثر من السابق ليمسح الدموع التي ظهرت و يقول: لا تقلق كل شيء على ما يرام و تعرف أنه لو وجد شيء ما سوف نخبرك أولا أليس كذلك؟
غمز له بمرح ليغادر بعدها نزل آرثر الدرجات و عقله لا يزال يفكر بما يحدث معه حتى ارتطم جسده بتلك السيدة الواقفة في نهاية الدرج تحدث الرجل الواقف أمامها تدارك موقفه ليقول: أنا آسف عمتي كاثرين كنت أفكر و سرحت فجأة
ضحكت السيدة الثلاثينية صاحبة الشعر الأرجواني الداكن الطويل و العينين البنيتين الداكنتين لتقول له: لا عليك فهذا خطئي لوقوفي هنا أنا آسفة
قال الرجل: فيم كنت تفكر آرثر؟
قال آرثر: الجميع يتجاهلني هذا اليوم لسبب ما
قالت كاثرين باستغراب: حقا؟ هذا غريب
قال آرثر: أجل و لا أحد يريد التحدث إليّ.... فيم كنتما تتحدثان؟
نظرا لبعضهما ليبتسما دون الإجابة ليثير ريبة آرثر حيال هذا اليوم أكثر و أكثر أكمل مسيره ليلتقي بمخطوبة الشاب الذي التقى به لتنظر إليه بعينيها الزرقاواتين المنزعجتين لتبعد عينيها عنه و تقول: رؤيتك أذى للعين و حسب كم هذا مزعج
قال آرثر: هاه؟ ما الذي فعلته أنا؟
قالت الفتاة: يكفي أنك قمت بإزعاج لويس هذا اليوم لن أسامحك على هذا
قال آرثر: و متى فعلت ذلك أليسيا؟
قالت أليسيا: دعني و شأني مزعج
تركته واقف يشعر بوجود خطأ ما في عقله فكل هذه الأحداث المزعجة في يوم واحد جعلته يشعر بالإحباط و يعود لغرفته مرت ساعات النهار سريعا و أسدل الليل ستاره المغطى بالنجوم اللامعة طرق باب غرفة آرثر ليدخل شقيقه ذو الدم البارد ليقول له: أبي يريدك في الحديقة حالا و يقول لك أن ترتدي شيئا مرتبا
غادر بعدها ليتنهد آرثر و يقول: متى سينتهي هذا العذاب؟
نهض من كرسيه ليستحم بهدوء و يبدل ثيابه لينزل الدرج و يتوجه للحديقة تعجب الأضواء و الزينة التي لفت الحديقة لتزيد من جمالها زاد دهشته وجود الجميع هناك ليقول له والده: كل عام و أنت بخير آرثر
قال آرثر بابتسامته المعتادة: أكان كل هذا لأجل حفل عيد ميلادي؟ أنتم قاسون حقا
ضحكوا عليه بمرح شديد ليحتفل قليلا معهم و يقدم الجميع هداياه ليقول الوالد: في الواقع هناك مفاجأة لكما أنتما الاثنان
نظرا لبعضهما باستغراب ليفاجأ أذنيهما بذلك الصوت الذي اشتاقا إليه كثيرا صوت لم يسمعاه منذ سنوات عديدة التفتا لتلك السيدة التي ورثا ملامحهما الجميلة منها زينت وجهها بابتسامة لم يغيرها الزمن بمروره اقتربت منهما لتقول: مساء الخير آرثر و سام
قامت بمعانقتهما ليفعلا المثل ابتعدت عنهما ليدهش الجميع من دموع سام التي تساقطت بسعادة لرؤيتها مجددا لتقوم بمسح دموعه و تقول: لا داعي للبكاء فأنا هنا و بخير
قال سام: لقد اشتقت إليك كثيرا أمي
ابتسمت له بمرح لتعيده لأحضانها فقد تركته طفلا في الثامنة لتنظر لآرثر الذي بادلها ابتسامتها الجميلة بواحدة أجمل قال لويس: يبدو أن وزنك قد ازداد خالة فانتين
ضحكت بخفة لتقول: ربما بسبب الحمل
نظر الجميع إليها بصدمة شديدة عدا الوالد الذي ابتسم لملامحهم المصدومة تلك تحدثوا كثيرا و استمتعوا بوقتهم أكثر أمضوا الليل كله في السهر و اللهو و مضى النهار و هم نيام في أواخر النهار استيقظت فانتين لتنظر للشخص النائم بقربها لتتأمل وجهه بمرح قبلت جبينه بحنان لتهمس قائلة: آسفة لأنني ابتعدت عنك كل هذه السنوات سام
نهضت من السرير لتستحم بهدوء بدلت ثيابها بأخرى واسعة قليلا لتنزل الدرج بحذر شديد حتى أوقفها صوت أليسيا لتنظر إليها و تقول: آه مساء الخير أليسيا
قالت أليسيا بمرح: دعيني أساعدك خالتي
قالت فانتين: سأكون بخير لا تقلقي عليّ
قالت أليسيا: حسنا سوف أسير بقربك فقط
ابتسمتا لبعضهما لتبدأ الأحاديث بالظهور و الضحكات تعلو حتى وصلتا للحديقة جلستا قليلا تحتسيان الشاي و تراقبان غروب الشمس لتقول أليسيا: صحيح خالتي أين كنت طوال هذه السنوات؟
قالت فانتين: كنت أقوم بعمل مهم للعائلة هذا فقط
قالت أليسيا: أي نوع من العمل يبقيك بعيدة هكذا؟
قالت فانتين: إنه عمل صعب قليلا صحيح متى هو حفل زفافكما؟
شعرت أليسيا بشيء من الغموض اتجاهها لتجيب على سؤالها أتى سام لينضم إليهما بوجوده فقط لم ينطق بكلمة واحدة لتقول فانتين: ما بك سام؟ لم تشاركنا بأي شيء حتى الآن
لم يجبها بأي شيء لتستغرب من تصرفه هذا لتبتسم أليسيا و تقول: إنه هكذا لا يحب الاختلاط مع الناس خاصة الفتيات أليس كذلك سام؟
اتسعت ابتسامتها عندما لم يجبها قالت فانتين: ستكون هذه مشكلة إذا
نظرا إليها لتقول: سيكون لديك شقيقة عما قريب
نظر إليها بتفاجؤ لينهض و يغادر المكان ابتسمت فانتين لتصرفه ذاك تفاجأ آرثر من منظره ذاك أثناء اصطدامه به ليوقفه قائلا: ماذا هناك سام؟ أحدث شيء ما؟
اكتفى سام بالعودة سريعا لغرفته مغلقا الباب خلفه و هو يشعر بتلك الهالة الغريبة التي أحاطت به فجأة لينظر لوالدته من نافذة غرفته الكبيرة مضت عدة أيام هادئة حتى اليوم الذي يلي الولادة ذهب آرثر برفقة سام و والده للمشفى قال الوالد لسام الذي توقف فجأة: ماذا هناك؟ ألا تشعر بأنك بخير؟
قال سام: فلتذهبا أولا
جلس على إحدى الكراسي البلاستيكية المصطفة على الجدار بشكل متسلسل لينظرا إليه بقليل من الاستغراب و يدخلا الغرفة تحدثا معها ثم غادرا لعملهما بينما دخل سام الغرفة و هو ينظر للسرير الذي وضعت الطفلة فيه بقرب سرير والدته لتشتت والدته انتباهه بقولها: أتيت إذا سام لقد اعتقدت بأنك غاضب مني فأنا لم أرك منذ يومين
ابتسمت له بإرهاق فهي متعبة و صحتها سيئة اقترب منها لينظر إليها عن قرب متفحصا حالتها ليقول: أنت هكذا بسببها لم يكن عليك إنجابها
نظرت إليه فانتين ليكمل قائلا: لماذا تفعلين هذا أمي؟ تعرفين بأن هذه الولادة خطر على حياتك
ابتسمت فانتين له لتضع راحة كفها على وجنته المحمرة من شدة حبسه لدموعه التي أوشكت أن تعلن موجة مشاعره و تقول له: أنت حقا شخص لطيف سام لكنني لم أستطع التخليّ عنها هكذا فقط لذا هلا قبلت بها أنت أيضا؟
أغمض عينيه لتنزل تلك الدموع على وجنتيه كما احتضتنه والدته بحنان بالغ نظرا كلاهما للطفلة التي بدأت بالبكاء بشكل مفاجئ لتحملها فانتين بين ذراعيها محاولة تهدئتها كان سام ينظر لوسائل والدته التي تفشل واحدة تلو الأخرى ليقوم بحملها بهدوء ليصدما من هدوئها قالت فانتين: يبدو أنها أحبتك كثيرا
تعجب سام ذلك بنفسه ليعيدها للسرير و يغادر الغرفة
https://up.arabseyes.com/uploads2013...1971737612.png
مضت العقود الاثنا عشر سريعا في صباح أحد الأيام فتح آرثر الباب على صوت الخادمة التي كانت تركض على عجل باحثة عن شخص ما و هي تنادي باسمه بطريقة هيسترية ليوقفها قائلا: ماذا هناك؟ لماذا تصرخين هكذا؟
قالت الخادمة: آسفة سيدي لكن لم أجد الآنسة الصغيرة في غرفتها بحثت عنها و لم أجدها
قال آرثر: ربما هي نائمة في غرفة سام مجددا أو ربما في غرفة والديّ
انحنت له لتذهب بسرعة لغرفة سام لتجدها خاوية و الوالدين تفاجآ عند سماع ذلك دبت الحركة في المنزل الكبير بحثا عن الآنسة الصغيرة بعد أربع ساعات من البحث في المنزل قال جد لويس: سوف أتصل بالشرطة أبلغهم عن الأمر
قالت كاثرين: هذا كثير للبحث عن فتاة واحدة في الثانية عشر من عمرها
قالت أليسيا: لم لا نتصل على سام و نسأله؟ ربما فكرت بشيء جنوني مثل اللحاق به
حملت فانتين سماعة الهاتف لتسرع في الاتصال بسام لكن المجيب الآلي هو من أجاب لتفقد الأمل طرق باب الغرفة لتدخل كبيرة الخدم الخمسينية انحنت لتتجمع الأعين عليها لترفع رأسها و تقول: لقد عثرنا على الآنسة و هي في غرفتها الآن
تنهد الجميع بارتياح لتتوجه فانتين برفقة زوجها و ابنها لغرفتها طرق الباب ليدخلوا نظروا للجروح التي غطت وجهها و قدمها التي لفها الطبيب بالجبيرة البيضاء لينهض و يقول: لا تقلقوا عليها هذه الجروح ستختفي عما قريب فهي مجرد خدوش بسيطة
عانقتها فانتين بخوف شديد لتقول لها: حمدا لله أنك بخير لقد قلقنا عليك كثيرا
قال الوالد: لقد أخبرتك أن تتوقفي عن هذه التصرفات الصبيانية يبدو أن عقابك هذه المرة سيتضاعف
ابتسمت بمشاكسة عينيها الأرجوانتين الفاتحتين الواسعتين تصيب الغرباء بالخوف و الدهشة بسبب اختلاف درجاتهم لذلك تلك الرقعة الزرقاء الفاتحة لا تفارق عينها اليمنى أبدا و شعرها الأرجواني الداكن الذي يصل لمنتصف ظهرها دائما ما يخطئها كونها شخص مختلف عن العائلة قال آرثر: يبدو أنك تحبين المشاكسة كثيرا فينوس؟
ابتسمت بمرح شديد لتقول: كنت ذاهبة للبحث عن أخي سام لكنني لم أستطع
قالت فانتين: بالتأكيد لا تستيطعين حبيبتي فهو ليس في البلاد حتى قد غادر لمكان بعيد و أنت تعرفين ذلك
أنزلت رأسها متفهمة الوضع الذي يؤلمها أن تبقى بعيدة عنه أمر يحزنها كثيرا تنهد الوالد ليقول: سوف يعود بعد أسبوع لذا ابقي في المنزل حتى ذلك الوقت
قالت فينوس بمرح: أحقا سيأتي قريبا؟
قال آرثر: لا تسعدين إلا في سيرته أنت حقا لديك عقدة بشأنه و لا تهتمين لأجلي أبدا
قالت فينوس: أنا أحبك أيضا أخي آرثر
تلك الكلمات المفاجئة جعلته يشعر بالإحراج ليضحك الوالدين عليهما بمرح شديد ذهبوا بعدها لقضاء بعض الوقت برفقة الآخرين ليستمتعوا بوقتهم حتى المساء أثناء ذهاب آرثر لغرفته التقى بفينوس الواقفة أمام باب سام استغرب التعابير الموضوعة على وجهها الجميل ليقترب منها أكثر و يقول: ما الأمر فينوس؟ ألا تشعرين بالنعاس؟
نظرت إليه لتبتسم بهدوء و تقول: أنا بخير سوف أذهب لأنام الآن
قال آرثر: يبدو أنك تشتاقين إليه كثيرا بالفعل رحلته قد أخذت وقتا طويلا
قالت فينوس: أتشتاق إليه أيضا أخي؟
قال آرثر: بالتأكيد أفعل فهو شقيقي أيضا
ابتسم لها ليقبل جبينها و يأخذها لغرفتها توجه لغرفته بعد ذلك نام الجميع ذاك المساء في ظهيرة اليوم التالي كانت فينوس تدرس مع مدرس الموسيقى برفقة الأفراد الآخرين ليقول لها: أنت حقا أسوأ طالبة مرت عليّ لا أعرف لم كل الوسائل لا تجدي معك لا عليك حان دورك أليكس
نهضت من الكرسي البني الخاص بالبيان لتجلس في مكانها المعتاد قرب النافذة المطلة على الحديقة الأمامية بدأت أفكارها تسحبها لذكرياتها مع شقيقها انتهى وقت الدرس ليأخذوا استراحة قصيرة قبل قدوم المعلم التالي لتقول إحدى الفتيات: لا أعتقد بأنك ستنجحين في أي شيء أبدا فينوس
قالت أخرى: أنت حقا لا تشبهين أحدا من هذه العائلة ربما أنت فعلا لست فردا منها
قالت ثالثة: لا تصلحين لشيء أبدا كالقمامة تماما
كانت تلك الكلمات و الأساليب عادية بالنسبة إليها على ظاهرها لكنها تجرحها و تؤلمها في كل مرة لتحدق ببوابة المنزل متمنية أن يظهر سام في أي لحظة الآن اقتربت إحدى الفتيات منها لتقول لها: لا تهتمي لهن فينوس فهن تافهات حقا
نظرت فينوس لابنة حفيدة العمة كاثرين تشبهها في الكثير من النواحي لتقول لها: أنا بخير لذا لا تقلقي بشأني إيفلين
أتاهما أليكس ليقول: يبدو أنك تستمتعين بالنظر للنافذة كل يوم
قالت فينوس: بالتأكيد فأخي سام سيأتي قريبا لذا أنا أنتظره
قال شاب نسخة عن أليكس: لقد أطال الغياب حقا ألن يكمل هذا اليوم التسعة أشهر؟
قال أليكس: حقا؟ لم أدرك ذلك
تحدثوا معا بمرح شديد حتى حضور معلم التاريخ الذي يكرهه أغلبيتهم بسبب غضبه الدائم ليجلسوا في أماكنهم و يبدؤوا الدرس حتى نهايته غادروا الغرفة بعده ليوقف المعلم والدا التؤامين و يتحدث إليهما ثم يغادر انقضى النهار بشكل هادئ دون إثارة للفوضى فالجميع مشغول بعمله و دراسته في المساء اجتمعوا في غرفة الطعام الخضراء الفاتحة رسمت على الأطراف السفلية من الجدران أزهار و أعشاب عملاقة أثاثها بسيط للغاية طاولة بيضاوية خضراء أدكن درجة من الجدران طويلة تحلقت حولها عدد من الكراسي البيضاء المائلة للخضرة و أرائك بيضاء مائلة للخضرة قريبة من المدفئة البنية الفاتحة التي توسطت الجدار و ستائر خضراء فاتحة رفرفرت مع النسيم العليل لنهاية فصل الخريف كان الجو يخيم عليه الهدوء المخيف لينظر كبار العائلة للأصغر سنا باستغراب شديد ليقول والد التؤامين: ماذا هناك؟ لم كل هذا الصمت المريب؟
لم يجب أي منهم لتقول بيلا: بسبب شخص معين مزاجنا عكر هذا اليوم
قال آرثر: من هو؟ و ماذا حدث؟
قالت تارا: تشاجرنا بسبب موضوع سخيف يتعلق به و هو الآن يجلس كالحمل بيننا
زاد كلامها الجو توترا و ريبة ليقول مات: إلى متى تريدون التحدث بالألغاز؟ أخبرونا بما حدث و حسب
تنهد أليكس ليقول: لقد كانوا يتحدثون بشكل سيء عن فينوس ففقد أليس أعصابه و حدث ما حدث
قال أليس: لولا تدخل أليكس لكنت قد أسكتهم للأبد
قالت بيلا: لكنها الحقيقة فهي لا تفعل أي شيء سوا جلب المشاكل بيننا كما فعلت اليوم
قال أليس: من الأفضل لك أن تصمتي بيلا
قال جيرالد: أتحسب نفسك قويا بتحدثك بهذا الأسلوب مع فتاة؟
قال أليكس: هذا الكلام موجه إليك فأنت من بدأ ذلك الحديث
قالت تارا: لا أعرف لم تزعجون أنفسكم لأجل لقيطة مثلها
انتبهت لما قالته لتعض شفتيها بحسرة لفلتها تلك الكلمة كان الكبار مصدومين من الحديث الذي دار بينهم كانت صاحبة الجدل تحاول حبس دموعها فرض ذلك الهدوء المخيف نفسه مجددا أنهوا وجبة عشائهم ليعودوا لغرفهم في غرفة الجلوس الذي اجتمع فيها كبار العائلة قال جد لويس بعد نقاش دام طويلا: ماذا نفعل برأيك سيد هايلون؟
قال والد آرثر: يعود القرار إليك كما الأمر دائما
قالت كاثرين: لكنه متعلق بابنتكما لذا القرار يعود إليكما
قالت فانتين: نحن نصر على ذلك
نظروا إليهما بشيء من الاستغراب لكن الابتسامة علت وجوههم ليقول الجد بعدما تنهد: سوف نعاقبهم على كلامهم الجميع بلا استنثاء بشتى أنواع الأعمال و ساعات الدراسة ستضاعف أيضا
تحدثوا عن أرائهم فيما حدث و ما قد يكون السبب وراءه ذهبوا ليناموا ليستيقظوا في الصباح أثناء نزول فينوس الدرج فقدت توازنها و سقطت متدحرجة على ذلك السلم الطويل ليرتطم رأسها بالجدار مسببا جرحا في رأسها سال الدم منه عند كاثرين التي كانت تسير برفقة زوجها و هما يتحدثان بشأن ما حدث بالأمس ليصدما من المنظر الذي رأياه على الدرج أسرعت كاثرين في اتجاه فينوس لتقول بقلق: أأنت بخير فينوس؟ أرجوك أجيبيني
طلبت من إحدى الخادمات الاتصال بالطبيب الذي لم يتأخر في الحضور دخوله المفاجئ للمنزل أصاب فانتين التي التقت به بقلق شديد نبضات قلبها لم تعرف الهدوء و هي ترى ابنتها الصغيرة قد غطت بالدماء أرادت الاقتراب منها لكن الطبيب منعها ليقول لها: عليك أن تهدئي قليلا سيدتي لقد اتصلت بالإسعاف و هم سيأتون قريبا
اقترب الطبيب من فينوس المستلقية بتلك الوضعية على السلم ليرى كمية الدماء التي فقدتها حضر المسعفون و أخذوها للمشفى بعد الفحوصات الطويلة و القلق الشديد ظهرت النتيجة أخيرا ليقول الطبيب: كل الفحوصات أبدت نتائج إيجابية أي أنها لم تصاب بأي شيء خطير حتى إصابة قدمها قد شفيت تماما كما لو أنها لم تكن موجودة
نظر الطبيب لفانتين بنظراته الباردة المعتادة محاولا إخراج ما تخبأه هذه العيون ليذهبا لغرفتها كانت تتحدث بابتسامتها الجميلة مع كاثرين و زوجها و آرثر الذي حضر على الفور ليقول لها: أنت حقا امرأة حديدية فينوس
قالت كاثرين: حمدا لله أنك بخير كدت أموت رعبا بعد رؤية تلك الدماء
قال الوالد: كيف حدث كل هذا فينوس؟
صمت فينوس جعل الجميع يدرك بأن شخص ما قد فعله بها بالرغم من محاولتها الشديدة لإخفاء الأمر و إنكاره إلا أنهم لم يقتنعوا عادوا للمنزل ليعقد الجد اجتماعا مع المعاقبين جميعا لينظر لوجوههم المتفاوتة التعابير ليقول في النهاية: لابد أنكم عرفتم جميعا بشأن العقاب لذا أي من يحاول التهرب فسيضاعف له أربعة أضعاف
ارتعب الجميع من النبرة التي يسمعونها للمرة الأولى لتقول تارا: لم على جميعنا أن نعاقب بينما رأس المشكلة لا؟
نظر الجد إليها ليقول: ألا تعتقدين بأنه من الأفضل الصمت في موقف كهذا ؟
لم تجب بأي شيء ليغادروا الغرفة و هم يتهامسون بما حدث أوقفهم تصرف مفاجئ من فينوس لتقترب منها إيفلين قائلة: توقفي عن هذا فينوس
كانت منحية لهم بتلك الطريقة الرسمية لتقول: أعتذر عن كل المشاكل التي سببتها لكم أنا حقا آسفة
أبعدوا أعينهم عنها فقد شعر البعض منهم بشيء من الاحراج بينما الآخر لم يهتم و تابع سيره بعد رحيلهم قال أليس: ما كان عليك الاعتذار إليهم فهم المخطئون
قالت فينوس بابتسامة: أشعر بأنني مذنبة بطريقة ما هذا فقط
تحدثوا قليلا معها عائدين لغرفهم
https://up.arabseyes.com/uploads2013...1971737612.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حال الجميع أتمنى أن الجميع بصحة جيدة أتعجب حقا عدد الردود مقابل كل تلك المشاهدات لا بأس بذلك حقا الآن لدي أسئلة لكم أحبتي
_ ما رأيكم بالشخصيات التي ظهرت حتى الآن؟
- آرائكم و انتقادتكم أحبتي
هذا كل شيء للآن و لنا لقاء آخر في فصل قادم إلى ذلك الوقت في أمان الله
https://up.arabseyes.com/uploads2013...1971740624.png

Inas Fallata 03-24-2020 02:36 AM

https://up.arabseyes.com/uploads2013...8494388113.png
بعد مضي الأيام الثلاث كانت فينوس تساعد المعاقبين في نظافة المدخل أثناء تنظيفها نزلت فانتين الدرجات بحماس شديد و سعادة غامرة انتبهت لفينوس لتبتسم بمرح لتنظر إليها باستغراب شديد لحق بها آرثر و والدها ليزيد درجة الغرابة عندها قرع الجرس ليجعلها تلفت ناحية الباب الذي فتح لتصدم بمن تراه دون إدراك منها سارعت قدماها نحوه لترتمي بين أحضانه بمرح شديد لتقول: أخي سام لقد عدت أخيرا
ابتسم سام لها بمرح ليربت على رأسها بهدوء لتنظر إليه بعينيها المتلهفتين لرؤيته ليقول لها: كيف هي أحوالك فينوس؟
قالت فينوس: بخير أنا حقا سعيدة لعودتك للمنزل أخي لقد اشتقت إليك كثيرا جدا و للغاية أيضا
قال سام: حسنا لقد فهمت لا داعي لكل هذه المبالغة
قالت فينوس: أنا لست أبالغ أبدا فأنا حقا حقا حقا اشتقت إليك أخي
قالت فانتين: ما هذا الذي تفعلينه فينوس؟ لقد احتكرت سام لنفسك فقط
قالت فينوس و هي تحتضن ذراعه اليمنى: هذا لأنني أحبه كثيرا
قالت فانتين: حتى أنا أحبه كثيرا
قالت فينوس: أنا أحبه أكثر منك
قال الوالد: ألن تتوقفا عن الشجار الطفولي؟
نظرتا إليه بوجنتين منتفختين ليضحكوا عليهما حتى قال سام: حسنا هناك شخص أود أن أعرفكم به
التفت سام ناحية الباب ليروا تلك الآنسة الأنيقة للغاية النجوم اللامعة و الأزهار الوردية تحوم حولها كانت صاحبة شعر أشقر يصل لأسفل الكتف و عينيها زرقاواتين جميلة للغاية شعرت فينوس بأن نجمها الساطع قد وقف أمام نجم أكثر سطوعا منه قال سام: هذه مخطوبتي ليندا كاليس حدثتكم عنها من قبل
قالت فانتين و هي تصافح كلتا يديها: سعيدة بلقائك أخيرا آنسة كاليس لم أصدق الخبر عندما سمعته منه فكما ترين إنه نادرا ما يفصح عن مشاعره فتخيل الأمر كان صعبا للغاية بالنسبة إليّ لكنني أرى بأنكما ثنائي رائع للغاية
ابتسمت لها ليندا لتقول لها: أرجوك نادني ليندا فقط سيدتي و سعدت برؤيتك
قال الوالد: نترك سام في عنايتك ليندا
ابتسمت له دون الإجابة ليقول آرثر باستغراب: أين اختفت هذه المزعجة الصغيرة؟
تنبه الجميع لاختفائها توا ذهبوا للحديقة الخلفية ليعرفوها بباقي أفراد العائلة كانوا يستمتعون بوقتهم في غرفة الدراسة حيث كان الجميع في انتظار قدوم شخص ما لتدخل الخادمة الخاصة به بتعابيرها الباردة لتبحث بناظريها عن المعلم لتذهب إليه بخطى سريعة هادئة لتقول: الآنسة الصغيرة لن تأتي فهي تبدو متعبة كثيرا
قال المعلم: أهي مريضة أم تتمارض؟
قالت الخادمة: الآنسة مريضة حقا
انحنت له لتغادر الغرفة عابرة ذلك الممر و صاعدة الدرجات لتصل لغرفة آنستها الصغيرة طرقت الباب بهدوء لتدخل بعدها و تراها لم تغير وضعيتها منذ ساعتين مضت لتتنهد و تقترب منها لتجلس بقربها و تقول: لم كل هذا الحزن آنستي؟ ألم تكوني تنتظرين عودة السيد سام؟
قالت فينوس: أرجوك مارثا دعيني وحدي الآن أريد أن أبقى وحدي الآن
كانت ستقترب منها لكن تلك الهالة المتألمة جعلتها تغادر دون الاستفسار وقفت قرب الباب لفترة من الوقت لتغادر بعدها في المساء عند سام الذي كان يبحث عن فينوس ليقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب و يقول: أأنت مستيقظة فينوس؟
لم يتلقى أي إجابة تعجب ذلك فقد عرف من خادمتها بأنها مستيقظة أدار مقبض الباب لكنه لم يتحرك بفعل فاعل حاول لمرات عديدة بلا فائدة ترجى لتبدأ هالته بالاهتزاز و التشتت طرق الباب مرات عديدة و هو ينادي اسمها لكن لا حياة لمن تنادي أتت الخادمة بعد سماعها صوت طرق الباب المتكرر لتقول: ماذا هناك سيد سام؟
قال سام: إنها لا تجيب عليّ منذ فترة طويلة
حاولت فتح الباب لتفاجأ بأن المقبض لا يدور قالت: آنستي أرجوك افتحي الباب
سمعا صوتها المتثاءب القائل: أنت مزعجة مارثا دعيني أنام قليلا
قالت مارثا: أأنت بخير آنستي؟ لقد طرقنا الباب أكثر من مرة
قالت فينوس: دعيني أنام
تنهد كلاهما بارتياح شديد ليعودا لغرفتهما في الصباح في غرفة الجلوس التي كانت تعم بالأحاديث قالت كاثرين: أين هي فينوس؟ لم أرها هذا اليوم
قالت أليسيا: هذا ليس من عادتها تفويت وجبة الإفطار و عدم الظهور حتى الآن
قالت فانتين: سأذهب لأتفقدها لذا لا تقلقوا
غادرت الغرفة لتغلق الباب سامحة لظهرها بالاستناد على الباب بعد إطلاق تلك التنهيدة العميقة لترى مارثا و هي تحمل أطباق لم يمس منها أي شيء لتقترب منها و تقول: لا تخبريني بأنها لم تتناول أي شيء حتى الآن؟
قالت مارثا: أجل سيدتي منذ الأمس و هي ترفض الأكل أو التحدث لم تفتح باب غرفتها منذ الأمس أيضا
قالت فانتين: أين ذهبت كل حماستها لرؤية سام؟
صعدت الدرجات لتذهب لغرفتها طرقت الباب لمرات عديدة لكن لم تجبها لتقول لها: فينوس حبيبتي هذه أنا والدتك افتحي الباب لنتحدث
قالت فينوس: أرجوك أريد أن أبقى وحدي قليلا
قالت فانتين: لكن لم عزيزتي؟ أحدث شيء ما؟
قالت فينوس بعد صمت دام دقائق قليلة: لم يحدث أي شيء أريد فقط أن أبقى وحدي لبعض الوقت
قالت فانتين: لكن سام يريد رؤيتك عزيزتي
لم تجب عليها لتفهم بأنها جادة في هذا الأمر تعجبت التقلب العجيب في الموازيين سارت و هي تفكر في سبب ما يحدث أوقفها التؤامان عن السير لتنظر إليهما في انتظار ما يريدانه ليقول أليس: أفينوس بخير عمتي؟
قالت فانتين: هذه الفتاة تحب لفت الانتباه فقط لذا لا تقلق عليها
قال أليكس: لكنها هكذا منذ قدوم سام بالأمس لقد كانت متحمسة لرؤيته
قالت فانتين: أجل أعرف ذلك
نظرا لبعضهما ثم قالا: نعتقد بأن سام هو السبب وراء تصرفاتها
نظراتها المستفهمة جعلتهما يتنهدان ليقول أليس: سام يتصرف بغرابة أيضا فهالته ليست كالتي اعتدنا عليها لذا أعتقد بأن شيئا قد حدث بينهما
قالت فانتين: ربما ما تقولانه صحيح لكن احتماله ضئيل جدا فالجميع يعرف العلاقة القوية بينهما لذا من المستحيل أن يحدث أي شيء بينهما
قال أليكس: أظن ذلك أنا أيضا
ابتسمت لهما و عاد ثلاثتهم للغرفة بدأت أعين فانتين تراقب سام الذي كان يتحدث إلى ليندا و الآخرين بأسلوبه الهادئ توجه الجميع لما يشغله من عمل و دراسة أو عقاب ربما مر أسبوع هادئ في ظهيرة أحد الأيام قرر آرثر معرفة ما يجري مع فينوس سار في الممر و هو يجهز الأسئلة في عقله ليقف قرب بابها طرق الباب ليدخل بعدها رأها تجلس في الشرفة و هي ترسم لوحة ما ابتسم لها و قال: مساء الخير فينوس
التفتت إليه و قالت: مساء الخير أخي آرثر
جلس في الكرسي الأزرق القاني أمامها ليقول لها: تبدين في مزاج جيد أخيرا
ضحكت بمرح لتزيح شيئا من همومه ليقول لها: قد يعكر مزاجك ما أود الحديث فيه لكن لا بد منه
نظرت إليه و استفهام كبير يقفز فوق رأسها ليقول: أخبريني لم تغيرت هكذا؟ لقد كنت مزعجة و مشاكسة طوال الوقت و الآن بالكاد نستطيع رؤيتك ما الذي حدث لك فينوس؟
تركت فينوس فرشاتها على صحن الألوان الأبيض لتنزل برأسها حزينة لسؤاله فقد حاولت كثيرا أن تنسى ذلك لكنه ذكرها بها قال آرثر: كنت واثق بأن هناك شيء ما قد حدث أخبريني ما هو؟
توسعت حدقتا عينيه عند رؤية عينها تغرق في الدموع أسرع ليحمل ذلك الحزن بعيدا عنها بمعانقتها بكاؤها زاد بزيادة احتضانه لها هناك أخيرا ما سيريحها من هذه الدموع هذا الحزن و الألم الذي تشعر به في صدرها مسح آرثر دموعها متأملا وجهها المحمر الجميل ليبتسم لها بلطف و يقول: سأكون دائما إلى جانبك لذا لا تحملي كل شيء وحدك
شقت ابتسامة صغيرة طريقها في وسط ذلك الظلام لتزين وجهها أخبرته بما يدور في خلدها و أفكارها أضحكها كثيرا سامحا للنور بالوصول إليها من جديد عند سام المولع بالكتب و الكتابة كان يقرأ كتاب أهدت إياه ليندا الجالسة في وجهه و الهواء يحرك شعرها مزعجا لها لتربطه للخلف نظرت لسام الناظر للكتاب و عقله في كوكب آخر لتبتسم و تقول: فيم تفكر سام؟
نظر إليها ليبتسم و يقول: أفكر في بدأ إرسال الدعوات لحفل الزفاف لكن لا أعرف إن كان الأمر مبكرا أم لا
نهضت لتقترب من ظهر كرسيه أحاطت عنقه بذراعيه لتقول بمرح: لا داعي لأن ترهق نفسك في التفكير بهذا كثيرا فكل شيء سيأتي في آوانه
قال سام: أنت محقة...إن كان هناك شيء تريدينه للزفاف بإمكانك إخبار أمي سأذهب الآن للعمل
ابتعدت عنه لتسمح له بالمغادرة لغرفته و الابتسامة لا تغادر شفتيها استلقت على السرير لتحدق بالسقف الأحمر الفاتح المنقوش بالزهور البيضاء لتقول: صحيح هناك شيء ما أود أن أسأله إياه
نهضت لتغادر الغرفة و تسير في هدوء لغرفة سام فاجأها وقفة فينوس المترددة أمام الباب التفتت حالما أحست بوجود من يراقبها أنزلت يدها الذي كان معلقا بالقرب من قلبها لتقول ليندا: ماذا هناك فينوس؟ أتودين الحديث لسام؟
لم تجبها بشيء كانت ستغادر لكن كلمات ليندا أوقفتها التفتت إليها لترى النظرات الحادة في عينيها لتعيدها قائلة: أجل أنت مجرد طفلة أنانية لم لا ترين سوا سعادتك؟ ماذا عن الآخرين؟ والديّك؟ شقيقيّك؟ كل ما تفكرين به هو نفسك أنت قاسية حقا
قالت فينوس: أنا لست كذلك أريد أن أبقى بقربه فقط فأين الأنانية في هذه؟ أريد أن أكون الشخص الأقرب إليه من بين الجميع لماذا أتيت و أفسدت كل هذا؟
قالت ليندا: أنت من تفسدين الأمور بسبب تصرفاتك الطفولية لم يعد سام يستطيع النوم ليلا لم لا تنضجين و تعترفين بالأمر فقط؟ فأنا قد فزت بقلبه في النهاية
غادرت فينوس و دموعها تسبقها شعرت بألم جرحها توا بينما فتحت ليندا الباب بعد أن طرقته لتراه يقف أمام المرآة يربط ربطة عنقه الزرقاء المخططة بالأبيض ليقول: ماذا هناك ليندا؟
ابتسمت له بمرح و قالت: لقد أردت أن أسألك عن شيء ما لكنني نسيته
ابتسم لها بلطف شديد ليرتدي معطفه و يغادر برفقتها تحدثا كثيرا حتى وصلا لباب المنزل لتبتسم له بمرح شديد ليقول: أراك لاحقا
غادر لتقف هناك في عالم آخر لتأتي كاثرين و تقول: ليندا ماذا تفعلين هنا؟
قالت ليندا: كنت أودع سام فقد غادر توا
قالت كاثرين و هي تغمز لها: أنتما حقا رومانسيين للغاية
قالت ليندا: أيوجد شيء أجمل من هذا يا خالة؟
قالت كاثرين: بالمناسبة أأحضرت أي شيء لعيد ميلاده؟
قالت ليندا: لقد نسيت ذلك تماما سوف أخرج لشراء هدية له
قالت كاثرين: إن كنت تريدين معرفة ما يفضله بإمكانك سؤال فينوس فهي تعرفه أكثر من أي أحد آخر
قالت ليندا: شكرا لك خالتي
غادرتا المكان ذاهبتان في طريقهما عند فانتين التي كانت تتحدث مع الخدم ترتب لحفلة الغد و الحماس يملؤها حتى نظرت من نافذة الغرفة لترى لويس و أليسيا يتحدثان في شيء يبدو خطرا فالتعابير التي وضعها لويس كانت مخيفة نوعا ما لتقول في نفسها: ماذا جرى لهما يا ترى؟
دهشت عندما رأت تلك الدموع الهاربة من عينيها مغادرة الحديقة ذهبت للمر هناك لتلتقي بها قال فانتين: ما بك أليسيا؟
نظرت إليها لتحاول محو ذلك الحزن عن وجهها لكن الدموع تأبى التوقف لتقوم باحتضانها لتقول أليسيا من وسط دموعها: ماذا عليّ أن أفعل الآن؟ لماذا حدث هذا الآن بالذات؟ كل هذا بسببي كان عليّ الانتباه أكثر
قالت فانتين: اهدئي عزيزتي كل شيء سيكون على ما يرام
قالت أليسيا: إنه لن ينظر إليّ مجددا سوف يكرهني
أخذتها فانتين لإحدى الغرف المجاورة لتهدأ أعصابها قليلا بعد بكاء دام طويلا قالت فانتين: هلا أخبرتني بما حدث؟
قالت أليسيا: لقد ذهبنا لزيارة عائلتي هذا الصباح و قد قام ماثيو بفعل شيء مشين حقا رأنا لويس اعتقد أن شيئا ما قد حدث بيننا و لا يريد الاستماع إليّ
بدأت الدموع بالتجمع من جديد لتقول فانتين: هذا الشخص لقد أخبرته من قبل أن يتوقف عن هذا لكنه تمادى كثيرا سوف أوقفه عند حده بالتأكيد
قالت أليسيا: المشكلة ليست هنا خالتي فانتين لويس لقد قال بأنه كان من الأفضل لو لم يخترني زوجة له
أمسكت فانتين بيدها و قالت: أعرف لويس جيدا هو يحبك كثيرا و لن يجعل شيئا كهذا يفرق بينكما صحيح أنه قال بعض الأشياء القاسية لكنه لا يعينها أبدا هو غاضب و حسب لذا لا تحزني هو بالتأكيد سيسحب كلماته تلك
قالت أليسيا: بعد كل الذي حدث لم أستطع أن أخبره بالأمر المهم الذي أردت إخباره به واثقة أنه لن يستمع إليّ
قالت فانتين: سأوصله له إن أردت
هزت رأسها نافية عرضها و قالت: هذا الأمر يجب أن يسمعه مني شخصيا...فأنا حامل
نظرت فانتين لتقاسيم وجهها التي تحاول الابتسام بالرغم مما حدث عانقتها فانتين و قالت بابتسامة حنونة غيرت الأجواء: أنا سعيدة للغاية لأجلك عزيزتي أليسيا سوف يسعد بالتأكيد لسماعه هذا
ابتسمت أليسيا مسايرة الأجواء عادت لغرفتها لاحقا لتبحث فانتين عن لويس لتجده يقف في ذلك الممر برفقة جده الذي علم بالأمر لتتركهما وحدهما كان لويس يحاول الفرار من الحديث في هذا الأمر لكن جده لن يدعه يرحل بسهولة والديه مسافران في رحلة لتغير الأجواء قال لويس: أرجوك جدي دعنا لا نتحدث في هذا الأمر الآن
قال الجد: سوف أدعك ترحل إن أجبت على سؤالي....أتريد أن تتركها حقا كما قلت لها؟
شعر لويس بانقباض قلبه لسؤاله هذا أنزل برأسه نادما على ما حدث منزعجا من نفسه و أسلوبه ليقول في نفسه: أنا حقا لا أستحق شخصا بطيبتك أليس
تنهد الجد و قال: أنت تعرف بأمر ذلك الشاب أليس كذلك؟
قال لويس: أجل
قال الجد: فلتذهب و تعتذر إليها الآن حتى لا تندم لاحقا بنيّ
نظر لويس لجده الذي ابتسم له بلطف و مرح شديد تركه الجد يعالج هفوات نفسه أثناء ذهابه إليها في المساء عند آرثر الذي كان يسير برفقة فينوس المستمتعة بما تراه ابتسم لها بمرح و قال: ألا توجد هدية معينة في ذهنك؟
قالت فينوس بمرح: بلى لكنني أردت أن أتجول قليلا برفقتك
قال آرثر: حقا؟ أشك في كلامك هذا
قالت فينوس: حقا حقا أنا لا أكذب
بعثر شعرها بطريقة لطيفة ليقول لها: أعرف ذلك
ابتسمت بمرح ليستمتعا بوقتهما القصير معا قبل شراء الهدية كان آرثر قد دعاها للخروج بعد رؤية الغيوم السوداء تحوم فوقها تبسم لرؤية الابتسامة تعلو شفتيها من جديد رن هاتفه لينظر للشاشة قارئا اسم ذلك الشخص ليرفع الخط و يقول: مرحبا آن لم الاتصال المفاجئ؟
قالت آن: ماذا تقصد بسؤالك هذا؟ لم تتصل عليّ فقررت أن أفعل ثم أن لديّ سؤال مهم لك
قال آرثر: ما هو سؤالك المهم لي؟
قالت آن: من تكون هذه الفتاة التي بقربك؟
قبل أن يجيب عليها تلفت حوله باحثا عن هذه الفتاة المريبة حتى استقرت عيناه على الشخص المحدق به بعينين ورديتين منزعجتين منه و شعره الوردي الداكن تحرك مع الهواء البارد ليقترب منه بخطوات سريعة و هو يغلق هاتفه ليقول: إذا ما ردك؟
قال آرثر: أأنت ملاحقة أم ماذا؟
قالت آن: لا تتهرب من سؤالي آرثر
نظرت آن بدهشة لاحتضان فينوس لذراعه لتقول له: من تكون؟
قالت آن: أنا حبيبته من تكونين أنت؟
نظرت فينوس لآرثر الذي أشاح بوجهه بعيدا عنهما باستغراب ليستسلم في النهاية لنظراتها المستفهمة و يقول: الأمر كما سمعتيه من هذه المزعجة نحن نتواعد منذ ثلاثة أشهر اسمها آن ديلور
قالت فينوس: لهذا لم تكن في المنزل مؤخرا
نظرت آن لآرثر بنظرات قاتلة لتفاجئ بمصافحة فينوس لها بتلك الطريقة المرحة و هي تقول: سعدت بلقائك آنسة ديلور أنا فينوس شقيقة آرثر الصغرى
شعرت آن بشيء من الاحراج لخلقها كل هذا الجو العدائي المخيف لتنزل برأسها و تقول: آسفة آرثر
قرب رأسه من رأسها ليقول لها: لم أسمعك جيدا ماذا قلت؟
رفعت رأسها لتفاجئ بوجهه قريب منها احمرت وجنتيها على الفور لتقول بخجل: لم أنت قريب هكذا؟ ثم أنني قلت أنني آسفة
ابتسم آرثر لها بمرح شديد ليقول: لا عليك فقد اعتدت على الأمر
قالت آن بانزعاج: أتقصد بأنني أفعل هذا كثيرا؟
قال آرثر: بل قصدت أنك متسرعة في الأحكام دائما
قالت آن: أنا لست كذلك
أوقف حديثهما ضحكات فينوس المستمتعة بالمشاهدة ليبتسما لها بمرح شديد أكملوا جولتهم معا حتى جلست الفتاتان على إحدى الكراسي على طرف الشارع لتقول فينوس: لقد تعبت حقا أريد العودة للمنزل
قال آرثر: لكنك لم تشتري هدية لسام بعد
قالت فينوس: هذا صحيح لقد تذكرت للتو
قالت آن: ما رأيك أن نذهب سويا؟
قالت فينوس: لا أنت ابقي مع أخي آرثر سوف أذهب أنا
قال آرثر: لحظة لن تذهبي لأي مكان بدوني
قالت فينوس: لا تقلق سأذهب لهذا المتجر و حسب
أشارت ناحية المتجر المقابل لهم لتبتسم و تغادر جلس آرثر على الكرسي لتقول آن: إنها شخص لطيف للغاية
قال آرثر: أجل إنها كذلك
قالت آن: لم ترتدي رقعة على عينها؟
قال آرثر: لقد أصيبت إصابة خطيرة لكنها بخير الآن
قالت آن: هكذا إذا
تحدثا معا متناسيان الأجواء الباردة و كذلك فينوس التي تأخرت في العودة كانت تنظر إليهما من زجاج المتجر و تبتسم بمرح لتقول: حقا إنهما ثنائي رائع للغاية
أتاها أحد العاملين في المتجر ليقول: أتحتاجين المساعدة في انتقاء هدية لشخص ما آنستي؟
قالت فينوس: آه أجل أريد شراء هدية تناسبهما
أشارت لهما ليبتسم و يقول: بالتأكيد لدينا ما يناسبهما
ابتسمت بمرح ليحضر لها عددا من الأشياء تحدثا معا بشأنها ثم قررا أخيرا لتقول: شكرا لك لقد ساعدتني كثيرا تفضل هذه لك
تعجب العامل من تصرفها و أصيب بالحرج فالجميع يحدق بهما ليقول لها: لا داعي لهذا يا آنسة
نفخت وجنتيها بانزعاج مصطنع لتقول: لن أتحرك من هنا إن لم تأخذه سوف أحزن و أبدأ بالبكاء
شعر بالارتباك لما قالته ليستسلم أمام عينها المصرة على ذلك ليبتسم و يقول: شكرا لك يا آنسة
ابتسمت له لتودعه و تذهب إليهما أتته إحدى العاملات لتقول: أتعرفها من قبل ريو؟
قال ريو: إنها المرة الأولى التي أقابلها فيها
قالت أخرى: تبدو حميمية للغاية معك
قال ريو: أقسم بأنني لا أعرفها
قالت الرئيسة: يبدو أنك استمتعت بوقتك معها ربما حبك المقدر
أحرج ريو من كلامها ليعيد ببصره للنافذة لحيث توجهت فينوس ليراها تحدثهما بمرح شديد و هما يرفضان تلك الهدية قالت فينوس: سوف أبدأ بالبكاء إن لم تأخذاه
قال آرثر: أتريدين العودة لأيام الطفولة لهذه الدرجة؟
قالت فينوس: سوف أبكي حقا إن لم تأخذاه
بدأت بتجميع الدموع في عينيها لتنزل قطرة تلو الأخرى ليتنهد آرثر و يأخذه منها و يقول: حسنا توقفي عن البكاء ألم نأخذ الهدية للتو؟
مسحت دموعها لتقول في نفسها بمرح: هذا دائما يجدي
قالت آن: شكرا لك فينوس
قالت فينوس: لا داعي لذلك سوف تصبحين زوجة أخي قريبا أليس كذلك؟
أحرجت آن من كلامها بينما نظر آرثر إليها باستغراب من كلامها لينهضا و يقول: حسنا سوف نعود للمنزل و أنت كذلك آن
قالت آن: سوف أفعل إلى اللقاء فينوس
قالت فينوس: إلى اللقاء آن أراك غدا في الحفلة
ابتسمت لها و ودعتها لتسير في طريقها المعاكس لطريقهما عادا للمنزل رأى الوالد الجو المرح المحيط بهما ليبتسم و يقاطعهما قائلا: يبدو أنكما استمتعتما بوقتكما كثيرا
نظرا إليه بتلك الأعين السعيدة لتقول فينوس: أبي أبي لن تصدق ما سأقوله لك أخي آرثر....
قاطع آرثر كلماتها بيده التي وضعها على فمها مقفلا إياه من إفشاء سره الصغير لينظر للوالد بارتباك شديد و يقول: لا تهتم للأمر كثيرا فهو ليس بالأمر المهم
قال الوالد بمكر: إن كان كذلك فلم كل هذا التكتم آرثر؟
قال آرثر: حقا إنه لا شيء لذا لا تقلق بشأنه
قال الوالد: كما تشاء لكنني سأنتظر سماعه منك تصبحان على خير
أكمل طريقه صعودا و هي يسترق النظر إليهما ليبتسم للتصرف الطفولي الذي قام به ارتاح آرثر بعد رحيل والده ليتنهد و يقول: ألا تعرفين كيف تكتمين الأسرار أبدا؟
قالت فينوس: أنا آسفة لم أقصد فعل ذلك
تنهد مجددا و قال: لا عليك بإمكانك الذهاب لغرفتك الآن
صعدت الدرجات لتذهب لغرفتها وصلت للممر المؤدي لغرفتها تفاجأت بوجود ليندا و سام هناك لتحاول التصرف بالشكل المعتاد تجاوزتهما و أنظار سام تلاحقها ليقول في النهاية: فينوس لم تتجاهليني هكذا؟
توقفت عن المسير كما زادت سرعة نبضات قلبها الذي يكاد يخرج من مكانه استدارت لتواجهه منزلة رأسها دون إجابة لسؤاله حدقت ليندا بها منتظرة ما ستقوله ليبعد سام يدها عنه و يقول بهمس: أعتذر ليندا لكن هلا تركتنا وحدنا؟
قالت ليندا بمرح: حسنا تصبح على خير
ابتسم لها لتغادر و يعود العبوس لوجهه اقترب خطوتين منها لتضاعف عدد الخطوات المبتعدة عنه تدراك الأمر فتوقف على الفور و قال: أفعلت لك شيء سيء أو شيء أغضبك؟ أرجوك أخبريني فأنا لم أعد أتحمل هذا البرود الذي تعاملينني به لم أعتد قط على هذا الشعور القادم منك لقد شعرت بأن حياتي تنحدر للظلام من جديد لذا أرجوك أن تخبريني فينوس
نظر إليها مطولا منتظرا الإجابة منها حتى بدأت كلماتها بالخروج بصوت مهتز: لقد كان أخي سام الشخص المهم في حياتي أردت البقاء بقربك و معرفتك أكثر من أي شخص آخر لكنك لم تنظر يوما لمشاعري هذه و الآن لن نبقى سوية أبدا فأنت ستنشغل عني
قال سام: أنا لن أفعل
قالت فينوس: هذا غير صحيح سوف تتركني خلفك و تذهب معها هذا مؤلم حقا لا أريدك أن تبقى معها لا أريدك أن تريها ابتسامتك أريد أن أكون كل شيء بالنسبة إليك
صدمتهما تلك الدموع الماطرة بحزن أراد الاقتراب منها ليمحوها كما يفعل دائما ردعته كومة المشاعر المحطمة في داخلها أبعد وجهه عنها ليقول: لطالما كانت فينوس الفتاة الوحيدة في حياتي أردت السعادة أن تلون حياتك لكنني أفسدتها دون إدراك مني.... أنا آسف فينوس لأنني لا أستطيع أن أكون بقربك كما اعتدت أن أكون لكن هذا لا يغير حقيقة كونك شقيقتي الصغيرة
ردة فعلها السريعة صدمته كثيرا إلقاء تلك الحقيبة البلاستيكة الصغيرة الحجم البيضاء على صدره و المغادرة بعد تلك الكلمة جعلت الموقف أسوأ مما كان عليه سابقا نظر للشيء الذي سقط منه لينزل لمستواه و يحمله صندوق صغير مستطيل أحمر اللون لساعة ما ليحمله و يضعه في الحقيبة و يعود لغرفته لائما نفسه لما حصل بالنسبة لفينوس التي ارتمت على سريرها الذي أصبح مأوها لإخراج دموعها التي أبت التوقف حتى وقت متأخر لتغفو وسط أحزانها في اليوم التالي قبل وقت الحفلة المسائية بأربع ساعات كان مات يتفقد الجميع ليذهب لغرفة آرثر و يقول: عليك أن تجد حلا لشقيقتك آرثر فهي ثائرة لسبب ما
نظر آرثر للجروح التي على ذراعه ليضحك بمرح شديد مزعجا مات ليقول في النهاية: لا أصدق بأن فينوس فعلت هذا بك ما الذي فعلته لها؟
قال مات: مهمتي التأكد من استعداد الجميع للحفل لكنها قامت بمهاجمتي
عاد آرثر للضحك فهو يجد الأمر مسليا للغاية لينهض من كرسيه البني الفاتح ذاهبا لغرفة فينوس أوقف ضحكاته صوت ليندا المنادي ليستغرب الوضع المريب ليقترب منها و يقول: ماذا هناك ليندا؟
نظرت إليه لتقول: إنه لا يجيب عليّ أنا قلقة بشأنه
قال آرثر: لا عليك بإمكانك الذهاب و الاستعداد سوف أتحدث إليه
عادت ليندا لغرفتها في الطابق الثاني فتح آرثر الباب ليدخل و يراه يجلس في ظلام غرفته على طرف سريره سامحا لهواء الشتاء بالتجوال في الغرفة أضاء المكان لينظر إليه سام بتعابيره الباردة التي عادت لوجهه بعد عقود غيرتها أعاد بنظره للأرض ليقول آرثر: ما الذي حصل لك سام؟ لقد أقلقت ليندا عليك
قال سام: هلا سمحت لي بالتفكير بهدوء؟
قال آرثر: ما الشيء الذي يجعلك تتصرف هكذا حال التفكير به؟
قال سام: فينوس
تعجب آرثر مما قاله أخبره سام بما جرى بينهما ليصدم آرثر منها ليقول سام: برأيك ماذا عليّ أن أفعل؟
تنهد آرثر و قال: أخبرها بمشاعرك و حسب
قال سام: أتعتقد بأنها ستوافق على الحديث معي؟ أراهن بأنها لن تحضر حفلة عيد ميلادي حتى
قال آرثر: ما الذي تقوله سام؟ أنت تعرفها جيدا هي لن تفعل ذلك بك أبدا سوف تحضر الحفلة بالتأكيد لذا استعد أنت أيضا
ابتسم آرثر له ليغادر عائدا لغرفته أخبر والديه اللذان التقيا به في السلم ليفاجآ من كل تلك الأحداث التي خفيت عنهما لتقول فانتين: لقد انتبهت الآن فقط على تصرفها المريب اتجاه سام
قال الوالد: لابد أن الأمر كان صعبا عليها
قالت فانتين: لم لم تخبرني بأي شيء عن الأمر؟ يبدو أنها لن تثق بي أبدا
تنهدت بشيء من الحزن ليزيحه الوالد بابتسامة لطيفة ليكملا طريقهما للحديقة التي اجتمع فيها الأغلبية

https://up.arabseyes.com/uploads2013...8494387142.png
بدأت الحفلة بعد وقت قصير ليستمتع الجميع فيها عدا صاحبها فعيناه تلاحقان الجميع آملا أن يرى و لو طيفا لفينوس لاحظت ليندا الأمر لتشعر بشيء من الانزعاج و تقول: ألديكما عقدة أخوة أنتما الاثنان؟
قال سام: بالتأكيد لا لكن الكثير من الأشياء السيئة قد حصلت و أريد أن أوضحها لها هذا فقط
قالت ليندا: أحقا؟ لقد قالت لي بأنني قد أفسدت العلاقة الجيدة بينكما أتوافقها الرأي؟
ابتسم لها بلطف و قال: بالتأكيد لا فأنت دائما و أبدا في قلبي ليندا
احمرت وجنتيها لكلامه مدعية عدم الاهتمام أنهيا تلك الرقصة ليجلسا على إحدى الكراسي الموزعة حول الطاولة الدائرية البرتقالية ليقضيا ذلك الوقت بالحديث و الاستمتاع به نهاية تلك الحفلة ألقى دعوة عامة لحفل زفافه المقام بعد أشهر قليلة ليغادر الجميع لمنازلهم و غرفهم فتح سام باب غرفته ليفاجأ بفينوس النائمة على سريره بوجنتيها المبللتين بالدموع محتضنة وسادتها الزرقاء المزخرفة بالزهور البيضاء في المنتصف ابتسم لذلك جلس على طرف السرير ليمسح على شعرها فتحت عينيها لترى وجهه لتنهض على الفور و تقول بارتباك: أنا آسفة لم أقصد أن أنام هنا لقد غفوت قبل أن أذهب لغرفتي
ضحك بمرح على ارتباكها ذاك لتبتسم بهدوء تغير الجو قليلا ليقول: أبإمكاني الحديث إليك قليلا فينوس؟
أومأت بإيجاب ليأخذ نفسا عميقا ثم يقول: أعرف بما تشعرين به فقد كان الأمر مفاجئ بالنسبة إليك و لم أخبرك به من قبل أنا حقا أحب ليندا و أريدها أن تكون زوجتي فهي تذكرني بك بشكل ما لكني لن أتخلى عنك كما تتصورين فأنت....
قاطعته فينوس بابتسامتها المتفهمة ليبتسم لها و تقول: أريد أن أنام بقربك هذه الليلة أخي
قال سام: حسنا لا بأس
ابتسم لها بمرح شديد ليناما للمرة الأخيرة بالقرب من بعضهما متناسيين ما حدث معهما انتهى حفل الزفاف و مرت أربعة عقود مليئة بالذكريات السعيدة حتى الصباح الباكر من ذلك اليوم الذي استيقظت فيه فينوس بنشاط كالعادة استحمت و ارتدت تنورة زرقاء داكنة مقلمة تصل للركبة بشرائط بيضاء تحفها من الأسفل و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة أزرارها زرقاء داكنة عليها شعار لمدرسة "White Night" و جوربان أسودان طويلا و حذاء أسود سرحت شعرها برفعه للأعلى نظرت للمرآة لتتأكد من ترتيب شكلها لتغادر غرفتها لغرفة الطعام التقت بالتؤامين و جيرالد تحدثوا محدثين ضجة في السلم لتقول كاثرين: ألا يمكنكم خفض أصواتكم قليلا؟
قالوا معا: صباح الخير عمة/خالة كاثرين
ابتسمت لهم بمرح شديد ليصلوا لغرفة الطعام ليعم الإزعاج المكان فهم متحمسون للغاية فهذا اليوم الأول في المدرسة قالت أليسيا: يبدو الجميع متحمس لهذا العام
قالت إيفلين: بالتأكيد فلكل منا هدف يريد تحقيقه ثم أن هذا عامنا الأخير
قالت فينوس: أحقا؟ لقد نسيت ذلك تماما
ضحكوا بمرح شديد ليقول لويس: و ما هي أهدافكم؟
صمت الجميع ليتفاجؤوا من ذلك تفهموا الأمر و تناولوا الإفطار بعيدا عن إزعاجهم أنهوا وجباتهم ليستعدوا للرحيل أمام باب المنزل أعطت مارثا لفينوس معطفا أسودا بأكمام طويلة بقبعة يصل لأسفل الخصر و مظلة زرقاء فاتحة لتقول: أتمنى لك يوما جميلا آنستي
ابتسمت فينوس و قالت: و لك أيضا مارثا
قالت فانتين: لا تحدثي مشاكل في يومك الأول فقد أصبحت شابة تعتمد على نفسها
قالت فينوس: أجل أعرف ذلك جيدا يا أمي لذا لا تقلقي
غادرت المنزل لتصعد السيارة مع الآخرين أزعجوا السائق بحديثهم الذي لا ينتهي وصلوا المدرسة ليخرجوا من السيارة قال التؤامين: لقد كانت الإجازة قصيرة نوعا ما لكننا سنبذل جهدنا
قالت إيفلين: يبدو أنكما متحمسين للغاية
قالت تارا: أتمنى بألا أكون في صف واحد معك أيتها المزعجة فينوس
قالت فينوس: أتمنى بأن نكون سوية في الصف ذاته
ابتسمت لهم بمرح شديد لتسبقهم للوحة الأسماء لتقسيم الصفوف وجدت اسمها في صف منفرد عن الآخرين لتقول بحزن مصطنع: يا إلهي أمنيتك تحققت تارا
قالت تارا: و أخيرا عام بدون فينوس كم سيكون هذا جميلا للغاية
قال أليس: سوف نشتاق لحماسك بالتأكيد
قالت بيلا: أقلها لن يتحلق الجميع حولك كما لو أنك مشهورة ما
توجهوا للقاعة الكبيرة كما فعل باقي الطلاب ليتحدث إليهم المدير عن أنظمة المدرسة و العقوبات و ما إلى ذلك ليذهبوا لصفوفهم لاحقا في صف 3-1 كان الجميع هادئ و نظراته منصبة على تلك المعلمة الواقفة في مقدمة الصف تحدق بهم من خلال نظاراتها الطبية لتقول: سنبدأ التعارف بي سأكون معلمة الرياضيات الخاصة بكم لهذا العام فلتبدؤوا
كان الجميع خائف من أسلوبها الصارم في الحديث ليبدؤوا التعريف عن أنفسهم بالترتيب لتقول: حسنا سنبدأ درسنا الأول في الغد فقط لأنني لا أعرفكم لذا لا تعتادوا على الإهمال لأنني سوف أقضي عليكم بالفعل
ابتسمت بشر لهم ليبتلعوا قلوبهم التي وصلت حناجرهم ليهمس أليكس لبيلا قائلا: إنها تبدو كسيدة أرستقراطية من العصور الوسطى
قالت بيلا: بل تبدو كسيدة عجوز تحاول استعادة شبابها
وكزت إيفلين بيلا لتنبهها على وجود ظل شخص أمامها رفعا رأسيهما لينظرا إلى المعلمة التي كانت تنتظر انتهاء حديثهما الساخر ليبتسما بارتباك و تقول: آنسة شارن سيد كروي دخلتما القائمة السوداء للتو
عادت لمكانها ليسمع هبوب الريح في الصف رن الجرس بعد فترة قصيرة لينقذهم من هذا الوحش كما أطلق عليها قالت تارا: لابد أنكما فقدتما عقليكما لتتحدثا في حصتها
قال أليس: لقد كاد قلبي أن يغادر جسدي
قالت إيفلين: أعتقد بأن فينوس ستواجه مشاكل عديدة مع هذه المعلمة
قال أليكس: لقد بدأت أقلق فعلا
قال جيرالد: لا تبالغا في الأمر هذه فينوس التي نتحدث عنها
دخل المعلم التالي ليصمت الصف تحدث و استمع إليهم تعرف جيدا عليهم و غادر الصف سامحا لهم باللهو في صف3-4 كانت الفوضى تعم الأجواء فهؤلاء يتحدثون و آخرون يقرؤون مجلة ما و ثالث يحاول جذب انتباه الآخرين بتصرفاته المجنونة كانت فينوس تحدق بالصف بهدوء راسمة ابتسامة كبيرة على شفتيها منتظرة أن يحدثها شخص ما لتقول في نفسها: يبدو أنني منبوذة حقا
انتبهت للأعين التي تحدق بها تاركة المجال للألسنة بالتحرك و التلفظ بشائعات سيئة شعرت بعدم الانتماء لهذا الصف ليصمتهم قول فتاة ما: أنت جميلة حقا أكثر مما تخيلت آنسة هايلون
أنزلت فينوس عينيها للفتاة التي وضعت رأسها بين كفيها تحدق فيها بعينيها الزمرديتين الواسعتين تاركة شعرها البرتقالي الطويل يتطاير مع الهواء لتقول بابتسامة مرحة: أنا زوي لانري سعيدة بلقائك
قالت فينوس: أنا أيضا سعيدة بلقائك
قال أحد الفتية: لا تقولي بأنك تريدين أن تصبحي صديقتها
قالت زوي: بالتأكيد فنحن أميرتان جميلتان أليس كذلك؟
لم يهتم أحد بالإجابة عليها لتقول زوي: لا تهتمي لهم فهم هكذا دائما
قالت فينوس: أواثقة مما تفعلين آنسة لانري؟
قالت زوي: أجل ثم ناديني زوي و حسب فينوس
ابتسمت فينوس لها بمرح شديد لتتبادلا الأحاديث و تسمتعان بوقتهما في وقت الاستراحة قالت فينوس: سأعرفك على أقاربي لقد انفصلنا بسبب اختلاف الصفوف
قالت زوي: لابد أنك كنت تشعرين بالحزن
ذهبتا لصف أقارب فينوس لتراهم يجلسون في أماكنهم اقتربت منهم و قالت: ما بال أرواحكم اليائسة هذه؟
قال أليس: لقد واجهنا حصص عصيبة للغاية لذلك أرواحنا تأبى السعادة الآن
قالت فينوس: ما هذا الكلام الفارغ؟ على كل أعرفكم صديقتي الجديدة زوي لانري
نظروا إليها لتقول زوي: سعيدة بلقائكم
قالت إيفلين: جيد أنك وجدت صديقة تؤنسك وحدتك
قالت تارا: أقلها نحن سليمون من إزعاجك
قال جيرالد: يبدو أن الحصص الأولى لم تؤثر فيكما
قالت زوي: بالتأكيد لا فجميع معلمينا لم يريدوا إعطائنا دروس لهذا اليوم لذلك كنا متفرغين طوال الوقت
قالت فينوس: أجل خاصة معلم الرياضيات شخص لطيف للغاية
قال أليكس: معلم الرياضيات؟ أليست تلك السيدة المخيفة من القرون الوسطى؟
قالت زوي: لا فلكل ثلاث فصول معلمون موحدون و نحن في الفصل الرابع لذا معلمونا مختلفون
قالوا معا: يا لحسن حظكم
قالت فينوس: هذا لأنني لست معكم المصائب تتوالى عليكم
قالت تارا: يبدو أنني سأندم على أمنيتي تلك
ضحكوا بمرح لتغادر فينوس برفقة زوي للكافتيريا و تتناولا الطعام و تتحدثان بمرح شديد مضى اليوم الدراسي الأول بشكل رائع و مرتب ليعودوا لمنازلهم بدأت القصص المدرسية بالظهور و إزعاج أفراد العائلة الأكبر سنا مضت الأشهر الأولى على خير ما يرام في إحدى الأيام الباردة كانت فينوس تسير في طريقها للمدرسة فهي أحد المسؤولين عن الترتيب للأنشطة و الاحتفالات المدرسية وضعت يديها في جيبي معطفها كانت تستمتع بالمشي بالرغم من برودة الجو لتقول في نفسها: هذه المرة الأولى التي أذهب فيها للمدرسة سيرا هذا ممتع حقا
وصلت المدرسة لتلتقي بزوي التي رحبت بها بمرح شديد خلعتا معطفيهما و وضعتاه في الصف لتغادرا لحيث الاجتماع لتقول زوي: لقد تأخرت و بقيت في انتظارك لوقت طويل
قالت فينوس: أنا آسفة حقا لكنني لم أرد أن أشغل السائق بأمري فأنا الوحيدة القادمة لذا أردته أن يرتاح طيلة هذا الأسبوع و سأحضر للمدرسة سيرا يوميا
قالت زوي: أنت حقا لطيفة للغاية
ابتسمت لها بمرح شديد بدأ الاجتماع ليخبرهم المعلم المسؤول عما سيفعلونه بدؤوا العمل من فورهم كان الجميع يبذل جهده و الفتاتان تسمتعان بوقتهما في وقت الغداء استراح الجميع في الكافتيريا يتناولون ما يزودهم بالطاقة و الدفء قالت فينوس: أستذهبين لمقابلة حبيبك بعد نهاية الدوام؟
قالت زوي: لا فهو مشغول هذا اليوم و قد وعدني بموعد نهاية هذا الأسبوع
قالت فينوس: صحيح لابد أن دراسته الجامعية صعبة
قالت زوي بمرح و هي تضع علبة العصير الفارغة في سلة المهملات: ليس تماما لكنه يحب أن يكون من المجتهدين بالمناسبة ألم يسلب أي شاب قلبك بعد؟
قالت فينوس: بالتأكيد لا لو حدث ستكونين أول من يعلم
قالت زوي: متشوقة للذهاب في موعد مزدوج معك
تحدثتا في الكثير من الأمور لتأتي إليهما فتاة ما لتنظرا إليها باستغراب فوقفتها و نظراتها الغاضبة نحو فينوس التي تحاول معرفة ما يجري جعل الجو البارد مريب و مخيف للغاية قالت الفتاة: ألا يكفيك ما لديك من العشاق لتسرقي حبيبي مني؟
قالت زوي: عم تتكلمين؟ و من تكونين؟
قالت الفتاة: لا أصدق بأنك تدعين البراءة و كأنك لا تعرفين عما أتحدث ألم تكوني تتوددين إليه بعد نهاية دوام يوم أمس؟
قالت فينوس: لم أكن أتودد إليه أو أي شيء لقد كنت أطلب مساعدته و حسب
قالت الفتاة بغضب: أنت حقا كالشيطان تماما تغرين الناس بما لديك لتقربي الآخرين للجحيم فقط
قالت زوي : لم لا تسألينه بنفسك قبل إتهام الآخرين؟ ها هو قادم على كل حال
اقترب منهم ذلك الشاب بعد سماع الأحاديث التي تدور حول هذا الأمر ليخبرها بما جرى بالأمس نظرت الفتاة لفينوس التي تنهدت بارتياح و غادرت لتقول زوي: هذه المرة الخامسة أليس كذلك؟ يبدو أن الجمال يشعل الغيرة في قلوب الآخرين
قالت فينوس: لا تقولي هذا فكل شخص جميل بطبعه
قالت زوي: أدرك ذلك لكن امتلاك جمال كجمالنا صعب للغاية
قالت فينوس: أنت حقا تحبين التباهي زوي
ضحكتا على ذلك التعبير لتعود الأحاديث لطبيعتها بعد نهاية الدوام قالت زوي: الجو بارد دعيني أوصلك للمنزل
قالت فينوس: أنا مصرة على ذلك لذا لا تتعبي نفسك
قالت زوي: حسنا أراك غدا
لوحت بيدها في الهواء لزوي المغادرة سارت مبتعدة عن بوابة المدرسة توقفت أمام إحدى الأزقة ناظرة للساق الممدة على الأرض المغطى ببنطال بني داكن مخطط لترفع بصرها لصاحبه المغطى بالجروح اقتربت منه على عجل لتحاول فعل شيء ما لمعالجة تلك الجروح ذهبت لشراء بعض الضمادات و عادت سريعا لتقوم بمعالجته بعد انتهائها تأملت ذلك الشخص صاحب البشرة البيضاء الغريبة و الشعر الأسود الحالك فتح عينيه القرمزيتين لينظر للسماء تنبه للشخص الجالس بقربه لينظر إليه ببرود قاتل زادت نظراته الجو برودة لتقول فينوس: أأنت بخير؟ لقد كنت مصابا و حاولت المساعدة لكن انتبه لنفسك جيدا
لم يجبها بأي شيء لتنهض و تكمل طريقها للمنزل وصلت هناك لترحب بها مارثا التي أخذت معطفها و قالت: لقد تأخرت آنستي أحدث شيء ما؟
قالت فينوس: لا أبدا لقد كانت التحضيرات كثيرة للغاية لذلك لم ننتهي سريعا أنا حقا متعبة سوف أذهب لأستحم قليلا
صعدت الدرجات لغرفتها استحمت و استلقت على سريرها لتنام قليلا في المساء كان الجميع في غرفة الجلوس يستمتعون بوقتهم بشتى الوسائل فمنهم من يشاهد التلفاز و آخرون يلعبون و صنف آخر يستمتعون بالأحاديث المتبادلة حتى دخلت كبيرة الخدم لتلفت انتباه بعض منهم اقتربت من الأفراد الأكبر سنا لتقول: أرجو المعذرة على إزعاجكم لكن لقد حضر مجموعة من رجال الشرطة و الصحافيين يريدون مقابلتكم
تعجبوا ذلك ليقول لويس: لم؟ هذا غريب حقا
قالت كاثرين: لم يحدث هذا من قبل
قال جد لويس: سأذهب لأرى ما في الأمر لذا لا تقلقوا
غادر الغرفة برفقة كبيرة الخدم تاركا الصمت خلفه وصل لباب المنزل لينظر لرجال الشرطة و يقول: مساء الخير أيها السادة فيم أساعدكم؟
قال المحقق المسؤول: لقد وصلتنا بعض الشكاوي من الأشخاص المحيطون بكم عن أشياء طائرة و ضجة غريبة و حيوانات مريبة في حديقة منزلكم
قال الجد: يبدو أنهم يشاهدون الكثير من الأفلام كيف يمكننا فعل أي شيء كهذا؟ بإمكانك تفتيش المنزل لو شئت
قال المحقق: أرجو المعذرة لكننا لن نفعل فليس لدينا مذكرة بذلك و قمنا بذلك فقط لإراحة الجيران مع أني واثق بأنه مجرد تخيلات آسفون لإزعاجكم
غادروا من هناك ليبعدوا الصحافة عن المنزل عاد الجد لغرفة الجلوس ليخبر الجميع بما حصل ثم يحدق في الأفراد الأصغر سنا و يقول: لقد أخبرتكم هذا من قبل بأنه لا يفترض بكم التصرف كما يحلو لكم عليكم أن تكونوا حذرين للغاية أهذا واضح؟
قالوا بصوت موحد: أجل
قالت كاثرين: لنحد من هذه المشكلة سنعين مراقبين عليكم و سيعاقب أي من يقوم بالمخالفة
قالت إيفلين: لن نحظى بالخصوصية هكذا
قالت والدة بيلا: ندرك ذلك لكن هذا للوقت الراهن لو أحسنتم التصرف سينتهي هذا الوضع
تنهدوا بانزعاج لذلك ليتوجهوا لغرفهم فوقت النوم قد حان في ظهيرة اليوم التالي أثناء عودة فينوس للمنزل توقفت أمام مجموعة من الفتية يرتدون زيا موحدا لمدرسة قريبة من هنا بدا عليهم الشر قليلا لتقول في نفسها: كيف سأعبر الآن؟
تنهدت لينظروا إليها شعرت بالتوتر لتتراجع للخلف مع اقترابهم منها ليقول أحدهم: جميلة من W.N هذا نادر للغاية أن نرى واحدة تسير وحيدة في مثل هذا الوقت
قال آخر: يبدو أننا وجدنا فريسة لذيذة هذا اليوم
شعرت بالخوف من النظرات التي كانت تلتقي بعينيها حتى توقفت أمام تلك العيون القرمزية التي لم تبالي لوجودها من الأساس وجهوا أنظارهم لتلك السيارة الحمراء التي توقفت بالقرب منهم ليخرج منها ذاك الشاب ذو الشعر الأرجواني نظر لهم من خلال نظراته السوداء الشمسية ليقترب من فينوس التي ارتاحت لوجوده ليقول لهم: ماذا هناك؟ ألديكم مشكلة معها؟
ابتعدوا عن المكان بعلامات الانزعاج التي ملئت وجوههم ليضرب الشاب جبين فينوس بسبابته قائلا: أأنت مجنونة؟ كان عليك سلوك الطريق الآخر ماذا لو حصل لك شيء ما؟
احتضنت يده بمرح لتقول: لن يحدث ذلك فأنت هنا سام
قال سام: ماذا لو لم أكن هنا؟ كان سيحدث أمر سيء بالتأكيد
ابتعدت عنه و قالت: لم أنت غاضب هكذا؟ كل شيء بخير الآن لا أعرف حقا ما الذي فعلته بشكل خاطئ لتوبخني
قال سام: عليك أن تكوني حذرة أكثر فهذا الشارع خطر للغاية لا أعرف كيف سمح والديّ لك بفعل هذا....على كل اصعدي للسيارة الآن
قالت فينوس: لا أريد سأذهب وحدي
أمسك بيدها ليسحبها للسيارة و يغلق الباب صعد السيارة ليقودها للمنزل في منزل كبير أقرب للقصر من الحكايات القديمة في إحدى الممرات البيضاء الواسعة كانت الخادمة تسير كالمنومة مغناطيسيا اتجاه إحدى الغرف فتحت الباب الأسود ذو المقبض الذهبي لتظهر تلك الغرفة التي غطاها الدخان الكثيف توجهت نحو سرير ذلك الشخص النائم بإهمال وسادته البيضاء على الأرض و لحافه التي مثالت أرضية الغرفة الحمراء الفاتحة تغطي نصف جسده النصف عاري فتحت شفتيها لتنطق باسمه لتغلقه فور نهوضه شعره الثلجي الطويل تناثر على السرير بعشوائية نظر للخادمة بعينيه الحمراوتين الفاتحتين ليقول: بإمكانك الذهاب الآن
انحنت الخادمة لتلك الفتاة التي نهضت متوجهة للحمام استحمت بماء دافئ أعاد إليها نشاطها أنهت استحمامها لترتدي تنورة زرقاء تصل لأعلى من الركبة و بلوزة بيضاء بلا أكمام سرحت شعرها الذي يصل لمنتصف ظهرها لتنزل الدرجات حيث يجلس أفراد عائلتها لتقول سيدة تشبهها بعض الشيء: لقد استيقظت أخيرا مايا لقد اتصلت مديرة أعمالك ما يقارب الألف مرة
قالت مايا: لقد نسيت بأن لدي اجتماع هذا اليوم قد فاتني على أي حال
قال الوالد: سوف نقيم حفلا مساء هذا اليوم
جلست معهم ليتحدثوا في مواضيع عديدة حتى فتح الباب ليدخل ذلك الشاب بطريقة عنيفة و يجلس في أبعد كرسي عنهم لتقول إحدى السيدات: إلى متى تريد التصرف هكذا رين؟
وضع تلك السماعات الدائرية الكبيرة على أذنه متجاهلا الحديث الذي وجه إليه تنهد والديه باستسلام لتقول الوالدة: أعتذر إليكم لأن لدينا ابن مثله
قالت السيدة العجوز: ليس خطؤك أنه غير مهذب و مجنون قليلا
قال الوالد: أرجو أن تعذروه
قالت مايا: خالتي صوفي لقد سمعت بأنك قد أحرزت جائزة أخرى في تصاميك مبارك لك
قالت صوفي: شكرا لك مايا
وقف رين ليلفت انتباه الجميع قالت إحدى الفتيات: هذا ليس من عادتك الانصراف فور دخولك
رمقها بتلك النظرة ليجمد قلبها و تحاول إبعاد عينيها عنه حاولت الجدة إقناعه بالبقاء لكنها لم تفلح كما فعلت مايا و الآخرين لتقول والدته بنبرة صارمة: رين
نظر إليها لتبادله تلك النظرات المخيفة لتبتسم في النهاية و يعود للجلوس في مكانه و هو يشعر بالانزعاج رفع رأسه ليحدق بمايا التي لم تبعد ناظريها عنه رسمت ابتسامة على وجهها ليبعد عينيه عنها لتقول في نفسها: لم هو الوحيد القادر على تجاهل الجميع هكذا؟ لابد أن هناك سر يخفيه عنا
تنهدت لينظر إليها الشاب الجالس بقربها بابتسامته المستفهمة عن سبب تنهيدتها النادرة لتبتسم له فهو الفاتن الذي يسحر الجميع بعينيه الخضرواتين الضيقيتين قليلا أمال رأسه قليلا ليسمح لشعره الأخضر الفاتح بالخضوع للجاذبية لتقول له: كنت أفكر بأنه من المؤسف عدم قبولك بالانضمام إلينا
قال الشاب: ليس لديّ اهتمام في هذا المجال
قالت الفتاة القريبة منه: مايا توقفي عن مغازلة جاي كما تعرفين هو لي
قالت مايا: توقفي عن هذه التصرفات الطفولية هو لا ينظر إليّ بهذه الطريقة حتى أليس كذلك؟
ابتسم جاي لها بلطف شديد لتبادله الابتسامة نشئت العديد من الأحاديث بينهما و حبيبته منزعجة من الجو الوردي المحيط بهما غادر رين وسط انخراط الجميع بأحاديثهم و مناقشاتهم كان يسير في الممر التي توجد غرفته فيه ليتوقف فجأة و يتلفت للخلف ليحدق بذلك الشاب المبتسم بارتباك و بلاهة محركا شعره الأزرق القاني بيده اليسرى و يقول: يبدو أنني كشفت هذه المرة
قال رين ببرودته الأقرس من الشتاء: ماذا تريد ليون؟
وضع ليون ملامح جدية على وجهه مصوبا عينيه السوداوتين على عيني رين ليقول: لقد أردتك فقط أن تأتي معي لوقت قصير
استدار رين ليكمل طريقه لغرفته ابتسم ليون و قال في نفسه: يوما ما سيذوب الجليد الذي في قلبك
اختفى من ذلك الممر لمكان مجهول عودة لمنزل عائلة هايلون الذين كانوا يشهدون شيئا نادرا على مائدة العشاء همست كاثرين لفانتين قائلة: ما هذا الجو القاتم بينهما؟ أحدث شيء ما؟
قالت فانتين: أنا أيضا لا أعرف فمنذ عودتهما و هما هكذا
كان الجميع يتناول طعامه بينما ينتظر ما سيحدث تاليا سام الذي لم يضع في فمه لقمة واحدة يحدق بغضب اتجاه فينوس التي تجلس مواجهة له تأكل طعامها دون اهتمام بما يفعله ليقول لويس مرطبا الأجواء: سيكون المهرجان في مدرستكم الأسبوع المقبل أليس كذلك؟
قالت تارا: بلى لذا على الآنسة الغاضبة أن تجتهد في عملها
نظرت لفينوس التي قالت بمرح: أنا لست غاضبة ثم أننا نفعل الكثير لذا كونوا ممتنين و لو قليلا
قالت إيفلين: نحن كذلك بالفعل فالعمل كله قد ألقيّ عليكم
قالت أليسيا: ما هو موضوع مهرجاكم؟ أتمنى أن يكون شيئا دافئا
قالت بيلا: سوف نقيم مهرجانا ثقافيا عن الحضارات المختلفة الأساطير القديمة و ما إلى ذلك
قالت كاثرين: حقا؟ سيكون هذا رائعا للغاية
قال جد لويس: يبدو أننا سنحتاج للقرعة لمعرفة من سيذهب
قالت آن بمرح: الجميع يود الذهاب حقا لذا سوف نحتاجه
قال آرثر: ماذا عنك سام؟ هل ستكون قادرا على الذهاب؟
قبل أن يفتح سام شفتيه للبوح برأيه قالت فينوس بشيء من الحدة: هو ليس متفرغ حتى لو حصل فلن نرحب بوجوده
نظر الجميع إليها بصدمة من كلامها المريب نظروا لسام الذي قطب حاجبيه ليقول: سأكون متفرغا و سوف أحضر المهرجان بالتأكيد
نظرت فينوس إليه بتحدي شديد ليفعل المثل قال الوالد: فينوس لماذا لا تريدين منه القدوم؟
قالت فينوس: لأنني أكرهه هذا العجوز المتسلط
نهضت من الكرسي لتغادر الغرفة و شرارات الغضب تدور حولها كان آرثر و لويس يضحكان على الموقف الذي حصل للتو ليصمتها نظرات الجد إليهما لتقول ليندا: حقا فينوس شخص غريب مشاعرها متقلبة للغاية
قالت كاثرين: سام أتمانع إخبارنا بما حدث؟
أخبرهم سام بالقصة ليشعروا بالارتباك فكلاهما مخطئ و عنيد و لا يوجد حل حاليا للإصلاح بينهما أنهوا العشاء ليتفرقوا لما يريدون القيام به قالت فانتين: حقا ما عدت أفهم فينوس أبدا لماذا هي منزعجة هكذا؟
قال الوالد: حسنا سام أصبح يبالغ في حمايتها و لا يعطيها خصوصيتها التي تحتاجها تعرفين الفتيات في هذا السن يريدن الاستقلال بحياتهن
قالت فانتين بابتسامة مرحة: يبدو أنك تفهمها أكثر مما أفعل
قال الوالد: حسنا هي الفتاة الوحيدة في عائلتنا لذا عليّ معرفة ذلك
جملته الأولى محت الابتسامة من شفتيها جعلت بعض الأفكار تدخل رأسها لمح الوالد ذلك ليشعر بالندم لما قاله توا حاول أن ينسيها الأمر لكنه لم يستطع انتهت تلك الليلة أبطأ مما يفترض
https://up.arabseyes.com/uploads2013...8494387142.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حالكم جميعا؟ أتمنى أنكم بصحة جيدة كيف بدت لكم أحداث هذا الفصل أنالت إعجابكم أم لا؟ لو وجدتم مقطعا أعجبكم رجاء دعوني أعرف عنه ماذا تتوقعون للأحداث التالية؟ في انتظار أفكاركم المبدعة حتى ذلك الوقت في حفظ الرحمن

https://up.arabseyes.com/uploads2013...8494389894.png



Inas Fallata 03-24-2020 02:37 AM

https://up.arabseyes.com/uploads2013...4598551083.png
بعد أسبوع أوقف رين دراجته النارية السوداء أمام بوابة المدرسة التي تجمهر أمامها الطلاب من المدراس الأخرى و الزوار شعر بالانزعاج الشديد لليون الذي وقف قريب منه بتلك الابتسامة الجميلة لينظر إليه و يقول: لم تبعتني لهنا؟
قال ليون: أنا لا أتبعك لقد أخبرتك أتيت لمقابلة حبيبتي
تفحص المكان بعينيه باحثا عنها ليبدآ السير وسط الحشود التي بدأت تتهامس بشأنهما حتى وقفت أمامهما فتاتان ترتديان ثوبا بلا أكمام يصل لأعلى الركبة صدره فضي اللون بوردة كريستالية سوداء على الطرف الأيسر أما الباقي باللون الأسود بفصوص سوداء لامعة صغيرة و حذاء فضي بكعب متوسط مفتوح المقدمة أسدلت كلتاهما شعرهما المموج بشكل عامودي لتبدوا كجمال ملائكي قالت الفتاة الأولى و هي تعانق ليون: لقد حضرت حقا أنا سعيدة للغاية
قال ليون: و أنا كذلك زوي تبدين بصحة جيدة
قالت زوي: بالتأكيد بالمناسبة من يكون؟
أشارت للشاب الغير مبالي بوجودهما ليبتسم ليون و يقول: هذا قريبي رين وارس
قالت زوي: يبدو شخصا مخيفا للغاية صحيح أعرفك صديقتي العزيزة فينوس لقد حدثتك عنها من قبل
ابتسمت فينوس له بمرح لتقول: شكرا على تلبية الدعوة أنا فينوس سعدت بلقائك
قال ليون: لقد حدثتني زوي عنك كثيرا شكرا لاعتنائك بها
قالت زوي: كما لو أنني طفلة صغيرة
ضحك ثلاثتهم بمرح شديد لتحدق فينوس برين المنزعج من الجو المحيط بهم لتبتسم و تقول: لن نستطيع البقاء معكما علينا القيام بأنشطتنا لذا حين ننتهي سنعود إليكما...هيا بنا زوي
قالت زوي و هي تحتضن ذراع ليون: لا تكوني قاسية فينوس لم أره منذ فترة طويلة أريد أن أبقى معه
قالت فينوس: زوي هو لن يذهب لأي مكان سيبقى في المدرسة يشاهد النشاطات المقامة ثم نعود إليهما أليس كذلك؟
قال ليون: بلى الأمر كذلك لذا عزيزتي اذهبي لعملك
تنهدت بانزعاج و عدم رضى لتذهب مع فينوس لتقوم بتوبيخها بينما هي تضحك نظر ليون لرين ليفاجئ بتحديقه فيهما ابتسم و قال: حسنا لنبدأ التجوال ربما نجد شيء يعجبنا
بدآ التجوال في المدرسة الكبيرة عند عائلة هايلون كانوا قد أجروا القرعة لتكون النتيجة ذهاب الوالدين سام و زوجته الجد و كاثرين ذهبوا للمدرسة في العاشرة صباحا لتقول فانتين: أنا حقا متحمسة لرؤية ما يفعلونه
قالت كاثرين: أحضرت كاميرا لتسجيل الأحداث الممتعة
قال الجد: أنتما متحمستين حقا
ابتسم لهما بمرح شديد وصلوا للمدرسة ليروا التجمع الكبير كانوا يتجولون بسعادة كبيرة و المرح عنوانهم وصلوا لصف3-1 الذي وقفت لافتة سوداء أمامه كتب عليها بطريقة دموية" يمنع دخول أصحاب القلوب الضعيفة" قال الوالد: يبدو منزل رعب أستكونين بخير فانتين؟
قالت فانتين و هي تمسك بيده: سأحاول أن أكون
ابتسم لها ليدخلا أولا أظلم المكان لا يوجد سوا بصيص ضوء أحمر يأتي من بعيد سارا قليلا لتتجمد فانتين في مكانها قلبها يرقص من الخوف أردت أن تنبه زوجها على الأمر لكن صوتها لا يخرج من حنجرتها أغمضت عينيها بشدة لتفتحها بعد أن شد زوجها على يدها ليقول لها: لا تقلقي سأكون برفقتك
قالت فانتين: لكن هناك شيء يمسك بساقي
سحبها ليجعلها تسير مبعدة ذلك الشيء عن ساقها أكملا المسير لمصدر ذلك الضوء وجدا ستائر سوداء فتحها الوالد بهدوء لتدخل أشعة الشمس سمعا صوت صفقات الجميع ليفتحا عينيهما و ينظرا إليهم ليقول أليس: لقد نجحتما في الاختبار و هذه جائزتكما
أعطتهما تارا خاتمين ورديين ليبتسما بمرح شديد قالت بيلا: أأتيما وحدكما؟
قالت فانتين: لا فكاثرين و جد لويس هنا أيضا كذلك سام و ليندا
قالت إيفلين: لابد أنه يبحث عن فينوس
ضحكوا بمرح شديد عند سام الذي وصل للصف الذي حمل الرقمين3,4 قالت ليندا: يبدو مكانهم مشهورا للغاية
لم يهتم سام بالحديث في هذه اللحظة ليحين دورهما موضوع هذا الصف اختيار خلفية لأي عصر أو حضارة و التقاط صورة بدفع مبلغ صغير قالت ليندا بمرح: ماذا نختار يا ترى؟ ماذا برأيك سام؟
نظرت إليه لتراه مشغول بالبحث عن فينوس بعينيه لتتنهد بانزعاج نظر إليها لتقول: الأمر غير مسلي أبدا إن كنت تريد البحث عنها و توبيخها لم أحضرتني معك؟ هذا مزعج للغاية سام
ابتسم لها ليقول: آسف دعيني أعوضك
اختارا العصور الوسطى ليبدلا ثيابهما في أثناء انتظاره لليندا سأل أحد الطلاب عنها لينادي إحدى الفتيات قائلا: زوي ألم تكن فينوس معك توا؟
قالت زوي: تؤامتي مشغولة بجلب السياح من خارج المدرسة سألحق بها الآن
قال الشاب: سمعت ما قالته
قال سام: شكرا لك
التقطا الصورة ليبدأ تجوالهما الرومانسي في المدرسة و أنشطتها بعد انتصاف الشمس في كبد السماء بدأ الجمهور بالاختفاء ليبقى القلة القليلة فأخذ بعض الطلاب حريتهم كانت زوي تسير برفقة فينوس و هما تثرثران بمرح شديد حتى أوقفهما صوتان لشخصين مختلفين تلفتت فينوس للخلف بينما أخذت زوي تحدق بصدمة للأمام لتقولا معا: ماذا تفعلون هنا؟
اقتربوا منهما لتقول شقيقة زوي: ما هذه الثياب التي ترتدينها؟
قالت زوي: ما بالها ثيابي؟ ثم ماذا تفعلون هنا؟
قال الوالد: لقد أصرت والدتك على القدوم بعد عودة الجميع للمنزل
قالت الوالدة: لم أتوقع أن أراك هكذا
قالت ليندا: يبدو أن شيئا ما ضرب عقلك فينوس
لم تجبها فينوس و لم تهتم بالنظر لسام الذي أراد أن يصرخ عليها بسبب مظهرها نظروا لكاثرين التي بدأت بالتقاط الصور لهما و هي تقول: تبدوان جميلتين للغاية
قالت فانتين: يبدو أنكما تستمتعان بوقتكما كثيرا
ابتسمتا لهما بمرح شديد ليقول سام: ألا تعتقدين بأنك تبالغين في ارتداء هذا الثوب فينوس؟
قالت فينوس: لا أعتقد ذلك فهو يناسبني جدا
انزعج من كلامها ليقول: يبدو أنك حقا فقدت عقلك في مكان ما
قالت فينوس: هذا أنت و ليس أنا عليك التوقف عن معاملتي كما لو أنني طفلة صغيرة
غادرت المكان لتلحق بها زوي وضع الوالد يده على كتف سام الذي زفر الانزعاج الذي بداخله تحدثت العائلتان لاحقا متعرفتين على بعضهما عند فينوس و زوي اللتان كانتا تسيران بصمت حتى التقيا بليون الذي ابتسم لهما لتقول زوي و هي ترتمي بين أحضانه: لقد اشتقت إليك كثيرا ليون
قال ليون: و أنا أيضا اشتقت إليك زوي
قالت زوي: أين هو قريبك؟
قال ليون: لقد شعر بالممل و غادر منذ فترة طويلة
قالت فينوس: سوف أذهب لأبدل ثيابي و أعود للمنزل أراكما لاحقا
قالت زوي: إلى اللقاء
ابتسمت فينوس لها لتغادر للصف بدلت ثيابها و غادرت مبنى المدرسة و هي غاضبة توقفت أمام رين الذي كان يستند على جدار المدرسة لتبتسم له و تقول: هل استمتعت بوقتك هنا رين؟ أتمنى ذلك حقا
لم يحدثها أو يهتم بالنظر إليها كما هي عادته الثلجية سار قليلا لتتبعه و هي تحدثه عما حدث هذا اليوم حتى توقف أمام دراجته النارية لتقول: حسنا أراك في وقت لاحق يبدو أنك متعجل للذهاب
لوحت له بهدوء لتكمل طريقها عائدة للمنزل وصل أفراد عائلتها بعدها بدقائق لتقول فانتين: مارثا هل عادت فينوس؟
قالت مارثا: أجل و هي تستحم الآن سيدتي
نظرت فانتين لسام ليشعر بمعانيها ليتوجه لغرفة فينوس و هو يفكر فيما سيقوله وصل ليطرق الباب و يدخل رأها تجفف شعرها أمام المرآة لتعيد نظرها إليها أغلق الباب خلفه ليتنهد و يقول: أردت أن أتحدث إليك قليلا
قالت فينوس: فيم؟
قال سام: عما حدث هذا اليوم و من قبل
جلست على الكرسي المقابل له لتنتظر ما سيقوله ليتنهد و يقول: أنت الآن لم تعودي تلك الطفلة التي تخرج برفقة الآخرين و تذهبين للمدرسة كما يفعل الآخرون لكن عليك أن تدركي ما يعنيه أن تكوني فتاة فالشباب ينظرون إليك بشكل مختلف عما تتصورين لذا أنا أردت حمايتك و حسب آسف إن كنت بالغت في الأمر
نهضت من مكانها لتعانقه بمرح شديد ليبادلها العناق بابتسامة جميلة لتقول: لا عليك أخي فأنا أدرك ذلك تماما لذا لا تقلق عليّ ثم أن زوجتك حامل و عليك الاهتمام بها أكثر
قال سام: سأخذ بنصيحتك سعيد لعودة المياه لمجاريها
قالت فينوس: و أنا أيضا
ابتسما لبعضهما ليغادر سام الغرفة استلقت على السرير لتنام من فورها فالتعب قد نال من جسدها النحيل في المساء عند زوي التي كانت تسير برفقة ليون جنبا إلى جنب يتحدثان بمرح شديد جوهما حمل الكثير لحسد ما هما عليه دخلا إحدى المقاهي ليطلبا قهوة تدفئ برودة أجسادهما قال ليون: تبدو صديقتك شخص لطيف للغاية بالرغم من أن هناك شيء غريب بها
قالت زوي: تقصد رقعة عينيها صحيح؟ لن تصدق السر خلفها سوف أريك
أخرحت هاتفها بحماس لتبحث في مكتبة صورها عن صورة ما تفاجأت كثيرا عندما لم ترها لتقول: واثقة من أني التقطت الصورة
تنهدت بيأس محاولة التفكير في سبب عدم وجود الصورة ابتسم لها بمرح و يقول: لا عليك فقط أرابني هذا قليلا
ابتسمت له بمرح شديد رن هاتفها لترفع الخط و تقول: مرحبا أمي
قالت الوالدة: لقد حدث أمر طارئ عليك العودة للمنزل حالا
قالت زوي: لم الآن؟ سوف أحضر
أغلقت الخط لتنزل رأسها بحزن و انزعاج ليرفع رأسها و يقول: سنتقابل مجددا لذا لا تحزني و اذهبي
قالت زوي: واثقة بأنك لن تكون متفرغا طيلة هذه الفترة
قال ليون: ربما لكنني سوف أتي لرؤيتك بالتأكيد
ابتسمت له لتذهب للمنزل مسرعة وصلت لهناك لتقول بقلق شديد: ماذا حصل؟ ماذا حصل؟ هل الجميع بخير؟
نظرت شقيقتها إليها باستغراب شديد كما فعل زوجها و شقيقها الأصغر لتقول: لقد قالت أمي بأن أمرا طارئا قد حصل
قال شقيقها: لم يحدث أي شيء طارىء كل شيء بخير ربما هي أرادت إفساد موعدك و حسب
جثت على ركبتيها لتبدأ الدموع في التجمع في عينيها أتت الوالدة لتصدم من منظرها ذاك لتقترب منها سريعا و تقول: ما الأمر زوي؟
نظرت إليها لتقول: لقد اعتقدت بأن شيئا سيئا قد حدث بالفعل لم فعلت بي هذا؟
احتضنتها والدتها معتذرة لتدعها تذهب لغرفتها بدلت ثيابها و اتصلت على فينوس لتخبرها بما جرى تحدثتا كثيرا ثم نامتا مضت أشهر ثلاث سريعة لتبدأ فترة الامتحانات و الجميع يبذل قصارى جهده و مضت أيام الامتحانات و الجميع مبتهج بالنتيجة خرجت فينوس برفقة زوي للتسوق كانتا تستمتعان بوقتهما كثيرا حتى وقفت أمامهما فتاة أنيقة ترتدي نظارات شمسية سوداء في ضوء القمر استغربتا منها لتبتسم لهما و تقول: أنتما جميلتين للغاية هل أنتما شقيقتين؟
قالت فينوس: صديقتين مقربتين للغاية أليس كذلك؟
قالت زوي بمرح: بلى
قالت الفتاة: هذا نادر للغاية....ما رأيكما في أن تصبحا عارضتين؟
نظرتا لبعضهما بمرح شديد لتوافقا على الفور أخذتهما تلك الفتاة لإحدى المباني القريبة من المكان الذي كانتا فيه رحب بها موظف الاستقبال ليقول: مساء الخير آنسة وارس
قالت الفتاة: مساء الخير أين هو المدير الآن؟
قال الموظف: في مكتبه
تبعتاها لحيث يقع ذلك الباب الأسود المزخرف بالنقوش فتحته لتدخل رحب بها المدير بحفاوة و يقول: ماذا هناك مايا؟
قالت مايا بمرح: لقد عثرت على جمال استثنائي
نظر إلى الفتاتين التي أشارت إليهما ليفحصهما بعينيه جاعلا التوتر يصيبهما ليبتسم و يقول: هل تودان أن تصبحان عارضتين حقا؟
قالتا معا بمرح شديد: أجل
قال المدير: حسنا عليكما قراءة العقد و التوقيع عليه هذا فقط
أعطى كل منهما نسختها لتقرآه بتمعن شديد انتهيا بالتوقيع نهاية الصفحة طلب منهما الحضور غدا للحصول على عملهما الأول غادرتا من هناك و هما لا تنفكان عن الحديث في الأمر حتى عادتا للمنزل عند فينوس التي كانت تتوجه لغرفتها أوقفها صوت آرثر القائل: أين كنت حتى الآن؟
جمدها صوت آرثر في مكانها و نبضات قلبها تكاد تسمع اقترب منها أكثر لينظر لوجهها الذي لم يتغير منذ لحظة مناداتها قال آرثر: إذا ما هي إجابتك؟
قالت فينوس: لقد كنت مع صديقتي
قال آرثر: حتى هذا الوقت المتأخر؟ لا أعتقد ذلك
قالت فينوس: إنها الحقيقة أنا لن أكذب عليك
حدق آرثر بعينيها المتوترتين ليبتسم و يقول: حسنا لكن لا تبقي هكذا في الخارج مجددا فهذا خطر
غادر لغرفته لتنطلق تنهيدة ارتياحية و تذهب لغرفتها أرسلت رسالة لزوي تخبرها بما حدث معها بتلك الابتسامة على وجهها بدلت ثيابها و استلقت على السرير لتنام عند زوي التي استيقظت على صوت منبهها في التاسعة و النصف صباحا لتستحم و ترتدي تنورة زرقاء مقلمة لأسفل الركبة و بلوزة زرقاء فاتحة بأكمام طويلة سرحت شعرها و غادرت الغرفة لتلتقي بشقيقها الذي قال: صباح الخير زوي
قال زوي: صباح الخير لقد استيقظت مبكرا على غير العادة
قال شقيقها: لقد قالت أختي بأنها ستأخذنا في رحلة بمناسبة النجاح لخارج البلاد
قالت زوي: حقا؟ استمتع بوقتك إذا
قال شقيقها: ألست ذاهبة؟
قالت زوي بمرح: لا لن أذهب
أكملا الحديث أثناء نزولهما الدرج ليصلا لغرفة الجلوس لترى الجميع مستعد للرحيل تحدثت إليهم قليلا قبل أن يغادروا لتودعهم عند باب المنزل و تتنهد اتصلت على فينوس لتستعجب عدم ردها نظرت لساعة الهاتف بدهشة أكبر لتعيد الاتصال لمرتين حتى رفعت الهاتف لتقول لها: لم كل هذا التأخير فينوس؟
قالت فينوس: أعتذر إليك لقد كان لدينا اجتماع بمناسبة اختيار الجامعات و التخصصات
قالت زوي: لم تفكرون بهذا منذ الآن؟ الإجازة قد بدأت للتو فقط
قالت فينوس: لا عليك لم الاتصال؟
قالت زوي: كنت أريد سؤالك عن استعدادك للذهاب
قالت فينوس: أنا مستعدة تماما و متحمسة مثلك
قالت زوي: لقد حزرت إذا
ضحكتا بمرح لتغلقا الخط غادرت زوي لحيث تلتقي فينوس عادة في انتظار قدومها ليرن هاتفها باسم تعشق ذكره لترفع الخط على الفور و تقول بحماس شديد: صباح الخير ليون كيف حالك؟
قال ليون: صباح الخير زوي تبدين متحمسة لشيء ما
قالت زوي بقلق: صوتك يبدو متعبا للغاية أأنت بخير؟
قال ليون بعد أن سعل: لا تقلقي عليّ أنا بخير
قالت زوي: أنت بالتأكيد لست بخير ليون أذهبت لرؤية الطبيب؟
قال ليون: الأمر لا يحتاج الذهاب للطبيب
قالت زوي: ماذا تقول؟ سوف يسوء الأمر إن لم تذهب
قال ليون: أنت تقلقين كثيرا و حسب
صمتا لدقيقة من الوقت لتتنهد زوي و تقول: أحقا أنت بخير؟
قال ليون: أجل لا تقلقي أحتاج لبعض الراحة فقط
قالت زوي: حسنا أحدثك لاحقا
أغلقت الخط لتتنهد بقلق لتنزل رأسها و تقابل تلك العين الأرجوانية لتفزع ضحكت صاحبتها على التعابير المرعوبة التي لبستها لتبتسم لاحقا و تقول: كيف تفعلين هذا بصديقتك العزيزة فينوس؟ أنت شريرة حقا
قالت فينوس: هذا خطؤك لأنك لم تنتبهي لوجودي
تنهدت لتنهض و تقول لها: حسنا لنذهب
قالت فينوس: أجل
سارتا و الحديث يدفئ الجو البارد المحيط بهما حتى وصلتا لمبنى الشركة التي سيعملان فيها ابتداء من الآن أخذهما المدير للاستديو ليخبر المصور بالأمر كاملا نظر إليهما تتحدثان بحماس شديد و هما تنظران لما حولهما اقترب منهما ليقول: حسنا سوف نبدأ التصوير حالما تستعدا....آنسة هايلون ألا تستطيعين خلع تلك الرقعة؟
قالت فينوس: لا أستطيع فعيني هذه متضررة بشكل مخيف
قال المصور: حسنا سوف تفعل المصففة شيء حيال الأمر فلتذهبا
أتت إليهما المصففة لتأخذهما لتلك الغرفة في الزواية كانت متوسطة الحجم فيها مرآة كبيرة أسفلها طاولة بيضاء وضع عليها أنواع مساحيق التجميل و الملابس ملئت الجانب الآخر من الغرفة لتقول لهما المصففة: أنتما جميلتين حقا لذا لن نحتاج للكثير لإبراز جمالكما
ابتسمتا لها بمرح شديد لتبدأ العمل على زوي و مساعدتها على فينوس انتهت زوي أولا لتعطيها بعض الملابس بدلت ثيابها لترتديها تنورة سوداء تصل لمنتصف الساق منفوشة نقش عليها رسومات غريبة باللون الأبيض لتتطابق البلوزة البيضاء التي رسمت عليها النقوض ذاتها باللون الأسود كانت بلا أكمام مع حذاء أبيض بكعب متوسط لتقف أمام المرآة الطويلة القريبة من الملابس لترى تسريحة شعرها المموجة أفقيا تقول فينوس: ألا تعتقدين بأنه يجب عليك إرسال صورة لليون؟
قالت زوي: معك حق
أخرجت هاتفها من حقيبتها لتلتقط صورة أمام المرآة و ترسله إليه لتجلس في انتظار فينوس مع حديثهما الممتع لتنتهي المصففة و تقول: حسنا سأبحث عن شيء يناسبك فلتنتظري قليلا
ابتسمت لها لتذهب لجزء الملابس قالت زوي: تبدين كشخص من العالم السفلي
قالت فينوس: أتقصدين بأنني لست جميلة؟
قالت زوي: بلى أنت كذلك عزيزتي
نظرت فينوس للمرآة لترى تلك الغرة على الرقعة لتخفيها تماما قامت بتنسيق أزهار بشعرها على شكل حلقة دائرية وسطها مجموعة من الأزهار البيضاء لتقول: حسنا أعطي نفسي10من 10 أبدو شخصا مختلفا تماما
قالت زوي: أراهن بأنه لن يتعرف عليك أحد أبدا
قالت فينوس: الأمر ينطبق عليك أيضا
قالت المصممة: أعتقد أن هذا يناسبك بالرغم من أنه يبدو مختلف عن شخصيتك آنسة هايلون
قالت فينوس بانبهار: لطالما تمنيت بارتداء واحد مثله إنه ملكي للغاية
ضحكت المصففة برفقة زوي التي قالت: ماذا تقصدين بملكي للغاية؟ أنت لست أميرة حتى
قالت فينوس: دعيني أعيش أحلامي بسلام أنت مزعجة
ازدادت الضحكات في الغرفة عند عائلة وارس التي كانت تنظم لرحلة ما بالنظر لجدول أعمال أفراد العائلة ليشعروا باليأس الشديد اتجاه الأمر فالأغلبية العظمى مشغولة تنهدت مايا و قالت: أنا حقا آسفة كنت أود الذهاب برفقتكم بالفعل
قالت والدتها: نحن لن نذهب من الأساس فما فائدة الاستمتاع بدون العائلة؟
ابتسمت مايا بمرح شديد لتحدق برين الذي لم يبالي بما يتحدثون ليرفع بصره لوالدته التي كانت تحدق به لتبتسم بمرح شديد و تقول: أتود القدوم معنا رين؟ سيكون هذا ممتعا حقا
قال رين: أجل
ابتسمت الوالدة بمرح لتجلس بجانبه و تبدأ في الحديث إليه ليقول الجد: يبدو أنها تحبه كثيرا
قال الوالد: بالتأكيد تفعل فهو ابننا في النهاية
قال جاي: إذا سيذهب المتفرغون فقط
تذكر الجميع الأمر ليتنهدوا بانزعاج ليبتسم لهم بمرح شديد بدؤوا بجمع أغراضهم استعدادا للسفر ليلا طرق باب غرفة رين المستلقي على السرير ينظر للشخص الذي دخل غرفته بابتسامته التي يتمنى إزالتها من وجهه الذي يظهر له في كل مكان حتى أحلامه لم يفارقها لتتقطب حاجبيه فور رؤيته و يقول بانزعاج شديد: ماذا تريد الآن؟
قال ليون: فقط أردت رؤيتك فكما تعرف أنني مريض و أخشى أن أموت دون رؤيتك
ضحك بعدها بمرح شديد ليتحول لسعال حاد جلس على الكرسي الأبيض القريب من الطاولة المستديرة ليضع رأسه عليها سامحا لشعره بالتناثر عليها ليقول: يبدو أنني حقا سأموت قريبا
قال رين: توقف عن قول أشياء بلا معنى و غادر غرفتي حالا
قال ليون: لا تكن باردا هكذا إن مت من سيبقى يتحدث إليك و يسعدك؟
قال رين: أنت مزعج للغاية و أنا أكرهك كثيرا
ابتسم ليون بلطف ليغمض عينيه بهدوء عمت السيكنة الغرفة المختلفة عن باقي الغرف حفر في أرضيتها السوداء ختم ما لتظهر باللون البني الفاتح نظر رين لليون الغافي على طاولته ليقول بصوت منخفض: إن كنت تريد النوم فلتذهب لغرفتك أيها المزعج
تحرك ذلك الغطاء في الهواء ليوضع على ليون بشكل مرتب أغلق رين عينيه ليستريح قليلا متذكرا الليلة التي لا تفارق ذاكرته أبدا ليحرك يده على صدره حيث طبعت تلك العلامة القرمزية التي شابهت الختم الموجود في كل مكان في غرفته المخيفة فتح عينيه لسماعه صوت خطوات مقتربة من الباب ليدخل صاحبها بحرية تامة نظر إليه بهدوء ليبتسم له بمرح شديد اقترب منه ليجلس على طرف سريره ليقول: يبدو أن حبك لليون لم يتغير بعد هذا أفضل
قال رين: كما قلت سابقا تحتاجين لنظارة تريك الأمور كما هي و ليست كما تريدين
قالت السيدة التي كانت صاحبة شعر بني قصير و عينين عسليتين: لم لا تناديني بأمي و لو لمرة واحدة؟
قال رين: لن يحدث هذا أبدا
قالت والدته: توقف عن كونك بارد هكذا اتجاه الأشياء لن تحصل على حبيبة واحدة هكذا
قال رين: لا أريد الحصول على واحدة
قالت والدته: أنت قاسي حقا كنت أريد أن أخبرك بأن موعد الرحلة قد تأجل للغد فقد طرأت بعض الأمور
قبلت جبينه بهدوء لتبتسم له و تغادر غرفته و هي سعيدة فالحديث الذي دار بينهما كان صعبا الحصول عليه في السابق التقت بصوفي في طريقها لتبتسم لها و تقول: تبدين كشابة حصلت على اعتراف حبيبها توا ليزا
قالت ليزا: ماذ تقصدين بذلك؟ أنا ما زالت شابة جميلة لذا لا تقولي أشياء كهذه
قالت صوفي: أجل أجل لم كل هذه السعادة؟
قالت ليزا: تحدثت إلى رين قليلا
قالت صوفي باندهاش: هذا فقط؟
قالت ليزا: ماذا تقصدين بهذا فقط؟ تعرفين كم أحبه لكنه لا يريد أن يغير شخصيته هذه لذا عليّ أن أبذل جهدي في تغييره
تنهدت صوفي بيأس لتنظر إليها بجدية تامة شعرت ليزا بتغير الهواء من حولهما لتشعر بالقلق لما سيحدث لتفتح صوفي شفتيها قائلة: إلى متى تحاولين الالتصاق بهذا الشاب ليزا؟ تعرفين كيف يريد جميعنا التخلص منه لذا افعلي سريعا
قالت ليزا: لا تكوني قاسية هكذا أنا لن أفعل أي شيء سيء به حتى لو كلفني ذلك حياتي و بالتأكيد مايك يفكر بالطريقة نفسها
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها لتقول: يبدو أن مايك نجح في السيطرة عليك تماما هذا جيد كما هو متوقع منه
قالت ليزا: ماذا تقصدين بكلامك صوفي؟
قالت صوفي: لقد طلب جدي منه فعل ذلك كونك مهتمة بهذا الحقير حتى يستطيع سلبه و التخلص منه نهائيا
شعرت ليزا بالألم لمجرد التفكير في أنه تم خداعها من قبل الشخص الذي أحبته منذ فترة طويلة لتنزل برأسها حزينة تائهة في أفكارها التي أخذتها لأماكن مظلمة لتشعر بتلك اليد التي التفت حول خصرها لترجعها للخلف خطوات قليلة ليرتطم جسدها بصدر صاحب تلك اليد رفعت رأسها لتنظر لتلك الملامح الجميلة المنزعجة بل الغاضبة ليقول: رجاء أبعدي عينيك عن زوجتي فأنا لا أذكر بأنها كانت هدفا لك من قبل
قالت صوفي: يبدو أنك كلاكما مغفلين كفاية لحماية هذا الشخص
غادرت الممر تاركة لهما خلفها كل في حالته الخاصة أنزل مايك رأسه لينظر للعينين الزمرديتين اللتين لا تزالا تحدقان به لتلين تعابير وجهه و يقول لها: ماذا هناك ليزا؟
خرجت الدموع من عينيها ليقوم بمعانقتها قائلا: لا تصدقي أيا مما قالته فأنت تعرفين بأنني أحبك كثيرا و من المستحيل أن أترك ابن أخي يعاني وحيدا هكذا
ابتسمت بمرح لتقول: أجل لن نفعل
مسح دموعها ليكملا طريقهما لتحدثه بما جرى مع رين ليسعد لتقدم علاقتهما قليلا في المساء كان سام يجلس بالقرب من سرير ليندا التي وضعت طفلها قبل ساعات قليلة ممسكا بيدها و الابتسامة تعلو شفتيه لتقول ليندا: يبدو أنك سعيد للغاية بالرغم من أنه طفلنا الثاني
قال سام: حتى لو كان المئة فأنا سوف أسعد كثيرا برؤيته
قالت ليندا: لا تبالغ كثيرا حسنا؟
ابتسما لبعضهما بمرح شديد لتقول فانتين التي دخلت للتو لتقول: مرحبا سام و ليندا آسفة لعدم قدومنا مسبقا
قالت ليندا: لا بأس خالتي فأنا أعرف أنك مشغولة جدا
قال الوالد: أرجو أن تعذرينا حقا
قال آرثر: آن ترسل تهانيها إليك لم تستطع القدوم
قالت ليندا: لا بأس فهي أيضا ستلد قريبا
اقتربت فانتين من سرير الصبي لتحدق به مطولا و هي تفكر في شيء ما لتبتسم لاحقا و تقول: إنه أوسم منك سام و يبدو ألطف ألف مرة منك
قال آرثر: لقد قلت هذا مسبقا لويليام و انظري الآن إنه حتى أسوأ من سام ألف مرة
قال سام: لا تتحدث أبنائي بهذه الطريقة آرثر
قال الوالد: سوف نقيم حفلا فور خروجك المشفى لهذه المناسبة الرائعة
قالت ليندا: لا داعي لتكليف نفسك بالأمر عمي
قال الوالد: أبدا فأنا حقا سعيد و عليّ أن أري ذلك للعالم
ابتسم لها بمرح شديد تحدثوا بمرح استمتعوا بوقتهم هناك حتى أبرد تلك الأجواء سؤال سام القائل: لماذا لم تأتي فينوس معكم؟
قالت فانتين: في الواقع هي ما زالت مع صديقتها
قال سام: و لم تتصل بك أليس كذلك؟
قالت فامنيم: لا لم تفعل
تنهد سام بانزعاج ليرعب الصمت الذي جال في الغرفة باحثا عن مهرب حتى وجده حال فتح الباب بتلك الطريقة التي أفزعتهم لينظروا لذلك الشخص الذي بدأ في التقاط أنفاسه وقف سام أمامه ليرفع رأسه إليه بابتسامة مرتبكة لتقول: مرحبا سام آسفة لأنني تأخرت كثيرا
قال سام: لماذا لم تجيبي على اتصالاتي الواحدة و العشرون؟
قالت فينوس: لقد كنا في مدينة ألعاب و كان المكان مزدحم للغاية لذلك لم أسمع رنين هاتفي
قال سام: تعرفين بأن خدعا كهذه لن تنطلي عليّ أبدا فينوس
وجهت نظرها للأشخاص من حولها لتقع عينيها على عينين حزينتين أجبرتاها على التحرك إليهما لتقول بمرح شديد: مبارك ليندا لقد سعدت كثيرا لسماع الخبر مع أنني لم أعتقد بأنك ستلدين قبل آن لكنني سعيدة حقا....عندما تخرج من المشفى لابد أن نقيم حفلا كبيرا لأجلهما أبي
قال آرثر: لقد قال ذلك مسبقا
قالت فانتين: حقا تفكرين مثله تماما
قالت فينوس:أنا سر أبي بالفعل
ضحكوا بمرح شديد لتنظر ليندا إليها بشيء من الانزعاج شعرت فينوس بذلك لتشعر بشيء من الحزن نظرت لسام بانزعاج و هي تفكر في حل لمشكلتهما هذه بقوا هناك لوقت متأخر من الليل أثناء مغادرتهم طلبت فينوس الحديث مع سام الذي اعتقد بأنها ستعترف بجرمها ليقول لها: إذا ماذا لديك لتقوليه؟
قالت فينوس: أواثق بأنك عاقل أخي سام؟
قال سام: ماذا تقصدين بكلامك هذا؟
قالت فينوس: كيف تترك زوجتك تعاني هكذا بسبب إفراطك في معاملتي بتلك الطريقة اللطيفة؟ لا تقل لي بأنك لم تنتبه
قال سام: ماذا تقصدين بكلامك هذا؟
ضربت جبينه بسبابتها لتقول بانزعاج: أأنت مغفل؟ ليندا لا تزال تكرهني بسببك لأنك لا تتوقف عن القلق بشأني كما لو أني حبيبتك لذا توقف عن ذلك لأجل علاقتكما فأنا لا أحب أن ألاحق بمثل هذه النظرات كلما التقينا عليك إدراك ذلك قبل فوات الآوان حينها لن أكون مسؤولة عن أي تصرف سخيف سيحصل
أطلقت تلك الكلمات الساخنة في ذلك الجو البارد لتصوبها نحو قلبه الذي انتبه للمرة الأولى لهذا الوضع انزعجت فينوس لتغادر تاركة له مشدوه التعابير تائه الأفكار جلس على إحدى الكراسي الحديدية الموزعة على طرف الممر في تلك الظلمة الحالكة بدأ يفكر في الأمر بجدية تامة
https://up.arabseyes.com/uploads2013...4598550042.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
أهلا و مرحبا بكم أعزائي أتمنى بأنني لم أتتأخر عنكم كثيرا كما يهمني كثيرا معرفة توقعاتكم الجميلة للفصل القادم و التطورات التي ستطرأ على القصة ألديكم فضول لمعرفة ما سيحدث بسبب اللعنة؟ أو اكتشاف السر الدفين خلف تلك الرقعة الجميلة؟ أو ربما مشاهدة الأمور التي تحاك في الخفاء دون علم أحد بها؟ حسنا يبدو أنني بدأت أثرثر بلا أي فائدة إلى اللقاء أحبتي في فصل قادم و دمتم في حفظ الله و رعايته
https://up.arabseyes.com/uploads2013...4598553024.png

Inas Fallata 03-24-2020 02:38 AM


https://up.arabseyes.com/uploads2013...3799576833.png
في صباح اليوم التالي استيقظت فينوس باكرا لتستحم و تحمل حقيبتها التي أعدتها لجلسة هذا اليوم لتقول بمرح: هل يجب أن أتصل على زوي؟ ربما تكون مستيقظة بالفعل حسنا سأحاول
حملت هاتفها لتتصل عليها لترفع الخط من فورها لتقولا في توقيت واحد: صباح الخير زوي/ فينوس
صمتا لفترة قصيرة لتنفجرا بالضحك بمرح شديد لتقول زوي: يبدو أن لدينا توقيتا مثاليا
قالت فينوس: أعتقد ذلك إذا أنت مستيقظة بالفعل
قالت زوي: أجل و سأغادر المنزل قريبا
قالت فينوس: أنا أيضا سوف أكون هناك في دقائق
قالت زوي: لن أنتظرك طويلا
قالت فينوس: حسنا سوف أسرع أكثر
أغلقت الخط لتغادر المنزل لتسير بطريقها المعتاد توقفت فجأة عندما رأت تلك الدراجة النارية ملقاة على الأرض بإهمال لتستغرب ذلك اقتربت أكثر منها لترى صاحبها يستند على جدار ذلك المبنى لتقترب منه و تقول له: ما الذي حدث لك؟
أخرجت من حقيبتها بعض ضمادات الجروح لتضعها على براجم أصابعه و وجهه الذي ازرق من شدة البرد لم يأبه إلى كل ما تفعله مغمض العينين يفكر في شيء ما شعر بحركاتها تقل ليفتح عينيه و تقابل عينها الأرجوانية المحدقة به لتقول: لقد اعتقدت بأنك نائم لكن الأمر غير ذلك
خلعت وشاحها الأسود المحفوف بخطوط بيضاء الطويل و العريض لتلفه حول عنقه لتدفئه و لو قليلا لتقول: عليك الاهتمام بصحتك و لو قليلا سوف تصاب بالمرض هكذا
نظراته الباردة اتجاهها لم تؤثر في تصرفاتها الدافئة اتجاهه لتبتسم و تنهض لتقول: سوف أتأخر إن لم أسرع أراك لاحقا
أسرعت في الرحيل لتصل لمكان زوي لتلتقط أنفاسها و تقول لها: لقد أحسنت يبدو أنك ستحطمين رقما قياسيا كل يوم
قالت فينوس: هذا لأنني لا أريد أن أتلقى توبيخا منك
قالت زوي: كما لو أنني سأفعل
ضحكتا معا بمرح لتذهبا للعمل و بدآ يومهما الثاني قالت لهما المصورة: سعيدة بلقائكما فينوس و زوي لقد حدثني المدير عنكما و لم يخطئ في كلمة قالها
قالتا معا: شكرا لك
قالت المصورة: سيكون لديكما الكثير من العمل هذا اليوم فلدينا ثلاث جلسات تصوير الأولى تصاميم المصممة صوفي وارس و الثانية عن الأطفال أما الثالثة فعن نفسيكما فبعد مدح المصور الأول لكما أرادت المجلات و المصورون أن يعرفا عنكما أكثر فسنجري مقابلة صغيرة مع التقاط صور أكثر أأنتما جاهزتان؟
قالتا معا بحماس شديد: أجل
نظرتا لبعضهما ليبدآ الاستعداد لهذا اليوم الحافل دخلتا الغرفة لتنظرا لكافة تلك التصاميم لتقول زوي: يا إلهي لقد اعتقدت بأنها تمزح عندما قالت بأنها تصاميم صوفي وارس
انتبهت زوي لصمت فينوس المفاجئ لتنظر إليها تعجبت شرودها الغير متوقع لتقول لها بنبرة: فينوس إلى أين أخذك خيالك؟
نظرت فينوس إليها لتعيد الابتسامة لشفتيها و تقول: يبدو أننا سوف نبدل ثيابنا كثيرا أنا متحمسة حقا
قالت زوي: فيم كنت تفكرين؟
قالت فينوس: سام سوف يقتلني بالتأكيد لو عرف بهذا الأمر
قالت زوي: شقيقك المعقد؟ كيف سيعرف و أنت تتغيرين 360 درجة؟ لا تقلقي بشأنه
قالت فينوس: ليس لدي الكثير لأضيعه فالاحتفال بمولوده سيكون في هذه الليلة سوف أقتل حقا إن لم أحضر
ضحكت زوي بمرح شديد على تعبيرها ذلك لتباشر المصففتان بالعمل أخذ الموضوع الأول ما يقارب الخمس ساعات و النصف ليأخذوا استراحة قصيرة قبل بداية الموضوع الثاني في منزل عائلة هايلون الذي ملئ بالفوضى بعد أن أتاهم خبر خروج ليندا هذا المساء بدأت الاستعداد السريعة و المستعجلة لتقول فانتين بمرح: أنا حقا سعيدة لأجلهما سوف أعد الكثير من الأشياء الجميلة لا أعتقد بأنه يناسب الحفل بما أن المولود صبي يا إلهي ماذا سأفعل؟
جلست قليلا على الأريكة تفكر لتسمع صوت طرق الباب نظرت للباب الذي فتح ليظهر ويليام و هو يحمل لعبته المفضلة في يده ليقول: أين هي عمتي فينوس؟
نهضت لتقترب منه و تقول: ماذا هناك ويليام؟ أتحتاج لشيء ما منها؟
لم يجبها بأي شيء لتبتسم له بمرح شديد و تقول: هل ذهبت لغرفتها؟ قد تكون موجودة
قال ويليام: ليست موجودة
تعجبت فانتين رده السريع لتخرج هاتفها و تتصل على رقمها لكن لا إجابة فالهاتف مغلق نظرت لويليام لتبتسم من جديد و تقول: ما رأيك أن تلعب معي؟ جدتك تريد قضاء الوقت معك
هز رأسه رافضا الفكرة ليغادر الغرفة حاملا برودة الشتاء معه عائدا لغرفتها فهو متعلق بفينوس لسبب ما ليدخل غرفتها نظر للمكان من حوله ليقترب من الكرسي الأسود المخطط بالأزرق القاني ليجلس عليه بعد عدد من المحاولات ليغوص داخله ارتسمت ابتسامة لطيفة على شفتيه الصغيرتين شعر بالسكينة تمر في جسده ليغفو قبل أن يدرك ذلك في المساء قبل الحفلة بساعة و نصف أنهت فينوس التصوير لتقول زوي: أتريدين أن أوصلك؟ فالحفل سيبدأ قريبا
قالت فينوس: لا لديك موعد مع ليون عليك اللحاق به أنت أيضا
قالت زوي: يا إلهي أنا قلقة عليك فينوس فالطريق لمنزلك مخيفة
قالت فينوس: لا تقلقي فالساعة لا تزال العاشرة كل شيء سيكون بخير إلى اللقاء الآن
غادرت مسرعة من هناك لتفعل زوي المثل فنادرا ما تحصل على موعد كهذا وصلت فينوس للمنزل لتسلل لغرفتها مستغلة انشغال الجميع أغلقت الباب خلفها لتخلع معطفها أسرعت في اتجاه خزانتها لتنتبه على تلك اللعبة التي وضعت على كرسيها نظرت إليها مطولا بابتسامة لطيفة لتسرع في اتجاه الحمام في الحفل كان الجميع يستمتع بوقته متحلقين حول موضوع الحفلة قال آرثر و هو يتلفت حوله: هذه الحفلة أضخم من أي حفلة شهدها منزلنا حتى أضخم من حفلة مولد فينوس
قالت كاثرين: بالحديث عنها أي هي؟ لم أرها في المنزل هذا اليوم
قالت إيفلين: لابد أنها تفكر بالجامعة تعرفين كم هي جادة حيال هذه الأمور
قالت بيلا: كان ويليام يبحث عنها طيلة الوقت
قال الوالد: حقا إن ويليام شخص هادئ و خجول لكنه يحب فينوس كثيرا أليس كذلك ويليام؟
هز رأسه مجيبا عليه ليضحك الجميع على ردة فعله ليأتيهم صوت فينوس القائل: إنها حقا حفلة جميلة و رائعة كما هو متوقع من والديّ أنتما رائعان
ابتسما لها بمرح شديد اقتربت من ويليام الذي كان يجلس بالقرب من والديه لتقول لهما: مبارك على المولود الجديد إنه حقا يجلب البهجة لمنزلنا المكتئب
قال سام: ماذا تقصدين بكلامك هذا؟
أخرجت لسانها بمشاكسة ليضحك الجميع على ردة فعلها تحدثت مع العائلة السعيدة بمرح شديد حتى انتهاء الحفلة لتطلب فينوس الحديث مع والديها ليفاجآ من ذلك قال الوالد: ماذا هناك فينوس؟
قالت فينوس: ليس بالأمر الجلل فقط أردت إذنكما في الذهاب لمنزل صديقتي لمدة أسبوع
قالت فانتين: أسبوع؟ ألا تظنين بأن هذا كثير جدا فينوس؟ قد تقومين بإزعاجهم
قالت فينوس: ماذا تقولين أمي؟ بالتأكيد لن أفعل ثم أنها من قامت بدعوتي
نظرا لبعضهما قليلا مفكرين في الأمر مطولا حتى فتح الباب لينظر ثلاثتهم لذلك الشخص الذي دخل ليقترب من فينوس و يقول: هل أستطيع النوم معك عمتي فينوس؟
ابتسمت له بمرح شديد لتحمله و تضعه على ساقها و تقول بمرح: بالتأكيد سنذهب للنوم الآن
نظرت لوالديها ليتنهدا و يقول الوالد: أنا موافق ماذا عنك فانتين؟
قالت فانتين: أنا موافقة أيضا لكن بشرطين اثنين
قالت فينوس بحماس شديد: ما هما؟
قالت فانتين: سيشعر ويليام بالوحدة بدونك كما تعرفين لا يجيد الاختلاط الجيد بالناس لذا خذيه معك و أيضا عليك إخبار شقيقيك بالأمر خاصة سام
قالت فينوس بمرح: بالتأكيد
غادرت الغرفة برفقة ويليام الذي كان يشد على يدها و هو يقول بصوته الخافت: أنت لن تتركيني أبدا صحيح عمتي فينوس؟
قالت فينوس: بالتأكيد لن أفعل
ارتسمت الابتسامة على شفتيه دخلا الغرفة لتبدل ثيابها رأته يجلس على ذلك الكرسي التي حوت اللعبة من قبل لتبتسم و تقول: يبدو أنك تحب هذا الكرسي كثيرا ما رأيك أن أعطيك إياه؟
قال ويليام على الفور: لا هذا فقط لأنه كرسي عمتي المفضل إن وضعته في غرفتي فأنا لن أنظر إليه حتى
ابتسمت له بمرح لتجلس أمامه لتحدق بعينيه الصغيرتين الزرقاوين لتحرك يدها على شعره الأرجواني الداكن تدرجت أطرافه بدرجات أفتح وضع يده على رقعتها ليقول لها: أيمكنني أن أنظر إليها مجددا عمتي فينوس؟
قالت فينوس: لم تريد رؤيتها؟
أنزل رأسه دون الإجابة لتقبل وجنته اليسرى بهدوء و تحمله لسريرها ليناما ممسكين بيديّ بعضهما و تلك الابتسامات تعلو شفتيهما في الصباح عند سام و ليندا اللذين ينظرا لفينوس التي اتسعت ابتسامتها أكثر من المعتاد لتقول ليندا: أنا لا أمانع ذلك أبدا لكن لم أسبوع كامل؟ ألن تقومي بإزعاج صديقتك هكذا؟
قالت فينوس: بالتأكيد لن أفعل
قال سام: بما أن ليندا موافقة فلا سبب يمنعني من الرفض
ابتسمت بسعادة لهما لتغادر الغرفة متجهة لردهة المنزل حيث كان ويليام ينتظرها نهض فور رؤيته لها تنزل الدرج بتلك الطريقة المرحة ليغادرا المنزل عند زوي التي نزلت الدرجات بسرعة فور سماعها خبر وصول فينوس لتحتضنها فور وصولها و تقول لها: أنا حقا سعيدة للغاية لزيارتك لي فينوس
قالت فينوس: أنا أيضا سعيدة لذلك زوي
انتبهت زوي للنظرات التي تحدق بها بطريقة غريبة لتنظر لصاحبها و تنزل لمستواه و تقول: لابد أنك ويليام سعيدة بلقائك أنا زوي
مدت يدها للمصافحة لينظر إليها مطولا ثم يصافحها ليقول: سعيد بلقائك أنا ويليام هايلون
قالت زوي: ظريف للغاية و مهذب
أمسك بيد فينوس منزلا رأسه بهدوء لتبتسم زوي له بمرح شديد أخذتهما لغرفة الجلوس تحدثتا معا كما تفعلان بالعادة حتى حان موعد رحيلهما لتقول زوي: هل ستأخذينه معك؟
قالت فينوس: بالتأكيد سأفعل لا تقلقي بشأنه
نظر ويليام باستغراب إليها لتبتسم له بمرح شديد غادرتا لحيث تعملان عند رين الذي كان على الشاطئ مستلق تحت ظل المظلة السوداء الكبيرة المخططة بالأبيض بالقرب من ليون الذي قال: أشعر بالسوء لترك زوي وحدها هناك في الجو القارس و العمل
قال رين: إن كنت تشعر بهذا السوء فلتعود إليها لا تشتكي إليّ
ابتسم ليون و قال: أفكرت بجامعة معينة رين؟
لم يجبه رين بأي شيء ليقول: أنت عنيد حقا منذ صغرك أعرف بأنك تحبني كثيرا لذا لا أبالي بما تفعل واثق بأنك تحبني أكثر من أي شيء آخر
نهض رين ليسير لمكان بعيد عنه التفت ليون إليه ليراه يجذب العديد من الفتيات بأسلوبه الثلجي ليبتسم بمرح تنبه لأولئك الأشخاص الذين كانوا ينظرون إليه بطريقة عدائية وقف ليذهب في اتجاهه حالما اقتربوا منه وصل إليه ليقول بهمس مخيف: ماذا تريدون من رين؟
التفتوا إليه بفزع تحول لرعب حالما شعروا بهالته التي تنوي قتلهم ليفزعوا و يبتعدوا عنه بسرعة اقترب منه ليون و قال: ألم تشعر بوجودهم بقربك رين؟ هل أنت مريض أو شيء ما؟ هذا ليس من عادتك
انتبه للجروح التي علت عنقه ليعيد بناظريه لوجهه الذي لم يتغير لذلك ليقول: هناك شيء غريب رين ما الذي يجري؟
قال رين: لا شيء
أسرع في خطاه ليتقدم عليه شعر ليون بشعور غريب اتجاه ما حدث توا ليذهب لوالدته و يخبرها بالأمر لتصدم من الأمر لتقول: أهو بخير الآن؟
قال ليون: أجل فتلك الجروح لم تكن جدية
قال الوالد: نحن نتحدث عن رين هنا لذا سيكون الأمر صعب قليلا
قالت الوالدة: أتريد الاستسلام هكذا فقط؟ علينا حمايته قبل كل شيء
قال الوالد: أعرف ذلك لكن رين....
قاطعته قائلة بحماس: لدي خطة واثقة من أنها ستفلح
نظرا إليها باستغراب بينما الأفكار تدور في رأسها حلا لمشكلة رين عند فينوس التي كانت تنظر لويليام الذي يبدو هادئا أكثر من العادة قالت المصورة: آنسة هايلون هلا ركزت قليلا؟
قالت فينوس: آسفة لقد شردت قليلا
عادت لوضعيتها تلك لتنتهي التصوير بدلت ثيابها لتقف بالقرب من ويليام شارد الذهن لتنظر إليه مطولا آملة أن ينظر إليها لتقول: هل أزعجك لهذا الحد ويل؟
نظر إليها مصدوما من كلماتها و التعابير التي وضعتها على وجهها ليقف على الفور قائلا: من المستحيل أن أفكر فيك هكذا عمتي فينوس لو فعلت هذا سأكون جاحدا
اقترب منها ليسند رأسه على ساقها خافيا دموعه لترتسم الابتسامة على شفتيها فور سماعها صوت زوي لتقول لها: انتهيت أخيرا؟ اعتقدت بأنك سوف تمكثين الليل كله هنا
قالت زوي: ماذا تقولين؟ لو لم أفعل سوف تزعجني مدبرة المنزل بما كنت أفعله بوجهي مليء المساحيق
قالت فينوس: أنت محقة
قالت زوي: ما به ويليام؟ هل هو مريض؟
قالت فينوس: لا هو بخير يشعر بالنعاس فقط
قالت زوي: غرفة أخي ليست جميلة للغاية أتمانع البقاء فيها؟
قالت فينوس: عليه أن يبقى معي
ابتسمت لها بمرح شديد ليذهبوا للمنزل و يتجهوا لأسرتهم للنوم كانت دموع ويليام قد جفت و كلماته اختفت نظر لفينوس التي كانت تقف بالقرب النافذة اقترب منها ليقول: أأنت بخير عمتي فينوس؟
التفتت إليه ليصبح جسده خال من روحه اقتربت منه لتنزل لمستواه و تقول: أنا آسفة حقا لكوني شخص كهذا ويليام
لم يستطع أن يبعد عينيه عن تلك العين الأرجوانية التي تدرجت فيها الحلقات الأربعة الملونة شعرت بالحزن الشديد الذي ظهر على ملامح وجهها أغمضت عينيها ليفقد وعيه حملته لتضعه على السرير و تنام بقربه بهدوء في الصباح كانت زوي على وشك البكاء و هي تنظر لفينوس المبتسمة لتقول: لماذا عليكما العودة للمنزل؟ لقد أتيتما بالأمس فقط
قالت فينوس: أنا آسفة حقا زوي لكن كانت فكرة سيئة أن أحضر برفقته لهنا
قالت زوي: إذا فليعد هو لم عليك الذهاب؟
قالت فينوس: تعرفين أنه متعلق بي لذا يجب علينا الرحيل معا
عانقتها لتحاول تهدئتها لتغادر برفقة ويليام بعد ذلك وصلا للمنزل ليستغرب والداها و سام عودتهما المبكرة جدا ابتسمت لهم بمرح شديد و قالت: هذا لأنكم قلتم أشياء فظيعة لي
قالت فانتين: ماذا حدث؟
قالت فينوس: لا شيء فقط يبدو أنني أزعجتها بقدومي المفاجئ
قال سام: لقد قلت بأنها من قامت بدعوتك
قالت فينوس بمرح: حسنا كانت كذبة صغيرة
تنهدوا باستسلام لتذهب لغرفتها بعد إعادة ويليام لغرفته جلست على سريرها لينخفض و يرتفع بها تنهدت لمرات متتالية تفكر في شيء ما نظرت للساعة لتقول في نفسها: الوقت مبكر على الذهاب للعمل سأخرج قليلا
فتحت خزانتها لترتدي تنورة برتقالية فاتحة تصل لمنتصف الساق و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة و معطفها الأزرق الفاتح و حذائها الأبيض غادرت من المنزل و هي شاردة الذهن مشغولة البال حتى أوقفها مجموعة من الأشخاص المريبين متحلقين حولها مخفين ملامح وجوههم بوشاح أسود و نظارات سوداء كما حال كل شيء يرتدونه كما لو أنه رمز لهم ليقول أحدهم بصوت أنثوي: عليك القدوم معنا بهدوء و إلا سنجبرك بالقوة
نظرت إليهم بهدوء محاولة تميز أي شيء عنهم لتشعر باليأس حتى لاحظت صوت الدراجة النارية التي اقتربت منهم ليجذب انتباههم مد صاحبها يده لفينوس لتمسك بيده و يسحبها لدراجته النارية و يبتعدا عن المكان أعطاها تلك الخوذة السوداء بنقوش زرقاء داكنة ارتدتها لتتمسك به جيدا حتى توقف بعد نصف ساعة من القيادة نزلت فينوس لتخلع الخوذة و تقول: شكرا على مساعدتك لي سيدي أنا حقا ممتنة أتمنى لو باستطاعتي فعل شيء يعبر عن امتناني لك
خلع خوذته لتفاجئ من الشخص الذي ظهر ابتسمت فور معرفته عادته الثلجية لا تتغير لتقول له مجددا: شكرا لك على مساعدتي مجددا رين
قال رين: ماذا كانوا يريدون؟
قالت فينوس بعد صمت مفاجأة من صوته الذي تسمعه للمرة الأولى: لا شيء فقط مزعجون
نظر إليها بشك شديد انتبه ليديها المزرقتين من شدة البرد عادت تلك التعابير الغامضة لوجهها ليفاجئ منها ليغيرها بسؤاله: إلى أين أنت ذاهبة في وقت كهذا؟
قالت فينوس: أردت أن أمرن ساقي قليلا ثم أنه عليّ الذهاب للعمل بعد ساعتين لذا أضيع الوقت قليلا
أبعدت عينيها عن ساعة هاتفها لترسم ابتسامة لطيفة على شفتيها الأرجوانيتين فقد طال بقائها في هذا الجو أعاد إليها الخوذة لتنظر إليه مستفهمة عن السبب ليرتدي خوذته ثم يوجه أنظاره إليها ليقول: سوف نذهب لتضيع الوقت
ابتسمت بمرح لترتدي الخوذة و تصعد خلفه ليبدأ بقيادة الدراجة النارية على طول ذلك الطريق متجاهلا السيارات التي كانت تسير فور ظهور اللون الأخضر للإشارة زاد سرعته ليتجاوزها قاطعا إشارة حمراء دون الاهتمام بما حوله كما لو أنه يعيش عالمه و حسب وصلا للوجهة المحددة ليوقف الدراجة النارية على الرصيف نزلت فينوس لتنظر للحديقة التي زينتها الثلوج المتساقطة فالأرضية مكسوة بها كما أغصان الأشجار التي حوت القليل من الأوراق الصغيرة و البراعم المختلفة التي أحيطت بسياج قصير كانت حديقة ألعاب متوسطة الأحجام تناثرت مختلف الألعاب فيها جلست على ذلك المقعد لتشاهد المكان بشكل أوسع لفت نظرها كوب القهوة التي تصاعدت الأبخرة منه لتبتسم لحاملها و تقول: شكرا لك متى ذهبت لإحضارها؟
قال رين: كم تعتقدين أنه مر من الوقت و أنت تقفين باندهاش هناك؟
ضحكت بمرح شديد على ما قاله ليستغرب ذلك رشفت الرشفة من القهوة التي أعجبت بمذاقها أيضا لتقول: أتأتي إلى هنا دائما؟
قال رين: ليس كثيرا
قالت فينوس: أتوق لمشاهدته في الربيع لابد أنه سيكون جميلا
ابتسمت بمرح و هي تتخيل الطريقة التي سيحول الربيع فيها هذا المكان لتقول: لابد أن أحضر ويليام لهنا سوف يحب المكان بالتأكيد
تذكرت ويليام لتتذكر ذنبها و تشعر بألمه لتخفض رأسها تحدق لذلك البياض لم يشوبه أي شيء شعرت بالغيرة منه لتضع تلك الدموع لمساتها الأخيرة على وجهها مسحتها على الفور و تقول: يبدو أنني لن أستطيع تخطي هذا أبدا
بعد محاولة الابتسامة أكملت كوب القهوة الخاص بها نظرت لرين التائه في أفكاره كما كان حالها تعابيره الثلجية بدت أكثر جليدية أحس رين بتلك النظرات التي تكاد تثقب وجهه ليقول: ماذا تريدين؟
قالت فينوس: لا شيء فقط فكرت بأنك هادئ جدا
قال رين: يبدو أن استيعابك للأمور بطيء جدا
ضحكت على عبارته الخالية من معاني السخرية لتنهض و تقول: شكرا لأنك ساعدتني على تضييع هذا الوقت عليّ الذهاب الآن
غادرت الحديقة لتتجه لمبنى عملها الذي كان قريب منه نهض رين ليحمل الخوذتين و يصعد دراجته النارية ليعود للمنزل عند زوي التي كانت تنظر لساعتها القريبة من سريرها لتقول: لا يزال هناك متسع من الوقت للذهاب
نهضت من السرير لتذهبللحمام لتستحم و تبدل ثيابها غادرت الغرفة لتوقفها المدبرة التي كانت آتية إليها بقولها: إلى أين أنت ذاهبة في الوقت آنسة لانري؟
قالت زوي: صباح الخير سيدة موريف أنا ذاهبة في موعد مع حبيبي
قالت السيدة: ألا تعتقدين بأنكما تخرجان كثيرا معا؟
قالت زوي: لا لأننا نحب بعضنا كثيرا و سنستغل الإجازة لرؤية بعضنا و والديّ يعلمان بذلك إلى اللقاء
أسرعت في الرحيل قبل أن تسأل سؤالا آخر صعدت السيارة لتأخذها لمكان عملهاوصلت هناك لترى فينوس تجلس في انتظارها لتذهب إليها بمرح شديد و تقول: صباح الخير فينوس
قالت فينوس: صباح الخير زوي
قالت زوي: أنت حقا قاسية لم تخبريني بأنك قادمة قبلي
قالت فينوس: أردت القدوم مبكرا فقط لذا أنا آسفة
عانقتها بمرح شديد لتبتسما لبعضهما تحدثتا عن الكثير حتى وقف أمامهما شاب يضع رقعة على عينه اليسرى تاركا عينه اليمنى الوردية الداكنة ناثرا خصلات شعره الزرقاء الداكنة على جبينه ليبتسم لهما بمرح شديد و يقول: لقد أتيتما مبكرا هذا اليوم على ما يبدو
قالت زوي: و من تكون؟
قال الشاب بابتسامة مرحة: أنا ريو ماكسين سعيد بلقائكما
قالت زوي: و نحن كذلك
قالت فينوس: أجل سعيدتان بلقائك
قالت زوي بفضول مصوبة سبابتها لرقعته: هل عينك بخير؟
قال ريو: أجل إنها كذلك هذا فقط من أجل التصوير
قالت زوي: اعتقدت بأنك مثل فينوس
قالت فينوس بمرح: أصبت في عيني
قال ريو: لابد أنه كان مؤلما
ضحكت فينوس بمرح لتنكر الأمر تحدثوا قليلا متعارفين على بعضهم ليأتي المصور و يقول بابتسامة: يبدو أنكم تعرفتم على بعضكم هذا جيد سوف تعملون معا ابتداء من هذا اليوم
نظر ثلاثتهم لبعضهم و الابتسامة تعلو شفاههم أخبرهم بالتفاصيل لتذهبا و تستعدا عند رين الذي كان يجلس قريبا من نافذة غرفته يحدق بالسماء المظلمة التي تجمدت دموعها لتسقطها على الأرض بطريقة حزينة طرق باب غرفته لينظر في اتجاه الباب الذي فتحته ليزا لتدخل بتلك الابتسامة التي وسعت وجهها لتجلس في الكرسي القريب منه و تقول: لديّ خبر لك
نظر إليها منتظرا ما ستقوله لتقول: لقد قمنا بطلب تسجيلك في أربع جامعات بالرغم من أننا لا نعرف ما التخصص الذي تريد الدخول فيه
قال رين: ألا تعتقدان بأنكما تخططان لحياتي كما تريدان أنتما؟
قالت الوالدة: أتقصد بأنك لا تريد الدخول للجامعة؟
قال رين: لم عليّ فعل ذلك؟ يكفي أنه بسببكما أنهيت الثانوية
ابتسمت الوالدة و قالت: ماذا تقول رين؟ أنت من طلب منا بألا نستمتع لرغباتك أنسيت ذلك؟
تنهد رين و قال: يبدو أنني كنت غبيا كفاية لطلبي هذا
صمتا لفترة من الزمن يفكران فيها نظرت الوالدة لعينيه التائهتين في جمال السماء لتفتح شفتيها و تقول: "لن أسمح بأن يحدث ذلك لك أمي سوف أصبح طبيبا و أعالجك"
نظر إليها متفاجئا من إعادة كلماته بالحرف الواحد ليجد ابتسامة دافئة في استقباله لينزل برأسه محدقا بالأرض متذكرا ما قاله نهضت لتعانقه و تقول: ما زلت في انتظار تحقيق وعدك لي رين أم أنك قد تخليت عني؟
شعرت بيديه الباردتين ترتجفان و هي تمسك بها لتزيد من احتضانها له شعرت بدموعه تتساقط كحبات اللؤلؤ على الأرض لتقول له: سأكون بخير رين لذا لا تقلق أنا حقا سأكون بخير لأجلك و مايك
قال رين: أتعدين بذلك حتى أصبح طبيبا؟
قالت الوالدة بمرح: بالتأكيد أعدك بذلك رين
بقيا على تلك الحال حتى طرق الباب الذي تركته الوالدة مفتوح لينظرا لمايك المبتسم لهما و يقول: أتمنى بأنني لا أقاطع حديثا مهما
ابتعد رين عنها لتبتسم الوالدة بلطف له ليقترب مايك منهما و يقول: بالعجلة التي رحلت بها لابد أنك أخبرته بأمر الجامعات الأربع
ابتسمت بمشاكسة ليتنهد و يقول: كنت أود إخباره بنفسي لكن لا بأس لذا ما رأيك في الأمر؟
انتظرا إجابته لدقائق يتمنيان فيها الإيجاب بالرغم من توقعهم الرفض لتصرفهم المفاجئ ليقول: متى سيكون اختبار القبول؟
ابتسما بمرح شديد ليعطياه التفاصيل الوافية و مواعيد كل جامعة على حدة ليغادرا غرفته بعد حديث قصير معه ليقول مايك: يبدو أنه بدأ ينفتح إلينا أخيرا
نظر لليزا التي وضعت علامات الحزن على وجهها لتقول: لا أصدق بأنني أعطيته أملا كاذبا سوف ينهار لو عرف بالحقيقة
أغمضت عينيها لتمنع الدموع من السقوط عانقها مايك مخففا عنها حزنها الذي يشعر به في أضلاعه تذكر زيارتهما هذا اليوم للطبيب" الأمر أصبح أخطر مما كان عليه هذا الشيء الغريب اجتاح جسدك كله لكنه لا يزال ضعيف بالرغم من ذلك فالخيارات التي أمامك لا تزال محدودة جدا و قد يكون الموت أسوءها " عادا لغرفتهما لتستريح قليلا
https://up.arabseyes.com/uploads2013...3799575742.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا بكم أعزائي و أحبتي القراء آسفة لتأخري عنكم و أسعدتني كثيرا رؤية الردود التشجيعية منكم بخصوص هذا الفصل الجميل ما هي تعليقاتكم؟ آه صحيح كدت أنسى رين شخصيتي المفضلة أحبه كثيرا بالإضافة لويليام ما رأيكما بهما؟ أتمنى بأن تطلعوني على شخصيتكم المفضلة و السبب وراء حبكم لها و أيضا الشخصية التي تتمنون اختفائها و سبب ذلك الكره لها حسنا بدأت أثرثر مجددا ألقاكم قريبا في الفصل القادم بإذن الله و دمتم في أمان الله
https://up.arabseyes.com/uploads2013...3799578894.png

Inas Fallata 03-24-2020 02:39 AM


https://up.arabseyes.com/uploads2013...4796291613.png
مضت الأيام سريعا لتنتهي اختبارات القبول و الجميع في انتظار إعلان النتائج في منزل عائلة هايلون وصلت رسالة القبول للجميع عدا فينوس التي كانت تشعر بالإحباط بسبب ذلك في ظهيرة ذلك اليوم كانت تجلس في حديقة المنزل الدافئة فالربيع قد حل و الشمس ساطعة بفخر و الأشجار ترقص بسعاة على ألحان العصافير المغردة شعرت بالدنيا تظلم من حولها ابتسمت على الفور لتقول: مساء الخير ويليام
نظر إليها بابتسامة لطيفة ليقول: مساء الخير عمتي فينوس
جلس بالقرب من والديه اللذين أراد الحديث لفينوس بموضوع الجامعة قال سام: بما أن رسالة القبول لم تصلك بعد خططت مع والدينا بإرسالك لجامعة في دولة أخرى
قالت فينوس: ماذا؟ لماذا؟ متى قررتم شيئا مرعبا كهذا؟ لا أنا لست موافقة على هذا أبدا
قالت ليندا: ماذا ستفعلين إن لم يتم قبولك في أي جامعة في المدينة؟
قالت فينوس: لا أهتم لذلك لن أغادر منزلنا أبدا أبدا
قال سام: لا تكوني عنيدة فينوس فهذا هو بداية مستقبلك
قالت فينوس: لا أهتم لذلك أيضا أفضل الموت على ترك المدينة
تنهدا باستسلام فهما لم يحملا أملا كبيرا بموافقتها خاصة مع عنادها الحجري رن هاتفها لترفع الخط و تقول بمرح شديد: مرحبا زوي لم أرك منذ فترة طويلة
قال المتصل: أرجو المعذرة أهذا رقم فينوس هايلون؟
قالت فينوس: نعم هذه أنا
قال المتصل: أنا من جامعة "...." و أردت إخبارك بأن نتائج اختبار قبولك كانت الأسوأ من بين الجميع لذا نأسف على إطلاعك بأنه لم يتم قبولك في الجامعة
قالت فينوس: شكرا على نقل هذا الخبر السيء في هذا الوقت
أغلقت الخط ليزيد الإحباط الذي تعانيه و تنهض و تنظر إليهما بانزعاج مصطنع لتقول: هذه الجامعة الأخيرة و قد تم رفضي أيضا سوف أذهب لغرفتي
ابتسما لها بمرح لتغادر لغرفتها رمت بجسدها على السرير لتنظر لساعة هاتفها الثالثة و النصف اتصلت بزوي التي لم ترد عليها منذ خمس أيام رفعت الخط أخيرا لتقول فينوس بمرح: مساء الخير زوي لقد اتصلت عليك ألف مرة و مرة لماذا لم تجيبي عليّ؟ لقد شعرت بالوحدة حقا
قالت زوي: آسفة فينوس لكنني مشغولة قليلا لذا سأتصل بك لاحقا
أغلقت الخط قبل قول فينوس أي شيء لتفاجئ من ذلك بينما كانت زوي تشعر بالوحدة نفسها في غرفتها لتقول في نفسها: أنا آسفة حقا فينوس لأنني كذبت عليك و لم أرك
أغرقت وجهها في وسادتها لتبكي بصمت حتى غفت فتحت عينيها المثقلتين لتنظر إلى الساعة للمرة السادسة إنها الرابعة و النصف صباحا مرت ساعات منذ آخر مكالمة بينهما شعرت بالألم يقطع قلبها الذي أحبها كثيرا نهضت من السرير لتبدل ثيابها و ترتدي معطفها حملت هاتفها لتكتب رسالة سريعة لتغادر غرفتها تسللت خروجا من المنزل لتجري بأسرع ما استطاعت حتى وقفت أمام تلك الساعة التي اعتادت الوقوف عندها لتلتقط أنفاسها التي هربت منها أثناء الركض اعتدلت في وقفتها لتبحث عن شخص ما بعينيها في الأرجاء لكن الدموع تفسد الصورة حتى سمعت صوت يناديها لتلتفت لذلك الشخص الذي وقف أمامها متعجبا من منظرها ارتمت بين أحضانه سريعا لتفرغ ذلك الحزن و هي تقول: آسفة أنا حقا آسفة فينوس
قالت فينوس: ماذا هناك زوي؟ لم كل هذا البكاء؟ أحدث شيء ما؟
لم تستطع التحدث فالسعادة تقتلها لرؤيتها أخيرا الشخص الذي فهمها و أرادها بقربه بادلتها فينوس العناق علها تهدأ قليلا شعرت بدفئ تلك المشاعر تعود إليها من جديد ذهبتا لإحدى المقاهي القريبة لتقول فينوس: أكنت تبكين طوال اليوم؟ انظري كم عيناك منتفختان كما لو أنهما ستنفجران حالا
ضحكت زوي على تعبيرها ذاك لتبتسم فينوس فأخيرا استطاعت أن تمحو الدموع من عينيها لتقول زوي: آسفة لأنني اتصلت بك في وقت كهذا
قالت فينوس: و متى كان الوقت يمنعنا من الحديث؟
قالت زوي: معك حق
ابتسمتا لتشربا القهوة في هدوء يحاول الانقشاع لكن لا حديث جاري بينهما كانت زوي تسترق النظر لفينوس المحدقة بالنافذة محاولة التخفيف من توترها لتقول أخيرا: لم أستطع رؤيتك و الحديث إليك بسبب عائلتي
نظرت إليها فينوس باستغراب لتخبرها بالقصة كلها ليعاودها الحزن من جديد أمسكت فينوس بيدها و قالت: لا عليك زوي فنحن صديقتين مقربتين مهما حدث أليس كذلك؟
قالت زوي: بلى نحن كذلك بالتأكيد
قالت فينوس: أتخططين الذهاب للعمل هكذا؟
قالت زوي: و ماذا تريدين مني أن أفعل؟
قالت فينوس: لم يتبق الكثير من الوقت للذهاب للعمل لكن لا بأس بما أن الأمر قد حل عليك العودة للمنزل
قالت زوي: الأمر ينطبق عليك أيضا
نهضتا في التوقيت نفسه لتنظرا لبعضهما بمرح شديد ودعتا بعضيهما لتعود كل منهما لمنزلها في الظهيرة عند رين الذي أزعجه ضوء الشمس الذي سقط على عينيه ليفتحهما نهض لينظر لليون المستلقي على الأريكة ليقول: هذا كله بسببك ليون
نهض ليستحم و يرتدي بنطالا أسودا ممزق عند الركبتين و بلوزة سوداء بأكمام على الكتف غادر الغرفة لينظر لوالدته التي وقفت أمامه مصدومة من منظره لتقول له: لا تبدو بخير رين أتود الذهاب هكذا حقا؟
قال رين: يكفيني الصداع الذي أشعر به الآن سوف أغادر
قالت الوالدة: مستحيل أن أدعك أن تذهب هكذا من يراك سيخاف منك بالتأكيد
قال رين: سوف أغادر الآن فقد تأخرت كثيرا
قالت الوالدة و هي تدعي الحزن: لقد تحمست كثيرا لذهابك حتى أنني اشتريت ملابس جديدة لتذهب بها لكنك تريد فقط أن ترمي بي جانبا أنت حقا قاسي رين
تنهد رين ليأخذ منها تلك الحقيبة البلاستيكية و يعود لغرفته بدل ثيابه ثم غادر لتقول: كما توقعت تبدو وسيما للغاية
كان ينظر إليها بشيء من الانزعاج لتنظر إليه بمرح شديد ارتدى بنطالا بنيا مقلما و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة غادر لتلحق به وصلا للردهة ليريا مايك في انتظارهما ابتسم لهما اقتربا منه ليستغرب مظهر رين لينظر لليزا التي ارتسمت الابتسامة على وجهها ليقول له: حسنا ابذل جهدك رين سنكون في انتظار أخبار رائعة
قالت الوالدة: لا أعرف حقا لم طلب إليك القدوم شخصيا لكنني واثقة بنجاحك عزيزي
قبلت وجنته بمرح ليغادر دون المبالاة لهما صعد دراجته النارية ليقودها للجامعة التي طلبت حضوره الشخصي وصل إليها ليوقف دراجته النارية توجه نحو الغرفة التي طلب إليه دخولها فور قدومه طرق الباب ليدخل و يرى تلك اللجنة المخيفة ليقول أحدهم: رجاء تفضل بالجلوس
جلس رين لتتوجه الأنظار إليه بدأت مقابلته الشخصية التي كانت أشبه بعاصفة ثلجية ليتحدثوا فيما بينهم بعدها لتقول إحدى السيدات: إذا رين تريد أن تصبح طبيبا؟
قال رين: أجل
قالت أخرى: حقا علاماتك الدراسية و التوصيات التي حصلنا عليها من معلميك في المدرسة شيء يفتخر به لكن هناك أشياء آخرى قد تنسي من حولك كل هذا
فهم رين مقصده ليقول: لم أعد طفلا لذا لا داعي للقلق بمثل هذه الشؤون
ابتسموا له بمرح ليقول أحدهم: نحن قد قمنا بقبولك فعلا لكن سمعنا بعض الشائعات من المعلمين و أردنا التأكد منها بأنفسنا لكنها كانت مجرد شائعات سخيفة لذا أهلا بك في الجامعة
أخبروه ببعض التفاصيل التي قد يجهلها ثم يغادر المكان عائدا للمنزل رأى فينوس تسير بتلك التعابير من جديد ليقترب منها أوقف الدراجة أمامها لينزل منها لمح الشرود المخفي حول تعابير التفاجئ و الاندهاس لتبتسم و تقول: تبدو كما لو أنك ذاهب لمقابلة عمل
قال رين: كنت في مقابلة للجامعة
قالت فينوس: حقا؟ و كيف سار الأمر؟
قال رين: قبلت
قالت فينوس بمرح شديد: كم أنت محظوظ رين
تنهدت بيأس بعد تذكرها لأمر الجامعات عرف من خلالها بأنها لم تقبل رفعت رأسها لترى الخوذة التي أعطاها من قبل ليقول: لنذهب في جولة قصيرة
قالت فينوس: ألا يجب أن تذهب و تخبر والديك بالأمر؟
قال رين: لا تقلقي فهما بالتأكيد سيعرفان من الجامعة
قبلت عرضه لتصعد خلفه أخذها في جولة حول المنطقة ليزورا تلك الحديقة مجددا عند ليون الذي كان يسير بهدوء يفكر في رين لتظلم الدنيا في عينيه بفعل يدي شخص ما ليضع يده عليهما و يقول بمرح: غيرت عطرك مجددا أليس كذلك حبيبتي؟
أبعدت يديها لتعانقه بمرح شديد و تقول: أجل لقد فعلت كيف عرفتني؟
أمسك بيدها اليمنى ليقبل كفها قائلا: كيف لا أعرف يدي حبيبتي الغالية زوي
أحرجت من كلامه ليبتسم لها بمرح شديد أمسك بيدها ليكمل السير في طريقه لتقول له زوي: إلى أين أنت ذاهب الآن ليون؟
قال ليون: كنت سأذهب للتحقق من قبول قريبي في الجامعة لكن كيف أفعل ذلك و أنت معي؟ لابد أنني مجنون لو فعلت لم أرك منذ فترة طويلة
ابتسمت له بمرح شديد لتقول: صحيح لقد قبلت في الجامعة
توقف عن المسير لينظر إليها بسعادة تامة ليقول لها: في أي جامعة؟
قالت زوي بمرح شديد: جامعتك
تفاجأ من ذلك ليعانقها بمرح و يقول: يجب أن نحتفل لهذا الخبر المفرح
قالت زوي: لم لا ندعو قريبك و صديقتي؟ سوف يكون ذلك ممتعا
قال ليون: حسنا إذا سوف أتصل به
أخرج كل منهما هاتفهما ليتصلا بهما حددا موعدا للالتقاء هذا المساء عند مايك و ليزا اللذين ينتظران عودة رين للمنزل بالأخبار ليقول مايك: لابد أنه ذهب ليلهو قليلا لذا لا تقلقي
قالت ليزا: لكنه لن يتأخر لكل هذا الوقت
طرق الباب لتدخل الخادمة و تقول: سيدتي لقد حضر السيد الصغير
نهضت من على السرير لتذهب إليه برفقة مايك المتحمس أيضا التقيا به في الممر لينظر إليهما باستغراب و يقول: ماذا هناك؟
قالت ليزا: لا تكن باردا هكذا أخبرنا ماذا حصل؟
قال رين و هو يسير مبتعدا: لقد قبلت في الجامعة
توقف عن المسير بسبب احتضان ليزا له و الدموع تجري على وجنتيها قام مايك ببعثرة شعره بمرح ليقول له: لقد أحسنت عملا رين أنت حقا رائع
قالت ليزا بين دموع السعادة المكتومة بصدره: لقد أحسنت صنعا حقا رين أنا حقا سعيدة لأجلك دعنا نقيم احتفالا لذلك
قال رين: لقد قام ليون بتنظيم واحد مع حبيبته و يريدني أن أذهب قال أنه سوف يقتلني حقا لو لم آتي
قال مايك: ما بال هذا الليون؟ لقد أخبرته ألا يهددك هكذا لكن يبدو أنه ميؤوس منه
قالت ليزا: هناك رائحة عطر نسائي في ثيابك رين
قال رين: ربما من السيدة التي قمت بمساعدتها على قطع الطريق
قال مايك: أفعلت؟ أحسنت
قال رين: لم أعد طفلا
غادر ليتركهما يبتسمان هناك بمرح شديد في المساء عند فينوس التي كانت على وشك الخروج قالت فانتين: عزيزتي إلى أين أنت ذاهبة؟
قالت فينوس: صديقتي تقيم حفلا بمناسبة قبولها في الجامعة
قالت فانتين: ماذا؟ في هذا الوقت؟ أين ستقيمه؟
قالت فينوس: في مقهى قريب من منزلها
قالت فانتين: ألا تظنين بأن الوقت متأخر و المكان غير مناسب
قالت فينوس: أمي لكنني وعدتها بالقدوم هي صديقتي الوحيدة
قالت فانتين: حتى لو كانت آخر شخص مهم لك على وجه الأرض لن تذهبي في هذا الوقت
قالت فينوس: أرجوك أمي عليّ الذهاب حقا لهذه الحفلة
قالت فانتين: لم؟
قالت فينوس: الاحتفال مهم بالنسبة إليها لذا يجب عليّ الذهاب
قالت فانتين: تعرفين بأن كلمتي مطلقة فينوس
شعرت بالإحباط الشديد لتعود أدراجها دخلت غرفتها و أغلقت الباب اتصلت على زوي لتخبرها بالأمر الذي حدث لتشعر كلتاهما بالانزعاج لذلك بدلت فينوس ثيابها لتتجه للسرير و تستلقي عليه لتنام
https://up.arabseyes.com/uploads2013...4796290612.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حال جميع أحبتي العزاء؟ أأنتم بخير؟ هذا جيد أعتذر عن تأخري أولا و قصر هذا الفصل ثانيا السبب وراء ذلك اممم لنقل اختبارا لرؤية حماستكم للفصل القادم حسنا لا يوجد ما أقوله لكم لكنني سأستمتع برؤية ردود أكثر في المرة القادمة سأترككم قبل دخولي في فلسفة عميقة كونوا بخير و تحمسوا للفصل القادم حتى ذلك الوقت في رعاية الله و حفظه
https://up.arabseyes.com/uploads2013...4796293564.png

Inas Fallata 03-24-2020 02:40 AM



https://up.arabseyes.com/uploads2013...4252699043.png
بعد أسبوعين كان الصباح في منزل هايلون مليء بالنشاط فالجميع يستعد للذهاب للجامعة غادروا المنزل بحماس ليقول أليس: من المؤسف أن فينوس لم تقبل في الجامعة
قال أليكس: بالرغم من أن درجاتها عالية
قالت بيلا: حقا الأمر حيرني كثيرا
قالت تارا: ربما لأنها حمقاء جدا
قالت إيفلين: ألا تعتقدين بأن هذا ليس الوقت المناسب لقول هذا؟
قالت تارا: لا أعتقد ذلك
ابتسمت بمرح و أكملت سيرها للسيارة عند زوي التي كانت في مبنى الجامعة تشعر بوحدة قاتلة نظرت لهاتفها لتقول: سوف تكون في العمل الآن لن أستطيع التحدث إليها
وقف أمامها ريو ليقول: مرحبا زوي تبدين وحيدة أين هي فينوس؟
قالت زوي: لم تقبلها الجامعة
قال ريو: حقا؟ هذا مؤسف جدا
سارا معا و هما يتحدثان في شتى الأمور حتى وصلا لقاعتهما دخلا لهناك ليجلسا في الصف الثالث بدأت المحاضرة الأولى بدت مملة للغاية بالنسبة إليهما بعد انتهاء محاضراتهما غادرا ليجلسا في حديقة الجامعة الكبيرة تنهدت زوي للمرة الرابعة خلال دقيقة ليقول ريو: يبدو أنك حقا تشعرين بالوحدة
قالت زوي: بالتأكيد أفعل بعد أن وجدت نصفي الآخر أخيرا
تنهدت مجددا لتنظر للشخص الذي وقف خلفها بابتسامته المرحة لتنهض و تقول: مرحبا ليون
ابتسم ليون لها و قال: كيف هو أول يوم لك؟
قالت زوي: ليس ممتعا أبدا ففينوس غير موجودة
قال ليون: ألا يكفي وجودي هنا؟
قالت زوي: أنت أنت و هي هي لذا لا تخلط الأمور رجاء
قال ليون بحزن مصطنع: يبدو أننا أصبحت منبوذا
ضحكت بمرح على كلامه لينظر لريو و يقول: صديقك؟
قال ريو: أجل أنا ريو ماكسين سعدت بلقائك أخيرا فقد أصبت بالصداع من كثرة حديثها عنك
قالت زوي: أنت لئيم حقا ريو لن أخبرك بأي شيء مجددا
رن هاتفها معلنا وصول رسالة جديدة فتحت الرسالة لترسم ابتسامة كبيرة على شفتيها "قادمة لزيارتك في المنزل" قال ريو: رسالة من فينوس أليس كذلك؟
حملت حقيبتها و هي تقول: أراكم لاحقا
أسرعت في الرحيل ليبتسم ليون لتصرفها ذاك قال ريو: ألست منزعجا من تفضيلها صديقتها عليك؟
قال ليون: لا أبدا فأنا أعرف جيدا الوحدة التي كانت تعانيها قبل التقائهما سعيد لوجود شخص آخر تهتم به
قال ريو: أنت حقا غريب
ابتسم ليون له ليغادر للمنزل في أثناء صعوده الدرج أوقفه حديث هامس بين شخصين أكمل خطوتين للأمام لتصدمه ثلاث كلمات سمعها بوضوح" عليك قتل رين" عرف صاحب الصوت المقرب إليه كثيرا ليصعد لغرفته بعد انتهاء حديثهما أمسك مقبض الباب لكنه أسرع في الذهاب لغرفة رين فتحها بتلك الطريقة التي أغضبت رين كثيرا لينظر إليه بانزعاج شديد و يقول: إن كنت تريد خلع الباب فافعله في بابك
تنهد ليون بارتياح شديد ليقترب من الكرسي و يجلس عليه نظر رين إليه باستغراب شديد ليقول له: ماذا حدث لك؟
قال ليون بارتباك شديد: لا شيء أبدا كل ما في الأمر أنني لم أرك في الجامعة لذا قررت التحقق من وجودك في غرفتك هذا فقط
قال رين: تعرف بأنني لا أصدق هراءك هذا صحيح؟
قال ليون: هذه هي الحقيقة
جلس رين مقابلا له ليشعر ليون بارتباك أشد مما كان عليه فهو يعرف بأنه في إمكانه معرفة الأمر حتى دون سؤاله تنهد في النهاية مستسلما ليقول: لقد سمعت بعض الأشخاص يخططون لقتلك
قال رين: هذا فقط؟ اعتقدت أن مصيبة ما ستحدث
نظر ليون إليه باستغراب شديد ليقول: ألست متفاجئا أو خائفا أو متوترا حتى؟ ألن تسأل عمن يكون الأشخاص الذين سمعتهم؟
نظر رين إليه ليرسم ابتسامة على شفتيه قائلا: هذا لأنني أعرف بالأمر و ليست المرة الأولى لذا لا تقلق فقد اعتدت عليه
قال ليون: ماذا تقصد؟ أحاول شخص ما فعل شيء سيء لك؟
لم يجبه رين ليشعر بالقلق و الخوف أكثر نهض ليغادر الغرفة ليقول رين: لا تخبرهما بذلك أقصد ليزا و مايك سوف يجعلان الأمور أسوأ
قال ليون: أعرف لكن عليّ إخبارهما
قال رين: هذا لأجلهما أيضا يكفي أنني أسبب المشاكل لهما
فتح ليون فمه ليقول شيئا آخر لكن النظرات الحزينة و المتألمة التي وضعت في عينيه أصمتته غادر الغرفة و هو يفكر بالأمر أوقفه صوت مايك القائل: كنت ذاهبا لغرفتك توا
قال ليون بمرح مصطنع: لم يا عمي؟
ابتسم مايك تلك الابتسامة المخيفة و المرعبة ليقول له: لقد حذرتك من قبل و هذه المرة ستكون الأخيرة توقف عن إزعاج رين
ضحك ليون بارتباك و خوف ليقول: سوف أفعل حتما
قال مايك بابتسامة لطيفة: هذا جيد الآن لم كل الاصطناع؟ أحدث شيء ما؟
صمت ليون ليجبر مايك على القلق بشأن الموضوع أكثر و أكثر حتى أنزل رأسه ليقول: لو طلب أحدهم أن تخفي سرا خطيرا عن شخص يهمه أمره خاصة بعد أن عرفت أنه سيتأذى كثيرا لو عرف بذلك السر فماذا ستفعل؟
قال مايك: بما أن الأمر يهم الطرف الثالث لابد إخباره بالأمر حتى لو كان يعني ذلك موته
قال ليون: آسف عمي لكنني لا أستطيع إخبارك به فقد وعدته
غادر ليون تاركا مايك في قلق شديد التفت ليراه قد اختفى من الممر فكر في الأمر كان سيتوجه لغرفة رين لكنه فضل التريث في الأمر عاد لغرفته حاملا ذلك الجو الذي وتر ليزا التي كانت تسرح شعرها و هي تغني لحنا ما لتلتفت إليه و تقول: ماذا هناك عزيزي؟ لا تبدو بخير
نظر مايك إليها مطولا ليبتسم لاحقا و يقول: لا تقلقي عزيزتي أفكر في العمل فقط
قالت ليزا: ماذا؟ هذا مستحيل منذ متى؟ لا تخبرني بأنني بدأت أضايقك؟
ضحك مايك على تساؤلاتها التي تلت بعضها لتبتسم بمرح شديد تحدثت إليه لتخرج ذلك الجو الثقيل من النافذة القريبة منه في المساء عند فينوس التي كانت تجلس على ذلك الكرسي الدائري الأحمر أمام تلك الطاولة الزجاجية الشفافة تنظر للأوراق التي وضعت أمامها و هي تفكر بأمرها بعمق شديد لترفع رأسها لإزعاج القلم الذي سقط من على الطاولة لتنظر لصاحبه الذي اعتذر فورا لتبتسم له و تقول: حسنا يبدو أن القلم عرف إجابتي لذلك منعني من التفكير أكثر
ضحكت بعدها بمرح شديد لتحضر القلم و توقع عليها قال الرجل بمرح: يسعدنا كثيرا العمل معك كثيرا آنسة هايلون
قالت فينوس: يشرفني كثيرا ذلك
نهضت ليفعل المثل انحنت له لتغادر الغرفة بعدها مخرجة هاتفها لتراسل شخصا ما و بسرعة خارقة أبهرت الشاب الذي وقف أمامها رفعت نظرها إليه لتفزع من الحلي التي ملئت وجهه تراجعت للخلف لتقول بارتباك: فيم يمكنني مساعدتك سيدي؟
قال الشاب: يبدو أنني أفزعتك هذا كله بسبب مدير أعمالي المزعج هي ليست حقيقية
تنهدت بارتياح ليبتسم تمعنت النظر في عينيه الخضراوين الضيقتين و شعره الأخضر الفاتح التي تصل أطرافه لعنقه توقفت عن التحديق فور شعورها بنظراته تخترقها لتقول: أرجو المعذرة عليّ المغادرة الآن
تجاوزته لترحل لكنه أمسك بيدها ليوقفها التفتت إليه ليقول: ما هو اسمك؟
ابتسم محاولا إلقاء سحره عليها ليتعجب من سحب يدها من قبضته و تكمل الركض مغادرة المكان شعر بالانزعاج لذلك ليذهب لموعده و الانزعاج يملؤه عند فينوس التي كانت تسرع الركض في حديقة منزلهم لتتوقف أمام الباب و تلتقط أنفاسها فتحت الباب بهدوء لترى مارثا في انتظارها و القلق يملؤها وجهت أنظارها إليها لتقترب منها و تقول بصوت منخفض: أين كنت حتى الآن آنستي؟ لقد قلقت عليك كثيرا أتعرفين ما سيحصل لو عرفت والدتك بالأمر؟ سوف نقتل بالتأكيد
قالت فينوس: لا تكوني متشائمة هكذا مارثا كل شيء بخير ربما كان من الأفضل ألا أخبرك بالأمر
قالت مارثا: ما الذي تقولينه؟ توجهي لغرفتك بسرعة
قالت فينوس: أهناك شيء ما؟
قالت مارثا: سمعتهم يتحدثون عن خطبة و ما إلى ذلك بالتأكيد سوف يخبرونك بالأمر في أقرب وقت
صدمت فينوس بالأمر لتسرع في اتجاه غرفتها لتبدل ثيابها و تجلس على طرف سريرها مصدومة للغاية طرق الباب ليقفز قلبها كما فعل عقلها فتح الباب لتدخل والدتها قائلة: مساء الخير فينوس أتمنى بأنني لم أوقظك
هزت رأسها نافية فالكلمات لا تدور في عقلها لينطق بها لسانها أضاءت فانتين الأنوار لتقرب كرسيا منها و تجلس عليها أمسكت بكلتا يديها و هي تبتسم لها لتقول أخيرا: أعرف بأن الأمر سيكون مفاجئا بالنسبة إليك لكنك أصبحت شابة جميلة حقا و أعين الجميع تلاحقك....لقد تقدم لخطبتك شاب اسمه لاري طومسون و هو شخص مثلنا لذا أريدك أن تفكري في الأمر قليلا و تخبريني بإجابتك
غادرت الغرفة و قلبها يخفق بشدة النظرات التي حملتها عين فينوس طوال حديثها أرعبها كثيرا سارت من هناك واضعة يدها على صدرها لتشعر بنبضات قلبها تهبطه و ترفعه بسرعة عالية التقت بليندا التي ابتسمت و قالت: كيف جرى الأمر؟
قالت فانتين بابتسامة مزيفة: حسنا هذه فينوس لذلك هي مصدومة من الأمر
قالت ليندا: بالتأكيد ستصدم ربما ستفكر بأنه تقيد لحريتها
قالت فانتين: على ذكر ذلك نسيت سؤالها عن كثرة غيابها
قالت ليندا: لا عليك سوف ترينها غدا صباحا لذا اذهبي لترتاحي الآن
ابتسمتا لبعضهما لتغادر كل منهما لغرفتها انقضت أربع أيام على أمر الخطبة و الجميع في انتظار رد فينوس للأمر في صباح اليوم الذي حدده والدها لها لسماع إجابتها تفاجأ الجميع باختفائها من المنزل قبل أن يفكروا في البحث قرروا التحدث مع الجميع بشأن الأماكن التي يمكن أن تكون فيها حتى أصمتهم طرق الباب لتدخل خادمتها الشخصية لتنحني لهم و تقول و هي منزلة رأسها: لقد كانت الآنسة تخرج كثيرا قائلة بأنها ذاهبة لعمل ما لم أستطع اللحاق بها حتى النهاية لكنها كانت تلتقي مع صديقتها للذهاب إليه
قال آرثر: لماذا لم تقولي هذا من قبل؟
قال الوالد: هذا ليس وقت العتاب سوف نسأل صديقتها عن مكانها
قالت فانتين: إن لم أنسى اسمها زوي لانري
قالت ليندا: ما هذه المصادفة؟ كنت ذاهبة هناك للزيارة فوالدتها زوجة ابن حفيد جدتي
قال سام: صحيح لقد نسيت ذلك تماما
قال الجد: أنتما ذاهبان للزيارة و من غير اللائق التصرف هكذا لذا سوف نتصل بها شخصيا
قال لويس: سأعثر على رقمها لأجلكم
قال آرثر: سيكون من الأفضل أن تسرع
تنهد الجميع ليذهبوا لما يشغلهم عند رين النائم في غرفته بسلام فتح الباب بقوة بعد طرق عنيف دام لعشر دقائق اقترب ليون من سريره ليبعد عنه لحافه السوداء المنقوشة بجماجم بيضاء ليقول له: إلى متى تخطط النوم هكذا؟ سوف نتأخر إن لم تستيقظ الآن
لم يجب عليه ليشعر بالانزعاج الشديد ليبدأ بهز كتفه و هو يصرخ عليه حتى أوقفته تلك الهالة المخيفة ليبتعد عنه و ينهض عن السرير ليقول بارتباك: فعلت ذلك لمصلحتك لذا لا تغضب هكذا ثم أنك تريد أن تصبح طبيبا فلا تتكاسل و هيا أسرع
نهض رين ليحدق بالفارغ بشرود سار بهدوء للحمام لينهي استعداداته و يغادر برفقة ليون الذي لم يحدثه في أي شيء وصلا للجامعة ليفترقا أكمل رين نومه في محاضراته غارقا في كوابيسه التي عادت تراوده منذ أسبوع بل هي أسوأ مما كانت عليه في نهاية دوامه التقى بليون الذي كان يتحدث إلى ريو و هما يضحكان بمرح شديد تجاوزهما ليقول ليون: يبدو أن السيد سيء المزاج لا يزال مزاجه سيئا
نظر رين إليه بانزعاج شديد ليكمل سيره لحق به ليون ليعودا للمنزل معا في المساء عند فينوس التي كانت تأخذ استراحة من عملها الذي أخذ وقتا طويلا بسبب تشتت أفكارها شعرت بشخص يفسد الجو الساكن حولها لتلتفت إليه ليقول بابتسامة: مصادفة جميلة آنسة متعجلة
قالت فينوس: أأعرفك من قبل؟
قال الشاب بابتسامة مزيفة مخفية غضبه لنسيانه: لقد التقينا أمام باب المدير كنت متعجلة للغاية
حاولت فينوس تذكره لكن عقلها في فوضى لتستسلم و تقول: لا أعرفك و لا أذكر أنني التقيتك من قبل
قال الشاب: هذا مؤلم حقا يا آنسة ألا تتذكري الأشخاص
ابتسمت بلطف لكلماته تلك لتقول: فلننسى ذلك و لنبدأ من جديد
قال الشاب: أجل أنا جاي وارس سعدت بلقائك
قالت فينوس: سعدت بلقائك أيضا لكن حتى الآن لن أستطيع إخبارك باسمي
قال جاي: أتفهم الأمر لكن هذا هو اسمي الحقيقي لذا لا بأس
قالت فينوس بعد تنهيدة: أعرف ذلك لكنني حقا لا أعرف إن كان هذا خاطئا أو صائبا لذا أرجو أن تعذرني
قال جاي بمرح: حسنا حسنا إذا سوف أناديك بالآنسة الجميلة
قالت فينوس: هذا محرج للغاية
اقترب منها لينظر لوجهها الذي أحرج من تلقيبه لها ليضحك بمرح شديد و يقول: حسنا سوف أناديك بذلك بالفعل آنسة جميلة
توردت وجنتيها ليشعر بأنها ينجذب لكونها ليبتعد قليلا أتى مدير أعماله ليقول: أنت هنا جاي لقد بحثت عنك
نظر لفينوس ليبتسم لها و يقول: أتمنى بأنه لا يقوم بإزعاجك يا آنسة
قالت فينوس: حسنا ربما قليلا لكن لا بأس
نظر جاي إليها بصدمة لينهض و يغادر و هو يقول في نفسه: ما بال هذه الفتاة؟ هناك شيء مريب بها حتما
قال مدير أعماله: إنها جديدة هنا لذا توقف عن العبث معها
قال جاي: ألا تعتقد بأنك تسوء الظن بي كثيرا؟
ضحك بسخرية على كلامه ليزيد ضغط دمه المرتفع عند زوي التي كانت في غرفتها تسرح شعرها رن هاتفها لتنظر للرقم الغريب باستغراب أكثر رفعت الخط لتقول: مرحبا
قال المتصل: مرحبا أنا فانتين هايلون والدة فينوس
قالت زوي بمرح: مساء الخير خالتي
قالت فانتين: أعتذر عن الاتصال المفاجئ في هذا الوقت
قالت زوي: لا أبدا خالتي فيم يمكنني مساعدتك؟
قالت فانتين: أردت سؤالك عن فينوس لقد اختفت صباح هذا اليوم مع أغراضها الشخصية
قالت زوي: أحقا؟ ماذا؟ لم قد تفعل هذا؟
قالت فانتين: أفهم من كلامك بأنك لا تعرفين شيئا
قالت زوي: لا خالتي
قالت فانتين: إذا ما هو العمل الذي كنتما تذهبان إليه؟
قالت زوي: عمل؟ آه كنا قد تمت دعوتنا لتجريب حظنا في عمل التصوير لكننا فشلنا
قالت فانتين: هكذا إذا... شكرا لك إلى اللقاء
أغلقت الخط لتتنهد بارتياح شديد نظرت لنفسها في المرآة لتقول بصوت منخفض: لم تخبريني بأي شيء و طلبتي مني الكذب هكذا تدين لي بالكثير فينوس
ابتسمت بمرح لتتجه لسريرها و تنام في الصباح استيقظت فينوس و عينيها تحاولان التصارع للعودة للراحة نهضت من سريرها لتتوجه للحمام استحمت في وقت قصير لتغادر الحمام فتحت خزانتها لترتدي تنورة سوداء منفوشة قليلا تصل لمنتصف الساق و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة سرحت شعرها لترفعه للأعلى و حذاء رمادي بكعب متوسط حملت حقيبتها و هاتفها أعدت إفطارا بسيطا لأجلها لتبدأ بتناوله رن الهاتف لترفع الخط و تقول: مرحبا
قال المتصل: صباح الخير آنسة هايلون لديك اليوم جدول مزدحم يبدأ من الثامنة لذا عليك الحضور قبل ذلك
قالت فينوس: حسنا سوف أفعل
أغلقت الخط لتنظر لساعة الهاتف التي تشير للسابعة و الخمس دقائق أنهت الإفطار لتغادر المنزل أثناء سيرها وقعت عينها على ذلك الشخص الذي يحدق للأطفال و هم يلعبون اقتربت منه لتقول: صباح الخير رين
رفع بصره إليها دون الإجابة على تحيتها لتقول: أليس عليك الذهاب للجامعة الآن؟
قال رين: ليست لدي محاضرات في هذا الصباح
قالت فينوس: هكذا إذا...ماذا تفعل الآن؟
قال رين: كما ترين
انتبهت فينوس للخدش على وجنتيه و الجروح التي غطت عنقه لتقول له: ماذا حدث لك رين؟
قال رين: لا شيء مهم
قالت فينوس: حقا؟ لا أعتقد ذلك في كل مرة ألقاك فيها تكون مجروح بطريقة مخيفة أهناك شخص يلاحقك؟
قال رين: و كيف استنتجت ذلك؟
قالت فينوس: هذا لأنني جربت ذلك من قبل عليك إيقافه عند حده مهما كان
قال رين: حتى لو كان أحد أقاربي؟
قالت فينوس بجدية: بالتأكيد فهذا التصرف السخيف بلا معنى حقا
قال رين: يريدون موتي و سأمنحهم ذلك
نظرت فينوس إليه بهدوء لترى الحزن و الألم الذي يمر به عم الصمت الأجواء المحيطة بينهما لتقول: ماذا تقصد بأنك ستمنحهم ذلك؟ ألم تقل بأنك تريد أن تصبح طبيبا و تعالج والدتك؟ هل تريد التوقف عن ذلك و التخلي عنها رين؟
نظر إليها بعينين مصدومتين من النبرة التي تحدثت فيها كانت أقرب للنبرة الغاضبة ابتسم لها ليضع يده على رأسها و يقول: أجل سوف أبذل جهدي لأصبح ذلك الطبيب
قالت فينوس بمرح: هذا جيد لذا لا تقل أشياء سخيفة كهذه مجددا سوف تحزن والدتك بالتأكيد
ابتسمت له بمرح شديد لتنهض و تقول: سأودعك الآن أراك لاحقا رين
ابتعدت عنه بينما هو يلاحق ظلها بنظراته نهض ليصعد دراجته النارية ليعود للمنزل التقى بليزا التي رحبت بعودته لتنتبه للخدوش التي ملئت عنقه لتقول له: ماذا جرى لك رين؟ من أين حصلت على هذه الجروح؟
قال رين: إنها لا شيء فقط ارتطمت بأغصان شجرة عندما حاولت إنزال القطة
أمسكت بيده لتأخذه لغرفتها طلبت منه الجلوس ليفعل أخرجت بعض الأدوية و الضمادات لتطهر الجروح بها و تضع الضمادات عليها نظرت إليها لتشعر بألمها و تقول: رين أرجوك أن تكون حذرا سيتوقف قلبي حقا لو رأيتك هكذا مجددا
قال رين و هو يغادر: سوف أكون حذرا من الآن
ذهب لغرفته ليستلقي على سريره و يغمض عينيه لينام بعد مضي ستة أشهر حدثت فيها الكثير من الأشياء حتى ذلك اليوم الذي وجهت وسائل الإعلام الأضواء على العارضة التي نالت شهرة واسعة في وقت قصير في منزل عائلة وارس الذين كانوا يشاهدون التلفاز كانت مايا تنظر لتلك الفتاة التي تسير منزلة رأسها خلف مديرة أعمالها بانزعاج شديد ليقول ليون: تبدين منزعجة للغاية مايا
نظرت إليه بغضب شديد ليقول: ما الذي فعلته أنا؟ لقد كنت أقول الحقيقة
قالت صوفي: توقف عن إغاظتها ليون
قال جاي: ألا تعمل للشركة المنافسة لكم؟
قالت مايا: بلى كذلك لكن متى حصلت على كل هذه الشهرة؟ أعتقد بأنني رأيتها في مكان ما من قبل
حاولت مايا البحث في ذاكرتها عنها لكن بلا فائدة قالت والدة رين: لن يستطيع أحد الإنكار بأنها جميلة للغاية أليس كذلك رين؟
التفتت لرين لتراه مغمض العينين و يستمع لشيء ما لتبتسم بمرح شديد زاد غضب مايا بعد مقارنة مذيع البرنامج بينهما لتنهض و تغادر لغرفتها و هي تتوعدها بالانتقام عند فينوس التي وصلت لمنزلها بأمان دون تتبع أحد لها قالت مديرة أعمالها: يبدو أننا سنمر بوقت عصيب لكننا سوف نجد حلا لهذا
قالت فينوس: ماذا سنفعل بجدول أعمالنا؟
قال المديرة: سوف نبقيه كما هو سوف آتي لاصطحابك صباحا لذا لا يجب عليك الخروج من المنزل مهما كان السبب لذا لو احتجت لأي شيء بإمكانك الاتصال بي عليك أن تستريحي الآن
ابتسمت لها فينوس لتغادر و تغلق الباب خلفها استحمت و استلقت على السرير رن هاتفها لترفع الخط لتسمع صراخ المتصل القلق: أأنت بخير فينوس؟ لقد شاهدت التلفاز للتو هذا حقا مخيف أأنت بخير؟
قالت فينوس: أجل بخير لا داعي لكل هذا الصراخ زوي
تنهدت بارتياح شديد لتقول: لابد أن عائلتك قد شاهدت هذا أيضا ألست قلقة؟
قالت فينوس: لا لست كذلك فهم لديهم لويس لابد أنهم عرفوا بالأمر منذ فترة طويلة
قالت زوي: لا لم يعرفوا فقد اتصلت والدتك بي قبل يومين تسألني عنك
قالت فينوس: هكذا إذا ربما لويس لم يرد إخبارهم بذلك
قالت زوي: حسنا انتبهي لنفسك جيدا هؤلاء وحوش و ليسوا بشرا
ضحكتا بمرح شديد لتغلقا الخط سمعت رنين جرس المنزل لتنهض و تتجه للباب وضعت لها رسالة من أسفل الباب لتأخذها و تقرأها "مرحبا فينوس هذا أنا لويس لن تستغربي معرفتي لعنوانك صحيح؟ أخويك غاضبين لتصرفك الطائش هذا بقائك بعيدا عن المنزل لكل هذه الفترة بسبب خطبة إن كنت لا تريدينها فبإمكانك الرفض فقط و لن يجبرك أي شخص عليها لكنك اتخذت طريقة صعبة و غريبة حقا والديك ماذا أقول عنهما؟ أعتقد بأنهما سوف يقتلانك حقا لو لم تعودي للمنزل لم أخبر أي شخص عن عنوانك الجديد لذا لا تقلقي لكن إن لم تجيبي على هذه الرسالة ربما أفعل" ابتسمت لتلك الرسالة التي وصلتها لتذهب و تنام على سريرها في الصباح ذهبت للشركة لتبدأ جدول أعمالها دون المبالاة بأي شيء أخذت استراحة قصيرة لتفكر فيها قليلا ليأتي مدمر السلام الخاص بها و يقول: صباح الخير آنسة فينوس
قالت فينوس: صباح الخير جاي
قال جاي: لا تبدين بخير أهو بسبب ما حدث بالأمس؟
قالت فينوس: لا فقد توقعت حدوث شيء كهذا و أسوأ
قال جاي: تعرفين مايا وارس أليس كذلك؟
قالت فينوس: بالتأكيد فهي من دلني على هذا الطريق
صدم جاي من كلامها و أسلوب حديثها ليشعر بتذبذب الأجواء المحيطة به بدأ يشعر بالقلق أكثر و أكثر من البقاء بقربها لينهض و يقول: لم أتوقع هذا أبدا إن كانت فعلت فلم كل ذلك الغضب؟
قالت فينوس و هي تنهض: آسفة لكن عليّ الذهاب
انحنت بهدوء كما تفعل عادة ليشعر بقوة غريبة تتنافر مع قوته في المساء عند عائلة هايلون كانت تارا تجلس مع الفتيات الأخريات يحدقن بمجلات الأزياء حتى صدمتهن تلك الصورة لتقول بيلا: إنها فينوس أليس كذلك؟
قالت تارا: لا تقولي أشياء مرعبة مستحيل أن تكون هي
قالت إيفلين: إنها تشبهها كثيرا
أتاهم لويس ليقول: هل لي أن أراها؟
أعطته تارا المجلة ليبتسم بثقة و يعيدها إليهم ليعود لمكانه و يقول: ماذا ستفعلين الآن؟
في الردهة حيث كان الجد و كبيرة الخدم يحاولان السيطرة على الوضع المزعج في الخارج الصحافة ملئت المكان ليقول الجد: ليتني أعلم ماذا يحصل هنا
قرع جرس الباب لتفتح كبيرة الخدم الباب لتدخل فينوس بهدوء و تغلق الباب خلفها نظر إليها الجد بصدمة كبيرة بينما ابتسمت له بمشاكسة و تقول: مساء الخير جدي
قال الجد: فينوس؟!!
كان مصدوما حقا من رؤيتها لتتركه و تتجه لغرفتها استحمت و استلقت على السرير لتنام فقد حدث الكثير هذا اليوم و هي متعبة للغاية أوصل الجد الخبر للجميع ليصابوا بالصدمة ذاتها عدا لويس الذي حدق الجميع به ليشعر بقليل من الارتباك أمامهم أخبرهم بكل شيء ليلقوا عليه أنواع المحاضرات و العتاب ذهبت فانتين لتتفقدها في غرفتها لتراها نائمة بتلك الملامح الحزينة لتستغرب ذلك اقتربت من سريرها أكثر لتفتح عينها و تنظر إليها لتبتسم و تقول: مرحبا أمي
قالت فانتين و الدموع في عينيها: سعيدة لعودتك حبيبتي
عانقتها بمرح شديد بينما فينوس تتثاءب فالنعاس يقتلها و جسدها لا يريد النهوض نظرت فانتين إليها لترى مدى الإرهاق الذي تعانيه لتقول: آسفة لأنني قاطعت وقت راحتك
قالت فينوس: لا عليك أمي فأنا لن أبقى طويلا هنا
نظرت فانتين إليها باستغراب لتقول: ماذا تقصدين؟
قالت فينوس: عليّ السفر غدا أتيت للزيارة فقط
تعجبت والدتها كلماتها تلك لتنظر فينوس إليها لتبدأ الضحك و تقول: كنت أمازحك و حسب أمي لا نية لي في السفر لأي مكان فأنا حقا أكره الابتعاد عن هذه المدينة
تنهدت فانتين بارتياح لتقول لها: لا تخيفيني هكذا فينوس لقد اعتقدت حقا بأنني لن أراك مجددا
قالت فينوس: لن يحدث هذا أبدا لذا لا تقلقي سأبقى هنا من الآن و لن أذهب لأي مكان
قالت فانتين: سيحب لاري سماع هذا كثيرا منذ أن رحلت و هو يبدو محبطا للغاية حتى أنه قد بقى معنا في المنزل لشهر تقريبا آملا في عودتك سوف أخبره بعودتك واثقة بأنه سوف يأتيك فورا
قالت فينوس بصوت منخفض: ما بال هذا الشخص؟
استلقت على السرير لتغادر فانتين غرفتها بتلك الابتسامة السعيدة في الصباح عند زوي التي أخبرتها فينوس بما حدث كانت تستعد للذهاب للجامعة طرق باب غرفتها ليدخل شقيقها و هو يلتقط أنفاسه لتذهب إليه و تقول: ماذا هناك؟ هل أنت بخير؟
قال شقيقها: لقد سمعت والديّ يتحدثان عن قدوم شخص هذا اليوم لخطبتك أختي
قالت زوي: لابد أنك سمعت الأمر خطأ
قال شقيقها: أنا لا أكذب أعتقد أن اسمه ليون وارس أو شيء كهذا
نظر لشقيقته التي تجمد الوقت حولها باستغراب شديد ليتنهد و يقول: لا تقولي بأنه الشاب الذي تواعدينه؟
قالت زوي: بلى لكن لم يخبرني عن شيء كهذا
قال شقيقها: يا إلهي لا أصدق بأنك سوف ترحلين حقا
ابتسمت له بمرح شديد لتغادر برفقته لم تحدث والديها في الأمر كي لا تورط شقيقها الأصغر ذهبت للجامعة محاولة التخفي حتى لا تلتقي بليون التقت برين الذي كان ينظر إليها باستغراب من تصرفاتها ليقول لها: ليون لن يأتي
اعتدلت في وقفتها لتتنهد بارتياح شديد أكمل طريقه متجاهلا لها لتلتقي بريو و تخبره بالأمر ليسعد لأجلها انقضى الدوام لتعود للمنزل صعدت لغرفتها على الفور عند فينوس التي كانت تلعب مع ويليام و بقية الأطفال في الحديقة مختلف الألعاب و الضحكات تزين الأجواء كان الآخرين ينظرون إليهم و الابتسامات تعلو وجوههم ليقول آرثر: أنا واثق بأنها سوف تبقى طفلة طول حياتها
قالت آن: ما هذا الكلام السخيف الذي تقوله؟
قالت ليندا: دعها تستمتع بوقتها
قال سام: لكن ليس بهذه الطريقة
قالت كاثرين: تذكرت توا لقد اتصل لاري و قال بأنه قادم لكن لم يحدد وقت
قال الوالد: هو هكذا دائما لا يحب التقيد بالوقت و المكان
قالت فانتين: لكنه شاب مرح حقا
قالت كاثرين: أجل إنه كذلك بالفعل
قال لويس: يبدو أنه جيد في جذب انتباه النساء له
قال سام: هذا ما يجعلني أقلق كثيرا للقائهما
قال آرثر: مجرد تخيل الأمر يسبب الصداع لي
قال الوالد: لا تكونا متشائمين هكذا ثم أن فينوس دائما ما حطمت التوقعات لذا من المفترض ألا تتوقعا أي شيء
تنهدا بقلق ليبتسم لهما جلست فينوس برفقة الأطفال يروي كل منهم شيء مضحك فعله شعرت فينوس بحضور غريب قريب منها التفتت لصاحبه الذي كان يقف خلفها اقترب منهم أكثر ليقول: هل بإمكاني الانضمام إليكم؟
وافق الأطفال بحماسة ليجلس مواجها لفينوس يستمع إليهم بمرح شديد و يشاركهم أيضا لتتلاقى أعينهما في النهاية و يقول: لم لا تشاركينا أيضا فينوس؟
نهضت فينوس دون الإجابة عليه لتغادر المكان تاركة الجميع في حيرة و صدمة من هذا التصرف اعتذر من الأطفال ليلحق بهاكانت تسير في الممر تتجاهل صوت خطواته اللاحقة بها حتى توقفت ليفعل المثل ليقول لها: أعرف أن الالتقاء بشخص لم تعرفه من قبل صعب للغاية....
أكملت فينوس طريقها متجاهلة كلامه ليوقفها بإمساك يدها التفتت لتعاتبه على تصرفه هذا لكنها فوجئت بمدى قرب وجهه منها لتحاول الفرار منه لكنه يأبى تركها ترحل هكذا شعرت بضعفها يزداد فجأة لتقل مقاومتها له ليقول لها: أريد الحديث إليك و حسب لن أقوم بشيء يؤذيك
خار جسدها المتعب و المنهك ليجلس مواجها لها لينتهز الفرصة و يبدأ الحديث بقوله: لابد أنك قد تفاجأت بخطبتي لك لكنني حقا قد وقعت في حبك و لم أستطع البقاء بعيدا عنك فترة أطول
تنبه لاري لتنفسها الغريب و الصدمة التي علت وجهها حملها بين ذراعيه ليأخذها لغرفتها قابل مارثا في طريقه ليطلب منها استدعاء الطبيب قلق الجميع عليها ليغادر الطبيب غرفتها و يقول: عليّ التحدث إليكما على انفراد
زاد رعب فانتين لما حدث ليذهبا معه لغرفة قريبة قال الوالد: ماذا هناك؟
قال الطبيب: هذه آثار اللعنة
أوقفت آخر كلمة قلب فانتين لتشعر بالألم لابنتها لتنزل برأسها و الحزن يقتلها ليقول الوالد: سوف نتحرى عن الأمر شكرا لجهودك
انحنى الطبيب لهما و يغادر لتبكي فانتين بشدة عانقها ليخفف تلك الدموع و لو قليلا عند فينوس النائمة كان لاري يحدق بوجهها خائفا عليها فتحت عينيها لتنظر إليه ليقول: أتشعرين بتحسن فينوس؟
ابتسمت له بلطف و قالت: أجل أنا بخير آسفة لأنني أقلقتك هكذا
قال لاري: لا عليك أبدا المهم أن تكوني بخير
قالت فينوس: آسفة لتصرفاتي السابقة لكن الأمر كان مفاجئ بالنسبة لذا لم أتقبله جيدا و ما زلت في الواقع
ابتسم لاري بمرح لينزل رأسه ليصمت قليلا قاطع سيادة الصمت قائلا: لقد توقعت شيئا مختلفا لكن لا بأس فأنا لست شخصا جيدا حتى
أمسكت بيده لينظر إليها محاولا منع الابتسامة من الزوال نهض ليغادر غرفتها تجاوز سام و ليندا دون الحديث إليهما ليعرف كلاهما معنى تلك الكلمات التي لم ينطق بها و حبسها في قلبه طرقت ليندا الباب لتدخل و تقول: حمدا لله أنك بخير فينوس
قال سام: عليك ألا تنسي ضعف جسدك أبدا
قالت فينوس: أهذا كلام يقال لمريض سام؟ أنت حقا فاشل في معرفة مشاعر الناس
قال سام: أجل أنا كذلك لكن حقا يجب عليك تذكر ذلك دائما
قالت ليندا: حسنا هذا يكفي لقد أصبحتما تتشاجران كثيرا
نظرا لبعضهما ليبتسما بمرح شديد تحدثا إليها قليلا ثم غادرا عند زوي التي كانت في غرفتها تستمع للخبر للمرة الثانية لتحمر وجنتيها كما حال بقية وجهها لتضحك والدتها بمرح شديد و تقول: هل أعد هذه موافقة زوي؟
قالت زوي بخجل شديد: أجل
عانقتها الوالدة لتقول: لا أصدق بأن طفلتي المجنونة ستتزوج قريبا
قالت زوي: أنا لست كذلك يا أمي
قالت الوالدة: بلى أنت مجنونة كفاية لتعملي عارضة أزياء دون إخبارنا
قال زوي: لقد قلت بأنني آسفة لذا لا تغضبي
بادلتها العناق لتذهب الوالدة و تنقل الخبر للوالد لتتصل على فينوس من فورها رفعت الخط لتقول زوي بحماس: لن تصدقي ما سأقوله لك
قالت فينوس: إذا لا تخبريني
قالت زوي: لا تكوني باردة هكذا فينوس
قالت فينوس بمرح شديد: إذا ماذا هناك؟
قالت زوي: لقد تقدم ليون لخطبتي
قالت فينوس بمرح: حقا؟ هذا خبر رائع حقا لقد تحقق حلمك أخيرا زوي
قالت زوي: أليس هذا رائعا؟ كما لو أنني في قصة خيالية الآن
قالت فينوس: مبارك لك زوي أنا حقا سعيدة لأجلكما
تحدثتا في الهاتف لساعات طوال فهما لم تريا بعضهما منذ فترة عند رين الذي كان يشاهد بعض مقاطع الفيديو أوصاهم به الطبيب المسؤول عنهم ليقاطعه ليون قائلا: ماذا تعتقد أن تكون إجابة زوي؟
قال رين: كما لو أنني أهتم دعني و شأني ليون
قال ليون: لماذا أنت قاسي هكذا؟ والديك ليسا هكذا
قال رين: لم لا تذهب و تذاكر في غرفتك؟ لقد أزعجتني كثيرا
قال ليون: حسنا سأصمت
عاد ليون للنظر في كتابه ليقول بعد خمس دقائق صامتة: ألا تظن بأن الجو جميل هذا اليوم رين؟ ما رأيك أن نخرج سوية؟
نظر رين إليه ليضع عينيه على كتابه برعب دب فيه ليبتسم لاحقا و يقول في نفسه: لقد أصبحت تضع الكثير من التعابير مؤخرا و هذا شيء جيد حقا
دخلت ليزا بتلك الأطباق التي حوت أنواع مختلفة من الحلوى و كوبي قهوة لتقول لهما بابتسامة: ابذلا جهدكما هذا لأخذ استراحة قصيرة
قال رين: لقد أخبرتك بأننا لسنا بحاجة لذلك
قال ليون: تحدث عن نفسك فقط فأنا حقا بحاجة لفعل شيء مختلف
قال رين: إذا افعله في غرفتك و توقف عن إزعاجي
قالت ليزا و هي تخرج ظرفا من جيب مئزرها: لقد وصلتك هذه الرسالة قبل دقائق رين
فتح رين الرسالة ليقرأ محتواها بينما هما في انتظاره ليخبرهما وضع الرسالة جانبا ليكمل المشاهدة لتقول ليزا: ألن تخبرنا ما هي تلك الرسالة؟
قال ليون: حقا إن طباعك لم تتغير
قال رين: لقد تمت الموافقة على طلب انتقالي لجامعة أخرى في دولة أخرى هذا فقط
صدمت ليزا للأمر الذي سمعته لتقول: لماذا؟ لماذا تريد الانتقال؟
قال رين: من الأفضل أن تقرأي الرسالة بنفسك
قالت ليزا بانزعاج: أريدك أن تخبرني بنفسك رين
نظر إليها ببروده المعتاد ليجمد قلبها الذي أخذ يخفق بسرعة ليقول: أردت الدراسة بهدوء في مكان بعيد عن المزعجين من حولي هذا هو السبب
قالت ليزا: ماذا تقصد بكلامك؟ ألا تريد أن تكون بقربنا؟
قال رين: لا فقد سئمت هذا
قال ليون: ما الذي تقوله فجأة رين؟ توقف عن هذا الهراء
لم يجبه رين ليعيد بناظريه للفيديو الذي كان يشاهده غادرت ليزا غرفته و هي تبكي حتى أنها لم تنتبه لمايك الذي وقف ينظر إليها باستغراب لحق بها لغرفتهما ليراها تجلس على الكرسي مخفية وجهها الباكي ليقف خلفها و يحتضنها ليقول: ماذا حدث ليزا؟
قالت ليزا: رين لا يود البقاء معنا بعد الآن لقد قال بأنه سئمنا
صدم مايك لسماعه ذلك لكنه يحاول تهدئة ليزا فلا وقت لديه لذلك قال لها: تعرفين رين كلماته قد تكون قاسية لكنه بالتأكيد لا يعنيها
قالت ليزا: لكنه طلب انتقاله من الجامعة لأخرى في مكان بعيد جدا عنا لن نستطيع البقاء بقربه حينها
صمت مايك فهو لم يعد يفهم شيئا من الذي حدث ليزيد بكاء ليزا التي كانت حزينة لذلك فهي لم تتوقع يوما بأن يقول هذا لها في غرفة رين حيث قام ليون بتوبيخه لكن لا حياة لمن تنادي ليتنهد بانزعاج و يقول: لماذا تفعل بهما هذا؟ إنهما والديك في النهاية
قال رين: هما ليسا كذلك
قال ليون: ماذا تقصد بأنهما ليس كذلك؟ أتحاول إنكارهما الآن أيضا؟
قال رين: افهمها كما تشاء ليون لكن لا تزعجني رجاء
حمل ليون أشياءه و غادر الغرفة و هو غاضب من كلام رين ليعود لغرفته و يضع أشياءه بغضب شديد ليقول: كيف يجرؤ على قول هذا لهما؟ إنه حقا جاحد
رمى بجسده على الكرسي ليسند رأسه على راحة كفيه في المساء غادر رين المنزل ليستنشق بعض الهواء العليل التقى بفينوس التي كانت تسير في اتجاهه دون النظر لطريقها أوقفها عن الاصطدام به بإمساك يدها لترفع بصرها إليه ابتسمت على الفور لتقول: رين ما هذه المصادفة؟
قال رين: هل أنت بخير؟ تمشين دون إدراك ذلك
انتبهت ليده التي أوقفتها لتشعر باحمرار وجنتيها ترك يدها ليقول لها: هل أنت بخير؟ حرارتك مرتفعة و تشردين أكثر من العادة
قالت فينوس بمرح: أنا بخير لا تقلق عليّ سيدي الطبيب
قال رين: لست كذلك بعد صحيح من أين حصلت على رقمي؟
قالت فينوس بمرح: لقد وضعت رقمي في هاتفك و اتصلت به و حصلت على الرقم
قال رين: أين كنت طوال هذا الوقت؟
قالت فينوس: غائب الوعي كالعادة
ضحكت بمرح شديد على التعابير التي رسمها على وجهه ليسيرا معا و هما يتبادلان الأحاديث حتى قالت فينوس: جيد أننا التقينا كنت أريد الاتصال بك لكنني خفت بأنني سأزعج دراستك
نظر إليها رين ليفاجأ من التقاء أعينهما لتبتسم له بمرح شديد و تقول: سوف أدرس بعيدا في الجامعة بالرغم من أنني لم أخطط لذلك إلا أن أخويّ يريدان ذلك بشدة
قال رين: في أي جامعة؟
قالت فينوس: جامعة"...."
قال رين: إنها نفس جامعتي
نظرت له باستغراب لتتحول لحماس بالغ شعر رين بذلك لتنهض و تقول: هذا جيد كنت سأبكي لو ذهبت وحدي لهناك
قال رين: و هل أنت طفلة؟
نفخت وجنتيها بانزعاج لتضحك بعدها بمرح شديد أكملا المسير و الحديث لبضع ساعات أخرى حتى تأخر الوقت ليعود كل منهما لمنزله عند فينوس الذي وبخها سام كثيرا لتأخرها لتتجه لغرفتها و تبدأ بحزم حقائبها بحماس بالغ لتنتهي من ذلك و تبدل ثيابها لتنام بعد إرسالها رسالة لزوي التي لم تستطع النوم لتقول في نفسها: لا أصدق ذلك سوف أعود وحيدة مجددا
تنهدت بحزن لترتمي على سريرها محاولة النوم لتغمض عينيها و تتخيل يوم زفافها الذي أشعرها بالنعاس كثيرا لتنام في ظهيرة اليوم التالي كانت فينوس تودع أفراد عائلتها الذين حضروا كما فعلت زوي لتقول والدتها: ابذلي جهدك فينوس و لا تعبثي كثيرا
قالت فينوس: أنا لن أفعل
قال الوالد: اتصلي بنا حالما تصلين
قالت فينوس: أجل سأفعل
عانقتها زوي بحزن شديد لتقول لها: ابذل جهدك فينوس سأنتظر عودتك
قالت فينوس: سأشتاق إليك كثيرا
ابتسمتا لبعضهما بمرح شديد لتغادر فينوس لطائرتها التي ستقلع في وقت قصير لتجلس في كرسيها لتغمض عينيها و تنام فهي لم تحظى بوقت كافي للنوم بالأمس بعد ساعات طويلة من السفر وصل رين لوجهته دخل المبنى الكبير الخاص بسكن الطلاب ليتجه لغرفته المفردة رتب أشياءه فيها ليستحم و يذهب بعدها للنوم
https://up.arabseyes.com/uploads2013...4252697142.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حالكم جميعا؟ أتمنى أن الجميع بصحة جيدة لابد أنكم مللتم من انتظار باقي القصة أنا حقا آسفة للغاية لقد انتهى الانترنت و عاد للتو لذا سأبذل جهدي في وضع باقي القصة المثيرة للغاية
حسنا لنرى فينوس المسكينة وقعت فريسة للمرض يا إلهي ماذا سيحدث لها أثناء دراستها في الخارج؟ رين كم أحب هذا الشخص كثيرا يفعل كل شيء بالطريقة التي يريدها يتصرف بشكل مزعج أحيانا لكنه يحب الجميع بالتأكيد حسنا توقعاتكم أحبتي لما سيحصل تاليا اسرحوا بخيالكم كيف شئتم وحدكم ستكشفون الأحداث المثيرة و الماضي الخفي حتى ذلك الوقت كونوا في أمان الله أحبتي
https://up.arabseyes.com/uploads2013...4252700814.png


Inas Fallata 03-24-2020 02:40 AM



https://up.arabseyes.com/uploads2013...0605547093.png
مضت أسابيع ثلاث هادئة حتى اليوم الذي التقت فيه فينوس برين في الساحة الداخلية لتقول له بمرح شديد: حقا إنها مصادفة جميلة و رائعة ألا تظن ذلك رين؟
لم يجبها رين كعادته لتسير بقربه تثرثر بينما هو يحمل كتابا ما و يذاكر أوقفهما مجموعة من الأشخاص ليقول أحد الفتية بتعابير ماكرة علت وجوه الذين كانو معه: لم أتوقع بأنكما تواعدان بعضكما
قالت فينوس بإحراج: و من قال هراء كهذا؟ نحن مجرد صديقين مقربين جدا هذا فقط
قالت أخرى: لكنني أرى العديد من الأزهار تتفتح حولك فينوس
قالت فينوس: توقفي عن قول أشياء محرجة كهذه و أنت لا تصمت هكذا
نظر رين إليها ليرى وجهها المحمر من الخجل لينظر إليهم بنظراته الباردة ليكمل سيره متجاهلا حديثهم الفارغ لتلحق به بصمت جلسا في إحدى الكراسي المنتشرة في الحديقة لتخرج كتابها هي الآخرى و تبدأ الاستذكار بهدوء نظر لملامحها الجادة التي أصبحت غامضة فجأة ليعرف بأنها لا تركز فيما تفعله ليقول: ألا يجب عليك الذهاب للمكتبة؟
نظرت إليه كما لو أنها أفاقت من غيبوبة طويلة لتبتسم و تقول: لا أبدا سوف أنام لو دخلتها
قال رين: كنت أود الذهاب الآن
قالت فينوس: لا بأس بإمكانك الذهاب سوف أبقى هنا قليلا
قال رين: أخشى بأنك سوف تتجولين في أحلامك عوضا عن ذلك
ضحكت بمرح شديد لينهض و يغادر لتبعد عينيها عنه فور ابتعاده لتضعهما على الكتاب أغلقته بعد ساعة و نصف من القراءة لتنهض و تذهب لمحاضراتها المسائية عند رين الذي لا يزال في المكتبة يقرأ بعض الكتب للتأكد من تقريره الذي كتبه أنهى جبلا كاملا من الكتب لينظر لساعة الحائط المشيرة للعاشرة لينهض و يغادر المكتبة ليرى التجمع أمام إحدى تلك القاعات ليقف هناك فالطريق مسدود بتلك الجموع لينظر للفتاة التي كانت تقول: لقد فقدت تلك الفتاة وعيها فجأة مما أرعب الجميع
قالت آخرى: من تكون؟
قالت الأولى: صاحبة الرقعة أعتقد أن اسمها كان فينوس هايلون
لم يبالي كثيرا لكنه تقدم ليعرف ما حصل رأى المسعفون يحملونها للمشفى التابع للجامعة ليذهب برفقتهم بقى معها في الغرفة ليقول له الطبيب: أتعرفها سيد وارس؟
قال رين: أجل نوعا ما أتينا من نفس المدينة
قال الطبيب: هكذا إذا سيكون من الجيد لو بقيت معها حتى تستفيق فحالتها غريبة حقا
نظر رين للطبيب ليقول: لقد كانت درجة حرارتها مرتفعة فوق المعدل و نبضها كذلك لكن الآن كل شيء طبيعي
غادر الطبيب بعدها لينظر رين ليديها التي بدأ لونها يتغير للأزرق و هالات سوداء أسفل عينيه ليقول بصوت منخفض: تبدو كما لو أنها سممت بالرغم من أن ذلك غير صحيح
الصمت شعر بالتعب من طول مدته ليفر فور فتح فينوس لعينيها حدقت بالسقف مطولا كما لو أنها لا تزال فاقدة الوعي لتشعر بشخص آخر قربها التفتت إليه لتظهر ابتسامة على شفتيها و تنهض و تقول: كيف عرفت مكاني رين؟
قال رين: غادرت المكتبة و رأيت ما حدث
قالت فينوس: آسفة لو كنت أقلقتك عليّ بلا سبب
قال رين: أيحدث ذلك معك دائما؟
قالت فينوس: أجل ربما كان عليّ الاستمتاع إلى كلام سام بشأن تذكر ضعف جسدي
ضحكت بارتباك فصوتها بالكاد يخرج من حنجرتها لتنزل برأسها محرجة قليلا ليقول رين: حسنا سوف أغادر الآن بما أنك بخير
قالت فينوس: ألديك شيء تفعله الآن؟
فهم رين مغزى سؤالها ليعاود الجلوس ابتسمت بخجل ليرن هاتفها باسم زوي لتسعد و ترفع الخط لتقول: مرحبا زوي سعدت باتصالك حقا
قالت زوي: كيف هو حالك؟ أأنت بخير؟
قالت فينوس: أجل بخير ماذا عنك؟ أحدث جديد بموضوع ليون؟
قالت زوي: أجل لقد حددنا موعد الزفاف و هو بعد ثلاث أسابيع
قالت فينوس: لماذا؟ سوف أكون مشغولة حقا و لن أستطيع القدوم
قالت زوي: أجل هذا محزن للغاية
قالت فينوس: أجل إنه كذلك
قالت زوي: حسنا سوف أدعك تأخذين قسطا من الراحة لابد أنك كنت مشغولة بالدراسة طوال الوقت
قالت فينوس: إلى اللقاء زوي
تنهدت بارتياح شديد لسماعها صوت زوي فقد كانت قلقة من كونها تبكي حتى الآن نظرت للطاولة بقربها لترى حقيبتها التي كانت تحملها لتخرج كتاب منها و قلم رصاص لتبدأ المذاكرة هي أيضا شعرت بشيء من الألم لكنها لم تمانع ذلك كان رين مشغول الفكر باستذاكره حتى لمح ارتجاف أصابع يدها لينظر إليها و يرى وجنتيها محمرتين أكثر من العادة ليقول: من الأفضل أن تستريحي قليلا فهذا غير جيد لصحتك
ابتسمت له بمرح و قالت: لا تقلق أنا بخير
سحب رين الكتاب من حجرها كما فعل مع قلم الرصاص ليعيده للطاولة و يقول بنبرة حازمة خالطه شيء من برود شخصيته: أنت مريضة و عليك مراعاة ذلك لا داعي لإجهاد نفسك
قالت فينوس: ماذا سأفعل لو فاتني كل هذا؟ سوف يسبب ذلك لي المرض أكثر
قال رين: الصحة أولا الدراسة ثانيا ما يحلو لك أخيرا
قالت فينوس بانزعاج: ماذا؟ هذه حياة مملة حقا رين كيف تعيش هكذا؟
ابتسم بسخرية لتبتسم و تستلقي على السرير بملل أخرجت هاتفها لتلهو به قليلا حتى غفت نظر رين إليها ليحمل أغراضه و يغادر غرفتها ذهب لإحدى الفتيات التي تدرس معها ليتحدث معها في شيء ما و يعود لغرفته في السكن لينام بعد أسبوع غادرت فينوس المشفى لتعطيها تلك الفتاة الملخصات لكل ما فاتها لتشكرها بمرح شديد و تبدأ الاستذاكار مضت ست سنوات سريعة بالنسبة إليهما ليعودا لمدينتهما تفرقا في المطار عند رين الذي عاد لمنزله ليشعر بالهدوء الغريب الذي سكنه توجه لغرفته ليراها نظيفة مرتبة توقفت أنظاره على ليزا واضعة رأسها على طرف السرير نائمة بجفون مثقلة و هالات سوداء داكنة أسفل عينيها وضع أشيائه على الطاولة ليقترب منها و يوقظها فتحت عينيها بهدوء لتفاجئه الدموع التي لا تزال عالقة في عينيها توسعتا فور وقوعهما عليه لتقترب منه و تمسك بوجنتيه لتحدق في عينيه باشتياق لتقول: لقد عدت حقا رين أليس كذلك؟
قال رين: أجل لقد عدت
دفنت وجهها بين أحضانه لتسمح لدموعها بتبليل قميصه الذي يرتديه احتضنها بهدوء مخففا عنها لتشعر بصدمة تسري في جسدها لكنها سعيدة كفاية لتتجاهل الأمر بعد نصف ساعة حزن ابتعدت عنه لتمسح عينيها و تقول بابتسامة: سعيدة برؤيتك مجددا رين أنا حقا سعيدة برؤيتك
تسمرت عينيها على تلك الابتسامة التي ظهرت على شفتيه للمرة الأولى لتنزل دموعها سعيدة بذلك نظر رين للباب ليرى مايك ينظر إليه بذهول من ابتسامته ليقترب منه و يعانقه بسعادة بالغة ليقول: سعيد برؤيتك من جديد رين
قال رين: أنا كذلك
قالت ليزا: لم لم تخبرنا بأنك قادم هذا اليوم؟
قال رين: طلب إليّ جعله مفاجأة لكما
ابتسما له بمرح شديد تحدثا إليه في عدد من الأمور ليغادرا سامحين له بالارتياح قليلا لتقول ليزا: لقد تغير بشكل ملحوظ و جدا ألا تعتقد ذلك؟
قال مايك: كنت خائفا منه قليلا لكنه تغير للأحسن لذا يجدر بنا أن نسعد لأجله
قالت ليزا بمرح: أنت محق سوف أنام مرتاحة طيلة هذه الليلة
قال مايك: لقد أرهقت نفسك حقا
ابتسم لها بمرح شديد عند فينوس التي كانت تتسلل لغرفة المعيشة رأتها كبيرة الخدم لتصمتها بوضع سبابتها أمام شفتيها لتبتسم لها بمرح شديد فتحت الباب لتظهر تلك التعابير السعيدة على وجهها لتضحك على الوجوه المفزوعة المتفاجئة المصدومة لرؤيتها لتقول: إلى متى ستبقون هكذا؟ سوف أعود إن شئتم
نهضت فانتين لتعانقها بدموع الفرح التي انهمرت على كتفي فينوس المبتسمة بسعادة لتقول لها: أجل لقد اشتقت إليك أيضا يا أمي
ابتسمت لوالدها الذي حدق بها مطولا ليبادلها الابتسامة جلست مع أهلها تحدثهم بثرثرة كالمعتاد عن الأحداث التي تعرضت لها و الأشخاص الذين التقت بهم لتقول آن: جيد أنك لا زلت تثرثرين كالعادة
قالت فينوس: هذا فن يا آن و لن يتقينه سوا الجادين
قال آرثر: لا أحد يريد إتقانه من الأساس لذا لا تتفاخري به حسنا؟
ضحكت فينوس بمرح شديد لتقول: أخي آرثر لازلت مزعجا اعتقدت بأنني سوف أحضر جنازتك ألا تريد الموت بعد؟
قالت آن: ماذا تقولين فينوس؟ لا تقولي أشياء سيئة كهذا
قالت فينوس: حسنا أنا آسفة لم أقصد ذلك كنت أريد ممازحتك و حسب بالمناسبة أين هي ليندا و ويليام؟
قالت كاثرين: ثلاثتهم في إجازة بعيدا عن المنزل منذ أيام قليلة
قالت فينوس: هكذا إذا سوف أذهب لأنام الآن تصبحون على خير
نهضت لتغادر الغرفة صاعدة الدرج لغرفتها لتصل إليها و تستلقي على سريرها فجسدها مرهق من الرحلة الطويلة و المتعبة في الصباح فتحت عينيها بتعب شديد لترفع يديها محاولة رؤيتها لتصاب بالرعب الشديد تلك الرؤية المشوشة لطالما كانت فأل سيء بالنسبة لصحة فينوس نهضت من سريرها لتسير بترنح لتصل للباب بعد عناء أمسكت المقبض ليفتح من الخارج لتنظر مارثا لها باستغراب و تقول: صباح الخير آنستي لقد استيقــ....
سقطت فينوس لتوقفها عن الكلام حاولت رفعها لكنها لم تستطع لتذهب و تطلب المساعدة من إحدى الخادمات لترفعاها للسرير ذهبت تلك الأخرى لتتصل على الطبيب بينما حاولت مارثا تخفيض حرارتها المرتفعة للغاية حضر آرثر برفقة والديها لتمسك فانتين بيدها و الخوف يكاد يقتلها لتقول لها: فينوس حبيبتي أتسمعينني؟ أرجوك أجيبيني
لا استجابة قلق الوالدين كثيرا بينما آرثر اتصل على الطبيب مرارا و تكرارا لكنه في وسط زحمة سير معقدة العرق يتصبب من جبينها تنفسها سريع بشكل مخيف حرارتها لا تنفك عن الارتفاع لم تستطع فانتين حبس دموعها أكثر من ذلك ليمسك بها الوالد و يغادرا الغرفة فذلك المنظر سوف يفقدها صوابها ليقول لها: اذهبي لترتاحي سوف أذهب للاتصال بالمشفى
قالت فانتين: ماذا لو كانت هذه....؟
قال الوالد: لا تقوليها فانتين ستكون بخير هي بالتأكيد ستكون بخير لذا لا تيأسي اذهبي لتستريحي
أوصلها لغرفتها ليذهب لمكتبه و يبحث في قائمة الأشخاص المقربين من العائلة عن طبيب بينهم حتى وصله خبر وصول طبيب العائلة ليتجه لغرفة فينوس دخل مع الطبيب ليحاول معالجة الوضع بعد فترة طويلة هدأ الوضع قليلا ليقول الطبيب: الأمر يصبح أسوأ فأسوأ و لا يوجد علاج لذلك كما تعرف سيدي و الحل الوحيد....
أوقفه الوالد عن إكمال جملته ليحدق كلاهما بها كان الوالد يشعر بالألم و الحزن لرؤيته لها تتعذب هكذا غادر الغرفة برفقة الطبيب الذي عجز عن المساعدة فهذا ما هو متوقع في الظهيرة كانت فينوس لا تزال متعبة لتحمل هاتفها الذي رن بطريقة مزعجة و تنظر لصاحب الاتصال لترفع الخط و تقول: مرحبا زوي
قالت زوي: مرحبا فينوس لقد سمعت بعودتك صوتك متغير جدا
قالت فينوس: متعبة من السفر هذا فقط لا داعي للقلق
قالت زوي: لا أستطيع الثقة بكلماتك فينوس سوف آتي للزيارة
قالت فينوس: لا تفعلي سوف تصابين بالعدوى
قالت زوي: آه إذا أنت مريضة؟ لماذا تحاولين اخفاء الأمر عني؟
قالت فينوس: أعرف أنك سوف تقلقين بجنون و الأمر لا يحتاج كل هذا
قالت زوي: حسنا سوف أتغاضى عن هذه المرة فقط أهذا واضح؟ تحسني بسرعة لأراك قريبا
قالت فينوس: سأفعل
أغلقت الخط لترسل رسالة موجهة لرين لتضع هاتفها على الطاولة و تغمض عينيها علها تنام قليلا عند رين الذي كان يجلس مع ليزا و مايك يقرأ الرسالة التي وصلته توا ليضع تعابير منزعجة مخفية على وجهه ليقول مايك: أهي رسالة من حبيبتك رين؟
نظر رين إليه باستغراب من الكلمة التي وضعها في جملته تلك لتضحك ليزا عليه بمرح شديد و تقول: لماذا صدمت هكذا؟ أليس من العادي للغاية أن تكون هناك واحدة في عمرك هذا؟
قال رين: سؤال فجأني و حسب
قال مايك: تبدو لي الحقيقة أكثر من مفاجأة
قال رين: ما كنت لأكذب عليكما صحيح؟
قالت ليزا: هذا صحيح لكنك تحب إخفاء الكثير عنا
شعر بالارتباك لهجومها عليه ليضحكا كثيرا على التعابير التي وضعها على وجهه ليرد على تلك الرسالة بهدوء لتقول ليزا: حقا لو حدث و أن وجدت فتاتك عليك أن تخبرنا بذلك أولا
قال مايك: ماذا تقصدين بأولا؟ عليه أن يخبرها هي أولا
قالت ليزا: لكن ألن يضعنا ذلك في المرتبة الثانية؟
قال رين: أنتما كذلك
نظرا إليه بصدمة ليتفادى النظر إليهما اقتربا أكثر منه و الحماسة تشتعل بهما ليقول مايك: أحقا قد أخبرتها بأنك تحبها رين؟ أحقا فعلت؟
هز رين رأسه مجيبا بالموافقة على كلامه لتقول ليزا: أتدرس في نفس الجامعة؟ شخص تعرفه؟
أجاب بالموافقة ليقولا معا: دعنا نلتقي بها
نظرا لبعضهما ليبتسما بمرح شديد ليحبطهما بقوله: لا
قالا معا: لماذا؟
قال رين: سوف تقوما بإزعاجها صحيح أنها مزعجة لكنكما أكثر إزعاجا
قالت ليزا: هذا فظ للغاية رين كيف تقول هذا لوالديك؟
قال مايك: ليزا محقة في هذا رين
حاولا إقناعه بقدومها للمنزل لكنه يستمر في الرفض كانوا يقضون وقتا ممتعا بعيدا عن الأعين التي تراقبهم و الاشمئزاز يقطع قلبهم ليقول أحدهم: علينا فعل شيء حياله و إلا العواقب لن تكون مرضية
قال آخر: علينا معرفة من تكون محبوبته هذه أولا
لمعت تلك الأفكار الشريرة في أذهانهم في المساء حيث لمعت النجوم في السماء كانت فينوس تجلس في الشرفة تراقب النجوم رن هاتفها لتبتسم فصاحب هذه الموسيقى محفوظ في القلب لترفع الخط و تقول: مرحبا
قال المتصل: ألازلت مريضة؟
قالت فينوس بمرح: لست كذلك أنا بخير
قال المتصل: هكذا إذا لكنني لا زلت أشعر بأنك لست بخير ماذا تفعلين؟
قالت فينوس: أراقب النجوم في الشرفة إنها جميلة للغاية ماذا تفعل أنت؟
قال المتصل: أهرب من والديّ بدآ بإزعاجي منذ أن أخبرتهم بأمرنا
قالت فينوس: أستطيع تخيل ما جرى حقا إنهما لطيفين للغاية أريد مقابلتهما رين
قال رين: هذا مستحيل فهما مجنونان كفاية
ضحكت فينوس بمرح شديد على تعليقه عن والديه تحدثا قليلا ليغلقا الخط انتبهت فينوس لمارثا التي دخلت الغرفة منذ فترة لتقول لها: لماذا لم تنبهيني على قدومك؟
قالت مارثا: كنت سعيدة للغاية لم أرد إفساد ذلك أكان حبيبك؟
احمرت وجنتيها لتقول لها: أجل
قالت مارثا: إذا لقد أتى هذا اليوم أخيرا سوف يسعد السيدان كثيرا بمعرفة الأمر بالرغم أن أخويك لن يكونا كذلك
قالت فينوس: لا أنوي إخبارهم الآن سوف يصابون بصدمة لذلك سأؤجل الأمر قليلا
تفهمت مارثا الأمر لتضع كوب القهوة الذي أحضرته على الطاولة التي أمامها لتغطي جسدها بمعطفها لتبتسم لها بمرح شديد و تقول: إذا عليك الاعتناء بنفسك جيدا حتى لا تدعيه يقلق عليك كثيرا
قالت فينوس: حتى لو حاولت إخفاء الأمر عنه سيعرف فهو طبيب في النهاية
قالت مارثا: حقا؟ لم أتوقع أنك سوف تقعين في حب طبيب
قالت فينوس: إنه شخص رائع حقا أشعر أحيانا بأنني أظلمه بحبي له
قالت مارثا: لا تقولي هذا آنستي لابد أنه يحبك للغاية منذ متى تتواعدان؟
قالت فينوس: ألن نكمل عامنا الثالث الآن؟
قالت مارثا: ماذا؟ لماذا تريدين تأجيل الأمر إذا؟
قالت فينوس: تعرفين سوف يقتلونني لتعرفه و ما إلى ذلك لذا سوف أتمهل حتى أخبره بالأمر أولا
ابتسمت لمارثا بسعادة غمرتها لتمحي ملامح الألم و الإرهاق من على جسدها غادرت مارثا الغرفة أكملت فينوس تلك الأمسية وحدها لتنام قبل بزوغ الفجر بساعة طرق باب غرفتها لتدخل مارثا و ترى وضع الأمس يتكرر هذا الصباح أسرعت في الاتصال بالطبيب الذي حضر من فوره ليعالج الأمر لكن الأمر لا يفلح الآن شعر بالتوتر لذلك كل الطرق لا تجدي نفعا لو استمر الأمر هكذا ستموت فينوس قال الوالد: بما أن الأمر أصبح بهذا السوء ألا يعني بأنها تعرف أحد أفراد تلك العائلة؟
قال الطبيب: أجل هذا ممكن و مؤكد أيضا
قال الوالد: لا تعرف شخصا مقربا إلا صديقتها زوي و هي ليست من تلك العائلة زوجها منها لكنها ليست مقربة منه
قال الطبيب: ربما شخص عرفته في فترة بقائها في الجامعة
طلب الوالد من الخادمة إيصال رسالته للويس الذي صدم من الأمر المفاجئ تماما ليبدأ بحثه الذي أخذ وقت النهار كله عند رين الذي كان يقف أمام ذلك المتجر يحدق بشيء ما لينظر لساعة يده التي كانت تشير للسابعة مساء ليقول بصوت منخفض: نصف ساعة متبقية
دخل المتجر ليبحث عن شيء ما حتى اقتنع بما رأه أول مرة ليشتريه و يغادر المتجر لينظر للشخص الذي كان يبحث عنه و هو يلتقط أنفاسه ليقترب منه بهدوء ليبتسم بمرح شديد و يقول: لم كل هذه العجلة فينوس؟ ثم أنه لا يجدر بك الركض هكذا
قالت فينوس: لقد اعتقدت بأنني تأخرت كثيرا
عانقها بمرح شديد لتبتسم بسعادة تعجبت عندما وضع تلك القلادة على عنقها لتبتعد عنه و تنظر إليها ثلاث نجوم متداخلة باللون الفضي لتعانقه بمرح شديد و تقول: شكرا لك رين إنها هدية جميلة للغاية
قال رين: يسرني أنها أعجبتك فينوس
ابتسمت له بمرح شديد ليتجولا في المكان و يشاهدان فليما في السينما و يختما التجوال بالجلوس في تلك الحديقة وضع رين ذلك الوشاح حول عنقها ليقول لها: لا تفكري أبدا أن تصابي بالمرض و لو قليلا
قالت فينوس: تعرف أن المرض معجب بي لذا لا تقل أشياء مستحيلة كهذه
وضعت رأسها على كتف رين و تلك الابتسامة الجميلة تزين وجهها مغمضة عينيها نظر رين إليها بقلق شديد لطريقة سعالها المفاجأة ليحضر لها القليل من الماء ارتفاع درجة حرارتها المفاجئ جعله يشعر بالقلق أكثر حملها على ظهره ليأخذها لأقرب مشفى حاول مع الأطباء قدر استطاعتهم لكن تلك الحرارة تأبى الزوال جلس رين بقربها لبعض الوقت متألما لمعاناتها أمسك بيدها بكلتا يديه آملا أن تتحسن و لو قليلا أزعجه رنين هاتفه في وقت كهذا ليغادر الغرفة و يرفع الخط ليسمع صوت ليزا القلق: أين أنت رين؟ لقد تجاوزت الساعة الواحدة صباحا ماذا تفعل حتى الآن؟
قال رين: أرجوك أمي ليس الآن سأخبرك بكل شيء غدا
قالت ليزا: أتعدني بذلك رين؟
قال رين: أجل أعدك
قالت ليزا: حسنا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتنظر للهاتف باستغراب ليقول مايك: ماذا هناك؟
قالت ليزا: يبدو أن شيئا ما قد حدث لكنه وعدني بأنه سيخبرني بكل شيء غدا لذا سأنتظر
قال مايك: يروادني شعور سيء حيال هذا الأمر ليزا
قالت ليزا: لنثق به قليلا مايك
أومأ لها بالإيجاب ليخلدا للنوم في الصباح في منزل هايلون تفقدت مارثا غرفة فينوس لتراها مستلقية على سريرها بهدوء لتبتسم بمرح شديد و راحة آخر مرة أتت لتفقدها لم تكن موجودة غادرت الغرفة بهدوء لتلتقي بليندا التي قالت: أفينوس موجودة؟
قالت مارثا: أجل لكنها نائمة الآن فقد كانت متعبة طيلة الوقت بالأمس
قالت ليندا: هكذا إذا أخبريني إذا استيقظت
عادت لتذهب للحديقة حيث كانت جالسة برفقة زوجها و ابنها و والديّ زوجها لتقول فانتين: ألم تستيقظ بعد؟
قالت ليندا: لقد أخبرتني مارثا بأنها كانت متعبة لذلك لم تنم جيدا
تذكر الوالدين الأمر لتتغير الأجواء حولهما طلب سام من ويليام الذهاب و اللهو مع بقية الأطفال لينهض و يغادر قال سام: ماذا هناك أمي...أبي؟ أحدث شيء ما لفينوس؟
لم تتحدث والدته بأي شيء مجرد تذكرها للأمر يجعلها تكره نفسها فهي السبب خلف كل هذه المعاناة ليشعرا بالارتباك أكثر ليقول الوالد: حالة فينوس تسوء أكثر فأكثر و لا يمكننا فعل شيء لها
قالت ليندا: أهي مريضة بمرض ما؟
أخافها ذلك الصمت لتنظر لسام المصدوم كثيرا مما سمع لينظر لوالدته التي شعرت بنظراته لتبدأ عينيها بذرف الدموع التي أخذت تلهو في الهواء قبل وصولها لكفيها التي شدت قبضتهما على تنورتها أنزل سام رأسه ليقول ببروده المخيف: ألا زلت لا تريدين إخبارها بالحقيقة؟
هزت رأسها بالإيجاب ليتنهد أخبر الوالد ليندا بالأمر الذي يتحدثون عنه لتتوسع عينيها بصدمة دموعها خرجت دون الاستئذان منها أصبح الجو حولهم مملوء بالأحزان عند ليزا التي كانت في انتظار ما سيقوله رين برفقة مايك الممسك بيدها فتوترها يزيد الجو توترا قال رين: فينوس مريضة للغاية و قد بقيت معها طيلة الوقت هي مثلك لسبب ما لا يوجد تفسير لمرضها
قال مايك: فينوس؟ أتقصد حبيبتك؟
قال رين: أجل فينوس هايلون
صدمهما ذلك اللقب كثيرا نظر رين إليهما باستغراب رددت ليزا ذلك اللقب مرتين متتالتين و الخوف يقطع قلبها نظرت لعينيه مباشرة لتقول بحدة: عليك الابتعاد عنها رين مهما حصل عليك تركها
قال رين: ماذا؟ لماذا؟
قال مايك: لا يجوز بقائكما معا ذلك سيسبب مأساة أخرى فقط
نظر رين إليهما بشيء من الدهشة المخلوط بالانزعاج لطلبهما الغريب هذا لتقول ليزا: أتذكر القصة التي قرأتها عليك أول مرة "الليلة القرمزية"؟ القصة التي لطالما رددتها على مسامعك في طفولتك
قال رين: أجل أذكرها
قالت ليزا: العائلتين المذكورتين في القصة هما عائلتيكما رين
خطف ذلك الخبر أنفاس رين الذي توسعت حدقتا عينيه أنزل رأسه متذكرا لتلك الأحداث نهضت ليزا لتحتضنه و تقول: أعلم بأن هذا الأمر صعب التنفيذ لكن عليك ذلك
قال رين: لا أستطيع تركها تتألم و تحزن هكذا مجرد تخيل ابتعادي عنها يسبب لي المرض لا تقولا لي مثل هذه الأشياء فجأة هكذا
قال مايك: لم أعتقد بأنك لا تعرف عنه شيئا خاصة مع عدد المرات التي روت ليزا لك تلك القصة
قال رين بصوت مرتفع: و ما أدراني أنها ليست مجرد قصة مؤلفة؟ لماذا لم تخبريني بأنها حقيقة قد أعيشها يوما؟
دموعه التي سقطت بألم من عينيه عادلت الشلالات التي صنعتها عيني ليزا لم يعرف مايك بما يعلق في وقت كهذا ابتعدت ليزا عنه لينهض و يغادر غرفته ليسير متجولا في طرق المدينة في الظهيرة عند والديّ فينوس اللذين كانا ينتظران وصول لويس لغرفتهما ليطرق الباب و يدخل لويس بتلك التعابير الهادئة ليقول الوالد: إذا ما النتيجة؟ نريد سماعها مهما كانت
قال لويس: لقد سألت بعض الطلاب الموجودين هناك لقد أخبروني بأنهما يتواعدان منذ ثلاث أعوام
صدمت فانتين مما سمعت لتشعر بنبضاتها تتزايد وضعت يدها على صدرها محاولة التخفيف من توترها لتقول: أمتأكد من الأمر؟ أنت لم تخطئ الشخص أليس كذلك لويس؟
صمت لويس فالجميع يعرف بمدى براعته و قدرته عندما يتعلق الأمر بالبحث قال الوالد: شكرا لك لويس آسف لإزعاجك بهذا الأمر
قال لويس: لا أبدا عمي
غادر لويس الغرفة احتضن الوالد فانتين التي بدأت بالبكاء لتقول: أيجدر بنا إخبارها؟ أخشى بأنها ستكرهني للأبد بعد ذلك لا أعرف ماذا سأفعل حينها لا أريد إيذاء مشاعرها فهي لا تزال صغيرة على كل هذا
قال الوالد: لا تقلقي فينوس لن تفعل هذا أبدا
نهضت لتمسح دموعها و تغادر الغرفة متوجهة لغرفة فينوس التقت بسام في طريقها لكنه تجاوزها دون قول أي شيء دخلت غرفة فينوس لتراها تقرأ كتابا ما لتبتسم لها و تقول: مرحبا أمي آسفة لأنني أقلقتك هذه الأيام
قالت فانتين: لا عليك هناك أمر أريد التحدث إليك فيه
قالت فينوس: أرجوك لا تقولي خطبة أخرى
قالت فانتين: ليته كان كذلك فينوس
عرفت فينوس بأنه أمر خطير جلست فانتين بالقرب من سريرها لتقول: أنت تمرضين كثيرا ألا تستغرين من ذلك؟
قالت فينوس: لم أستغرب؟ فأنا أعرف أن المرض قد وقع في حبي لذا أنا أحتمله
قالت فانتين: ليته فعل لكنني السبب وراء مرضك المستمر فينوس
نظرت فينوس لوالدتها بشيء من عدم الثقة بكلامها لتضحك بمرح و تقول: كيف ذلك أمي؟ من المستحيل أن يكون لك يد في مرضي
قالت فانتين: قبل ثمان قرون مضت أحبت إيف هايلون توماس وارس كثيرا كما فعل هو أيضا حبهما كان أكثر من أن تهزه مشكلة ما لكن عائلة وارس رفضت إيف لكونها من عائلة فقيرة لا تناسب مستوى ابنهم فعلت العائلة كل ما باستطاعتها لقطع الروابط بينهما لتنجح في النهاية ألقت إيف لعنة على العائلتين بألا تولد فتاة في عائلة هايلون و عائلة وارس لن تشهد ولادة تؤامين ذكرين
قالت فينوس: ما علاقة هذه القصة بمرضي يا أمي؟ لكنني أعجبت حقا بإيف و توماس
قالت فانتين: كل فتاة في عائلة هايلون يجب عليها الموت فقط
تلك العبارة أوقفت الدماء عن السير في جسد فينوس الذي بدأ بالارتعاش لتقول: ماذا تقصدين بذلك أمي؟ هناك أنت و العمة كاثرين و كذلك إيفلين و بيلا و تارا و أنا أيضا كيف ذلك؟
قالت فانتين: أنا لست واحدة من أفراد عائلة هايلون لقبي هو سيريو و البقية هم ليسوا أقاربك من الأساس
زاد ذلك الخوف في قلب فينوس لتقول: أتقصدين بأنني الوحيدة؟ إذا كيف أنا على قيد الحياة؟
قالت فانتين: بعد حملي بك لم أستطع فقط أن أكون بلا قلب و أقوم بقتل جنين لا علاقة له بما حدث لذلك بما أنك لم تموتي قبل الولادة و لا بعدها فالمرض سيفتك بك حتى الموت
تلك الكلمات الأخيرة جعلت العرق يتصبب من جبينها و الدماء تجري بسرعة في عروقها شعرت بالدنيا تضيق بها شيئا فشيئا لتقول فانتين: عليك نسيان أمر المدعو رين فأنتما ثنائي يحرم عليهما البقاء معا
قالت فينوس ببكاء: ما الذي تقولينه أمي؟ كنت سأتقبل لو انتهت القصة عند موتي لكن أن أبتعد عن رين أمر مستحيل أفضل الموت على ذلك لا أستطيع أن أفعل هذا
قالت فانتين و هي تعانقها: أعرف ذلك عزيزتي هذا خطأي لأنني لم أخبرك بكل هذا من قبل خطأي أنني لم أقل أي شيء لك
قالت فينوس: أرجوك أمي لا تقوليها مجددا أنا لن أترك رين أبدا لن أستطيع العيش بدونه
قالت فانتين: عليك ذلك فينوس مهما تطلب الأمر عليك ذلك
بدأت فينوس البكاء بشدة الألم يفتك بجسدها كله لم يترك لها مجالا للارتياح و الصدمات التي تتالت عليها جعلتها تشعر بانهيار كليّ هالتها التي بدأت تتسرب منها أفقدت توازن الأشياء في الغرفة فتح الباب بقوة ليدخل سام و آرثر المتفاجئ مما يحدث حاولا الاقتراب منها لكن لا فائدة حتى والدتها التي كانت قريبة منها أبعدت عنها أغلق الباب بقوة ليحاول آرثر فتحه لكن القوة التي بذلها مجرد لا شيء أمام تلك القوة المخيفة التي تفجرت من مشاعرها ليقول آرثر: ما الذي يجري مع فينوس؟
قالت فانتين: هذا كله لأنني كنت والدة سيئة لها
فهم آرثر الأمر شعروا فجأة باختفاء هالة فينوس فتح سام الباب على عجل ليراها فاقدة الوعي اقترب منها ليشعر بذلك الحضور الغريب لم يكن لها و لا لأي شخص من العائلة شعروا بالارتباك لذلك الحضور أتت مارثا باحثة عن ذلك الحضور الذي ملأ الطابق كله لتقول بصدمة و هي تضع كفها على فمها: لا يمكن أن تكون الآنسة حاملا صحيح؟
صدم الجميع مما قالته مارثا حملها سام لينزل بها الدرجات بسرعة ليضعها في سيارته أخذها للمشفى أتى آرثر برفقة والديه لينتظرا أمام ذلك الباب مع سام لتغادر الممرضة و تعود مع شاب ما و هي تقول له: سيد وارس إن الأمر أخطر مما تصورته علينا التفكير في حل لهذا
قال الشاب: سوف أجد حلا بالتأكيد
دخلا الغرفة بينما المنتظرون في الخارج يشعرون بصدمة لما سمعوا و رأوا خرج الأطباء ليقول أحدهم: هي لا تزال فاقدة الوعي و حرارة جسدها لا تنخفض أبدا لكنها ستكون بخير برفقة الطبيب وارس
غادر بعدها ليدخل سام الغرفة ليرى تلك التعابير المتألمة التي وضعها الشاب على وجهه لم ينتبه لدخولهم اقترب منه سام و الغضب يملؤه ليمسك به من ياقته و يقول: كل ما يحصل لها بسببك لماذا لا تسدي إليها معروفا و تبتعد عن حياتها؟ سوف تتحسن بالتأكيد
لم يجبه الشاب بأي شيء ليصيبه بالغضب أكثر ليلقيه على الأرض بتلك الطريقة العنيفة لتمسك فانتين به و تقول: عليك أن تهدأ سام لن تحب فينوس رؤية هذا أبدا لذا توقف
ابتعد سام عنه ليغادر الغرفة كما فعل آرثر و والده كانت فانتين تنظر إليهما و الألم يقطع قلبها قالت: أتعرف بالأمر رين؟ أقصد قصة....
قاطعها قائلا: أجل
قالت فانتين: إن كنت تعرفها فلماذا لا تزال باقيا بقربها؟
قال رين: قلبي ملك لها وحدها لا أستطيع تخيل أن أعيش حياتي بدونها أفضل الموت على ذلك
قالت فانتين: لكن بقائكما معا سوف يؤدي لموت أحدكما بالتأكيد
قال رين: إن كان على أحدنا الموت لأجل الآخر فسأكون أنا من يموت
شعر رين بأنه يسحب بتلك اليدين الضعيفتين لحضن دافئ هادئ بعيدا عن كل ما يجري حولهما لم يمنع دموعه من الظهور لها قالت فينوس: لا تقل شيئا محزنا كهذا رين
منظرهما متألمين يحاولان نسيان كل هذا شعرت فانتين بأن كل هذا خطأ ما كان يجب أن يحدث من الأساس غادرت هي الأخرى لتعود لمنزلها قال رين: ارتاحي قليلا لابد أنك متعبة
قالت فينوس: ماذا تقول؟ لا يمكنني فعل ذلك و أنا أعرف بأنك سوف تغرق نفسك في العمل
ابتسم لها ليطمئنها على حاله لكنها لا تشعر بالطمأنينة أبدا جلس برفقتها قليلا يتحدثان محاولين نسيان ما حدث معهما لينظر كلاهما لبعضهما بشيء من الصدمة لذلك الحضور المفاجئ ابتسما بعدها لتقول فينوس بنبرة مرحى تملؤها السعادة: أخشى أنه سيكون مخيفا مثلك رين حينها لن أستطيع البقاء بقربكما
قال رين: هو بالتأكيد سيكون لطيفا مثلك
ابتسم لها بلطف شديد نهض ليغادر الغرفة بعدها بدأت فينوس تفكر بكل ما حدث هذا اليوم لتضع يدها على عينها و تقول بصوت منخفض: كان من الأفضل لو لم أولد فهذا مؤلم للغاية
أخفت وجهها بكفيها لتبكي أخرجها رين من المشفى ليعيدها لمنزلها لم يحدثها أي شخص بأي شيء لتدخل غرفتها استلقت على السرير بعد استحمام بارد ليطرق الباب و يدخل ويليام ليقول: مرحبا عمتي فينوس هل أنت بخير الآن؟
قالت فينوس: أجل أنا بخير لماذا لم تخلد للنوم؟
كان سيتحدث لكن مارثا طلبت منه المغادرة أغلقت الباب خلفهما نامت فينوس دون التفكير في أي شيء مضى شهرين كاملين و الجميع يتجاهل فينوس التي كانت تشعر بالألم لتصرفهم هذا قررت في ذلك اليوم مغادرة المنزل لمكان آخر رتبت أغراضها في حقيبة زرقاء متوسطة الحجم دخلت والدتها التي سمعت الخبر من مارثا لتقول لها: إلى أين أنت ذاهبة فينوس؟
قالت فينوس: لأي مكان أكون مرغوبة فيه فهذا المكان لم يعد يناسبني و لا طفلي
قالت فانتين: ماذا تقصدين بأي مكان؟ لن أسمح لك بمغادرة المنزل فينوس
قالت فينوس: أنا لن أبقى هنا أمي لذا أرجوك لا تمنعيني
قالت فانتين: اسمعي المكان في الخارج غير آمن بالنسبة لك فأنت مريضة
قالت فينوس: أقلها لن ينظر إليّ الآخرون كما لو أنني داء ما لم أعد أشعر بالراحة في هذا المنزل سوف أغادره حتى لو كان عليّ العيش في الصحراء
أغلقت الحقيبة بانزعاج لتحملها كانت ثقيلة نوعا ما بالنسبة إليها لتسير بتلك الطريقة المضحكة و هي تنفخ وجنتيها بانزعاج شديد التقت بلويس الذي ظل يحدق بها ليكتم ضحكته لاحقا لتشعر بانزعاج أكثر تجاهلته لتنزل الدرج قال لويس: تعرفين بأنني سأجدك أينما كنت فينوس
قالت فينوس: فلتفعل ما تشاء لويس فأنا لم أعد مهمة لهذه العائلة
قال لويس: يبدو أن الحمل أثر في رؤيتك الجميع قلق بشأنك لذلك يخشون الحديث إليك فتشعرين بالحزن نعرف كما أنت عاطفية فينوس
قالت فينوس: لويس أتعرف أمرا؟ أنا لا أهتم لذلك
نزلت الدرجات بحذر شديد ليضحك لويس عليها بمرح شديد ساعدها على حمل الحقيبة للسيارة التي كانت تتنظرها في الخارج نظر للمكان من حوله ليقول: اعتقدت بأن رين قادم لأخذك
قالت فينوس: كيف لي أن أزعجه وقت عمله؟ سوف أخبره بالأمر لاحقا
قال لويس: واو ستكونين زوجة رائعة حقا فينوس
قالت فينوس باحراج: حسنا إلى اللقاء
صعدت السيارة ليقودها السائق للفندق ساعدها في الوصول لغرفتها استلقت على السرير بإرهاق شديد أرسلت رسالة قصيرة لرين لتبتسم أغمضت عينيها لتأخذ قسطا من الراحة في المساء عند رين الذي أنهى دوامه ذهب للعنوان الذي أرسل له وصل لتلك الغرفة قرع الجرس مرتين ليبدأ القلق يعتريه فتح الباب ليحتضن الشخص الذي ظهر ليبتسم بمرح و يقول: ماذا هناك رين؟ لقد استيقظت للتو فقط
قال رين: اعتقدت أن شيئا ما أصابك فينوس
قالت فينوس: ألا تعتقد بأنك تقلق كثيرا؟ سأكون بخير
ابتسم رين لها تحدثا قليلا لتقول فينوس: دعنا نذهب لزيارة والديك
قال رين: لا أمانع ذلك لكنني مشغول قليلا
قالت فينوس: حقا؟ لقد كنت أتطلع لذلك
ابتسم لها بلطف ليفكر في يوم خالي من الأعمال ليقول: صحيح غدا لن أذهب للعمل لنذهب غدا
قالت فينوس بمرح شديد: هذا رائع
وضع رين يده على جبينها ليرى حرارتها لا تزال مرتفعة قليلا وجنتيها كذلك لا تزالان تشتعلان حمرة ليقول لها: هل تستطيعين حقا المغادرة غدا؟ تبدين متعبة
ابتسمت له بمرح لتقول له: أجل
بادلها الابتسامة الحديث بينهما لا ينتهي و الضحكات التي تزاحمت في أركان تلك الغرفة جعلتهما سعيدين غادر رين الغرفة بعد نومها ليعود للمنزل أخبر والديه بالأمر ليصيبهما التوتر لما سيحدث في ظهيرة اليوم التالي كانت فينوس تمسك بيد رين فهي تشعر بالدوار قليلا كانا يسيران في الممر الذي بدا ضيقا لفينوس وصلا للحديقة ليقف والديه ناظرين إليهما بصدمة اقتربت منهما لتبتسم بمرح كعادتها و تقول: مساء الخير سيد و سيدة وارس سعيدة بلقائكما
صافحتها ليزا لتحاول تزيف ابتسامة لتقول: نحن كذلك سعيدين بلقائك آنسة هايلون
أجلسها رين ليعطيها كوب الماء ذاك ابتسم لها بعدها ليجلس في الكرسي المجاور لها كان الجو هادئا على غير المتوقع لتبدأ فينوس الحديث قائلة: لقد حدثتني رين كثيرا عنكما لكنكما لا تبدوان مثل وصفه بت لا أثق بأوصافك رين
قال رين: هما كذلك حقا ربما الزيارة المفاجئة لم تكن في آوانها
قال مايك: لا تقل هذا كما لو أننا لا نرغب بقدومها
قالت ليزا: هذا صحيح سوف تشوه صورتنا أكثر مما هي مشوهة
قالت فينوس: هي ليست كذلك فأنا أعرف بأنكما شخصين لطيفين كفاية لرعايتكما به لابد أن الأمر كان صعبا
قالت ليزا: حقا كان ذلك فقد كان كبحيرة جليدية
قالت فينوس: حسنا من الجيد أن لم يعد كذلك فأنا لا أريد لابننا أن يكون كذلك
قال مايك: حقا سوف يكون ذلك مزعجا
قال رين: هل أنا مزعج برأيكما؟
قالا معا: أجل
ضحكت فينوس بمرح لتتلطف الأجواء المحيطة بهما بينما الأفراد الآخرون يرتدعون من الخوف و الغضب و الانزعاج فالأجواء الوردية المحيطة بهم تثير الغيظ في قلوبهم ذهب رين و مايك لتحضير شيء ما لتتحدث فينوس و ليزا في كثير من الأمور فجأة بدأت فينوس تشعر بالمرض لتبدأ هالتها في التشتت بشكل سريع حاولت ليزا فعل شيء لها لكنها لم تستطع القيام بأي شيء حملت هاتفها لتتصل على رين الذي أتى مسرعا برفقة مايك الذي طلب الإسعاف نقلت للمشفى لتصاب ليزا بالذعر لما حدث قال مايك: لا تقلقي سوف تكون بخير
قالت ليزا: أخشى بأنها لن تكون كذلك لقد أخبرتني أنها تمرض كثيرا بسبب اللعنة و قد ازداد مؤخرا
قال مايك: سيكون هناك حل بالتأكيد
بقيا هناك و القلق نال منهما كما حال التعب فالسماء قد أسدلت ستار المساء و الوقت يتأخر أكثر فأكثر غادر رين الغرفة و هو لا يعلم ماذا يفعل شعر بالإحباط و اليأس ينالان منه قالت ليزا: ألم تتحسن فينوس بعد؟
لم يجبها بأي شيء لتجلس على الكرسي الذي نهضت منه توا تشعر بالحزن لهما تتمنى لو أن كل هذا مجرد كابوس سينتهي قريبا نظروا لحيث صوت العجلات المسرعة في الممر لتقترب من الغرفة دخلوا الغرفة ليفعل رين المثل قال الطبيب الذي أسرع بالقدوم: سوف تضع الطفل عما قريب لكن مرضها سيصعب الأمر
قال رين: سنفعل شيئا حيال هذا
نقلوها للسرير الذي أحضروه ليغادروا الغرفة كان رين سيلحق بهم توقف لينظر لوالديه و يقول: ستلد الآن
قالت ليزا و هي تدفعه: ما الذي تفعله إذا؟ أسرع خلفها
ابتسم مايك إليه ليسرع في الذهاب لحقا به عند عائلة هايلون طرق باب والديّ فينوس بشيء من العجلة ليفتح الوالد الباب و يقول بصوته المليء بالنعاس: ماذا هناك؟
قالت كبيرة الخدم: آسفة على إزعاجكما في مثل هذا الوقت لكن الآنسة ستلد الآن
قال الوالد: ماذا؟
قالت كبيرة الخدم: لقد وردنا هذا الاتصال توا و لا علم لي بشيء آخر
غادرت بعد إيصالها الخبر الذي صعق الوالد كثيرا بدل ثيابه على عجل كما فعلت فانتين التي أيقظها ليذهبا لعنوان المشفى وصلا للغرفة التي وضعت فيها ليريا هناك شخصين يقفان بانتظار و قلق تعجبا وجودهما ليفعل الشخصين المثل اقتربت السيدة منهما لتقول: لابد أنكما والدا فينوس أليس كذلك؟
قالت فانتين: أجل نحن كذلك لقد سمعنا بأمر ولادتها كيف هو حالها الآن؟
قالت السيدة: إنها سيئة للغاية كل شيء في حالة فوضى لكنهم يبذلون ما في وسعهم
شعرت فانتين بالدموع تطرق أبواب عينيها تستأذنها بالمغادرة لتسند رأسها على صدر الوالد الذي خفف الأمر عنها غادر الأطباء الغرفة ليوقف ذلك الرجل أحدهم قائلا: كيف هو حالها أيها الطبيب؟
قال الطبيب: حالتها لا تزال متوترة لكنها أفضل حالا من السابق بإمكانكم الدخول لرؤيتها إن شئتم كما أن الطفل بصحة جيدة لا يوجد ما يقلق عليه بشأنه
غادر بعدها ليدخلوا الجو داخل الغرفة مخيف فالصمت يغلف الغرفة فقط صوت الآلات الطبية تعمل كان رين يقف محدقا بوجه فينوس المتعب سمع صوت وقعات حذاء ليزا على الأرض لينظر إليها لتبتسم له و تقول: مبارك لك رين لقد أصبحت أبا حقا
نظر إليها بتلك التعابير الحزينة التي تحاول التبدل لأخرى سعيدة لاحظها الجميع و لم يلفت إليها انتباها كبيرا اقتربت فانتين من سرير الطفل لتنظر إليه يحمل ملامح فينوس ذاتها خصلات شعره صبغت بلون الظلمة و الدياجي سقطت دموعها على وجنتيه ليظهر الانزعاج على وجهه ابتسمت لذلك لتقول: إنه حقا يشبهكما معا
قالت ليزا التي استرقت النظر إليه: إنه كذلك حقا
قال مايك: أتمنى بأن يكون شخصا لطيفا و مرحا كوالدته لو كان مثلك رين سوف أصاب بالمرض حتما
ارتسمت ابتسامة ظريفة على شفتي رين ليتنهد الجميع بارتياح شديد توجهت الأنظار لفينوس التي قالت: يبدو أن الجميع قد حضر هذا رائع كنت قلقة بعض الشيء
عانقتها والدتها لتبتسم بمرح شديد و تقول لها: مبارك لك عزيزتي فينوس لقد أصبحت أم بالرغم من أنك لا تستطيعين الاعتناء بنفسك بعد
ضحك الجميع على ما قالته فانتين حملت فينوس طفلها لترسم تلك الابتسامة الحانية على شفتيها أشرقت شمس ذلك اليوم بابتسامات زينت وجوه جميع من كان في تلك الغرفة عادوا لمنازلهم ليدعو فينوس ترتاح قليلا ليوصل والداها الخبر لأفراد العائلة الذين صدموا ثم سعدوا للأمر بقت فينوس في المشفى لأشهر أربع في اليوم الذي ستغادر فيها المشفى قال الطبيب لها: سوف يسعد كثيرا السيد وارس بمعرفة تحسن صحتك كثيرا
قالت فينوس: إنه حتى ليس متفرغا لرؤيتي لذا سوف أغادر المشفى
قال الطبيب: لكن آنسة هايلون لابد من وجود شخص لأخذك للمنزل للاحتياط فقط
قالت فينوس: سأكون بخير لذا لا تقلق رجاء
ابتسمت له بمرح شديد لتغادر الغرفة بعدها غادرت مبنى المشفى لتتنشق الهواء الذي حرمت من تنفسه لوقت طويل لتسير في طريق عودتها للمنزل وصلت لهناك لتقرع الجرس فتحت كبيرة الخدم الباب لتبتسم لها و تقول: صباح الخير سعيدة لرؤيتك بخير
قالت فينوس: و أنا سعيدة لذلك أين الجميع؟
قالت كبيرة الخدم: سوف أخذك إليهم حالا
سارت فينوس خلفها و هي تدفع عربة طفلها الأرجوانية الداكنة أمامها أخذتها للحديقة حيث تجمع الجميع يجهزون لحفل استقبال لها شعرت كاثرين بوجودها لتنظر إليها و تقول بمرح: سعيدة برؤيتك فينوس
قالت فينوس: و أنا كذلك عمتي كاثرين ما كل هذا؟
قالت كاثرين: تعرفين والديك يحبان الاحتفال بكل شيء سعيد كما أن والدا رين آتيان للمساعدة فقد تحمسا للأمر كثيرا
قالت فينوس: حقا لا داعي لكل هذه البهرجة
قالت كاثرين: ماذا تقولين؟ لو بإمكاننا لقمنا به في مكان أكبر و دعينا إليه الكون كله ليروا فينوس و طفلها اللطيف مثلها أليس كذلك فانتين؟
أتت فانتين فور سماع اسمها لتعانقها بمرح شديد و تقول: بالتأكيد سنفعل فأنت ابنتنا الغالية
ابتسمت فينوس بمرح شديد لتقول: بالتأكيد لن تسمحوا لي بالمساعدة لذا سأذهب لغرفتي
قالت فانتين: نراك لاحقا إذا
غادرت فينوس الحديقة لتفكر في الطريقة التي ستصعد بها لغرفتها ليساعدها سام على ذلك كان يبدو جامدا كما كان من قبل وصلا لغرفتها ليحاول الهرب قبل أن الالتصاق بخيوط فينوس التي أمسكت طرف قميصه ليتوقف عن السير لتقول له: أأنت غاضب مني سام؟
انتظرت الإجابة التي بدأ سام يفكر بها بجدية ليتنهد و يقول: لا أعرف ربما أنا غاضب لأنك كنت تواعدين شابا دون علمي و أيضا قد حملتي دون علمي و متألما بسبب مرضك و سعيدا لأنني أراك تبتسمين مجددا
قالت فينوس بعدما تنهدت: سوف أكتئب لبضعة أيام حتى أعرف الإجابة آسفة لكل هذا
استرق النظر لوجهها ليرى الابتسامة تزول منها ليلتفت إليها و يقوم باحتضانها ليقول لها: قد تكون مشاعري متضاربة الآن لكنني واثق بأنني لن أكون سعيدا لو لم تكن فينوس هنا لذا لا تحزني لمجرد كلام قلته
بادلته فينوس ذلك العناق لتبتسم بسعادة و تقول: كنت سأحزن حقا لو كنت غاضبا مني أنت و آرثر لكنني سعيدة بأن لدي شقيقان رائعان مثلكما حقا أود أن يكون ليو مثلكما
نظرا إليه يلعب بأصابع قدمه ليبتسما له بمرح غادر لتدخل فينوس الغرفة و تلهو مع صغيرها قليلا في المساء عند رين الذي رن هاتفه لإحدى عشرة مرة رفع الخط في المرة الثانية عشرة ليقول: مرحبا
قال المتصل: لقد أخبرتك بأنني سوف أزعجه لذلك
قال رين: فينوس؟ ما الأمر؟
قالت فينوس: آسفة لاتصالي في هذا الوقت لابد أنك مشغول جدا بعملك و دراستك
قال رين بابتسامة: لا يوجد شيء يشغلني عنك
صمتت فينوس لبعض الوقت لتقول الوالدة التي خطفت الهاتف من يدها: نحن الآن في منزل عائلة هايلون نقيم احتفالا لخروج فينوس من المشفى و لإنجابها ليو و لزواجكما
قال رين: لماذا لم تخبريني بهذا مسبقا أمي؟
قالت الوالدة: ألم أخبرك الآن؟ لذا تعال بسرعة
أغلقت الخط مانعة إياه من سؤال أي شيء آخر لينهض و يغادر المشفى عاد للمنزل ليستحم و يبدل ثيابه وصل لهناك في أقل من ساعة رحب به الجميع بمرح شديد ليقول له مايك: يبدو أنك لن تستطيع الاقتراب من فينوس فوالدتك قد احتكرتها لنفسها لقد أحبتها كثيرا
قال رين: كلتاهما لديهما الشخصية ذاتها لذا لن أستغرب ذلك
نظرا إليهما تتحدثان بمرح شديد ليجلس رين برفقة مايك و أفراد عائلة هايلون الذين بدؤوا بطرح الأسئلة عليه كانت أمسية سعيدة رائعة قضى الجميع فيها وقتا ممتعا أصر الجد على قضاء الليل معهم بعد محاولات جادة وافقوا على ذلك نام الجميع متناسيا كل همومه في الصباح الباكر استيقظت فينوس على صوت طفلها الذي أخذ بالبكاء لتقترب منه و تقول له: ماذا هناك ليو؟ لقد نمت لتوك فقط
جالت به في أرجاء الغرفة لكنه يأبى الصمت خلعت ثيابه لتدخله حوض الاستحمام الأزرق الخاص به ليستمتع باللعب بالماء الذي ملأ بالفقاعات كانت فينوس تنظر إليه بتلك الابتسامة اللطيفة حتى شعرت فجأة بحضور غريب في الغرفة أرادت تفقد الأمر لكن لم يسمح لها بذلك فقد وضع السكين على عنقها النحيل بتهديد ليهمس قائلا: لو فكرت بطلب النجدة ستنتهي حياتكما أخرجيه
حملت فينوس ليو من حوض الاستحمام لتجففه و تضع عليه ثيابه استغلت فترة انشغال ذلك الشخص بهاتفه بالركض في اتجاه باب الغرفة فتحت الباب لتهرب من قبضته لكنها صدمت بتلك الجثة التي ألقيت على الأرض و الدماء تتسرب منها كادت أن تكمل سيرها لولا إمساك تلك اليد بها بقوة لتتألم بشدة قال لها المجهول: لقد أخبرتك بألا تتصرفي بحمق أيتها المزعجة
ضربها على رأسها لتفقد وعيها و تسقط أرضا اقترب منها بهدوء ليحملها و طفلها و يغادر من النافذة عند رين الذي يحدق بصحنه دون تناول أي شيء منه انتبهت ليزا لذلك لتهمس له قائلة: ماذا هناك رين؟
انتبه رين لنفسه ليبدأ بتناول الطعام دون البوح بأي شيء حتى أسقط قلوبهم تلك الصرخة التي دوت في أرجاء المنزل نهض آرثر و لويس ليعرفا ما جرى تأخرا لبعض الوقت ليلحق بهما الآخرين تدريجيا ذهل الجميع من ذلك المنظر جثة مارثا على الأرض تغطيها الدماء تلطخت جدران الممر بدمائها تفقد سام سريعا غرفة فينوس ليبدأ قلبه النبض سريعا الغرفة في حالة فوضى تامة الجدار ملطخ بالعبارات التي كتبت بالدماء دخل رين ليشعر بالصدمة قال مايك فور رؤيته للعبارات: لن يفعلها غيرهم أنا واثق من ذلك
حمل هاتفه ليتصل على رقم سجل باسم "صوفي" ما من مجيب شعر رين بالغيظ يأكل قلبه قطعة قطعة ليغادر المنزل على وجه السرعة لمنزله أخبر مايك عائلة هايلون بما قصده ليبدأ لويس البحث عنها لفترات متفاوتة أظلمت الدنيا و لا فائدة من البحث رين الذي يجوب الطرقات بحثا عنها توقف أمام ذلك المبنى الذي لطالما أخذ إليه في صغره فتح البوابة بقوة كبيرة ليفزع من في الداخل نظراته الغاضبة جعلت ذلك الشخص يضحك بسرور ليقول: كنت واثقة من أنك ستجدنا رين فهذا مكانك المفضل أليس كذلك؟
قال رين: أين هما فينوس و ليو صوفي؟
ضحكت صوفي بسعادة تغمرها فقد كانت تنتظر هذه الليلة طويلا لتقول: ألا تستطيع الشعور بمحبوبتك رين؟ هذا قاسي لكن سأخبرك هي ليست موجودة هنا
اقترب رين منها و عاصفة قوية تحيط به طلبت من رجالها الهجوم عليه ليفعلوا لكن قوة رين الهائلة أكبر من أن يقتربوا منه فقط شعرت صوفي بالذعر لتلك القوة التي لم تحسب لها حساب توجهت حيث وضعت فينوس لتجبرها على النهوض و تضع ذلك الخنجر الأسود المرصع بالمجوهرات الصغيرة على عنقها و هي تقول: سوف أقتلها لو فكرت بفعل أي تحرك سخيف رين
توقف رين ليصدم من منظر فينوس التي انتفخت عيناها من شدة البكاء وجنتيها محمرتين بشدة شعرها المبعثر التصق بوجهها قال رين بغضب شديد: ماذا فعلت لها؟
ضحكت صوفي لتستفزه أكثر تريده أن يدمر نفسه أوقف صوت دخول مجموعة من الأشخاص ضحكاتها المستفزة نظرت من النافذة القريبة منها التي تطل على الردهة المظلمة لتقول: يبدو أن والديك كونا فريق إنقاذ مضحك مثلهما الأمور تصبح أكثر إثارة
فتح باب الغرفة التي كانوا فيها بقوة ليدخل مايك و ليزا التي قالت: دعيهم و شأنهم صوفي
قالت صوفي بحقد: لا دخل لكما في هذا فأنتما لا تمدان لهذا الحقير بصلة
قال مايك: نحن والديّ رين شئتي أم أبيت دعيهما قبل أن تصل الشرطة لهنا
ضحكت صوفي بمرح شديد لتقول: تعرفان بأنني لست وحيدة هنا أليس كذلك؟
قبل أن يفعلا أو يقولا أي شيء أمسك بهما شخصان من الخلف بقوة مانعان لهما من الحركة قالت صوفي: إذا رين أتريد إنهاء هذا كله أم تريد مشاهدة الآخرين يموتون أمام عينيك؟ الحل بين يديك
وسط الصراع الدائر في الأسفل الصرخات تعلو و تهبط أشخاص يقتلون و آخرون يجرحون لا يوجد مجال للتنفس ليقول رين: ماذا تريدين مني أن أفعل؟
ضحكات الانتصار علت في الأرجاء اللحظة التي طالت انتظارها توجهت تلك الأنظار الحاقدة نحو رين المستسلم لأي شيء تطلبه لتقول: موتك رين هذا كل ما نريده أن تموت فقط ليس بالشيء الكثير أليس كذلك؟
تلك الكلمات التي نطقتها صوفي أعادت فينوس للواقع المرير الذي تعيشه لترفع رأسها بسرعة لتحدق برين الذي أمسك بالسكين الذي ألقته إليه تلك الأفعى السامة لتصرخ قائلة: لا تفعل رين
نظر رين إليها ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه مقربا السكين من صدره ليغرسه فيه توسعت حدقتا عينيها لتراه يسقط أرضا أبعدت صوفي عنها بقوة لتقترب منه و تقول: لا أرجوك لا تتركني رين ليس أنت أيضا
أمسكت بمقبض السكين الذي تلطخ بدمائه لتحاول إخراجه و الدموع تتساقط من عينيها على لحن سيمفونية حزينة أمسك بيدها لتنظر إليه ليهمس لها بكلماته الأخيرة بتلك الابتسامة قائلا: أحبك فيــــ....
سقطت يده التي كادت تلامس وجنتها اليسرى لتتوقف الحياة من حولها بكت صرخت فقدت صوابها و هي تنظر إليه تقدمت ليزا نحوها لتمسك بكتفيها المرتعشين محاولة التماسك أمامها لتنهضها و تغادر بها الغرفة تولى لويس و آرثر أخذ صوفي لقسم الشرطة بينما عاد البقية للمنزل برد هذه الليلة كان الأقرس لفينوس التي لم تقل أي شيء الدموع فقط تعبر عن يأسها و حزنها أخذت لغرفتها لتجلس على السرير و هي تحدق بالأرض و الدموع تأبى التوقف لا تدري ما يجري حولها في غرفة الجلوس الهادئة الحزينة دخل لويس الذي طلب إليه البحث عن ليو الذي قيل أنه قد خبئ في مكان ما صمت لويس أصاب الجميع بالرعب أكثر ليوجه أنظاره إليهم لتقول فانتين: أرجوك لا تقل بأن ما قالته فينوس صحيح
قال لويس: ليو قد قتل برصاصة قريبة من القلب
انهارت فانتين لتشرع في البكاء تألم الجميع لحال فينوس التي فقدت أحب شخصين في قلبها ذهبت ليزا لتفقدها لتراها لا تزال جالسة على سريرها اقتربت منها لتقول: عليك أن تبدلي ثيابك فينوس
استجابتها معدومة كما لو أن الهواء من دخل الغرفة ساعدتها على الوقوف لتخلع لها ملابسها و تدخلها الحمام لتغسل تلك الدماء التي لطخت جسدها ذو البشرة البيضاء جعلتها ترتدي ثياب النوم لتستلقي بقربها تمسح على شعرها بحنان تحاول تخفيف كربها لكنها لا تعلم ما مدى تأثرها بالأمر مضت أيام تلتها أسابيع انقضى الشتاء فالربيع و الخريف فالصيف انتهت السنوات المتبقية من ذلك العقد و العقد الثاني فالثالث و فينوس لا تزال حبيسة غرفتها التي نادرا ما تغادرها حاول الجميع ما في استطاعته ليبهجها و لو قليلا حتى صباح ذلك اليوم الذي استيقظت فيه لتستحم و ترتدي ثوبا أسودا منفوشا من أسفل الخصر بحزام فضي عريض نقش عليه مجموعة من الأزهار بأكمام طويلة نهايته قماش أبيض متعرج حول معصمها كما حال نهاية الثوب الذي وصل لمنتصف ساقها و ارتدت حذاء أسود بكعب متوسط سرحت شعرها الطويل لتنظر للقلادة التي علقت على صدرها لترسم ابتسامة ظريفة على وجهها الذي أفسده الحزن الطويل حملت هاتفها داخل تلك الحقيبة البيضاء لتفتح باب غرفتها الذي لم تجرئ على مغادرته من قبل انحنت لها خادمتها الجديدة لتقول لها: صباح الخير آنستي
قالت فينوس: صباح الخير جودي
ابتسمت لها فينوس حالما رأت التعجب من معرفة اسمها لتبادلها الابتسامة نزلت الدرجات بهدوء فقدميها لا تزالان تخشيان مغادرة الغرفة وصلت باب غرفة الطعام حيث كان الجميع هناك يثرثرون عن هذا و ذاك حتى فتح الباب لينظروا إليها باستغراب لتتبدل تلك الملامح لابتسامات و تراحيب لتسير و تجلس في مقعدها المقابل لسام الذي ابتسم لها حالما تقابلت أعينهما قال أليكس: سعيدون برؤيتك مجددا فينوس
قال أليس: أجل نحن سعيدون لرؤيتك
قال لويس: أنتما لا تتحدثا قبل أن أفعل أنا
قال أليس: و لماذا؟
قال لويس: لأنني الأكبر أين أنني أعرفها أكثر و أحبها أكثر
قالت أليسيا: لا أعتقد بأن الأخيرة في محلها فسام من يحبها أكثر
قال الجد: أعتقد بأن والديها يفعلان أيضا
قال أليكس: و إن كان الأمر كذلك فهذا لا يمنعنا من الحديث أولا
قال لويس: بلى يفعل لذا لا تتصرفا كما لو أنكما الأهم في العائلة
ضحكت فينوس بمرح على ذلك الشجار اللطيف الذي دار بينهم ليرتاح الجميع لرؤية تلك التعابير الحيوية تعود لوجهها من جديد تناولوا الإفطار بمرح عائلة هايلون الذي لم يتغير فقط زاد مرحا بزيادة عدد الأفراد استأذنتهم فينوس في المغادرة لتذهب لزيارة صديقتها زوي التي كادت تموت قلقا عليها لقاء الدموع ذاك كان آخاذا حقا قالت زوي: سعيدة لرؤيتك تبتسمين من جديد فينوس
قالت فينوس: شكرا لك زوي
قالت زوي: ماذا تخططين لفعله الآن؟
قالت فينوس: لا أعرف حقا أظنني سأبحث عن شيء أقضي فيه وقتي الفارغ
قالت زوي: لو أردت المساعدة سأكون سعيدة بتقديمها
قالت فينوس: أشكرك حقا زوي أنت أفضل صديقة عرفتها
طرق الباب ليدخل ليون الذي عاد من عمله توا ليبتسم لفينوس التي بادلته الابتسامة ليقول: مرحبا بك في منزلنا فينوس
قالت فينوس: آسفة لإزعاجكم في وقت كهذا
قال ليون: لا يوجد أي إزعاج أبدا سعيدون بقدومك فقد أصبت بصداع شديد لدعوتك لمنزلنا
ضحكت فينوس بمرح للتعابير المنزعجة التي ظهرت على وجه زوي تحدثا قليلا معها قبل أن تغادر لوجهتها التالية تأكدت من العنوان الذي وصلته لتنظر لذلك البيت المتوسط في الحجم ذو الحديقة الأمامية المزينة بأنواع مختلفة من الأزهار العطرة سارت في ذلك الممر القصير المؤدي للباب الأحمر الداكن قرعت الجرس ليرن قلبها معها فتح الباب لينظر إليها ذلك الشخص باستغرب و تفاجئ لترتسم ابتسامة لطيفة بعدها و يقول: رجاء تفضلي بالدخول فينوس
قالت فينوس: آسفة لقدومي من دون موعد مسبق عمي مايك
قال مايك بعد ضحكة قصيرة: هل أصبحت عجوزا لهذه الدرجة؟
قالت فينوس: لا أبدا فأنت لا تزال شابا حقا لكن لا يمكنني مناداتك مايك و حسب
قال مايك بمرح: لا أمانع ذلك لذا ناديني بأي شيء شئت
دخلت المنزل برفقته ليسيرا و هما يتحدثان حتى وصلا لغرفة الجلوس لترى ليزا تجلس على ذلك الكرسي بهدوء و هي تشاهد التلفاز حتى انتبهت لهما لتنهض و تقول بسعادة: عزيزتي فينوس حمدا لله على سلامتك
قال مايك: ما هذا؟ هي لم تكن مريضة لتقولي شيئا كهذا
قالت ليزا: دعني أعيش لحظتي السعيدة ثم قل ما تريده
اقتربت من فينوس لتعانقها لفترة طويلة تعادل تلك الأوقات التي حاولت التحدث إليها لتبتعد عنها أخيرا و تبتسم لها جلستا على الأريكة المواجهة للباب الزجاجي المطل على الحديقة الخلفية بينما ذهب مايك لتحضير بعض العصير قالت فينوس: أسعدني كثيرا خبر حملك
وضعت ليزا يدها على بطنها لتبتسم لها بمرح شديد لتقول لها: تأكدي بأن تحبيه من قلبك فهو سيكون شقيق رين حتى لو لم يكن شقيقه بالدم فهذا لا يهم
قالت فينوس: أجل سأفعل
قالت ليزا: لقد أسعدتني كثيرا بزيارتك فينوس اعتقدت بأنني لن أراك مجددا
قالت فينوس بمرح: هذا مستحيل عمتي ليزا
قالت ليزا: عمتي؟ أأصبحت عجوز؟
ضحك مايك الذي حضر للتو ليقول: لقد قلت الأمر ذاته لها
قالت ليزا: ربما مايك قد كبر بالسن لكنني لا أزال شابة حقا أنا لا أزال شابة
ضحكت فينوس بمرح عليهما لترسم الابتسامة على شفتيهما تحدثوا معا بجوهم المرح حتى غادرتهم سارت فينوس طويلا بلا وجهة محددة تقودها قدماها لتجد نفسها أمام حديقة الأطفال تلك لتبتسم بلطف لمشهد الأطفال الذين كانوا يستمتعون بوقتهم على تلك الألعاب المتناثرة في أرجاء الحديقة جلست على إحدى المقاعد الفارغة تتذكر ذكرياتها الأخيرة في هذا المكان غطت فمها لتمنع صوت بكائها من العلو انتبهت لعبوة الماء القريبة من وجهها لترفع رأسها لصاحبها الذي حدق بعينيها مطولا من خلال نظاراته الشمسية ليبتسم و يقول: لقد التقينا مجددا آنسة جميلة
عرفت فينوس ذلك الشخص الذي جلس بقربها ليعطيها عبوة الماء و يقول: لا يصح لفتاة في مثل عمرك البكاء هكذا قد تجذبين الذئاب من حولك
ضحكت فينوس بمرح لتقول: أأنت واحد منهم؟
قال الشاب: بالتأكيد لست كذلك
قالت فينوس: ألست مشغولا هذا اليوم جاي؟
قال جاي: لا لست كذلك فقد انتهيت للتو
نظرت لساعتها لتراها الثالثة و النصف مساء لتقول بصوت منخفض: لم أتوقع بأن الوقت تأخر هكذا
استرق النظر إليها ليتنهد و يقول: أكان مهما لك لهذه الدرجة؟ أقصد رين
ابتساتها اللطيفة للغاية أغنتها عن الإجابة ليقول: سأرسل لك بطاقة دعوة لحفل زفافي لذا تأكدي من حضوره
قالت فينوس: ألا تعتقد بأن دعوتي خيانة لعائلتك؟
قال جاي: لو كنت مهتما بذلك الأمر لما تحدثت إليك في المقام الأول
ابتسمت له لتقول: حسنا سوف أحضر لكن لن أبقى طويلا
قال جاي: ما الذي تخططين لفعله الآن؟
قالت فينوس: ليس لديّ خطة معينة الآن و لا نية لديّ للعودة كعارضة
نظرت إليه لترى وجهه الذي قد تجمد على فتح شفتيه ليطلب عودتها لتبتسم بمرح شديد أعاد وجهه لما كان عليه ليقول: حسنا ربما أحاول في مرة قادمة
قالت فينوس: حقا أنا لا أريد العودة لذلك العمل
قال جاي: هل تعتقدين بأنني سأفقد الأمل لمجرد قولك أنك لا تريدين العمل مجددا؟
نهض لترفع رأسها و تنظر إليها يبتسم لها لتبادله الابتسامة ليقول: إذا أراك لاحقا فينوس
لوح لها بيده و هو يغادر المكان جلست فينوس في ذلك المكان لتتحرك أخيرا عائدة للمنزل بعد حلول المساء وصلت لغرفتها لترى جودي هناك ابتسمت لها لتقول جودي: آنستي لقد وصلتك بطاقة الدعوة هذه قبل وقت قصير
نظرت إليها لتبتسم بمرح شديد و تقول في نفسها: لقد كان هذا سريعا حقا جاي
غادرت جودي لتبدل فينوس ثيابها و تستلقي على سريرها لتغمض عينيها و تنام
https://up.arabseyes.com/uploads2013...0605545822.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا بكم مجددا أحبتي الكثير من الأشياء حدثت فقدت فينوس محبوبها و ابنها إنه لشيء مؤسف لن أرى رين من جديد أشعر بالحزن يتسلل لقلبي لا تزال هذه البداية و لا يزال هناك الكثير حتى الآن لم نعرف الحقيقة المخفية خلف هذه اللعنة المؤلمة لم يا إيف فعلت شيء كهذا؟ تركت مأساة أخرى تحدث بسبب لعنتك يا إلهي أتمنى أن يتوقف الأمر عند هذا الحد حسنا أحبتي أراكم في الفصل القادم بإذن الله حتى ذلك الوقت في أمان الله
https://up.arabseyes.com/uploads2013...9060554934.png


Inas Fallata 03-24-2020 02:41 AM



https://up.arabseyes.com/uploads2013...3966563413.png
مضت الأيام سريعا لتنتهي الأشهر الثلاث ليلة زفاف جاي كانت فينوس تستحم و تفكر فيما ترتديه غادرت الحمام لترى جودي لتقول لها: لم لا تأتين معي جودي؟
قالت جودي بارتباك: أنا لا أستطيع القدوم معك آنستي لحفل كهذا
قالت فينوس: و لم لا؟ سأكون وحيدة
قالت جودي: هذا لأن طبقتينا مختلفتين
قالت فينوس: لقد أخبرتك بأنني لا أحب سماع هذه التفاهات سوف تذهبين معي
دفعتها للحمام لتطلب منها الاستحمام بينما هي بدلت ثيابها لترتدي ثوبا أزرقا طويلا بلا أكمام سرحت شعرها لترفعه للأعلى انتهت جودي من الاستحمام لتقول لها: آنستي سوف تسببين المشاكل لنفسك
قالت فينوس: لن يحدث أي شيء كل شيء سيكون على ما يرام
أخرجت لها ثوبا برتقاليا فاتحا طويل منفوش قليلا بأكمام قصيرة سرحت لها شعرها لتغادرا للحفل معا كانت جودي متوترة لهذه الأجواء التي تختلط بها للمرة الأولى جلستا معا تتحدثان و أعين الجميع تحدق بهما لترعب جودي أكثر لتقول لها فينوس: عليك أن تهدأي جودي لن يحدث لك أي شيء سيء
قالت جودي: أنا خائفة من أن أسبب لك المشاكل يا آنسة
قالت فينوس: لقد أخبرتك مئة ألف مرة أن تناديني فينوس و حسب ثم أي مشاكل تتحدثين عنها؟
همس أحدهم بالقرب من أذن فينوس قائلا: لقد أتيت إذا
كادت فينوس أن تصرخ فزعا لكن التعابير التي وضعتها على وجهها أضحكت ذلك الشخص كثيرا التفتت إليه لتقول بانزعاج مصطنع: ما هذا الذي تفعله جاي؟ كدت توقفي قلبي المسكين
قال جاي: آسف آسف لم أرد إخافتك من تكون الجميلة التي برفقتك؟
كانت جودي ستتحدث بارتباك لكن نظرات فينوس و ابتسامتها جعلتها تهدأ قليلا لتقول: أنا جودي باركر سعدت بلقائك سيدي
قال جاي: أهي صديقتك؟
قالت فينوس بمرح: أجل هي كذلك لا تقل لي بأنك أعجبت بها سيد ذئب
قال جاي: هي أجمل منك لذا يجدر بك الغيرة منها عوضا عن قول التفاهات فينوس
قالت فينوس: هذه حقيقة مثبتة منذ دخولنا و الجميع لا ينفك عن الحديث عنها مما أصابها بالتوتر قليلا
قال جاي: حقا؟ ماذا عنك؟
قالت فينوس: لا أحتاج لإخبارك بذلك إذا نظرت من حولك ستعرف الإجابة
كانت الأعين موجهة نحوها و الأفواه تتحدث عنها تنهد جاي ليقول: يبدو أنك أكثر شهرة مني لكن لا بأس بما أن لا أحد يتعرض لكما
قالت فينوس: على أية حال نحن سنذهب قريبا لذا لا تهتم لنا
قال جاي: ماذا تقصدين بأنكما ذاهبتان قريبا؟ لن تذهبا حتى تتنهي الحفلة
نظر إليها بتحدي لتفعل المثل ليضحكا في النهاية بمرح شديد و يغادر جاي ليرحب بالحضور الباقين لتقول جودي: تبدوان صديقان حميمان
قالت فينوس: حقا؟ بالرغم من أننا لا نتحدث كثيرا
اقترب من طاولتهما مجموعة من الشباب يرحبون بهما تحدثوا إليهما ليقول أحدهم: ما رأيك برقصة قصيرة آنسة باركر؟
أشارت لها فينوس بالموافقة لتخجل قليلا لتقول: لا بأس بذلك
أمسك بيدها ليذهبا لساحة الرقص و يستمتعا بوقتهما كانت الفتيات اللاتي يحدقن بتجمع الفتية على طاولة فينوس بغيرة و حقد قالت إحداهن: لماذا دعاها جاي لهذه الحفلة مايا؟
قالت مايا بانزعاج: لا أعرف لكنني لن أتركها تستمتع بوقتها كما تشاء
اقتربت من طاولتها برفقة الفتيات لتقول: ما الأمر الممتع هنا؟
التفت الفتية إليها لترى فينوس من بينهم لتنظر إليها بحقد لتقول: آه قاتلة رين أهلا بك لم أتوقع أنك فظة لدرجة حضورك زفاف جاي
قالت إحدى الفتيات: لابد أن استغليت طبية جاي لإعطائك بطاقة دعوة لتختاري فريستك التالية
قال أخرى: ربما استعملت قوة عينها لتجبره على ذلك
بدأت الأحاديث بالظهور عن عينها المخفية خلف تلك الرقعة اقتربت مايا أكثر منها لتقول: لقد استهزئت بي أمام الصحافة و أخذتي محبوبي مني ألا يجدر بك الانحناء أمامي حتى أسامحك أيتها القاتلة؟
أنهت كلماتها لتوقعها بسكب العصير عليها لتنظر لشكلها برضا لتغادر مع جيشها لاحقا عادت جودي للطاولة بتلك الابتسامة السعيدة التي زالت فور رؤيتها منظر فينوس لتقول: ماذا حدث لك آنستي؟
نهضت فينوس لتسير بخطى سريعة تريد الهروب من هذا المكان الذي لا تنتمي إليه عادت للمنزل لتبدل ثيابها و تستحم و تستلقي على السرير طالبة الراحة من كل هذا كانت جودي تود سؤالها عما حدث لكنها لم تجرؤ أن تجرحها أكثر من ذلك بعد أسبوعين استيقظت في الصباح بنشاط شديد لتتناول الإفطار معهم كالعادة توجه الجميع لأعماله لتبقى وحيدة مع والديها في الحديقة تفكر في شيء ما لتقول فجأة: سأحطم غرورك مايا
ابتسمت بشر لينظر والديها إليها باستغراب شديد لتقول والدتها: ماذا هناك فينوس؟
قالت فينوس: هل تسمحان لي بالعودة كعارضة؟
نظرا إليها بصدمة من قرارها المفاجئ ليفكرا في الأمر قليلا ثم يوافقا عليه نهضت مسرعة لتصعد لغرفتها و تبدل ثيابها لتذهب للشركة رحب بها المدير و سعد بعودتها وقعت على العقد من جديد غادرت المبنى لتتجول قليلا هنا و هناك وقفت أمام تلك الحديقة متنفسها الجميل سارت هناك بين الأشجار و هي تحدق بالأرض تتذكر بعض الأشياء حتى لمحت تلك الساق الممدة على الأرض اقتربت من صاحبها لتنظر إليه بصدمة هزت كونها كله جثت بالقرب من ذلك الشخص لتحدق في وجهه من دون وعي منها بدأت الدموع بالتساقط على وجنتيها عادت لأرض الواقع بعد سماع صوت يقول: يا آنسة هل أنت بخير؟ لقد استدعينا الإسعاف
مسحت دموعها لتنهض و تذهب برفقة المسعفين للمشفى كانت تحدق به من خلف زجاج النافذة الصغيرة الموجودة في الباب و هو يحدث الطبيب لتقول في نفسها حابسة دموعها: هذا مستحيل بل غير معقول
توقفت الدموع في عينيها حين التقت بتلك العينين القرمزيتين بعد طول مدة تلك النظرات المتبادلة اقتربت من الباب لتمسك بالمقبض الذهبي بارتجاف لتدخل نظر الطبيب إليها ليقول: هل تعرفين هذا الشخص يا آنسة؟
قال فينوس: لا سيدي لا أعرفه
قال الطبيب: هذا مؤسف فهو لا يتذكر أي شيء يبدو أنه سقط بقوة مما أدى لفقدان ذاكرته كما أن يده مكسورة و قدمه اليسرى كذلك
قالت فينوس: هل سيكون بخير سيدي؟
قال الطبيب: أجل حاليا لكنه سيحتاج لفترة طويلة حتى تشفى إصابات الكسور
شكرت الطبيب ليغادر أعادت فينوس التحديق بذلك الشخص صاحب الشعر الأسود الطويل و العينين القرمزيتين نظر إليها لتشعر بنبضات قلبها تتسارع جلست على الكرسي القريب منه لتقول له: ألا تتذكر أي شيء؟ اسمك؟ عنوان منزلك؟ والديك؟
لم يجبها بأي شيء اكتفى بالتحديق بالنافذة لتنهض فينوس و تغادر المشفى و ذلك الشخص لا يزال يشغل تفكيرها في المساء كانت تقف قرب غرفة ذلك المريض الذي التقت به في انتظار شخص ما ليظهر و يقول: ماذا هناك فينوس؟
نظرت فينوس إليه بعيون مختلفة المشاعر اقترب من مكانها لتشير له لتلك النافذة الصغيرة نظر من خلالها ليصدم من رؤية ذلك الشخص ليقول: من يكون هذا فينوس؟
قالت فينوس: هذا ما أود معرفته لويس فهو لا يتذكر أي شيء
نظر لويس ليرى ارتعاش أطرافها و الدموع التي جفت على وجنتيها و أخرى عالقة في عينيها ليحتضنها و يقول لها: سوف أبحث عنه لأجلك لكن جميعنا نعلم بأن الأموات لا يعودون للحياة
قالت فينوس: أجل هذا صحيح
بكت بعدها ليعودا معا للمنزل حاولت فينوس النوم تلك الليلة لكنها لم تستطع نظرت للساعة لتراها الساعة الرابعة و النصف فجرا لتتنهد و تنهض من السرير لتبدل ثيابها و تغادر من المنزل ذاهبة للمشفى وقفت أمام ذلك الباب لفترة من الوقت لتفتحه و تدخل لاحقا نظر إليها ليتجاهلها سارت بهدوء لتقترب منه وقفت قريبا من الكرسي تحدق فيه لفترة قصيرة ثم تجلس على ذلك الكرسي لتقول: صباح الخير أتمنى بأنني لا أزعجك
لم يجبها كالمعتاد ابتسمت لتصرفه ذلك جلست بصمت لدقائق معدودة لتفتح فمها لتقول شيئا ما تجمدت على تلك الحالة فتلك النظرة قد أصابت قلبها تماما تلك النظرة المنزعجة و الغاضبة لوجودها لتغلق شفتيها و تنظر للأسفل كان الهدوء يستمتع بوقته في تلك الغرفة البيضاء ذات الستائر الزرقاء الفاتحة المربوطة على طرف النافذة المتوسطة لا يوجد بها شيء عدا السرير الذي يجلس عليه ذلك الشاب و طاولة بيضاء على طرف السرير و كرسي واحد الذي تجلس فينوس عليه و ساعة بيضاوية بنية جدارية نظرت إليها فينوس لتنهض و تقول: يجب أن أذهب للعمل الآن لكنني سوف آتي للزيارة بعدها
غادرت لتغلق الباب خلفها بهدوء ذهبت لعملها لتقول لها المصورة بمرح: سعيدة لعودتك فينوس
قالت فينوس بمرح شديد: أنا أيضا هذه المرة سوف أسعى للشهرة بالتأكيد
قالت المصورة: حقا؟ لم غيرت رأيك؟
قالت فينوس: تعرفين هناك أشخاص مغرورون أود تحطيم غرورهم ماذا سنفعل اليوم؟
قالت المصورة: لدينا مجموعة جديدة من تصاميم جوني سارين و هناك مغني قد تحمس كثيرا لالتقاط صور الألبوم الخاص به معك اسمه لاري طومسون
نظرت فينوس إليها بدهشة لتطلب منها إعادة ذلك الاسم من جديد لتفعل بدأت تلك الصعقة تسري في جسدها لتقول : هذا الشخص يطاردني حتما
قالت المصورة: أتعرفينه من قبل؟
قالت فينوس: نوعا ما حسنا سأذهب للاستعداد الآن فلا وقت لدينا لنضيعه أليس كذلك؟
قالت المصورة: ما زال علينا انتظار جاي هو سيتأخر على الأرجح
التفتوا لجاي الذي دخل للغرفة توا و قال مجيبا على تعليق المصورة : و من قال ذلك؟
خلع نظاراته الشمسية لينظر لفينوس بانتصار و يقول: لقد أخبرتك بأنني سوف أصر على عودتك لكنك فعلت حسنا بعودتك بنفسك لم أكن أريد إجبارك
قالت فينوس و هي تأخذ نظارته منه: و من قال أنه بإمكانك إجباري جاي؟ كيف أبدو؟
ارتدت النظارة و نفخت وجنتيها لتغرز سبابتيها فيهما ليضحك بمرح شديد على شكلها و يقول: تبدين لطيفة للغاية لقد أحببت هذا حقا
احمرت وجنتيها لتعيد النظارات إليه و تقول: حسنا يجدر بنا بدأ العمل
ابتسم لتصرفها ذلك ليذهبا كلاهما للإستعداد انتهى جاي ليعبث قليلا في هاتفه كان يرتدي بنطالا أزرقا داكنا و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة أزرار صدره الأربع الأولى مفتوحة معيدا خصلات شعره للخلف قالت المصورة: ألم يكن من المفترض أن تبقى مع زوجتك جاي؟
قال جاي: هذا هو الشيء الوحيد الذي سأفعله قبل إجازتي الطويلة
قالت المصورة: حقا؟ يبدو أنك تحب عملك كثيرا
قال جاي: ليس كثيرا فقط أتيت اليوم استنثاء
ابتسم للفراغ لتستعجب المصورة ذلك التفتت لحيث الضجة فالجميع يحدق بفينوس التي أحرجت من نظراتهم بلوزتها الزرقاء البحرية بأكمام متوسطة واسعة تصل للركبة و بنطال أبيض لمنتصف الساق و حذاء أزرق بكعب متوسط موجت أطراف شعرها عرضيا لترجع خصلات شعرها الأمامية للخلف برباط شعر أبيض اللون زين بزهرة أرجوانية فاتحة كان الجميع يحدق بها لتشعر بالإحراج وقفت أمام المصورة التي قالت بانبهار: أنت حقا تذهلينني دائما فينوس
قالت فنيوس باحراج: هذا يكفي أرجوكم
ضحك الجميع عليها بمرح شديد لتسترق الأنظار لجاي الذي لم يعلق بأي شيء بدؤوا التصوير لتتغير الوضعيات و الملابس حتى انتهاء التصوير في العاشرة صباحا كانت فينوس تتحدث مع المصورة بشأن الصور التي أفسدت ليظهر جاي من خلفها و يقول: ماذا ستفعلون بهذه الصور؟
كانت فينوس ستلتفت إليه لتراه يضع وجهه قريبا منها لتشعر بالخجل و تبتعد عنه ليقول لها: ماذا هناك؟
قالت فينوس: لا تقترب هكذا فجأة لقد أفزعتني
قال جاي بمكر: يبدو كما لو أنك خجلت من اقترابي منك
قالت فينوس باحراج: ماذا؟ و لم قد أفعل؟ أنت حقا مزعج جاي
ضحك بمرح شديد على تصرفها لتقول المصورة: هذا ما كنت أناقشه معها قالت بأنها تريد الاحتفاظ بها
قال جاي: حقا؟ لماذا؟
قالت فينوس: بلا سبب
قال جاي: لا تقولي بأنك أعجبت بي
قالت فينوس: أرجوك توقف عن هذا جاي
قالت المصورة: يبدو أنكما صديقان حميمان حقا
نظرا لبعضهما ليضحكا بمرح شديد غادر جاي بعد توديعهم لتعود فينوس لأعمالها انتهت منها قبل المساء لتتجه للمشفى دخلت الغرفة لتتلقى الرد ذاته لتقول: مساء الخير أتمنى أنك تشعر بتحسن الآن
جلست على ذلك الكرسي تثرثر بسعادة لتنظر للساعة لتنهض بصمت و تغادر عادت للمنزل لتسير في ممر غرفتها وقفت قليلا أمام النافذة الزجاجية لتحدق بالقمر الذي أزال تلك الابتسامة من شفتيها التفتت لصوت الأقدام القريب منها لترى لويس يبتسم لها و يقول: أعدت الآن من العمل؟
قالت فينوس: أجل ماذا عنك؟
قال لويس: تعرفين لا أحب البقاء طويلا في العمل
ضحكا معا بمرح شديد لينظر لها تلك النظرات الجادة ليقول: ذلك الشخص لم أجد عنه أي شيء
قالت فينوس بيأس: هكذا إذا
قال لويس: آسف إن لم أستطع مساعدتك
قالت فينوس بمرح: ماذا تقول؟ شكرا لك على كل شيء
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر الممر دخلت غرفتها لتبدل ثيابها و تستلقي على سريرها تقرأ كتابا ما حتى نامت مضى خمسة أشهر على هذا المنوال لم يتغير شيء حتى ظهيرة ذلك اليوم غادرت فينوس المنزل و هي تحمل سلة بنية داكنة متوسطة الحجم ملأتها بمختلف الأشياء لتأخذها للمشفى طرقت باب الغرفة لترى الطبيب يتحدث مع الشاب الغير مبالي بوجوده نظر كلاهما إليها لتشعر ببعض الارتباك لتبتسم لاحقا و تقول: صباح الخير سيدي الطبيب
قال الطبيب: أهلا بك آنسة هايلون
قالت فينوس: أهناك خطب ما؟
قال الطبيب: لا كل الأمور على ما يرام فقط بعض الأسئلة لمعرفة عودة ذاكرته
قالت فينوس: حسنا
جلست على الكرسي بهدوء تراقب ذلك الشاب الصامت ليتنهد الطبيب و يغادر التفت إليها لتبتسم و تقول بمرح: صباح الخير
لم يجبها كالمعتاد لتحمل سلتها على فخذها لتحاول جذب انتباه بقولها: لقد أحضرت لك بعض الأشياء فالمشفى مكان كئيب
فتحت السلة لينظر إليها بانتظار ما تحمله أدركت فينوس ذلك لتخرج مجموعة كتب لتقول: لا أعرف أي نوع من الكتب تفضل لذا أحضرت كتاب من كل نوع لتقضي به وقتك
أخرجت بعدها علبتي طعام متوسطتي الحجم بيضاء بغطاء أزرق قاني أخرجت معه ملعقة و شوكة فضيتان شعر بشيء من الانبهار لرؤيته للأشياء التي أحضرتها أخبرته بما في كل علبة أصمتها قوله: لم تفعلين كل هذا لشخص لا تعرفينه؟
نظرت إليه بتلك الابتسامة السعيدة لتقول: لا يوجد سبب محدد ثم أنني سأعتني بك حتى تتذكر من تكون
قال الشاب: تعرفين أنا لست صغيرا يمكنني الاعتناء بنفسي
ضحكت فينوس بمرح على تعليقه ذاك ليشعر بشيء من الاحراج صمتا لبعض الوقت ليقاطع ذلك الصمت بقوله بتلك النبرة الهادئة على وجه السرعة: اسمي هو روي لا أذكر غير ذلك
قالت فينوس بمرح: سررت بالتعرف إليك روي
نظر لتلك الابتسامة التي زينت الغرفة بأجواء مختلفة حدق فيها لبعض الوقت حتى انتبه لنفسه ليحدق بالنافذة من جديد حدثته فينوس عن بعض الأشياء عنها ليعلق على بعض المواقف التي تعرضت لها في المساء غادرت الغرفة لتخبر الطبيب بما جرى بينهما ليقول لها: إن كان الأمر كذلك أعتقد أنني سأدعه لك آنسة هايلون
قالت فينوس: سوف أفعل ما أستطيع
ابتسمت له بمرح شديد لتغادر الغرفة وصلت المنزل لترى سام و ليندا يستعدان للمغادرة لتقول: إلى أين أنتما ذاهبان؟
نظرت ليندا إليها لتقترب منها بتلك الابتسامة لتقول: سوف نخرج في موعد
قالت فينوس: حسنا استمتعا بوقتكما
قال سام: اعتقدت بأنه ليس لديك عمل اليوم
قالت فينوس: لقد تأخرت إحدى العارضات ذهبت عوضا عنها
قال سام: هكذا إذا حسنا أراك لاحقا
ابتسمت لهما لتودعهما صعدت لغرفتها لتلتقي بجودي التي كانت في انتظار عودتها لتقول لها: ماذا هناك جودي؟
قالت جودي: لقد أردت إخبارك بأنني سوف أخرج هذه الليلة
قالت فينوس: حقا؟ إلى أين؟ أموعد هو؟ مع من؟
أحرجت تلك الأسئلة جودي لتبتسم فينوس بمرح شديد و تدفعها للأمام لتقول: لا بأس اذهبي و استمتعي بوقتك قدر ما تستطيعين
ذهبت جودي لتبتسم فينوس لها بمرح شديد دخلت غرفتها لتغلق الباب خلفها استحمت و نامت طرق باب غرفتها لتفتح عينيها بثقل شديد نظرت للساعة السابعة صباحا فتحت الباب ليدخل آرثر على عجل و يقول: هيا استيقظي بسرعة
أخرج معطفها من الخزانة ليلقيه عليها ارتدته بنعاس شديد لتقول بتثاؤب: ماذا هناك آرثر؟
أمسك بيدها ليخرجها من الغرفة بسرعة و يقول: السيدة وارس ستلد قريبا
كانت تسير خلفه مغمضة عينيها لتفتحهما بصدمة لتسرع في خطاها و تقول: لماذا لم تقل هذا من قبل؟ أسرع يا آرثر لا تكن بطيئا هكذا
قال آرثر: لا توجهي هذا الكلام لي فأنت من استيقظ للتو
قالت فينوس: لا تثرثر رجاء أسرع
ابتسم بمرح على ردة فعلها ليسرعا صعدا سيارة آرثر لتضحك آن على شكل فينوس ترتدي ثياب النوم و حذاءين مختلفين وصلوا للمشفى ليلتقوا بالوالدين و الجد و مايك نظرت فانتين لفينوس بصدمة مما ترتديه لتقترب منها و تقول: ما كل هذا فينوس؟ أأنت بخير؟
قالت فينوس: لقد استيقظت للتو هذا لا يهم كيف هو حالها؟
قالت فانتين: بخير فقط في انتظار خروجها
تنهدت بارتياح شديد لتجلس على الكرسي بقرب مايك لتمسك بيده نظر إليها ليبتسم لها بادلته الابتسامة ليشد قبضته على يدها أسندت رأسها لذراعه بعد فترة قصيرة أخرجت ليزا برفقة مولودها ذهبوا لغرفتها تحدثوا إليها كثيرا رأوا مولودها و ذهبوا للمنزل عادت فينوس لتكمل نومها استيقظت في الظهيرة لتذهب للعمل انتهت في وقت قصير لتعود للمشفى لتزور ليزا التي سعدت برؤيتها لتقول لها: اعتقدت بأنك مشغولة في العمل
قالت فينوس: لقد أجلت كل هذا لوقت آخر
قالت ليزا: سعيدة لرؤيتك فينوس
قال مايك: شكرا لقدومك فأنا على وشك المغادرة
وضع يدها على رأسها ليبتسم لها بادلته الابتسامة ليغادر جلست فينوس معها تتحدثان لبعض الوقت لتغفو ليزا التي كانت متعبة شعرت فينوس بأنفاسها تخطف منها نهضت لتسير مغادرة الغرفة استندت على الباب لتحاول التحكم بأنفاسها و نبضاتها التي زادت بشكل مخيف جلست على ذلك الكرسي لترجع برأسها للخلف عند روي الذي كان يقرأ إحدى كتب فينوس دخل الطبيب ليقول: مساء الخير روي أتشعر بتحسن؟
قال روي: نوعا ما
قال الطبيب: أرى أنك تأقلمت كثيرا مع الآنسة هايلون
لم يعلق على كلامه ذاك قام بفحص سريع له و سأله عدة أسئلة قصيرة ليغادر بعدها حدق بالساعة الجدراية ليفكر في فينوس أعاد نظره و تفكيره للكتاب في المساء طرق باب غرفته لتدخل فينوس بتلك الابتسامة و هي تقول: مساء الخير روي
نظر إليها لتقترب منه بهدوء لتجلس على الكرسي لتقول: هل استمتعت بقراءة هذا الكتاب؟
قال روي: ذوقك في الكتب سيء للغاية
قالت فينوس:آسفة لذلك لكنك لم تخبرني ما تفضله
صمت روي لتستغرب ذلك لتقول: سوف نبدأ التمارين بالغد لذا استعد لذلك
قال روي: تمارين ماذا؟
قالت فينوس: تمارين ساقك قال الطبيب بأنه بإمكانك تحركيها سوف نتناول الإفطار في حديقة المشفى
تنهد روي بانزعاج لتبتسم له بمرح شديد بدأت تثرثر عن الكثير من الأشياء التي حدثت اليوم ليوقفها عند ولادة ليزا صمت متذكرا شيئا ما نظرت فينوس إليه باستغراب من التعابير التي وضعت على وجهه نهضت لتجلس على طرف السرير لتمسك بيده نظر إليها بفزع و صدره يعلو و يهبط من الخوف وضعت رأسه على كتفها مطمئنة له لتقول: كل شيء على ما يرام لا تقلق
قال روي بخوف: لقد قام شخص ما بمطاردتي كان يحاول قتلي
صمت بعدها بلحظات حاول الهدوء فيها بل نسيان تلك الذكرى السيئة من بين ذكرياته شعر بحرارة فينوس المرتفعة ليبتعد عنها و ينظر إليها ليجدها تبتسم بهدوء له ليقول لها: هل أنت بخير؟
قالت فينوس: لا تقلق عليّ المهم أن تكون أنت بخير
صمت و لم يجبها بأي شيء بقيا على ذلك الصمت لفترة كلاهما قلق على الآخر لتنهض فينوس بعد فترة و تقول: يجب أن أعود للمنزل أراك غدا
لحقها بأنظاره التي حدقت بالباب الذي أغلق خلفها نظر للأرض ليحاول تذكر أي شيء آخر عند فينوس التي استلقت على سريرها و الأشياء تدور من حولها أغمضت عينيها لتزيل ذلك الصداع الرهيب الذي أسعد بعلامات الألم التي ظهرت على وجهها طرق باب الغرفة لتدخل جودي و تقول: مساء الخير آنستي أتريدين أن أحضر لك شيء ما؟
اقتربت منها بعد صمتها الغريب وضعت يدها على جبينها المتعرق لتفاجأ بحرارة الشمس في جسدها ذهبت لتخبر شخص ما بالأمر التقت بالتؤامين ليستغربا عجلتها قال أليس: ماذا هناك؟
قالت جودي بخوف: الآنسة إنها مريضة جدا
قال أليكس: أليس أخبر سام أو آرثر بالأمر سوف أذهب معها
ركضا في اتجاهين مختلفين ذهب أليس ليخبر سام بالأمر ليستدعي الطبيب من فوره صعد لغرفتها ليرى محاولات أليكس الغير مجدية في إخفاض درجة حرارتها ليقول لجودي: متى عادت للمنزل؟
قالت جودي: للتو فقط
قال سام: ألاحظت أي شيء غريب عليها؟
قالت جودي: كانت تسير بمساعدة الجدار و لم تسمعني أناديها
عض سام شفتيه بانزعاج غادروا الغرفة فور دخول الطبيب الذي قام بفحص أولي لها أعطاها بعض الأدوية التي ساهمت في نومها غادر الغرفة ليرى القلق البادي على وجوههم ليقول: ستكون بخير لكن يجب مراقبتها لبعض الوقت قد تعود حرارتها للارتفاع من جديد
غادر الطبيب لتبقى جودي بقربها طوال الليل في الصباح عند روي الذي طرق باب غرفته نظر للباب لتدخل الممرضة التي أتت لتقييم وضعه الحالي لتقول: لقد اتصلت الآنسة هايلون تقول بأنها لن تستطيع القدوم هذا اليوم بسبب انشغالها تود الاعتذار عن خلف وعدها لك
غادرت بعد ذلك ليتذكر ما حدث بالأمس نظر للنافذة التي أدخلت تلك الرياح لتداعب خصلات شعره أعادت إليه ذكرى أخرى لينظر للكتاب القريب منه ليدون شيئا ما عليه عند فينوس التي كانت تقف بهدوء أمام الكاميرا لتلتقط الصورة الأخيرة لتعجب المصورة بأدائها لهذا ليوم جلست على الكرسي لتتنهد و تقول: لا يزال لدينا الكثير لنفعله أليس كذلك؟
قالت المصورة: أجل فقد قمت بتأجيل أعمالك السابقة لهذا اليوم المزدحم
تنهدت بانزعاج شديد لقرارها ذاك ابتسمت بالرغم من ذلك التفت الجميع للباب الذي صدر من خلفه ضجة مشاحنة فتح الباب لتدخل تلك الفتاة صاحبة الشعر الثلجي الطويل اختفت عينيها الحمراوتين الفاتحتين تحت تلك النظارة الشمسية التي خلعتها لتحدق بوجوه الجميع منتظرين على من ستقف تلك العيون الغاضبة لتسير بخطى سريعة تكاد تحطم الأرضية لتقف أمام فينوس التي لم تبالي للنظر إليها لتقول لها: أنت من تعتقدين نفسك؟ تدخلين فجأة و تأخذين كل الشهرة لنفسك أنا لن أستسلم أمامك أهذا واضح؟
لم تجبها فينوس بأي شيء لتزيد غضبها عليها ألقت عليها كوب القهوة التي كانت بيد المصورة لتنهض من مكانها سريعا أسرع الجميع في إحضار بعض الماء و مناشف نظرت فينوس إليها بتلك النظرات الحادة لتبتسم في النهاية و هي تقول: إن كنت خائفة من أن تخسري أمامي فلتبذلي ما في وسعك مايا
انزعجت مايا من طريقة نطقها لاسمها بنبرة متحدية غادرت فينوس المكان لتستحم و تبدل تلك الثياب التي أخذت للمصبغة على الفور ساعدتها المصففة على تجفيف شعرها لتقول لها: أتعرفين الآنسة وارس من قبل؟ أقصد معرفة شخصية
قالت فينوس: لا فقط أنها كانت السبب وراء دخولي لهذا المجال
قالت المصففة: أتفهم الآن سبب غضبها
ابتسمت فينوس بمرح لتغلق عينيها فقد بدأت بوضع مساحيق التجميل موج شعرها طوليا جمع بذلك المطاط الذي حوى على وردة سوداء أسدل على كتفها الأيسر ارتدت ثوب أسود بلا أكمام طويل يحدد جسدها ممشوق القوام زين بكريستالات بيضاء صغيرة وضعت لها أقراط طويلة كريستالية و حذاء أسود بكعب عالي مفتوح الأصابع قالت المصففة: جميلة للغاية آنسة فينوس
قالت فينوس: شكرا لك
غادرت الغرفة لترى المصورة تتحدث لشخص يعطي ظهره إليها لتعرفه على الفور التفت إليها حالما قالت المصففة: لقد انتهينا
نظر إليها بشيء من الانبهار من الجمال الذي أعطاها السواد إياه لتقول المصورة: كالعادة فينوس هي الأجمل
قالت فينوس بخجل: شكرا لك
قال الشاب: لا تصدقي كل ما يقال لك حتى لا تغتري
قالت فينوس: أنت حقا تحب إزعاجي أليس كذلك جاي؟
ابتسم لها بمرح شديد تحدثا قليلا قبل استعداد الجميع للتصوير فقد كانت تشاركها ثلاث فتيات أخريات التقطت الصور التي تبدلت الوضعيات فيها و الملابس و التسريحات كان الأمر منهكا للغاية حتى انتهت فينوس في المساء ارتدت معطفها لتسير بهدوء في ذلك الممر المؤدي للمخرج من المبنى لترى جاي يتحدث مع مايا التي بدت غاضبة و مثارة لسبب ما ارتسمت ابتسامة شريرة على شفتيها اقتربت منهما لتظهر رأسها من خلف جاي لتقول: مرحبا جاي
التفت إليها ليستعجب تلك الابتسامة الغريبة على وجهها ليقول: اعتقدت بأنك لا زلت تعملين
قالت فينوس: لقد انتهيت للتو فقط كنت سأغادر لكنني رأيتك لذا قررت إلقاء التحية
قال جاي: هناك خطب ما بك فينوس هل أنت بخير؟
ضحكت بمرح شديد لتقول: أنا بخير
نظرت لمايا بتلك النظرات المنزعجة لتبادلها بأخرى حاقدة تود قتلها لتقول: آه أرجو المعذرة لم أكن أعلم بأنك تتحدث لشخص ما
قال جاي: هذه مايا تعرفينها بالتأكيد
وقفت باعتدال أمامها لتقول: شكرا مايا على ما فعلته لأجلي سعيدة حقا برؤيتك مجددا
شعرت ببراكين غضب مايا تنفجر لتسعد بتحقيق مرادها غادرت من هناك ليحدق جاي بها باستغراب شديد ليقول في نفسه: أكانت تحاول إغاظة مايا؟ حقا لم أعد أفهم هذه الفتاة
ابتسم بمرح لتقول مايا: لا تقل لي بأنك تخرج معها
قال جاي: بالتأكيد لا أفعل ثم أننا مجرد زملاء عمل
قالت مايا: حقا؟ لكنها لم تبدو كذلك
قال جاي: يبدو أنك غاضبة لسبب ما مايا أقترح أن تعودي للمنزل و تستريحي قليلا
تجاوزها ليغادر المبنى صعد سيارته ليقودها في اتجاه منزله عند فينوس التي وصلت المنزل نظرت لجودي التي كانت قلقة عليها لتبتسم و تقول: أنا حقا بخير جودي لذا لا تقلقي عليّ
قالت جودي: أخشى أن تصابي بالحمى من جديد
قالت فينوس: لا تقلقي حتى لو حدث سأكون بخير فأنا و المرض أصدقاء طفولة كلانا يحب الآخر
قالت جودي: هذا ليس وقت المزاح آنستي فالأمر جدي للغاية
ابتسمت فينوس لتذكرها مارثا فقد كانت تقلق مثلها عانقتها بهدوء لتستغرب جودي ذلك بقيتا كذلك لبعض الوقت لتدخل غرفتها و تغلق الباب خلفها استندت على الباب لتبدأ بالبكاء فتلك الذكريات لا تزال تعيش داخلها تعذبها و تؤلمها لتقول بصوتها الذي كتمته الدموع: أنا السبب في كل ذلك ليتني لم أولد
نهضت لتجلس على سريرها حاضنة ساقيها دافنة وجهها على الوسادة التي وضعتها على ساقها استلقت بعدها لتنام بعمق شديد استيقظت في الصباح لتجهز إفطارها الخاص و تضعه في علب الغداء تلك أعدت نفسها للخروج لتوقفها والدتها قائلة: إلى أين أنت ذاهبة بكل هذا فينوس؟
قالت فينوس بمرح: الجو جميل هذا اليوم لذلك قررت تناول الإفطار في الخارج
قالت فانتين: الجو بارد في الخارج لذا لا تتأخري كثيرا
قالت فينوس: سوف أغادر للعمل بعدها لذا لا بأس
قبلت جبين والدتها لتبتسم لها و تغادر وصلت المشفى لتطرق باب غرفة روي ثم تدخله لتقول بمرح شديد: صباح الخير روي
نظر إليها بهدوء لتعرف أن شيئا ما قد حدث تجاهلت ذلك لتحاول إبهاجه لتقترب منه و تقول: هيا عليك النهوض سوف نتناول الإفطار في الخارج
صمته أرعبها خشت أن تكون ذكرى أخرى مؤلمة نهض من السرير ليستند على عكازيه و يغادر الغرفة معها كانت تحدثه طوال الوقت تحاول إبعاد كومة الغمام الأسود الذي أحاطت به وصلا للحديقة ليجلسا على المفرش الأزرق الداكن الذي أحضرته فينوس لتخرج لحافا أسود توسطته زهرة بيضاء متوسطة الحجم أحيطت بدوائر من الأزهار الصغيرة غطته بها لتقول: هذا لأن الجو بارد و لا نريدك أن تصاب بالمرض
نظر إليها ليراها ترتدي معطفا أرجوانيا بأكمام طويلة يصل لأسفل الخصر ليقول لها: ألا يجدر بك أن تبقي في المنزل؟
ضحكت بمرح شديد لتقول: أتريدني أن أخلف وعدي مرتين؟ لا أستطيع فعل ذلك
قال روي: حقا أنا لا أعرف لم تفعلين كل هذا لأجلي
ابتسمت له بمرح شديد فهي لا ترغب الإجابة عن هذا السؤال لتخبره بما فعلت مساء الأمس بتلك النبرة السعيدة كان روي يستمع إليها و تعابيره لا تتغير تناولا إفطارهما مع كوب من القهوة الساخنة لتسافر أفكار روي للأفق لمحت فينوس تلك التعابير الوحيدة التي ملئت كيانه لتقول: هل تذكرت شيئا آخر؟
قال روي: أجل تذكرت عنوان مكان ما ذهبت إليه مع شخصين آخرين لا أذكرهما جيدا
قالت فينوس: حقا؟ سوف أذهب لهناك إن كان الأمر يساعدك
قال روي: لا داعي لذلك فهو مجرد عنوان
قالت فينوس: لقد وعدتك بأنني سأفعل أي شيء لتستعيد ذاكرتك لذا لا تقل شيئا كهذا
قال روي: حقا لماذا تتعبين نفسك هكذا لأجلي؟
صمتت فينوس مجددا ليتنهد حمل عكازيه ليسير للمقعد القريب منه جلس هناك بهدوء لتبدأ فينوس بتوضيب تلك الأشياء عادا للغرفة ليعطيها ذلك العنوان تحدثت إليه في بضع أمور لتذهب لعملها انتهت منه خلال ساعات قليلة ذهبت لذلك العنوان لتنظر للمكان من حولها الجميع يسير بتلك النظرات الحزينة بالرغم من الابتسامات و الضحكات التي علت في الأرجاء بدت كمنطقة فقيرة اقتربت من باب ذلك المبنى لتصعد الدرجات التي تراكمت عليها الأوساخ وصلت للطابق الرابع لتسير في الممر وصلت للشقة المطلوبة قرعت الجرس مرات عديدة لكن ما من مجيب طرقت الباب لتفتح سيدة ذات شعر أزرق قاني يصل لأسفل الكتف و عينين زرقاواين داكنين لتقول لها: آسفة على الإزعاج في هذا الوقت لكنني أود الحديث إليك في شيء ما
قالت السيدة: تفضلي يا آنسة فالبرد قارس في الخارج
دخلت الشقة لتفاجأ بالمظهر المغاير للمنطقة كانت شقة مترفة نظيفة و مرتبة جلست على إحدى تلك الأرائك الحمراء القانية المخططة بالذهبي طوليا قدمت لها كوبا من العصير لتجلس في الأريكة المجاورة لها لتقول: بداية أعرف عن نفسي أنا فينوس هايلون
صدمت السيدة من اللقب الذي سمعته كذلك الرجل الذي غادر الغرفة للتو حدقت فينوس به بذهول فذلك الشخص الشبه بينه و رين واضح للغاية حوى شعره على خصلات حمراء داكنة عينيه قرمزيتين فاتحتين نهضت لتنحني له اقترب منهما ليجلس بجانب تلك السيدة التي أفاقت من صدمها على صوته القائل: و ماذا تفعل ابنة هايلون هنا؟
جلست فينوس لتقول: أعرف شخص يدعى روي و هو الآن في المشفى فاقد الذاكرة لكنه تذكر هذا العنوان فأتيت للسؤال إن كنتما تعرفاه
رأت تلك الدموع التي نزلت على وجنتي تلك السيدة لتعرف الإجابة على سؤالها لتقول: أهو بخير؟ أتعرفين مكانه؟
قالت فينوس: أجل هو بخير سوف أعطيكما عنوان المشفى إن شئتما
هزت رأسها بهدوء لتخرج دفتر صغير أزرق فاتح و قلم أسود الحبر كتبت العنوان لتعطيه لهما كانت ستغادر لكن ذلك السؤال يصر على الخروج من أفكارها لتقول: لدي سؤال آخر؟ أتعرفان رين وارس؟
نظرا إليها بصدمة من ذكرها لذلك الاسم لتزيد تلك الدموع الجو كآبة ليقول الرجل: من أين تعرفين رين؟
قالت فينوس بحزن شديد: لقد كان زوجي
انتبها للفعل الماضي ليشعرا بالحزن الذي انبعث منها ليقول الرجل: نحن والديّ رين و روي فهما تؤامان
ابتسمت فينوس لتقول بصوت منخفض: لقد شعرت بذلك
قالت الوالدة: لقد تعرضنا لحادث سير قبل وقت طويل أنقذنا مجموعة من الأشخاص الذين كانوا قريبين من هناك لكن قبل إخراج رين سقطت السيارة من ذلك الجرف لذا اعتقدنا بأننا لن نراه بعدها لكنني سعيدة حقا بمعرفة أنه قد عاش لفترة أطول و تزوج من فتاة لطيفة مثلك
قال والد روي: كيف توفي رين؟
صمتت فينوس لبعض الوقت فهي ستروي كابوسا حلمت بنسيانه طويلا لتخبرهما بما حدث ليقول والده: كنت واثقا بأنهم لن يتركونا و شأننا لكن لتصل لهذه الدرجة
قالت الوالدة: آسفة لجعلك تتذكرين شيئا مؤلما كهذا
هزت رأسها بنفي لتبتسم و تقول: لا أبدا هل بإمكاني طلب شيء منكما؟
قالت الوالدة: أجل بإمكانك
قالت فينوس: شقيقك مايك قد رزق بطفله الأول منذ أيام قليلة سوف يسعد كثيرا برؤيتكما لا تقلقا بشأن الآخرين فهما قد تركا المنزل بعد موت رين سوف أضع العنوان لكما
ابتسمت لهما بمرح شديد لتغادر بعدها قالت الوالدة: أستطيع الشعور بكمية الألم و المعاناة التي تشعر بها
قال الوالد: لكنه أحسن اختيار زوجته حقا
ابتسما بهدوء ليقررا الذهاب لزيارة كليهما غدا عادت فينوس للمنزل لتجلس قليلا مع أفراد عائلتها لمح العديد منهم الحزن الذي ارتسم على محياها بالرغم من مشاركتها في أحاديثهم نهضت لتغادر الغرفة و تسير بلا وجهة محددة أوقفها شخص ما بوضع يده على كتفها لتلتفت إليه ليقول لها: ماذا حدث فينوس؟
نظرت إليه مطولا دون الإجابة لتبتسم بمرح و تقول: ما بال هذه التعابير الحزينة التي تعلو وجهك لويس؟ لست وسيما أبدا بها
قال لويس: أنت تتحدثين عن نفسك بالتأكيد أيتها السخيفة
قالت فينوس بحزن: لقد التقيت بوالديّ رين الحقيقين قبل عودتي
لم يسألها عن شيء آخر لتتغير تلك التعابير التي علت وجهها للألم الذي اتخذ من جسدها امبراطورية له جثت على ركبتيها لينزل لويس لمستواها و يقول لها: هل أنت بخير فينوس؟
لم يتلقى إجابة منها حملها بين ذراعيه ليسرع بها لغرفتها أسرعت جودي في الاتصال على الطبيب ليفزع والديها من رؤيته في المنزل قام بفحصها ليستغرب من برودة جسدها المفاجئة عينها بدت منومة مغناطيسية تأكد من العين الأخرى ليراها في الحالة ذاتها حاول إفاقتها لتحدق فيه ليقول: أأنت بخير آنسة هايلون؟
قالت فينوس و هي تنهض من السرير: أجل بخير شعرت بدوار غريب فقط
قال الطبيب: أتذكرين ما حدث لك؟
قالت فينوس: أجل كنت أتحدث مع لويس ثم أتتني تلك النوبة
قال الطبيب: هكذا إذا....لقد كنت للتو في غيبوبة دماغية أحدث معك هذا من قبل؟
قالت فينوس: أجل و أصبح يتكرر بكثرة مؤخرا
قال الطبيب: لم لم تخبريني أو أي شخص آخر بذلك؟
ابتسمت لتقول: أليس هذا من أعراض تلك اللعنة؟ فما الجدوى من قول أي شيء؟
شعر الطبيب بالحزن الذي تعانيه ليتنهد و يقول: أتعرفين أسوأ ما قد يحدث لو تكرر الأمر؟ قد لا تبقين على قيد الحياة
غادر الغرفة ليطمئن والديها عليها دخلا الغرفة لينظرا إليها تحدق بالفراغ نظرت إليهما لتعيد الرقعة سريعا ابتسمت بمرح شديد لتقول: ماذا هناك؟ تبدوان حزينان للغاية
جلس الوالد بقربها ليتأكد من حرارتها ليبتسم و يقول: أتشعرين بتحسن الآن؟
قالت فينوس: أجل أنا بخير
قالت فانتين: ألا يجدر بك أخذ إجازة قصيرة من العمل؟
قالت فينوس: لا تقلقي ليس لدي الكثير لأفعله
قال الوالد: حسنا ارتاحي قليلا
قبل جبينها ليبتسم لها و يغادر الغرفة برفقة فانتين التي قالت: كنت حقا أود سؤالها عن سبب حزنها لكنني لم أستطع
قال الوالد: لا تقلقي ستكون بخير
ابتسمت بمرح ليذهبا لغرفتهما
https://up.arabseyes.com/uploads2013...3966562422.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا أحبتي متابعي قصتي الصامتين تعرفون يسعدني حقا رؤية هذا العدد من القراء لكن ما يسعدني أكثر معرفة آرائكم عن القصة و تعليقاتكم و لو كانت قصيرة لقد حدثت الكثير من الأشياء حتى الآن و أهمها حتى الآن ظهور تؤام لرين هذا شيء محزن حقا لكنه رائع أيضا فينوس لم تتغلب على مرضها بعد و حالتها في تدهور مستمر هل ستكون بخير؟ هل استطعتم معرفة الحقيقة خلف اللعنة؟ أعرفتم أي قصة تختبئ خلف كل هذه الأحداث؟ أم لا زالت هناك العديد من الاستفهامات تجوب حولكم؟ ألغاز لا حل لها حتى الآن لكنها ستحل بالتأكيد حتى ذلك الوقت في حفظ الله و رعايته أحبتي
https://up.arabseyes.com/uploads2013...3966565324.png


Inas Fallata 03-24-2020 02:42 AM



https://up.arabseyes.com/uploads2013...3966563413.png
مضت الأيام سريعا لتنتهي الأشهر الثلاث ليلة زفاف جاي كانت فينوس تستحم و تفكر فيما ترتديه غادرت الحمام لترى جودي لتقول لها: لم لا تأتين معي جودي؟
قالت جودي بارتباك: أنا لا أستطيع القدوم معك آنستي لحفل كهذا
قالت فينوس: و لم لا؟ سأكون وحيدة
قالت جودي: هذا لأن طبقتينا مختلفتين
قالت فينوس: لقد أخبرتك بأنني لا أحب سماع هذه التفاهات سوف تذهبين معي
دفعتها للحمام لتطلب منها الاستحمام بينما هي بدلت ثيابها لترتدي ثوبا أزرقا طويلا بلا أكمام سرحت شعرها لترفعه للأعلى انتهت جودي من الاستحمام لتقول لها: آنستي سوف تسببين المشاكل لنفسك
قالت فينوس: لن يحدث أي شيء كل شيء سيكون على ما يرام
أخرجت لها ثوبا برتقاليا فاتحا طويل منفوش قليلا بأكمام قصيرة سرحت لها شعرها لتغادرا للحفل معا كانت جودي متوترة لهذه الأجواء التي تختلط بها للمرة الأولى جلستا معا تتحدثان و أعين الجميع تحدق بهما لترعب جودي أكثر لتقول لها فينوس: عليك أن تهدأي جودي لن يحدث لك أي شيء سيء
قالت جودي: أنا خائفة من أن أسبب لك المشاكل يا آنسة
قالت فينوس: لقد أخبرتك مئة ألف مرة أن تناديني فينوس و حسب ثم أي مشاكل تتحدثين عنها؟
همس أحدهم بالقرب من أذن فينوس قائلا: لقد أتيت إذا
كادت فينوس أن تصرخ فزعا لكن التعابير التي وضعتها على وجهها أضحكت ذلك الشخص كثيرا التفتت إليه لتقول بانزعاج مصطنع: ما هذا الذي تفعله جاي؟ كدت توقفي قلبي المسكين
قال جاي: آسف آسف لم أرد إخافتك من تكون الجميلة التي برفقتك؟
كانت جودي ستتحدث بارتباك لكن نظرات فينوس و ابتسامتها جعلتها تهدأ قليلا لتقول: أنا جودي باركر سعدت بلقائك سيدي
قال جاي: أهي صديقتك؟
قالت فينوس بمرح: أجل هي كذلك لا تقل لي بأنك أعجبت بها سيد ذئب
قال جاي: هي أجمل منك لذا يجدر بك الغيرة منها عوضا عن قول التفاهات فينوس
قالت فينوس: هذه حقيقة مثبتة منذ دخولنا و الجميع لا ينفك عن الحديث عنها مما أصابها بالتوتر قليلا
قال جاي: حقا؟ ماذا عنك؟
قالت فينوس: لا أحتاج لإخبارك بذلك إذا نظرت من حولك ستعرف الإجابة
كانت الأعين موجهة نحوها و الأفواه تتحدث عنها تنهد جاي ليقول: يبدو أنك أكثر شهرة مني لكن لا بأس بما أن لا أحد يتعرض لكما
قالت فينوس: على أية حال نحن سنذهب قريبا لذا لا تهتم لنا
قال جاي: ماذا تقصدين بأنكما ذاهبتان قريبا؟ لن تذهبا حتى تتنهي الحفلة
نظر إليها بتحدي لتفعل المثل ليضحكا في النهاية بمرح شديد و يغادر جاي ليرحب بالحضور الباقين لتقول جودي: تبدوان صديقان حميمان
قالت فينوس: حقا؟ بالرغم من أننا لا نتحدث كثيرا
اقترب من طاولتهما مجموعة من الشباب يرحبون بهما تحدثوا إليهما ليقول أحدهم: ما رأيك برقصة قصيرة آنسة باركر؟
أشارت لها فينوس بالموافقة لتخجل قليلا لتقول: لا بأس بذلك
أمسك بيدها ليذهبا لساحة الرقص و يستمتعا بوقتهما كانت الفتيات اللاتي يحدقن بتجمع الفتية على طاولة فينوس بغيرة و حقد قالت إحداهن: لماذا دعاها جاي لهذه الحفلة مايا؟
قالت مايا بانزعاج: لا أعرف لكنني لن أتركها تستمتع بوقتها كما تشاء
اقتربت من طاولتها برفقة الفتيات لتقول: ما الأمر الممتع هنا؟
التفت الفتية إليها لترى فينوس من بينهم لتنظر إليها بحقد لتقول: آه قاتلة رين أهلا بك لم أتوقع أنك فظة لدرجة حضورك زفاف جاي
قالت إحدى الفتيات: لابد أن استغليت طبية جاي لإعطائك بطاقة دعوة لتختاري فريستك التالية
قال أخرى: ربما استعملت قوة عينها لتجبره على ذلك
بدأت الأحاديث بالظهور عن عينها المخفية خلف تلك الرقعة اقتربت مايا أكثر منها لتقول: لقد استهزئت بي أمام الصحافة و أخذتي محبوبي مني ألا يجدر بك الانحناء أمامي حتى أسامحك أيتها القاتلة؟
أنهت كلماتها لتوقعها بسكب العصير عليها لتنظر لشكلها برضا لتغادر مع جيشها لاحقا عادت جودي للطاولة بتلك الابتسامة السعيدة التي زالت فور رؤيتها منظر فينوس لتقول: ماذا حدث لك آنستي؟
نهضت فينوس لتسير بخطى سريعة تريد الهروب من هذا المكان الذي لا تنتمي إليه عادت للمنزل لتبدل ثيابها و تستحم و تستلقي على السرير طالبة الراحة من كل هذا كانت جودي تود سؤالها عما حدث لكنها لم تجرؤ أن تجرحها أكثر من ذلك بعد أسبوعين استيقظت في الصباح بنشاط شديد لتتناول الإفطار معهم كالعادة توجه الجميع لأعماله لتبقى وحيدة مع والديها في الحديقة تفكر في شيء ما لتقول فجأة: سأحطم غرورك مايا
ابتسمت بشر لينظر والديها إليها باستغراب شديد لتقول والدتها: ماذا هناك فينوس؟
قالت فينوس: هل تسمحان لي بالعودة كعارضة؟
نظرا إليها بصدمة من قرارها المفاجئ ليفكرا في الأمر قليلا ثم يوافقا عليه نهضت مسرعة لتصعد لغرفتها و تبدل ثيابها لتذهب للشركة رحب بها المدير و سعد بعودتها وقعت على العقد من جديد غادرت المبنى لتتجول قليلا هنا و هناك وقفت أمام تلك الحديقة متنفسها الجميل سارت هناك بين الأشجار و هي تحدق بالأرض تتذكر بعض الأشياء حتى لمحت تلك الساق الممدة على الأرض اقتربت من صاحبها لتنظر إليه بصدمة هزت كونها كله جثت بالقرب من ذلك الشخص لتحدق في وجهه من دون وعي منها بدأت الدموع بالتساقط على وجنتيها عادت لأرض الواقع بعد سماع صوت يقول: يا آنسة هل أنت بخير؟ لقد استدعينا الإسعاف
مسحت دموعها لتنهض و تذهب برفقة المسعفين للمشفى كانت تحدق به من خلف زجاج النافذة الصغيرة الموجودة في الباب و هو يحدث الطبيب لتقول في نفسها حابسة دموعها: هذا مستحيل بل غير معقول
توقفت الدموع في عينيها حين التقت بتلك العينين القرمزيتين بعد طول مدة تلك النظرات المتبادلة اقتربت من الباب لتمسك بالمقبض الذهبي بارتجاف لتدخل نظر الطبيب إليها ليقول: هل تعرفين هذا الشخص يا آنسة؟
قال فينوس: لا سيدي لا أعرفه
قال الطبيب: هذا مؤسف فهو لا يتذكر أي شيء يبدو أنه سقط بقوة مما أدى لفقدان ذاكرته كما أن يده مكسورة و قدمه اليسرى كذلك
قالت فينوس: هل سيكون بخير سيدي؟
قال الطبيب: أجل حاليا لكنه سيحتاج لفترة طويلة حتى تشفى إصابات الكسور
شكرت الطبيب ليغادر أعادت فينوس التحديق بذلك الشخص صاحب الشعر الأسود الطويل و العينين القرمزيتين نظر إليها لتشعر بنبضات قلبها تتسارع جلست على الكرسي القريب منه لتقول له: ألا تتذكر أي شيء؟ اسمك؟ عنوان منزلك؟ والديك؟
لم يجبها بأي شيء اكتفى بالتحديق بالنافذة لتنهض فينوس و تغادر المشفى و ذلك الشخص لا يزال يشغل تفكيرها في المساء كانت تقف قرب غرفة ذلك المريض الذي التقت به في انتظار شخص ما ليظهر و يقول: ماذا هناك فينوس؟
نظرت فينوس إليه بعيون مختلفة المشاعر اقترب من مكانها لتشير له لتلك النافذة الصغيرة نظر من خلالها ليصدم من رؤية ذلك الشخص ليقول: من يكون هذا فينوس؟
قالت فينوس: هذا ما أود معرفته لويس فهو لا يتذكر أي شيء
نظر لويس ليرى ارتعاش أطرافها و الدموع التي جفت على وجنتيها و أخرى عالقة في عينيها ليحتضنها و يقول لها: سوف أبحث عنه لأجلك لكن جميعنا نعلم بأن الأموات لا يعودون للحياة
قالت فينوس: أجل هذا صحيح
بكت بعدها ليعودا معا للمنزل حاولت فينوس النوم تلك الليلة لكنها لم تستطع نظرت للساعة لتراها الساعة الرابعة و النصف فجرا لتتنهد و تنهض من السرير لتبدل ثيابها و تغادر من المنزل ذاهبة للمشفى وقفت أمام ذلك الباب لفترة من الوقت لتفتحه و تدخل لاحقا نظر إليها ليتجاهلها سارت بهدوء لتقترب منه وقفت قريبا من الكرسي تحدق فيه لفترة قصيرة ثم تجلس على ذلك الكرسي لتقول: صباح الخير أتمنى بأنني لا أزعجك
لم يجبها كالمعتاد ابتسمت لتصرفه ذلك جلست بصمت لدقائق معدودة لتفتح فمها لتقول شيئا ما تجمدت على تلك الحالة فتلك النظرة قد أصابت قلبها تماما تلك النظرة المنزعجة و الغاضبة لوجودها لتغلق شفتيها و تنظر للأسفل كان الهدوء يستمتع بوقته في تلك الغرفة البيضاء ذات الستائر الزرقاء الفاتحة المربوطة على طرف النافذة المتوسطة لا يوجد بها شيء عدا السرير الذي يجلس عليه ذلك الشاب و طاولة بيضاء على طرف السرير و كرسي واحد الذي تجلس فينوس عليه و ساعة بيضاوية بنية جدارية نظرت إليها فينوس لتنهض و تقول: يجب أن أذهب للعمل الآن لكنني سوف آتي للزيارة بعدها
غادرت لتغلق الباب خلفها بهدوء ذهبت لعملها لتقول لها المصورة بمرح: سعيدة لعودتك فينوس
قالت فينوس بمرح شديد: أنا أيضا هذه المرة سوف أسعى للشهرة بالتأكيد
قالت المصورة: حقا؟ لم غيرت رأيك؟
قالت فينوس: تعرفين هناك أشخاص مغرورون أود تحطيم غرورهم ماذا سنفعل اليوم؟
قالت المصورة: لدينا مجموعة جديدة من تصاميم جوني سارين و هناك مغني قد تحمس كثيرا لالتقاط صور الألبوم الخاص به معك اسمه لاري طومسون
نظرت فينوس إليها بدهشة لتطلب منها إعادة ذلك الاسم من جديد لتفعل بدأت تلك الصعقة تسري في جسدها لتقول : هذا الشخص يطاردني حتما
قالت المصورة: أتعرفينه من قبل؟
قالت فينوس: نوعا ما حسنا سأذهب للاستعداد الآن فلا وقت لدينا لنضيعه أليس كذلك؟
قالت المصورة: ما زال علينا انتظار جاي هو سيتأخر على الأرجح
التفتوا لجاي الذي دخل للغرفة توا و قال مجيبا على تعليق المصورة : و من قال ذلك؟
خلع نظاراته الشمسية لينظر لفينوس بانتصار و يقول: لقد أخبرتك بأنني سوف أصر على عودتك لكنك فعلت حسنا بعودتك بنفسك لم أكن أريد إجبارك
قالت فينوس و هي تأخذ نظارته منه: و من قال أنه بإمكانك إجباري جاي؟ كيف أبدو؟
ارتدت النظارة و نفخت وجنتيها لتغرز سبابتيها فيهما ليضحك بمرح شديد على شكلها و يقول: تبدين لطيفة للغاية لقد أحببت هذا حقا
احمرت وجنتيها لتعيد النظارات إليه و تقول: حسنا يجدر بنا بدأ العمل
ابتسم لتصرفها ذلك ليذهبا كلاهما للإستعداد انتهى جاي ليعبث قليلا في هاتفه كان يرتدي بنطالا أزرقا داكنا و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة أزرار صدره الأربع الأولى مفتوحة معيدا خصلات شعره للخلف قالت المصورة: ألم يكن من المفترض أن تبقى مع زوجتك جاي؟
قال جاي: هذا هو الشيء الوحيد الذي سأفعله قبل إجازتي الطويلة
قالت المصورة: حقا؟ يبدو أنك تحب عملك كثيرا
قال جاي: ليس كثيرا فقط أتيت اليوم استنثاء
ابتسم للفراغ لتستعجب المصورة ذلك التفتت لحيث الضجة فالجميع يحدق بفينوس التي أحرجت من نظراتهم بلوزتها الزرقاء البحرية بأكمام متوسطة واسعة تصل للركبة و بنطال أبيض لمنتصف الساق و حذاء أزرق بكعب متوسط موجت أطراف شعرها عرضيا لترجع خصلات شعرها الأمامية للخلف برباط شعر أبيض اللون زين بزهرة أرجوانية فاتحة كان الجميع يحدق بها لتشعر بالإحراج وقفت أمام المصورة التي قالت بانبهار: أنت حقا تذهلينني دائما فينوس
قالت فنيوس باحراج: هذا يكفي أرجوكم
ضحك الجميع عليها بمرح شديد لتسترق الأنظار لجاي الذي لم يعلق بأي شيء بدؤوا التصوير لتتغير الوضعيات و الملابس حتى انتهاء التصوير في العاشرة صباحا كانت فينوس تتحدث مع المصورة بشأن الصور التي أفسدت ليظهر جاي من خلفها و يقول: ماذا ستفعلون بهذه الصور؟
كانت فينوس ستلتفت إليه لتراه يضع وجهه قريبا منها لتشعر بالخجل و تبتعد عنه ليقول لها: ماذا هناك؟
قالت فينوس: لا تقترب هكذا فجأة لقد أفزعتني
قال جاي بمكر: يبدو كما لو أنك خجلت من اقترابي منك
قالت فينوس باحراج: ماذا؟ و لم قد أفعل؟ أنت حقا مزعج جاي
ضحك بمرح شديد على تصرفها لتقول المصورة: هذا ما كنت أناقشه معها قالت بأنها تريد الاحتفاظ بها
قال جاي: حقا؟ لماذا؟
قالت فينوس: بلا سبب
قال جاي: لا تقولي بأنك أعجبت بي
قالت فينوس: أرجوك توقف عن هذا جاي
قالت المصورة: يبدو أنكما صديقان حميمان حقا
نظرا لبعضهما ليضحكا بمرح شديد غادر جاي بعد توديعهم لتعود فينوس لأعمالها انتهت منها قبل المساء لتتجه للمشفى دخلت الغرفة لتتلقى الرد ذاته لتقول: مساء الخير أتمنى أنك تشعر بتحسن الآن
جلست على ذلك الكرسي تثرثر بسعادة لتنظر للساعة لتنهض بصمت و تغادر عادت للمنزل لتسير في ممر غرفتها وقفت قليلا أمام النافذة الزجاجية لتحدق بالقمر الذي أزال تلك الابتسامة من شفتيها التفتت لصوت الأقدام القريب منها لترى لويس يبتسم لها و يقول: أعدت الآن من العمل؟
قالت فينوس: أجل ماذا عنك؟
قال لويس: تعرفين لا أحب البقاء طويلا في العمل
ضحكا معا بمرح شديد لينظر لها تلك النظرات الجادة ليقول: ذلك الشخص لم أجد عنه أي شيء
قالت فينوس بيأس: هكذا إذا
قال لويس: آسف إن لم أستطع مساعدتك
قالت فينوس بمرح: ماذا تقول؟ شكرا لك على كل شيء
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر الممر دخلت غرفتها لتبدل ثيابها و تستلقي على سريرها تقرأ كتابا ما حتى نامت مضى خمسة أشهر على هذا المنوال لم يتغير شيء حتى ظهيرة ذلك اليوم غادرت فينوس المنزل و هي تحمل سلة بنية داكنة متوسطة الحجم ملأتها بمختلف الأشياء لتأخذها للمشفى طرقت باب الغرفة لترى الطبيب يتحدث مع الشاب الغير مبالي بوجوده نظر كلاهما إليها لتشعر ببعض الارتباك لتبتسم لاحقا و تقول: صباح الخير سيدي الطبيب
قال الطبيب: أهلا بك آنسة هايلون
قالت فينوس: أهناك خطب ما؟
قال الطبيب: لا كل الأمور على ما يرام فقط بعض الأسئلة لمعرفة عودة ذاكرته
قالت فينوس: حسنا
جلست على الكرسي بهدوء تراقب ذلك الشاب الصامت ليتنهد الطبيب و يغادر التفت إليها لتبتسم و تقول بمرح: صباح الخير
لم يجبها كالمعتاد لتحمل سلتها على فخذها لتحاول جذب انتباه بقولها: لقد أحضرت لك بعض الأشياء فالمشفى مكان كئيب
فتحت السلة لينظر إليها بانتظار ما تحمله أدركت فينوس ذلك لتخرج مجموعة كتب لتقول: لا أعرف أي نوع من الكتب تفضل لذا أحضرت كتاب من كل نوع لتقضي به وقتك
أخرجت بعدها علبتي طعام متوسطتي الحجم بيضاء بغطاء أزرق قاني أخرجت معه ملعقة و شوكة فضيتان شعر بشيء من الانبهار لرؤيته للأشياء التي أحضرتها أخبرته بما في كل علبة أصمتها قوله: لم تفعلين كل هذا لشخص لا تعرفينه؟
نظرت إليه بتلك الابتسامة السعيدة لتقول: لا يوجد سبب محدد ثم أنني سأعتني بك حتى تتذكر من تكون
قال الشاب: تعرفين أنا لست صغيرا يمكنني الاعتناء بنفسي
ضحكت فينوس بمرح على تعليقه ذاك ليشعر بشيء من الاحراج صمتا لبعض الوقت ليقاطع ذلك الصمت بقوله بتلك النبرة الهادئة على وجه السرعة: اسمي هو روي لا أذكر غير ذلك
قالت فينوس بمرح: سررت بالتعرف إليك روي
نظر لتلك الابتسامة التي زينت الغرفة بأجواء مختلفة حدق فيها لبعض الوقت حتى انتبه لنفسه ليحدق بالنافذة من جديد حدثته فينوس عن بعض الأشياء عنها ليعلق على بعض المواقف التي تعرضت لها في المساء غادرت الغرفة لتخبر الطبيب بما جرى بينهما ليقول لها: إن كان الأمر كذلك أعتقد أنني سأدعه لك آنسة هايلون
قالت فينوس: سوف أفعل ما أستطيع
ابتسمت له بمرح شديد لتغادر الغرفة وصلت المنزل لترى سام و ليندا يستعدان للمغادرة لتقول: إلى أين أنتما ذاهبان؟
نظرت ليندا إليها لتقترب منها بتلك الابتسامة لتقول: سوف نخرج في موعد
قالت فينوس: حسنا استمتعا بوقتكما
قال سام: اعتقدت بأنه ليس لديك عمل اليوم
قالت فينوس: لقد تأخرت إحدى العارضات ذهبت عوضا عنها
قال سام: هكذا إذا حسنا أراك لاحقا
ابتسمت لهما لتودعهما صعدت لغرفتها لتلتقي بجودي التي كانت في انتظار عودتها لتقول لها: ماذا هناك جودي؟
قالت جودي: لقد أردت إخبارك بأنني سوف أخرج هذه الليلة
قالت فينوس: حقا؟ إلى أين؟ أموعد هو؟ مع من؟
أحرجت تلك الأسئلة جودي لتبتسم فينوس بمرح شديد و تدفعها للأمام لتقول: لا بأس اذهبي و استمتعي بوقتك قدر ما تستطيعين
ذهبت جودي لتبتسم فينوس لها بمرح شديد دخلت غرفتها لتغلق الباب خلفها استحمت و نامت طرق باب غرفتها لتفتح عينيها بثقل شديد نظرت للساعة السابعة صباحا فتحت الباب ليدخل آرثر على عجل و يقول: هيا استيقظي بسرعة
أخرج معطفها من الخزانة ليلقيه عليها ارتدته بنعاس شديد لتقول بتثاؤب: ماذا هناك آرثر؟
أمسك بيدها ليخرجها من الغرفة بسرعة و يقول: السيدة وارس ستلد قريبا
كانت تسير خلفه مغمضة عينيها لتفتحهما بصدمة لتسرع في خطاها و تقول: لماذا لم تقل هذا من قبل؟ أسرع يا آرثر لا تكن بطيئا هكذا
قال آرثر: لا توجهي هذا الكلام لي فأنت من استيقظ للتو
قالت فينوس: لا تثرثر رجاء أسرع
ابتسم بمرح على ردة فعلها ليسرعا صعدا سيارة آرثر لتضحك آن على شكل فينوس ترتدي ثياب النوم و حذاءين مختلفين وصلوا للمشفى ليلتقوا بالوالدين و الجد و مايك نظرت فانتين لفينوس بصدمة مما ترتديه لتقترب منها و تقول: ما كل هذا فينوس؟ أأنت بخير؟
قالت فينوس: لقد استيقظت للتو هذا لا يهم كيف هو حالها؟
قالت فانتين: بخير فقط في انتظار خروجها
تنهدت بارتياح شديد لتجلس على الكرسي بقرب مايك لتمسك بيده نظر إليها ليبتسم لها بادلته الابتسامة ليشد قبضته على يدها أسندت رأسها لذراعه بعد فترة قصيرة أخرجت ليزا برفقة مولودها ذهبوا لغرفتها تحدثوا إليها كثيرا رأوا مولودها و ذهبوا للمنزل عادت فينوس لتكمل نومها استيقظت في الظهيرة لتذهب للعمل انتهت في وقت قصير لتعود للمشفى لتزور ليزا التي سعدت برؤيتها لتقول لها: اعتقدت بأنك مشغولة في العمل
قالت فينوس: لقد أجلت كل هذا لوقت آخر
قالت ليزا: سعيدة لرؤيتك فينوس
قال مايك: شكرا لقدومك فأنا على وشك المغادرة
وضع يدها على رأسها ليبتسم لها بادلته الابتسامة ليغادر جلست فينوس معها تتحدثان لبعض الوقت لتغفو ليزا التي كانت متعبة شعرت فينوس بأنفاسها تخطف منها نهضت لتسير مغادرة الغرفة استندت على الباب لتحاول التحكم بأنفاسها و نبضاتها التي زادت بشكل مخيف جلست على ذلك الكرسي لترجع برأسها للخلف عند روي الذي كان يقرأ إحدى كتب فينوس دخل الطبيب ليقول: مساء الخير روي أتشعر بتحسن؟
قال روي: نوعا ما
قال الطبيب: أرى أنك تأقلمت كثيرا مع الآنسة هايلون
لم يعلق على كلامه ذاك قام بفحص سريع له و سأله عدة أسئلة قصيرة ليغادر بعدها حدق بالساعة الجدراية ليفكر في فينوس أعاد نظره و تفكيره للكتاب في المساء طرق باب غرفته لتدخل فينوس بتلك الابتسامة و هي تقول: مساء الخير روي
نظر إليها لتقترب منه بهدوء لتجلس على الكرسي لتقول: هل استمتعت بقراءة هذا الكتاب؟
قال روي: ذوقك في الكتب سيء للغاية
قالت فينوس:آسفة لذلك لكنك لم تخبرني ما تفضله
صمت روي لتستغرب ذلك لتقول: سوف نبدأ التمارين بالغد لذا استعد لذلك
قال روي: تمارين ماذا؟
قالت فينوس: تمارين ساقك قال الطبيب بأنه بإمكانك تحركيها سوف نتناول الإفطار في حديقة المشفى
تنهد روي بانزعاج لتبتسم له بمرح شديد بدأت تثرثر عن الكثير من الأشياء التي حدثت اليوم ليوقفها عند ولادة ليزا صمت متذكرا شيئا ما نظرت فينوس إليه باستغراب من التعابير التي وضعت على وجهه نهضت لتجلس على طرف السرير لتمسك بيده نظر إليها بفزع و صدره يعلو و يهبط من الخوف وضعت رأسه على كتفها مطمئنة له لتقول: كل شيء على ما يرام لا تقلق
قال روي بخوف: لقد قام شخص ما بمطاردتي كان يحاول قتلي
صمت بعدها بلحظات حاول الهدوء فيها بل نسيان تلك الذكرى السيئة من بين ذكرياته شعر بحرارة فينوس المرتفعة ليبتعد عنها و ينظر إليها ليجدها تبتسم بهدوء له ليقول لها: هل أنت بخير؟
قالت فينوس: لا تقلق عليّ المهم أن تكون أنت بخير
صمت و لم يجبها بأي شيء بقيا على ذلك الصمت لفترة كلاهما قلق على الآخر لتنهض فينوس بعد فترة و تقول: يجب أن أعود للمنزل أراك غدا
لحقها بأنظاره التي حدقت بالباب الذي أغلق خلفها نظر للأرض ليحاول تذكر أي شيء آخر عند فينوس التي استلقت على سريرها و الأشياء تدور من حولها أغمضت عينيها لتزيل ذلك الصداع الرهيب الذي أسعد بعلامات الألم التي ظهرت على وجهها طرق باب الغرفة لتدخل جودي و تقول: مساء الخير آنستي أتريدين أن أحضر لك شيء ما؟
اقتربت منها بعد صمتها الغريب وضعت يدها على جبينها المتعرق لتفاجأ بحرارة الشمس في جسدها ذهبت لتخبر شخص ما بالأمر التقت بالتؤامين ليستغربا عجلتها قال أليس: ماذا هناك؟
قالت جودي بخوف: الآنسة إنها مريضة جدا
قال أليكس: أليس أخبر سام أو آرثر بالأمر سوف أذهب معها
ركضا في اتجاهين مختلفين ذهب أليس ليخبر سام بالأمر ليستدعي الطبيب من فوره صعد لغرفتها ليرى محاولات أليكس الغير مجدية في إخفاض درجة حرارتها ليقول لجودي: متى عادت للمنزل؟
قالت جودي: للتو فقط
قال سام: ألاحظت أي شيء غريب عليها؟
قالت جودي: كانت تسير بمساعدة الجدار و لم تسمعني أناديها
عض سام شفتيه بانزعاج غادروا الغرفة فور دخول الطبيب الذي قام بفحص أولي لها أعطاها بعض الأدوية التي ساهمت في نومها غادر الغرفة ليرى القلق البادي على وجوههم ليقول: ستكون بخير لكن يجب مراقبتها لبعض الوقت قد تعود حرارتها للارتفاع من جديد
غادر الطبيب لتبقى جودي بقربها طوال الليل في الصباح عند روي الذي طرق باب غرفته نظر للباب لتدخل الممرضة التي أتت لتقييم وضعه الحالي لتقول: لقد اتصلت الآنسة هايلون تقول بأنها لن تستطيع القدوم هذا اليوم بسبب انشغالها تود الاعتذار عن خلف وعدها لك
غادرت بعد ذلك ليتذكر ما حدث بالأمس نظر للنافذة التي أدخلت تلك الرياح لتداعب خصلات شعره أعادت إليه ذكرى أخرى لينظر للكتاب القريب منه ليدون شيئا ما عليه عند فينوس التي كانت تقف بهدوء أمام الكاميرا لتلتقط الصورة الأخيرة لتعجب المصورة بأدائها لهذا ليوم جلست على الكرسي لتتنهد و تقول: لا يزال لدينا الكثير لنفعله أليس كذلك؟
قالت المصورة: أجل فقد قمت بتأجيل أعمالك السابقة لهذا اليوم المزدحم
تنهدت بانزعاج شديد لقرارها ذاك ابتسمت بالرغم من ذلك التفت الجميع للباب الذي صدر من خلفه ضجة مشاحنة فتح الباب لتدخل تلك الفتاة صاحبة الشعر الثلجي الطويل اختفت عينيها الحمراوتين الفاتحتين تحت تلك النظارة الشمسية التي خلعتها لتحدق بوجوه الجميع منتظرين على من ستقف تلك العيون الغاضبة لتسير بخطى سريعة تكاد تحطم الأرضية لتقف أمام فينوس التي لم تبالي للنظر إليها لتقول لها: أنت من تعتقدين نفسك؟ تدخلين فجأة و تأخذين كل الشهرة لنفسك أنا لن أستسلم أمامك أهذا واضح؟
لم تجبها فينوس بأي شيء لتزيد غضبها عليها ألقت عليها كوب القهوة التي كانت بيد المصورة لتنهض من مكانها سريعا أسرع الجميع في إحضار بعض الماء و مناشف نظرت فينوس إليها بتلك النظرات الحادة لتبتسم في النهاية و هي تقول: إن كنت خائفة من أن تخسري أمامي فلتبذلي ما في وسعك مايا
انزعجت مايا من طريقة نطقها لاسمها بنبرة متحدية غادرت فينوس المكان لتستحم و تبدل تلك الثياب التي أخذت للمصبغة على الفور ساعدتها المصففة على تجفيف شعرها لتقول لها: أتعرفين الآنسة وارس من قبل؟ أقصد معرفة شخصية
قالت فينوس: لا فقط أنها كانت السبب وراء دخولي لهذا المجال
قالت المصففة: أتفهم الآن سبب غضبها
ابتسمت فينوس بمرح لتغلق عينيها فقد بدأت بوضع مساحيق التجميل موج شعرها طوليا جمع بذلك المطاط الذي حوى على وردة سوداء أسدل على كتفها الأيسر ارتدت ثوب أسود بلا أكمام طويل يحدد جسدها ممشوق القوام زين بكريستالات بيضاء صغيرة وضعت لها أقراط طويلة كريستالية و حذاء أسود بكعب عالي مفتوح الأصابع قالت المصففة: جميلة للغاية آنسة فينوس
قالت فينوس: شكرا لك
غادرت الغرفة لترى المصورة تتحدث لشخص يعطي ظهره إليها لتعرفه على الفور التفت إليها حالما قالت المصففة: لقد انتهينا
نظر إليها بشيء من الانبهار من الجمال الذي أعطاها السواد إياه لتقول المصورة: كالعادة فينوس هي الأجمل
قالت فينوس بخجل: شكرا لك
قال الشاب: لا تصدقي كل ما يقال لك حتى لا تغتري
قالت فينوس: أنت حقا تحب إزعاجي أليس كذلك جاي؟
ابتسم لها بمرح شديد تحدثا قليلا قبل استعداد الجميع للتصوير فقد كانت تشاركها ثلاث فتيات أخريات التقطت الصور التي تبدلت الوضعيات فيها و الملابس و التسريحات كان الأمر منهكا للغاية حتى انتهت فينوس في المساء ارتدت معطفها لتسير بهدوء في ذلك الممر المؤدي للمخرج من المبنى لترى جاي يتحدث مع مايا التي بدت غاضبة و مثارة لسبب ما ارتسمت ابتسامة شريرة على شفتيها اقتربت منهما لتظهر رأسها من خلف جاي لتقول: مرحبا جاي
التفت إليها ليستعجب تلك الابتسامة الغريبة على وجهها ليقول: اعتقدت بأنك لا زلت تعملين
قالت فينوس: لقد انتهيت للتو فقط كنت سأغادر لكنني رأيتك لذا قررت إلقاء التحية
قال جاي: هناك خطب ما بك فينوس هل أنت بخير؟
ضحكت بمرح شديد لتقول: أنا بخير
نظرت لمايا بتلك النظرات المنزعجة لتبادلها بأخرى حاقدة تود قتلها لتقول: آه أرجو المعذرة لم أكن أعلم بأنك تتحدث لشخص ما
قال جاي: هذه مايا تعرفينها بالتأكيد
وقفت باعتدال أمامها لتقول: شكرا مايا على ما فعلته لأجلي سعيدة حقا برؤيتك مجددا
شعرت ببراكين غضب مايا تنفجر لتسعد بتحقيق مرادها غادرت من هناك ليحدق جاي بها باستغراب شديد ليقول في نفسه: أكانت تحاول إغاظة مايا؟ حقا لم أعد أفهم هذه الفتاة
ابتسم بمرح لتقول مايا: لا تقل لي بأنك تخرج معها
قال جاي: بالتأكيد لا أفعل ثم أننا مجرد زملاء عمل
قالت مايا: حقا؟ لكنها لم تبدو كذلك
قال جاي: يبدو أنك غاضبة لسبب ما مايا أقترح أن تعودي للمنزل و تستريحي قليلا
تجاوزها ليغادر المبنى صعد سيارته ليقودها في اتجاه منزله عند فينوس التي وصلت المنزل نظرت لجودي التي كانت قلقة عليها لتبتسم و تقول: أنا حقا بخير جودي لذا لا تقلقي عليّ
قالت جودي: أخشى أن تصابي بالحمى من جديد
قالت فينوس: لا تقلقي حتى لو حدث سأكون بخير فأنا و المرض أصدقاء طفولة كلانا يحب الآخر
قالت جودي: هذا ليس وقت المزاح آنستي فالأمر جدي للغاية
ابتسمت فينوس لتذكرها مارثا فقد كانت تقلق مثلها عانقتها بهدوء لتستغرب جودي ذلك بقيتا كذلك لبعض الوقت لتدخل غرفتها و تغلق الباب خلفها استندت على الباب لتبدأ بالبكاء فتلك الذكريات لا تزال تعيش داخلها تعذبها و تؤلمها لتقول بصوتها الذي كتمته الدموع: أنا السبب في كل ذلك ليتني لم أولد
نهضت لتجلس على سريرها حاضنة ساقيها دافنة وجهها على الوسادة التي وضعتها على ساقها استلقت بعدها لتنام بعمق شديد استيقظت في الصباح لتجهز إفطارها الخاص و تضعه في علب الغداء تلك أعدت نفسها للخروج لتوقفها والدتها قائلة: إلى أين أنت ذاهبة بكل هذا فينوس؟
قالت فينوس بمرح: الجو جميل هذا اليوم لذلك قررت تناول الإفطار في الخارج
قالت فانتين: الجو بارد في الخارج لذا لا تتأخري كثيرا
قالت فينوس: سوف أغادر للعمل بعدها لذا لا بأس
قبلت جبين والدتها لتبتسم لها و تغادر وصلت المشفى لتطرق باب غرفة روي ثم تدخله لتقول بمرح شديد: صباح الخير روي
نظر إليها بهدوء لتعرف أن شيئا ما قد حدث تجاهلت ذلك لتحاول إبهاجه لتقترب منه و تقول: هيا عليك النهوض سوف نتناول الإفطار في الخارج
صمته أرعبها خشت أن تكون ذكرى أخرى مؤلمة نهض من السرير ليستند على عكازيه و يغادر الغرفة معها كانت تحدثه طوال الوقت تحاول إبعاد كومة الغمام الأسود الذي أحاطت به وصلا للحديقة ليجلسا على المفرش الأزرق الداكن الذي أحضرته فينوس لتخرج لحافا أسود توسطته زهرة بيضاء متوسطة الحجم أحيطت بدوائر من الأزهار الصغيرة غطته بها لتقول: هذا لأن الجو بارد و لا نريدك أن تصاب بالمرض
نظر إليها ليراها ترتدي معطفا أرجوانيا بأكمام طويلة يصل لأسفل الخصر ليقول لها: ألا يجدر بك أن تبقي في المنزل؟
ضحكت بمرح شديد لتقول: أتريدني أن أخلف وعدي مرتين؟ لا أستطيع فعل ذلك
قال روي: حقا أنا لا أعرف لم تفعلين كل هذا لأجلي
ابتسمت له بمرح شديد فهي لا ترغب الإجابة عن هذا السؤال لتخبره بما فعلت مساء الأمس بتلك النبرة السعيدة كان روي يستمع إليها و تعابيره لا تتغير تناولا إفطارهما مع كوب من القهوة الساخنة لتسافر أفكار روي للأفق لمحت فينوس تلك التعابير الوحيدة التي ملئت كيانه لتقول: هل تذكرت شيئا آخر؟
قال روي: أجل تذكرت عنوان مكان ما ذهبت إليه مع شخصين آخرين لا أذكرهما جيدا
قالت فينوس: حقا؟ سوف أذهب لهناك إن كان الأمر يساعدك
قال روي: لا داعي لذلك فهو مجرد عنوان
قالت فينوس: لقد وعدتك بأنني سأفعل أي شيء لتستعيد ذاكرتك لذا لا تقل شيئا كهذا
قال روي: حقا لماذا تتعبين نفسك هكذا لأجلي؟
صمتت فينوس مجددا ليتنهد حمل عكازيه ليسير للمقعد القريب منه جلس هناك بهدوء لتبدأ فينوس بتوضيب تلك الأشياء عادا للغرفة ليعطيها ذلك العنوان تحدثت إليه في بضع أمور لتذهب لعملها انتهت منه خلال ساعات قليلة ذهبت لذلك العنوان لتنظر للمكان من حولها الجميع يسير بتلك النظرات الحزينة بالرغم من الابتسامات و الضحكات التي علت في الأرجاء بدت كمنطقة فقيرة اقتربت من باب ذلك المبنى لتصعد الدرجات التي تراكمت عليها الأوساخ وصلت للطابق الرابع لتسير في الممر وصلت للشقة المطلوبة قرعت الجرس مرات عديدة لكن ما من مجيب طرقت الباب لتفتح سيدة ذات شعر أزرق قاني يصل لأسفل الكتف و عينين زرقاواين داكنين لتقول لها: آسفة على الإزعاج في هذا الوقت لكنني أود الحديث إليك في شيء ما
قالت السيدة: تفضلي يا آنسة فالبرد قارس في الخارج
دخلت الشقة لتفاجأ بالمظهر المغاير للمنطقة كانت شقة مترفة نظيفة و مرتبة جلست على إحدى تلك الأرائك الحمراء القانية المخططة بالذهبي طوليا قدمت لها كوبا من العصير لتجلس في الأريكة المجاورة لها لتقول: بداية أعرف عن نفسي أنا فينوس هايلون
صدمت السيدة من اللقب الذي سمعته كذلك الرجل الذي غادر الغرفة للتو حدقت فينوس به بذهول فذلك الشخص الشبه بينه و رين واضح للغاية حوى شعره على خصلات حمراء داكنة عينيه قرمزيتين فاتحتين نهضت لتنحني له اقترب منهما ليجلس بجانب تلك السيدة التي أفاقت من صدمها على صوته القائل: و ماذا تفعل ابنة هايلون هنا؟
جلست فينوس لتقول: أعرف شخص يدعى روي و هو الآن في المشفى فاقد الذاكرة لكنه تذكر هذا العنوان فأتيت للسؤال إن كنتما تعرفاه
رأت تلك الدموع التي نزلت على وجنتي تلك السيدة لتعرف الإجابة على سؤالها لتقول: أهو بخير؟ أتعرفين مكانه؟
قالت فينوس: أجل هو بخير سوف أعطيكما عنوان المشفى إن شئتما
هزت رأسها بهدوء لتخرج دفتر صغير أزرق فاتح و قلم أسود الحبر كتبت العنوان لتعطيه لهما كانت ستغادر لكن ذلك السؤال يصر على الخروج من أفكارها لتقول: لدي سؤال آخر؟ أتعرفان رين وارس؟
نظرا إليها بصدمة من ذكرها لذلك الاسم لتزيد تلك الدموع الجو كآبة ليقول الرجل: من أين تعرفين رين؟
قالت فينوس بحزن شديد: لقد كان زوجي
انتبها للفعل الماضي ليشعرا بالحزن الذي انبعث منها ليقول الرجل: نحن والديّ رين و روي فهما تؤامان
ابتسمت فينوس لتقول بصوت منخفض: لقد شعرت بذلك
قالت الوالدة: لقد تعرضنا لحادث سير قبل وقت طويل أنقذنا مجموعة من الأشخاص الذين كانوا قريبين من هناك لكن قبل إخراج رين سقطت السيارة من ذلك الجرف لذا اعتقدنا بأننا لن نراه بعدها لكنني سعيدة حقا بمعرفة أنه قد عاش لفترة أطول و تزوج من فتاة لطيفة مثلك
قال والد روي: كيف توفي رين؟
صمتت فينوس لبعض الوقت فهي ستروي كابوسا حلمت بنسيانه طويلا لتخبرهما بما حدث ليقول والده: كنت واثقا بأنهم لن يتركونا و شأننا لكن لتصل لهذه الدرجة
قالت الوالدة: آسفة لجعلك تتذكرين شيئا مؤلما كهذا
هزت رأسها بنفي لتبتسم و تقول: لا أبدا هل بإمكاني طلب شيء منكما؟
قالت الوالدة: أجل بإمكانك
قالت فينوس: شقيقك مايك قد رزق بطفله الأول منذ أيام قليلة سوف يسعد كثيرا برؤيتكما لا تقلقا بشأن الآخرين فهما قد تركا المنزل بعد موت رين سوف أضع العنوان لكما
ابتسمت لهما بمرح شديد لتغادر بعدها قالت الوالدة: أستطيع الشعور بكمية الألم و المعاناة التي تشعر بها
قال الوالد: لكنه أحسن اختيار زوجته حقا
ابتسما بهدوء ليقررا الذهاب لزيارة كليهما غدا عادت فينوس للمنزل لتجلس قليلا مع أفراد عائلتها لمح العديد منهم الحزن الذي ارتسم على محياها بالرغم من مشاركتها في أحاديثهم نهضت لتغادر الغرفة و تسير بلا وجهة محددة أوقفها شخص ما بوضع يده على كتفها لتلتفت إليه ليقول لها: ماذا حدث فينوس؟
نظرت إليه مطولا دون الإجابة لتبتسم بمرح و تقول: ما بال هذه التعابير الحزينة التي تعلو وجهك لويس؟ لست وسيما أبدا بها
قال لويس: أنت تتحدثين عن نفسك بالتأكيد أيتها السخيفة
قالت فينوس بحزن: لقد التقيت بوالديّ رين الحقيقين قبل عودتي
لم يسألها عن شيء آخر لتتغير تلك التعابير التي علت وجهها للألم الذي اتخذ من جسدها امبراطورية له جثت على ركبتيها لينزل لويس لمستواها و يقول لها: هل أنت بخير فينوس؟
لم يتلقى إجابة منها حملها بين ذراعيه ليسرع بها لغرفتها أسرعت جودي في الاتصال على الطبيب ليفزع والديها من رؤيته في المنزل قام بفحصها ليستغرب من برودة جسدها المفاجئة عينها بدت منومة مغناطيسية تأكد من العين الأخرى ليراها في الحالة ذاتها حاول إفاقتها لتحدق فيه ليقول: أأنت بخير آنسة هايلون؟
قالت فينوس و هي تنهض من السرير: أجل بخير شعرت بدوار غريب فقط
قال الطبيب: أتذكرين ما حدث لك؟
قالت فينوس: أجل كنت أتحدث مع لويس ثم أتتني تلك النوبة
قال الطبيب: هكذا إذا....لقد كنت للتو في غيبوبة دماغية أحدث معك هذا من قبل؟
قالت فينوس: أجل و أصبح يتكرر بكثرة مؤخرا
قال الطبيب: لم لم تخبريني أو أي شخص آخر بذلك؟
ابتسمت لتقول: أليس هذا من أعراض تلك اللعنة؟ فما الجدوى من قول أي شيء؟
شعر الطبيب بالحزن الذي تعانيه ليتنهد و يقول: أتعرفين أسوأ ما قد يحدث لو تكرر الأمر؟ قد لا تبقين على قيد الحياة
غادر الغرفة ليطمئن والديها عليها دخلا الغرفة لينظرا إليها تحدق بالفراغ نظرت إليهما لتعيد الرقعة سريعا ابتسمت بمرح شديد لتقول: ماذا هناك؟ تبدوان حزينان للغاية
جلس الوالد بقربها ليتأكد من حرارتها ليبتسم و يقول: أتشعرين بتحسن الآن؟
قالت فينوس: أجل أنا بخير
قالت فانتين: ألا يجدر بك أخذ إجازة قصيرة من العمل؟
قالت فينوس: لا تقلقي ليس لدي الكثير لأفعله
قال الوالد: حسنا ارتاحي قليلا
قبل جبينها ليبتسم لها و يغادر الغرفة برفقة فانتين التي قالت: كنت حقا أود سؤالها عن سبب حزنها لكنني لم أستطع
قال الوالد: لا تقلقي ستكون بخير
ابتسمت بمرح ليذهبا لغرفتهما
https://up.arabseyes.com/uploads2013...3966562422.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا أحبتي متابعي قصتي الصامتين تعرفون يسعدني حقا رؤية هذا العدد من القراء لكن ما يسعدني أكثر معرفة آرائكم عن القصة و تعليقاتكم و لو كانت قصيرة لقد حدثت الكثير من الأشياء حتى الآن و أهمها حتى الآن ظهور تؤام لرين هذا شيء محزن حقا لكنه رائع أيضا فينوس لم تتغلب على مرضها بعد و حالتها في تدهور مستمر هل ستكون بخير؟ هل استطعتم معرفة الحقيقة خلف اللعنة؟ أعرفتم أي قصة تختبئ خلف كل هذه الأحداث؟ أم لا زالت هناك العديد من الاستفهامات تجوب حولكم؟ ألغاز لا حل لها حتى الآن لكنها ستحل بالتأكيد حتى ذلك الوقت في حفظ الله و رعايته أحبتي
https://up.arabseyes.com/uploads2013...3966565324.png


Inas Fallata 03-24-2020 02:43 AM



https://up.arabseyes.com/uploads2013...6788945573.png
مضت أيام ثلاث و الكل يبحث عن فينوس حتى لويس البوصلة لم تتسطع إبرته المغناطيسية تحديد مكانها فهالتها و حضورها مختفيان تماما ليتنهد بيأس و يقول: لا أريد قول شيء يحبط الجميع لذا سأكتفي بالصمت
قالت كاثرين: كيف من الممكن أن تختفي هكذا؟ حتى حضورها لم نعد نشعر به
قالت فانتين: حتى أننا لم نستطع الاتصال بها
تنهد الجميع حتى دخول جاي الذي أبدى تعابير جادة ليحدق الجميع به قدم تلك الرسالة لجودي التي أوصلتها للجد ليقول: ما هذا جاي؟
قال جاي: رسالة من فينوس وصلتني هذا اليوم
فتح الرسالة على عجل ليقرأ الرسالة التي اختلط الحبر فيها بالدموع لتصبح الكلمات غير واضحة بصوت مسموع: مرحبا جميعا أعرف بأنكم قلقون عليّ و تفعلون المستحيل لإيجادي لكن هذا لن يحصل فأنا الآن لا يمكنني البقاء بينكم أخشى أن أقوم بإيذائكم لذا رجاء لا تتعبوا أنفسكم من أجلي
قالت فانتين: ماذا تقصد بأنها لا تستطيع البقاء معنا؟ لماذا دائما تقوم بكل هذه الخطوات وحدها؟
شعر الجميع بالحزن الذي تدفق مع تلك الكلمات و الدموع تجري على وجنتيها لمح روي و لويس شيئا غريب في تلك التعابير التي وضعها جاي غادر الغرفة دون قول أي شيء لحقا به ليقول لويس: أتعتقد بأننا سندعك ترحل هكذا جاي؟
حدق بهما بنظرات باردة منزعجة ليقول روي: من غير المنطقي أن ترسل الرسالة لعنوانك عوضا عن منزلها إلا إذا كنت تعرف مكانها
قال لويس: حتى لو أخبرتني بأنها قد استخدمت شخص ما فهذا مستحيل لا يوجد أي دليل على حضور شخص غريب على تلك الرسالة
تنهد بانزعاج ليقول: أنتما تضيعان وقتي هناك الكثير لأفعله في وقت قصير
تجاوزهما ليغادر و يعود لمنزله هناك رأى الخادمات يسرعن في الذهاب لمكان ما ليلحق بهن بخطوات هادئة نزل الدرج الطويل الذي يؤدي لقبو المنزل سار في الممر الوردي المخطط حتى وقف أمام الباب الأبيض النصف مفتوح ليطرق الباب فتح الباب لينظر لفينوس التي أحيطت بالممرضات اللاتي يحاولن تخفيف المعاناة التي تعيشها اقترب منها ليشعر بالهالة التي تحاول فينوس السيطرة عليها قال لهن: بإمكانكن الذهاب الآن
قالت إحدى الممرضات: لكن سيدي حرارتها لا تزال تزداد بشكل مخيف للغاية و تفقد وعيها فجأة علينا مراقبتها
قال جاي: سوف أبقى هنا لو حدث شيء أسوأ سأستدعيكن
غادرن بعد نظرات الشك و القلق التي توزعت بينهن جلس على طرف سريرها أبعد خصلات شعرها التي التصقت بعرق جبينها فتحت عينيها على الفور لتنظر إليه بتلك النظرات القاتلة نهضت لتحاول الإمساك بعنقه أوشكت يداها أن تطيل عنقه لتردع نفسها و تقول: ماذا تفعل هنا؟ تعرف بأنني قد أفقد السيطرة
تلك الابتسامة التي لطالما أهداها إياها جعلت الدموع تتزلج على وجنتيها أخفضت رأسها ليعانقها بهدوء محاولا التخفيف من ذلك الألم ليقول لها: تعرفين أن مقاومتك للأمر يزيده خطورة لذا استسلمي للواقع
قالت فينوس: أتطلب مني التخلي عمن أكون و من حولي لأجل شيء كهذا؟
وضع ذقنه على رأسها ليقول: واثق من إجابتك لكنني أحببت عرض الفكرة عليك....لقد وصلت رسالتك و الأمر كما اعتقدته
قالت فينوس: حتى ينتهي هذا أقلها أرجوك ألا تخبرهم
رفع وجهها لتتقابل أعينهما ابتسم لها ليقول لها: أنت حقا أخت صغرى تحبين إقلاق أخيك عليك
ابتسمت له بالرغم من ألمها أعاد برأسها للسرير ليحدثها قليلا ثم يقول: أواثقة من أنك لا تريدين إخبار عائلتي المتبقية بالأمر؟
قالت فينوس: أبدا لا تفكر في ذلك سوف يكون الأمر أسوأ
قال جاي: حسنا إذا لقد وعدتك و لن أخلف وعدي
ابتسم لها ليغادر الغرفة و تعود الممرضات ليهتمن بها صعد الدرج ليلتقي بزوجته التي أمسكت بذراعه بمرح شديد لتقول: لقد سمعت بأنها قد تحسنت عن قبل كيف هي؟
قال جاي: حسنا إنها أفضل حالا مما كانت عليه لكن ذلك الأسير بداخلها يزيد الأمور صعوبة
قالت لوسي بتلك التعابير المخيفة: لا تقلق سوف أردعها بالتأكيد
نظر إليها لترسم ابتسامة لطيفة على وجهها غادر المنزل ليتوجه لأعماله التي ازدحمت بسبب تأجيله أعماله المسائية لنهار اليوم التالي عند لويس و والد روي اللذين حاولا التفكير في أمر الرسالة قال روي: لماذا قد تستعين به لإيصال الرسالة؟
قال الوالد: هناك احتمالان أولهما أنه يعرف مكانها لو كان ذلك صحيحا لشعرنا بحضورها يرافقه ثانيهما أن يكون بينهما وسيط و ذلك مستحيل أيضا
تنهد بانزعاج للغز الذي وضعته فينوس لهما أعادا قراءة الرسالة مرارا و تكرارا لعله يكون طرف خيط يقود إليها انتبه لويس للخط الذي تلوث بقطرات الدموع ليقول: مهلا هذه ليست دموع بل ماء مقطر
حدق الوالد في الرسالة أكثر ليقول: معك حق أحدهم زيف هذه الرسالة
طلب لويس من جودي إحضار أي دفتر يخص فينوس ليطابق الخطوط ليجد اختلاف بسيط فيها ليبتسم و يقول: حقا إنها رسالة مزيفة لكن لم؟
قال الوالد: أصبح الخيط متشابكا من جديد أعتقد بأن الشخص الذي كتب هذا هو بالتأكيد يعرف مكان فينوس أو له علاقة باختفائها
قال روي: بإمكاننا استخدام الدفتر الذي كتبه الحضور في الحفل
قال لويس: بالفعل سيكون ذا فائدة
نهض لويس ليحمل تلك الرسالة و يسرع الخطى في الوصول لمكتبة فينوس المخفية دخل ليبحث عن الدفتر ليبدأ بمطابقة الخطوط ليتوصل لثمان أشخاص ذهب ليطلب منهم كتابة جزء من الرسالة ليحاول المطابقة بينهما قال الوالد: جيد هكذا سوف نرى من هذا الشخص
قام بسكب ماء مقطر أحضره بطريقة عشوائية على الأوراق ليطابق الخطوط ليقول لويس: حسنا من بينهم بقي جوليا و ليزا و روي و لوسي
قال الوالد: ثلاثتهم خارج دائرة الاتهام لذا تبقى لوسي فقط
قال روي: لقد سمعت بأنها مصممة سيكون من الصعب الالتقاء بها
قال لويس: سوف أتحدث إليها حالا
قال الوالد: ماذا تقصد بحالا؟ الوقت متأخر بالفعل
نظر للساعة ليراها الواحدة و النصف صباحا تنهد بانزعاج ليغادر كل منهم لغرفته في الصباح في منزل جاي أسرعت لوسي الخطى للباب حيث حضر شخص لم تتوقعه لتبتسم بمرح شديد و تقول: صباح الخير روي و لويس إن لم أنسى أليس كذلك؟
قال لويس: بلى سيدتي
قالت لوسي: رجاء تفضلا بالدخول
كانا يسيران في الممر خلفها يحاولان استشعار مكان فينوس في هذا المنزل حتى وصلوا غرفة الضيوف لتقول بمرح شديد: فيم يمكنني المساعدة؟ بالتأكيد لم تأتيا لأجل جاي فهو مشغول كما تعرفان
قال روي: لقد أردنا التأكد من مصدر هذه الرسالة فقط
نظرت لوسي للرسالة التي وضعها لويس على الطاولة متابعين حركات وجهها المستغربة من الرسالة لتنظر إليهما باستغراب و تقول: أليست الرسالة التي وصلت لجاي يوم أمس؟
قال روي: بلى إنها هي هلا أخبرتني كيف عثرتم عليها؟
قالت لوسي: لقد كانت الرسالة في صندوق البريد بعد قراءة الرسالة أدرك جاي أنها موجهة لعائلتها
قال لويس: ألا تعرفين الشخص الذي أوصل الرسالة؟
قالت لوسي بمرح: لا فقد عدت من العمل و رأيت الرسالة بيد الخادمة
قال لويس: هلا أخبرتنا لماذا خطك مطابق للخط المكتوب في الرسالة؟
نظرت لوسي إليه باستغراب بينما الابتسامة الواثقة تعلو شفتاه أخذت الورقة لتكتب جزء من تلك الرسالة و تنظر للخطين لتبتسم بمرح لتقول: انظر جيدا الخطان غير متشابهين أبدا
أعادت الورقة إليه لتمحى الابتسامة الواثقة حدق بها بشك كما فعل روي الذي كان لا يزال يبحث عن فينوس ليفاجئ بتلك النظرات الغريبة التي وجهت إليه شخصيا لتقول لوسي بنبرة هادئة: كلاكما تتصرفان تجاه الأمر أكثر مما ينبغي جميعنا قلقون عليها لذا لا تحاولا التصرف كالأبطال
قال روي: ماذا تقصدين بذلك؟
ضحكت بمرح شديد لتقول: لماذا يدور شككما حولنا؟ أبسبب رسالة أم لأنكما لا تثقان بنا؟
صمت كلاهما لتنهض و تقول: أعتذر لدي الكثير لأفعله بإمكانكما البقاء و تفتيش المنزل إن شئتما
كلماتها الواثقة أشعرتهم بالارتياب أكثر ليأخذا بالنصيحة و يبحثا عنها في أرجاء المنزل حتى استوقفهم الممر المسدود النهاية ليقول لويس: يبدو أن خطأ ما قد حصل علينا إيجاده بسرعة
قال روي: لا....يجدر بنا الاستسلام و حسب
نظر لويس باستغراب للتعابير اليائسة على وجهه ليغادرا عائدين لمنزليهما مضى شهر كامل دون العثور على فينوس في غرفة فينوس التي ربطت عيناها بالقماش الأبيض المزخرف بأزهار زرقاء نظرت في اتجاه الباب لشعورها بشخص ما يقف هناك لتقول: رجاء غادر من هنا
اقترب منها ذلك الشخص بهدوء ليجلس على طرف السرير نظر إليها بألم لحالها وضع يده على جبينها ليشعر بحرارتها تخترق دمائه لتقول له: لا تهتم لذلك جاي فأنا بخير هكذا
قال جاي: كيف لا أهتم لك عزيزتي فينوس؟ سيجعلني ذلك أسوأ أخ بالفعل
ابتسمت ابتسامتها اللطيفة التي غيرت الأجواء الكئيبة من حولهما ليرتاح و لو قليلا لتلك الابتسامة التي ظهرت بعد فترة طويلة لتقول: أنا حقا سعيدة لأن لديّ شقيق مثلك جاي
قال جاي: تقولينها كما لو أنها كلماتك الأخيرة يشعرني هذا بالحزن حقا
صمتت فينوس لذلك الألم الذي اجتاح جسدها ليسقط بسيطرتها على قواها التي بدأت بالانفجار بشكل مخيف حاول جاي ردع تلك القوى الهائلة من التسرب عانقها ليحاول تهدئتها قليلا و يقول: سيكون كل شيء على ما يرام فينوس عليك أن تهدأي و حسب
أبعدته عنها بعنف ليرتطم رأسه بحافة الطاولة القريبة من النافذة فتح الباب بقوة لتضغط لوسي أزرار المصابيح القريبة من الباب لتضاء الغرفة أسرعت في الذهاب لجاي الملقى على الأرض بتلك الدماء التي غادرت رأسه لتقول بقلق: هل أنت بخير جاي؟ أرجوك أجبني
فتح عينيه بصعوبة واضعا يده على رأسه متألما بشدة استوعب الأمر لينهض متفقدا فينوس التي تحاول مصارعة هذا الوحش الذي بداخلها كاد أن يفكر بالاقتراب منها لتوقفه بحاجز بنته حولها لتزيح ذلك الرباط عن عينيها تلك النظرات المخيفة جعلت الرعب يتسلل إليهما قال جاي: لا تنظري إليها مهما حدث لوسي
أغلقت عينيها لتمسك بيده محاولة إيقاف تلك النبضات التي بدأت في التسارع قال جاي: لا تقلقي سأحاول التحدث إليها
قالت لوسي: أأنت مجنون؟ لن تستطيع ذلك جاي فهي مخيفة حقا
قال جاي: سأحاول ذلك لذا ابقي هنا
تحرك ليحاول الاقتراب منها ليبعده ذلك الحاجز بتنافر مريب سمعا صوتها المهزوز يتحدث بألم و حزن شديدين: غادرا الغرفة قبل حدوث الأسوأ
انحنى جسدها للأمام لتخرج الدماء بشكل مخيف من فمها لتتناثر على اللحاف الوردي المزين بدوائر متداخلة مختلفة الأحجام و الألوان زاد ذلك القلق و الخوف السائر في أرجاء الغرفة ازدادت تلك القوى لتبدأ الجدران بالتشقق و الأشياء في الانزياح من مكانها عند عائلة هايلون التي كانت تجلس و تتحدث في غرفة المعيشة كعادتهم قالت كاثرين: متى سيعود سام؟
قالت ليندا: سيعود هذا اليوم لكن لا أعلم متى
قال سام: و ها قد أتيت
نظر الجميع إليه لينظر إليهم بتلك الابتسامة السعيدة للعودة للمنزل جلس بالقرب من ليندا التي سعدت برؤيته تحدث إليهم و الابتسامة لا تفارق شفتيه اشتاق إليهم جميعا لتتغير معالم وجهه لشيء من القلق و الخوف ليفتح شفتيه و يقول: ماذا حدث لفينوس؟
صمت الجميع لتتبدل الأجواء الصحوة لأخرى مليئة بالغيوم بدأ الرعب يملأ قلبه حدق بلويس الذي حاول التحدث في الأمر ليقول: فينوس مفقودة منذ شهر و أسبوعان لم نستطع العثور عليها كل ما لدينا رسالة تخبرنا فيها بألا نقلق عليها
قال سام: ماذا؟ مفقودة؟ لكن لم لا أستطيع الشعور بها؟
قال لويس: هذا أمر أجهل سببه لكنها بخير حتما
لاحظت فانتين تلك التعابير التي وضعها على وجهه لتقول بابتسامة حزينة: ربما كان يجدر بي الاستماع إليك سام
نظر إليها ليرى الألم و الحزن الذي هي فيه قفزت القلوب في تلك الغرفة فجأة لتتوجه الأنظار ناحية لويس الذي قال: هذا شيء سيء للغاية علينا العثور عليها فورا
غادر المنزل من فوره برفقة آرثر و سام يبحثون عن مصدر هذه القوى المفزعة للغاية التقى لويس بروي ليقول له: ألازلت لا تستطيع تحديد مكانها لويس؟
قال لويس: الأمر صعب للغاية فهي تحاول تضليلي
الصدور تعلو و تهبط القلوب تخفق بسرعة الأجواء تصبح أكثر حرارة تلك الطاقة التي تستمر في الانفجار تضعفها أكثر و أكثر كان جاي يجلس على ذلك الكرسي منزلا رأسه المضمد للخلف لتقول لوسي: علينا فعل شيء لذلك قبل أن نفقدها للأبد جاي
نهض جاي ليسير عائدا لتلك الغرفة التي طرد منها أوقفته لوسي باحتضان ذراعه لتقول له: لن أدعك تذهب دون التفكير فيما سيحدث
نظرت إليه لترى ذلك الحزن يتجول في عينيه تركته لدخول أشخاص لمنزلهما التفتا إليهم ليستقبلا بنظرات منزعجة غاضبة تجاوزوهما و حسب ليوقفهم جاي قائلا: هل تحاولون الموت بذهابكم هكذا؟
قال آرثر: لا حق لك بالحديث جاي
قال جاي: لو ذهبتم سوف يحدث أمر ستندمون عليه لذا دعوها هكذا
أمسك سام بياقته بكل ما أوتي من قوة ليمنعه من التنفس ليقول له بغضب: بسببك أنت يحدث هذا لذا لا تتحدث بأي شيء ثم ماذا تقصد بدعوها هكذا؟ أتريد قتل أختي أنت أيضا؟ ربما كان من الأفضل لو لم نثق بك منذ البداية حتى أنها ائتمنك على سرها لكنك لا تهتم لما يجري لها من الأساس
انتبه سام للضمادات التي لفت رأسه ليتركه و يكمل الركض خلف الآخرين لحقا بهم ليقفوا أمام ذلك الباب بصعوبة بالغة فحاجز طاقتها توسع بشكل مخيف استطاع آرثر الوصول لمقبض الباب ليفتحه كل ما في الغرفة يتحرك بطريقة مخيفة تلك العيون المخيفة توجهت نحوهم ليتجنبوا النظر إليها تفاجؤوا من تلك الابتسامة الشريرة التي ظهرت لينظروا للوسي التي قد تقدمت للخطر بنفسها فتلك العين قد سيطرت عليها أمسك بها روي ليبعدها عن المكان لتشعر بانزعاج لفشل خطتها الصغيرة قال آرثر: عليكم الحذر منها
بدأت تلك الطاقة بالتلاشي فجأة لتسقط الأشياء مصدرة ضجة كبيرة اقترب سام منها بسرعة حيث فقد جسدها السابح في الهواء توازنه ليسقط على أحضان سام حدقت به بعينها اليسرى لتبتسم بهدوء رفعت يدها لتحاول إمساك وجنته ليساعدها على ذلك قالت فينوس بصوت أقرب للهمس مع ابتسامة لطيفة صغيرة: لقد عدت سام
قال سام: أجل لقد عدت فينوس لذا أرجوك كوني بخير
وجهت عينها المثقلة للأشخاص الذين رافقوهما في الغرفة لتقول: آسفة لأنني أثرت قلق الجميع لكنني....
أغمضت تلك العين اختفى ذلك الحضور مع بزوغ الفجر ضمها سام إلى صدره لتتساقط الدموع على وجنتيها المحمرتين غلفت تلك الغرفة سحابة سوداء أمطرت بالحزن تلك السحابة كانت أشد سوادا في منزل عائلة هايلون الذين شعروا باختفاء كيان طفلة أخرجت مشاعرهم الدفينة بمختلف الألوان دفنت تلك الجثة بعد أيام ثلاث حاول البعض إظهار الشمس من خلف تلك الغيوم التي ملئت المنزل لتنتشر الابتسامات بعد فترة طويلة عادت الطيور لتغرد في الحديقة و الفراشات تتنقل من مكان لآخر إلا أن البعض لم يستطع نسيان الأمر حتى لو هربت بضع ابتسامات منه في ذلك اليوم كان روي يجلس في الحديقة التي اعتاد القدوم إليها برفقتها حدق بالسماء الزرقاء الجميلة أطلق تلك التنهيدة الهادئة ليجيبه النسيم بتحريك شعره مطمئنا له ليسمع صوت يقول: تبدو شاحبا بشكل مخيف أكثر مما كنت عليه
نظر لذلك الشخص الذي وقف خلفه بتعابيره الهادئة التي اعتاد عليها وجهه الوسيم مؤخرا بتلك الابتسامة الظريفة التي حاولت استفزازه ليقول روي: الأمر ذاته ينطبق عليك جاي
جلس بقربه ليحدقا في السماء سوية يستمتعان بهمس الأشجار اللطيف و تغاريد الطيور و أصوات الأطفال المرحة تملأ المكان الربيع وضع تلك اللمسات ليزين نفسه بها قال روي: كيف هي لوسي الآن؟
قال جاي: بخير بالرغم من أنها لا تتجاوب كثيرا مع الأشياء من حولها
قال روي بسخرية: و كيف تكون بخير هكذا؟
ضحك بخفة ليقول: كيف هي فانتين؟
قال روي: لم أرها منذ فترة طويلة لكنني أعتقد بأنها بخير الآن
قال جاي: أعتقد ذلك أيضا فالسيد المتعصب معها
ضحكا بمرح ليلتفتا لصوت و ضوء الكاميرا القريبة منهما لتبتسم تلك السيدة التي حملت الكاميرا لهما و تقول: مرحبا لم أرد إفساد الجو الخاص بكما
قال روي: ماذا تفعلين هنا أمي؟
قالت الوالدة: لقد كنت قلقة عليك فقد أصبحت تخرج كثيرا مؤخرا
نهض جاي لينحني لها و يقول: صباح الخير سيدة وراس
قالت الوالدة بابتسامة مرحة: لم كل هذه الرسمية؟ فأنا قريبتك
قال جاي: حسنا أنت لست كذلك فأنا لست فردا من عائلة وارس جعلتني السيدة ليزا كذلك بعد أن وجدتني بين أنقاض منزلنا المحترق
قالت الوالدة بمرح: لا يهم هذا المهم أنك تبقى أحد أفراد العائلة
ابتسم لها بلطف شديد ليقول: حقا كلما تعرفت عليكم أكثر أرى بأن رين شيء مختلف عنكم تماما لا أعرف كيف وقعت فينوس في حبه حتى
قال روي: لقد سمعت بأنه كان كالعاصفة الجيلدية
قال جاي: هذه إهانة للعاصفة بالتأكيد
ضحك ثلاثتهم بمرح شديد لتلقتط جوليا صورة لثلاثتهم بتلك الابتسامة غادر جاي المكان عائدا لمنزله فقد حبس في عمله لأيام طويلة دخل المنزل لتستقبله الخادمة و تقول: سيدي إن السيدة مريضة لذا تم نقلها للمشفى منذ دقائق مضت
قال جاي: سأذهب لزيارتها الآن
غادر باب المنزل ليذهب للمشفى وصل لغرفتها ليرى ليزا بقربها و كذلك فانتين انحنى لكليهما لتقول ليزا: لقد حاولنا الوصول إليك لكننا لم نستطع
قالت فانتين: لا تقلق هي بخير الآن تحتاج لبعض الراحة فقد أرهقت نفسها في العمل كثيرا أخبرها أن ترتاح قليلا فهي حامل الآن
قال جاي: شكرا لاعتنائكما بها
انحنى لهما باحترام لتبتسمتا له بمرح شديد لتغادرا تاركتين لهما الغرفة في هدوء لتقول ليزا: ألديك ما تقومين به الآن؟
قالت السيدة: كنت ذاهبة لزيارتكم هذا اليوم لكن الظروف جمعتنا هنا
قالت ليزا بمرح: كنت أود دعوتك للقدوم فقد بدت أشعر بالوحدة
تحدثتا معا حتى وصلتا للمنزل رحب بهما مايك ليجلس ثلاثتهم و يتحدثون بمرح شديد أجوائهم الدافئة جعلت الربيع أكثر جمالا في منزل هايلون كان الأطفال يلعبون و يتجولون في أنحاء المنزل حتى وبخهم جيرالد لذلك ليقول أليس: دعهم يستمتعون بوقتهم فالمدارس ستبدأ قريبا
قال جيرالد: لا تعلمهم الشغب منذ الآن ثم أنهم لم يعودوا أطفالا في الخامسة من العمر
قال أليس: و أين الشغب في هذا؟ فهم لا يزعجون أحد أليس كذلك؟
قالوا بمرح شديد: بلى
ابتسم لهم بمرح شديد ليسمح لهم جيرالد بإكمال الضجة في المنزل ليقول: أين هو أليكس؟ لا يزال يجري بحوثه المخيفة؟
ضحك أليس ليقول: أجل هو بالتأكيد يرهق نفسه كثيرا بذلك
قال جيرالد: سوف يقتل نفسه بفعله هذا
قال أليس: أجل لكنه لا يستمع إلى أي أحد حتى والدينا أصبحا قلقين عليه
التفتا للازعاج الصادر نهاية الممر ليسرعا في الذهاب لهناك نظرا لويليام الذي وقف أمام باب تلك الغرفة بانزعاج شديد حرك الأشياء الخفيفة من حوله بينما بعض الأطفال ينظرون إليه بخوف و آخرون بتحدي حاولا التدخل في الموضوع لكن نظراته تلك جمدت أقدامهما في مكانهما أتى سام ركضا حالما شعر باهتزاز هالة ابنه بشكل مريب ليقول: ما الذي يجري هنا؟ أحدث شيء ما؟
اقتربت ابنتا لويس التؤام منه لتنظرا إليه و تقولان: عمي إن ويليام يحاول إخافتنا
اقترب سام منه لينظر لعينيه مصدوما فقد حملتا تلك النظرات ذاتها لعين فينوس اليمنى ليضع يده على عينيه و يقول: اهدأ ويليام و أخبرني ما حدث
قال ويليام الذي عاد لوعيه و بدأت عيناه تدمعان: لقد كانوا يسخرون من عمتي فينوس و أرادوا إفساد غرفتها
احتضنه سام ليطلب منهم المغادرة غادروا جميعا ذلك الممر الذي بدأ يسبب المشاكل منذ فترة وجيزة في مساء تلك الليلة بدؤوا الحديث بشأنه و الأحداث المتعلقة به لتقول ليندا: لقد تغير ويليام كثيرا في الآوانة الأخيرة
قال آرثر: أجل أستطيع رؤية ذلك
قالت كاثرين: أصبح ينزعج سريعا لذكرها
تنهد الجد ليقول: ربما علينا هدم ذلك القسم أو تغيره لشيء آخر
قال والد التؤامان: لقد كنت أفكر في ذلك أيضا لكنني لم أرد جرح مشاعركما
قالت فانتين بابتسامة: كان عليك قول ذلك مسبقا فنحن لا نمانع ذلك
أحس زوجها بحزن كلماتها فهذه الغرفة هي الذكرى الخالدة لها لو فقدت فقد تختفي حياتها و سعادتها تنهد ليقول: أرى أنه من الأفضل الانتقال لمكان آخر
نظر إليه الجميع بصدمة و استغراب فهذا المنزل هو حياتهم عقود مضت و هم يتجولون في أرجائه قال الجد: أعتقد بأن ذلك الأفضل للجميع
استرقت النظرات لفانتين التي لم تعلق على الأمر تناقشوا في الأمر و بدؤوا الاستعداد لذلك خلال أسبوع انتقلوا لمنزل وسط المدينة أصغر من السابق بطابقين واسعين و حديقة خلفية هادئة الطبيعة فيها مهجورة منظرها يجعل المنزل كئيبا في ذلك اليوم قررت كاثرين و الفتيات بالاعتناء بها ليبدأن العمل عليها عملهن لم يعطي النتيجة المرجوة لتقول إيفلين: لقد كانت فينوس دائما من تعتني بهذه الأمور لذا لا نعرف كيف القيام بها جيدا
قالت بيلا: أنت محقة ربما كانت ذات فائدة
وكزتها تارا لتظهر ملامح غاضبة أشارت لفانتين التي كانت شاردة الذهن بتلك التعابير الحزينة قالت بيلا: آسفة خالتي لم أقصد قولها
قالت فانتين بمرح شديد: لا بأس سأذهب لأستريح قليلا
قالت كاثرين: ربما يجدر بنا التوقف عن التفكير في أمرها
تنهدن بيأس ليغادرن الحديقة المدارس على الأبواب و الجميع يستعد بمرح شديد لبداية العام الدراسي الجديد حتى صبيحة ذلك اليوم الذي عج بالضجة في منزل هايلون الحيوية دبت في ذلك المنزل الهادئ نظرت كاثرين للحديقة من نافذة غرفتها لتفاجأ بوجود الأزهار الملونة التي تناثرت على أطرافها لتشكل لوحة جميلة من الألوان المتداخلة لمحت ذلك الشخص المختبئ خلف الشجرة لتحاول تحديد هويته لتبسم بمرح بعد مغادرته لذلك المكان لتقول: إن حقا ويليام بدأ يتصرف مثلها ربما كان يحبها كثيرا
قال زوجها: ليس هو فقط بل العديد منهم تأثروا بها
قالت كاثرين: أنت محق علينا الذهاب لرؤيتهم يغادرون ليومهم الأول في المدرسة
غادرت الغرفة لتتوجه لغرفة الطعام حيث كانت الأحاديث تصل السقف و الجميع متحمس للذهاب نظرت ليندا لويليام الذي لم يمس طعامه كثيرا لتقول له: هل أنت بخير ويليام؟
لم ينظر إليها أو يجبها بل هو لم يسمعها حتى استغربت ذلك لتنظر لسام الذي كان ينظر إليه بتفحص لتعرف وجود خطب ما بابنها الذي لم يتحدث كثيرا منذ أسابيع صعدوا السيارة التي ستأخذهم للمدرسة لتنطلق بهم في الأحياء لتأخذهم لمدرستهم في المنزل قالت ليندا لسام: ما به ويليام؟
قال سام: هو بخير كما ترين
قالت ليندا: لا هناك شيء ما تحاول إخفاؤه عني فنظراتك تلك تخفي شيئا ما
نظر سام إليها ليصمتها و يجعلها تنزل رأسها بشيء من الأسى ليتنهد و يقول: تذكرين كيف كان ويليام متعلق بأختي أليس كذلك؟
قالت ليندا: أجل لم يكن يفارقها كثيرا و دائما ما يحاول الاقتراب منها لكنه توقف عن ذلك بعد خروجهما معا
قال سام: أجل لسبب ما هو لم يعد مهتما بها كالسابق لكنه الآن يتصرف كما لو كان هي
قالت ليندا: ماذا تقصد؟
قال سام: لا أعرف تماما لكنني أخشى بأنه قد وقع في سحر عينها اليمنى تعرفين كم قواها مخيفة
قالت ليندا: هل هذا ممكن؟ لكنها ليست موجودة بيننا حتى
قال سام: أريد التأكد من ذلك بنفسي لذلك لم أرد إخبارك حتى إثبات ذلك
شعرت ليندا بالقلق يسري في جسدها في المدرسة كان ويليام يجلس في صفه بعيدا عن البقية الجميع يحدق به و يتهامس بانزعاج شديد من تلك الهالة التي أفسدت أجواء الصف كان يحدق بالنافذة لتلك الزهرة الوحيدة في ساحة المدرسة الخارجية الواسعة وضع شخص ما يده على كتفه ليحدق به و يقول: ألا تعتقد بأنه من الأفضل أن تهدأ قليلا؟
قال أحد الفتية: ألا تريد نفسك يا هذا؟
تلك النظرة التي وقعت عليه جعلته يرتجف من الخوف ابتسم ذلك الشاب صاحب الشعر البني و العينين الخضرواين و قال: أنا كايت أورسلين سعيد بلقائك ويليام هايلون
وجه ويليام نظراته لذلك الشاب الذي سحب الكرسي الفارغ القريب منه ليجلس عليه و يقول بتلك النبرة الغامضة الهامسة: أعرف تماما ما تشعر به موت الآنسة هايلون أمر غريب و لست واثق منه
شعر ويليام بالمعاني المختبئة خلف تلك الحروف ليقول: أتعرف عمتي من قبل؟
تخلل وجنتيه حمرة غريبة ليرفع ويليام حاجبيه لها ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول: ماذا تخطط أن تفعل؟
قال كايت: سوف أبحث عن جثتها أولا فقد سمعت والدايّ يقولان بأن الجنازة كانت بدون جثة
قال ويليام: في الجنازة لم يحضر جثتها أبي قال بأن لا أحد يعرف مكان جثتها مع أنني أشك في ذلك
قال كايت: حسنا لنبحث عنها سويا
ابتسما لبعضهما ليصدم الجميع من التآلف السريع بينهما مضى اليوم الدراسي الأول سريعا تبادل كايت و ويليام أرقام هاتفيهما ليذهب كل لمنزله في منزل عائلة هايلون استلقى ويليام على سريره الأبيض ليدفن وجهه في الوسادة يستنشق رائحة العطر الذي لطالما أحبه ليتذكر شخصا سبب هذا الحب نهض لصوت العصافير القريب منه لينظر للنافذة التي وقفت عليها وضع تلك الابتسامة اللطيفة على شفتيه ليقترب منها و يطعمها كعادته طرق باب غرفته ليدخل سام و يقول: أهلا بعودتك لم لا تشاركنا قصصك بالأسفل؟
قال ويليام: لم يحدث الكثير لأتحدث عنه
قال سام: ألا تعتقد بأنك ستتحول للحالة الصلبة قريبا؟
ضحك ويليام باستمتاع لما قاله والده الذي رسم ابتسامة سعيدة لسماع هذه الضحكة ليقول: سوف أذهب للاعتناء بالحديقة
قال سام: يبدو أنك تحبها كثيرا أقصد عمتك لذلك تقلدها أليس كذلك؟
تغيرت الملامح التي علت وجهه لتصبح لأخرى متألمة حزينة غاضبة تائهة لا عنوان لها تلك التعابير جعلت سام يقلق أكثر على ابنه الذي تجاوزه كما لو أنه لم يكن موجود ليلحق بخطواته البطيئة المتوجهة لحديقة المنزل توقف أمام تلك الشجرة الكبيرة ليحدق بأوراقها صدم سام من ذلك ليقول في نفسه: هل يريد تسلق هذه الشجرة؟ لا أعتقد أنه يستطيع ذلك لكن لم هذه النظرات الوحيدة إليها؟
حدق بتلك العينين الفارغتين اللتين تريدان الحنان اقترب منه ليقوم باحتضانه معيدا إياه لعالمه و كيانه أدرك ما يجري فور انتباهه للمكان ليقول: دعني أبي عليّ الاهتمام بالحديقة
ابتعد عنه سام ليحدق بعينيه اللتين تهربان منه ليبتسم و يقول: حسنا لكن حالما تبدأ الدراسة ستترك هذه الحديقة للبستاني
ابتسم له بموافقة ليغادر أوقفته ليندا التي كانت تحدق بهما من الممر القريب من الحديقة لتقول: هل الأمر كما توقعته؟
قال سام: لا زلت أبحث لكنني لا أتمنى حدوث ذلك
نظر إليها بشيء من الدهشة لتعرف سبب تلك النظرات و تقول: آسفة لم أستطع إخبارك فقد كنت مشغولا بأمر ويليام و العمل
سحبها لأحضانه ليبتسم بسرور و يقول: لابد أنه سيسر كثيرا لأن يصبح أخا أكبر مجددا
ابتسمت ليندا بمرح شديد أكملا ذلك الحديث بعيدا عن ذلك المكان عند لوسي التي كانت تقف أمام تلك التصاميم تتأكد منها وقفت أمام ذلك الثوب مطولا تحدق به ليلفتها صوت الباب الذي فتح لتدخل مساعدتها و تقول: سيدة وارس ألا يجدر بك الذهاب للمنزل و الارتياح قليلا؟
قالت لوسي: لم؟
قالت المساعدة بارتباك: آه...أقصد تعرفين....أنت حامل و يجدر بك الارتياح
ابتسمت لوسي لها بمرح شديد لتتجاهل ما قالته و تكمل عملها لتتحدث إليها في بعض التفاصيل غادرتا للغرفة التي جلست فيها العارضات المتحمسات لاختيارهن لأجل العرض القادم وقفن جميعا فور دخولها لتقول: مساء الخير جميعا أرجو بأنني لا أضيف أعمالا أخرى لكن
نفين قولها ذاك لتبتسم و تبدأ تجارب ا لأداء انتهت منها لتسير عائدة للمنزل رن هاتفها لترفع الخط و تقول بمرح شديد: مرحبا عزيزي كيف كان يومك؟
قال جاي: بخير في طريق عودتي للمنزل
قالت لوسي: أنا أيضا أخيرا سوف نقضي بعض الوقت معا
قال جاي: أجل فقد اشتقت إليك كثيرا لنتحدث أكثر عندما نصل للمنزل
ابتسمت بمرح لتغلق الخط وصلت لباب المنزل لتنظر لجاي بسعادة بالغة ليقول لها: أهلا بعودتك للمنزل
صدم جاي لاختفاء تلك الابتسامة من وجهها اقترب منها على عجل قبل سقوطها أمسك بها ليرى تلك التعابير المتألمة على وجهها ساعدها على النهوض ليأخذها للسيارة التي حلقت بهما لأقرب مشفى فالولادة أصبحت قريبة بقي يترقب واقفا بقلق شديد في انتظار أخبار سعيدة رن هاتفه باسم شخص لم يتوقعه ليرفع الخط و يقول: آسف روي لكن لوسي في المشفى الآن
قال روي: ماذا؟ لماذا لم تخبرنا بذلك؟ سوف نأتي حالا
أغلق الخط لتمر دقائق ليحضر روي برفقة والديه و ليزا و مايك ليقول ليو: أهي بخير الآن؟
قال جاي: أجل حتى الآن
خرجت تلك التنهيدات المرتاحة حتى مغادرة الطبيب الغرفة برفقة الممرضة التي تدفع سريرا زجاجيا مغادرة الممر ليقول: مبارك لقد أنجبت ثلاث توائم إناث
نظروا جميعا لجاي الذي بدا مصدوما سعيدا مدهوشا مصعوقا من الأمر ابتسموا لتلك التعابير ألقوا التهاني عليه و هنوه تحدثوا للوسي السعيدة برؤيتهم مجتمعين حولها قالت ليزا: سوف تسعد فانتين لسماع هذا الخبر
قالت جوليا: أجل واثقة من أن الخبر سيسعد الجميع
قال مايك: مبارك لك لوسي
ابتسمت لهم بمرح شديد ليغادروا عائدين لمنازلهم بعد وقت قصير جلس جاي بالقرب منها ليضع يدها على وجنته معطيا إياها تلك الابتسامة المشرقة لتبادله بتلك النظرات السعيدة الغرفة شهدت حديثا صامتا بينهما
https://up.arabseyes.com/uploads2013...6788944572.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حال الجميع أعتقد بأنني تأخرت كثيرا هذه المرة أو ربما يخيل لي ذلك لا يهم لقد حدث أمر مأساوي لقد فقدنا عزيزتنا فينوس اللطيفة رحلت بعد تركها كل هذه الذكريات الجميلة هذا مؤلم حقا لحظة لقد قالوا بأن جثتها لم تدفن؟ لم يا ترى؟ و ما السبب خلف تغير ويليام الغريب؟ هل لهذا علاقة حقا بعين فينوس؟ كثير من التساؤلات تجدون إجاباتها في الفصول القديمة حتى ذلك الوقت في أمان الله
https://up.arabseyes.com/uploads2013...6788947374.png


Inas Fallata 03-24-2020 02:44 AM



https://up.arabseyes.com/uploads2013...1952023273.png
مضى شهرين على بداية الدراسة و بحث الشابين عن جثة فينوس الكثير قد حدث فيها حتى ذلك اليوم الذي تغيب فيه ويليام عن المدرسة كان جالسا على سريره بتلك النظرات المفزوعة الواسعة حدق باتجاه الباب ليرى والده الذي تفاجأ من نظراته المخيفة تلك ليقترب منه و يقول له: أأنت بخير ويليام؟ سمعت بأنك ستتغيب عن المدرسة اليوم
لم يجبه بأي شيء وضع سام يده على جبينه ليتأكد من حرارته ليراها طبيبعية تنبه لارتعاش جسده الغريب حدق في عينيه التي حوت تلك النظرات المشابهة لنظرات شقيقته الراحلة مد يده ليغطيهما ليمسك ويليام ذراعه و يقول: هل حقا ماتت عمتي فينوس؟
قال سام: لقد حضرت جنازتها قبل وقت طويل
أمسك رأسه بكلتا يديه ليهزه نافيا ما سمعه أعاد سام تلك الكلمات على مسامعه مرارا و تكرارا ليفاجئه بتلك الصرخة التي أصمتته و أحضرت والدته القلقة لتراه في تلك الحالة لتقترب منه و تحتضنه لتهدئه قليلا و تقول: ماذا حدث له سام؟
قال سام: لا يريد الاستماع لإجابة سؤاله عن وفاة أختي
قالت ليندا: لا عليك ويليام ستكون بخير لن يحدث لك مكروه
قال ويليام: لا هي لم تمت أرجوك أمي أخبريه بذلك
نظرت ليندا لسام الذي شعر بالضغط الذي يسببه له ليغادر الغرفة و يفكر في الأمر أوقفه لويس بسؤاله القائل: أهو بخير الآن؟ فقد كانت هالته مشتتة
قال سام: ليندا بجانبه سيكون بخير
قال لويس: ما سبب ذلك؟
قال سام: سألني عن فينوس لسبب غريب لكنه لم يتقبل الإجابة لسبب أغرب منه
قال لويس: هل تريديني أن أبحث عنه؟
قال سام: لديك الكثير من العمل و لا أريد إزعاجك سأتفرغ بنفسي لذلك
ابتسم لويس له ليبادله الابتسامة غادر سام المنزل متوجها لمنزل جاي رحب بقدومه كما فعلت لوسي التي كانت تهتم بتوائمها ليقول جاي: ما سر الزيارة المفاجئة؟
قال سام: أرادت سؤالك عن شيء ما أنت واسع الإطلاع به
نظر جاي إليه باستغراب ليبتسم و يقول: سأقدم ما أمكنني من المساعدة
قال سام: الموضوع بشأن عين فينوس تلك....هل من الممكن دوام قوتها حتى بعد رحيل صاحبها؟
نظر كلاهما إليه ليشعر بتوتر الأجواء حدق جاي به بتلك النظرات الباردة ليقول: تلك العين لا تدوم قواها أبدا فقواها رهن بقوى صاحبها كذلك تأثيرها
فكر سام في الأمر أكثر و أكثر ليقول جاي: لم السؤال بشأنها؟
قال سام: أشك في تصرفات ويليام فمنذ وفاتها قد تغير تماما أصبح يقلدها في الكثير من الأشياء حتى عدائيته أصبحت مخيفة و عشوائية نظراته أصبحت مثلها اعتقدت بأن للأمر علاقة بتلك العين
قال جاي: ربما الصدمة فقط فقد سمعت بأنه كان متعلقا بها
قال سام: أجل لكنه لم يعد كذلك بعد مغادرتهما سويا كان كما لو أنه فقد ذكرياته عنها
فكر الجميع في هذا الأمر لتدفع لوسي الصمت جانبا بقولها: هل من الممكن أن يكون السبب هو بسبب جثتها التي لم تدفن؟ نظر سام إليهما باستغراب شديد ليحاول اسيتعاب ما قالته لوسي عند ويليام الذي كان يتحدث مع كايت في الهاتف رسم ابتسامة خبيثة على شفتيه ليقول: حسنا موعدنا مساء الغد
قال كايت: تتحدث كما لو أنك مجرم من عصابة لصوص
قال ويليام بعد ضحكة صغيرة: أعتقد بأنني اكتسب هذا من عمتي فينوس
قال كايت: كنت سأقول ذلك لكنك بدوت حساسا اتجاه الأمر في الفترة الأخيرة
قال ويليام: هذا لأنني أراها في كوابيسي كثيرا
صمت كايت الذي شعر بحزنه لذكر الأمر ليقول له: أنا واثق بأنها لا تزال بخير في مكان ما لذا لا تحزن هكذا حسنا أراك غدا
أغلق الخط ليحدق بحديقة المنزل التي تفتحت الأزهار الجميلة فيها لتجعل اللون الأخضر أكثر رونقا و جمالا جلس على كرسيه ليحل واجباته المدرسية في المساء عاد سام للمنزل بانهاك من عمله الذي تضاعف بسبب تأخره هذا الصباح صعد الدرجات ليلتقي بوالدته التي كانت تتحدث مع كاثرين ليقول: مساء الخير أمي و عمتي كاثرين
قالت كاثرين: أهلا بعودتك سام لم نعد نراك كثيرا لابد أنك مشغول كثيرا
قالت فانتين: لقد أخبرته أن يأخذ قسطا من الراحة لكنه عنيد للغاية
ابتسم لها بمرح شديد لتبادله الابتسامة سمحتا له بالذهاب فالتعب يفوح من جسده وصل لغرفته استحم و استلقى على السرير ليغط في النوم العميق في مساء اليوم التالي نهض ويليام من سريره ليحدق بالساعة التي تشير لمنتصف الليل ليبتسم بثقة بدل ثيابه ليحمل زوجا من المصابيح اليدوية و يغادر غرفته بهدوء يتلفت يمنة و يسرة خائفا من كشف أمره قطرات العرق تتساقط من جبينه حتى وصل باب المؤدي لخارج المنزل ليتنهد بارتياح أطلق عنان ساقيه ليسابق الرياح حتى يصل للمكان المتفق عليه وقف أمام عامود الإنارة الذي أضاء مساحة دائرة صغيرة تاركا المحيط الخارجي لها في ظلمة مخيفة أصوات الأشجار التي تعانقت بسبب الرياح التي أصدرت أصواتا مخيفة خطوات سريعة تقترب منه ليلتفت لاتجاهها حتى ظهر صاحبها الذي وقف سامحا للأكسجين بالدخول لرئتيه المتعبة ليعتدل في وقفته و يقول: مرحبا ويليام
قال ويليام: يبدو أنك متشوق لهذا كثيرا كايت
قال كايت: بالتأكيد أنا كذلك....هيا بنا
بدآ السير في اتجاه مكان ما ليصلا لتلك البوابة الحديدية القديمة الطويلة حاولا فتحها لتصدر صريرا يصم الأذان تابعا التحرك في الممر الذي أحيط بأصص متهالكة بعضها محطم تدلت من عليها نباتات و أزهار قد أفناها الزمن وصلا لذلك الدرج الخشبي المتداعي ليصعداه دخلا ذلك المنزل ليقول ويليام: أواثق من هذا العنوان؟
قال كايت: أجل واثق منه دعنا نتفرق للبحث عنها
قال ويليام: لو وجدت أي شيء اتصل بي
أعطاه أحد المصباحين ليتفرقا اهتم كايت بالطابق السفلي بينما صعد ويليام الدرجات الخشبية المزعجة و المتهالكة سار في ذلك الممر فتح الباب الأول فالثاني فالثالث و لا شيء فتح الباب الرابع ليفاجئ من كومة الكتب التي وضعت في تلك الرفوف التي ملئت الجدار رن هاتفه ليرفع و يقول: هل عثرت على شيء ما؟
قال المتصل: أين أنت ويليام؟ و ماذا تفعل عندك؟
أغلق الخط بلا شعور منه ليشعر بقلبه النابض بسرعة يكاد يغادر جسده ليقول في نفسه: كان عليّ معرفة المتصل قبل الإجابة سوف تقلق كثيرا بلا سبب و تخبر والدي بالتأكيد
التفت للباب الذي فتح بقوة مصدرة ضجة كبيرة في المنزل ليفزع من ذلك الشخص المجهول الذي لمعت عيناه في الظلام الدامس اقترب منه بخطوات سريعة فور تغير ملامحه وضع يده على فمه ليهمس له قائلا: لا تقلق أنا لست هنا لإخافتك
عرف صاحب الصوت لينظر إليه ليرى الابتسامة تظهر على شفتيه بهدوء تركه ليقول له: ماذا تفعل هنا عمي روي؟
قال روي: هذا ما يجب أن أسألك؟ ماذا تفعلان هنا؟ أنت و ذلك الفتى
قال كايت الذي ظهر فجأة: عليك القدوم سريعا ويليام
أمسك بيده ليسحبه خلفه و ينطلقا كالرياح نزلا تلك الدرجات سريعة ليتجولا قليلا في الممرات ليغادرا المنزل ليقفا أمام تلك الحديقة ذات النباتات الطويلة ليقول ويليام: متاهة؟ لم قد توجد واحدة هنا؟
قال كايت: لابد من وجود شيء مهم في نهايتها
قال روي: لا ليس هناك أي شيء من هذا القبيل فالنهاية توصل لقلعة قديمة
قال ويليام: أكنت هنا من قبل؟
قال روي: أجل منذ أسابيع قليلة لكن لم تخبراني ماذا تفعلان في هذا المكان؟
قال كايت: أتينا للبحث عن جثة الآنسة هايلون
نظر إليهما بشيء من الصدمة كون معرفتهما بالأمر ليبتسم و يحدق بويليام الذي تعجب تلك الابتسامة قال: بحثكما في هذا المكان بلا فائدة فقد أمضيت أسابيع في هذا المكان و لم أعثر على أي شيء
قال ويليام: لن أستسلم هكذا فقط خذنا لتلك القلعة
لمح الإصرار في أعينهما كادت الموافقة أن تخرج من بين شفتيه لكن رنين الهواتف الثلاثة معا جعلت النظرات المستغربة تتبادل ابتعدوا عن بعضهم قليلا ليتحدثوا على انفراد قال روي للمتصل: مرحبا ماذا هناك أمي؟
قالت الوالدة بقلق: إلى أين ذهبت في هذا الوقت المتأخر من الليل؟
قال روي: سوف أعود للمنزل لذا لا تقلقي حسنا؟
قالت الوالدة: ماذا تقصد بألا أقلق؟ لم أستطع النوم بسببك مؤخرا أرجوك عد للمنزل الآن
قال روي: سوف أفعل أمي
أغلق الخط لينظرا للاثنين الآخرين ليجدهما قد اختفيا من أمامه التفت ليبحث عنهما بعينيه ليراهما يرافقان لويس مغادرين المكان ليقول في نفسه: يبدو أنهما قد كشفا حسنا سوف أعود للمنزل الآن
غادر المكان هو الآخر ليعود للمنزل حاولت والدته معرفة ما يخفيه عنها لكنها لم تستطع لتستسلم له و تذهب لتنام في صباح اليوم التالي كان ليو يتحدث في الهاتف مع شخص ما ليلفت انتباه الجميع بنبرته القلقة و الخائفة التي قالت: اختفى ويليام؟ منذ متى؟ سأذهب للبحث عنه فورا ماذا؟ ليس وحيدا؟ سأحدثك لاحقا
وضع سماعة الهاتف لتقول جوليا: ماذا حدث لويليام؟
قال ليو: اتصل مايك الآن و أخبرني بأنه قد اختفى برفقة صديقه آخر مرة تحدثا إليهما كان في الواحدة بعد منتصف الليل سأذهب لأبحث عنهما مع الآخرين
نظر لروي الذي بدا مصدوما و مصعوقا من الخبر اقترب منه ليقول له: أتعرف شيئا ما بخصوص هذا الموضوع روي؟
أفاق من صدمته على نظرات والده المتفحصة ليخبرهما بكل شيء غادرا المكان لهناك على الفور أخبر لويس و مايك ليوصلا الخبر لفرق البحث الآخرى التقوا في تلك المنطقة ليقول مايك: ماذا كنتم تفعلون هنا في منتصف الليل؟
قال لويس: يبحثون عن شيء ما لكنهما ذهبا في ذلك الاتجاه
أشار لويس للمتاهة ليقودهم روي و يقول: ألم تأخذهما معك بالأمس لويس؟
قال لويس: ماذا؟ بالتأكيد لم أفعل
قال روي: لكنني رأيتهما يذهبان معاك في الاتجاه المعاكس لهذه المتاهة
قال مايك: لابد أن أحدهم خلف هذا الموضوع
قال سام: علينا إيجادهم قبل حدوث مكروه لهما
أكملو السير بصمت و هدوء حتى نهاية المتاهة ليقفوا مدهوشين من وجودها في مكان كهذا قال ليو: ربما القلق و الطريق المختلف من أنساني هذا المكان
قال مايك: ما به هذا المكان؟
قال ليو: على الأرجح أنت لا تتذكر فقد كنت صغيرا هذا المنزل الرئيسي لعائلة وارس و قد انتقلنا منه بسبب وجود بعض الغموض بشأنه
قال سام: ماذا قد يفعلان في هذا المكان؟
قال جاي الذي ظهر من اللامكان: كانا يبحثان عن جثة فينوس التي لا يعرف شخص عداي مكانها لكنني لم أخبرهما بمكانها بالتأكيد
قال لويس: هناك أمر غريب يجري بالداخل علينا التفرق للبحث عنهما
دخلوا المنزل الكبير لينقسموا لمجموعات زوجية بدأ البحث في تلك القلعة المخيفة عند لويس و روي اللذين كانا في الطابق السفلي القسم الأيسر كان مخصصا لهما قال روي: يبدو أنك كنت هنا من قبل روي لو لم تكن كذلك لما عرفت بشأن المتاهة
قال روي: لقد تهت فيها مرتين في الأولى بقيت أربع أيام و في الثانية يوم و نصف
قال لويس: يبدو أنك قضيت وقتا عصيبا هنا لكن لم بدأت البحث عن الأمر الآن؟ لم لم تفعل من قبل؟
قال روي: لم أكن أعرف أن جثتها لم تدفن اكتشفت ذلك من حديث بين أمي و زوجة جاي
قال لويس: حسنا أعتقد أنه من الجيد أنهم أخفوا الأمر عنك فقد بدوت مصدوما للغاية ربما ذلك كان سوف يقتلك
نظر روي إليه ليكتم ضحكته ليصيب لويس استغراب من ذلك التصرف ليبتسم له في النهاية أوقفهما صوت شيء يرتطم بالأرض بقوة و بسرعة التفتا ليجدا تلك الكرة الصخرية الكبيرة تتدحرج خلفهما أطلقا العنان لساقيهما محاولين الهروب من تلك الكرة السريعة التي تتضاعف سرعتها بين كل أربعة نوافذ تتجاوزها فتح لويس إحدى الأبواب القريبة ليدخل و يسحب روي خلفه ليلتقطا أنفاسهما نظرا للغرفة ليستغربا ترتيبها المدفأة البيضاء قرب النافذة السرير الأسود ذو الملاءات و الوسائد البيضاء ملتصق بالسقف دون سقوط أي شيء منه إحدى النافذتين مقلوبة عرضيا على أرض الغرفة البيضاء و السوداء المرتبة على شكل لوحة شطرنج يوجد حوض استحمام أسود في الجهة المعاكسة للسرير و باب أسود مفتوح على مكان ما على الجدار الأيمن و طاولة سوداء ملاءتها بيضاء أشعلت شموع حمراء عليها على الجدار الأيسر قال روي: ما هذه الغرفة العجيبة؟
قبل إنهاء جملته بدأت الغرفة تميل ببطء في اتجاه النافذة الجدارية ليفقدا توازنهما أمسك روي بمقبض الباب ليفعل لويس المثل بساق روي تغير اتجاه ميلها للطاولة كما يقل عرض الغرفة تدريجيا لتقترب تلك الشموع أكثر و أكثر من لويس الذي يفكر بمخرج من هذا المكان عند جاي و سام اللذين اهتما بالطابق الرابع للمنزل قال سام: حقا لم فكرت بمكان كهذا لجثتها؟
قال جاي: حسنا لم أستطع التفكير بأي مكان آخر في ذلك الوقت
قال سام: أكنت تعرف بأنه منزل عائلة وارس السابق؟
قال جاي: أجل و قد وضعتها في غرفة إيف هايلون
نظر سام إليه باستغراب ليتذكر حديثهما السابق معا لينزل برأسه متخيلا ما قد يجري فجأة أغلقت الستائر ليصبح المكان مظلما كالليل رأيا لمعان شيء فضي طويل تلك العيون القرمزية التي تتوق للدم لم تترك لهما المجال للحركة تراجع سام خطوتين للخلف ليسقط في تلك الفتحة التي ظهرت من العدم لتبتلعه داخلها حاول جاي تفادي ذلك الشخص و التقدم للأمام لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن عند مايك و ليو اللذين اهتما بالقسم الأيمن من الطابق السفلي وقفا أمام ذلك الباب الأحمر الفاتح الكبير لينظر مايك لبعض الكتابات على طول حافة الجدار السفلي ليقول ليو: لقد كانتا تحبان الكتابة وقتها كل ما يجول في خاطرهما دونتاه هنا
قال مايك: من تقصد؟
قال ليو: جوليا و ليزا كنت دائما ما تشاهدهما باستمتاع و أنا أقوم بدور المرشد
ضحكا معا بمرح شديد لفت انتباهما صوت صراخ قادم من بعيد ظهر شخص في نهاية الرواق ليقف بجمود يحمل ذلك السيف الذي لطخ بالدماء التي أصدرت سيمفونية مأساوية بسقوطها على الأرض قطرة تلو الأخرى اقترب منهم بخطوات سريعة رافعا سيفه في الهواء لم يتحركا ساكنا كما لو أن كل شيء فيهم توقف بمجرد رؤيته توقف على بضع متر واحد فقط يحدق بوجوههم التي تصلبت التعابير عليها اقترب بهدوء فاحصا إياهما رفع رأسه لذلك السكين الذي وضع على عنقه ليسترق النظرات المتفاجئة للشخص الذي وقف خلفه ليقول ليو: هل ظننت بأنك سوف توقع بنا؟ أنت مخطئ بالتأكيد
قال مايك: لم يتغير عملنا الجماعي عما كان عليه
ابتسم له ليو بلطف ليشده ذلك المجهول لضحكاته المكتومة الساخرة ليعرفا بأن شيئا ما لم ينتهي بعد سمعا صوتا غريبا آخر لكن قبل إدراكهما للأمر سقط قفص حديدي على كليهما تلك النظرات القاتلة عادت إلى عينيه في منزل عائلة هايلون كانت ليزا تجلس برفقة سيدات المنزل و ابنها لتقول: أتمنى أن يكونوا جميعا بخير
قالت فانتين: لا تقلقي سيكونون كذلك
قالت ليندا التي انضمت للحديث: ألم يطل بحثهم كثيرا؟ ربما يجدر بنا الذهاب لمعرفة ذلك
قالت كاثرين: أتريدين خرق قوانين آرثر و سام؟ حتى الحاجز الذي صنعه صغار العائلة لن نستطيع المرور عبره
تنهدت ليندا بيأس سمعن صوت ركض و ضوضاء خارج الغرفة فتحت آن الباب لترى صغار العائلة يركضون في الممر بشكل مريب توقفت إيفلين أمامها لتقول: رجاء ابقين داخل المنزل سنعود قريبا
قالت آن: إلى أين أنتم ذاهبون؟
قالت إيفلين: لقد حدث شيء ما سنذهب للتأكد منه و حسب
أوقفهم صوت آرثر المنزعج نظروا إليه محاولين اعتراضه لكن تلك الأصوات خفتت فور قوله: أتريدون تخيب ظننا فيكم؟ لقد وثق بنا سام و لويس و تركا المنزل في أيدينا لذا علينا القيام بحمايته حتى عودة الجميع سالمين
قال جيرالد: لكنك تعلم بأن هالتهم بدأت تشتت و تختفي قد يحدث لهم مكروه و نحن لا نعلم
قالت بيلا: أوافق آرثر على ما قاله يجدر بنا الانتظار لا يسعنا فعل شيء غير حماية منزلنا لذا علينا ذلك
عادت أدراجها لتتجاوزهم القلق يكاد يقتلها لكنها ليست قوية كفاية لتخوض مغامرة قد تفدي روحها لأجلها فعل الجميع المثل عادوا لمواقعهم و مناوبتهم قالت كاثرين: ماذا حدث آرثر؟ أكل شيء على ما يرام؟
قال آرثر: حتى الآن لا أعلم لكن لنثق بهم
قالت أليسيا: أجل لنفعل حسنا حان وقت الشاي
ابتسمت لهن بمرح شديد لتخفف الأجواء القلقة حولها فزوجها داخل ذلك الخطر الذي لا يعلم أي أحد بشأنه كان جاي في تلك الظلمة الحالكة يواجه ذلك الشخص الغريب قال في نفسه: عليّ الانتهاء من هذا و إيجاد الآخرين
حاول العثور على أي شيء يستغله من حوله لكن الظلام أقسم بألا ينقشع في هذه اللحظات توقفت هجمات ذلك الشخص لثوان توالت بعدها كما لو أنها تهطل عليه كالمطر سرعتها ازدادت مع انخفاض قوتها قام بتجميع قواه على هيئة رياح قوية علها تزيح تلك الستائر المعتمة نجح في إعادة الأضواء للمكان ليبحث حوله عن ذلك المجهول الذي حاول قتله غير اتجاهه لينزل الدرجات سريعا باحثا عن الآخرين عند روي و لويس قال لويس: على هذه الحال سنموت لا محالة
نظر للشموع التي أصبحت فوقهم فتلك الغرفة الدوارة تريد قتلهم بأي شكل كان نظر روي للأسفل لينتبه لذلك الباب المفتوح على مكان صبغ بالأبيض ليقول: علينا القفز لذلك الباب
قال لويس: لابد أن الحرارة جعلتك تجن ماذا لو علقنا في فخ آخر؟
قال روي: لا أعتقد ذلك فمنذ فترة قصيرة توقفت الغرفة عن التقلص
تنبه لويس لذلك ليتنهد باستسلام و يترك ساق روي ليسقط داخل ذلك الباب ترك روي المقبض أيضا ليصتدم بالسرير الذي اقترب كثيرا من النافذة المواجهة لينتهي به الأمر جريحا ساقطا في اتجاه الباب حاول لويس الاهتمام بذلك الجرح الذي زين ظهره بشكل مخيف عثر على قماش أبيض و ماء ليمسح الدماء التي أحاطت الجرح ليضمده بما تبقى من القماش نظرا للمكان من حولهما ليريا غرفة بيضاء لا يوجد شيء فيها عدا النافذة و الباب و الطاولة التي وضع القماش و الماء عليها ليقول روي: هذا المنزل غريب حقا علينا الخروج منه سريعا
قال لويس: أوافقك على هذا
غادرا الغرفة لينظرا من النافذة القريبة للباب من الارتفاع عرفا بأنهما في الطابق الثالث سارا في ذلك الممر محاولين مغادرة هذا الطابق سمعا صوت ضجة قادمة من غرفة قريبة منهما فتح لويس الباب لينظر لأصحاب تلك الضجة ابتسم بمرح و قال: لقد عثرنا عليكما أخيرا
اقترب منهما ليفتح الحبال التي قيدت ساقيهما و يديهما و تلك الضمادة التي وضعت على فمهما قال روي: حقا كيف وصلتما لهنا؟
قال كايت: لقد تم خطفنا و حبسنا كما رأيت
قال ويليام: هناك رجل مخيف في هذا المنزل علينا المغادرة قبل أن يجدنا
قال لويس: أتفق معكما على ذلك فقد بدأ حضور غريب يتجول في المكان علينا العثور على الآخرين
أسرعوا في مغادرة ذلك الطابق عند ليو و مايك المحبوسين في قفصين حديدين مختلفين يراقبهما ذلك الشخص المجنون بابتسامات ساخرة سعيدة قاتلة نظر مايك لقفص ليو الذي بدأ يذوب من الخلف قال في نفسه: لابد أنه يستهلك الكثير من طاقته فهذا القفص يردع قوانا
نظر كلاهما لذلك الشخص باستغراب فور نهوضه من المكان بتلك التعابير المنزعجة عض على شفتيه ليختفي من المكان كما حال الأقفاص اقترب مايك من ليو ليقول له: هل أنت بخير؟
ابتسم ليو له ليقول: أنا لست ضعيفا لهذه الدرجة لكن ما سبب اختفائه المفاجئ؟
سمعا صوت ركض قادم في اتجاههم التفتوا لأصحاب أصوات الأقدام المسرعة ليبتسما لهم فور وقوفهم أمامهم قال جاي: حمدا لله أنتما بخير
قال مايك: لقد عثرتم عليهما هذا جيد علينا المغادرة قبل حدوث الأسوأ
قال لويس: لكن سام ليس بيننا و لا نعرف مكانه
اقترب ليو من روي ليساعده على الوقوف و يقول: كيف تعرضت لهذا الجرح؟
قال روي: قصة طويلة نرويها لاحقا علينا العثور على سام أولا
ساروا في ذلك المكان يترقبون ما سيحدث لهم لاحقا عند سام الذي غادر تلك الغرفة التي سقط فيها رأى الجيش الذي قدم معهم يزحفون بحثا عنه و هم يتحدثون بشأن خطة ما اقترب منهم ليقول: أنتم هنا جميعا هذا جيد للغاية
التفتوا له لينتبه لويليام الذي ظهر من بينهم ليرسم ابتسامة سعيدة على شفتيه قال ليو: حسنا علينا المغادرة الآن
سمعوا صوتا غريبا من خلفهم يقول: لن تغادروا الآن
التفتوا لصاحب الصوت الذي كان بشعر أزرق قاني و عينين عسليتين نظر إليه ليو محاولا تذكر المكان الذي رآه من قبل ليقول مايك: و ماذا تريد بعد؟
قال الرجل بابتسامة خبيثة: ألم تأتيا لهنا لأجل العثور على جثة فينوس هايلون؟
قال سام: إياك أن تكون قد مسستها بسوء
قال الرجل: لن أفعل بالتأكيد فوجودها هنا مهم بالنسبة لهذا المنزل و الشخص الذي أعرفه
قال جاي: ماذا تقصد من كل هذا؟
فرقع الرجل أصابعه ليتغير مكانهم لتلك الغرفة الباردة للغاية جدرانها الزرقاء الداكنة جعلت المكان أكثر كآبة أشار لهم للتابوتين اللذي جاورا بعضهما اقترب من التابوت المغلق ليفتحه الصدمة ظهرت على وجوه الجميع أفكار جاي بدأت تتشوش فهذا ليس المكان الذي وضع جثة فينوس فيه بالتأكيد قال كايت: ماذا تفعل جثة الآنسة هايلون في هذا المكان؟
بعد صمت دام لفترة قصيرة قاطعه ويليام قائلا: هذه ليست جثة عمتي فينوس فجفون عينها اليمنى تحوي شامة سوداء
ابتسم الرجل: ليقول بالفعل إنه ليس لها بل لإيف هايلون زوجة أخي المتوفاة
اقترب من التابوت الآخر ليمسك بيد شقيقه التي تحول لون بشرته للأزرق فبرودة تلك الغرفة خارقة للغاية فتح عينيه ليحدق بعيني توأمه الحزينتين نهض فور شعوره بعدد من الأشخاص في ذلك المكان لينظر إليهم بعينيه التي لم تعد تهتم بأي شيء حوله ليقول: ماذا يفعل هؤلاء هنا؟ كيف دخلوا لهذا المكان؟
أعاد بنظراته المتجمدة لشقيقه الذي اكتفى بالنهوض و الابتعاد عنه ليقول: لديهم شيء هنا سيغادرون قريبا
أشار لهم بالخروج ليفعلوا ذلك غادر الغرفة خلفهم ليقول ليو: أأنتما مارتن و توماس وارس؟
قال الرجل: أجل نحن هما رجاء دعونا نتحدث بعيدا عن هنا
أخذهم لغرفة قريبة من الحديقة دافئة اهتم بجرح روي الذي بدأ يلتئم ليقول: ذاك هو توماس و أنا مارتن لابد أنكم تعرفون بشأنهما
لم يجب أي أحد دلالة على الإيجاب ليبتسم و يقول: حقا لا أعرف لم انتهى الأمر بهما هكذا ربما لو لم نتورط مع عائلة وارس لكان الأمر أفضل
قال جاي: أنتما لستما من العائلة؟
قال مارتن: لا لقد توفيا والدانا و نحن في الثامنة طردنا أفراد عائلتنا و لم يهتموا بنا أخذنا والد جدكما لتلك العائلة
قال لويس: أجل لقد سمعت بذلك من قبل لكن هناك أمر يحيرني أين اختفت ليليان ابنة أخيك؟
قال مارتن: ليليان هي ليست ابنة أخي بل ابنة إيف من رجل آخر اسمه أليكساندر وايد لكنها والدة جدك سام
صدم الجميع لذلك ليقول جاي: ما قصدته بوجود فينوس المهم هو لأجل تلك السيدة أليس كذلك؟ أقصد أنك تحاول نقل روحها إليها
قال مارتن: كانت هذه خطتي لكنها انتهت قبل أن تبدأ حتى فتلك الروح بالفعل داخل إيف
ذلك الإعلان صدم الجمهور الذي ألقي عليه ليكمل ذلك الإعلان السيء قائلا: جثتها قد تحولت لرماد بالفعل
حول نظراته لسام الذي رسم تعابير حزينة متألمة فهو لم يوافق على خطة جاي التي أخبره بها فكيف يحدث ذلك فجأة كان الجميع يحاولون استيعاب الأمر ليقول مايك: إن كان الأمر كذلك ألا يجدر بها أن تكون معنا الآن؟
قال جاي: بما أن حضورها يتشتت فأنا أعتقد بأنها محتارة بين كونها فينوس أو إيف حتى تختار الطريقة التي ستعيش بها هذه المرة ستبقى في غيبوبة ربما يطول أجلها
قال روي: لا أعتقد بأنك أخبرت توماس بالأمر أليس كذلك؟
قال مارتن: لا لم أفعل قد يعطيه هذا أملا كاذبا في عودتها فربما هي لا تريد البقاء على قيد الحياة سيسبب ألما و حزنا أعمق له
توجهت الأنظار الفزعة و المستغربة لويليام الذي نهض كرجل آلي يسير مغادرا الغرفة تبعه سام فتلك الحالة تعود إليه من جديد خطواته اختفت قبل أن يستطيع اللحاق به تفاجأ مارتن من ذهابه لتلك الغرفة ذهبوا إليها محاولين التفكير فيما حدث له حاول مارتن فتح الباب لكنه قد تجمد كحال تلك الغرفة قال مارتن: هذا لم يحدث من قبل
قال ليو: ابتعد قليلا
أمسك مقبض الباب ليسخنه قليلا لكن الثلج لا يذوب حاولوا بكل الأساليب للدخول في الجهة الآخرى من الباب وقف ويليام أمام ذلك التابوت لتلك السيدة ليقترب منها بهدوء جلس على ركبتيه يحدق بوجهها البارد عاد لوعيه و يحدق بالمكان حوله ليقول في نفسه: ماذا أفعل هنا؟
التفتت سريعا لجسد إيف لم يتحرك إنشا واحدا و الثلوج لا تزال تغطيه تلك الأزهار الأرجوانية الجميلة التي زينت جسدها جعلت منظرها مؤلما أكثر قال بابتسامة حزينة: لابد أنني كنت أتخيل مستحيل أن تتحدث و هي في هذه الحالة
نهض ليحدق بذلك الوجه من جديد شعر بدموعه تطرق أبواب عينيه لتسقط فور عودة ذلك الصوت لرأسه قائلا: لا تبكي ويليام
عاد للجلوس في تلك البقعة أمسك بيدها اليسرى بيديه المرتجفتين الدموع تتساقط عليها بانهمار عاد ذلك الصوت ليقول: آسفة ويليام لن أعود إليك مجددا لذا عدني بأن تكون قويا و تهتم بنفسك جيدا
صوته حاول الخروج من حنجرته لكن الدموع تدفعه للأسفل كلماتها الأخيرة جعلت قلبه يذوب حزنا صداها لا يزال يرن داخل جوفه وضع رأسه على طرف التابوت ليخفي وجهه الأحمر الباكي لفترة طويلة كان الحزن يتربع في جوانبه معرفة وجود جثتها في مكان ما أعطاه أملا و لو كان صغيرا في العودة لأحضانها من جديد ليقول بصوت منخفض كتمه الدموع: سوف تظلين العمة فينوس بالنسبة إليّ دائما
رفع رأسه لينظر إليها بتلك الدموع المتلألئة في عينيه بابتسامة خلطت المشاعر فيها بعد فترة طويلة توقف فيها عن البكاء نظر ناحية الباب الذي فتح حدق الجميع به ليقول: ماذا هناك؟
قال كايت: هذا ما يجب أن نسأله نحن
ابتسم لهم بهدوء ليقول: لابد أن جميع من في المنزل قلقون علينا لنعد للمنزل
قال مايك: معك حق لنعد للمنزل
تقدم منهم ليغادروا المنزل حاول سام معرفة ما حدث له في تلك الغرفة إلا أنه لم يجبه بأي شيء كان مارتن يحدق بالغرفة فتغير بسيط قد حدث بها درجة البرودة ارتفعت قليلا ليقول: ربما هذه بشارة
ابتسم بهدوء ليغادر الغرفة في منزل عائلة هايلون سعد الجميع بعودتهم سالمين أخبروا آرثر و الرجال البقية الذين كانوا مسافرين بما جرى ليقوم كل منهم بدوره لإخبار زوجته ساد الحزن المنزل لأيام لكن الربيع عاد لقلوبهم أجمل مما هو عليه الآن عادت حياتهم لما كانت عليه و أفضل حتى صباح ذلك اليوم وصلت لكل أفراد عائلة هايلون دعوة لحضور لحفل راقص تحمست الفتيات لذلك ليقول والد فينوس: هل يوجد لديكم خطط أخرى لذلك اليوم؟
قال سام و آرثر: أنا متفرغ في ذلك اليوم
نظروا إليهما باستغراب كما فعلا هما ليرسما ابتسامة ظريفة على شفتيهما قال لويس: أنا أيضا متفرغ
قال التؤامان: لدينا تدريب مهم صباح ذلك اليوم
قالت والدتهما: أتستطيعان تأجيله أو الحضور قبل المساء؟
قال التؤامان بمرح: سوف نأتي للحفل بالتأكيد
قالت كاثرين: حسم الأمر إذا
تشاركوا الأحاديث و الأوقات الممتعة التي تلتها في منزل ليزا و مايك قالت ليزا: حفل راقص؟ مرت فترة طويلة منذ آخر مرة ذهبت لواحد
قال مايك: أجل بالفعل
قالت ليزا: ألن تكون مشغولا في ذلك اليوم؟
قال مايك: لديّ جدول مزدحم لكنني سأرى ما يمكنني فعله
ابتسم لها بمرح شديد مضت الأيام و الجميع متحمس لذلك الحفل في يوم الحفل توجه أصحاب الدعوة لمكان الحفل عرفه بعض من زاره من قبل توجهوا لقاعة الحفل الكبيرة و المزينة بالعديد من الأزهار على طاولاتها و أطراف نوافذها كان موضوع الحفل عن الربيع فكل ما في القاعة يدل على ذلك غطاء الطاولة الأخضر الفاتح زين بنقوش لأزهار ملونة على شكل حلقات في المنتصف و زينت أطرافه كذلك الكراسي البيضاء زينت بشرائط خضراء فاتحة التقوا في ذلك الحفل الكثير من الأصدقاء و المعارف كان الجميع يستمتع بوقته حتى وقف مستضيف الحفل أمام طاولة عائلة هايلون المستمتعين بتبادل الأحاديث لينحني لهم بلطف و يقول: أتمنى بأن تكون الحفلة قد حازت على إعجابكم
قال الجد: بالتأكيد هي كذلك شكرا على الدعوة
ابتسم لهم بمرح شديد ليغادر بعدها لتقول كاثرين: يبدو شخصا لطيفا و مهذبا للغاية
قالت آن: أظن ذلك أيضا
قال زوج كاثرين: يبدو أن الأفراد الآخرين يستمتعون بوقتهم كثيرا
قالت فانتين: لابد أن يفعلوا فقد كانوا مشغولين كثيرا هذه الأيام
قال آرثر: أجل هذه جائزة لجهودهم
ابتسموا لتعليقه ذاك عند ويليام الذي كان يجلس برفقة كايت يتحدثان بمرح شديد و أصوات ضحكاتهما تعلو و تنخفض أتاهما التؤامان محاولين إزعاجهما بشتى الطرق ليقول أليس: لماذا أنتما وحيدين هكذا؟
قال كايت: لسنا كذلك
قال أليكس: لم أتيتما للحفل إن كنتما ستجلسان فقط؟
قال أليس: حقا اسمها حفلة راقصة و ليست جالسة
ضحك التؤامان بمرح شديد على مقولة أليس لينظرا إليهما باستغراب شديد أمسك كل منهما بهما ليقولا: هيا لا تجلسا بلا حراك
قال ويليام: إلى أين تأخذننا؟
قالا معا بمرح: لنعرف أصدقائنا بكما
نظرا لبعضهما بدهشة وصلوا لتلك الدائرة التي كونها معارف التؤامين ليقولا بمرح شديد: نعرفكم ويليام هايلون و كايت أورسلين
رسمت علامات الاحراج على وجه ويليام قليل الحديث مع الغرباء ليقول بارتباك و عينيه وجدتا للأرض مأوى لهما: أنا ويليام هايلون سعدت بلقائكم
قال كايت بمرح شديد: أنا كايت أورسلين يشرفني معرفتكم
قال أحد الفتية: إن أجبراكما على القدوم فلا بأس بضربهما و الرحيل
قالا معا بانزعاج: ما هذا الذي تقوله؟ نحن لم نفعل أليس كذلك؟
قال كايت: لا فلو لم أرغب بالقدوم لكنت رفضت ذلك و حسب
قال ويليام: أعتقد أنكما تحبان ذلك حقا
قالا: ماذا تقصد بكلامك ويليام؟
شعر بنظراتهما القاتلة تخترق جسده ليبتسم بارتباك لهما ضحكوا على ثلاثتهم تبادلوا الأحاديث كانا يستمتعان بوقتهما معهم كانت الفتيات يتحدثن مع ويليام الخجول محاولا مجاراتهن بينما التؤامين يسخران منه ليسخنا الأجواء الباردة حوله كانت ليندا تنظر إليه بتلك الابتسامة التي رسمت على وجهها انتبه لها سام الذي كان يراقصها ليقول لها بهمس في أذنها: من الذي سلب عينيك و أنت معي؟
احمرت وجنتيها لتنزل برأسها على كتفه الأيمن لتبتسم و تقول: ابننا يكبر حقا سام
نظر إليه ليرى تلك الابتسامة التي طبعت على وجهه و تعابيره الحيوية تعود لوجهه سعد لذلك كثيرا تأخر الوقت و غادر الحضور طلب مارتن من عائلة هايلون و أصدقائها المقربون البقاء ليفعلوا توجه البعض للنوم فورا بينما فريق آخر لا يزال يستمتع بوقته
https://up.arabseyes.com/uploads2013...1952022292.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا بكم من جديد أحبتي القراء الهادئين هذا القصل قد حوى الكثير من الأحداث الصادمة قليلا أو ربما لا أعرف ما هي ردة فعلكم لها لكنه بالتأكيد يأخذ الرواية لمنحنى مختلف أليس كذلك؟ ظهرت شخصيات جديدة متعلقة بتلك اللعنة لكن الحقيقة لم تظهر بعد يا ترى ماذا سيحدث بعد كل هذا الأنس و السعادة؟ ردودكم قد تحفزني لوضع فصل آخر هذا اليوم سأنتظرها بفارغ الصبر حتى ذلك الوقت في حفظ الله و رعايته أحبتي
https://up.arabseyes.com/uploads2013...1952025234.png


Inas Fallata 03-24-2020 02:44 AM


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا بكم أحبتي و أعزائي قراء روايتي الجميلة آسفة لتأخري عليكم طول هذه الفترة هل كان الأمر صعب عليكم؟ مجرد مزحة طريفة حاليا لا أستطيع وضع فصل جديد للقصة بسبب عدم وجود مكان مناسب لوضع حاسوبي فيه و الازعاجات المستمرة في المنزل لكن أعدكم حينما أعود ستكون هناك الكثير الكثير من الأمور المذهلة بانتظاركم لذا كونوا في انتظارها أحبتي حتى ذلك الوقت في حفظالله و رعايته.

Inas Fallata 03-24-2020 02:45 AM



https://up.arabseyes.com/uploads2013...2163112973.png
في الصباح الباكر استيقظ ويليام ليبدل ثيابه و يغادر الغرفة سار نحو الحديقة التي كان ينظر إليها من نافذة غرفته وصل هناك ليلحظ شخصا ما يحدق بالقمر الذي لم يختفي بعد وقف مدهوشا هناك حتى التفت ذلك الشخص إليه ليتوقف عقله عن العمل اقترب منه بهدوء لترتطم نظراتهما مختلفة التعابير أبعدت تلك النظرات عن بعضها على صوت مارتن الذي دخل الحديقة يبحث عن ذلك الشخص نظر لويليام ليبتسم و يقول: يبدو أنك التقيت بها قبل الموعد
نظر ويليام إليه و الاندهاش لا يزال عالقا في وجهه ليضحك بخفة عليه و يقول: ماذا هناك ويليام؟ أشاهدت شيئا غريبا؟
لم يجب سام على سؤاليه ليعيد عينيه لذلك الشخص الذي خطف قلبه ظهرت تلك الدموع السعيدة في عينيه لينزل رأسه محاولا تمالك نفسه لتسقط الدموع فور إيواء ذلك الشخص له في أحضانه ليقول بصوته المنخفض: لا داعي للبكاء كل شيء على ما يرام
تزاحمت تلك الدموع أكثر و أكثر باحثة عن المخرج من عينيه ليغمض عينيه لتتساقط كحبات اللؤلؤ ابتسم مارتن له بلطف شديد و يقول في نفسه: لابد أنه يفتقدها كثيرا
ابتعد عنها ليمسح دموعه و ينظر لتلك الابتسامة المشرقة التي اعتاد رؤيته من شخص مختلف لتقول له: أتشعر بتحسن الآن؟
هز رأسه مجيبا عليها فلسانه قد شل تماما غادرت بعدها لتذهب للغرفة التي كانت بعيدة عن غرف الطابق الرابع وقفت أمام بابها لفترة من الزمن لتمد يدها لمقبض الباب المتجمد نبضات قلبها تتمنى شيئا ما مع كل نبضة دخلتها لتغلق الباب خلفها بهدوء حدقت في الأرجاء من حولها لترى الثلوج لا تزال تغطي الجدران اقتربت من ذلك التابوت لتجثو على ركبتيها و تمسك بيد الشخص النائم داخله يدها الدافئة أجبرت عينيه على الاستيقاظ من سباتها تلك العيون العسلية حدقتا في سقف الغرفة لوقت طويل دون الاستجابة لأي شيء آخر ليقول صاحبها في نفسه: لماذا؟ لم أنا على قيد الحياة؟
تحركت عينيه للجهة اليمنى لتكتشف الشخص الذي تساقطت دموعه الدافئة على كفه حاول معرفة ذلك الشخص ليقول في نفسه: لم هذا الشخص يبكي هكذا؟ من يكون يا ترى؟
العيون الأرجوانية الغارقة في دموعها التي التقت بعينيه الباردتين جعلت قلبه يعود للحياة الدماء عادت للجريان في جسده لتحاول تذكيره بهوية هذا الشخص توسعت عينيه المصعوقتين من وجود ذلك الشخص بتلك التعابير يجلس بقربه رفع يده بهدوء ليتحقق من وجوده في الواقع ليمسك بوجنته المحمرة من شدة البكاء ليرسم ابتسامة سعيدة لطيفة على شفتيه المزرقتين لتتحرك ناطقة باسم عشقه التاريخ لتنزل أمطار غزيرة لتجعل ذلك الوجه السعيد يختفي تحته لم تنفك تلك العينان الأرجوانيتان عن التحديق بالرغم أن الرؤية أفسدتها تلك الدموع لتقول بصوت خافت مكتوم: سعيدة برؤيتك مجددا توماس
نهض توماس ليضع رأسها بين كفيه و يطبع قبلة باردة على جبينها أنزل عينيه لتقابل عينيها و تعانقها بلطف شديد وضع رأسه على كتفها ليقول: اشتقت إليك كثيرا إيف
أحاطت كتفيه بذراعيها لتخبره بمشاعرها التي حبست في صدرها لوقت طويل طرق الباب ليغير أجواء القلوب الوردية المتداخلة و ينظر كلاهما للباب منتظرين ما سيحدث تاليا ليصلهما صوت مارتن الواقف خلف الباب ليقول: أعتقد بأنه حان الوقت للظهور
انتظر رد من داخل الغرفة لكنه ابتعد خطوتين للخلف فور سماعه صوت الخطوات المقتربة من الباب ليضع ابتسامة سعيدة على شفتيه فور رؤيتهما يغادران الغرفة ليقول: صباح الخير توماس
ابتسم توماس له ليعيد البريق الذي فقده شقيقه منذ فترة توجهت إيف لغرفتها لتبدل ثيابها استعدادا لاستقبال الضيوف بعد تناول الإفطار توجه الجميع لغرفة المعيشة كانوا يتحدثون و يستمتعون بالأحاديث حتى فاجأهم دخول توماس برفقة مارتن بابتسامته المشرقة ليقول: صباح الخير جميعا
ردوا التحية عليه ليقول ليو: سعيد بمعرفتك توماس
قال توماس: و أنا سعيد بمعرفتكم جميعا
قالت جوليا: لا تبدو بصحة جيدة
قالت لوسي: أجل حقا لا تبدو بخير
ابتسم لهما بمرح و قال: لا تقلقا عليّ أنا بخير فمارتن لن يسمح لي حتى بالمرض و لو قليلا
ضحكوا بمرح شديد ليقول مارتن: هناك شخص آخر يود القاء التحية عليكم
وجه الجميع أنظاره في اتجاه الباب الذي حدق به مارتن ليستغرب الجميع عدم وجود شخص ما نهض توماس ليغادر الغرفة و يراها تقف هناك بارتباك ليبتسم لها بمرح و يقول بهمس: ماذا تفعلين عندك؟ الجميع بانتظارك
قالت إيف: أنا خائفة
أمسك بيدها ليخفف التوتر الذي أصابها و سارع نبضات قلبها ليجبر ساقيها على التحرك بخطوات بطيئة خلفه اقتربا من الباب أكثر لتتوقف و تقول: لا لا أستطيع الدخول لهناك توماس
قال توماس: لن يحدث لك شيء ثقي بي
حاول إقناعها لكن الرعب يتملكها لفكرة التعرف على أشخاص آخرين نظرت للشخص الذي كان يحاول التجسس عليهما لترمي نفسها بين أحضان توماس الذي تعجب ذلك لتقول له بهمس: هناك شخص يحدق بي
التفت ليرى لويس يقف هناك ليبتسم بمرح ليبادله الابتسامة ليقول لها: سأكون معك لذا لا تقلقي حسنا؟
كانت إيف ترتجف و هي خائفة ليحضتنها محاولا التخفيف عنها في داخل الغرفة قال لويس: لقد أخفتموها لذلك لا تريد الدخول أنتم حقا مجموعة من الوحوش
قالت ليندا: إن كنا كذلك فأنت واحد منا بالتأكيد
قال لويس: لا أعتقد ذلك فأنا وسيم كفاية لنفي ذلك
ضحكوا بمرح عليه ليدخل توماس و ينظروا إليه ليبتسم لهم كانت إيف واقفة خلفه ليقول: إنها خجولة للغاية لذا اعذورها رجاء
قالت فانتين: لا عليك فطلب مفاجئ كهذا قد يسبب الكثير من الرعب
قالت أليسيا: ألا يمكننا رؤيتك و لو قليلا إيف؟
ارتعش جسدها لذكر اسمها لتشد على قميص توماس أكثر ليقول: حسنا ربما هي خائفة قليلا
نهض مارتن ليذهب إليها و يحدق بها ليقول لها بهمس: ألا تزالين طفلة إيف؟ هم مجرد أصدقاء لنا ثم أنهم من أفراد عائلتك ليس جميعهم لكنهم كذلك
قالت إيف: ماذا تقصد بأنهم عائلتي؟
قال مارتن: حسنا إنهم أحفاد ابن ليليان ليس جميعهم
ذهلت إيف لما سمعت وقفت هناك كالجلمود تذكرت ابنتها لتضع تعابير حزينة ندم مارتن على ذكرها لينظر لتوماس الذي كان يحاول محو تلك التعابير غادرا الغرفة بعدها ليقول مارتن: آسف لقد أفسدت الأمر لقد ذكرتها بأمر ما كان عليّ ذلك
قال والد لويس: لا عليك ستكون بخير قريبا
قال مايك: ربما يجدر بنا الزيارة لاحقا
نهضوا ليعودوا لمنازلهم مضت بضع أيام هادئة حتى ليلة حفل خطبة تارا كان الجميع يستمتع بوقته في الحفل عدا إيف التي لم تتحرك من مكانها تجلس وحيدة فتوماس قد انضم لمارتن ليلقيا التحية نظرت للمكان من حولها محاولة العثور على توماس لتقول في نفسها: لماذا تركتني هكذا و رحلت توماس؟ أين أنت الآن؟
وقف أمامها ذلك الشخص الذي حجب رؤيتها لترفع بصرها إليه ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: مساء الخير عمتي إيف
شعرت بارتياح غريب اتجاهه لتبادله تلك الابتسامة جلس في الكرسي القريب منها ليقول: أنا ويليام هايلون سعدت بلقائك مجددا
قالت إيف: و أنا أيضا ويليام سعدت بلقائك
تحدثا معا مبعدين جو التوتر الذي أحاط بها من قبل كان توماس يراقبهما من بعيد بشيء من الغيرة ليقول مارتن: إلى متى تنوي التحديق هكذا؟
قال توماس: ذلك الصغير لابد أنه استغل فرصة عدم وجودي للتقرب منها
قال مارتن: ماذا تقول الآن؟ كل ما في الأمر أنهما متفاهمين
قال التؤامان بمرح: لا بأس إن كنت تريد ضربه سوف نساعدك بالتأكيد
قال روي: ما هذا الذي تقولانه؟ هو بالتأكيد لن يفعل شيئا كهذا أليس كذلك؟
قال توماس: ربما لو زاد الأمر أكثر من مجرد حديث ظريف
قال لويس: لا داعي لكل هذا القلق فويليام يعرف جيدا ما يفعله حتى لو وقع في حبها لن يكون بالأمر الجلل
نظر توماس إليه بانزعاج من كلماته ليضحك ساخرا لإشعاله نار الغيرة في قلبه العاشق لها صدم الجميع عندما وافقت إيف على طلبه للرقص لينهار توماس عصبيا قال مارتن: لم أنت غاضب هكذا؟ ألست من اقترح تركها تنخرط مع الآخرين؟ و ها هي تفعل
قال توماس: ربما كانت فكرة سيئة منذ البداية
ضحكوا عليه بمرح شديد كانت الفتيات يتحدثن بمرح شديد لتقول بيلا: لا أصدق بأنك ستتزوجين بعدي بثلاث أسابيع
قالت تارا: هذه مجرد مصادفة
قالت ابنة آرثر: انظرن يا فتيات لا أصدق ما أرى
توجهت الأنظار حيث أشارت ليصبن بدهشة كبيرة لرؤية ويليام يرقص مع إيف لتقول إيفلين: هذه المرة الأولى التي أراه يراقص أحدهم
قالت شقيقة بيلا: هذا غير عادل طلبت ذلك منه مئة مرة و رفضني
قالت تؤامتا لويس: لقد حاولنا ذلك أيضا لكننا رفضنا أيضا لسنا الوحيدات
قالت إيفلين: هذا لأنه يحب شخصا ما بالفعل أليس كذلك؟ و إلا ما رفضكن أبدا
قالت بيلا: أعتقد ذلك أيضا
بدأن التفكير في الفتاة التي وقع ويليام في حبها بينما كان ويليام يسير بهدوء برفقة إيف و ضحكاتهما تتجاوزهما كانت الكثير من النظرات تخترقهما جلسا على الطاولة لتقول إيف بشيء من الحزن: آسفة الجميع يحدق بك بسببي
قال ويليام: لا عليك فقد اعتدت على الأمر تماما
انتبه على ارتعاش يديها ليعرف خوفها من الموقف بحث عن توماس أو مارتن ليفاجئ برؤيته يقف بقربها ممسكا بيدها المرتعشتين نهض ليتركهما وحدهما ليقول توماس: هل أنت بخير؟ أتريدين العودة للمنزل؟
نفت ذلك ليبتسم لها و يجلس قريبا منها ممسكا بيديها ألصق جبينه بجبينها البارد قليلا ليقول لها: لا تقلقي لن أتركك وحدك أبدا إيف سأكون معك دائما و أبدا
نظرت إليه بعينيها القلقتين لتقابل عينيه المطمئنتين لترسم ابتسامة واثقة على شفتيها تحدث إليها لينسيها الجو الثقيل حولهما حتى انتهاء الحفل ليودع توماس عائلة هايلون و يعودوا لقلعتهم كان التؤامان يتحدثان معا بثرثرة بينما تراقبهم إيف بهدوء و الابتسامة تعلو وجهها لتقول بصوت منخفض: كما الأيام الخوالي حقا يسعدني رؤيتكما مجددا
زادت تلك الابتسامة جمالها المماثل للأزهار و أكثر التفتا إليها لتتوقف عن المسير قال مارتن: أقلت شيء ما للتو؟
قالت إيف: لم أقل أي شيء
قال توماس: ربما نتوهم ذلك
ابتسما لها ليمدا يدهما إليهما أمسكت بيديهما لتسير متوسطة لهما لتشارك في أحاديثهما حتى وصلوا للمنزل بدلت ثيابها لتحدق بالقمر من شرفة غرفتها لتبتسم بمرح شديد و تقول: سأبذل جهدي لاحقا
أغلقت النافذتين الكبيرتين لتستلقي على سريرها الأرجواني الداكن لتغمض عينيها و تنام في ظهيرة اليوم التالي كانت تستعد لمغادرة المنزل نزلت الدرجات و السعادة تغمرها لتلتقي بكبير الخدم ليقول: إلى أين أنت ذاهبة يا آنسة؟
قالت إيف بمرح: سأذهب لشراء هدية لتوماس
ابتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل و تغادر المنزل أوصلها السائق للعديد من الأماكن لتبحث فيه عن هدية مناسبة لحبيبها الذي لم تحظى حتى بقولها له شعرت بوجنتيها تحمران و هي تفكر في شيء ما التفتت للخلف لتستغرب عدم وجود السائق خلفها ليبدأ الرعب يتملكها لتقول في نفسها: لابد أنني قد تهت كيف سأعود للمنزل الآن؟
سارت بخطوات مرتجفة خائفة من التيه أكثر أوقفها رجل ما يقول: هل أنت قريبة لفينوس هايلون؟
تراجعت عنه خطوتين لتقول: لا أعرف أحد بهذا الاسم
قال الرجل: ماذا؟ كانت عارضة مشهورة عالميا أنت تشبهينيها كثيرا لقد ظننتك هي في البداية لكن شخصيتيكما مختلفة تماما
قالت إيف: حقا؟ هل لديك صورة لها؟
قال الرجل: لا للأسف لكن إن أردت يمكنني أن أريك بعضا منها في مكتبي
قالت إيف: لا آسفة لا أريد أن أتوه أكثر من هذا
ابتسم الرجل بخبث ليمسك بذراعها النحيلة ليقول: أعرف شخص يستطيع مساعدتك لذا تعالي معي
بدأت السير خلفه فقد وقعت في فخه كالأرنب أسرع شخص ما في إنقاذها قبل دخول عرين الأسد بوضع يده على كتف الرجل و يقول له: إلى أين تحسب نفسك آخذا الآنسة؟
التفت إيف لصاحب الصوت الذي توقف جمهور كبير لمشاهدته و التقاط الصور له و التهامس باسمه قال الرجل: لقد كنت أساعدها في العودة لمنزلها و حسب أليس كذلك؟
قالت إيف و هي تتراجع بضع خطوات خائفة بصوت مرتبك: أجل الأمر كما قاله
قال الشاب: حقا؟ أتعرفها أيها السيد من قبل؟ إنها ابنة صاحب شركات عالمية كما أنها مخطوبتي
ابتعد الرجل عنها فورا ليهرب هناك بدأت العديد من الشائعات بالظهور ليبتسم ذلك الشخص و يقول: رجاء لا تنشروا أيا من هذا فهي قريبة لي و غريبة عن بلادنا لذلك حاولت مساعدتها
أرسل لجمهوره قبلات طائرة ليغرق الجميع في سحرها أمسك بيدها ليأخذها للسيارة و يقودها مبتعدا عن المكان ليقول: ماذا كنت تفعلين هناك؟ أكنت حقا تودين الذهاب معه؟
لم تجبه بأي شيء لينظر إليها لمح الخوف في وجهها ليتنهد باستسلام و يقول: أنا جاي وارس صديق لمارتن و توماس لذا لا تقلقي لن أؤذيك أو أفعل أي شيء لك سأعيدك للمنزل و حسب
قالت إيف بصوت منخفض: لكنني لم أشتري هدية توماس بعد
قال جاي: أهذا ما أتى بك لهنا؟ أقصد شراء هدية؟
قالت إيف: أجل فعيد ميلاده غدا
ابتسم لها بمرح شديد ليقول: حسنا لا أمانع اصطحابك لبعض الأماكن إن شئت بالتأكيد
قالت إيف: شكرا لك لكن لم تساعدني؟
قال جاي: لقد أخبرتك قبل قليل بأنني صديق لزوجك
قالت إيف بشيء من الدهشة و الاستغراب: زوجي؟ لقد تركني منذ فترة طويلة
نظر جاي إليها باستغراب ليقول: أليس توماس زوجك؟
احمرت وجنتاها لسؤاله ذلك لتنزل بوجهها الخجول و تقول: هو ليس كذلك لكنه شخص أحبه كثيرا
ابتسم لها بلطف ليساعدها في شراء هدية لتوماس الذي كان يبحث في المنزل عنها ليقول مارتن: لا تقلق ربما ذهبت لتتجول في مكان ما تعرفها تحب التجوال كثيرا
قال توماس: هذا هو ما يقلقني ربما تتوه في مكان ما أو تتعرض لخطر ما
قال مارتن: إيف ليست طفلة بالرغم من كونها ساذجة في بعض الأحيان إلا أنها لن توقع نفسها في المشاكل أبدا
قال توماس: ساذجتها وحدها أمر مقلق للغاية ربما يجدر بي البحث عنها خارج المنزل
تنهد مارتن فقد سئم إقناع شقيقه العنيد دخل كبير الخدم الغرفة التي كانت تحمل طابعا ملائكيا لطيفا نظرا إليه لينحني لهما ثم يقول: لقد اتصل السيد جاي وارس منذ قليل و طلب مني إيصال هذه الرسالة "الآنسة إيف معي و هي بخير لذا لا تقتلا نفسيكما من القلق سأعيدها إليكما بالتأكيد"
تنهد توماس بارتياح شديد ليبتسم مارتن و يقول: أخيرا كنت سأضربك لو لم تتوقف عن القلق
قال توماس: و من أخبرك أن العنف حل لكل شيء؟
ضحكا معا بمرح شديد في المساء عند ويليام الذي كان يلاعب شقيقته الأصغر سنا قالت ليندا: إن لارا تحبك كثيرا ويليام
قال سام: حتى أنها ترفض القدوم إليّ في بعض الأحيان أنت محظوظ حقا
ابتسم لهما بمرح شديد ليحدق بشقيقته ذات الأعوام الثلاث التي تشبه جدته كثيرا رأها تسير خطوة خطوة بحذر شديد لتصل لرف الكتب وضعت كامن قوتها على أصابع قدمها لتستند عليها علها تطول كتابها المفضل نهض سام لينزل لها ذلك الكتاب و يقول بابتسام: تفضلي عزيزتي لارا أتريدين أن أقرأه لك؟
نفخت وجنتيها المحمرتين بانزعاج شديد لتهز رأسها نافية ذلك و تقول: بابا لا أحب أنا
شعر بالإحباط لكلامها ذلك لتكتم ليندا ضحكتها الساخرة منه ليجلس بجابنها و يقول: ماذا فعلت لك لتكرهيني لارا؟
قالت ليندا: هي مجرد طفلة لا تستمتع لما تقوله
وقفت أمام ويليام الذي نظر إليها باستفهام لتجلس على فخذيه و تفتح الكتاب و تقول: ويام اقرأ
أخذ الكتاب منها ليسندها على صدره و يبدأ بقراءة الكتاب كان الوالدين يحدقان بهما و السعادة تعلو وجهيهما نهض سام بعد رؤية الاسم الذي رن هاتفه به غادر الغرفة ليسير مبتعدا قليلا وصل للشرفة ليرفع الخط و يقول: مرحبا جاي ماذا هناك؟
قال جاي: كيف حالك؟ لم أرك منذ فترة
قال سام: أنا بخير هذا لأنك مشغول دائما
قال جاي: الأمر ذاته ينطبق عليك
قال سام: ما سبب اتصالك؟
قال جاي: أردت سؤالك عن أمر ما يخص إيف و توماس أقصد عن علاقتهما ببعض
قال سام: أعرف أنهما يحبان بعضهما و مما أخبرنا مارتن به أعتقد بأنهما ليسا متزوجين كما ادعيا أمام عائلته من قبل
قال جاي: لقد سمعت بالأمر منها منذ وقت قصير لقد فوجئت حقا
قال سام: ما الذي تفعلانه معا؟ لا تقل بأنك خطفتها جاي؟
ضحك جاي مستمتعا بما قاله سام ليجيب بعد ضحكة طالت كثيرا: بالتأكيد لم أفعل لكنني أحببت الفكرة بالفعل رأيتها تجوب في المدينة و مددت لها يد المساعدة فقد تاهت و حاول شخص أخذها لمكان ما لذا يمكنك القول بأنني منقذها
قال سام: هذا جيد حسنا أراك لاحقا
قال جاي: أراك مساء غد إلى اللقاء
أغلق الخط ليتنهد سام و يرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه لتذكره شقيقته الصغرى بعد رؤيته لأزهارها المفضلة ترقص مع الرياح مرت ذكرياته عنها على ذلك البدر الجميل الذي توسط سماء المساء الجميلة التفت للخلف فور سماعه صوت خطوات تقترب منه ليقول: ماذا هناك آرثر؟
قال آرثر: هذا ما أتيت لأسألك ماذا تفعل وحيدا هنا؟
قال سام: لقد طردتني لارا من الغرفة قالت بأنها لا تحبني
قال آرثر: إلى الآن؟ اعتقدت بأنها تخلصت من كرهها لك اعترف ماذا فعلت لها؟
نظر إليه آرثر بتلك النظرات الحادة المستنكرة لتتحول لضحكات مرحة تداخلت مع ضحكات سام غادرا المكان ليذهبا لحيث كان بقية أفراد العائلة بحث عن ويليام و لارا بناظريه ليجدهما لا يزالان يحملان ذلك الكتاب ليقترب منها و يجلس بقربهما ليقول: ما رأيك أن أقرأ لك القصة لارا؟
لم تهتم لارا بالنظر إليه لتكون حولها جو باردا غير مباليا لتقول ليندا: يبدو أن ويليام قد قام بسحرها بجاذبيته و هدوئه
قالت كاثرين: بالفعل هناك الكثير من المعجبات بك ويليام
احمرت وجنتيه بهدوء ليدعي بأنه لم يسمعها لتقول آن: لقد سمعت بأنك حطمت الرقم القياسي في رفض الفتيات
قال التؤامان: حقا لقد فعل لكنهن لا يكرهنه بالرغم من ذلك أنت مشهور حقا بينهن
قالت بيلا: صدمنا جميعا في حفلة خطبة تارا عندما كنت مع إيف ما هو السبب يا ترى؟
أخفى ويليام وجهه الذي احمر خجلا خلف جسد شقيقته الصغير ليقول في نفسه: لم هذا الموضوع من بين جميع المواضيع؟
سمع ضحكاتهم مختلفة التعابير تعليقا على ردة فعله الظريفة و اللطيفة غيروا الموضوع بعدها حتى لا يقوموا بإحراجه أكثر تأخر الوقت ليذهب الجميع للنوم حتى قلعة وارس كانت تغط في نوم عميق بالفعل في الظهيرة كانت الأجواء بدأت تتغير الأمطار لم تتوقف عن الهطول مفسدة سعادة إيف التي كانت تحدق بالسماء من النافذة طرق باب غرفتها ليدخل مارتن و يراها تقف هناك بذلك الوجوم يملأ وجهها ابتسم و قال: تعرفين بأنك لن تستطيعي فعل شيء حيال هذا الأمر لذا لا تحدقي كثيرا
التفتت إليه لتريه وجهها الغاضب النادر ليبتسم بارتباك و يقترب منها أكثر وقف أمامها ليحدق بوجهها محاولا إبعاد تلك الهالات المخيفة المحيطة بجمالها الملائكي ليقول لها: حتى موعد الحفل سيتحسن الجو بالتأكيد لذا لا تبدي هذه التعابير
رسم ابتسامة لطيفة على شفتيه علها تعكسها له ابتعدت عنه لتجلس على طرف سريرها و تطلق تنهيدة أقلقت الجدران لتفتح شفتيها و تقول: لقد أردت جعل هذا اليوم مميزا لكنني لم أستطع ذلك
ابتسم لها مارتن فهو يعرف جيدا ما تريده و ما تطمح إليه ليغادر الغرفة بعد حديث صغير أجراه معها كان يسير في الممر الذي ازدحم بالخدم المسرعين أوقفه كبير الخدم ليطلب إليه القدوم برفقته سار خلفه حتى وصلا لإحدى الغرف في ذلك الطابق فتح كبير الخدم الباب ليفاجئ بكم الصناديق المختلفة الأحجام و الأشكال نظر لكبير الخدم ليقول له: ما كل هذا؟ لا أعتقد أبدا بأنها هدايا الحفل
قال كبير الخدم: وضع عليها اسم السيد جاي وارس لكن العنوان هو عنوان القلعة سيدي
تعجب مارتن ذلك دخل توماس الغرفة ليقول: لم كل هذه الضجة لعيد الميلاد؟ لقد أخبرتكم من قبل بأنني لا أريد الاحتفال به لذا لا داعي لكل هذا
توسعت حدقتا عينيه لكل تلك الأشياء التي تربعت في جوانب الغرفة ليقول: ما كل هذا مارتن؟ هذا تبذير و إسراف حقا ماذا ستفعل بكل هذا؟
قال مارتن: لا أعرف أنا أيضا فأنا متفاجئ و مصدوم للغاية
ظهرت إيف لتنظر إليهم باستغراب لتقول: ماذا هناك؟
نظروا إليها بتعجب شديد ليقول كبير الخدم بأسلوب مستفسر حازم: أتعرفين شيئا بخصوص هذه الأشياء آنسة هايلون؟
قالت إيف: آه أجل لقد نسيت أمرها إنها من أجل الحفل
قال توماس: و ماذا سنفعل بكل هذا إيف؟ ثم أنني لا أرغب حقا في الاحتفال بهذه المناسبة
نظرت بعينيها التي امتلأتا بالدموع فجأة طالبة شفقته و موافقته لم يستطع مقاومة سحر ذلك البريق في عينيها ليتنهد باستسلام ليقول و هو يغادر: لو احتجتم لمساعدتي سأكون في غرفتي بالرغم من أنني أعرف بأنكم لن تحتاجوني
غادر الغرفة لتخبر كبير الخدم بما تريد فعله بتلك الابتسامة التي لم تفارق شفتيه بدؤوا الإعداد للحفل بمساعدة مارتن عند أفراد عائلة هايلون كان البعض يجهز للحفل و آخرون نائمون و قسم ثالث يفكر في الهدية التي يود تقديمها قالت آن: من الغريب عدم ذهابكما للمساعدة عمتيّ فانتين و كاثرين؟
قالت كاثرين: لقد كنا نود ذلك حقا
قالت فانتين بوجه حزين أقرب للباكي: كانت إيف متحمسة للغاية و لم نرد أن نفسد الأمر عليها
قالت إليسيا: لابد أنها تحبه كثيرا لتفعل كل هذا لأجله
قالت ليندا: بالتأكيد هي تفعل
ابتسمن بلطف شديد لذكرها طرق باب الغرفة ليدخل آرثر و يقول: يبدو أن جميعكن هنا
قالت فانتين: أكنت تبحث عن شخص منا؟
قال آرثر: لا فقط كنت أتساءل ماذا تفعلن في هذا الوقت مع انشغال الجميع بأمر الحفل
قالت آن: حقا إنهم يعيثون الفوضى في كل مكان
قالت أليسيا: الجميع متحمس لها بشكل مفرط للغاية فقط
قالت كاثرين: هذا وحده مصيبة سوف يهدمون المنزل فوق رؤسنا
ضحكوا بمرح شديد غادر آرثر جمعهن ليتفقد البقية حتى موعد الحفل كانت إيف في غرفتها جلست أمام المرآة و تلك المنشفة البيضاء الطويلة تلف جسدها النحيل تحدق بالمرآة بشكل مريب وضعت كفها الأيمن على عينها اليمنى لتغطيها طال تحديقها طويلا لتقول في نفسها: أريد معرفتها و معرفة السبب وراء تشابهنا هذا مريب حقا
تنهدت لتبعد تلك الأفكار عنها ارتدت ثوب اختاره جاي لها ثوبا أحمر اللون يصل لأسفل الركبة بدون أكمام زين بفصوص بيضاء لامعة زين وسطه بحزام أبيض و جاكيت أبيض بأكمام طويلة زين طرف الصدر الأيسر بوردة حمراء متوسطة الحجم و حذاء أبيض بكعب متوسط سرحت شعرها لترفعه للأعلى و تزينه بطوق ورد أبيض صغير الحجم حلقي وضعت بعض المساحيق التجميلية الخفيفة لتنظر لنفسها في المرآة و تبتسم برضا عن شكلها أغرمت بنفسها و جمالها لتقول بمرح شديد: أنا حقا سعيدة هذا اليوم
أتاها صوت عرفه كيانها فور قوله: سعيد لرؤية ابتسامتك الجميلة هذا اليوم إيف
تمنت لو الأرض تشقق الأرض و تبتلعها اشتد حرارة جسدها التفتت بعد احمرار وجنتيها بلطف شديد لتقابل عينيه اللتين تتفحصان جمالها ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه و يقول: حقا أنت تتعبين نفسك إيف لا داعي لكل هذه الشكليات
قالت إيف: سوف تفسد مزاجي بكلامك هذا توماس ثم أن هذا يوم ميلاد مارتن أيضا
قال توماس: لا أريد فعل هذا بك لذا سأصمت
قام بضم سبابته و إبهامه ليحركهما على شفتيه بشكل أغرم القمر به ابتسمت له بمرح شديد غادرا الغرفة معا ليتبادلا أطراف الأحاديث بلطف شديد جوهما جلب الابتسامات لوجوه جميع من رأوهما كان مارتن يراقبهما بتلك الابتسامة السعيدة ليقول في نفسه: أتمنى لكما حياة سعيدة دائمة تستحقانها حقا
اختفى من مكانه فور شعور توماس به بدأ المدعون بالظهور و الأجواء تتبدل لسعادة ظهرت على وجوه الجميع كانت إيف تقف بالقرب من توماس تخشى الافتراق عنه في هذا الجمع الكبير حتى أوقفهم صوت سام الذي اقترب منهم برفقة عائلته ليقول: آسفون على التأخير
قال توماس: لا أبدا المهم أننا استطعنا رؤيتكم
قالت ليندا: مساء الخير توماس و إيف
اكتفت إيف بهز رأسها إجابة لها لتبتسم لها حمل توماس لارا ليلاعبها بمرح شديد بينما سام يشعر بالغيرة لذلك كانت إيف تراقب تلك الوجوه السعيدة بابتسامة حتى لفت ويليام انتباهها بقوله: مرحبا عمتي إيف اشتقت إليك
عانقها بمرح شديد لتفعل المثل حدقا بعينيّ بعضهما لفترة من الزمن حتى انتبها لذلك ليرسما ابتسامة مرحة على شفتيهما قال التؤامين: عمة إيف هذا غير عادل أبدا تعاملين ويليام فقط بلطف
نظرت إليهما بارتباك لتقول: مرحبا
ابتسما لها بمرح شديد حاول فتية عائلة هايلون التقرب منها و الحديث إليها حتى قدوم روي الذي قال: مساء الخير إيف
التفتت إليه ليحدق طويلا بجمالها المشابه لمحبوبته زالت تلك الابتسامة لتظهر معالم وجهه الحزينة لمحت إيف ذلك لتقول: ماذا هناك روي؟ تبدو حزينا
كلماتها جعلت الأنظار تتوجه إليه ليفهم ويليام تلك الأحزان المدفونة خلف تلك الابتسامة التي ظهرت فورا تحدث إليهم قليلا كان ويليام قد سلب إيف من توماس المنزعج من الأمر ليقول: سام اعذرني لو قتلت ابنك في يوم ما
قال سام: لو فعلت سأرد لك الصاع صاعين
قالت ليندا: ما الذي تقولانه أنتما الاثنان؟
قال توماس: إنه يتعمد إزعاجي أنا واثق من ذلك
قالت فانتين: هو بالتأكيد لا يفعل ذلك عمدا توماس ثم أنه مجرد شاب صغير لذا لا تدعه يزعجك
قال توماس: للأسف أنه ليس كذلك فهو قد تجاوز عقده الأول أليس كذلك؟
قالت آن: أجل لقد فعل لكننا لم نحتفل به
قال لويس: حقا لن تخسر شيئا لو تركته يقع في حبها توماس إنه يناسبها أكثر منك
قال توماس: ربما يجدر بي قتلك قبله
ضحكوا جميعا على التعابير المنزعجة التي ظهرت على وجهه عاد بنظراته لإيف ليراها ترافق روي هذه المرة تعجب تلك الملامح التي وضعها كلاهما انتبه مارتن لهدوئه المفاجئ ليقول: ماذا هناك توماس؟
التفت توماس إليه ليبتسم له بمرح شديد دون الإجابة عن سؤاله عرف أن هناك ما يخفيه ليبادله ابتسامة أخرى بعيدا عن الأجواء الصاخبة و الضحكات السعيدة بالرغم من وجود جسديهما في المكان إلا أن روحيهما في عالم مختلف تعابير الحزن و الصدمة لا تفارق وجهيهما كان روي يحدق بوجهها كثيرا لا يعرف ما يقول أكثر مما فعل شعر بالذنب يلتهم قلبه لجعل وجهها يحمل تلك التعابير المتألمة تغيرت نظراته إليها بعد رؤية ابتسامة تطفو على وجهها لتنزل رأسها و تقول: إذا ما كان ينبغي عليّ العودة لهذه الحياة
فاضت الدموع مع مشاعرها المختلطة تريد معرفة مكان تصب فيه حاول روي إبعاد تلك الدموع و الهالة المحيطة بها لكنه لم يستطيع التصرف ظهر أمامها توماس الذي حدق بغضب في عينيّ روي الحزينتين تقدم اتجاه إيف ليتعجب تراجعها خطوات طويلة بعيدا عنه مخفية وجهها خلف كفيها الصغيرتين معطية ظهره له رأى تلك الدموع الهاربة تتساقط على الأرض أعاد بناظريه لروي الواقف بقربه ليقول: ماذا حدث بينكما؟
أجابه صوت إيف المخنوق قائلا: لا شيء توماس أنا فقط حزينة بعض الشيء
ابتعد روي عن المكان سامحا لهما بالحديث بحرية اقترب توماس منها أكثر ليقف خلف ظهرها و يقول: لم أنت حزينة إيف؟
التفتت إليه لتريه تلك الابتسامة التي غيرت الأجواء تماما ابتسامة جميلة سحرت توماس كثيرا لتقول له: هذا لأنك تركتني وحدي مجددا توماس
حاول توماس الفرار من سحر تلك الابتسامة التي تخللت الوجه الأحمر كالرمان أجبره ذلك السحر على سحبها لأحضانه متناسية الجو الثقيل ليهمس في أذنها قائلا: أنا أحبك أكثر من أي شيء آخر إيف لذا لا توقفي قلبي قبل آوانه رجاء
ضحكت بخفة و خجل لترفع رأسها لتحضتن عينيه بعينيها و تقول: عيد ميلاد سعيد لك توماس
ابتسم ليقول بمرح شديد: و لك أيضا إيف مصادفة أكثر من رائعة
ابتعدت عنه قليلا لتمد يديها إليه نظر باستغراب إليها لتقول: أين هديتي؟ هل اعتقدت أنني سوف أرضى فقط بتهنئتك لي؟ لن أفعل أبدا
لانت تلك التعابير في وجهه ليمسك بيدها و يسحبها خلفه لوسط تجمع الناس أوقفهم منظرهم الغريب ذاك و شد انتباههم وقفت إيف خائفة من تلك الأعين الكثيرة التي نظرت إليهما لتقول بصوت منخفض: ماذا نفعل هنا توماس؟
جثى على ركبته اليسرى لتعلو التعابير المصدومة معه أخرج صندوقا أسودا من جيب سترته ليفتحه و يظهر ذلك الخاتم الفضي الجميل رصع بألماسات صغيرة فتح شفتيه ليقول: أتقبلين الزواج بي إيف؟
تلك الصرخات المصدومة المتفاجئة المعجبة بتصرفه علت الغرفة كما علت تعابير الصدمة وجه إيف الخجول توقفت الحركة و حبست الأنفاس الصمت المطبق حل بالمكان منتظرا بملل إجابة إيف التي ظهرت على وجهها المحمر لتثبته شفويا قائلة بصوتها المنخفض و الخجول: أجل توماس
صرخت الفتيات بحماس بينما يقوم بإلباسها الخاتم في بنصرها علت أصوات التهنئات و الصفقات الجمهور شعر بمشاعرهما المتبادلة و السعادة التي أحاطت بهما هربت العروس من بينهم مخفية وجهها عن العيان عائدة لغرفتها غادر الحضور و الابتسامات تعلو وجوههم السعيدة في منزل عائلة هايلون الحديث بشأن ما حدث لا يزال قائما الفتيات بدأن يحلمن بموقف مشابه مع أمراء أحلامهن قالت إيفلين: لقد كان هذا رومانسيا للغاية
قالت كاثرين: إنها أفضل هدية عيد ميلاد بالتأكيد
قال زوجها: أجل هي كذلك بالفعل
قال الوالد: لقد فوجئت حقا لم يكن متوقعا أبدا
قالت إليسيا: لقد اعتقدت بأنهما متزوجان بالفعل لقد كانت هذه صدمة حقيقية
قالت آن: حقا لقد صدمني كثيرا
قال سام: الكثير صدموا لذلك فقلة من يعرفون بقصتهما كاملة
الأحاديث تدور في المنزل و تدور حتى خلدوا للنوم ليريحوا المنزل من ثرثرتهم حول الموضوع في قلعة وارس التي كانت تحتضن العروسين بدفئ بالرغم من برودة الجو كانت تنظر لتصرفاتهما بسعادة فهي قد شهدت فراقهما و ها هي تجمعهما مجددا عند توماس الذي كان برفقة مارتن المتفاجئ ليقول له: لقد فاجأتني حقا توماس لم أتوقع ذلك حاليا
قال توماس بمرح: لقد أردت مفاجأتها و حسب ثم أن الزفاف لن يكون قبل أشهر من الآن
تنهد مارتن ليبتسم له بمرح و يقول له: سعيد لأجلكما
قال توماس بمشاكسة: سأذهب لأتفقدها ربما تنتحر من شدة السعادة
ضحكا بمرح شديد ليذهب كلاهما لغرفة إيف التي كانت لا تزال وجنتيها تشتعل حمرة و أذنهيا تأبيا تصديق ما سمعتاه حاول عقلها استيعاب كل هذا لترتسم السعادة على وجهها الذي واجه الرياح الباردة قالت في نفسها: لم أتوقع ذلك أبدا لكنني سعيدة للغاية
ابتسمت بلطف شديد لتزيد منظرها جمالا تطاير شعرها مع الهواء ليزيد النجوم غيرة منها سمعت طرق باب غرفتها لتغادر الشرفة مدت يدها لتدير المقبض سمعت صوت توماس الذي كاد يقتل قلبها المجنون به وضعت يدها اليمنى على صدرها الذي يعلو و يهبط أخرجها طرق الباب من توترها لتقول: لقد كنت تحاول قتلي متعمدا أليس كذلك توماس؟ قلبي قد توقف بسببك
سمعت ضحكاتهما من خلف الباب لتشعر بالإحراج أكثر أنزلت رأسها لتسمع مارتن يقول: سنذهب الآن ارتاحي جيدا
صوت خطواتهما ابتعدت لتذهب و تجلس على سريرها نظرت لخاتمها بسعادة بالغة أفسدتها صورة انعكاسها ترددت تلك الكلمات في عقلها صداها أوقف الدماء عن السير في عروقها أنزلت رأسها بإحباط تحدق بذلك الانعكاس مخاطبة له قائلة بحزن شديد: سرقت كل شيء منك سعادتك و عائلتك و حياتك ما كان عليك التفكير فيّ أبدا
تساقطت دموعها على الخاتم دفنت وجهها في الوسادة لتجفف دموعها التي زادت أراحها جسدها بسحب قواها و إغلاق عينيها لتغط في النوم صباح اليوم التالي استيقظ مارتن متأخرا عن العادة نهض من مكانه ليشعر بصداع رهيب يتجول في رأسه ابتعد عن السرير قليلا ليقترب من النافذة فتح ستائر غرفته الداكنة لتضاء الغرفة انتبه لإيف التي تجلس أسفل تلك الشجرة مسندة رأسها إليها نائمة بعمق تعجب ذلك ليبدل ثيابه و يذهب إليها وصل للحديقة ليرسم ابتسامة ظريفة على شفتيه بعدما رأى توماس يجلس بالقرب منها واضعا رأسها على كتفه غادر المكان بهدوء ليغادر القلعة في طريقه لإحدى المكتبات أوقفه تحديق بعض الفتيات به التفت إليهن ليبعدن أنظارهن عنه اقتربت منه إحداهن بتلك الابتسامة الخجولة لتقول: أرجو المعذرة هل بإمكاني التقاط صورة برفقتك؟
قال مارتن: بالتأكيد لا أمانع لكن لم تودين ذلك؟
أحرجت الفتاة لتقول في النهاية: لأنك تشبه العارض جاي وارس كثيرا أأنتما أقارب؟
ابتسم لها بمرح شديد لتلتقط تلك الصورة بسعادة غامرة اقتربت الفتيات الأخريات ليطرحن العديد من الأسئلة عليه ليستأذنهن و يذهب للمكتبة قضى بعض الوقت هناك انتبه لمرور الوقت السريع ليقول في نفسه: لا أريد أن أزعجهما في وقت كهذا سأفكر في شيء آخر أفعله
غادر المكتبة و هو يفكر في مكان يذهب إليه حتى توقفت أنظاره على روي الذي يسير بوجهه المكتئب اقترب منه ليقول له: مرحبا روي
رفع ناظريه ليقابل عينيه المرحتين ليبتسم له و يقول: مرحبا أي التؤامين أنت؟
ضحك مارتن بمرح شديد ليقول: أنا مارتن تحتاج لزيارات كثيرة لتتعرف علينا و نفعل أيضا
قال روي: آسف لكنني مشغول كثيرا و هذا يوم عطلتي لذا فكرت بالخروج قليلا
قال مارتن: هكذا إذا أتمنى بأنني لا أفسده لك
قال روي: لا أبدا
لاحظ مارتن أسلوب حديثه الخالي من الحياة و الأمل ليقول: أأنت دائما هكذا؟ أقصد كجثة تسير بلا وجهة
ابتسم روي على تعليقه الذي وصف حالته تماما ليقول: أعتقد ذلك
قال مارتن: لم أتوقعك هكذا عند لقائنا الأول
قال روي: الانطباعات الأولى لا تدوم دائما
قال مارتن: محق لكن ألا تلاحظ بأن الأمر مزعج قليلا؟
أشار له بعينيه للفتيات اللاتي بدأن بالتهامس و التقاط الصور لهما ليذهبا لمقهى بعيد عن أنظارهن أطلق مارتن تنهيدة مرتاحة بعد لامست شفتيه الكوب الأزرق الداكن مخطط حوافه العلوية بخطوط ثلاثية متوازية عريضة بيضاء ليرشف الرشفة الأولى من الشاي الذي طلبه ليقول: لقد كان يومي هكذا منذ غادرت المنزل
قال روي: لقد اعتدت على الأمر منذ فترة طويلة
قال مارتن: أعتقد أنه من الصعب الاعتياد على هذا
قال روي: لا خيار آخر أمامي فأنا أشبه أخي الذي شوهد برفقة عارضة عالمية عدة مرات بما أننا تؤام بالتأكيد هذه النتيجة متوقعة للغاية
قال مارتن: آه أنت أيضا لديك شقيق تؤام....لم نلتقي به من قبل
قال روي: و لا أنا أيضا فقد كنا نعيش بعيدا عن بعضنا لفترة طويلة و عندما عرفت مكانه اكتشفت بأنه لم يعد بإمكاني رؤيته مجددا
شعر مارتن بحزنه لذكر الأمر ليقول له: آسف لجعلك تتذكر شيئا مؤلما كهذا
قال روي: لا عليك أبدا فقد تخطيت هذه المرحلة
قال مارتن: أنا أيضا لا أعرف ماذا سأفعل لو فقدت أخي في يوم ما أراهن بأنني سأبكي طويلا ثم أقرر اللحاق به في أسرع وقت ممكن فقط رؤيته ينهار جعلني أتألم كثيرا و أتعذب فما بالك لو كنت لن أراه مجددا؟
نظر روي إليه ليرى تلك الابتسامة اللطيفة ترتسم على شفتيه رن هاتفه ليرفع الخط و يقول: مرحبا أبي
قال ليو: مرحبا روي أردت سؤالك عن مكانك أخبرتك بأننا ذاهبون لزيارة عائلة هايلون صحيح؟
قال روي: أجل سوف أحاول القدوم في الموعد لذا لا تنتظراني
قال ليو: لا تقم بأي شيء آخر فقط أسرع بالقدوم
قال روي: حسنا إلى اللقاء
أغلق الخط ليقول لمارتن: أرجو المعذرة عليّ المغادرة لدى عائلتي موعد مع عائلة هايلون لذا أتمنى لقائك في وقت قريب
قال مارتن: رافقتك السلامة
ابتسم له بمرح شديد ليغادر روي بعدها أكمل كوب الشاي الخاص به ليغادر المقهى عند ويليام الذي كان التؤامين يضايقانه بخطبة إيف ليقول: أرجوكما توقفا عن هذا
قال أليكس: أتقصد بأنك لا تهتم للأمر؟ أم أنك منزعج للغاية؟
قال أليس: يعرف كلانا بأنك واقع في حبها
قال ويليام: الأمر ليس كذلك أبدا صحيح أنني أحبها لكن ليس بالطريقة التي تظنانها لذا توقفا عن إزعاجي
ظهرت ملامح الدهشة على وجهيهما فهذه المرة الأولى التي يرايان هذه التعابير المنزعجة على وجهه و صوته الذي ارتفع أكثر من العادة جذب لويس القريب منهم ليقول: ماذا هناك؟ لم كل هذا الانفعال ويليام؟
انتبه ويليام لنفسه لينزل برأسه بتأنيب ضمير و حزن بدا على جنبات وجهه الخالي من التعابير و يقول بهدوء: أنا آسف لم أقصد ذلك
غادر المكان و هو يشعر بالانزعاج من نفسه نظر لويس للتؤامين ليقول لهما: ماذا فعلتما له؟ ليس من عادته الغضب هكذا
قالا بمرح شديد: كنا نتحدث معه بشأن إيف نحن سعيدان لرؤيته غاضب أخيرا
ضحكا بمرح شديد ليتنهد لويس باستسلام و يتركهما عاد ويليام لغرفته ليجلس على الكرسي الأبيض القريب من الطاولة البنية المقلمة كتف ذراعيه عليها ليسند رأسه إليهما حدق بالصورة التي زينت الطاولة بذلك الإطار الأسود الذي زينت زوايتيه المتعاكستين بزهور أرجوانية الصورة كانت تحويه أصغر سنا بابتسامة طفولية جاوره ذلك الشخص التي كانت ابتسامته أكثر طفولية بالرغم من أن الفارق السني بينهما كبير تجمعت الدموع في عينيه ليخفي وجهه دخل النسيم الهادئ للغرفة ليخفف الحزن الذي ملأ قلبه ليقول في نفسه: أشتاق إليك كثيرا عمتي فينوس
تحركت ستائر غرفته مع مشاعره المدفونة في قلبه طرق باب غرفته لتدخل ليندا و تقول: ويليام ألديك ما تفعله الآن؟ سأخرج برفقة والدك قليلا لذا هل بإمكانك الاعتناء بلارا؟
نظرت إليه لتستغرب وضعيته تلك تقدمت للسرير لتضع لارا على السرير وقفت خلفه لتنظر لوجهه الذي دفن بين ذراعيه تعجبت ذلك لتقول: ماذا حدث ويليام؟ أتشعر بالمرض؟
قال ويليام بصوت خنقه شدة البكاء: أنا بخير أمي لا تقلقي بشأني
قالت ليندا: أكنت تبكي ويليام؟ ماذا حدث؟
لم يجبها بأي شيء فقد عرف بأن قناعه قد كشف حاول الوصول لذلك القناع الهادئ لكنه لم يعد له وجود دخل سام ليرى ذلك الجو الغريب أشار لها ليعرف ما يجري لكنها لا تعرف اقترب سام منه ليقول له: ماذا هناك بني؟
قالت ليندا: عزيزي لو هناك شيء يزعجك أخبرنا به رجاء
قال ويليام: أنا حقا بخير لا تقلقا بشأني
قال سام: صوتك لا يبدو بخير
صمت ويليام اقترب سام منه ليرفع وجهه تفاجآ بالدموع العالقة في عينيه أبعد عينيه عن عينيّ والده المتسائلتين وجهه احمر من شدة البكاء الحزن يتربع في كل تقاسيم وجهه الوسيم حملت ليندا لارا و غادرت الغرفة و القلق يملأ صدرها التقت بها آن لتقول لها بابتسام مبعدة الشرود و القلق البادي على وجهها: ألم تغادرا بعد؟
قالت ليندا: سوف نؤجل ذلك ليوم آخر يبدو أن ويليام لديه بعض المشاكل
قالت آن: ماذا؟ أهو بسبب التؤامين؟ لقد كانا يضايقنه منذ وقت قصير
قالت ليندا: لا أعلم بعد سام معه الآن لذا لا تقلقي
قالت آن: أتمنى أن ينهي الأمر سريعا
ابتسمت ليندا لها لتذهب كل منهما في طريقها عند ويليام الذي واجه سام الجالس على سريره لا يريد الحديث عن الأمر لكن سام يريد معرفة ما يزاحم قلبه الحنون ليقول: أهو أمر متعلق بإيف؟
هز رأسه نافيا ليتنهد سام و يقول: إذا أخبرني ماذا هناك ويليام؟ أنا لا أستطيع معرفة ما يحزنك إن لم تتحدث عنه تعرف بأنني لست كفينوس
انتبه لردة فعله الحزينة لنطقه باسم شقيقته المتوفاة منذ فترة طويلة نهض ليقترب منه أمسك بوجهه الحزين الذي أوشك على البكاء ليقول: أعرف بأنك تفتقدها كثيرا ويليام لكن ما بيدنا حيلة لا نستطيع إعادتها للحياة مجددا لذا عليك أن تتأقلم مع هذا
فاضت مشاعره مع تلك الدموع التي غلفت عينيه من جديد احتضنه سام ليجعل لتلك الدموع المتألمة مأوى غادر غرفته ليقول في نفسه: أتمنى أن تتعايش مع هذا حقا ويليام بالرغم من صعوبة الأمر
ابتسم للدموع التي ظهرت في عينيه أخبر ليندا بالأمر لتشعر بالحزن لابنها اللطيف في المساء عند مارتن الذي كان في طريق عودته للمنزل انتبه لكبير الخادم الذي اتجه للشخص القريب من أصيص الأزهار قرب المدخل ليقول في نفسه: ماذا تفعل إيف هنا؟ و ماذا يجري معها؟
أكمل طريقه عابرا بوابة المنزل السوداء الكبيرة ليفاجئ بنظرات إيف المتفاجئة و السعيدة برؤيته التي وقعت عليه نهضت لتسرع الخطى في اتجاهه أوقفه ذلك عن المسير باستغراب منتظرا وصولها وقفت أمامه لتلتقط أنفاسها رفعت رأسها لتنظر إليه بتلك الابتسامة المرحة بادلها الابتسام بشيء من الدهشة و استغراب ليقول: ماذا تفعلين إيف؟
قالت إيف و هي تحضتنه بمرح شديد: لقد كنت قلقة من كون مكروه حدث لك لكنك بخير الحمد لله
قال مارتن بمرح: و لم كل هذا القلق؟ لقد أخبرت ألبرت بأنني سأطيل الغياب
قالت إيف: لكنك أخذت وقتا طويلا للغاية في العودة لقد كان المنزل مملا بدونك
نظر إليها باستغراب ليبتسم لها لاحقا عادا لداخل المنزل و هما يتحدثان بمرح شديد التقيا بتوماس المنزعج من رؤيتهما يضحكان معا بتلك الطريقة السعيدة للغاية ليقول بشيء من الانزعاج: أهلا بعودتك مارتن
قال مارتن: ماذا هناك؟ لم أنت غاضب؟
قال توماس محاولا إخفاء نار غضبه خلف ابتسامة مجبرة: أنا لست غاضبا أبدا فقط منزعج قليلا من رؤيتك مع إيف بهذه الحميمية
قالت إيف: و لم قد يزعجك هذا توماس؟
زاد سؤالها نار الغضب حطبا ليشتعل توماس شعر مارتن بالارتباك و الخوف من تلك النظرات ليضحك بارتباك شديد ليقول: لا تقلق فأنا لا أنظر إليها بهذه الطريقة
قال توماس: إذا فسر لي سبب إمساكك ليدها بتلك الطريقة
نظر مارتن ليديهما المطوقتان ببعضهما و استرق نظرات مرتبكة لتوماس الذي يستعد للانقضاض عليه كوحش ثائر قالت إيف: ما زلت لا أفهم سبب انزعاجك توماس أليس من المفترض بأن نكون قريبين؟
قال توماس بدهشة من سؤالها: ماذا؟ بالتأكيد لا يفترض ذلك إيف ما هذا السؤال؟
قالت إيف: لكنه شقيقك أليس كذلك؟
فهم توماس قصدها توا ليتنهد باستسلام و يبتسم لها بمرح شديد تبدلت تعابيرها المستفهمة لأخرى طريفة ليشعر مارتن بالارتياح لحل سوء الظن بتلك البساطة حاول الابتعاد عن إيف بهدوء لكنها لم ترد الابتعاد عنه حاول الاستفسار بتلك النظرات الموجهة إليها لترسم ابتسامة طفولية بريئة على وجهها لتقول بلطف: لا أريدك أن تختفي من أمامي مجددا
قال مارتن: حقا لن أذهب لأي مكان
قال توماس: لقد بدأت أعتقد بأن إيف تحبك أكثر مني مارتن
قال مارتن: بالتأكيد هي لا تفعل أليس كذلك إيف؟
قالت إيف بمرح: مارتن مكانته مختلفة في قلبي فهو دائما موجود عندما أحتاج شخص بقربي كما أنه لطيف للغاية
شعر مارتن بشرارات نظرات توماس تصيبه مع كل كلمة قالتها إيف لفت هدوئها النظر إليها ليجدا تلك الابتسامة الجميلة مترسمة على وجهها اللطيف ذو الملامح الطفولية بعد قولها: مارتن شخص عزيز للغاية كأخي الأكبر الذي لم أحظى به قط
هدأت الأجواء بين التؤامين بعد تلك الابتسامة الساحرة عادت إيف لغرفتها ليبقيا وحدهما تنهد توماس ليقول: يبدو أنني كنت أغار منك للاشيء حقا كم أنا مغفل
قال مارتن: حقا هي لم تتغير أبدا
قال توماس: أقالت لك شيء كهذا من قبل؟
قال مارتن: أجل عدة مرات عندما لم تكن موجودا
نظر توماس إليه بشيء من الانزعاج لتتحول لابتسامات لطيفة لاحقا ذهب كل منهما لغرفتهما عند عائلة هايلون الذين كانوا يودعون عائلة روي التي قدمت للزيارة قالت ليزا: لم أرى ويليام هذا اليوم أهو خارج المنزل؟
قال ليو: حقا ذلك الشاب يذكرني بفينوس كثيرا بالرغم من أن شخصيتيهما مختلفة
قالت ليندا: هو فقط لا يشعر بخير
قالت جوليا: ربما يجدر بي إلقاء نظرة عليه
قال سام: لا تقلقي سيتحسن قريبا
قالت ليزا: أرسلا له تحياتي إذا نراكم لاحقا
غادروا بعد إلقاء التحية قالت فانتين: حقا ما به ويليام؟ لقد سمعت بأنه قد غضب من التؤامين بشكل مفاجئ
قال سام: لا تقلقي يا أمي
قال والد لويس: الأمر متعلق بفينوس صحيح؟
قالت والدة التؤامين: بالتأكيد هو اجتاز تلك المرحلة
قالت ليندا بشيء من الحزن: للأسف لم يفعل فإيف تذكره كثيرا بها
قالت كاثرين: لقد شعرت بذلك منذ البداية منذ سماعي بقصة اختفائه
قالت آن: أعرف ما يعانيه تماما
صمت الجمع الواقف هناك كان ويليام قد سمع نصف أحاديثهم عاد لغرفته ليعزل نفسه فيها محتضنا صورة عمته الغالية على قلبه تارك الهواء الخريفي المسائي بالدخول لغرفته بحرية تامة سامحا لذكرياته بالتجول معه عادت الدموع لتسيل على وجنتيه المحمرتين و يقول: آسف لكنني لا أستطيع الوفاء بوعدي لك عمتي
شد على تلك الصورة ليقربها من صدره أكثر لتتساقط دموعه عليها مضت أيام دون خروج ويليام من غرفته أو رؤيته لأي شخص عزل نفسه عن العالم المحيط به منفردا بأحزانه في أجواء غرفته الحزينة عليه حتى مساء ذلك اليوم الذي طرق فيه باب غرفته لم يهتم بالإجابة لذلك الشخص أو لمعرفة من يكون رفع رأسه لينظر للباب بعد شعوره بحضور مختلف يقف هناك ليسمع والده يقول: ربما عليك القدوم في وقت آخر فأنا لا أعتقد بأنه سيتحدث إليك الآن
نهض من مكانه مقتربا من الباب ليسمع صوت خطوات تبتعد عن الباب لكن ظلا لشخص ما لا يزال يقف بانتظار هناك اقترب أكثر من الباب وضع يده على المقبض ليفزع من طرق الباب المفاجئ ليقول ذلك الشخص: ويليام هذه أنا إيف هل بإمكاننا التحدث قليلا؟
توسعت حدقتا عينيه بصدمة أنزل رأسه بهدوء ليفتح الباب نظرت إليه بتلك الابتسامة رغم التعابير الحزينة التي علت وجهها أفسح لها المجال لتدخل لغرفته المظلمة و الباردة قليلا أغلق الباب خلفه ليقترب من حيث وقوفها و يجلس على طرف سريره منتظرا أيا ما ستقوله قربت الكرسي منه لتجلس عليه نظرت إليه لترى معالم الحزن على وجهه هزل جسده و تغير لون بشرته فتحت شفتيه لتقول: لقد سمعت بالأمر من جديك يبدو أنني أزعجك كثيرا ربما ما كان يجب عليّ الظهور في المرتبة الأولى
نظر إليها بصدمة من كلماتها ليقول لها: الأمر ليس كذلك أبدا كل ما في الأمر أنني.... أفتقد عمتي كثيرا
قالت إيف: ما زلت أرى بأنني مخطئة فبسببي هي لم تعد بقربك بسبب سذاجتي دفعت هي حياتها لشخص مثلي
تساقطت الدموع على كفيها المقبوضتين على ثوبها الأسود المتوسط الطول المنفوش بلا أكمام زين حواف صدره بزهور أرجوانية متوسط الحجم بطبقة مخرمة منقوشة لتقول: لقد سرقت كل شيء منها لم أستطع منعها لقد كنت أنانية
انتبه ويليام لحزنها الشديد و تألمها لتظهر دموعه على عينيه و مشاعره على سطح وجهه لتتقول إيف: أنا آسفة أنا آسفة حقا ويليام
اقتربت منه لتأخذه بين أحضانها الدافئة الحزينة لحال كليهما أحاطها ويليام بذراعيه ليشاركها بذلك الحزن الذي ألم بصدرها بقيا على تلك الحال لفترة من الزمن تركها ليشعر بالدفء المنبعث منها المماثل لعمته الراحلة قال ويليام: عمتي إيف هل بإمكاني القدوم لزيارتك في أي وقت؟
قالت إيف بمرح: أجل بالتأكيد دائما مرحب بك
قال ويليام: ألن يمانع العم توماس ذلك؟
قالت إيف: لا أعتقد ذلك بإمكانك أيضا القدوم برفقة ماري أيضا
شعر بوجنتيه تحمران خجلا لتبتعد عنه و تحدق بعينيه السعيدتين المحمرتين اللتان لا تزالان تحملان بعض تلك الدموع محتها بسبابتها لتقول: لا أريد رؤيتك حزينا مجددا ويليام و إلا فسأنتحر حقا
قال ويليام: لن أحزن مجددا بما أن العمة إيف معي دائما
أمسكت بيديه بمرح شديد مع تلك الابتسامة اللطيفة تحدثا قليلا لتغادر غرفته بعد خلوده للنوم أغلقت الباب بهدوء لتبتعد تلك الابتسامة عن وجهها شعرت بالدموع تطرق أبواب عينيها لتغطي وجهها بكفيها و تقول بصوت منخفض: أنا هي الأسوأ بالفعل
لم تستطع حبس تلك الدموع أكثر داخلها شعرت باقتراب شخص منها لكنها لم تستطع النظر إليه بوجهها ذاك ليقول لها: لم أتوقع رؤيتك هكذا إيف بعد كل الضحكات التي سمعتها من قبل
قالت إيف: آسفة لكنني لا أستطيع التعامل مع الأمر بنفسي
ابتسم ذلك الشخص ليقول لها: أتريدين رؤية صور لها؟ أقصد أختي
التفتت إليه لترى آرثر يبتسم لها بلطف مسحت دموعها لتوافق على ذلك أخذها لمكتبة المنزل وقف أمام إحدى الرفوف الطويلة ليحمل كتابا طويلا من بين الكتب وضعه على الطاولة أمام إيف ليفتحه صدمت إيف كثيرا فهذه المرة الأولى التي تراها فيه الشبه الكبير بينهما أنزل تلك الدموع من وجنتيها لترى ذلك الشخص المبتسم بسعادة برفقة أشخاص أحبوه كثيرا جعلت حزنها أكبر و ألمها أفظع شعرت بقلبها يتهاوى داخلها لتقول: لقد أخذت منكم شخصا رائعا كهذا أي قلب أحمل أنا؟
قال آرثر: الأمر ليس غلطتك فلدينا شقيقة تقدم الآخرين على نفسها كما أنها مغفلة بعض الشيء
قالت إليزابيت بعد ضحكة خفيفة: ربما نتشابه في هذا أيضا
قال آرثر: لا أعتقد ذلك فهي مغفلة من الدرجة الأولى
ضحكا بمرح شديد على تعليقه ذلك حدقت إيف بصورتها كثيرة خاصة تلك التي كانت فيها برفقة شاب ما و مولود صغير بين ذراعيها ليقول آرثر: هذا زوجها و ابنها لم تحظى بوقت طويل معهما فقد قتلا من قبل بعض الأشخاص المزعجين
قالت إيف: من عائلة وارس أليس كذلك؟ ربما ما كان عليّ التورط معهم
قال آرثر: لقد أحبت ذلك الشخص كثيرا بقيت لفترة طويلة مكتئبة بشأن وفاته و لا أعتقد بأنها قد تخلصت من ذلك
قالت إيف: يبدو شخصا لطيفا و مسالما لقد انتبهت توا بأنه تؤام روي يبدو أنني قمت بشيء لا يغتفر لا أصدق ذلك
لمح آرثر الحزن المخفي خلف كلماتها الأخيرة نظر لصور شقيقته في ذلك الألبوم الوحيد ذو الصور القليلة لطالما أراد التقاط الصور لها لكن صحتها لم تسمح لها بالظهور كثيرا ابتسم بلطف لتلك الصور ليقول: يمكنني اعطائك نسخة إن أردت
قالت إيف: أتمنى ذلك لكنني لا أريد زيادة الصدع في قلبي
قال آرثر: أظن ذلك أيضا
ابتسم لها غادرا المكتبة مع أحاديث صغيرة و ضحكات طريفة ليلتقيا بالخادمة التي أتت إليهما لتقول بعد انحناءة احترام: لقد أتى السيد توماس ليعيدك للمنزل
قالت إيف: ماذا؟ هل تأخر الوقت لهذا الحد؟
قال آرثر: ربما هو قلق و حسب
قالت إيف: حسنا سأغادر أراك لاحقا
أسرعت بالسير بعيدا عنه خلف الخادمة التي أرشدتها لباب المنزل التقت بتوماس لتبتسم له بمرح شديد ارتمت بين أحضانه فورا لتبتسم له بسعادة و تقول: الوقت لا يزال مبكرا لم أتيت؟
قال توماس: ماذا تقصدين بالوقت المبكر؟ الساعة الآن الثانية صباحا
قالت إيف: البقاء هنا أمتع من المنزل لا أريد العودة
انتبه توماس لارتجاف يديها الممسكتين بقميصه الأزرق القاني نظر إلى وجهها ليراه محمر يحمل تعابير حزينة مخفية خلف تلك الابتسامة المرحة و الدموع تحاول الاختباء داخل عينيها وضع يده على رأسها ليجبرها على الالتصاق بصدره ليقول لها: لنعد للمنزل إيف فهذا المكان لا يناسبك
قالت إيف: أريد البقاء بقربه توماس لذا لا تقل هذا الآن
قال توماس بعد تنهيدة صغيرة: أستكونين بخير وحدك؟
هزت رأسها بالإيجاب ليحدق بعينيها الكاذبتين يعرف تماما بأنها لن تكون بخير وسط أشخاص لا تعرفهم جيدا أبعدها عنه ليقول: حسنا إذا سوف أتركك هنا لكن لا تطيلي الغياب ربما أفقد أعصابي و أقتل مارتن
ضحكت بمرح شديد ليبتسم و يغادر صعد السيارة التي أتى بها لينظر إليه مارتن باستغراب لتلك الملامح الحزينة المنزعجة ليقول: لم لم تحضر إيف معك؟
قال توماس: لا تريد العودة الآن سوف ننتظر لفترة أطول
قال مارتن: ماذا؟ لماذا تفعلين هذا بي إيف؟ سيقتلني هذا الشخص بالتأكيد
انتظر مارتن ردة فعله ليراه شارد الذهن يحدق بالسماء المليئة بالنجوم اللامعة ذلك المنظر الجميل على عينيه الهادئتين قال له: أحدث شيء ما بينكما توم؟
قال توماس: لا لم يحدث أي شيء
قال مارتن: تعرف بأنك لا تستطيع الكذب عليّ
صمت توماس لفترة من الوقت ليقول: أظن بأنها لا تريدني بقربها ربما ذلك الشاب قد أسر قلبها أكثر مما فعلت ربما من الأفضل ألا أقف في طريقها
قال مارتن: بعد كل هذا الوقت الذي قضيتماه معا تعتقد ذلك؟ سوف تبكي إيف لو سمعتك تقولها
قال توماس: إذا لم هي تريد البقاء بقربه هكذا؟ لماذا تتحدث عنه دائما كما لو أنه كنز تخشى ضياعه؟ أنا لا أحب ذلك أبدا لا أريدها أن تتحدث عن شخص آخر بتلك الطريقة
لم يستطع توماس منع نفسه أكثر أراد منعها من البقاء لكنه لم يستطع تنهد مارتن و قال: سوف تكرهني إيف بالتأكيد لإخبارك بالأمر لكن يجب أن تعرفه حتى لا تذهب و تنتحر بسبب شيء كهذا
نظر توماس إليه باستغراب شديد ليقول: ماذا تقصد؟
قال مارتن: تلك اللعنة التي ألقتها إيف أفقدتها حياتها لكن بسبب فتاة من عائلة هايلون تدعى فينوس تشبهها كثيرا و هي عمة ويليام المقربة إليه كثيرا أعطت روحها لإيف لتعود إليك من جديد
نظر توماس إليه بشيء من عدم التصديق و الصدمة حاول التفكير في الأمر أكثر ليقول: أتقصد بأنها الآن تشعر بالذنب لذلك تحاول البقاء بقربه؟
قال مارتن: حمدا لله لقد وصلتك المعلومة
قال توماس: تعرف كل هذا و لم تخبرني به؟ أي شقيق تؤام أنت؟ لا أصدق بأنك أخفيت أمرا كهذا عني
قال مارتن: لقد وعدت إيف بألا أخبرك أبدا لكنني فعلت أتظن بأن هذا يجعلني أفضل أخ تؤام؟ لا أصدق بأنني فعلت هذا بها
تنهدا معا بانزعاج لينظرا لبعضهما و يضحكا بمرح شديد عادا للقلعة ليناما بهدوء في الصباح الباكر استيقظ ويليام ليستحم و يبدل ثيابه وقف بالقرب من النافذة ليتنشق هواء الصباح العليل الذي أعاده للحياة سعدت العصافير برؤيته لتبدأ تزقزق بسعادة بالغة نظر للحديقة ليلقي التحية على الأزهار الجميلة ليرى إيف تجلس بقربها تعجب ذلك ليغادر غرفته و ينزل الدرجات سريعا وصل للحديقة ليراها لم تغير مكانها اقترب منها بمرح شديد ليقول: صباح الخير عمتي إيف
التفتت إليه لتقول بمرح: صباح الخير ويليام سعيدة برؤيتك تبتسم مجددا
اتسعت ابتسامته ليجلس بقربها و يخبرها عن الأزهار التي قام بزراعتها أشار لتلك الزهرة الأرجوانية ليقول: هذه كانت زهرة عمتي المفضل إنها جميلة للغاية
قالت إيف: أجل إنها كذلك تشبهكما لحد كبير
قال ويليام باستغراب: أرأيتي عمتي؟
قالت إيف: لقد أراني عمك الصور الخاصة بها
تحدثا معا مطولا و تجولا قليلا في المنزل حتى التقيا بالتؤامين اللذين قالا بمرح شديد: صباح الخير عمة إيف
شعرت بالارتباك و الخوف يجتاحها حاولت الرد عليهما لكن التردد عقد لسانها قال أليس: حقا هذا ليس عادل عمة إيف لم ويليام الشخص الوحيد من بيننا تتحدثين إليه بشكل طبيعي؟
قال أليكس: ألأنه أوسم منا أم لأنه أصغر سنا؟
قال ويليام: توقفا عن هذا أنتما تربكاها أكثر
قال التؤامان: لا تتدخل أنت
قالت كاثرين التي قدمت توا: مرحبا صباح الخير آه إيف اعتقدت بأنك رحلت
قالت إيف بارتباك: سأرحل في الظهيرة لن أطيل البقاء
قالت كاثرين: ماذا تقولين عزيزتي؟ سيكون كل شيء على ما يرام لا تهتمي بهذان المزعجان يجبان إخافة الجميع بالتأكيد
قال التؤامان: ليس أنت أيضا خالة كاثرين
ضحكت عليهما بمرح شديد أمسكت بيد إيف لتصاب بالارتباك و الصدمة كثيرا سارت خلفها كالرجال الآليين ليضحك التؤامين عليها باستمتاع شديد توجهوا لغرفة الطعام ليتناولوا الطعام جميعا كانت إيف تستمتع بذلك المنظر بهدوء الحيوية و النشاط الذي كانت عائلة هايلون تبديه أشعرتها بالسعادة البالغة انتبهت فانتين على عدم تناولها أي شيء لتقول: ماذا هناك إيف؟ لم لا تتناولين أي شيء ؟ ألم يعجبك الطعام؟
أربكتها تلك الأسئلة المتتالية و النظرات التي توجهت نحوها في ذلك الهدوء المخيف المفاجئ أنزلت رأسها بهدوء لتقول: أنا لست جائعة هذا فقط
قالت إليسيا: ما الذي تقولينه؟ عليك تناول الكثير فجسدك يبدو هزيلا للغاية
قالت آن: حقا عليك ذلك لأجل صحتك أيضا
قال والد التؤامين: توقفن عن إزعاجها يكفي أنها لا تشعر بالارتياح لذا لا توترنها أكثر
قالت إيف: الأمر فقط بأنني غير معتادة على هذا
قال سام: لا بأس بهذا نحن نتفهم الأمر
ابتسم لها بمرح شديد لتعود الأحاديث و يكملوا وجبة الإفطار الأفراد المشغولون توجهوا لأشغالهم باختلاف أنواعها جلست إيف برفقة ليندا التي تحمل لارا و تلاعبها كانت تحدق بهما بشيء من السرور لتقول ليندا: شكرا لك لمساعدة ابني إيف لقد كنت قلقة للغاية
قالت إيف: لا داعي للشكر فهذا واجبي
ابتسمت لها بمرح شديد لتبادلها الابتسام نظرت لارا إليها لتمد يديها في اتجاهها و تبتسم بمرح لتقول: فين.... فينوس... عمة فينوس أريد
تعجبت كلتاهما من الاسم الذي أطلقته لرؤيتها لتبتسم ليندا لها بمرح و تقول: هذه العمة إيف ليست العمة فينوس أتودين الذهاب إليها؟
قالت لارا: عمة فينوس
ابتسمت إيف لها بشيء من الحزن لتنهض و تحملها كانت لارا سعيدة بين ذراعيّ إيف ظهر سام ليقول: ليندا سأذهب الآن و قد لا أعود باكرا
انتبه لصوت لارا السعيد و المرح بين أحضان إيف ليصاب بإحباط شديد و يقول: حتى إيف !لماذا لا تحبين أباك لارا؟ ماذا فعل بابا لك؟
لم تسمع لارا ما قاله والدها الحزين لعدم رغبتها به ضحكت ليندا بمرح شديد لتقول: يجدر بك الذهاب الآن عزيزي نراك لاحقا
غادر سام الشرفة و تلك السحب السوداء تسير فوقه بتزامن قالت ليندا: إنها لا تحب البقاء برفقة والدها كثيرا لذلك هو يشعر بالإحباط
قالت إيف: ربما ما كانت لتأتي إليّ إن لم أشبه فينوس
لمحت ليندا بعض الكلمات الخفية خلف الهدوء المفاجئ الذي صاحب وجهها أتت الخادمة لتقول: صباح الخير أرجو المعذرة لقد حضر السيد مارتن وارس و هو يريد الحديث إليك آنسة هايلون
نهضت إيف لتعيد لارا لوالدتها تفاجأت ليندا من السعادة البالغة التي ظهرت على وجهها لتقول في نفسها: أليس من المفترض أن تظهر هذا الوجه أمام توماس فقط؟
الدهشة لا تزال تسكنها عند إيف التي أسرعت في الذهاب لحيث يقف مارتن فتحت الباب على عجل لترتمي بين أحضانه فور رؤيته ليبتسم لها بمرح شديد عانقها هو الآخر ليقول: صباح الخير إيف يبدو أنك سعيدة للغاية برؤيتي
قالت إيف: أجل سعيدة كثيرا لرؤيتك مارتن
ابتسم لها بمرح شديد ليقول: هل استمتعت ببقائك هنا؟
قالت إيف: إنهم مرحون للغاية لكنك تعرف
قال مارتن: لا يوجد شيء مخيف في هذا عليك الاستمتاع بوقتك قدر ما تستطيعين
قالت إيف: أريد العودة للمنزل مارتن
قال مارتن: هذا ما أتيت لأجله فأخي لم يحتمل فكرة ابتعادك عنه فترة أطول
أحرجها كلامه لتبتعد عنه ضحك عليها بمرح شديد ليزيد احراجها أخبر عائلة هايلون الموجودون بأمر رحيلها ليودوعها بتلك الابتسامات السعيدة عادت لمنزلها برفقة مارتن و هي تروي له ما حدث معها هناك حتى وصلا دخلت المنزل سريعا تريد رؤية توماس تعجبت عدم قدومه لاستقبالها لتسأل كبير الخدم قائلة: أين هو توماس؟ أهو مشغول بشيء ما؟
فتح شفتيه ليقول لها شيئا ما لكن سرعان ما أقفله بعد رؤية إشارات مارتن التي طلبت عدم إخبارها بأي شيء ليقول لها: السيد توماس مشغول بعمله لذا هو لن يعود للمنزل الآن
قالت إيف: حقا؟ حسنا سأذهب لغرفتي
بدا الاكتئاب على وجهها لتصعد الدرجات لغرفتها تنهد مارتن بارتياح شديد ليقول: يجب ألا تعرف إيف بالأمر أبدا حاول قدر المستطاع بألا تذهب لغرفة توماس أخبر الجميع بذلك
قال كبير الخدم: أجل سيدي سأفعل ذلك فورا
غادر كبير الخدم ليجمع الخدم و يخبرهم بالأمر صعد مارتن الدرجات ليتوجه لغرفة توماس طرق الباب قبل دخوله ليراه لا يزال مستلق على السرير كما تركه اقترب منه ليبدل له الكمادة التي على جبينه فحرارته مرتفعة بشكل مخيف جلس بالقرب منه ليقول: أتمنى أن تتحسن سريعا توماس
فتح توماس عينيه لينظر إليه ابتسم له ليقول: صباح الخير توماس أتشعر بتحسن الآن؟
قال توماس: أشعر بأنني سأموت قريبا
قال مارتن: توقف عن المزاح فهذا ليس وقته ثم أن إيف قد عادت للمنزل لكنني لم أخبرها بأمر مرضك
قال توماس: خيرا ما فعلت فأنا لا أريدها أن تقلق عليّ بلا سبب
ابتسم مارتن له ليعطيه بعض الأدوية ثم يدعه يرتاح غادر غرفته ليتنهد سار في الممر و تعابير القلق تعلو وجهه توجه لغرفته ليرتاح قليلا فهو لم ينم طيلة الليل بسبب مرض أخيه المفاجئ مضى باقي اليوم على خير
https://up.arabseyes.com/uploads2013...2163112022.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حال الجميع؟ أتمنى أنكم بصحة جيدة و عافية أحبتي آسفة لتشويقكم كل هذا الوقت و تأخري عنكم لكن كما وعدتكم أحداث رائعة و جميلة أليست كذلك؟ حسنا ليس لديّ تعليق لهذا الفصل أي لا ثرثرة استمتعوا بها حتى الفصل القادم في أمان الله و حفظه
https://up.arabseyes.com/uploads2013...2163114834.png


Inas Fallata 03-24-2020 02:48 AM



https://up.arabseyes.com/uploads2013...4846352333.png
بعد أسبوعين قبل حلول المساء بساعتين كانت إيف تجلس على ذلك الكرسي الأزرق الفاتح واضعة رأسها على الطاولة بضجر و الهواء يلاعب خصلات شعرها وضعت الخادمة كوب العصير أمامها لتقول لها: آنستي لقد أحضرت لك العصير
لم تجبها بأي شيء لتستأذنها بالذهاب أمسكت إيف بطرف قميصها لتفزعها التفتت إليها بهدوء لتقول: ماذا هناك آنستي؟
قالت إيف: ألم يعد توماس بعد؟
قالت الخادمة بارتباك: لا لم يعد السيد توماس
تنهدت بملل شديد أتى كبير الخادم ليراهما في تلك الوضعية سأل الخادمة بإشارات من عينيه لتجيبه هي بإشارات من يدها ليقول: آنستي لقد حضر السيد ويليام للزيارة
نهضت بمرح لتقول: حقا؟ سأذهب لرؤيته الآن
تنهدا بارتياح لتبدل معالم وجهها أخيرا فالحزن و الاستياء قد لازماها لفترة ذهبت لغرفة الضيوف حيث كان ويليام ينتظرها هناك طرقت الباب لتفتحه بهدوء رسمت ابتسامة جميلة على شفتيها فور رؤيته ليبادلها الابتسامة اقتربت منه لتقول بمرح شديد: أهلا بك ويليام
قال ويليام: لم أرك منذ فترة عمتي إيف
قالت إيف: لقد أتيت في الوقت المناسب حقا فقد كدت أموت من الملل
قال ويليام: لماذا؟ أين هما مارتن و توماس؟
قالت إيف: توماس مسافر لعمل منذ أسبوعين و قبل أربعة أيام لحق به مارتن أنا وحيدة كليا
قال ويليام: كان عليك الاتصال بي إذا
ابتسمت له بمرح شديد تحدثا مطولا حتى سمعا صوت سيارة الإسعاف القريب غادرا الغرفة سريعا ليريا المسعفين يحملون توماس على تلك النقالة بدت الصدمة على وجه إيف فوجهه شاحب جدا جسده يبدو المرض يفتك به اقتربت منه سريعا ليوقفها مارتن نظرت إليه بتلك النظرات المصدومة الطالبة تفسير لما يجري أمام عينيها اكتفى فقط بذلك الصمت و إبعاد عينيه عنها انتبه لويليام الواقف هناك ليقول له: اعتني بها ريثما أعود ويليام
قال ويليام: سأفعل بالتأكيد
أمسكت بقميصه بكلتا يديها لتقول: أريد الذهاب أيضا لا يمكنك تركي هنا عليّ الذهاب
قال مارتن بشيء من الصرامة: لا لن تذهبي لأي مكان إيف
أبعدها عنه ليغادر خلف المسعفين أمسك بها ويليام ليحاول تهدئتها و لو قليلا لكن الصدمة أثرت بها كثيرا ذهب برفقتها لغرفتها أحضرت لها الخادمة بعض الماء لتشربه بهدوء أمسك ويليام بيديها ليقول لها: سيكون بخير عمتي إيف لذا لا تقلقي
لمعت الدموع في عينيها لتخفي وجهها خلف كفيها شرعت بالبكاء ليقوم باحتضانها عله يخفف عنها حزنها بقي معها لفترة ليغادر غرفتها بعد نومها تنهد بارتياح شديد ليغادر المنزل التقى بمارتن الذي بدا وجهه شاحبا و حزينا ليقول: أهي بخير؟
قال ويليام: لقد بكت كثيرا لكنها نائمة الآن هل العم توماس بخير؟
قال مارتن: أتمنى ذلك حقا
فهم ويليام المقصود من عباراته ليستأذنه بالمغادرة طلب منه عدم إخبار الآخرين بأمر توماس المريض صعد مارتن الدرجات ليتوجه لغرفة إيف طرق الباب بهدوء حتى لا يوقظها فتح الباب لينظر لجهة سريرها ليراها تجلس على طرفه و الدموع الكريستالية تتهاوى على كفيها الصغيرين اقترب منها ليقف أمامها لم ترفع رأسها إليه فهي لم تره حتى سحبها لأحضانه ليقول لها: سيكون بخير أرجوك لا تبكي سيكون بخير
زاد من احتضانه لها لتقول: إنه مريض للغاية حضوره بدأ بالاختفاء لماذا لم تخبرني بذلك؟
قال مارتن: آسف لم أرد رؤيتك هكذا كذلك توماس لذلك لم نخبرك
ارتفع صوت بكائها لتحضر الخادمة ليطلب منها المغادرة بقي معها لفترة من الوقت أراد المغادرة لكنها لم تسمح له بذلك لتقول: أرجوك ابقى معي لوقت أطول
قال مارتن: يجب عليّ الذهاب لرؤية توماس
قالت إيف: سأذهب معك إذا
تلك النظرات التي رمقها بها جعلتها تصمت غادر الغرفة و هو يشعر بالحزن لحالها وصل للمشفى تحدث مع الطبيب المشرف لبعض الوقت ثم توجه لغرفة شقيقه ليرى حالته تسوء أكثر اقترب منه ليجلس بالقرب منه فتح عينيه لينظر إليه و يقول: هل إيف بخير؟ شعرت بقلبي ينقبض فجأة
قال مارتن: اهتم بنفسك الآن سوف أهتم بأمرها لذا لا تقلق
رفع بصره للسقف ليقول: أراهن بأنها تبكي الآن حابسة نفسها في غرفتها...
أخفى عينيه بذراعه فقد بدأت تتدفق الدموع منها لا يعلم مارتن ما يفعله في موقف كهذا رؤية شخصين عزيزين عليه يتعذبان بهذه الطريقة أمر يبكي قلبه و يوقفه عن النبض ما بيده حيلة لا يستطيع القيام بأي شيء غير مراقبتهما يذرفان الدموع الحزينة أنزل رأسه ليقول بصوت منخفض: حقا ما كان علينا الأخذ بيد ذلك الرجل
عض على شفتيه بانزعاج نادما على فعلته التي لن ينساها نظر في اتجاه توماس الذي قال: عليك العودة للمنزل للاطمئنان عليها سأكون بخير فأنا لست وحيدا هنا
ابتسم له بلطف شديد ليوفي مارتن شيئا من تلك الابتسامة غادر مبنى المشفى ليحدق في البدر الدائري الفضي الجميل رؤيته مع تلك النجوم من حوله جعلت مارتن يتذكر صدى من ماضي يكاد يفقد ذكراه"في مساء ذلك اليوم الدافئ كان مارتن و توماس أطفال في الرابعة يرسمان لوحة ما قال توماس بمرح: لقد أنهيت لوحتي أتريد رؤيتها؟
قال مارتن بمرح: أجل أود ذلك
نزل توماس من كرسيه ليحمل تلك اللوحة الصغيرة ليأخذها لجهة شقيقه نظر توماس إليها عشب أخضر داكن زهور ملونة أشجار طويل سماء زرقاء بغيوم بيضاء أربعة أفراد الوالدة في الطرف الأيمن و الوالد في الطرف الأيسر أما الصغار فقد انتصفاهما تؤامان صغيران حدق مارتن طويلا في اللوحة ليمل توماس و يقول: أتصور اللوحة في عقلك؟ أخبرني ما رأيك بها و حسب
أنهى جملته لينفجر مارتن ضاحكا بسخرية على لوحته ليثير غضب و استياء و إحباط و حزن توماس الذي تجمعت دموع بلورية في عينيه قال مارتن من بين ضحكاته بينما يمسك بمعدته من شدة الضحك: هذه أغرب لوحة رأيتها في حياتي
حمل لوحته ليركض بها في اتجاه والديه اللذين يجلسان في مقدمة الحديقة الواسعة الجميلة يستمتعان بالنسيم المار بهما نظرت الوالدة في اتجاه توماس القادم في اتجاههم بذلك الوجه الموشك على البكاء لتقول: ماذا هناك توماس؟
قبل أن يجيب على سؤالها و يصل إليهم اصطدمت ساقه بشيء موجود على الأرض مما أدى إلى سقوطه على وجهه نهضت الوالدة لتقترب منه كما فعل مارتن ساعدته على النهوض لتبحث عن أي جروح أو إصابات تنهدت بارتياح لرؤيته بخير لتقول له: أأنت بخير توماس؟
قال توماس و هو يحاول حبس دموعه: لقد سخر مارتن من لوحتي
مسحت دموعه بحنان بالغ لتنظر لمارتن الذي بدا متأسفا لرؤية دموع شقيقه لتبتسم لهما بمرح شديد أمسكت باليد اليمنى لكليهما و تجعلهما يتصافحان لتقول: هيا مارتن عليك أن تعتذر
قال مارتن: أنا آسف أخي لأنني سخرت على لوحتك لم أقصد ذلك
ابتسمت لهما الوالدة بمرح شديد اقترب الوالد منهما ليحاول تهدئة الأوضاع المتوترة بينهما ليقول في النهاية: أريانا ماذا رسمتما هذا اليوم؟
أخرج توماس لوحته من خلف ظهره ليريهما مدح الوالد اللوحة و أثنى عليه قالت الوالدة بمرح شديد: ماذا عنك مارتن ماذا رسمت؟
قال مارتن: لوحتي بعيدة لكنني سأريكم ماذا رسمت
رفع وجهه للسماء المقمرة المليئة بالنجوم البراقة المغرية كقطع ألماس تناثرت على السماء السوداء الجميلة تألق ذلك الجمال في أعينهم سكنت الأجواء من حولهم اهتزت الأشجار على أنغام صوت الرياح القوية التي حركت مشاعرهم المتحابة قال الوالد: لا نزال نريد رؤية لوحتك
ابتسم له بمرح ليذهب و يحضر لوحته التي كانت أكبر بقليل من لوحة مارتن قلب اللوحة ليدهشوا جميعا من موهبته الفذة من يرى اللوحة يعتقد بأنها صورة قد التقطت نظر مارتن لتوماس باختلاس يشاهد ردة فعله ليبتسم بسعادة لرؤية ذلك الاستمتاع على وجهه الظريف قال توماس بمرح: لوحتك جميلة للغاية أخي مارتن لابد أنك ستصبح رساما عالميا كأبي
قال مارتن: شكرا لك و أنت أيضا ستصبح عازفا رائعا كأمي
قالت الوالدة: نتطلع لذلك اليوم كثيرا
قال الوالد: أجل نتطلع لليوم الذي سنحدق فيه لسماء جميلة مرة أخرى في المستقبل البعيد
رسمت ابتسامات لطيفة على وجوه الجميع السعيدة بوجودهم في عائلة سعيدة" صعد السيارة التي أحضرته لهنا بهدوء أسند رأسه للخلف مغمضا عينيه المثقتلين بالهموم و الحزن توقفت السيارة قرب باب المنزل ليفتح عينيه تنبه بأن بعض الوقت قد مر و هم يقفون هناك قال السائق الذي رأى ملامح الاستغراب على وجهه: آسف سيدي لكنك بدوت مرهقا كثيرا هذه الأيام و لم أرد إزعاجك
ابتسم له مارتن ليقول له: شكرا لك آسف لجعلك تقلق عليّ هكذا
فتح باب السيارة بهدوء ليصعد الدرجات القليلة و يدخل المنزل تنبه لوقوف بعض الخادمات متجمعات أمام الدرج كما حال بعض الخدم الموجودين خارج المنزل نظر لكبير الخدم الذي ينزل الدرجات و هو يطلق تلك التنهيدة المرتاحة اقترب منه لينحني و يقوم بإلقاء التحية ليقول: كيف هو حال السيد توماس؟
قال مارتن: لم يتحسن بعد لكنه سيكون بخير قريبا لكن أخبرني ما كل هذا؟
قال كبير الخدم: لقد حاولت الآنسة بضع مرات مغادرة المنزل لذلك طلبت منهم سد جميع المخارج بالتناوب أتمنى بأنني لا أفعل شيئا سيئا
قال مارتن: لا أبدا أحسنت فعلا سأذهب لأرتاح في غرفتي الآن
انحنت الخادمات فور مروره بجوارهن توجه لغرفته ليلقي بجسده المتعب على السرير شعر جسده بذلك الارتياح لينام بعمق شديد مرت أيام غائمة كثيرة على تلك القلعة المتوسطة الحجم عرفت عائلة هايلون بالأمر لتقرر السيدات التناوب في زيارة إيف المتألمة و الحزينة للغاية حتى ذلك اليوم الذي أبرقت فيه السماء و أرعدت أمطرت بغزارة و الهواء الشديد يكاد يقتلع الأشجار من مكانها كان يوما عاصفا بحق منذ طليعة شمس هذا اليوم في الظهيرة التي بدت كالمساء بسبب تلك الغيوم السوداء الكثيفة التي اجتاحت السماء كانت إيف تجلس في غرفتها المغلقة منذ يومين تنظر للسماء من نافذة غرفتها هالات سوداء حفرت أسفل عينيها جسدها هزل مرتين أكثر مما كان جمالها بهت كملابس زالت ألوانها لم يعد للحياة معنى بالنسبة إليها نظرت ناحية الباب الذي طرق للمرة الرابعة هذه الساعة لم تجب كالعادة لتسمع صوت ويليام المريض القائل: عمتي أرجوك افتحي الباب سوف ينتهي بك الأمر مريضة إن استمريت على هذه الحال عمة إيــ....
أوقف قلبها صوت سقوطه و ارتطامه بالباب نهضت لتقترب من الباب توقفت في منتصف الطريق لتنزل رأسها للأرض و تحدق بحزن للدائرة الكبيرة في الأرض تداخل معها معين بحجمها توسطتها حلقات كثيرة في آخر حلقة وجدت عين بها الختم ذاته في أركان المعين نقشت أقحوانات و دماء تقطر عليها نزلت تلك الدموع من عينيها سمعت صوت الخادمات و سام الذي حاول معرفة ما جرى له سمعت صوت مارتن القائل: يبدو أنه قد أصيب بمرض توماس نفسه كان يجب أن أعرف منذ البداية
خارت قواها لتسقط أرضا لم تعد قادرة على الحراك و لا قلبها على النبض تناثر شعرها على الأرض اختلطت دموعها مع شعرها في خارج غرفتها قال سام: ماذا تقصد بذلك؟
نظر في اتجاه الباب بهدوء ليحمل ويليام و يأخذه لغرفة فارغة في الطابق نفسه طلب من الخادمات بعض الأشياء ليسرعن في إحضارها قال سام: ماذا قصدت بقولك ذاك؟
قال مارتن: ألا تعتقد بأن ما أصاب توماس غريب بعض الشيء؟ أقصد لم يمرض هكذا فجأة؟
قال سام: أجل لقد فكرت في الأمر مرارا لكنني لم أجد الحل
قال مارتن: هذه آثار اللعنة فقد لعنت عائلة وارس بألا يوجد تؤامان ذكران
قال سام: ما علاقة ويليام بذلك؟
قال مارتن: لا أعلم حقا لكنها علامات اللعنة ليس لديّ أدنى شك بذلك
حاولا التفكير في الأمر و تخفيف ذلك المرض عليه سمعا صوت ركض في الخارج ليقررا الذهاب و اكتشاف ما حدث نظرا لوالدة رين و ليزا و شقيقة آن التي أتت عوضا عن شقيقتها و بعض الخادمات بتلك الوجوه المصدومة الخائفة ارتعشت أطراف بعضهن اقترب سام منهن ليقول: ماذا حدث؟
أشارت إحدى الخادمات ناحية غرفة إيف مفتوحة الباب الظلمة لم تسمح لهما برؤية المقصود من ذلك أبرقت السماء فأضاءت الغرفة ليصدما من رؤية جسد إيف الساقط على الأرض بطريقة مريبة توسعت عينيهما لرؤية تلك الدماء التي تسربت من جسدها قدم مارتن قدمه لداخل الغرفة ليسمع صوت إيف تخاطريا كما فعل الجميع قالت تلك الكلمات و الألم يكاد يقتلها: لا يجب على أحد الدخول لهذه الغرفة لا تحاولوا ردعي أرجوكم سأنفذ ما عليّ فعله
تقلبت تلك التعابير لصدمات شديدة قال مارتن: توقفي عن هذا إيف لن تحلي الأمر بهذا أبدا
لاحظ الجميع اختفاء صوتها و حضورها و جسدها من المكان بدأ القلق يتسرب في الأشخاص الموجودين فكر سام في أمر ما ليسرع في الذهاب لغرفة ويليام القابعة في بداية الممر استغرق منه عشرة دقائق للوصول فتح الباب بقوة ليرتطم بالجدار نظر للنافذة المفتوحة و الستائر تتطاير بسبب الرياح العنيفة في الخارج انتبه لآثار الأقدام القادمة في النافذة لتتوقف أمام سرير ويليام نظر إليه ليراه يتحسن تدريجيا حضر مارتن ليلتفت إليه و يقول: لقد كانت هنا على ما يبدو
قال مارتن: هذا سيء لابد أنها قد جنت تماما
قال سام: انظر لهذا مارتن
نظر مارتن لآثار الأقدام التي قصدها دهش كثيرا لرؤيتها تتراجع للخلف و تختفي رأيا طيفا لإيف يهمس في أذن ويليام بشيء ما و تلك الدموع تسير على وجنتيها اختفى ذلك الطيف بعد خروجه من النافذة شعرا بشيء غريب يخرج من رأسيهما قال مارتن: لقد جنت تماما ذكرياتنا عنها بدأت بالاختفاء سأذهب لأجدها
قال سام: لا تتهور الخروج في مثل هذا الجو يعد جنونا
قال مارتن: أنا مجنون كفاية لفعل ذلك
غادر مارتن المكان مسرعا ليتجه للمشفى فتح باب غرفة توماس ليلتقط أنفاسه المخطوفة منه رفع رأسه ليراها تجثو على ركبتيها واضعة رأسها على طرف السرير و شعرها الطويل قد غزا البقعة التي جلست عندها نظر لوجه شقيقه الذي بدأ يعود لما كان عليه اقترب منه عندما رأى أصابع يده اليسرى تتحرك بهدوء وقف بالقرب منه لينهض و يجلس باعتدال ليقول: ماذا هناك مارتن؟ لم يبدو الإرهاق على وجهك هكذا؟
شعر بشيء قريب من يده لينظر إليه تفاجأ من وجود إيف بتلك الوضعية في الغرفة و هي مبللة ملابسها أكبر منها لسبب مجهول نظر لمارتن ليستفسر منه أبعد وجهه عنه بحزن و خوف مما قد يحدث له نظرا كلاهما لإيف التي نهضت تفرك عينيها بهدوء و تقول: ما هذا المكان؟
نظرت إليهما بدهشة نهضت من مكانها لتتراجع للخلف سريعا ارتطمت بالكرسي الموضوع قرب النافذة تشبثت بالستائر لتقتلع و انزلقت بثيابها المبللة لتسقط أرضا ظهرت تعابير الألم على وجهها البريء و الصغير اقترب مارتن منها ليساعدها لتبتعد عنه أكثر و تختبئ خلف الستائر التي توشك على السقوط لتقول: من تكونان؟ و أين أنا؟
تعجبا ذلك و دهشا من ردة فعلهما ليقول توماس: ماذا حدث لك إيف؟
قالت إيف بصدمة: كيف تعرف اسمي؟
صدم كلاهما من إجابتها المستفهمة بتلك التعابير تبادلا النظرات المستعجبة مما يحدث من حولهما قال مارتن: ألا تعرفين من أكون؟ أو من يكون؟
هزت رأسها نافية ذلك قال توماس: ألا تعرفين من أكون؟
نظرت إليه تحاول تذكر أي شيء لكن لا فائدة صدم كلاهما فكر مارتن في الأمر ليقول: لابد أنها فكرت في طريقة لتعطيل اللعنة
قال توماس: ماذا تقصد بكلامك هذا؟
قال مارتن: لقد قامت بإلقاء لعنة معاكسة لعلاجك و ويليام فقد كان مرضكما بسبب اللعنة الأولى التي ألقتها
نظرا إليها باستغراب لتبادلهما تلك النظرات المتوترة الخائفة ذهب مارتن ليطلب طبيبا يفحصها و يخبر عائلة هايلون بالأمر أتوا للزيارة لتختبئ خلف الممرضة التي شعرت بالتوتر في ذلك الجو لتقول لها فانتين بابتسامة مرحة: إيف لن نقوم بإيذائك لذا دعي الممرضة تذهب
شدت قميص الممرضة لتقول لهم: يبدو أنها خائفة للغاية
دخل الطبيب كبير السن لينظر الجميع إليه اقترب من سريرها حيث كانت تقف الممرضة جلس على الكرسي ليبتسم لها و يقول بلطف: كيف حالك بنيتي؟
ابتعدت إيف عن الممرضة ليفاجأ الجميع من الدموع التي سالت على وجنتيها نهضت لترتمي بين أحضان ذلك الطبيب الذي عانقها بحنان ليقول لها: كل شيء بخير لا داعي للبكاء فأنت لم تعودي طفلة
قالت إيف: جدي لا أعرف ماذا يحصل هنا و لا أعرف هؤلاء الأشخاص لكنهم يحاولون خداعي أنا واثقة من ذلك لا أريد رؤيتهم إنهم يخيفونني
كادت إليسيا أن تنفي ما قالته لكنه أشار لها أن تصمت و تغادر برفقة الآخرين فعلوا ذلك ليبقوا في الممر منتظرين ما سيحصل تاليا غادر الطبيب الغرفة مع الممرضة التي سبقته في المغادرة بعد انحناءة بسيطة قالت كاثرين: أهي بخير أيها الطبيب؟
قال الطبيب: أجل هي بخير
قالت فانتين: أأنت جدها حقا؟
قال الطبيب: لا لست كذلك يبدو بأنكم تعرفونها لكن ليس جيدا
قالت السيدات: أجل هذا صحيح
نظروا لمارتن القادم ركضا في اتجاههم ليلتقط أنفاسه الهاربة منه ليقف و يقول: كيف هو حالها؟
قال الطبيب: بخير لا داعي للقلق فقد فقدانها لذكرياتها أمر مريب حقا
قال مارتن: أعتقد أن للأمر علاقة باللعنة التي ألقتها من قبل
قال الطبيب: سأبحث في الأمر لاحقا
قالت فانتين: لقد أخبرتنا بأنك تعرفها لذا هلا أخبرتنا كيف ذلك؟
قال الطبيب: سوف نحدث جلبة لو تحدثنا هنا لذا لنترك ذلك لوقت آخر
تفهموا الأمر و عادوا لمنازلهم مرت أيام هادئة رفضت إيف العودة للقلعة بقت في منزل الطبيب لفترة طويلة حتى ذلك اليوم الذي استيقظت فيه نظرت للساعة القريبة من سريرها لتراها الثامنة صباحا نهضت لتجلس على طرف السرير تفرك عينيها دخلت الحمام لتغادره طرق باب الغرفة لتنظر للباب ليقول الطارق: آنسة هايلون لقد طلب السيد استعدادك سيكون هناك زوار في وقت قصير
قالت إيف: حسنا سأجهز
فتحت خزانتها لتخرج بنطالا بنيا داكنا يصل لمنتصف الساق و بلوزة بنية بدرجة أفتح مخطط تصل لأسفل الخصر بأكمام طويلة ارتدت حذاء أبيض بكعب متوسط رفعت شعرها الطويل بمطاط أبيض غادرت الغرفة لتسير في الممر بهدوء تفكر فيما ستفعله هذا اليوم وقفت أمام الحديقة لتسعد برؤية تلك الأزهار المتفتحة لتقترب منها بمرح شديد و تقول: لقد أصبحت كبيرة و جميلة للغاية
رسمت ابتسامة سعيدة على وجهها لفت انتباهها صوت الأعشاب التي صدرت عن خطوات شخص قريب منها رفعت رأسها لترى الوجه المبتسم الناظر إليها فزعت منه لكنها لم تستطع الهروب اعتدل في وقفته ليبتسم لها بمرح شديد و يقول: لم أرك منذ فترة طويلة إيف
نهضت لتبدأ بالركض حالما حانت لها الفرصة وصلت للطابق الثاني لتدخل إحدى الغرف الفارغة لتستند على الباب بإرهاق وضعت يديها على صدرها الهابط و المرتفع تصبب العرق من جبينها قالت في نفسها: من يكون هذا الشخص؟ لقد كان يحدق بي و أيضا تسلل إليّ
طرق الباب من خلفها ليعود قلبها للنبض بسرعة من جديد ابتعدت عن الباب خطوات قليلة لتسمع صوت الطبيب القائل: إيف هل أنت بخير؟
اقتربت من الباب لتفتحه تعجب الطبيب الخوف البادي على وجهها ابتسم لها بمرح شديد ليقول: هيا بنا يجدر بنا لقاء ضيوفنا
قالت إيف: أيجب عليّ ذلك حقا جدي؟
قال لها الطبيب: أجل فهم هنا اليوم من أجلك ستعودين معهم قريبا
قالت إيف: لا أريد ذلك أبدا أريد البقاء هنا فأنا لا أعرفهم
ابتسم لها ليخفف من خوفها الطاغي عليها غادرا الغرفة معا ليتوجها للحديقة هناك كانت عائلة هايلون تستمتع بالهواء العليل في هذا الوقت من النهار و منظر الحديقة الأخاذ أحيطت بسياج من أزهار ملونة جميلة تنشر أريجها في المكان أحاديثهم المرحة لم تتغير قالت إيفلين: يبدو أنهم يقضون وقتا عصيبا معها
قال جيرالد: لا أعتقد ذلك فمعرفتها بالطبيب و أهله يسهل الأمر عليها
قال التؤامان: نحن متشوقان لمعرفة ماضيها حقا نريد سماع تلك القصة
قال آرثر: أنا واثق بأن هذا هو الأمر الوحيد الذي أتى بكما لهنا
قال التؤامان بمرح شديد: بالتأكيد فنحن نحب معرفة مثل هذه الأمور
قالت والدتهما: إن حاولتما إزعاجها سوف تعاقبان حقا
قال والدهما: نعرف بأنكما ستحاولان ذلك لذا احذرا جيد و إلا فالقادم أسوأ
شعرا بالرعب يتملكهما من تهديد والديهما بتلك الطريقة القاتلة ضحكوا عليهما بمرح شديد كان الجميع في ذلك الجو مستمتعا بوقته عدا ويليام العبوس و الحزين كان والديه يراقبانه بهدوء ليتنهدا بقلق عليه قالت ليندا بهمس: هو هكذا منذ شفائه لا أعرف حقا ما الذي يحزنه هكذا
قال سام بطريقة مماثلة: واثق بأنه حزين لعدم تذكر إيف لأي أحد
قالت ليندا: لكنها لم تلتقيه بعد فلم كل هذا الوجوم؟
قال سام: هذا كل ما لديّ
تنهدا مجددا ليحدقا بالشخصين اللذين غيرا الأجواء فور حضورهما تبسما لهم بمرح شديد ليقول الأول بمرح شديد: مرحبا جميعا منذ فترة طويلة جدا لم أركم هل اشتقتم إليّ؟
تبسمت تلك الوجوه لسؤاله بتلك الطريقة اللطيفة مرت فترة طويلة منذ آخر مرة رأوه فيها ليقول الثاني بنبرته اللطيفة: صباح الخير كيف حال الجميع اليوم؟
اقتربا من تلك الطاولة الشبه الخالية القريبة من المدخل ليجلسا عليها و يلقيا التحية على من كان فيها قال سام: يبدو أنكما نشيطين للغاية هذا اليوم
قال توماس: أجل فهذه المرة الثانية التي أخرج فيها منذ وقت طويل و كنت قد بدأت أشعر بالملل فمارتن غير ممتع أبدا
قال مارتن: أنا آسف لكوني غير ممتعا
قالت ليندا: من الجيد رؤيتك بصحة جيدة مجددا توماس
قال توماس: شكرا لك
وجه ناظريه لويليام الذي بدا حاضرا بجسده و روحه في مكان مختلف حدق فيه لوقت طويل حتى انتبه له ويليام ليرسم ابتسامة خفيفة على وجهه ليقول: صباح الخير عمي توماس و مارتن
قال مارتن: لماذا قدمته عليّ؟ أنا الأكبر كما تعلم
قال توماس: أنا آسف لكنني حبيب الملايين
قال مارتن: و إن يكن الأكبر يبقى دائما أولا
قالت ليندا بمرح: لا داعي للشجار فهو وضعكما في المرتبة نفسها
قال سام: حقا كم هو عمركما؟ تتصرفان كطفلين
قال مارتن: لا أريد إخباركم سوف تظنون بأنني عجوز
ضحكوا بمرح شديد قال لويس: ألم تخبرا ليو و مايك بالأمر؟
قال توماس: لقد كنا عندهما بالأمس و قمنا بإزعاجهما لديهما الكثير ليفعلاه هذا اليوم لذلك لم نقم بإخبارهما بالأمر
قال والد فينوس: أعتقد بأنهما قد مرا بوقت عصيب جدا
قالت آن: أشفق على ليزا و جوليا حقا
ضحكوا بمرح شديد عليهما تحدثوا كثيرا كان هناك شخص يراقبهم من النافذة يحدق بكل تلك التعابير البسيطة و السعيدة على وجوه جميع الحاضرين وضع الطبيب يده على كتفه بهدوء التفت إليه ليرى ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول: هيا بنا إيف لنذهب لقد تركنا ضيوفنا ينتظرون كثيرا
أعادت إيف ناظريها إليهم لتشعر بالخوف يتسلل إليها لم تشعر بالارتياح سارت خلفه بهدوء حتى وصلا للحديقة نظروا جميعا إلى الطبيب ليروا تلك الابتسامة تزين شفتيه ليقول لهم: صباح الخير أتمنى أنكم تقضون وقتا ممتعا
تبسموا له جميعا ليردوا التحية عليه تنبهوا للشخص الواقف خلفه محاولا الاختباء عرفوه جميعا قالت فانتين بمرح: مرحبا إيف
لم تجبها إيف حاولت الهرب لكن لويس وقف ليمنعها من ذلك ليقول لها: التقينا مجددا إيف
تعابيرها الخائفة و المتوترة أضحكته كثيرا ليقول التؤامان: هذا غير عادل لم لا تعاقبون لويس أيضا؟ فهو يقوم بإزعاجها
قال الوالد: أنتما مزعجان للغاية لذا محاولتكما فقط ستقتلكما بالتأكيد
وضعا تلك التعابير المنزعجة على وجهيهما حركت إيف الكرسي لتجلس خلف الطبيب ليقول لهم: أرجو أن تعذروها فهي هكذا منذ وقت طويل
قال مارتن: نعرف هذا جيدا فقد عشنا معها لفترة
قال توماس: حقا أشعر بحزن شديد لعدم تذكرها لي من بين الجميع
ضحكوا على تلك التعابير المدعية التي وضعها ليقول الطبيب: أتمنى بأنني لا أخذ من وقتكم الكثير
قال والد لويس: لا أبدا فنحن متفرغون تماما
قال الطبيب: حسنا بداية أعرف عن نفسي أنا ألفريد رويس كنت أحد أفراد منظمة ديمتري روبنسون هناك التقيت بإيف
لم يندهش من تلك التعابير المصدومة على وجوهم لتقول كاثرين: منظمة ديمتري روبنسون؟ أليست المنظمة التي قامت بالعديد من التجارب السيئة؟
قال زوجها: أجل أعتقد ذلك لكن ماذا تفعل إيف هناك؟
قال الطبيب بعد نظراته الصامتة لها: أتمنى بأن تخبرينا بذلك إيف
هزت رأسها نافية ذلك لا تريد تذكر ماضي أرادت نسيانه كثيرا ليبتسم و يقول عنها: إيف أو المعروفة بذكاء الكون كانت تعمل هناك على تطوير الكثير من الاختراعات و إعداد التجارب لقد كانت حجر أساس تلك المنظمة لا شيء يتم أو ينتهي دون أن تنظر فيه لا أعرف الكثير عنها لكننا بقينا معا فترة طويلة و اختفت بعدما دمرت تلك المنظمة و لم أعرف عنها أي شيء رؤيتها بعد كل هذه الفترة و لم يتغير أي شيء فيها صدمني حقا كنت أود سؤالها لكنها فاقدة لكل تلك الذكريات كما لو أن الزمن عاد بها لفترة بعد مغادرتها المنظمة
قال لويس: كم كان عمرها في ذلك الوقت؟
قال الطبيب: إن تذكرت جيدا كانت في عقدها العاشر أو الثامن
حل الصمت المكان و هم يفكرون بالأمر حتى قال التؤامان بصدمة: ماذا؟ هذا مستحيل للغاية نحن لم نستطع قراءة مجلدا عن التعاويذ في ذلك الوقت
بدأ الجميع يفكر في ذلك الموضوع و عن مدى ذكائها حتى أوقف تفكيرهم ذلك الصوت القائل: إيف ابنة العالمة روث وارس وراثيا فهي ليست بشخص عادي أبدا توفيت بعد إنجابها بأسبوع تربت في ميتم روبنسون حيث قام باستغلالها حاولت الكثير من العائلات فعل المثل لكن عائلة هايلون أوقفت ذلك بتبينها أليس كذلك عزيزتي إيف؟
نظر الجميع للرجل الواقف أمام إيف المصدومة من رؤية هذا الرجل شعرت بنبضات قلبها تغير مجرى الهواء من حولها لم تعجبه النظرات التي رمقته بها وجه أنظاره لتوماس الذي وقف بصدمة بالغة لرؤية ذلك الرجل نظر مارتن إليه باستغراب ليقول: أتعرف هذا الرجل من قبل توماس؟
تغيرت تلك التعابير على وجهه لأخرى غاضبة منزعجة تود قتله ضحك بهدوء ليقول و يرسم ابتسامة خبيثة: لم أرك منذ فترة طويلة جدا توماس هل تستمتع بحياتك الآن؟
نهضت إيف لينظر إليها بشيء من الانزعاج تحركت شفتيها المترددة لتنطق بتلك الكلمات المرتعبة قائلة: ماذا تفعل هنا أليكساندر؟
ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: أتيت للزيارة بعدما عرفت بما جرى لك حبيبتي و ماذا قد يجعلني آت لهذا المنزل؟
نظر للطبيب بتلك النظرات التي تنزل بمستواه للحضيض لم يهتم الطبيب بتلك النظرات الموجهة إليه قال والد فينوس: هلا عرفتنا بنفسك رجاء؟
قال توماس: لا داعي لذلك فهو سيغادر هذا المكان فورا
قال أليكساندر: لا أعتقد بأنك من يحدد ذلك توماس
انزعج توماس ليبدل الأجواء المحيطة به قال لويس: اهدأ قليلا توماس فهذا لن يجدي نفعا
نظر أليكساندر إليه ليحاول تحديد هوية هذا الشخص تحركت إيف لتطلب بهدوء من ذلك الشخص اللحاق بها ليفعل بابتسامة سعيدة كانت إيف تريد الابتعاد عن الحديقة الخلفية و عن المنزل رأتها إحدى الخادمات تقف بالقرب من باب المنزل لتقول لها: أأنت ذاهبة إلى مكان ما آنسة هايلون؟
قالت إيف بابتسامة واهنة: لن أتأخر في العودة رجاء أخبري جدي بذلك
قالت الخادمة: حسنا لكن من السيد الذي معك؟
قالت إيف: سأغادر الآن
تعجبت الخادمة تصرفها ذلك أغلقت إيف الباب بهدوء لترى أليكساندر يقف هناك يحدق بالسماء أبعدت عينيها عنه لتسير أمامه غادرت منطقة المنزل ليقف و يقول لها ليجبرها على الوقوف: إلى متى تريدين السير؟ بل إلى أين تريدين الذهاب؟
توقفت عن المسير لتنزل برأسها بصمت شديد ذلك الصمت زاد برودة هواء الخريف سار عدة خطوات ليقترب منها وقف أمامهما ليصدم من تلك الدموع التي تساقطت بانتظام من عينيها الغارقتين بها حدق في ذلك الوجه كثيرا اشتاق لرؤيته عن كثب هكذا حاول مسح تلك الدموعها لكنها ابتعدت عنه لتقول بصوتها الباكي: لماذا أنت هنا؟ لماذا؟ ماذا تفعل بقدومك؟ أريد أن أعرف أخبرني
اعتدل في وقفته لينظر إليها تحاول نفض تلك الأحزان عن قلبها و الدموع عن عينيها قال أليكساندر: ألا تريدين العودة إليّ؟ لقد تركتني لمرات كثيرة لكنني لم أعد أتحمل ذلك إيف
نظرت إليه لترى غيوم الحزن تحوم حوله لحقت بعينيه الصاعدتان للسماء تلك العادة لم تفارقه اقتربت منه بخطواتها الصغيرة لتمد ذراعيها النحيلتين لتطوقه بها أنزل رأسه إليها ليراها تعانقه محاولة تدفئة المشاعر الباردة في صدره ليضع يده على رأسها ليقول لها: أأعد هذه إجابة إيف؟ يبدو أنني مكروه للغاية
قالت إيف: لماذا دائما تفهم الأشياء معكوسة؟ لذلك لم تستطع النجاح في تجاربك
ارتسمت ابتسامة على وجهه رفعت وجهها المحمر بتلك الابتسامة الجذابة ليقول لها: فقدانك لذكرياتك و عودتك لهذا العمر يعني أمرا واحد فقط قمت بتعطيل تلك اللعنة أليس كذلك؟
قالت إيف: لعنة؟ عن أي شيء تتحدث؟
قال أليكساندر: أنت لا تتذكرين حقا حسنا سوف أعطيك هذه الهدية بمناسبة إيجادك لشخص تحبينه حقا أخيرا بالرغم من أنك ستكرهيني كثيرا بعد ذلك لكن في النهاية هي ذكرياتك
قالت إيف: أنا واثقة بأنني لن أفعل أليكس مهما فعلت فأنت أول شخص حرك قلبي النائم
نظر لابتسامتها المشرقة ليبادلها الابتسامة ابتعد عنها قليلا خلع قفازه ليضع يده على رأسها تكونت حوله غمامة زرقاء فاتحة شعرت إيف بقواها تضعف شيئا فشيئا عند الآخرين في الحديقة قالت آن: ما قصة ذلك الرجل؟ يأتي و يرحل كيفما يشاء
قال الطبيب: لا تهتمي لأمره كثيرا فهو هكذا دائما لا أعرف حقا ما الذي يعجبها فيه
قال التؤامان: أهي معجبة بهذا الرجل المتوحش؟
قالت إيفلين: ربما هو يخفي شخصيته خلف ذلك القناع
قال جيرالد: لا أعتقد ذلك فقد كان ينوي قتل العم توماس بالفعل
قال مارتن: حقا لم تخبرني من قبل بأنك تعرفه شخصيا
قال توماس بانزعاج و هو مكتف ذراعيه عند صدره مغمضا عينيه: دعونا لا نتحدث عنه مجرد ذكر اسمه يصيبني بالغثيان
قال سام: لم أتوقع يوما ملاقاته شخصيا
قال فانتين: أليس من الخطر تركهما معا؟
قال الطبيب: لا أبدا بالرغم من شخصيته السيئة و تصرفاته إلا أنه يحب إيف كثيرا تقدم لخطبتها أربع مرات إن لم أنسى رفضته عائلة هايلون كثيرا لكنه لم يكف عن ذلك
قالت إليسيا: أربع مرات؟ هذا كثير جدا
قالت آن: كنت أفكر بقول هذا أيضا
قال الطبيب: لا أحد عداهما يعرف ماضيهما
قال مارتن: يبدو أنهما مقربان جدا
انزعج توماس من كلمات شقيقه الذي رسم ابتسامة ظريفة على شفتيه تحدثوا بعيدا عن ذلك الموضوع استمتعوا بوقتهم هناك بعد تلك الأجواء الخانقة قبيل الظهيرة بساعتين و نصف قرروا المغادرة ودعهم الطبيب و سعد بزيارتهم كثيرا عادوا لمنازلهم عند الطبيب القلق من تأخر إيف حدق بالساعة للمرة الرابعة نظر للباب الذي طرق ليقول: ماذا هناك؟
فتح الباب لتطل إيف برأسها من خلف الباب و تلك التعابير المتأسفة على وجهها دخلت لتغلق الباب خلفها بهدوء تقدمت منه و هي منزلة رأسها اقتربت منه لتجلس على الكرسي القريب منه و تقول: آسفة لتأخري هكذا
ابتسم لها بمرح ليبعد عنها التوتر و القلق ليقول: لا عليك ماذا حدث معك؟
قالت إيف: لقد كنا نتحدث عما جرى ثم أعاد لي ذكرياتي
نظر إليها باندهاش ليسعد لأجلها أخبرته بالتفاصيل عن حياتها بعدما تركته قضت يومها الأخير هناك لتستعد للمغادرة في صباح اليوم التالي حزن أهل المنزل لسماع ذلك لكنهم سعدوا بعودة ذكرياتها إليها قضت ليلة دافئة برفقتهم في الصباح الباكر أثناء توديعها للطبيب و أسرته سالت دموعها ليطلبوا منها الابتسام صعدت السيارة التي ستوصلها لمنزلها الذي فارقته كثيرا رؤيتها لبوابة المنزل أسعدتها كثيرا حملت حقيبتها الثقيلة نوعا ما ليقول السائق: أرجو أن تسمحي لي بحملها عنك يا آنسة
قالت إيف: لا أريد أن أتعبك أكثر أتمنى أن تصل للمنزل سالما
ابتسم لها بمرح شديد لينحني لها صعد السيارة ليقودها مغادرا المكان حملت تلك الحقيبة لتفقد توازنها تماسكت بالرغم من ثقل وزنها سارت ببطء في اتجاه باب المنزل لتصل أخيرا و تضع الحقيبة أرضا التقطت أنفاسها بهدوء لتعتدل في وقفتها قرعت الجرس مرات كثيرة متتالية أزعج من في داخل المنزل كان التؤامان ينزلان الدرج يريدان معرفة من المزعج الذي يفعل هذا رأيا كبير الخدم يسرع في اتجاه الباب الذي يكاد أن يتعطل جرسه فتح الباب بتلك العصبية ليدهش من الشخص الذي وقف هناك بابتسامة بريئة تبدد الغضب الذي تملكه ليقول: أهلا بعودتك للمنزل يا آنسة
قالت إيف: سعيدة برؤيتك مجددا ألبرت
ابتسم لها بمرح شديد رأى الحقيبة التي خلفها ليحملها عنها سمع صوت مارتن القائل: من هناك ألبرت؟
ظهرت إيف من خلفه بابتسامتها المعتادة ليدهشا من ذلك فهما لم يعرفا بقدومها ركضت في اتجاههما لتعانق توماس بمرح شديد ليبتسم لها بسعادة مفرطة ضرب جبينها بسبابته تألمت لتنظر إليه بعينين حزينتين لتقول: هذا مؤلم للغاية لم فعلت ذلك؟
قال توماس: هذا لأنك لا تستمعين إليّ أبدا و جعلتني أقلق كثيرا و نسيتني أيضا الأخيرة لا تغتفر أبدا
أخرجت لسانها بمرح ليبتسم لتصرفها الطفولي وجهت نظرها لمارتن الذي كان يحدق بها لفترة طويلة ليبتسم لها و يقول: أهلا بعودتك للمنزل إيف
عانقته بمرح شديد ليبادلها العناق بلطف نظرت لتوماس الذي بدأ يشعر بالغيرة لتضحك بمرح شديد و تزيد من عناقها له لتقول: أنت لا تمانع ذلك أليس كذلك توماس؟
قال توماس: بلى أمانع ذلك و بشدة أيضا
قالت إيف: هكذا إذا توقعت ذلك
قال توماس: إذا لماذا تزالين متعلقة به؟
قالت إيف بمرح شديد: لأنني أحبه كثيرا
شعرت ببراكين غيرته تنفجر لتضحك بمرح شديد و تبتعد عن مارتن الذي كان يحدق بها تصرفاتها الطفولية المرحة تضفي طابعا مختلفا للمنزل طاردها توماس للسخرية منه ليبتسم لهما بمرح شديد ثم يقول: هل أنتما طفلين أم ماذا؟
قالت إيف: عمري ثمانية عشرة عقدا فقط لذا أنا طفلة بالتأكيد
قال مارتن: هي محقة لكنك لست طفلا بالتأكيد توماس
قال توماس بانزعاج: أتقصد بأنني كبير في السن؟
قال مارتن: هذه هي الحقيقة المرة لذا لا تنزعج
ضحكت إيف بمرح شديد على تعابيره الغاضبة نظرا إليها بتلك الابتسامة السعيدة لسماع تلك الضحكات تدوي في المكان من جديد توقفت عن الضحك لتبتسم بمرح شديد انقضى اليوم و السعادة تملأ المنزل مضت أيام هادئة حتى صباح اليوم التالي كانت إيف تتناول الإفطار معهما و القصص لا تنتهي ابتسم التؤامان لها بمرح شديد انتبهآ لهدوئها ليحدقا بها نظرت لهما لتبتسم و تقول: سأذهب لزيارة أصدقائي بعد وقت قصير لذا لا تنتظرا عودتي مبكرا
قال توماس: إلى أين ستذهبين؟
قالت إيف: سأذهب لمنزل عائلة هايلون و منزل ليو و منزل مايك و منزل جاي
ابتسمت بمرح شديد لتصعد لغرفتها و هي تهمهم بلحن أغنية تحبها كثيرا وصلت للغرفة لتجلس على السرير بهدوء نظرت لأرضية الغرفة لترى الختم قد تم محيه لتسعد لذلك في الأسفل قال توماس: لقد أرهقتني هذه الفتاة كثيرا
قال مارتن: هذا دليل على تقدم عمرك
نظر توماس إليه ليبتسم لاحقا عادا لأعمالهما في غرفتيهما في منزل جاي الذي استيقظ منذ وقت قصير يتحدث مع لوسي المتعبة من عملها المتواصل و الاعتناء بفتياتها الثلاث ليقول جاي: بإمكانك الذهاب للارتياح سأبقى برفقتهن
قالت لوسي: أليس عليك الذهاب لعملك هذا اليوم؟
قال جاي بابتسامة لطيفة: لا لذا لا تقلقي
ابتسمت له بمرح شديد وضعت يدها على فمها المتثاءب نهضت من الأريكة بهدوء لتصل للباب تفاجأت من طرقه لتفتحه انحنت لها الخادمة بهدوء لتقول: هناك شخص يريد لقاؤكما
نظر جاي للساعة الفضية التي أحاطت معصمه ليراها الثامنة و النصف صباحا تعجب ذلك ليطلب من الخادمة البقاء برفقة الفتيات بينما يتفقدا الأمر ذهبا لغرفة الضيوف طرق جاي الباب قبل فتحه ليدخل و يدهش من الشخص الذي وقف هناك بتلك الابتسامة التي تزين وجهه ليقول بمرح: أتمنى بأنني لا أزعجكما
عانقتها لوسي بمرح شديد لتقول: أهلا بك إيف لا أصدق بأنني أراك مجددا
قالت إيف: أنا أيضا سعيدة برؤيتك
قال جاي: لقد أفزعتني حقا لم الزيارة المفاجئة؟
قالت إيف و هي تدعي الحزن: إذا يبدو أنني أزعجكما في النهاية
تنهدت بهدوء لتقول لوسي: لا على العكس تماما سعيدان لرؤيتك حقا
نظرت لجاي بهدوء ليبتسم بمرح شديد لها تحدثت معهما قليلا لتعتذر لوسي للمغادرة لأخذ قسط من الراحة بقت إيف مع جاي لفترة قصيرة لتعنتي بالفتيات اللاتي كن سعيدات بوجودها بقربهن ليقول جاي: حقا إن الأطفال يحبونك كثيرا
قالت إيف: أظن ذلك أيضا
قال جاي: من الجيد أنك تخلصت من توترك من مقابلة الآخرين
قالت إيف بعد ضحكة مرحة: أتظن ذلك حقا؟
ابتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل ساد الجو الهدوء بعد ذلك تعجب جاي التعابير التي وضعتها على وجهها و هي تشاهد التوائم بتلك الابتسامة الحزينة ليقول في نفسه: ربما تذكرت ليليان فهي لم تستطع البقاء بقربها في النهاية
وضع يده على رأسها لتنظر إليه باستغراب تلك الابتسامة اللطيفة التي وضعها على وجهه عرفت السبب وراء التصرف المفاجئ الذي أخرجها من شرودها و حزنها لتبتسم بمرح و تقول: أتمنى لو باستطاعتي البقاء معكم لمدة أطول لكن لديّ الكثير لأفعله لذا أراكم لاحقا
ابتسم لها بمرح شديد و قال: حسنا لكن لا توقفي قلوبنا في المرة القادمة
ضحكت بمرح شديد لتغادر منزله أطلقت تنهيدة عميقة لتحدق بالسماء الجميلة أكملت سيرها لعنوان المنزل التالي توقفت في طريقها على صوت شخص يناديها من الرصيف المقابل التفتت إليه بتلك التعابير المتعجبة لتتبدل لأخرى لطيفة فور معرفة هوية ذلك الشخص الذي قطع الشارع مع مرافقه وصلا إليها ليبتسم لها بمرح شديد و يقول: صباح الخير عمتي إيف
قالت إيف بمرح شديد: صباح الخير ويليام
التفتت للشاب الذي كان معه انحنى لها و قال: صباح الخير آنسة هايلون
قالت إيف: لا داعي لهذه الرسمية نادني إيف و حسب
قال ويليام: ماذا تفعلين هنا؟
قالت إيف: فكرت في التسكع قليلا
ضحكوا بمرح شديد لتقول: هيا أسرعا و إلا ستتأخران عن المدرسة
أكملا السير بعد توديعها بتلك التلويحة تبدل ذلك الحزن الذي شعرت به لرؤية ويليام لتبتسم بسعادة و تكمل طريقها عند توماس الذي كان مشغولا بقراءة شيء ما الصمت يجوب في الغرفة محيطا به طرق الباب ليفر ذلك الصمت دخل مارتن لتتوسع حدقتا عينيه لرؤية كل تلك الكتب على أرضية الغرفة و الطاولة و بعضها متناثر على السرير حتى خلف الباب مجموعة متراصة من الكتب القديمة ليقول له: ما كل هذا توماس؟ أتخطط للقيام بمسابقة ثقافية؟
ضحك توماس بمرح شديد لتتحول ملامحه للجدية و يقول: اسخر كما تشاء لست متفرغا الآن
قال مارتن: ماذا تفعل بكل هذه الكتب؟
قال توماس: هناك شيء ما يزعجني و أريد التحقق منه
قال مارتن: ما هو؟
أخذ نفسا عميقا ثم زفره ليحدق بمارتن و يقول: أخشى أن تفعل إيف شيئا آخر هل حقا تعطليها لتلك اللعنة بتلك السهولة؟ مجرد التفكير في الأمر يؤرقني حقا
قال مارتن: لا تقلق فهي لن تفعل شيئا كهذا مجددا
قال توماس: و كيف تضمن ذلك؟ نتحدث عن إيف هنا تفعل أي شيء دون الاهتمام بأراء الآخرين
قال مارتن: أعرف ذلك جيدا لكن علينا الثقة بها توماس
تنهد توماس ليقول: و إن يكن أرغب في فعل ذلك لأشعر بالاطمئان
ابتسم له مارتن و قال: حسنا كما تشاء سأتأكد من إخبارها حينما تعود
غادر الغرفة لتمحى تلك الابتسامة من على وجهه و يقول في نفسه: إذا لم أكن الوحيد القلق بشأنها هاه؟ بالتأكيد و ماذا قد أتوقع من أخي؟ فهو يحبها في النهاية
ابتسم بمرح شديد عاد لغرفته ليكمل بحوثه هو الآخر قبل غروب الشمس بوقت قصير وصلت إيف لمنزل عائلة هايلون لترسم الابتسامة على وجهها استقبلتها كبيرة الخدم و أرشدتها لحيث تجتمع أفراد العائلة في الحديقة الجميلة أخذت نفسا عميقا لتزفره دخلت الحديقة لتقول بمرح شديد: مساء الخير جميعا
تفاجؤوا من قدومها لكن استقبالهم كان حافلا حقا سعد الجميع برؤيتها جلست بالقرب من ويليام الذي طلب إليها ذلك ليحتكر الحديث إليها بمرح شديد قالت كاثرين: يبدو أن ويليام الوحيد المفضل لديك إيف
قالت إيف: هل يبدو الأمر كذلك؟
قال التؤامان: أجل هذا ما يبدو عليه الأمر و نحن لا تهتمين بنا أبدا
قالت إيف: ربما لأنكما....مزعجين قليلا
قالا معا: ماذا؟ حتى أنت عمة إيف
ضحكت بمرح على التعابير التي وضعاها على وجهيهما كما فعل الجميع لتقول لاحقا: صحيح سمعت بأنكما مهتمين بالأمور الغريبة
قال أليكس: ألديك شيء كهذا؟
قالت إيف: أجل لذا عندما تتفرغان تعالا لمنزلي
أخرجا هاتفيهما ليتأكدا من أي ارتباط لديهما بالغد لتبتسم لهما بمرح شديد لتقول والدتهما: أواثقة مما تفعلين إيف؟ أخشى عليك منهما
قال والده: حقا لدي شعور سيء حال هذا
قالت إيف: لا عليكما أعرف بأنهما لن يفعلا أي شيء سيء ثم أنه حقا لا يوجد شخص بإمكانه فعل ذلك سواهما
نظر الجميع للتؤامين اللذين تحمسا أكثر مع كل هذا المديح ضحكوا عليهما بمرح شديد ليقول ويليام: إذا أود القدوم أيضا
قال أليس: ألم تسمع ما قالته؟ إنه عمل لنا فقط
قال سام: و ما هو هذا الأمر؟ بدأت أشعر بالفضول
قال لويس: أنا أيضا فقد بدأت أشعر بالملل في المنزل
قالت إليسيا بمرح: هذا لأنه لم يجد يفعله ليومين فقط
قالت والدة سام: لقد كان شكله مضحك و هو يفعل الكثير من الأشياء في المنزل
قال جد لويس: لقد قام بتدليك كتفي منذ يومين
قالت والدة لويس: قام بمساعدتي في إعداد الطعام يوم أمس
قال لويس: حقا أشعر بفراغ كبير
ابتسمت إيف بمرح لتقول: أود أخذ الجميع لهناك أيضا لكن لا أستطيع كما أنهما الوحيدين القادرين على ذلك
قال جيرالد: كنت أود الانضمام أيضا لكن لا مكان لي هناك
قال أليكس: أخيرا شيء لا يستطيع أحد القيام به عدانا
قال أليس: أشعر بالسعادة يبدو أنني لن أستطيع النوم هذه الليلة
قال زوج كاثرين: إلى هذه الدرجة أنتما متحمسان؟
قالا معا بمرح: أجل
تبدلت التعابير التي علت وجوه الجميع تناولوا جميع أنواع الأحاديث استمتعوا بوقتهم كثيرا إيف اكتفت بالنظر و الاستماع إليهم مداخلتها كانت قليلة كما لو أنها أرادت حفظ ذلك في ذاكرتها اعتذرت للعودة للمنزل قبل مغادرتها المنزل وقفت أمام الباب تتحدث مع ويليام الذي لحق بها ليقاطع حديثهما صوت لويس القائل: أليس من الخطر ذهابك وحدك لذلك المكان؟ سأرافقك
قال ويليام: هذا ليس عدلا أردت فعل ذلك
قال لويس: سيقلق والديك عليك لذا من الأفضل أن تبقى هنا
قالت إيف: لا تقلقا كليكما سأكون بخير ليس كما لو أن المكان جديد عليّ
قال لويس: ربما لكن لن أدعك تذهبين وحدك
قالت إيف: أنت عنيد كمارتن تماما
ضحك بمرح شديد ليغادر برفقتها لم يتحدثا لفترة طويلة ليكسر لويس حاجز الصمت بقوله: ما الأمر الذي يستطيع التؤامين فقط فعله؟
قالت إيف بمرح: إنه سر و لن أخبرك به
قال لويس: أشعر بأن هناك شيئا ما خلف ذلك أتمنى بأن تخبريني بأن ذلك مجرد شعور خاطئ
قالت إيف: أجل إنه مجرد شعور خاطئ يبدو أن الجميع يعاملني كطفلة
ضحك بمرح شديد على التعابير الحزينة التي وضعتها ليربت على شعرها بحنان و يقول: لأنك مهمة بالنسبة إلينا و لا نريد أن نخسرك ثم أنك طفلة حقا
نفخت وجنتيها بانزعاج شديد ليضحك من جديد لتفعل كذلك هي الآخرى وصلا لمنزلها رحب بها ألبرت القلق لتأخرها في عودتها لتقول: هل توماس نائم؟ أعتقد أنني سوف أوبخ طيلة الليل
ضحك لويس بمرح شديد ليقول ألبرت: لا تقلقي فقد اتصل به السيد آرثر و أخبره بأنك ستتأخرين لبعض الوقت
قالت إيف: حقا؟ هذا جيد
قال لويس: حسنا مهمتي قد انتهت سأعود للمنزل و أراك لاحقا إيف
ابتسم لها بمرح شديد لتتبدل تلك الابتسامة فور شعوره بهالة توماس المخيفة القادمة من خلفه ليلتفت له بارتباك و يقول: مساء الخير توماس كيف حالك؟ يبدو أنك بخير جدا
قالت إيف: توماس؟ ماذا تفعل هنا؟ لقد أفزعتني حقا
قال توماس: ها قد عدت أخيرا إيف اعتقدت بأنك ستبيقين للصباح هناك
قالت إيف: لا تكن هكذا لقد ذهبت لزيارة العائلة و حسب
قال توماس: أدرك ذلك لكنك وعدت بالعودة قبل هذا الوقت
قالت إيف: أنا آسفة لقد تحمست قليلا فقط
قال لويس: سوف أغادر الآن لذا أراكما لاحقا
قال توماس: شكرا لإيصالها أتمنى بأنها لم تقم بإزعاجك
قال لويس: لا لم تقم بذلك عمتما مساء
غادر لويس المنزل ليزفر بارتياح سار في اتجاه البوابة الكبيرة ابتسم بلطف و قال في نفسه: اعتقدت بأنه سيقتلني يا إلهي إن غيرته مخيفة للغاية
عاد لمنزله ليستلقي على سريره و ينام في الصباح الباكر استيقظ التؤامان و الحماس يكاد يقتلهما كانا يسيران في الممر و هما يخمنان ما قد يكون الأمر الذي تريده إيف منهما التقيا بفانتين التي ابتسمت لهما بمرح شديد و قالت: أشك في أنكما قد نمتما جيدا فاستيقاظكما في مثل هذا الوقت مريب حقا
ابتسما لها بمرح شديد ليقولا: نحن لم نم حتى
ضحكت فانتين بمرح شديد لتكمل طريقها لغرفتها نزلا الدرجات ليريا والديهما يقفان هناك بتلك النظرات الحازمة لتقول الوالدة: سأخبركما بهذا للمرة الأخيرة إياكما و فعل شيء سيء
قال أليكس: حقا يا أمي نحن لم نعد طفلين
قالت الوالدة: أدرك ذلك لذلك أخبركما
قال الوالد: عليكما الاستماع لوالدتكما و احذرا جيدا
قال أليس: ليس كما لو أنها ستقوم بشيء سيء لنا
قال الوالد: الحذر واجب لذا انتبها لنفسيكما جيدا
أطلقا تنهيدة ارتياح في وقت واحد ليحدقا في بعضهما و يبتسما بمرح شديد لتقول الوالدة: أخيرا سأستطيع النوم
قال الوالد: أجل أشعر بالنعاس
قال التؤامين معا باستغراب: أكنتما تراقبانا طوال الوقت؟
ضحك الوالدان بمرح شديد على التعابير التي وضعاها على وجهيهما ليصعدا الدرجات دون الإجابة عليهما سارا في الممر المؤدي لغرفتهما بصمت حتى أطلقت الوالدة تنهيدة صغيرة لتقول:ما زلت لا أشعر بالارتياح ربما يجدر بنا الذهاب معهما
قال الوالد:أنا أشعر مثلك أيضا لكن ما بيدنا فعل شيء
قالت الوالدة: نظراتها تلك كانت غامضة للغاية أتمنى بأنها تكون مجرد أفكار سيئة
توقفا على صوت لويس القائل: أنتما أيضا تظنان ذلك؟
التفتا إليه ليرى تلك الابتسامة على وجهه قال الوالد: ماذا تقصد بكلامك لويس؟
قال لويس و هو يقترب منهما: أنا لست واثقا من ذلك بعد لكنني أعتقد بأن شيئا ما غريبا يحدث معها
قالت الوالدة: لم أفهم ما تقصده
قال لويس: كما لو أن شيئا آخر يتحكم بها تصرفاتها كانت مريبة بعض الشيء بالإضافة قدمت لمنزلنا من دون موعد مسبق كما فعلت مع الآخرين لذا أعتقد بأنها تقوم بشيء ما
قال الوالد: لم لم تقل شيئا مسبقا؟ هذا يعني بأنهما سيكونان في خطر
تحرك الوالد في اتجاه الدرجات و القلق يكاد يفجر قلبه كما تقلبت التعابير على وجه الوالدة ليقول لويس: علينا ترك الأمور تأخذ مجراها فنحن حتى الآن لسنا واثقين مما يجري
قالت الوالدة: لن أتركهما يخوضان شيئا كهذا و نحن لا نعرف ما مصيره سوف أذهب خلفهما بالتأكيد
سارت خلف الوالد ليتعقبا ولديهما تنهد لويس ليقول في نفسه: ربما ما كان يجدر بي إخبارهما بهذا
التفتت ليصعد الدرجات للطابق الثاني ذاهبا لغرفته عند مارتن الذي كان ينزل الدرج و هو يضع يده على فمه المتثاءب انتبه لتوماس الذي يسير و هو نصف نائم ليبتسم بمرح شديد و يسرع الخطى ليقترب منه و يقول: صباح الخير توماس
قال توماس: صباح الخير
قال مارتن: يبدو أنك لم تنم ليلة أمس
قال توماس: لا لم أفعل بسبب شخص معين
ضحك بمرح شديد فهو عرف المقصود ذهبا لغرفة الطعام ليجلسا في مكانيهما قال ألبرت: لقد طلبت الآنسة أن أخبركما بأنها قد تناولت إفطارها سابقا لذا لا تنتظراها
قال توماس: لم؟
قال ألبرت: لا أعرف حقا لكنها غادرت المنزل منذ فترة طويلة
قال مارتن: هذه الفتاة سوف تصيبيني بالجنون ألم تخبرك عن وجهتها؟
قال ألبرت: لا لكن أذكر بأنها كانت تحمل معطفا مطريا و حقيبة قماشية صغيرة حمراء اللون
قال توماس: الجو صحو في الخارج لم المعطف المطري؟ هذه الفتاة غريبة أطوار حقا
قال مارتن: ما الذي تقوله عن مخطوبتك توماس؟ سوف تحزن كثيرا لو سمعتك تقول هذا
قال توماس و هو يتثاءب بشدة: لن تفعل تحب سماع ذلك كثيرا كما لو أنه مديح لها
قال مارتن: تناول طعامك و اذهب للنوم سيكون ذلك أفضل تبدو متعبا للغاية
لم يسمع إجابة من توماس ليرفع رأسه ليرسم ابتسامة ظريفة على شفتيه كان توماس واضعا رأسه على راحة كفه نائما بالفعل تبادل الأنظار مع ألبرت الذي ابتسم بمرح انتهى مارتن من تناول الإفطار ليوقظ توماس ليذهب لغرفته تحدث مع ألبرت في بضع أمور حتى رنين جرس المنزل علت الحيرة وجهيهما ليذهب ألبرت و يفتح الباب تفاجأ كثيرا من رؤية والديّ تؤامي هايلون مع تعابير القلق التي علت وجهيهما بالإضافة لروي الذي لم يغير تعابيره الهادئة ليسمح لهم بالدخول تفاجأ مارتن ذلك ليقول: صباح الخير جميعا
قال روي: صباح الخير مارتن
قال مارتن: ما سر هذه الزيارة المفاجئة؟ يبدو أن السيدان لديهما موضوع مهم
قالت والدة التؤامين: أين هي إيف مارتن؟
تعجب مارتن سؤالها عنها بتلك النبرة التي تحمل قليل من الغضب ليقول: أحدث شيء ما سيدة لورنس؟
قال والد التؤامين: أفهم من كلامك بأنك لا تعرف شيئا
قال مارتن باستغراب أشد: عن ماذا؟
قال ألبرت: رجاء تفضلوا بالجلوس أولا
أخذهم لغرفة الضيوف و أحضر لهم كوب شاي بالنعناع لترشف الوالدة منه رشفة لتشعر بالارتياح يسكنها ليقول مارتن: هلا أخبرتموني ما يجري؟ أشعر بالضياع حقا
قال والد التؤامين: لقد حضرت إيف بالأمس لمنزلنا و طلبت من التؤامين القدوم لرؤيتها في المنزل لأجل مهمة ما
قال مارتن: ماذا؟ لم قد تفعل هذا؟
قال الوالد: لقد قالت بأنه أمر لا يستطيع أحد القيام به سواهما
فكر مارتن بأمر كهذا لفترة من الوقت الذي مر كما لو أنه ساعات طوال توقف عن التفكير حالما نظر لروي الذي كان يحدق بلوحة ما في الغرفة ليقول: لم أتيت أنت روي؟
صمت روي في البداية ليحدق الجميع به شعر بالضغط تحت أنظارهم المنتظرة إجابته ليتنهد و يقول: لقد طلب إليّ ذلك
قال مارتن: حسنا و ما هو السبب؟ أمتعلق بإيف أيضا؟
قال روي: أجل
قال مارتن: حقا إن هناك أمرا غريبا يجري هذا اليوم
قالت الوالدة: ألا تعرف إلى أين ذهبت؟
قال مارتن: للأسف لا فقد استيقظت و اكتشفت غيابها لقد قال ألبرت بأنها غادرت قبل شروق الشمس تحمل معطفا مطريا
تعجب الجميع ذلك لف الصمت المكان الجميع مشغول بالتفكير بكل هذه المعطيات الغامضة
https://up.arabseyes.com/uploads2013...6484635132.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حالكم؟ أتمنى بأنكم بخير و صحة و عافية كيف كان هذا الفصل ؟ أتمنى أنه قد نال إعجابكم في أمان الله أحبتي.
https://up.arabseyes.com/uploads2013...4846354194.png


Inas Fallata 03-24-2020 02:50 AM



https://up.arabseyes.com/uploads2013...4846352333.png
بعد أسبوعين قبل حلول المساء بساعتين كانت إيف تجلس على ذلك الكرسي الأزرق الفاتح واضعة رأسها على الطاولة بضجر و الهواء يلاعب خصلات شعرها وضعت الخادمة كوب العصير أمامها لتقول لها: آنستي لقد أحضرت لك العصير
لم تجبها بأي شيء لتستأذنها بالذهاب أمسكت إيف بطرف قميصها لتفزعها التفتت إليها بهدوء لتقول: ماذا هناك آنستي؟
قالت إيف: ألم يعد توماس بعد؟
قالت الخادمة بارتباك: لا لم يعد السيد توماس
تنهدت بملل شديد أتى كبير الخادم ليراهما في تلك الوضعية سأل الخادمة بإشارات من عينيه لتجيبه هي بإشارات من يدها ليقول: آنستي لقد حضر السيد ويليام للزيارة
نهضت بمرح لتقول: حقا؟ سأذهب لرؤيته الآن
تنهدا بارتياح لتبدل معالم وجهها أخيرا فالحزن و الاستياء قد لازماها لفترة ذهبت لغرفة الضيوف حيث كان ويليام ينتظرها هناك طرقت الباب لتفتحه بهدوء رسمت ابتسامة جميلة على شفتيها فور رؤيته ليبادلها الابتسامة اقتربت منه لتقول بمرح شديد: أهلا بك ويليام
قال ويليام: لم أرك منذ فترة عمتي إيف
قالت إيف: لقد أتيت في الوقت المناسب حقا فقد كدت أموت من الملل
قال ويليام: لماذا؟ أين هما مارتن و توماس؟
قالت إيف: توماس مسافر لعمل منذ أسبوعين و قبل أربعة أيام لحق به مارتن أنا وحيدة كليا
قال ويليام: كان عليك الاتصال بي إذا
ابتسمت له بمرح شديد تحدثا مطولا حتى سمعا صوت سيارة الإسعاف القريب غادرا الغرفة سريعا ليريا المسعفين يحملون توماس على تلك النقالة بدت الصدمة على وجه إيف فوجهه شاحب جدا جسده يبدو المرض يفتك به اقتربت منه سريعا ليوقفها مارتن نظرت إليه بتلك النظرات المصدومة الطالبة تفسير لما يجري أمام عينيها اكتفى فقط بذلك الصمت و إبعاد عينيه عنها انتبه لويليام الواقف هناك ليقول له: اعتني بها ريثما أعود ويليام
قال ويليام: سأفعل بالتأكيد
أمسكت بقميصه بكلتا يديها لتقول: أريد الذهاب أيضا لا يمكنك تركي هنا عليّ الذهاب
قال مارتن بشيء من الصرامة: لا لن تذهبي لأي مكان إيف
أبعدها عنه ليغادر خلف المسعفين أمسك بها ويليام ليحاول تهدئتها و لو قليلا لكن الصدمة أثرت بها كثيرا ذهب برفقتها لغرفتها أحضرت لها الخادمة بعض الماء لتشربه بهدوء أمسك ويليام بيديها ليقول لها: سيكون بخير عمتي إيف لذا لا تقلقي
لمعت الدموع في عينيها لتخفي وجهها خلف كفيها شرعت بالبكاء ليقوم باحتضانها عله يخفف عنها حزنها بقي معها لفترة ليغادر غرفتها بعد نومها تنهد بارتياح شديد ليغادر المنزل التقى بمارتن الذي بدا وجهه شاحبا و حزينا ليقول: أهي بخير؟
قال ويليام: لقد بكت كثيرا لكنها نائمة الآن هل العم توماس بخير؟
قال مارتن: أتمنى ذلك حقا
فهم ويليام المقصود من عباراته ليستأذنه بالمغادرة طلب منه عدم إخبار الآخرين بأمر توماس المريض صعد مارتن الدرجات ليتوجه لغرفة إيف طرق الباب بهدوء حتى لا يوقظها فتح الباب لينظر لجهة سريرها ليراها تجلس على طرفه و الدموع الكريستالية تتهاوى على كفيها الصغيرين اقترب منها ليقف أمامها لم ترفع رأسها إليه فهي لم تره حتى سحبها لأحضانه ليقول لها: سيكون بخير أرجوك لا تبكي سيكون بخير
زاد من احتضانه لها لتقول: إنه مريض للغاية حضوره بدأ بالاختفاء لماذا لم تخبرني بذلك؟
قال مارتن: آسف لم أرد رؤيتك هكذا كذلك توماس لذلك لم نخبرك
ارتفع صوت بكائها لتحضر الخادمة ليطلب منها المغادرة بقي معها لفترة من الوقت أراد المغادرة لكنها لم تسمح له بذلك لتقول: أرجوك ابقى معي لوقت أطول
قال مارتن: يجب عليّ الذهاب لرؤية توماس
قالت إيف: سأذهب معك إذا
تلك النظرات التي رمقها بها جعلتها تصمت غادر الغرفة و هو يشعر بالحزن لحالها وصل للمشفى تحدث مع الطبيب المشرف لبعض الوقت ثم توجه لغرفة شقيقه ليرى حالته تسوء أكثر اقترب منه ليجلس بالقرب منه فتح عينيه لينظر إليه و يقول: هل إيف بخير؟ شعرت بقلبي ينقبض فجأة
قال مارتن: اهتم بنفسك الآن سوف أهتم بأمرها لذا لا تقلق
رفع بصره للسقف ليقول: أراهن بأنها تبكي الآن حابسة نفسها في غرفتها...
أخفى عينيه بذراعه فقد بدأت تتدفق الدموع منها لا يعلم مارتن ما يفعله في موقف كهذا رؤية شخصين عزيزين عليه يتعذبان بهذه الطريقة أمر يبكي قلبه و يوقفه عن النبض ما بيده حيلة لا يستطيع القيام بأي شيء غير مراقبتهما يذرفان الدموع الحزينة أنزل رأسه ليقول بصوت منخفض: حقا ما كان علينا الأخذ بيد ذلك الرجل
عض على شفتيه بانزعاج نادما على فعلته التي لن ينساها نظر في اتجاه توماس الذي قال: عليك العودة للمنزل للاطمئنان عليها سأكون بخير فأنا لست وحيدا هنا
ابتسم له بلطف شديد ليوفي مارتن شيئا من تلك الابتسامة غادر مبنى المشفى ليحدق في البدر الدائري الفضي الجميل رؤيته مع تلك النجوم من حوله جعلت مارتن يتذكر صدى من ماضي يكاد يفقد ذكراه"في مساء ذلك اليوم الدافئ كان مارتن و توماس أطفال في الرابعة يرسمان لوحة ما قال توماس بمرح: لقد أنهيت لوحتي أتريد رؤيتها؟
قال مارتن بمرح: أجل أود ذلك
نزل توماس من كرسيه ليحمل تلك اللوحة الصغيرة ليأخذها لجهة شقيقه نظر توماس إليها عشب أخضر داكن زهور ملونة أشجار طويل سماء زرقاء بغيوم بيضاء أربعة أفراد الوالدة في الطرف الأيمن و الوالد في الطرف الأيسر أما الصغار فقد انتصفاهما تؤامان صغيران حدق مارتن طويلا في اللوحة ليمل توماس و يقول: أتصور اللوحة في عقلك؟ أخبرني ما رأيك بها و حسب
أنهى جملته لينفجر مارتن ضاحكا بسخرية على لوحته ليثير غضب و استياء و إحباط و حزن توماس الذي تجمعت دموع بلورية في عينيه قال مارتن من بين ضحكاته بينما يمسك بمعدته من شدة الضحك: هذه أغرب لوحة رأيتها في حياتي
حمل لوحته ليركض بها في اتجاه والديه اللذين يجلسان في مقدمة الحديقة الواسعة الجميلة يستمتعان بالنسيم المار بهما نظرت الوالدة في اتجاه توماس القادم في اتجاههم بذلك الوجه الموشك على البكاء لتقول: ماذا هناك توماس؟
قبل أن يجيب على سؤالها و يصل إليهم اصطدمت ساقه بشيء موجود على الأرض مما أدى إلى سقوطه على وجهه نهضت الوالدة لتقترب منه كما فعل مارتن ساعدته على النهوض لتبحث عن أي جروح أو إصابات تنهدت بارتياح لرؤيته بخير لتقول له: أأنت بخير توماس؟
قال توماس و هو يحاول حبس دموعه: لقد سخر مارتن من لوحتي
مسحت دموعه بحنان بالغ لتنظر لمارتن الذي بدا متأسفا لرؤية دموع شقيقه لتبتسم لهما بمرح شديد أمسكت باليد اليمنى لكليهما و تجعلهما يتصافحان لتقول: هيا مارتن عليك أن تعتذر
قال مارتن: أنا آسف أخي لأنني سخرت على لوحتك لم أقصد ذلك
ابتسمت لهما الوالدة بمرح شديد اقترب الوالد منهما ليحاول تهدئة الأوضاع المتوترة بينهما ليقول في النهاية: أريانا ماذا رسمتما هذا اليوم؟
أخرج توماس لوحته من خلف ظهره ليريهما مدح الوالد اللوحة و أثنى عليه قالت الوالدة بمرح شديد: ماذا عنك مارتن ماذا رسمت؟
قال مارتن: لوحتي بعيدة لكنني سأريكم ماذا رسمت
رفع وجهه للسماء المقمرة المليئة بالنجوم البراقة المغرية كقطع ألماس تناثرت على السماء السوداء الجميلة تألق ذلك الجمال في أعينهم سكنت الأجواء من حولهم اهتزت الأشجار على أنغام صوت الرياح القوية التي حركت مشاعرهم المتحابة قال الوالد: لا نزال نريد رؤية لوحتك
ابتسم له بمرح ليذهب و يحضر لوحته التي كانت أكبر بقليل من لوحة مارتن قلب اللوحة ليدهشوا جميعا من موهبته الفذة من يرى اللوحة يعتقد بأنها صورة قد التقطت نظر مارتن لتوماس باختلاس يشاهد ردة فعله ليبتسم بسعادة لرؤية ذلك الاستمتاع على وجهه الظريف قال توماس بمرح: لوحتك جميلة للغاية أخي مارتن لابد أنك ستصبح رساما عالميا كأبي
قال مارتن: شكرا لك و أنت أيضا ستصبح عازفا رائعا كأمي
قالت الوالدة: نتطلع لذلك اليوم كثيرا
قال الوالد: أجل نتطلع لليوم الذي سنحدق فيه لسماء جميلة مرة أخرى في المستقبل البعيد
رسمت ابتسامات لطيفة على وجوه الجميع السعيدة بوجودهم في عائلة سعيدة" صعد السيارة التي أحضرته لهنا بهدوء أسند رأسه للخلف مغمضا عينيه المثقتلين بالهموم و الحزن توقفت السيارة قرب باب المنزل ليفتح عينيه تنبه بأن بعض الوقت قد مر و هم يقفون هناك قال السائق الذي رأى ملامح الاستغراب على وجهه: آسف سيدي لكنك بدوت مرهقا كثيرا هذه الأيام و لم أرد إزعاجك
ابتسم له مارتن ليقول له: شكرا لك آسف لجعلك تقلق عليّ هكذا
فتح باب السيارة بهدوء ليصعد الدرجات القليلة و يدخل المنزل تنبه لوقوف بعض الخادمات متجمعات أمام الدرج كما حال بعض الخدم الموجودين خارج المنزل نظر لكبير الخدم الذي ينزل الدرجات و هو يطلق تلك التنهيدة المرتاحة اقترب منه لينحني و يقوم بإلقاء التحية ليقول: كيف هو حال السيد توماس؟
قال مارتن: لم يتحسن بعد لكنه سيكون بخير قريبا لكن أخبرني ما كل هذا؟
قال كبير الخدم: لقد حاولت الآنسة بضع مرات مغادرة المنزل لذلك طلبت منهم سد جميع المخارج بالتناوب أتمنى بأنني لا أفعل شيئا سيئا
قال مارتن: لا أبدا أحسنت فعلا سأذهب لأرتاح في غرفتي الآن
انحنت الخادمات فور مروره بجوارهن توجه لغرفته ليلقي بجسده المتعب على السرير شعر جسده بذلك الارتياح لينام بعمق شديد مرت أيام غائمة كثيرة على تلك القلعة المتوسطة الحجم عرفت عائلة هايلون بالأمر لتقرر السيدات التناوب في زيارة إيف المتألمة و الحزينة للغاية حتى ذلك اليوم الذي أبرقت فيه السماء و أرعدت أمطرت بغزارة و الهواء الشديد يكاد يقتلع الأشجار من مكانها كان يوما عاصفا بحق منذ طليعة شمس هذا اليوم في الظهيرة التي بدت كالمساء بسبب تلك الغيوم السوداء الكثيفة التي اجتاحت السماء كانت إيف تجلس في غرفتها المغلقة منذ يومين تنظر للسماء من نافذة غرفتها هالات سوداء حفرت أسفل عينيها جسدها هزل مرتين أكثر مما كان جمالها بهت كملابس زالت ألوانها لم يعد للحياة معنى بالنسبة إليها نظرت ناحية الباب الذي طرق للمرة الرابعة هذه الساعة لم تجب كالعادة لتسمع صوت ويليام المريض القائل: عمتي أرجوك افتحي الباب سوف ينتهي بك الأمر مريضة إن استمريت على هذه الحال عمة إيــ....
أوقف قلبها صوت سقوطه و ارتطامه بالباب نهضت لتقترب من الباب توقفت في منتصف الطريق لتنزل رأسها للأرض و تحدق بحزن للدائرة الكبيرة في الأرض تداخل معها معين بحجمها توسطتها حلقات كثيرة في آخر حلقة وجدت عين بها الختم ذاته في أركان المعين نقشت أقحوانات و دماء تقطر عليها نزلت تلك الدموع من عينيها سمعت صوت الخادمات و سام الذي حاول معرفة ما جرى له سمعت صوت مارتن القائل: يبدو أنه قد أصيب بمرض توماس نفسه كان يجب أن أعرف منذ البداية
خارت قواها لتسقط أرضا لم تعد قادرة على الحراك و لا قلبها على النبض تناثر شعرها على الأرض اختلطت دموعها مع شعرها في خارج غرفتها قال سام: ماذا تقصد بذلك؟
نظر في اتجاه الباب بهدوء ليحمل ويليام و يأخذه لغرفة فارغة في الطابق نفسه طلب من الخادمات بعض الأشياء ليسرعن في إحضارها قال سام: ماذا قصدت بقولك ذاك؟
قال مارتن: ألا تعتقد بأن ما أصاب توماس غريب بعض الشيء؟ أقصد لم يمرض هكذا فجأة؟
قال سام: أجل لقد فكرت في الأمر مرارا لكنني لم أجد الحل
قال مارتن: هذه آثار اللعنة فقد لعنت عائلة وارس بألا يوجد تؤامان ذكران
قال سام: ما علاقة ويليام بذلك؟
قال مارتن: لا أعلم حقا لكنها علامات اللعنة ليس لديّ أدنى شك بذلك
حاولا التفكير في الأمر و تخفيف ذلك المرض عليه سمعا صوت ركض في الخارج ليقررا الذهاب و اكتشاف ما حدث نظرا لوالدة رين و ليزا و شقيقة آن التي أتت عوضا عن شقيقتها و بعض الخادمات بتلك الوجوه المصدومة الخائفة ارتعشت أطراف بعضهن اقترب سام منهن ليقول: ماذا حدث؟
أشارت إحدى الخادمات ناحية غرفة إيف مفتوحة الباب الظلمة لم تسمح لهما برؤية المقصود من ذلك أبرقت السماء فأضاءت الغرفة ليصدما من رؤية جسد إيف الساقط على الأرض بطريقة مريبة توسعت عينيهما لرؤية تلك الدماء التي تسربت من جسدها قدم مارتن قدمه لداخل الغرفة ليسمع صوت إيف تخاطريا كما فعل الجميع قالت تلك الكلمات و الألم يكاد يقتلها: لا يجب على أحد الدخول لهذه الغرفة لا تحاولوا ردعي أرجوكم سأنفذ ما عليّ فعله
تقلبت تلك التعابير لصدمات شديدة قال مارتن: توقفي عن هذا إيف لن تحلي الأمر بهذا أبدا
لاحظ الجميع اختفاء صوتها و حضورها و جسدها من المكان بدأ القلق يتسرب في الأشخاص الموجودين فكر سام في أمر ما ليسرع في الذهاب لغرفة ويليام القابعة في بداية الممر استغرق منه عشرة دقائق للوصول فتح الباب بقوة ليرتطم بالجدار نظر للنافذة المفتوحة و الستائر تتطاير بسبب الرياح العنيفة في الخارج انتبه لآثار الأقدام القادمة في النافذة لتتوقف أمام سرير ويليام نظر إليه ليراه يتحسن تدريجيا حضر مارتن ليلتفت إليه و يقول: لقد كانت هنا على ما يبدو
قال مارتن: هذا سيء لابد أنها قد جنت تماما
قال سام: انظر لهذا مارتن
نظر مارتن لآثار الأقدام التي قصدها دهش كثيرا لرؤيتها تتراجع للخلف و تختفي رأيا طيفا لإيف يهمس في أذن ويليام بشيء ما و تلك الدموع تسير على وجنتيها اختفى ذلك الطيف بعد خروجه من النافذة شعرا بشيء غريب يخرج من رأسيهما قال مارتن: لقد جنت تماما ذكرياتنا عنها بدأت بالاختفاء سأذهب لأجدها
قال سام: لا تتهور الخروج في مثل هذا الجو يعد جنونا
قال مارتن: أنا مجنون كفاية لفعل ذلك
غادر مارتن المكان مسرعا ليتجه للمشفى فتح باب غرفة توماس ليلتقط أنفاسه المخطوفة منه رفع رأسه ليراها تجثو على ركبتيها واضعة رأسها على طرف السرير و شعرها الطويل قد غزا البقعة التي جلست عندها نظر لوجه شقيقه الذي بدأ يعود لما كان عليه اقترب منه عندما رأى أصابع يده اليسرى تتحرك بهدوء وقف بالقرب منه لينهض و يجلس باعتدال ليقول: ماذا هناك مارتن؟ لم يبدو الإرهاق على وجهك هكذا؟
شعر بشيء قريب من يده لينظر إليه تفاجأ من وجود إيف بتلك الوضعية في الغرفة و هي مبللة ملابسها أكبر منها لسبب مجهول نظر لمارتن ليستفسر منه أبعد وجهه عنه بحزن و خوف مما قد يحدث له نظرا كلاهما لإيف التي نهضت تفرك عينيها بهدوء و تقول: ما هذا المكان؟
نظرت إليهما بدهشة نهضت من مكانها لتتراجع للخلف سريعا ارتطمت بالكرسي الموضوع قرب النافذة تشبثت بالستائر لتقتلع و انزلقت بثيابها المبللة لتسقط أرضا ظهرت تعابير الألم على وجهها البريء و الصغير اقترب مارتن منها ليساعدها لتبتعد عنه أكثر و تختبئ خلف الستائر التي توشك على السقوط لتقول: من تكونان؟ و أين أنا؟
تعجبا ذلك و دهشا من ردة فعلهما ليقول توماس: ماذا حدث لك إيف؟
قالت إيف بصدمة: كيف تعرف اسمي؟
صدم كلاهما من إجابتها المستفهمة بتلك التعابير تبادلا النظرات المستعجبة مما يحدث من حولهما قال مارتن: ألا تعرفين من أكون؟ أو من يكون؟
هزت رأسها نافية ذلك قال توماس: ألا تعرفين من أكون؟
نظرت إليه تحاول تذكر أي شيء لكن لا فائدة صدم كلاهما فكر مارتن في الأمر ليقول: لابد أنها فكرت في طريقة لتعطيل اللعنة
قال توماس: ماذا تقصد بكلامك هذا؟
قال مارتن: لقد قامت بإلقاء لعنة معاكسة لعلاجك و ويليام فقد كان مرضكما بسبب اللعنة الأولى التي ألقتها
نظرا إليها باستغراب لتبادلهما تلك النظرات المتوترة الخائفة ذهب مارتن ليطلب طبيبا يفحصها و يخبر عائلة هايلون بالأمر أتوا للزيارة لتختبئ خلف الممرضة التي شعرت بالتوتر في ذلك الجو لتقول لها فانتين بابتسامة مرحة: إيف لن نقوم بإيذائك لذا دعي الممرضة تذهب
شدت قميص الممرضة لتقول لهم: يبدو أنها خائفة للغاية
دخل الطبيب كبير السن لينظر الجميع إليه اقترب من سريرها حيث كانت تقف الممرضة جلس على الكرسي ليبتسم لها و يقول بلطف: كيف حالك بنيتي؟
ابتعدت إيف عن الممرضة ليفاجأ الجميع من الدموع التي سالت على وجنتيها نهضت لترتمي بين أحضان ذلك الطبيب الذي عانقها بحنان ليقول لها: كل شيء بخير لا داعي للبكاء فأنت لم تعودي طفلة
قالت إيف: جدي لا أعرف ماذا يحصل هنا و لا أعرف هؤلاء الأشخاص لكنهم يحاولون خداعي أنا واثقة من ذلك لا أريد رؤيتهم إنهم يخيفونني
كادت إليسيا أن تنفي ما قالته لكنه أشار لها أن تصمت و تغادر برفقة الآخرين فعلوا ذلك ليبقوا في الممر منتظرين ما سيحصل تاليا غادر الطبيب الغرفة مع الممرضة التي سبقته في المغادرة بعد انحناءة بسيطة قالت كاثرين: أهي بخير أيها الطبيب؟
قال الطبيب: أجل هي بخير
قالت فانتين: أأنت جدها حقا؟
قال الطبيب: لا لست كذلك يبدو بأنكم تعرفونها لكن ليس جيدا
قالت السيدات: أجل هذا صحيح
نظروا لمارتن القادم ركضا في اتجاههم ليلتقط أنفاسه الهاربة منه ليقف و يقول: كيف هو حالها؟
قال الطبيب: بخير لا داعي للقلق فقد فقدانها لذكرياتها أمر مريب حقا
قال مارتن: أعتقد أن للأمر علاقة باللعنة التي ألقتها من قبل
قال الطبيب: سأبحث في الأمر لاحقا
قالت فانتين: لقد أخبرتنا بأنك تعرفها لذا هلا أخبرتنا كيف ذلك؟
قال الطبيب: سوف نحدث جلبة لو تحدثنا هنا لذا لنترك ذلك لوقت آخر
تفهموا الأمر و عادوا لمنازلهم مرت أيام هادئة رفضت إيف العودة للقلعة بقت في منزل الطبيب لفترة طويلة حتى ذلك اليوم الذي استيقظت فيه نظرت للساعة القريبة من سريرها لتراها الثامنة صباحا نهضت لتجلس على طرف السرير تفرك عينيها دخلت الحمام لتغادره طرق باب الغرفة لتنظر للباب ليقول الطارق: آنسة هايلون لقد طلب السيد استعدادك سيكون هناك زوار في وقت قصير
قالت إيف: حسنا سأجهز
فتحت خزانتها لتخرج بنطالا بنيا داكنا يصل لمنتصف الساق و بلوزة بنية بدرجة أفتح مخطط تصل لأسفل الخصر بأكمام طويلة ارتدت حذاء أبيض بكعب متوسط رفعت شعرها الطويل بمطاط أبيض غادرت الغرفة لتسير في الممر بهدوء تفكر فيما ستفعله هذا اليوم وقفت أمام الحديقة لتسعد برؤية تلك الأزهار المتفتحة لتقترب منها بمرح شديد و تقول: لقد أصبحت كبيرة و جميلة للغاية
رسمت ابتسامة سعيدة على وجهها لفت انتباهها صوت الأعشاب التي صدرت عن خطوات شخص قريب منها رفعت رأسها لترى الوجه المبتسم الناظر إليها فزعت منه لكنها لم تستطع الهروب اعتدل في وقفته ليبتسم لها بمرح شديد و يقول: لم أرك منذ فترة طويلة إيف
نهضت لتبدأ بالركض حالما حانت لها الفرصة وصلت للطابق الثاني لتدخل إحدى الغرف الفارغة لتستند على الباب بإرهاق وضعت يديها على صدرها الهابط و المرتفع تصبب العرق من جبينها قالت في نفسها: من يكون هذا الشخص؟ لقد كان يحدق بي و أيضا تسلل إليّ
طرق الباب من خلفها ليعود قلبها للنبض بسرعة من جديد ابتعدت عن الباب خطوات قليلة لتسمع صوت الطبيب القائل: إيف هل أنت بخير؟
اقتربت من الباب لتفتحه تعجب الطبيب الخوف البادي على وجهها ابتسم لها بمرح شديد ليقول: هيا بنا يجدر بنا لقاء ضيوفنا
قالت إيف: أيجب عليّ ذلك حقا جدي؟
قال لها الطبيب: أجل فهم هنا اليوم من أجلك ستعودين معهم قريبا
قالت إيف: لا أريد ذلك أبدا أريد البقاء هنا فأنا لا أعرفهم
ابتسم لها ليخفف من خوفها الطاغي عليها غادرا الغرفة معا ليتوجها للحديقة هناك كانت عائلة هايلون تستمتع بالهواء العليل في هذا الوقت من النهار و منظر الحديقة الأخاذ أحيطت بسياج من أزهار ملونة جميلة تنشر أريجها في المكان أحاديثهم المرحة لم تتغير قالت إيفلين: يبدو أنهم يقضون وقتا عصيبا معها
قال جيرالد: لا أعتقد ذلك فمعرفتها بالطبيب و أهله يسهل الأمر عليها
قال التؤامان: نحن متشوقان لمعرفة ماضيها حقا نريد سماع تلك القصة
قال آرثر: أنا واثق بأن هذا هو الأمر الوحيد الذي أتى بكما لهنا
قال التؤامان بمرح شديد: بالتأكيد فنحن نحب معرفة مثل هذه الأمور
قالت والدتهما: إن حاولتما إزعاجها سوف تعاقبان حقا
قال والدهما: نعرف بأنكما ستحاولان ذلك لذا احذرا جيد و إلا فالقادم أسوأ
شعرا بالرعب يتملكهما من تهديد والديهما بتلك الطريقة القاتلة ضحكوا عليهما بمرح شديد كان الجميع في ذلك الجو مستمتعا بوقته عدا ويليام العبوس و الحزين كان والديه يراقبانه بهدوء ليتنهدا بقلق عليه قالت ليندا بهمس: هو هكذا منذ شفائه لا أعرف حقا ما الذي يحزنه هكذا
قال سام بطريقة مماثلة: واثق بأنه حزين لعدم تذكر إيف لأي أحد
قالت ليندا: لكنها لم تلتقيه بعد فلم كل هذا الوجوم؟
قال سام: هذا كل ما لديّ
تنهدا مجددا ليحدقا بالشخصين اللذين غيرا الأجواء فور حضورهما تبسما لهم بمرح شديد ليقول الأول بمرح شديد: مرحبا جميعا منذ فترة طويلة جدا لم أركم هل اشتقتم إليّ؟
تبسمت تلك الوجوه لسؤاله بتلك الطريقة اللطيفة مرت فترة طويلة منذ آخر مرة رأوه فيها ليقول الثاني بنبرته اللطيفة: صباح الخير كيف حال الجميع اليوم؟
اقتربا من تلك الطاولة الشبه الخالية القريبة من المدخل ليجلسا عليها و يلقيا التحية على من كان فيها قال سام: يبدو أنكما نشيطين للغاية هذا اليوم
قال توماس: أجل فهذه المرة الثانية التي أخرج فيها منذ وقت طويل و كنت قد بدأت أشعر بالملل فمارتن غير ممتع أبدا
قال مارتن: أنا آسف لكوني غير ممتعا
قالت ليندا: من الجيد رؤيتك بصحة جيدة مجددا توماس
قال توماس: شكرا لك
وجه ناظريه لويليام الذي بدا حاضرا بجسده و روحه في مكان مختلف حدق فيه لوقت طويل حتى انتبه له ويليام ليرسم ابتسامة خفيفة على وجهه ليقول: صباح الخير عمي توماس و مارتن
قال مارتن: لماذا قدمته عليّ؟ أنا الأكبر كما تعلم
قال توماس: أنا آسف لكنني حبيب الملايين
قال مارتن: و إن يكن الأكبر يبقى دائما أولا
قالت ليندا بمرح: لا داعي للشجار فهو وضعكما في المرتبة نفسها
قال سام: حقا كم هو عمركما؟ تتصرفان كطفلين
قال مارتن: لا أريد إخباركم سوف تظنون بأنني عجوز
ضحكوا بمرح شديد قال لويس: ألم تخبرا ليو و مايك بالأمر؟
قال توماس: لقد كنا عندهما بالأمس و قمنا بإزعاجهما لديهما الكثير ليفعلاه هذا اليوم لذلك لم نقم بإخبارهما بالأمر
قال والد فينوس: أعتقد بأنهما قد مرا بوقت عصيب جدا
قالت آن: أشفق على ليزا و جوليا حقا
ضحكوا بمرح شديد عليهما تحدثوا كثيرا كان هناك شخص يراقبهم من النافذة يحدق بكل تلك التعابير البسيطة و السعيدة على وجوه جميع الحاضرين وضع الطبيب يده على كتفه بهدوء التفت إليه ليرى ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول: هيا بنا إيف لنذهب لقد تركنا ضيوفنا ينتظرون كثيرا
أعادت إيف ناظريها إليهم لتشعر بالخوف يتسلل إليها لم تشعر بالارتياح سارت خلفه بهدوء حتى وصلا للحديقة نظروا جميعا إلى الطبيب ليروا تلك الابتسامة تزين شفتيه ليقول لهم: صباح الخير أتمنى أنكم تقضون وقتا ممتعا
تبسموا له جميعا ليردوا التحية عليه تنبهوا للشخص الواقف خلفه محاولا الاختباء عرفوه جميعا قالت فانتين بمرح: مرحبا إيف
لم تجبها إيف حاولت الهرب لكن لويس وقف ليمنعها من ذلك ليقول لها: التقينا مجددا إيف
تعابيرها الخائفة و المتوترة أضحكته كثيرا ليقول التؤامان: هذا غير عادل لم لا تعاقبون لويس أيضا؟ فهو يقوم بإزعاجها
قال الوالد: أنتما مزعجان للغاية لذا محاولتكما فقط ستقتلكما بالتأكيد
وضعا تلك التعابير المنزعجة على وجهيهما حركت إيف الكرسي لتجلس خلف الطبيب ليقول لهم: أرجو أن تعذروها فهي هكذا منذ وقت طويل
قال مارتن: نعرف هذا جيدا فقد عشنا معها لفترة
قال توماس: حقا أشعر بحزن شديد لعدم تذكرها لي من بين الجميع
ضحكوا على تلك التعابير المدعية التي وضعها ليقول الطبيب: أتمنى بأنني لا أخذ من وقتكم الكثير
قال والد لويس: لا أبدا فنحن متفرغون تماما
قال الطبيب: حسنا بداية أعرف عن نفسي أنا ألفريد رويس كنت أحد أفراد منظمة ديمتري روبنسون هناك التقيت بإيف
لم يندهش من تلك التعابير المصدومة على وجوهم لتقول كاثرين: منظمة ديمتري روبنسون؟ أليست المنظمة التي قامت بالعديد من التجارب السيئة؟
قال زوجها: أجل أعتقد ذلك لكن ماذا تفعل إيف هناك؟
قال الطبيب بعد نظراته الصامتة لها: أتمنى بأن تخبرينا بذلك إيف
هزت رأسها نافية ذلك لا تريد تذكر ماضي أرادت نسيانه كثيرا ليبتسم و يقول عنها: إيف أو المعروفة بذكاء الكون كانت تعمل هناك على تطوير الكثير من الاختراعات و إعداد التجارب لقد كانت حجر أساس تلك المنظمة لا شيء يتم أو ينتهي دون أن تنظر فيه لا أعرف الكثير عنها لكننا بقينا معا فترة طويلة و اختفت بعدما دمرت تلك المنظمة و لم أعرف عنها أي شيء رؤيتها بعد كل هذه الفترة و لم يتغير أي شيء فيها صدمني حقا كنت أود سؤالها لكنها فاقدة لكل تلك الذكريات كما لو أن الزمن عاد بها لفترة بعد مغادرتها المنظمة
قال لويس: كم كان عمرها في ذلك الوقت؟
قال الطبيب: إن تذكرت جيدا كانت في عقدها العاشر أو الثامن
حل الصمت المكان و هم يفكرون بالأمر حتى قال التؤامان بصدمة: ماذا؟ هذا مستحيل للغاية نحن لم نستطع قراءة مجلدا عن التعاويذ في ذلك الوقت
بدأ الجميع يفكر في ذلك الموضوع و عن مدى ذكائها حتى أوقف تفكيرهم ذلك الصوت القائل: إيف ابنة العالمة روث وارس وراثيا فهي ليست بشخص عادي أبدا توفيت بعد إنجابها بأسبوع تربت في ميتم روبنسون حيث قام باستغلالها حاولت الكثير من العائلات فعل المثل لكن عائلة هايلون أوقفت ذلك بتبينها أليس كذلك عزيزتي إيف؟
نظر الجميع للرجل الواقف أمام إيف المصدومة من رؤية هذا الرجل شعرت بنبضات قلبها تغير مجرى الهواء من حولها لم تعجبه النظرات التي رمقته بها وجه أنظاره لتوماس الذي وقف بصدمة بالغة لرؤية ذلك الرجل نظر مارتن إليه باستغراب ليقول: أتعرف هذا الرجل من قبل توماس؟
تغيرت تلك التعابير على وجهه لأخرى غاضبة منزعجة تود قتله ضحك بهدوء ليقول و يرسم ابتسامة خبيثة: لم أرك منذ فترة طويلة جدا توماس هل تستمتع بحياتك الآن؟
نهضت إيف لينظر إليها بشيء من الانزعاج تحركت شفتيها المترددة لتنطق بتلك الكلمات المرتعبة قائلة: ماذا تفعل هنا أليكساندر؟
ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: أتيت للزيارة بعدما عرفت بما جرى لك حبيبتي و ماذا قد يجعلني آت لهذا المنزل؟
نظر للطبيب بتلك النظرات التي تنزل بمستواه للحضيض لم يهتم الطبيب بتلك النظرات الموجهة إليه قال والد فينوس: هلا عرفتنا بنفسك رجاء؟
قال توماس: لا داعي لذلك فهو سيغادر هذا المكان فورا
قال أليكساندر: لا أعتقد بأنك من يحدد ذلك توماس
انزعج توماس ليبدل الأجواء المحيطة به قال لويس: اهدأ قليلا توماس فهذا لن يجدي نفعا
نظر أليكساندر إليه ليحاول تحديد هوية هذا الشخص تحركت إيف لتطلب بهدوء من ذلك الشخص اللحاق بها ليفعل بابتسامة سعيدة كانت إيف تريد الابتعاد عن الحديقة الخلفية و عن المنزل رأتها إحدى الخادمات تقف بالقرب من باب المنزل لتقول لها: أأنت ذاهبة إلى مكان ما آنسة هايلون؟
قالت إيف بابتسامة واهنة: لن أتأخر في العودة رجاء أخبري جدي بذلك
قالت الخادمة: حسنا لكن من السيد الذي معك؟
قالت إيف: سأغادر الآن
تعجبت الخادمة تصرفها ذلك أغلقت إيف الباب بهدوء لترى أليكساندر يقف هناك يحدق بالسماء أبعدت عينيها عنه لتسير أمامه غادرت منطقة المنزل ليقف و يقول لها ليجبرها على الوقوف: إلى متى تريدين السير؟ بل إلى أين تريدين الذهاب؟
توقفت عن المسير لتنزل برأسها بصمت شديد ذلك الصمت زاد برودة هواء الخريف سار عدة خطوات ليقترب منها وقف أمامهما ليصدم من تلك الدموع التي تساقطت بانتظام من عينيها الغارقتين بها حدق في ذلك الوجه كثيرا اشتاق لرؤيته عن كثب هكذا حاول مسح تلك الدموعها لكنها ابتعدت عنه لتقول بصوتها الباكي: لماذا أنت هنا؟ لماذا؟ ماذا تفعل بقدومك؟ أريد أن أعرف أخبرني
اعتدل في وقفته لينظر إليها تحاول نفض تلك الأحزان عن قلبها و الدموع عن عينيها قال أليكساندر: ألا تريدين العودة إليّ؟ لقد تركتني لمرات كثيرة لكنني لم أعد أتحمل ذلك إيف
نظرت إليه لترى غيوم الحزن تحوم حوله لحقت بعينيه الصاعدتان للسماء تلك العادة لم تفارقه اقتربت منه بخطواتها الصغيرة لتمد ذراعيها النحيلتين لتطوقه بها أنزل رأسه إليها ليراها تعانقه محاولة تدفئة المشاعر الباردة في صدره ليضع يده على رأسها ليقول لها: أأعد هذه إجابة إيف؟ يبدو أنني مكروه للغاية
قالت إيف: لماذا دائما تفهم الأشياء معكوسة؟ لذلك لم تستطع النجاح في تجاربك
ارتسمت ابتسامة على وجهه رفعت وجهها المحمر بتلك الابتسامة الجذابة ليقول لها: فقدانك لذكرياتك و عودتك لهذا العمر يعني أمرا واحد فقط قمت بتعطيل تلك اللعنة أليس كذلك؟
قالت إيف: لعنة؟ عن أي شيء تتحدث؟
قال أليكساندر: أنت لا تتذكرين حقا حسنا سوف أعطيك هذه الهدية بمناسبة إيجادك لشخص تحبينه حقا أخيرا بالرغم من أنك ستكرهيني كثيرا بعد ذلك لكن في النهاية هي ذكرياتك
قالت إيف: أنا واثقة بأنني لن أفعل أليكس مهما فعلت فأنت أول شخص حرك قلبي النائم
نظر لابتسامتها المشرقة ليبادلها الابتسامة ابتعد عنها قليلا خلع قفازه ليضع يده على رأسها تكونت حوله غمامة زرقاء فاتحة شعرت إيف بقواها تضعف شيئا فشيئا عند الآخرين في الحديقة قالت آن: ما قصة ذلك الرجل؟ يأتي و يرحل كيفما يشاء
قال الطبيب: لا تهتمي لأمره كثيرا فهو هكذا دائما لا أعرف حقا ما الذي يعجبها فيه
قال التؤامان: أهي معجبة بهذا الرجل المتوحش؟
قالت إيفلين: ربما هو يخفي شخصيته خلف ذلك القناع
قال جيرالد: لا أعتقد ذلك فقد كان ينوي قتل العم توماس بالفعل
قال مارتن: حقا لم تخبرني من قبل بأنك تعرفه شخصيا
قال توماس بانزعاج و هو مكتف ذراعيه عند صدره مغمضا عينيه: دعونا لا نتحدث عنه مجرد ذكر اسمه يصيبني بالغثيان
قال سام: لم أتوقع يوما ملاقاته شخصيا
قال فانتين: أليس من الخطر تركهما معا؟
قال الطبيب: لا أبدا بالرغم من شخصيته السيئة و تصرفاته إلا أنه يحب إيف كثيرا تقدم لخطبتها أربع مرات إن لم أنسى رفضته عائلة هايلون كثيرا لكنه لم يكف عن ذلك
قالت إليسيا: أربع مرات؟ هذا كثير جدا
قالت آن: كنت أفكر بقول هذا أيضا
قال الطبيب: لا أحد عداهما يعرف ماضيهما
قال مارتن: يبدو أنهما مقربان جدا
انزعج توماس من كلمات شقيقه الذي رسم ابتسامة ظريفة على شفتيه تحدثوا بعيدا عن ذلك الموضوع استمتعوا بوقتهم هناك بعد تلك الأجواء الخانقة قبيل الظهيرة بساعتين و نصف قرروا المغادرة ودعهم الطبيب و سعد بزيارتهم كثيرا عادوا لمنازلهم عند الطبيب القلق من تأخر إيف حدق بالساعة للمرة الرابعة نظر للباب الذي طرق ليقول: ماذا هناك؟
فتح الباب لتطل إيف برأسها من خلف الباب و تلك التعابير المتأسفة على وجهها دخلت لتغلق الباب خلفها بهدوء تقدمت منه و هي منزلة رأسها اقتربت منه لتجلس على الكرسي القريب منه و تقول: آسفة لتأخري هكذا
ابتسم لها بمرح ليبعد عنها التوتر و القلق ليقول: لا عليك ماذا حدث معك؟
قالت إيف: لقد كنا نتحدث عما جرى ثم أعاد لي ذكرياتي
نظر إليها باندهاش ليسعد لأجلها أخبرته بالتفاصيل عن حياتها بعدما تركته قضت يومها الأخير هناك لتستعد للمغادرة في صباح اليوم التالي حزن أهل المنزل لسماع ذلك لكنهم سعدوا بعودة ذكرياتها إليها قضت ليلة دافئة برفقتهم في الصباح الباكر أثناء توديعها للطبيب و أسرته سالت دموعها ليطلبوا منها الابتسام صعدت السيارة التي ستوصلها لمنزلها الذي فارقته كثيرا رؤيتها لبوابة المنزل أسعدتها كثيرا حملت حقيبتها الثقيلة نوعا ما ليقول السائق: أرجو أن تسمحي لي بحملها عنك يا آنسة
قالت إيف: لا أريد أن أتعبك أكثر أتمنى أن تصل للمنزل سالما
ابتسم لها بمرح شديد لينحني لها صعد السيارة ليقودها مغادرا المكان حملت تلك الحقيبة لتفقد توازنها تماسكت بالرغم من ثقل وزنها سارت ببطء في اتجاه باب المنزل لتصل أخيرا و تضع الحقيبة أرضا التقطت أنفاسها بهدوء لتعتدل في وقفتها قرعت الجرس مرات كثيرة متتالية أزعج من في داخل المنزل كان التؤامان ينزلان الدرج يريدان معرفة من المزعج الذي يفعل هذا رأيا كبير الخدم يسرع في اتجاه الباب الذي يكاد أن يتعطل جرسه فتح الباب بتلك العصبية ليدهش من الشخص الذي وقف هناك بابتسامة بريئة تبدد الغضب الذي تملكه ليقول: أهلا بعودتك للمنزل يا آنسة
قالت إيف: سعيدة برؤيتك مجددا ألبرت
ابتسم لها بمرح شديد رأى الحقيبة التي خلفها ليحملها عنها سمع صوت مارتن القائل: من هناك ألبرت؟
ظهرت إيف من خلفه بابتسامتها المعتادة ليدهشا من ذلك فهما لم يعرفا بقدومها ركضت في اتجاههما لتعانق توماس بمرح شديد ليبتسم لها بسعادة مفرطة ضرب جبينها بسبابته تألمت لتنظر إليه بعينين حزينتين لتقول: هذا مؤلم للغاية لم فعلت ذلك؟
قال توماس: هذا لأنك لا تستمعين إليّ أبدا و جعلتني أقلق كثيرا و نسيتني أيضا الأخيرة لا تغتفر أبدا
أخرجت لسانها بمرح ليبتسم لتصرفها الطفولي وجهت نظرها لمارتن الذي كان يحدق بها لفترة طويلة ليبتسم لها و يقول: أهلا بعودتك للمنزل إيف
عانقته بمرح شديد ليبادلها العناق بلطف نظرت لتوماس الذي بدأ يشعر بالغيرة لتضحك بمرح شديد و تزيد من عناقها له لتقول: أنت لا تمانع ذلك أليس كذلك توماس؟
قال توماس: بلى أمانع ذلك و بشدة أيضا
قالت إيف: هكذا إذا توقعت ذلك
قال توماس: إذا لماذا تزالين متعلقة به؟
قالت إيف بمرح شديد: لأنني أحبه كثيرا
شعرت ببراكين غيرته تنفجر لتضحك بمرح شديد و تبتعد عن مارتن الذي كان يحدق بها تصرفاتها الطفولية المرحة تضفي طابعا مختلفا للمنزل طاردها توماس للسخرية منه ليبتسم لهما بمرح شديد ثم يقول: هل أنتما طفلين أم ماذا؟
قالت إيف: عمري ثمانية عشرة عقدا فقط لذا أنا طفلة بالتأكيد
قال مارتن: هي محقة لكنك لست طفلا بالتأكيد توماس
قال توماس بانزعاج: أتقصد بأنني كبير في السن؟
قال مارتن: هذه هي الحقيقة المرة لذا لا تنزعج
ضحكت إيف بمرح شديد على تعابيره الغاضبة نظرا إليها بتلك الابتسامة السعيدة لسماع تلك الضحكات تدوي في المكان من جديد توقفت عن الضحك لتبتسم بمرح شديد انقضى اليوم و السعادة تملأ المنزل مضت أيام هادئة حتى صباح اليوم التالي كانت إيف تتناول الإفطار معهما و القصص لا تنتهي ابتسم التؤامان لها بمرح شديد انتبهآ لهدوئها ليحدقا بها نظرت لهما لتبتسم و تقول: سأذهب لزيارة أصدقائي بعد وقت قصير لذا لا تنتظرا عودتي مبكرا
قال توماس: إلى أين ستذهبين؟
قالت إيف: سأذهب لمنزل عائلة هايلون و منزل ليو و منزل مايك و منزل جاي
ابتسمت بمرح شديد لتصعد لغرفتها و هي تهمهم بلحن أغنية تحبها كثيرا وصلت للغرفة لتجلس على السرير بهدوء نظرت لأرضية الغرفة لترى الختم قد تم محيه لتسعد لذلك في الأسفل قال توماس: لقد أرهقتني هذه الفتاة كثيرا
قال مارتن: هذا دليل على تقدم عمرك
نظر توماس إليه ليبتسم لاحقا عادا لأعمالهما في غرفتيهما في منزل جاي الذي استيقظ منذ وقت قصير يتحدث مع لوسي المتعبة من عملها المتواصل و الاعتناء بفتياتها الثلاث ليقول جاي: بإمكانك الذهاب للارتياح سأبقى برفقتهن
قالت لوسي: أليس عليك الذهاب لعملك هذا اليوم؟
قال جاي بابتسامة لطيفة: لا لذا لا تقلقي
ابتسمت له بمرح شديد وضعت يدها على فمها المتثاءب نهضت من الأريكة بهدوء لتصل للباب تفاجأت من طرقه لتفتحه انحنت لها الخادمة بهدوء لتقول: هناك شخص يريد لقاؤكما
نظر جاي للساعة الفضية التي أحاطت معصمه ليراها الثامنة و النصف صباحا تعجب ذلك ليطلب من الخادمة البقاء برفقة الفتيات بينما يتفقدا الأمر ذهبا لغرفة الضيوف طرق جاي الباب قبل فتحه ليدخل و يدهش من الشخص الذي وقف هناك بتلك الابتسامة التي تزين وجهه ليقول بمرح: أتمنى بأنني لا أزعجكما
عانقتها لوسي بمرح شديد لتقول: أهلا بك إيف لا أصدق بأنني أراك مجددا
قالت إيف: أنا أيضا سعيدة برؤيتك
قال جاي: لقد أفزعتني حقا لم الزيارة المفاجئة؟
قالت إيف و هي تدعي الحزن: إذا يبدو أنني أزعجكما في النهاية
تنهدت بهدوء لتقول لوسي: لا على العكس تماما سعيدان لرؤيتك حقا
نظرت لجاي بهدوء ليبتسم بمرح شديد لها تحدثت معهما قليلا لتعتذر لوسي للمغادرة لأخذ قسط من الراحة بقت إيف مع جاي لفترة قصيرة لتعنتي بالفتيات اللاتي كن سعيدات بوجودها بقربهن ليقول جاي: حقا إن الأطفال يحبونك كثيرا
قالت إيف: أظن ذلك أيضا
قال جاي: من الجيد أنك تخلصت من توترك من مقابلة الآخرين
قالت إيف بعد ضحكة مرحة: أتظن ذلك حقا؟
ابتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل ساد الجو الهدوء بعد ذلك تعجب جاي التعابير التي وضعتها على وجهها و هي تشاهد التوائم بتلك الابتسامة الحزينة ليقول في نفسه: ربما تذكرت ليليان فهي لم تستطع البقاء بقربها في النهاية
وضع يده على رأسها لتنظر إليه باستغراب تلك الابتسامة اللطيفة التي وضعها على وجهه عرفت السبب وراء التصرف المفاجئ الذي أخرجها من شرودها و حزنها لتبتسم بمرح و تقول: أتمنى لو باستطاعتي البقاء معكم لمدة أطول لكن لديّ الكثير لأفعله لذا أراكم لاحقا
ابتسم لها بمرح شديد و قال: حسنا لكن لا توقفي قلوبنا في المرة القادمة
ضحكت بمرح شديد لتغادر منزله أطلقت تنهيدة عميقة لتحدق بالسماء الجميلة أكملت سيرها لعنوان المنزل التالي توقفت في طريقها على صوت شخص يناديها من الرصيف المقابل التفتت إليه بتلك التعابير المتعجبة لتتبدل لأخرى لطيفة فور معرفة هوية ذلك الشخص الذي قطع الشارع مع مرافقه وصلا إليها ليبتسم لها بمرح شديد و يقول: صباح الخير عمتي إيف
قالت إيف بمرح شديد: صباح الخير ويليام
التفتت للشاب الذي كان معه انحنى لها و قال: صباح الخير آنسة هايلون
قالت إيف: لا داعي لهذه الرسمية نادني إيف و حسب
قال ويليام: ماذا تفعلين هنا؟
قالت إيف: فكرت في التسكع قليلا
ضحكوا بمرح شديد لتقول: هيا أسرعا و إلا ستتأخران عن المدرسة
أكملا السير بعد توديعها بتلك التلويحة تبدل ذلك الحزن الذي شعرت به لرؤية ويليام لتبتسم بسعادة و تكمل طريقها عند توماس الذي كان مشغولا بقراءة شيء ما الصمت يجوب في الغرفة محيطا به طرق الباب ليفر ذلك الصمت دخل مارتن لتتوسع حدقتا عينيه لرؤية كل تلك الكتب على أرضية الغرفة و الطاولة و بعضها متناثر على السرير حتى خلف الباب مجموعة متراصة من الكتب القديمة ليقول له: ما كل هذا توماس؟ أتخطط للقيام بمسابقة ثقافية؟
ضحك توماس بمرح شديد لتتحول ملامحه للجدية و يقول: اسخر كما تشاء لست متفرغا الآن
قال مارتن: ماذا تفعل بكل هذه الكتب؟
قال توماس: هناك شيء ما يزعجني و أريد التحقق منه
قال مارتن: ما هو؟
أخذ نفسا عميقا ثم زفره ليحدق بمارتن و يقول: أخشى أن تفعل إيف شيئا آخر هل حقا تعطليها لتلك اللعنة بتلك السهولة؟ مجرد التفكير في الأمر يؤرقني حقا
قال مارتن: لا تقلق فهي لن تفعل شيئا كهذا مجددا
قال توماس: و كيف تضمن ذلك؟ نتحدث عن إيف هنا تفعل أي شيء دون الاهتمام بأراء الآخرين
قال مارتن: أعرف ذلك جيدا لكن علينا الثقة بها توماس
تنهد توماس ليقول: و إن يكن أرغب في فعل ذلك لأشعر بالاطمئان
ابتسم له مارتن و قال: حسنا كما تشاء سأتأكد من إخبارها حينما تعود
غادر الغرفة لتمحى تلك الابتسامة من على وجهه و يقول في نفسه: إذا لم أكن الوحيد القلق بشأنها هاه؟ بالتأكيد و ماذا قد أتوقع من أخي؟ فهو يحبها في النهاية
ابتسم بمرح شديد عاد لغرفته ليكمل بحوثه هو الآخر قبل غروب الشمس بوقت قصير وصلت إيف لمنزل عائلة هايلون لترسم الابتسامة على وجهها استقبلتها كبيرة الخدم و أرشدتها لحيث تجتمع أفراد العائلة في الحديقة الجميلة أخذت نفسا عميقا لتزفره دخلت الحديقة لتقول بمرح شديد: مساء الخير جميعا
تفاجؤوا من قدومها لكن استقبالهم كان حافلا حقا سعد الجميع برؤيتها جلست بالقرب من ويليام الذي طلب إليها ذلك ليحتكر الحديث إليها بمرح شديد قالت كاثرين: يبدو أن ويليام الوحيد المفضل لديك إيف
قالت إيف: هل يبدو الأمر كذلك؟
قال التؤامان: أجل هذا ما يبدو عليه الأمر و نحن لا تهتمين بنا أبدا
قالت إيف: ربما لأنكما....مزعجين قليلا
قالا معا: ماذا؟ حتى أنت عمة إيف
ضحكت بمرح على التعابير التي وضعاها على وجهيهما كما فعل الجميع لتقول لاحقا: صحيح سمعت بأنكما مهتمين بالأمور الغريبة
قال أليكس: ألديك شيء كهذا؟
قالت إيف: أجل لذا عندما تتفرغان تعالا لمنزلي
أخرجا هاتفيهما ليتأكدا من أي ارتباط لديهما بالغد لتبتسم لهما بمرح شديد لتقول والدتهما: أواثقة مما تفعلين إيف؟ أخشى عليك منهما
قال والده: حقا لدي شعور سيء حال هذا
قالت إيف: لا عليكما أعرف بأنهما لن يفعلا أي شيء سيء ثم أنه حقا لا يوجد شخص بإمكانه فعل ذلك سواهما
نظر الجميع للتؤامين اللذين تحمسا أكثر مع كل هذا المديح ضحكوا عليهما بمرح شديد ليقول ويليام: إذا أود القدوم أيضا
قال أليس: ألم تسمع ما قالته؟ إنه عمل لنا فقط
قال سام: و ما هو هذا الأمر؟ بدأت أشعر بالفضول
قال لويس: أنا أيضا فقد بدأت أشعر بالملل في المنزل
قالت إليسيا بمرح: هذا لأنه لم يجد يفعله ليومين فقط
قالت والدة سام: لقد كان شكله مضحك و هو يفعل الكثير من الأشياء في المنزل
قال جد لويس: لقد قام بتدليك كتفي منذ يومين
قالت والدة لويس: قام بمساعدتي في إعداد الطعام يوم أمس
قال لويس: حقا أشعر بفراغ كبير
ابتسمت إيف بمرح لتقول: أود أخذ الجميع لهناك أيضا لكن لا أستطيع كما أنهما الوحيدين القادرين على ذلك
قال جيرالد: كنت أود الانضمام أيضا لكن لا مكان لي هناك
قال أليكس: أخيرا شيء لا يستطيع أحد القيام به عدانا
قال أليس: أشعر بالسعادة يبدو أنني لن أستطيع النوم هذه الليلة
قال زوج كاثرين: إلى هذه الدرجة أنتما متحمسان؟
قالا معا بمرح: أجل
تبدلت التعابير التي علت وجوه الجميع تناولوا جميع أنواع الأحاديث استمتعوا بوقتهم كثيرا إيف اكتفت بالنظر و الاستماع إليهم مداخلتها كانت قليلة كما لو أنها أرادت حفظ ذلك في ذاكرتها اعتذرت للعودة للمنزل قبل مغادرتها المنزل وقفت أمام الباب تتحدث مع ويليام الذي لحق بها ليقاطع حديثهما صوت لويس القائل: أليس من الخطر ذهابك وحدك لذلك المكان؟ سأرافقك
قال ويليام: هذا ليس عدلا أردت فعل ذلك
قال لويس: سيقلق والديك عليك لذا من الأفضل أن تبقى هنا
قالت إيف: لا تقلقا كليكما سأكون بخير ليس كما لو أن المكان جديد عليّ
قال لويس: ربما لكن لن أدعك تذهبين وحدك
قالت إيف: أنت عنيد كمارتن تماما
ضحك بمرح شديد ليغادر برفقتها لم يتحدثا لفترة طويلة ليكسر لويس حاجز الصمت بقوله: ما الأمر الذي يستطيع التؤامين فقط فعله؟
قالت إيف بمرح: إنه سر و لن أخبرك به
قال لويس: أشعر بأن هناك شيئا ما خلف ذلك أتمنى بأن تخبريني بأن ذلك مجرد شعور خاطئ
قالت إيف: أجل إنه مجرد شعور خاطئ يبدو أن الجميع يعاملني كطفلة
ضحك بمرح شديد على التعابير الحزينة التي وضعتها ليربت على شعرها بحنان و يقول: لأنك مهمة بالنسبة إلينا و لا نريد أن نخسرك ثم أنك طفلة حقا
نفخت وجنتيها بانزعاج شديد ليضحك من جديد لتفعل كذلك هي الآخرى وصلا لمنزلها رحب بها ألبرت القلق لتأخرها في عودتها لتقول: هل توماس نائم؟ أعتقد أنني سوف أوبخ طيلة الليل
ضحك لويس بمرح شديد ليقول ألبرت: لا تقلقي فقد اتصل به السيد آرثر و أخبره بأنك ستتأخرين لبعض الوقت
قالت إيف: حقا؟ هذا جيد
قال لويس: حسنا مهمتي قد انتهت سأعود للمنزل و أراك لاحقا إيف
ابتسم لها بمرح شديد لتتبدل تلك الابتسامة فور شعوره بهالة توماس المخيفة القادمة من خلفه ليلتفت له بارتباك و يقول: مساء الخير توماس كيف حالك؟ يبدو أنك بخير جدا
قالت إيف: توماس؟ ماذا تفعل هنا؟ لقد أفزعتني حقا
قال توماس: ها قد عدت أخيرا إيف اعتقدت بأنك ستبيقين للصباح هناك
قالت إيف: لا تكن هكذا لقد ذهبت لزيارة العائلة و حسب
قال توماس: أدرك ذلك لكنك وعدت بالعودة قبل هذا الوقت
قالت إيف: أنا آسفة لقد تحمست قليلا فقط
قال لويس: سوف أغادر الآن لذا أراكما لاحقا
قال توماس: شكرا لإيصالها أتمنى بأنها لم تقم بإزعاجك
قال لويس: لا لم تقم بذلك عمتما مساء
غادر لويس المنزل ليزفر بارتياح سار في اتجاه البوابة الكبيرة ابتسم بلطف و قال في نفسه: اعتقدت بأنه سيقتلني يا إلهي إن غيرته مخيفة للغاية
عاد لمنزله ليستلقي على سريره و ينام في الصباح الباكر استيقظ التؤامان و الحماس يكاد يقتلهما كانا يسيران في الممر و هما يخمنان ما قد يكون الأمر الذي تريده إيف منهما التقيا بفانتين التي ابتسمت لهما بمرح شديد و قالت: أشك في أنكما قد نمتما جيدا فاستيقاظكما في مثل هذا الوقت مريب حقا
ابتسما لها بمرح شديد ليقولا: نحن لم نم حتى
ضحكت فانتين بمرح شديد لتكمل طريقها لغرفتها نزلا الدرجات ليريا والديهما يقفان هناك بتلك النظرات الحازمة لتقول الوالدة: سأخبركما بهذا للمرة الأخيرة إياكما و فعل شيء سيء
قال أليكس: حقا يا أمي نحن لم نعد طفلين
قالت الوالدة: أدرك ذلك لذلك أخبركما
قال الوالد: عليكما الاستماع لوالدتكما و احذرا جيدا
قال أليس: ليس كما لو أنها ستقوم بشيء سيء لنا
قال الوالد: الحذر واجب لذا انتبها لنفسيكما جيدا
أطلقا تنهيدة ارتياح في وقت واحد ليحدقا في بعضهما و يبتسما بمرح شديد لتقول الوالدة: أخيرا سأستطيع النوم
قال الوالد: أجل أشعر بالنعاس
قال التؤامين معا باستغراب: أكنتما تراقبانا طوال الوقت؟
ضحك الوالدان بمرح شديد على التعابير التي وضعاها على وجهيهما ليصعدا الدرجات دون الإجابة عليهما سارا في الممر المؤدي لغرفتهما بصمت حتى أطلقت الوالدة تنهيدة صغيرة لتقول:ما زلت لا أشعر بالارتياح ربما يجدر بنا الذهاب معهما
قال الوالد:أنا أشعر مثلك أيضا لكن ما بيدنا فعل شيء
قالت الوالدة: نظراتها تلك كانت غامضة للغاية أتمنى بأنها تكون مجرد أفكار سيئة
توقفا على صوت لويس القائل: أنتما أيضا تظنان ذلك؟
التفتا إليه ليرى تلك الابتسامة على وجهه قال الوالد: ماذا تقصد بكلامك لويس؟
قال لويس و هو يقترب منهما: أنا لست واثقا من ذلك بعد لكنني أعتقد بأن شيئا ما غريبا يحدث معها
قالت الوالدة: لم أفهم ما تقصده
قال لويس: كما لو أن شيئا آخر يتحكم بها تصرفاتها كانت مريبة بعض الشيء بالإضافة قدمت لمنزلنا من دون موعد مسبق كما فعلت مع الآخرين لذا أعتقد بأنها تقوم بشيء ما
قال الوالد: لم لم تقل شيئا مسبقا؟ هذا يعني بأنهما سيكونان في خطر
تحرك الوالد في اتجاه الدرجات و القلق يكاد يفجر قلبه كما تقلبت التعابير على وجه الوالدة ليقول لويس: علينا ترك الأمور تأخذ مجراها فنحن حتى الآن لسنا واثقين مما يجري
قالت الوالدة: لن أتركهما يخوضان شيئا كهذا و نحن لا نعرف ما مصيره سوف أذهب خلفهما بالتأكيد
سارت خلف الوالد ليتعقبا ولديهما تنهد لويس ليقول في نفسه: ربما ما كان يجدر بي إخبارهما بهذا
التفتت ليصعد الدرجات للطابق الثاني ذاهبا لغرفته عند مارتن الذي كان ينزل الدرج و هو يضع يده على فمه المتثاءب انتبه لتوماس الذي يسير و هو نصف نائم ليبتسم بمرح شديد و يسرع الخطى ليقترب منه و يقول: صباح الخير توماس
قال توماس: صباح الخير
قال مارتن: يبدو أنك لم تنم ليلة أمس
قال توماس: لا لم أفعل بسبب شخص معين
ضحك بمرح شديد فهو عرف المقصود ذهبا لغرفة الطعام ليجلسا في مكانيهما قال ألبرت: لقد طلبت الآنسة أن أخبركما بأنها قد تناولت إفطارها سابقا لذا لا تنتظراها
قال توماس: لم؟
قال ألبرت: لا أعرف حقا لكنها غادرت المنزل منذ فترة طويلة
قال مارتن: هذه الفتاة سوف تصيبيني بالجنون ألم تخبرك عن وجهتها؟
قال ألبرت: لا لكن أذكر بأنها كانت تحمل معطفا مطريا و حقيبة قماشية صغيرة حمراء اللون
قال توماس: الجو صحو في الخارج لم المعطف المطري؟ هذه الفتاة غريبة أطوار حقا
قال مارتن: ما الذي تقوله عن مخطوبتك توماس؟ سوف تحزن كثيرا لو سمعتك تقول هذا
قال توماس و هو يتثاءب بشدة: لن تفعل تحب سماع ذلك كثيرا كما لو أنه مديح لها
قال مارتن: تناول طعامك و اذهب للنوم سيكون ذلك أفضل تبدو متعبا للغاية
لم يسمع إجابة من توماس ليرفع رأسه ليرسم ابتسامة ظريفة على شفتيه كان توماس واضعا رأسه على راحة كفه نائما بالفعل تبادل الأنظار مع ألبرت الذي ابتسم بمرح انتهى مارتن من تناول الإفطار ليوقظ توماس ليذهب لغرفته تحدث مع ألبرت في بضع أمور حتى رنين جرس المنزل علت الحيرة وجهيهما ليذهب ألبرت و يفتح الباب تفاجأ كثيرا من رؤية والديّ تؤامي هايلون مع تعابير القلق التي علت وجهيهما بالإضافة لروي الذي لم يغير تعابيره الهادئة ليسمح لهم بالدخول تفاجأ مارتن ذلك ليقول: صباح الخير جميعا
قال روي: صباح الخير مارتن
قال مارتن: ما سر هذه الزيارة المفاجئة؟ يبدو أن السيدان لديهما موضوع مهم
قالت والدة التؤامين: أين هي إيف مارتن؟
تعجب مارتن سؤالها عنها بتلك النبرة التي تحمل قليل من الغضب ليقول: أحدث شيء ما سيدة لورنس؟
قال والد التؤامين: أفهم من كلامك بأنك لا تعرف شيئا
قال مارتن باستغراب أشد: عن ماذا؟
قال ألبرت: رجاء تفضلوا بالجلوس أولا
أخذهم لغرفة الضيوف و أحضر لهم كوب شاي بالنعناع لترشف الوالدة منه رشفة لتشعر بالارتياح يسكنها ليقول مارتن: هلا أخبرتموني ما يجري؟ أشعر بالضياع حقا
قال والد التؤامين: لقد حضرت إيف بالأمس لمنزلنا و طلبت من التؤامين القدوم لرؤيتها في المنزل لأجل مهمة ما
قال مارتن: ماذا؟ لم قد تفعل هذا؟
قال الوالد: لقد قالت بأنه أمر لا يستطيع أحد القيام به سواهما
فكر مارتن بأمر كهذا لفترة من الوقت الذي مر كما لو أنه ساعات طوال توقف عن التفكير حالما نظر لروي الذي كان يحدق بلوحة ما في الغرفة ليقول: لم أتيت أنت روي؟
صمت روي في البداية ليحدق الجميع به شعر بالضغط تحت أنظارهم المنتظرة إجابته ليتنهد و يقول: لقد طلب إليّ ذلك
قال مارتن: حسنا و ما هو السبب؟ أمتعلق بإيف أيضا؟
قال روي: أجل
قال مارتن: حقا إن هناك أمرا غريبا يجري هذا اليوم
قالت الوالدة: ألا تعرف إلى أين ذهبت؟
قال مارتن: للأسف لا فقد استيقظت و اكتشفت غيابها لقد قال ألبرت بأنها غادرت قبل شروق الشمس تحمل معطفا مطريا
تعجب الجميع ذلك لف الصمت المكان الجميع مشغول بالتفكير بكل هذه المعطيات الغامضة
https://up.arabseyes.com/uploads2013...6484635132.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حالكم؟ أتمنى بأنكم بخير و صحة و عافية كيف كان هذا الفصل ؟ أتمنى أنه قد نال إعجابكم في أمان الله أحبتي.
https://up.arabseyes.com/uploads2013...4846354194.png


Inas Fallata 03-24-2020 02:51 AM



https://up.arabseyes.com/uploads2013...3966272013.png
تعجب الجميع ذلك لف الصمت المكان الجميع مشغول بالتفكير بكل هذه المعطيات الغامضة في أجواء أخرى رطبة مظلمة وقف التؤامان يحاولان معرفة المكان الذي أتيا إليه فجأة قال أليس: كيف جئنا إلى هذا المكان؟
قال أليكس: أنا مثلك أيضا لا أعلم
التفتا للضوء الذي بدأ بالاقتراب منهما شيئا فشيئا حتى ظهر الشخص الذي يحمل فانوسا قديما بيده كان يرتدي معطفا رماديا داكنا مع قبعة تغطي وجهه اقترب منهما و تعابير الاستنكار على وجهيهما رفع القبعة لتظهر ملامحه المبتسمة لهما بمرح شديد ليقول: صباح الخير أليكس و أليس
قالا معا بمرح شديد: صباح الخير عمتي إيف
ابتسمت لهما بمرح شديد لتقول: آسفة يبدو أنني جلبتكما في المكان الخاطئ
قال أليكس: إذا أنت السر وراء اختفائنا
قال أليس: اعتقدت بأن الفضائيين قاموا باختطافنا
ضحكوا بمرح شديد ليقول أليس: إذا أين نحن الآن؟
قالت إيف: داخل كهف في مدينة أخرى
نظرا إليها باستغراب لتبتسم لهما بمرح شديد بدأت بالسير ليسيرا خلفها و هما يراقبان المكان من حولهما حتى وصلوا لدرج حجري قديم جدا نقش على الحائط بعض النقوش الغريبة كما لو أنها كتابة ما قال أليكس: هذه الكتابات تعود لحقبة لا أعتقد بأن جدينا كانا يعيشان فيه
ضحكت إيف بمرح شديد ليقول أليس: حقا هذا غريب لم أشاهد مثله إلا في الكتب
قرب أليكس الفانوس من تلك الكتابات ليحاولا قراءتها كانت إيف فقط تراقب بصمت حتى قالا معا: إنها تتحدث عن إعادة روح ما و قتل أخرى و استبدال الأجساد
نظرا لإيف باستغراب واضح على وجهيهما الغموض يزداد خلف ذلك القناع المبتسم الخاص بها نزلت الدرجات ليفعلا أيضا خطواتها الصغيرة تسير بسرعة شعر التؤامين بأنهما يتسابقان مع فهد سريع يحاول الانقضاض على فريسته طال بهم الدرج الذي كان على شكل حلزوني كان أليكس يقرأ تلك الكتابات التي نقشت على الجدران ليستوقفه رسم غريب شخص ينزل الدرجات وضع قدمه على درج فيه نقش مختلف عن البقية أسهم تراشقت عليه فأردته قتيلا حاول استيعاب الأمر لتتوسع حدقتا عينيه مدهوشتين من العبارات التي كتبت بجوار تلك الرسوم ليرفع صوته قائلا: توقفا عن السير هناك أفخاخ
التفت أليس إليه حالما وقف كما فعلت إيف التي قالت و هي تضرب رأسها بمرح شديد: بالتأكيد توجد أفخاخ في مكان كهذا ماذا كنت أتوقع؟
أنزل أليكس الفانوس قليلا ليلاحظ النقوش التي على الأدراج الحجرية السوداء تلك النقوش التي حفرت عليه متماثلة مع تلك الرسوم حاول معرفة النقش الغريب بينها لكنها تبدو متشابهة بنظره ليقول أليس: يبدو الأمر ممتعا أكثر مما تصورت....لا أعتقد بأنهم سيميزون حجر الفخ
قال أليكس: لكنهم فعلوا في تلك الرسوم
أبعد أليس ساقه عن الدرج الذي كان يقف عليه مقتربا من أليكس سمعوا صوت اهتزاز شيء قوي التفتوا من حولهم ليعرفوا من أين يصدر صوت الخطر حتى توسعت حدقتا عينيّ أليس الذي قال: علينا النزول بسرعة من هذا الدرج
قال أليكس: هاه؟ أنسيت أمر الأفخاخ؟
قال أليس: لا وقت للشرح فقط انظر و إبدأ بالركض
التفت أليكس ليرى ذلك المشهد المخيف بدأ السلم الحجري بالاختفاء تدريجيا قبل أن يفكر بالتصرف شعر بجسده يتهاوى للخلف أمسك أليس بيده ليسقط كلاهما في تلك الهاوية المخيفة عند توماس الذي نزل الدرجات بهدوء ليصل لغرفة الضيوف طرق الباب لينبه الموجودين بقدومه فتح الباب ليستغرب وجود أولئك الضيوف ليقول: مرحبا جميعا زيارة جميلة و مفاجئة
انتبه للتعابير التي وضعت على وجوه الجميع ليزيد استغرابه جلس بقرب مارتن العاقد ذراعيه عند صدره مغمض العينين ليهمس في أذنه قائلا: أخبرني ما الذي يجري هنا؟
التفت إليه ليفتح شفتيه ليقاطعه دخول لويس الذي يتصبب عرقا بسبب ركضه السريع و الطويل التقط أنفاسه التي تكاد تنقطع رفع رأسه ليقول: لقد اختفى حضورهما
قالت الوالدة بقلق: أتقصد التؤامين؟ أواثق من ذلك؟
قال لويس بعد أخذه لكوب الماء الذي قدمه ألبرت له: أجل واثق من ذلك كما أن إيف حضورها يتلاشى
قال مارتن: حقا ما الذي تفعله هذه الفتاة؟
فاجأهم حضور شخص ما من العدم شعر توماس بالانزعاج و هو يحدق به نظراته اللامبالية به تصيبه بالجنون أكثر ليقول بانفعال: ماذا تفعل هنا؟
قال الرجل: أنا لم آتي لأجلك لذا لا تنظر لي هكذا
قال توماس: هذا المكان لا يرحب بك أبدا
قال الرجل متجاهلا كلام توماس: هل إيف بخير؟ تلاشي حضورها هكذا يدل على مرضها
لم يجبه أي أحد ليبتسم بخبث و يقول: لا بأس جل ما أردته هو إخباركم بأنها قد غادرت المدينة برفقة مغفلين وقعا في شباك فخها
انزعج والد التؤامين من كلامه ليقول: أنت توقف عن التحدث بسوء عن ابنيّ
قالت الوالدة: ماذا تقصد بكلامك هذا؟
قال الرجل بابتسامة مرحة مستمتعة: ستقتلهما
توقفت الأنفاس في الغرفة لذلك الخبر الأكثر من صادم استمتع بتلك التعابير الخائفة و القلقة و المصدومة و المدهوشة من كلمته تلك ليبتسم بسعادة ظاهرة على وجهه نظر لتوماس الذي نهض من مكانه يقترب منه ليقف أمامه نظراته الحاقدة النارية تكاد تمسه لتزداد ابتسامته و تقول: ماذا هناك توماس؟ أيوجد شيء ما تود أن تسألني هو؟
قال توماس: أنا واثق بأنك تعرف مكان إيف لذا انطق به قبل أن أطيح برأسك أليكساندر
قال روي وسط الصمت الدائر بينهما: إنه لا يعرف لذلك هو هنا كما أنه لا يعرف ما يجري معها
نظر أليكساندر إليه بانزعاج شديد ليقول في نفسه: حقا كما هو متوقع من ابن ليو لكنه ليس مثل شقيقه أبدا
لم يهتم روي بالنظرات التي فصلت كل معالم جسده و عقله ليقول في نفسه: يبدو أن ما كان أبي يفكر فيه يحدث بالفعل
التقت عينيه بعيني لويس اللتان حدقتا به لفترة من الزمن كما لو أنه يبحث عن شيء ما في داخلهما ليهمس له قائلا: لقد أخبرني والدك بأنك هنا لكن لم يخبرني بالسبب
قال روي:أنا أيضا لا أعرف طلب مني القدوم و العودة بأخبار هذا المنزل
قال لويس: حقا؟ هذا غريب
تعجب لويس تغير مسار عيني روي ليلحق بها لتقع عينيه على تلك اللوحة القماشية الكبيرة المعلقة على الحائط الأيسر من جهة الباب كانت داخل إطار مطلي باللون الذهبي نقوش كثيرة زينته وقف روي ليسلب انتباه الجميع وصل لتلك اللوحة طال تحديقه بها الجميع في انتظار ما سيحدث تاليا ليقاطع مارتن ذلك الصمت و الغموض قائلا: هذه اللوحة قد أهدتنا إياه عائلة هايلون عندما كنت في العاشرة
أشار روي نحو تلك الفتاة التي كانت نائمة و هي مختبئة خلف سيدة كانت تجلس على الكرسي بصدمة نهض مارتن ليتأكد من ملامح ذلك الشخص كما فعل لويس ليقول باندهاش: لا أصدق إنها تشبه فينوس شبها كبيرا أكاد أجزم بأنها هي
قال روي: هذه هي بالفعل
قال والد التؤامين: مستحيل أن تكون هي فهذه الصورة من قبل ولادة والدتها حتى
قال روي: لكنها تحمل الشامة ذاتها
بدأ الصمت يفرض نفسه في تلك الغرفة من جديد تجمدت الملامح على وجه لويس لتقول الوالدة: ماذا هناك لويس؟ هل أنت بخير؟
قال لويس: أليكس يحاول التواصل معي
قالت الوالدة: ماذا؟
حاول لويس تجسيد ذلك التواصل الضعيف بينهما ليرى الجميع ذلك التجسد ليقول الوالد: أين أنتما بني؟
قال أليكس: هذا ليس مهما الآن أعتقد بأن العمة إيف تخطط لشيء خطير لذا عليكم الإسراع بإيجادنا سوف أحاول إشغالها قليلا
قال لويس: ماذا تقصد بكلامك هذا؟ ثم أين أنتم؟
قال أليس: لا نعلم حقا كل ما نعرفه أننا في مكان ما داخل كهف ما في مدينة ما
قال أليكس: ما الذي تقوله؟ هذا لا يفيد أبدا
أضاء أليس المكان قليلا علهم يستطيعون التعرف عليه ضعف ذلك الاتصال أكثر من السابق لينقطع شعر التؤامان بإحباط شديد حتى لاحظا توقف إيف عن المسير أمام الباب الرابع بتعابير باردة شعرا بالخوف و القلق أكثر مما سبق قال أليكس همسا: ربما كان يجدر بنا رفض ذلك
قال أليس: نحن و حبنا السخيف للغموض و الاستكشاف لم ولدنا هكذا؟ لماذا يا أمي؟ أنا واثق بأنها السبب في هذه الجينات
اقتربا منها أكثر ليقول أليكس: ماذا هناك عمة إيف؟
قالت إيف: أعرف أنكما تحاولان تضليلي أيها التؤامان الشقيان لكن سأسامحكما
التفتت إليهما بذلك القناع اللطيف لتتبعها بابتسامة خبيثة فرقعت أصابعها لتتشكل حقل قوى حولهما حابسة كل شيء يمكنهما فعله حتى الهواء بالكاد يدخل إليهما تحركت شفتيها ببضع كلمات مع تلك التعابير الحزينة لتتابع سيرها بهدوء مع تناقص كمية الهواء و الشعور بالانعزال عن العالم فقدا وعيهما فتح التؤامان عينيهما على ذلك الصوت الذي ينادي اسميهما الصورة لم تكن واضحة بالنسبة لأليكس الذي جلس من فوره لتقول والدته: هل أنت بخير عزيزي؟ أنت لم تتأذى صحيح؟
قال أليس: متى أتيتم لهنا؟
قال مارتن: منذ فترة قصيرة فقط هل أنتما بخير؟ أتمنى بأنها لم تقم بأذيتكما
قال أليكس: لم تفعل أي شيء سيء لنا لكنها كانت تتصرف بغرابة طيلة ذلك الوقت
قال توماس: ماذا تقصد؟
قال التؤامان:"آسفة سأفعل هذا لأجلها" هذا ما قالته
قال روي: لأجلها؟ هل تقصد الفتاة في الصورة؟
قال لويس: و ربما تقصد فينوس فهي منذ معرفتها بالأمر بدأت تتصرف بطريقة مختلفة لذا أعتقد أن فينوس هو الاحتمال الأكبر
قال التؤامان: سوف نرشدكما للطريق قبل فوات الآوان
بدأ الجميع في الركض خلفهما كان المكان كمتاهة كبيرة الضياع فيها سهل جدا توقف التؤامان أمام ذلك الباب الذي لطخ ببقع حمراء التفت لويس للشخص المجروح المستند على الجدار ليقترب منه و يقول: هل أنت بخير؟
رفع ذلك الشخص رأسه ليحدق بعينيه بدون الحديث بأي شيء أصبحت الأجواء أكثر اضطرابا على صوت قوي دوى في المكان رفع ذلك الغريب رأسه للأعلى ليلحق به لويس ليرى ذلك الباب المخبأ هناك ليقول ذلك الغريب: الطريق الأسرع عليكم إيقاف السيدة وارس
تعجب الجميع للفظه الكلمتين الأخيرتين قبل تحوله لرمل خفيف هب مع الريح قال أليكس: علينا الوصول إليها بسرعة فهذا الأمر خطير للغاية
قال مارتن: و ما هو هذا الأمر؟
قال أليس: أظنها تحاول استبدال الأرواح أو ربما نقلها فهذا ما قد نقش على الجدران في مدخل هذا المكان
قال توماس: هذه الفتاة سوف تصيبني بالجنون حتما
أسرعوا في الصعود لذلك الباب الذي أخذهم لغرفة كبيرة للغاية مظلمة تماما لا يتخلل تلك الظلمة إلا وجودهم قال أليكس: عليكم الانتباه جيدا في استخدام قواكم غلطة واحدة تكفي لنهاية جميعنا
قال الوالد: أشعر بشيء يقترب منا بشكل مريب و سريع للغاية
أغلق ذلك الباب بقوة ليزداد سواد ذلك المكان الصمت يلف المكان صوت القلوب الخافقة بسرعة يكاد يسمع تجمد الجميع في مكانه على هبوب تلك الرياح الباردة القوية حاول الجميع التشبت لكنها أقوى بكثير منهم تحكم روي بتلك الرياح ليعيد التوازن لما في الغرفة قال توماس: هل أنت بخير روي؟
قال روي: أجل بخير
نظر روي لقدمه التي بدأت النقوش من أسفله تضيء كما حال باقي أرضية الغرفة لتشكل رسما لهلال أحمر بكتابات غريبة قريبة منه تجمعوا في مكان بعيد عن ذلك الهلال العملاق ليقول التؤامان: أطوار القمر تمضي لنهاية بداية حياة جديدة
قال مارتن: علينا إيجادها قبل اكتمال هذا القمر
قالت الوالدة: لا داعي لذلك
أشارت ناحية الشخص الواقف على تلك المنطقة المرتفعة من الغرفة بالقرب من صندوق بني داكن مخطط جثى ذلك الشخص بقربه اقتربوا منه أكثر أراد توماس الاقتراب أكثر لكن ذراع أليس أوقفه لينظر إليه بقليل من الانزعاج و يقول: ماذا تريد الآن؟
قال أليكس: لا تقترب منها فقد تأخرنا كثيرا
قال توماس: ما هذا الهراء الذي تقوله؟ دعني
انتبه الجميع لعدم تحرك جسد إيف و الأسوأ من هذا كله حضورها قد تلاشى تماما حل الصمت و الصدمة تعلو وجوه البعض منهم ترك أليس يد توماس الذي جثى بالقرب من جثتها أبعد خصلات شعرها عن وجهها الذي لم يمل التحديق إليه شعر بدموعه تتساقط على وجنتيها التفت روي لتلك العلامة الضخمة التي تغير لونها للأزرق القاني ليقول بصوت منخفض: شيء ما لم ينتهي بعد
قال التؤامان: هذا لأنها قد أعادت شخصا ما للحياة
قالت الوالدة: من تراه يكون؟
توجهت أنظار الجميع لذلك الصندوق الواقع خلف ظهر توماس اقترب الوالد و مارتن منه ليقوما بفتحه توقفت نبضات القلوب و أنفاس الجميع صرخت زوايا ذلك المكان مصدومة بما تراه ليس هي فقط بل كل شخص كان ينظر لمحتوى ذلك الصندوق شعر روي بأنه ينجذب لذلك الصندوق كما لو أن الجاذبية تنبع منه عيناه تأبى أن ترجع لهدوئها توسعت تريد تصديق ما تشاهده ذلك الشعر الأرجواني الحريري الداكن الطويل تلك البشرة البيضاء التي تكاد تنافس ندفات الثلوج الشامة السوداء التي احتلت طرف جفنها الأيمن قال التؤامان: ماذا؟فينوس؟ كيف حصل هذا؟ اعتقدنا بأن جثتها قد تحللت بالفعل
قال مارتن: أنا واثق بأنني رأيتها تتحول لرماد
صمت الجميع يحاول معرفة هذا اللغز الممد في ذلك الصندوق حوله العديد من الأزهار الأرجوانية توجهت الأنظار إليها حالما شعروا بحضورها الكبير و المخيف يجوب في المكان فتحت عينيها ليذهل الجميع من اللون الذي برق بهما اللون الأزرق القاني الجميل الذي بدا كالياقوت الأزرق رفعت يديها النحيلتين لتحدق بهما كما لو أنها تتفحص شيئا ما لترسم ابتسامة خفيفة على شفتيها نهضت بهدوء لتشعر بالأعين تحدق بها بشكل مريب التفتت لتنظر إليهم باستغراب شديد حولت نظراتها للشاب الذي كان يمسك بذلك الجسد الهامد غادرت ذلك الصندوق لتقترب من ذلك الجسد بهدوء أمسكت بيدها لتقول: يبدو أنك خضت الكثير أتمنى بأنك استمتعت برحلتك و أنجزت ما أردته
قبلت تلك الكف الباردة بحنان شديد لتطلب من توماس وضعها داخل ذلك الصندوق حاول الاعتراض لكنه لم يستطع مجادلتها وضعها داخل ذلك الصندوق لتحدق بها مطولا أغلقت الصندوق بقواها لتتمتم بتعويذة ما غلفت الصندوق و أغلقته التفتت للأشخاص الواقفين خلفها لتقول: حسنا أنا لا أعرفكم جيدا لكن مكانكم ليس هنا بالتأكيد
فرقعت أصابعها ليختفوا من أمامها نظرت نظرة أخيرة لذلك الصندوق لتقول: ستكون المرة الأخيرة التي نرى بعضنا فيها سنشتاق لبعضنا بالتأكيد
تلك التعابير الحزينة تجولت في وجهها قبل مغادرتها لذلك المكان في منزل عائلة هايلون رسمت تعابير الاندهاش على وجوه الأفراد الواقفين أمام بوابة منزلهم مندهشين ليقول لويس: حقا من تكون هذه الفتاة؟
قال أليس: علينا العودة و سؤالها
قالت الوالدة: لن نعود لذلك المكان الخطر بالتأكيد
قال الوالد: والدتكما محقة مجرد التفكير بأننا سمحنا لكما بالذهاب لهناك يجعلني أخشى عليكما أكثر
قال أليكس: نحن بالتأكيد سنعاني لفترة لكن علينا معرفة من تكون
قال لويس: لندخل للمنزل أولا ثم نتحدث عن الأمر
دخلوا المنزل ليستغرب الجميع وجودهم قال جد لويس: ألم تغادر منذ قليل فقط لويس؟
قال لويس: ماذا؟ بالتأكيد لا
قالت والدة التؤامين التي نظرت لساعة الحائط لتقول: بالفعل الوقت الذي مر ليس بالكثير
نظر لويس للساعة ليصاب بحيرة أكبر قال التؤامان: ربما علينا أخذ قسط من الراحة فقد بدأنا نرى أشياء ليست موجودة
ضحكوا عليهم ليغادرا لغرفتهما و هما لا يزالان يفكران بهوية تلك الفتاة عند روي الذي أخبر والديه بالقصة التي جرت معه تقلبت الكثير من التعابير على وجهيهما ليتنهد الوالد و يقول: في النهاية لم نستطع القيام بمنعها عن فعلها ذاك
قالت الوالدة: لكن من تكون تلك الفتاة الغامضة؟
قال روي: حقا أود أن أعرف ذلك أيضا
قال الوالد: سأبحث عن الأوصاف التي أعطيتني إياها
قالت الوالدة التي رسمت ابتسامة دافئة على شفتيها واضعة يدها على جبين روي المتعرق: ربما يجدر بك أخذ قسط من الراحة روي سيكون ذلك أفضل لك بالتأكيد
ابتسم لها بمرح شديد لينهض من مكانه و يذهب لغرفته أغلق الباب خلفه بهدوء ليستند عليه و يطلق تنهيدة عميقة سرى ذلك الشعور فيه مجددا فور تذكره للفتاة التي أوقفت قلبه عن النبض للحظات أعاد بخصلات شعره للخلف ليقول في نفسه: بالتأكيد هي ليست فينوس عليّ أن أخذ قسطا من الراحة
تلك التنهيدة اليائسة فرت منه ألقى بجسده على السرير ليغمض عينيه قليلا عند مارتن و توماس اللذين كانا في غرفة الجلوس برفقة ألبرت الذي تعجب القصة التي سمعها ليقول: تلك اللوحة كانت هدية من عائلة هايلون منذ فترة طويلة قبل قدومكما لمنزل عائلة وارس سيدي
قال مارتن: ماذا؟ لكنني أذكر جيدا بأنها قد قدمت في عيد ميلاد السيد وارس
قال ألبرت: هذا صحيح فقد وجدته السيدة و قررت إعطائه كهدية فهو كعهد يوثق معرفة العائلتين ببعضهما و هي لوحة قديمة جدا أعتقد بأن السيد وارس كان طفلا حينما قدمت هذه اللوحة
قال مارتن: إذا هي قديمة جدا لكن تلك الفتاة في الصورة تشبه التي قابلناها في ذلك المكان
قال ألبرت: تلك الفتاة وضعت في الصورة بعد فترة طويلة من تقديم الصورة أي بعد قدومكما
قال مارتن بمرح شديد: شكرا لك لقد ساعدتني كثيرا لابد أنني أزعجتك بكثرة أسئلتي
قال ألبرت: لا أبدا سيدي يسعدني كثيرا بأنني لا أزال مفيدا لكما لكن هناك أمر يحيرني
نظر مارتن إليه باستغراب ليراه يمسك ذقنه يفكر في شيء ما نظر لشقيقه الذي لا يزال تحت تلك الصدمة القوية شعر بالحزن يمتلك قلبه لرؤية أخيه في هذه الحالة مجددا تألم أكثر لرؤية تلك الدموع تهرب من عينيه ليقول في نفسه: آسف يا أخي مجددا لم أستطع فعل شيء لمساعدتك
نظر لألبرت الذي لا يزال واقفا يحاول التفكير في أمر ما ليقول له: ما الذي يحيرك؟
قال ألبرت: تلك الفتاة أنا واثق بأنها ابنة لإحدى أقارب العائلة لكنني لا أذكر من هو بالضبط سأستعين بدفتر العائلة علني أعرفها
قال مارتن: رجاء افعل بإمكانك الذهاب الآن
قال ألبرت الذي حول بصره لتوماس: هل سيكون السيد توماس بخير؟
ابتسم له مارتن ابتسامة حزينة غير واثقة بما تريد البوح به فهم ألبرت الأمر لينحني لهما و يغادر الغرفة نهض مارتن ليقترب من توماس و يقول له: عليك أخذ قسط من الراحة توماس
لم يجبه بأي شيء فقط نهض و غادر الغرفة التي تكاد تبكي حزنا على حاله صعد الدرجات و جسده استسلم للجاذبية ليسير بتثاقل لغرفته أغلق الباب خلفه ليجلس على طرف السرير الذي أراد أن يضمه أكثر و يخفف عنه أحزانه لكنه ليس أكثر من جماد لا يقدر على فعل ما قدر النسيم الهادئ فعله بتحريك خصلات شعره و مشاعره التي تأرجحت برفقته جرت ذكرياته عنها كنهر طويل بشلال صخري تتحطم عليه تلك الذكريات الجميلة تلك الصورة المطبوعة في قلبه لمحبوبته المبتسمة له دائما تريد التلاشي أيضا لكنه يأبى تركها ترحل هي الأخرى شعر بنبضات قلبه تقل مع مرور الوقت استلقى على السرير عل عقله يهدأ جنون قلبه و لو قليلا لكنه هو الأخر يحاول استيعاب اللحظات التي مر بها منذ فترة قصيرة حدق بسقف غرفته ليرى تلك اللوحة الفنية التي أبدعت إيف برسمها سماء زرقاء مليئة بالنجوم الجميلة مع بدر أبيض مختبئ خلف غيوم سوداء كثيفة تلك السماء الجميلة لطالما أعادت تلك الابتسامة اللطيفة على شفتيه لكن الآن مختلف جلبت الدموع لعينيه التي أغمضهما فور ظهورها عند مارتن الذي كان يقف أمام باب غرفتها يحدق بمقبض الباب يتذكر ضحكاتها و إزعاجها الدائم في المنزل الذي يبدو كئيبا هو الآخر ليقول بتلك الابتسامة اللطيفة: ربما ليس فقط توماس الذي أحبك بجنون
حاول بجد ألا تختفي تلك الابتسامة قبل مغادرته لكنه لم يستطع تلألأت الدموع في عينيه الحزينتين بفراق لون جذاب مرح غير الكثير في هذه اللوحة البيضاء المزعجة أنزل برأسه ليغادر ذلك الممر قبل أن تنفجر عينيه من احتباس الدموع عاد لغرفته ليرخي أعصابه فيها مضت أسابيع ثلاث هادئة حتى اليوم الذي اجتمع أصدقاء مارتن و توماس عندهما محاولين تغير الأجواء الحزينة في ذلك المنزل الكبير كانت السيدات تهتمن بإعداد الطعام بينما الصغار يستمتعون بوقتهم في التجوال داخل ذلك المكان الكبير الأشبه بالمتاهة و غرفه المختلفة بينما الآخرين يتحدثون معا بمرح شديد كان الجميع يحاول تغير تلك الأجواء بأي شكل في الحديقة الواسعة الخاصة بالمنزل كانوا يجلسون هناك باستمتاع أحاديث تجر أخرى سعدت السماء و هي تراقبهم برفقة النجوم المضيئة لتكمل زينتها بضياء القمر الجميل قال آرثر: أعتقد بأننا سوف ننتقل لهنا حتما في يوم ما
قالت آن: و لم تقول هذا؟
قال آرثر: هذا لأن زياراتنا أصبحت كثيرة جدا
وجه نظره لمارتن الذي ابتسم بمرح شديد و قال: يسعدنا ذلك كثيرا فالبقاء بمفردنا هنا مزعج قليلا
قال جد لويس: لكن ألا تظن بأننا مزعجون؟
قال مارتن: و أين الازعاج في هذا؟ بالتأكيد لا فجميعكم أشخاص لطيفون للغاية
ابتسم لهم بمرح شديد لتقول والدة سام: أين هو توماس؟ لم أره منذ فترة طويلة
قالت ليزا: لقد ذهب ليشارك الأطفال في لعبهم قام بتنظيم مسابقة لهم
قالت إليسيا: و الجميع يبدو مستمتعا بها حتى لويس ذهب برفقتهم
قالت والدة التؤامين: إنه حقا يحب مثل هذه الأمور حتى التؤامين المزعجين ذهبا ليكتشفا الكنز المخبئ
قال ليو: أيوجد كنز مخبئ هنا؟
قال مارتن: لا لكن مارتن قد عثر على كنز ما في إحدى رحلاته و قرر استخدامه أخيرا
قالت كاثرين: يبدو أنك كنت منزعجا منه
قال مارتن: بالفعل كل ما يفعله هو التحديق به و إعادة رواية قصة عثوره عليه لقد أصابني بالجنون حقا
ضحك الجميع على النبرة التي تحدث بها مارتن ليرسم ابتسامة جميلة على شفتيه ليحدق بكل تلك الوجوه السعيدة المجتمعة حوله لتتسع تلك الابتسامة عند توماس الذي كان برفقة لويس المنزعج بشدة لكونه لم يشاركهم البحث كان يسير بانزعاج واضح على خطواته التي أصدرت أصواتا قوية مكتفا ذراعيه عند صدره مقطبا حاجبيه لم يحدث توماس منذ فترة طويلة ليقول له بمرح شديد: ألهذه الدرجة أنت منزعج لأنك لم تشارك؟
نظر لويس إليه دون أن يقول كلمة واحدة ضحك توماس عليه بشدة ليقول: لكن الألغاز التي وضعتها سهلة جدا عليك ألن يكون ذلك مملا بالنسبة إليك؟
قال لويس: بلى لكنني أريد القيام بأي شيء
قال توماس: حقا؟ إذا سأبحث عن شيء يثير اهتمامك حقا
قال لويس بسعادة: أحقا ستفعل؟
ضحك توماس بشدة على ردة فعله الطفولية ليمسك بمعدته من شدة الضحك ليرسم لويس ابتسامة سعيدة على وجهه فتلك الضحكة قد طال انتظارها تحدثا معا و هما يسيران في ذلك الممر المظلم ذهبوا لحيث اتفقوا على لقاء الجميع بعد العثور على الكنوز وقفا هناك يستمتعان بهبوب النسيم العليل فالخريف قد أوشك على الانتهاء و الشتاء يقف أمام الأبواب ينتظر بفارغ الصبر مغادرة الخريف أتت المجموعة الفائزة بتلك الابتسامات و صيحات الفوز تعلو فور رؤيتهم لتوماس الذي صفق لهم بمرح شديد برفقة لويس الذي قال: لقد استغرقتم وقتا طويلا لو كنت أنا لانتهيت في وقت قصير
قالت تؤاما لويس: نعرف ذلك يا أبي دعنا نستمتع بوقتنا قليلا
قال لويس: و هل تقصدان بأنني أفسد ذلك؟
أخرجتا لسانيهما لتزعجا والدهما الذي لم يهتم لهما ليقوم بإغاضتهما لتنفخا وجنتيهما بانزعاج ليقول توماس بمرح: أحسنتم صنعا حقا كيف عثرتم على الكنز؟
قال ابن آرثر: لقد كانت الألغاز سهلة نوعا ما ثم أن الفريق الآخر يتوقعون شيئا أكثر صعوبة أراهن بأنهم فهموا كل شيء خطأً
ضحك بمرح شديد ليفعل توماس المثل ليقول: حقا قد أحسنتم لكن لننتظر الفريق الآخر قبل فتح الكنز
وافق الجميع على ذلك وصل الفريق الخاسر بعد خمس و أربعين دقيقة ليقول ويليام: لا أصدق بأننا خسرنا
قالت شقيقة بيلا الصغرى: هذا كله لأننا استمعنا لهذين الاثنين
قال التؤامان: ماذا؟ ماذا؟ لابد أنك تمزحين
قالت شقيقة تارا: أجل أنا واثقة بأننا لو تركنا القيادة لويليام لما خسرنا
قال ويليام: النتيجة لن تتغير أبدا
قال توماس: المسابقة للمتعة و ليس للفوز و الخسارة
تنهدوا بانزعاج شديد فتح الفريق الفائز الصندوق الرمادي المتوسط الحجم لتظهر بعض قطع المجواهرات النفيسة و مجموعة كتب و مجموعة ألعاب مختلفة حوى ذلك الصندوق على الكثير من الأشياء سعدوا به كثيرا ليرسم ابتسامة جميلة على شفتيه ليقول لويس: خيرا أنني لم أشارك أهذا هو الكنز حقا؟
قال توماس: ماذا؟ ألم يعجبك؟
انزعج لويس أكثر من سؤاله ليضحك بمرح شديد نقله توماس لحيث الجميع في الحديقة الخلفية اجتمعوا هناك لتبدأ الضجة بالعلو شيئا فشيئا الجميع متحمس و كل شخص يريد التحدث كانت لحظات ثمينة حقا لكن السعادة لا تدوم للأبد هبت رياح غريبة لتطفئ تلك المصابيح التي أنارت الحديقة لينتبه الجميع للحضور المختلف المحيط بهم تأهب الجميع لحدوث أي شيء مريب حتى ظهر ذلك الشخص الواقف أسفل الشجرة التي وقع ضوء القمر الفضي عليها أضيئت المصابيح من جديد لينظر الجميع لذلك الشخص الذي بدأ بالاقتراب منهم حتى وصل ليصاب البعض بالذهول و آخرون باندهاش و فريق ثالث باستغراب فتح ذلك الشخص عينيه ليحدق بهم بتلك الابتسامة الواثقة وقعت عينيها على الشاب الذي وقف فجأة لتقول: مساء الخير جميعا أتمنى بأنني لا أزعج أي أحد بقدومي
قال أليكس: نحن لا نعرف من تكونين حتى
قال روي: حقا من تكونين؟
ابتسمت بمرح شديد انحنت لهم بتلك الطريقة الرسمية للغاية لترفع رأسها و تقول: أنا إيف هايلون تشرفت بلقائكم جميعا
بدأ توماس بالسعال لذكرها ذلك الاسم بينما أخرج سام الماء الذي كان يشربه ليمسح فمه و ينظر إليها من جديد ليراها لا تزال تبتسم قال مايك: من الأفضل أن تلعبي غيرها نعرف من تكون إيف هايلون
قال لويس: بالفعل لذا اعترفي فقط
قالت إيف: لكنني حقا هي الشخص الذي عرفتموه كانت والدتي روث وارس
زادت الصدمة الكهربائية التي أصابت الجميع في القلب مباشرة قالت إيف بعد رؤية تلك التعابير: قبل فترة طويلة جدا جدا كانت أمي تعيش برفقة عائلتها لكنها غادرتهم بعد أن شعرت بأنهم لا يفهمونها جيدا بقت في مكان بعيد عنهم أجرت الكثير من الاختبارات و اختبرت الكثير من الفرضيات عن كثير من الأمور حتى أتيت أنا شعرت بأنها لن تستطيع البقاء بقربي فأخذتني لميتم روبنسون مع كتاب ما تربيت هناك عندما أكملت عقدي الثامن فككت الشفرة التي وضعتها في ذلك الكتاب لتوصلني لذلك الكهف الذي حبست نفسها فيه مع الكثير من الأمور الخطيرة ذلك الصندوق كانت مختبأة داخله كان جسدها ميت بالفعل لكن روحها لا تزال بخير استطعت بتعويذة اكتشفتها أن أعيد لذلك الجسد حياته من جديد على أن تكون روحي مقيدة هناك استعملت حياتي و اسمي حتى لا تربك الناس بل حتى لا يقوموا بمطاردتها فالجميع يعرف سمعة روث وارس في ذلك الوقت و عاشت حياتها التي أرادتها تعرفت على شاب أحبته قتلت جسدها ذاك لأجله لكنها لم تعرف بأنها لا تستطيع الموت حتى تحرر روحي المقيد بها و بسليلتها فينوس هايلون التي اكتشفت الأمر بعد التقائها بمحبوبها لذلك قررت التضحية لأجلي بإلقاء تلك اللعنة على نفسها اكتشفت والدتي الأمر أثناء استعادتها لذكرياتها بعد إلقائها اللعنة الثانية فقررت هي الآخرى تحريري مما قيدت نفسي به
لمح الجميع الدموع التي انزلقت على وجنتيها بهدوء كانت تشعر بقلبها ينقبض بشدة يؤنبها لموت شخصين بسبب طيشها غطت وجهها الذي احمر بكفيها النحيلين اقتربت منها جوليا لتعانقها تفاجأت من ذلك مسحت جوليا على شعرها بهدوء لتقول: لابد أن تشعرين بحزن دفين عزيزتي لا تقلقي فكل ما حدث ليس خطأوك أردت مساعدتهما و حسب أدرك ذلك لذا لا تبكي
تلك الكلمات اخترقت قلبها لتشعر بالحنان الذي اشتاقت إليه كثيرا لتنهمر دموعها أكثر و أكثر ابتسمت جوليا لها بهدوء ليقتربوا منهما و يحاولوا إبهاجها و لو قليلا ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها ليسعدوا بذلك كثيرا شاركتهم تلك اللحظات الممتعة التي كانت جديدة عليها كليا كان الجميع يقضي وقتا ممتعا برفقة الآخرين حتى أنهكوا تماما ليبدؤوا في الانسحاب و الذهاب للنوم غادر مارتن غرفته فهو لا يشعر بالنعاس بل إنه ليس قادرا على النوم نظر للشخص الذي لا يزال يجلس في الحديقة أسفل الشجرة يحدق بالسماء الجميلة التي تكاد نجومها تختفي مع بزوغ الفجر ذهب إليه ليبتسم بمرح له فهو شارد الذهن و لم ينتبه لوجوده جلس بقربه ليلفت انتباهه نظر إليه ليرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ليغير التعابير الحزينة التي تربعت على وجهه ليقول مارتن: يبدو أنك لا تستطيعين النوم أنت أيضا إيف
قالت إيف: الأمر ليس كذلك لكن ما الذي يجعلك لا تستطيع النوم؟ ألست متعبا؟
قال مارتن: لا أنا سعيد لأن الجميع قد حضر لرؤيتنا فقد بدأت أعتقد بأن لا سبب لي لأعيش لأجله لكن حضور الجميع اليوم أعاد لي الأمل من جديد فالحياة لم تنتهي بعد
قالت إيف: حقا هي لم تنتهي بعد لذا عليك الابتسام و القيام بما تريد
نظر مارتن ليرى تلك التعابير تعود لوجهها من جديد ليقول لها: أتودين الذهاب لغرفة والدتك؟
قالت إيف: أشكرك لكن لا فأنا مسبقا أعرفها جيدا
قال مارتن: ظننت ذلك أيضا لكن أردت عرض الفكرة عليك
ابتسمت له بمرح شديد جذب نظراتهما خيوط الشمس الذهبية التي بدأت بالظهور من مخبأها لطالما أحبت إيف النظر لهذا المنظر الذي يأسر قلبها دائما شعرت بتلك الابتسامة تظهر من تلقاء نفسها على وجهها نهض مارتن ليقول لها: سأذهب لأنام الآن عليك فعل ذلك أيضا
قالت إيف: لا تقلق عليّ سأكون بخير عليك أخذ قسط من الراحة
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر عائدا لغرفته نهضت من تلك البقعة التي أطالت الجلوس عليها لتحدق لأغصان الشجرة الفارغة من الأوراق الشتاء متعجل للقدوم هذا العام لتبتسم سارت مغادرة الحديقة قابلت في الممر ألبرت الذي توقف يحدق بوجهها لبعض الوقت جثى على ركبته اليمنى منزلا برأسه ليقول لها: صباح الخير آنسة هايلون لقد مر وقت طويل جدا
ابتسمت له بمرح لتقول: لا أصدق بأنك لا تزال تذكرني ألبرت يسعدني ذلك حقا
قال ألبرت: من الصعب نسيانك آنستي بحضورك هذا
قالت إيف: أجل حقا من الصعب التجوال بحضور كهذا لكن لا بأس يمكنك النهوض
بقي على حاله لبعض الوقت ثم رفع رأسه ليحدق بوجهها من جديد ليرسم ابتسامة على وجهه و ينهض و يقول: أيجدر بي إخبارهم بأمر قدومك حال نهوضهم؟
ابتسمت له بمرح شديد لتقول: لا تقلق فهم يعرفون بالفعل لكن لا تخبرهم بأشياء دثرها الزمن سأغادر لبعض الوقت لذا رجاء لا تنتظر عودتي
قال ألبرت: حسنا آنستي لكن رجاء توخي الحذر فالمكان لم يعد كما اعتدته
قالت إيف: أدركت ذلك منذ أسابيع لذا لا تقلق عليّ إلى اللقاء
غادرت القلعة لتشاهد الأزهار التي ذبلت على أطراف الممر العريض المؤدي للبوابة الكبيرة غادرت تلك القلعة لتحدق بها و تبتسم بمرح شديد أدرات ظهرها له لتذهب لمكان ما وصلت لوجهتها التي كانت كئيبة بعض الشيء وقفت أمام تلك اللوحتين الحجريتين جثت في تلك البقعة التي توسطتهما لتضع تلك الأزهار الأرجوانية حولهما و تقول: أتمنى بأنني لم أعطك الألم فقط فينوس
تلك الابتسامة التي ارتسمت على شفتيها جعلت المارين يقفون للحظات يحدقون بها وجهت نظرها للقبر المجاور لها لتقول: أنا آسفة بسببي فقدت كل شيء رين
أنزلت رأسها حتى لا يرى أي شخص تلك الدموع الحزينة التي تزاحمت في عينيها نهضت لتغادر المكان بينما يحدق زواره بتلك الأزهار المتفتحة قرب القبرين قبيل غروب الشمس في قلعة وارس كانوا متعجبين من عدم وجود إيف أخبرهم ألبرت بمغادرتها المنزل بعد يوم في المساء عادت إيف لتلتم السيدات حولها قالت كاثرين: لقد قلقنا عليك كثيرا أين كنت طوال هذا الوقت؟
قالت ليزا: حقا لقد كاد قلبي أن يتوقف
قالت آن: لقد كدت أتصل على الشرطة للبحث عنك
شعرت جوليا بارتباكها من هجومهن المفاجئ لتقترب منها و تقول: توقفن عن هذا أنتن تفزعنها
التفتت إيف إليها لتبتسم لها بمرح شديد و تقول: كل ما في الأمر أننا قلقنا عليك لذا رجاء أخبرينا قبل القيام بأي شيء
هزت رأسها موافقة على ذلك فالكلمات بالكاد تخرج من جوفها بعد ذلك الهجوم تنهدن بارتياح ليذهبن للغرفة التي كن فيها من قبل برفقة الفتيات الأخريات جلست إيف بعد وقوف دام طويلا تحدق بتلك الوجوه المبتسمة جلست في ركن بعيد قليلا عنهن لتسمع الأحاديث التي تدور بينهن حتى قالت بيلا: ربما يجدر بنا شراء هاتف لها حتى لا يتكرر الوضع الجنوني هذا مجددا
قالت إيفلين: أجل فكرة جيدة حقا و ربما نقوم بشراء بعض الحاجيات لها
قالت والدة سام: هذه فكرة رائعة حقا
بدأن في الحديث عن الكثير من الأمور التي أصابت إيف بالصداع لتقول: رجاء لا تهتمن بالأمر كثيرا فأنا لن أبقى طويلا هنا
صمتن على كلماتها الأخيرة تلك نظرت جوليا إليها باستفسار كما فعلن لتتنهد و تقول: تعرفن بأنني لست من سكان هذه المدينة لذا سأعود لمدينتي لا أشعر بالارتياح هنا
قالت إليسيا: هل قمنا بإزعاجك في أمر ما؟
قالت إيف على وجه السرعة: لا أبدا حقا استمتعت بقضاء الوقت برفقة الجميع هنا لكنني لا أشعر بالانتماء و لا أريد التسبب بأكثر مما فعلت
قالت والدة التؤامين: عن ماذا تتحدثين؟ أنت لم تقومي بأي شيء لذا لا داعي لكل هذا
شعرن بعزمها على الأمر لذلك استسلمن للأمر و تنهدن تغيرت الأحاديث عن هذا و ذاك حتى اجتمعوا على طاولة العشاء لتخبرهم إيف بقرارها تفاجئ الكثير من الفتية قال مارتن: لم هذا القرار فجأة؟
قالت إيف: فقط أريد العودة للمكان الذي أنتمي إليه
قال أليكس: أنت لا تقصدين ذلك الكهف المخيف أليس كذلك؟
ضحكت بخفة على أليكس الذي أبدا تعابير قلقة لتقول: بالتأكيد لا
قال والد سام: أهناك أشخاص تعرفينهم هناك؟
قال جد لويس: أجل لو يوجد شخص تعرفينه ربما بإمكاننا تفهم الأمر
قالت إيف: لا يوجد أي شخص أعرفه لكن لا داعي للقلق فأنا أعرف مدينتي جيدا
قالت والدة لويس: المشكلة ليست هنا ترك فتاة في مثل عمرك وحدها في مكان بعيد يثير القلق حقا
حل الصمت المكان أصوات الفضيات كل ما تبقى في تلك الغرفة انتهت وجبة العشاء و الجميع خاضع للصمت المطبق توجهوا لغرفة المعيشة يفكرون بالأمر قليلا بينما إيف قد اختفت لمكان ما قال مارتن: حقا مجرد التفكير في ذلك يجعلني أشعر بالقلق
قال آرثر: ألن يكون من الأفضل لو ذهب شخص ما برفقتها؟
قالت والدته: لا يوجد شخص من بيننا متفرغ لذلك
تنهد الجميع بقلق شديد على إيف الصغيرة لينظروا جميعا لتوماس الذي أفسد الهدوء الذي قدم للتو فقط بتنهيدة عميقة تلاها قوله: سأذهب برفقتها
نظر الجميع إليه بشيء من الاندهاش من قراره فتح عينيه ليحدق بالوجوه المندهشة المتعجبة من حوله ليقول: ماذا هناك؟
قال جد لويس: أواثق من ذلك؟ فأنتما أكثر شخصين منشغلين من بين الجميع
قال توماس: بإمكاني القيام بعملي من أي مكان
قال زوج كاثرين: لسبب ما لا أظنها فكرة صائبة
قالت ليزا: أنا أيضا أشعر بذلك
نظر توماس إليهما باستغراب من كلماتهما ليحدق بشقيقه الذي لم يقل أي شيء بعد ليتنهد و يقول: لا من الأفضل أن تبقى هنا بقاؤكما معا سيؤثر عليك سلبيا بالتأكيد
قال توماس: هاه؟ ماذا تقصد بكلامك هذا؟
قال مارتن: نتحدث في ذلك لاحقا لكن فكرتك مرفوضة بالتأكيد
شعر توماس بشيء من الانزعاج لكلمات شقيقه التي لمحت لشيء يجهله هو من بين الجميع أغلق فمه ليبدأ الجميع الحديث بشأن الأمر عند ويليام الذي كان يسير في الممر القريب من الحديقة يفكر في شيء ما و الهدوء يحاول الهرب من حوله وقعت عيناه على الشخص المحدق بالقمر بالقرب من تلك الشجرة اقترب منه بلا شعور منه ليلتفت له ذلك الشخص حدق به لبعض الوقت ثم رسم ابتسامة لطيفة و قال: ويليام ما الأمر؟ لا تبدو على طبيعتك
قال ويليام: و هل تعرفينني جيدا؟
قالت إيف: أجل أعرفك أكثر مما تعرف نفسك
قال ويليام: لا أظن ذلك
وقع ويليام في سحر عينيها اللتين تجذبانه إليهما لتقول إيف: تفكر في فينوس مجددا أنت حقا تحبها كثيرا كم هي محظوظة حقا
قال ويليام: إنها ليست كذلك لو كانت من عائلة مختلفة عنك لكانت بخير الآن
لم تجبه إيف بأي شيء لتثير أعصابه أكثر شد قبضته الصغيرة تجمعت الهالة القوية حوله مثيرا رياحا حركت أغصان الشجرة و عشب الحديقة أصوات أقدام تقترب سريعا منجذبة لتلك الهالة التي تغيرت فجأة وقف أصحابها بذهول أمام المنظر الذي يشاهدونه اقتربت ليندا منه لتقول بشيء من القلق: ماذا هناك ويليام؟ لم كل هذا الغضب؟
قطب حاجبيه دالا على انزعاجه الشديد ليخرج تلك الكلمات من بين شفتيه المرتجفتين من برد المكان و قلبه المنزعج بشدة قائلا: كل هذا بسببك لو لم تكوني موجودة لما تركتني العمة فينوس أنت السبب وراء موتها أنت السبب لن أسامحك أبدا على هذا أنا أكرهك كثيرا
حاولت ليندا التدخل لإيقافه لكنه لا يستمع إليها و لا إلى عقله الذي يخبره بالتوقف عن اتباع قلبه المضطرب للغاية تدخل سام لكن لا فائدة ترجى من ذلك قلبه لم يعد يحتمل رؤيتها جالسة في ذلك المكان لم يعد يحتمل رؤية وجهها المشابه لوجه عمته ليقول كلماته الصادرة من أعمق مكان في قلبه بصوت حزين مليء بالغضب و الكره:ليتك تموتين و حسب
صدم الجميع من الكلمات التي صدرت منه صدمتهم بالموقف لم يكن كفاية أبدا بل تلك الكلمات زادتها حدة نهضت إيف من تلك البقعة أرادت قول كلماتها الأخيرة لكنه لم يسمح لها بذلك توجهت تلك الرياح القوية المحملة بأوراق الأعشاب الحادة في اتجاهها بسرعة فائقة لم تتزحزح إيف من مكانها بل استقلبت ذلك الكره المكون لتلك الرياح التي جرحت بشرتها البيضاء ليخالطه اللون الأحمر أنزلت رأسها بهدوء اقتربت كاثرين منها لتعالج تلك الجراح التي أفسدت جمالها الخارق لتبتعد عنها خطوتين كبيرتين للخلف لتقول ليندا: توقف عن هذا حالا ويليام
النظرات الغاضبة المنزعجة الحزينة المتألمة لم تفارق عينيه الواسعتين الموجهة نحو إيف الصامتة قال سام بحزم: ويليام اعتذر
لم يهتم ويليام بالإجابة أو الاستماع لأي أحد في هذه اللحظة يريدها أن تختفي و حسب لا يريد أكثر من ذلك و لا أقل رفعت رأسها لتقابل تلك العينين الكارهتين لها فتحت شفتيها لتنطق بتلك الكلمات التي لم يسمح لها بنطقها ليرشقها وابل الأوراق الحادة من شديدة بشكل أعنف من السابق حاول التؤامين التدخل في الأمر لكنه لا يريد التجاوب مع أي أحد ليقول: غادري من هنا لا أحد يريدك لقد أفسدتي علينا حياتنا فقط غادري
شعر الجميع باختفاء تلك الهالة الكبيرة المصاحبة لإيف من المكان مع آخر حروف كلمات ويليام الغاضبة جثى على ركبتيه منزلا رأسه و الدموع لا تفارق عينيه قالت فانتين التي جلست بالقرب من ويليام: سأخذه لغرفته الآن لذا اهدئا قليلا
وجهت كلماتها تلك لوالديه المنزعجين من تصرفه المفاجئ و خصصت ابنها بنظراتها تلك ساعدته على النهوض لتأخذه لغرفته بينما الجميع لا يزال مصدوما من هذا المشهد الجديد بل من هذا الوجه الجديد لويليام الهادئ و اللطيف اجتمع البعض منهم في غرفة المعيشة بينما البقية دخلوا لغرفتهم يحاولون مراجعة الأمر في غرفة المعيشة قالت جوليا: من الأفضل البحث عن إيف حالا
قال ليو: للأسف لا يمكننا البحث عنها فهي قد اختفت بمعنى الكلمة
قال لويس: حقا أتساءل ما الذي حدث و سبب كل هذا؟
قال آرثر: لا أتعجب ذلك
نظر الجميع إليه لهدوئه على عكس الجميع خاصة والديه اللذين لم يقولا أي شيء حتى الآن ليكمل آرثر قائلا: جميعنا يدرك كم أحب ويليام فينوس لذا معرفته بحقيقة كل ما جرى لها فجأة بالتأكيد سيشعره بالإحباط و الغضب خاصة أن السبب لا يزال موجودا على مقربة منه و لن أندهش لو قام بمحاولة البحث عنها و القيام بما هو أسوأ
قال جد لويس: بالتأكيد لن يصل الأمر لهذه الدرجة نتحدث عن ويليام هنا
قال والد سام: أجل لكن الجميع رأى الآن ما لم يتوقع رؤيته....حتى والديه مصدومين من الأمر
انزعج سام من الحديث الدائر في الغرفة لينهض و يغادرها فهو لم يصدق بأن ابنه قد قام بفعل شيء كهذا توجه لغرفته ليقف أمام بابه لوقت طويل يفكر بالدخول للغرفة و تأنيبه بشدة و معاقبته على هذا التصرف المشين بنظره رفع بصره للشخص الذي فتح الباب و غادر الغرفة لتلتقي أعينهما و يقول: عليك أن تهدأ سام العنف لن يحل أي شيء و أنت تدرك ذلك عليك أن تتفهم السبب وراء تصرفاته هذه
قال سام: لا أستطيع مجرد التفكير في أنه قام بمهاجمة شخص بتلك الطريقة يصيبني بالغضب
تنهدت فانتين بقلة حيلة لتمسك بيده و تأخذه بعيدا عن باب الغرفة بمسافة قصيرة و تقول: حقا كيف كانت فينوس تتعامل معكما؟
تنهدت مجددا لتنظر لسام الذي توقف عن السير فجأة لذكرها لاسم شقيقته المفاجئ أنزل رأسه حزنا لذكراها لطالما أخبرته بأنه لا يفهم مشاعر الناس من حوله جيدا خاصة المقربين منه تنهد بهدوء لتذكره لذلك ليقول بصوت منخفض: حقا لا يمكن لكلينا فعل شيء بدونك فينوس
سمعت فانتين تلك الكلمات الحزينة لتجذب انتباهه بتلك الابتسامة الدافئة لتقول له: أنا واثقة بأنها ستقلق كثيرا لو رأت موقفا كهذا بينكما لذا عليك التفكير بشيء بسرعة فأنت والده قبل كل شيء
قال سام: حقا الأبناء في هذا السن مزعجون للغاية
قالت فانتين: كما لو أنك لم تكن كذلك أيضا برودك كان مزعجا للغاية
ابتسم بلطف لها لتغادر المكان لتدعه يفكر لبعض الوقت عند ويليام الذي كان مستلقي على سريره مغمض العينين يحاول إبعاد كل هذه الأفكار من ذهنه لطالما حافظ على هدوء أعصابه و التظاهر بأن لا شيء يزعجه بالرغم من أن الحقيقة غير ذلك كيف يفقد أعصابه بتلك الطريقة البشعة رنين ذلك الصوت في أذنه بتلك الكلمات يزيد الحزن و الألم الذي طغى قلبه "عدني بأن تكون قويا" نزلت تلك الدموع على وجنتيه بهدوء شديد لا تريد زيادة بؤسه ليقول في نفسه: آسف عمتي فينوس لم أستطع الوفاء بوعدي لك
مد يده للوسادة القريبة منه ليحملها و يغطي وجهه بها لا يريد لتلك الغرفة أن تشاهد وجهه المتألم أكثر من ذلك طرق باب الغرفة بهدوء عرف ذلك الإيقاع لكنه لم يستطع الإجابة على صاحبه الذي دخل بعد صمت دام فترة ليجلس على طرف سريره يده مُدت لرأسه لتخلل أصابعه شعره بحنان تلك الحركات المحاولة لتهدئة قلبه بلا فائدة في وقت كهذا أبعد الوسادة عن وجهه لينظر لذلك الشخص الذي ابتسم له بحنان و قال له: لا بأس عليك ويليام يمكنك إخراج كل ذلك الحزن إن شئت سأكون دائما بجانبك
أخذه ذلك الشخص لأحضانه عله يدفئ مشاعره المشتتة ليقول: أمي لقد أخلفت وعدي لعمتي لقد وعدتها بأن أكون قويا لكنني لم أستطع الوفاء بوعدي لها
استمعت ليندا لبكاؤه و أحزانه أخذتها لقلبها علها تفهم و لو شيء بسيط مما شعر به في تلك اللحظات ذلك البكاء الطويل أجبر ويليام على النوم فقد ارتاح ضميره و لو شيء بسيط بقت ليندا بجانبه تلك الليلة
https://up.arabseyes.com/uploads2013...3966271042.png

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حال الجميع؟ أتمنى أنكم بخير و مستعدون لدخول شهر رمضان بعد أيام قليلة اللهم بلغنا رمضان مع أحبتنا....كيف هو هذا الفصل؟ هل أعجبكم؟ ماذا عن إيف هايلون الحقيقية؟ أضافت الكثير من الغموض أم أزالته؟ ويليام المسكين كرهها لأخذها عمته منه هل سيظل حبيسا لألمه و حزنه أم أنه سيتعايش مع الأمر؟ نسيت أن أسألكم هل عرفتم الحقيقة خلف اللعنة؟ أتمنى أن أعرف المزيد عن أرائكم و توقعاتكم للقصة في المستقبل القريب حتى ذلك الوقت في أمان الله و رعايته
https://up.arabseyes.com/uploads2013...3966273774.png


Inas Fallata 03-24-2020 02:52 AM



https://up.arabseyes.com/uploads2013...2179068943.png
في صباح هادئ بعد مرور أربع أيام على تلك الحادثة و اختفاء إيف كان ويليام يسير برفقة كايت الذي أصبح هادئ بعض الشيء بعد معرفته بما جرى حدق بوجه ويليام الذي أصبح أكثر برودا من السابق ليتنهد بانزعاج و يقول: إلى متى ستبقى في هذا الوضع الجيلدي؟ أعرف أن الشتاء قد حضر لكن أن تثبت ذلك أمر مزعج للغاية
نظر إليه ويليام ليطبق شفتيه و يسير بهدوء بجانبه أوقفتهم فتاة صغيرة بابتسامتها الطفولية نظرت لويليام الذي تعجب وجودها خارج منزلها في مثل هذا الوقت نزل لمستواها ليقول: ألا يجدر بك البقاء في المنزل؟ الجو بارد جدا
قالت الفتاة بمرح: أجل أحب الشتاء كثيرا
قال كايت: و إن يكن يجب ألا تقلقي والديك
قالت الفتاة: هما لن يقلقا عليّ لديّ رسالة لويليام أيكما هو؟
تعجب ويليام ذلك فهذه المرة الأولى التي يرى هذه الفتاة فيها الرسالة التي كانت في يديها أثارت ريبة كلا الشابين قال كايت: هذا هو ويليام هايلون هل الرسالة موجهة إليه؟
قالت الفتاة: أجل لقد طلب إليّ إيصاله إليه شخصيا تفضل
مدت الرسالة إليه ليحدق فيها بريبة شديدة لوقت طويل ليقول كايت: هل تريد للفتاة أن تموت من البرد؟ خذ الرسالة و حسب
أخذ ويليام الرسالة ليبحث عن اسم مرسلها على الظرف الخاص بها لكن بلا فائدة ترجى نظر للفتاة باستغراب شديد ليقول: من طلب إليك إرسالها؟
ابتسمت له الفتاة بمرح شديد لتقترب منه و تهمس له قائلة: إنه سر
زادت تلك الريبة أكثر ابتعدت الفتاة عنهما و السعادة تملؤها لتنفيذ ما طلب إليها وقفت أمام سيدة كانت تقف قريبا منهما نظرا إليها باستغراب خاصة ويليام الذي فتح الرسالة ليفاجئ بما كتب فيها قال كايت بانزعاج: ما هذه الرسالة السخيفة؟ لا توجد بها إلا جملة واحدة
عرف ويليام المرسل لقراءته تلك الكلمات "آسفة أخذت منك شيئا لا يمكنني تعويضه" نهض من هناك ليقول كايت: أعرفت المرسل؟
قال ويليام: أجل و ما زلت لن أسامحه
أحرقت تلك الورقة فور إلقائها أكمل ويليام سيره كما لو أن شيئا لم يكن عرف كايت سبب ذلك التصرف المفاجئ ليقول في نفسه: حقا لم أتوقع رؤيته مخيفا هكذا
تنهد بهدوء حتى لا يزعج ويليام الثائر ابتسم شخص كان يراقب الأوضاع من مكان بعيد للغاية تلك الابتسامة الحزينة و عينيه الحزينتين لم تفارقا منظر المدينة من فوق تلك الشجرة الضخمة على جرف أبيض مخيف وقف على تلك الأغصان الخفيفة بتوازن و رشاقة ليقول: ما فعلته أمر لا يغتفر حقا
حركت إيف قدمها الأيمن للهواء لتسقط من ذلك الارتفاع لتقف بسلاسة على الأرض غادرت بقعتها المفضلة لتسير وسط تلك الأشجار المرتجفة من شدة برد الرياح المارة بها سارت و سارت و سارت حتى سئمت ساقيها المشي لتتوقفا أمام ذلك المبنى الرمادي الذي حوى الكثير من اللوحات و الخزفيات الجميلة حدقت بالمكان لفترة طويلة لتقول في نفسها: لقد كان هنا الميتم الذي تربيت فيه حقا كثير من العقود قد مرت بالتأكيد هو لم يعد موجودا
تراجعت خطوتين للخلف لتصطدم بشخص ما كان يمسك بصندوق هدايا مغلف بورق برتقالي و عليه رسوم للبرتقال بأحجام مختلفة حاول التوازن قبل سقوط الصندوق ابتعدت عنه إيف لتلتفت و تنظر لذلك الشخص الذي رسم ابتسامة لطيفة على شفتيه فور إعادة الصندوق لتوازنه عينيه عسليتين ضيقتين قليلا و شعره بني طويل مموج وجه نظره لإيف ليقول لها: هل أنت بخير يا آنسة؟ أتمنى بأنني لم أؤذك
قالت إيف: لا أبدا أنا بخير ماذا عنك؟
قال الشاب بمرح: هذا جيد أنا أيضا بخير سأذهب فأنا على عجلة من أمري
ابتسم لها ثم أكمل طريقه بهدوء كما فعلت هي أيضا وصلت لمنزل متوسط الحجم بطابقين بدا شكله كما لو أنه من العصور القديمة شكله هذا أفسد الصورة الحديثة للحي فتحت البوابة الحديدية الصغيرة لتسير في ذلك الممر المزين بأزهار الأوركيدا بمختلف ألوانها الجميلة و الجذابة وقفت أمام الباب لفترة قصيرة جدا فتح الباب لتدخل المنزل نظرت للرجل الذي انحنى لها فور دخولها ليقول: أهلا بعودتك لمنزلك آنسة هايلون
ابتسمت له و قالت: أهلا إيثان أتمنى بأنني لم أطل الغياب عليكم
رفع الرجل المدعو إيثان صاحب الملامح الجميلة بالرغم من ظهور آثار الزمن عليها عينيه السوداوين الواسعتين و شعره الذي ماثل لون عينيه ليرسم ابتسامة تزيد وسامته بادلته تلك الابتسامة اللطيفة ليقول لها: منذ معرفتنا بعودتك و نحن نستعد لاستقبالك آنستي
قالت إيف: حقا؟ أنا آسفة إذا
ضحكت بخفة جذب انتباهها ذلك الإزعاج القادم من الدرج القريب منهما نزل شابين بأقصى سرعتيهما ليجثوا بالقرب منها أمسك كل منهما بكفها ليقوما بتقبيله بلطف ويقولا معا: أهلا بعودتك للمنزل إيف
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد ليقول الأول صاحب الشعر الأشقر الفاتح و العينين الخضراوين: لا تقم بتقليدي أيها المعتوه
قال الثاني صاحب الشعر الأزرق القاني الطويل و العينين العسليتين: هل أصبحت ببغاء قبل أن أعلم؟ لقد أخبرتك مرارا بأن تتوقف عن تقليدي
نهضا ليحل الصمت بينهما أعينهما لا تزال تتحدث بالرغم من ذلك نظرا لإيف التي بدأت تضحك عليهما بمرح شديد لتقول: من الجيد أنكما لم تتغيرا تيم و تيو سعيدة برؤيتكما من جديد
تلك الابتسامة التي رسمتها على شفتيها خطفت قلبيها نظراتهما المعجبة بها أثارت انزعاج إيثان كالعادة ليضرب رأسيهما بقوة و يقول: لا تنسيا بأننا نعمل هنا ثم لابد أن الآنسة متعبة للغاية لذا أسرعا بتحضير شيء لها
وضع كلاهما يده على رأسه متألما ابتسمت إيف سعيدة بأن الأوضاع لم تتغير حتى قالت: لم يبقى عداكم في النهاية
قال تيو صاحب الشعر الأزرق: كما لو أنك تحتاجين لأشخاص غيرنا
قال إيثان: هل أنت مريضة آنستي؟
هزت رأسها بهدوء نافية ذلك لتتبدل ملامحها لأخرى مرحة و تقول بمرحها الذي اعتادوا عليه: لقد أحضرت لكم هدايا مميزة لن تجدوا لها مثيل في العالم أجمع
اقترب منها الشابين بمرح شديد منتظرين ما ستهديهما اقتربت من تيو الذي لطالما طلبت منه أن يرفع تلك الغرة عن عينه اليمنى أخرجت دبوس شعر فضي به سلسلة نحيلة ارتبطت ببدر و نجم جميلين لتقول له: تبدو وسيما هكذا لذا لا تزعجني و تخرج هذا الدبوس
قال تيو بابتسامة لطيفة: بالتأكيد لن أفعل بعد أن وضعته بيدك سوف أحافظ عليه كحياتي تماما
ابتسمت له بمرح لتتوجه لتيم لتضع له قرط فضي حلقي الشكل نقش عليه رمز لنجمة و هلال لتنظر إليه بهدوء ثم تقول: كما توقعت إنه يناسبك تماما حقا إن الحلي تناسبك كثيرا تيم
قال تيم: هل أعد هذا مديحا أم سخرية إيف؟
ضحكت بمرح شديد ليبتسم بهدوء وجهت نظرها لإيثان الذي كان يمسك أعصابه كي لا يفسد سعادة المنزل بعودة سيدته لتبتسم بمرح اقتربت منه لتقول له: حقا لقد فعلت الكثير لأجلي و مهما قلت و فعلت لن أستطيع رد شيء صغير مما فعلته لذا رجاء تقبل هذه الهدية البسيطة مني
وضعت ذلك الدبوس الفضي على شكل قمرين متداخلين و نقش عليها "No.1" على الجهة اليسرى القريبة من الياقة ابتسم لها بهدوء و انحنى قليلا انزعج الشابين من دبوسه ليقول تيم: لم هو الرقم واحد؟
قالت إيف: أتعرفان بأنه عندما كنتما صغيرين كنت أعنتي بكما؟ لقد قلتما لي بأنني كل شيء بالنسبة إليكما....إيثان هو سبب وجودي في ذلك الوقت و ما أنا عليه لذا لا تنزعجا
قال تيو: لحظة لحظة هل قلت "عندما كنتما صغيرين"؟ أنا أكبرك عامين و تسعة أشهر و أربعة أيام كيف كنت تعتنين بي؟ فقط أخبريني
قال تيم: لم أنت منزعج هكذا؟ فقط افهم ما تريد قوله و حسب هل أنت غبي لهذه الدرجة تيو؟
قال تيو: ماذا قلت؟ لم أسمعك جيدا أيتها الحشرة السخيفة
صمت كلاهما يحدقان ببعضهما بانزعاج شديد توقفت تلك النظرات القاتلة لاحتضان إيف لهما بتلك الطريقة اللطيفة ابتسما لها بمرح شديد لتقول: أنا حقا سعيدة لعودتي إليكم يا رفاق
ابتسم جميعهم لها بلطف شديد ذهبت برفقة إيثان لغرفتها في الطابق الثاني أثناء سيرهم في الممر توقفت إيف أمام نافذة مكسورة ليقول إيثان: أنا آسف لم أنتبه لهذا سوف أقوم باستبدال الزجاج حالا
ابتسمت له بمرح شديد ليتغير زجاج النافذة المكسور فتحت الباب المقابل لها لتدخل الغرفة المتوسطة الحجم ذات السرير البني المتوسط الوسادة الزرقاء القانية و الغطاء رتبا بشكل لطيف عليها و خزانة ملابس بنية داكنة بزخرفة نباتية على الأبواب و طاولة طابقت تصميم الخزانة رتبت عليها بعض العطور و مساحيق التجميل و مرآة متوسطة الحجم توجهت إيف نحو نافذة الغرفة المتوسطة الحجم لتفتحها و تتنشق عبير الأزهار علت الابتسامة وجهها ليقول إيثان: الجو بارد يا آنسة لا نريدك أن تصابي بالمرض
قالت إيف و هي تغلق النافذة: حسنا سأكون حذرة
قال إيثان: رجاء خذي قسطا من الراحة سوف أطلب منهما تحضير شيء دافئ
انحنى لها ثم غادر الغرفة أغلق الباب خلفه بهدوء سار قليلا مبتعدا عن الباب ليتوقف و يقول: إلى متى تودان الاختباء هناك؟
رفع رأسه لينظر للشابين اللذين ابتسما له بارتباك نزلا من هناك ليقول تيم: لقد بدت متعبة للغاية و حزينة اعتقدت بأنها ستحدثك بالأمر
قال تيو: ربما حدث شيء سيء معها
قال إيثان: إن كانت الآنسة قلقة و حزينة أليس من واجبنا إسعادها؟ لذا تحركا سريعا و حضرا لها شيئا خفيفا دافئا لتتناوله
غادرا على وجه السرعة بتنافس كالعادة ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتي إيثان الذي أمسك بذلك الدبوس ليقول في نفسه: حتى الآن لا تستطيعين البوح بما يجول في ذهنك لنا
أطلق تنهيدة مستسلمة ليعود لعمله في المساء في قلعة وارس حيث الأجواء الباردة لا تهزم نشاطهم و مرحهم كان لويس لا يزال يحاول العثور على إيف المختفية كذلك ليو لم يستسلم بعد في ذلك اليوم جلسا معا يشربان الشاي بهدوء عل تدفئة عقولهم تظهر نتيجة قال ليو: حقا كيف يمكنها إخفاء هالتها بهذه الطريقة؟
قال لويس: لا أتعجب هذا فهي عبقرية
ابتسم ليو لمدحه إياها تنهد بعد ذلك طرق الباب لينظرا في اتجاهه دخل مارتن ليقول: ألا زلتما تبحثان عنها؟
قال لويس: أجل و ليس هناك أي جديد
قال مارتن: حسنا لا داعي لإتعاب نفسيكما فقد حصلنا على عنوانها
نظرا إليه باستغراب و اندهاش شديدين أخرج مارتن ذلك الظرف الأبيض المتوسط الحجم وضعه على الطاولة بالقرب منهما حمله ليو ليقرأ العنوان الذي كتب عليه قال لويس: أقرأت الرسالة؟
قال مارتن: أجل و هي تطلب منا التوقف عن البحث عنها و مستعدة لاستقبالنا في أي وقت
قال ليو: هكذا إذا حسنا هذا جيد
قال لويس: سأنام أخيرا
ضحكا عليه بمرح شديد تحدثوا معا باستمتاع شديد نام الجميع بعد يوم مرهق من الأعمال صباح اليوم التالي كانت إيف تحدق بالسماء المثلجة من نافذة غرفتها طرق باب غرفتها ليفتح الباب دون انتباهها اقترب منها ليقول: صباح الخير آنستي أتمنى بأنك قد نمت جيدا
التفتت إيف إليه لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير إيثان
قال إيثان: صحيح أن الإفطار متأخر عن وقته لكنه جاهز الآن أتريدين تناوله في غرفتك؟
نهضت إيف من الكرسي لتقول: لا سأتناوله مع الجميع فهذا سيكون أمتع
غادرت الغرفة ليلحق بها إيثان لغرفة الطعام حيث كان تيو يعد الطاولة بينما يرتب تيم الأواني عليها دخلت إيف لينظرا إليها و يقولا: صباح الخير إيف
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد لتبتسم لهما بمرح جلست على الكرسي المخصص لها كما فعل البقية نظرت للوجبات الشهية لتقول: تيم أصبحت ماهرا حقا
قال تيم: ماذا؟ أنا لن أعد شيئا كهذا
قال تيو: ماذا تقصد بكلامك المهين هذا؟
قال إيثان: رجاء احترما وجودكما على طاولة الطعام
الشرارات لا تزال تخرج من عينيهما ابتسمت لهما لتبدأ بتناول الطعام ليفعل الآخرين كذلك كان الجو هادئا و باردا بالرغم من المدفئة مشتعلة كان الجميع قلق و هو يحدق بإيف التائهة في عالم أفكارها الغامضة توقفت إيف عن تناول الطعام بلا شعور منها تبادلوا النظرات القلقة قال تيو: أهناك شيء ما يشغل بالك إيف؟
نظرت إيف إليه بتلك النظرات الباردة التي اعتادوا عليها بريقها قد رحل منها تداركت الأمر لترسم ابتسامة على شفتيها لتقول: آسفة أنا لست جائعة جدا
دفعت الكرسي الأبيض ذو الشرائط الزرقاء للخلف لتنهض و تنحني لهم و تغادر الغرفة أغلقت الباب خلفها بهدوء قال تيم: حقا بم تفكر بهذه الجدية؟
قال تيو: علينا فعل شيء حيال ذلك
قال تيم: و هل لديك أي اقتراحات مذهلة؟
قال تيو: أتريدني أن أقتلك؟ أنا لا أمانع ذلك حقا
قال تيم: حقا لا أعلم لم أنت من بين جميع الناس موجود هنا
أجوائهما الساخنة الحائمة حولهما تحولت لجليد فور سماع صوت الكرسي الخاص بإيثان يتحرك للخلف نظرا إليه بشيء من الخوف ليتنهد و يقول: هذا ليس وقتكما أبدا الآنسة بحاجة إلينا لذا علينا فعل شيء ما
غادر الغرفة يفكر في شيء ما يبعد ذلك الشبح المزعج عنها توقف عن السير فور شعوره بهالتها تبتعد عن المنزل أطلق تلك التنهيدة الهادئة ليتوجه لغرفته عند إيف التي كانت تسير بلا وجهة محددة و أفكارها تأخذ جل انتباهها توقفت على صوت بكاء طفلة صغيرة نظرت إليها تبحث عن شخص ما وسط زحام الناس اقتربت منها لتجثو بالقرب منها و تقول: ماذا هناك؟ لم هذا البكاء؟
رفعت الفتاة رأسها لتنظر لإيف بذهول فلون عينيها المميز الجميل جعلها تنسى سبب دموعها التي تحولت لبلورات جميلة بسبب البرد لوهلة ابتسمت لها لتعود لرشدها و تقول: أنا أبحث عن أخي لقد تأخر عن الحضور لأخذي من الحضانة
مسحت إيف دموعها اللطيفة لتبتسم لها و تقول: حسنا لا تحزني سأخذك للمنزل
قالت الفتاة: لكنني لا أعرف الطريق للمنزل
نهضت إيف لتساعد الفتاة على النهوض انتبهت لتغير لون بشرتها و ارتجاف أصابعها خلعت وشاحها لتلفه حول عنقها و كذلك قفازات يديها التي كانت تحتفظ بها في جيب معطفها لتقول لها: لابد أنك تشعرين بالبرد
ابتسمت لها الفتاة بمرح شديد سارتا بين جموع الناس عل شخص يراها و يتعرف عليها لكن لا فائدة دخلتا إحدى المقاهي لتطلب شوكولا ساخنة لكلتيهما قالت إيف: أخبريني ما هو اسمك؟
قالت الفتاة: اسمي هو ناليني فايرين
قالت إيف: سعدت بلقائك ناليني أنا إيف لابد أن شقيقك قلق للغاية عليك
قالت ناليني بحزن: لقد وعدني أنه لن يتأخر هذا اليوم لذلك غادرت الحضانة
لمحت إيف الندم و الحزن الذي ظهر على وجهها الصغير و الجميل لتبتسم لها بمرح و تقول: لا تقلقي سنعثر عليه أو على عنوان منزلك فقط دعينا ننهي هذه الأكواب
هزت ناليني رأسها موافقة على ذلك بابتسامة مرحة غادرتا المقهى لتسيرا لبعض الوقت تائهتين حتى أوقفهما صوت صارخ ينادي باسم ناليني التفتا لصاحب الصوت الذي كان يركض ناحيتهما كالمجنون حتى توقف عندهما ليلتقط أنفاسه الهاربة منه جلس القرفصاء ليمسك بناليني من كتفيها بشيء من القوة و يهزها بتلك الطريقة الشبه عنيفة ليقول لها: لماذا غادرت؟ لقد كدت أصاب بنوبة قلبية لا تفعلي هذا مجددا
تجمعت الدموع في عينيها لترتمي بين أحضانه عانقها شقيقها بمرح شديد رفع رأسه لينظر لإيف التي تاهت في أفكارها مجددا نهض ليقول لها: شكرا لك يا آنسة أنا حقا شاكر لك
قالت إيف: لا عليك المهم أنكما عثرتما على بعضكما
قال الشاب: ألم نلتقي من قبل يا آنسة؟
نظرت إيف إليه محاولة إيجاد شخص بنفس الملامح في ذكرياتها لتقول: أجل لقد التقينا سابقا اصطدمت بك بالأمس
قال الشاب بمرح: آه أجل يبدو أنها مصادفة جديدة أنا لوكاس فايرين و هذه شقيقتي ناليني المزعجة
نفخت ناليني وجنتيها بانزعاج شديد لتبتسم لها بمرح شديد غادرت بعد ذلك دون قول شيء لها عادت للمنزل لترى إيثان في استقبالها لمح تغير لون بشرتها و يديها ترتعشان من البرد ليقول لها: آنستي أين كنت طوال هذا الوقت؟
قالت إيف: كنت أتجول و حسب اشتقت للسير في المدينة
قال إيثان: ألم يجدر بك أخذ وشاح و قفازات ليديك؟
قالت إيف: لقد فعلت لكنني قدمتها لطفلة كانت تائهة في الطريق
ابتسمت ليتنهد إيثان لتتسع ابتسامتها قال إيثان: لقد وصلت رسالة من السيد هايلون يقول بأنه قادم للزيارة برفقة السيدة خلال يومين كما أنه وصلت الأوراق الرسمية التي تثبت وجود إيف كونيل قبل دقائق
قالت إيف: حقا؟ هذا جيد سوف يأتي شخص ما للزيارة بإمكاني الاعتماد عليك أليس كذلك؟
قال إيثان: بالتأكيد آنسة كونيل
ابتسمت له بمرح شديد لتصعد لغرفتها عند لوكاس الذي عاد لمنزله وبخته والدته على إهماله و قلة انتباهه صعد لغرفته أغلق الباب خلفه ليجلس على الكرسي المواجه للحاسوب ليكمل بحثه حتى رن هاتفه ليرفع الخط و يقول: مرحبا
قال المتصل: هل انتهيت من ذلك البحث؟
قال لوكاس: على وشك الانتهاء سأرسله حالما أنتهي
قال المتصل: لا تتأخر فدرجاتك على المحك
قال لوكاس: أدرك ذلك
أغلق الخط ليبذل جهدا أكبر أنهى ذلك البحث ليرسله لمعلمه فقد تأخر عن موعد التسليم بثلاث أيام تلك التنهيدة الارتياحية ليبتسم بمرح نهض من الكرسي لينزل الدرجات توجه لغرفة المعيشة حيث وجدت والدته و شقيقته التي اقتربت منه بمرح شديد جلست بالقرب منه لتقول: هل أنهيت واجبك أخي؟
قال لوكاس: أجل لقد فعلت منذ قليل
قالت الوالدة: هذا جيد اعتقدت بأنك ستعاقب مجددا
قال لوكاس: لا تقلقي يا أمي كل شيء سيكون بخير
ابتسم لوالدته بلطف ليطمئن قلبها القلق عليه دائما دخل والده بذلك الوجوم الذي لا يفارقه لكن اليوم بدا أكثر وجوما نهضت الوالدة لتقترب منه و تقول: ماذا هناك عزيزي؟ أحدث لك شيء ما؟
عيناه اللتان كانتا تحدقان بالأرض ارتفعتا و نظرتا لزوجته القلقة عليه تحركت عيناه لابنه الذي أمسك بشقيقته يحاول تشتيت انتباهها عن الأمر بالرغم من قلقه هو الآخر تنهد و غادر غرفة المعيشة لتلحق به زوجته أوقفته بسؤالها مجددا لينظر إليها و يقول: لقد طردت من العمل و الأسوأ من هذا أنه سيتم أخذ منزلنا منا إن لم نستطع تسديد الديون في شهر
توسعت عيناي الوالدة مصدومة من الخبر الذي تسمعه أذناها شعرت بالدوار لتستند على حافة السلم البني لتقول: لم يحصل كل هذا لنا؟ يا إلهي كيف سنحل هذه المشكلة الآن؟
قال الوالد: لا أعلم لا أستطيع التفكير بأي شيء الآن
الأوضاع متوترة للغاية يفكرون بأي شيء يساعدهم لإنهاء هذه المشاكل التي لا تنتهي كان لوكاس واقف بالقرب من الباب يستمع لوالديه فكر في أمر قد يساعد في هذا ليتنهد بحزن قالت ناليني: هل أنت بخير يا أخي؟
ابتسم لها بمرح شديد ليقترب منها و يقول لها بمرح: أجل أنا بخير ما رأيك أن نلعب قليلا؟
قالت ناليني بمرح شديد: هذا رائع لنفعل ذلك
ابتسامة شقيقته المشرقة تجعله ينسى و لو القليل من تلك الهموم بدآ اللعب معا بمرح شديد في المساء في قلعة وارس التي علمت بزيارة السيد هايلون و فانتين لإيف كانوا يجلسون في غرفة المعيشة الدافئة و المريحة ليقول لويس: ستذهبان وحدكما هذا ليس عادلا أبدا
قال والد سام: حقا الأمر لم يكن مخطط له لديّ عمل في المدينة التي تعيش فيها فقررت الذهاب للاطمئنان عليها
قال سام: أردت الذهاب للزيارة لكنهما رفضا
قال توماس: حسنا دعوهما يذهبان و حسب لم كل هذا الانزعاج؟
نظر الجميع إليه باندهاش من كلماته فالجميع توقع أنه من بين الجميع يريد الذهاب برفقتهما نظر إليهم باستغراب من التعابير المندهشة التي علت وجوههم ليقول لهم:ماذا هناك؟ أقلت شيئا غريبا؟
قال آرثر: اعتقدنا بأنك ستجادل لأجل الذهاب برفقتهما
قال توماس: و لم قد أفعل شيئا كهذا؟ ثم أنهما ذاهبان لأجل عمل
قال مارتن: أنا واثق بأن شيئا ما قد ضرب رأسك توماس
ضحكوا بمرح شديد تلك الأجواء زادت الغرفة دفئا كان ويليام يستمع للموسيقى و هو يسير في الممر ذاهب لغرفته رفع رأسه عن الأرض ليعرف الشخص الذي ينتظره أمام باب غرفته ابتسم له ذلك الشخص ليقول له بمرح: يبدو أن مزاجك لم يتحسن بعد ويليام
قال ويليام: ماذا هناك عمي توماس؟
قال توماس: لا شيء فقط أردت الاطمئنان عليك فقد أصبحت شاحبا في الآوانة الأخيرة
قال ويليام: أنا بخير كما ترى لذا رجاء اسمح لي بالدخول لغرفتي
قال توماس: أود فعل ذلك لكنني لن أفعل
نظر ويليام إليه بنظراته الباردة لتقابل تلك الابتسامة المرحة من توماس الذي اقترب منه ليمسك بيده و يأخذه معه للطابق الأخير في القلعة كان مهجورا منذ فترة طويلة توقف ويليام عن المسير فور معرفته لوجهتهم التفت توماس إليه ليرى التعابير الباردة التي كانت تعلو وجهه لم تخفي الاندهاش و الارتباك اللذين ظهرا عليه حتى يديه بدأتا في الارتعاش لمجرد الوصول لذلك الباب المغلق لم تعد قدماه قادرة على حمل ثقل جسده ليستند على الجدار القريب منه قال توماس: ماذا هناك ويليام؟ نحن لم نصل بعد لوجهتنا
فتح ويليام شفتيه ليقول شيئا ما لكنه لم يستطع إجبار لسانه على التحرك للتحدث تنهد توماس وقف هناك بانتظار عودة ويليام لطبيعته لكن الأمر لا يبدو كما لو أنه سينتهي قريبا فويليام قد تذكر وعده الذي لم يستطع الحفاظ عليه و لحظاته الأخيرة مع عمته التي لا يستطيع قلبه نسيانها فتحت تلك النوافذ على مصرعيها فجأة لتدخل تلك الرياح القوية جدا ليشعرا بذلك الحضور الذي لا يستطيع أي شخص نسيانه لمجرد اختفائه أشعلت الأضواء المعلقة على الحائط في شكل مجموعات التفت توماس للباب الذي سمع صوته يغلق بمفتاح ما اختفى ذلك الحضور بعدها عرف توماس المقصد من ذلك التصرف المفاجئ ليقول في نفسه: لا أعرف لم كل هذا الاهتمام لكنني واثق بأنك لا تريدين لمشاعره أن تجرح أكثر من ذلك
ابتسم لذلك التصرف الصادر منها في منزل كونيل توقف الخدم عن أعمالهم بعد شعورهم بتلك الهالة المخيفة تقل فجأة غادر الشابين المطبخ لغرفة إيف وصلا هناك ليريا إيثان يقف هناك نظر إليهما ليطلب إليهما الرحيل انزعجا من ذلك لكنه لم يهتم بذلك طرق باب الغرفة ليقول: آنستي هل أنت بخير؟
انتظر لسماع إجابتها لفترة ليكرر طرق الباب فتح الباب بعدها ليوجه نظره للسرير ليراها مستلقية هناك رفعت رأسها لتنظر إليه لتقول: ماذا هناك إيثان؟ أحدث شيء ما؟
قال إيثان: هل أنت بخير يا آنسة؟
قالت إيف: أجل أنا بخير آسفة لم أسمع طرقك للباب
فتح إيثان فمه ليقول شيئا ما لكن دخول الشابين الهمجي منعه من ذلك توجها لسريرها على الفور ليقولا في وقت واحد بصوت قلق للغاية: هل أنت بخير إيف؟
ابتسمت إيف إليهما بمرح شديد و قالت: أجل أنا بخير لم الجميع قلق هكذا؟
قال تيو: بالتأكيد سنقلق عليك حتى لو لم يوجد سبب
قال تيم: أواثقة بأنك بخير؟ أرى الكثير من الهالات السوداء أسفل عينيك
قالت إيف: لا تقلقا أنا حقا بخير أنت أيضا إيثان لا داعي لكل هذا القلق
هز رأسه مجيبا عليها لتبتسم له بلطف اقترب من الباب ليقول: هيا علينا ترك الآنسة ترتاح قليلا
قال تيو: مستحيل أن أغادر و أتركها في هذه الحالة
نظر إيثان إليه بتلك النظرات الحادة ليشعر بقلبه يرقص في داخله أنزل رأسه باستسلام ليغادر برفقة تيم الغرفة محيت تلك الابتسامة فور مغادرتهم لغرفتها لتنظر للقمر بهدوء و تقول بصوت منخفض: لا داعي لذلك بعد الآن
أعادت بجسدها للسرير دون إغماضها لعينيها بعد يومين قبيل غروب الشمس نزلت إيف الدرجات لتنظر لتيم الذي كان يغادر غرفة الضيوف لتقول له: تيم هلا أحضرت لي كوب ماء رجاء؟
قال تيم بمرح: بالتأكيد سوف أجلبه فورا
ابتسمت له بمرح شديد لتتوجه لغرفة الضيوف طرقت الباب ثم دخلت انحنت للضيفين اللذين أتيا لزيارتها لتقول بعدها: مرحبا سيد و سيدة هايلون سعيدة برؤيتكما من جديد
قالت والدة سام: لا داعي لكل هذه الرسميات إيف و نحن أيضا سعيدان لرؤيتك بخير
قال والد سام: تفاجأت عندما قرأت اللقب الموضوع قرب البوابة
قالت إيف: آه أجل نسيت إخباركم بذلك في رسالتي آسفة
قالت والدة سام: لا عليك أبدا عزيزتي
ابتسمت لها بلطف شديد شعرت إيف بالحنان المنبعث من كليهما تحدثا معها لبعض الوقت حتى أخبرتهم بما تريد القيام به خلال أيام قليلة ليقول والد سام: لو احتجت المساعدة في أي شيء فلا تترددي بسؤالنا
قالت إيف: شكرا على العرض لكنني أرفض أريد تجربة ذلك بنفسي
قال والد سام: أتفهم الأمر جيدا
قالت والدة سام: لقد تأخر الوقت يجب عليك الارتياح سيكون لديك الكثير لتفعليه في الغد
قالت إيف: لا تقلقي عليّ فأنا قد قمت بالكثير في اليومين السابقين
قال والد سام: يبدو أنك متحمسة للأمر كثيرا
قالت إيف: بالتأكيد
ابتسمت له بمرح ودعتهما بعد حديث ممتع دام طويلا عند لوكاس الذي غادر عمله للتو نظر للساعة الرقمية الموضوعة على رفوف إحدى المحلات ليراها الساعة الحادية عشر و خمس و ثلاثين دقيقة ليقول: عليّ الذهاب للمنزل قبل أن يبدأ والديّ بالقلق عليّ
أكمل سيره بهدوء حتى وصل لمنزله تفاجأ من اختلاف الأجواء ابتسامة والدته لا تنفك عن الظهور و السعادة الظاهرة على وجه والده ليس بالأمر المعتاد تعجب ذلك كثيرا قالت والدته: أهلا بعودتك لوكاس
قال لوكاس: مرحبا أحدث شيئ ما؟
نظر لوالده الذي أجاب قائلا: أجل لقد حدث أمر رائع للغاية
قال لوكاس بابتسامة مرحة: هذا رائع ماذا هناك؟
ظهرت ابتسامة كبيرة على وجه والده الذي اعتاد العبوس في كثير من الأوقات ليجيب بمرح: لقد حصلت على وظيفة لدى شركة للمواد الغذائية كمدير لفريق الانتاج
قالت الوالدة: أليس هذا رائعا لوكاس؟ لن نقلق بشأن ديوننا بعد الآن
ابتسم لوكاس لوالديه بمرح شديد تحدث معهما ثم صعد لغرفته ألقى بجسده على السرير ليتنهد بارتياح و يقول: ربما هكذا أستطيع التركيز على دراستي أكثر
أغلق عينيه لينام قبل أن يدرك الأمر استيقظ على صوت طرق الباب نهض من السرير حالما دخلت ناليني الغرفة بمرح شديد و هي تقول: صباح الخير لوكاس
قال لوكاس: صباح الخير ناليني لم لم تذهبي للحضانة بعد؟
قالت ناليني: أبي ذهب للعمل باكرا و أمي لا تزال نائمة
نظر إليها ليراها ترتدي زي الحضانة بشكل غير منظم الأزرار غير مرتبة و ربطة العنق مربوطة بشكل مضحك بينما ترتدي التنورة بالمقلوب ابتسم لها بمرح شديد ليضعها على سريره و يقول لها: سوف أذهب لأستحم ثم أحضر لك الفطور بعدها نغادر سويا
قالت ناليني بمرح: ياي فطور من إعداد أخي هذا رائع
حمل ثيابه على ذراعه الأيسر ليغادر غرفته و يتجه للحمام استحم و بدل ثيابه نظر لعينيه المتعبتين في المرآة الموضوعة داخل الحمام تنهد و قال: يجب أن أعد الفطور لها
غادر الحمام ليتوقف أمام باب غرفة والديه طرق الباب لينتظر سماع إجابة من والدته النائمة ابتسم بلطف ليقول: ربما هي تستريح فقد كانت تعمل بجهد كبير خلال الأيام السابقة
عاد لغرفته ليرتب ملابس شقيقته ثم ينزل برفقتها للمطبخ أعد لها وجبة الإفطار ليتناولاها معا بمرح و أعد لها صندوق غداء أخذها للحضانة ليودعها هناك أثناء سيره تأكد من الوقت ليقول في نفسه: لا يزال الوقت مبكرا سوف يصاب أصدقائي بصدمة فأنا لم أذهب للمدرسة منذ أسبوعين
ابتسم لنفسه بمرح و هو يتخيل وجوه زملائه في الصف ليسير في اتجاه مدرسته وصل لهناك ليتجه للمكان الذي اعتاد الجلوس فيه مع أصدقائه وصل إليهم ليقول بمرح شديد: صباح الخير جميعا
نظروا إليه باندهاش شديد اقتربت منه فتاتان بمرح شديد لتقول الأولى: لا أصدق عينيّ أأنت حقا لوكاس؟
قالت الثانية: انتظري إيما ربما هو مستنسخ أو شبيه له تعرفين كم لوكاس مشغول بشيء ما
ضحك بمرح شديد على كلماتها ليقول: هذا أنا حقا لا داعي لكل هذه التخيلات لوري
نظرتا إليه بتفحص لتعانقه إيما بمرح شديد بينما تحتضن لوري ذراعه بسعادة لتقول: لقد بدأت أشعر بالممل بدونك خيرا أنك عدت
قالت إيما: اعتقدت بأنني لن أراك مجددا
ابتسم لهما بلطف اقترب منهم ثلاثة فتية ليقول الأول: و ها قد سرق الأضواء من جديد إلى متى تنوي القيام بذلك لوكاس؟
قال لوكاس: لا تقل هذا كما لو أن الأمر بإرادتي
قال الشاب الثالث: اعتقدت بأنك لن تكمل دراستك بعد كل هذا الغياب
قال لوكاس: حقا كنت أمر بظروف سيئة لكنها تحسنت الآن
قالت إيما: تعرف بأننا لن نبخل بمساعدتك أبدا لوكاس
قال الشاب الأول: تعرفينه عنيد كالحجر لا يريد قبول الشفقة من أي شخص
قال لوكاس: أنت حقا تحب وضعي في مكان مظلم جيم
قال جيم: أليس الأمر كذلك؟ لا أظنني الوحيد الذي يراك هكذا صحيح؟
قال الجميع بصوت واحد: لا أنت وحدك من تراه هكذا
شعر بالإحباط ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليبادله لوكاس واحدة مثلها فهما أصدقاء منذ فترة ليست قصيرة نظر للشاب الثاني الذي كان مشغولا باللعب على هاتفه ليقول له لوكاس: أهي لعبة جديدة كين؟
قالت لوري: لا يجدر بك سؤاله أبدا عن هذه اللعبة إنه مجنون كليا بها اسأل جوش
قال جوش: لقد أخذ اليوم بطوله و هو يحدثني عن هذه اللعبة حتى أنه قدم لزيارتي في المنزل ليكمل رواية القصة
ضحك لوكاس بمرح اشتاق كثيرا لهذه الأجواء بالرغم من الجو بارد في الخارج رن الجرس ليتوجهوا للصف الذي رحب به بمرح شديد كان الصف مليء بالضجة حتى دخول المعلم الذي أصمتهم عند إيف التي كانت تغادر ذلك المبنى بعد شعورها بالملل يقتلها أكثر مما فعل توجهت لبقعتها المفضلة لتجلس على الغصن تشاهد المدينة المكسوة بالبياض تحركت خصلات شعرها مع الرياح التي هبت قالت بصوتها الهادئ: هل بإمكاني مساعدتك في شيء ما سيدي؟
رسم ذلك الشخص ابتسامة مرتبكة على شفتيه ليقول لها: آسف آنسة كونيل لقد طلب مني السيد لوسيل دعوتك للحضور لمنزله
قالت إيف: و لم قد أذهب لمنزله؟
قال الرجل: لقد طلب مني إحضارك مهما تطلب الأمر
نهضت إيف على ذلك الغصن لتفكر بالأمر قليلا ثم توافق على الذهاب برفقته وصلا للمنزل الذي ابتسم صاحبه فور وصولها دخلت الغرفة التي أرشدها إليه ذلك الرجل لتنظر للمكان من حولها غرفة مظلمة رائحة السجائر الكريهة تملؤها صوت الموسيقى أضافت سببا لكره إيف هذا المكان التفت في اتجاه الصوت الذي قطع السكون قائلا: يشرفني كثيرا تواجدك في منزلي المتواضع إيف كونيل
رفعت الستائر ليظهر الشخص الذي تحدث إليها شعرت بالانزعاج للنظر إليه فقط بينما هو ابتسم بمرح شديد ليقول لها: ماذا هناك آنسة كونيل؟ يبدو أن رؤيتك لي لا تسرك أبدا
سارت في اتجاه الباب دون المبالاة بكلماته التي ألقاها عليها للتو أوقفها عن السير كبير الخدم الذي جلبها لهذا المنزل لم تحرك ساكنا ليقترب ذلك الرجل منها و يقول: آه يبدو أنك منزعجة مني بالرغم من أنني لم أفعل شيئا لك
لم تجبه إيف بأي شيء تريده فقط أن ينهي حديثه الممل برأيها ليكمل حديثه قائلا: حسنا سأدخل في صلب الموضوع سمعت بأنك تنشئين مؤسسة صغيرة للمساعدات الخيرية لذا رأيت بأنك تقومين بأمر تافه للغاية سأحطمه لك و حسب
التفت إيف إليه بنظراتها الباردة الخانقة شعر بالرعب يسري في عروقه اقتربت منه بخطوات هادئة لتقول له: أنتم حقا عائلتين مزعجتين عائلة لوسيل و عائلة روبنسون أود تحطيكم جميعا و محي آثاركم لكنني طيبة كفاية بجعلكم فقط تبتعدون عن رؤيتي لذا رأيت أنكم مزعجون و عليكم مغادرة المدينة و إلا فالأسوأ قادم
تهديدها بتلك الابتسامة المخيفة هزت رأسه إجبارا بالموافقة اختفت من أمامه كما اختفت هالتها المخيفة معها بعد فترة من الزمن عادت للمبنى الذي غادرته لترى إيثان يسير برفقة رجل ما انحنت لهما لتقول: كيف سرى الأمر؟
قال الرجل: لقد انتهينا حقا من إقناع الشركاء المقترحين من قبلك كما أننا غطينا الموظفين في المواقع الرئيسية
قالت إيف: أنتما حقا مذهلين للغاية لم أتوقع هذا
ابتسم الرجل لها بمرح حدثها عن بعض التفاصيل المهمة ليودعها عادت للمنزل برفقة إيثان الذي طلب من الشابين الشروع في إعداد وجبة الغداء توجهت إيف لغرفتها لتجلس على سريرها تفكر في القيام بشيء ما طرق تيو باب الغرفة ليدخل بعدها و يقول: إيف الغداء جاهز و قد أعده المزعج تيم
انتبه لشرود ذهنها و هي تحدق بالسماء انزعج لرؤية تلك التعابير على وجهها اقترب منها ليمسك بيدها و يشد انتباهها إليه بالرغم من أن تلك النظرات الباردة لا تزال تنظر إليه إلا أنه لم يستسلم ليقول لها: أنا حقا لا أحب هذه النظرات المزعجة إيف إن كان هناك أمر يزعجك عليك التحدث بشأنه و إلا فإننا لن نفهم ما يحزنك
نظر لعينيها التي تسحبانه أكثر للجو المخيف خاصتها سحر تماما بقوة تلك العينين فاق من ذلك على وضع إيثان يده على كتفه رفع رأسه لينظر إليه ابتعد عنها ليتنهد إيثان و يقول: لقد أخبرتك بألا تقترب منها بهذه الطريقة لكنك لا تستمع إليّ أبدا كان الأسوأ سيحصل لو لم أحضر
قال تيو: ماذا تقصد بذلك؟
قال إيثان: لا شيء فقط اذهب الآن سأخبرها بأمر الغداء
غادر تيو الممر لينزل لغرفة الطعام رسم تيم ابتسامة جميلة على شفتيه فور معرفته هوية الشخص الذي دخل انزعج و قال: أين هي إيف؟
قال تيو: لا تزال في غرفتها سوف تحضر برفقة إيثان
قال تيم: و ماذا كنت تفعل طيلة هذا الوقت؟ أنت حقا ميؤوس منك
تعجب تيم عدم رد تيو عليه لينظر إليه و يرى الدهشة و التعجب يتملكان جسده بالكامل اقترب منه ليقول له: ماذا جرى لك؟ تبدو كما لو أنك رأيت شبحا
قال تيو: عيناي إيف بهما أمر غريب
قال تيم: حقا؟ هل اكتشفت هذا توا؟ يبدو أنك لست سوا مغفل
ابتسم تيم بسخرية من كلام تيو الذي نظر إليه بانزعاج شديد ليتنهد و يقول بجدية غير معهودة منه: أنت المغفل هنا لم أكن أقصد لون عينيها بل تأثيرهما
نظر تيم إليه بعدم تصديق كما لو أنه أصيب بالجنون فجأة انزعج تيو من تلك النظرات ليغادر غرفة الطعام كاد أن يصطدم بإيف لكن إيثان أسرع في إبعادها عن طريقه ليقول له: هلا نظرت لطريقك و أنت تسير؟ كدت تصطدم بالآنسة
نظر تيو إليها بقليل من التفحص لتتعجب تلك النظرات التي وضعت على وجهه لتقول بمرح: ماذا هناك تيو؟ أحدث شيء ما؟
قال تيو بارتباك: لا أبدا كل شيء على ما يرام
نظرت إليه بشيء من التفحص ليزيد ذلك الارتباك الذي ملأ كيانه ابتسمت له في النهاية لتقول: دعنا نتناول الغداء معا فأنا حقا أشعر بالجوع
أمسكت بذراعه لتسير برفقته لغرفة الطعام رحب تيم بها ثم نظر لتيو بانزعاج شديد كاد يقتله بنظراته لتقول له إيف: تيم هلا توقفت عن هذا؟
قال تيم: لا أستطيع عيناي تفعل ذلك تلقائيا
ضحكت إيف بمرح على كلماته لتجلس في مكانها ليفعل البقية ذلك تناولوا الطعام و إيف تحدثهم عما حدث معها هذا اليوم عند لوكاس الذي قد غادر المدرسة بعد نهاية الدوام برفقة أصدقائه قال جوش: لنذهب للمطعم القريب من هنا لنحتفل بعودتك للمدرسة
قال كين: حقا لنفعل ذلك و بسرعة فأنا جائع للغاية
قالت إيما: أشك في أنك تفكر في شيء غير الطعام و اللعب
ابتسم كين لها بلطف شديد ليقول: نسيتي إضافة اسمك أيضا
اقتربت إيما من لوري لتخفي وجهها المحمر من الخجل ابتسم لوكاس لتصرفاتهما ليقول جوش: حسنا لنذهب و إلا فإن المقاعد سوف تحجز كلها
قال لوكاس: آسف لا أستطيع الذهاب برفقتكم عليّ أخذ شقيقتي من الحضانة
قالت لوري: إذا لنذهب معك ثم نذهب لذلك المطعم
قال لوكاس: حقا لا أستطيع لديّ شيء أفعله
نظر الجميع إليه بارتياب ليشعر بالتوتر الشديد اقترب جيم ليضع يده على كتفه و يقول للآخرين: اذهبوا و احجزوا لنا المقاعد سنحضر ناليني و نذهب إليكم على الفور
قال جوش: حسنا لا تتأخرا أتريدان أن نطلب عنكما؟
قال جيم: أجل افعل لكن أحذرك إياك أن تطلب شيئا غريبا
ضحك جوش بمرح شديد ليذهب برفقة الأخرين لذلك المطعم بينما سار الشابين في طريقهما لحضانة ناليني كانا يسيران بصمت لم يتوقف جيم عن التحديق بلوكاس الناظر للطريق بصمت ليتنهد و يقول: حقا ماذا هناك لوكاس؟ أحدث شيء ما؟
قال لوكاس: لا شيء كل الأمور على خير ما يرام
وقف جيم أمامه ليقول: لا تحاول الكذب عليّ أنا أعرفك منذ خمس سنوات
نظر لوكاس لعينيّ جيم اللتين تحدقا به بجدية و قلق أبعد عينيه عنهما ليتنهد و يقول: نمر بأزمة مادية لذا بدأت العمل و قبل أسبوعين تدهورت الحال لأسوأ مما كان عليه لذلك اضطرت للعمل بدوامين بعد المدرسة لم أخبر والديّ بالأمر لا أريدهما أن يقلقا بشأني
كانا يسيران بهدوء استمع جيم للقصة التي جعلت صديقه يتغيب عنهم لفترة من الزمن تنهد بعد ذلك ليقول له: كان يجب أن تخبرنا بذلك مهما كان الأمر سيئا نحن أصدقائك لا تعرف كم قلقنا عليك حتى أن لوري اعتقدت بأنك تورطت مع عصابة ما
ضحكا معا بمرح شديد سعد جيم لرؤية صديقه يضحك برفقته من جديد وصلا لحضانة ناليني التي امتلئت بأصوات الأطفال المرحة و الابتسامات التي علت وجوه الجميع دخلا المبنى يبحثان عن ناليني رأتهما إحدى المعلمات هناك لتقترب منهما و تقول: مرحبا لوكاس لم نرك منذ فترة طويلة مشغول بالدراسة؟
قال لوكاس: أجل نوعا ما أتيت لأخذ ناليني أين هي؟
قالت المعلمة بمرح: لقد أتت والدتك و أخذتها للمنزل هذا اليوم
قال جيم: الآن ليس لديك حجة غياب
نظر لوكاس إليه بمرح شديد ليغادرا المكان اتصل لوكاس على المنزل ليخبرهما بأمر ذهابه مع أصدقائه وافقت والدته على ذلك ذهبا للمطعم ليقول كين: لقد تأخرتما كثيرا ماذا كنتما تفعلان طيلة هذا الوقت؟
قال جيم: لا شيء ذهبنا و عدنا
قالت لوري: لقد أصابنا الملل بسبب هذا المزعج
قال لوكاس: يتحدث عن لعبة أخرى
جلسا في مكانيهما كان لوكاس بالقرب من لوري التي جاورت جوش القريب من النافذة و مقابلهم جيم إيما و كين تناولوا وجباتهم و أصواتهم المرحة تكاد تتعداهم أنهوها ليقضوا بعض الوقت معا ثم يعودوا لمنازلهم مع الغروب عاد لوكاس لمنزله لتسعد والدته برؤية الملامح الحيوية تعود لوجهه انتبه غياب والده عن المنزل لاحظت والدته ذلك لتبتسم له و تقول: لا يزال في العمل فدوامه لا ينتهي قبل العاشرة ليلا
قال لوكاس: هكذا إذا هل هذا يوم إجازتك أمي؟
قالت الوالدة: أجل لذلك أحضرت ناليني
قالت ناليني بمرح: لقد كانت مفاجأة رائعة حقا
حمل لوكاس ناليني ليدور بها عدة دورات ثم ينزلها لتضحك بسعادة صعد لغرفته ليبدأ بحل واجباته المدرسية عند إيف التي كانت تتجول في ذلك المبنى الذي سيفتتح بعد ساعات قليلة و هي تهمهم بلحن أغنية قديمة عاقدة يديها خلفها ظهرها و هي تقفز بطريقة طفولية من جهة لأخرى كان بعض الموظفين ينظرون إليها باستغراب خاصة أنهم لا يعرفون وجه المالك الحقيقي لهذه المؤسسة التي تريد الظهور من العدم توقفت أمام أحد الرجال الذين كانوا يتهامسون بشأنها نظر أحدهم إليها باستحقار بينما الآخرون شعروا بالارتباك خاصة بعد تلك الابتسامة التي زينت وجهها المليء بالمكر لتقول: مرحبا أتمنى أن تكونوا مستعدون للافتتاح
قال الرجل المنزعج من أسلوب حديثها: و ما شأنك أنت أيتها الطفلة؟ لم أنت هنا على أي حال؟
اعتدلت إيف في وقفتها لتلفتت يمنة و يسرة بحثا عن شخص ما لتجده يقترب منها ابتسمت بمرح شديد ليقف أمامها و يقول: هل بإمكاني مساعدتك بشيء ما؟
قالت إيف: أجل أتيت في وقتك حقا هل بإمكانك إعطائي اسم هذا العجوز؟
أشارت إليه لترى تعابير الغضب تعلو وجهه قال الرجل المساعد لها: إن لم أخطئ أنت السيد روبرت شويار صحيح؟
قالت إيف: روبرت شويار هاه؟ أنت مطرود
قالتها بطريقة لطيفة و أكملت سيرها بالنحو التي كانت تفعله من قبل تعجب المساعد من ذلك بينما انفجر بركان ذلك الرجل من الغضب غادر المكان وسط أنظار الجميع له أنهت إيف جولتها وقفت في الطابق الثاني أمام الجدار الزجاجي المطل على الخارج رأت تجمهر الصحافة و الناس المتسائلين عن هيئة هذا المكان رأت انعكاس شخص ما وقف خلفها لتبتسم بمرح و تقول: ماذا هناك إيثان؟
انحنى لها بهدوء ليقول لها: الجميع مستعد للافتتاح أتودين البدء الآن؟
قالت إيف: ربما قليلا بعد فهذا المنظر جميل للغاية
رفع إيثان رأسه ليرى تلك الابتسامة الشريرة التي علت شفتيها كما تلك النظرات التي تود التهام كل شخص تقع عليه عينيها نهض ليقترب منها رفع يديه ليتجمد في مكانه التفتت إيف إليه لتميل برأسها قليلا و تقول: إيثان هذا التصرف مشين للغاية لم أقم بفعل أي شيء لذا لا تنظر لي كمجرمة هاربة
جثى على إحدى ركبتيه ليقول: أنا حقا آسف آنسة كونيل لكن بقائك على هذا الحال سيسبب خطرا لصحتك
ضحكت إيف باستمتاع شديد توقفت فجأة عن الضحك ليحل الصمت المكان رفع رأسه لينظر إليها وجدها قد دخلت عالمها المظلم من جديد لم يعرف كيف يمدها بالضوء لتخرج من تلك الغرفة المخيفة الخاصة بها نهض من مكانه ليشعر بنظراتها تلاحقه ليقول لها: آنستي هل نبدأ الآن؟
ابتسمت إيف بلطف بقليل من الشعور بالحزن و الذنب لتقول: أجل لنبدأ سأعود أنا للمنزل لا أشعر بأنني بخير
قال إيثان: حسنا لكن دعي أحد الشابين....
قاطعته إيف بهز رأسه رافضة الفكرة تفهم الأمر و انحنى لها غادرت المبنى بطريقتها المعتادة لتسير في الشوارع قليلا وصلت أمام باب منزلها لتشعر بخيبة أمل من نوع ما فتح الباب ليظهر الشابين و يقولا لها بمرح شديد: أهلا بعودتك للمنزل إيف
تفاجأت من ذلك لكن الابتسامة سارعت بالظهور على وجهها سعدا بذلك كثيرا دخلت المنزل ليقول تيو: لقد أعددت لك وجبة خفيفة ستحبينها حقا
قال تيم بمرح: أعددت لك كوب الشاي الذي تفضلينه
قالت إيف:حقا؟ أشعر بتحسن كبير شكرا لكما
ابتسما لها بمرح شديد جلسوا معا يتحدثون بمرح شديد توجهت لغرفتها لتستلقي على السرير بهدوء لتقول: تركت العمل كله على إيثان كم أنا قاسية للغاية
ابتسمت بحزن لتغلق عينيها بهدوء في منتصف الليل فتح تيو باب غرفتها بقوة على تلك الصرخة التي دوت في أرجاء المنزل اقترب من سريرها ليرى العرق يتصبب من جبينها بالرغم من برودة الغرفة التي ترفض إشعال المدفئة فيها عينيها تكادان تملآ وجهها من الخوف أنفاسها تكاد تنتهي وضعت يديها على رأسها لتبدأ بهزه بقوة أفزعه منظرها ذلك الذي يراه للمرة الأولى أتى إيثان ليقول: أحضر لها كوب ماء بارد تحرك بسرعة
غادر تيو الغرفة سريعا ليحضر لها كوب الماء عاد للغرفة ليرى إيثان يحاول تهدئتها و هو يجلس بقربها واضعا رأسها على كتفه تقدم ليقدم له كوب الماء ساعدها على شربه شعرت بأنفاسها تعود لطبيعتها بالتدريج كما حال نبضات قلبها تلك الابتسامة التي ظهرت على وجهها جعلت إيثان يشعر بالارتباك ليقول لها: هل أنت بخير آنستي؟
قالت إيف: أنت حقا دائم القلق إيثان أنا بخير
قال إيثان: هل تريدين أن أحضر لك شيء ما؟
قالت إيف: لا فقط ابقى معي
نظرت إيف نحو تيو الواقف هناك بذهول لتستعيد شخصيتها و تقول بحزن و عيناها تراقبان الأرض: آسفة لإقلاقكما لقد كان كابوسا مزعجا لا أكثر
اقترب تيو من سريرها ليجلس بالقرب منها و يمسك بيديها اللتين لا تزالا ترتعشان من الخوف نظرت إليه لتراه يعانقها بنظراته الحنونة القلقة عليها قام باحتضانها ليمسح على شعرها بهدوء و يقول: كل شيء على ما يرام طالما نحن معك كل شيء سيكون بخير
دفنت رأسها أكثر بين أحضانه الدافئة التي تسحبها أكثر و أكثر غادر إيثان غرفتها ليتركهما وحدهما في الصباح فتح تيو عينيه على صوت تيم المنزعج و الغاضب فرك عينيه بهدوء ليقول له: ماذا تريد؟ الوقت لا يزال مبكرا
قال تيم بانزعاج أكبر: إلى متى تريد البقاء في سريرها؟
نهض تيو بسرعة بعد تدارك الأمر نظر للغرفة من حوله حاول تذكر ما حدث بعد مغادرة إيثان لكن لا شيء يحضره أمسك برأسه الذي أصيب بالصداع فجأة وجه كلاهما نظره للباب على صوت الطرق المرح لتظهر إيف من خلف الباب و هي تقول لهما بمرح: لقد تأخرتما لذا أتيت للاطمئنان عليكما أكل شيء بخير؟
نظر تيو إليها بشيء من الاستغراب فهذه التعابير لم تكن تعلو وجهها حتى آخر اللحظات التي يتذكرها ابتسمت له بمرح ليقول تيم بانزعاج: لا أصدق أنك سمحت لهذا الشيء بالنوم معك إيف
قال تيو: ماذا تقصد بهذا الشيء؟ كما تعلم أنا و أنت نفس الشيء
قال تيم: لا تقم بجمعي معك في نفس الزمرة الحقيرة
عض تيو على شفتيه بانزعاج اقتربت منهما إيف لتقول بحدة: هذا يكفي كلاكما....تيم اعتذر له
نظر تيم إليها بنظرات مذهولة من طلبها نظراتها الحادة لم تترك له المجال ليتنهد و يقول: أنا آسف فقط أسرع بالنزول فقد أنهيت إعداد كل شيء وحدي
غادر تيم الغرفة واضعا يديه في جيبه منزعجا من الموقف الذي حدث شعرت إيف بتحرك هالة تيو الواقف بقربها قام بشد قبضته التي تكاد تنفجر العروق فيها أمسكت بيده لتضعه بالقرب من وجنتها اليمنى نظر إليها بهدوء لتقول له: هو لم يقصد ذلك لذا اعذره رجاء تيو
هدأت الدماء التي غلت في شرايينه أنزل برأسه كما فعل لجسده كله ليقول لها: أنا آسف جعلتك ترين هذا الجانب مني مجددا بالرغم من وعدي لك
ابتسمت له بمرح لتربت على رأسه ليشعر بالسكينة تدخل نفسه رفع رأسه لينظر إليها بمرح شديد نزلا لغرفة الطعام طلبت من تيو الدخول قبلها لتحدث تيم الذي كان واقفا بالقرب من الباب فعل ذلك بهدوء كان تيم يحدق بالأرض و لم ينتبه لتواجدهما حتى اقتربت إيف منه لتحدق بعينيه التائهتين في بحر من المشاعر الخاصة بهما انتبه لها أخيرا ليتراجع خطوتين للخلف بفزع ليقول: لقد كدت توقفين قلبي إيف
قالت إيف بحزن: أنت الذي تكاد أن توقفي قلبي تيم منذ متى و أنت تتحدث عن هذا؟ أنت أكثر شخص من بيننا تعرف ما مدى كرهه لنفسه لم تفعل هذا به؟ ألسنا عائلة تيم؟
ذلك التوبيخ الذي صدر منها بتلك النبرة الهادئة و الحزينة جعلت قلبه ينقبض لوهلة ذلك الشعور أعاد له ذكرى قدومه لهذا المنزل "تشاجر تيم مع تيو شجارا عنيفا أدى لجرح كلاهما تدخل إيثان ليوقفهما لكن الشرارات لم تتوقف عن الخروج من عينيهما ليقول تيم بانزعاج شديد: المشكلة ليست فيك أبدا بل فيّ أنا لإنزال نفسي لمستواك و الحديث معك
قال تيو بغضب شديد يكاد يفجر جسده: ماذا تقصد بهذ الهراء؟ سوف أقتلك حقا لو لم تصمت
ابتسم تيم بسخرية ليقول: كيف لحشرة مزعجة مثلك أن تقتلني؟ أنسيت بأن قواك ليست بالشيء الجدير بالذكر
هجم تيو عليه ليقف إيثان بينهما نظر لكليهما بتلك النظرات الحادة ليقول: تيم اذهب لغرفتك قبل زيادة الأمور سوء
قال تيم: و لم أذهب للغرفة؟ سأغادر هذا المكان السخيف الذي لا يضم سوا الحثالة
رأى تلك الدماء تنزل من شفتي تيو لشدة عضهما ليبتسم بانتصار و يغادر المنزل نظر للسماء التي كانت تمطر بغزارة سار في ذلك الجو المليء بصوت الرعد المخيف كل الأشخاص في الخارج يبحثون عن مأوى لهم ليحتموا من هذا المطر لكنه الشخص الوحيد الذي لا يبالي توقف عن المسير ليقول في نفسه: تبا لم عليّ التصرف هكذا؟ كل هذا بسببك أبي أنت السبب لن أسامحك ما حييت
دموعه التي خرجت من عينيه اختلطت بقطرات المطر التي تساقطت على وجهه توسعت حدقتا عينيه على صوت ينادي اسمه التفتت ليرى إيف تركض في اتجاهه و خلفها تيو و إيثان اقتربت منه أكثر لترمي بنفسها بين أحضانه سقط أرضا لفقدان توازنه نظر إليها ليرى وجهها المحمر من شدة البكاء رفعت عينيها الزرقاوين الغارقتين في الدموع لتقول بصوتها المريض الذي لا يكاد يسمع: لم غادرت المنزل هكذا؟ لقد كدت أموت من القلق عليك لا تفعل هذا مجددا تيم أرجوك لا تفعل هذا
تلك الدموع التي غادرت عينيها لأجله جعلت قلبه المتجمد يهتز مسببا ألما في صدره حرك ذراعيه ليحيطها بها شدها لصدره ليشعر بدفء مشاعرها الموجهة له ليقول لها: أنا آسف لن أقوم بشيء كهذا مجددا لن أترك المنزل أبدا" أنزل برأسه بصمت تغير مسار الهواء المحيط به لتمد إيف ذراعيها إليه و تأخذه لأحضانها لتربت على ظهره بلطف قام بمعانقتها هو الآخر ليقول: أنا حقا آسف لن أتصرف هكذا مجددا أعدك
قالت إيف: هذا هو تيم المطيع
رفع رأسه ليقول لها: هل تحسبينني طفلا صغيرا إيف؟
ضحكت إيف بمرح شديد بعدما ابتعدت عنه لتدخل الغرفة بعده جلسوا على طاولة الطعام يتناولون وجباتهم بمرح شديد كانت إيف سعيدة برؤية تلك المشاعر الدافئة تزين المنزل الذي بنته لهذا الغرض رسمت ابتسامة لطيفة على وجهها بلا شعور منها لتقول في نفسها: هل أستحق حقا البقاء بقربكم هكذا؟
أنزلت رأسها لتمحو أفكارها تقاسيم المرح و السعادة التي علتها منذ ثوان فقط نظر إليها الفتية محاولين الغوص لأعماق كيانها الذي تحاول إخفاؤه عنهم رفعت رأسها لتنهيدة تيم الذي بدا مرتبكا لتلك النظرات التي وجهت إليه مباشرة ليقول: آسف يبدو أنني أخرجتك من أفكارك
لم تجبه بأي شيء بل لم تضع أي تعابير على وجهها ابتسمت بعدها بمرح و قالت: شكرا لك آه صحيح سنقوم بنزهة هذا اليوم
قال تيو: حقا؟ و إلى أين سنذهب؟
قالت إيف و هي تفكر: صحيح لم أفكر في هذا
نظروا إليها باستغراب ليضحك الشابين عليها بمرح شديد ليقول إيثان: ألن يكون من الأفضل البقاء في المنزل؟ فالجو في الخارج بارد قد تصابين بالمرض
نفخت إيف وجنتيها بانزعاج بالرغم من أنها أفكارها في مكان آخر حتى وقفت و قالت بمرح: أجل سنذهب للنهر سيكون هذا رائع للغاية
غادرت الغرفة قبل سماع أي شيء منهم بتلك الابتسامة السعيدة لينظر الشابين لبعضهما بصدمة شديدة بينما تنهد إيثان بقلة حيلة لينهض و يقول: يبدو أن هذه النزهة ستكون مسائية لذا استعدا لها جيدا
قالا معا بصدمة أكبر: مسائية؟ أتريد إيف قتلنا لهذه الدرجة؟
رسم إيثان ابتسامة على وجهه مستمتعا بما قالاه ليغادر الغرفة ليبدآ بترتيبها و تنظيفها عند لوكاس الذي استيقظ على رنين هاتفه رفع الخط و عيناه مغلقتان ليقول المتصل: لوكاس ألا تزال نائما؟ إنها الثانية عشرة ظهرا
قال لوكاس: أرجوك أمي دعيني أنام قليلا
قال المتصل بانزعاج: أنا لست والدتك أيها الكسول لا تتحدث في الهاتف إن كنت متعبا لهذه الدرجة
قال لوكاس: حسنا أبي سوف أنهض على الفور
قال المتصل: تبا لك لوكاس هذا أنا جيم توقف عن الهذيان
لم يسمع جيم جواب لوكاس فقد سقط الهاتف من يد لوكاس الذي لا يزال نائما أغلق الخط بانزعاج لتصرفه بعد ساعة و نصف اتصل مجددا ليرفع لوكاس الخط و يقول: صباح الخير جيم
تنهد جيم بارتياح ليقول: يبدو أنك استيقظت أخيرا
قال لوكاس: و هل تحدثنا سابقا؟
قال جيم: يا إلهي سوف تصيبني بالجنون حقا لوكاس
ضحك لوكاس بمرح شديد ليقول: أمازحك أذكر ذلك لقد كنت متعبا للغاية فقد عدت من العمل في وقت متأخر
قال جيم: اعتقدت أنك توقفت عن الذهاب
قال لوكاس: تركت عملي الأول فهو يبدأ بعد المدرسة مباشرة
قال جيم: هكذا إذا ألديك ما تفعله هذا اليوم؟
قال لوكاس: سأخرج برفقة ناليني أهناك شيء ما؟
قال جيم: لقد خططنا لتمضية هذا اليوم معا لكن إن لديك خططك فلا بأس
قال لوكاس: لا أعتقد بأن ناليني تمانع قضاء الوقت معكم لذا سأكون معكم بالتأكيد
قال جيم: حسنا سنكون بانتظارك أمام الساعة في الحديقة العامة في الثانية
قال لوكاس: حسنا سنكون عندكم في الموعد
أغلق كلاهما الخط لينظر لوكاس لساعته ليراها الواحدة و خمس دقائق غادر غرفته ليرى شقيقته تركض في الممر بمرح شديد ليقول لها: أأنت مستعدة للخروج معي هذا اليوم ناليني؟
قالت ناليني بمرح: أجل
قال لوكاس: سوف نخرج برفقة أصدقائي أنت لا تمانعين ذلك صحيح؟
قالت ناليني: لا طالما أننا سنلعب كثيرا
ضحك بمرح شديد نزل للأسفل ليخبر والديه بالأمر و قبل الموعد غادر برفقة شقيقته للمكان المطلوب وصلا لهناك ليريا جوش و لوري يتحدثان بمرح ركضت ناليني إليهما رفعها جوش عاليا لتداعب الرياح خصلات شعرها دار بها قليلا ثم أنزلها لتعانقها لوري و تقول: سعيدة برؤيتك مجددا ناليني عزيزتي
قالت ناليني: أنا أيضا سعيدة برؤيتكما
قال لوكاس: أين البقية؟
قال جوش: جيم ذهب ليخرج كين من حبسه الانفرادي ذهبت إيما برفقته
وقفوا هناك في انتظار الثلاثة البقية بينما البرد يهرب منهم بسبب دفء أحاديثهم حتى وصل البقية ليقول جيم: لا يمكن أن يسوء هذا اليوم أكثر أولا لوكاس و الآن هذا المدمن
قال كين بمرح: مرحبا جميعا.... أهلا ناليني
حملها بمرح شديد لتقول له: مرحبا كين
قال كين: لا تزالين لطيفة و جميلة كما عهدتك
ابتسمت له بخجل ليضحكوا عليها بمرح شديد تجولوا في المنطقة و لعبوا كثيرا قبيل الغروب كانوا يسيرون عائدون لمنازلهم فمع إقبال المساء بدأت الأجواء تستعد لغياب الشمس لتبدأ حفلتها الباردة كانوا يسيرون على الجسر الحديدي الذي غطي بالجليد الأبيض نظرت إيما لناليني النائمة على ظهر شقيقها لتبتسم بمرح و تقول: يبدو أنها تعبت من اللهو
قال لوكاس: أجل لقد استمتعت بوقتها كثيرا
توقف جوش عن المسير لبعض الوقت ليجبر الجميع على التوقف معه اقترب منه جيم لحيث كان يقف على حافة الجسر يحدق بشيء ما بشيء من الصدمة ليقول له: ماذا هناك جوش؟ هل أصبت بمرض ما؟
قال جوش: يبدو أن هناك أشخاص مجانين كفاية ليبدؤوا نزهتهم في هذا الوقت و المكان
أشار لمجموعة الأشخاص الذين بدؤوا بوضع أشيائهم بالقرب من النهر نظروا إليهم باستغراب قالت لوري: ربما هم هنا لذكرى ما أو حدث معين تعرفون مدينتنا تختلف فيها الثقافات و الأجانب فيها كثر
قال كين: و إن يكن لا يوجد أي شخص يود أن يكون في هذا الجو المميت خارج المنزل
قال لوكاس: أعتقد بأنني سمعت بأن الأمطار ستهطل الليلة ألا يجدر بنا إخبارهم؟
قال جيم: و لم نفعل ذلك؟ ألا يجب عليهم التأكد من حالة الجو إن كانوا يريدون الخروج في مثل هذا الوقت؟
قالت إيما: لا تقل هذا يجب أن نحذرهم أقلها
هز جيم كتفيه بعدم المبالاة لتذهب مجموعته لأولئك الأشخاص الغريبي أطوار بالنسبة إليهم وصلوا إليهم ليقول جوش: أتمنى بأننا لا نقوم بإزعاجكم
التفت إليهم الرجل الذي بدا كبيرا بالسن لينحني لهم بهدوء ثم يقول: هل بإمكاني مساعدتكم؟
قالت لوري: في الواقع لقد أردنا تحذيركم من هطول الأمطار هذا المساء
لفت نظرهم نهوض تلك الفتاة التي كانت ترتدي معطفا فاخرا أسود مبطن بالفراء الدافئة ذو قبعة كبيرة بالنسبة لرأسها و اقترابها منهم لتقول بمرح: ماذا هناك إيثان؟
قال إيثان: لقد قالوا بأنها ستهطل هذا المساء
رفعت إيف رأسها للسماء الصافية التي بدأت نجومها الجميلة تظهر نظرت إليهم لتقول: ربما أخطاؤوا في ذلك
قال جيم: لقد أخبرتكم بألا تتطفلوا عليهم لكنكم لا تسمتعون إليّ
ابتسمت له بمرح شديد لتقول: لم لا تنضمون لنا؟
نهض الشابين من خلفها ليقولا لها: توقفي عن جنونك إيف يكفي أنك تريدين قتلنا
ضحكت بمرح شديد لتقول: أنا لن أفعل ذلك ثم أن شيئا جميلا سيحدث حقا
قال لوكاس: ربما يجدر بنا الرحيل فالشمس ستختفي قريبا
نظرت إيف إليه لتقترب منه بلا شعور منها تعجب الجميع من حولها حتى توقفت أمامه لتقول: كنت أحاول تذكرك لقد ضعت في ذكرياتي إن لم أنسى لوكاس فايرين صحيح؟
قال لوكاس بمرح: أجل أنا هو التقينا مصادفة مجددا
ابتسمت له بمرح شديد ليفعل المثل وسط اندهاش الجميع من المعرفة الغريبة بينهما دعتهم إيف للبقاء معهم لرؤية حدث مميز في هذه الليلة انتهى إيثان من نصب الخيمة البنية الكبيرة و وضع به سرير متنقل جلبه لآنسته التي تعشق رؤية النجوم و هي مستلقية لكن القدر أراد لناليني النوم عليه كان دافئا و ناعما بدا الارتياح على وجه ناليني فور وضعها عليه بينما قدم الشابين للضيوف معاطف أكثر دفئا مع أكواب شاي دافئة قال جيم: حسنا هلا أخبرتماني كيف تعرفتما على بعضكما؟
قال لوكاس: لقد مررنا بالعديد من المصادفات و هذه الثالثة
قال جيم: أتعد هذه إجابة لسؤالي حتى؟
ضحكت إيف بمرح شديد لتقول: أعرفكم بنفسي أنا إيف كونيل سعدت بلقائكم و هذان المشاكسان تيو و تيم و هذا إيثان
انحنى الشابين بالإضافة لإيثان لهم باحترام ليتعجبوا ذلك قال جوش: يبدو هذا كتصرف ملكي قليلا
قال تيم: هذا لأن إيف سيدتنا الخالدة
قالت إيف: لا تقل هذا فأنا لست شابة صغيرة
قال تيو: أعتقد أنك طفلة أكثر من شابة
نفخت وجنتيها بانزعاج شديد ليبتسموا لها بلطف على تصرفها الطفولي قال لوكاس: حسنا هؤلاء أصدقائي جيم و إيما و كين و لوري و جوش
قالت إيف: سعدت بمعرفتكم جميعا
قال كين: لديّ سؤال لك؟
تغيرت النظرات اللطيفة على وجه الشابين لأخرى جادة و حذرة لتقول إيف: و ما هو؟
قال كين: ماذا تفعلون هنا و في هذا الوقت؟
رفعت رأسها للسماء لترسم ابتسامة لطيفة على وجهها و تقول: سوف تعرف قريبا لنستمتع بوقتنا حتى ذلك الوقت
شعر أصدقاء لوكاس بالارتياب ناحيتها بعد مرور وقت قصير وقفت إيف لتجبر الجميع على الصمت أغمضت عينيها لتخالط كيانها بتلك الرياح الباردة الهادئة لتقول: سيبدأ العرض قريبا
رفع الجميع رأسه للسماء كما فعلت في انتظار العرض الذي حمستهم إيف لرؤيته تلك السماء الصافية المزينة بالنجوم الفضية الجميلة ازدانت بوابل الشهب الجميل المار بها نظرت إيف لوجوه الجميع المنبهرة بذلك حتى إيثان لم يخفي اندهاشه و إعجابه بهذه السماء الجميلة أخرج جوش هاتفه ليبدأ بتسجيل فيديو لهذه اللحظة قبل اختفائها ابتسمت إيف لتصرفه ذاك أعادت بعينيها للسماء لتقول: عليكم تمني أمنية قبل انتهاء هذا العرض
قالت لوري: هذه أمور للأطفال و حسب
قالت إيف: هي ستحقق حقا لذا تمنوا قدر ما تستطيعون
نظرت لوري إليها بتعجب التفتت لأصدقائها لتراهم تائهين في أفكارهم في الأمنية التي سيلقونها قبل انتهاء هذا العرض الجميل الذي أدخل الطمأنينة و السكينة في قلوبهم مرت أكثر من نصف ساعة منذ بداية هذا الوابل ليقول كين: يبدو أنك كنت تراقبين النشرة الجوية هذا اليوم
ابتسمت إيف دون التعليق على ما قاله ليقول لوكاس: حقا كنا سنفوت رؤية هذا المشهد
قال جيم: أرى أنك تلمح لشيء ما لوكاس
قال لوكاس بمرح: لا أبدا خرج ذلك من دون تفكير
قال جيم: أجل مثل ما اتصلت عليك هذا الصباح
ضحكا بمرح شديد بدأت الأحاديث المرحة بتوليد دفء أحاط بقلوبهم وزع تيو أطباق الحلوى التي جهزها منذ فترة قصيرة بينما أعاد تيم ملء الأكواب بالشاي احتست إيف الشاي باستمتاع بادي على وجهها لتقول: شاي تيم هو الأفضل حتما
قال تيم: شكرا لك على الإطراء إيف
قال تيو مدعيا الإحباط مع انزال رأسه: و أنا لا أحصل على أي شيء
قالت إيف: أنت أيضا أفضل طاهي في العالم أجمع تيو
ابتسم تيو بمرح لها التفت لتيم الذي بدأ يسخن الأجواء بشرارات الانزعاج التي وجهت لتيو الذي بادله بصواعق انزعاج تنهد إيثان باستسلام ابتسمت إيف لتصرفاتهم التي يصعب تغيرها قال لوكاس: هل هما هكذا دائما؟
قالت إيف: منذ معرفتي بهما و لا أعتقد بأن هذا سيتغير في القريب العاجل
قالت إيما: آه صحيح في أي مدرسة أنت إيف؟
نظرت إيف إليها باستغراب من سؤالها الذي أتى من العدم و لم تعد له إجابة ترقب الشابين الإجابة التي ستخبرهم بها رأى إيثان مدى تورطها ليقول: الآنسة لا تذهب لأي مدرسة بسبب حالتها الصحية لطالما أخذت دروسها في المنزل
قالت لوري: حقا؟ ألن يكون هذا سيئا لصحتك؟
قالت إيف بمرح: لا تقلقي عليّ فأنا قد تحسنت كثيرا عما كنت عليه
قالت إيما: و كم هو عمرك؟ تبدين أصغر من أختي في المرحلة الإعدادية
قهقهت إيف بمرح لتقول: لن تصدقوا ذلك لذا لن أخبركم
قال جوش: هل أنت أكبر مما يبدو عليه الأمر أم أصغر بكثير؟
هزت رأسها بالموافقة ثم بالنفي لتعود لقهقهتها الطفولية جعلت الجميع يحتار في العمر الحقيقي لهذا الوجه الطفولي اللطيف ليقول جيم: شخصيا أظنك في الرابعة عشرة أو الثالثة عشرة بالرغم من أن تصرفاتك لا تبدو كذلك
رفعت إيف أصابع يديها العشر التي ازرقت بسبب البرد لتصيب الجميع بسقطة قلبية نظروا لإيثان على أمل إعطائهم جواب حقيقي ليهز رأسه موافق على العشر الأصابع المفتوحة فتح كين فمه من شدة الصدمة التي تعرض لها قال جيم: بالتأكيد أنتما تمزحان لا أستطيع تصديق ذلك
قال لوكاس: حسنا لو نظرنا للأمر قليلا سوف تجدها إجابة مقنعة حقا
قال كين: من أي ناحية؟ بالرغم من أنني اعتقدت بأنها أصغر من ذلك
ابتسمت إيف له بمرح شديد شعرت فجأة بحضور شخص ما قريب منهم كما فعل إيثان و الشابين الذين تبادلوا النظرات المتأهبة لأي هجوم لتقول إيف: لقد مر الوقت سريعا إنها التاسعة مساء ألا يجدر بكم العودة للمنزل؟
قال جوش: سماع هذا من طفلة يشعرني بالقشعريرة
ابتسمت إيف لهم بمرح لينهضوا جميعا بدؤوا بإلقاء عبارات الوداع لتقول إيف: تيم و تيو هلا أوصلتم ضيوفنا لمنازلهم سالمين؟
التفتت إليهما بتلك الابتسامة التي فهما معناها ليتقدماهم لحيث وقفت تلك السيارة الزرقاء الداكنة الكبيرة ليفتحا لهم الباب صعدوا السيارة ليأخذا عناوين منازلهم عند إيف الواقفة باتجاه الأشجار بانتظار إظهار ذلك الشخص لهويته بعد التأكد من رحيل الشابين قال إيثان: أتريدين مني إجباره على الظهور؟
قالت إيف: لا فهو سيظهر حالا أليس كذلك؟
ظهر ظل من بين تلك الأشجار لتظهر تلك السيدة تقدمت منهما بهدوء لتجثو على ركبتيها وقف إيثان أمام إيف بعد رؤيته للجرح العميق الموجود على ظهرها تعجبت إيف لرؤية طول و عمق ذلك الجرح رفعت السيدة رأسها لتنظر لإيف لتقول لها: أرجوك ساعديني
اقتربت منها إيف على عجل لتخلع معطفها و تغطيها به لتقول: إيثان خذها للمنزل و اطلب لها الطبيب لا تنسى أن تطلب من تيو البحث حولها سأذهب لأتفقد شيء ما
قال إيثان و هو يساعد السيدة على الوقوف: سأفعل لكن كوني حذرة آنسة كونيل سأطلب من تيم اللحاق بك على الفور
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر كل لطريقه كانت إيف تسير بسرعة بين تلك الأشجار الكثيفة التي زادت الليل ظلمة تفكر في السبب وراء ذلك الجرح الغريب سارعت خطاها أكثر حتى وصلت للطرف الآخر من الغابة لترى ذلك الحي الشبه مهجور بدا مخيفا سارت بحذر و هدوء خلف آثار الطين الكبيرة التي بدت كمخالب لحيوان ما توقفت على صوت العواء الذي سمعته التفت ناحية ذلك المنزل الكبير الأقدم عمرا بين منازل الحي كلها أنزلت رأسها لتحدق بتلك الرسوم من جديد لترسم تلك الابتسامة الشريرة على شفتيها و تقول: يبدو أننا الوحيدين المتبقين هذا جميل حقا سأعود لألعب معك لاحقا
أعطت ظهرها لذلك المنزل لتختفي أمام تلك العيون القرمزية في منزل كونيل عادت إيف لترى الشابين هناك لتقول: هل السيدة بخير؟
قال تيم: لا أعتقد ذلك فقد حضر الطبيب منذ فترة طويلة
صعدت إيف الدرجات بقلق شديد وصلت للغرفة سبقها أحدهم بفتح الباب ليظهر إيثان و يقول: آنستي أوجدت شيئا ما؟
قالت إيف: لا شيء جدير بالذكر ماذا عنها؟
قال إيثان: بالنسبة لجرحها فالطبيب لا يزال يعالج الأمر لم نجد شيئا عنها حتى الآن
قالت إيف: حسنا بإمكانك الذهاب
دخلت الغرفة لتنظر للطبيب الذي لا يزال يفحص ذلك الجرح النازف اقتربت من السرير لتقول: هل ستكون بخير سيدي؟
قال الطبيب: أجل ستكون بخير بالرغم من عمق الجرح إلا أنه لم يكن خطيرا للغاية
قالت إيف: هذا مطمئن
قال الطبيب: أتعرفينها آنسة كونيل؟
قالت إيف بمرح: أجل لم السؤال؟
نظر الطبيب إليها بشك زحف داخل دماغه بعد رؤيته لتلك الابتسامة التي ظهرت من العدم قام بتضميد ذلك الجرح ليقول: أنا حقا لست مطمئنا لتركها برفقتك آنسة كونيل
قالت إيف: ما المقصود من هذا الحذر المفاجئ؟
قال الطبيب: لا شيء معين لكن يعرف كلانا هوسك بهذه الأمور الغامضة
قهقهت إيف بمرح لتقول: حقا أنت طبيب رائع سيد رالي
ابتسم على الإطراء الذي يسمعه نادرا منها غادر المكان بعد وهلة قصيرة عند لوكاس الذي استلقى على سريره بعد حمام دافئ تذكر اللحظات التي قضاها برفقة أصدقائه يشاهدون وابل الشهب ذاك ابتسم ليقول: لقد كان ذلك مفاجئا و جميلا حقا
رن هاتفه ليتعجب من اسم المتصل رفع الخط ليقول: مرحبا لوري أهناك أمر ما؟
قالت لوري: ألا يحق بي الاتصال عليك أم ماذا؟
قال لوكاس: لم أقصد ذلك أبدا لكن اتصالاتك نادرة خاصة في المساء
قالت لوري: ابدأ بالاعتياد عليها إذا
ضحك بمرح ليقول: إذا ما الأمر؟
قالت لوري: لا شيء معين فقط اتصلت
لم تنطق بأي كلمة بعدها عرف لوكاس وراء ذلك الصمت عاصفة هائجة من المشاعر المتضاربة داخلها ليقول: هل تودين أن نتقابل؟
لم يسمع أي إجابة ليقول: حسنا سأكون عند منزلك في وقت قصير
أغلق الخط ليرتدي معطفه الأزرق و وشاحه غادر غرفته ليلتقي بوالدته المتعجبة من عجلته ليقول لها: سوف أعود حالا نسيت شيئا عند أحد أصدقائي
قالت الوالدة: لا تتأخر كثيرا
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر منزله سار بهدوء لمنزل لوري الذي لا يبعد كثيرا عن منزله وصل لهناك ليراها تغادر باب منزلها و هي منزلة رأسها بحزن شديد اقتربت منه بخطوات صغيرة متثاقلة سار معها لمكان بعيد عن منزلها قليلا توقف عن السير لرؤيته تلك الدموع تسقط من عينيها اقترب منها ليقول لها: هل أنت بخير لوري؟
تقدمت في اتجاهه لتسند رأسها لصدره متمسكة بقميصه ليقول: أهو متعلق بداني؟
نزلت الكثير من تلك الدموع المتألمة على وجنتيها المحمرتين من البرد و البكاء لتقول بحزن شديد: قال بأنني مجرد قصة عابرة في حياته و لا يهتم بوجودي بقربه
ربت على رأسها بحنان مخففا عنها فهو يدرك مدى حبها لهذا المدعو داني صحيح أنه لم يكن الشاب الأول في حياتها لكنه الأول في قلبها لم يرد التدخل كما فعل البقية بشأن علاقتهما معا لإدراكه بمدى المشاعر التي حملته له شعرت لوري بالارتياح لاتصالها بلوكاس من بين الجميع فهي تدرك بأنهم كرهوا حبيبها هذا و أخبروها مرارا بعدم التعلق به لكن قلبها لم يريد الاستماع إليهم ألقى بتلك الكلمات المحذرة في سلة المهملات تاركا لنبضاته النطق باسمه ابتعدت عنه لينظر إليها بتلك الابتسامة الدافئة ليقول لها: لا تحزني هكذا فهذا دليل كافي على أنه لا يستحقك أليس كذلك؟
قالت لوري: أجل الأمر كذلك سوف أجعله يندم على هذا حتما
ضحكت بمرح بعدها ليبتسم لها بمرح شديد وضع يده على رأسها لتنظر إليه و يقول لها: لا داعي لإجبار نفسك كل شيء سيكون على ما يرام بإمكانك البكاء قدر ما تشائين لكن عديني بأنك لن تدخلي في نوبة اكتئاب طويلة المدى
شعرت بدفء كلماته لتبتسم بلطف و تقول له: شكرا لك لوكاس أنا واثقة بأنك أخي الضائع
ضحك بمرح على كلماتها ليقول لها: يشرفني أن أكون شقيقك حقا هيا عليك العودة للمنزل قبل أن تصابي بالبرد
ابتسمت له بمرح لتذهب لمنزلها كما فعل هو عند إيف التي كانت تجلس برفقة تلك السيدة التي استعادت وعيها لتقول لإيف و هي منحنية رأسها: أنا آسفة حقا سببت لك الكثير من المتاعب آنسة كونيل
قالت إيف: لا عليك أبدا لكن أخبريني ماذا كنت تفعلين في ذلك المكان؟
قالت السيدة: لقد أردت رؤيتك و حسب فقد سعدت كثيرا لسماعي خبر عودتك لكن شيئا ما قد هاجمني هناك
قالت إيف: ألا تعرفين أي شيء عنه؟
قالت السيدة: لا فقد هاجمني من الخلف بسرعة خاطفة
قالت إيف: هكذا إذا بإمكانك البقاء هنا حتى تشفى جراحك
قالت السيدة بارتباك: لا يمكنني ذلك البقاء في ضيافتك لفترة طويلة دون فعل شيء ما
قالت إيف بابتسامتها الخبيثة: تعرفين أن هذا الأمر يغضبني كثيرا أليس كذلك؟
أنزلت السيدة رأسها بانصياع لتبتسم لها بمرح شديد أخذت دوائها و استلقت على بطنها لتنام غادرت إيف غرفتها لتتنهد بانزعاج شديد ذهبت لغرفتها لتجلس بالقرب من النافذة لتحدق بالقمر المكتمل الجميل في السماء المليئة بالنجوم المضيئة جالت أفكارها في ذلك الفضاء الشائع شعرت بالدفء يتسلل لجسدها بهدوء نظرت للشخص الذي وضع ذلك الغطاء الدافئ على كتفيها لتقول: ألا يوجد شيء يشغلك عدايّ إيثان؟
قال إيثان بابتسامة لطيفة: أنا موجود لأجل خدمتك و حسب آنستي
قالت إيف: أخبرتك بعدد نجوم السماء بأنك لست كذلك إيثان
جثى إيثان على إحدى ركبتيه واضعا يده الأيمن على صدره الأيسر منزلا برأسه ليقول: إن لم يكن وجودي لخدمتك آنستي أفضل الموت على البقاء قيد الحياة
نظرت إيف إليه بتلك النظرات الحزينة التي وصلت لقلبه المأسور بحياتها نهضت من الكرسي لتقترب منه و ترفع رأسه لتدعه يحدق بتلك العينين الزرقاوين الساحرتين لتغمض عينيها بهدوء ابتسمت بعدها بمرح لتقول: سأكون بخير لذا بإمكانك الذهاب لأخذ قسط من الراحة
نهض من موقعه بهدوء لينحني لها و يغادر الغرفة رمت إيف بجسدها على السرير لتحدق بالسقف لتقول في نفسها: هل هذا يعني أن هذا العالم الذي بنيته سيختفي بمجرد رحيلي؟
زفرت الهواء الذي دخل لرئتيها منذ وقت قصير أغمضت عينيها لترى تلك الظلمة الحالكة تجوب في كيانها الذي لم يعرف النور منذ عقود سمعت ذلك الصوت لم يفارقها قط يناديها كما يفعل دائما ليقول لها: بنيت هذا العالم لا تضحكيني أرجوك أنت فعلت ذلك فقط لتخدعي نفسك لا أكثر أنت مجرد قاتلة
تكررت تلك الكلمتين الأخيرتين كثيرا في رأسها لتفتح عينيها بفزع شديد و خوف يكاد يجعلها تفقد وعيها نفذ الأكسجين الموجود في رئتيها أمسكت برأسها لتقول بصوت مرتجف: أرجوك دعيني و شأني أستطيع إصلاح ما أفسدته أنت لذا أرجوك فقط دعيني وحدي
أعادت برأسها للوسادة عل ذلك الصوت يغادر رأسها
https://up.arabseyes.com/uploads2013...2179067672.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حال الجميع؟ أتمنى أنكم بخير رمضان بدأ بالاقتراب فهل أنتم على استعداد له؟ اللهم بلغنا رمضان مع أحبتنا
ما رأيكم بالشخصيات الجديدة؟ هل أثارت الأحداث فضولكم لما يلي هذا الفصل؟ أود كثيرا معرفة ما يجول في خاطركم لذا لا تبخلوا عليّ بردودكم الرائعة حسنا؟ في أمان الله و رعايته
https://up.arabseyes.com/uploads2013...2179070864.png


Inas Fallata 03-24-2020 03:05 AM

[COLOR=#f1d7ac][FONT="Traditional Arabic"][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://up.arabseyes.com/uploads2013/30_06_16146725406935821.png');"][CELL="filter:;"][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][COLOR=black][ALIGN=center]
[COLOR=#f1d7ac][FONT="Traditional Arabic"][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=silver][ALIGN=center]
https://up.arabseyes.com/uploads2013...5406939543.png
في الصباح فتحت عينيها على صوت همس في الغرفة نهضت من السرير لتفرك عينيها بهدوء نظرت للشخصين الواقفين هناك لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير ناليني لوكاس
اقتربت منها ناليني بمرح شديد لتقول: سعيدة لرؤيتك من جديد لقد اشتقت إليك كثيرا
قالت إيف و هي تعانقها بمرح شديد: أنا أيضا اشتقت إليك كثيرا
بعثرت شعرها قليلا لتضحك ناليني و تقوم بالمثل لها كانتا تبدوين مستمتعين للغاية نظرت للوكاس بتلك النظرات المحرجة المعتذرة ليقابلها لوكاس بابتسامة مرحة لتبادله واحدة مثلها لتقول: هيا دعينا نبدل ثيابنا ثم نتناول الإفطار واثقة بأن تيو قد حضر شيئا لذيذا
نزلت من السرير لتقترب من الخزانة البيضاء الموجودة في الغرفة فتحتها بهدوء ليتعجب لوكاس كمية الملابس الموجودة بها لتقول له: لا تتفاجئ كثيرا فهذه الغرفة قد هيئت تماما لناليني قمت بشراء كل هذا لها
قال لوكاس: ألا تشعرين بأنك قد بالغت قليلا؟
نظرت إيف للخزانة من بعد خطوتين لتقول: بالفعل يبدو ذلك لقد تحمست كثيرا
قالت ناليني: أيمكنني العيش هنا؟
قال لوكاس: ما الذي تقولينه فجأة؟ لا تفاجئي الناس بأفكار غريبة هكذا
قالت ناليني بحزن: لا يمكنني ذلك؟
قالت إيف: الأمر أنه لا يمكنك فقط أن تعرفين الفتية يحبون إبراز أنفسهم للفتيات
نظر لوكاس إليها مستغربا كلامها لتبتسم له بمرح شديد لتقول إيف: حسنا لنتحدث في هذا لاحقا لدينا الكثير لنفعله هذا اليوم
أخرجت بنطالا أزرقا به حلقات حمراء على أطراف الساق و بلوزة حمراء بأكمام متوسطة طبع عليها زهرة بيضاء جميلة ساعدتها على ارتدائه و سرحت شعرها لتنزلا لغرفة الطعام فتحت إيف الباب لترى الجميع هناك ابتسمت بسعادة لتقول للجميع بمرح شديد: صباح الخير جميعا
رد الجميع عليها بابتسامة لطيفة اقتربت من كلاوس لتقول له: هل اعتدت البقاء في المنزل؟
قال كلاوس: ليس تماما لكنني بخير هكذا
قالت إيف: حقا تبدو لطيفا للغاية أنت في الرابعة عشرة أليس كذلك؟
قال كلاوس: أجل سأنهيه قريبا
قالت إيف: لنستعد للاحتفال إذا
قال تيو بشيء من الانزعاج: إيف ألا تظنين بأنك تنسين شيئا ما هنا؟
قالت إيف و هي تجلس مكانها: حقا؟ ما هو تيو؟
قال تيو: أنت حتى الآن لم تقدمي اعتذار واحد إلينا أتعرفين كم قلقنا عليك؟
نهضت من الكرسي لتنحني لهم و تقول: أنا آسفة حقا فكرت بأنانية و لم أطلعكم على أي شيء لذا اعذروني رجاء
رفعت رأسها لتعود لمكانها و تنظر لتيو بتلك الابتسامة المرحة بدؤوا في تناول الطعام و هم يستمتعون لقصص ناليني عن المدرسة أنهوا الإفطار لتقرر إيف أخذ ناليني لخارج المنزل تسليتا كثيرا و عادتا للمنزل في المساء نامت ناليني فور عودتهم بينما بقت إيف تتحدث مع لوكاس عن الكثير من الأمور التي يجهلها حتى انتهت من ذلك مع انتهاء كوب شايها المفضل طرق الباب ليدخل تيم بمرح و يقول: عليك أن تسعدي لقد وجدت كوبا جديدا لك إيف
قالت إيف بمرح: حقا؟ أريني إياه
أخرج تيم من الصندوق الذي كان يحمله مجموعة أكواب سوداء مزينة بأزهار زرقاء بشكل حلقي أعجبت إيف كثيرا بالكوب لتقول له: لقد وصل في وقته حقا كنت سأطلب منك كوبا آخر من الشاي
قال تيم بمرح: فورا سأفعل ذلك
غادر بالصندوق بجوه المرح و السعيد ليقول لوكاس: يبدو سعيدا للغاية
قالت إيف: أجل لطالما أحب الأكواب و إعداد الشاي لي
قال لوكاس: الجميع يحبك كثيرا حقا إيف
قالت إيف: أجل أظن ذلك أنا أيضا أشعر بأنني محظوظة حقا لوجودهم دائما بقربي
نظرت للكوب الذي بين يديها بتلك الابتسامة اللطيفة ليقول لوكاس: حقا اعتقدت بأنني فقدت صوابي حالما قرأت ذلك الكتاب الذي أعطاني إياه إيثان لكن الفضول أجبرني على قراءته كاملا بالإضافة للتطفل على رسائل قديمة وجدت في الرف....أعتذر عن ذلك حقا لم يكن تصرفا لائقا
قالت إيف: لا عليك أبدا لولا فضولك هذا لكنت شيئا....على كل شكرا لك حقا
قال لوكاس: لم أفعل شيء يشكر عليه حقا
ابتسمت له بمرح شديد أحضر تيم أكواب الشاي ليقدمه لهم و يغادر للمطبخ حيث كان كلاوس و تيو ليقول: حقا إلى متى ستتحدث مع هذا الشخص؟ إنه يثير أعصابي كثيرا
قال تيو: قل أنك تغار لأنها تحدثه أكثر منك
قال تيم: ماذا تقصد بهذا الكلام الفارغ؟ لم قد أشعر بالغيرة من شخص لا يحمل نصف ما أملك؟
قال كلاوس: يبدو أنك تشعر بالغيرة حقا تيم
[RIGHT][RIGHT]قال تيم بانزعاج شديد: توقف عن هذا أنت الآخر؟ كما لو أنه لم ينقصني تيو واحد
نظرا لبعضهما ليضحكا بمرح شديد عليه ذهبت إيف لغرفتها لتسلتقي على سريرها و تنام على الفور بعد نقاش دام طويلا مع لوكاس الذي لا يستطيع النوم بعد كل هذه الأحداث المفاجئة كان يحدق بسقف الغرفة و هو يفكر في ذلك النقاش ليتنهد و يقول: حسنا أنا لا أمانع ذلك سأتأكد من إخبارها بذلك غدا
شعر بثقل جفونه ليغلقهما و ينام هو الآخر في الصباح أخبر إيف بقراره ذاك لتسعد الفتاتان كثيرا لم يمضي الكثير من الوقت لينتقلا رسميا لمنزل إيف التي كانت تشعر بالسعادة تلك الأيام رسخت الكثير من الذكريات الجيدة لدى إيف التي كانت تسمتع بكل يوم حتى ذلك اليوم الذي غادرت الفتاتان المنزل تتسوقان لشيء ما لتقول ناليني و الابتسامة تكاد تملأ وجهها الصغير كله: سيشعر أخي بالسعادة حقا
قالت إيف: بالتأكيد سيفعل ماذا تريدين إعطائه؟
قالت ناليني: لا أعلم حقا ماذا عنك؟
قالت إيف: إنها مفاجأة
قالت ناليني: هذا ليس عادلا أبدا
ضحكت إيف بمرح شديد لتنتهيا من شراء كل تلك الكمية من الأشياء عادتا للمنزل لتقوما بخذها للغرفة التي سيحتفلون بها قامتا بترتيب الأشياء برفقة تيو و كلاوس بمرح شديد فتح الباب ليقول تيم: لقد عاد لوكاس عليكم المغادرة قبل أن يبدأ البحث عنكما
غادروا الغرفة ليغلقوا أضواءها كانتا تسيران بحذر مغادرتان الممر من خلفه بهدوء شديد كان لوكاس يتحدث مع إيثان الذي لم يرد الالتفات إليهم شعر لوكاس بأمر غريب لينظر للخلف و يراهما توقفت إيف عن المسير كما لو أنها تحولت لتمثال ما زاد ذلك ريبة لوكاس أكثر ليقول: ماذا هناك؟
قالت ناليني بمرح: لا شيء أهلا بعودتك أخي
اقتربت منه لتقوم بمعانقته بمرح شديد نظر إليها بشك شديد لم تتحرك إيف من مكانها بعد لتزداد تلك النظرات نحوها ليقول: حقا؟ ما الذي تحاولان إخفاؤه عني؟
قالت إيف بمرح: لا شيء أبدا و لم قد نخفي عنك أي شيء؟ أليس كذلك ناليني؟
قالت ناليني: أجل لم قد نفعل ذلك؟
تنهد لوكاس ليبتسم في النهاية قائلا: أعرف أنكما تقومان بشيء ما لأجل عيد ميلادي لذا لا داعي لكل هذا التستر
شعرتا بإحباط شديد يحفهما ضحك بمرح شديد على تلك التعابير اليائسة التي وضعت على وجههما اقترب منهما ليربت على رأسهما بمرح شديد و يقول: لن تستطيعا مفاجأتي أبدا لذا لا تحبطا هكذا
قالت إيف: لا أصدق بأننا كشفنا بسهولة هكذا
قال لوكاس: كنت أعرف بالأمر منذ البداية فقط أردت رؤية إلى متى ستصمدان
قالت ناليني: لن يكون هذا رائعا للغاية
قال لوكاس: حسنا توقفا عن العبوس تبدوان قبيحتين للغاية
قالتا معا بانزعاج: ماذا؟
ضحك بمرح شديد ليصعد لغرفته و يبدل ثيابه كان كلاوس يعتني بالحديقة كعادته نظر للسماء الصافية النجوم المتناثرة تجملها اختفى ذلك المنظر من أمامه فجأة ليتعجب ذلك كثيرا سمع قهقات مكتومة ليبتسم بمرح و يقول: إيف لا تستطيعين مفاجأتي
أبعدت تلك اليدين عن عينيه بهدوء شديد ليقابل تلك العينين الزرقاوتين الجميلتين لتبتسم له بمرح شديد ليقول: يبدو أنني فاشلة في التسلسل
ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: ماذا هناك؟
قالت إيف: لا شيء أردت إخافتك قليلا لكنني لم أنجح
وضع يده على رأسها ليبعثر شعرها قليلا ضحكت بمرح شديد ليبتسم لتصرفاتها الطفولية التي تمحي معالم عمرها الحقيقي تحدثا معا قليلا و الاستمتاع ظاهر على وجهيهما كان شخص ما يتجسس عليهما بتلك الكرة البلورية الموضوعة على قماش أسود اللون رسمت ابتسامة خبيثة على وجه الشخص الذي يراقبهما ليقول: لندعك تستمتعين بوقتك قليلا فأيامك باتت وشيكة آنسة كونيل
لم يستطع تمالك نفسه لتخرج تلك الضحكات المستمتعة بالأفكار التي تجوب داخل دماغ هذا الشخص الذي لا يبشر بخير أبدا مضت أيام التجهيز للحفل سريعا و ها قد حضر يوم الاحتفال عاد لوكاس من عمله ليتعجب انقطاع الكهرباء عن المنزل ليزيد ذلك التعجب مع رؤية تلك اللافتات المضيئة التي رسمت عليها أسهم ملونة تبعها بدافع الفضول لتتوقف أمام ذلك الباب المغلق أحيط تماما بأسهم مختلفة الأحجام و الألوان أمسك المقبض لينزلق يده فقد دهن تماما بالزبدة المملحة قام بدفع الباب الذي فتح فجأة ليدخل الغرفة المظلمة بحث عن مفاتيح الأضواء في الجدار القريب منه شعر بشيء مقزز ينزلق فوق يده ليبعده عنه و يقول: هل تحاولون إخافتي؟ لن تنجحوا في ذلك
أشعلت أضواء الغرفة ليراها فارغة لا يوجد أحد فيها ليبتسم بمرح و يهم بالمغادرة أفزعه كثيرا سماع صوت الصفارات و صرخات الجميع قائلين: عيد ميلاد سعيد لوكاس
التفت إليهم ليرى وجوههم الضاحكة و المبتسمة له بمرح شديد قالت ناليني و هي تعانقه: عيد ميلاد سعيد أخي لقد فزعت أليس كذلك؟
حملها بمرح ليقول لها: لم أفزع لكنني تفاجأت حقا مع كل هذا التمويه
ضحكت بمرح شديد بدأت الحفلة و قدم الجميع هداياه استمتعوا بوقتهم كثيرا حتى غادروا للنوم تبقت إيف برفقة تيو ينظفان الغرفة التي أصبحت في حالة فوضى عارمة كما لو إعصار مر بالغرفة قالت إيف: لقد كانت حفلة رائعة حقا لكنني سأقوم بشيء أفضل في العام القادم
قال تيو: حفلة عيد ميلادك العاشر العام القادم أيضا
قالت إيف: لا تذكرني بذلك سأصبح عجوز قبيحة
ضحك بمرح شديد ليقول: بالتأكيد لا فأنت لا تزالين شابة في عمر الزهور
ضحكت إيف على تعليقه لينظرا لبعضهما و ينفجرا ضاحكين انتهيا من التنظيف ليذهبا لغرفتيهما و يناما مضت الكثير من الأيام المرحة و الممتعة جدا انقضى عام قبل أن يدرك الجميع ذلك قبل أسبوع من الاحتفال بألفية إيف أرسلت الدعوات للحضور لهذا الاحتفال الذي يشهدونه للمرة الأولى منذ قرون عديدة كانت إيف مع ناليني تسيران في جولة حول المدينة قالت ناليني: بعد أسبوعين سأكون في الصف الثاني هذا رائع حقا أريد أن أكبر بسرعة كي أصبح مثلك
قالت إيف: لا تتعجلي ذلك فكلما تكبرين تصبح لديك مسؤوليات أكثر
قالت ناليني: أنت لست سعيدة بقدوم عيد ميلادك؟
قالت إيف: بالتأكيد لا سأصبح عجوز هرمة
قالت ناليني: لكنك تبدين صغيرة جدا
ضحكت إيف بمرح شديد لتكملا تلك الجولة التي انتهت عند وصولهما للمنزل رحب إيثان بعودتهما لتقول إيف: ألم يعد لوكاس بعد؟ إنه حقا يجهد نفسه كثيرا
قال إيثان: لم يعد السيد فايرين بعد كما أن العديد من الرسائل قد وصلتك أثناء غيابك
قالت إيف: أهي لأجل عيد ميلادي؟
قال إيثان: أظن ذلك
قالت إيف: أحرقها إذا لا أريد الاحتفال بهذا اليوم الكئيب
قال إيثان: كما تشائين آنستي
ظهر الشابين من خلفها ليقولا بمرح شديد: مرحبا بعودتك إيف
التفتت إليهما بتلك النظرات الطفولية المنزعجة ليشعرا بالارتباك الشديد لتلك النظرات التي تفحص تعابيرهما لتقول لهما: أنتما ماذا فعلتما؟ هناك شيء مريب بكما اعترفا و حسب
قال تيو بارتباك و هو يحاول الانسحاب: لا شيء حقا كل ما في الأمر أردنا إلقاء التحية عليك
اختفى تيو من المكان لتنظر لتيم الذي شعر بقلبه يصل لحنجرته اقتربت منه بهدوء لتقول: إذا ما حجتك أنت أيضا؟
قال تيم: ماذا تقصدين بحجتك؟ أنا لم أقم بأي شيء حقا
أتى كلاوس لينظر إليهما باستغراب ليقول: أهلا بعودتك إيف
قالت إيف بمرح: أهلا كلاوس
قال تيم: ماذا؟ هذا غير عادل أبدا اشتبهت بنا لقول الأمر ذاته
قالت إيف و هي تسحب وجنتي كلاوس بمرح: هذا لأنه لطيف للغاية لا يعرف كيف يكذب مثلكما
شعر كلاوس بشيء من الذنب و هو يستمع لتلك الكلمات و ينظر لتلك الابتسامة اللطيفة ليرى الغضب يغادر عيني تيم ليقتله ليقول لها: يداك باردتان أتريدين إشعال المدفئة في غرفتك؟
قالت إيف: لا أشكرك فأنا أحب غرفتي باردة هكذا لكن هلا أشعلت المدفئة في غرفة الجلوس؟ لا نريد لأميرتنا الصغيرة أن تصاب بالبرد
نظرت لناليني بتلك الابتسامة اللطيفة لتقول لها: هيا لنمرح سويا
أمسكت بيدها بمرح شديد لتذهبا لغرفة الجلوس لعبتا قليلا و قرأت إيف لها قصة ما غفت كلتاهما على الأريكة بتعب شديد فالسير في أنحاء المدينة أثناء تساقط الثلج أمر متعب للغاية دخل لوكاس الغرفة ليبتسم لمنظرهما اللطيف قام بتغطيتهما بغطاء أزرق قاني ثقيل غادر الغرفة ليقول إيثان: أهلا بعودتك سيدي
قال لوكاس: لقد تأخرت أكثر من اللازم أسألتا عني؟
قال إيثان: أجل لقد فعلتا
قال لوكاس: من الأفضل عدم جذب الانتباه لكل هذا
صعد لغرفته ليرتاح قليلا عند الفتية الثلاثة قال تيم: لا أصدق هذا حقا تعاملك بطريقة مختلفة عنا
قال كلاوس: و لهذا بدأت تزعجني
قال تيم: هذا الصبي أريد قتله حقا
قال تيو: أنتما توقفا عن الجلبة علينا فعل المستحيل حتى لا نكشف
قال تيم: حقا كدنا نكشف اليوم فعلا
قال كلاوس: على كل ألن تنزعج لو عرفت بالأمر؟ نعرف جميعا بأنها لا تريد الاحتفال بألفيتها
قال تيو: لو عرفت أننا من خططنا لكل هذا سوف نقتل حتما
بدؤوا جميعا التفكير في كيفية تعذيبها لهم ليشعروا بالذعر الشديد دخل إيثان الغرفة ليقول: لقد وصلتها الكثير من الرسائل بهذه المناسبة لكنها أحرقتها قبل قراءتها
قال تيم: هذا يعني نهايتنا ستكون مثلها
قال تيو: لا أريد الاحتراق حتى الموت
قال إيثان: كان يجب عليكم التفكير في هذا قبل التنفيذ الآن لقد وصلت الدعوة الكثير من العائلات من أنحاء العالم
قالوا معا بصدمة شديدة: ماذا؟
هز إيثان رأسه ليصابوا بالهلع أكثر طرق الباب فجأة لتطرق قلوبهم المضطربة لتدخل إيف و هي تتثاب نظرت إليهم باستغراب شديد لتقول لهم: هذا أنتم اعتقدت أنها أصوات فئران لم تتهامسون هكذا؟
قال إيثان: أتحتاجين لشيء ما آنستي؟
قالت إيف: لا فقد أردت معرفة من أي تأتي أصوات الفئران سأذهب لغرفتي تصبحون على خير
انحنوا لها جميعا لتغادر الغرفة تنهدوا بارتياح شديد بعد عودة قلوبهم لمواقعها الأصلية قال كلاوس: اعتقدت بأنها سمعت حديثنا لقد كنت خائفا حقا
قال تيو: أتفهم شعورك حقا
قال إيثان: حسنا عليكم الذهاب للارتياح في غرفتكم سيكون لدينا أسبوع لإنهاء كل هذه التجهيزات
غادر كل منهم لغرفته في الصباح استيقظت إيف على قفزات ناليني على سريرها لتنهض و تقول لها: صباح الخير ناليني تبدين نشيطة من الصباح هذا جيد حقا لكنني متعبة قليلة لذا توقفي عن هذا رجاء
توقفت ناليني عن القفز لتنظر لإيف المغمضة عينيها و هي تتثاءب بإرهاق شديد ظهرت الكثير من الهالات السوداء أسفل عينيها لتقول لها: أتحتاجين الطبيب إيف؟
قالت إيف: لا أنا بخير فقط أحتاج لبعض النوم
قالت ناليني: حسنا سأدعك تنامين لكن عديني بأنك ستلعبين معي لاحقا
قالت إيف بمرح: أجل أعدك
أغضمت عينيها فور إنهاء جملتها غادرت ناليني غرفتها بهدوء لتغلق الباب تعجب لوكاس مغادرتها الغرفة وحدها ليقترب منها و يقول: ماذا هناك ناليني؟ ألم تستيقظ إيف بعد؟
قالت ناليني: تبدو متعبة قالت بأنها بحاجة للنوم لفترة أطول
استغرب لوكاس ذلك كثيرا نزل لغرفة الطعام حيث كان الجميع يرتب الطاولة قال كلاوس: ألم تستيقظ إيف بعد؟
قال لوكاس: تريد النوم لفترة أطول لذا لندعها تفعل ذلك
قال إيثان: حسنا الإفطار جاهز
تناولوا الطعام بمرح كعادتهم انتهوا ليستعدوا لأعمالهم اليومية و أيضا الاستعداد للحفل الكبير كانت ناليني تشعر بالملل فلا أحد منهم متفرغ للعب معها نظرت للنافذة و هي تتنهد بملل شديد حتى سمعت صوت إيف المرح يقول: صباح الخير ناليني
ركضت في اتجاهها بمرح شديد لتعانقها إيف و تدور بها قليلا ضحكتا بمرح جلستا على الأريكة لتقول ناليني: إنها الظهيرة لذا لا تقولي صباح الخير
قالت إيف بمرح شديد: آسفة لقد استغرقت بالنوم كثيرا لكن أين الجميع؟
شعرت ناليني بالارتباك لتلك النظرات و الابتسامة المشعة ليطرق الباب و يدخل إيثان و هو يحمل كومة من الرسائل ليقول: لقد وصلتك هذه الرسائل توا
قالت إيف: لا أريد أن أعرف محتواها فقط أحرقها
قال إيثان: بها رسائل تخص العمل
نهضت لتستلم الرسائل التي تخصص العمل و أمرت بإحراق الباقي قرأته بهدوء و دقة لتتنهد و تقول: لم الكثير من العمل؟ لن أستطيع البقاء برفقة ناليني هكذا
قالت ناليني: هل ستتركيني وحيدة؟
قالت إيف بحزن: لا أود ذلك لكن يجب عليّ فعل هذا
تنهدت إيف بحزن شديد لتنهض و تسير لغرفتها بدلت ثيابها و حملت حقيبة صغيرة لتغادر الغرفة انحنى لها إيثان قبل مغادرتها المنزل لتشعر بشيء من الريبة و تقول: حقا هناك شيء غريب يجري في المنزل أين هم الفتية الثلاثة و كذلك لوكاس؟ أليس من المفترض أن هذا يوم عطلته؟
نظرت لإيثان في انتظار إجابة إيثان الذي لم يحدق بعينيها حتى وضعت حقيبتها أرضا بقوة أصدر صدى في المكان ليرفع رأسه إليها تعجب من ذلك التصرف الغريب لمح نظراتها المنزعجة ليشعر بتوتر الأجواء من حوله بدأت بطرق الأرض بحذائها في انتظار مخيف فتح إيثان شفتيه لينطق بكلمات معينة ليفتح الباب و يظهر لوكاس القائل بمرح: مساء الخير
نظر لإيف الواقفة بتلك الطريقة و قربها حقيبة سفر بنية باستغراب ليقول لها: ماذا هناك إيف؟
التفتت إليه لتقترب منه بعجل و تقول له: أخبرني ماذا يجري؟
قال لوكاس بارتباك شديد و هو يرجع قدميه للخلف: لا شيء حقا ما الذي جعلك تسألين فجأة؟
قالت إيف: هذا يوم عطلتك أين كنت إذا؟ هذه ليست المرة الأولى هذا هو الحال منذ شهر تقريبا
قال لوكاس: إننا مشغولين كثيرا في العمل لم كل هذا الاشتباه المفاجئ؟
قالت إيف: تحاولون خداعي أعرف أن شيئا ما يحدث من خلف ظهري لذا عليكم البوح به سريعا
كانت إيف تبدو منزعجة للغاية من كل هذه الأمور التي لا تعرف عنها شيئا تغيرت التعابير المنزعجة على وجهها كما حال الأجواء التي أصبحت باردة فجأة أنزلت رأسها حتى لا تريهما ذلك الوجه الحزين تراجعت للخلف بخطوات هادئة حملت حقيبتها و غادرت المنزل سارت لمحطة القطارات لتنتظر وصول القطار الذي سيأخذها لوجهتها في المنزل الذي كان هادئا بسبب الأجواء التي تركتها إيف خلفها بهدوء شديد كانت تتجول في أرجاء المنزل مسببة الشعور بالندم لدى الجميع ليقول كلاوس: ربما يجدر بنا إخبارها في النهاية
قال تيو: صحيح أننا جعلناها تحزن لكن إفساد مفاجأة الجميع شيء آخر تماما
قال إيثان: تبقت أيام على الموعد لذا علينا التأكد من كل شيء سيكون بخير
قال لوكاس: متى ستعود من رحلة عملها؟
قال إيثان: في نفس يوم الحفل لكن قبله بعدة ساعات
تنهد الجميع بقلق شديد أمضوا الأيام الأخيرة في فعل الكثير لم تتصل إيف بهم و لا لمرة واحدة قبل يوم الاحتفال في قلعة وارس التي كانت سعيدة بذلك النبأ و بدأت بالاستعداد للسفر كان ويليام الوحيد الذي لا يرغب في الذهاب لذلك الحفل حاولت ليندا إقناعه بالذهاب لكنها لم تنجح في تلك الليلة كان يجلس في غرفته يحدق بالقمر و هو يحتسي كوب الشاي الذي أمامه و هو يستمع للموسيقى ليمحو تلك الذكرى التي ترواده منذ إصرار والدته للذهاب للاحتفال بألفية أكثر شخص يكرهه قلبه انزعج لتذكرها مجددا تلك الابتسامة الغامضة لا تريد مفارقة ذكراته أبدا حاول نزعها كثيرا لكنها زرعت جذورها في ذكرياته أرجع برأسه للخلف قليلا لينتبه لظل الشخص الواقف أمام باب غرفته أخرج السماعات بهدوء ليقول: من هناك؟
فتح الباب لتظهر جدته رأسها من خلف الباب لتقول بمرح: أيمكنني التحدث إليك ويليام؟
اعتدل في جلسته لتدخل و تجلس في الكرسي المقابل له أنزل ناظريه لكوب الشاي منتظرا ما ستحدثه به لتقول له: ألا تريد الذهاب للحفل معنا؟
قال ويليام: أجل لا أريد ذلك
قالت فانتين بعد صمت دام لفترة قصيرة: أعرف ما تشعر به اتجاه إيف و رغبتك بعدم رؤيتها لكنه يوم مميز بالنسبة لها ستشعر بالسعادة لرؤيتك هناك
قال ويليام و هو يحرك الملعقة الفضية داخل الكوب بهدوء: لن تفعل قالت بأنها لن تظهر أمامي مجددا و هذا جيد فلم أزعج نفسي بالذهاب إليها؟
تنهدت باستسلام لتقول: حسنا لكنك لن تبقى وحدك هنا سوف تأتي معنا لكن ليس بالضرورة القدوم للحفلة
قال ويليام: إن كان الأمر كذلك سأذهب
ابتسمت له بمرح شديد لتنهض و تغادر غرفته ذهبت لغرفة والديه لتطرق الباب سمحت ليندا لها بالدخول لتقول: ما من نتيجة جيدة أليس كذلك؟
قالت فانتين: إنه حقا عنيد كوالده تماما لا هو كفينوس تماما
قالت ليندا: حقا لا أعرف ماذا أفعل به
قالت فانتين: لا تقلقي قال بأنه سيأتي معنا طالما أنه لن يذهب للحفلة
قالت ليندا: حقا؟ هذا جيد اطمئن قلبي قليلا
قالت فانتين: ألن يحضر سام الحفلة؟
قالت ليندا: بلى لكنه في مكان بعيد قال بأنه لن يستيطع الحضور قبل الحفلة لكنه سيحضر بالتأكيد
قالت فانتين: حسنا لنرى ذلك سأذهب لمساعدة الآخرين
ابتسمت لها بمرح شديد لتغادر الغرفة و هي تفكر بأمر ويليام الذي يرفض التحدث عن المشكلة بينهما تنهدت بهدوء أنهوا جميع لوازم سفرهم ليغادروا للمدينة التي ستقام فيها الحفل كما فعلت الكثير من العائلات في يوم الاحتفال في منزل كونيل الذي بدا مضطربا قليلا لعدم عودة سيدته إليه بالرغم من انتهاء جدول أعمالها مبكرا حاول لوكاس الاتصال عليها كثيرا لكن الهاتف مغلق لسبب ما بحث الفتية عنها لكن بلا فائدة فهي تخفي هالتها المخيفة تلك كما تفعل في العادة حاولوا العثور عليها كثيرا لكن بلا أي فائدة تذكر قبل ثلاث ساعات من وقت الاحتفال اجتمعوا في غرفة المعيشة و الجميع يبدو عليه التوتر قال إيثان: الوقت اقترب كثيرا لذا عليكم بالاستعداد
قال تيم: و لم نستعد و صاحب الحفل لم يظهر بعد؟
قال تيو: لا نستطيع إلغاء الحفل بعد قدوم كل هؤلاء الأشخاص
تنهدوا للمرة الرابعة جميعا دخلت ناليني الغرفة بمرح شديد لتقول: اقترب موعد حفل عيد ميلاد إيف هذا رائع جدا
انتبهت للوجوم الذي يعلو وجوه الجميع لتقترب من شقيقها و تجلس بجواره و تقول: ماذا هناك أخي؟
قال لوكاس: لا شيء فقد نفكر في طريقة نفاجأها بها
قالت ناليني: لكنكم تبدون حزينين جدا
قال لوكاس: الأمر ليس كذلك أبدا
نهض كلاوس ليقول لها: ما رأيك أن نذهب لمكان الحفل الآن؟ سوف نقوم بالتأكد من كل شيء قبل الحفل
قالت ناليني بمرح: هذا رائع لنفعل ذلك
نزلت من الأريكة لتسير بجواره بتلك الابتسامة المرحة ليقو تيم: ربما يجدر بنا فعل ذلك أيضا
قال تيو: لكن ماذا سنفعل بشأن اختفائها المفاجئ؟
عاد الصمت للمكان لينهض إيثان فجأة بتلك الفكرة التي لمعت فوق رأسه نظروا إليه باستغراب لتلك النظرات الغير واثقة أمسك بذقنه بتفكير عميق ليقول: يوجد مكان واحد لم نبحث فيه بعد سأتحقق منه
قال تيو: و أين هذا المكان؟
قال إيثان: أرجو المعذرة لكن لا أستطيع إخباركم به
قال لوكاس و هو ينهض: حسنا نعتمد عليك في هذا إيثان سنذهب جميعا لمكان الحفل الآن
انحنى له بهدوء ليغادر الغرفة كما فعل الآخرين متجهين للسيارة حيث كان كلاوس و ناليني ينتظرانهم قاد كلاوس السيارة لمكان الحفل الذي كان في مكان بعيد عن المدينة و ضوضائها توقف أمام القلعة المهجورة دخلوها لينزلوا لقبوها الكبير و المرتب و الجميل جدا كانت تحوي على ثريات كبيرة و جميلة نقوش جميلة غطت السقف العاجي غطت جدرانها بورق أزرق سماوي داكن قليلا نقش عليها الكثير من النقوش النباتية المتداخلة لا توجد بها نوافذ لكنها تحوي لوحات طويلة عن الطبيعة وزعت الطاولات المستديرة في المكان الواسع على شكل مجموعات رباعية وضع عليها ملاءة زرقاء فاتحة وضع بوسطها زهريتان مربعتان الشكل في إحداها أزهار الأوركيدا الأرجوانية بينما في الأخرى أزهار الهيدرانجيا الزرقاء أما الكراسي فقد كانت أرجوانية فاتحة زينت أطرافها بباقات صغيرة من الأزهار ملئت الأزهار المكان برائحتها العطرة كانت ناليني تجول في المكان بمرح شديد عند عائلتي وارس و هايلون اللتين كانتا تستعدان للذهاب للحفل قالت جوليا: واثقة من أن الكثيرين سيكونون هناك فهذا حدث نادر حقا
قالت ليزا: بالتأكيد فهي أول شخص نشهد ألفيته
قالت كاثرين: لا أعتقد بأنها ستكون سعيدة لذلك نحن النساء نكره التقدم في السن كثيرا
ضحكن بمرح شديد قالت آن: أين هي ليندا؟
قالت أليسيا: لا تزال تحاول إقناع ويليام في الذهاب كما أنها بانتظار سام لا ترغب بالذهاب وحدها
قالت جوليا: أتفهم شعورها تماما فروي لم يرد الحضور لكن والده أجبره على ذلك
قالت كاثرين: حقا ما بال هذين الاثنين؟ عليهما فقط تقبل الأمور كما هي
تنهدن في وقت واحد ليبتسمن لبعضهن غادرت ليندا غرفة ويليام خائبة منزلة رأسها باستسلام حدقت بالسماء بهدوء لتتنهد و تقول بابتسامة واهنة: حقا ما عدت أفهمك ويليام
أغمضت عينيها بهدوء لتشعر بيد تأخذها لأحضان صاحبها ابتسمت بلطف لتقول: أهلا بعودتك سام
وضع ذقنه على كتفها ليقول : ما بال وجهك الحزين هذا؟ أقام ويليام بشيء ما؟
قالت ليندا: إنه فقط لا يرغب بالذهاب للحفلة
ابتعد سام عنها ليتنهد و يقول: توقعت شيئا كهذا لكن لا بأس بما أنه جاء لهنا لا داعي لذهابه للحفلة سوف نأخذه لمنزلها لاحقا بما أننا سنبقى هنا لفترة
قالت ليندا: حسنا عليك الاستعداد للحفل لم يتبقى الكثير من الوقت
ابتسم لها بمرح شديد ليفعل ذلك على الفور عند إيثان الذي كان يسير بحذر شديد على تلك الأحجار المتراصة مكونة سلم صخري سار في تلك الممرات الكثيرة ليتوقف أمام ذلك الباب الكبير يلتقط أنفاسه فقد زار كل الأبواب الموجودة في هذا المكان لكن هذه الغرفة أمله الوحيد نظر للباب ليأخذ نفسا عميقا ثم يفتح الباب بهدوء تسلل الضوء سريعا لداخل الغرفة المظلمة تماما شعر برياح هادئة تجوب المكان قلب كفه لتخرج شعلة نارية من باطنه لينير المكان الذي يسير فيه سار بهدوء في الغرفة يبحث عنها حتى وجدها جالسة في ذلك الركن ضامة ساقيها إلى صدرها واضعة رأسها به بدت كتمثال وضع هناك فهي لم تحرك ساكنا بالرغم من اضطراب الهواء في الغرفة و دخول الضوء إليها اقترب منها بهدوء لينحني لها و يقول: آنسة كونيل
لم تستجب إليه ليمد ذراعه ليهز جسدها الثابت في مكانه لكن درعا ما قد منعه من ذلك حاول تجاوزه لكنه أقوى بكثير من أن يحطم لمجرد المحاولة رفعت رأسها لتنظر إليه بتلك العيون الباردة التي لم تعرف الدفء في حياتها تفاجأ لرؤيته تلك العيون من جديد بعد كل هذه الفترة شعر بأنها جمدته في مكانه تحركت شفتاه لتذيب الجليد حوله ليقول: آنستي هل أنت بخير؟
لم تجبه بأي شيء نهض من هناك ليحاول مساعدتها على النهوض من تلك البقعة التي يبدو أنها لا تريد رحيلها اختفى ذلك الدرع ليحملها بين ذراعيه ليقول لها: سنعود للمنزل الآن
غادر ذلك المكان ليأخذها للمنزل طلب منها الاستعداد لاجتماع طارئ جلست في مكانها دون فعل شيء لبعض الوقت لتنهض و تدخل الحمام لتستحم بالماء الساخن عله يرفع درجة حرارة جسدها أنهت ذلك الاستحمام لترتدي ثوبا أسود ماثل الظلمة التي في قلبها منفوش قليلا طويل يغطي حذائها الأسود ذو الكعب المتوسط بأكمام متوسطة تبدأ من أسفل الكتف صدريته مستيقمة زينه دبوس أرجواني داكن على شكل زهرة كبيرة على الجهة اليمنى موجت شعرها الطويل لتسدله على ظهرها بهدوء وضعت تلك الأقراط اللؤلؤية الأرجوانية الداكنة نظرت لنفسها مطولا في المرآة دون معرفة الوقت الذي يمر من حولها طرق الباب ليدخل إيثان و يقول: علينا الذهاب الآن آنستي
لم تحدثه بأي شيء فقط سارت خلفه لم يشعر إيثان لهذا الهدوء القاتل المحيط بها في أجواء الحفل الصاخبة كانت جميع العائلات قد حضرت المكان و ملئته الجميع يستمتع بالطريقة التي يريدها لم تتوقف الأفواه عن التحدث بمرح في موضوع الحفل و الأعين عن ترقب حضور هذا الشخص المهم بالنسبة لهم ليس ذلك و حسب بل يعد كرئيس لهم كان الجميع متحمس حقا لهذا الحدث عند عائلتي وارس و هايلون اللتين ألقتا التحية على كل العائلات التي تعرفانها بتلك الابتسامات المرحة قال آرثر: يبدو أن الجميع متحمس لهذا الحدث كثيرا
قالت آن بابتسامة لطيفة و مرحة: بالتأكيد فهذا شرف كبير لنا حضور احتفال ألفية أحد أفراد عائلة كونيل
قالت جوليا بمرح: أنا حقا متشوقة لرؤية إيف علمت بأنها لا تعرف عن الأمر شيئا وجهها المدهوش أنا متشوقة لرؤيته كثيرا
قال ليو: أشعر بشيء مريب اتجاه أتباعها هؤلاء يبدون قلقين و مضطربين نوعا ما
قال مايك:لاحظت ذلك أيضا كما أن أحدهم مفقود
قالت ليزا: ربما هم في انتظار قدومها كما حال الجميع فهي مشغولة جدا بعملها و سفرها الذي لا ينتهي
قالت ليندا: هذا يذكرني بشخص ما
نظر سام إليها بتلك الابتسامة المرحة ليقول: ما بيدي حيلة فهذه طبيعة عملي
ضحكوا بمرح شديد عند لوكاس و الآخرين القلقين على إيف و تأخر إيثان الذي لم يتواصل معهم منذ رحيله قالت ناليني: ألم تعد إيف من بعد رحلتها؟
قال تيو: أعتقد بأنها قد عادت منذ نصف ساعة ربما يحاول إيثان إقناعها بالقدوم فهي لا تعرف أي شيء عن هذا
قال تيم: لا أعتقد بأنه سيفشل في إقناعها فهو الرقم واحد
قال كلاوس: ماذا تقصد بذلك؟
قال تيو: لقد أهدتنا إيف أشياء مختلفة و قدمت له دبوس كتب عليه الرقم واحد
شعر كلاوس بشيء من الغيرة تسري في عروقه لاحظ تيم ذلك ليبتسم له و يقول: بالتأكيد سوف تهديك شيء ما حتما لكن لا تتوقع الكثير لها ذوق غريب في اختيار الهدايا
نظر كلاوس إليه باستغراب ليرجع خصلات شعره خلف أذنه ليريه ذلك القرط الفضي بينما أشار تيو لدبوس الشعر ذاك ليبتسم بلطف لهما كان لوكاس متعجب من استمتاعهم بوقتهم بالرغم من عدم ظهور إيف حتى الآن ليقول: أنا قلق حقا ربما يجدر بي محاولة الاتصال بها مجددا
نظروا إليه بهدوء دون التعليق أو قول أي شيء نهض ليغادر الطاولة ليحاول الاتصال بها مجددا لكن لا نتيجة تعب الهاتف من شدة تكرار تلك الاتصالات الغير مجابة عاد للطاولة بعد إجبار اليأس له بالتوقف عن المحاولة قال تيو: هل أجابتك؟
هز رأسه نافيا ذلك ليجلس في مكانه بهدوء حل الصمت المكان فجأة لتتوجه الأنظار نحو الباب الكبير فذلك الحضور لا يمكن إخطاؤه أبدا ذلك الحضور الملكي أجبر الجميع عن التوقف عن كل ما يفعلونه وقفوا في استقبال أميرة هذا المجتمع الذي بالكاد يعرف عنه الأشخاص العاديون تعجب لوكاس كل التعابير الجادة التي ظهرت على وجوه الجميع لينظر لذلك الشخص الذي اصطف الجميع على شكل صفين متوازين تعجب ذلك كثيرا وقف في الصف مع الفتية و ناليني التي تحمست لاقتراب ذلك الشخص منها وقف في مكانه يحدق بالجمهور الواقف هناك دون أن يدرك سبب تجمهرهم سار بهدوء في المنتصف لينحني له الجميع كلما اقترب منهم حتى توقف نهاية ذلك الاصطفاف ليجثو الجميع على إحدى ركبتيه مخفضين رؤوسهم متمنين لهذا الشخص حياة سعيدة و مديدة بعد كل هذه المعاناة لم يفهم ذلك الشخص تماما ما يجري حوله و لم يرد أن يعرف فقلبه أظلم و لا يرغب بالحياة أكثر نهض الجميع على إشارة الرجل الواقف خلفه ليقتربوا منه تدريجيا و يهنؤه لم يعرف بما يهنؤه بكل تلك السعادة التي تعلو وجوههم حتى وقعت عيناه على ذلك الشخص الواقف بعيدا عنه بذلك الوجوم و البرود اقترب منه أشخاص يعرفونه بتلك الابتسامات المرحة و يقولوا معا: عيد ميلاد سعيد لك إيف
توسعت حدقتا عيناها لتقول بصوت منخفض يسمعونه: أنتم كنتم تحاولون مفاجأتي طوال هذا الوقت....كم أنا مغفلة
بدأت عيناها بتجميع تلك الدموع التي صدمتهم جميعا تجمعوا حولها ليقول تيو بقلق: ماذا هناك؟ أحدث شيء ما؟
قال كلاوس: أأنت بخير إيف؟
قال تيم: لم كل هذه الدموع إيف؟
[COLOR=#f1d7ac][FONT="Traditional Arabic"]غطت

Inas Fallata 03-24-2020 03:06 AM

وجهها بكفيها لتطلق ذلك الحزن مع تلك الدموع تعجبوا ذلك كثيرا استدارت حتى لا يروا تلك الدموع التي تخللت أصابعها قال إيثان: آنسة كونيل[/FONT][/COLOR]
قالت إيف بصوتها الباكي السعيد: لقد اعتقدت بأنكم بدأتم تكرهوني و لا تريدونني معكم لقد اعتقدت....
لم تستطع إكمال كلماتها فهموا جميعا السبب وراء اختفائها و تلك التعابير الباردة التي وضعت على وجهها اقترب لوكاس منها برفقة ناليني التي أسرعت في اتجاهها بمرح شديد توقفت لتنظر لإيف التي تبكي بهدوء لتقول لها: ماذا هناك إيف؟
قالت إيف: أنا سعيدة لوجودكم معي
ابتسمت ناليني بمرح لتعانقها بهدوء و تقول لها: كل عام و أنت بخير إيف
مسحت دموعها لتنظر إليهم بابتسامتها المرحة التي اعتادوا عليها ليبادلوها بابتسامة لطيفة أتى أصدقاء لوكاس ليهنؤها بمرح ليقول كين: هذا حفل كبير حقا لطفلة في الثالثة عشرة
قالت إيف و هي تنفخ وجنتيها: هذا يعني بأنني بدأت عقدي الثاني لذا أنا لست طفلة
قال كين و هو يسحب وجنتيها بمرح شديد: بلى أنت طفلة لطيفة للغاية
ترك وجنتيها اللتين احمرتا ليضحك عليها بمرح شديد قالت لوري: تبدين جميلة حقا بهذا الثوب
قالت إيف: شكرا لك أنتما أيضا تبدوان جميلتين للغاية هل ستتزوجان قريبا؟
احمرت وجنتي إيما بينما ابتسمت لوري بمرح شديد تحدثوا إليها بمرح شديد حتى بدأت العائلات بالقدوم لإلقاء التهاني كانت إيف تستمتع بمقابلة أشخاص جدد أو أشخاص لهم ذكريات معينة معها ثم بدأت بإلقاء التحية على العائلات المقربة منها حتى توقفت أمام تلك المجموعة المرحة لتقول لهم: أهلا بقدومكم جميعا
نظروا إليها بتلك الابتسامة المرحة انضمت لهم ليقموا بتهنئتها لتقول جوليا: لم نرك منذ فترة طويلة كيف هي أحوالك؟
قالت إيف بمرح: بخير كالعادة
قال مايك: يبدو أن طولك قد ازداد عما كان عليه
قالت إيف: بالتأكيد فأنا طفلة جيدة أشرب الكثير من الحليب
ضحكوا بمرح شديد قالت كاثرين بمرح: أتمنى أن تكون المفاجأة قد أعجبتك
قالت إيف: بالتأكيد حقا لقد كدت أصاب بصدمة قلبية
قال جد لويس: أراد لويس القدوم بشدة لكنه مرض فجأة لذلك بقي في المنزل
قالت إيف: كنت سأسأل عنه و زوجته أتمنى له الشفاء العاجل
قال توماس: حقا لم اخترتم مكانا كهذا للحفل؟
قال مارتن: إن لم أنسى هذه القلعة تخص عائلة كونيل سابقا
قالت إيف: أجل إنها كذلك يبدو أنك تقرأ الكثير من كتب التاريخ مارتن
قال مارتن: هذه هوايتي
قال توماس: اعتقدت أن الاهتمام بكل شيء هو هوايتك
قال مارتن: فلتعتبرها هواية ثانية
ابتسمت لهما بمرح شديد لتقول: أنتما تذكراني بتيو و تيم لا يتوقفان عن إزعاج بعضهما
قالت فانتين: حقا؟ اعتقدت بأنهما شقيقين في البداية لكنني تفاجأت عندما علمت بأنهما ليس كذلك
قالت إيف و هي تخفي ضحكتها: أين هما ليسمعا هذا؟ سوف يصابان بنوبة قلبية حتما
ضحكوا ليقول التؤامان اللذين أتيا للتو: عيد ميلاد سعيد إيف
نظرت إليهما بمرح شديد لتقول: شكرا لكما أليكس و أليس
قالا معا: جيد تتذكرين أسمائنا
قالت إيف: هذا لأنكما مزعجين نوعا ما
قالا معا بانزعاج طفولي: ماذا؟
ضحكت عليهما بمرح شديد شدت أحاديثهم أحاديث غيرها تلك الملامح السعيدة التي ظهرت على وجهها لم تفارق تلك العيون القرمزية التي كانت تراقب تحركاتها ذلك الانعكاس الذي يطفو على عينيه زاد البرود الذي حمله وجهه التفت ناحية تلك الأصوات القريبة منه المادحة في وسامته ليبتعد عن تلك البقعة شعر بشيء يمنعه من ذلك ليلتفت لصاحب اليد الذي أمسك بذراعه ليقول له: ألن تلقي عليّ التحية روي وارس؟
انحنى بهدوء لها ليقول لها: كل عام و أنت بخير
قالت إيف: ما بال كل هذا البرود؟ أهكذا ينبغي أن تكون التهئنة؟
قال روي: اعذريني رجاء
ابتسمت له بمرح شديد لتقول له: يبدو لي أنك لا تسمتع بالحفلة أبدا
لم يجبها روي بأي شيء شعر بقبضتها تغادر ذراعه بهدوء سامحة لتلك التعابير الحزينة بملأ وجهها أنزلت رأسها للأسفل لتقول: أنا آسفة للغاية أخذت شخصا عزيزا منك أنا حقا آسفة أعرف بأنني مهما اعتذرت لن يغير ذلك من الأمر شيئا لكنني لا أعرف ماذا أفعل غير ذلك
تعجب روي كثيرا من اعتذارها العميق المفاجئ ليبتسم بلطف و يقول: لا عليك فالأمر لم يكن بيدك ثم أنها من اختارت فعل ذلك أليس كذلك؟
لم تستطع إيف قبول ذلك و حسب فهي تدرك مدى أهمية ذلك الشخص له و لويليام و لعائلته لا تستطيع مسامحة نفسها فما حدث له كان بسببها رفع روي رأسها ليقول لها: حقا لا تحزني فأنا بخير و قد قررت بأن أرمي بهذا خلفي لذا لا بأس
قالت إيف: أنا حقا آسفة
ابتسم لها بمرح شديد ليذهب لطاولة العائلتين اللتين كانتا تستمتعان بوقتها كما حال الجميع عادت إيف لطاولتها الخاصة مع أصدقاء لوكاس كانوا أصخب مجموعة موجودة في المكان تلك العيون الغامضة لم تتوقف عن مراقبة كل شبر في إيف التي كانت تستمتع كثيرا بوقتها مع ضيوف الحفلة بتلك الابتسامة الماكرة ليفتح شفتيه و يقول: ستبدأ اللعبة الآن آنسة كونيل
توسعت تلك الابتسامة الماكرة و هو يحدق بعينيها الجميلتين اللتين أغلقتا فجأة من قبل شخص يراه للمرة الأولى لينزعج من ذلك وضعت إيف يديها على الكفين اللذين أغلقا عينيها بمرح شديد لتبدأ في التفكير في صاحبهما لتقول إيف: هلا قمتم بمساعدتي رجاء؟ بعض التلميحات قد تفي بالغرض
قالت إيما: حسنا نحن لا نعرف هذا الشخص
قال جوش: إنه يبدو مثل عارض أزياء من مكان ما
قالت لوري: إنه شاب وسيم للغاية
ابتسمت إيف لذلك التعليق ليقول تيو: من عائلة تعرفينها
قالت إيف: حقا؟
قال تيم: أجل
همهمت قليلا لتقول: هذا صعب للغاية
قال الشخص الغامض: لن أبعد يديّ قبل أن تعرفيني
قالت إيف و هي تنفخ وجنتيها: هذا غير عادل أبدا
قال كلاوس: أظن أنني رأيته في مكان ما من قبل
حل الصمت تاركا إيف تفكر بهدوء في هذا الشخص الذي كان يبتسم بمرح شديد قال إيثان: أتريدين أن أخبرك من يكون؟
قالت إيف: فقط الحرفين الأولين من اسمه
قال إيثان: ج . و
قالت إيف: من عائلة وارس....أذكر بأن هناك شخصا يدعى جاي وارس
أبعدت تلك اليدين كما لو أنها فتحت للكلمات السحرية رفعت إيف رأسها على الفور لترى ابتسامة جاي و تقول: لوري أنصحك بزيارة طبيب عيون هو ليس وسيما
قال جاي و هو يمسك بأنفها الصغير بأصبعيه: ماذا تقصدين بذلك؟
قالت إيف بصوتها المتغير: أنا أعتذر أنا أعتذر كنت أمازحك و حسب
ضحكوا عليها بمرح شديد ليقول لها: حقا تبدين أصغر مما توقعت هذا مزعج للغاية
قالت إيف: أنا لست صغيرة بعد الآن
قال جاي: بلى أنت كذلك آنسة كونيل الصغيرة
قالت إيف: حقا أنت تحب إزعاج الآخرين
ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: أردت إهدائك هدية ما لكنني رأيت بأنه مضيعة للوقت فقدومي وحده هدية كافية
قالت إيف: و ماذا سأفعل بعد ذلك؟
ضحكوا بمرح شديد على سؤال إيف استمتعوا بوقتهم أكثر مما كانوا يفعلون حتى فاجأت إيف الحضور بنوبات السعال المفاجئة التي صاحبتها الكثير من الدماء نهضت راغبة في الذهاب لدورة المياه فقدت وعيها قبل أن تخطو خطوتين مبتعدة عن الطاولة فزعوا جميعا لذلك الحدث خاصة الذين كانوا في قلب الحدث حملها إيثان ليغادر بها المكان لحق به أفراد عائلتي وارس و هايلون بينما قام الفتية الثلاثة بتهدئة الأوضاع قبل طلبهم مغادرة الحضور الذي لم يصدق بعد ما رآه كان أحدهم يسير بتلك الابتسامة السعيدة مغادرا ذلك المبنى و هو يقول: هذه هي إشارة البداية عزيزتي إيف
ضحك باستمتاع شديد عند إيف المستلقية على سريرها فاقدة وعيها كانت تلك الوجوه المحيطة بها قلقة للغاية قالت جوليا: لا تظهر الفحوص أي خطب بها أحدث شيء معين؟
قال جاي: لا شيء كنا نلعب فقط
قالت جوليا: ربما يجدر بنا إجراء فحص شامل لها في المشفى
قال إيثان: أرجو المعذرة لكن لا يمكننا فعل ذلك فحال عودتها لوعيها ستطلق طاقتها
صمتوا لبعض الوقت يفكرون بما سيفعلونه حتى شعروا بهالتها تملأ المكان فتحت عينيها بهدوء لتنظر إليهم و تقول: حقا هذا شيء مريع للغاية ماذا حدث؟
رفعت رأسها من الوسادة لتضع جوليا يدها على جبينها متفقدة حرارة جسدها كما تفقدت نبضها لتقول لها: أأنت بخير؟ ألا تشعرين بأي شيء غريب؟
قالت إيف: الشيء الغريب هنا هو وجودكم هنا
نظروا إليها باستغراب من كلماتها حدقت في وجوههم بتلك النظرات الباردة لتحاول إيجاد شخص واحد تعرفه لتقع عينيها على إيثان لتقول: هلا أخبرتني بالذي يجري هنا إيثان؟
قال إيثان: لقد كنا نحتفل بألفيتك منذ وقت قصير فقدت وعيك و أعدناك إلى المنزل
قالت إيف: ألفية؟ هذا غريب حقا لكن ألا تظن بأن هذا لن يأتي قبل أربع قرون إضافية؟
صدم الجميع لقولها ذلك يوجد حتما خطب ما بها طرق الباب ليدخل لوكاس و يقول: هل إيف بخير؟
نظرت إيف إليه بهدوء تحاول تحديد هويته لتقول: لا أحبذ فكرة تواجدي وسط مجموعة من الغرباء لكن حضور بشري لرؤيتي هذا مقزز للغاية
صدم لوكاس من نبرة حديثها و نظراتها التي فقدت بريقها غادر الغرفة برفقة الجميع قال مارتن: يبدو أن ذكرياتها قد عادت لأربع قرون سابقة
قالت لوسي: هذه الأمور لا تحدث فجأة تلك السقطة لم تكن قوية لتفقدها ذكرياتها
فكر الجميع بصمت حتى سمعوا الخطوات السريعة على الدرج تفاجؤوا لظهور إيف بتلك الملامح المنزعجة انتبهت لهم لتبتسم بمرح و تقول: لم أعرف بقدومكم معنا للمنزل
لم يعرف أي منهم بما يعلق على تغير شخصيتها المفاجئ نظروا لبعضهم بحيرة أكبر من السابق اقترب إيثان منها ليقول لها: أأنت بخير آنستي؟
قالت إيف بتلك الابتسامة التي لم توحي بالخير أبدا: أجل أنا بخير فقط أردت الحديث مع أربعتكم
بلع الفتية ريقهم بخوف شديد ابتسمت إيف لهم بمرح شديد لتغادر برفقتهم لغرفة قريبة أغلقت الباب خلفها بهدوء لتقول: إذا أخبروني من صاحب هذه الفكرة المريعة؟
نظر الفتية لبعضهم بهدوء شديد كما لم يحرك إيثان ساكنا منتظرة إجابة منهم ليقول تيو: أنا صاحب هذه الفكرة
قالت إيف: لا أظنك وحيدا تيو أليس كذلك؟
قال تيم: أنا أيضا مشترك في ذلك
قال كلاوس و هو ينزل رأسه بهدوء: أنا أيضا
قالت إيف: هل لديكم أذان تسمعون بها؟ لقد قلت ألف مرة مرارا و تكرارا أنا لا أريد الاحتفال بهذا اليوم الكئيب لماذا تجاهلتم ذلك؟ أتود الإجابة عن هذا إيثان؟
قال إيثان: في الواقع لقد أردنا الاحتفال في مجموعة صغيرة في المنزل لكن بدأت تأتينا رسائل بشأن ألفيتك لذلك قمنا بتغير الخطة قليلا[/RIGHT][/RIGHT]
قالت إيف: المشكلة ليست في العدد بل الموضوع نفسه أنا حقا لا أحب هذا اليوم و لم أصدق بأنني توقفت عن تذكره لكن
بفعلتكم هذه جعلتم الأمور أسوأ مما كانت عليه من قبل أشكركم على اهتمامكم البالغ بي لكنني حقا لا أريد الاحتفال بهذا اليوم بعد الآن
غادرت الغرفة دون أن تسمح لهم بتبرير أنفسهم أكثر هذا اليوم يحمل العديد من الذكريات المؤلمة بالنسبة إليها عادت لغرفة الأفراد القلقين عليها لتقول: آسفة جدا لكن هلا أخبرتموني ماذا تفعلون هنا؟
قالت جوليا: ألا تذكرين ما حدث في الحفل؟
نظرت إيف إليها باستغراب لتحاول تذكر اللحظات الأخيرة في الحفل نظرت إليهم لتقول بمرح: لا داعي للقلق فهذا يحدث كثيرا لي
قالت لوسي: لكن فقدانك ذكرياتك بالتأكيد ليس كذلك
قالت إيف: حقا لا داعي للقلق
قال توماس: من الصعب عدم القلق عليك في مثل هذا الوضع
أرادت إيف المجادلة أكثر لكنها شعرت بالعالم يدور من حولها فجأة حرارتها بدأت بالارتفاع كادت أن تفقد توازنها لكنها لم تفعل رسمت ابتسامة لطيفة على شفتيها لتقول: حقا لا تقلقوا عليّ لابد أنه كان يوما متعبا بالنسبة لكم لذا عودوا لمنزلكم لتأخذوا قسطا من الراحة....إيثان رجاء أرشد ضيوفنا للباب
غادرت الغرفة بهدوء لتصعد الدرجات بتثاقل فهي بالكاد ترى أمامها وصلت لغرفتها لتستلقي على السرير طلب إيثان من الضيوف المغادرة بأدب ليفعلوا ذلك وسط شعورهم بالقلق المميت
https://up.arabseyes.com/uploads2013...2540693852.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حالكم أحبتي؟ هل انتظرتم طويلا لهذا الفصل؟ آسفة لتأخري من جديد لديّ خبر محزن ربما عليّ فقط لأنني سأفترق عنكم قريبا أنا حزينة لأنني لم ألقى تلك الأراء التي انتظرتها لبعض الوقت لكن لا بأس بذلك الفصل القادم سيكون الأخير بإذن الله لذا كونوا متشوقين للأحداث الأخيرة للقصة حتى ذلك الوقت في أمان الله أعزائي
https://up.arabseyes.com/uploads2013...5406941364.png
[/ALIGN][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/FONT][/COLOR][/ALIGN][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/FONT][/COLOR]

Inas Fallata 03-24-2020 03:07 AM

[ALIGN=CENTER]


https://e.top4top.net/p_195j8hi1.png
بعد يومين أعلنت إيف مريضة رسميا لم ترد لأحد القدوم لزيارتها و رؤيتها بهذا المنظر الفظيع في ذلك اليوم اشتد حالها سوءا كانت ناليني خائفة من الدخول لغرفتها كما حال لوكاس الذي لا يعرف نوع المرض الذي تعانيه دخل تيو غرفتها ليقول: لقد أحضرت لك الغداء إيف
اعتدلت في جلستها قليلا واضعة الوسادة خلف ظهرها لتقول بتلك الابتسامة الواهنة: شكرا لك تيو لكنني لا أعتقد بأنني أستطيع تناول أي شيء
بدأت بالسعال بشدة واضعة منديلا أبيض قد تلوث بالحمرة التي ألمت تيو كثيرا لرؤيتها ألقته في سلة المهملات أعادت برأسها للوسادة لتغمض عينيها و تقول: هل ناليني بخير؟
قال تيو: أجل هي بخير كذلك جميعنا لا تقلقي علينا
انتبه تيو للخطوط الزرقاء الداكنة العريضة التي لفت معصمها انتبهت لتحديقه بها لتغطيه بهدوء و تقول: لا داعي للقلق سأتحسن قريبا
قال تيو: عليك ذلك
ابتسمت له ليغادر الغرفة أخبر إيثان بأمر تلك الخطوط ليثير قلقا أكبر مما كان عليه شعروا فجأة باختفاء هالتها من المنزل ليقول كلاوس: لقد غادرت إيف غرفتها
قال تيم: أتريد هذه الفتاة الموت حقا؟
قال إيثان: يجدر بنا البحث عنها سريعا قبل أن تسوء حالتها
تفرقوا ليبحثوا عنها عند ناليني التي كانت تسير قرب مدخل المدرسة عائدة للبيت أوقفها رجل ما قائلا: أنت قريبة إيف أليس كذلك؟ لقد طلبت مني أخذك للمنزل
نظرت ناليني إليه بارتياب شديد لتقول له: إيف فعلت ذلك؟
قال الرجل: أجل لقد فعلت
قالت ناليني: لكنها طلبت مني عدم التحدث مع أي أحد لا أعرفه لذا سأفعل ذلك
انحنت له بهدوء لتكمل طريقها متجاوزة له انزعج لذلك ليخرج من جيبه ذلك المنديل المشبع بمادة مخدرة ليقترب منها بهدوء شديد و يضعه على فمها و أنفها حاولت المقاومة لكنها لم تستطع ذلك أحال بينهما ظهور إيف لتعانق ناليني و تبتعد عن الرجل قليلا نظرت إليه بنظرات غاضبة منزعجة لتقول: لا تجرؤ على الاقتراب منها مجددا سوف أقضي عليك حتما
ضحك الرجل بمرح شديد و هو ينظر إليها وجنتيها محمرتين أنفاسها غير منتظمة حرارتها مرتفعة بالكاد تستطيع الوقوف ابتسم لها بمرح شديد ليقول: هذه هي البداية فقط إيف كونيل سوف تندمين كثيرا
اختفى الرجل من هناك لتفقد إيف توازنها اقتربت ناليني منها نظرت إليها بتلك الابتسامة المرحة لتقول لها: أأنت بخير أميرتي الصغيرة؟
قالت ناليني: أجل أنا بخير ماذا عنك؟
قالت إيف: أنا أيضا بخير يجدر بنا العودة للمنزل
عادت إليها تلك النوبة لتبدأ السعال بشكل مفزع للغاية نهضت لتتوارى عن أنظار الناس بدأت ببصق تلك الدماء على الأرض مشكلة بقعة كبيرة خافت ناليني كثيرا من رؤيتها في ذلك المنظر لم تعرف ماذا تفعل لتساعدها بدأت الدموع تتجمع في عينيها التفتت على صوت كلاوس الذي ناداها بهدوء اقترب منها لترتمي بين أحضانه و تقول: أرجوك ساعد إيف إنها مريضة جدا
أخفى وجهها بين أحضانه لينظر لإيف بقلق شديد ربت على رأسها محاولا تهدئتها ليقول: لا تقلقي سنعود للمنزل الآن
نظر لتيم الواقف خلفه يلتقط أنفاسه اقترب من إيف ليحملها لم يستطع التغاضي عن حرارتها المرتفعة بشكل مخيف ليقول لها: سنعود للمنزل الآن سأتصل على طبيب فور عودتنا
قالت إيف و هي تنظر إليه بعينيها الضعيفتين: لا تفعل ذلك سيزيد الأمور سوءا سأكون بخير قريبا
قال تيم: هذا ما تقولينه منذ أسبوعين
ابتسمت له بحزن شديد ليبعد عينيه عنها فقد فقد أعصابه فجأة و لم يستطع منع نفسه من رفع صوته عليها اعتذر لذلك ليعودوا للمنزل أخذت غفوة عميقة حال وصولهم لم يجرأ أحد على إيقاظها فهذا نادر الحدوث مضى وقت النهار سريعا ليحل الظلام و ترتدي السماء حلتها البهية عاد لوكاس للمنزل ليرى الهدوء يحله فالجميع نائم في مثل هذا الوقت المتأخر أثناء ذهابه لغرفته انتبه لإيف الجالسة في الحديقة تفاجأ ذلك ليعاود النزول و يتوجه للحديقة رأها تحدق بالقمر بتلك النظرات الوحيدة الفارغة اقترب منها ليخلع معطفه الدافئ و يغطيها به ملابسها رقيقة للغاية قد تسوء حالتها و تصاب بالبرد رفعت رأسها لتنظر إليه بتلك العيون التي سارعت في الابتسام له لتقول: أهلا بعودتك للمنزل لوكاس
ابتسم لها ليقول لها: ماذا تفعلين هنا؟
قالت إيف: أحدق في القمر يبدو جميلا هذا اليوم
رفع رأسه ليحدق بالهلال المختفي خلف الغيوم السوداء الكثيفة ابتسم بهدوء لذلك الانعكاس الذي ظهر على عينيها وضع يده على جبينها ليقول: لا تزال حرارتك مرتفعة سأخذك لغرفتك
قالت إيف: ليس الآن أريد الحديث معك أكثر
ابتسمت بلطف شديد ليبادلها الابتسامة حضر أكواب شاي لهما ليجلسا في الحديقة و يحتسياه بهدوء قالت إيف بعد الرشفة الأولى: ليس سيئا
قال لوكاس: أعتذر إن لم يكن مثل شاي تيم
قهقهت بمرح شديد لتقول: لم أقصد ذلك أبدا
قال لوكاس: إن ذلك مكتوب على جبينك
ابتسم لها بمرح شديد أخبرها بما فعله اليوم بالأعمال و الأحداث التي جرت معه كان سعيدا برؤيتها تبتسم من جديد عادت إيف لغرفتها بعد شكرها لوكاس على قضاء الوقت معها جلست على طرف السرير تفكر فيما قاله ذلك الرجل شعرت بالانزعاج كثيرا لتقول بصوت منخفض: عليّ فعل شيء ما
نهضت لتغادر غرفتها نزلت الدرجات لتذهب لتلك الغرفة التي أوصدت بابها بتعويذة لا يعرفها عداها دخلتها و أوصدتها من جديد كانت الغرفة مظلمة للغاية أضاءت قواها تلك الخطوط الكثيرة و الغريبة و الأشكال المختلفة التي تملأ الغرفة باللون الأزرق الفاتح وجدت مكتبة كبيرة مليئة بالكتب وضعت مقابل الباب كانت الغرفة واسعة نوعا ما اقتربت من تلك المكتبة لتخرج مجموعة من الكتب لتضعها على الطاولة القريبة منها بدأت بالسعال لتأخذ نفسا عميقا لتبدأ بتصفح تلك الكتب لسبب ما في الصباح استيقظ الجميع ليستعدوا ليومهم الجديد في غرفة الطعام التي بدت كئيبة طرق الباب لتدخل إيف و هي تتثاءب بنعاس شديد لتقول: صباح الخير جميعا
تفاجؤوا كثيرا لرؤيتها مستيقظة في هذا الوقت بينما بدأت الغرفة تستعيد نشاطها جلست في مكانها بهدوء لتقول لها ناليني بمرح: صباح الخير إيف
قالت إيف: استيقظت باكرا في يوم عطلتك
قالت ناليني: لقد اعتدت على ذلك
قال تيم: ألا بأس بمغادرتك السرير؟
قالت إيف: لم تسأل؟ ألا تريد تناول الطعام معي؟
قال تيم: لم أقصد ذلك أبدا
ابتسمت له بمشاكسة لتنظر للمائدة بمرح و تقول: يبدو أنني سأتناول الكثير
قال تيو: تناولي بقدر ما تشائين
نزلت ناليني من مقعدها المجاور لمقعد لوكاس و كلاوس لتجلس فوق إيف بمرح شديد قال لوكاس: ناليني تعرفين أن إيف متعبة
قالت ناليني: سأتناول فطوري هنا
قالت إيف: حسنا أيتها الأميرة بما تريدين أن تبدأي؟
كانتا تستمتعان بوقتهما كثيرا و هما تتحدثان مع بعضهما و مع الأفراد الآخرين شعر الجميع بالمرح يتجول في أرجاء المنزل من جديد جلست إيف تسرح شعرها بهدوء لتبدل ثيابها و ترتدي بلوزة قطنية بأكمام طويلة سوداء منقطة عليها صورة قطة بيضاء يصل للركبة و بنطال أزرق طويل و حذاء أبيض رياضي رفعت شعرها للأعلى سارت بهدوء على الدرج لترى ناليني في انتظارها ابتسمت لها بمرح شديد لتقول: تبدين متحمسة للغاية ناليني
قالت ناليني بمرح: أجل بالتأكيد
ضحكت على ردها السريع و الطفولي بمرح شديد كانتا تتحدثان حتى قاطعهما لوكاس بوضع ذلك الوشاح الأبيض حول عنق إيف التي تفاجأت من ذلك لتقول له: ما المناسبة؟
قال لوكاس و هو يضع جبينه على جبينها: لا نريدك أن تصابي بأي مرض غريب آخر لذا ابقي دافئة
ابتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل قال إيثان: ستمطر السماء هذا اليوم لذا رجاء خذوا هذه المظلة
قالت إيف: يبدو أنها ستكون ليلة عصيبة
أعطاهم إيثان تلك المظلة الأرجوانية الكبيرة حملته إيف لتبتسم لإيثان الذي انحنى لها بهدوء غادرت المنزل برفقة ناليني و لوكاس ذاهبين لمهرجان قد أعلن عنه منذ أيام قليلة وصلوا لمكان المهرجان الذي كان قد زين بأجمل الأشياء الأجواء الباردة لم تمنع الناس من الاستمتاع بوقتهم هناك قالت إيف: يبدو أن الجميع يستمتع بوقته
قالت ناليني و هي تمسك بيد إيف تشير لمكان ما: دعينا نذهب لهناك
نظرت إيف للمكان الذي أشارت إليه كان محلا صغيرا يقدم جوائز لرمي الكرات على الأهداف ذهبوا لهناك أعطاهم الرجل عدد من الكرات ليقول لوكاس: إذا علام تريدين الحصول ناليني؟
نظرت ناليني للجوائز الموضوعة على الرفوف بحيرة لتشير لتلك الدمية الجميلة ترتدي ثوبا أحمرا منفوش و قبعة بيضاء قال لوكاس بمرح: حسنا عديها لك
قالت إيف: لا تتفاخر كثيرا و إلا فلن تفوز أبدا
قال لوكاس: أنا حقا واثق من نفسي كثيرا
قالت إيف: حسنا لنرى ما ستفعله ثقتك بنفسك
ابتسم لوكاس لها بمرح شديد ليحمل إحدى تلك الكرات الزرقاء الصغيرة ليقوم بتصويبها على تلك الأهداف المتحركة أصابها جميعا لتصفق إيف بدهشة بينما سعدت ناليني بالجائزة التي حصلت عليها قالت إيف: أنت بارع حقا لم أتوقع ذلك أبدا
قال لوكاس: لقد أخبرتك
ابتسمت له بمرح شديد تجولوا في المكان و انتقلوا من لعبة لأخرى استمتعوا بوقتهم كثيرا حتى بدأت السماء تمطر بغزارة بدأ الجميع يهرع لمكان يحتمي به من المطر أخرجت تلك المظلة لتقول ناليني و هي تفرك عينيها: هل سنعود للمنزل الآن؟
كانت إيف تحملها لتقول لها: بالتأكيد فالمطر غزير بشكل مريب
وضعت ناليني رأسها على كتف إيف لتغمض عينيها قال لوكاس: يبدو أنها تعبت من اللهو
قالت إيف: حقا الأطفال لديهم طاقة كبيرة
ابتسمت بهدوء وصلوا للمنزل لتضع إيف ناليني في سريرها بينما استحمت و بدلت ثيابها جلست في غرفة المعيشة مع الآخرين قال تيم: أردت القدوم معكم حقا
قال تيو: المتعة تفوتنا دائما
قال لوكاس: بإمكاننا الذهاب غدا إن تحسنت الأجواء
قالا معا بحماس: هذا رائع
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد لتنظر إيف لكلاوس الهادئ بينهم لتقول له: ألا تريد الانضمام إلينا كلاوس؟ سيكون ذلك ممتعا حقا
نظر كلاوس إليها بهدوء يفكر في شيء ما لتبتسم له بمرح شديد و تقول: يمكنك الاستمتاع بوقتك كما تشاء
شعر كلاوس بشيء من الاحراج كما لو أنها قرأت أفكاره ابتسمت له بلطف شديد رن هاتفها لتنهض و تغادر الغرفة رفعت الخط لتقول: مرحبا
لم يجب المتصل لتستغرب ذلك سمعت أصواتا غريبة بدت كعزف آلات موسيقية لحنها الغريب دخل أذنها ليمس كيانها المضطرب أنزلت رأسها بهدوء دون قول شيء ما ضحك المتصل بشيء من الهيستريا ليغلق الخط رأها إيثان تقف بهدوء في الممر اقترب منها ليقول: أأنت بخير آنستي؟
رفعت رأسها لتنظر إليه بهدوء تداركت شيء ما لتقول: أخبرني أتعرف أين هو العم ألفريد؟ أأنت جديد هنا؟
علامات التعجب ملئت وجهه و هو ينظر لوجهها الفاحص البريء شعرت بشيء من الدوار لتستند على الجدار انزلقت عليه لتصل إلى الأرض و تبدأ بالسعال خرج لوكاس من الغرفة ليستغرب جلوسها على الأرض بتلك الطريقة جلس بالقرب منها ليقول لها: هل أنت بخير إيف؟
لم تستطع الكلام شعرت بأنفاسها تنفذ منها ظهرت تلك الخطوط على وجهها ليعتري الجميع القلق أبعدت لوكاس عنها لتحاول النهوض شعر الجميع بتلك الهالة المخيفة التي بدأت في الانبثاق فقدت وعيها بعد ذلك أخذها لوكاس لغرفتها حرارتها تزداد مع مرور الوقت ليقول: لم لا يمكننا أخذها للمشفى؟ حالتها تسوء أكثر فأكثر
قال تيو: و هل تعتقد أنه برأيك أن طبيبا عاديا قد يستطيع علاج ذلك؟
ذلك التعليق أعاده لأرض الواقع لفترة نظر لوجهها الخالي من أي تعابير عند عائلتي وارس و هايلون قلقهم لم يزال كما حال باقي العائلات التي شاهدت ذلك الشيء المروع الذي حدث لها قالت جوليا: أنا قلقة للغاية ربما يجدر بي الذهاب
قال ليو: تعرفين بأنها قد حظرت ذلك لذا لا جدوى من ذهابك
قالت جوليا: لا أستطيع الجلوس هكذا و رؤيتها تعاني
قال آرثر: جميعنا قلقون عليها لكنها تحب فعل كل شيء بنفسها
قال سام: كما أنها رفضت لقاء كل الأطباء الذين قدموا لرؤيتها
تنهدوا بقلق شديد في مكان بعيد عن كل هذه العيون القلقة كان شخص واحد يستمتع بكل هذا ليقول: هذا ما يحدث عندما تتجاهليني لكن القادم أسوأ
ضحكاته المستمتعة أحدثت ضجة كبيرة في ذلك المكان عند إيف التي كانت تجلس على سريرها تائهة الأفكار رفعت رأسها لتنظر للوكاس القلق بشأنها لتقول: أعتذر لكن هلا طلبت من إيثان و الآخرين القدوم؟ أود التحدث إليهم في شيء ما
نهض لوكاس من كرسيه ليقول: سأفعل لكن لا ترهقي نفسك
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر الغرفة أخبر إيثان بما قالته ليجتمعوا في غرفتها نظرت إليهم بهدوء تلك الملامح الجادة علت وجوههم منتظرين ما ستقوله لهم لتتنهد و تقول بتلك النبرة الجادة: إيثان أعلن للجميع موت إيف كونيل
نظروا جميعا إليها بصدمة بالغة ليقول تيو: ماذا؟ لم هذا فجأة؟
قال تيم: يبدو أن المرض أصابك بالجنون
قالت إيف: الجنازة ستكون بعد ثلاث أيام احرص على إخبار جميع العائلات بذلك بما فيهم عائلتي وارس و هايلون
قال إيثان: هل لي بمعرفة السبب وراء ذلك آنسة كونيل؟
نظرت إيف إليه بنظراتها الباردة لتقول: أظن بأن أوامري مطلقة
انحنوا لها بهدوء شديد ليغادروا الغرفة توزعوا لإخبار العائلات بذلك بالرغم من أنهم يرغبون في معرفة السبب وراء ذلك الإعلان المفاجئ و الكاذب صدمت الكثير من العائلات بذلك بينما حزنت أخرى في يوم الجنازة اجتمعوا جميعا لرؤيتها للمرة الأخيرة في ذلك التابوت الأسود جثتها الباردة جعلت الكثير يدمعون وضع الجميع لها أزهارها المفضلة لم تتوقف الدموع عن النزول و لا الصيحات عن العلو كانت فانتين و جوليا حزينتين للغاية مصدومتين للخبر المفاجئ قال ليو: ربما يجدر بنا الذهاب للمنزل
قالت جوليا: دعنا نبقى لبعض الوقت
قال ليو: بإمكانك البقاء هنا؟
هزت رأسها موافقة بالإيجاب و هي تمسح الدموع من وجنتيها في الصف الأمامي كان أتباعها يجلسون بتلك التعابير الجامدة على وجوههم بالإضافة للوكاس الذي لم يحرك أي عضلة في وجهه كانت ناليني تجلس بالقرب منه و هي لا تعرف ما يجري من حولها نظرت لوجه أخيها لتقول بهمس: ماذا هناك أخي؟
التفتت إليها ليبتسم بلطف و يرفع خنصره ليذكرها بشيء ما ابتسمت بمرح شديد شعرت بالملل يسكنها لتغمض عينيها و تضع رأسها على كتف لوكاس الذي ربت على رأسها بهدوء انتهى الجميع من إلقاء نظراته الأخيرة عليها ليغلق إيثان التابوت بهدوء ليرفع رأسه لذلك الشخص الذي وقف هناك ينظر للتابوت بتلك الابتسامة السعيدة الواسعة ليقول بصوت منخفض: هذا جزاء ما فعلته بي إيف كونيل سأحتفل هذا اليوم بالتأكيد
كادت ضحكاته المكتومة تنفجر وسط ذلك الجمهور الحزين رفع رأسه لذلك المنجل الأسود المخيف الذي وضع على رقبته نظر الجميع بصدمة لتلك الفتاة التي كانت ترتدي ثوبا منفوشا أسود اللون يحمل الكثير من النقوش و معطفا حريريا أسودا بقبعة كبيرة غطت رأسها بدأ العرق في التصبب من جبين ذلك الرجل ليقول: ماذا تفعلين يا هذه؟ أبعدي هذا الشيء عني
رسمت ابتسامة خبيثة على تلك الشفاه الوردية الصغيرة لتقرب منجلها أكثر منه و تقول: لم؟ أتخاف الموت؟
ذلك الصوت جعل الجميع يفتح عينيه بصدمة كبيرة خاصة ذلك الرجل الواقف هناك ابتعد عن المنجل بسرعة ليفتح ذلك التابوت و يرى الجثة الممدة هناك ليعيد بعينيه لتلك الفتاة التي أبعدت ذلك الغطاء عن وجهها لتظهر ملامحها صاحبة شعر أسود قصير و عينين إحداهما زرقاء داكنة و الأخرى أرجوانية حملت ختما ما وقف الجميع في دهشة كبيرة عض ذلك الرجل على شفتيه لتقول: ماذا؟ ألم تعجبك اللعبة التي بدأتها؟
قال الرجل بصوت منخفض: كيف هذا؟ مستحيل أن تكون قد نجت من هذا
قلبت إيف منجلها في الهواء لتقربه من عنقه من جديد لكنه اختفى ليظهر من خلفها محاولا الهجوم عليها لكنها استطاعت الفرار منه لتقول له: لا مشكلة لدي في لعبة الكر و الفر
تلك الابتسامة التي ظهرت على وجهها أشعرت الجميع بالخوف الشديد رفعت ذلك المنجل الكبير لتقوم بشطر المكان لنصفين ظهر ضوء أعمى أبصار الجميع فتحوا أعينهم ليصدموا باختفاء كليهما قال كلاوس: هذا سيء ربما ما كان يجدر بنا تركها تفعل ذلك
قال تيو: حتى لو لم نوافق ستفعل ذلك
قال كلاوس: لكنها أخذته لعالم الشيويكوريس
قالت جوليا التي كانت تجلس خلفهم: ماذا؟ أفقدت عقلها؟
قالت فانتين: على أي حال ما تفسير كل هذا؟
قال إيثان الذي وقف أمام الجميع ليهدئهم و يقول: لقد فعلت الآنسة كل هذا للإمساك بهذا الشخص فقد كان السبب وراء حالتها الصحية السيئة نعتذر بشدة إن كانت قد بالغت في الأمر قليلا
انحنى لهم بعمق شديد كما فعل البقية قالت آن: ألا يجدر بنا القيام بأي شيء بشأنها؟
قال لويس: لا أعتقد بأنه بإمكان أي شخص فتح باب ذلك المكان
قال آرثر: هذا صحيح لكن لدينا من يعرف ذلك
نظر لتوماس الذي كان يبتسم منذ بعض الوقت ليقول: حتى و إن فعلت ذلك المكان خطير للغاية و لا نعرف أي هي بالتحديد
ظهرت هالتها المخيفة لتصمت جميع من في ذلك المكان انحنوا جميعا لنهوضها من ذلك التابوت نظرت إليهم جميعا لتقول: آسفة لأنني سببت الكثير من المتاعب للجميع لكن لم أجد طريقة أخرى....
لم تستطع إكمال كلماتها بسبب تلك الجروح التي غطت جسدها و حالتها الصحية زادت الأمور سوءا رفعوا رأسهم على صوتها المتألم تفاجأ إيثان من رؤية تلك الجروح ليأخذها للمنزل عاد الجميع لمنازلهم قلقين يريدون معرفة أي شيء عنها مضى أسبوع قلق للغاية حتى صباح ذلك اليوم الذي بدأ الجميع في زيارتها تهنئة باستعادتها لصحتها امتلئت غرفتها بأنواع الهدايا و الأزهار كانت جوليا تجلس بجانبها و هي تقول: كدت أموت من الرعب لا تفعلي هذا بي مجددا
قالت إيف: أنا حقا آسفة جوليا لكن الأمر ليس بيدي
قال سام: جيد أنك استعدت صحتك
قال السيد هايلون: حقا عدم وجودك في المكان يسبب اضطربا كبيرا
ابتسمت له بمرح شديد تحدثت مع التؤامين اللذين لم يتوقفا عن طرح الأسئلة و رواية مغامراتهما كانت الأجواء دافئة للغاية معهم في منزل العائلتين كان ويليام يقرأ كتاب ما جالس بالقرب من المدفئة التي تحاول إشعال الدفء في قلبه طرق الباب ليدخل روي و يقول: صباح الخير
قال ويليام: صباح الخير....اعتقدت أنك ذهبت معهم
قال روي: لم أفعل لكنني ذاهب بعد قليل
قال ويليام: حسنا ماذا هناك؟
قال روي: سأخذك معي
نظر ويليام بنظرات مستفسرة بغباء له أغلق الكتاب ليضعه على الطاولة و يكتف يديه بانزعاج شديد ظهر على وجهه ليقول: لقد قلت سلفا بأنني لن أقابل هذا الشخص مهما حدث لذا رجاء لا تزعجني بسيرتها أبدا
قال روي: حقا إلى متى تريد البقاء هكذا؟ تعرف بأن هذا لا يغير شيئا أبدا
قال ويليام: لا أعرف ما الهراء الذي قالته لك و لا أهتم حقا لذا دعني و شأني
تنهد روي و قال: هناك شيء أريدك أن تعرفه عن فينوس و هذا الشيء أنا أيضا لا أعرفه هي الوحيدة الذي تعرفه لذا هلا أتيت برفقتي لمعرفته؟
صمت ويليام لذكره لعمته الحبيبة أنزل برأسه بحزن و استسلام شديدين ليقول بصوت منخفض سمعه روي: سوف أذهب فقط لأجل عمتي
ابتسم له بهدوء ليغادر غرفته بعد تحديد موعد الزيارة عند إيف التي كانت تجلس مع الآخرين تسمتع إليهم يتحدثون بمرح شديد و هي تراقبهم حتى لاحظت تحديق لوكاس بها لتقول: ماذا هناك؟
قال لوكاس: لا شيء تبدين مختلفة نوعا ما
قالت إيف: هاه؟ مختلفة ماذا تقصد؟
قال تيم: أجل تبدين هادئة على غير العادة
قالت إيف: أريد توفير الطاقة لوقت لاحق
قالت ناليني: كي نستطيع الخروج معا من جديد
قالت إيف بمرح: أجل لنفعل الكثير من الأشياء الممتعة معا
انضمت إلى أحاديثهم الممتعة حتى قرع الجرس ذهب إيثان ليتفقد الزائر في هذا المساء أفزعتهم إيف باختفائها المفاجئ فور فتح باب الغرفة دخل روي و ويليام نظر الشابين إليه بشيء من الانزعاج بينما رحب لوكاس بهما ليقول روي: أين هي إيف؟
قال ويليام: لقد هربت مجددا هذا مزعج حقا ربما لم يجدر بي الموافقة
قال تيو: رجاء لا تتحدث بفظاظة عنها فهي تفعل كل هذا لأجلك
لم يهتم ويليام بالتحدث إليه أكثر فرض الصمت نفسه كي لا تحدث أمور سيئة بعد مرور نصف ساعة نهض ويليام ليقول: كنت أعرف بأنها فكرة سيئة
قال روي: علينا الانتظار لبعض الوقت
قال ويليام: أعرف بأنها لن تأتي طالما أنا موجود فقد قالت بأنها لن تظهر أمامي مهما حدث
قال روي: متى قالت ذلك؟
قال ويليام: منذ فترة
قال تيم: حقا ما الذي يجعلها تهتم لهذا الطفل المزعج؟
قال ويليام: الأمر ذاته يعود إليك
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد الحقد بينهما يضيق الغرفة الشرارات لا تزال تتضارب حاول إيثان تهدئة الأجواء حولهما لكنه لا يستطيع تطور الأمر لشجار جسدي قال تيو: تيم تعرف أن إيف لن تحب رؤية هذا سوف تأخذك للمشفى حقا
قال تيم: لا أهتم وجود هذا الشخص هنا يثير أعصابي ربما سأقتله حقا
قال ويليام: رجاء لا تضحكني شخص مثلك لا يستطيع التحرك بلا أوامر تلك المزعجة لن أهزم من قبلك أبدا
قال لوكاس: عليكما أن تهدأ قليلا لا تنسيا بأنكما لستما الوحيدين هنا
نظر ويليام إليه بشيء من الانزعاج لم يعرف لوكاس بما يجيب على تلك النظرات الغريبة قال تيو: بما أن الآنسة لن تعود ربما يجدر بكما القدوم في وقت آخر
قال روي: أعتقد ذلك أيضا
نهض ليغادرا الغرفة برفقة إيثان الذي أرشدهم لباب المنزل صعدوا السيارة التي أتوا بها هنا عند إيف التي كانت تراقب الأوضاع من بقعتها المفضلة لتقول في نفسها: لماذا قد أتى لرؤيتي؟
أغمضت عينيها لتستمع لتلك الرياح التي حملت مشاعره المتضاربة في داخله كان يحدق بالسماء من نافذة السيارة التي كان روي يقودها بهدوء مرت تلك الذكرى أمام عينيه من جديد ليعض شفتيه أغمض عينيه عل عقله يتوقف عن إعادة ذلك الشريط كان روي يراقبه بهدوء يحاول معرفة ما يفكر به و السبب وراء ذلك الكره العميق لها وصل للمنزل ليغادر ويليام السيارة تفاجأ بقطرات المطر التي تساقطت على وجهه ليرفع رأسه و يحدق بالسماء التي ملئتها الغيوم الماطرة تلك التعابير الوحيدة التي وضعه على وجهه جعلت روي يحدق به ليقول في النهاية: علينا الدخول قبل أن نصاب بالبرد
أنزل ويليام رأسه ليقول له: سأذهب لمكان ما بإمكانك الدخول بدوني
قال روي: إلى أين أنت ذاهب في هذا الوقت؟
لم يجبه ويليام ليبدأ بالسير مبتعدا عن المكان سار بهدوء وسط الأمطار التي تحاول غسل آلامه و أحزانه شد انتباهه توقف المطر عن التساقط شعر بذلك الدرع الذي يحيط به ليحميه من المطر انزعج كثيرا ليقول بصوت منخفض: تحاولين الهرب دائما و تقومين بحمايتي ألا تعتقدين بأن هذا تناقض في شخصيتك؟ هذا مزعج للغاية
صدم عقله لخروج تلك الدموع من عينيه اللتين أطاعتا قلبه الحزين ملأ ذلك الحزن كيانه كاملا لم يستطيع منع تلك الدموع من الخروج أكثر تذكر عمته التي استمعت لكل أحزانه و آلامه وقعت عينيه على ذلك الحذاء القريب منه ليرفعا بصره لصاحبه الذي انحنى له و قال: أرجو ألا تمانع أخذك لمنزلنا سيد هايلون
لم يجبه بأي شيء تبعه للسيارة التي بدأ يقودها لمنزل كونيل وصلا لهناك ليعطيه تيم منشفة زرقاء داكنة بشيء من الانزعاج و الهدوء أخذه إيثان لإحدى غرف الطابق السفلي وضع تيو كوب الشاي ليغادر الغرفة حدق بكوب الشاي الساخن يرى انعكاس وجهه عليه نظر في اتجاه الباب لصوت طفلة كانت تتحدث مع إيثان الواقف بقرب الباب تسأله عن مكان إيف ليسمعه يقول لها: هي لن تعود لهنا هذا اليوم و لا أعتقد غدا أيضا
قال الطفلة بحزن: هكذا إذا
نهض من مكانه ليفتح الباب نظرت إليه تلك الطفلة بهدوء فوجهه جديد عليها ليقول ببروده المعتاد: سأغادر الآن
قال إيثان: أرجو المعذرة لكنني لن أسمح لك بالمغادرة
رسم ويليام ابتسامة ساخرة على شفتيه ليقول: أوامرها أليس كذلك؟
هز رأسه بالإيجاب ليعود للغرفة و يغلق الباب شعر بهما يغادران الممر رشف شيئا من الشاي الذي بدأ يفقد شيئا من حرارته وضع الكوب في مكانه ليقول: هل أنا مثير للشفقة لهذه الدرجة؟ معاملتك لي بهذه الطريقة تثير أعصابي حقا ألا يمكنني التحدث قليلا إيف؟
تفاجأ من نطقه باسمها ابتسم لنفسه بسخرية شديدة الغرفة في انتظار ما سيحدث تاليا بدأ الصمت يشعر بالانزعاج لمكوثه الطويل في تلك الغرفة فقرر الانقشاع حالما ظهرت تلك الهالة في المنزل رفع رأسه لينظر إلى الشخص الواقف أمامه ملامحه التي لا يستطيع نسيانه بل ملامحه التي تذكره بعمته العزيزة هدوئها أشعره بالارتباك اقتربت منه بهدوء لتقف عنده مدت يديها لتأخذ برأسه لأحضانها لتقول بصوت منخفض يسمعه قلبه: لا بأس عليك ويليام مشاعرك لها وصلتها و هي تدرك ذلك أنا أيضا أعرف مدى حبك لها أخذتها منك و آلمتك سببت لك الكثير من الأحزان أنا آسفة
كلماتها التي اخترقت قلبه جعلت دموعه تغادر عينيه قام باحتضانها دافنا رأسه بين أحضانها ليسمح لمشاعره بالخروج أخيرا مشاعره العميقة لها أدركها فقط الآن كم عشق عمته التي منحته كل ما يتمنى لم تتوقف عن التربيت على رأسه تذكرت طلب فينوس من روث التي أوصلته بدورها لتكرره بلا وعي منها بصوت منخفض قريب من أذنه لتقول: "أرجوك لا تدعي ويليام وحيدا دعيه يبقى بجانبك إنه شخص مهم بالنسبة لي" هذا هو مدى حبها لك هل تسمح لي بالمحافظة على هذا الوعد معها ويليام؟
شعرت بدموعها تتساقط على خصلات شعره في انتظار إجابته قلبها المتألم لما حدث لفينوس بسببها شعرت بأنفاسه تعود لهدوئها كما حال نبضات قلبه لتعرف إجابته ابتعدت عنه لتمسك وجهه بكلتا يديها لتحدق في عينيه الأرجوانيتين الواسعتين لتقول: أعرف بأن تغير الأمور فجأة سيكون صعبا لكن هلا بقيت هنا هذا اليوم؟
اكتفى بإيماءة موافقة على طلبها لتبتسم له طبعت تلك القبلة الهادئة على جبينه ليشعر بها تطبع على روحه غادرت الغرفة لتطلب من إيثان أخذه لغرفة يرتاح بها ذهبت لغرفة المعيشة ليقول تيم: حقا أنا لم أفهم كل هذا الاهتمام بهذا الشخص
قالت إيف: إنه ضيفنا تيم لن أسامحك لو قمت بشيء مزعج له
قال تيم: هذا غير عادل أبدا إيف لم تفعلين هذا بي؟
قالت إيف: أنت الوحيد الذي تحدث بسوء عنه
قالت ناليني: أهو قريب لك إيف؟
قالت إيف بمرح شديد: أجل هو كذلك أليس وسيما جدا؟
قال لوكاس: تبدين سعيدة بما حدث
قالت إيف: بالتأكيد فقد انتهى سوء الفهم بيننا
ابتسمت بمرح شديد ليكملوا تلك الأمسية باستمتاع شديد حتى بدأ الجميع يشعر بالنعاس ليتوجه كل واحد منهم لغرفته و ينام في الصباح انتهى الشابين من إعداد الإفطار لينتظرا استيقاظ الجميع فتح ويليام عينيه على صوت إيف المرح لينظر إليها و يقول: اعتقدت بأنني كنت أحلم لكن الأمر غير ذلك
ابتسمت له بمرح شديد لتقول له: هيا لا تتكاسل سوف ينزعج الشابين إن لم تتناول شيئا من طعامهما
نهضت من سريره بتلك الابتسامة الواسعة لينهض و يدخل الحمام انتبه توا فقط لملابسه قد تبدلت حاول تذكر متى فعل ذلك ليقول في نفسه: لابد أنه من أفعالها
غسل وجهه ليتوجه لغرفة الطعام التي امتلئت بالأصوات المرحة طرق الباب قبل دخوله لتهدأ الأجواء داخل الغرفة اقترب من المقعد الفارغ بالقرب من إيف التي كانت تجلس وحيدة في تلك الجهة لتبتسم له بمرح شديد و تقول: صباح الخير ويليام
اكتفى بإيماءة قصيرة تناولوا الفطور بشكل هادئ كان لوكاس يحدق بإيف التي تحدق بكلا من ويليام و كلاوس بابتسامة لطيفة جدا ليقول تيو هامسا: ربما يجدر بنا قتلهما بعد كل شيء
قال تيم بأسلوب مماثل: ألست أنت من طلب تركهما؟ تحمل ذلك
قال تيو: لم أعد أتحمل ذلك أبدا
نظرا لإيثان الذي كان يتناول طعامه بهدوء شديد كما لو أنه الوحيد الموجود في الغرفة قال تيم بصوت منخفض: بالرغم من أنه هادئ بشكل مزعج أنا واثق بأنه الأكثر انزعاجا بيننا لم لا يفعل شيئا ما؟
قال تيو: بالتأكيد هو لن يفعل تعرف مدى اهتمامه بإيف
تنهد كلاهما باستسلام ليلفتا الأنظار إليهما شعرا بشيء من الارتباك لتقول ناليني: أأنتما متعبين؟ أنتما لم تناما الليل بطوله
قالت إيف و هي تنظر إليهما بشيء من القلق: أحقا؟ لم؟ أحدث شيء ما؟
نظراتها القلقة و أسئلتها المتتالية جعلتهما يشعران بالتوتر أكثر لم يعرفا بأي شيء يجيبان وسط ضغط أنظار الجميع إليهما قال لوكاس: ربما هما قلقين بشأنك؟
قالت إيف: ماذا؟ أنا؟
قال لوكاس: أجل فقد شفيت للتو فقط لكنك أمضيت الليل خارج المنزل أليس كذلك؟
نظر ويليام إليها بشيء من الاستغراب لتبتسم بمرح و تقول: لم أغادر المنزل فقط بقيت في مكان بعيد عن الأنظار
قال إيثان: هلا أخبرتنا بهذا المكان؟
غمزت له بمرح لتقول: إنه سر
تنهد إيثان بقلة حيلة فهذه الأسرار القليلة المخفية عنه تصيبه بالقلق دائما لتقول إيف: أهذا حقا هو السبب؟
قال تيو: لا فقد اعتدنا على ذلك بالفعل
قالت إيف: إذا ما الأمر؟
لم يجبها أي منهما ليقول كلاوس و هو يضع ملعقته على طرف الطبق: ربما أصيبا بالغيرة من جديد
نظرا إليه بتلك الشرارات القاتلة لتضحك إيف بمرح شديد بالإضافة لناليني التي بدأت الاعتياد على مثل هذه المواقف ليقول تيم بانزعاج شديد: حقا علينا قتل هذا الولد المزعج
قال تيو: مجرد النظر إليه يشعرني بالغضب الشديد
قالت إيف و هي تمسح دموعها المستمتعة بالموقف: توقفا عن هذا الحديث لن أسمح لأحدكما بوضع يديه على كلاوس
قالا معا بانزعاج أشد من السابق: ماذا؟
قالت ناليني بشيء من التفكير: كلاوس شخص لطيف لم تريدان قتله؟
قال كلاوس: لم السؤال؟ تعرفين بأنهما يحبان العنف كثيرا لذا لا أستغرب لو فعلا شيئا كهذا
الشرارات الصغيرة المنزعجة تحولت لصواعق ملئت أجواء الغرفة تبسم لوكاس لهذا الموقف الغير جديد عليه بمرح شديد بينما كانت إيف تحاول منع نفسها من الضحك أكثر في وسط هذه الجلبة كان ويليام يحدق بها متعجب التعابير التي تضعها على وجهها شعر فجأة بالحزن يملؤه أنزل بنظراته للأرض بهدوء تذكر أحداث الليلة السابقة و ذكرى عن عمته الحنون" في تلك الليلة الماطرة كان ويليام يجلس على تلك الأرجوحة في تلك الحديقة الخاوية من ألوان الحياة يذرف الدموع رفع رأسه لصوت ينادي اسمه بجنون وسط تلك القطرات عرف صاحبها على الفور التفتت لاتجاه الصوت ليرى عمته المتعبة تقترب منه بسرعة أخذته بين أحضانها فور وصولها إليه لتقول له: لقد أقلقتني عليك كثيرا ويليام
تلك الكلمات أشعرته بالذنب لجعل عمته تبحث عنه في مثل هذه الأجواء لم يستطع حبس الدموع العالقة في جوفه ليقول: أنا آسف عمتي فينوس أنا آسف
ابتعدت عنه لتنظر لوجهه الذي احمر بشدة أمسكت بوجهه بين يديها الباردتين لتقول له: لا عليك سأكون بجانبك دائما لذا لا تحزن
ابتسمت له لتدفئ قلبه و لو قليلا نظر لرين الذي التقط أنفاسه فور وصوله إليهما ليقول لها: لا تفزعيني هكذا فينوس
نظر لويليام المبلل و دموعه تجري على وجنتيه ابتسم له ليقول له: علينا أخذك للمنزل قبل أن تصاب بالبرد
قال ويليام بصوت منخفض: لا أريد
ابتسمت له فينوس لتمسح دموعه بطرف كم بلوزتها الطويل لتقول: هل بإمكانه البقاء معي رين؟
فهم رين قصدها ليوافق على ذلك عادت إيف لغرفتها في المشفى أعطى رين لويليام ثيابا أخرى ليبدل ثيابه الباردة المبللة في أثناء ذلك تأكد من صحة فينوس طرق الباب ليدخل ويليام و ينظر إلى عمته التي احمر وجهها بسبب الحرارة ليقول لها: أنا آسف
ابتسمت له بمرح شديد لتقول له: لا عليك أنا بخير
اقترب رين منه ليقوم بتجفيف شعره بالمنشفة البيضاء التي كان يحملها ليقول له: ماذا كنت تفعل هناك؟
قال ويليام: لقد تشاجرت مع أبي
قالت فينوس: حقا لا أعلم كيف يتصرف أخي سام في بعض الأحيان أكان هذا بسبب شيء في المدرسة؟
هز ويليام رأسه موافقا على مقولتها لتتنهد بقلة حيلة ليقول رين: ما هي المشكلة؟ إن كان بسبب الدراسة بإمكاني المساعدة
قالت فينوس بمرح: أحقا ستفعل رين؟
قال رين: أجل بالتأكيد
ابتسمت له بمرح شديد ليبادلها الابتسامة تحدث رين مع ويليام عن مشاكله الدراسية و يومياته المدرسية استمتعوا بوقتهم في تلك الليلة" شعر ويليام بالحنين لتلك الأيام الدافئة و لذلك الشخص الأجواء المزعجة من حوله لم تمنعه من الضياع في عالم أحلامه استعاد طريقه للمكان المحيط به فور شعوره بتلك اليد تسلل لجبينه نظر لتعابير صاحبها القلق الهادئة التي وضعت على وجهه ليقول ببروده المعتاد: أنا بخير
نظر إليه لتتقابل أعينهما و تتحدث لفترة قصيرة ابتعدت تلك اليد عنه ليقول صاحبها بهدوء و قلق: حقا؟ تبدو مريضا بعض الشيء
قال ويليام: تتحدثين عن نفسك بالتأكيد إيف
ابتسمت له بلطف شديد لتشعر بالأجواء المرعدة من خلفها فور التفاتها نظرت للثلاثي الغاضب من تصرفه لتبتسم بارتباك و تقول: ماذا هناك؟
قالت ناليني: أنت فقط مهتمة بويليام ألا تحبينني؟
قالت إيف بارتباك: بالتأكيد أحبك لم تقولين هذا؟
قال تيو: لكنك لا تهتمين أبدا بنا
قالت إيف: أنتما الاثنان توقفا عن هذا لم تعودا طفلين
قال تيم: أرأيت؟ هذا ما نتحدث عنه تعامليننا كما لو أننا مزعجين
قالت إيف: لكنكما مزعجين حقا عليكما أن تأخذا إيثان و كلاوس مثلا لكما
نظرت لكلاوس الذي بدا عليه بعض ملامح الانزعاج و الحزن لتتنهد و تقول: حسنا لقد فهمت الأمر سأتوقف عن الإفراط في معاملته بلطف أهذا يشعركم بالتحسن؟
ابتسموا جميعا لها بمرح شديد لتشعر بالسكينة تعود للأجواء أنهوا وجباتهم ليغادر لوكاس لعمله بينما أخذ إيثان ناليني للمدرسة بقت إيف برفقة ويليام في غرفة المعيشة كانت إيف مشغولة بأعمالها الكثيرة تجولت أعين ويليام في جدران المكان توقفت عينيه على المكتبة الموضوعة في الغرفة نهض ليتوجه نحوها بهدوء تعجب قدم الكتب الموجودة هناك لفت انتباهه ملف ليس بالقديم جدا كحال باقي الكتب أخرجه من مكانه ليفتحه تفاجأ بتلك الصور القديمة لشخص ما ملامحه غريبة عنه بدا كشخص عادي للغاية قلب صفحات ذلك الألبوم حتى استوقفه صورة له برفقة إيف تأمل ملامحها اللطيفة و هي بين أحضانه كانت آخر صورة في الألبوم كما أنها الوحيدة لهما معا خطف ذلك الملف من بين يديه ليطفو في الهواء تابعه بعينيه حتى لامس أنامل إيف التي لم تبدي أي تعابير على وجهها انتبه لذلك ليقول: آسف لم أقصد التطفل
هزت رأسها نافية دون البوح بأي شيء نهضت من مكانها لتغادر الغرفة عند الفتية الثلاثة الذين كانوا يتحدثون في الممر بهدوء ليقول: ربما بالغنا في الأمر قليلا
قال كلاوس: حقا لقد فعلتما
قال تيم و هو يبعثر شعره بشيء من القوة: كما لو أنك لم تكن منفعلا أيضا
قال كلاوس: لم أكن كذلك فأنا لست مثلكما
قال تيم: ربما يجدر بي تحطيم رأسك
ابتسم تيو لهما بمرح شديد بينما كانا يستمتعان بوقتهما حتى ظهرت إيف بذلك الوجوم على وجهها لتختفي كل السعادة التي أحاطتهم اقترب كلاوس منها ليحدثها ليغلق الشابين فمه على الفور ليشيرا إليه بالصمت صعدت الدرجات لتتوجه لغرفتها تركا كلاوس ليقول لهما: لم فعلتما ذلك؟
قال تيم: أنت لا تريد الموت أليس كذلك؟
قال تيو: كان الأسوأ ليحدث لو تحدثت إليها
قال كلاوس بتعجب: ما زلت لا أرى مشكلة في ذلك
قال تيو: ألم ترى تلك التعابير المخيفة على وجهها؟ لو تحدثت إليها ستنسفك نسفا
توجه تيم لغرفة الجلوس وجد ويليام يجلس بحزن و تأنيب ضمير على الأريكة اقترب منه ليقول له: ماذا حدث لإيف؟
رفع ويليام ناظريه إليه بهدوء و يعيدهما للأرض من جديد لينزعج تيم كثيرا فتح ويليام فمه ليقول: لقد اطلعت على ألبوم صور قديم دون إذنها
قال تيو: هذا فقط؟ أين وجدته؟
أشار ويليام إلى المكتبة الموجودة في إحدى زوايا الغرفة قال تيم: هذه المكتبة قديمة للغاية لا أعتقد بأن بها شيئا مثيرا للاهتمام
قال كلاوس: أكان ألبوم صور خاص بها؟
لم يجبه ويليام فهو يشعر بالذنب الشديد لرؤية تلك التعابير على وجهها عند عائلتي هايلون و وارس قالت ليندا: لم يعد ويليام بعد و لم يتصل أيضا
قال سام: لا تقلقي كثيرا سيكون بخير
قالت ليندا: كيف لا أقلق و هو جديد على هذه المدينة؟ ماذا لو حدث له شيء ما؟ أتـ...
قاطعها سام بوضع سبابته أمام شفتيها أفزعها تصرفه المفاجئ نظرت إليه بشيء من الارتباك لترى الهدوء يملأ كيانه كما حال الغرفة أفسد ذلك الهدوء صوت لارا الباكي اقتربت ليندا منها لتحملها و تقول: ماذا هناك صغيرتي؟ أهو كابوس آخر؟
قالت لارا: ويليام أريد أخي
ابتسمت لها بمرح شديد لتقول: سيعود شقيقك قريبا لذا لا تحزني
اقترب سام منها ليقول: ماذا هناك عزيزتي لارا؟
هدأت لارا قليلا لتنظر لوجه والدها رفعت ذراعيها في اتجاهه تفاجأ لكنه سعد بذلك كثيرا حملها ليقرأ لها بعض القصص باستمتاع شديد غادرت ليندا الغرفة لتسمح لهما باللعب سويا بينما القلق يكاد يحطم قلبها انتبهت لجوليا التي كانت تتحدث على الهاتف في الممر بصوت خافت لتقرر تجاوزها دون إزعاجها فعلت ذلك بهدوء لتقول في نفسها: إنها مشغولة جدا هذه الأيام
ابتسمت بمرح لتلتقي بكاثرين التي قالت لها بمرح شديد: مرحبا ليندا
قالت ليندا: أهلا
قال كاثرين: ألم يعد ويليام بعد؟
قالت ليندا: لا ليس بعد
قالت كاثرين: لا تقلقي كثيرا أنا واثقة بأنه بخير في مكان ما
قالت ليندا: أعرف ذلك لكنني لا أستطيع التوقف عن القلق حتى أراه
قالت كاثرين: إن كنت قلقة للغاية سأطلب من لويس البحث عنه
قالت ليندا: لا أبدا يكفي أنه يشعر بضجر مريب
ضحكتا بمرح شديد لتكملا حديثهما في غرفة المعيشة التي اجتمع فيها باقي الأفراد في المساء عند إيثان و الآخرين كانوا يجلسون في غرفة المعيشة بقلق على إيف التي لم تغادر غرفتها و لا يعرفون إن كانت موجودة أم لا لم يتحدث ويليام مع أي أحد فمع زيادة الوقت زاد تأنيبه لنفسه لوكاس لم يعرف عن الأمر أي شيء فالجميع يرفض التحدث لسبب ما حتى وقف كلاوس فجأة بتعابير مدهوشة قليلا تبعه الجميع منتظرين أي تصرف آخر يصدر منه ليقول تيم: ماذا هناك كلاوس؟
قال كلاوس: لا أعرف لما لكن لديّ شعور سيء للغاية
قال إيثان: أهو متعلق بالآنسة؟
قال كلاوس: أجل ربما يجدر بنا تفقدها الآن
نظروا للنافذة لتغير الأجواء فجأة السماء الصافية منذ قليل تلبدت بالغيوم السوداء الرعدية أمطرت السماء بغزارة مخيفة لفت انتباهم صوت نزول إيف من الدرج بتلك السرعة غادروا الغرفة مسرعين للباب الأمامي للمنزل قطعت الكهرباء في المنزل ليظهر إيثان تلك الشعلة من كفه ليقول: ابقوا معا لا نعرف ما قد سيحصل تاليا تيم انتبه للسيد فايرين يبدو الأمر خطيرا
قال لوكاس: سأكون بخير
تقدموا بهدوء ناحية الباب توقفوا حالما رأوا إيف تقف بذهول شديد و صدمة أمام الباب المفتوح على مصرعيه نظروا للشخص الواقف هناك بتلك الابتسامة الشريرة للغاية لتتسع أعين الفتية جميعا تلك الأعين الزرقاء التي تشبه الياقوت تلك الشامة السوداء قرب شفتيه ملامحه لم تكن غريبة عنهم أبدا اتسعت تلك الابتسامة أكثر لرؤية تلك الوجوه تقدم خطوتين للأمام لتعادلها إيف بعشرة خطوة للخلف قال ذلك الشخص: ماذا هناك إيف؟ ألست سعيدة برؤيتي؟
تحركت شفتيها المرتعشتين لتقول بصوت خافت اختفى على صوت الرعد المخيف: مستحيل لقد قتلتك بيديّ
دوت تلك الضحكات الشريرة المستمتعة بالأمر في أرجاء المنزل مكونا صدى مخيفا ليقول ذلك الرجل: هذا اعتراف غير جميل أبدا إيف هل اعتقدت حقا بأنك تستطيعين قتل والدك بهذه السهولة؟
تلك الكلمة رنت في أذان الجميع رفع يده ليوجه كفه لإيف و هو يقول: ربما يجدر بي رد الجميل لك
أحاطها الفتية على وجه السرعة بعد تلك الكلمات المهددة نظر إليهم بشيء من الانزعاج ليقول لهم: ماذا؟ جرذان يقفون في وجهي؟ أيخصونك إيف؟
تلك النظرات القلقة المرتبكة المشتتة المنزعجة لم تفارق أعينهم أعجب بتصرفهم لينزل يده و ينتبه للشخصين الآخرين الواقفين هناك نظر للوكاس باستحقار شديد ليقول: حقا أنت تجمعين الكثير من القمامة حولك ذكرني هذا بالبرغوث المزعج الذي قتلته آه آسف لقد كان زوجك أليس كذلك؟ إن لم أنسى زيس نويد
أصابها في جرحها تماما آلمها كثيرا شدت قبضتها بقوة لتتساقط الدماء منها لا تريد توريط الموجودين في المكان بأمر لا يعرفون عنه أي شيء التفت إيثان إليها ليقول بصوت هامس: أتريدين أن نتعامل معه؟
هزت رأسها نافية لترفع رأسها و تنظر إليه بتلك العيون الحزينة المستسلمة لتقول: لا تدخلهم في مشاكلنا فهم لا يعرفون شيئا
قال والدها: حقا؟ أتحاولين الدفاع عنهم قبل إخبارهم بأي شيء؟
قالت إيف: أجل
نظر لوجوههم مختلفة التعابير ليقول: تعرفين بأنني لا أستمع إلى أي هراء تقولينه أليس كذلك؟
نظرت إيف إليه لتقول: ماذا تريد؟
قال الوالد و هو يمسك بذقنه: امم لنقل هذا المكان بما فيه أعجبني كيف يبدو بالرغم من أن أفكارك دائما مقززة
قال تيو: كما لو أننا سنفعل شيئا كهذا

قال تيم: لن نسلمك أي شيء يخصنا
لم يقل كلاوس و إيثان أي شيء فقط اكتفيا بانتظار رد إيف الذي صدمهم جميعا ذلك الرد لم يتوقع أي أحد حتى قلبها الذي اهتز بداخلها لما نطق به عقلها القائل: إنه لك
ضحكاته السعيدة بانتصاره أبعدت تلك الغيوم و أعادت الكهرباء للمنزل لاحظ الجميع اختفائها من مكانها ليتوجهوا لغرفتها لم تسمح لهم برؤيتها لتقول من خلف بابها الموصد: سيكون هو سيدكم الجديد لذا افعلوا ما يريده
قال تيو: ماذا تقصدين بأنه سيدنا الجديد؟ أنا لا أوافق على هذا
قال تيم: أفضل الموت على العمل تحت إمرة هذا الرجل
قالت إيف ببرود قاتل: إذا فلتمت و حسب
صدمهم ذلك الرد الغير مبالي و القاسي جدا من قبلها قال إيثان: آنستي هلا قمت بتوضيح لما يجري الآن؟
قالت إيف: أنت لست أعمى إيثان هذا والدي آرثر كونيل الثامن و الأربعون جميعكم تعرفون هذا الاسم و صيته لذا لا تسألوا أي سؤال سخيف آخر و نفذوا ما يريده و حسب
شعروا جميعا بتلك العاصفة داخل قلوبهم ليس لأنهم أصبحوا يعملون لشخص آخر بل لأن إيف تغيرت اتجاههم كما لو أنها لم تعد تعرفهم غادروا ذلك المكان بألم و حزن شديدين لم يقل عن حزن إيف التي شرعت في البكاء كما لم تفعل من قبل أما ويليام و لوكاس و ناليني لسبب ما ذهبوا لمنزل عائلتي وارس و هايلون قال لوكاس: أين نحن الآن؟
قال ويليام: منزلي
نظر لوكاس إليه بهدوء طلب ويليام منه الدخول برفقته كان لوكاس يحمل ناليني النائمة قابلهم آرثر ليستغرب ذلك أخذ لوكاس و شقيقته لغرفة في الطابق الثاني بينما ذهب ويليام لحيث اجتمع الجميع تفاجأت والدته لدخوله لتقترب منه على عجل و تقول: أأنت بخير ويليام؟ أين كنت؟
قال ويليام: هناك أمر يجب أن أخبركم به
نظروا جميعا إليه باهتمام شديد فتح شفتيه لينطق بما حواه منزل كونيل من أحداث لكنها أقسمت بأن تكون حبيسة ذلك المنزل أدرك الجميع فور رؤيتهم تلك التعابير المدهوشة على وجهه قال لويس: شخص ما يحاول التكتم على الأمر لذلك سحب تلك الذكريات منه
قالت جوليا: يبدو أمر هاما و خطيرا أيضا
نظر ويليام إليها بشيء من الهدوء ليقول سام: ألازلت تذكر أين كنت بالأمس بني؟
قال ويليام: ذهبت لرؤية إيف برفقة روي ثم أمطرت السماء....
حاول تذكر ما حدث بعد ذلك تذكر حواره العاطفي معها و بقائه في منزلها لكن الشريط انتهى هناك أنزل رأسه محاولا عصر تلك الذكريات المختبأة في مكان ما أخذته والدته بين أحضانها لتهدأ ذلك القلق الذي بدأ يعتريه صعدت لغرفته برفقته لتطلب منه أخذ قسط من الراحة في الغرفة التي بدأ الجميع يفكرون بها بما قد يحدث في منزل العجائب ذاك ليقول مارتن: لا أعتقد أن سؤال أي شخص فيه قد يعطي نتيجة مثمرة لكن علينا المحاولة
قال مارك: لا أتفق معك يعرف جميعنا كم تكره التدخل في شؤونها و قد يغضبها ذلك
قالت آن: ربما يجدر بنا الانتظار لتخبرنا
نظرت لوجوه الجميع التي بدأت تقلق بشأن ما قد يكون حدث في ذلك المنزل مضت أيام عديدة على هذه الحادثة المنزل عاد لهدوئه و بروده المرعبين حتى تلك الليلة التي كان يجلس فيها والد إيف في غرفة المعيشة يقرأ أحد كتبها بتلك التعابير المنزعجة على وجهه نظر لإيثان الذي لم يغادر جانبه منذ قدومه ليقول: أنت مزعج للغاية كحال تلك الطفلة ألم تغادر غرفتها بعد؟
قال إيثان: لا سيد كونيل
تنهد بانزعاج كبير ليقول بصوت أقرب للهمس: لقد كانت علاقتنا طيبة أفسدها ذلك الحشري المزعج تبا له
سمعت زوايا تلك الغرفة كلماته و تذمره لكن إيثان لم يفعل تبدلت معالم وجهه للقلق الشديد لتلك الهالة المتذبذبة في أرجاء المنزل لم يستطع مغادرة المكان كما فعل البقية مسرعين لغرفة إيف طرق تيو الباب بشيء من العنف و هو ينادي باسمها بلا استجابة منها قال تيم: ربما يجدر بنا خلع هذا الباب
حاول تنفيذ فكرته لكن الباب أقوى من أن يقوم بفتحه حاول ثلاثتهم لكن لا فائدة ترجى من ذلك أبدا نظروا للوجه الكريه بالنسبة إليهم ليقول: لا أصدق بأنكم ضعفاء لهذه الدرجة
انزعجوا لتعليقه الذي في غير آوانه رفع أصبعه ليحرك الباب من مكانه دخل الفتية مسرعين لتلك الغرفة ليروا الغرفة في حالة هيجان كبير و فوضى عارمة اقترب منها والدها ليصدم برؤية تلك الخطوط العريضة تملأ جسدها بالكامل حاول الاقتراب منها لكنها نفرت منه نظراتها الغاضبة و قلبها الحاقد أخرجت تلك الكلمات من بين شفتيها بصوت يكاد يختفي: ابتعد عني أيها القاتل لا أريد رؤيتك غادر من هنا
حاول كلاوس التدخل لكن تلك القوة العجيبة أبعدته عن الموقف كما البقية ليقول تيم: علينا فعل شيء حيال هذا و إلا فإن قواها ستختفي تماما
قال إيثان: لا يمكننا فعل شيء فهي الآن تحارب نفسها
قال تيو: و هل تريدينا أن نقوم بتركها هكذا؟
قال كلاوس: لن أفعل ذلك أبدا لن أفعل
شد قبضته المرتعشة خائفا عليها كما حال البقية تلك العلامات لا تبشر بخير أبدا تفاجؤوا لرؤيتها تحمل منجلها المخيف ذلك لتصوبه في اتجاه والدها حاول تفادي هجماتها و هو يقول لها: لا أصدق بأنك تفعلين هذا لأجل سافل مثله فعلت ذلك لمصلحتك
قالت إيف: كاذب أنت لا تحبني أردت آذيتي لطالما كرهتني ماذا فعل زيس لك لتقوم بقتله؟ ألم يكفي أنه كان يعاني من مرضه؟ أنت قاتل أكرهك
قال والدها: أأنت مجنونة؟ تعرفين لقد كان مقدرا لكما الانفصال سواء تدخلت أنا أم لا فأنتما لستما من نفس النوع تعرفين جيدا باستحالة إكمال بقية حياتك معه
قامت بتحريك المنجل بسرعة بالقرب منه لتخدش وجهه بجرح عميق و هي تصرخ به قائلة: هذه حياتي لا دخل لك بها فقط غادر من هنا
توقفت الهجمات سقط ذلك المنجل من يديها لذلك الألم المريع الذي سرى في جسدها تلك التعابير المتألمة للغاية جذبته للاقتراب منها لتدفع به بعيدا طاقتها التي حبستها طويلا تريد الخروج من صندوقها لتبدأ الشروخ في الظهور في أرجاء المنزل بعض الأشياء بدأت بالتحطم اقترب منها مجددا ليقول لها: أنت مجنونة حقا عليك التوقف عن هذا
قالت إيف بألم شديد: ابتعد عني أيها القاتل المجرم سأقتلك سأقتلك
نهضت من مكانها بصعوبة بالغة لتسير نحوه بتلك الخطى المثقلة جل همها القضاء على المتسبب بألمها و حزنها رفعت يديها التي بدأتان تنزفان بشدة مكونة رمح طويل حاد جدا من طاقتها لتقول بألم بالغ: لن أخطىء هذه المرة....سأقتلك
ألقت بذلك الرمح في اتجاه والدها بسرعة خارقة لم يستطع تفاديه أو القيام بشيء آخر لإنقاذ نفسه ظهرت تلك التعابير المتفاجئة على وجهه صوب ذلك الرمح على قلبه هذه المرة تزلجت جثته على الجدار القريب منه ليحرك شفتيه مناديا باسمها للمرة الأخيرة ليتبعها بكلمتين أغضبتاها كثيرا "أنا آسف " لتحيط به بتلك النيران الأرجوانية التي أذابت لحمه و نهشت عظامه ليصبح رمادا في تلك الغرفة قواها الكبيرة أحدثت عاصفة قوية خار جسدها على الأرض لترفع ناظريها لإيثان و البقية تلك النظرات القلقة و المصدومة اقترب كلاوس منها على عجل ليضع رأسها على ساقيه و يقول بتلك الدموع التي بدأت بالتساقط على وجنتيها: إيف أرجوك كوني بخير
اقترب البقية منها لتنظر لإيثان رفعت يدها في اتجاه ليجثو بالقرب منها حركت شفتيها لتنطق بشيء ما لكن صوتها لم يعد يتحمل كل هذا الضغط هرب منها بعد كل هذا الصراخ قرأ شفتيها المرتعشتين ليحمل جسدها بين يديه بهدوء شديد تحرك بضع خطوات مبتعدا عنهم ليقول تيو: إلى أين ستأخذها إيثان؟
قال كلاوس: عليها رؤية الطبيب حالا
التفت إليهم لينزلها على الأرض كما طلبت منه نظرت لوجههم و التعابير الخائفة و القلقة التي علتها لتجبر عضلات وجهها على الابتسام بلطف شديد أنزلت برأسها باستقامة مع ظهرها مؤدية تلك الانحناءة الرسمية التي طالت لفترة رفعت رأسها تلك الابتسامة لا تزال عالقة عليه فقدت وعيها ليسقط جسدها حملها إيثان ليقول: ليس لدينا وقت كافي علينا مغادرة هذا المكان
غادروا المكان سريعا أخذهم إيثان لذلك الكهف تعجبوا وجودهم هناك لكن لا وقت للأسئلة فحياتها غالية جدا حتى وصلوا لتلك الغرفة الشاسعة تنبهوا للنقوش الغريبة التي على الأرض و بدأت بالإضاءة باللون الأرجواني و الأزرق فور دخولهم ارتفع جزء من أرضية تلك الغرفة بما يشبه السرير وضعها إيثان عليه ليقول تيم: هل ستكون بخير هنا؟
قال إيثان: لنأمل ذلك
قال تيو: ماذا تقصد بذلك؟
قال إيثان: لقد طلبت مني إحضارها لهنا لذا عليّ إطاعة الأوامر و حسب
نظروا إليه بشيء من الانزعاج لأسلوبه الغير المبالي بما يجري لها جميع الأعين تراقبها بقوا هناك لفترة حتى قال إيثان: ستكون الآنسة بخير علينا الوثوق بها كما تفعل هي منزلنا بحاجة للعديد من الإصلاحات
نظر إليهم ليقيم التعابير التي تعلوا وجوههم ابتسم لهم بهدوء ليأخذهم للمنزل بدؤوا العمل على إصلاح كنزهم و محتوياته عاد لوكاس و ناليني للمنزل ليخبرهما إيثان بما جرى وصلت الأخبار للعوائل المتصلة بهم بدأ الجميع يترقب عودة أميرتهم إليهم في فصل الربيع المشمس و المشرق دبت الحياة في كل شيء يرغب بمشاهدة جمال هذا الفصل لم يكن الربيع الأول بعد غيبوبة إيف و لم يكن الثاني أو الثالث لقد مضى بعض الوقت ببطء و حزن تغيرت الكثير من الأشياء و طال بهم الانتظار و طال في مساء تلك الليلة التي وعدت النشرة الجوية بوابل من الشهب الجميلة ترقب أفراد منزل كونيل ذلك و بدؤوا الاستعداد لهذا العرض وضع كلاوس سجادة زرقاء مخططة متوسطة على العشب ليقول لوكاس الذي دخل الحديقة: يبدو موقعا رائعا لمشاهدة الشهب
نظر كلاوس إليه لينحني بهدوء و يقول: لقد عدت باكرا هذا اليوم
قال لوكاس: لم تتوقف ناليني عن إزعاجي بشأن مشاهدة العرض معها بسبب انشغال أصدقائها
ابتسم بمرح شديد لناليني التي عانقته بمرح شديد و قالت: ماذا تقصد بأنني أزعجتك؟ أنت دائم مشغول....أهلا بعودتك للمنزل
قال لوكاس: تبدين متحمسة للغاية
قالت ناليني بمرح شديد: بالتأكيد
حضر الشابان يحملان مجموعة من الأكواب و الأطباق برفقة إيثان جلسوا جميعا على السجادة يتبادلون أطراف الأحاديث و يستمعون لقصص ناليني عن المدرسة الثانوية التي انتقلت إليها حديثا حتى بدأ العرض المترقب من قبل الجميع في مكان آخر بعيدا عن هذه المدينة كان أشخاص آخرون يشاهدون هذا العرض الجميل من سطح منزلهم الكبير تلك العيون الأرجوانية التي لمعت بضوء تلك الشهب ابتسمت بهدوء ليقول: هذا جميل حقا ما كان عليّ تفويت هذا
قالت ليندا بمرح: أجل من المؤسف أن البعض منا مشغول و لا يستطيع مشاهدته
قالت لارا بمرح: أنت تقصدين أبي أليس كذلك؟
ضحكتا بمرح شديد لتقول فانتين: متى آخر مرة شاهدنا فيها الشهب سويا هكذا؟
قال زوجها: إن لم أنسى عقد قد مر بالفعل
قال آرثر: حقا؟ اعتقدت أنه منذ فترة طويلة
قالت آن: لأنك لم تشاهده معنا في المرة الأخيرة كنت في رحلة عمل
قال آرثر بابتسامة مرحة: ربما لهذا أنا لا أتذكر
قالت كاثرين: هل أصبحت عجوزا آرثر؟ بدأت تنسى الكثير من الأشياء
ضحك الجميع عليه بمرح شديد قال توماس: واثق بأن كل من مارتن و البقية سيتحسرون على هذا
قالت لوسي: خاصة جاي و التؤامين بدأت أتخيل وجوه ثلاثتهم
ابتسمت بمرح شديد بدأت الأحاديث تدور بينهم برفقة النسيم العليل لم تنفك عينا ويليام عن مشاهدة هذه الشهب الجميلة و الرائعة نهض بهدوء ليغادر جمعهم نزل الدرجات و هو يضع كفيه في جيبيه يفكر في شيء ما توقفت أقدامه عن المسير حدقت عينيه بتلك الأقدام الصغيرة العارية بالقرب منه رفع رأسه ليحدق بصدمة كبيرة في ذلك الوجه المألوف جدا بالنسبة إليه تلك الابتسامة اللطيفة التي ظهرت على وجه صاحب تلك الأقدام جعلت مشاعره تجوب في كون مختلف اقترب منه بهدوء شديد لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك جثى على الأرض ليمسك ذلك الشخص بوجهه و يقول: ألم أعدك بأنني سأبقى دائما بجانبك؟ لذا سأفي بوعدي لك
أحاط ويليام ذلك الشخص بذراعيه دافنا وجهه بين أحضانه مفرغا مشاعره الفائضة ربت ذلك الشخص على رأسه بهدوء شديد محاولا تخفيف هذه الصدمة عنه اختفى من هناك تاركا ويليام في موجة المشاعر تلك في منزل كونيل قرع الجرس لمرات متتالية بشكل مزعج للغاية فتح إيثان الباب ليصدم برؤيته لذلك الشخص يقف هناك بتلك الابتسامة الجميلة على وجهه دخل للمنزل بهدوء تحت صدمة إيثان اجتمع الجميع قرب الباب ليكتشفوا هذا المزعج توقفت الأنفاس و القلوب عن التحرك سكنت الأجواء في المنزل المشدوه من رؤيتها لم يخفي أي منهم مشاعرهم تقدم ذلك الشخص من كلاوس الذي لم يمنع عينيه من إظهار سعادتهما وقف بالقرب منه ليمد يديه إلى وجنتيه و يسمح الدموع بسبابتيه و هو يقول: كلاوس آسفة لأنني تركتك طويلا
قال كلاوس: سعيد بعودتك للمنزل إيف
ابتسمت إيف له بمرح شديد كما فعلت للآخرين اقتربت من ناليني بمرح شديد لتقول: لقد كبرتي حقا ناليني تبدين جميلة للغاية
قالت ناليني بمرح: هذا صحيح لكنني لا أضاهيك جمالا بالتأكيد
قال الشابان بمرح شديد: أهلا بعودتك للمنزل مجددا إيف
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد ليبتسما بعدها لتبتسم لهما بمرح شديد و تقول: أخيرا قد تغيرتما
قالا معا: لا لم أفعل
قالت إيف: حقا لا أرى اختلاف كبير ربما أصبحتما عجوزين
نظرا لها بشيء من الانزعاج ليقول تيم: المشكلة ليست فينا أبدا بل فيك أنت ماذا حدث لك؟
بدت إيف أصغر بكثير مما كانت عليه كما أن إحدى عينيها أرجوانية لسبب ما ابتسمت له بمرح شديد بالرغم من الحزن الذي ملأ أجوائها المحيطة بها أنزلت برأسها لتضع يدها على عينها الزرقاء و ترفع رأسها لتقول: سيكون وداعا لائقا لها هذه المرة
قالت ناليني: أتقصدين بأنك ستتركيننا مجددا؟
هزت رأسها نافية ذلك لتقول: أرادت لقائه مرة و للأبد و قد نفذت ذلك لها
قال إيثان: تقصدين الآنسة فينوس و السيد ويليام؟
قالت إيف: أجل لم ترد تركه بتلك الطريقة فهو شخص عزيز عليها
ابتسمت بلطف شديد شابه شيء من الحزن أغمضت كلتا عينيها لتفتحهما عادتا لطبيعتهما لتنظر إليهم بمرح و سعادة بالغين بادلها الجميع بتلك النظرات المرحة تحدثوا معا باستمتاع مالئين ذلك العقد الخالي في ذكرياتها صعدت بعدها لغرفتها لتستلقي على سريرها و تقول في نفسها: أريده أن يبقى برفقتنا هنا لكن لديه والديه و أشقائه
أغمضت عينيها لتبتسم لتلك الذكريات التي طواها الزمان تلك الابتسامة التي تأبى مفارقة قلبها همست باسم محبوبها وسط ظلمة ذلك الليل عودتها لأحضان منزلها من جديد يشعرها بالسعادة الغامرة تلك الأحداث التي سارت كذكريات مؤلمة و حزينة أمام عينيها المغمضتين أشعرها بشيء من التعس و الحزن لكنها لم تمنع الذكريات الجيدة و المفرحة من التدفق نسيم الربيع الدافئ تناسقت مع ألحان الأغنية التي بدأت بغنائها بصوتها الشجي سحر الليل و هدهد قمر زين سماء هذه الليلة.
https://a.top4top.net/p_1950ssp2.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا أعزائي أظنني لن أعلق بأي شيء للفصل الأخير غير أنني أشعر بخيبة أمل لأنني لم ألقى ردة الفعل التي توقعتها لكن لا بأس أبدا بذلك فلا يأس مع الحياة سعدت كثيرا بقضاء الوقت معكم أتمنى أن القصة أعجبتكم و لو قليلا الآن سأودعكم دمتم في حفظ الله و رعايته.
https://b.top4top.net/p_195d3pj3.png
[/
ALIGN]


الساعة الآن 04:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team