منتدى وندر لاند

منتدى وندر لاند (https://woonder-land.com/vb/index.php)
-   روايات عامية (https://woonder-land.com/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية (https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=1531)

JAN 05-15-2020 11:35 AM

لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
 



* ،





بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



JAN 05-15-2020 11:40 AM




* ،




بطاقة تعريف الرواية



اسم الروايه: لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية .
اسم الكاتبة : طيش !
اللهجه : السعوديه .
عدد الفصول : 81
المصدر الأصلي : منتديات غرام

المـــــلــــخـــــص

اقتباس:


مُقدمة ،

لأننـا بشر نغرقُ في ذنوبنـا ، وَ نُعانِي جفافْ مُجتمعٍ لا يرحمْ . . وَ نرتكبُ الحماقاتْ ضد بعضِنا و لأننا - ننسى أننا بشر -
نحنُ في مُعتقلِ ؛ معصية.
لا أقصدُ الدينية و لكن الدنيوية التي تُرتكب ضد الأشخاص ، قد لا نعنِي لهُم شيئًا وقد نعنِي لهُم الحياة بأكملِها ومع ذلِك نعصِي قلوبهم بذراتٍ كِبر لا نتهي.

بعضُنا يسترُ على معصيته و يتخبَى خلفُها وكأنه ينتظِر عقوبة القدر ، و آخر يتُوب و يصمُت و يكُون صمته المعصية الأعظم ، و آخر يطلبُ المغفرة من جرحٍ عصَى بِه حُب طرفٍ آخر و لا يغفِر ، نتجرَّد من الرحمة ونقِف بثبات أمامهم لنصرخ " نحنُ قومٌ لا يغفُر "

مُلخص ،

رِجالُ أمنٍ خاص يُسخرون حياتِهم لأرضِ الوطن ، يُبصرون الفُقد بعينٍ مفتوحة لا تجرأُ على الدمع ، يقفُون بثباتْ أمام - الغياب - و يعجزون عن قول " وداعًا " . . هُم التضحية.

الرجلُ الأول ، نفَى أهله لخارج الوطن بعد تهديداتٍ أمنية ، جلس على مقعدِه حتى أتى يومُ الحلم لأولادِه بأنَّ يتقاعد و من ثم ألتحق بهم لـ باريس تارِكًا منشأه ، في يومٍ ما حصَل حادثٌ مُريب وقد يكُون مُدبَّر في ليلة زفافِ إبنتهُم الكُبرى ، لم يبقى من هذه العائلة سوَى إبنه " عبدالعزيز " بطُلنا الأهَّم
مارست عليه الضغوطات من كُل جانب حتى يُجبر على العودة إلى الرياض والإلتحاق بخارِطتهُم الأمنية ، رفض حتى حدث امرًا جعلهُ يوافق دون رضاه
الرجلُ الثالث الذي سيُذكر لاحِقًا جعلهُ يسكن في بيته مُتناسيًا وضعُ إبنتيه ، عاملهُ كأنه إبنْ ولكن بقيَ عاقًا له يُمارس التهوُّر و التهديد دائِمًا ، عمِل كجاسوسٍ لهُم بأدواتٍ إستخباراتِيه جعلته يمُّر في سكراتٍ موتٍ مُتفرقه.


الرجلُ الثاني ، صاحبُ القيادة المتينة ، قاسِي لم يتعلَّم معنى الرحمة ، يُخالِط المُجرمين و يزيدُ قساوةً و قلبُه قابلِ للحقد بسُرعة تلوِّن الماء إن خالطهُ حبر إلا أنَّه يصعب عليه الحُب كما يصعب أن يُفصَل الحبرُ عن الماء ، يذهب بعملٍ إلى الشرقية و مِنها زارَ صديقه ليصطدِم بفتاةٍ شبه عارية و البقية هُناك.

الرجلُ الثالث ، حريصٌ على أبنتيْه بعد فقدِ زوجته ، عزلهُم عن المُجتمع - لا صداقات ، لا إجتماعات ، لا حفلات - أجبرهُم على العُزلة والوحدة الرمادية ، أغرقهم بحنانِه ولكن عجَز أن يجعلهم يختلطُوا بأناسٍ آخرون ، وضع عند عتبة قصره أميالاً من الخطوط الحمراء.
ولأنه يُدرك معنى الخطَر أجبرهم على تدريباتٍ " عسكرية " لا تُرى إلا للرجال.

الإبنةُ الأولى مُقيَّدة بتلك الحدود الوضعية و قوانين والِدها ، مُغلقة قلبها جيدًا عن الجميع حتى باغتها مجهولٍ برسائِل و هدايا جعلتها . . تتمرَّد.
الإبنة الثانية طائِشة لا تتقيَّد بـ ذرة قانون ، تهوَى الإنقيادُ خلف أهوائِها و تضجر من قوانين والِدها وفي كل مرة تقع في شرِ أعمالها وتُكشَفْ بـ - غبائها - حتى أصبح الأمرُ يُستسهَّل بأن تدخُل بيت من أتى به والدها و تبدأُ معصياتُ الثغر هُناك.

الرجلُ الرابع ، تقاعَد وأتجهَ لتجارتِه ، لديه أبنٌ متزوِّج مُضطربْ مزاجيًا جافٌ مع زوجته رُغم كل الحُب الذي يكُّنه لأجلها ، يكتشف لاحقًا بأنه متورِط بقضية كبيرة.
الأبنُ الثاني ساخرٌ لا يعترف بالجدية سوى عندما علِم بورطةِ أخيه مما جعله يطلبُ التنازل من أهلِ المجني عليه إلا أنهم شرطُوا عليِه بشرطٍ كاد يفقدُ به عقله . . ماذا يكُون الشرط ؟


هُناك أبطال رئيسيين سنُبصِرهم في الزوايـا جيدًا و لايحتاجُون لتعريفٍ مُسبق.

الرواية ذات حسٍ أمنِي و عسكرِي و طابِع تجسسيْ ،
يتفرعُ مِنها " حُب ، مرض ، كُره ، فقد ، وفاء ، حقد ، إنتقام ، شك ، أمان ، حزن ، وفاة و تضحية "
لنقُل سلامًا على أرواحِ من فقدنا ()

..
..
..

لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية









JAN 05-15-2020 11:52 AM



الفصل الأول




البارت الأول :


يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
لم تُبقِ لي جلداً ولا معقولا
لَوْ حارَ مُرتَادُ المَنِيَّة ِ لَمْ يُرِدْ
إلا الفراقَ على النفوسِ دليلا
قالوا الرَّحِيلُ فَما شَككْتُ بأُنَها
نفسي عن الدنيا تريد رحيلا
الصَّبرُ أَجمَلُ غَيْرَ أَن تَلَدُّداً
في الحُب أَحرَى أَنْ يكونَ جَمِيلا
أتظنني أجدُ السبيلَ إلى العزا
وجدَ الحمامُ إذاً إليَّ سبيلا!
ردُّ الجموحِ الصعبِ أسهلُ مطلباً
من ردِّ دمعٍ قدْ أصابَ مسيلا

*أبو تمآم



فِيْ فرنسا . . تحديدا بارس

تلفت يمنة ويسرة في شقته وهو يتعوذّ وينفث ثلاثا من شيطانه وكوابيسه ,
سقطت عينه على صورة والدته . . . أبتسمْ يشعر أنها معه في كُلْ لحظة
بصوت رجُولي جهُور : مثواك الجنة يالغالية
ذهب للمطبخْ وجهّز قهوته , وضعها في " المق " وأرتدى ملابسه وربطة العنق الأنيقة وأخيرا أتقن كيف يلبسها . . في السابقِ أخته الفاتِنة هي المسؤولة عن ربطات عُنقه وإختيارها . . تنهّد من أموات يتذكرهم في كُل لحظة . . . . . أخذ حقيبته الأنيقة السوداء وخرج من الشقة ليصادف العجُوز السورية : كيف حالك ياإبنِي
عبدالعزيز بإبتسامة أُرهقت مع الزمنْ : بخير الله يسلمك بشريني عن أحوالك ؟
العجُوز : نحمد الله
عبدالعزيز : محتاجة شيء ؟
العجُوز : إيه ياإبنِيْ محتاجة بُطاقة إتصال دولية بدي حاكي إبنِيْ
عبدالعزيز وهو يشير لعينيه : أبشري من عيوني وأنا راجع بجيبها لك
العجُوز : الله يرضى عليك
عبدالعزيز أتجه لدوامه . . . . . ألقي السلامْ
عادِل " إماراتي " : ياريّال مابغينا نشوفك
عبدالعزيز أكتفى بإبتسامة
أمجد *المصري* : الكلام مايطلعش منو الا بفلوس
عبدالعزيز ألتفت : أجل سجّل عِندك 100 يورو لكل كلمة
عادل : ههههههههههههههه شحالك ؟
عبدالعزيز : الحمدلله زي ماأنت تشوفْ
عادل : مأجور
عبدالعزيز بهدُوء : الله يرحمهم
الجميع : آمين


,


ذلك الذي إذا قِيل إسمه وقفوآ مهابة وإحتراما : عبدالعزيز بن سلطان العيِدْ
والآخر أقل رتبة ولكن ذو حجه ورايه قوي : يابو سعُود الرجّال مغترب صار له أكثر من ثلاثين سنة أنا أقول نغيّر الجِهة
أبو سعُود : مناسِب يامِقرنْ وأنا قابلته الرجّال أنا واثق فيه ولو أدخلناه السلك معانا راح يكون كفؤ وماوراه أهل ولا زوجه ولا شيء الرجّال بإختصار ماعنده شيء يخسره كل أهله راحوا بحادِثْ

عاد لذاكرتهْ يوم قابله

أبو سعُود : بس بترتاح لو تقولي
عبدالعزيز بنظرات حادة : ماتعوّدت أشكي لأحد
أبو سعود أبتسم : الله يرحم من رحل ويلطف بمن بقى
عبدالعزيز تنهّد
أبو سعود : لو أجلس معاك لين بكرا ماراح أطلع معك بفايدة
عبدالعزيز : ماأعرفك وبكل قلة ذوق جاي وتحقق معِي
أبو سعود : آسف وحقك علي يابو سلطان
عبدالعزيز : وقتي مزحوم إذا عندك شيء قٌوله
أبو سعود : باريس حلوة بس ماحنيت للرياض ؟
عبدالعزيز بجمود : لأ
أبو سعود : لهدرجة الرياض ضايقتك ؟ قلي وش زعلك منها
عبدالعزيز لم يرد عليه وعيونه على المارةّ
أبو سعود : الرياض تطلب رضاك
عبدالعزيز : بلغها العفو
أبو سعود : ودّها تقابلك
عبدالعزيز بصمتْ
أبو سعُود : أخدم ديرتكْ وعيش في وطنك وش لك بالغربة !! ماطلعت منها بفايدة هذا كل من تحبْ راح
عبدالعزيز : ومين قال ماأبي أخدم وطني ؟ بس ماأبي أرجع . . وقف . . . لابغيت تتذاكى سوّ نفسك غبي على أغبياء بس لاتتذاكى على ناس أذكياء . . . . وذهب
أبو سعود وإبتسامته المنتصرة لاتغيب . . . . وجدت من أريد " هذا ماكان يردده بنفسه "



,



رجع الشقة التي تعمّها الفوضى غاضِب . . في نهاية الدوام أستلم خبر إقالته . . بأي حق يقيلوني ؟
واثق أن ذلك الرجل البغيض وراء ذلك . . . فتح غرفته لينصدمْ بتلك
فتاة حسناء أو بمعنى أدق فاتِنة شبه عارية أمامه
أقتربتْ ومسكت ربطة عنقه وأقتربتْ جيدا لكن أبعدها بتقرف وبصوت أنثويْ وبلغة عربية ركيكة : لم أعجبك ؟
عبدالعزيز وهو يشتت نظراتها بعيدا عن جسمها الشبه عاري وبالفرنسية : من أين أتيتي *بدل ماأكتب فرنسي وأترجم بالعربي فقلنا نكتبها من البداية :p "
الأنثى وهي تتلمس عنقه وبلكنة فرنسية بحتة : من هُنا . . أشارت لقلبه
عبدالعزيز : لاتختبري صبرِيْ كيف دخلتي ؟
هي قبلته على عنقه وبدأت قبلاتها تغرقه
عبدالعزيز يدفعها بشدة : لكِ دقيقتين فقط لتخبريني من أين أتيتي أو سوف أتعامل معك بشكل آخر
هي : غريب فجمالي لايقاوم
عبدالعزيز بحدة : من أين أتيتي ؟
هي : أعجبتني وفكّرت أن أأتيك خلسة
عبدالعزيز : وكيف دخلتي هُنا ؟
هي : بطرق خاصة غير قابلة للنشر
عبدالعزيز بغضب : أخرجي قبل أن أنهي آخر أنفاسك هُنا
هي بإبتسامة ساحِرة : الرجال الشرقيين وسماء ويعشقون جسد الأنثى لماذا تخرج من هذه القاعدة الآن ؟
لفّ يديها وهي تتألم وكأنه يوبخها بكلماتها : أبلغي من أرسلك لايحاول اللعب معِيْ لن يستطيع الصبِر أبدا
ومسك وجرّها بقوة ورماها وأغلق باب الشقة
بعد دقائِق طويلة أتته رسالة " كفو ماتخون ياولد سلطان "
أغلق هاتفه . . . . يُريدون أن يختبرونه لكن لن أسمح لهم !!


,

هي : ذلك الرجل الشرقي بغيض ومتكبر
الفرنسي الآخر : مالِك به أهم ماعلينا هو المبلغ الذي قبضناه !
هي أبتسمت بخبث : أثرياء لم يعطوني بهذا المبلغ
هو : أبلغت السيّد ماحصل بينك وبينه وشكرنيْ ولكن يجب أن تنسين هذه الحادثة بأكملها
هي وهي ترى المبلغ : أكيد أنا لا أرى ولا أسمح ولا أتكلم
هو يقبّلها بعمق : هكذا صغيرتي


,
مر شهر وهو يبحث عن عمِلْ . . بدأت تتراكم عليه الديُون وعزة نفسه لم تتغير بالغُربة أبدا مازال ذلك الرجّل البدوي الذي يرفض أن يأخذ من أحد درهما واحد ,


الهالات السوداء أنتشرت تحت عينيه . . . . . لست ممن يحبذون أن يجعلوا كل أبطال الرواية وسماء وجميليين وذو فتنة لكن هو كان طوِيلْ عريض وذو شعر القصيرْ يجذبْ كل أنثى نحوه غير ملامحه السمراء و حدة عيونه وياعذابنا بعينيه الآسرة . . . جميل وأبدع الخالق في جماله ,

لبس جينز وفوقه معطفْ يقيه من برد باريس الذي لايرحم , وأرتدى نظارته السوداء . . . . ركبْ سيارته البي آم دبليو السوداء وهو يفكر ببيعها لأنه محتاج ,

سرح بخياله ,
يتذكر تفاصيل تلك الليلة أجمل ليالي العُمرْ

أم عبدالعزيز : بس ها مايجوز من الحين أقولكم
عبدالعزيز : هههههههههههه يايمه مانختفل ولا شيء بس كذا مبسوطين فيك
أم عبدالعزيز : أمك تذكرها طول السنة مو بيوم
عبدالعزيز يقبل جبينها : مو بس طول سنة الا بكل لحظة وكل نفس آخذه
هدِيل : أبعد عن أمي . . وتقبل جبينها . . . شوفي العيّار حلت له الجلسة بحضنك
أبو عبدالعزيز : لي الله
غادة : يبه وش عليك منهم يكفي أنا أموت فيك ؟
أبو عبدالعزيز : هههههههههههههه هذي البنت العاقل
هدِيل : إيهه من تملكت وجاها حبيب القلب وهي ساحبة علينا يالله حتى أحنا لنا الله
عبدالعزيز : بسك محارش
غادة : ماراح أرد على الغيرانيين . . . يالله بنآخذ صورة جماعية أرتزوآ
حطت التوقيت على 5 ثواني لتلتقط ثلاث صور خلف بعض
غادة : هههههههههههههههههههههههههههه لاهالصورة مو طبيعية عزوز تعال شوف وجهك كيف صاير ؟
هديِل : أوه ماي قاد هههههههههههههههه وش هالإبتسامة الغبية
أم عبدالعزيز : حبيبي وليدي بكل حالاته يجنن خل عنكم الحكي الفاضي
عبدالعزيز بضحك : عاشت الوالدة

وإذا بشيء يمّر أمامه . . . توقف ولكن وقوفه لم يفيد فإذا برجلٌ ملقى على الشارعِ والدماء حوله





JAN 05-15-2020 11:54 AM



الفصل الثاني



البــــــــــــــــــ2ـــــــــــــــارت

نزل برُعبْ . . سمع شتائم من هُنا وهُنا . . ألتفت وإذ بشرطة تقبض عليه
تنهّد بقوة وهو يحاول أن يُفهِمهمْ ولكن تعدى طريق المشاة والإشارة حمراء . .


,

أرتدت فستانها الأسود الطويل وشعرها المموجّ يزيدها فتنة أخرى . .
أبو سعود : الله الله على بنت أبوها وش هالزين
عبير أبتسمت : عاد بالزين محد ينافسك
أبو سعُود وهو يقبل خدّها : طيب حبيبتي أنا بسافر هاليوميين
عبير تنهّدت : يبه الله يخليك توّك راجع من باريس بعد بتسافر
أبو سعود : شغل ضروري مايتأجَل ياعيوني . . أنتبهي لنفسك وأقري على نفسك المعوذات قبل لاتروحين , وين رتيل ؟
رتيل : الطيب عند ذكره
أبو سعود يقبّل خدّها هي الأخرى : أسمعوني زين هياتة ودوجة ماأبي مو يعني سافرت تآخذون راحتكمْ
رتيل تهز راسها بالإيجاب
أبو سعود : مفهوم ؟ داري لازم تجيبون لي مصايب كل ماأرجع من سفرة
عبير : هههههههههههههههههههه والله محنا مدوجين ولا بنهيّت ولا بنسوي شيء من الجامعة للبيت ومن البيت للجامعة وإتصالات من ناس غريبة مانرد عليها وماندخل أي أحد البيت والله يبه نفس الشيء تكرره كل مارحت أبد أبشر
أبو سعود : إيهه أحفظي الكلام
رتيل : لانست شيء , مانآكل من مطاعم
أبو سعود : هههههههههههههههههههههههه إيوآ أنتي كذا ماشية بالطريق الصحيح
رتيل تحضنه : بنشتاق لك لاتطوّل

أبو سعود عائلته الصغيرة تتكون من عبير ورتيل . . وزوجته الحبيبة غادرت الحياة منذ زمن طويل ,


,


في مركز الشرطة ,

الضابط : من حسن حظك أنه لم يمت ولكن لن تفلت من العقاب
دخل الشرطي : سيدي هُناك شخص يُدعى مغرن "مقرن" الـ نسيت ماذا كان ولكن يبدوا لي أنه من المُهم أن تقابله الآن
الضابط أدخله
ألتفت عبدالعزيز وهو يحلف ثلاثا بقلبه أنهم وراء كل هذا
مقرن : السلام عليكم
عبدالعزيز : وعليكم السلام
مقرن بالإنكليزية : هل أجلس مع المتهم قليلا ؟
الضابط وتعرّف فعليا من يكون من وجهه : تفضل . . وخرج
عبدالعزيز : ألاعيبكم من شهرين صارت واضحة
مقرن أبتسم : ألاعيب !! أحسن الظن هذا وأنا جاي أطلعك من هاللي قردت نفسك فيه بغمضة عين
عبدالعزيز : ماني محتاجك لو يعدموني ماني محتاج لكم
مقرن : خفف هالكبرياء اللي فيك وبتعيش صح
عبدالعزيز أبتسم وهو يمد الكلام : مـــــــــــــــــالك دعــــــــــــــــــــــوى
مقرن : طيب خلني أصيغها لك بشكل ثاني . . أشتغل عندنا شغل ومعاش اللي تحطه في بالك وبيت وسيارة وبالرياض
عبدالعزيز بسخرية : عرضك مغري حيل !
مقرن : يابو سلطان أنا أبي لك الخيرْ وأنت بكيفكْ
عبدالعزيز : خير منكم ماأبيه
مقرن : أبوك الله يرحمه كان معانا لولا تقاعده وهجره للسعودية كان الحين بأعلى الرتب
عبدالعزيز : خبرّت اللي قبلك
مقرن : ماعندك علم وش إسم اللي قبلي
عبدالعزيز : ماأبغى أعرف
مقرن : عبدالرحمن بن خالد آل متعب * العائلات من وحي خيالي ولاتمد بأي شكل من الأشكال للواقع إنما أسماء خيالية *
عبدالعزيز تجمّد في مكانه . . من بادلته بأسلوب وقح يكون .. !!!!!!!!!
مقرن : نطلعك من هالبيئة ونخليك ببيئة أكثر آمان يعني تخيل فرنسا كم سنة بتسجنك وخصوصا أنك عربي وماوراك أحد يذكرك حتى لو تموت . .
عبدالعزيز بصمت
مقرن : نعقد إتفاق إحنا نوفّر لك كل اللي تبيه وكل اللي تآمر عليه لكن بشرط
عبدالعزيز : إللي هو ؟
مقرن : نبيك معانا
عبدالعزيز تنهّد : طيب عطني فرصة أفكر يمكن أقلبها براسي وأقتنع ويمكن لأ
مقرن وقف : أجل أجلس بالسجن كم يوم لين تفكر
عبدالعزيز بصمت وهو يفكر بتشتت
مقرن : يعني ماعندك رد !! . . طيب سلمّك الله . . وأتجه للباب
عبدالعزيز : موافق


,



رجعت مُتعبة مُرهقة
رتيل دخلت غرفتها بإستعجال وهي تبحث عن النُومْ
عبير دخلت غرفتها بتعبْ . . حتى ليس لها طاقة لتنزع فستانها
رمت نفسها على السرير ليؤلمها رأسها من شيء تجهله . . أبتعدت لترى بوكيه ورد أبيض ملتفّ بورقْ أبيض ومحكوم بخيط عنابيْ . . أستغربت . . بحثت عن بطاقة عن أي شيء . . لم تجد . . سئمت من هذا المجهُول !
شاهدت بآخر الورق كُتبْ " أكففِي عن بعض سحرك "
لم تشعر بشيء سوى أبتسامة أعتلتها . . .
. شهر كامل مر وهي تتلقى هدايا من مجهُول ورسائل مجهُولة لجوالها وإن أرسلت شيء طلع لها *إكس* مشيرا لعدم تسلمه أي رسالة
وكل ماسألت الخادمة أشارت بأنه " هندِي الجنسية " يأتي ويعطيها ويقول لها " أعطيها لعبير "



,



أبو سعود : الله يبشرك بالخير
مقرن : ماسوينا شي ياطويل العُمر والله أني أنبسطت يوم أنه وافق
أبو سعود : أنا طيارتي بعد شوي إن شاء الله لنا جلسة معه نفهمه على أمور كثيرة
مقرن : بالسلامة يارب . .


,


أنتشر الظلام في شقته . . . أخذ يُفكر بالمصيبة التي فعلها . . لايُريد أن يدخل بما دخل فيه والده ,
مسح وجهه بإرهاق . . . . . أجبروني ومسكوني من إيدي اللي تعوّرني . . . .
حذف زجاجة الماء بغضب . . . . . لايرِيد أن يكُون شخص مثل ماكان أبيه أيام عمله !
منعزل عن العالم يكاد لايرانا لاأنا ولاأخوتي ولاأمي . .. لاأريد أن أنعزل لاأريد أن أحظى بسواد يكفي مالقيت من أقدار . . . .! أكملوها فعلا
جلس على ركبتيه ويادموعي أخرجي وأريحيني
ليه ماأبكي . . أبكِي ونفّس عن اللي داخلك . . . يارب رحمتك يارب رحمتتتتكْ
أعتصَر ألما هذه الليلة شعر بالوحدة يريد أن يضع رأسه على صدِر حنون يشكي له كلُ ماحصل وكل ماشعر به من إذلال وهو يوافق لهُمْ . . . . .



,

مرّ يومانْ . .

أبو سعود : وأبوك عرف يربي وأنا أشوفك ولدي سعود اللي ماشفته
عبدالعزيز بصمتْ
مقرن : فهمته طال عُمرك بكل شيء
أبو سعود : أبيك تفكِر أنه الوقت الراهن ماهو وقت علاقات أتمنى ماتكوّن صداقات من الجنسيينْ ياعزيز
عبدالعزيز وهو يستمع لأوامر يبغضها
أبو سعود : بتكون بأمانتي بس إن خالفت أمر واحد بتكُون بعت سلامتك وأمانك
عبدالعزيز رفع عينه : إن شاء الله
أبو سعود : وأبيك تعرف شيء واحد أنه كل شخص نطِيح فيه من هالخلايا اللي تضر بلادنا بتكون خدمت وطنك وبتؤجر عليه بإذن الله
مقرن : بترجع معانا الرياض بطيارة أبو سعود والرياض مشتاقة لك
عبدالعزيز ويشعر بإختناق . . أكتفى بإبتسامة أرغم نفسه على إظهارها
أبو سعود : جهّز نفسك والليلة ماشين للرياض . . وقف . . تآمر على شيء
عبدالعزيز وقف : سلامتك
أبو سعود يضع يديه على كتفه ويشد عليها وكأنه يُريد أن يريّحه

خرجوآ وعاد إلى دوامه مع نفسه . . . تعيس يائس فقد كُل شيء والآن يفقد شيء يسمى " الحُرية "
لمّ أغراضه من هذه الشقة . . . ممتلئة بالصور والذكريات . . . ممتلئة بأصوات من أدمنها ,


هدِيل : حط عينك بعيني
عبدالعزيز : هديل أبعدي عن وجهي بشوف الأخبار
هدِيل : مافيه الا لما تقولي وش كانت تسوي في مكتبك ؟
عبدالعزيز بسخرية : جت تسأل عنك
هديل : تضحك علي !! تبيني أضبطكم ترى أبد معي بالكلاس وأعرفها زين
عبدالعزيز يرميها بالمخدة : أستحي على وجهك هذا أنا وأخوك الكبير وتقولين كذا وتضبيط وحركات
هديل : ههههههههههههههههههههههههه . . وتطفىء التلفاز
عبدالعزيز يقوم ويشيلها بين يديه ويقلبها ليصبح رأسها على ظهره : خلاااااص توبة
عبدالعزيز : حاولي تترجيني وبنزلّك
هدِيل : آآآآآآآآآسفة وتوبة وخلاص سامحني
عبدالعزيز : لآهذا أسف بارد بيني لي أنك ندمانة
أم عبدالعزيز : يامجنون وش قاعد تسوي بإختك . . نزّلها
عبدالعزيز : خل تعتذر أول وكلها أسف
هدِيل بصراخ: آســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فة
ينزلها : فجرتي إذني


هُنا كانت هدِيل وعنادها المستمر له . . .

عبدالعزيز : غادة تأخرت يالله
بدأت تثبت ربطة عنقه وأختمتها بقُبلة على كتفه : الله يبلغني وأشوفك عريس وأفرح فيك
عبدالعزيز أبتسم : خلنا نفرح فيك بعدين لاحقين
غادة بخجل : مابقى شيء على زواجنا بس لازم نخطب لك
عبدالعزيز بتهرب : أنا ميييييييت
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههه بعيد الشر عنك عطنا بس الموافقة ونخطب لك أجمل وحدة ولو تبي من الرياض حبيبتك بس قل تم
عبدالعزيز يتجه إلى الباب ليذهب لعمله : ياناس فكوني من شرها على هالصباح

فاض قلبه ودمعه الأناني لاينزل ويريّحه . . هُنا غادة ووعودها بزواجه من أجمل الجميلات . . لم تره عريسا ولم يراها عروس !



,


على طاولة الطعام هي وأختها
رتيل : شرايك بمغامرة الليلة
عبير : هالمرة خلينا عند وعدنا لأبوي
رتيل : هههههههههههههههه ياجبانة
عبير : لو أنك شجاعة روحي قولي لأبوي
رتيل : بس هالليلة يختي
عبير : يمكن يرجع الليلة
رتيل : لأ أكيد بيطوّل خلينا ننبسط
عبير : رتيل تكفين لاتورطيني هالفترة لأ
عبير أخذت ترتشف من قهوتها
قاطعها صوت رسالة قادمة من المجهُول . . فتحت الرسالة " ولو كُوب القهوة نطق لقال : أحرُم على غيرك من بعد شفاهِك "
تلفتت يمنة ويسرة برُعب . . يراقبها لاتعلم من يكون لكن تفاصيلها الدقيقة يعلمها مايجعلها تغضب تنفعل تخاف
رتيل : وش فيك ؟ وش الرسالة !
عبير : لآ ولا شيء عرض سيارات جديد . . أنا بروح لغرفتي . . وصعدت


,



وصلوآ للرياض . . أوووه الرياض يحس بشعور غريب يجتاحه
نزع جاكيته من حرارة الطقس . . طلع من المطار وعينيه تذهب للسماء وكأنه يرى السماء لأول مررة
ياااه يالرياض ماعدت أعرفك !!! تخيلي بس أني كنت ميت عشان أجيك ومن بعدهم ليه أجي ؟ وين مكاني دامهم رحلوآ !!

أبو سعود : عزيز
ألتفت : وين بروح الحين ؟
أبو سعود : بيتي وإن ماعجبك
قاطعه : ماأحبذ أسكن مع أحد
مقرن : في قصر طويل العمر بيت صغير منعزل عن القصر وبترتاح فيه صدقني
سكتْ برضا مضطر . .


,

وصلوآ وطول الطريق وعينيه تبحثْ عن شيء يذكره بطفولة كانت هُنا لكن لاشيء يتذكره
أبو سعود : تفضل . . دخل البيت
كان أنيق وواضح عليه الفخامة
مقرن : أنا أستأذن ياطويل العمر عندي شغل
أبو سعود : بحفظ الرحمن
عبدالعزيز تنهّد : ماتقصِر
أبو سعود : من بكرا بيبدأ الجد . . . . أخرج من الدرج سلاح
عبدالعزيز لم يكن سينصدم لكن لم يتوقع بهذه السرعة
أبو سعود : محتاج لآمان ولا
عبدالعزيز يأخذه من يديه وهو يتأمله
أبو سعود : تعلمت على الأسلحة كثير وماهو أول مرة تمسكه
عبدالعزيز بسخرية : تحقيقاتكم دقيقة مررة
أبو سعود : ولو !!
عبدالعزيز أبتسم ولأول مرة يظهر صفة أسنانه العلوية في أبتسامته : جيّد . . والأسماء اللي عِندي كيف أتحقق منها
أبو سعود : أول شيء أنت لاتعرفنا ولالك علاقة فينا مجرّد شخص يبي يعتنق فكرهم راح يستقبلونك بحفاوة بالغة وبيشيلونك فوق راسهم . . . عاد الباقي عليك وإذا نجحت بهالمهمة ماأخفيك أنك ممكن تتكرم من أعلى قادات في الدولة وبنفتخر فيك
عبدالعزيز بهدُوء : طيبْ فيه شيء غيره تنبهني عليه
أبو سعود : أعيد وأكرر اللي قلته لك لآ تكوّن أي علاقات مع أي أحد كان عشانك لأنك بتفقدهمْ !!
عبدالعزيز بسخرية : عارف هالأمر كثير وشفته بأبوي
أبو سعود : أبوك لولاكم ماكان تقاعد . . تقاعد عشان يأمِن عليكمْ لكن سبحان الله هذا هُم راحوا في غمضة عين يعني الله الحافظ لو كنت بحضن أمك ممكن يجيك الموت
عبدالعزيز : أتمنى ماتذكر أبوي كل شوي وكأنك تعاتبه على أفعال أنا أشوفها صح
أبو سعود كان سيتكلم لولا دخُولها المفاجىء
عبدالعزيز رفع عينه إذا بجميلة ذات عينيين بريئة تنظر لوالدها بخوفْ






JAN 05-15-2020 11:56 AM



الفصل الثالث



ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ
أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "

لاتشغلكمْ عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه "


رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

" البارت الثــالث "



وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب

ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي

وسط الضباب وفي الزحامِ

يهزني في مضجعي

ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب

أحشاؤها حُبلى بطفلٍ

غير معروف الهوية

أحزانها كرمادِ أنثى

ربما كانت ضحية

أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين

طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين

أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل

كم من دماء الناس

ينـزف دون جرح .. أو طبيب

لا شيء فيك مدينتي غير الزحام

أحياؤنا .. سكنوا المقابر

قبلَ أن يأتي الرحيل

هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام

ما أثقل الدنيا ...

وكل الناس تحيا .. بالكلام

*فاروق جويدة


عبدالعزيز بهدُوء : طيبْ فيه شيء غيره تنبهني عليه
أبو سعود : أعيد وأكرر اللي قلته لك لآ تكوّن أي علاقات مع أي أحد كان عشانك لأنك بتفقدهمْ !!
عبدالعزيز بسخرية : عارف هالأمر كثير وشفته بأبوي
أبو سعود : أبوك لولاكم ماكان تقاعد . . تقاعد عشان يأمِن عليكمْ لكن سبحان الله هذا هُم راحوا في غمضة عين يعني الله الحافظ لو كنت بحضن أمك ممكن يجيك الموت
عبدالعزيز : أتمنى ماتذكر أبوي كل شوي وكأنك تعاتبه على أفعال أنا أشوفها صح
أبو سعود كان سيتكلم لولا دخُولها المفاجىء
عبدالعزيز رفع عينه إذا بجميلة ذات عينيين بريئة تنظر لوالدها بخوفْ
صد عنها وعاد لتأمل السلاح الذي بيده
أنسحبت برُعب وهي تلعن نفسها . . . دخلت غاضبة
عبير : يالله لاتشقينا وش فيك
رتيل تضع يديها على صدرها : أحس قلبي بيوقف محد قالي أنه فيه واحد مع أبوي
عبير رفعت حاجبها بإستغراب : مين ؟
رتيل : مدري خفت قلت الحين أبوي بيدفني لامحالة وركضت لهِنا , مين هذا وبعدين داخل البيت فماتوقعت ضيف بيدخل هالبيت
عبير رفعت حاجبها : غريبة طيب أصعدي فوق لايشوفك الحين ويعصب بحاول أشوف وش الموضوع

ماهي الا دقائق ودخل والدها ,
عبير تقبّل جبينه : الحمدلله على السلامة يالغالي
أبو سعود : الله يسلمك . . وين رتيل ؟
عبير : لاتعصب ولا شيء عشان خاطري هالمرة والله ماكانت تدري حتى جتني مرعوبة
أبو سعود : هالبنت بتجننيْ , طلعتوا مكان ؟
عبير : حتى الجامعة سحبنا عليها قلنا مايصير أحنا عند كلامنا
أبو سعود بنظرة شك : والله ودي اصدق يابنيتي بس كأنك تهايطين
عبير ضحكت : عاد والله العظيم سحبنا على الجامعة
أبو سعود : كويّس هالفترة الأمور متوترة
عبير : ماقلت لي مين اللي جاينا ؟
أبو سعود : عبدالعزيز بن سلطان العيد
عبير بإستفهام : إيه مين يكون ؟
أبو سعود : سلطان العيد تذكري ماقد سمعتي بجلساتي أطريه !!
عبير بمحاولة للتذكر : لآ طيب وش يسوي هنا؟
أبو سعود : بيعيش معانا فترة وطبعا الحديقة ماأبغاكم تطلعون لها
عبير : لآيبه تكفى عاد الشتاء جاء والجو بدآ يصير حلو هو بعيد عننا بنروح ورى القصر مايشوفنا أما تخرب مخططاتنا كنا أنا ورتيل نفكر بحفلة كِذا بالحديقة
أبو سعود : لأ وألف لأ
عبير : يبه الله يخليك عاد بنسوي هالحفلة وبننبسط
أبو سعود وهو يرتشف من الماء : نادي لي رتيل
عبير : يبه الله يخليك وبعدين ليه يسكن هنا ضاقت يعني
أبو سعود : لآتقولين هالحكي عيب !! الرجّال أعتبره زي ولدي
عبير : من أول يوم كِذا زي ولدك
أبو سعود : بيني وبينك الرجّال مايطيقني
عبير بإندفاع : ينقلع وش لك فيه
أبو سعود : مع الأيام يتقبلني ماهو مُهم يحبني أو لأ
عبير : طييب والحديقة ؟ وافق تكفى صدق مايسوى المكان مرة بعيد عن البيت
أبو سعود : ياكثر زنّك خلاص سوي الحفلة بس قبلها تقولين لي اللي بتعزمينهم
عبير تقبّل خدها : وفديت أبوي أنا
أبو سعود : على الطاري جاني كشف حسابك
عبير تقاطعه : لاتستعجل بالحكم تبرعت في هالمبلغ
أبو سعود : المشكلة حافظك زين والكذب من عيونك باين
عبير ضحكت : أنا ورتيل أستأجرنا سيارة
أبو سعود : أجلسي وقولي لي وش سويتوآ
عبير : قديمة في بداية الشهر
أبو سعود بقلة صبر : وش سويتوآ ؟
عبير : لاتخاف ماسقنا ولو إحنا بناتك مايصير نسوق بس خلينا السواق يسوقها بدالنا
أبو سعود : وين رحتوا ؟
عبير تشتت أنظارها : كِذا فرة على الرياض ورجعنا
أبو سعود : وين رحتوا ؟
عبير : يعني مافيه مكان نزلنا فيه
أبو سعود يكرر سؤاله : وين رحتوا ؟
عبير بصمتْ
أبو سعود بحدة : وين رحتوا ؟
عبير بلعت ريقها : لاتعصب علي كِذا
أبو سعود بعصبية بالغة : عبير لاتجننيني وين رحتوا ؟
عبير أرتبكت من صوته الغاضب : نص الشرقية ورجعنا والله مادخلنا الشرقية حتى كِذا بنص الطريق خفنا ورجعنا والله العظيم
أبو سعود بغضب : طيب حسابكم بعدين مو الحين . . وصعد لغرفته


,


في صباح هادىء ومتوتر . .
فتح عينيه وهو يتأمل سقف الغرفة . . . ردد " أنا بالرياض " وأردفها بضحكة مجنونة
أخذ له شاور سريع . . . أرتدى ملابسه ورأى السلاح على الكنبة فكّر أن يجربه في هذا الصباح . . . طلع من البيت والمكان بأكمله يكسيه الخضار , وضع كراتين أمامه وأخذ يصوّبْ . . رصاصة تلو رصاصة
أبتسم بخبث لو يقدَر يصوّبها على أبو سعود ومقرن وجماعتهم كلهم ويصوبها على نفسه ويختفي . .. ضحك على أفكاره السوداوية !!
تذكر الأنثى التي دخلت بالأمس وفي نفسه " أكيد بنته !! طبعا مع بنته وعايش ومرتاح وش يهمه ؟ "

,

عبير تطل من شباك غرفتها : مو صاحي من الصبح أشتغل طلقات . . أوووووووووف . . ورمت نفسها على السرير لتنعم بنوم مريح . .

,


سمع صوت تصفيقه : أمهر مني ماشاء الله
عبدالعزيز ألتفت : بعض مما عندك
أبو سعُود : جهزوا الفطور تعال افطر معاي ومنها ندردش شوي عن الشغل
عبدالعزيز : تعرف وش اللي ماني قادر أستوعبه في كل هالأمور
أبو سعود بإهتمام : وشو ؟
عبدالعزيز : ثقتك فيني يعني ماتخاف أمسك هالسلاح وأصوبه عليك ولا مثلا في يوم من الايام تغيب عن البيت أدخل للفلة وأشوف بنتك أو زوجتك مثلا
أبو سعود بإبتسامة غامضة : أنتّ راعي صلاة وديّن ماأظن بتذبح واحد بريء ولا ؟ وزوجتي الله يرحمها وبناتي محفوظين ومحد يقدر يتعدى خطوة وحدة !
عبدالعزيز وهو يمشي معه : واثق بس عشاني أصلي وأأدي فروضي يمكن هذا الظاهر يمكن أسوي أشياء تصدمك
أبو سعود : أعرفك أكثر ماتعرف نفسك
عبدالعزيز : يجوز بس أكيد ماتعرف شيء أنا ماأبيك تعرفه
أبو سعود يتكتف : مثلا أقول كم مرة أمك الله يرحمها حاولت تجبرك على الزواج
عبدالعزيز عض شفته بحقد وأكتفى بالصمت ونظراته الغاضبة بدأت تأكل أبو سعود
أبو سعود : أو مثلا نقول كيف ماقمت تنام الا بمسكنات ومنومّات أو مثلا كم مرة حبيت في حياتك ؟ طبعا عمرك ماحبيت وهالشيء أعطاني ثقة أكثر أنه تقربوا منك بنات كثير وماحبيت ولا وحدة فيهم ولو أنه كنت تستلطفْ أثير لكن صدّك كان واضح . .. .وش اللي ماتبيني أعرفه
عبدالعزيز ضحك بقهر : لا برافو جد برافو لازم تكافىء اللي عينتهم عشان يراقبونيْ
أبو سعود : وإن شاء الله بنكافئك قريب
عبدالعزيز : بس ينتهي هالشغل بنهي كل شيء بيني وبينكم
أبو سعود : الخروج مو زي الدخول , الخروج صعبْ !
عبدالعزيز : أفهم من هذا تهديد !
أبو سعود وهو يجلس : ماعاش من يهددك
عبدالعزيز يجلس ويشرب الماء دفعة وحدة . . التوتر قد بان




,


رتيل : عبير تكفين قومي
عبير : تراها واصلة معي اليوم لاتحاولين تحتكينْ
رتيل : وش قال أبوي أمس ؟
عبير : صرخ علي وعصب عشان سالفة الشرقية
رتيل بصدمة : درى !!!!!!!!!!!
عبير : إيه وطبعا محد أكلها الا أنا
رتيل : طيب وأنا
عبير بتذمر : مدري أنزلي له تحت
رتيل : عنده الرجال ؟
عبير : ماأدري شايفتني سكرتيره الخاص وعلى فكرة إسمه عبدالعزيز
رتِيل بدراما وتمثيل : طيب قومي لاتتركيني وحيدة تعرفين أنك أختي الوحيدة وماعندي أصدقاء ولا أم وأبوي زعلان ومعصب لاتتركيني
عبير ضحكت وهي معصبة " ياشينها لاضحكت وأنت معصب "
رتيل : يالله قومي والله أحس خلاص الجدران لو تتكلم تقول أنقلعي أطلعي وأنبسطي
عبير : إيه بأحلامك تطلعين عقب اللي صار أمس
رتيل :هو يحترمك أكثر روحي راضيه
عبير : ليه مايحترمك أنتِ
رتيل بضحكة صاخبة : الماضي مايشفع لي
عبير : أحب اللي يعترفون بماضي وصخ زيهم
رتيل : أنا أسب نفسي كيفي بس أنتِ لاتسبين
عبير قامت من فراشها وتوجّهت للحمام ,
رتيل عند باب الحمام : بنزل تحتْ لاتطولين


,


مقرن جلس : صباح الخير
أبو سعود : صباح النُور . . . بو سلطان بطلب منك شيء
عبدالعزيز ثبت عيونه بعينيه : آمر
أبو سعود : أبيك توصل بنتي اليوم
عبدالعزيز بصمتْ
أبو سعود : ومقرن معاك
عبدالعزيز : الفايدة من هذا كله وشو ؟ تخليهم يشوفون شخص جديد ويوصل بنتك إذن فهو مهم بالنسبة له خلنا نآخذه نضايقه
أبو سعود أبتسم : أحسدك على ذكائك بس أخطأت , أنا أبيهم يشوفونك ماتقرب لي لامن بعيد ولاقريب
عبدالعزيز : اجل ليش أودي بنتك ؟


,


عبير مستلقية على الكنبة ورتيل على الأرض متربعة ,
رتيل : يالله أنتي من الأساس ليه قلتي له يعني جد غبية يعني ماتعرفين تكذبين وتنكرين
عبير : ماني زيّك محترفة بالكذب تمشين وتكذبين
رتيل : خفي علينا ياللي تقوطرين صدقْ
عبير : صدق ماتستحين فوق ماأنا مآكلة هوا عشانك وبعد تقولين كِذا
رتِيل : منّي علي بعدْ ,

دخل والدهم ليقطع نقاشهمْ
رتيل بأدب وتوتّر سلمت عليه : الحمدلله على السلامة
أبو سعود : بدري كان ماجيتي
رتيل بصمتْ
أبو سعود : روحي ألبسي مو وراك جامعة ؟
رتِيل لم تستطع مناقشته
عبير : أنا عندي أووفْ
أبو سعود يوجه كلامه لرتيل : مقرن وعزيز ينتظرونك بالسيارة
رتيل بصدمة
أبو سعود لم يدع لها فرصة للكلام : ولآ أسمع منك حرفْ . . 5 دقايق ولاتتأخرين عليهم . . وصعد لغرفته
رتيل : أبوك وش يحاول يسوي فيني ؟
عبير : تأدبي يابنت وش " أبوك " روحي ألبسي عمي مقرن معك عاديْ
رتيل عضت شفتها : أنا دايم حظي زي وجهي . . *تكش على نفسها* ماأقول الا مالت

,

دقائق معدُودة ودخلتْ
مقرن : شلون بنتنا اليوم ؟
رتِيل لم تستطع أخذ حريتها مع " مقرن " كالعادة : تمام
عبدالعزيز حرّك السيارة بصمتْ
ريحة عطره دخلت أنفها بقوة ,
بعد دقائق طويلة : وقف هنا عزيز
عبدالعزيز : الجامعة هِنا ؟
مقرن نزل من السيارة للبقالة : بجيب لي موياا أحس حلقي نشف . . وذهب
عبدالعزيز كمّلْ طريقه بإتجاه مخالفْ
رتيل بكلمات متقطعة : هيييه وقف أنتظر عمي مقرن هذا مو طريق الجامعة
عبدالعزيز لم يرد عليها وأكمل طريقه وكأنه خارج برا الرياض
رتيل بغضب : بتصل على أبوي وبعلمه أنت تبي تخطفني ولا وشو !!
عبدالعزيز مازال صامت بارد
رتِيل : وقف السيارة والله لأصرخ وألم الناس عليك
عبدالعزيز : أتصلي على أبوك وش منتظرة
رتيل أخرجت هاتفها وأتصلت ولكن مغلقْ
عبدالعزيز : مررة يهمه أمرك
رتيل وبوقاحة : تعرف تآكل *** طيب
عبدالعزيز ضحك : شكرا من لطف ذوقك
رتيل تأفأفت : شف أنا إنسانة ممكن أرتكب جريمة ولايهمني شيء فوقف السيارة لاأفتح الباب وأطيح نفسي
عبدالعزيز لم يرد عليها ولكن بعد صمته أردف : غريبة عبدالرحمن آل متعبْ بنته قليلة أدب
رتِيل : أنا قليلة أدب يا. . ولاتدري خلني ساكتة لاأقولك قاموس كلمات ماتعرفها بعد
عبدالعزيز وهو يكمل طريقه : منكم نستفيد
رتِيل بلعت ريقها بخوف من الطريق : أنت وين موديني !!
عبدالعزيز : دام أبوك مايبيك أنا أبيك
رتِيل : ياحقير ياقذر ياكلب ياحيوان وقف
عبدالعزيز بسخرية من حاله قبل أن يسخر من رتيل : في باريس هالكلمات ماكنت أسمعها أبد أشتقت لها كثير
رتيل بصراخ : ياحقيييييييييييييييير وقف
عبدالعزيز وبسرعة جنونية بدأ يقود لينتشر الرُعب في كل خلية بجسمها
رتيل أستسلمت للبكاء وبصوت مبحوح : تحسب أبوي بيخليك والله ليجيبك جثة
عبدالعزيز : ماعندي شيء أخسره
رتيل بصقت عليه
عبدالعزيز ضحك دون أن يسيطر على ضحكاته : بنت الحسب والنسب تتفل !! وش هالبيئة الشوارعية اللي أنتي عايشة فيها
رتيل : وقف تكفىىى وقفففففففففف خلاااص بعطيك كل شيء بشنطتي كان تبي فلوس بس وقف
عبدالعزيز : عندي فلوس ماني محتاج
رتيل : تدري أنها تعتبر هذي خلوة وحرام ومايجوز وربي بيعاقبك يوم القيامة وعمي مقرن ماكان بعقله يوم تركنا
عبدالعزيز : عقب كل الألفاظ الحلوة اللي قلتيها صرتي تعرفين بالدين
رتيل فتحت جوالها لكن عبدالعزيز ألتفت بسرعة وسحب الجوال من بين إيديها ورماه على الكرسي الذي بجانبه
رتيل : أنت من جدك !! وأبوي واثق فيك ومسكنك عندنا وأنت من أول فرصة خذيتني لمكان مدري وين . . رجعني لا والله
عبدالعزيز يقاطعها : وفري حلوفك لنفسك
رتِيلْ تبكي وبترجي رضخت : تكفى خلاص والله أنا آسفة على هالكلام بس تكفى لاتسوي فيني شي
عبدالعزيز ولأول مرة منذ فقدانه لأهله يأتيه شعور السعادة في قلبه على رجائها وإستسلامها يجعله يشعر بالإنتصار : أيوا كملي وبفكر أرجعك أو لأ
رتيل لم تحتمل : أجل أنقلع طيب يا**** يا ****
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههه بالضبط ألفاظ شوارعية للحين مصدوم أنك بنت أبو سعود
رتيل : لأنك فعلا ****و **** وحقير ونذل
عبدالعزيز : نقص شي وقاتِل
رتيل سكنتْ
عبدالعزيز ويخرج السلاح ويجهّزه
رتِيل بسكُون
عبدالعزيز وهو يضحك على أفعالها المتناقضة مرة ترضخ له ومرة تتفرعنْ عليه : المكان هِنا فاضي يمديني أدفنك ومحد درى عنَك ونقول قرصة إذن لأبوك
وضعت باطن كفّها على رأسها بمحاولة لتصديق مايُحدث أمامها . . تُقتل !! لآمستحيل أستغفر الله
أستمرت دقائق الصمتْ
رتيل أستسلمت وأجهشت بالبُكاء

,









JAN 05-20-2020 09:26 PM





السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهْ ,
يسعد صباحكمْ أو مسائكمْ :$

أنا غلطتْ بترتيب البارتاتْ نسيت أني نزلت بارتينْ أول يوم :d

ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ
أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "

لاتشغلكمْ عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه "


بعضكمْ صدقت توقعاته وجدا بعد :p أسعدتونيْ والله بتحليلاتكمْ للشخصياتْ

وبكرر هالجملة كثير " لحد يقولي هذا غلط وهذا حرام ومفروض ماتسوين كِذا , من المستحيل أني بكتب رواية واخلي كل أبطالها طاهرين منزّهين مايغلطون ولايذنبونْ لكنْ في نهاية الرواية إذا أستمروا بهالذنب هِنا بقول أني أنا كأني أشجعهم وأشجع أنه الواحد يستمر بذنبه لكن خلال فصول الرواية راح نبيّن كيف نصحح أغلاطنا وذنوبنا وأنه الواحد لاأذنب أو غلط مايحس أنها نهاية العالم وأنه مايقنط من رحمة الله و بوصل رسالة من هالرواية وأتمنى من كل قلبِي أنه يتم فهمها بشكل صحيح "

البيئات وطبقات المجتمع تختلفْ وفي داخلي أكثر من قضية ودِِي أترجمها
بهالرواية ويمكن الظاهِر الآن بس فكرة وحدة لكن الأحداث راح تتغير والأبطال بيظهرونْ بشكل أوسع وبقضايا أكثر . . . بالنهاية أنا عندِي رسالة وبوصلها وخير من أوصلها له همْ أنتم

وبعض الأحداث بتكون من تجربة شخصية لي أنا لاتتعلق بأي شخص آخر
وكلها من خيالي وبعضها من واقع حياتي الشخصية ,

عسى ماكثرت حكي بس :p لكن كنت أبي أشرح لكم رؤيتي بهالرواية :$


رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

" البارت الرابــــــــــــ4ـــــــــــع "

هُنالك زمن لم يخلق للعشق ..

هُنالك عُشاق لم يخلقوا لهذا الزمن ..

هُنالك حُب خلق للبقاء ..

هُنالك حُب لا يبقي على شيء ..

هُنالك حُب في شراسة الكراهية ..

هُنالك كراهية لا يضاهيها حب ..

هُنالك نسيان أكثر حضوراً من الذاكرة ..

هُنالك كذب أصدق من الصدق ..


*أحلام مستغانمي




JAN 05-20-2020 09:29 PM


بين نظراتْ شَكْ وتوتّرْ ,

عبدالعزيز : أجل ليش أودي بنتك ؟
أبو سعود : بيني وبينك أبي أأدبها
عبدالعزيز رفع حواجبه ولم يستطع إخفاء إبتسامته : تأدبها ؟!!!
مقرن : رتيل صح ؟
أبو سعود : هو في غيرها
مقرن : ههههههههههه الله يصلحها هالبنتْ أجل خلها علي ولاتقلق عزيز أنا بجيب لك لها عقاب يخليها تتوبْ
أبو سعُودْ : لا هي متعودة عليك أبي أتجرب شعور الرعب اليومْ عشان تتوبْ


,

في السيارة . .
رتيل : الشرطة بتلقاك وابوي بيلقاك و
عبدالعزيز أوقف السيارة
رتيل تشعر أنها أنفاسها الأخيرة الآن تعيشها . .
عبدالعزيز أتته نوبة ضحك على شكلها لكن أمسك نفسه ويناظرها من المرآة والدمع مبلل نقابها . . هذه العينيين هي نفس التي كانت بَ الأمس يعني هذي هي رتيل المتمردة على أبوها !!
رتيل بلعت ريقها وتناظر المكان اللي هي فيه : خاف ربك يخي
عبدالعزيز : أنا قررت لو ترجيتيني وأنتي تحسين أنك مذنبة وكِذا أحس مررة ندمانة على كلماتك إن شاء الله برجعك
رتيل وطريق الذل لاتهواه ساقها : تخسي
عبدالعزيز صُدم من كلمتها : يعني ماتبين تترجيني
رتيل : إيه لو تموت وتنقلب السماء تحت والأرض فوق ماني مترجيتكْ ماأنخلق من يذلني ياكلب
عبدالعزيز : بانت بنت أبوها
رتيل فتحت باب السيارة
طلع عبدالعزيز ودفّها بقوة إلى الداخل
رتيل : أنت كيف تمد يدك علي ياوقح
عبدالعزيز : أظن الحياء ماله وجودك بقاموسك
رتيل بعناد : إيه أنا ماأستحي وش عندك !! وقليلة أدب بعد دام أنا في نظر إنسان حقير زيّك فهذا يزيدني شرف
عبدالعزيز يصفق : والنعم والله . . أجل أستشهديْ
رتيل سكنتْ ثم عاودت للبكاء
عبدالعزيز : مالك نية تترجين ؟
رتيل : ممكن يا
عبدالعزيز يقاطععها : بدون ألفاظ سوقية
رتيل : ممكن ياعبدالعزيز ترجعني للبيت
عبدالعزيز ويسوي نفسه يفكر : مدري أحسه كلام زي أي كلام أبي أحس أنك صدق تترجيني
رتيل عضت شفتها إلى أن نزفت من قوة عضها : رجعني البيت تكفى
عبدالعزيز : أكثر من كذا
رتيل : الله يخليك ويحفظك رجعني للبيت تكفى رجعني
عبدالعزيز بنذالة وهو يضع الرصاص : ماأشوف تترجين
رتيل وهي ترى الرصاص : تكفىىى الله يخلييك رجعني والله مااقول لأبوي بس تكفى رجعنييييييييييييي أمانة رجعنيييييييييييييييييي خاف ربك فيني ورجعنييييييييييييييي الله يخليك مستعدة أعطيك أي شي بس رجعنييييييي
عبدالعزيز : يعني نص ونص أكثر من كذا
رتيل بغضب وبصوت عالي أقرب للصراخ : ياحقيييييييييييير رجعني
عبدالعزيز ويدخل الرصاصة الثانية : رصاصتين كافية ولا ؟
رتيل بلعت ريقها بخوفْ : خلااااص أنا آسفة تكفى الله يخليك رجّعنيْ
لفْ بقوة بسيارته حتى أرتطم رأس رتيل بالشباك . . ورجع للطريق السريع
رتيل ساكتة حتى تصل للبيت ولن يستغرب إن رمت الجزمة بوجهه
بعد ساعة وصلوا للبيت . . نزلت وهي تبحث بأنظارها عن والدها لكي تشكيه وعندما لم تجده توجهت لعبدالعزيز لتفرغ بعض غضبها : أن ماخليتك تندم على هالساعة ماأكون رتيل
عبدالعزيز واقف بجمُود : أوامر أبوك ولازم ننفذها
رتيل بصدمة
عبدالعزيز رفع عينه وكان واقف على البلكونة : روحي أسألي أبوك ليه ؟ . . . وأتجه للبيت
رتيل صعدت ورمت النقاب على الكنبه ودموعها تبللها من الرعب الذي رأته : ليه يبه ؟
أبو سعود : عشان تحسين بمخاطر اللي تسوينه
رتيل : بس يبه مع واحد غريب !! كيف قدرت تأمن عنده بديت أشك فيك
أبو سعود : بترجعين لأفعالك ؟
رتيل : فيه ألف طريقة غير كِذا تدري أنه مسك السلاح تخيل يعني ممكن بلحظة شيطان يوسوس له غير عمي مقرن مشترك معك آآآآآآخ بس
أبو سعود : أبيك تحترمين شوي الحدود والقوانين اللي أنا أحطه وشيء ثاني صوتك مايعلى على الرجال وشفتك كيف تهاوشين عبدالعزيز وكأنه أصغر عيالك أستحي خليك زي عبير
رتيل : أيوآ الحين أنا صرت قليلة الأدب اللي ماأستحي واللي ماتربيت وكل شيء سيء أنا
أبو سعود بضحكة صاخبة يغيضها : كِذا ريّحت ضميري لأنك لو رجعتي لأفعالك وخطط من ورى ظهري صدقيني بيكون عقابك عسير وقد أعذر من أنذر . . . وخرجْ


,


دخلت الخادمة ومعها بوكيه ورد أحمر وعلبة مغلفة . .
عبير : تعالي هِنا
الخادمة التي أشتغلت سابقا في لبنان تخلط بين عربي ركيك ولبناني : هادا فيه يجي نفر تانِي مو زي أوّل
عبير : وش سيارته ؟
الخادمة : يجي على رجول بدون سيارة
عبير تتنهّد : طيب لايقول لبابا . . زين ؟
الخادمة : أوكِي . . وذهبت
عبير تتأمل باقة الورد دون أي بطاقة . . فتحت العلبة وكانت شوكولاته . . . رفعت وحدة من حبات الشوكلاته وكان مكتوب من الخلف " أحبك " أخذت الأخرى ونفس الكلمة . . بدأت تفحصهم جميعها ولكن التي بالمنتصف حملت جميلة " أجزم أن حبات الشوكلا تغار من بعضها , أي واحدة ستحضى بِك ؟ "
فتحت جوالها لابُد أن يرسل كالمعتاد . . أنتظرت دقائِق وتأتيها الرسالة مثل ماتوقعت " أحبْ الصباح وأحبك أكثر "
تنهّدتْ ولكن لاتستطيع إخفاء إبتسامتها . . يتغزل بها دائما وبعينيها ويرسل لها الوردْ والهدايا وهي تجهل تماما من هو ؟


,


مقرنْ : لا ماقصّر وراها نجوم الليل في عز الظهرْ
بو سعود : هههههههههههههههههههه جتني معصبة بس كويّس أحس بتتوب صدق ماني ناقص مصايب فوق راسي كل ماطلعت من مصيبة جتني بمصيبة ثانية وسالفة الشرقية بعرف كيف تجرأت تأجِرْ والسواق بذبحه
مقرنْ : توّها صغيرة
بو سعود : وين صغيرة ؟ بتتخرجْ هالسنة من الجامعة وتقولي صغيرة بس من يومها بزر وهي تعشق تتعدى الحدود الحمراء اللي احطها لها مالله عطاها من هددُوء عبير ورزانتها
مقرنْ : ترى رتيل قريبة من قلبي آخر عقاب لها هذا
بو سعود : إذا مشت معي سيدا بمشي معها سيدا , عزيز ماقالك شيء ؟ يعني كلام قالته له
مقرن : لأ
بو سعود : أقص إيدي إذا ماقالت ألفاظها القذرة اللي مدري من وين متعلمتها

في جهة أخرىَ ,


عبدالعزيز والأوراق منتثرة حوله يفكِر بالمُهِمة التي وُكِلت إليه ,
يحاول التعوّد أن إسمه * فيصل * ويحادث نفسه : طيب يافيصل ركّز بتتوجه ولازم تبكي يالله كيف أبكي بعد
وقف أمام المرآة ويحاول أن يدخل أصبعه بعينيه لكي تحمّر . . . في ليلة عزاهم لم تنزل دمعة تُريحه وتخلصه من العذابْ فكيف إذا سيبكي الآن حتى يقتنعوا ؟
أعادْ وكرر نفس النص بثبات أمام المرآة بتعابير حزينة : أنا فيصل بصراحة ماأعرف كيف أبدأ بالموضوع يعني أنا محتار وفي حيرة شديدة ماني عارف الصح من الغلط قريت كثير أبي أشوف وين الصواب . . حسيت أنه قلبي مال لكم أنا ماأدري وش أسوي !! أحتاج مساعدتكمْ ساعدوني بس ريحوني وقولي لي طريق الصح وطريق الغلط . . . . هالدولة مهي مريحتني لاوظيفة لابيت لاشيء
دخل أبو سعود وهو يتلفت ولا يراه : بو سلطان
عبدالعزيز خرج من غرفته : هلا
أبو سعود معه أكياس : ماأشتقت للثوبْ
ثبت في مكانه . . . .لايذكر أبدا أنه أرتدى دشداشة . . . يمكن لما كان في المتوسط !
أبو سعُود : نبي نشوف رزتك بالشماغ
عبدالعزيز : شكرا
أبو سعُود بإبتسامة : أجلس
عبدالعزيز جلس
أبو سعُود : أعتذر عن كل كلمة قالتها لك بنتي أنا داري أنها قالت كلمات كثيرة ممكن أساءت لك وواثق من هالشيء بدون لاتقولي فعشان كذا أنا آسف نيابة عنها
يعتذر . . . السيد عبدالرحمن بقامته يعتذر له عن تصرف أبنته . . . . . . ماذا يحصل بالدنيا ؟
عبدالعزيز : ماقالت شيء !! ماني فاهم قصدك
أبوسعود : بنتي وأعرفها , قالت وقالت
عبدالعزيز : أي كلام قصدك ؟هددتني فيك وهددتني بالشرطة وصرخت ترتجي أني أرجعها
أبو سعُود بضحكة لم يسيطر عليها وهو يتخيّل أنه " رتيل " ممكن أن تكون بذلك الأدب
عبدالعزيز : فعلا هذا اللي صار
أبو سعود : والنعم فيك دام بتتستر عليها بس المشكلة محد يعرفها كثري وبتعتبرها إختك إن شاء الله
عبدالعزيز : ماعليك زُود
أبو سعود : باريس ماغيرت من لكنتك البدوية كثيييرْ
عبدالعزيز بثقة : لأن أبوي ماتغير


,

أحدهم : صدق أجرته منه بحاول أصدقْ
الآخر : أحلف لك ياعبدالمحسن وتقول أحاول أصدق
عبدالمحسن : مستحيل محتاج عشان يأجر مزرعته قل كلام يدخل العقل يافارس
فارس : الرجّال ويعرف أبويْ وبسْ جبنا السيرة في الدوانية وقال أبشروا وحلف علينا وعلى فكرة مو كل المزرعة نص الغرف مقفولة ولا هي عندِي مفاتيحها
عبدالمحسن رفع حاجبه بإستغراب شديد . .
بدأوآ يتمشون بالمزرعة ويكتشفونها من جديد


,

في أطراف الليل -
عبير تنهّدت : طيب ليه تبكين الحين ؟
رتيل بقهر : أبوي قهرني كأني رخيصة عنده
عبير : من أفعالك يختي طفشت صدق ماراح نسوي شي من وراه أبد لأنه يكشفنا بسهولة
رتِيل : تحسسيني ***** وأنتِ تقولين هالحكي
عبير : على فكرة لو أنا مكان هاللي إسمه عبدالعزيز وقلتي لي كل هالحكي قسم بالله أقوم وأكفخك يختي ماهو حلو كِذا تجادلين رياجيل
رتيل : أنا غلطانة أصلا قلت لك وش صار بس تنتقدين
عبير : ماأنتقدك بس يعني مررة ماهو حلو وش بيقول عنا وعن أبوي
رتيل وتمسح دموعها : يقول اللي يقولْ ماهمني
عبِيرْ : رتيل جد هالصفة لازم تغيرينها أول فكرة بتجي في بال أي واحد صغير ولا كبير هو أنك وقحة وقليلة حيا
رتيل بقهر تعاند : طيب أنا قليلة حيا وش تبين ؟
عبير رفعت حاجبها : لآ طبعا منتي قليلة حيا ولابرضى تكونين قليلة حيا , ترى قوة الشخصية ماهي بهالطريقة
رتيل : عارفة وش تلمحين له بس أنا كذا كيفي ومزاجي أسوي اللي أشوفه صح
عبير بخيبة : مالك حل !!
رتيل : وتحسبيني بفوّته للكلب ذا والله لأوريه
عبير : وش بتسوين يعني !! أستحي على وجهك وأنثبري
رتيل تبتسم بخبث على الأفكار التي أتتها متوالية : الرعب اللي عشته اليوم بردّه يعني بردّه
عبير : يافديتك قابلي الإساءة بالحسنة
رتيل : هالحقير زي ماأرعبني بردّه له
عبير : رتيييييييييييييييل بلاش هالألفاظ وش خليتي لعيال الشوارع هذا وأنتي البنت !
رتيل وقفت من على سريرها
عبير : أستهدي بالله ولايلعب الشيطان براسك
رتيل تنظر لساعتها التي تشير إلى الثانية والنصفْ فجرا
عبير : أنا برفع إيدي منك صراحة ياكبر صبر أبوي عليك . . وتوجهت لغرفتها
رتيل نزلت بخطوات هادئة وهي تمشي على أطراف أصابعها لكي لايشعر بِها أحد
خرجت للحديقة . . . . . . . . مشت إلى أن توجهت للسياراتْ . . . وذهبت لسيارة المدعُو عبدالعزيز وأخذت السكين وغرزتها بالكفرات . . . أبتسمت بإنتصار . . رأت أنوار البيت مفتوحة . . : ممكن يكون طالِع ؟ . . أقتربت وأفكار شيطانية تأتيها . . . . أطفت الكهرباء وركضت بسرعة صاروخية حتى وصلت للباب . . وزلقت زلقة ممكن نقول صاروخية بعد :p
تحاملت على الوجع ودخلتْ : أحححححح


,

عبدالعزِيزْ كان سينام وعندما رأى الكهرباء أنقطعت تمام قطع نومه . . تجاهلها وأكمل نومه من التعب لايريد أن يتحرك أبدا
,


صباح الرياضْ المزدحمْ بانتْ شمسه ()

في الشرِكَةْ ,
بو منصور : ممكن ياصاحب السمو تجلس
يوسف أبتسم : دايم تخجل تواضعي
بو منصور : لآيكثر وأجلس
يوسف تفشّل : هههههههههههههههه هذا أنا جلست
بو منصور : مين موقّع هالأوراق ؟
يوسف أنفجر من الضحك وهو يرآها ثم أردف وصبر والده بدأ ينفذ : شف أنا قلت لمنصور أستهدي بالله وخلنا نترجم هالحكي هو قال أنا دارس فرنسي وأعرف اترجم وفهم كل التقرير غلط أنا مالي ذنب بس وقعت
بو منصور : وهو متى درس فرنسي ؟
يوسف بإستضراف وهو لايفصل بينه وبين منصور سوى سنتان : يمكن قبل لاأنولد
بو منصور : تستظرف دمك . . أنقلع من قدامي لاأجيب آخرتك الحين
دخل منصور بروقان : يامرحبا ومسهلا
يوسف بتعابيره يبيّن له أن والده غاضب
منصور بلع ريقه : السلام عليكم
يوسف يهمس له : وش كبرك وش عرضك بكرا عيالك يتطنزون عليك يقولون جبان
بو منصور : أنت كيف توقع على أشياء منت فاهمها
منصور يمثل الصدمة : أناا !!!
بو منصور : إيه أنت !
منصور : وين توقيعي ماأشوفه
يوسف ألتفت عليه وبجدية : أقووول لاتلعب على مخي
منصور : صدق يبه ماني فاهم وش هالورقة
بو منصور : يارب صبّر عبدك , تستهبلون علي !!
منصور : جد أنا ماني فاهم شيء
يوسف : ياولد الـ . . لم يكمل كلمته وسكت وهو تذكر أبوه . . أكمل : وأننا كنا جالسين في المكتب ولا بعد كان يحاكِي مرته وأحلف أنك ماكنت تحاكيها يالنصاب
بو منصور يشرب من كأس الماء : أنتوا وجيه شغل أنا لو أمسح فيكم البلاط مايكفي
يوسف بعصبية : يبه تصدقه !! قسم بالله أنه نصاب ولد ستيييين . . وتذكر والده مرة أخرى وقال . . الغالي
منصور : هههههههههههههههههههههه بعد تسب أبوي
يوسف : أنا سبيته
منصور : أجل ولد ستيين الغالي يخي اللغة العربية عندك رايحة فيها
يوسف : زي لغتك الفرنسية
بو منصور : أذلفوا برا لاترفعون الضغط عندِيْ أنا الحين بروح وأسحب صلاحياتكم أنا أعلمكم كيف توقعون زي الناس

,

هدِيلْ تبكِيْ : أبوووووووووووووووي . . . عزوز شوفهم خذوا أبوي . . . . . . . عزوز أصحى . . . . صرختْ ببكاء " عزوووووووووووووووووووووووووووووز "
غادة ببكاء : مافيه أحد . . صرخت فيهم محد رد علي . . عزوز شوفني . . . أشتقت لك ياروح أختك
هديل وهي تبكي على صدر غادة : مايرد قولي له يرررررررررررد قولي لهه
غادة : عزيز شوفني مشتاقة لك كثييييييير
هديل وهي تتألم : أبييييييييييييييييييك تعال ضمنييي قولي أنك معيي . . . أنت معيي صح

صحى وهو يتصبب من العرق . . . مسح على وجهه . . . : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . . شعَر بأن نبضه ليس جيّد يشعر بأن روحه ستخرج مع مناداتهم له . . . . أشتقت وش أسوي إذا أشتقت لي ناس راحوا لدنيا ثانية ؟

أخذ له شاور . . . . صلى ركعتين لعل يهدأ قلبه
أرتدى الثوب ولأول مرررة يرى نفسه . . . راق له شكله . . . . . وبضحك يحادث نفسه : والله كشخة
لبس الشماغ وهو يجهل النسفة الصحيحة لكن حاول أن تكون مرتبة . . . . خرجْ إلى الطاولة في الحديقة وكان موجود مقرن وأبو سعود
رفعوا أعينهم بشكله الجديدْ . . . عوارضه زادته هيبة !
أبو سعود وقف وأمسك شماغه وعدّل نسفته : كِذا تمام

عبدالعزيز سرح بعالم ثاني مع عطِر أبو سعود الذي يُذكره بعطر والده , تذكّر أول ربطة عنق أشترتها غادة

غادة : هههههههههههههههههههههه أبوي يسويها لك
أقترب والده وعدّل ربطة عنقه : كِذا حلو

عاد لواقعه مع سؤال مقرن : عسى جازت لك بس ؟
عبدالعزيز : إيه
أبو سعود : جاهز لليومْ
عبدالعزيز : أتم الجاهزية
أبو سعود : عرفت وش تقول أنتبه يزل لسانك بحرف يخليهم يشكونْ
عبدالعزيز : تطمّنْ



,


رتيل تستعرض فساتينها وملابسها . . من الطفش أكيد فهي محبوسة هُنا بأمر من حكومة هذا البيت !
عبير : الحمدلله والشكر
رتيل وهي تضع النظارة الشمسية على شعرها : هههههههههههههههههههههههههههههههههه والله قدراتي هائلة مفروض أنا الحين عارضة أزياء
عبير بسخرية : من جمال الجسم
رتيل : بسم الله على جسمك الفاتن
عبير : هههههههههههههههههه وبعدين وش هالريش عايشة بأفلام السبعينات
رتيل : شفته طايح بالصالة وعجبني ههههههههههههههههههههه
عبير : ووش عنده الشعر نافش اليوم أكثر من العادة
رتيل : يووه قريت خلطة مدري وشو المهم تخفف من هالكيرلي العبيط وأحس زاد
عبير: هههههههههههههههههههههههههه والله مرة أوفر
رتيل بدلع : كل شيء طبيعي حلُو
عبير : لاتكفين لاتشوهين الدلع كِذا
رتيل : ماأكلم غيرانيين من جمالي ودلالي وحسني وشعري
عبير : ههههههههههههههههههههههههههههههههه مشكلة اللي يآخذ مقلب بحاله , المهم أبوي وينه ؟ لاتقولين لي مع عبدالعزيز لأني بديت أغار منه
رتيل : طلي وشوفي
عبير أقتربت من الشباك وتطل عليهم وهم يتبادلون الحديث . . وبنبرة حزينة تستهبل بها : سرق أبونا منّا
رتيل : أمس طفيت الكهرباء عليه
عبير : هبلة أنا أحس على يوم بتنذبحين من أبوي
رتيل بضحك : عمي مقرن موجود

,


مقرن وهو عائِد لهم : فيه أحد مقطّع الكفرات
أبو سعود : مقطعها ؟ ولا داخلها مسمار يمكن
مقرن : لآ مقطعها واضحِ
أبو سعود بغضب وهو يمشي : ماتعقل أبد
عبدالعزيز وفهم من يقصِدْ . .
مقرن : بتروح بسيارة ثانية
عبدالعزيز : طيب مافيه أي إشكالية

دخل القصر , بصوت عالي : رتيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
رتيل أرتعبت : وش فيه أبوي يصارخ ؟
عبير : المصيبة أكيد محد وراها غيرك
رتيل نزعت مالبسته وبسرعة نزلت بخطوات ثقيلة : هلا يبه
أبو سعود : يعني مايمدي نبهتك أمس وبنفس اليوم تقطعين الكفرات وش هالأفعال الصبيانية هذا وعمرك 23 يعني إلى متى !!! خلاص صبري منك نفذ
رتيل بتوتر حكت شعرها وملامحها البريئة وخصوصا عينيها لاتُثبت أبدا أنه هذه الأفعال تخرج منها
أبو سعود : يعني وش أسوي فيك قولي لي شي أسويه عشان توقفين هالحركات!! ماعدت أعرفك لاأسلوبك أسلوب بنت محترمة ولا أفعالك تدل على إحترامك
رتيل وكأنها تلقت صفعة ممكن أن تتقبل هذا الكلام من عبير لكن من والدها تشعر بأنها صغيرة بمقدارها جدا أمامه بهذه الكلمات . . .
أبو سعود : عطيني جوالك
رتيل بصدمة
أبو سعود بصرخة : جيبي جوالك
أخرجته من جيبها ومدّته له . . . أغلقه ووضع في جيبه . . . :طبعا أنسي أنه فيه حساب لك بالبنك دامك أنتي تبين تعيشيين مراهقة متأخرة فأنا بخليك تعيشينها وبعطيك المصروف زي كل مراهق كل صباح وجوال مافيه
رتِيل بلعت ريقها : بس
أبو سعود بعصبية : لآ بس ولا شيء عندك تليفون البيت أتصلي منه لكن جوال لأ وطلعات مافيه وأنتي أصلا حتى ماتفكرين أنها آخر سنة بالجامعة لذلك مايهم لو تغيبيين أسبوع وتنحبسين هِنا عشان تتحملين عواقب أفعالك
رتِيل بكتْ فعلا من صراخ والدها : بس جاء هو وصار الكل بالكل
أبو سعود والدموع نقطة ضعفه : يعني ماتشوفين نفسك غلطانة !!
رتيل بكت وبكت وأنفعلت وأفرغت كل ماكان مدفُون بداخلها من أفعال والدها : ليه يخوفني كِذا قلبي بغى يوقف وآخر شيء يطلع من وراك يعني أنا حسيت برخص وذل عمري ماراح أحسه منك . . معيشني بين أربع جدران حتى صديقات ماعندِي كل ماصادقت وحدة قمت وأبعدتني عنها . . كل مكان أروح له لازم تعرف أدق التفاصيل عنه كل حفلة أروح لها لازم تعرف المعازيم كل شيء كل شيء تستفسر عنه وكأن العالم كلهم واقفين على رتيل وأنه الخطر كله بيجيها أنا طفشت لاتحاسبني أبد مالك حق تحاسبني على أي شي أسويه أنا بحاجة أني أكون سعيدة أبغى أنبسط أبغى أحس أنه عندي أحد . . . بكرا عبير تتزوج مين يبقى عندي !! أنت حاس بشعور الوحدة الفظيع اللي أحسه . . . . شغلك هذا أكرهه وكل يوم أكرهه أكثر حتى بنات أعمامي ماأعرف عنهم شيء ولاتتحجج أنهم بالشرقية أبد مالك حق تبعدنا كِذا . . . . . . . . أنا تعبت كنت محتاجة أحد في أوقات كثيرة . . ومالقيت أحد مالقيت غير الجدران تواسيني لاتسألني ليه أسوي كِذا وليه ماأسوي كِذا . . ولما قلنا بنسوي حفلة هِنا رفضت وبعدين وافقت وبعدين رفضت ومين أصلا كان بيجينا غير بنات اصدقائك . . . مجبورين نصادق اللي أنت تختارهم لنا . . . . . قيودك هذي تذبحني !!!!!!! وصعدت للأعلى أمام مرأى عبير المنصدمة من ردة فعل رتِيل
لم يكن أبو سعود أقل منها صدمةّ . . . أنفجرتْ فعلا أنفجرت اليوم !!

صوتها كان يصل لمقرن وعبدالعزيزْ . . .
مقرنْ : المعذرة عبدالعزيز
عبدالعزيز بصمتْ . . . وكان منصت لكل حرفْ نطقته
,


في بداية الليل ,

عبدالعزيز : معاك فيصل حمد
الرجل : والنعمم والله . . تفضّل
عبدالعزيز وشماغه على كتفه وأكمامه مرتفعه والسلاح مخبئه ليطمئن أكثر : الله ينعم بحالك
الرجل وهو بين رجال آخرين : آمرنا يالغالي
عبدالعزيز وهو يُظهِر ملامح التوتر عليه وحك رأسه : والله ماني عارف كيف أبدى بس فعلا أنا محتاج مساعدتكم
الرجل : أبشر وش اللي تحتاجه
عبدالعزيز : أبيكم تدلوني على الطريق الصحيح جد تعبتْ . . ماني عارف وش أسويْ أروح هِنا ينفر قلبي منهم وأروح هِنا وينفر قلبي مرة ثانية ماني عارف وش أسويِ بس حسيت قلبي إرتاح لهالسلك . . .
الرجل : وأنت جيت بالطريق الصحيح . . . أنت معانا ولايهمك بس ريّح نفسك
عبدالعزيز وهو يدعي أن ترحمه عينه وتخرج دمعه عابرة فقط ليقنعهم : أنا ماعدت أعيي وش الصح وش الغلط بس أبي أكون هِنا أبي أبدأ حياتي من هالمكان . . أنا كنت في القصيم وأهلي توفوا بحادث مابقى لي أحد . . . رحت الرياض قلت يمكن يرتاح قلبي بس مازلت محتار دايم ونظام هالبلد يخنقني ولاعندي وظيفة ولاشيء
الرجل أبتسم وهو يطمأنه بالمساعدة



,



مرت الأيام كبعضها ومازال يُبدع بتمثيله الذي يراه سيء ولكن أستطاع أن يقنعهمْ . .

عمّار : تدري ياولدي فيصل وش صاير بهالبلد مامن أمان ماعاد فيه أمان إحنا إن شاء الله بننظف هالديرة من خبثهم ومكرهم
عبدالعزيز : وأنا معاكم بكل شيء معاكم دام فيها تطهير من هالأشكال
عمّار : الليلة بنرُوحْ نلقي محاضرة وش رايك تجي معنا ؟ بنظم معانا بعض الشباب
عبدالعزيز : أكيد معكم
عمّار : أنا وكلت عبدالإله عشان يفضحهم بالمواقع بإيد وحدة راح نفضحهم كلهم
عبدالعزيز أكتفى بإبتسامة ثم أردف : الله يكون بعوننا




,



رتيل معتكفة بغرفتها . . ,

أبو سعود : ماتبي تتعشى ؟
عبير : أرسلت لها عشاها مع الشغالة
أبو سعُود بصمتْ وهو يفكر بطريقة مثالية ليخلصها من هذه الإعتقادات وليريحها
عبير : لاتفكر بالكلام اللي قالته لك هي تفضفض بأشياء ممكن تتوهمها
أبو سعود : وأنتِ ؟ مبسوطة ؟
عبير تفآجأت بالسؤال : إيه
أبو سعود : طبعا لأ
عبير بلعت ريقها : فديت روحك لاتقول كِذا دامك جمبنا إحنا مرتاحين
سمع صوت سيارة قادمة
عبير وبتغيير الجو : ترى بديت أغار من هالعبدالعزيز
أبو سعود أبتسم ووقف : يارب جايني بأخبار حلوة . . . . وخرج
عبدالعزيز قدّم له السي دي : نسخته
أبو سعود أبتسم : كفو والله
عبدالعزيز : كل مخططاتهم بهالسي دي رحت معهم محاضرة بيكفرّون هالشباب ويخلونهم يجون معهم مافهمت كلمة وحدة من محاضرتهم من كثر مافيها كلام متناقض ماعلينا وهذا عمّار قال أنه 5 الشهر بيبدون أنشطتهم بشكل فعلي
أبو سعُود : سلاحك وينه ؟
عبدالعزيز : معاي لاتشيل هم
أبو سعُود : قلت لهم عن عُمرك
عبدالعزيز : إيه قلت لهم 27 لا قلت لهم . . . يوه أنا وش قلت لهم
أبو سعود : ركّز لايكون تكذب وتنسى بتنصاد كِذا
عبدالعزيز ولأول مرة يضحك مع أبو سعود : هههههههههههههههههههههههه أمزح معك قلت لهم 26
أبو سعُود نسى كل كلماته . . شعر بأنه أرتاح هذا أزاح عنه ثقل كبير
عبدالعزيز : تآمرني على شيء
أبو سعود : تصبح على خير
عبدالعزيز : وأنت من اهله . . . وتوجه لبيته الصغير
أبو سعُود دخل وادخل السي دي في الخزنة ,



,



في اليوم التالي
عبير : يبه عيّت . .
بو سعود : خلاص أمشي معي أنتِ وهي تجلس هنا
عبير : بروحها حتى عمي مقرن مو فيه
بو سعود : البيت كله خدم وبعدين عبدالعزيز هنا
عبير : مو تقول يروح لشغله
بو سعود : لا شغله المغرب بنكون راجعين . . . خلينا شوي نغير جوّ من زمان ماركبنا خيل
عبير أبتسمت : من ناحية من زمان إيه والله من زمان . . وخرجتْ معه


,


بو منصور : طبعا اللي بيوصل أول واحد بعطيه إجازة شهر
يوسف بحماس : أنا مقدر على هالإغراء
بو منصور يضحك : عاد نشوف مين يوصل أولْ ؟ تروحون للمطارْ تجيبون الطلبيات وأول من يوصل قبل المغرب بتكون من نصيبه الإجازة
منصور يقبّل جبينه : هذا الأبو الصح
يوسف : يالله ننطلق الحين
بو منصور : يالله أنطلقوا
يوسف ومنصور بخطوات سريعة خرجوا من الشركة متوجهين للمطارْ ,


,


وآخر ساعات العصِرْ كانت مغرية لها جدا
ضميرها يوبخها على كلماتها لوالدها لكن كانت تشعر بالكبتْ
وهذا الشعور يضايقها . . . أنقهرت من تصرفه وكيف إنه عبدالعزيز أستهزأ بِهَا

رتيل : كلهم راحوا ؟
الخادمة : يس
رتِيل تنهّدت . . أتجهت لمكتبْ والدها وأخذت سلاحه . . . . . . . وخرجت للحديقة عند الحوائط الخشب . .
رفعت شعرها بأكمله . . . وأطلقت أول رصاصة ولم تُصب أي حائط . . . أخذت الثاني وأصابت طرفه . . . . أبتسمت وكأنها تفرغ غضبها الآن بالرمي . . . . . تعلم عن غضب والدها لو علم أنها أخذت سلاحه ولكن تُريد أن تقتل أي أحد لتهدأ نارا أشتعلت بداخلها . . . . . تذمرتْ لأنها لم تصب الثالثة . . أما الرابعة فأتت في منتصف الحائط . . . . .


لم يرى سوى ظهرها الذي يقابله . . . . شعرها المموجّ مرفوع . . هذا ماأستطاع ملاحظته لكن أستطاع أيضا أن يلاحظ الغضب في تحركاتها

رتيل بقهر بدأت ترمي بسرعة وبتشتت دُون أن ترى الهدفْ . . . فرغ السلاح من الرصاص ,
خُيّل لها والدتها لو كانت موجودة . . . . إحتياج لحضنها ولنصائحها . . . أفتقدتها جدا , لو تُخلق معجزة لتراها دقائق لبكت في حضنها دون أن تنطق حرفًا وبعدها ستشعر بالحياة
ألتفتت وشاهدته يراقبها . . . حتى لو داخليا تشعر بأنها وكأنها متعرية أمامه دون نقاب أو حجاب الآن وأنها منحرجة لكن ظاهريا ولا كأن ليس له وجود . . سيطرت على خجلها وإحراجها بسهولة . . . . . مرت من أمامه وكأنها تتحداه بنظراتها . . . .
عبدالعزيز ودون أن يلتفت وأنظاره على الخشب الذي صابته : على فكرة السلاح ماينمسك كذا
رتِيل : خسارة لو بقى رصاصة صدقني كانت بتجي براسك
عبدالعزيز ألتفت عليها وعينه بعينها : آمنت أنك فعلا ماتهتمين لا للحلال ولا للحرام *وهو يقصد بأنها لم تنحرج امامه من وضعها هذا*
رتيل بحدة : مخلية الحلال لك ياللي تعرف الحلال وتعرف تراقب الناس
عبدالعزيز وشتت نظراته عنها وهو يشعر بخيانة لربّه قبل أن تكون خيانة لبو سعود : والله يابنت عبدالرحمن ماعاد نعرف لك طريق مررة تقولين خافوا ربكم وتنادين بالحلال ومررة لايهمك لاحلال ربّك ولاحرامه
رتيل : لاتحاول تقلل من قدري بكلامك هذا وأنا أعرف ربي أكثر منك وأنت المتطفل اللي جيت . .. وبعدين أنا ماأشوفك رجال عشان أستحي منه ولاأنحرج . .


أنتهىَ ,
أعتذر على القصور :$$ ,
ببدأ بنهاية كل بارت أحط لكم مقتطفات من البارت اللي بعدهْ " تشويق لاأكثر "
إذا ماعجبتكم الحركة نبطلها ولايهمكم :p





JAN 05-20-2020 09:34 PM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهْ ,
يسعد صباحكمْ أو مسائكمْ :$


ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ
أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "

لاتشغلكمْ عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه "


وبكرر هالجملة كثير " لحد يقولي هذا غلط وهذا حرام ومفروض ماتسوين كِذا , من المستحيل أني بكتب رواية واخلي كل أبطالها طاهرين منزّهين مايغلطون ولايذنبونْ لكنْ في نهاية الرواية إذا أستمروا بهالذنب هِنا بقول أني أنا كأني أشجعهم وأشجع أنه الواحد يستمر بذنبه لكن خلال فصول الرواية راح نبيّن كيف نصحح أغلاطنا وذنوبنا وأنه الواحد لاأذنب أو غلط مايحس أنها نهاية العالم وأنه مايقنط من رحمة الله و بوصل رسالة من هالرواية وأتمنى من كل قلبِي أنه يتم فهمها بشكل صحيح "

البيئات وطبقات المجتمع تختلفْ وفي داخلي أكثر من قضية ودِِي أترجمها
بهالرواية ويمكن الظاهِر الآن بس فكرة وحدة لكن الأحداث راح تتغير والأبطال بيظهرونْ بشكل أوسع وبقضايا أكثر . . . بالنهاية أنا عندِي رسالة وبوصلها وخير من أوصلها له همْ أنتم.

وبعض الأحداث بتكون من تجربة شخصية لي أنا لاتتعلق بأي شخص آخر
وكلها من خيالي وبعضها من واقع حياتي الشخصية !



رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البـــــــــــــــــ5ــــــــــــــارتْ


(كُنّا أسياداً في الغابة.

قطعونا من جذورنا.

قيّدونا بالحديد. ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم.

هذا هو حظّنا من التمدّن.)

ليس في الدُّنيا مَن يفهم حُرقةَ العبيد

مِثلُ الأبواب !


ليس ثرثاراً.

أبجديتهُ المؤلّفة من حرفين فقط

تكفيه تماماً

للتعبير عن وجعه:

( طَقْ ) ‍!

* أحمد مطر

بعضكُمْ قال رتيل بتتزوج من عبدالعزيزْ وهذا شيء مستحيلْ لأن في بداية الرواية قلت أبو سعود لايُريد أي علاقات لعبدالعزيز فكيف بيرضىى أنه بنته تتزوجه ! . . . بس وش بيصير بينهم وش ممكن يصير وش ماراح يصير .. . . أحداث كثيرة بترك لكم فرصة للخيال وإن كنتم تشوفون أنهم بيتزوجون , كيف بتكُون طريقة زواجهم هذا إن حصل .



JAN 05-20-2020 09:36 PM




رتيل : لاتحاول تقلل من قدري بكلامك هذا وأنا أعرف ربي أكثر منك وأنت المتطفل اللي جيت . .. وبعدين أنا ماأشوفك رجال عشان أستحي منه ولاأنحرج . . وهربت للداخل بخطوات سريعة
عبدالعزيز ترددت في مسامعه " ماأشوفك رجال "
ألتفت فإذا بهرة سودا وعينيها تُرعبْ . .تعوّذ من إبليس وبفكرة خبيثة . . . مسكها وأدخلها للقصِر وهو يدعي أن تصعد الدرج . . . . . ثواني وهو يراقبها حتى صعدت الدرج . . . .
: يارب بس تجلس على سريرك بعد وبشوف كيف تنامين اليوم !!


,

على الخيلْ يقضُون بعض من وقتهمْ للأستمتاع فقط .
عبير تتلقى رسالة وهي بجانب والدها " سبحان من جعل في كُل شيء تُحبينه جمال "
أدخلت الجوال بجيبها لاتريد أن تثير شكوك والدها ,

بو سعود : بنمشي للجهة الثانية يالله أسرعِيْ
عبير : يعني تحدي؟
بو سعود : هههههههههههههههه الفايز له اللي يبي
عبير وتسرع بَ فرسها وخلفها والدها وضحكاتها تنتشر بالهواء



,


أتُوا مُرهقين مُتعبين من المطارْ . . وقفوا مقابلين لبعضهم البعض : مافيه لاطلبيات ولا شيء
يوسف : كم ساعة جلسنا ياربي أحس ودّي أنام خلاص مخي قفّل
منصور : يمكن يبغى يعرف من يجي أول ويقوله انه مافيه طلبيات
نظروا إلى بعضهم بنظرة إستغراب وركضوُا لمكتب والدهمْ . . .
دخلوا وأنفاسهم المتعبة متصاعدة
بو منصور بإبتسامة : كم الساعة ؟ صلينا العشاء وبنصلي الشفع والوتر الحين بعد
يُوسفْ : يعني مافيه إجازة ولا شيء ؟
بو منصور : هذا دليل على غبائكم لازم تتعلمون إللي يتأخر على موعده تسحبون عليه يعني أنا قلت لكم قبل المغرب وماجت الطلبية خلاص أرجعوا
منصور : مافيه طلبية يعني ضحكت علينا يبه؟
بو منصور وضحكاته تنتشر بالمكان : إيه وهذا عقاب لكم على توقيعكم الغير مسؤول
يوسف وخاطره يبكي من قهره : ليه يبه طيب والله حرام جلسنا واقفين حول الثلاث ساعات والطريق والزحمة ليه تسوي فينا كِذا ؟
بو منصور : هههههههههههههههههههههه عشان تتأدبون ههههههههههههههههههههههههه أشكالكم تُحفة

,



طلعت من غرفتها وشهقت برٌعب من هِرة واقفة أمامها
رتيل : بسم الله هذي كيف دخلت . . . ساندِيي . .أوزدي . . . سليمة . . .الله يآخذكم ولا وحدة تسمع
أتتها ساندي بخوف
رتيل : شيلي هالقرف ذا وطلعيها برا
شالتها ساندي بين يديها برُعب ونزلت
رتيل : كان ناقصني أنا
نزلت وهي تحاول البحث عن " جوّالها " . . تنهّدت وهي تبحث بين الأدراج دون أي فائدة
: سليمة شفتي جوالي ؟
سليمة تهز كتوفها بالنفي
رتيل : طيب سوّي لي أي شيء أبلعه
سليمة : في ورق إنب *عنب* ؟
رتيل : طيب جيبي لي ومعاه بيبسي . . .ألتفتت للباب المفتوح وأغلقته بإحكام . . . . جلست وهي تشعر بضمير يوبخّها على فعلها . . . . كِذا أنتِ رخيصة صح رخيصة دام شافني فأكيد أنا رخيصة طيب هو اللي جاء ماهو أنا . . . ولو كان مفروض ماأتكلم معاه . . . بس أنا مقدر أمسك نفسي هو الغلطان ماهو أنا . . . . . . حقيير يحسبني بايعة ديني وهو يحاكيني كذا . . إلا أنا بايعة ديني دام سمحت له يشوفني أكيد ذنبي عظيم . . . . صح كلام أبوي وعبير أنا قليلة حيا لما عطيته فرصة يحاورني . . . . تنهّدت وقامت تصلي ركعتين لعل توقف هذا الضمير على التوبيخ .

,


في عصِرٍ جديد ,
بمكتبه في قصره -
أبو سعُود : لا كِذا مايضبط . . نقول أول شيء لندنْ كِذا إختفاء عبدالعزيز بيثير شكوكهمْ .. "وهو يشير على الورق ويشرح ". . . . يرجع عزيز وبيقولهم عن اللي صار بكِذا راح يطيحون بإيدنا لامُحالة
مقرن : كِذا الخطر على عزيز
عبدالعزيز بينهم صامتْ لايعلق على شيء
بو سعود : عبدالعزيز خلهم يثقون فيك لدرجة أنهم مايتوقعون منك أي شيء
عبدالعزيز : إلى الآن هم واثقين بقوة فيني
مقرن بقلق : وقت المداهمة بيكون عبدالعزيز بينهم !!
بو سعُود : عزيز رجّال وقدها وهم مرتكبين أكثر من جريمة اولها إمتلاكهم الغير مصرّح للأسلحة غير تطاولهم على الدين وهذي جريمة ثانية أما الجريمة الثالثة أنهم يقيمُونها على الدولة على أساس يطهرونها وهي أصلا محتاجة تطهير من أشكالهم يعني راح يحاكمون بأكثر من قضية

,


بجهة أخرى ,
رتيل تمد لها الكيس : من مين هذي الهدايا ؟
عبير بلعت ريقها وهي تبحث عن شخص : من بنت صديقة أبوي أمل عرفتيها اللي جتنا في بداية السنة
رتيل : أيوا تذكرتها وش هالحُب تجيب لك هدية
عبير : الحُب من الله
رتيل بطنازة : الصبر زين بصبر لين يجيني الفرج خلي بس واحد يخطبني بدون إستخارة بوافق
عبير : ههههههههههههههههههههههههههه أتخيلك تتزوجين ماينفع دوري شيء ثاني
رتيل : يمديني الحين جايبة عيال كبرك
عبير : مخك مقفل ترى انا أكبر منك أنا لو متزوجة كان عيالي يلعبون معاك
رتيل : ها ها ها مررة ظريفة . . أفتحي خلنا نشوف وش جايبة لك
عبير فتحت الكيس وإذا بشيء مستطيل مغلف بغلاف أسود وبشريطة بيضاء .. بدأت تقلبه بكفيّها . . فتحته إذا هو كتاب لَ محمود درويش
أبتسمتْ . . فهي تعشق هذا الإسم وتعشق كلماته . . بدأت تبحث عن بطاقة أي شيء ممكن أن تعرف ممن لكن لا يُوجد . .
فتحت الكتاب إذا بأول صفحة مكتوب بخط اليد " مالي إذا فكرت فيك سبحت في أفق بعيد وتلتفت عيناي تبحث عن وجودك في وجودي هي رحلة عبر الخيال أعود منها بالشرود "
كالعادة هذا المجهُول يعلم أدق إهتماماتها . . أغلقته بسرعة
رتيل : نظام مثقفين وكتب لو فيها خير تجيب لك ساعة ولا عقد ولا شيء يستاهل



,


أبو سعود : أعرفك بو منصور صديقي المقرّبْ . . . عبدالعزيز بن سلطان العيد
عبدالعزيز : تشرفنا
أبو منصور : الشرف لنا ياولد سلطان . . كيفها أحوالك ؟
عبدالعزيز : بخير الحمدلله
مقرن : يمكن أبوك ماخبرّك لكن كان صديق وفي لبو منصور
عبدالعزيز أكتفى بإبتسامة . . . بدأ يختلط بمجتمع يجهله ,
بو منصور : طبعا بدون أي نقاش راح تكونون عندي بالمزرعة بكرا . .
بو سعود أبتسم : ماعاش من يردّك , عاد إحنا مسافرين يعني يوم لنا معك
بو منصور : هذي الساعة المباركة والأهل خل يجون
بو سعود : أبشرْ
مقرن يضيّفه
عبدالعزيز حس بإحراج من جلوسه . . ووقف وأخذ الدلة من مقرن وهو من قام بضيافتهمْ . .


,


في قصِرْ آخر . . ولكن ظروف أخرى . . !
ريم : شفتها مرتين أنطوائيين مرة حتى بالجامعة أحس رافعين خشومهم ولايكلمون أحد
هيفاء : مدري أنا أستلطفْ رتيل أكثر قبل كم يوم انطردت من المحاضرة وتحسبينها يعني عصبت وكِذا قامت تضحك
ريم : مهي شاطرة ؟
هيفاء : يعني نص ونص بس أحسها عايشة عشان نفسها يعني مايهمها شيء , يوم قالت . . وسردت لها سالفة طردها

الدكتورة : رتيل عبدالرحمن بن خالد آل متعب
رتيل دخلت على إسمها
الدكتورة : متأخرة !!
رتيل : جاية الجامعة بدري والله بس وأنا جاية القاعة كان فيه زحمة
الدكتورة : في الحج إحنا عشان تتأخرين وأنتي جاية القاعة
رتيل تمتمت : ظريفة ماشاء الله
الدكتورة : إيش قلتي ؟
رتيل : ماقلت شي بس يعني وش أسوي
الدكتورة : أنا ماأهتم للأسماء ولااتعامل معاها
رتيل ضحكت لاإراديا وتستغبي : وش دعوى ترى معنى إسمي مرة جميل ومن ترتيل القرآن
الدكتورة : تستهبلين حضرتك ؟ طبعا مالك عندي حضور ويالله برا
رتيل بإبتسامة : ترى بشتكيْ بقول الدكتورة ماتبيني أطلب العلم أنتي وضميرك
الدكتورة بحدة : بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا
رتيل ضحكت : أبشري . .

ريم : مغرورة مفروض ماترد عليها
هيفاء : بالعكس والله خلت الدكتورة تولّع ههههههههههههههههههههههههههه
ريم : ماعلينا الحين أبوي قال لعمي بو سعود أنهم يجون معه . . الله يعين جد ماأطيقهم
هيفاء : خففي شوي من هالكره على قل سنع , أنا واثقة بتحبينهم بس يارب يقطون الميانة من البداية مالي خلق رسميات
دخل يوسف : مرحبا صبايا
هيفاء : حيّ يوسف لا المزاج مروق اليوم
يوسف يستلقي على الكنبة : مروق وبس هههههههههههههههههههه
هيفاء : فرّحنا وياك
يوسف : بس كِذا قهرت واحد من الشباب
هيفاء : يانذل وهذا مفرحك
يوسف : فوق ماتتصورين
ريم : أنا قايلة لك من زمان أنه ماهو صاحي
دخلت والدتهم : قصروا أصواتكم يالله نامت أرام
ريمْ وقفت : تصبحون على خير . . . وصعدت
أم منصور : طبعا منصور مارجع للحين بيفضحنا بنجلاا
يوسفْ : ليه تزوجونه هههههههههههههههههه أنا أولى
أم منصور : وإنك قايل ماتبي تتزوج الحين حلا لك الزواج
يُوسِفْ : ياكلمة ردي محل ماجيتي
منصور من خلفهم : سلام
أم منصور وكالعادة تنتقده من خوفها عليه : وين كنت ؟
منصور : ماني بزر يمه
أم منصور : تعرف الساعة كم ؟ ولاتهتم بزوجتك ولا شيء
منصور : هي شكت لك الحال ! إحنا مبسوطين ومتفاهمين
هيفاء ترفع أنظارها للسقف : وش ذا ياربي
يوسف يجاريها : صاروخ هياط جاينا
منصور : والله ياهو الجزمة يتدخل بحلقك أنت وياها
هيفاء تضرب كف يوسف : هههههههههههههههههههه حلوة واصل ياأخوي
أم منصور : منصور الله يرضى لي عليك لاترفع ضغطي بأفعالك
منصوُر يقبّل رأسها وكفّها : إن شاء الله . . وأرمق بنظرات غاضبة لريم ويوسف وصعدْ لجناحه
يُوسف : صدق وش سالفة المزرعة أرسل لي أبوي رسالة يقول بكرا الصباح أشوفك مرتز بالبيت
هيفاء : عازم أهل بو سعود وبنروح معه للمزرعة
يوسف : أها عاد ونيس عمي بو سعود بس أهله بيجون
هيفاء : تحسسني بأهله أنهم واجد كله بنتين وبيجون وأكيد مقرن معه
يوسف : تصدقين أنا أفكر أقول ليه ماتزوّج يعني تجيب له ولد ومايقطع نسله كِذا
هيفاء : أكيد يحب مرته تحسبه زيّك بكرا لاتوفت زوجته بدل مايسوي عزا يعزم الناس على عرسه
يوسف : أفآآ كِذا رايك فيني أنا لو تعجبني وحدة لأعيشها ملكة كيف لو أحبها
هيفاء : ياشيخ ارحمني بس !! هذا منصور تذكر كلامه وهو يقول خلوني أتزوج وتشوفون كيف بعيشها أميرة مدللة والحين يتركها أيام ولا يسأل عنها هههههههههههههههههههههههههه أنتم بيّاعيين حكي
يوسف : لو سمحتي لاتقارنيني بمنفصم الشخصية , ذاك اليوم يقولي جب لي مويا من السوبرماركت وبغطي عليك في الدوام والنذل نكبني ويقول ماأذكر إني قلت لك ولابالشركة هو اللي موقّع التقرير يقول لأبوي مدري عنه ولاقد شفته النصاب

عائلة بو منصور لها شركة خاصة بعد تقاعده من العمل " منصور نائب المدير ومتزوج حديثا , يوسف عضو في مجلس إدارة الشركة , ريم تخرجت هذه السنة ولم تقدم على وظيفة , هيفاء سنتها الأخيرة بالجامعة , والمولودة الجميلة أرام عمرها سنة "



,


يكلمْ بجواله الثاني : بشقتي
عمّار : وينها بالضبط ؟ بجيك في موضوع مهم
عبدالعزيز توهق : مايتأجل لأن فعلا دايخ وبنام صار لي أيام كثيرة أنام بمنوّم فاليوم الحمدلله أرتحت ورميت المسكنات
عمّار : بكرا الصباح تكون عندنا تغيرت أشياء كثيرة
عبدالعزيز بشك : بإيش ؟
عمّار : بعدين أقولك . . تصبح على خير . . وأغلقه
هذه الكلمات سلبت النوم منه . . وأصابه الأرق

ممكن يكونون عرفُوا مين أنا بالضبط ؟ لاأكيد لأ . . .
أتت ساعات الصباح الأولى وهو مازال مستيقظ . . غير بيجامته ولبس وخرج وهو يغلق أزارير قميصه وأتجه للمسجد ليصلي الفجَرْ . . . . رجع وقبل أن يدخل القصر ألتفت على شخص منادِيْ . .

: أنت منهو ؟
عبدالعزيز عقد حواجبه : أنت اللي مين عشان تسألني ؟
: ماأذكر لبو سعود ولد !!
عبدالعزيز وفهم مقصده : ضيفْ
: ضيفْ !!! ومن تكون ؟
عبدالعزيز : تسهّل الله يحفظك
: زوّجك بنت من بناته !!
عبدالعزيز ألتفت : نعععم ؟!!
: والله بو سعود مايشوفنا من قصره العالي
عبدالعزيز : لو سمحت أنا جدا وقتي ضيق فلا تضيعه ليْ
وهذا الرجل يتأمله من الأسفل للأعلى : وجهك ماهو غريبْ
عبدالعزيز وتوتّر أن يكون من جماعتهم ولم ينتبه له
: أنت ولد سلطان العيد ؟
عبدالعزيز وهذا مالايتمناه : لأ
: تقرب له ؟
عبدالعزيز : أول مرة أسمع بهالإسم
بشك : أجل لاشفته سلّم عليه
عبدالعزيز : منهو اللي أشوفه ؟
: سلطان
عبدالعزيز ضحك : مضيّع
وعينيه تسقط للسلاح الذي نساه عبدالعزيز تحت قميصه
عبدالعزيز فعلا توتّر من أنظاره : تبي شي ثاني ؟
بسخرية : راجع من المسجد ومعاك سلاح أحيي هالفكِرْ
عبدالعزيز : ماهو من شؤونك
ضربه على بطنه وكأنه يُريد من هذا السلاح أن يسقط
عبدالعزيز تفاجأ بضربه . . فبدأ بعراك معه وكان المنتصر عبدالعزيز لأنه ببساطة أقوى بدنًا
خرج بو سعود وسحبْ عبدالعزيز . . وذلك الآخر هربْ
عبدالعزيز يمسح شفايفه النازفة
بو سعود بحدة : لاتناقش أي أحد يكلمك
عبدالعزيز صمتْ لأسلوب بو سعود الحاد ولأول مرة يحادثه بهذه الطريقة
بو سعود بغضب : قلت لك ولا تقول حرفْ مع أي أحد يكلمك , سلام ورد السلام وأمش
عبدالعزيز تركه وهو يمشي بخطوات غاضبة للداخل
بو سعود : عزيز وقف
عبدالعزيز وقف إحتراما له
بو سعُود بصوت مُتعب : ياعبدالعزيز أنا خايف عليك أبي تآخذ هالأمور بجدية أكثر وتحذر ممكن يلبسونك جريمة بس بكلمة منك
عبدالعزيز : تدري أنه كل هذا ماهو مضايقني من بعد باريس وأنا أعيش في مرحلة تبلد وموت أحاسيس . . . مهما تسوي ماحركت فيني شعرة لأن ماعندي شيء أخسره . . عن إذنك . . . . وهو يتجه لبيته ألتفت عليه . . كلمني عمّار وبقابله الصباح قال فيه شيء ضروري
,



فِيْ جناحِ باردْ ببرود من فِيه ,
منصور بملل : طيب
نجلاء أغتاضت منه وبنرفزة : شكرا على وقتك الثمين اللي تعطيني اياه
منصور أبتسم إبتسامة عريضة : عفوا
نجلاء : على فكرة بجلس في بيت أهلي هالأسبوع ماأظن بتفقدني أصلا
منصور : لأ
نجلاء وفتحت عينيها على الآخر : وشو لأ ؟
منصور : مزاجي يقولك لأ
نجلاء بقهر : أنا إنسانة ماأتحمل هالعلاقة اللي بيننا ماكنت كِذا أبد أيام الخطوبة
منصور بصمتْ وهو يتنهد
نجلاء بهدُوء : إذا فيه شيء مضايقك قولي . . يعني وش فيها لاشاركتني أفكاركْ
منصُور : مافيه شيء مضايقنِيْ . .. أنشغل بلبس حذائه
نجلاء : منصور الله يخليك مايصير كِذا والله مايصير أحس بنفجرْ من هالشيء
منصُور : طيب يانجلا هالنقاش أجليه صدق متأخر على دواميْ
نجلاء بعينين مُدمعة : تكفى لاتردنيِ
منصُور بجفاء : أشوفك على خير . . وخرجْ
نجلاء جلست بإحباط وبكت . . !




,



صحتْ وهي تلعن المنبه الذي أيقضها من أجمل حلم . . حِلم يعانقها مع والدتها المرحومة
عبير أغلقته وفتحت جوالها لترى الساعة وكانت هُناك رسالة بإنتظارها " أتعلمين مالفتنة ؟ هي رؤيتك بالأسود "
تنهّدتْ وتمتمت : ماأستبعد أبد لو صوري عنده بس ساعتها بطلعه من تحت الأرض
دخلت رتيل : صباح الخير
ألتفتت عبير : صباح النور . . خلصتي إعتكافك
رتيل تجاهلت كلماتها : ماني رايحة المزرعة بلغي هالشي لأبوي
عبير : بلغيه بنفسك ماراح أقوله شيء . . . وتوجهت للحمام
رتيل بحدة : عبير
عبير : لازم تتحملين عواقب أفعالك
رتيل أرمقتها بنظرات حقد على كلامها . . وخرجت لتنزل للأسفلْ
منذ فترة طويلة لم يفطِرْ معهم منذ أن أتى عبدالعزيزْ . .
بو سعود : هذي الساعة المباركة اللي نشوفك فيها
رتيل بلعت ريقها بتوتّر : جاية أقول بجلس في البيت ماأبي أروح المزرعة
بو سعُود ربع حاجبه : للأسف أنك بتروحين
رتيل : بتغصبني !!
بو سعُود : ماراح أغصبك بس جلسة في البيت لحالك مافيه . . بتروحين معانا كلها يوم واحد وبعدها بنروح لندن
رتيل بصدمة : لندن !!
بو سعُود : إيه لندن ماقالت لك عبير !
رتيل : ماهو شيء جديد أنكم ماتعلموني . . وش سبب هالسفرة ؟
بو سعود : شغل ومقدر أترككمْ هنا
رتيل : ماراح تعطيني جوالي ؟
بو سعود : لأ
رتيل وبحركة أعتادتها أن تلوي بشفايفها معبرة عن غضبها
بو سعود رفع عينه : قلت لأ ماراح أحنْ عليك وتكسرين خاطري
رتيل : بسألك سؤال
بو سعود بنظرات وكأنه يقول " أسألي "
رتيل : عبدالعزيز كم بيضل هنا ؟
بو سعود : ماأظن بيروح
رتيل : يعني ؟
بو سعود : بتتعودين بيكون ولدِيْ اللي ماجابته أمك الله يرحمها
رتيل : أمدى تحبه كل هالحُبْ
بو سعود : أعرفه من يومه يحبي وماتبيني أحبه . . . روحي حضري نفسك بعد شوي بنروح




,


في مقرهمْ . . ,

عمّار : راشد يقول أنه الشرطة عندها خبر بيومنا 5 الشهر لذلك بنفاجئهم وماراح يكون 5 الشهر
عبدالعزيز : ماتفرق
عمّار : بس لو أعرف مين اللي يسرّب أخبارنا بذبحه شر ذبحه وأدفنه وهو للحين حي
عبدالعزيز تقزز من وصفه دون أن يظهر توتره : محد بيقصر فيه بس أنا واثق بكل اللي عندنا , ممكن من برا ؟ بس كيف ؟
عمّار : والله يافيصل ماني عارف هذا عبدالرحمن بن خالد هو اللي يخرب مخططاتنا دايم
دخل راشد : السلام عليكم
: وعليكم السلام
عمّار : أنا شاك بعبدالرحمن بن خالد
راشد : أكيد هو ورى هالسالفة كلها , لازم نوقفه دامه واحد
عبدالعزيز : من يكون ؟
راشد : مسؤول بالقوات الخاصة
عبدالعزيز : آها يعني ماهو واحد وراه مسؤوليين كثير
عمّار : أنا أقول نمسكه من إيده اللي تعوّره
راشد : عنده بنتين
عمّار : متزوجات ؟
راشد : اللي أعرفه لأ . . تهديدنا فيهم يمكن يجيب نتيجة معه وش رايك عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز لم يرد لثواني طويلة ثم أردف : مفروض ماندخل ناس مالهم ذنب
عمّار بضحك وبخبث : والله محتاجين من يروقنا
راشد : ههههههههههههههههههه يوه عاد لو كانوا صاحبات جمال يمكن نأجل خططنا بعد ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
عبدالعزيز أكتفى بالإبتسامة لكي لايثير الشكوك وهو مصعوق من تفكيرهم !!




,



في المزرعة


يوسفْ بلكنة مصرية : حبيب مامتوا مين ؟
منصور : أنت من أمس وقالبها محارش لاتخلي شياطيني تطلع
يوسف يلتفت على هيفاء بعبط : أنا كم مرة قايلك لاتحارشين أخوك الكبير دلوع أمه
منصور رمى علبة الكلينكس بقوة عليه
يوسف وهو يمسح على عينه اللي تعوّرت : ههههههههههههههههههههههههههههههه دانتا مصخرررة
منصور : يبه سنّع ولدك الطايش
يوسف : أأأوووه أووووووووووه وش سمعت ؟ أنا طايش !!
هيفاء : لايوقف قلبك
يوسف : أنا يوسف ماني طايش
منصور : لابو سماجتكم انقلع لاأمردغك الحين
يوسف : ههههههههههههههههههههههه سماجة ولا مصالة
منصور يمسك راسه : يالله أرزقني صبر أيوب
أم منصور : خلاص أهجدوا
يوسف : صبر ولا قلة صبر
منصور : لو الأرض تتكلم كان قالت وش مصبّر هالعالم على كمية السماجة
يوسف : تتكلم ولا تحتسي *تحكي*
ريم : يووه أشتقت لجدتي وكلامها
بو منصور : أسكت أنت وياها
هيفاء بتفشّل : خلاص بنطّمْ
بو منصور : ترى فيه ضيف معهم يعني أعقلوا *يوجه كلامه ليوسف ومنصور*
منصور : مين ؟
بو منصور : ولد سلطان العيد . . عبدالعزيز
منصور بصدمة : يوووه وش أخباري سلطان العيد قديم مررة
بو منصور : الله يرحمه
منصور بصدمة أخرى : ماات !! يوه الله يرحمه ويغفر له
بو منصور : لاتستخفون دمكم كثير أثقلوا
ريم : والله عيب رياجيل وش كبركم وش عرضكم وأبوي يقولكم أثقلوا
بلحظة وحدة منصور ويوسف رموا عليها * علبة المويا والكلينكس *
ريم : عنيفيييين . . بروح لنجلا


,



وضعت آخر قطعه في شنطتها تحضيرا للندنْ . . . وضميرها في الأيام الأخيرة بدأ يقسو عليها
تنهّدت وهي لاتُريد أن تفكر بشيء , رغبتها في البكاء أقوى . . . . . . نزلت دموعها بصمت وسكُونْ
من خلفها عبير : أبوي تحت ينتظرنا لاتتأخرين
رتيل بصمتْ
عبير : رتييييل
رتيل وتحاول أن تتزن بنبرتها : طيب
عبير أقتربت منها ورفعت رأسها تبكين ؟ . . . ضمتها
رتيل أطلقت شهقاتها
عبير : عشان أبوي ؟
رتيل وبكائها هو كل كلامها
عبير تمسح على شعرها : ياروحي هو يعصب يوم يومين بالكثير بس بعدها بيروّق حتى الحين تلقينه راضي عنك
رتيل وهي تبعد عن صدرها : أحس بقهر فضيع من كل شيء
عبير وتمسح دموعها من على وجهها : هونيها يابنتْ
رتيل مسحت وجهها وهي تلتفت لتغلق حقيبتها : بيجي يوم وأموت من هالحياة
عبير : الله لايقوله . . . رتيل لاتفكرين بسوداوية كِذا


,


دخل عبدالعزيز ,
مقرن : تأخرت
عبدالعزيز : عرفوا أنك تدري
بو سعود : كشفوك !!!!!!!!
عبدالعزيز : لأ المشكلة مو هنا
بو سعود : بوشو ؟
عبدالعزيز : كانوا يتكلمون عن بناتك
مقرن : بأيش ؟
عبدالعزيز وهو يشتت أنظاره بعيدا عن أعينهم : مدري كيف أقولك
بو سعود وفهم مقصد عبدالعزيز دُون أن يشرح له
مقرن : إيش قالوا بالضبط ؟
بو سعود بحدّة : ماأبي أسمع
عبدالعزيز تفهّم غضبه : قلت لهم أني بجيكم الليلة طبعا ماراح أجي بس عشان يحسون أنه صار شيء
بو سعود وهو الحليم الذي من إنفعالاته دائما ماتبرد بسرعة لكن الآن براكين في صدره أشتعلت : لانتأخر على بو منصور . . . . ومشى بإتجاه مكتبه
عبدالعزيز : ليتني ماقلت له دام بيعصب كذا
مقرن بأمر : لاتخبي أي شيء , هذا عرض مو أي كلام أكيد بيعصب
عبدالعزيز ملأ كوبه بالقهوة وألتفت : مايهمْ أخبي أو ماأخبي . . . .
مقرن تنهّد : بتروح بسيارتك ؟ ولا بسيارتي ؟
عبدالعزيز : لآ ودي أسوق
مقرن : اللي يريّحك . . .


,

نجلاء : لا مررة يعني فخورة بالوصف وسعيدة فيه
هيفاء : أشم ريحة طنازة
نجلاء : أبد منصور إنسان جميل وكل الصفات الحلوة فيه
ريم : لآصادقة هيوف فيه ريحة طنازة
نجلاء : هههههههههههههههههههههههههههه
: تآكلون بلحمي
ألتفتوا عليه
نجلاء صدت
ريم : حلل مُرتَكْ
منصور جلس بجانبها ووضع يديه خلف ظهرها حتى لاتبتعد وتترك مسافات بينهم : وش قايلة ؟
نجلاء بإرتباك : ماقلت شيء مدحتك بس هم يحسبونها طنازة
منصور ويلتفت عليها ويقبّلها على خدها
هيفاء بعبط تغطي عيونها : فوق 30 سنة ههههههههههههههههههههه
نجلاء وكل الأوعية الدموية تفجرت بخدها
ريم : هههههههههههههههههههه لاأنتظري هو يبغى يثبت أني أنا الرومانسي أبعدوا عني
منصور : ههههههههههههههههههههههههههه
نجلاء وقفت وبتوتّر تدوّر تصريفة : بروح أجيب مويا .. وبخطوات سريعة خرجت
هيفاء : حراام أستحت هههههههههههههههههه
ريم غمزت لها : عقبالك
منصور رفع حواجبه بسخرية
هيفاء حاولت تصرّف : أنتِي تكلمي زين
ريم : ههههههههههههههههههههههههههههههه مين اللي أستحى الحين
منصور : اللي أختشوا ماتوا . . . وخرج


,
بجهة أخرى

يوسف : بنام على مايجون
بو منصور : قم لاتكثر حكي مافيه نوم
يوسف : طيب بس بغمض عيوني
بو منصور : يوسف ورني طولك
يوسف : ماني نايم بس بغمض عيوني وش فيك يبه
منصور دخل عليهم وسمع آخر كلمات يوسف : هههههههههههههههههههه بزر مايكبر
يوسف : مخلي العقل لك
بو منصور : يوسف لاتفشلني وقوم
يوسف : بقوم بقوم الواحد مايعرف حتى يغمض عيونه . . وأستعدل بجلسته
بو منصور كبْ عليه الماء : إيه كذا صحصح
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههه هههههه
يوسف وقميصه تبلل : يبه ليه كذا ؟ كل هذا حقد دفين لولدك وحبيبك
بو منصور يبتسم : يالله روح غيّر ملابسك وتنشّط
يوسف ويمثّل بملامح حزينة : مايصير يايبه يعني عشانك أبوي تسوي كذا لو ماأنت أبوي كان يمديني سدحتك على هالحركة
بو منصور من طرف عينه : بالله ؟
يوسف : ههههههههههههه خلاص أنا آسف وحقك علي . . وأتجه للغرفة ليغيّر ملابسه

,


في سيارته خلفهمْ يسير وتفكيره بمكان بعيد . . في حلمه الذي أتاه من يومين ,
صرخات هدِيل وبكاء غادة . . . هل ممكن يتعذبون ؟ أم ماذا ؟
تعوّذ من كلمة " عذاب " . . . . . . . يعرفهم لم يتركوا فرض . . . . . إذا ماتفسير البكاء ؟
بدأت خيالاتهم تأتيته
ألتفت إذا بصوت أبيه يأتيه " ياولدِيْ لاتغلط نفس أغلاطي "
أكاد أجن أنا بالفعل بدأت أفقد أعصابي . . . أصبحت أتخيلهم . . . . . . . أعوذ بالله من خيالاتِهُمْ
تنفسه بدأ بالتسارع . . . . وأصواتهم تُزعجه من كل ناحية
غادة " ليه تركتنا " . . . هديل " كنت أناديك ليه مارديت علي " . . . . أمه " حافظ على صلواتك يمه "
أبيه " لاتغلط ياروح أبوك " هديل تصرخ " عزيييييييز " غادة " يابعد عينييي " أبيه " رحلت يايبه وتركتنا ""
كانت أصواتهم متداخلة . . شتت ذهنه لايستطيع التركيز . . . . . أوقف سيارته ووضع جبينه المتعرق على الدركسون . . . . . شعر أنه يختنق


في السيارة الأخرى , مقرن : عزيز وقف !
ألتفت بو سعود : خير إن شاء الله . . . أوقف


عبدالعزيز حرّك سيارته ليتحركون أمامه

مقرن : عسى مايفكر بشيء يوديه بمصيبة
بو سعود : يمكن تعبْ
عبير : ماعنده أهل , كلهم توفوا ؟
بو سعُود : الله يرحمهم كلهم مابقى له أحد
عبير بحزن عليه : يكسر الخاطر يعني بدون أهل وللحين عايش كويّس ماأنهبل

بجهة أخرى

تذكر وهو يودّع هدِيلْ . . . ,

هديل والأجهزة حولها . . . رفعت أصبعها السبابه لتتشهد
فيصل وهو يركض بين ممرات المستشفى ويصرخ بإسمها لكي يعرف بأي غرفة . . .
قابلته إحدى الممرضات وباللكنة الفرنسية : مالإسم الذي تبحث عنه ؟
عبدالعزيز : هديل سلطان العيد
الممرضة : الآنسة أديل هُنا . . وأشارت الى أحدى الغرف
دخل ومسك كفّها : هديل . . . . حبيبتي شوفيني
هديل فتحت عينيها بصعوبة والدموع تبللها
فيصل : ياعيونيْ . . ألتفت . . . وين أمي وأبوي وين غادة ؟
هديِل أغمضت عينيها ودموعها تنهمر على خدها
فيصل أنقبض قلبه : وينهم ؟ هديل تكفييين أصحييي ياروحي أصحييي
سمع صوت توقف النبض بالجهاز وهو بعدم تصديق : لاهديل تكفييين ياعيونيْ لاتتركيني مين راح أحارشه ؟ قومي ياعيوني إذا كنتي تمزحين ترى مزحك شين . . . . يالله قومي أنا جمبك . . . "وضع رأسه على صدرها " لاهديل تكفيييييييييييين " صرخ " تكفييييييييييييييييييييييييييييييييين . . قولي أنه مزح وقوميي يالله قومييييييييييييييي
أخرجوه الأطباء وهو يصرخ عليهم . . . وضع يديه على رأسه . . . ألتفت على الدكتور وهو يسأله عن حال بقية أهله
الدكتور : أعتذر ولكن لم ينجو أحد سواها *قاصدا هديل* كل التعازي لك
صُعق في مكانه . . . . . . . . الصدمة أكبر من أن يستوعبها . . الصباح كانوا مجتمعين يضحكون والآن . . ؟
ماتوا كلهم ماتوا . . . ليتكم خذتوني معاكم ولاتركتونيْ . . . . . ليه ياهديل تركتيني كان فيه أمل أنتي كنتي الأمل ليه تركتيني ياعيوني ؟ ياروحي أنتي ؟ لييييييييييييييييه

أستيقظ على أصوات السيارات . . . وصلوا للمزرعة
مسح جبينه المتعرق . . أغلق أزارير قميصه وأدخل جواله بجيب جينزه . . . نزل
بو سعود : عسى ماشر ليه وقفت ؟
عبدالعزيز : وش الغلط اللي أبوي مايبيني أسويه ؟
بو سعود أستغرب من سؤاله : أي غلط ؟
عبدالعزيز بنظرات حقد : أبوي يقولي لاتغلط نفس أغلاطي . . وش أغلاط أبوي ؟
بو سعود : متى قالك هالحكي ؟
عبدالعزيز : اليوم
بو سعود وضع كفه على جبينه : أنت بخير ؟
عبدالعزيز يبعد يده بقسوة : جاوبني
بو منصور من خلفهم : ياهلا والله
أنقذ بو سعود من مواجهات مع عبدالعزيز
عبدالعزيز أرمقه بنظرات أقلقت بو سعود
يوسف : هلا والله بعبدالعزيز عاش من شافك
عبدالعزيز ويحاول جاهدا إظهار إبتسامته : هلابِك
منصور : كيف حالك ؟
عبدالعزيز : بخير الحمدلله عساكم بخير
منصور : الحمدلله
وجلسوآ وبدأوا بالضيافة . . . ,

بعد فترة جلوس طويلة

يوسف : نقوم نرمِيْ
عبدالعزيز وقف وهو يريد الهروب من هذه الجلسة الرسمية التي تتداول ماضِي والده وذكرياته : أنا ودّي
منصور وقف وذهب معهم
كانت هُناك مجسمات من الخشب الخفيف ومنتشرة بالمزرعة
أخذ كل منهم سلاحًا , وبدأوا يرمونْ . .
يوسف : ماشاء الله ؟ ماهي أول مرة ؟
عبدالعزيز دون أن يلتفت : كنت أتمرن مع أبوي في النادِيْ
يوسف : الله يرحمه
بعد لحظات
يوسف رمى بالقرب من قدم منصور
منصور ألتفت بغضب : تستهبل
يوسف : هههههههههههههههههههههههه ياجبان ههههههههههههههههههههههه
منصور : يوسف أعقل
يوسف ويرمي بالقرب منه مرة ثانية وهو سيغفل من الضحك على تعابيره
عبدالعزيز ألتفت وضحك هو الآخر على شكل منصور
منصور : شف بدفنك الحين
يوسف ويرمِيْ بإتقان لتمّرْ بالقربْ من رقبته
منصور كان سيقف قلبه
يوسف جلس على الأرض لايتحمل أكثر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله وطاحت الهيبة
عبدالعزيز يوجه كلامه لمنصور : أسمع مني وردّها له
منصور : إن رديتها لك بتنغسل المزرعة بدمّك
يوسف : ياقوي ماكأنك شوي وتموت يوم رميت عليك هههههههههههههههههههه
منصُور ويرمِي بالقرب من قدم يوسف
يوسف ثابت بمكانه : تعلم الثبات منّي
منصور حذف السلاح على الارض : اللهم أرزقنا الصبر . . . . . وأتجه للمجلس
يوسف ويرميه مرة أخرى لتمر من جانب شعره وتلمسه
منصور وقف بمكانه وهو يلعنه بأشد اللعنات . . . ألتفت
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههه آخر مرة خلاص
منصور عض شفته ودخل
بو منصور : وش فيكم ؟
يوسف : يوسف يحاول يبيّن براعته بالتسديد ويجرب علي
بو سعُود : ههههههههههههههههه كان مفروض يكون من الجيش
بو منصور : مايتحمّل النظام جلس له سنة وحوّل

بجهة أخرى ,
يوسف : وش غيّر رايك الحين وخلاك تجي الرياض ؟
عبدالعزيز : الشغل
يوسف : أبوك كان في مجلسنا يقول فيه ألف طريقة تخدم فيها وطنك بدل ماتعرض غيرك للخطر وهم من الوطن
عبدالعزيز وبإهتمام : مافهمت !
يوسف : أنه لو الخطر يقتصر عليه كان يقول فداه للوطن لكن يجي لناس يهمهم هنا يقول أنه ندم
عبدالعزيز : متى قال هالحكي ؟
يوسف : والله ناسي بس أذكر كلامه . . . . . إيه صح أيام تكريم بو سعود قبل 7 سنوات أيام ماكنت بالثانوي كان جاي زيارة . . ليه ماكنت تجي معاه بزياراته ؟
عبدالعزيز : كل مرة يطلع لنا شيء يمنعنا مرة إختبارات ومرة تعبْ أمي يخلينا نجلسْ عندها فكان يروح ابوي لوحده
يوسف : صدق بسألك كيف صار الحادث ؟
عبدالعزيز بصمت وهو يسترجع أحداث تلك الليلة السوداء
يوسف : آسف إذا ماتبِيْ براحتك
عبدالعزيز : لأ مو سالفة ماأبي أقول . . . . . كان بليل والدنيا ثلج . . .. . . . . . . . . .



,


تمللتْ من تفكيرها , عزمت على النسيان في هذه اللحظات لتفرحْ فقط

رتيل بعفوية : بنبقى كذا كثير ترى جو الرسميات يخنقني
هيفاء : هههههههههههه والله تو أقول في قلبي أحد يفتح سالفة
رتيل : ههههههههههههههههههه لا سالفة ولا شيء خلونا نتمشى برا ماشفنا المزرعة
ريم : أنا أقول كذا بعد . . يالله مشينا
أتجهوا كلهم لخلف المزرعة عند الخيول والأشجار التي زرعها بو منصور

عبير : الأشجار مرة حلوة . . كويّس أنكم زرعتوها إحنا مزرعتنا كل مازرعنا فيها شيء تعفّن
ريم : إيوا هذي أبوي قبل سنة بدأ يزرع المزرعة كلها بس هنا أكثر شيء
مروا من عند حمام السباحة
رتيل : يازين من يسبح فيه بالصيف ؟
هيفاء : للحين مادخل الشتاء للحين يوم برد ويوم حر
رتيل : بصدق أننا بشتاء لاتخربين جوّي
هيفاء : ههههههههههههههه ماأخليه بخاطرك برميه فيك
رتيل : وأرميك بعدي
عبير : ترى رتيل ماتمزح العقل متبري منها
نجلاء : عاد العقل يسلم عليك عند هيوف
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههه . . . وفعلا دفّتها لتسقط فيه
كلهم أطلقوا ضحكاتهم العالية . . ,
رتيل : لآلآلآ الموياااااااااا باردة ياشريريين
وعندما أقتربت لتخرج فإذا بعبير تُسقِط هيفاء عليها : رديت لك حقك
رتيل غاصت بالداخل ورفعت رأسها : لاشكرا أخت قول وفعل بس ماهو عليّ
هيفاء تصرخ : باااااااااااااردة
رتيل : مو جايبة ملابس معاي المنظر شنيع الحين . . . وخرجت وملابسها ملتصقة بها . . . جينزها السكيني وبلله زاده وصفّا لها وبلوزتها ملتصقة بِها بفعل الماء . . . .
هيفاء خرجت من بعدها ولم يكن حالها أفضل من رتيل : كم مقاسك ؟ ميديَم ولا لارج
رتيل بعبط : لآ أنا البس سمول
عبير بطنازة : إيه أختي المديّم وسيع عليها مررة
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههه ألبس مديم
هيفاء : خلنا ندخل قبل لايدخلنا برد
ريم : إحنا بنكمّل مشي . . ومشت مع عبير ونجلاء وتبادلوا احاديث عن مواضيع متعددة من الجامعة إلى الأزياء إلى أخبار الجرائد هذه الأيام . . ,

هيفاء : هذا ؟
رتيل بضحك : كئيبيين أنتِ وأختك كل لبسكم أسود ورمادي أنا صدق كئيبة بس ماني كذا ههههههههههههههه
هيفاء : هذا اللي جبناه المزرعة بس ماني مرة ألبس أسود وبعدين أنتي اليوم لابسة أسود لايكثر
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههه يختي نمزح عطيني بس . . . دخلت الحمام
هيفاء بصوت عالي لتسمعها : أنا بالغرفة اللي قدامك
رتيل : طيب



,



بو سعُود : شغل محتاسين فيه
بو منصور : كان محتاج شي ترى صدق تقاعدت بس لو تبي أرجع
بو سعود : هههههههههههه الله يعطيك الصحة والعافية لاوالله ماتقصّر
دخل عبدالعزيز ويوسفْ . . ,
بو منصور : عسى راقت لك المزرعة ؟
عبدالعزيز : كثيير


,


خرجت من الحمام بلبس هيفاء : والله ماهو بشين يعني هو شين بس طبعا أنا محليته
هيفاء رفعت حاجبها : قولي محد محليك الا فستاني
رتيل : فيه أحد يجي المزرعة بفستان . .
كان فستان قصير إلى منتصف الركبة وكان ناعم ومشجّر : لازم إحتياط لأ جانا أحد فجأة
رتيل : طيبْ خلينا ننزلْ
نزلوآ وكان بوجههم ريم وعبير ونجلاء ,
رتيل : خطرت في بالي فكرة والله بتقولون وآو
عبير : أكفينا شر أفكارك


,


سمعُوا صوتَ طلقات نارْ كانت قوية لاتُوحي أبدًا أنها للرمِيْ
خرجُوا جميعهم مُسرعينْ . . و !!!


أنتهى . .



JAN 05-27-2020 08:00 PM

6




البــــــــــــــــــــ6ــــــــــــارت



لا تزيديه لوعة فهو يلقاك
لينسى لديك بعض اكتئابه
قربي مقلتيك من وجهه الذاوي
تري في الشحوب سر انتحابه
و انظري في غصونه صرخة اليأس
أشباح غابر من شبابه :
لهفة تسرق الخطى بين جفنيه
و حلم يموت في أهدابه

*بدر شاكر السياب

بفراشها دفنت رأسها وهيْ تبكِيْ بشدة . . وضعت يديها على بطنها بضيقْ ,
ركضت للحمام وأستفرغت بتقرف وهي تتذكر أحداثْ ذاك اليومْ
بتعبْ وضعت يديها على المغسلة ودمُوعها تنهمرْ بغزارة !
دق البابْ ليقطع عليها بكائها : الجوهرة
طاحت على ركبتيها وهي تلملم نفسها وتضمّها
بهمس : الجوهرة أفتحِيْ الباب خليني أقولك شيء
كان بكائها هو الرد
أختفى صوته وهي تتقطعْ ألمًا وضيقًا على حالها

,


عبدالعزيز أبتسم : يعني كان يشغل نفسه بالنادِيْ وكنت أروح معه بأيام العطل
بو منصور بإبتسامة على ذكرى صديقه
منصُور يلمّ الأسلحة المرمية : بروح أرجّعها . . . وخرجْ


,


هيفاء : هههههههههههههههههههههه نجيب طاولة آممم الطاولة اللي بالصالة الكبيرة مررة عالية
عبير : مستحيل أنا ماني بايعة عمري
رتيل : ههههههههههههه والله أشتهيت البحررْ وحمام السباحة يفيدنا ويصير بحرنا
نجلاء : ههههههههههههههههههه أتخيل شكلي والله أموت وأنا بالهواء
رتيل : ياجبانات
هيفاء : أنا معك ماعليك منهم
ريم : أنا بعد ودّي أجرب ههههههههههههههههههههههههه
وبدقائق أخرجُوا الطاولة مع الخادمة لأنها كانت ثقيلة وكبيرة , قربوها عند حمام السباحة . . . وكانوا يخططون القفز من فوقها
نجلاء : من جدكم ؟ فرضا صار فيكم شيء
رتيل : مويا عادي هههههههههههههههههههههههه
هيفاء : يالله أنتي أبدي
رتيل : طيب إن طار الفستان ماأشوف عيونكم عليْ
عبير : هههههههههههههههههههههههههههه لحظةة خلني أفتح الكاميرا عشان أوريك الشناعة وأنتي تنقزين
رتيل : طيب . . .وصعدتْ للطاولة
ريم : يالله ورينا الفنّ
رتيل وهي يديها على فخوذها كي لايطير الفستان , : يالله
كلهم بصوت واحد : ون . . . تُو . . . . ثريييييييييييييي
قفزتْ بقوة وسط ضحكاتهمْ
هيفاء أنحنت لها : هههههههههههههههههههههههههههه شعورك ؟
رتيل : شيء جميييييييييييييييييييييييييييل والله شعور مو صاحي والهوا يالله دورك
هيفاء تصعد . . . ويعدّونْ لها وسقطت وكانت ستسقط على رتيل لكن غاصت رتيل بعمق المياه
هيفاء تجمّدت : أححح حسبت بضرب بالحافة
عبير : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله ريم بنشوف إبداعك وسوّي حركات بالهواء
ريم : ههههههههههههههههههههه لاأخاف
نجلاء : هههههههههههههههههههههههههههههههه أنا بركبْ
ريم : يالله أنتِي قبلِيْ
نجلاء بترددْ . . . . وفجأة سمعُوا أصواتْ طلقْ
ألتفتوا جميعهم , ريم : يرمون صح ؟
هيفاء تمسك رأس رتيل لتغرقها بضحك . . . وبدأوا بعراك وسط حمام السباحة وضحكاتهم تتعالى
سمعُوا صراخ الرياجيل . . وساد الهدُوء بينهمْ
كان إسم منصور يُرددْ . . . بلعت ريقها وتجمّدت في مكانها
الكل توجّهت أنظاره لَ نجلاء
ريم : بروح أشوف وش صاير ؟ إن شاء الله خير . . . ودخلت لوالدتها


بجهة أخرى ,


واقعًا والأسلحة أنتثرتْ حوله , ركض له يُوسفْ وحمله بين يديه وكانت سيارة عبدالعزيز هي الأقربْ . . . ركض عبدالعزيز وفتحها له . .

بو منصُور : لاحول ولاقوة الا بالله . .
بو سعود : إن شاء الله خير , روح لولدك ماأحنا غريبيينْ
بو منصور ركبْ سيارته وبتشتت لحقهمْ
بقي بو سعود ومقرنْ . .

,

ريم لوالدتها : يمه وش فيه ؟
أمها بقلق : والله مدرِي ياربي ومحد يرد عليّ كلهم راحوا مابقى إلا بو سعود
ريم : أجل بخلي بناته يكلمونه . . . توجهت لهمْ وكانت رتيل وهيفاء متغطين بَ منشفاتْ
ريم : عبير واللي يسلمك روحي أسألي أبوك لأن كلهم راحوا مابقى الا أبوك
نجلاء : وين راحوا ؟
ريم : مدري
عبير بخطوات سريعة توجهت لوالدها : يبه
ألتفت : هلا
عبير : وش صار ؟
بو سعُود : منصور بالغلط شكله رمى على بطنه مدري رجله ماركزت
عبير بإرتعاب : حيّ ولا ميّت !
بو سعود : لأ ودوه المستشفىَ الحين يخبرني عبدالعزيز لاجاء إن شاء الله مافيه الا كل خير لاتخوفين اهله
عبير : هم يسألونيْ . . بروح أطمنهم حرام . . . ورجعت لهم
عبير : رمى نفسه بالغلط
هيفاء بخوف : مين ؟
عبير بإرتباك : آآآآ منصور بس ودوه المستشفى لاتخافون إن شاء الله مافيه الا كل خير
نجلاء تبكي بصمتْ . . . توجّهت لها ريم وضمتها . . . لتجهش بالبكاء على صدرها


,


علىَ طاولة الطعامْ . . هدُوء يسُودهَمْ

بو ريّان : أكلي يالجوهرة
الجوهرة أومأت براسها بالإيجاب وعينيها لاترى سوى صحنها ,
أفنان : يبه متى نروح الرياض ؟
بو ريّان : لأ مانقدر هاليومين
أفنان : يبه والله طفشت هنا , مشتاقة لها
بو ريّان : كلمت عمّك بو سعود وأصلا قالي أنه ماهو موجود بالرياض هاليومين
أفنان ألتزمت الصمتْ بقهرْ
العم الصغير تركيْ : وعبدالرحمن فاضي لنا , أنا أقول نروح نتمشى وننبسط
الجوهرة بتقرفْ . . بخطوات سريعة توجهت للحمام لتستفرغْ
أم ريّان : من سوء التغذية أكيد
بو ريّان : الله يصلحها بس
بهدُوء توجه تركي للمغاسلْ
شهقت يوم شافته
تركي : أشششش ماني مسوي لك شيء . . . أقترب منها ووضع كفّه على فمّها لكي لاتصرخ ودمُوعها تنزل وتستقر على كفيّه . . . . . . آسف ماكنت أبي أعيد لك اللي صار من 7 سنوات
الجوهرة دفّته عنها وبقهر وصوتها يختنق : وش يفيد أسفك !! الله يآخذك الله ينتقم لي منك ماكفاك اللي سويته من 7 سنين جايّ تعيده الحين . . . كيف هان عليك أخوك وأنا بنته . . . أطلع من حياتي أطلللللللللللللللللللع . . . وصعدت لغرفتها
تُركِيْ تنهّد وتذكر قبل أسبوعْ ماحدثْ . .

-

رجع متأخِرًا . . شاهدها في المطبخ تسكبْ لها العصير . . . أحتضنها من الخلفْ
سقط الكُوب وأنكسر وهي تشهقْ
قبّلها بهيامْ وأنتشرت قبلاتِه عليها . . . رفسته بقوة وركضت لغرفتها

-

,

في المستشفىَ . . ,

الدكتُور خرج
ألتف حوله عبدالعزيز ويوسف وبو منصور
الدكتور : الحمدلله عدّت على خير والجرح ماكان عميقْ . .
بو منصور : لك الحمد والشكر لك ياربيْ
الدكتُور : جلستكم هنا مالها داعي لأن المريض ماراح يصحى إلا بكرا . . وهو بأمانتنا تطمنوا
بو منصور : يعطيك ألف عافية
الدكتور أبتسم : واجبنا . . وتركهمْ
بو منصور ألتفت على عبدالعزيز : ماقصرت ياولدِي
عبدالعزيز : ماسوينا شيء والله يحفظه لكمْ
يوسف : أنت روح وأرتاح يبه أنا بجلس هنا
بو منصُور : تركنا بو سعود بعد لحاله


,


نجلاء ببكاء : طيب أحد يرد ويطمنا
أم منصور : أهدِي كذا توتريني إن شاء الله خير
نجلاء دفنت وجهها بكفيّها وهي تبكِيْ خوفًا من فقدانه
وأخيرا ردّ بو منصور : يبه ليه كلكم مقفلين جوالاتكم ؟ كيف منصور الحين ؟
بو منصور : الحمدلله بخير راجعين الحين ويوسف بيجلس معه . .
ريم : طيب . . . وأغلقته . . يقول بيجلس يوسف معه بس هو بخير الحين الحمدلله
أم منصور : الحمدلله يارب الحمدلله . . . وتوجهت لسجادتها لتصلي ركعتين شكرْ لربّها
نجلاء : أبي أروح له
ريم : بكرا كلنا نروح له
نجلاء بعصبية : وش ينطرني لبكرا



,



أنتهىَ هذا اليومْ الجميل في بدايته والسيء في نهايته . .
في ساعات الفجر الأولى :

: أنت ليه جيت هنا ؟ كان تقدر تسوي المستحيل وتسترجع وظيفتك . . . ليه تركت شغلك هناك ؟
عبدالعزيز أمسك راسه بتعب : خلاااص يكفييييييييييييييييييي
والصوت يتردد " أتركهم وش لك عندهم . . . . أتركهم . . . . عزوز حبيبي أتركهم . . . . تسمع كلام أبوك ولا لأ ؟ "
رفع رأسه للسقف ويضع يديه على أذانه والصوت يخترقه " ماتبيني يابوك "
يراه واقفا أمامه . . . . يعلم أنه فقد كل أعصابه وهو يتخيله يمينه ويساره وأمامه . . . . . فقد عقله وهو متعلق بالماضي ويتهيأ لهم كلماتهم . . . . يعلم تماما أنه مرضَ بحبهم للحد الذي جعله يصدق أنهم لم يرحلوا ؟

تجمّعت الدمُوع في محاجره ومع ذلك رفضت أن تنزلْ . . أي دمعٍ هذا يعصي صاحبه لهذه الدرجة ويعذبه ؟
هُناك فئة نجهلهم تماما لايعلمون كيف البكاء ؟ يتعذبون والله أنهم يتعذبون وهم أحياء يُرزقونْ . . ويشتد عذابهم إن كانوا بحاجة ماسة للبكاء . . . والله البكاء نعمة لن يستطيع أن يشعر بها سوى من تقف بوجهه هذه الدمُوع عاصية وترفض أن تنزلْ ." الحمدلله والشكر لك يارب "


,


عبير : ياحرام كسرت خاطري والله مررة تحزن
رتيل : توّهم متزوجين صح ؟
عبير : إيه هي قالت لي ماصار لهم فترة طويلة
رتيل : الله يكون بعونهم
عبير : آمين . . طيب نامي ورانا سفر بكرا
رتيل : مو جايني نوم أجلسي معي شويْ
عبير توقف : صاحية من الفجرْ . . . تصبحين على خير
رتيل تلحقها بملل : وأنتي من اهله
سمعت صوت رسالة . . فتحت جوالها " ماذنبْ من لايرى سوى تلك العينيين وذاك الثغر "
عبير وضعت يديها على صدرها بخوفْ " وين شافني ؟!!!


,

بالصبَاحْ ,
في ميونخْ . . . .
في عيادته الخاصة . . . أمه الألمانية التي توفت منذ سنتان ساعدت بشكل كبير في فتح هذه العيادة وشهرتها
عاش بألمانيا منذ طلاق والديه . .

دخلتْ بخطوات متوترةْ . . .
وليد : كيفك اليوم ؟
رؤى : بخير
وليد يمد لها كأسًا من الماء : تفضلي أشربِي شكلك متوترة
رؤى مدت يديها بالهواء . . (كفيفة) . . . مسكت الكُوب وشربتْ
وليد : قالت لي أمك عن الفحوصات أنبسطت كثير
رؤى : وحددوا العملية
وليد : الحمدلله يارؤى لازم تفهمين أنه لكل شيء حكمة . . إن رجع نظرك فهذا من فضل ربي عليك وإن مارجع أكيد لحكمة وأكيد أنه لصالحك
رؤى : فرصة نجاحها 60% متفائلة بس ماأدري إن مارجع نظري وش أسوي ؟ وش تفيدني كل هالفحوصات الزينة
وليد : الصبر زين . . وبعدين خذيتي فوائد كثيرة من هالعمى ولا ؟ صار عندك حاسة سمع قوية . . أخذي الجوانب الحسنة بالموضوع
رؤى سالت دمعة بصمتْ
وليد : أبي هالدمُوع تكون لفرح
رؤى تمسح دمُوعها : عندي إحساس قوي يقولي ماراح تنجح
وليد : وأنا عندي إحساس يقولي بتنجح إذا الله أراد
رؤى بصمتْ
وليد : وش سويتي بحفلة الجامعة ؟
رؤى أبتسمت لذكراها : حلوة الحمدلله طلعت المركز الثالث
وليد : مبرووك
رؤى : الله يبارك فيك والجو كان مرة حلو والمطرر يجيب السعادة
وليد ينظر لشباكه : طيب شرايك نطلع دام الجو اليوم بعد حلو ؟
رؤى بحرج : لألأ عادي نجلس هنا
وليد : لأ انا خاطري أطلع . . . وقف وأخذ معطفه . . . بدق على أمك وأقولها
رؤى بصمتْ
وليد اتصل على والدتها
أم رؤى بخوف : رؤى فيها شيء ؟
وليد ضحك : لأ بس نبي نطلع للحديقة لأن الجو حلو إذا ماعندك مانع ؟
أم رؤى تنهدت براحة : إيه ياولدِي اللي تشوفه
وليد : ماتقصرين . . بحفظ الرحمن . . وأغلقه. . . وهذي أمك وافقت
رؤى وقفت من على السرير . . ومشت وهي بداخلها تعد الخطوات التي حفظتها للبابْ
وليد : قلتي لي صديق أبوك زاركم هالأسبوع ؟
رؤى : إيه بس رجع للرياض كنت مشتاقة له مرة يعني هو اللي بقى لنا فعشان كذا كنت مررة مشتاقة له
وليد : وأعمامك
رؤى : ماأتذكرهم وكل ماسألت أمي قالت أبوك كان وحيد أمه وأبوه
وليد : طيب خوالك ؟
رؤى : ماأذكر شي . . أحيانا أقول العمى أهون لكن الذاكرة ودّي لو ترجع بس أتذكر شكل ابوي الله يرحمه أو شيء كان يجمعني فيهم
وليد : خيرة . . نزلُوا للأسفل
رؤى : بأي طريق إحنا ؟
وليد : 5 خطوات قدام بعد لفّي يمين
رؤى أبتسمت : نفس شارع الجامعة صح ؟
وليد : صح . . . . دقائق وجلسُوا بالحديقة وفوقهم المظلة المتصلة بالطاولة والمطر يهطل . .
رؤى : قبل أمس صدمت واحد في هالشارع وسمعت منه ألفاظ قذرة . . حسيت بعجز بشيء ماأعرف كيف أقوله بس قلت لو عندِي أخو لو عندي أخت كان بتتغير أشياء كثيرة
وليد بصمت يستمع
رؤى : أحيانا أقول خلني أرجع السعودية يمكن أتذكر هناك أشياء كثيرة بس أمي تقول بعنا بيتنا بالرياض . . *نزلت دمعتها* أبي أتذكر أبوي جدي عمي خالي أي أحد بتذكر أشكالهم


,


وصلُوا لندنْ . . ,

دخلوا الفندقْ مُتعبينْ
عبدالعزيز رأى عادِل وضحك هذا الرجَلْ أكثر من صديقْ
عادل : لأ الشمس من وين طالعة اليوم ؟
عبدالعزيز يسلم عليه : أنا أقول لندن منوّرة
عادل : هههههههههههههههههه جاي عشان الإجتماع الليلة بنرجع باريس . . فجأة سريت بدون لاسلام ولاخبر ؟
عبدالعزيز ألتفت وكانت نظرات بو سعود عليه : رحت لعمِي بالرياض وجينا هنا عشان شغل له
عادل : والله أشتقنالك وايد
عبدالعزيز : تشتاق لك جنة ربي حتى أنا حنيت للشغل لباريس لكل شيء
عادِل : أهم شيء أحوالك تمام بالرياض ؟
عبدالعزيز : الحمدلله
بو سعود أقترب منهم
عبدالعزيز : هذا عمي عبدالرحمن . . *لم يقل إسمه كاملا حتى لايثير إستغراب عادل*
بو سعود يسلم عليه : تشرفنا والله
عبدالعزيز : عادِل من الإمارات صديق قريب *كان يتحداه بكلماته*
بو سعود : والنعم والله
عادِل : الله ينعم بحالك . . يالله ماأعطلكمْ . . . أشوفك على خير
عبدالعزيز : إن شاء الله . . وأختفى عادل من أنظارهم وألتفت على بو سعود
بو سعُود : فجأة أنقلب حالك
عبدالعزيز يدخل يديه بجيوبه : كيف انقلب ؟ عشاني أسأل وماألقى جواب
بوسعود : وأنا جاوبتك
عبدالعزيز : أبي أعرف وش سوّى أبوي طول ماكان يشتغل معكم ؟
بو سعود : كان يشتغل عادي ماصار شيء زيه زي أبو منصور تقاعدوا مع بعض
عبدالعزيز : كل شيء عندك عادِيْ
بو سعُود : منت بخير أبد
عبدالعزيز بعصبية : إيه أنجنيت
بو سعود : أنت تشوف أشياء إحنا مانشوفها ؟
عبدالعزيز عض شفته بقهر من حاله :يعني كأنك تقول أنت مجنون ولأ لأ ؟ لأ تطمن للحين بعقلِي بس أبي هالهم اللي أبتليت فيه ينتهي وبكون فخور أني ماأعرفك . . وصعد لغرفته وخلفه بو سعود
حجزوا 3 غرفْ واحدة لعبدالعزيز والأخرى للبنات وكانت مقابلة لغرفة والدهم ومقرنْ

,

نجلاء تمسك كفوفه وتتأمله وهو نائم بهدُوء . . وضعت رأسه على يديها وتبكِي بصمتْ ودموعها تبلل كفوفه
فتح عينيه بتعبْ . . مسح على شعرها
رفعت رأسها بلهفة : خوفتني عليك
منصور بصوت مبحوح : أنا بخير
نجلاء قبّلت كفوفه : الحمدلله على سلامتك عسى ربي مايفجعني فيك
منصُور همس : الله يسلمك . . . وين أمي ؟
نجلاء : كانوا هنا من الصباح لكن رجعُوا
منصُور : وأنتي أرجعي لاتتعبين حالك . . يوسف هنا ؟
نجلاء ودموعها تبلل وجهها : راح الشركة . .
منصُور أشر لها على كآس المويا . . مدّته له وشرب ربعه
نجلاء : تحس بشيء ؟ تتألم من شيء ؟
منصور حرك رأسه بالنفي
نجلاء واقفة ودموعها بصمت تنزل على حاله
منصُور مدّ يده لها ليسحبها لصدره : لا تضايقيني وتبكين
نجلاء رفعت رأسها عن صدره بخجل وهي تمسح دموعها


,


مرّت الساعات وهم نائمينْ من الإرهاق . . !
عبيرْ تشربْ الماء دفعة واحدة من عطشها ,
رتيل خرجت من الحمام وشعرها المبلل لم تنشفه : بنطوّل وإحنا جالسين هنا ؟
عبير : شكله كِذا لاأبوي يرد ولا عمي مقرن
رتيل بحماس : خلينا نطلع بروحنا كِذا حول الفندق نمشي ونرجع ؟
عبير : أنسي !! أبوي بيعصب
رتيل : شكلهم نايميين وماراح يصحون أمشي صدقيني محد بيعرفْ
عبير : لأ أنا أخاف
رتيل : يابنتْ محد بيشوفنا تكفين كِذا نآكل بالمقاهي اللي تحتنا ونرجع وبتلقينهم نايميينْ
عبير : وإذا صحوا ومالقونا ؟ يمكن مو نايمين بعد
رتيل : إلا نايميين لو مو نايميين كان ردوا على جوالاتهمْ . . يالله عبور قولي تم
عبير : ههههههههههههههههههه طيب نص ساعة ونرجع
رتيل : إيه . . . وبحماس لبست بسرعةْ
في لندنْ أكتفوا بحجاباتهمْ دون نقابْ *قد نختلف بهذا الأمر ولانخوض فيه لأن هناك آيات صريحة أوجبت النقاب*
لبسوا معاطِفهُمْ وأرتدوا حجاباتهمْ وخرجوا من غرفتهمْ
عبير بخوف : فرضا شافنا والله ماعاد بيسامحنا أبد
وقفوا أمام المصعد
رتيل : طيب أسكتي لاتوتريني خلاص نص ساعة ونرجع وإن دقوا علينا بنسوي نفسنا بالغرفة ونايمين
فتح المصعد وكان بوجهم مالايتمنونه . . عبدالعزيز
عبير شهقت لاإراديا . .
رتيل حكت عيونها بتوتّر . .ألتفتت على عبير الي بخطوات سريعة رجعتْ وتركتها
رتيل بلعت ريقها وأتجهت للغرفة بخطوات ثقيلة بطيئة
عبدالعزيز خلفها يمشِي
رتيل تمتمت : ياشين حظّيْ . . ألتفتت عليه لتراه خلفها أو ذهب . . رفع حواجبه وكأنه يقولها *خيير ؟*
دخلت الغرفة وقفلت البابْ . . وعبدالعزيز الآخر دخل غرفته
عبير : تهقين يقول لأبوي
رتيل : انتي بينتي اننا مسوين شي غلط ليه تشهقين والله خوفتيني كان ممكن نرقع نقول بننزل نآكل بمطعم الفندق يعني سهلة بس وترتيني
عبير : سهلة في عينك خلاص توبة شفتي ربي جاب لنا عبدالعزيز يمكن لو نزلنا بيصير لنا شيء فهذي من حكمة الله
رتيل رفعت حاجبها من الرعب اللي في عيون عبير : طيب !! يالله لاتشقينا بس . . .أنتظري أكيد دخل غرفته
عبير : لآماراح أنزل خلاص
رتيل : لحول يختي أنتي ليه كذا ؟ تدرين بتموتين وأنتي صغيرة يقولون اللي نكدي ومايستانس في حياته يموت بسرعة ههههههههههههههههههههه
عبير: الاعمار بيد الله ولايكثر
رتيل : آآخ لو بس تأخرنا دقيقتين كان هو الحين بغرفته وأحنا طالعينْ
عبير : بدق على أبوي يمكن صحوا ؟
ثواني وتسمع صوت جرسهم
عبير : أكيد هم . . . وفتحت فكان مقرن وبو سعود
بو سعود وهو يراهم بلبسهمْ : طلعتوا مكان ؟
رتيل بإبتسامة بلهاء : لأ كنا بنجيكم
بو سعود : كويّس يالله بننزلْ
أغلقوا غرفتهمْ
رتيل همست لأبوها : ماراح تعطيني جوالي ؟
بو سعود : للأسف لأ
رتيل : طيب فرضا أحتجت أتصل عليك
بو سعود : طبعا ماراح تروحين لحالك أكيد معاك مقرن وعبير ماراح تحتاجينه
رتيل تنهّدت بقهرْ
بو سعود : أنتظروا نشوف عبدالعزيز
هم أتجهوا للمصاعِد
بو سعود : يعني إذا ممكن ؟
عبدالعزيز بإحراج أن يرُدّه . . وخرج معه
بو سعُود : قد جيتها ؟
عبدالعزيز : 3 مرات
بو سعُود : أجل مهي غريبة عليك
عبدالعزيز توقف وهو يرى غادة واقفة هُناكْ أمام الدرجْ
بو سعود : بو سلطان ؟
عبدالعزيز في عالم آخر . . . كانت نظراتها صدّ وغضبْ
عبدالعزيز همس : غاده
بو سعود وضع كفّه على كتفه : عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز أنتفض من ماآتاه
بو سعود : وش فيك ؟
عبدالعزيز ألتفت لذاك المكان وكان خالِيْ . . ويرثي حاله ويردد لعل صوته يصل لأمه . . " جننوني يايمه "
نزلوا للمقهىَ . . جلست عبير ورتيل بجانب مقرن بطرفْ والطرف الآخر كان لعبدالعزيز وبو سعود

بو سعود : كلموك اليوم ؟
عبدالعزيز : لأ محد أتصلْ

بجهة أخرىَ ,
رتيل همست : بيسولفون بالشغل يمديني أنتحر الحين
عبير ترد بنفس الهمس : أنتظرِيْ
رتيل : كلمي أبوي قولي له بنتمشى هنا قريب
عبير : لآ مستحيل أنتي تكلمي
مقرن يقطع همسهم : وش فيكم
عبير : نبي نتمشى شوي طفشنا وأنتوا تسولفون عن الشغل
مقرن : بو سعود
بو سعود : سمّ
مقرن : سم الله عدوّك . . أترك البنات يتمشون شوي متمللين
بو سعود رأى إبتسامة رتيل . . ضحك وأردف : طيبْ لآتبعدُونْ
رتيل وبثواني هي وعبير أختفوا من أنظارهمْ


,

رؤى أبتسمت : لاخلاص
وليد وهو يستند على مكتبه : أبدأي يومك بإبتسامة وبيضحك لك يومك
رؤى : إن شاء الله . . . متى أجي ؟
وليد بضحك : إذا ماتبيني براحتك
رؤى بسرعة : لآمو قصدي والله بس كنت أقصد الوقت
وليد : الساعة 4
رؤى : أوكي . .
وليد يغلق مكتبه : أمك تحت ؟
رؤى : إيه بتجي
وليد : طيبْ خلنا ننزلْ . . .
نزلُوا بالمصعد . . وخرجُوا للشارع المزدحم في هذا الوقتْ
وليد ألتفت يمينه ويساره : يمكن علقت بالزحمة
رؤى كانت مظاهر القلق ظاهرة عليها
وليد : لاتخافين أنا هنا
رؤى بهمس : مو خايفة
وليد : رؤى تعالي من هنا . . أتبعت صوته وهي تمشي بجانبه الا أنها خلفه قليلًا
توجهُوا للجانب الآخر من الشارع . . .
رؤى بحرج : خلاص أنا بنتظرها هنا أنت رُوح لاتتأخر
وليد : طبعا لأ
سمعت صوت بجانبها تقرفت منه وأبتعدت على جمب لتصطدم برجلٌ يبدُو أنه مُسكرًا سمعت هذيانه
وأمسكت بمعطف وليد وشدت عليه بقوة
وليد : بسم الله عليك . . وضع يديه على كتفها ليجعلها تسير للجهة الأخرى
أبعدت يديها وجلست على الكرسي ودمُوعها تبللها وتبكِيْ
وليد يمد لها المناديل : وش قلنا توّ ؟ الحين بتشوفك امك كذا وبتخاف عليك
رؤى تمسح دمُوعها : خرعني
وليد : ماخرعك بس أنتي خايفة . . صار لك فترة هنا ليه ماتتعودّينْ على الناس والزحمة حالك من حالهمْ يارؤى إذا عند كل شخص تصدمين فيه بتخافين كذا وبتبكين ماراح تعيشين
رؤى بصمتْ
أتت بائعة الورد بجانبه وأبتسم وأشترى واحدة . . ومدّه لها : ورينا إبتسامتك
رؤى شعرت بحضنها شيء . . أحسست أنها وردة . . . . شعرت بخجل فضيع . . أردفت بهمس : شكرا
وليد : عفوا . . . هذا هي أمك جت . . .

,


رتيل أمام المحل المغلق : ياقلبي أفرزت هرمون الولع الحينْ
عبير : ههههههههههههههههههه الفستان ماهو واضح بس حلو يمكن من ورى شين
رتيل : ولا لونه يدوّخ قههر وش ذا العذاب عارضينه ومسكرين المحل
عبير : خلينا نرجع أحس بعّدنا ,
رتيل : نرجع ونجلس عندهم يسولفون عن الشغل خلينا كِذا منبسطين نتفرج بهالعالم
عبير : والله كاسر خاطرِيْ أحس لو أنا مكانه أعوذ بالله كان أنهبلت
رتيل بعدم جدية : أنتي كل الناس تكسر خاطرك , لايكون بكرا لا مت بتقلبينها مناحة هههههههههههههه خلي قلبك قوي
عبير : شف اللي ماتحس !! صدق أتكلم
رتيل : عادي رجّال أكيد ماراح يبكي عندك ويشكي لك والله ماتوا أهلي , هذي الدنيا وأقدار ودامه مؤمن خلاص ينبسط بباقي حياته هي ناقصة نكد بعد
عبير : لآماأصدق كمية اللاإحساس فيك
رتيل : هههههههههههههههههههههه عجبتي هذي اللاإحساس مررة حلوة
عبير : أنتِي لو نملة تموت تبكين فتخيلي بني آدميين
رتيل : ماأذكر بكيت على نملة لاتشوهينْ صورتي كِذا هههههههههههههههه دام أنا مؤمنة بالقضاء والقدر خلاص وبعدين يقولون الميّت بتعذب ببكاء أهله عليه فلذلك نبكي شوي أول يوم وبعدين خلاص بعد بقضي حياتي أبكي
عبير : ليتني مافتحت الموضوع وسمعت رايك البارد
رتِيلْ : أبوي يقول أنه بيجلس عندنا كثيير
عبير : إيه قالي هالحكِيْ ,
رتيل : أبغضه هالإنسان مدري كيف بتحمّل أنه بيجلس في بيتنا
عبير : يختي حرام عليك مسكين والله
رتيل : الا من تحت لتحت لايغرّك نذلْ وحقير بعد بس الكلب مزيون
عبير : زين أعترفتي بجماله أنتي كل الناس عندك حقيريينْ أمدحي واحد على الاقل
رتيل : إن شاء الله زوجي أوعدك بمدحه
عبير : ههههههههههههههههههه ومن تعيش الحظ اللي بيآخذك !
رتيل : انتظري لاتزوجت بكتب فيه معلّقاتْ وأشعار
عبير : إيه خير
رتيل : يوه لاتهيضين نفسي على الزواج الحين
عبير : يابنت أستحي لايجي أبوي ويسمعك تقولين كذا
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههه أتخيل كِذا بيت لحالي أطلع متى ماأبي وأدخل متى ماأبي وأسواق ومطاعم ودنيا ثانية
عبير : لاياحبيبتي مافيه اطلع متى ماأبي وأدخل متى ماأبي فيه زوج وراك
رتيل : ممكن تسمحين لي أحلم ولا حتى على أحلامي صايرة لي مباحث ؟
عبير: هههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب أحلمي وتزوجي وسوّي اللي تبينه
: عبير
ألتفتوا لمقرنْ ,
رتيل : توّنا مايمدي على طول أشتغلتوا مخابرات
مقرن : هههههههههههههههه أمداكم يالله لاحقين بنطوّل هنا
رتيل : يعني كم ؟
مقرن : إلى الآن بالضبط ماندري
رتيل تنهّدت ورجعت معه وبعد دقائق صمت أردفت : بنتعشى مع هالنفسية اللي عندكم
مقرن : ههههههههههههههههههههههههه
رتيل : على فكرة مانسيت الحركة اللي سويتها معاي ماتوقعتها منك
مقرن : أوامر أبوك مالي يد فيها
رتيل : يالله عدّت السالفة بس جيب جوالي منه وبكون ممتنة لك بشكل ماتتصوّره
مقرن : هههههههههههههههههههههههههههههههه مستحيل
رتيل عضت شفتها : ياربي ليه طيّبْ تكفى ياعمّي ؟
مقرن : يقول حركتك اللي سويتيها مع عزيز ماتغتفر ؟
عبير : ههههههههههههههههههه مافيه أمل يرجع لك الجوال أبد
رتيل وقفت : لاوالله
عبير مشت وتوجهت لوالدها
رتيل : عمي تكفى عاد والله أضيع بدون جوال حتى حسابي ماني قادرة أسحب منه ريال واحد
مقرن بجدية : مقدر يارتيل كان ممكن بس أنتي قطعتي كفارات السيارة يعني وش أبرر لك ؟
رتيل : كنت منقهرة وموصلة معي من كل شيء
مقرن : وعليتي صوتك عليه ؟ يعني حتى صوتك يارتيل علىَ ومن متى صوتك يعلى على أبوك ؟ هذا يسمى عقوق ومن الكبائر ؟ لاتستهينين بهالأشياء صوتك مايعلى لو أيش على أبوك !
رتيل بخجل : ماكنت قاصدة جعل ينقطع لساني إن عليت صوتي مرة ثانية بس كنت منقهرة والله

,

بالجهة الاخرى
بو سعود وهو يتأمل رتيل الواقفة بعيدا مع مقرن : وش فيها رتيل ؟
عبير وصوته منخفض إحراجا من عبدالعزيز : مدري
عبدالعزيز رفع عينه لها وهي واضح النقاش الجاد بينها وبين مقرن


مقرن : طيب أنتظري كم يوم وبشوف
رتيل ضربت رجلها بالأرض : مااستحمل والله ماأتحمل كِذا بدون جوال بدون شيء طيب خلاص يعطيني بطاقتِي حقت البنك والله مقدر كِذا
مقرن : هذي مقدر أنتي ماتعرفين تتصرفين بالفلوس ولاتقولين لأ يارتيل
رتيل : عمي جرّب بس هالعيشة والله طقت كبدي من هالأشياء والقيود
مقرن : من خوفه عليكم
رتيل : بس مو كِذا والله تعبت
مقرن : رتيل هالفترة جدا حساسة وأي غلطة منك ماتغتفر أبدًا
رتيل ألتفتت لتقع عينها بعين والدها . . ألتفتت لمقرن مرة أخرى : حاول بس هالمرة عشانِيْ
مقرن : أعتذري منه ومن بو سلطان
رتيل بحدة : بو سلطان بعد صار ؟ لآعبدالعزيز لأ
مقرن : أجل أنسي جوالك وأنسي حسابك وأنسي كل شيء
رتيل بعيونها البريئتان تترجاه
مقرن بضحكة : نظراتك ماراح تغيّر شيء . . وأتجه لطاولتهم
رتيل لحقته وتوجهت لوالدها وقبّلت رأسه وهمست بإذنه : آسفة . . . وألتفتت على عبدالعزيز , أخذت نفس عميق : آسفة يابو سلطان
عبدالعزيز بصوت هادىء وحدها هي من شعرت وكأنه يُهدد : حصل خير
بو سعود أبتسم لمقرن ممتنًا وهو يعلم أنه هو من أجبرها


,


هيفاء : إيه حجزت الطاولاتْ وكلمتهم
أم منصور : الحمدلله أنا بكلم أم ناصر عن البوفيه وبنتفق معها
هيفاء : إيوا كذا كويّس . . بكرا بفضي راسي عشان الدعوات بشوف مين بعزمْ
ريم : بحفلة تخرجي ماسويت كل هالقلق !!
هيفاء ضحكت : الناس مقامات
ريم : لآيكثر بس , تعالي رتيل مو تتخرج معك ؟
هيفاء : لأ يمكن الكورس الجايْ. . . . نجول للحين ماجت !
أم منصور : لاكلمتها بالطريق . . . يالله عسى يقومه لنا بالسلامة بس


,


في كُل ليلة تبكِي . . سُلِبْ منها أعظم ماتملكه كل أنثى . . سُلِبْ منها شرفها !
كتمت شهقاتها . . . . . . تُفكر في نفس الفكرة كل ليلة ! في الإنتحار ! تتعوّذ من الشيطان بحزنْ شديد
أستسلمت للنومْ . . لم يمضي نومها بسلام . . . . كوابيس وصرخات تُداهمها حتى في نومها !


,

بو ريّان : الرجّال مايعيبه شيء
ريّان : أنا أشوفه زين لها بس طبعا رايها هو الاول والأخير
تركي : بتزوجونها ؟ ليه توّها صغيرة !
بو ريان : الجوهرة تخرجت من الجامعة وتقول توّها صغيرة لو أفنان قلنا توّها
ريّان : بس أكيد بترفض زيّه زي اللي قبله بس إذا أستخارت وماأرتاحت بكيفها ترفض
بو ريّان : لاهالمرة مافيه ترفضَ ! لازم توافق ولا تقولي سبب مقنع إذا رفضت
تركي بنبرة حادة : أنا مااشوفه يناسبها أبدًا
ريّان : ليه ؟
تركي : كذا الرجّال ماأطيقه
ريّان : ماقد شفته أصلا !! اليوم أول مرة تقابله أمدى تكرهه
تركي : تكلم زين معي تراني عمّك
ريّان : وأنا أكبر منك
بو ريّان : وش فيكم كل واحد يحترم نفسه . . والراي الأول والاخير للجوهرة . . وقام . . ناموا الله يصلحكم بس


,

في المستشفى
يوسف : هههههههههههههههههههههه طيبْ أنت وجه أحد يجيب لك ورود
منصُور أبتسم : وفيه أحد يجيب ورود سوداا
يوسف : أنت مافهمت المغزي من اللون ! انك كنت بتمُوت
منصور قاطعه : فال الله ولا فالك
يوسف : هههههههههههههههههههههههه . . *ويضرب على كتفه بقوة * كيفك يالذيب
منصور بتألم : آآآح . . يخي لاتضرب
يوسف : حقك علينا . . شلونك اليوم ؟
منصور : تمام لايكون تنام عندِي هنا وتجلس تقلقني
يوسف : والله أنك منت كفو ! مخلي سريري وفراشي وجايك وتقولي كذا
منصور : المهم متى أطلع ؟
يوسف : دكتورك كل يوم له كلامْ
منصُور تنهّد
يوسف وعيونه على الورود الحمراء : من حبيبة القلب ؟
منصور ألتفت للمكان الذي يراه يوسف . . وضحك
يوسف : هههههههههههههههههه الله يخليكم لبعض



يتبع ,



JAN 05-27-2020 08:01 PM




في صبَاحْ جديدْ *

رتيل : يالله يبه
بو سعُود ويخرج هاتفها وبطاقتها البنكية . . . : ماتعيدين تصرفاتك
رتيل تقبّل جبينه : توبة
بو سعود أبتسم : تروح معاها مقرن ؟
مقرن : والشغل !
بو سعُود : نشوف عبدالعزيز
رتيل : وشو !! يعني أروح معه ! لآ يبه الله يخليك ماأبيه . . وبعدين كيف أروح معه يعني مايقرب لي ولاشيء وش ذا الميانة أروح معه
بو سعود : تعوّدي أعتبريه أخوك
رتيل : ماني معتبرته أخوي ولا شيء
بو سعود : يارتيل أنتي غالية وهو غالي لاتضايقيني ويّاه
رتيل : يبه يعني ماكمّل كم شهر معنا وعلى طول ولدك ووثقت فيه
بو سعود : كم مرة لازم أفهمك الولد من يومه يحبي أنا أعرفه وأعرف كيف يفكر وفاهمه زين وعارف أنه بيعتبرك زي اخته
رتيل : مايدخل عقلي هالشيء . . يعني لو نجيب واحد من الشارع ترضى تخليني أطلع وياه
بو سعُود بحدة : رتـــــــــيل
رتيل : والله يبه ماني فاهمة سبب ثقتك العميا فيه لدرجة أنك ترضى تتركني معاه بروحي
بو سعُود ويعطيها على جوّها : أنا واثق فيه ثقة عميا كان هذا اللي بتوصلين له
رتيل : يعني بتتركني الحين بروحي
بو سعُود وكان سيترك مقرن يذهب معها لكن بعد كلامها هذا يُريد أن يجعلها تتخلص من إعتقادتها السيئة ضد عبدالعزيز : إيه مافي روحة الا معه ولا أنتظري لين الليل ونطلع مع بعض . . . ومسك أوراقه
دخل عبدالعزيز ولم يعلم بوجود رتيل التي كانت على جهة أخرى : السلام عليكم
بو سعود ومقرن : وعليكم السلام
عبدالعزيز : أنا بطلع
مقرن : بتروح معاك رتيل !!!
عبدالعزيز جلس وبتهرب : لآ خلاص بجلس أساعدكم بالشغل
بو سعود لم يمسك نفسه من الضحك ثم أردف : وش تساعدنا فيه
رتيل من خلفه : أنا طالعة يبه . .
ألتفت بصدمة أنها كانت موجودة
عبدالعزيز بتوتّر وقف : طيب بتروح معانا ولا كيف ؟
مقرن : لأ عندنا شغل . . لآتطولون هي بتتسوق
عبدالعزيز : طيبْ , وخرجْ ألتفت يمينه وإذا هي واقفة أمام المصعد
رتيل بقهر ركبتْ
عبدالعزيز : وين بتروحين ؟
رتيل بحقد : جهنّم
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه كويّس بطريقي
رتيل تمتمت : الله يآخذها من ثقة اللي معطيك أياها أبوي
عبدالعزيز : عاد الشكوى لله
رتيل : أنا ماكلمتك
فتح المصعد ومشت بخطوات سريعة
خلفها عبدالعزيز : بتصل على أبوك ترى
رتيل خففت سرعتها وهي تتأفأف
ذهبوا مشيًا بالأجواء الجميلة والمحلات على جانبهم
عبدالعزيز وعشقه عند الساعات . . كان يتأملهم بدقة وإهتمام
رتيل دخلت محل لملابس الأطفال " إستلعان فيه "
عبدالعزيز تنهّد ودخل خلفها , وخرجت مرة أخرى لتكمل دخولها لمحلات الأطفال جميعهمْ دُون أي هدفْ
رتِيل وعيونها تعبّر عن عشق كبير وهي ترى محل الشوكلاته . . . . أختارت أكثر من نوعْ . . وأتت للمحاسب
عبدالعزيز دفع عنها وعن ماأشتراه هو الآخر من شوكلاته
رتيل رفعت حاجبها : ماله داعي تدفع !!
عبدالعزيز بسخرية : بترجعينها لي إن شاء الله
تأفأفت وهي تتحلطم خارجة من المحل
رتيل دخلت لمحلْ الساعات حيثٌ ولع عبدالعزيز
عزيز توجه لركن الساعات الرجالية وهي للنسائية
جلسُوا دقائق طويلة دُون أن يلتفتوا لبعضْ
عبدالعزيز أشترى إثنتان وطلب للأخرى أن يُغلفها له (كهدية) . . . . توجه لرتيل التي واضح أنها محتارة وهي تتأمل


,

في المستشفى , بغرفته الخاصة !
منصور بصدمة : بالله !
نجلاء : ماكان قصدِي كذا ليه فهمتني غلط , بس الحين غيرت رايي كنت أقول أنه الإنفصال كويّس لنا أنا وياك يعني مجرد فترة نبعد فيها عن بعض . . بس عقب اللي صار لأ طبعا ماراح أتركك كذا
منصور : ماني محتاج شفقتك
نجلاء أنفاسها أعتلت وشتت أنظارها بعيدا عنها لتخفف من ربكتها
منصور : محد بيجبرك على شيء ماتبينه بس لاتحاولين تتعدين حدودك معِيْ
نجلاء : ماتعديتها !!
منصُور بغضب : ماعندي شيء إسمه إنفصال ياطلاق يازواج
نجلاء : لاتعصب وتتعب نفسك أكثر . .. ممكن تهدأ
منصور : وأنتي تركتي فيها هدُوء جاية تبشريني والله ننفصل
نجلاء : ماقلت ننفصل قلت نتبعد شويْ
منصور : طيب يعني تفرق , ماأقول الا حسبي على اللي درّسكْ كانه مخك مضروب
نجلاء أبتسمت : طيب ممكن سؤال ؟
منصور : لأ
نجلاء : ههههههههههههههههههههههه يابخيل تبخل علي بجوابْ
منصور : مروقة حيل
نجلاء تمسك يده بكفيّها : دام جمبك أكيد بروّق
منصور بصمتْ
نجلاء جلست عند رأسه : مافيه أمل يعني
منصور : عشان أعلمك كيف الإنفصال صح !


,


الجوهرة وقفت : لأ
بو ريّان : ليه ؟ الرجّال نعرفه وأخو زوج أختك منيرة
الجوهرة : كذا ماأبي
بو ريّان : طيب أقنعيني ليه رافضة
الجوهرة بلعت ريقها : تكفى يبه لاتجبرني والله ماأبي
بو ريّان بضيق : ماني جابرك على شيء . . بس فكري
الجوهرة : لأ
بو ريّان وقف : طيب ببلغهم برفضك أنتي الخسرانة
الجوهرة ألتزمت الصمتْ . . . وتركهَا
دخل تركي من بعده وأغلق الباب
الجوهرة برعب أبتعدت لآخر الصالة
تركي : ماني مسوي لك شيء . . ماراح توافقين لاعليه ولا على غيره !! الجوهرة إن بس عرفت أنك تكلمتي بهالموضوع وبإسمي والله لأذبحك وأدفنك ولحد درى عنك
الجوهرة سقطت على ركبتيها لتبكِيْ بضعفْ وهي تحضن نفسها " حركتها المعتادة إذا أقترب منها "
تركيْ : بذبحك والله مايردني عنك شيء لو فتحتي فمّك بكلمة . . وخرجْ ليتركها تبكِيْ بقهرْ و بضعف وبحزن . . . بضياع !



,


عبير أغلقت المنبه . . . . . . . . أستيقظت بتثاقلْ , تذكرت أنها أخبرت رتيل أن تذهب لوحدها !
تنهّدت وأخذت لها شاور سريع ينشطّها . . وأتصلت على رتيلْ

رتيل : صح النوم
عبير : وينك فيه ؟
رتيل تخفض صوتها : مع الغثيث
عبير : هههههههههههه وش مطلعك معه ؟
رتيل : أبوي الغريب العجيب لاتسأليني عن شيء
عبير : طيب أرجعي ماني جالسة بروحي كذا
رتيل : انزلي تحت وأمشي سيدا وشفتي المحلات اللي مرينا من عندها أمس تعالي لها ورابع محل بتلقيني فيه
عبير : أخاف أنزل بروحي
رتيل : ياجبانة محد جايّكْ
عبير : طيب بشوف . . وأغلقته
عبدالعزيز : نرجع ؟
رتيل بعناد : لأ كيفك أرجع لوحدك
عبدالعزيز : معليه تكرمي علي وأرجعي وروحي مع مقرن ولا أبوك
رتيل : والله بترجع أرجع أما أنا لأ
عبدالعزيز يميل بفمه مثل حركتها تمامًا : لاوالله ؟
رتيل تنّحت عنده وأنظارها على شفتيه الملتوية كما تفعل تمامًا
عبدالعزيز رفع حاجبه بإستغراب : خير ؟
رتيل بإحراج أبعدت نظرها
عبدالعزيز : أتوقع مشيتي هالشارع كله فخلينا نرجع
رتيل : يخي قلت لك أرجع بكيفك أنا بنتظر عبير بتجي
عبدالعزيز : كملت ماشاء الله !!
رتيل وهي تدخل محل آخر بعناد
عبدالعزيز تنهّد ودخل خلفها وبدأ بمضايقتها ليطفّشها : ذوقك معفن !! وبعدين ماتوا اللي يلبسون أصفر
رتيل : عاد أنا للحين حيّة
عبدالعزيز : إيوا ينتظرونك تموتين
رتيل : ها ها ها ظريف
عبدالعزيز أبتسم غصبًا عنه : إيه ظريف وش عندك ؟
رتيل : أنقلع برا
عبدالعزيز : بتنقلعين معي إن شاء الله . . يالله قدامي ولاتفتحين فمك بحرف
رتيل : مو على كيفك
عبدالعزيز : إلا على كيفي يالله قدامي ولابسحبك
رتيل بحدة : كان فيك خير سوّها
عبدالعزيز : لاتتحدين
رتيل مشت وطاحت مغميًا عليها
عبدالعزيز تجمّد بمكانه . . أستوعب وتوجه لها وأول ماأنحنى لها . . كان فعلا بحاجة إلى أن " يبصق وأنتم بكرامة " بوجهها . . . !


أنتهىَ



JAN 05-27-2020 08:03 PM

7




السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهْ ,
يسعد صباحكمْ أو مسائكمْ :
ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ
أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "

لاتشغلكمْ عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه "

وبكرر هالجملة كثير " لحد يقولي هذا غلط وهذا حرام ومفروض ماتسوين كِذا , من المستحيل أني بكتب رواية واخلي كل أبطالها طاهرين منزّهين مايغلطون ولايذنبونْ لكنْ في نهاية الرواية إذا أستمروا بهالذنب هِنا بقول أني أنا كأني أشجعهم وأشجع أنه الواحد يستمر بذنبه لكن خلال فصول الرواية راح نبيّن كيف نصحح أغلاطنا وذنوبنا وأنه الواحد لاأذنب أو غلط مايحس أنها نهاية العالم وأنه مايقنط من رحمة الله و بوصل رسالة من هالرواية وأتمنى من كل قلبِي أنه يتم فهمها بشكل صحيح "

البيئات وطبقات المجتمع تختلفْ وفي داخلي أكثر من قضية ودِِي أترجمها

وبعض الأحداث بتكون من تجربة شخصية لي أنا لاتتعلق بأي شخص آخر
وكلها من خيالي وبعضها من واقع حياتي الشخصية !

رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البــــــــــــــ7ــــــــــــارت

يا زهرة بطيوب الصبح عابقة
إني أتيت و ريح الليل في كبدي
يا ضحكة بالصبا الممراح ضاخبة
أما رأيت خيوط الدمع في كمدي؟
و يا حمامة دوح تستريح على
فخ من الشوق.. إن لم ترحلي تصدي

* غازي القصيبي رحمه الله

" لندنْ زادت فتنة من بعدك "
أغمضت عينيها . . . هذا الحُب المجهُول يُقلقها
لبست جاكيتها ولفّت حجابها بإحكام . . وتوجهت لوالدها : صباح الخير . . وقبّلت رأسه
بو سعود : صباح النُور
عبير : رتيل راحت وخلتني ! بنزلها عادي؟
بو سعود : بروحك ؟
عبير : تقول هي قريبة
بو سعود : لآ لاتنزلين بروحك
مقرن ويترك القلم : تعالي أوصلك لهم دامهم قريبيينْ
,
عبدالعزيز : إلا على كيفي يالله قدامي ولابسحبك
رتيل بحدة : كان فيك خير سوّها
عبدالعزيز : لاتتحدين
رتيل مشت وطاحت مغميًا عليها
عبدالعزيز تجمّد بمكانه . . أستوعب وتوجه لها وأول ماأنحنى لها . .
وقفت وضحكتها تخرجْ – من قلب – على خوفه : شفت بسرعة ينضحك عليك . . وخرجت من المحل
عبدالعزيز عض شفته بغضب : الله يآخذك قولي آمين . . وخرج من المحل خلفها
عبدالعزيز وهو يراها تدخل محل آخر : ترى بدفنك الحين !!
رتيل تتجاهله
عبدالعزيز : اخلصي علي !! . . فتح جواله . . بتصل على مقرن يجي يآخذك ماأتحمل أنا
رتيل بإستفزاز له : إيه طبعا بس الرياجيل هم اللي يتحملون *وشدّت على كلمتها الرياجيل*
ترك جواله وهو يتأمل بوقاحتها : شفت أجناس من البشر كثير لكن وقحة زيّك تأكدي أني ماشفت
رتيل تجاهلته وخرجتْ من المحل . . وبدأت تمشي بعيدا عن المحلات وواضح انها متوجهة للفندق
عبدالعزيز : هالكلام زي مايطلع منك بسهولة بخليك تذوقين صعوبته
رتيل : تهدد ؟ ههههههه مررة واثق من نفسك
عبدالعزيز مد قدمه أمامها لتسقط أمام الجميع : إيه واثق . . . ومشى تاركها
وقفت وهي تلعنه وتسبه بأشنع الشتائم في داخلها . . رأت مقرن وعبير ووقفتْ على حيلها وهي تنفض ملابسها من الماء الذي كان بقايا مطرَ على الطريقْ

,
منيرة : أنتي وش بلاك ؟ الرجّال ماينرد يالجوهرة فكري شوي فيها
الجوهرة : قلت ماأبي خلاص لحد يفتح لي هالموضوع
منيرة بإنفعال : دايم تفشلينا قدام الناس . . ومشت متوجهة لخارج الغرفة
الجوهرة تنهّدتْ . . توجهت للحمام لتتوضأ . . . كيف تتزوج ؟ ستنفضح !! ستكُون عارَ على عائلتها بأكملها !
,

تمرّ الأيام تباعًا . , أسبوع خلفْ أسبوع !

في لندنْ . .
جميعهمْ يمشونْ بطريق واحد . . مقرن وعبدالعزيز وبو سعود مع بعضهم وخلفهم عبير ورتيل
رتيل بصوت منخفض : وعع تجيب الهم أنا هالبنت ماأحبها أصلا
عبير : لآصح فستانها كان مبتذل
رتيل : ومكياجها زين مني أني مارجّعت بوجهها
عبير : هههههه ياقرف
رتيل : ولا صندلها صدق صندلها داخل عرض وش ذا فيه أحد يلبس أصفر مع فستان أسود ولا يعني شوفي التضاد بالألوان القماش من عند صدرها كله شغل بالفضِيْ وماأعرف وش هالألوان الغريبة ولابسة ذهب عليه بعد ! يختي أعدمت بالذوق العام
عبير : الناس أذواق
رتيل : بس مو كذا
عبير : يختي حشينا فيها وخذينا سيئاتها خلاص أستغفري
رتيل : أستغفر الله بس أعلق على فستانها الشنيع
عبير : خلاص أوووش ناقصنا ذنوبْ إحنا بكرا نقابل ربي يوم القيامة بأشياء إحنا ماسويناها تخيلي لو يقول أنك زنيتي وأنتي ماقربتي للزنا لكن حشيتي في زانية وصار ذنبها لك والله أنا سامعة الشيخ ذاك اليوم يقول كذا
رتيل بصمتْ ثم أردفت : يوه أستغفر الله
عبير : والله تلقين عندك معاصي ماسويتيها لكن من الحش خذيتيها فأمسكي لسانك يختي
,
- في ميونخْ –

ضحكتْ بإنشراح
في يوم مشمس خرجُوا لحديقة تبعد عن وسط ميونخْ كثيرًا . . ,
وليد لفّ ربطة عنقه على عينيه : يالله نبدأ
رؤى : طيب أخاف تطيح تنكسر ولا يصير فيك شيء وأنا اللي بآكلها
وليد : هههههههههه لا ماعلينا يالله بنشوف مين يوصل للجوال أول شيء . . . شغلّ بجواله نغمة طويلة ورماه في مكان يجهله وهو لايرى إلى أين . . : يالله بدينا
رؤى مشت بإتجاه الصوت وبدأت تبحث عنه : أحسه قريب بس شكله عالق بشيء
وليد وهو قريب الآخر من المكان لكن بتشتت بدأ يبحث : حتى انا
رؤى وهي تركض : ياغشاش كيف رميته مرة ثانية ؟ يعني فتحت عيونك
وليد : هههههه لابس لقيته ورميته والله مافتحت عيوني
رؤى : طيبْ يالله بلقاه الحين مالي دخل
وليد بضحك : طيب بفوّزك يامسكينة وبجلس
رؤى : بوريك مين مسكينة . . .. . أمسكت بالهاتف ورمته عليه تماما حتى أصطدم برأسه
وليد يتألم من الضربة : منتي بهينة والله تبيني أعلّم بجبهتك بهالجوال
رؤى أنتشرت ظحكاتها تباعًا
وليد يفتح عينيه ويرتدي ربطة عنقه دون أن يحكمها تماما على رقبته . . . وقف يتأمل ضحكاتها وفرحها . . .غدا عمليتها أراد أن تفرح وترتاح لغدًا ليوم صعبْ ,
أقتربت منه ومدّت إيديها بالهواء كي لاتصطدم : وينك ؟
وليد بصمتْ
رؤى : دكتور وليد ؟
وليد أبتسم وهو يراقبها
رؤى : دكتور ؟ . . .أقتربت قليلًا وهي تسمع لأنفاسه . . . أدري أنك هنا ليه ماترد ؟
وليد مازال صامتْ
رؤى بخطوات سريعة أقتربت حتى لامست اطراف أصابعها صدره . . أبعدتها بسرعة بحرج وهي تلومه : ليه ماترد ؟
وليد : هههههههه بس بشوفْ وش بتسوين ؟
رؤى بزعل تنهّدت
وليد : اليوم يومك أبيك تنبسطين قد ماتقدرينْ
رؤى أبتسمت : طيب
وليد وهو يرى عربة الآيس كريم . . أقترب ومدّ لها واحدة
رؤى : طيب أسألني يمكن ماأبي كاكاو ؟
وليد : أجل آسفين وش تآمرين عليه حضرتك ؟
رؤى ضحكت وأردفت : كاكاو
وليد : ههههههه طيب أخذي
رؤى : شكرا
,
جهّزتْ عشاءَ رومانسيا . . أرتدتْ فستان ناعمْ باللون السُكرِيْ , تركت شعرها بأريحية ووضعت روج عنابِي وأكتفت بكحلْ وماسكرا ,
أشعلت الشمُوع والإبتسامة لاتُفارقها , واثقة أن سيتغير كل شيء اليوم !
جلست وهي تنتظره . . . مرت الساعات . . . أتصلت عليه
منصور : هلا
نجلاء : وينك فيه ؟
منصور : ليه وش فيه ؟
نجلاء : مافيه شيء بس متى بتجي ؟
منصور : لآ بنام بالإستراحة مع الشباب اليوم
نجلاء بصمتْ
منصور : نجلا !!
نجلاء وتشعر بخيبة أمل كبيرة . . . ينام خارجَ البيت ويوسّع الفجوات بينهم !
منصور تنهّد : نجلا صاير شيء ؟
نجلاء : لأ . . تصبح على خير . .وأغلقته
تجمعت دمُوعها في محاجرها وهي تنظر للعشاء الذي حضّرته !
بقهرْ . . اخذت الصحونْ وحذفتها بالمغسلة في مطبخهم التحضيري في جناحهم .. . أطفأت الشمُوع وأعادت كل شيء لمكانه . . . وأستسلمت للبكاء . . ومرّت من عند طاولة الزجاج الصغيرة وأعاقت حركتها فرفست الطاولة حتى طاحت بخفة وتناثر الزجاج على الأرض
تأفأفت وجلست على الكنبة وغطّت وجهها بكفوفها وهي تشهق بالبكاء !

,
أفنان : هههههههه عجبتني هالنكتة
تركي: ههههههه
الجوهرة دخلت وعندما سمعت ضحكاتهم . . تراجعت قليلا
أفنان : الجوهرة وش فيك واقفة تعالي اليوم مروقين بشكل فضيع حتى النكت السامجة تضحكنا
الجوهرة ووجهها شاحبْ : بروح أنام . . . وأنسحبت بهدُوء
تُركي : اختك هذي وش فيها ؟
أفنان : مدري صايرة تتعب كثير وماتنام وتحلم مدري بوشو وتهذي
تُركي بتوتر : تهذي بوشو ؟
أفنان : مدري تقول أتركنييي وماأعرف ايش
,

في جهة أخرىَ في لندَنْ !
عبدالعزيز أبتسم وأدخل كفوفه بجيوب جاكيته : نص زينك
بو سعُود : ههههههه أنا قلت عشان أبوك مآخذ منه كثير
مقرن : إيه عيونك وحدتها من أبوك ناسخها
عبدالعزيز ضحك وأردف : كويّس دايم يقولون أني طالع على أمي أكثر من أبوي
رتيل : يبه
ألتفت بو سعُود وصار بجانبهم وأمامهم مقرن وعبدالعزيز يمشون
رتيل : نبي نروح وانا عبير من هالجهة
بو سعود بإبتسامة عريضة : لأ وخلوكم ورانا
رتيل : تكفى طفشت
عبير : صدق يبه طفشنا وإحنا نمشي وفيه محلات هناك
رتيل : صح محلات كثيرة بعد
بو سعُود : طيب خلاص بنجلس بالقهاوي اللي هناك
وقف عبدالعزيز ومقرنْ وألتفتوا عليه
بو سعُود : بنجلس هناك عشان البنات يتسوقون . . . وأتجهُوا للجهة الأخرى !
جلسُوا في أحد المقاههيْ وعبير ورتيل كانوا بالمحلات التي أمامهم

" مالِي أحد . . عبدالعزيز تعااااااااال . . . . . . . عبدالعزيييييييز عزوز حبيبي تعاااااال هِنا "
ألتفت لليمين حتى يُبعد خيالها . . أتته يمنةّ " ماتبيني ؟ حتى أنت ماتبيني ؟ "
شرب من كأس الماء دفعة واحدة وبدأ جبينه يتعرق في وسط هذا البردْ
بو سعُود : عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز ألتفتْ
مقرن : فيك شيء , إذا تعبان نرجع ؟
عبدالعزيز : لأ . . وتنهّد تنهيدة أشغلت فكر بو سعُود

,

أقتربْ منها ولمساته تُحيط بها . . ربط كفوفها على حافة السرير وقبلاته تحرقها بنار الجحيمْ
صرختْ من عمق قلبها تنادِي بمن يساوِي نظرها ولكن كتمها كتم على قلبها
: الجوهرة . . أصحيي جوجو حبيبتي أصحي وش فيك
صحت بفزع ودموعها تبللها . . غطت وجهها بكفوفها وأجهشت بالبكاء
أفنان : للحين تفكرين فيه؟
أبعدت كفوفها بخوفْ . .
أفنان : وليدْ ؟
الجوهرة تجمدت ملامحها وجفت دمُوعها
أفنان : ليه تفكرين فيه للحين ؟ صاير فيك شيء ماأعرفه !!
الجوهرة بنفس الصمتْ
أفنان : جوجو أنا أختك وخايفة عليك ماعليك من حكي منيرة ولا أي أحد !!
الجوهرة بلعت ريقها : مافيني شيء
أفنان : ووليد ؟ مو قلنا نسيناه !! ليه للحين تفكرين فيه ؟ أنتي ترفضين اللي يتقدمون لك عشانه !!
الجوهرة وحروفها ترتجفْ . . ورفعت عينها للباب وكان والدها واقفْ
أفنان ألتفتت . . لتتفأجأ بوالدها !
ابو ريان : أفنان أتركيني مع أختك شويْ
خرجت بإحترام وأغلقت البابْ = )
جلس بجانبها على السرير وأصابعها تمسح ماتبقى من دموع تحت عينيها
الجوهرة وأنظارها للأسفل وتخشى أن ترفعها وتنفضح حتى بعينيها تشعر أنه نُقش عليها العار !!
أبو ريان : ياروح أبوك عشانه طول هالفترة ترفضين !
الجُوهرة برجفة : لأ
أبو ريان : أجل ؟
الجوهرة أستسلمت للبكاء
أبو ريان أحتضنها . . . غرست أظافرها بظهر والدها بشدة وكأنها تقُل " لاتتركني "
بكت على صدره وبللت ثوبه ببكائها وشهقاتها تتعالى وكأنها لم تبكِي من قبلْ
أبو ريان يمسح على شعرها ويقرأ بعض من الأيات ليهدأ من روعِها
الجُوهرة وهي ترثي نفسها ببكاء : أبيني مشتاقة لي يايبه ماعاد أنا الجوهرة اللي أعرفها
أبو ريان بحنيّة : يابوك طمنيني !! وش مغيّر حبيبة قلب أبوها ؟
الجُوهرة وهي تختنق بصوتها : أبييييييييني يايبه
أبو ريّان وهو يعانقها ويضمها إليها أكثر : ياعيون أبوك
الجُوهرة وهي مدفونة بصدر والدها : بمُوت كل لحظة أحس موتي قرّب . . يايبه الحياة ماتبيني ولانفسي تبيني
أبو ريّان بهمس مخنوق وبضعفْ والد أمام دمُوع أبنته : أبوك يبيك مايكفيك أبوك ؟ أنا أحببك أنا أبيك أكثر من الموت والحياة أكثر منهم أبييييييييي أشوفك تضحكين
الجُوهرة : ذبحني يايبه ذبح بنتك ماعاد بقى فيني شيء يبي الحياة
أبو ريّان بعتب : أنتي اللي طلبتِي فصخ الخطوبة ؟ أنتي اللي جيتيني وقلتي يايبه ماعاد أبي وليد ؟ قلتي ماتحبينه وماترتاحين له ! وش تغيّر الحين ! وش اللي كانت تحكي فيه أفنان ؟
الجُوهرة أكتفت ببكاء وهي تتذكر أحداث تلك الفرحة الكئيبة . . !

الجُوهرة في موافقة مكسُورة مجبُورة بعد إعطاء ريّان لوليد الموافقة دُون مشورتها !
كانت تتحدث معه وهي تكره نفسها وتُكرّهه فيه . . لم تجهل مشاعرها التي أنسابت إليه كَ ماء متدفق مُندفع
أحبته بقدر كرهها لنفسه وهي تسمع تهديدات تُركي لها . . أتجهت لوالدها وهي تُخبره بعدم رضاها على هذه الخطُوبة !

أبو ريّان : بكرا تكملين حياتك بدُونه
الجُوهرة : ماأبيها هالحياة يايبه ذبحني والله ذبحنِي وطعنِي بقربه
الجُوهرة بأنين أردفت : قوله أنه ضاقت بي منه وماعاد أحس الا بإحتضاريِ
,

ميُونخ

أنتهت عمليتها ونبضات قلبها لم تكُنْ سليمة وسببت لها بمضاعفات أدخلتها في غيبوبة لفترةْ . . . رمشت عينيها
أمسكت كفُوفها : رؤى .. حبيبتي رؤى !! . . يممه تشوفيني . . . خرجت لتنادِي للدكتور بفرحة بإستيقاضها
دخل الدكتُور بالإنجليزية , : حمدًا على سلامتك . . أشربها ببعض من الماء . . . وجلستْ . . . عمِل لها بعضًا من التمارينْ ليتحقق من نظرها
رؤى دمُوعها كانت هي الحاضِرْ
الدكتُور : هل ترين شيء ؟ . . . فحص عينيها ليتأكد
والدتها : رؤى الله يخليك لي لاتبكين
رؤى بصمت تتلفت يمينًا ويسارًا
الدكتُور : هل الرؤية واضحة لك ؟ أما ترين ضبابًا !
رؤى بشهقات وهي تمسك مفرشها بشدة وتغرز أظافرها فيه : ظلااام يايمه ظلااااااام
الدكتُور أنسحب بهدُوء وهو تأكد فعلًا أن العملية فشلتْ
كان بوجهه الدكتُور ولِيدْ
وليد : مرحبا
الدكتور : أهلا
وليد : أستيقظت أم بعد ؟
الدكتور : قبل قليل أستيقظت لكن يؤسفني أنه العملية لم تتم كما يجبْ
ولِيد شعر بإحباط فظيع . . . أمام صمته رحل الدكتور
طرق البابْ
والدتها فتحت الباب ,
وليد : الحمدلله على سلامتها
والِدتها بصوت مخنوق : الله يسلمك ياولدي
ولِيد بإبتسامة : خلي أملك بالله كبير وعسى ماتكره النفس خيرة
والدتها : اللهم لاإعتراض اللهم لاأعتراض
ولِيد قبّل رأسها : أنا واثق بالله وكل أملي عليه
والدتها : الله يرضى عليك دنيا وآخرة
وليد أبتسم بمحبة : اللهم آمين . . عساها بخير الحين ؟
والدتها هزت رأسها بالنفِيْ . . . وسمعت صوت جوالها وأتجهت للداخل وكانت حاجز بينه وبين رؤية رؤى وبمجرد دخولها أنزاح هذا الحاجز ليرى
شعرها المنثور على السرير ودمُوعها التي تبلل ذاك الخد . . . غض الطرفْ وهو يلوم عينيه ويذكرها بعقاب الآخرة .. جلس على الكراسي الجانبية وهو لايعلم بأي كلمة سيخرجها من حالها هذا !!

,
رتِيل : طيب خلنا نرجع أحس بعّدنا
عبير : لآلآلآ ماأصدق هالكلمة تطلع منك
رتيل بخوف : شوفي ترى بتوطى في بطنك الحين
عبير بضحك : خايفة ههههههههه والله هالدنيا دوّارة
رتيل بخوف وهي ترى ظل أشخاص من الجهة الأخرى سحبت يديها . . . وألتفتت لتتجه بالطريق الآخر
عبير : عورتي يدي وش فيك
رتيل وشعرت بمن يمسكها من الخلفْ صرخت وكانوا داخل شارع ضيّق خالي تقريبًا مبتعدين عن المنطقة التي كانوا فيها
عبير ألتفتت وأمسكت بيديّ رتيلْ . . ولكن ذاك الشخص دفع يداها بقوة . . عبير تركت الأكياس وركضت تاركة رتيل . . .. . . . وصلت للمكان التي كان فيه والدها وكانت أنفاسها سريعة كاد يُغمى عليها . . لم تجد أحد ألتفتت يمين ويسارْ . . رأت عبدالعزيز معطيها ظهرها وعرفته من جاكيته : عبدالعزيييييييز
ألتفت للصوت الأنثوي الذي يناديه وأستغرب من حالها ودمُوعها وعيونها التي تٌوشك على الأغماء . . أسرع إليها
عبير برجفة : رتيييل أمممممـــ . . . أخذوها هنااك . . واشارت للطريق . . . ثم أغمى عليها بخوفْ
عبدالعزيز ألتفت وهو يبحث عن بو سعود ومقرنْ . . . رفعها للكرسي . . وتركها وهو يسرع إلى الطريق الذي أشارت إليه . . . .

,
بجهة أخرى
بو سعُود وهو يقيس الساعة ويبتسم : لاهذي أحلى
مقرن ألتفت ومن الزجاج يرى عبير : عبير رجعت ماشاء الله بدريْ هالمرة أكيد تعبُوا
بو سعود ألتفت : ههههههههه شوف عاد وين تركت رتيل !! يمكن تطلب من القهوة
مقرن يرى الساعة بيد بو سعود : السودا أحلى

,

عيونه تغوص في الأكياس المرمية وحقيبة اليد . . ركض وهو يلتفت يمينه ويساره يبحث عن خيط يوصله إلى أين ذهبوا ؟
صرخ : رتـــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــ ـــــل
أمسك ركبتيه ليأخذ نفس . . . شعر بصوت أنين . . . دخل من الطريق الآخر كانت مرمية على الأرض وحجابها أنتزعوه وربطوه على فمّها وقميصها مفتوحه أول أزراره ومعطفها مرمي الآخر على جانب بعيد
كانوا إثنان . . . ضرب أحدهم الذي كان قريب من رتيل . . باغته الآخر من الخلف ليقع بجانب رتيل. . أخرج سلاحه وبحركه من الثاني سقط السلاح على بطن رتيلْ
دخل بعراك معهم الإثنين . . . دماءه بدأت تنزف من أنفه وفمّه . . . يضرب بقوة ليسقطوا ويعودون لضربه . . كانوا متساويين بالقوة ولكن كانت القوة تميل لهم لأنهم أغلبية : )
صرخ برتيل : أرمييييييييييييهُم
أمسكت السلاح بكفوف مرتجفة . . وهي تصوّب على أحدهم
عبدالعزيز : أرمييييييييييييييي
رتيل ببكاء : كييييييييييف
عبدالعزيز بأنفاس متسارعة : لما رميتي العلب في حديقتكم يالله زي الشيء
ضغطت على الزناد لتتجه الرصاصة لرجل أحدهم وسقط . . . سحبه الآخر وأبتعدُوا بسرعة بسيارة كانت واقفة قريبة
عبدالعزيز على الأرض ويديه على بطنه بألم . . رفع عيناه عليها
أسقطت السلاح وضعت كفوفها الإثنتين على فمّها بمحاولة تصديق ماحصل ودمُوعها بسكُون رهيب تنزلْ
وقف وهو يتحامل على ألمه
سقطت على ركبتيها وتحوّل السكُون إلى بكاء بصوت عالي
عبدالعزيز وعيونه مشتتة عنها : رتيل
رتيل وضعت كفوفها على أذنيها وهي لاتُريد أن تسمع شيء . . . تذكرت قميصها وضمت نفسها وهي ترمي الورقة التي أدخلها في صدرها بعيدا عنها
عبدالعزيز رأى الورقة المرمية . . . أنحنى وأخذها وقرأها " لاتلعب بالنار "
رتيل بإنهيار : أبييييييييي أبوووووي
عبدالعزيز صرخ عليها ليهدأها : ألبسي حجابك وأمشي وراي
رتيل وصوتها يعلى : يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
عبدالعزيز ألتفت وعينه الحمراء تقع في عينها وكأنه سيقتلها بأنظاره
رتيل بخوف وقفت وهي تلبس معطفها وتغلق كل أزاريره برُعبْ مما رأت . . . أخذت حجابها ولفّته عليها !!!!
عبدالعزيز بدأ يمشي بإستقامة وهو يمسح أنفه الذي ينزفْ . . . ومسحه بطرف قميصه عندما أدخل يديه بجيوبه ولم يلقى منديلًا
ألتفت ليطمأن أنها خلفه . . : تعالي قدامي
مشت أمامه بصمتْ ودمُوعها وحدها من تتحدثْ
صادفُوا أكياسهم وحقيبتها
أنحنى هو ومدّ لها حقيبتها . . وامسك بالأكياس : أهدي خلاص
رتيل ومع كلمته أزدادت بالبكاء
عبدالعزيز وقف : رتيل
وقفت دون أن تلتفت إليه
عبدالعزيز : وقفي بكاء ! الحمدلله جت على كِذا !!
رتيل ألتفتت على حاوية النفايات التي بجانبها واستفرغت
عبدالعزيز أبتعد من سعالها المتواصل . . أمسكت بطنها وعادت للبكاءْ وهي تجلس على الأرض بضعفْ
عبدالعزيز أخرج هاتفه ويتصل على بو سعُود دون مجِيبْ . . : تحاملي شوي بس نوصل تركت أختك لحالها
وقفت وهي تتحامل وتتذكر عبير . . . أخرجت منديل من شنطتها ومسحت وجهها بتقرفْ من ماحصل منها وبرُعبْ . . تذكرت كيف غرز تلك الورقة في صدرها . . . وقفت وهي تتذكر هذا الشيء
عبدالعزيز بهدُوء أمسك كفّها الأيمن لتستقيم بمشيتها ومشى بِها دُون أي معارضة منها . . . خرجُوا من مكان يختلي بهم إلى أن رأوا الناس يمرون أمامهم .. . . . . . . . . تركت يديه وهي ترى والده . . ركضت إليه وبكت على صدره
بو سعُود ونبضاته لم تكُن سليمة أبدًا عندما رأى عبير بتلك الصورة !!!!
وصل عبدالعزيز ووضع الأكياس على الطاولة
مقرن وبعيونه يستفسر
مدّ له عبدالعزيز الورقة . . .
بو سعُود أقترب منهم وأخذ الورقة من مقرن " لاتلعب بالنار "

,
تُركي : وينه أبوك ؟
أفنان : مع الجوهرة لاتروح لهم
تُركي بتوتّر : ليه ؟
أفنان : مدرِي بس تعبانة وأبوي عندها
تُركي صعد للأعلى مُتجاهِلاً مناداة أفنان له . . فتح غرفتها بعنفْ
ألتفت بو ريان بإستغراب
رفعت عينيها وسرعان مادفنتها بكفوف والدها
تُركي بلع ريقه : كنت أدوّرك
بو ريان : خير ؟
ترُكي : لاتشغل بالك ماهو مهم . . وش فيها الجوهرة ؟
خرج أنينها مع لفظه لإسمها
بوريان ألتفت عليها بإستغرابْ
تُركي ونبضاته بدأت بالتسارع
بو ريّان : صلّي لك ركعتين ياعُمريْ عسى يهدأ فيها بالك ونامِي . . . وتركها وهي تترجاها بعيونها لكي لايتركها وهذه اللغة لايفهمها سوى " تُركِيْ "

,

منصُور : أنتي وش صاير لك ؟
نجلاء بتجاهل لحديثه . . وهي تغلق أزارير قميصها ,
منصُور يسحبها من يديها ليكُن وجهها مُقابل لها : أنا لما أكلمك لاتلفين ظهرك وتروحين !!!
نجلاء تكتفت وبنبرة باردة : إيه وش بعد ؟
منصُور يبعد أنظاره عنها وبغضب : أنتي هاليومين مو عاجبتني
نجلاء : بالله !! *وبسخرية* عاد أنت مررة عاجبني
منصُور وضع عينيه التي تنبض غضبًا بعينها وحواجبه المعقُودة بعصبية : نعععم !!
نجلاء : روح لربعك وأسهر ونام بعدين تعال قولي وش مغيّرك !!
منصُور : صدق من قال أنكم ناقصات عقل
نجلاء : إيه صح إحنا ناقصين عقل ودين وأنت اللي كامل الدين تارك زوجتك مجرد إسم أنها زوجتك
منصُور ضحك ليستفزها : إيه وش عندك ؟
نجلاء بإنفعال : مالي جلسة عندك ! تحسب أنك بتذلني على حُبّك ! لاوالله ماني ذليلة لالك ولا لغيرك
منصُور : لاطلعتي من هالبيت مالك رجعة
نجلاء تتكتف مرة أخرى وبعناد : ومين قال أني برجع ؟
منصُور : يعني تبين الطلاق ؟
نجلاء أرتعبت من هذه الكلمة وأنسابت للصمتْ
منصُور ألتفت ورمى جواله على الكنبة ورجع ألتفت عليها : مكلمة أحد ومأثر عليك وقايل لك سوّي كذا وكذا ماهو حكيك هذا
نجلاء بعصبية : ليه ماعندي شخصية !
منصُور بهدُوء جلس : وش تبين الحين ؟
نجلاء خانتها دمُوعها لتنهمر بإرتباك على خدها : لآتسألني وش أبي !! لآتجرحني أكثر واللي يسلّم قلب ينبض فيك
منصُور شتت أنظارها بعيدا عن عيونها المكتظة بالدمُوع
نجلاء بضعفْ : وش اللي فيني ماهو عاجبك !! وش اللي كارهة فيني !! وش اللي يخليك تنام برا البيت كِذا ولو ماأتصلت عليك ماكان حتى قلت لي ؟
منصُور : الحين سالفة نومي بالإستراحة مزعجتك هالقد !!
نجلاء : لأن الحمارة كانت تنتظرك ومجهزة لك ليلة نبدأ فيها صفحة جديدة
منصُور وقف وشعر بتأنيب الضمير : محشومة , ماكنت أدري كان مفروض تقولين لي
نجلاء : لأني حسيت بخيبة أمل كبيرة !!
منصُور : أنا آسفْ
نجلاء جلست وعيونها تشفق على حالها ولاتتوقف عن البكاء
منصور أقترب منها وجلس على الطاولة مقابلًا لها , أمسك كفوفها وعيونه تعتذر منه توسلًا
نجلاء بصوت مخنوق : ليه تغيّرت ؟
سحبها بحنية لصدره :وهو يقبّل رأسها : ماتغيّرت بس لاتسأليني ليه أنفر منك !!!!
نجلاء تبكِيْ بضيق على صدره : بس أبي أعرف ليييييييييه ؟ . . وأبتعدت عن صدره ورفعت عينيها لعينه وصُعقتْ !
كانت دموعه مجتمعه في محاجره دُون أن تنزل !!
دار الحديث بين عينان متلألأتان بالدمُوع . . صد ووقف
ألتفت على جواله أخذه وخرج من جناحه !

,

لندنْ !
في شقة بو سعود ومقرنْ ,
كان يطهّر الجرح على إحدى يديه
بو سعُود بغضب : طيب ماشفت وجيهم شيء ؟
عبدالعزيز رفع عينيه : لأ كانوا متلثمين حتى صوتهم ماطلعْ ماعرفت هم سعوديين ولا وشو !
مقرنْ تنهّد : الحمدلله على كل حال
بو سعُود : وإذا عرفوا أنه عبدالعزيز معانا !!
مقرنْ : أكيد بنعرفْ كذا ولا كِذا بيوصلنا الخبر
بو سعُود وقف : بروح أتطمن على رتيل . . . وخرج ليفتح باب غرفتهم. . . رتيل كانت نائمة بسكُون . . وعبير جالسة على الكرسِيْ ولم تنتبه لدخُول والدها
مشى بو سعُود بإتجاهها
صرخت برُعب وهي تلتفت عليه
بو سعود بسرعة أمسكها ليطمأنها
عبير عندما رفعت عينيها بكتْ بخوف
بو سعود : بسم الله عليك . . . وبدأ يقرأ عليها
رتيل صحت من صرخة عبير . .
ألتفت عليها . . . أجلس عبير على الكرسِي ويمد لها كأسًا من الماء : أرتاحي ياعيني محد بجايّك
رتيل دخلت الحمام وبدأت تبلل وجهها الذي أختلط بالدمُوع ورقبتها وتشمئز من عقلها الذي يذهب بها إلى هُناك !
خرجت وجلست بهدُوء أمام والدها وعبير
بو سعُود : ماصار الا كل خيرْ
رتيل وعبرتها تخنقها : أستقيل مانبي شغلك زي بو منصور زي بو عبدالعزيز كلهم تقاعدُوا
بو سعُود : هالموضوع مو بإيدي
رتيل : إلا بإيدك تقدر تقول ماأبي !! ولا أنت ماتبي بناتك ؟
بو سعُود : فيه أحد مايبي بناته ؟
رتيل : شغلك مع بناتك ماينفع ! يابناتك ياشغلك !!!!
بو سعود : رتيل أنتي لأنك خايفة تقولين كذا وأنا أقولك ماله داعي الخُوف !! ماراح تروحون مكان الا وانا معاكم ومو صاير لكم شيء الا بإذنه . . أنتم بعدتُوا كثير ودخلتوا في طريق مهجور لو أنكم للحين عند المحلات ماكان أحد بيقرّب لكُمْ
عبير سمعت صوت جوالها .. وقفت وأتجهت له وكانت رسالة من ذاك المجهُول " لو لي بمعجزة لن ولم أترك دمعة تتمرّد على خدك " عادت للبكاء مع كلماته . . !

,

ميُونخْ ,

في الغرفة لوحدهُمْ !
وليِد بحدة : البكاء ماراح يرجّع لك نظرك !!
رؤى تبكي بسكُون
وليد : يارؤى بطلِي بكاء بترهقين نفسك كثير . . لو بترتاحين فيه كان قلت أبكي من هنا لبكرا
رؤى لاتستجيب لطلبه
وليد : رؤى
رؤى : ماأبكي عشان هذا
وليد : أجل ؟
رؤى : تذكرت صورة أبوي
وليد تجمّد في مكانه بصدمة
رؤى : ماتذكرت شيء إلا صورته بالعملية قبل البنج
ولِيدْ : وش شفتِي ؟
رؤى : كان واقف ومعاه وحدة ماعرفتها مد لي إيده ورفعت عيوني له وشفته والله شفته واللــــــــــــــــــه يادكتور شفته
وليد : مصدقك
رؤى بإنهيار : شيبه وشعر وجهه جعلي فداه والله شفته خايفة أنساااااه خايفة
ولِيدْ بصمتْ
رؤى : تمنيت أتذكر شيء ثاني بس مقدرت
وليد : هالذكرى خلتك ماتستجيبين للتخدير بشكل جيّد وسببت لك مضاعفات وخلت نبضك سريع ومقدرتِي تهدين أبدًا أثناء العملية عشان كِذا وقفوا العملية !!
رؤى وعبراتها في صوتها تختنق: أخاف أنام وأصحى ألقى نسيت شكله


,


ببكاء : " ياخوي يانُور دنيتي شوف بقايا خناجرهم فيني . . . موتوني ياخوي "
والده " يابوك لاتقهرني فيك "
صرخة هديل طعنته في منتصف قلبه ليشهق ويفتح عينيه على مقرنْ
مقرن مد له كأس الماء : بسم الله عليك . . أقرأ أذكارك لاتنسى
عبدالعزيز : وين بو سعود ؟
مقرن : بيجي
عبدالعزيز : ريّحني وقولي وين أبوي ؟
مقرن بصدمة تجمّد في مكانه
عبدالعزيز ودمُوعه كالعادة لاترحمه وتنزل وتخلصه من هذا الجحيم ! لكن تتجمع في محاجره وتضعف رؤيته : قولي وينه ؟
مقرن : في قبره الله يرحمه , مو صليت عليه
عبدالعزِيز : إلا
مقرن : أجل ليه تقول هالحكي ؟
عبدالعزيز مسح عيونه : ماأستاهل كل هذا !! والله ماأستاهل اللي تسوونه فيني حرام ورب البيت حرام . . ألتفت ليخرج وكان بو سعُود واقفْ
عبدالعزيز بنظرات عتب أردف : لاجيتُوا تنحرُون روح لاتعذبونها . . . وخرج

,

هيفاء : مدرِي لاتسأليني أنا قلت لك وأنصدمت
ريم : يمه لاتخرعيني كذا وش ممكن يكون ؟
هيفاء : أول مرة أشوفه كِذا قلت ميّت عندنا أحد ولا شيء
ريم : يمكن ماكان يبكي
هيفاء : عيونه حمراء ومبيّن أنه كان يبكيِ
دخل يوسف وتمدد على الأريكة : أبي عصير بارد بسرعة وحدة منكم تفزّ تجيب لي عصير
ريم : هيفاء قومي
هيفاء : ليه مو أنتي
يوسف : أخلصي هيفا
هيفاء تأفأفت وأتجهت للمطبخ
يوسف بعبط وكأنه يبحث عن شيء
ريم : وش تدوّر ؟
يوسف : ناقص الشيطان اليوم وينه ؟
ريم : ها ها ها ها تضحك مررة
يوسف : ههههههههههه جلساتكم دايم حش
مدت له هيفاء الكأس : أشرب ولايكثر
,

في ليلة جديدة ,

بو مشعل وهو يقف مودّعا : وماراح نلقى أحسن من بنتك لولدنا يابو ريّان
بو ريّان بحرج : والبنت بنتك وهي لمشعل
بو مشعل : الله يسلمك . . .
خرج إلى الباب يودّهم ورجع
تُركي : بتزوجونها ذا ؟
بو ريّان : إيه
تركي بمكر : الحين رفضت كل اللي قبله عشان وليد وهذا وليد نساها من زمان وبترفض هذا وإن تزوجته بتفضحكم عنده
ريّان رفع حاجبه : وليد ؟ وش جاب وليد الحين ؟ وبعدين ماكان بينهم ملكة مجرد خطوبة وماتمت بعد
تُركِي : الله العالم وش ورى أختك
بو ريّان : تركي لاتتدخل بهالموضوع
ريّان بحدة : الزواج هذا بيتم رفضت ولا وافقت
بو ريّان : وقدامي بعد !!
ريّان : حقك علي يبه بس ماهو معقول نجلس نرفض كل شوي , مشعل رجّال وكفو وهي ماعادت صغيرة وإن كانها للحين تبي وليد فهذا عشم إبليس بالجنة
بو ريّان تنهّد بِ صبر : الراي الأول والأخير لها

,
في إحدى المطاعم , رتيل وعبير وبو سعود ومقرن بدُون عبدالعزيز ,

رتيل تأكل من غير نفس وتغصب نفسها على الأكل , سكونها غير مستغرب بين يوم وليلة أصبحت بهدُوء الأموات
عبير لم يكُن حالها أفضل منها أبدًا ,
مقرن بهمس : كيف نطلعهم من هالجوْ ؟
بو سعُود : مخي موقف مو قادر افكر بشيء ألقاها من وين ولا وين !!
مقرن : وش رايك نبعد عن لندن شوي ؟ نروح باريس !
بو سعُود : ماأبي عبدالعزيز يتعلق فيها كثير
مقرن : بالعكس كِذا أفضل له
بو سعود بصمت لفترة ثم أردف : أنت تشوف كذا ؟
مقرن : إيه هذا اللي أشُوفه
بو سعود : يابنات
رفعوا أعينهم له
بو سعود بإبتسامة : وش رايكم نروح لباريس كم يوم ؟
رتيل : متى نرجع الرياض ؟
عبير : إيه متى طفشت هنا !
مقرن : قريب . . ماتبُون باريس يعني هنا أحلى ؟
عبير : لندن شنيعة
مقرن : ههههههه دامها شنيعة بنروح لباريس ننبسط هناك
رتيل بتوتر سألت : وين عبدالعزيز اليوم ؟
بو سعُود : نايم
رتيل بلعت ريقها وشتت نظراتها
بو سعُود : اجل من بكرا الصباح بنمشي لباريس

,
وليد وهو يقرأ في الملف الطبي لِ رؤى " رؤى بنت مقرن بن ثامِر السليمان "
عادت به ذاكرته . . . اللي معَ عمّ الجوهرة !!! كيف ميّت ؟


أنتهىَ ,
هالمرة ماراح نحط مقتطفات من البارت اللي بعده لأن للحين تحت إطار التعديل :$

توضيح بخصُوص زنا المحارمْ أنا أستندت في كتابة قصة الجُوهرة لفتاوِيْ عديدة أول شرط في الزنا " هو أن يشهدُون 4 أشخاص " مع غياب الشهُود الجُوهرة لايُمكن أن تثبت أنه تم إغتصابها من قبِل عمها قبل 7 سنين وكثير من بنات مجتمعنا بمثل هذا الحال : ) لكن لن يضيع حق أحد بالآخرة ! إذا الدنيا ماأعدلت هالفئة كيف هي بنفسها تعدِل لحالها ؟ هذا اللي بناقشه إن شاء الله هِنا !




JAN 06-06-2020 11:18 AM

8




السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهْ ,
يسعد صباحكمْ أو مسائكمْ :$


ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ
أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "

لاتشغلكمْ عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه "


وبكرر هالجملة كثير " لحد يقولي هذا غلط وهذا حرام ومفروض ماتسوين كِذا , من المستحيل أني بكتب رواية واخلي كل أبطالها طاهرين منزّهين مايغلطون ولايذنبونْ لكنْ في نهاية الرواية إذا أستمروا بهالذنب هِنا بقول أني أنا كأني أشجعهم وأشجع أنه الواحد يستمر بذنبه لكن خلال فصول الرواية راح نبيّن كيف نصحح أغلاطنا وذنوبنا وأنه الواحد لاأذنب أو غلط مايحس أنها نهاية العالم وأنه مايقنط من رحمة الله و بوصل رسالة من هالرواية وأتمنى من كل قلبِي أنه يتم فهمها بشكل صحيح "

البيئات وطبقات المجتمع تختلفْ وفي داخلي أكثر من قضية ودِِي أترجمها

وبعض الأحداث بتكون من تجربة شخصية لي أنا لاتتعلق بأي شخص آخر
وكلها من خيالي وبعضها من واقع حياتي الشخصية !



رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البــــــــــــــ8ــــــــــــارت

متى يأتي ترى بَطلي ؟

لقد خبَأتُ في صدري

له، زوجاً من الحجَلِ

وقد خبَّأتُ في ثغري

له . كوزاً من العسلِ ..

متى يأتي على فرسٍ

له، مجدولةِ الخُصلِ

ليخطفني ..

ليكسر بابَ مُعْتقلي

فمنذ طفولتي وأنا ..

أمدُّ على شبابيكي ..

حبال الشوقِ والأمل ..

وأجدلُ شعريَ الذهبيَّ كي يصعدْ ..

على خُصلاتهِ .. بطلي ..

* نزار قباني

وليد يبحث بالملفاتْ في أدراجه .. .. وجده أخيرًا
ولِيدْ يفتح الملف الطبِي لِ رؤى . . قرأ " رؤى بنت مقرن بن ثامر السليمان "
عادت به ذاكرته . . . يصير مع اللي عم الجُوهرة !! . . كيفْ ميّت ؟


,

في ليلة جديدة ,
في بَاريس

عبدالعزيز بهدُوء : بروح شقتِي
بو سعُود : ليه ؟
عبدالعزيز : ليه أجلس بفندق وعندي شقة هنا
بو سعُود : بو سلطان واللي يرحم والديك لاتعقدها
عبدالعزيز : أنا أبيكم تجون معِي عشان تطمن بس فندق ماراح أجلس فيه وأترك شقتِي
مقرن : خلاص يابو سعُود نتركه على راحته
عبدالعزيز : بتكفينا وكبيرة
مقرن أبتسم وهو يجاريه : أبشر باللي تبيه
بو سعود ألتزم الصمتْ . . وتوجهُوا بالسيارة الخاصة إلى العمارة التي تحتضن شقته
وصلُوا للعمارة ونزلُوا كان الشارع المقابل مكتظ بالعابرينْ : )
رتيل تهمس لعبير : وش يفكر فيه أبوي وهو جايبنا هنا ؟
صعدُوا للأعلى . . ألتفت يمينه لعله يرى طيف العجُوز السُورية أم نادر . .لم يراها وفتح باب شقته وفتح معه جرُوح قلبه التي لم تُشفى ولن تُشفى. . فتح الأنوار ودخلُوا خلفه
وقف دقائق الصمت هذه الدقائق كانتْ كفيلة بإشعال براكين بداخله براكين حممها لاترحمْ قلبه الذي بحجم كفّه , وهو يتأمل هذه الشقة التي أحتضنته وأحتضنت من يتربعون على عرش قلبِه . . .
ألتفت وسقطت عيناه على اللوحة المعلقة لصورة لهم جميعًا . . . تقدم لها وأنتزعها ووضعها بالدرج : الأثاث مغبّر بنادي واحد ينظفه الحين
بو سعود وهو يلاحظ أدق تعابيره وحنينه لأهله
مقرن : أنا بنزل أناديهم خلك هنا . . وخرج
رتيل وعبير كانت أنظارهم تتفحص المكان جيدًا
مشت رتيل بإتجاه الكنبة لتجلس بجانب والدها
عبدالعزيز دخل غرفته
رتيل : من جدك يبه راح نجلس هنا ؟
بو سعُود : إيه
رتيل : خله هو يجلس لحاله وش دخلنا إحنا !
بو سعُود : مقدر أتركه لحاله
رتيل : تخاف عليه ؟
بو سعود ألتفت عليها : إيه
عبير تهمس : هذولي أهله
رتيل نطت بسرعة لترى أهله
كانت الصورة والدته ووالده جالسين ومن خلفهم هديل ليس ظاهر إلا نصفها لأنها تقبّل خد عبدالعزيز الذي كان يضحك وغادة من خلفهم واقفة على شيء ما وهي تضحك . . كانت الصورة جدا عفوية !
بو سعود : لآتطلعون مكان بنزل تحت دقايق وبرجع
عبير : طيب
رتيل : الحين هذولي خواته وش قال عمي مقرن أساميهم ؟
عبير : ماأذكر . . هذي الصغيرة واضح * كانت تشير لهديل *
رتيل : يالله كلهم راحُوا مرة وحدة
عبير نزلت دمعة يتيمة على خدها وهي ترى ضحكات هذه الصورة
رتيل ألتفتت وبتغيير للجو : يالحساسة على طول بكيتي
سمعوا صوت فتح الباب وألتفتوا بنفس اللحظة على عبدالعزيز
عبدالعزيز توجه للباب ليخرج لكن صوت رتيل قاطعه : محد في الشقة
عبدالعزيز فهم مقصدها أنهم خائفين أن يجلسُوا لوحدهم , ورجع ليجلس على الكنبة وأخرج جواله
عبير تهمس : وش نسوي الحين واقفين قدامه كِذا ؟


,


الرياضْ ,

عمّار : فيصل مايرد !!
راشد : وين معقولة يكون ؟ لآيكون أعتقلوه !!
عمَار : مستحيل يقولهم حرف إن أستجوبوه !!!!!!!
راشد : وليه مستحيل؟ تلقى أنه قالهم عن كل شيء
عمّار : مر أكثر من شهرين وهو لاحس ولا خبر !! تدري دام أجلنا خططه عشانه وش رايك نعطيهم قرصة إذن نهاية هالشهر
راشدْ : فندق الـ......... عندهُم مؤتمر 20 الشهَر بنزرع الخُوف في قلوبهم عشان يعرفُونْ أن الله حق !! الله يآخذ من هُم على أشكاله


,

الشرقية = )


ريّان بعصبية : لآ ياروح أمك بتوافقين غصبًا عنك رضيتي ولا أنرضيتي
الجُوهرة أحتضنت نفسها بحركتها المعتادة وبكتْ وهي ترتجفْ
ريّان بصراخ : تحبينه صح !! قولي تكلمي ليه ترفضينهم وش أنتي مسوية
الجُوهرة ولايسمع الا أنينها
ريّان أقترب ومسكها من شعرها : مين تحبين ؟ مين اللي مواعدك بالزواج وعشانه ترفضين كل هذولي !! أنطقييييييييييي
الجُوهرة وأنينها يرتفع دون إجابة واضحة
ريّان بصرخة جعلتها تسقط على ركبتيها بألم : أنطقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــي
الجُوهرة وحروفها تخرج متقطعة : مـ موا فـــــــ ـــــــــ آآآآ موافقة
دخلت والدته : وش أنت مسوي بأختك خبل أنت !! . .أبعد أبعد حسبي عليك من ولد
ريّان ترك شعرها وخرج وهو يتوعّد ويهدد : مشعل لها وكان فيه حقير تعرفه والله لأجيبه جثة قدامها
والدتها مسحت على شعرها : أخوك وجته جنونه ماعليك منه بس . . .


,

نجلاء بتوتّر قاربت الساعة على الثالثة فجرًا في توقيت الرياض : )
لم يعُد !! . . . . شيء واحِد لو مرّت السنين بعد السنين لن تنسى تلك الدمُوع التي كانت مجتمعة في محاجره !
ترددت بأن تتصل عليه : ,
نزلت للأسفل لعل ترى ريم أو هيفاء
ألتفت يمينها ويسارها وخافت أن ترى يوسف بطريقها . . . دخلت المطبخ وتجمدت في مكانها وهي تراه معطيها ظهرها ويشرب من كأس الماء . . . ألتفت عليها
نجلاء : متى جيت ؟
منصُور : توّ
نجلاء بتوتر من حركة أصابعها التي تتداخل مع بعض ,
منصُور أبتسم : وش مصحيك للحين ؟
نجلاء : كنت أنتظرك
منصُور أقترب منها وقبّل جبينها بحُب وهمس : القلبْ يآمر لكن ماله طاعة
نجلاء تُعلّق عيناها بعينيه وتُريد أن تعرف خلف هذه العبارة ماذا !! لآتُريد أن تحللها لوحدها وقد تُصيب وتؤلمها ولا أن تُخطىء وتقتلها !
منصُور : تصبحين على خيرْ
نجلاء ظلّت ساكنة
منصُور ألتفت عليها : يوسف الحين يرجع لايشوفك
نجلاء ألتفتت عليه هي الأخرى : إن شاء الله . . . وصعدت للأعلى وهو خلفها
دخلُوا جناحهم . . بخطوات سريعة دخلت بفراشها ودفنت وجهها بالمخدة ودمُوعها بسكينة تخرجْ !!! منذ أن تزوجت ودمُوعها لاتفارقها لم تكُن هكذا أبدًا . . . قبل الزواج كانت الفرحة لاتكاد تغيب عن ثغرها . . . . . . تحبني إلا تحبني أنا أعرف لو تحلف بغير كِذا ماني مصدقتك بس لاتوجعني ليه تسوي كِذا طيب !!!
منصُور يعلم بانها تبكِيْ . . أتجه ليغيرّ ملابسه وعاد إليها وأستلقى بجانبها ورفع الفراش عنها وبهدُوء سحبها لتضع رأسها على صدره
منصُور : أشششششش خلاص ياروحي . . .
نجلاء ضعفت أمامه شدت على قميصه بإحتياج
منصُور وكأن عقله ماتْ . . لايعرف بأي كلمة ينطق ليواسيها ويعلم أنه السببْ
نجلاء رفعت عينيها عليه : ليه جحيمك جنة !

,

في غرفة هديل وغادة : ,
عبير : بطلي تفتيش
رتيل : ماأفتش بس أتفرج
عبير : هذا وشو اللي بإيدك
رتيل بفضُول : سي دي أكيد لأهله . . قهر لو عندنا لاب كان شغلناه
عبير بضحكة وهي ترى شنطة لاب توب فوق الدولاب : شوفي هناك
رتيل رفعت عينيها : هو دخلنا غرفتهم وعارف وش فيها يعني أكيد عادي
عبير براحة تضحك فقدتها الساعات الماضية : ههههههههههههههههههههههه إيه لكل شيء عندك تبرير
رتيل تقف على الكرسِي وتسحب الشنطة : قصري صوتك لايذبحونا الحين ههههههههههههههههه
فتحت اللاب المغبّر : ماظنتي بيشتغل !
رتيل : إلا بيشتغل إن شاء الله . . . علّق كثيرا ولم يشتغل . . أستمرت دقائق الإنتظار طويلا حتى أشتغل
رتيل : يسسس . . . أدخلت السي دي . . . فيديوهات !! خلنا نقصر على الصوت لايحسون علينا
عبير بحماس تمددت على بطنها مقابلة لشاشة الحاسُوب
لم تنتفح جميع الفيديوهات كانت معطلة !! أشتغل الأخير وكان لِ 3 دقائِقْ

غادة : آحم آحم كل عام وأنت بخير وسنة حلوة ياجميل
هديل : مين جميل لاتكذبين مرة ثانية ؟ المهم يامعفن ترانا مشتاقين لك مررة ومرتين وثلاث
غادة : هههههههههههههههههه كذابة على فكرة عزوز تراها لعبت في غرفتك لين قالت بس
هديل : لا صدق صدق والله وحشتنا
غادة : أسكتي أعبّر أول شيء عن مشاعري ولاخلصت تكلمي مو تقاطعيني
هديل : أخلصي طيب لاتطفي الكام
غادة سكتت وهي تتأمل هديل ثم أردفت ضحكة : مدري وش أقول بس يارب تكون كل سنينك حلوة وأنا ناشبة لك وهديل بعد ونزوّجك أحلى عروس
هديل : طبعا أنت محجوز لأثير وغصبًا عنك بعد ههههههههههههههههههههههه
غادة نست موضوع الكام التي تصوّرهم : مين قال أثير ؟ لاياحبيبتي
هديل : المهم أثير ولاغيرها وعرسك بيكون بالرياض بعد وش تبي !
غادة : وش المنطقة الكشخة اللي في الرياض ؟
هديل : مدري أروح أسأل أبوي
غادة : المهم وعرسك يكون بأفخم قاعة وبنرقص بعد
هديل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه تكفين شيلي موضوع الرقص من بالك لاتفجعين الناس
غادة تضربها على كتفها : ياكرهي لك . . إيه وبعد أول بنت لك لازم غادة عشان تتفائل وكذا وتكون بحياتك خير أسمع مني بس غادة إسم يجيب السعادة
هديل : على كيفك ! لا هديل عشان يقولون له أبو هديل الإسم فخم
غادة : بالله انتي اسمك يحسسني بشيء يعني مرة شين ؟ المهم عزوز حبيبي والله وحشتنا مررة وأشتقنا لك حتى باريس من رحت ماجاها مطر
هديل : كذابة قبل أمس جانا مطر
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لاتفشليني خلاص ماجانا مطر يعني ماجانا مطر
دخلت والدتهم : أنهبلتوا ؟
غادة : يالله يمه قولي لعزوز كلمة بمناسبة عيد ميلاده
والدته ضحكت : مايجوز تحتفلون
غادة : يمه مانحتفل بس منبسطين وكذا
والدته : إسمه يوم ميلاده ماهو عيد ماعندنا غير عيديين . . الله يرضى عليك ياولدِيْ ويحفظك لي ويقّر عيني بشوفتك مبسوط ويارب تشهد سنينك لك وماتشهد عليك . . *وجّهت أنظارها لهم* وبعدين كم مرة أقول أنه حرام كل سنة تحتفلون وماتدرون وش بيرميكم بالنار !! كل بدعة ضلالة وكل ضلاة بالنار
غادة وهديل بوقت واحد قبّلُوا رأسها
هديل : يممه مانحتفل والله نيتنا كذا ننبسط
غادة : دعوة بالزوجة الجميلة يمه الله يخليك
والدته : ههههههههههههههههههههههه والصالحة ماهو بس جميلة يارب ويرزقك الذرية الصالحة
هديل تنادي : يُبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
غادة : ترى الشحن بيخلص يالله
دخل والدهم : ههههههههههههههههههههههههههههههههه للحين بهالفيديو
غادة : يالله كلمة سريعة لعزوز بنرسله هالفيديو
والدها : كل عام وأنت بخير ياروح أبوك وياعساها سنينك تكون شاهدة لك والله يردّك لنا بالسلامة
هديل بعبط : جيب لنا معك مزيون نقّر عيننا بشوفته
والدها من خلفها يضربها بخفة على رأسها
هديل : هههههههههههههههههههههههههههههه نمزح طال عُمرك
غادة تقترب من الكاميرا حتى توقفها وهي تهمس : أشتقنا لك . . أنتهى الفيديو
عبير ورتيل بصمتْ وسكينة
رتيل ولأول مرة تشفق على عبدالعزيز ولكن دمُوعها من المستحيل أن تتنازل وتنزل على شخص ما وأمام أحد حتى لو كانت أختها ,
رتيل أغلقت اللاب بسرعة : الله يرحمهم ويغفر لهم . . . أعادت اللاب فوق الدُولاب وألتفتت لعبير التي مازالت تبكي : الحين يدخل أبوي ويقلق
عبير : كاسِر خطري مررة
رتيل : الله يصبرّه . . . تذكرت حديثها وهي تشكك برجولته أتاها تأنيب ضمير لاذِع


,

بجهة أخرى
مستلقي على السرير وأنظاره على السقفْ وأفكاره تميل به حيثُ الحزن يميل !
تذكر هديل وهي تقفز عليه وهو نائِم لتُوقضه !
نام على جمبه وأحتضن المخدة وتمناها أن تكُون هديل . . . مجرد ماإن تمناها حتى ضغط على المخدة وشد عليها بقوة حتى كادت تدخل فيه . . . . . . . . . !


,

ميُونخ ,

رؤى أستيقظت و أحست بوجودة : دكتور وليد ؟
وليد أبتسم : هلا
رؤى أكتفت بإبتسامة
ولِيد: أمك حلفت عليها تروح ترتاح في البيت مررة تعبت
رؤى : ماتقصر
وليد : كيفك اليوم ؟
رؤى : ماشي الحال
ولِيدْ : الحمدلله
ألتزمُوا الصمتْ لفترة
ولِيد : رؤى أحكي لي وش تعرفين عن أبُوك ؟
رؤى تفاجأت بسؤاله : كيف وش أعرف ؟
وليد ويحاول يستدرجها : قبل كل شيء ماقد قلتي لي أسمه
رؤى : أكيد قريته لما جيتك أول مرة
ولِيد : بس أبي أسمعه منك
رؤى : مقرن السليمان
ولِيدْ : وكيف توفى ؟
رؤى : كان معاي بالحادث اللي أنعميت فيه
ولِيدْ وأفكاره بدأت تتهاوى " هل ممكن يكُون تشابه أسماء لألأ كيف ؟ أنا متأكد مقرن بن ثامر السليمان هو اللي مع بو سعود "
رؤى تقطع تفكيره : ليه تسأل ؟
ولِيد : كذا طرى في بالِيْ
رؤى : ممكن أسألك سؤال ؟
ولِيد ولأول مرة تسأله : تفضلِي
رؤى : ليه جالس بألمانيا ؟ يعني كان ممكن تفتح عيادة بالرياض !
ولِيد : بصراحة مجتمعنا مايساعِد لأن عندهم إعتقاد أنه اللي يجُون العيادات النفسية هم مجانين لكن هِنا ممكن أربح بسهولة وأستمتع بشغلي أكثر


,


الساعة الرابعة عصرًا , الرياض

تقرأ من القرآن ودمُوعها تنزِلْ على آخر جزء من كتابه الكريم . . . . لم تكمل سورة الناس إلا وهي تشهق بالبُكاء مرت الدقائِقْ وهي على آخر آية . . . . ختمت القرآن حفظته كاملًا . . . وضعت القرآن جانبا وسجدت سجُود شكر لله ودمُوعها تبللها !
أستحت أن تطلب من الله شيئَا . . لم تطلبْ من الله شيئا دائما ماكنت تحمده وتشكره تشعر أنها مُذنبة للدرجة التي تخجل من طلب حتى " التوفيق " تُطيل في سجودها دائما وتبكِي فقط تبكِي وكأنها تفضفض ببكائها شيء . . تشكِي لله ولكن لاتطلب منه شيءَ . . . . في هذه اللحظة همست وصوتها مخنُوقْ : أشتاق لك يالله
رفعت من سجُودها وألتفتت على أفنان الواقفة
أفنان تمسح دمُوعها : مبروووك الحمدلله الحمدللله
الجُوهرة تعانقها
أفنان : كنتِ بجي من بدرِي عشان تسمعين آخر جزء بس زحمة الشوارع
الجُوهرة أبتعدت ومسحت دمُوعها :الحمدلله الحمدلله ماعاد أبي شيء يكفي أني الحين من أهل الله
أفنان أبتسمت : بروح أبشّر أمي . . . نزعت عبايتها وبخطوات سريعة نزلت للأسفل وخلفها الجُوهرة
أفنان بصوت عالي : يممممممممممممممه يبببببببه . . يمممممممممممممه
أمها من الصالة الداخلية : أنا هنا
دخلت : الجوهرة ختمت حفظ القرآن
أمها قشعر جسمه وجلست بضعفْ ودمُوعها أنسابت على وجهها الذي أمتلأ بتجاعيد الزمنْ
الجُوهرة دخلت الصالة وقبّلت جبينها ويدهَا
أمها : الحمدلله يالله لك الحمد والشكر يالله لك الحمد والشكر يالله لك الحمد . . . . ولبست جلالها وصلّت ركعتينْ
الجوهرة وهي ترى فرحة والدتها عادت للبُكاء
دخل والدهُم مع ريّان وتركي
تُركي : وش صاير ؟
أفنان بفرحة : الجوهرة ختمت القرآن
أبو ريّان وقبّل رأس أبنته فخرًا وهو يردد " الحمدلله "
وبلحظة واحِدة سجَد ريّان وبو ريّان معًا سجُود شُكرْ

في كُل يوم أحفظي صفحة واحِدة من القرآن , أقرأي السطر 10 مرات ثم سمّعيه لنفسكْ وهكذا مع كل الأسطر وعندما تنتهي من الصفحة أرجعي أقرأي الصفحة كاملة 20 مرة حتى تثبتْ في عقلك صورة الصفحة فتتذكرها لو بعد زمن . . وتكُوني مع الأنبياء والمرسلين وتكُوني من أهل الله . . أيُوجد فضلاً أكبر من ذلك , عندما تتعدى عُمر الـ 25 تبدأ الذاكرة تضعفْ فأستغلي هذه السنوات بحفظ كتابه الكريم :")


,


" الرياض كلِها تحتريك "
أغلقت عينيها بعد هذه الرسالة وأرتسم على ثغرها طيف إبتسامة : )
رتيل تلبسْ جزمتها وأنتم بكرامة : والله يازين الرياض أشتقت لها
فتحت عينيها : حتى أنا
رتيل وقفت : للحين جالسة ؟ قومي يالله
عبير : روحي أنتِي أنا بنام
رتيل : لأ والله يالله عبير بلا بياخة
عبير : والله مالي خلق
رتيل بصوت منخفض : ماني رايحة بروحي معاه تكفين تعالي
عبير : وأبوي وعمي مقرن راحوا وأنا صدق بجلس بروحي بالشقة
رتيل : إيه تخيلي عاد من يدخل عليك أمشي معنا
عبير : أبغى أنام
رتيل : قومي بيروح النوم لامشيتي معنا
عبير : طيّبْ هذا أنا قايمة
وسمعُوا صوت فتح الباب . . . خرجوا مع بعض
كان والدهُم لوحده
عبير : كويّس جيت
بو سعُود : للحين مارحتُوا !
رتيل : لأ
بو سعُود بتعب أسند ظهره على الكنبة : وين عبدالعزيز ؟
رتيل : مدري . .
عبير : خلاص بجلس أنا بنام بس يبه تكفى لاتطلع
بو سعُود أبتسم : لآجالس هنا وبيجي بعد شوي مقرن
خرج عبدالعزيز من غرفته وبسرعة دخلت عبير لأنها لم تلبس حجابها
بو سعُود : لاتطولون
عبدالعزيز بهدُوء : إن شاء الله
رتيل بهدُوء خرجت وخلفها عبدالعزيز
كان الصمت سائِد أما هي لاتقوى أن تضع عينها في عينيه
قطع الصمتْ : وين تبين تآكلين ؟
رتيل صمتت لثواني طويلة ثم أردفت : ماقد جيتها ماأعرف
عبدالعزيز ذهبَ بِها إلى مطعمْ الذي تُفضله أخته هدِيلْ بعد رجوعها من الجامعة دائما ماكنت تتعشى هُناك
ما إن دخل حتى رائحة عطِر هديل تُداهمه وتُقيده أكثر ويسمع همساتها وضحكاتها " أحبك قد هالصحن هههههههههههههههه أمزح أحبك قد السماء والأرض وأضعاف مابينهم وقد الشمس والقمرْ وأضعاف مايبعدُون عن الأرض أحبك قد هالكُون وأكثر ماراح تلقى أخت تحب أخوها زيي فلذلك قدّر هالنعمة اللي أنت فيها *أردفت كلمتها الاخيرة بسخرية وضحكاتها صاخبة تملأ أذنه"
والله ياهدِيل ياعيُون أخوك ونظره أني مالقيت زيّك . . . أشتقت لك ياعيني أشتقت لكك ليتك خذتيني معك
شد على شفته العليَا لكي يمنع دمُوعه من التجمع كالعادة في محاجره فقط لتُعذبه دُون أي شفقة على حاله . . ليتها هذه الدمُوع تنزل وتريّحنيْ ليتها !!!! ضعيف جدًا لست قوِي بما يكفِي , القوة ليست ان تجتمع دمُوعك في محاجرك وترفض الخرُوج هذا ضُعف ليس بقوة يجعلنِي مستسلمًا للعذاب . . وقدماِي تعبرْ الجحيمْ وإحساسي قد مات منذ زمَنْ !
رتيل تنهّدت وألتفتت لتتأمل المكان وبتوتّر : بو سلطان
ألتفت عليها ليقطع خياله : خلنا نجلس برا الجو حلو . . . وجلسُوا بالخارجْ . . بعد أن طلبُوا مايُريدُونْ
ساد الصمت لاكلام مجرد صوت خُطاة العابرينْ
قطع الصمتْ صوت جواله , رد : أهلينْ
أمجد : بُص حضرتِك دا أنا وعيت وباريس مش باريس فيها حاقة زي النور زي الفرح ئولت مايبئلهاش كلام ورغي كتير دا القميل منوّرنا
ضحك من قلبه كان محتاج أن يضحك ليُبعد الأموات عن خياله : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ياشيخ وحشتني والله
أمجد : واللهي أنت كمان واحشنِيْ
عبدالعزِيز : كيفك كيف الشغل ؟
أمجد : كولِنا تمام والحمدلله أنت *وبلكنة خليجية* شلونك ؟
عبدالعزيز : ماشي الحال بصحة وعافية ونحمد الله
أمجد : لازم نشوفك
عبدالعزيز : أبشِرْ متى مالقيت وقت مريت
أمجد : منتظرينك يارجُل *وبلكنة خليجية* لآتبطي
عبدالعزيز : ههههههههههه إن شاء الله سلّم لي على الشباب كلهُم
أمجد : حيوصل . . يالله مع السلامة . . وأغلقه
عبدالعزيز أنشغل برسائله للحظات ورفع عينه عليها وكانت واضح من نظراتها المتجهة للطريق بأنها في وادٍ آخر
رتيل أنتبهت لنظراته وألتفتت عليه لتقع عينها بعينه لثواني طويلة
عبدالعزيز ويخفض نظره لجواله
رتيل تشجعت وتكلمت : شكرا على اللي سويته معاي يعني لو كنت مكانك ممكن أني أسحب عليك عقب كلامي معك
عبدالعزيز لم يستطع إخفاء إبتسامته : يعني لو صار معي شيء بتسحبين علي ؟
رتيل بتوتّر : مدرري
عبدالعزيز : لاتشكرين ولا شيء ماسويته إلا عشان أكسب أجر فيك
رتيل رفعت حاجبها : تكسب أجر فيني ؟
عبدالعزيز وهو ينظر للعابرين بجانبه : كِذا زي ماقلتي ممكن أني أسحب عليك لأنك ماتهميني بس سويته رأفةً في حال أبوك وأنه صديق قديم للوالد
رتيل وفعلا لاتتوب أبدًا : عاد أنت اللي تهمني مررة
عبدالعزيز بإستفزاز لها : أنتِي ممنونة لي كثير ولاتنسين كان زمانك الحين لولا الله ثم أنا ميتة وتحللتي بقبرك بعد
رتيل : لا ماني ممنونة لا لك ولا لغيرك
عبدالعزيز بنذالة : طيبْ ولاتنسين أني دفعت بعد عنك في محل الكاكاو يعني مضطرة أنك تدفعين عشاء اليوم وبعد مضطرة أنك ماتقولين كلام يسد نفسِي
رتيل قادرة أنها تدفع لكن هي موقنة تماما أنه يعلم أنها لم تُحضر حقيبتها
عبدالعزيز وماسك ضحكته : غير كِذا أنا شايف ساعة مرة حلوة وقلت نعتبرها هدية لي منك على الموقف البطولي اللي سويته معك عقب تجريحك ليْ يعني أستاهل ولا ؟
رتيل : الله والموقف البطولي ماكأنك تسدحت منهم وأنضربت لين قلت بس وين الموقف البطولي ؟
عبدالعزيز أطلق ضحكته وأردف : طبيعي هم إثنين وأنا واحِد
رتيل : أنا ماجبت شنطتِي وأنا عارفة أنك تدرِي وإن جيت البيت بعطيك الحساب لاتبكي علينا
عبدالعزيز أبتسم إلى أن بانت صفة أسنانه العليا : أبشرِيْ أنتي بس تآمرين وأنا أنفذ
رتيل تدري أنه يستهزأ فيها . . : أنا غلطانة كيف طلعت معك
عبدالعزيز ومزاجه فجأة روّق على أن يستفزها ويونّس نفسه : بالضبط دايم تقولين نفس الحكي أنا ليه سويت كذا وترجعين وتسوينه هذا ببساطة لأنك شخصية متناقضة
رتيل : أرحمني بس
عبدالعزيز : عندك إنفصام بالشخصية حاد أعرف دكتور نفسي مغربي هنا بباريس يمكن يفيدك . . من جدِي أتكلم
رتيل : والله أنا أنصح تروح عنده يمكن يفيدك أنت
عبدالعزيز : لا المجانين أولًا
رتيل بعصبية : مالمجنون غيرك
عبدالعزيز : مقدّر الجني اللي جالس يتكلم بدالك
رتيل وقفت وهي تشتغل غضبًا : انا ماراح أجلس معاك على طاولة وحدة الله يصبّر الخلق عليك . .
عبدالعزيز وبتلفيق حكايات : بكيفك أرجعي بس إذا تحرش فيك واحد من هنا ولا من هناك أنا مالي دخل . . . يووه هو بتوقف على تحرش وبس خلني ساكت !! ولا فرضًا أخطيت الطريق وين بيوديك وإن ضعتي ماأتخيل وش ممكن تسوين ولا مين بيساعدك وأنتي بحجابك ومسلمة
رتيل جلست بخوفْ
عبدالعزيز لم يتمالك نفسه : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههه
رتيل بحدة : مافيه شيء يضحّك


,

على طاولة الطعامْ ,

ريّان يبتسم : طبعا محد بيلقى زيّها
منيرة : ومين إن شاء الله ؟
بو ريّان : مشعل ولد فايز
منيرة شهقت : الحين ترفضون حماي وتوافقون على الغريب
الجُوهرة بموضع الصامتْ
تُركي : صادقة منيرة الحين تزوجونها الغريب وترفضون حماها بكرا شوف وش يقولون ؟ ليه رفضنا بتسببون مشاكل بين العايلتيين
بو ريّان : الزواج قسمة ونصيب ماهو غصيبة
تُركي : وهي موافقة برضاها
ولأول مرة منذ فترة بعيدة تضع عينها بعينه
تٌركي توتّر من نظرتها وأخفض نظره إلى الصحن
الجُوهرة بصوت واضِح وبتهديد أوضح لتركِي : إلى متى وانا ارفض لازم نقطع كلام الناس ونتزوّج
تُركي أبتسم ورفع عينه : وكلام الناس وشو ؟ الله يستر وش بيطلع !
بو ريّان : وش قصدك ؟
تُركي : مو قصدِي شيء بس مانقول الا الله لايفضحنا بين خلقه
ريّان : تحكون بالألغاز ولا وش سالفتكم
تُركي ألتفت على الجُوهرة : ياما تحت السواهي دواهي
ريّان بحدة : تكلم بوضوح لاتجلس ترمي حكي وتروح
تُركي : خلوا الجوهرة تقولكم . . وخرج
بو ريّان : هالولد مدري وش صاير له . . صاير بينك وبينه شي يالجواهرة متهاوشين ؟
الجُوهرة ووش ماصار بيننا يايبه ؟ , بكت بضعفْ وبكائها هو تأكيد لكلام تُركي بنظرهُمْ
أفنان بإستغراب ألتفتت على الجُوهرة
ريّان وبسهولة يغضب وبسهولة يحرق البيتْ لأجل حشرة : وش صاير ؟ تكلمي لاتبكين
بو ريّان : الجوهرة حبيبتي وش فيك ؟
الجُوهرة بصمتْ وحدها دمُوعها من تحكِي اللي عانته ولاأحد يفهمْ !
ريّان يقترب منها وبصرخة أرعبتها : تكلمي وش اللي يعرفه عمّك ؟
الجُوهرة وضعت كفوفها على إذنها بخُوفْ
ريّان بعصبية : لاتجننيني تكلمي وش فيه وش غلطانة فيه . . بعد ثواني صمت أستوعب . . غلطانة مع مين ؟
بو ريان ويصفع أبنه الأكبر بغضب : أعرف حدودك وأعرف كيف تحكي مع أختك !! ماهي بنتي اللي تسألها غلطانة مع مين ! إذا أنت راعي سوابق لاتطبق شكوكك على أختك . . أنقلع ماأبي أشوفك
ريّان بصراخ وهو يخرج : بعرف بيجي وقت بعرف وش بنتك مهببة . .


,

خرجتْ رؤى من المستشفىَ ,
رؤى : يمه
والدتها : هلا
رؤى وهي متمسكة بيدها : بنروح البيت على طول ؟
والدتها : عندِي شغل كثيير
رؤى : أتركي هالصالون اليوم بس
والدتها : إن شاء الله يوم ثانِي
رؤى : ماأتصل احد من الرياض ؟
والدتها : لأ .. ثم أردفت . . يارؤى مالك أهل هناك
رؤى : فيه أهل أبوي وفيه أهلك !
والدتها : يارؤى لاتضايقيني وتفتحين هالمواضيع أبوك توفى الله يرحمه وأهله ماتُوا معه وأنا ماعندي غيرك ولازم تفهمين هالشيء لاتضايقين قلبي بسؤالك عنهم
رؤى أستجابت لرغبتها : إن شاء الله
والدتها : كيفك مع وليد مرتاحة ؟
رؤى : ايه كويّس دكتور شاطر
والدتها : أحسن من أول الأيام
رؤى أبتسمت : أكيد . . . تذكرت موقفها معه بأول الأيام

ولِيد بسخرية : أنا بروح أطالع برنامج لاحكيتي ناديني
رؤى أنحرجت جدا
ولِيد : صمتكْ ماراح يفيدك بشيء بالعكس بيضايقك أكثر
رؤى مازالت صامتة
ولِيد : فيه شيء فوق عينك يمكن حبر
رؤى بسرعة حاولت تمسح عيونها وأردفت : وين ؟
ولِيد : ههههههههههههههههههههههههه وأخيرا سمعنا هالصوت لأ مافيه لاحبر ولا شيء
رؤى ووجها بدا محمّر جدا
ولِيد : طيب يارؤى تبينا نطلع متضايقة من جو العيادة . . فيه حديقة تحتنا ممكن ننزلها


,

عبير وتحاول الإتصال بالرقم لكن " خارج منطقة التغطية " كانت ستنام لكن فجأة رحل هذا النعاس وغادرها
تسلّط عليها المجهُول من كُل جانب . . تُريد ان تعرفه سئمت جدًا من رسائله !
تذكرت رسائِله . . . أبتسمت بالرغم من ذلك هو قادِر على رسم إبتسامتها وهذا يكفِيْ لها
قبل عدة أيام أرسل لها رسالة فارغة ثم أردفها برسالة أخرى كتب فيها " أنا مؤمن جدًا بما قِيلْ هُنا ( لاوجُود للكلمات في حضرتك ) "

,

بالرياضْ ,
يُوسف وهو يفكِر ومستغرق بتفكيره
هيفاء : وش تفكر فيه ؟
يُوسف : الحين لو أتزوّج وحدة متوسطة الجمال بيطلعون عيالي جياكر طيب لو أتزوج وحدة جميلة بيطلعون عيالي عليها مزيونة لكن لو أتزوج وحدة عادية وأقل من المتوسط بنهبل يمكن أنتحر بعد
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه
أبو منصور : وهذا اللي تفكر فيه يالله لا تخسف فينا ماتقول ودي بوحدة راعية دين وتخاف الله ماهو مهم الجمال
يوسف : يبه خلنا صريحيين يوم تزوجت أمي ماكان يهمك الجمال يعني علينا * كان يرفع بحواجبه وبنبرة صوت ساخرة يتحدث *
منصُور دخل : السلام عليكم
الجميع : وعليكم السلام
أبو منصور : انا أوريك بزوّجك وحدة تمشيك على السراط المستقيم
يوسف يوجه كلامه لهيفاء : شوفيه يتهرب من الإجابة
أبو منصور : هههههههههههههه الله بلاني بواحِد عقله * وهو يشير بيده لعلامة الجنون *
يوسف : مازلت تتهربْ . . يعني أنا لو أنك متزوج غير أمي كان تفلت بوجهي الحمدلله زيني على أمي
أبو منصور : زينة الرجّال عقله
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماراح تعترف
بو منصور : أكيد يهمني الجمال بس أنا شفت الجمال بأمك لأني حبيتها
يوسف يصفّر : وين أم منصور تسمع
منصور : هههههههههههههههههههههههههههه الله الله على الوالِد راعي غزل
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه إيه كمّل يبه ووش شفت بعد ؟
بو منصور : أستحي على وجهك تسأليني بعد ؟
يوسف : خليك على جمب أنا أعرف أطلّع ماخُفِي . . إيه وين شفتها نتعلم منك
بو منصُور : قم فارق بس
يوسف بغمزة : ورى بيتهم
بو منصُور ينزع جزمته ويرميها عليه
يوسف جلس على الأرض من الضحك على شكل والده
أنتشرت ظحكاتهم الصاخبة في المكانْ
يوسف : حلفتك بالله تقولي وين شفتها
بو منصور : صدق من قال اللي أختشوا ماتوا , ماشفتها مدحتها جدتك عندِي
يوسف : علينا يايبه عليناا ؟
بو منصور : إيه مدحتها جدتك وقلبي تولّع بالوصف وخطبتها
منصُور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههههه أما تولّع هالكلام خطير لازم أمي تسمعه
بو منصور يبتسم : كان الحُب زمان له قيمة كان حُب بين القلُوب ماهو بالأجساد كان طاهِر إن حبينا ماغدرنا ماهو مثل الحين كل من طق الباب حبيناه

,


على أجواء باريسية . . وكانُوا يأكلون بصمتْ دون أي حديث يُدار بينهُمْ
رتيل وعينها تتمرد لتراقبه وهو يأكِل . . شتت نظراتها بسرعة قبل أن يراها
عبدالعزيز وعيونه هي الأخرى تتمرد . . : فيه شيء هنا * أشار إلى رأس أنفه*
رتيل أخذت المنديل ومسحت أنفها من الشوكلاته ووجها يتفجّر بالحُمرة ثم أردفتها بإبتسامة رغمًا عنها : طيب ركّز بأكلك
عبدالعزيز : عفوًا
رتيل ضحكت دُون أي قيود : هههههههههههههههههههههههههه كويّس فهمتها

.
.

أنتهىَ

مقطَع من البارتْ التاسِعْ

صرخ بوجهها لتركض لكنها توقفت متجمدة بمكانها , نسى أكثر شيء مُهمْ ونسيانه ههذه المرة كان ثمنه مُكلف جدًا
بكتْ أمامه بضعفْ . . . أشار لها بعيونه لكي تفهُم مايُريده ولكن كانت بطيئة بفهمه . . فهمته أخيرا ولكن أرتعبت من الفِكرة . . . . . . . قاتِلة !

البقية يوم الخميس بإذن الله


بنبقى على وقتنا الأحد والخميس . . وإن حصل تغيير ببلغكم , دعواتكم ليْ !


JAN 06-06-2020 11:23 AM

9


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهْ ,
يسعد صباحكمْ أو مسائكمْ :$


أشكركُمْ كثير على الدعمْ الأكثر من رائِع وتحليلاتكُم جدا تسعدنِي وبعضها أضحك وأنا أقراها . . عساكُم بجنة الفردُوس تنعمُون يارب ()

ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ
أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "

لاتشغلكمْ عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه "


وبكرر هالجملة كثير " لحد يقولي هذا غلط وهذا حرام ومفروض ماتسوين كِذا , من المستحيل أني بكتب رواية واخلي كل أبطالها طاهرين منزّهين مايغلطون ولايذنبونْ لكنْ في نهاية الرواية إذا أستمروا بهالذنب هِنا بقول أني أنا كأني أشجعهم وأشجع أنه الواحد يستمر بذنبه لكن خلال فصول الرواية راح نبيّن كيف نصحح أغلاطنا وذنوبنا وأنه الواحد لاأذنب أو غلط مايحس أنها نهاية العالم وأنه مايقنط من رحمة الله و بوصل رسالة من هالرواية وأتمنى من كل قلبِي أنه يتم فهمها بشكل صحيح "


وبعض الأحداث بتكون من تجربة شخصية لي أنا لاتتعلق بأي شخص آخر
وكلها من خيالي وبعضها من واقع حياتي الشخصية !



رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البــــــــــــــ9ــــــــــــارت

قُلْ للحياةِ، كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس:

سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ

وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ:

هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ!

سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك

بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في

خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ

سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!

قُلْ للغياب: نَقَصتني

وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ!

* محمُود درويشْ

على أجواء باريسية . . وكانُوا يأكلون بصمتْ دون أي حديث يُدار بينهُمْ
رتيل وعينها تتمرد لتراقبه وهو يأكِل . . شتت نظراتها بسرعة قبل أن يراها
عبدالعزيز وعيونه هي الأخرى تتمرد . . : فيه شيء هنا * أشار إلى رأس أنفه*
رتيل أخذت المنديل ومسحت أنفها من الشوكلاته ووجها يتفجّر بالحُمرة ثم أردفتها بإبتسامة رغمًا عنها : طيب ركّز بأكلك
عبدالعزيز : عفوًا
رتيل ضحكت دُون أي قيود : هههههههههههههههههههههههههه كويّس فهمتها
عبدالعزيز وقف وبسخرية : بدخل أغسّل تخافين تجلسين بعد لوحدك
رتيل بهدُوء : لأ
عبدالعزيز : طيب . . ودخل للداخل
أمسكت وجهها الحار مع إحراجه لها . . أبتسمتْ وهي تتذكرْ وبدأت تلُوم نفسها على أكله الأشبه بالأطفال مع بقايا الأكل على وجهها
شتت أنظارها وبدأ التوتر مع تأخره يداهمها . . يأتيها مثل ماأتاها تلك المرة في لندنْ
وقفت ولفّت للجهة المنافية للمطعمْ وشهقت بخوف من الواقفْ أمامها
أطلق ضحكاته الصاخبة
رتيل: حقير وكلب ونذل و ***** و ****** . . . . كل ألفاظها السيئة قالتها خلال أقل من دقيقة
عبدالعزيز لم يتمالك نفسه من الضحك على غضبها
رتيل دُون أن تشعر أطلقت لسانها اللاذع لتوبيخ عزيز : أحرّ ماعندي أبرد ماعندك وش تبي طالع من الجهة الثانية عشان تخرعني جعل ربي يخوّفك بأغلى ماعندك جعلك ماتنام الليلة وعساك تشوف العذاب والرعب والخوف وتنحرم من الراحة طيب
عبدالعزيز بجدية : أعوذ بالله من هالدعاوي
رتيل : أجل ليه تجي كِذا من وراي
عبدالعزيز : لأنك خوّافه ماتقدرين حتى تسيطرين على خوفك
رتيل بإنفعال : لاتجلس تحلل شخصيتي من راسك
عبدالعزيز وكلماته تندمج مع ضحكاته : وماتحبين أحد يحللك
رتيل : رجعني الشقة حالا
عبدالعزيز : أدفعي ماراح أدفع أنا
رتيل : أدفع ولاوصلت الشقة عطيتك
عبدالعزيز هز راسه بالنفي
رتيل بإنفعال أكثر : ماجبت شنطتي يعني من وين أجيب لك !! تبيني أولد لك فلوس
عبدالعزيز : انا مالي دخل
رتيل :طيب عطني جوالك بتصل على أبوي
عبدالعزيز هز راسه بالنفي
رتيل : يعني لو سمحت ممكن تعطيني جوالك ياإستاذ عبدالعزيز
عبدالعزيز : لأ ماأضمنك
رتيل وهي ترى كوب الماء والجو البارد . . بقهر خذته وكبّته عليه ومشت تاركته
عبدالعزيز كان المفروض يغضب لكن ضحكته هي المعبرة عن حاله وهو يمسح وجهها وجاكيته من المويَا
لحقها : رتيل هههههههههههههههه أوقفي طيب هههههههههههههههههههههههههههههههههه
رتيل لم تلتفت عليه وأكملت طريقها
عبدالعزيز رجع يدفع الحساب
رتيل ألتفتت ولم تراه شهقت برعب ظنته يمشي خلفها . . وقفت تتلفت يمين يسار تبحث عنه . . . مُمكِنْ يبي يخرعها زي قبل شويْ . .
همست : عبدالعزيز
رجعت من نفس الطريقْ وهي تستعيذ من الشيطان عندما لمحته مع الجارسون . . أرتاح نبضها وأسرعت إليه وهي في اللاوعي *من الخوف*
: يخي أنت ليه كذا ؟ قلبي بغى يوقف
عبدالعزيز بسخرية : سلامة قلبك
رتيل تعلم أنه يقولها بسخرية لكن أرتبكت . . وشتت نظراتها بعيدا وهي تتحلطم : رجعّني يالله
عبدالعزيز : هالشاور اللي خذيته ماراح يعدّي على خير
رتيل : وفّر تهديداتك لنفسك
عبدالعزيز وعينه على عصير الفراولة : تراه الحين بيجي عليك أعقلي
رتيل تكتفتْ : مستفز
عبدالعزيز : بعض مما عندِك
رتيل بغضب : رجّعني الشقة بسرعة توبة توبة أطلع معك

,


بالصالة حيث الأحاديث العائلية ,
أبو ريّان : إن شاء الله بعد كم يوم بتروحين تفحصين وبعد ماتطلع النتايج بنسوِيْ الملكة
الجُوهرة وشعر جسمها وقفْ من كلمة " تفحصين "
ريّان وهو يراقب ردة فعل أخته : وبنخلي الزواج بسرعة
أبو ريّان بحدة : ماهو أنت اللي تقرر
ريّان وعيونه على تعابير الجُوهرة التي لاتستطيع إخفاء الضيق : ليه الحزن ؟ ليه ماتبين مشعل ؟
أبو ريّان : رجعنا لهالسالفة !!
الجُوهرة أمسكت بطنها وتشعر بأنها ستستفرغ ,
أم ريّان : الله يصلحكم كل يوم بتجلسون تفتحون هالسيرة . .
تُركي دخل *أم ريّان مربية تُركي من هو صغير ولكن لم ترضعه من أرضعته هي زوجة بو سعُود لذلك ليس هُناك بينهم حدود* : السلام عليكم
الجميع رد ماعداها : وعليكم السلام
تٌركي جلس بجانب الجُوهرة : وش أخبار عروسنا ؟
الجُوهرة بصمت وماتشعر به الإختناق بقربه وأمام أهلها . . . وين بيصدقوني ؟
ريّان : أخبارها ماتسرّك وراها شيء والعلم عندك
تُركي أبتسم وهو ينحني للجوهرة ويقبّلها من خدها بهدُوء : وش بيكون ؟ أختك وأنت عارفها زين
الجُوهرة ركضت للحمام وأستفرغت كُل ماأكلته اليومْ . . أمامهم أستطاع أن يقبّلها أستطاع أن يقترب منها أمام والدها فعل ذلك !! إذن لن يصدقوني لو على كتاب الله حلفتْ
ريّان بشك واضِح : هي وش فيها تستفرغ كثير ؟
بجهة أخرى
الجُوهرة جرحت خدّها وهي تمسحه بقوة ودمُوعها لاتتوقفْ . . . وأنفها نزفْ *الجُوهرة من الناس التي إذا عصبت من الداخل ينزف أنفها بالدماء*


,

- ميُونخ -

مسندة للكرسي المُريح وهي تصف له شكل والدها : كان طويل وعريض وكان عنده عوارض خفيفة وشارب ثقيل
وليد : ههههههههههههههه مايسمونه ثقيل
رؤى بخجل : مدري المهم كثير كذا وكثيف
وليد : هههههههههههههههههههههههههههههههه طيب كملي
رؤى : ماحسيته يشبهني أو يمكن أنا نسيت شكلي
ولِيدْ : أو يمكن ماهو أبوك ؟
رؤى : لأ أبوي أكيد أبوي مين بيكون غيره
ولِيد : يمكن أخوك ؟ مو تقولين عندك أخوان
رؤى هزت كتوفها بضعف حيلة : أمي ماتحكي لي كم أخت عندي أو أخو وأنا ماأبغى أقولها لأني أضايقها فقمت ماأحكي لها عن أي شي يخصهم
ولِيدْ : ليه تحسين أمك تتهربْ ؟
رؤى : مدري ليه !
وليد بصمتْ
رؤى : أكيد فيه شي ماتبغاني أعرفه أكيد شي يتعلق بالسعودية لأنها قاطعة كل صلة تخليني أرجع هناك
ولِيد : وغيره ! ممكن تكُونْ ماتبين تختلطين بأهلها يمكن خناقات قديمة
رؤى : يمكن بس ودي أتعرف عليهم أكيد بتذكر دام تذكرت أبوي أكيد بتذكرهم
ولِيدْ أبتسم : وبتتذكرينهم كلهم بس لاتضغطين على نفسك وتتعبين عقلك وممكن يكون له ردة فعل عكسية وسلبية . . . بتتذكرين وين كنتي عايشة بالضبط بتتذكرين كل شيء بوقته
رؤى وعقله فقد التواصل مع ولِيد وتوجّه لشيء تجهله

رؤى : هههههههههههههههههههههههههههههه
وهو دافن راسه في المخدة دون أن ترى وجهه : خلاااص بس والله بصحى
رؤى : لأ أمي تقول أصحى يالله أصحى طافتك صلاة العصر
دخلت الأم
ألتفتت رؤى . . . لم تراها لم تتضع رؤية هذه الأم . . . . . ضباب شيء أبيض أعمى عينيها من النظر لها

أفاقت
رؤى وتنفسها بدأ يضطربْ
ولِيد بصمتْ ينتظرها تتكلم
رؤى : كنت بشوفها ليه ماقدرت أشوفها
وليد : مين ؟
رؤى : كنت أصحيه أكيد أخوي بس أمي مقدرت أشوفها
ولِيدْ : يمكن أنتي وحيدة أمك وأبوك
رؤى : أجل مين هذا ؟
وليد : رؤى يمكن من كثر تفكيرك تتخيلين أشياء مهي موجودة لكن بيساعدك أكيد تسترجعين بعض ذكرياتك . . أهم شيء بدون لاترهقين نفسك
رؤى نزلت دمُوعها بضعف : ولا أحد قدرت أشوف وجهه
ولِيدْ : بتشوفينهم صدقيني بتشوفينهم بس كل شيء بوقته
رؤى تبتسم بحزن : ودي أشوف أمي ! تخيلت صورتها من صوتها بس ودّي أشوفها كيفْ . . . . . . ودي أشوفك انت بعد ماأحب أتكلم مع أشخاص ماأعرف صورتهم
ولِيدْ بخطوة يعلم بقرارة نفسه أنها خاطئة لحالتها هي خاصةً ولكن يُريدها ان تتغلب على هذا الشيء ولشيء آخر يجهله . . تقدم بكرسيه إليه : يالله حطي إيدك وتخيلي
رؤى بحرج ألتزمت الصمت
وليد : اتكلم من جديْ رؤى يالله
وضعت كفوفها على وجهه
وليد أغمض عينيه
بدأت تتحسس عينيه . . انفه . . . خده . . . جبينه . . . ليس لديه عوارض . . تحسست سكسوكته . .. حواجبه يبدُو انها عريضة ولكن مرسومة . . عينيه حادة هذا ماتخيلته . . . . . شعره قصيرْ . . .
وماإن وضعت أصابعها على شفايفه أبتعدت بسرعة
فتح عينيه ولايفصل بينهم أي شيء والإرتباك كان واضح عليها
أبتعد بسرعة إلى مكتبه وتعوّذ من شياطينه : نفس هالشيء سويه من أمك وبتحسين بقربها لك صدقيني بتحسين بحميميتها يمكن أنتي أخطأتي في تفسير تصرفاتها وكلامها عن أهلك . . . شوي شوي هي بنفسها بتحكي لك لكن قربّي منها
رؤى مازالت ملتزمة الصمتْ
ولِيد وعينيه عليها ويكاد يقطّع شفتيه بغضب من نفسه من كل شيء
رؤى وقفت بتشتت : شكرا
وليد : العفو
وهي حفظت خطوات المكان توجّهت لمكان الذي علقّت فيه " جاكيتها "
لبست جاكيتها وألتفتت عليه وكانت تُريد أن تقول شيء من شكلها واضِح ذلك
وليد يراقب ثغرها الذي سينطق
ترددت وخرجت من الباب
ولِيد حذف الأقلام على الأرض بعصبية بالِغة


,

أم منصُور بقهر : خلها راحت عليك أحسن
يوسف : نجيب غيرها
أم منصور : البنت زينة كاملة والكامل الله وبنت صديقتي يعني أعرفها من سنين
يوسف : ماهو بزين توصفين لي اخاف أتوّلع بالحكي
أم منصور بعدم فهم : خلك أحسن بكرا لين تفضى الديرة من البنات الزينات تعال وقولي والله أخطبي لي
يوسف : بنات الرياض يتكاثرون بسرعة تطمني من ذا الناحية
أبو منصور دخل : السلام عليكم
: وعليكم السَلامْ
يُوسف : الشمس لو تشرق على جسمها سال , كنها مجسم محلبية وبسكوت , ومن صغر مبسمها شقى حالها الحال , ماتآكل الا اللوز والخوخ والتوت *أردفها بغمزة لوالده*
بو منصور : ماتستحي تبي العقال يرقص على ظهرك
يوسف رفع حاجبها : لألأ ماهو كذا يامن تولّعت بالوصفْ وقلبك أنطرب بعرُوسك
أم منصور : عروس من ؟
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
بو منصور : أستخف ولدك ذا روحي زوجيه وعقليه
يوسف : والله عاد أنا بآخذك قدوة وبتزوّج على طريقتك *وبنظرات حالمية يستهبل فيها* وأتولع في الوصف
أم منصور وفهمت مقصده أخيرا : هههههههههههههههههههههههه من قالك هالحكي ؟
يوسف رفع كتوفه : حبيبك يدري
أم منصور بحرج : وش حبيبه ؟ أنت من وين تجيب هالحكي !
يوسف : حورية من فوقها الليل شلال , كنها صبح فوقها الليل مكتوت
أبو منصور : تتغزل بأمك قدامي !! قم فارق ماني برايق لك
يوسف مسترسل : الي رضت موتوا ياأهل روس الأموال , وإلي زعلت جربت وش سكرة المُوت
أبو منصور يحذف العقال عليه
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههه انا وقلتها لكم زواج بدون وصف ماأتولّع
أبو منصور رفع حاجبه : وبعد مواصِل . .. وينحني لينزع جزمته لكن يوسف ركض للخارج


,


بجهة أخرى من البيتْ في جناحهُمْ = )

كان يعدّل شماغه أمام المرآة ,
نجلاء خلفه : فيه حفلة بيحضرونها هيفاء وريوم ينفع أحضرها وياهُمْ ؟
منصُور : حفلة مين ؟
نجلاء : مدري وحدة من صديقات ريوم
منصُور : حفلة بمناسبة إيش !
نجلاء : أتوقع ملكة
منصُور : لأ
نجلاء بتوسّل : منصور كلها حفلة ساعتين وبرجع
منصُور : معليش لأ
نجلاء بإستغراب : على حفلة !!
منصُور وهو يتعطر هز راسه بالإيجاب
نجلاء : طيب أنت بتطلع أجلس مع مين ؟ وخالتي معزومة عند الجيران الليلة *وبسخرية* أجلس مع يوسف وخالي
منصور ألتفت عليها بنظرة غضب أرتعبت منها وألتزمت الصمتْ
منصُور أردف : حفلات وقلق وش لك فيها
نجلاء : طيب انا أنبسط فيها ومن زمان ماغيّرت جو ورحت حفلات
منصُور : خلاص مرة ثانية
نجلاء تتحلطم وتتكلم بسرعة : وين بتروح ؟ طبعا الإستراحة وتجلس لين الفجر وأنا أقابل هالجدران يعني جد مليت مافيه شيء أسويه ولا شي أجلس أكلم مين ولا مين حتى صديقاتي كلهم مسافرين وبدت إجازاتهم وإنا . . . لم تكمّل جملتها لأن منصُور أسكتها بقُبلة على شفتيها جعلت ظهرها يلتصق بالجدار
همس : أشوفك على خير
نجلاء أبتسمت وهي تبلل شفتيها بلسانها : كل شيء عندك له حل
ألتفت عليها وهو يفتح الباب وإبتسامته موضّحة صفة أسنانه العليا وأشار على قلبه : بس هنا . . وخرج وكانت مقابلة له هيفاء التي كانت تضحك لأنها سمعت آخر كلمات نجلاء ومنصُور
هيفاء : والله ظلمانك يالرومانسي
منصور ضحك وأردفها بضربة خفيفة على رأسها : طايح من عينك . . ونزل وهي الأخرى دخلت غرفتها

,

باريِسْ ,

صحتْ بثقل أمام محاولات عبير لتُوقضها : كلهم راحوا وأنا جلست عشانك
رتيل بصوت كله نوم : طيب وش أسوي ؟ مصحيتني عشان تبشريني أنه محد في الشقة
عبير : يختي قومي طفشتيني وش هالنُوم متى أمس جيتي ؟
رتيل تذكرت أمس وأبتسمت : حقير هالكلب
عبير بدلع تستهبل : أسكتي خلاص لاتكملين أنتي وألفاظك الشوارعية ياااي مدري كيف مستحملة نفسك على هالألفاظ أنا كلمة " حقير " أحسها شنيعة فما بالك بالكلمات الثانية
رتيل : شوفي توّني صاحية من النوم يعني ممكن أدخلك في ذيك العلبة * علبة صغيرة كانت فوق الدولابْ *
عبير : ههههههههههههههههههههههههههههههه أخلصِي يالله قومي بنروح نفطر تحتْ
رتيل : صدق محد في الشقة ؟
عبير : والله كلهم نزلوا تحت
رتيل بخبثْ : وش رايك ندخل غرفة عبدالعزيز
عبير شهقت : مستحييييييييييييييييييييل رتيل لاتسوينها والله ماعاد بيصير لنا وجه قدامه لو يعرف لاجد فشلة ماينفع ماأتخيل ردة فعله
رتيل : هههههههههههههههههههههههه بسم الله لاتطلعيني من الإسلام الحين , عادي ليش يطلعون من الشقة ويخلونا لحالنا يعني يدري أنه غرفته فيه تكفين خلنا ندخل ودي أشوف وش عنده
عبير : لأ لأ لأ و لأ وبقول لأبوي لو تسوينها ليه وش صار أمس ؟
رتيل : تخيلي الكلب
عبير : لآتغتابينه قولي السالفة بس ناقصنا ذنوب
رتيل : طيب أوووف بس تنتقد طيب ذا المزيون الجميل عبدالعزيز تخيلي يعني أنا من حسن أدبي عشان ماتقولين أنتي ماعندك ذوق رحت وقلت له شكرا أنه على اللي صار تدرين وش قالي
عبير : وش ؟
رتيل : الـ . . "بترت كلمتها ولم تكملها" ماأبغى أقول كلمة شينة بس جد نرفزني قال ماهو عشانك عشان أبوك صديق أبوي ورأفة بحاله ولا أنتي ماتهميني وماأعرف أيش
عبير: هههههههههههههههههههههههههههه وطبعا رديتي عليه
رتيل : أكيد مايبيلها حكي وقالي أنتي ممنونة لي وأنه أنتِي أدفعي العشاء زي ماانقذت حياتك
عبير : ودفعتي ؟
رتيل : أنا ماجبت شنطتي وهو يدري أصلا قالها عشان يستفزني وعاد آخر شي تخيلي راح من الجهة الثانية وأول ماشفته بغيت أنهبل لأنه جايني من ورى خرعني جعله
عبير تقاطعها : لآتدعين عليه يكفي ماجاه ههههههههههههههههههههههههههههههههه كملي
رتيل : كبيت عليه مويا
عبير شهقت : من جدك
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههه والله خليته يآخذ شاور في عز البرد
عبير : مجنونة وش سوّا أكيد عطاك كف يسنعك
رتيل : قام يضحك هو أمس ماهو بعقله شكله شارب شيء
عبير : مستحيل أحسني الظن أصلا أمس الفجر يوم صحيت أصلي الفجر لقيت أنوار غرفته مفتوحة أكيد يصلي وين يشرب بس الله يقطع شر تفكيرك
رتيل توجهت للحمام الذي بالصالة وهي تسولف : أصلا هو كريه مسوي لي فيها بس الكلب يعرف أنه مزيون حتى أمس وحدة مرّت وجلست تطالع فيه حسيته توم كروز ماهو عبدالعزيز عاد ماأشوفه مرة مزيون يعني عادي والله أبوي أحلى منه مليون مرة وبعدين شخصيته كريهة يختي قلق وش ذا أقرفني بعيشتي . . . تخيلي أحرجني بعد لأ جد كنت أبي أعصب بس الله يآخذني ضحكت لو ماضحكت كان يمديني هاوشته
عبير وتُريد أن توقف حديثها لكن أنحرجت ولم تستطع أن تلفظ كلمة واحِدة
رتيل تكمل وهي تتوضأ للفجر متأخرة : كليت وبقى على خشمي كاكاو كأني بزر ماأنتبهت أصلا قام قالي فيه شي وقمت مسحته كان ودّي كذا أخذ الصحن وأغيّر بخريطة وجهه يممه عبير ينرفز ومستفز الله يصبّر أبوي يعني لأبوي الجنة على صبره وبعدين . . حست بهدُوء عبير وألتفتت وصُعقت كان عبدالعزيز واقف بالصالة وسمع كل حديثها
رتيل تجمّدت في مكانها ووجهها أحمممممممممممرْ . . . حكّت شعرها بتوتّر حتى نست أنها ماهي بحجابها وببيجامتها قدامه
عبدالعزيز عيونه كانت بعيونها لم يلتفت لشعرها ولا بيجامتها ولا لشيء. . . وملامحه جامدة دُون أن تعرف هو غاضب أم لأ !!
عبدالعزيز أعطاها نظرات لم تفهمها ودخل غرفته أخذ مفاتيح وخرج من الشقة وأغلقها ونزلْ لبو سعود ومقرنْ ,
رتيل توجهت للصالة ورمت نفسها على الكنبة مغطية وجهها
عبير : أووووه ماااااااااااي قاااااااااااااااد رتيل وش هالحكي اللي قلتيه الحين ماعاد لك وجه أبدًا تفتحين فمك بحرف معه
رتيل تصارخ : لاااااااااااااااااااااااااا ليه ماقلتي ليه ياربي
عبير : مقدرت أقولك شي تخيلي وقف قدامي على طول دخلت الغرفة بسرعة وأنتي مسترسلة بالحكي تخيلي جاء من يوم قلتي الكلب يعرف أنه مزيون
رتيل بعصبية : خلاص لاتجلسين تعيديين وش قلتْ ياربي ليه أنا حظي كذا
عبير جلست على الطاولة : قومي لايدخل مرة ثانية
رتيل أستعدلت بجلستها وتغطي وجهها بكفوفها : ياربي أنا ليه قلت كِذا ؟ يعني أنا أقدر أقوله بوجهه بس مو كذا عاد أوووووووووووووووف طول عمري غبية
عبير لاتُريد أن تضحك امام غضب رتيل لكن فعلا لم تستطع أن تمسك نفسها وأعتلت ضحكاتها الصاخبة
رتيل : لا والله !
عبير : سوري رتيل بس جد كلامك كأنك عجوز تتحلطم على عيالها ههههههههههههههههههههههههههههههه
رتيل وقفت وتوجهت للغرفه : انا خلاص أبيه يجلس بباريس ونرجع الرياض بروحنا ماأتحمل أبدًا
عبير جلست وهي ستمُوت من الضحكْ

,


مؤتمرَ لِ حوار الأديان في إحدى فنادقْ رياض الراقية . . ،

المحاوِرْ : لكم دينكم ولي دين . . الإسلام أكرمنا وأعزّنا ولكن ليس فرضًا علينا أن نُحارب كل من هو كافِرْ نحن بيننا وبينهم عقُود ويجب أن نلتزم عليهم بحقوقنا وحقوقهمْ
آخر : والمسيحية بتحكِي هيك لكن هُناك من يشكك و
لم يكمل كلامه بسبب طلقات النارْ التي أتت من الأعلى
أنتشر رجال الأمن الذي تم إختيارهم لهذا المؤتمرْ . . *
حاصرتهمْ الجماعة من كل جانبْ . . وطلقات النار من المتلثمين تُداهمهمْ . . أُصيب بعض من رجال الأمن !
المدعوُينْ أختبئُوا تحت الطاولاتْ برُعب . . وبعضهُم من الفزع أُغمى عليه
أخذ أحدهم وكتب على جدار الفندق " كُل شيء فانٍ وأنتم ستسبقونا لذلك " . . كتب أسفلها * عبدالرحمن بن خالد آل متعب * ورسم عليها إكس بالبخاخ الأحمرْ . . . !


,


لاترى سوى الضبابْ . . وجُوههمْ غير مألوفة . . ترفع عينها لترى أشكالهم فتُصاب بالدوَار ولا تُركزْ . . ضحكات منتشرة تُريد التركيزْ فَـ تقترب من الكاميرا وهي تهمس : أشتقنا لك . . ،

أستيقظت مُتعرقة ومُتعبة . . مسحت وجهها بكفوفها وهي تحاول التذكُرْ !
دخلت والدتَها : بسم الله عليك . .
رؤى بصمت وهي تُرهق عقلها بالتذكرْ . . . . نزلت دمُوعها بسكُون
والدتها وضعت كفوفها على رأسها : بسم الله عليك ياعِينيْ وش حلمتي فيه ؟
رؤى : ماشفتهُم
والدتها : يايمه لاتفكرين بأشياء قديمة أبوك مات والله يرحمه
رؤى هزت رأسها بالنفِيْ : أبي أشوفه طيب بالصور على الأقل أشوفه تكفييين يممه .. . كانت غير واعية فكانت تطلب من والدتها أن تُرجع لها بصرها
رؤى ببكاء : أبي أشوفهم لاتقولين لأ . . .ماأبغى أبغى أشوفهم أبغى أشوفك أنتِي أبغى أشوف أبوي ليييه أنا كِذا ؟ أنا مليت من نفسي من كل شيء يايمه تكفيين أبي أشوف طيب خلاص أنا راضية ماأبغى أشوف رجعّي لي ذاكرتي قولي لي عنّي سولفي عن أبوي وعنهم كلهم . . كم اخو عندي وكم أخت !! سولفي لي يايمه تكفيين يايمه لاتسكتين كِذا
والدتها : يايمه لاتعذبيني وش أقولك ؟
رؤى : أي شيء . .
والدتها : أخو واحِد
رؤى : وش إسمه
والدتها بصمت لثواني طويلة ثم أردفت : محمد
رؤى : وأخت ؟
والدتَها : وحدة إسمها نورة
رؤى : لألأ ماكان إسمها نورة
والدتها بتوتّر : ليه ؟
رؤى : انتِي قلتي لي من قبل إسمها هيا
والدتها : لآيمه ماقلت لك
رؤى تبكي بإنهيار : إلا قلتي لي


,

باريسْ -
في شقتَهْ ,
بو سعُود يغلق جواله ويرميه على الكنبة وغضبه بالغ
مقرنْ يرى الصور التي أُرسلت إلى بريده الإلكتروني وأنتشرت بالمواقع
عبدالعزيز بهدُوء أكثر منهُمْ : أكيد يشكُون فيني الحين !
بو سعُود وهو يدُور حول الشقة بتوتّر يُفكِرْ : أكيد لأنها ماوثقوا فيك
عبدالعزيز : كانوا يرمون علي حكي يخليني أشك أنهم يعرفُون بس ممُكن لأ
مقرن : خطتنا بتمشيْ لين نطيّحهُمْ
عبدالعزِيزْ : متى بنرجع الرياض ؟
بو سعُود : مافيه مواعِيد بنآخذ طيارة خاصة وبنرجع . . رأى باب غرفة غادة وهديل . . البنات ماطلعوا اليوم ؟
مقرن : لأ كانوا بيطلعون بس هوّنوا
بو سعُود يتجه ويفتح باب الغرفة بهدُوء وضحك : ماأجتمعتم إلا الشيطان ثالثكم
عبير تضحك ثم أردفت : ياظالمنا دايم
بو سعُود : وش تشوفون
رتيل : يبه قصّر صوتك لايسمعنا
عبدالعزيز ويراقب بو سعود الواقف عند الباب ويحادثهم والصوت مسموع بالنسبة له ,
دخل بو سعُود وتغيّرت ملامحه : من وين جبتوا ذا ؟
عبير : فتحنا اللاب وشفنا الصور
بو سعُود بغضب : كيف تتجرأون تمدون يدكم كذا على ذا الشيء بدل ماتقدرّون أنه أستقبلكم في غرفة خواته تسوون كِذا ؟ . . سحب اللاب وأغلقه وأرجعه مكان وهو يهدد . . .: ولاأشوفكم مادين إيدكم على شيء من هِنا ! فاهمين ؟؟
رتيل وعبير بصمت
بو سعُود بحدة : فاهمين !!
رتيل وعبير : إيه
بو سعُود خرج
مقرن : وش فيه ؟
بو سعُود : ولاشيء ! كلمت متعب ؟
مقرنْ : إيه أرسلت له
عبدالعزيز وقفْ : أنا بطلع أشوف أصدقائي
بو سعود رفع حاجبه وبتهكم : وأنا وش قلت ؟
عبدالعزيز ألتزم الصمتْ
مقرن رفع عينه ويعلم أنه بو سعُود غاضبْ ويبدُو أن غضبه سيفرغ على عبدالعزيز
بو سعُود : علاقات مافيه وقلت لك من قبل
عبدالعزيز : مالك حق تمنعني
بو سعُود بصوت عاليْ غاضب : لا لي حق ولا والله لاتشوف شيء مايعجبك
عبدالعزيز أبتسم من قهره : أبي أشوف هالشيء اللي مايعجبني ولاتحدّني أروح وأفضحكم عندهُمْ وبناتك يصيررون متعة لهم
قاطعه بصفعة قوية على خده حتى أنجرحت شفتيه ونزفتْ
مقرن وقف بينهُم : بو سعود
عبدالعزيز وأصابعه على شفتيه تمسح دمائه
بو سعُود : أنت الخاسر بالنهاية وبتلحق بأهلك
عبدالعزيز جامِد في مكانه وعيونه بعيون بو سعُودْ
مقرن : تعوّذ من الشيطان
بو سعود تنهّد : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
عبدالعزيز انحنى يأخذ جاكيته. . . وخرج من الشقة

بجهة أخرى

عبير تعض شفتها بتوتّر : ضربه !!!
رتيل : مُستحيل أبوي يقدر يسيطر على غضبه وبارد مستحيل يضربه
عبير : إلا ماسمعتيه !!
رتيل جلست : وش قصده ( بناتك يصيرون متعة لهم )
عبير : هو قال كِذا ؟
رتيل : إيه . . من حق أبوي يدفنه بعد !! ليه يقول كِذا كأننا رخيصات عند حضرة جنابه
عبير : لآتظلمين كِذا أنا ماسمعته قال هالحكي
رتيل : قاله ياماما ولا كيف أبوي مدّ إيده عليه
عبير وتفكيرها تشتتْ
رتيل بقهر : يستاهل عساه يصبّح بكفوف ويمسي بكفُوفْ على كلمته ذي


,

في مقرهمْ – الرياض –

راشد : ههههههههههههههههههههههههههه قرصة إذن الجاي اعظم
عمّارْ : فيصل معهم أنا متأكد
راشِد : طيب خلنا نستغل هالشيء نبيّن أننا مانعرف ونخليه يجينا برجوله ونعلمه شغل الجواسيس على أصُوله
عمّارْ : ننتظره ساعتها ماراح يبعد عنه وعن الموت سوى خطواتْ
راشِد : من ورى بو سعُود أكيد !! آآخخ بس لو نجيب راسه والله لنرتاح الله يطهّر البلد منهم ومن أشكالهُمْ , مايطبقون الإسلام هم كافريين عقولهم متلوثة بالغربْ
عمّار : راح يصيّف ويا بناته الـ****** عند ربعه
راشِد : والثاني ماهو بعيد عنه هو وعياله الـ******
عمّار : بس فيصل زي ماخدعنا ليذوق العذاب . . خيانته ماتعدّي بالساهِلْ
,


في هذا المبنىَ . . الخطط الإستخباراتيه تُحدد هُنا , كل مايهمهمْ هو أمن البلاد و مايؤرقهُمْ الأمان للشعبْ !

دخل فالكُل وقفْ مهابةً ورهبة من زيارتهْ . . جلس وحراسه الشخصيينْ خرجُوا ووقفوُا وكانت الغرفة من الزجاج ومرئية للجميع وعازلة للصوتْ

سلطان : وصل العلم لبو سعُود ؟
متعب : إيه طال عمرك وبأقرب وقت راح يكُون موجود
سلطان يقرأ التقارير . . ثم أردف : عبدالعزيز سلطان العيد أول مايوصل الرياض يجيني
متعب : أبشر طال عُمركْ
سلطان أسند ظهره وهو يقلب الأوراق : هجومهُمْ كان كم ؟
متعب ومعه السيديات المُسجلة من قِبَل عبدالعزيز : هذي خططهم طال عُمرك . . وشغله على ( البروجكتر ) وسط إنتباه الجميعْ
مرت الدقائِق الطويلة وهم يستمعُونْ . . . . .أنتهى وألتفتوا جميعهم لسلطان !
سلطان أبتسم : هذا الشبل من ذاك الأسد . . . . ضروري أشوفه بأقرب وقت
أحمَد : تبشر الله يطوّل لنا بعمرك . . تركُوا رسالة عند بو سعود كاتبين فيها لاتلعب بالنار ,
سلطان : جنوا على أنفسهمْ راح تُسحب جنسياتهم جميعًا . . وقرأ أسماء تلك القاعِدة التكفيريية المُعارضة لكل مايُحدث في هذا البلدْ . . ,
أكمل : عمّار حمُود عبده ؟ هذا كان له يد في هجمات فندق الـ...... 2005 كيف طلع من السجن ؟
متعب بتوتّر يقرأ الأوراق وأحمد يرى التسجيلات القديمة
سلطان بغضب : وش هالمهزلة والمصخرة !! أنا بإيدي شاهد على إعتقاله كيف طلع ؟ مدير سجون الـ...... خلال دقايق هو عندِي . . . وقف وأردف بغضب . . . . . البلد ماهي فوضى ولعبة بإيد اللي يسوى واللي مايسوى !! . . .


,

يمشي دُون هدفْ . . قلبه يبكِي وملامحهْ جامِد دُون أي ردة فعل . . . , أدخل كفوفه بجيوبه ودرجة الحرارة مُنخفضة اليُومْ . . عض على مكان جرحه وهو مُرهق مُتعب من التفكِيرْ . . . صفعة بو سعُود جعلت دماغه مشلول لايستطيع أن يُفكِرْ بشيء !
لام نفسه على كلمته الأخيرة كان يجب أن لايقولها كيف يهين بناته أمامه ! لكن ليس له كُل الحق أن يمد يده عليه *
رفع عينه للسماء الغائِمة . . . ليتك يايبه تجي وتشوف من كنت تمدحه وشّ سوّا بولدك ؟!
تجمعت العبرات في حنجرته وأختنق بِها . . . أتته من حيثْ السارقين يأتون فيخطفُون القلبْ
تبكِي بضعف وإنهيار : أنت أبوي لاتترك بنتك لاتتركها يايبه
وقف تجمّد في مكانه وهو يسمع صوت غادة يخترقه وتتوسل إليه وتنادِيه ب " يبه " قشعر جسمه من ذكر والِده !
أختنق من الشارع من كلُ شيء .. باريس لم تعد صالحة للعيش أبدًا من دُونهم !
أغمض عينيه ودار عقله حول هذا المكانْ حول تجهيزات زواجها : )

غادة أبتسمت : باقي أشياء خاصة ماهو لازم تعرفها
عبدالعزيز أبتسم بخبث : ترى أقدر اساعدك فيها
غادة ضربت كتفه بنعومة وهي منحرجة : قليل أدب
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههه طيب ماينفع أشوفك بالفستان الأبيض والله مشتهي أشوفك فيه
غادة : مفآجئة
عبدالعزيز بتحلطم : كل شيء مفاجئة ترى ماني العريس عشان تفآجئيني

فتح عينيه وهو يلمح طيف ضحكاتها . . . جلس بضعف على الكرسي الذي بجانبه . . . سب نفسه بداخله ودمُوعه تتجمّع في محاجره وكعادتها تعصيه ولاتنزلْ فقط تجعل رؤيته ضبابية لايرى سوى ضحكاتهم واضِحه !
عقد حاجبيه بكُره لنفسه لحياته لبو سعود لبناته لمقرن للرياض لكل شيء !

,

في غرفتها ,
ركضت بإتجاه الباب لتقفله عندما سمعت صوته الكريه قادِمْ
لم يمديها فوضع رجله حتى لاتُغلق الباب ودخل . . : ليه ؟
الجُوهرة أبتعدت لآخر الغرفة برُعبْ . . على هذا الرعب سيأتي يوم يقف قلبها رُعبًا من قُربه
تٌركي بحبْ : تدرين أني أحبك ماراح أضرّك
الجُوهرة هزت رأسها بالنفي مُنكرة لهالحُبْ
تُركي أبتسم : أنتِي رُوحيْ أنتي الأكسجين اللي أتنفسه
الجُوهرة بهمس متقطع : أطلع برا
تُركي : لاتعذبيني
الجُوهرة سقطتْ على الأرض بضعف وهي تحتضن نفسها وكفوفها على أذنها لاتُريد سماع همساته وأنينها في إرتفاعْ

,

بو سعُود : وين راح من وين تسلّط علينا ؟
مقرن : مايرد على جواله !! يابو سعود اللي سويته ماهو شويّة إحنا نبي نكسب ودّه وأنت نفرته
بو سعُود : كنت معصب وهو زادها عليّ
رتيل وعبير جالستان بصمتْ دون أن ينطقون بحرفْ
مقرن يقرأ الرسالة من متعبْ : طيارتنا وصلت للمطار !! . .
بو سعُود : ماأتوقع راح لربعه وهو بهالصورة أكيد راح مكان ثاني !
مقرنْ وهو يتذكر أيام مراقبته له أين كان يذهب
قاطع هذا التفكِيرْ دخوله وهو يغلق الباب
مقرن : وين كنت أشغلت بالنا عليك ؟
عبدالعزيز وعيونه على بو سعود : الرياض نفسي عافتها
مقرن : تعوّذ من أبليس وبلا هالأفكار ولاتسحب نفسك بنص الطريق
بو سعُود بهدُوء: ماتشوف نفسك غلطان ؟
عبدالعزيز : إلا غلطت لما وافقت أني أدخل النظام معاكم
بو سعُود جلس وأعصابه لاتحتمل الشد والجذبْ
مقرن : بو سلطان الوقت حرج و سلطان بن بدر طالبِكْ
عبدالعزيز سكت وهو يُريد أن يستوعب أنه " سلطان بن بدر " بنفسه يُريده : هاللعبة ماراح تفوت عليّ
مقرن : أتكلم جد . . شوف . . مد جواله وكانت رسالة من متعبْ
بو سعُود وقف : لازم تعترف أنك غلطت بكلامك اليوم ولكل فعل ردة فعل ولا تلومني على ردة فعلي
عبدالعزيز يلوي فمه "حركته إذا غضب" : لاماغلطت !! أنا ضحيت بأشياء كثيرة عشان هالشغل ضحيت بشيء إسمه راحة ولااظنك محروم منها !! أنا ماعندِي أحد جمبي وأنت حولك أهلك حولك بناتك بس أنا لا وبتجلس تحاسبني على طلعاتي وكأني عبد عندِك . . . بلغ سلطان بن بدر مالكم شغل معيِ ولا لي شغل معكم
مقرن تنهّد : عبدالعزيز أنت معصب وتقول هالحكي . .أهدأ
بو سعُود : أنا آسف
رتيل وعبير رفعوا أعينهُمْ بصدمة لوالدهم الذي يعتذر لعبدالعزِيزْ . . !
بو سعُود : يرضيك أعتذر ولا وش تآمر عليه ؟
عبدالعزيز أعطاه ظهره وهو غاضب من نفسه من كل شيء . . . . . . يشعر بكلمات توبيخ من والده في هذه اللحظة
مقرن وضع كفه على كتف عبدالعزيز : يالله مانبي نتأخر على طيارتنا


,

- فِيْ ميُونخ –

بعيادته . . اليوم على غير العادة الصمت سائِد *
ولِيدْ قطع الصمتْ : وش سويتي أمس ؟
رؤى بإقتضاب : مافيه شيء مُهم
ولِيدْ أبتعد وجلس على مكتبه وهو يطلق تنهيدة لم تغب عن رؤى
رؤى وهي تبلع ريقها : خلص الوقت ؟
ولِيدْ : تقدرين تروحين
رؤى وقفتْ وملامح الضيق واضِحَة
ولِيدْ بنبرة حاول جاهِدًا أن تكُون هادئة : كيف أمك ؟
رؤى : تمام
ولِيد : هي تحت ؟
رؤى : أكيد
ولِيدْ : طيبْ بحفظ الرحمنْ
رؤى أتجهت للمكان الذي تعلق فيها معاطفهُم . . سحبت معطفه بالخطأ وعندما أقترب من أنفها أخترقت رائحة عطره وسط تأمل وليد الصامِتْ الهادىء
رؤى بهدُوء وهي تحاول تعلّق معطفه بتوتّر دُون أن تصيب وفي كل مرة يسقط منها
ولِيد وقف وأقترب منها ولامس كفوفها ليسحب منها المعطف بهدُوء ويمدّ لها جاكيتها : أشوفك على خير بكرا
رؤى بإرتباك : إن شاء الله

,

تعطلتْ سيارتهُمْ في منتصف الطريقْ
بو سعُودْ : بنآخذ تاكسي
مقرن : هالمنطقة مافيها تكاسِي . . بتصل على الفندق يرسل لنا سيارة
عبدالعزيز وهو الذي حافظ " باريس " شبر شبر : الجهة الثانية فيها . . . وأتجه للجهة تلك وأتجهُوا خلفه جميعًا
مقرنْ يهمس لبوسعود : خف عليه
بُو سعُود : مايمدي قلنا بدينا نكسب حُبه خربنا كل شيء
مقرن : بالرياض يتصلح كل شي
سمعُوا صرخة وألتفتوا جميعًا نسُوا أن عبير ورتيل يمشُون خلفهُمْ .
عبير وكفّها ينزفْ بالدماء ورتيل . . . لاوجُود لها !!
بو سعود بخوف : وين رتيل ؟
عبير تأشر للمكان اللي أتجهُوا له
بو سعُود : مقرن خلك هنا . . وركض بإتجاه الجهة تلكْ
عبدالعزيز لحقه وقفُوا أمام طريقيينْ من جهة اليمين واليسارْ
بو سعُود بصرخة : رتــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــ ــــــــــــل
لامُجيبْ
بو سعود :أنا من هنا وأنت كمّل هناك . .. . وأفترقُوا
ركَض نسى كلماتها وهي تشتمه أمام عبير نسى كُل شيء . . خافْ ! نبضاته التي تتسارع . . أنفاسه كُلها تُوحي بأنه خائفَ وأنظاره التائهة وهو يبحثْ عنها تدل على خوفه !
أحس بدماء تنزف من ظهره وسكين تنغرز فيها من الخلفْ , ألتفتْ وكان ممسكْ برتيل وواضعْ كفّها على فمّها لكي لاتصرخْ
عبدالعزيزْ وضع يديه في جيُوبه ونسى سلاحه لم يجلب سلاحه هذه المرةْ ! نسيانه هذه المرة جدا ثمين . . سحبْ السكين من كفوفه بسهولة لأنه كفّه الأخرى كانت ممسكة برتيلْ وغرزها بِه . . . دفّته رتيل وهي تبتعدْ عنه
الرجل المتلثمْ وكانْ أقوى من عبدالعزيز لأن جرحه كانْ أبسط من جرح عبدالعزيزْ !
بضربة واحِدة سقط عبدالعزيز . . . جلس فوقه وسلاحه مصوّبة على عبدالعزيزْ
شاهَد رتيل الواقفة . . صرخ عليها : أركضيييييييييييي
توقفت متجمدة بمكانها وهي ترى عبدالعزيز والسلاح موجّه إليه . . أرتعبت أن أحد يمُوت أمامها
رأى عصاة ضخمة واقِعة على الأرضْ . . أشار بعيونه لرتيل عليها
رتيل متجمدة تمامًا وعيونها لاترى سوى عيون عبدالعزيزْ
عبدالعزيز بصرخة : رتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــيل
ألتفتت للمكان الذي يراه عبدالعزيز ولكن أرتعبت من فكرة أن تضربه
عبدالعزيز ليس له قدرة على المقاومة ودمّه ينزفْ على الارض وصراخه لايسمعه بو سعُود ولا مقرنْ : /
أمسكتْ العصاة بسكُون لكي لايلتفت عليها ونبضها يتسارعْ وهي تتجه خلفه وكل مافيها يرتجفْ
عبدالعزيز وعيونه تحكي شيء لاتفهمهْ ,
ضربته على رأس الشخص المتلثمْ وبذعر وخوف أبتعدت للخلفْ
عبدالعزيز أمسك السكين التي بجيبه وغرزها برجله لكي لايلحق بِهم وأخذ سلاحه ووضعه في جيبه . . ووقفْ . تذكر ورجع ونزع اللثمة عن الشخص يُريد أن يعرفْ من ؟ . . . ليس من تلك الدائِرة التي أنظم إليها وجهه غير مألوف بالنسبة له
رتيل وهي ترتجفْ : انت بخير ؟
عبدالعزيز هز راسه بالإيجاب وهو ينزع معطفه
رتيل بدأت بالبُكاء
عبدالعزيزْ : أشششششش يمكن فيه أحد وراهُمْ . . .أخرج هاتفه وأتصل على بو سعُود ولكن لآمُجيب
عبدالعزيز مد جواله : أتصلي على أبوك أو مقرنْ بسرعة
رتيل وأصابعها ترتجفْ وهي تضع الأرقام , رد مقرن : عمي تعال بسرعة
مقرن : وينكم ؟
رتيل : مدررري بس عبدالعزيز
سحبه عبدالعزيز منها : شوف بو سعود لايبعّد أكثر خلاص جايين
مقرن : طيب . .وأغلقه
عبدالعزيز بدأ ينزع جاكيته الآخر وقميصه
رتيل وهي ترى ظهره العاري كيفْ مجرُوح والدماء تُغطيه . . أجهشت بالبُكاء وكفوفها تُغطي فمها لتمنع شهقاتها
عبدالعزيز لفّ قميصه على مكان الجرح ولبس جاكيته : يالله مشينا . . وقف ومشيه بدأ بالإضطرابْ
رتيل : خلنا نقولهم يجون
عبدالعزيز : أختك هناك ماينفع
رتيل كانت ستتحدثْ ولكن . . .
أتاهم فجأة شخص دُون إيّ إنذار
عبدالعزيز أمسك رتيل وجعلها خلفه وهي غرزت أصابعها بجاكيته وأخرج سلاحه وبرفسه من الآخر على يد عبدالعزيز سقط السلاحْ
عبدالعزيز هجم عليه قبل أن يهجمْ عليه وثبّت كتوفه على الأرضْ . . . ولكن أنقلب هو الآخر بحركة بسيطة منه
رتيل بتوتّر لاتعلم أين تذهبْ . . . فكرت تخرج لأن أنتهى الطريق بهم وأكيد ان والدها هناك ينتظرها ! وفكرّت بعبدالعزيزْ !!
أبتعد الشخص عن عبدالعزيز وتوجه لرتيل
رتيل توقف النفس عندها وهي تراه قادمْ لها صرخت بأقوى ماعندها : يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــه
عبدالعزيز وصوته بدأ يختنق ويبدُو أنه سيُغمى عليه من الدماء التي فقدها : رتييييل هناااك . . كان يُشير بعيُونه وهي تصارع حتى تبقى مفتُوحة
رتيل بقوة لاتعلم من أين اتت بِها . . أنحنت للسلاح وصوبته عليه . . . أطلقت الرصاص لم تتخيّل يومًا أن ستُمسك هذا السلاح ضد آدمي إنسان له رُوح . . وتقتله !! . . . حتى سقطْ ويبدُو أنه ماتْ . . .ركضت لعبدالعزيز وهي تُمسك صدره حتى تتحسسس نبضه وببكاء : قوم لاتمُوت . . . عبدالعزيزز عبدالعزيييييييييييييز . .. ." صرخت " عبــــــــــــــــــــــــــــــــــــدالعــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزي ز


- هذه الأحداثْ ليست خيالية . . . لمن لديه أعداء ومن يتصيّد له وذو مركز حساس سيفقه بهذه الأمُور !


مُقتطفْ من - البارتْ العاشرْ -

شبه عارية أمام أقدامِه سقطت على ركبتيها . . . أنينها يتصاعَد وأنفاسها المضطربة كُلها تنبأ عن خوفِها !
ماهو مكشُوف أكثر من ماسترته . . وبكلا الحالتينْ هي في موضع العُراة الآن أمام الجميع !
تجمّد في مكانه لايعلمْ ماذا يفعلْ ؟ سمع صرخاته الرجُوليه وهو يوبخها بأشنع الألفاظْ وكيف هذه الألفاظ تخرج منه هذه صدمةٌ أخرى !


البقية يومْ الأحد بإذن الواحِد الأحد :)

أتمنىَ راق لكُم البارتْ وكان عند الظنْ :$ وأحبّ أذكِر أنه الشخصيات بأكملها خيالية ليس لها صلة بالواقِعْ أبدًا , قصص هذه الشخصيات بذورها من رِحم المجتمعْ أما الأحداثْ بعضها من خيالِيْ والبعض الآخرْ من حياتِي أنا !
أنتظرْ تحليلاتكم الجميلة واللي أستمتع فيها صراحةً حتى وأنا أردّ عليكم وأشوف بعضكُم صدقت توقعاته وأشتته بتوقع آخر . . آحس بنهاية الرواية إن شاء الله بتقولون لي ياكذابة قلتي لنا أنه . . . هههههههه خلنا حلوين :$$

بحفظ الرحمنْ لاتأخركمْ عن الصلاةْ . . وتقبل الله من الصائمينْ ()





JAN 06-06-2020 11:27 AM

10


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهْ ,
يسعد صباحكمْ أو مسائكمْ :$


أشكركُمْ كثير على الدعمْ الأكثر من رائِع وتحليلاتكُم جدا تسعدنِي وبعضها أضحك وأنا أقراها . . عساكُم بجنة الفردُوس تنعمُون يارب ()

ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ
أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "

لاتشغلكمْ عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه "


وبكرر هالجملة كثير " لحد يقولي هذا غلط وهذا حرام ومفروض ماتسوين كِذا , من المستحيل أني بكتب رواية واخلي كل أبطالها طاهرين منزّهين مايغلطون ولايذنبونْ لكنْ في نهاية الرواية إذا أستمروا بهالذنب هِنا بقول أني أنا كأني أشجعهم وأشجع أنه الواحد يستمر بذنبه لكن خلال فصول الرواية راح نبيّن كيف نصحح أغلاطنا وذنوبنا وأنه الواحد لاأذنب أو غلط مايحس أنها نهاية العالم وأنه مايقنط من رحمة الله و بوصل رسالة من هالرواية وأتمنى من كل قلبِي أنه يتم فهمها بشكل صحيح "


وبعض الأحداث بتكون من تجربة شخصية لي أنا لاتتعلق بأي شخص آخر
وكلها من خيالي وبعضها من واقع حياتي الشخصية !



رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البـــــــــــــ10ــــــــــــارت

حسرة أي حسرة أن تبيني وأرانيي موقف التابين
آه من هذه الحياة ومن سخرية النبل والصفات العيون
ربة القصر بت في ظلمة القبر رهينا به وأي رهين
لا تجيبين أدمعي سائلات وعزيز علي ألا تبيني
افما تسمعين إنشادي الشعر وكنت الطروب إن تسمعيني
يا مثال الكمال في حرة الطبع وفي درة الجمال المصون
يجتلي من يرك لطف ابتسام صانه الثغر صون مال لاضين

*جبران خليل جبران


بو سعود : وينهم تأخرُوا ؟
عبير وهي تحتضن كفوفها وتبكِيْ
مقرن : دق وقال جايْ
بو سعُود بغضبْ : فهمت الحين مين هُم بس والله دمّ عبدالعزيز ماهو رخيص عندِيْ والله لاذبحهم شر ذبحه ولحد بيلومنيْ

,
رتيل وضعت رأسها على صدره وشعرت بنبضه الضعيف وهي لاتعلم من أين تذهبْ , صرخت مرة أخرى : يبـــــــــــــــــــــــــــــــــــه . . عمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــي
تذكرت الهاتفْ . . أدخلت يديها بجيُوب عبدالعزيزْ وفتحت هاتفه ولكنْ لاإشارة وطفىَ بسرعة
مع الثواني التي تمّر يبدأ بُكائها يزيدْ وبهمس وصوتها من بكائها بدأت تفقده والبحة واضِحة عليه : عبدالعزيز . . أصحى ياربي لاتمُوت. . . وقفت وهي تبحث بعينها عن الطريقْ . . . فقدت كُل طاقتها ليس لها قُدرة على السير أكثر وعبدالعزيز مُغمى عليه أمامها . . سمعت صوت جواله وأتجهت إليه بسرعة وردّت على والدها المكنى بجوال عبدالعزيز * أبو سعود *
: يبــــــــــــــــــــــــــه بسرررررعة تعال


,

في عصِرْ الرياض المُزدحمْ !
على طاولة الإجتماعات

سلطان وقف : ماشين للشرقية . . وبلغ بو سعود موعدنا بُكرا . . . وخرجْ مُتعب لم يذق النوم بهدُوء تفكيره تشتت !
أمسكُ طريق الشرقية لوحده دون حراسه , قطع تفكيره جواله ورد على "بو ريّان"
سلطان : ياهلا والله
بو ريّان : هلابك . . وشهي أحوالك ؟
سلطان : والله أبد حالنا زي ماهو أنت بشرني عنك ؟
بو ريّان : بخير الحمدلله جايني علم أنك بالشرقية
سلطان : هههههههههههههههه إستخبارات يابو ريّان
بو ريّان : بعض مما عندك عاد لازم نشوفك
سلطان : أبشر مانردّك يابو ريّان هالمرة


,

في إحدى مستشفيات باريس . . . لم يفيق بعدْ ! يبدُو أنه يُريد الموت أكثر من الحياة . . . شخص بمثل عُمره يجب أن يكُون لديه مقاومة قوية وتمسك بالحياة , بعد إذن الله من رأي الأطباء أن يفيق ولكنْ الواضح أن عبدالعزيز لايُريد ذلك

على الكراسِيْ منتظرينْ !
بو سعُودْ بإنكسار : ماأتخيل أني أفقده
مقرنْ : أعوذ بالله عسى عُمره طويل
بو سعُود : فقدت أبُوه ولاأبي أفقد ولده بعد !
مقرن : إستجابته ضعيفة شكله صدق عاف الرياض
بو سعُود بصوت مخنُوق بعبرته : أحبه كثر ماحبيت أبوه هذا ولدِي سعُود اللي ماجابته نورة *زوجته*
مقرنْ يربت على كتفه : الله لايورينا فيه مكرُوه


,

صوت سقُوط الإبرة في هذه اللحظات هو واضِح جيدًا لما أنتشر من السكُون الرهيبْ
في شقة عبدالعزيز , مُقفلة جيدًا من قِبَل بو سعود ومقرنْ !
عبير خرجتْ ورأتها متكوّرة حول نفسها وتبكِي بسكينة تُشبه سكينة هذه اللحظات
عبير : رتيل
رتيل هادِئة لاتعكس عما داخلها
عبير : روحي صلي ركعتين و أدعِي له بدل هالبكِي
رتيل : أحس روحي بتطلع حسّي شوي بكمية هالقهر اللي فيني
عبير شتت أنظارها عن رتيل لاتُريد أن تبكِي هي الأخرى عليه ,
رتيل : دارية ماسوّى هالشيء عشانِي بس منقهرة كثير من نفسي من كل شيء


,


بو منصُور : الله يكفينا شرّهم
أم منصور : الحمدلله انك تقاعدت ولاكنت محتاس زيّه
بو منصور : الله يهديك لو يطلبوني برجّع لهم
يوسف بتحرش : لآماينفع كِذا يبه حبيبتك وزوجتك خايفة عليك وماتبيك تروح وأنت تقول كِذا
بو منصور : أنت هاليومين متسلط عليّ ماعندك شغل غيري أنا وأمك . . وبعدين تعال وينك عن الشركة ؟
منصُور بخبث : حول الأسبوعين ماشفتك أنا أقول ليه طلبيات هالشهر متأخرة
بو منصور رفع حاجبه : طلبيات هالشهر متأخرة ؟
منصور رفع كتوفه : أسأل ولدك
يوسف : الله يآخذك قل آمين تلعب على الحبلين
منصور : هههههههههههههههههههههههه
يوسف : شف أنت وحدة من الثنتين ياأنه عندك إنفصام بالشخصية ياأنه عندك إنفصام بالشخصية
منصور : لحول وش بلا الناس تكره الحق !
يوسف فتح عيونه على الآخر : مين قالي خلنا نأخر الطلبات عشان نهاية الشهر نفضى مايكون عندنا شغل وحجتنا هي الظروف الجوية السيئة يانصاب قلت أبوي ماراح يحس عادي نايم بالعسل ويا أمي
منصور : وش تقول أنت ؟ انا قلت هالحكي !! كثر الكذب بهالزمن
يوسف يسوي نفسه بيموت : ياكذاب ياويل قلبي لايوقف
بو منصور : والله أنا اللي ياويل قلبي . . . شف أنت وياه قسم بالله معاشات هالشهرين الجايين لاتنخصم للنص وبشوف كيف بتدبرون نفسكم
يوسف يكلم والدته : شوفي يامن تولّع بتس زوجتس خليه يعقل
بو منصور : نعنبا هالوجه قم أنقلع من قدامي
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه . . . وأنحنى يقبّل رأسه رغمًا عنه . . . أحنا نتعلم منك يايبه أفا عليك أنا ودي بكرا لاتزوجت أكون رومانسي زيّك فعشان كِذا لاتفهمني غلط
منصور : تتطنز على أبوي ها ؟
يوسف : لاحول ولا قوة إلا بالله انا أتطنز بالعكس ياأخي جالس أتعلم . . روح تعلم أنت لاتدخل نجلا الطب النفسي
منصور تغيرت ملامحه للغضب
ساد السكُون لثواني طويلة ومعدودة أمام نظرات منصُور
يوسف يتدارك نفسه : نمزح وش فيك ! آسفين ياعمي ماعاد بنتكلم معك . .


,

في بداية الليلْ . . وظلامه !

لفت منشفتها التي تصل إلى نصف ساقها حولها وخرجت من الحمام وشعرها المبلل يبلل ظهرها العارِيْ . . توجهت لجوالها لترى الساعة ,
شعرت بذراع تلتفّ على خصرها ألتفتت وصرخت بفزعْ . . . قُبلاته حرقتها بنار بعذاب بجهنّم سمعت عنها بالآخرة وشعرت بها بالدُنيا . . !
رماها على السرير وكفوفه تسد فمّها . . همس : زواج مافيه تسوين المستحيل هالزواج ماراح يتّمْ . . سامعة !!
الجوهرة وتبكِي وهي تحضن نفسها لتستر بعضًا منها عنه وتشعر بسكرات الموتْ تُداهمها
تُركي بحدة : والله يالجُوهرة لاتنفضحين !! محد بيقدر يعرفْ !! والله محد بيصدقك !
الجُوهرة تهرب من لمساته : أتركنيييييييييييييي
تُركي بغضب : ولا كِلمة لاوالله أجيب نهايتك اليُوم . . على فكرة *ضحك بخبث وأردف* محد في البيت كلهم طلعوا ومافيه غيري أنا ويّاك
الجُوهرة وضعت كفوفها على فمّها وهي كأنها تحمِي روحها من الخرُوج وتحبس شهقاتها
بعد دقائِق صمتْ , تُركي بحُب وهو يجلس عند أقدامها : ليه تسوين فيني كذا ؟ تدرين أني أحبك وماراح أضرّك ليه تجبريني أزعجك ؟ مااتخيلك لحد غيري ماأتخيّلك !
الجُوهرة وصوتها متقطع باكِي : أنا بنت أخوك
تُركي : والحُب مايعرف لابنت أخو ولا أخو يالجُوهرة أنا أعشقك ليه ماتحسين فيني . . أنا بسافر معاك ونخليهم مالنا دخل فيهُمْ نقول تكملين الماستر وأسافر معك ولانرجع أبد هنا ونعيش بسعادة والله لأعيشك بسعادة أنا أوعدك
الجُوهرة وضعت كفوفها على إذنها لاتُريد أن تسمع شيء
تُركي ودمُوعه تتجمع في محاجره : الجوهرة أسمعيني لاتعذبيني . . مابتلقين أحد يحبك كثري والله مابتلقين
الجُوهرة وبدأ أنينها يخرجْ
تُركي دموعه نزلت على حالها : لاتبكين ياروحي لاتبكين وتعوّرين قلبي
الجُوهرة وأنينها يزدادْ
أقترب منها .. أبتعدت وهي ترمي عليه كأس الماء الذي على الطاولة
تُركي يتوجه إليها رغمًا عنها : ماني ضارِكْ تعالي ياقلبي
الجُوهرة ركضت لخارج غرفتها ونزلت بتشتت أي مكان تختبىء فيه وهي تصرخ : يببببببببببببببببببه يممممممممممممه . . ألتفتت إلى الأعلى
تُركي : انا أبوك أنا أمك
لم تنتبه للطاولة وسقطتْ فألتهمها كّ ذئبْ وهو يُحكم ذراعه عليها
الجُوهرة ترفسه لكن دُون فائِدة أمام قوته الجسمانية الكبيرة
الجُوهرة : أتركنييييييييي
وفي منتصف الصالة دُون أي خوفْ من أن يأتِي أحد نشر قُبلاته المُحرمة التِي ستُودعه في نار جهنم بالآخرة !
الجُوهرة ضربته على بطنه وما إن أبتعد حتى خرجتْ وهي بمنشفتها لحديقتهم المنزلية ولاتعلم بأي مكان تختبىء عنه
تُركي سمع صوت سيارة آتية ودخل لغرفته بسرعة وأقفلها عليه
أصطدمتْ بجدار بشرِيْ لاتعلم من ولكن بكت وسقطت على ركبتيها بإنهيار وضعفْ
سمع صوت أنين وبكاء وأستغرب . . اتجه لخلف بيتهم وصُعق بالمنظرْ . . أخته شبه عارية ساقِطة وأمامها آخر شخص ممكن أن يخون صداقة والده. .
ريان بصراخ وعقله عليه غشاء لايُفكر بشيء سوى هالمنظر الذي أمامه : هذا اللي منتظرته هذا اللي تبينه هذا اللي تحبينه يا***** يامنحطة يا ********** حسافة تربيتنا فيك والله مايمنعني عن ذبحك شيء . . .
سلطان أمسك كفوف ريّان لكي يُصحيه من صراخه : ريّان
ريّان : أنت العاقل أنت اللي بتحفظ البلد ومن هالكلام الفاضي تسوي كِذا عساها تلقاها بأهلك . . . خسارة الشيب اللي في شعرك والله ثم والله لولا المخافة من ربي لادفنتك أنت وياها هنا وغير مأسوف عليكم
سلطانْ صرخ بوجهه لكي ينتبه وهو بعادته لايمّر بظروف ليشرح ويبرر في حياته الخاصة : أوزن حكيك قبل لاتقوله لي
ريان تجاهله وسحب الجُوهرة من شعرها . . . . وأدخلها للمنزل وهو يضربها دُون أي رحمةّ : هذا وأنتي حافظة القرآن وش خليتي لغيرك
يعطيها الكفُوف والدماء تنزفْ منها . . . . . . ومنشفتها بدأت تكشف الكثير !
ريّان وشعرها بدأ يتقطع بين كفوفه : من متى تعرفينه ؟ هذا اللي خايفة منه !! خلي أبوي يجي ويشوف بنته المحترمة وش مسويّة ! الله يآخذك جعلك بجحيم ربي تحترقين مثل مافضحتينا !!
الجُوهرة كانت تبكي دمائها وأنينها المُرتفع يهز أرجاء البيت
ريان أوقفها وهو ماسِك شعرها وبقوة دُون أي شفقة دفّها على الجدار ليرتطم رأسها بالجدار ومن ثم طاولة الخشب العتيقة . . . . . وأغمى عليها دُون أدنى شكْ واصبحت منشفتها تتلوّن بالدماء من نزيف أنفها إلا شفتيها وأخيرا رأسها




,


ولِيدْ بدأت كحته تؤلمه . . بحث في جواله عن رقم مقرن ولم يجده . . تنهّد وهو يرى دخُولها
رؤى : السلام عليكم
وليد بصوت مبحوح : وعليكم السلام والرحمة
رؤى بهدُوء توجهت لمكان الكرسي
وليد : غيرت المكان
رؤى وقفت وألتفتت عليه
ولِيد : أمشي على اليمين 6خطوات
رؤى طبقت كلامه وجلستْ : مريض ؟
وليد : إنفلونزا
رؤى : سلامتك
وليد : الله يسلمك من كل شر . . . إيه كيفك اليوم ؟
رؤى أبتسمت : تمام
ولِيدْ بضحك : وأنا بخير
رؤى أبتسمت بخجل : كنت بسألك
وليد بعد كحته أردف : ودّك تحكين بشيء معيّن ؟ ولا أبدأ أنا
رؤى قاطعته : أمي تكذب علي
وليد : بوشو ؟
رؤى : قالت لي أنه عندي أخت إسمها نورة بس هي قالت لي من قبل أنه أسمها هيا
وليد : ومتى قالت لك ؟
رؤى : مدري قبل شهر يمكن ماأتذكر بالضبط بس أنا متأكدة قالت لي إسمها هيا
وليد دُون أي تركيز بكلام لايجب أن يخرج من دكتُور نفسِيْ : يمكن من أحلامك أو تهيئات
رؤى بحدة دُون أن تشعر ولأول مرة تُحادث وليد بهذه الحدة : لآتقولي اتهيأ وكأني مجنونة أنا متاكدة
وليد ألتزم الصمت
رؤى لدقائق طويلة ألتزمت هي الأخرى الصمتْ
ولِيدْ قطع السكُوت : رؤى
رؤى وقفت : أنا أبغى أروح خلاص
ولِيدْ : حساسيتك الزايدة مابتزيدك إلا هم
رؤى : طيب أنا أبغى هالهمّ
وليد : لآتعاندين
رؤى أستسلمت للبكاء : ممكن تتصل على أمي !!
ولِيدْ : لاماهو ممكن
رؤى : ماراح أخاف وعادي عندي انزل بروحي . . واخذت معطفها وهي تضطرب بمشيتها
ولِيد بخطوات سريعة أتجه للباب وأقفله : لو سمحتي يارؤى
رؤى عقدت حواجبها : أبعد عن طريقي
وليد : أجلسي وبترتاحين
رؤى : لا أنا أصلا ماأرتاح هنا
ولِيدْ : طيب إن شاء الله اليوم ترتاحين
رؤى غطت وجهها بكفوفها : أنت ليه تسوي كِذا ؟
ولِيد بسكُون
رؤى : خلني أروح
ولِيد : طيب ماعلى تجي أمك
سقط منها معطفها . . مد لها إياه وليد
وليد : تفضلي
رؤى أتجهت للكرسي وجلستْ
وليد مد لها كأس الماء ورفضت : براحتك . . وضعه أمامها
رجع لمكتبه وبدأ يؤلمه صدره من سُعاله المتواصل
رؤى أخفضت رأسها بضيقْ ودمُوعها تنساب بصمتْ . . وسط تأمل وليد الصامتْ هو الآخر
مرت ربع ساعة وأكثر بهذه الحال !
رؤى دخلت لعالم آخر هذا البُكاء يُشبه بكائها بَ

دمائها تُلطخ أنثى بجانبها تصرخ بِها أن تفيق ولكن لاجدوى من صُراخها . . أمامها رجُل لاترى من وجهه شيء سوى أن ميّت بكل تأكيد . . . . أستسلمت للبكاء بضعفْ أمام إلتفاف الناس حولهُمْ وحظور الإسعافْ


,


بو ريّان بغضب : فضحتنا بالرجّال هذا وانا قايلك أسبقنا عشان تستقبله
ريّان وبراكين بداخله : يبه لاتزيدها علي بنتك ذي يبيلها تربية من جديد شفتها بعيني وياه
أم ريّان : لآحول ولا قوة الا بالله ياريّان مايجوز تشكك بأختك كِذا ماهو كل الناس زي مُنى
ريّان وشياطينه خرجت من طاريها : أنا اعرف كيف أربيها
أم ريان : ضربتها لين قلت بس وبعد تقول تبي تربيها لاوالله إيدك ماتمدها عليها أنا واثقة فيها وأكيد كالعادة شكوكك خلتك تصوّر على كيفك
ريّان : شفتها بعيني بفوطتها أصلا ماكأنها لابسة شي يمه بنتك مفصخة قدام هالسلطان يعني عشانه *بنبرة ساخرة* بمنصب وصديق للعايلة الكريمة حلال بناتنا يجون عنده وحلال أننا مانقوله شيء كويّس أني ذبحته
بو ريان جلس : أستغفر الله العلي العظيم ماأقول الا حسبي الله ونعم الوكيل
تُركي : سلطان مين ؟
ريّان بقهر : سلطان بن بدر أبوي عزمه ومسوي فيه معروف وصديق ودخلناه بيتنا ونلقاه مع اللي حافظة القرآن متفصخة
بو ريان : لآتجلس تعيد وتزيد بهالسالفة سكرّها ولاأسمعها بلسانِكْ
أم ريّان : وأنت بكامل قواك العقلية وأنت تقول هالحكي !! حتى لو ماهي أختك مجرد أنها حافظة القرآن ومن أهل الله مايحق لك تتعدى عليها أنهبلت ولا وش صاير لك
أتصل على سلطان ولكن لامُجيب
ريان : تبي تتصل عليه ؟ مفروض هو اللي يتصل مو إحنا . . زواجها من مشعل يتم خلال شهر هي في بيته عشان تتأدب
بو ريان يتجاهل كلمات ريّان وهو يحاول الإتصال بسلطان !

بجهة أخرى

غفت عيونها بإرهاق ووجهها متورّمْ من أثر ضرباتِه !
لم تهنا بنومها أتتها أطيافُه ولمساته وضرب ريّان لها
دخلت أفنان بهدُوء وعلى اطراف أصابعها وهي غير مستوعبة ماحصَل . . جلست تتأملها والكوابيس تهاجمها .. تأكدت بأنها تحلم من تعابيرها وتحركها !
سالت دمعة يتيمة على حال إختها , يُوجد شيء تخفيه هذا ماصوّره لها , وش علاقة عمي تُركي بكل هذا ؟

,


الدكتُور : سيتجه لغرفته الخاصة ومن هناك يمكن أن تقابله
بو سعود : شكرا لك . . . الحمدلله ربي لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
مقرن : الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالِحاتْ

بجهة أخرى من المستشفىَ جالساتْ والسكُون هو السائِد
هذه الأيام تفتقد الرسائِل من المجهُول . . أشتاقت لكلماته التي تزيدها فتنة . . أشتاقت كثيرًا !
هذه الأيام تفتقد خناقاتها وكلماتها البذيئة التي تستخدمها لتستفز عبدالعزيز . . . يارب تشفيه وتعافيه


,


مُثقل ولسان حاله يقول " هو ناقصني "
كُل ماقرأ ورقة وجلس يحللها ليجد حلاً يداهمه منظرها وهي تبكِيْ . . . تعوّذ من شياطينه وذكّر نفسه بالحرام ولايجُوز !
رغمًا عنه سقوطها على ركبتيها أمامه وشعرها المبلل المنثُور عليها . . . منشفتها لم تستر الشيء الكثير !
صراخ ريّان . . أبتسم وهو يتذكر كيف أنه ريّان شكّ بِه ؟ لم يصدف بحياته بل نادرًا أن يرفع أحدهم صوته عليهْ
شيبه من القلق والتفكير خرج إليه أما عُمره فهو يقترب من الأربعين ولم يدخلها بعدْ . . ومع ذلك هُناك بعض شعيرات الشيبْ في رأسه وبعضًا من سكسوكته . . . !
يشعر بإحراج بو ريان منه الآن ولكن هو الأصغر سنًا ويجب أن يحترم ذلك حتى لو بلغ منصبه لأبعد من ذلك ,
حافظة القرآن هذا ماسمعه من صرخات ريّان . . وش اللي خلاها تطلع كِذا ؟ مين كان يلحقها ؟ ليه كانت تبكي ؟ وش صاير معها ؟
كان في رأسه ألف سؤال وسؤال ونسى تماما أنه أتى للشرقية لشغله !

,

الرياض ,
نجلاء ترتدِيْ فستانًا أسودًا طويلاً مرسُوم على جسمها ومفصلَ مفاتِنها تفصيلْ دُون أكمامْ . . وضعت مكياجْ ناعِم دُون أن تتكلفْ . . شعرها المموجْ تركته على جهة واحِدةْ . . لبست مجوهراتها وآخيرًا تعطرت وأخذت عبايتها وفتحت باب جناحها وكان بوجهها منصُور
منصُور ونظراته هي الأخرى تُُفصلها تفصيل . . : وش هاللبس ؟
نجلاء : وش فيه !
منصور : مبتذل مررة تحسسيني كأنك رقاصَة ورايحة تهزين لهُمْ
نجلاء شتت نظراتها فعلا لامزاج لها أن تبكِي بعد إهانته هذه
منصُور : روحي غيري هالمصخرة اللي لابستها
نجلاء تجمّعت دمُوعها ودُون أي مقاومة سقطتْ
منصور جلس على الكنبة ينتظرها : إن مابدلتي ماراح أوديك العرس
نجلاء : خلاص بطلت
منصور : عشان قلت الصدق
نجلاء : فيه أسلوب كان ممكن أغيره بكلمة حلوة بدل هاللي قلته . . . وبكتْ
منصور بعصبية : على كل شيء تبكين وش هالدمُوع الرخيصة اللي عندك
نجلاء : الحين بعد دمُوعي صارت رخيصة
منصُور : روحي غيري هالفستان أنا أشوفه إباحي ولايعجبني وأبيك تغيريينه وتروحين للعرس
نجلاء : ماراح أروح الا كِذا
منصور بحدة : ومن متى تعانديني ؟
نجلاء تكتفت : لأن هذا مو أسلوب !! ماتهتم لمشاعري ولا تقدّرها حتى
منصُور : لاحول ولا قوة الا بالله الحين بتجلسين تقولين والله مشاعرِيْ وماأعرف إيش والقلق اللي كل مرة
أخذت منديل وبدأت تمسح دمُوعها ومعها تمسح مكياجها
منصُور وقف وبقلة صبر : خلاص ألبسي هاللبس إن شاء الله تطلعين لهم بملابسك الداخلية مالي دخل فيك
نجلاء جلست وبغضب : ماأبغى أروح خلاص يعني ماأدري كيف عقب هالكلام اللي يشرح الصدر أروح !!
منصُور : تروحين ماتروحين بالطقاق .. نزع الكبك ووضعه على التسريحة ومن ثم شماغه وعقاله . . ولبس بيجامته ورمى نفسه بإرهاق على السرير وكان كُل شيء ينبأ بأنه سينام ونومه سيكُون عميق ولكن أتاه أرق. . في داخله ردد " حوبة نجلا "
مازالت جالسة وكفوفها تُغطي وجهها وتبكِي . . أنقهرت منه كثير على تعليقه على بروده . . . حتى خواته مايتجرأ يقولهم بهالطريقة أنه لبسهُم ماهو حلو !


,


رتيل وقفت : الحمدلله يعني صحى
مقرن : إيه مع أبوك جالسين
رتيل تنهدت براحة : ربي لك الحمد
عبير : الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
مقرنْ : تبون ترجعون الشقة ؟ لأن شكلنا بكرا رايحيين للرياض
رتيل بسرعة : لآ بنجلس هنا
أتى بو سعُودْ والإبتسامة تزيّن محياه
عبير : الحمدلله على سلامته
بو سعود : الله يسلمك . . . . وجلس بمقعد عبير وشرب من مائها وكل ملامح الراحة تبان على وجهه
جلسُوا جميعهمْ ماعدا
رتيل : بروح الحمام . . وأبتعدت عنهُمْ
عبير : كيفه الحين ؟ كلّمك !
بو سعود : إيه الحمدلله أفضل بكثير
عبير بعفوية : للحين زعلان منك ؟
بو سعود أبتسم : لأ
عبير أبتسمت : كويّس تضايقت لما شفتك مديت يدك عليه
بو سعُود : كنت معصب
عبير : عن الشغل ؟
بو سعُود : لآ بس صديق لي بمشكلة وزعلت عشانه
عبير : الله يشرح صدره
رتيل بخطوات مترددة دخلت غرفته . . . توقعته نائم وخاب توقعها
ألتفت عليها وشعرتْ بكمية إرتباك لم تشعر بِها من قبلْ
عبدالعزيز وعيونه المرهقة أبعدها عنها
رتيل : الحمدلله على السلامة
ببحة : الله يسلمك
وقفت طويلًا تعلم بمقدار الكُره الذي يحتضنه بقلبه إتجاهها . . وبعد حديثها الأخير مُوقنة بأنه كرهها
ألتفت عليها ينتظرها تتكلم بشيء ما
رتيل : آسفة على اللي سمعته مـ
قاطعها : شكرا على الزيارة
رتيل أمالت فمّها بغضبْ وهي لم تُجربْ فكرة أن تعتذر وتُقابل الإعتذار برد مثل هذا , من متى هي تعتذر وإن أعتذرت كانت مُجرد كلمة تلفظها والآن يرد عليها ويُحرجها هكذا !!
رتيل خرجت بهدُوء وأتجهت للحمام ودمُوعها تبللها . . بللت وجهها بالماء الذي أختلط مع دمُوعها هذا الشعُور الذي أجتاحها قتل كبريائها . . نحَر شيء يُشبه عزة النفس . . لاترضى بهكذا إهانات ولم يُخلق حتى الآن من يُهينها بهذه الصورة ولكن اتى عبدالعزيز !
تمتمت : عساك ماتقُوم . . . بعد ثواني أردفت . . أستغفر الله استغفر الله . . الله يقوّمك بالسلامة يارب


,


الساعة التاسعة مساءً - الشرقية -

يدُور حول نفسه بغرفته وهو يفكِرْ بطرق كثييرةْ . . يُفكر بأشياء كثيرة تشتت كُل أفكاره أمام فكرة واحِدة متيقّن أنها ستنجحْ
قلبّ بجواله الصور التي ألتقطها من غرفته للجُوهرة أمام سلطانْ . . *
تمتم : هذي واضحة له ولها
أرسلها لجوال مشعل وإبتسامة تعتليِ مُحياه . . واثِقْ تمامًا أنهُ هذا الزواج لن يتّمْ !
ألتفت لصورتها التي بغرفته ويخبيها كُل اليوم عن الجميع وبالليل يُعلقها على جداره * هذه الصورة بزواج ريّان الذي طلّق زوجته بعد شهرين . . كانت فاتنة جدا لعيناه . . . يالله يالجُوهرة وش كثر أحبك !
أقترب من الصُورة وهو يوزّع قُبلاته عليها ويتمتم : أنتِ ليْ لالمشعل ولا لغيره

.
.

الساعَة التاسِعة والنصف ،

يتأمل بكُل تفاصيل المجلس للمرة المليُون وأكثرْ . . , دخل بُو ريّان مبتسمًا : طولنا عليك . . سلم عليه وأردف . . بشرنا عنك ؟
سلطان : بخير الحمدلله الحال يسرّك
بو ريّان : الحمدلله
سلطان بنبرة هادئة : وين ريان ؟
بو ريّان : طالِع
سلطان يعلم بأن بو ريان يكذبْ : لازم أتفاهم معه لأنه فهم كل شيء خطأ وأنت يابو ريّان عارف
بو ريان يقاطعه : لآتكمل كلامك وأنا داري أنه فاهمْ غلط هو بلحظة غضب وماعرف كيف يتصرفْ
دخل ريّان مقاطِعا لحديثهًمْ : السلام عليكم
سلطان : وعليكم السلام والرحمة
ريّان وبقصدْ ويرمي حكيه ليفهَمْ : عساك مروّق بالشرقية ؟
سلطان : واضِح القلب ماهو صافِيْ
ريّان : ولآبيصفى
بو ريان بحدة : ريـــــــــــان !!
سلطان : أتركه يابو ريّان . . وكيف يصفى يابو خالد ؟
ريّان بحدة : أنتْ أدرى
سلطَانْ بتبرير لنفسه وهو لم يتعوّد أن يبرر لنفسه بل أفعاله هي من تُبرر : متى جيتكم أصلا ؟ من وين لوين أنزل الشرقية !! كيف عقلك مقتنع بانه فيه شـ
قاطعه ريّان : كلامك مابيقدّم ولا بيأخر
بو ريّان : ريان إلى هنا كافي لاتهين الرجّال في بيتي
سلطان : مايهين غير ربي يابو ريّان
دخل مشعلْ وعيناه تنبأ بجهنم تشّع منها
ألتفتوا جميعا لحضُوره
مشعل بعصبية : مابينا وبينكم قُربْ ولا لنا رغبة في ناقصات التربية
ريّان وقف بغضب : وش تقول أنت ؟
مشعل : أختك ماأتشرف فيها والحمدلله أني عرفت حقيقتها قبل لانملكْ . . ياحسافة إسم العايلة بس . . وألتفت على سلطان هو نفس الذي بالصُورة . . . مدخلينه مجلسكم بعدْ والله الشنب على وجيهكم عااار
سلطان بنبرة حادة :حكيك قبل لايوجه لي أدرسه زين وأعرف مين أنا
مشعل : روح لها وأنبسط بجسدها يا******
هجم عليه ريّان وبدأأوا بعراك وسط شتائِم من قبل الطرفين ولكن بو ريّان فرقّهم وخرج مشعل وآثار الضرب على وجهه واضِحة
ريّان ألتفت على سلطان وكأنه يريد أن يُكمل عليه ولكن يعلم من هو سلطان لذلك ليس بسهولة أن يتهجم عليه
ريّان : أطلع برا مانتشرف فيك ولانتشرف بإسمك دُون أخلاق
بو ريّان بعصبية والضغط يرتفع عنده : ومن أنت عشان تطرد من تبي ؟ . . ريان أقصر الشر وفارق لاتذبحنِي
ريان بجنُون وأتاه طيف رفض الجُوهرة للجميع : أنت وش مسوي معها ؟ وعدتها بالزواج يالخسيس
سلطان فعلاً مصدُوم : من وين جايب هالحكي !!
ريّان وكل شياطينه خرجت : قل لي وش مسوي معها وأنا أقول تركي ووش شايف عليها
بو ريّان بغضب : ريّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـان خلاص لاقسم بالله لاأجيب آخرتك الحين
سلطان بهدُوء : تبيني أحلف لك ؟
ريّان يلتفت لوالده : شف بنتك وش علتها !! كل اللي يخطبونها يجلسون فترة ويفصخون هالخطبة !! شوفه قدامك تستقبله وهو سبب اللي في بنتك . . وخرج
سلطان لايعلم بماذا يتصرفْ ولكن الإتهامات التي تُطيله تجعله مصعُوق وبطبيعة شخصيته لايقبل أنه يُتهم هكذا بطلانًا !
بو ريان يشرب من الماء مايكفِي ليُهدأ نبضه : المعذرة منك يابو بدر والله ماكان ودِي أستقبلك بهالصورة
سلطان في داخله يشتم اللحظة التي أتى فيها الشرقية وقبل فيها دعوة بو ريّان ورأى الجُوهرة : الوجه من الوجه أبيض يابو ريان وريّان معصب ومقدّر ردة فعله
بو ريان تنهّد وهو يردد " حسبي الله ونعم الوكيل "
سلطان دُون تفكير وهو يعلم أنه سيندمْ : يابو ريّان إن كان ماعندِك مانِعْ نبي القربْ
بو ريان بمعنى آخر " تنّح "
سلطان بتوتّر لم يشعر به من قبل سوَى بإنتظاراته في عمله ولكن بحياته الشخصية هذه المرة الأولى
بو ريّان : إن كان عشان ريّان لاوالله منت لها
سلطان : تعوّذ من الشيطان , أنت تعرفني محد يقدر يضغط علي ولا يجبرني أنا وين بلقى أحسن من بناتك
بو ريّان في قرارة نفسه يؤمن بأنه لن يجد أفضل من سلطان , في منصبه المُهمْ الذي يفوق حتى منصب بو سعُود ولكن عُمره أصغر كثيرًا ,و عمله الذي منعه من الزواج الآن يأتي ويطلب الزواج من إحدى بناته . . صدمة يجب أن يستوعبها سريعًا "


,

في الصباحْ المُزعج بالرياضَ . . !

هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه أحس بيوقف قلبي من الضحك
نجلاء بنظرة حقد : بالله ؟ الشرهة علي جالسة معكم
ريم : يختي صدمتيني
نجلاء : يالله هو سؤال ! إيه أو لأ
هيفاء : لأ
نجلاء : والله ؟
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله لو يحب غيرك كان عرفت بمصادرِي تطمني
نجلاء : لاجاء يوم ومتّ أعرفِيْ أنه من أخوك
من خلفهم : أفآ آفآ وش مسوي هالأخو ؟
ألتفتوا جميعهم لمنصُور
هيفاء : مايمدِي قلت ماشاء الله أخوي رومانسي فجأة تخانقتوا
منصُور : أجل موصلة لكم شيء شين عنيْ
نجلاء تكتفت : لآتطمّن ماأقولهم عن شيء
منصُور رفع حاجبه على نبرة صوتها
ريم : ههههههههههههههههههههههههههههههههه ليه ماخليتها تروح العرس أمس أنتظرناها أنا وأمِي نحسبها بتجيْ
منصُور جلس بجانب نجلاء : قلت لها تروح هي اللي عيّت
نجلاء ألتفتت عليه وفتحت عيناها على الآخر : أنا قلت كِذا ؟
منصور : إيه قلت لك روحي قلتي خلاص بطلت ماأبغى بعد أنكرِيْ
نجلاء بقهر وهي تقلد نبرة صوته بسخرية : لآدام أنت قلت لهم أجل أسمعُوا وأنتم أحكموا . . يعني كاشخة ومبسوطة في شكلي يجي يقولي غيري هالمصخرة اللي لابستها واحسك رقاصة ورايحة تهزّين
ريم وهيفاء ضحكاتهم وصلت للاعلى
منصُور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ريم : لاأجل الحق معك . . ماتوقعتك تعلق على اللبس منصور ؟
منصور : لبسها مُغري يعني لو أنا بنت قلبت رجّال عشانها
ساد الصمتْ بعد تعليقه
هيفاء قطعته بضحكة صاخبة طويلة
نجلاء أنحرجت وكُل خلية في وجهها صابتها الحُمرَة ,
منصُور همس بإذنها : عشان لازعلتِي يكُون لك حق بالزعل
نجلاء وقفت وتجاهلت وجود ريم وهيفاء : هذا كلام تقوله لي ؟
منصور أبتسم بإستفزاز : مفروض تفرحين مدحة ذي
نجلاء : تسمي هالتفاهة اللي تقولها مدحة . . وصعدت للأعلى وعبرتها تخنقها
ريم بجدية : من جدك منصور ؟
منصور تجاهل كلمات ريم وخرَجْ



,
وصلُوا الرياضْ بطائِرة خاصة !
عبدالعزيز الذي رفض أوامر الدكتُور الذي أخبرهم بأن خروجه في مثل هذا الوقت مبكّرْ . . !
في هذا البيت الذي يُضايقه بكلْ شيء !! مستلقي على السرير وأنظاره للسقفْ ,
تهجم خيالاتهُمْ كَهجُوم أعداء بو سعُود وعمله المُزعج ودخُوله هذا السلك الذي سلب منه كُل شيء وهو أصلاً لم يكُن لديه شيء يُسلب ! خاف أن يتمنى الموت ويُعاقبه الله فتمتم : ربي أنت تعلم بحالي فأشرح صدرِيْ
أغمض عينيه ويشعر بقبلاتها . . أستمتع كيف لايستمتع ؟ ووالدته هي من تُقبله

والدته أبتسمت : يكفي نوم
عبدالعزيز وهو مغمض عيناه ويبتسم : وش هالصباح الجميل اللي يبدأ مع صُوتك
والدته وهي تقبّل عيناه المُغمضه : قوم يالله بيأذن الظهرْ
عبدالعزيز فتح عينيه وقبّل جبينها : الله لايحرمنِي منك

فتح عيناه ليرَى بو سعُود أمامه . .
بو سعود : توقعتك نايم وتحلم !
عبدالعزيز يشرب من كأس الماء ويردف : كنت أفكّر
بو سعُود : الثلاثاء بيكون موعد مُقابلتك مع بو بدرْ طبعا أجلها لأنه بالشرقية الحين
عبدالعزيز هز رأسه بالموافقة
بو سعُود : أنا رايح للشغل ويمكن ماأرجع اليُومْ ولا مقرن . . فأنتبه لنفسكْ ووصيت الشغالة تطل عليك كُل فترة عشان ماتتعب وتقُومْ من سريركْ
عبدالعزيز : طيّبْ
بو سعود أنحنى له وقبّل رأس عبدالعزيز رغم محاولاتها بالإبتعاد وأردفها بإبتسامة : الله لايورينا فيك مكرُوه . . وخرج
عبدالعزيز بدأ نبضه بالإضطراب مع قُبلة بو سعود التي فاجئته

,


عبير لم تدخل غرفتها من وصلتْ ونامت في الصالة من تعبها. . فتحت باب غُرفتها وشعرت بشيء أمامها , رفعت عينها وتصلبت عيناها ولم ترمش أهدابها !
لوحة كبيرة بالنسبة لعبير ولكنها متوسطة الحجم بالحقيقة مُعلقة في منتصف جدارها الذي أمام سريرها . . هذه الأنثى التي بالرسمة هي !!! كيف رسمها ؟ من أين أتى بصورة لها كيّ يُرسمها ويتقن في رسم تفاصيلها . . توقف عقلها عن التفكيرْ !
أقتربت بخطوات مُرتبكة للوحة لترى إن كان ترك لها شيئًا . . أنتبهت للخط الصغير الذي بطرف اللوحة ويبدُو كتب هذه الكلمات بالقلم الحبر الاسود ( روحِي إليك بكلّها فقد أجمعت لو أنك فيك هلاكها ماأقلعت )
بإرادتها هي تبتسمْ . . ألتفتت لتلك الزاوية ورأت وروده بدأت تمُوت . . دخلت الخادِمة لتضع حقيبتها
عبير وهي تمثّل الغضب : مين جاب هذي ؟
الخادِمَة : هادا أنا يصحى يلقى في حديقة برا
عبير تنهّدتْ : طيب . . فتحت جوالها تفتقد رسائِله . . فكّرت أن تتصل به هل من الممكن أن يُصيب حظها ويردّ
مرت الدقائِق ولا مُجيب ولكن هذه المرة جواله مفتُوح وليس مُغلقْ . . أغلقته وهي تتذمر من هذا الوضع . . تُريد ان تعرفْ من ؟ عرفت شيئَا واحدًا عنه وهو أنه رسّامْ !


,


تلعب بالشطرنج لوحدها تُبدل بهمْ كما تشاء دُون أي قوانين كما تُحبْ هي أن تسير دُون أي حدود وقوانين وتفكيرها محصُور بآخر حديث دار بينها وبين عبدالعزيز !
رمت الطاولة بما فيها وهي غاضبة من كُل شيء . . فتحت إيميلها وشاهدت الإنذارات من الجامعة أغلقته دُون أن تتكلف وتفتحها !
تسير ذهابًا وإيابًا في غرفتها والضيق يخنقها بحبلٌ شديد ,
لن تبكِي هذا ماتُردده في داخلها . . لن تبكي لأجل كلماته ! لن تؤثر بي بالأساس كلماته ! من هو حتى يؤثر بي ! أخطأ والدِي وسيصحح خطأه ويُذهبْ بِه إلى باريس أو جهنم لايهُمْ !


,


أنا كَ سُلعة رخيصة يشترِيني أحدهُم ثم يرمينيْ بفتُور ويأخذنِي آخر ويرميني دُون أن يؤخذ برأيي . . أنا سيئة جدًا لم أدافع عن نفسِي . . سلب منِي كُل شيء ! سلب طُهرِي وشرفِيْ . . سلب إبتسامتِي سلب فرحتِي , سلب حياتِي ! والآن يُثير شكوكُم حولِي ! مريضَ يردد على مسامعها بكلمات العشق والغزل ويضرّها بكُل فرصة تأتيه
ريّان : ماني موافق
بو ريّان : لاماهو بكيفكْ
واقفة أمامهم لاتعلم أي كلمة تلفظْ
تُركي بنبرة هادئة : زين الله ستر عليك مافاح خبرك عند العالم والناس
ريّانْ وتقُوم شياطينه مرة أخرى : كملت بعد !!
بو ريان : تركي وريان أطلعوا برا
تبللت بدمُوعها وكلمات تُركي تطعن بها
ريّان وقف : كان يايبه خرّفت , زوجها له

بو ريان : لآتخليني أتبرأ منك يا . . أعوذ بالله من الشيطان والرجيم أنت وش فيك ماعاد فيك عقل !
الجُوهرة تُريد أن تعيد لنفسها بعض من كبريائها كَ أُنثى : هذي مهي أفعالي وأنت أدرى بأختك
ريان : يعني أصدق كلامك وأكذّب عيوني
بو ريّان بهدوء : ريّحي هالخبل وقولي له ليه طلعتي بهالمنظر
تُركي بلع ريقه والخوف يأكل جسده
الجُوهرة بصمتْ
ريان : ماعندها جواب لأنها
قاطعته ببكاء وهي تضع كفوفها على أُذنيها لاتُريد الإستماع لطعنهم في عفتها : خفت
ريان بعصبية : من إيش ماكان في البيت أحد !!
الجُوهرة : أحسب فيه حرامي ماأدري ركضت وماعرفت وين أنا رايحة
تُركي أرتاح : خلاص ياريان لاتزيدها على أختك بعد
بو ريان : وافقي عشان خاطر أبوك
تُركي : بيتزوجها عشان شكوك ريّان كيف بيثق فيها ؟ كلها كم يوم ويطلقها لاعرف بصدق شكوكه
بو ريان بغضب : ماأسمح لك تشكك بعرضِيْ ولو كنت أخوي
تُركي وهو خارِج من الصالة : كلام الحق يزعلكُم
بو ريان تنهد وأردف بهدُوء : هو أكثر إنسان أثق فيه وأنا بلغته بالموافقة يالجُوهرة أنتِي بنتي وأبي لك الخير وخيرة أنك رفضتِيهم وخيرة أنه مشعل هوّن عن هالزواج عشان ربي يرزقك باللي أحسن منهم كلهم وهو بو بدر
ريّان بسخرية : خله يربيها كبر بناته
بو ريّان : على فكرة ماتعدّى الأربعين وشيبه ماطلع الا من بيض أفعاله
ريّانْ ومازال بُسخريته : واضحه بيض الفعايل
بو ريان : ماعليك منه كان بيذبحني قبل يومي , فرحيني هالمرة
الجُوهرة رفعت أنظارها وأهدابها المبللة ترمشْ بالدمُوع . .
بو ريان : أفهم أنك موافقة
الجُوهرة أنهارت وسقطت على ركبتيها بضعفْ وإنكسار
بو ريان بخوف جلس بجانبها : بسم الله عليكْ
ريان عقد حواجبه مُتعجب من حالها !
الجُوهرة وتُغطي وجهها بصدر والِدها
بو ريان : ياعيني إذا ماتبينه خلاص بس لاتبكين كذا وتخوفيني
ريّان بحدة وهو يغيّر رأيه : لآبتتزوجه . . ليه تبكين أكيد فيه سبب يخليك تبكين ؟ قولي وشو ؟
بو ريان : ماهو وقتك
الجُوهرة بإختناق حتى تُسكِتْ ريّان وهي لاتعلم من هو سلطان ولا بو بدر : موافقه
ريّان : مرة ترفضين ومرة توافقين أنتي وش فيك أكيد فيك شيء واضحة !!


,
في القاعة العتيقة والأنوار الخافتة
بصمت يتأمل صور الذي تم إعتقالهُمْ . . *
متعبْ بقهر : رشُو مدير سجون ****** وطلع عمّار وإحنا نايميينْ بدُون أي مراقبة
بو سعُود : ماتخيلت أنه مدير السجُون ضميره ميّت لهالدرجة هذا هو إفراجه عنه سبب لنا مشاكل إحنا بغنى عنها
أحمد : كان مفروض عبدالعزيز يبلغنا بإسمه الكامل مو ننصدم ونضيع قدام بو بدر
بو سعُود : لاتحمل عبدالعزيز الخطأ
متعبْ : مايهم الحين ! عبدالعزيز إلى الآن بيروح لهُمْ
بو سعُودْ : بس يتحسن راح يرُوحْ لهُمْ
أحمد : على فِكرة 80 بالمية هم يدرون بجاسوسية عبدالعزِيزْ وإن كانوا أغبياء فما راح يدرُون
مقرن يدخل وبين يديه ملفاتْ . . وضعها أمامهم على الطاولة : أستجوبت ثلاثة إلى الآن أُرهقت صراحة يبدُو صدق مايدرون عن هالموضوع
متعب : ضحكوا عليهم وصدقُوا ضعاف النفوس
بو سعود : صح ذكرتني فتحت لي تحقيق باللي صار بلندن وباريس ؟
متعب : اللي بلندن مافيه أي دليلْ لكنْ اللي بباريس هُم من طرفهُم
بو سعود : اجل واضحة دروا بعبدالعزيزْ
أحمد : هذا اللي قلته لك
بو سعُود وهو يفكّر : بنعطِي عبدالعزيز هوية جديدة بإسم جديد ويرُوح لـِ رائِد الجُوهي *عائلة خيالية*
مقرن بمعارضة شديدة : لألأ مستحيل عبدالعزيز مايعرف بهالأمور على طول نوديه لأكبر داهية
أحمد : بالعكسْ هو راسهم المُدبّر وبكذا نختصر وقت كثير
متعبْ : لكن خطر عليه ؟ يعني لازم يفهم هالاشياء ويكون على بيّنة وساعتها يايوافق يايرفض
بو سعُود : بيوافق لاتشك بهالشيء لكن إنضمام عبدالعزيز لمجمُوعة رائد الجُوهِي بتكون مكسب كبير
مقرن : يابو سعود مايجوز هالكلام هو مايعرف بهالأشياء ماراح ينجح صدقني بيكشفونه بسهولة وساعتها بتصلي عليه
أحمد : ينظم لنا هِنا وأنا بنفسي أشرف على تدريبه ومايروح للجُوهي إلا وهو متمرس بهالموضوعْ
بو سعود : إيه شهرين تكفيه وهو ذكي ماشاء الله بسهولة بيتعلم مايبيلها
مقرن : إحنا جلسنا سنين نتعلم فيه تبي تعلمه بشهرين !!
أحمد : يامقرن صل على النبِيْ صدقنِي مع التدريب بيتمرس هالموضوع وأكيد سلطان الله يرحمه معلمه هالأمور دام قدر يخدع جماعة عمّار أكيد قادِر وعارف بهالشيء
مقرن : اللهم صلي وسلم عليه . . بس حالته النفسية ماتستدعِي نزيدها عليه بهالسرعة
بو سعود : ريّح بالك أنا بعرف كيف أفهمه وبكامِل إرادته بيوافق
متعبْ وقف ويأخذ بعض الأوراق : بلغته أنه بو بدر بيقابله الثلاثاء
بو سعُود : إيه
أحمد : مبسوط منه كثير وكويّس أننا وريناه التسجيلات اللي سجلها عبدالعزيز لهُمْ
بو سعُود : مايحتاج بيض الله وجهه بو سلطان ماقصّر وإن شاء الله ماراح يخيّب الظنْ لا راح للجُوهي


,


تُحرك مِلعقتها بفتُور دُون أن تأكُل شيئًا
منصُور : كيف نرضيك يابنت مساعد ؟
نجلاء رفعت عينيها : ماأبيك تراضيني
منصُور أبتسم : طيبْ وش تبين ؟
نجلاء : ماله داعي تبتسم قلت شيء يستدعِي أنك تبتسم
منصور ويبتسم إبتسامة عريضة حتى بانت أسنانه : كلامِك لو سبْ يخليني أبتسم
نجلاء : ماراح تضحك علي بهالكلمتين
منصُور : لآ ريم عرفت تعطيك درُوس
نجلاء : لآتطمّن ماكلمتهم من الصباح وبعدين وش قصدك أنا مالي شخصية عشان أحد يعطيني درُوس !!
منصور : وأنا قلت كِذا شفتي كيف تحوّرين بكلامي
نجلاء : منصور لاتجننيْ
منصُور : يارب أرحمني
نجلاء ولقتها حجة : اجل ليه ماتبينا نجيب عيال ؟
منصور بحدة : دخلنا بموضوع ثاني الحين
نجلاء : لو قلت لك أني حامل وش بتسوي ؟
منصُور كي يُخوفها : أذبحك
نجلاء وقفت بغضب : ليه إن شاء الله ؟ مالي حق ولا وشو ؟
منصُور : الوقت ماهو مناسب
نجلاء : ومتى يجي الوقت المناسب ؟
منصُور : أكيد أنه بيجي
نجلاء تبللت أهدابها بدمُوعها : بس أنا أبِيْ فيه بنات تزوجوا بعدي والحين حملُوا
منصُور : وإحنا وش دخلنا فيهم !!
نجلاء : لأنك ماتسمع الحكي اللي ينقال !! يقولون أكيد فيها شيء أكيد مايبيها عشانها مسوية شيء وأسئلتهم متى ومتى ومتى ! انت ماتحس أصلا فيني عشان تحس بالناس
منصُور : الحين ليه تبكين ؟
نجلاء : لأني منقهرة كل شيء متوفّر لنا ليه نأخر ؟
منصُور تنهّد وبنبرة حادة كي لاتُكمل نقاشها : وأنا ماأبي أطفال ولاتفتحين هالموضوع مرة ثانية
نجلاء ضربت بقدمها على الأرض وأردفت : أقنعني بسبب واحِد ولآ مالي جلسة عندك
منصُور بسخرية : تهدديني ؟
نجلاء أبعدت أنظارها عنه
منصُور وقف وهو يمسكها من زندها ويحفر أصابعها بِه : ومن متى تعلين صوتك وتهددين يانجلا ؟
نجلاء بتألم : أترك إيدي
منصُور يصرخ في وجهها : كلامك هذا ماابي أسمعه مرة ثانية . .


,

عبدالعزيزْ تحامل على وجعه ووقفْ . . توجه للصالة شاهد الأسلحة المرمية على الكنبة , تجاهلها وخرج يشم هواء نقِي . . جلس على الكرسِيْ الموجود بالحديقة وأمامه حمام السباحة أتته الأفكار تباعًا ,
والده , هديل , غادة , والدته , باريس , حتى أثير , وأخيرا رتيلْ
أبتسم على ذكرى " تفشيله " لها . . . يعلم كيف يروّضها ! بدأ بمقارنات بينها وبين أثير وهو يبتسم على سخرية تفكيره
أثير جميلة وجميلة جدًا ولايُضاهيها أحد بالجمال , رتيل نوعا ما مقبولة . . لاجميلة ليه أكذب على نفسي بس يمكن ألفاظها تخليني اشوفها عادية بس بالنهاية هي تعتبر في مصاف الجميلات وعيناها لحد كبير هي تُشبه والدها
أثير خجولة الأحرف منها لاتخرج إلا بإحراج كبير وتُرسل له كلمات الغزل لكن لاتتجرأ ان تقولها
رتيل *ضحك بصوت خافت* لأوجه للمقارنة أبدًا , ألفاظها شنيعة أسلوبها إستحقاري للجميع . . . هي ذات شخصية سيئة
أثير لاتُحب الخروج من منزلها إلا للحاجة , رتيل للحاجه ولغير الحاجة تحب التدوّج !
أتاه طيف عبير ماتشبه أختها أبد . . تشبه لحد كبير أثير بخجلها !
متمردة رتيل حتى على والدها . . . . . في خاطره يلفّ ذراعها ويكسره على كل كلمة تقولها بحقه !
شعر بخطوات آتِية . . . مشى بهدُوء لبيته وهو يتعرج بمشيته وهو يفتح الباب ليستمِعْ للحديث جيدًا

عبير بصوت خافت : رتيل أحكي مع جدار
رتيل : طيب أسمعك
عبير : بقولك موضوع وكِذا وبآخذ رايك فيه
رتيل وقفت : إللي هو
عبير : يعني أنتِي تدرين عن اللي صـــ . . .


.
.

أنتهى

مافيه قفلة حماسية هالمرة كثير :$ لكن الجاي بيكُون أفضل وأفضل بس هالفترة إختباراتي لذلك أسمحُوا لي إن قصّرت :$
إن شاء الله لنا بارتات قصيرة بيومْ بعد الأحد حتى نعوّض هالقصور :$
سعيدة بتواجِدكم جميعا وزدتُوني شرفْ واللي بالتقييم جدا ممتنة لكُمْ ولكل المُتابعين أشكركم فردًا فردًا دعمكم حتى بالمتابعة أعتبره ثمين بالنسبة لي :$



بحفظ الرحمنْ ولاتنسوِني من دعواتكم





JAN 06-14-2020 12:36 AM


البـــــــــــــ11ـــــــــــارت

أحبني ... بكل ما لدي من صدق ، ومن طفوله ... وكل ما أحمل للإنسان من مشاعر جميله ... أحبني غزالة هاربة من سلطة القبيله !
أحبني لذاتي ... وليس للكحل الذي يمطر في العينين ... وليس للورد الذي يلون الخدين ... وليس للشمع الذي يذوب من أصابع اليدين
* نزار قباني

عبير بصوت خافت : رتيل أحكي مع جدار
رتيل : طيب أسمعك
عبير : بقولك موضوع وكِذا وبآخذ رايك فيه
رتيل وقفت : إللي هو
عبير : يعني أنتِي تدرين عن اللي صار مع أهل عبدالعزيز
رتيل : إيه
عبير أخذت نفس عميق : سمعت أبوي يقول شيء مافهمته بس متعلق بعبدالعزيز
رتيل : المهم وشو ؟
عبير : حادث أهله ماكان حادث كِذا
رتيل : يعني !
عبير : مخطط له يعني موتهُم مخطط له
رتيل شهقت : أذبحوا أهله !!
عبير : إيه هذا اللي فهمته
رتيل : لاماأستوعب أنا كِذا وش قال أبوي بالضبط ؟
عبير : أبو عبدالعزيز هددوه قبل وفاته بشهر أنه يجي الرياض ويعطيهُم بيانات مدري أوراق مافهمت وش بالضبط . . *تذكرت شيء* وأردفت لا لا صح كان فيديوهات تختص فيهم أو فيه ماأدري بالضبط
" نسوُا تماما أنهم يحكُون بهالموضوع أمام منزل عبدالعزيز وأندمجُوا بالحديث "
رتيل : يعني ذبحوه يالله وش ذولي ! خلصُوا على العايلة كلها
عبير بحزن : الله يرحمهم يارب , هذا اللي فهمته بعدين ربطته بتصرف أبوي لما جابه من الرياض قلت أكيد عشان خايف عليه من اللي ذبحُوا أبوه وكل اهله
رتيل : مستحيل أبوي لمجرد الشفقة يجيبه
عبير بحدة : وش شفقته يالله يارتيل أنتقي ألفاظك يعني لو تقولينها قدام أحد بيقول هذي ماعندها قلب
رتيل : كلتيني طيب . . رحمه . . زعل عليه . . تضايق عشانه إختاري عاد اللفظ المُناسب

تسحب لأقرب كنبة وأرتمى عليها وعيناه تحمّر شيئًا فشيئًا

على طاولة الطعامْ – صباح الحادِثْ –
سرحان وفي عالم آخر . . الأموات ينبأون بيومهُمْ بتصرفاتهمْ – سبحان الله –
أم عبدالعزيز : هالهدُوء يوتّرنِيْ
غادة : صادقة أمي يعني دارية بتفقدوني *سبقتها بسخريه* بس لاتحولونها لنكد
عبدالعزيز : أكيد اليوم أسعد يوم أصلا
غادة وكانت بجانبه , قبّلت خده : أحس قلبي من الحين قام يرقصْ الله يصبرّني لين الليل
هديل : أنا والله عادي أحس الحين بنام بغرفتي براحة وبفتّك منك يوه صدق ماراح أفقدك
غادة : هههههههههههههههههههههههههه ياجاحدة
أبو عبدالعزيز : عبدالعزيز ماراح تجي معنا ؟
عبدالعزيز : رفضوا يعطوني إجازة بس تغيب الشمس بكُون عندكم
والده أردفه بإبتسامة كانت غريبة نوعًا ما عن المعتادة
قام الجميع يتجهّز ليذهبْ ماعاد والده وهو
عبدالعزيز : كل هذا عشان غادة بغار منها الحين
أبو عبدالعزيز : هههههههههههههههه تغار من إختك هذا وأنت الكبير
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههه إيه طبعًا أغار لازواج زوجتوني ولا شيء
أبو عبدالعزيز ويرى زوجته : شوفي جحد فينا
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه أجحد بالدنيا كلها ولا أجحد فيكم
هديل من خلفهم : أخص أخص وش هالكلام الغزلي الصريح
عبدالعزيز : لو سمحتي لاتتكلمين معاي بحاول أسرق الجو من غادة
هديل : غادة تبكي أصلا ماهي يمّك لحول تتزوج تبكي تموت تبكي تعيش تبكي كل شيء تبكي أعوذ بالله من البكاء
عبدالعزيز وقف وهو يضربها على بطنها : بطلي حلطمة
هديل ركبت فوق الكنبة ونطت عليه حتى تصل لمستواه وضربته على رأسه
عبدالعزيز : أبتلينا في هالأقزام أنا بأصبع واحد أشيلك وأنتي يبيلك سلّم عشان توصلين لي
هديل : هههههههههههههههههههههههههههه والله أنا طولي زين بس أنت كأنك نخلة
عبدالعزيز وشالها وقلبها ليصبح رأسها على ظهره وتنتشر ضحكاتها

فتح عينيه يتأمل السقف الذي تحوّل من اللون السُكرِي إلى السواد . . . كُل من حوله يخنقه ويزيد همّه همّ . . ليته لم يسمع حديث عبير ليته لايعلم عن شيء !! زادُوا النيران في قلبه ولم يفكرُون أن يطفأوا جزء منها فقط جزء يخفف من ألمه
شيء واحِد يتمناه في هذه اللحظة يرتمي لصدرٍ حانِي غريب لايعرفه ويجهش بالبكاء كَطفلٍ ويعُود بعدها للحياة بإبتسامة !
ياسخرية أقداره وهو يتمنى أمنية كهذه !!!

,
ليلٌ أجوائه مضطربة – الرياض –

في مكتبه قد أظلم المبنى بأكمله ! في ساعة متأخرة من الليل
الندمْ يقتلع قلبه دُون رحمه , كيف يطلب منها الزواج !! شتم تسرعّه ولعنْ تلك اللحظة وأستعاذ منها عندما تذكّر " لاتسبوا الدهر فأن الله هو الدهر " !
وفي داخله يردد " ورطت نفسي " شغله هذه الفترة لايسمح له بزواج وإنشغالات ومسؤوليات وإلخ يوقن بنفسه ويثق بأنه لن يعدل بين شغله وبينها وسوف يميل لشغله وهذا ماهو متأكد منه !
ينظر للأوراق المرمية أمامه دُون أن يُفكر بها كل فكره محصور بالمصيبة التي وقع فيها بزواجه من فتاة يجهلها تمًاما لايعرف سوى عائلتها وتشكيك ريّان لها ! ولكن ريّان مريضٌ بالشك من زواجه الاول وهذا ماأعلمه تماما ولكن إن كان صادِقًا ؟ هل من المعقول أن تكُون لها علاقات مُحرمة ؟ لكن هي حافظة القرآن حسب مافهمت هذا يعني متديّنة ! ظهورها أمامه بذاك المنظر يُوحي بشيء داخل بيتهم . . لكن كان فارغ البيت عندما وصَل وهذا ماأبلغه اياه أبو ريّان *
رفع عينيه للباب الذي ينفتِحْ وسط إضائته الخافِتة , أبتسم : زي الحرامية تدخل
بو سعُود : ههههههههههههههههههه توقعت الكل طالِع بس يوم شفت نور مكتبك مفتوح أستغربت . . . جلس أمامه ونظر إلى الأوراق . . .
سلطان بإرهاق : شكلي ماراح أخلص اليُوم
بو سعُود يسحب إحدى الملفات من مكتبه ويرى صورة عمّار حمُود عليها وتذكّر شيء كان قد أجلّه : بنودي عبدالعزيز للجُوهي
سلطان رفع عينه وكأنه صُعق
بو سعود : بندرّبه هِنا فترة وبعدها يروح له
سلطان : مُستحيل ماينفع لها أبدًا
بو سعود : تثق فيني ؟
سلطان : أكيد
بو سعود : أجل تبشّر باللي تبيه
سلطان : بو سعود الله يطوّلنا بعمرك صعبة غير كذا فيه ربط بينهم وبين جماعة عمّار ! واللي الحين مليون بالمية مشكوك بأمر عبدالعزيز !!!
بو سعود : أولا الجُوهي ماله علاقة بجماعة عمّار وعمّار له علاقة مع اللي تحت الجُوهي واللي مسوين كل هذا لعيونه يعني مستحيل بيكون عارف بموضوع عبدالعزيز وكم تغيير بشكل عبدالعزيز وبيضبط الوضع أنا واثق في عبدالعزيز ومتفائل بدل مانقطع 1000 خطوة نقطعها بِ 100 خطوة لرائد الجُوهي
سلطان : هو تعافى ؟
بو سعود : الحمدلله كلها أسبوع وبيكون مثل الحصان
سلطان أسند ظهره للكرسي وبعد ثواني صمتْ : خله يتدرب معي
بو سعود ضحك وأردف : وش صاير في هالدنيا
سلطان أبتسم : بتطمّن وبس
بو سعود : خلاص أبشر بنفسك درّبه محد بيقولك لأ . . وقف . . . لايجيك الديسك من هالجلسة وأترك هالشغل لبكرا
سلطان وقف : أُستنزفت كل طاقاتي اليوم . . . رأى الساعة بيده وهي قاربتْ لِ الثانية والنصف فجرًا . . .


,
في شوارِع ميُونخْ الهادئِة هذا الصبَاحْ ,

رؤى : يمه تكفين ماأبي أروح خلنا نتمشى نشم هوا
والدتها : ليه ماتبين تروحين ؟ لاروحي وأرتاحي هناك
رؤى : أنا ماأرتاح هناك تكفين يمه
والدتها : لأ يارؤى أنتِ ترتاحين وبعدين إحنا بنص الطريق في علاجك لاتتركينه كِذا خليك قوية وأستحملي كلها فترة قصير وبينتهي كل هذا
رؤى بحلطمة : يعني كل يوم كل يوم خلاص على الأقل يوم في الأسبوع
والدتها : مدري من وين جايبة هالحلطمة
رؤى : طبعا ماهو عليك هههههههههههههه
والدتها : إيه دارية لأن برود الكُون كله فيني
رؤى : إيه يمكن على أبوي
والدتها : خلاص خلنا نروح للطريق الثاني بدت تمطر
رؤى تغيرت ملامحها للبؤس من تغيير والدتها للموضوع !
دخلُوا العيادة وودت والدتها وصعدت الدرجات وهي تعدّها في داخلها . . لاتعلم بماذا أرتطمت حتى سقطت لأسفل الدرجْ !!
دقائِق والسكون يتلّف حولها . . . ,

في وسطْ مكان تجهله تمامًا يبدُو في أوربَا شبيه بميونخ لألأ هذه الوجوه الإيطالية . . أو رُبمَا !!
ضحكات تُحيط بها لاتعلم عن أصحابها شيئًا . . وجُوه جديدة لم ترها من قبل ,
بصوت أنثوِي باكِي " زعلانة ماكنت أبغى يصير كِذا "
صوت رجُولِي مختنق " ألفظوا الشهادة ألفظوهاااااااا "
والصوت الأنوثي السابق يخترق عقلها بضحكة صاخبه أردفتها ببكاء مُرتفع !!!!
يحتضنها من الخلف وبهمس عاشق : ماوحشتك ؟ ألتفتت تُريد أن ترى ملامحه ولكنْ أختنقت بصدره وبكتْ
قال لها : دمُوعك ماأبي أشوفها وش نقُول لعيالنا بُكرا أمهم تبكي بسرعة ؟
ضحكت فأفاقت !

وليد وهو يُطهّر جرح جبينها !
رؤى : وليد ؟؟
وليد وهو لايفصل عنها شيئًا : هِنا
رؤى : قصدي دكتور وليد
وليد : كيف طحتي ؟
رؤى تعقد حواجبها وتحاول التذكّر : زلقت أو يمكن ماحسبت درجة وطحت
وليد يبتعد بعد ماأنتهى من تطهير جرحها : الحمدلله على كل حال كنت أحسبك ماراح تجين ويوم نزلت أنصدمت باللي شفته
رؤى بعفوية : وش شفت ؟
وليد أبتسم : لألأ تطمني ماشفت شي ماتبيني أشوفه
رؤى تنهّدت وهي تلمس السرير الذي هي عليه : مين جابني هنا ؟
وليد رفع حاجبه : تحقيق يارؤى
رؤى بخجل : لأ بس كذا أسأل
وليد يمد لها كأس العصير : أشربي وأخذي لك نفس عميق وأسترخي ماأبيك ترهقين نفسك بالتفكير بهالدقايق
رؤى تشرب من العصير وتفعل مثل ماطلب منها دُون أي معارضة منها
وليد فتح شبابيك مكتبه وصوت المطر وهو يستقر على الطريق يبعث الهدُوء والفرحْ . . *
رؤىَ : تحسنت اليُوم ؟
وليد : إيه الحمدلله بس للحين بلاعيمي تعوّرني
رؤى : ماتشوف شر
وليد : الشر مايجيك . . إيه من وين تبينا نحكي ؟
رؤى هزت كتُوفها بَ لآ أعرف
ولِيد أمسك اوراقه : خلاص كلها كم يوم وتتخرجينْ ؟ مافكرتي بَ وش ودك تكملين ؟
رؤى بعد ثواني صمت : لأ أصلا ميولي ماهي إدارة أعمال دخلتها كذا لأن
ولِيد بصمت يترقّب
رؤى وهي تتذكر شيء مهم : لأن قبل الحادث كنت في إدارة أعمال
وليد : أمك اللي قالت لك
رؤى : إيه بس الجامعة مهي جامعتي هذا اللي لاحظته من أسئلة الدكتور لي أول ماجيت
وليد : يعني ماكنتي في ميونخ ؟
رؤى : إييه بس ماأفكر بالمستقبل كثير
وليد : زواج . . اطفال . . وظيفة ؟ ولا شيء من هذا تفكرين فيه
رؤى : لأ طبعا أفكر , بس زواج أكيد مستحيل
وليد يقاطعها : وليه *يقلد صوتها* أكيد مستحيل ؟
رؤى أبتسمت : لما تفقد سمعك ممكن بعيونك أحد يفهمك وبصوت تقدر توصّله ولما تفقد صوتك ممكن بسمعك تفهم وش اللي يبونه وبإيدك تكتب اللي تبيه لكن لما تفقد بصرك محد بيفهم كلامك ولاأنت بتفهم كلام الطرف الثاني لأنه ببساطة تعابير الوجه هي اللي تبيّن لي نفسية الشخص !
أكملت : محد بيصبر معاي ! أشياء محدودة أعرفها ! محد بيطوّل باله عليّ لاكنت زيّي زي الطاولة مجرد كماليَات لحياته مالي أي فايدة لاأطبخ لاأغسل لاأكوي لا ولا ولا كثيرة ! أنا ماأحب أكون عالة على أحد ولاأبي أكون مصدر شفقة لأحد , أبي اكون زي ماأنا
وليد : كذا تنظرين لشريك حياتك ؟
رؤى : إيه
وليد : يعني أنتي متوقعة أنه أحد بيتزوجك شفقة عليك ؟
رؤى بصمت
وليد : رؤى أنتِ تتخيلين أنك بالمدينة الفاضلة لأ ياحبيبتي هالشيء غلط محد يتزوّج ويربط نفسه طول العمر باحد مايبيه لمجرد شفقة ورحمة لحاله
رؤى لم تسمع من قبل من رجُل " حبيبتي " حتى وهو يقولها كلمة عادية كأنها " يارؤى " ودُون أي يُلقي لها بالاً وعند كُل المرضى أثق بأنه يقولهم " ياحبيبتي " لجعل المريض قريب من طبيبه . . هذا كُله أعلمه ولكن لها وقع خاص في قلبي الآن
وليد : يارؤى لازم تفكرين بطريقة سليمة . . محد ينظر لك بمبدأ شفقة ! أنا أنظر لك الحين بمبدأ شفقة على تفكيرك لكن ماأنظر لك بهالشفقة على أنك عميَاء بالعكس وش ينقصك عن هالعالم ؟ فكري بالموجود . . تفكيرك بالنقص وهذا سلبية منك . . غيرك بلا صوت ولا نظر ولا سمع وفوق هذا مايمشون وعلى مقاعِد متحركة !! ومع ذلك هم عايشين والحمدلله وماأشتكوا من شيء لأنهم بنعمة عظيمة فيه ألف نعمة من الله وأضعاف مو ألف بس ! أنتِ مسلمة هذي نعمة وأمك عندك هذي نعمة ثانية وتسمعين وهذي نعمة و تآكلين وتشربين وتلبسين وتمشين ولو بعدد لك بجلس سنين أعدد لك نعم ربي عليك . . رؤى هالسلبية هذي بتظلل مستقبلك صدقيني
أكمل : لو تؤمنين بحق مو مجرد كلمة أنه كل اللي أنتِ فيه خيرة والله أختاره لك كان بتسعدين كثير وكثير وكثييييييييير بعد
رؤى أخفضت رأسها تُريد أن تبعد أنظاره عنها !
وليد : وعلى فكرة فيه من ذوي الإحتياجات الخاصة ومتزوجين وفيه كفيفيين ومتزوجين وعندهم عيال ولا عابهُم شيء . . مايعيب الشيء الا رُوحه لو أنه كامل بكل شيء ورُوحه ماهي بذاك البياض الكافي صدقيني الحياة معه ماتُطاق
رؤى : بس انا ماأبي كِذا
وليد : وش اللي ماتبينه ؟ يعني بعد عُمر طويل أمك توفت وش بتسوين ؟ ماتحلمين أنه أطفال حولك يسلونَك وزُوج يخفف عنك همُومك إن ضقتِي مستحيل ماتحلمين بكِذا أنا الرجّال الوحدة تذبحني كيف البنت ؟
رؤى : ماأبغى أحلم كثير وبعدها أنصدم
وليد يترك أوراقه على الطاولة : ليه أنتِ جبانة كِذا ؟ كل شيء ماأبغى ماودي ماأبي أسوي . . ليه ماتقولين أبي وأبغى وودي وخاطري !!! ليه دايما سلبية حتى بكلماتك . . كل ماتقدمتي خطوة رجعتي مليون خطوة للورى !!
رؤى وتخنقها العبرة : ليه تكلمني كِذا ؟ ماأحب أحد يكلمني بحدة كِذا !!
وليد ضحك وأردف : شفتي حتى كلمتك الحين " ماأحب " ممكن تغيرينها وتقولين أحب أحد يكلمني باسلوب ألطف !
رؤى : مُمكن تغيّر أسلوبك ؟
وليد : لأ بس ممكن أكون ألطف من كِذا
رؤى ضحكت غصبًا عنها
وليد بنبرة هادئة : ماأستلطفتي أحد بالجامعة ؟ بأي مكان ؟
رؤى وهي تعلم مقصده وبعبط : إيه فيه بنت حبوبة
وليد وقف وهو يتجه لمكتبه : دام تبينها كِذا أجل حلو وكيفه معك ؟
رؤى : ههههههههههههههه لأ مافيه أحد
وليد بإبتسامة بانت صفة أسنانه العلياء : عنادِك هذا أكيد مو مآخذته من أمك ؟


,

في حديقتهُم المنزلية ,*
هيفَاء : عاد الجهة الثانية بخليها البوفيه
ريم : إيه الطاولات بتكُون هنا
نجلاء بملل : ماراح تطلعون مكان اليوم ؟
ريمْ : أنتِ اليوم وش فيك ؟
نجلاء : مافيني شيء بس طفشت
هيفاء : حفلتي مابقى عليها شيء وإحنا نفكّر وأنتِ تفكرين بشيء ثاني زوجة أخوي على وشو *قالت جملتها الأخيرة بضحك*
نجلاء وقفت : ياربي شوي وتذبحوني عشان كلمة خلاص أنطقوا عساكم ماطلعتُوا . . ودخلت للبيتْ وصعدت لجناحها ونفسيتها في الحضيض ,

دخل يوسف ومنصور من جهة أخرى
يوسف : وش هالجلسة اللطيفة تحسسوني أنه الجو من جماله يعني خلني ساكت بس
منصور : قل جمل مفيدة واللي يسلمك وهذا وأنت كنت داخل أدبي
ريمْ : نخطط لحفل تخرج هيوف
يوسف يجلس : بتسوونه هنا ؟ ماهو بقاعة !
ريم : أبوي عيّا بنسوي في حديقتنا وبعدين حديقتنا مرة كبيرة وتوسع
يوسف : طيب إذا الجو رطوبة وش بتسوون ؟ والله فضيحة المكياج وحركات ماني قايلها هههههههههههههههههههه
منصُور : لأ الليل هالأيام صاير براد وينفع
هيفاء : أصلا مابقى شي
منصُور : طيب ماعلينا وين أمي ؟
هيفاء : راحت لجارتنا عندهم عزيمة
يوسف : ياشين عزايم الظهر
منصور ألتفت عليه : لحظة لحظة أنت طلعتني من الشركة بدون لاتستأذن من أبوي
يوسف أبتسم إبتسامة عريضة : نعم
منصور : الله يآخذك قل آمين بكرا يصير معاشي 200 ريال
يوسف : هذا كَ رد إعتبار لكذباتك أمام أبوي
منصور ويرفسه بقوة على بطنه
يوسف يرّدها له برفسه على صدره
منصور ويمثّل عملية الإختناق
ريم تقدمت له : ذبحته
منصور من كلمتها لم يستطع أن يكمل تمثيله وأنفجر ضاحِكا على تعابيرها
ريم بعصبية : ياشين مزحكم . . ودخلت ولحقتها هيفاء وهي تتحلطم : ذولي اخوان ذولي شياطين جهنم
يوسف : عسانا ملائكة الجنة ياحقيرة تعرفين تدعين بعد
هيفاء ألتفتت عليه : بالله ؟ أنت اصلا الإنسان يكرم من وصفك
يوسف : لاتخليني أقوم وأخليك تحضّرين حفلة تخرجك بالمستشفى
هيفاء دخلت وطنشته
يوسف ألتفت على منصور
منصُور : أبوي لايدري . . أصلا مابقى شيء وينتهي الدوام تكفى يايوسف خلنا طيبيين هالمرة ولاتقوله يكفي معاش السواقين اللي آخذه
يوسف بطنازة : يوه ياحرام تصرف على زوجه وعيال بالطريق ومعاشك كذا أنا على الأقل عزابي وش زيني حتى 100 ريال تكفيني بقطة إستراحة لكن أنت لاجد حالتك يُرثى لها وش ذا !! يخي شيء يفشّل صراحةً سيارتك بي ام دبليو موديل 2012 وعضو في مجلس إدارة شركة ومعاشك كِذا !!
منصور بنظرات وكأنه سيذبحه الآن
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش فيك تطالعني كذا
منصور وقف : أنا أوريك كل شيء بثمنه إن مارديت لك كل هالأشياء ماأكون منصور !!
يوسف يمثل الرجفة : تكفى منصور لاتسوي فيني شيء وراي أهل يخافون عليّ
منصور : ياثقل دمك يخي
يوسف : ماهو أثقل منك ههههههههههههههههههههههههههههههه . . ووقف وليته ماوقف
منصور رفسه من بين سيقانه حتى رجع لوضع جلوسه السابق
منصور بضحكة صاخبة
يوسف : الله يآخذك ياحيوان
منصور دخل البيتْ وبصوت عالي حتى يسمعه : لآيشوفك أبوي محد بيآكلها غيرك هذا أنا قلت لك
يوسف يشرب من كأس الماء الذي أمامه بدفعة واحِدة وكان لنجلاء قبل ذلك !!
دخل جناحه وهو يعلم بحجم غضبها ولكن تجاهل ذلك . . . بحث بعينيه عنها وألتفت لباب الحمام الذي يُفتح ,
وقعت عينها بعينه ولكن هي الأخرى تجاهلته وهي تحكم لفّ منشفتها عليها وشعرها المبلل يُربكها كالعادة ببرودة المياه !
منصُور ويُراقبها وأنظارها لم تسقط عنها حتى الآن
نجلاء وهي تتدرب على كلمتين ستقُولها له :d لأنها تعلم بحجم إرتباكها أمامه فرددت في داخلها " بروح بيت أهلي وأنا مو جاية أستأذن منك أنا جاية أعطيك خبر " يالله يانجلاء تشجّعي وقولي له هو يستاهل !! إيه صح هو يستاهل أنا اللي مفروض أزعل وهو مفروض اللي يجي يراضيني !!
ألتفتت وتقدمت بخطواته وتركت ملابسها على السرير لترجع لإرتدائها . .
منصور منحني يركّب شاحِن جواله وعندما شعر بخطواتها ألتفت
نجلاء أبعدت انظارها عنه حتى تُهدىء من نبرتها : بقولك شيء
منصور : أسمعك
نجلاء : بر . . آآآ يعني بقُولك أنه بـ . . . .
منصُور : إذا عرفتي كيف تقولينه تعالي لي . . وركّب جواله بالشاحنْ !
نجلاء عضت شفتيها بغضبْ وتلوم نفسها كيف لاتقوى أن تقول كلمتين أمامه !!
منصُور تخطاها وتوجه ليغيّر ملابسه
نجلاء أكلت أطراف أظافرها من الغضبْ . . وتوجهت هي الأخرى لترتدي ملابسها وكان هو أمامها يغيّر . . تجاهلته وهي تتفجّر بالحّمرة وسحبت ملابسها ودخلت الحمام لتغيّر هُناك !!


,

عبير : ههههههههههههههه لامستحيل
بو سعُود : عبير يالله
عبير : ليه تعلمني طيب ؟
بو سعود : كِذا ودي أنكم تتعلمون كيف تمسكون سلاح وكيف ترمون !! فيها شيء ؟
عبير : إيه تخوّفني كذا
رتيل بغرور مصطنع : عاد أنا مايحتاج لأني قدرت أرمي من قبل فهذا شيء عادي
بو سعود : هههههههههههههههههههههههه إيه ماشاء الله عليك . . وريني كيف تمسكين السلاح ؟
رتيل أمسكته وكان ثقيل على غير العادة : هذا وش نوعه بعد ياأني فاشلة بأنواع هالأسلحه كل واحد شكله غير
بو سعود : لاتتحلطمين ويالله وريني
رتيل : رمت على قارورة المياه التي أمامها !
بو سعود : لاتجلطيني تكفين !! وش هالرمية المعوّقة
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه هذا وأنتِ ماشاء الله هههههههههههههههههه
بو سعود : يالله ضيعتُوا وقتي
عبير : والله يبه ماله داعي
بو سعود : وأنا أشوف أنه له داعي وأنا أبي بناتي يتعلمون هالشيء ممكن ولآ ماهو ممكن ؟
عبير : إلا ممكن بس لاتعصب عليّ
بو سعود أبتسم : ماني معصّب . . يالله خلوكم جمبي وزي مااسوي سوّو
عبير ورتيل أستجابُوا لأمره وكل رمية بعيدة عن الهدفْ
بو سعود يمسح على وجهه : رتيل بابا ركزي أنتي ترمين بجهة والعلبة بجهة ثانية . . حطي أصبعك هذا الزناد مو كل أصابعِك وأجلسي كِذا لاتنحنين كِذا !!
رتيل : أنا ماأعرف لذا جيب لي السلاح اللي بدرجك وأعرف له
بو سعود رفع حاجبه : وش عرّفك عليه ؟
رتيل أرتبكت : شفته مرة وأنت تدخله
بو سود :ماعمري طلعته قدامكم
رتيل : إلا يبه
بو سعود وقف : للحين ماخرّفت عشان انسى
رتيل ألوت فمّها وهي تبحث عن حجة قوية
بو سعود : دخلتي مكتبي وأخذتي السلاح ونسيتي علبة الرصاص ولاتحسبيني ماأدري بس قلت أحسن الظن هالمرة وماني قايلها شيء والحين بعظمة لسانك أعترفتي
عبير وقفت هي الأخرى وتعلم بالعاصفة التي ستأتي
بوسعود : رتيل ليه تحبين تعصيني بهالصورة !! لو مرة وحدة طيعيني ولما أقولك هالمكان محد يدخله يعني محد يدخله !!
رتيل نزلت رأسها فعلا ليس لها وجه أن تبرر هذه المرة
بو سعُود : طريقة الإستغفال هذي ماأحبها ولاأطيقها حتى لو كانت من بنتي !! ممكن أني أسوي نفسي غبي وأقول تجاهل ياعبدالرحمن وكأنك ماتدري عشان ماتضايقهم لكن كل مرة تجبريني أكون قاسي !!
أكمل عتابه وتوبيخه القاسي عليها : صدقيني هالمرة ماراح أسامحك ولاتطلبين مني أسامحك !! إلى هنا ويكفي ! ألقاها من بنتي اللي تحب تعصي كل أمر أقوله لها ولا ألقاها من الشغل اللي كل يوم طايحيين بمشكلة جديدة ! ليه ماتتخلصين من هالأنانية اللي فيك لاأنا ولا عبير ولا أمك كنا بأنانيتك هذي ولا راح نكُون !! فكري فيني على الأقل فكري بخطورة كل فعل تسوينه !!! ليه كل مرة تجبريني أقول بيني وبين نفسي ماعرفت أربيها صح !! يارتيل يكفي خلاااص ماعاد أعرف بوشو أعاقبك حتى اليهُودي مايسوي كذا بأهله !! أحاول بكل ماأقدر أكون لك أم وأبو وأخو وحتى صديقة بس أفعالك هذي ماتغتفر !! . . . وعقب كل اللي قلته داري أنه قلبك متوفي من زمان وكلها يومين وبتجيبين لي مصيبة وأنانيتك ماتفكّرين لابأبوك ولاأختك ! . . . وتوجه لسيارته دُون سائِقها وخرَجْ لشغله !
عبير ولسانها لايعلم بأي كلمة يواسي رتيل ,
كلامه قاسي جدا وجدًا عليها . . طبيعي أن دمُوعها تسقط الآن ! ولكن ليس طبيعيّ كل هذا التجريح من والدها !! . . دخلت وصعدت لغرفتها وأغلقت الباب عليها وأنفجرت باكية وهي تكتم شهقاتها بمخدتها . . كلامه يخترق قلبها ويطعنه بشدة ! قلبها المتوفي بنظر والِدها يجهش بالبُكاء الآن !!!!!


,

في مقّر تلك المجمُوعة الضالة !

عمّار : على العموم أهم شيء إنك بخير
عبدالعزيز وتعبه هذه المرة كان حسنة له وأستطاع أن يُمثّل دور المعتقل الذي أُفرج عنه
راشِد : بأيش أستجوبوك ؟
عبدالعزيز : عنكم عن عمّار أكثر شيء واسئلة تتعلق فيه لكن كنت أظللهم وأتحجج بانه هذا اللي أعرفه عنهم وقبل يومين لما مالقوا شيء أفرجُوا عنّي !!
راشِد : الله يخليهم لنا
عبدالعزيز أكتفى بإبتسامة وهو لايعلم بماذا يرمي راشد بكلماته هذه
راشِد : وكيف السفرة ؟
عبدالعزيز توتّر وملامحه قد وضح عليها التوتّر
راشد : قصدي السفرة بالسجن ههههههههههههههههههههههههههههه
عبدالعزيز : ههه عادي كانوا راميني بالسجن أيام بدُون ماأشوف أحد ولا يستجوبني أحد !
عمّار : إيه ياعـ
عبدالعزيز رفع عينه وهو يشعر بأن نهياته أقتربت
عمّار اكمل : . . إيه ياعزيزي فيصل هم دايم كِذا يعتقلون بمجرد إعتقال بس أحد يبي الإصلاح أعتقلوه
عبدالعزيز في نفسه " أنتم تبون الدمار ماهو الإصلاح "
عمّار : على الوعَد خطتنا بتمشِيْ وتفجير هالمبنى بيصير مهما كان عشان نعلمهم أنهم مع الكفّار وأنهم ماهم مسلمين


,


خرجْ من قصره والنوم قد أخذه بعيدًا وأخره عن إجتماع مُهمْ . . بدأ يومه بمزاج "زفت" بخبر موافقة الجُوهرة !
هذا اليوم يبدُوا الجميع مزاجَه في الحضيض حتى سائِقه يبدُو ملامح الحزن عليه ,
سلطان : وش فيك يابو منيرة ؟
السائق : أبد طال عمرك بخير
سلطان : ماسألتك عن حالك أسألك وش فيك ؟ ليه الحزن باين بعيونك ؟
السائق بحرج : لاتشغل بالك فيك اللي مكفيك
سلطان : يابو منيرة والله مزاجي هالصبح بالحضيض ولا لي قدرة على تسحيب الكلام منك قل لي وش فيك ؟
السائق والحرج يتمكّن منه : والله ماتقصّر بس عندي دين وأفكّر فيه
سلطان : بس هذا ؟
السائق : والله ماتدفع عني شيء ولا أبي منك شيء بس قلت لك اللي شاغل بالي
سلطان أبتسم على عزة نفس هذا الرجُل : طيبْ وكم يطلبونك ؟
السائق : 20 ألفْ ريال
سلطان : وسددت منهم شيء ؟
السائق : 8 آلاف بس من اللي جمعته هالفترة
سلطان : بعطيك 12 ألف ولاهي عطيّة مني أعتبرها أي شيء . . اعتبرها من ولد لأبوه وأظن مابين الولد وأبوه دين ؟
السائق والإحراج تمكّن منه تمامًا : أنا حلفتْ لاتحرجني واللي يرحم والدِيك
سلطان : مابينا هالأمور وبعتبره أمر منتهي

,

في مكتبه
مقرن : وش قلت لها ؟
بو سعود : معصب لدرجة ماتتخيلها !! حركتها نرفزتني لدرجة لو جلست أكثر قدامها كان ذبحتها باللي بإيدي
مقرنْ : ماتوقعتها تتجرأ وتدخل مكتبك عاد !
بو سعُود : إلا تتجرأ ونص , وش اللي ماتتجرأ عليه هي أصلا ؟
مقرنْ : لايكون قسيت عليها بالكلام ؟
بو سعود : خلها تتأدب
مقرن : إيه وش قلت لها طيب
بو سعود : كم كلمة من أنها مهي كفو أحد يسامحها ويحسن الظن فيها
مقرن أبتسم : بكلمها أنا الليلة
بوسعود : لآتكلمها ولا شيء خلها تنثبر وتحاول ترضيني من نفسها لأني ماراح أسامحها بسهولة
مقرنْ : سحبت منها شيء ؟
بوسعود : بفصل خطها خلها تنهبل أكثر بعد ! وبفصلها من الجامعة هي مهي وجه دراسة
مقرن :لأ عاد الدراسة حرام هذا مستقبلها
بو سعود : هي وجه مستقبل ولا دراسة !! هي تداوم بالسنة مرة وكل كورس تعيد لها كم مادة !!! لو تبي الدراسة صدق كان عرفت تتخرج غيرها تخرج وتوظفّ وعياله بالإبتدائي
مقرن : لآتبالغ عاد كذا أنت عشانك معصب الحين منها تقول هالحكي
بو سعُود تنهّد : معصب وبس ؟ ودي لو أفجر بهالمكان واللي فيه عسى بس أهدي هالنار اللي في صدري
: مين مزعّل أبونا ؟
بو سعود ضحك هذه الكلمة لاتخرج الا من " سلطان " لأنه أكبرهم فيناديه " أبونا "
سلطان جلس : راحت علي نومة
بو سعود : أجلنا الإجتماع أصلا
سلطان : كويّس . . إيه ماقلت لنا مين مزعلك ؟
مقرن وقف : انا أستأذن . . وخرج
بو سعود : محد لاتشيل هم ماهو من الشغل
سلطان : بتفجر فينا وتقول محد !
بو سعود : معصب من بنتي
سلطان : انا قايل هالدنيا متغيّر فيها شيء كتلة جليد تعصب شيء جديد
بو سعود : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كل شيء تغير بتوقف على عصبيتي
سلطان وصُداع مؤلم يُداهمه : وش صار مع عبدالعزيز ؟
بو سعود : للحين مارجع
سلطان : إن شاء الله مايسوون له شيء
بو سعود : أرسلت له حراسة تراقبه من بعيد أن تأخر يعرفون شغلهم
سلطان : زين تسويّ ,
بو سعود وكأنه تذكر شيء : صدق من ورانا تخطب وبنتنا بعد
سلطان : ههههههههههههههه كل شيء صار بسرعة
بو سعُود : الله يتمم لكم على خير ويرزقكم الذرية الصالحة
سلطان أكتفى بإبتسامة و " آمين "


,


على الكنبة مستلقية وهيَ تُفكِر بأمِر رتيل . . غضب والدها اليوَمْ ضايقها كثيرًا !
قطع كل تفكيرها صوت رسالة لجوالِها " أشتقت لك كثير وأكثر من الكثير بعد "
أبتسمت هذا المجهُول هو من يصنع إبتسامتها في وسط هذه الأحداثْ !
أغمضت عينها وما إن رمشت حتى سالت دمعة يتيمة .. لاتعلم معناها ولكن شعور الوحدة يقتل جدًا !
ألتفتت للوحتها وتتأمل عيناها وإبتسامتها . . وكلماته على تلك اللوحة تخترقها تمامًا . . . أنا أحبك حتى وأنا ماأعرفك !

في جهة أخرى
سكنت أخيرا من البُكاءَ . . أنظارها للسقف هي جديًا لاتطيق نفسها في هذه اللحظة .
لن يسامحها هذا ماقاله وأنا متأكدة من ذلك أنه لايرجع في كلامٍ نطق بِه
تعيسة جدا هذه الحياة . . حتى وأنا أحاول أن أخلق فرحتي بها تُعاقبني بأشد عقابتها لتُلقي بي في دائِرة العصيان !
مؤلم شعور الوحدة حتى وإن كان حولها أبيها وعبير . . * لاأحد يشعر بها لاأحد ! وقلبها لايهوى أحد ,


-

الشرقية ()

آثار الضرب بدأت باهِتة اليوم وتنبأ بزوالها قريبًا . . رغم حرارة الجو إلا أنها أرتدت بلوزة بأكمام طويلة لتدفئها . . رُبما قلبها يتراقص رعشة ورجفة من خبر زواجها من سلطان !
كم شخص أرتبطت به ؟ كم شخص قُرن أسمها بإسمه ؟ هذا الكم من الأسماء يُميتها ويجعلها في حالة مؤسفة وشفقة على حالها ,
شعرت بالدوَار هذا طبيعي جدا لأن الأيام بدت تمّر دُون أن تأكلْ شيئًا سوى شُربها للماء !
نزلت للأسفل وهي تلتفت يمينًا وَ يسارًا خوفًا من أن يراها . . حتى في منزلها لاتشعر بالأمان كيف في منزل المدعُو سلطان من الآن بدأت مشاعر الكُره تتولد بداخلها . . . . . تعلم من يكُون في هذه الدولة من منصبه ولكن يُؤسفها حالها أن كُل رجل في نظرها هو خائِن !!! بداية من أخيها ريّان ,

: ياهلا بالغالية تعالي
الجُوهرة بإبتسامة باهِتة جلست بجانب والدتها
والدتها : يايمه وش فيه وجهك مصفّر ؟
الجُوهرة : لاتهتمين بس تعبانة شويّ
والدتها وهي تخبر الخادمة بأن تأتي بالأكل لها : تدرين أنه سلطان حكى مع أبوك اليوم
الجُوهرة : إيه
والدتها : تدرين ؟
الجوهرة : قصدي وش قال ؟
والدتها بإبتسامة عريضة وعيناها تتراقص فرحًا : الملكة والزواج بيوم واحِد لأن هو مايقدر يجي الشرقية هالفترة كثير ومشغول فقال بنخليها مرة وحدة
الجوهرة صُعقت . .. صُدِمت. . هذا يعني موعد ذبحِها على يدّ ريان أقتربت هذا إذا ماكانت على يدّ سلطان !
والدتها : مافرحتي ؟
الجوهرة : كان ممكن نأجل كل هذا لين يفضى ماهو مهم نتزوج بهالسرعة
والدتها : أبوك هو اللي أقترح عليه وأنا أيدته
الجُوهرة : بس مايمديني
والدتها : إذا على التجهيز من بكرا بنبدأ نجهّز أنا وياك وأفنان
الجُوهرة تُفكر بشيء آخر ووالدتها بشيء آخر تماما . . ليس أقصى إهتماماتها بماترتدي العروس ؟ لكن بماذا تبرر لسلطان في أول ليلة وثانيها وثالثها و . . إلى متى ستكشف !!
أرتعشت من هذا الطاري ودمُوعها تنبأ بالسقوط وتلمع في عينها
والدتها : يالجوهرة ليه هالحزن ؟
الجُوهرة وقفت : لأ بس متضايقة من هالسرعة
والدتها : طيب يمدينا شهر
الجُوهرة شهقت : شههرر !! يعني بعد شهر أنا أكون عنده
والدتها : بسم الله عليك إيه
الجُوهرة ببكاء : يمه كل شيء صار بسرعة مفروض أقل شي 6 شهور
والدتها : طيب هدّي أنا أكلم أبوك عشان يأجل بس الرجّال أنتي تعرفين شغله مو بكيفه
دخل تُركي الصالة منذ أن سمع صوتها وهو يسابق الزمن حتى يراها . . من خلفِها : مساء الخير
والدتها : هلا تُركِي
دخلت الخادمة : ماما هذا أكل فيه يصير أسود
أم ريان: حسبي الله على إبليسك حرقتي الأكل هذا وأنا منبهتك . . وأتجهت للمطبخ
الجُوهرة بسرعة أرادت أن تخرج ولاتختلي فيه ولكن قيّدها وهو يحكم قبضته على كتفيها ويُلصق ظهرها بالجدار : أبعد عني
تُركي : فضيحتك بتكون على كل لسان بهالزواج !!!! وسلطان ماراح يآخذك مني أنتِي لي أنا تعرفين وش يعني أنا !! زي مارماك مشعل بيرميك هو وزي مارماك وليد بعد
الجُوهرة أغمضت عيناها لاتُريد أن تراه
تُركي أخفض صوته وأماله إلى الرقة : أنا أحبك ليه ماتفهمين ! محد بيحبك كثري ! كلهم بيتركونك صدقيني محد بيلتفت عليك عقب مايعرفون بأنك منتي بنت
الجوهرة أطلقت صرخة من قلبها وسقطت على الأرض حتى تكوّرت على أنفسها وهي تطلق أنينها
تُركي أبتعد وهو يضع كفوفه على إذنه لايُريد أن يسمع أنينها . . أنينها يُبكيه يزهق روحه منه هذا مايفعله وحده أنينها !!


,



ستمَر الأيام تباعًا ولن تُبالي بخدشٍ أودعتهُ في قلوبنا ولا بدمعٍ أغتال فرحتنا . . وستُفرحنا :" !

أن لاتُكلم والدَها هذا شيء مُثير للحزنْ وللبكاء أيضًا !
نزلتْ للأسفل وهي تبحث عنه ولكن صوت عبير الذي يُخبرها بعدم وجوده : ماهو موجود . . بروح أشتري هدية لهيفاء تجين معاي ؟
رتيل : لأ
عبير : طيب مع السلامة . . وخرجتْ !
ماإن سكنت الأجواء حولها حتى سالت دمُوعها على خدّها :"
رأت السماء غائمة وخرجت للحديقة . . ألتفتت لبيت عبدالعزيز حتى هو الآخر كانت تُفرغ فيه بعضًا من حُزنها ومللها من حياتها !
نظرت للسيارات وسيارته ليست هُنا . . تقدمت لبيته وفتحت الباب بهدُوء متمردة دائِمًا . . نظرت لأكواب المياة المرمية على الطاولة وعلبة الرصاص التي على الكنبة ! غير مرتبة بما فيه الكفاية ولكن تعتبر لشاب عزُوبي هي مُرتبة وجدًا . . أتجهت لخطواتها لغرفة نومه وملابسه مرمية على الارض دعست عليه وأبتعدت بسرعة . . . . . أنحنت وحملت ملابسه ووضعتها على السرير لكي لاتُعيق حركتها !
نظرت للأوراق التي على الطاولة الأخرى . . . تقدمت لترى رسم كاركتيري لوجهِها !!
أغتاضت منه كيف يرسمها بهذه البشاعة ويكبّر حبة الخال التي تملكها على طرف عينها اليمين بهذه الصورة . . كادت تمزقها ولكن تركتها بغضبْ وتوجهت للبابْ وتوقفت كل نبضة بقلبِها ,


,


نجلاء تلعن جواله الذي لايُجيب على إتصالاتها ولكن تشجّعت أن تعصيه ولو مرة وتذهب دُون أن تخبره !
أرتدت عبايتها ونزلت لريم المنتظرة لها !
ريم : ساعة أنتظرك
نجلاء : هذا أنا جيت
ريم : خبرتي منصور
نجلاء : إيه
ريم : طيّبْ خلنا نمشي لانتأخر على هيفا . .
نجلاء وشعور الذنب يجتاحها . . أول مرة تذهب هكذا دُون أتخبره . . لن تتخيل ردة فعله إن علم . . . سيقتلها !!!
بخطوات مُرتجفة أتجهت للسيارة





.
.

أنتهى




JAN 06-18-2020 03:53 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهْ ,
يسعد صباحكمْ أو مسائكمْ :$


أشكركُمْ كثير على الدعمْ الأكثر من رائِع وتحليلاتكُم جدا تسعدنِي وبعضها أضحك وأنا أقراها . . عساكُم بجنة الفردُوس تنعمُون يارب ()

ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ
أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "

لاتشغلكمْ عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه "


وبكرر هالجملة كثير " لحد يقولي هذا غلط وهذا حرام ومفروض ماتسوين كِذا , من المستحيل أني بكتب رواية واخلي كل أبطالها طاهرين منزّهين مايغلطون ولايذنبونْ لكنْ في نهاية الرواية إذا أستمروا بهالذنب هِنا بقول أني أنا كأني أشجعهم وأشجع أنه الواحد يستمر بذنبه لكن خلال فصول الرواية راح نبيّن كيف نصحح أغلاطنا وذنوبنا وأنه الواحد لاأذنب أو غلط مايحس أنها نهاية العالم وأنه مايقنط من رحمة الله و بوصل رسالة من هالرواية وأتمنى من كل قلبِي أنه يتم فهمها بشكل صحيح "


وبعض الأحداث بتكون من تجربة شخصية لي أنا لاتتعلق بأي شخص آخر
وكلها من خيالي وبعضها من واقع حياتي الشخصية !



رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البـــــــــــــ12ـــــــــارت

لماذا نحاول هذا السفر

و قد جرّدتني من البحر عيناك

و اشتعل الرمل فينا ..

لماذا نحاول؟

و الكلمات التي لم نقلها

تشرّدنا..

و كل البلاد مرايا

و كل المرايا حجر

لماذا نحاول هذا السفر؟

هنا قتلوك

هنا قتلوني.
* محمود درويش


أغلق الباب بسرعة مصعُوق بِها وهو يوجه حديثه لبو سعود الواقف بجانبه من الجهة الأخرى ,
بو سعُود : المهم أنت الحين نام وأرتاحْ وبكرا تروح معي الشغل وبتشوف الوضع هناك وإن شاء الله يجوز لك
عبدالعزيز بتوتّر وبإقتضاب: إن شاء الله
ابو سعُود ذهب لمقرن الواقف أمام باب قصره ويجري مكالمات مُهمة لعمل الغدْ
عبدالعزيز دخل ويغلق الباب خلفه خشية أن يدخل أحدهم وَ رمى مفاتيحه وجواله على الكنبة وألتفت عليها وبحدة : وش تسوين هنا
رتيل ونفسيتها جدا سيئة وبصمتْ تشتت أنظارها
عبدالعزيز : أنا أسألك ماأسأل الجدار اللي وراك
رتيل بربكة حروفها تكلمت : أبغى أطلع
عبدالعزيز ويرى من الشباك وقوف بو سعود ومقرن مستمر : يوم دخلتي هنا كان فكرتي كيف بيكون منظرك قدامهم وكيف بيكون منظري زفت بعد !! وأصلا ماهو غريبة عليك تنبشين بأغراض غيرك
رتيل لم تبكِي قط أمام احدهم من النادر أن تسقط دموعها أمام أحدهُم . . كتلة الجليد ذابت الآن وبكتْ أمامه لم تبكِي لتوبيخه ولكن التراكمات التي خدشت قلبها وتركت أثر فيه جعلتها تبكِي أمام أول شخص يُربكها بحديثه
عبدالعزيز سكنت أنفاسِه وهو يراها تبكِي أمامها . . . رفع أوراق قد سقطت بالأرض : خلاص أهدِيْ حقك علينا
رتيل أخفضت رأسها لاتُريد أن يراها بهذا المنظر ولكن رأها ولا تستطيع إخفاء دمُوعها
عبدالعزيز أغلق الستاير ومازال أبو سعود ومقرن واقفين !!
عبدالعزيز دخل لغرفته المفتوحة على الصالة ورأى ورقة رسمه لها واضح أنها رأتها من الجزء المقطوع بطرفها
رتيل ألتفتت عليه وهو ينظر للصورة
عبدالعزيز قطّعها ورماها بالزبالة . .
بجهة أخرى رتيل سحبت منديلًا من على طاولته ومسحت دمُوعها وأنفها المحمّر لاتستطيع إخفاء حُمرته أبدًا
عبدالعزيز أدخل كفوفه بجيبه ورفع حاجبه بتهكم : نظفي الصالة وغرفتي دخلتك هذي ماهي ببلاش
رتيل فتحت عيونها على الآخر وهو يأمرها
عبدالعزيز : تنازلي عن هالدلع الليلة إذا ممكن
رتيل : أنا بطلع من هِنا بسرعة
عبدالعزيز : وأبوك ومقرن للحين واقفين وشكلهم ماهم متحركين يالله ماأبغى أنام بهالحوسة
رتيل : االحين أرسلك الشغالة
عبدالعزيز : أجل خلني أفتح الباب ويدخل أبوك بهالمنظر عشان ينحرك
رتيل أمالت فمّها ورتبت الأوراق التي على الطاولة
عبدالعزيز أبتسم بإنتصار على غصبها لشيء لاتُريده بالنسبة له إنجاز . . صعد للدور الثاني حتى لاتلتهم عيناه الذنبْ أكثرْ برؤيتها دُون حجابها !! وبنفسه يقول " عقب إيش ؟ ياكثر ماطلعت لي بهالمنظر بتوقف على ذي " لكن تعوّذ من شياطينه ومن الوقوع بالحرام !
كانت مكتبة كبيرة والكتبْ مرتبة بعناية يبدُو شغف بو سعُود للكتب أوصلته لمرحلة بناء هذه المكتبة الكبيرة والتي مآخذه 3 أرباع الدُور الثاني !
بدأ يبحث بكتاب يستمتع بِه هذه الليلة . . كلها كتُب إستخباراتية وجنائية . . تنهّد لاشيء يُشبع رغباته . . ألتفت للجهة الأخرى وَ كان على الطاولة كُتبْ يبدُو كانت آخر ماقرأ بو سعُود . . فتح الدرج الوحيد وشاهد ألبُوم الأكيد أنه ألبوم لصورهم . . تركه ووقف ولكن رغبته كانت أكبر بمشاهدة هذا الألبوم . . فتح الدرج مرة أخرى وماإن أخرج الألبوم حتى سقطت بعض الصور !
وتعلقتْ رُوحه بتلك الصورة . . أبوي وأنا ؟ هذي صورتِي ؟ كيف جات هِنا !! . . رفعها كان صغير جدًا لايتعدى الثلاث سنوات ! وضحكة والده في الصورة أدخلته بدوّامات من الحزن حتى أدمّعت عيناه وسقطت دمعة يتيمه من عينه اليسرى أستقرت على الصورة !
بكى ؟ منذ زمن بعيد لم يبكِي ؟ تجبّرت دمُوعه عليه ؟ وعندما بكى سقطت دمعة وحيدة وليتها خففتّ زادته حزنْ وضيقْ !
أحمّرت عيناه أبحر في هذه الصورة وترك الألبوم جانبًا وهو يتأمل والده وكأنه للتو يُبصِرْ ! للتو يرى والِده !
أتته فكرة مجنُونة أن يكُون هوَ بحلمْ وسيستيقظ على صوت هديل المُزعج ودعاء أمه وهمسات غادة الساخِرة له وعناق والِده . . هذا العناق يحتاجه وبشدة الآن !!
بحلم ؟ ليتني بحلم !! كذّب نفسه ودخل لمرحلة الجنُون بأنهم أحياء يُرزقون !
أبتسم وعيناه تلمع بدمُوعه لمجرد فكرة أنهم أحياء . . . دقق كثيرًا في الصورة وعيناه لاترمش أبدًا وأشبه وصف له أنه كان كفيفًا وأبصر . . . قرّبها من شفتيه وقبّل والِده ودخل في دقائِق سكون وشفتاه مُلتصقة بالصُورة , وعيونه تسقط الدمعات مُتباعدة ويتيمة جدًا . .
بشفقة على حالِه همس : اللهم إن كان ألمِي نهايته فرحْ فيارب عجّل بِه وأنت الكريمْ ذو العزة .
أدخل الصورة في جيبه وترك الألبوم دُون إهتمام ونزل للأسفل وبحث عنها بعينيه ولم يراها والباب مفتُوح . . رأى الورقة التي على الطاولة كتبت فيها * على فكرة مادخلت تطفّل بس كنت بشوف شيء يهمني أنا قبل لايهمّك ورسمك شنيع ولاعاد تفكّر ترسمني *
أبتسم بين حزنه هذه الأنثى تجد المبررات والحلول لنفسها دُون أن تشعر حتى بالذنب . . نظر للبيت وكان مرتّب جدًا ! تمتم : رتبت بذمة وضمير


,

هذا العاشق غائب عنها تشتاق لكلماته تشتاق له جدًا . . أرسلت رسالة وهي تعلم أنه يعمل شيئًا يجعل رسائِلها مُشارة بال*إكس* إيّ عدم وصولها للطرف الآخر !
" أظن بنكمّل أكثر من 6 شهُور ويمكن 7 أو 8 ماأدري بالضبط وأنا أجهلك , حركات المراهقين ماتعجبني لو سمحت يعني ياأما أعرف مين ورى كل هذا ياتنسى هالرقم "
أتاها الرد ووصلت رسالتها بسرعة جعلت نبضها يتسارع وهي تفتح الرسالة " تدرين وش أحلى شيء قريته ؟ "بنكمل" يعني أخيرًا ربطتي مصيري بمصيرك "
عبير أبتسمت حتى بانت أسنانها . . أخفت إبتسامتها بسرعة وكأنه الإبتسامة حرام " . . ردت " ماكان قصدي كِذا ! لاتتهرب من سؤالي "
ردّ " أيّ سؤال ؟ "
ردت " مين أنتْ ؟ حتى الخط بدُون إسم "
رد " بحثتي يعني ؟ إنسان مايهمّك أمره ! "
عبير " إلا يهمني أعرف صاحب هالهدايا والرسائل والرسّام اللي رسمني "
رد " رسمتك جلست عليها 3 شهُور وكل مرة أبدأ بالرسم أهيم بعيُونك وأنسى موضوع الرسم وأتأملك . .والتأمل بمخلوقات الله وعظمة خلقه أظن لي أجر "
أحمّر وجهها وأنفاسها المضطربة أعتلت وكأنها خاضت حرب للتوّ " منت محرم لي عشان نظرك لي يكُون حلال ولك فيه أجر "
لم تصل الرسالة وأتتها *لم يتم إرسال رسالتك* !!


,

منصُور أنتبه لسكُون جناحه وكانه خالِي منها . . دخل الغرفة ولم يجدَها . . طرق باب الحمام : نجلا ؟ . . لارد , فتحه ولم يجده
فتح جواله ليتصل عليها ولكن صوت فتح الباب قاطعه
نجلاء وضعت الأكياس على الطاولة وأول ماألتفتت عليه شهقت بخوف لم تعلم بوجوده
منصور : وين كنتي ؟
نجلاء بإرتباك : آآآ رحت مع البنات
منصُور بحدة : وين ؟
نجلاء تشتت أنظارها : السوق
منصُور بعصبية : ومافيه حمار وراك تستأذنين منه
نجلاء أرتجفت من صرخته : دقيت عليك ومارديت
منصور وبنبرة غاضبة : تنثبرين هنا مو تروحين من كيفك
نجلاء تتجرأ لترد عليه : طيب يعني وين رحت كلها سوق وبعدين مع خواتك
منصُور ويكاد يُجّن : يعني ماتشوفين نفسك غلطانة
نجلاء : لأ ماغلطت
منصور يعض شفته : ماأبغى أمد إيدي عليك بس لاتحديني أذبحك الحين
نجلاء بخوف أبتعدت للخلف قليلاً
منصُور : إذا تحاولين تستفزيني بهالأشياء صدقيني محد بيخسر غيرك لاتجربين تعانديني
نجلاء : أكبر همّي أستفزك ! لآتعطي نفسك أكبر من حجمك هذا !! ولآيهمني أصلا وش تفكر ولا وش بتسوي ! لأنك بالنهاية أنت مُجرد زُوج وإسم بعد لاأنت حبيب ولا بقريبْ
منصُور بصمت يحاول يستوعب ردّها عليه !
نجلاء وتشعر بالإنجاز على هالكلمات التي خرجت منها : تصبح على خير . . . وقلبها يرقص رُعبًا من سكُوته الذي لايُوحي بالخير
لم تكمل في دائِرة أفكارها من مسكته المؤلمة لخصرِها : مين اللي مجرد زوج ؟
نجلاء : أتركنِي مالك حق تضربْني !!
منصُور ويغرز أصابعه أكثر بخصرها ليؤلمها أكثر : لي حق أكسّر راسك بعد
نجلاء وتضع كفوفها على يديه لتبعدها عنها ولكن لم تُجدي نفعًا : قاعد تعوّرني . . . وأطلقت آآه وهو يزيد بألمها
منصُور : حطي عينك بعيني وقولي الكلام اللي قبل شوي بشوف نجلا الجديدة وتمردها
نجلاء نزلت دمُوعها : لاتذلني على حبك كذا !! ماتحس حجججر حرام عليك ماأستاهل كل هذا
منصُور ترك خصرها لتسقط متألمة
نجلاء تبكِيْ بقوة وأردفت : مالي جلسة معك لارجعت منصور حبيبي ذيك الساعة أرجع لك . . وقفت وأطلقت آه لما داهمها ألم شديد
منصُور : مالك بيت الا هنا
نجلاء وتأتيها القوة مرة أخرى : ماراح تجبرني
منصُور : أنا قادِر أجبرك ولاتتحديني
نجلاء بضعف : أنت ليه كذا ؟
منصُور توجه للطاولة وهو يأخذ مفتاحه
نجلاء : طبعا بتروح لربعك وتسهر وتتركني !! كافي إلى هنا وكافي ياتعطيني مبررات لكل هاللي يصير ياتطلقني
منصور ألتفت عليها بصدمة من كلمتها الأخيرة
نجلاء غطت عيونها بكفوفها وهي تبكِيْ
منصُور بحدة : الطلاق عندك سهل ؟ كلمة وقضينا !!
نجلاء بكائها هو الرد
منصور : ماراح أطلق ولا راح أبرر ولا راح تطلعين من هنا . . وبشوف وش بتسوين ؟ . . وخرجْ تارِكها تبكِيْ وتُرثي حالها

لم يأتيها النوم تفكيرها مُنحصر بزاوية والِدها الغاضب منها وبزاوية آخرى هي عبدالعزيز !
مواقِفها معه جدًا سيئة . . بل أشد من سيئة بعضها مُحرجة لها . . . . صورتها لن تتحسن بعينه أبدًا وهي شتمته بأشنع الألفاظ ورمت عليه بعض الكلمات المُشككة برجولته وآخرها تمرّدها ودخلوها لأشياء ليست بأحلٍ لها . . لم تفعل أي شيء حسن أمامه وعندما فعلت أحرجها !!
فتحت جوالها منذ زمن لم تفعّل خدمة " الواتس آب " فعلتها وهي تُريد أن تحادث أي أحد !!
مرّت نصف ساعة وتفعّلت خدمتها . . . " يامعفنة ياشينة يامانيب قايلة وينك لاتردين ولا شيء !! "
ردّت على أفنان " أهلين "
أفنان بعد دقائق طويلة " راسلته من شهر توّك تردين "
رتيل " توّني أشغل جوالي "
أفنان " وين هالغيبة يختي ؟ المهم وحشتيني "
رتيل " توحشك الجنة وفردوسها , إيه وش أخبارك ؟
أفنان " آمين , أخباري زي الفل والجُوهرة بعد أحزري وش صار "
رتيل " هههههههههههههههههههه وش صار ؟"
أفنان " سلطان بن بدر خطب الجوهرة "
رتيل ضحكت وردت " مبروووك الله يتمم لهم على خير وسعادة "
أفنان " وأنتِ مافيه زواج كذا بالطريق ؟ "
رتيل " ههههههههههههه الله يرزقنا صايبنا جفاف "
أفنان " ههههههههههه أنا قايلة إن ماتزوجت خلال سنة برُوح أخطب لي "
رتيل " ههههههههههههههههههههههههههههههههه جيبي لي واحد عندكم بالشرقية "
أفنان " هذا كلام كبير !! رتيل تبي من الشرقية وش صاير بهالعالم ؟ "
رتيل " عفت الرياض ماعاد في قلبي حب لها "
أفنان " ههههههههههههههههههههه وش اللي خلاك ماتحبينها ؟ "
رتيل " كِذا طفشت منها طيب ماراح تجون قريب ؟ "
أفنان " كنا بنجي قبل فترة بس كنتوا مسافرين والحين ماأتوقع مع زواج الجُوهرة "
رتيل " أجل يمكن إحنا نجيكم بشوف أبوي "
أفنان " صدق وش أخباره عمّي والله مشتاقة له مررة "

,

في ضجيجْ . . هذا الرجُل يداهمها في أحلامها لاتعلم من هو ؟ لكن ليس والدها هذا ماهي متأكدة منه !
أفاقت على صوت والدتَها !!
أم رؤى : يالله حبيبتي حضرت الفطور تعالي
رؤى ومتعرقة من أحلامها وكوابيسها : طيبْ
عدت خطواتها للحمام وفتحت المياه لتبلل جسدها وتختلط مع دمُوعها , والدتها تُخفي عنها الكثير وهذا الكثير يقتلها !
تُريد أن تسترجع ذكرياتها قبل ذاك الحادثْ ! هذه ليست جامعتها . . هذه ليست مدينتها . . هي تفتقد والد وأخ وأخت و . . وتفتقد أم تُخفف همّها !! هي لاترى في حياتها أيّ محاسن سوى وليد الذي يخفف همها ولكن لايمحيه !!
أغلقت المياه وَ تعد خطواتها لمنشفتها حتى أخذتها ولفّتها حولها وخرجت وهي تمسح دمُوعها ,

والدتها : يايمه حضرت لك ملابسك بسرعة ألبسي عشان تفطرين ومانتأخر على وليد
رؤى : طيب دقايق وبجيك . . عدت خطواتها نحوَ سريرها وهي تتذكَر كلام وليد * يعني بعد عُمر طويل أمك توفت وش بتسوين ؟ ماتحلمين أنه أطفال حولك يسلونَك وزُوج يخفف عنك همُومك إن ضقتِي مستحيل ماتحلمين بكِذا أنا الرجّال الوحدة تذبحني كيف البنت ؟*
كيف تصحى ؟ من يحضّر فطورها وعشاها ؟ وملابسها ؟ . . هي عاجزة عن فعل اي شيء من هذه الأفعال الروتينية !!
فاض قلبها بالحديثْ . . . . وعدت الدقائق لتذهب لوليد وتقُوله ماتشعر به الآن !


,

في العملَ !

سلطانْ : هههههههههههههههه لو سمحت معاي أنا لاتحتك
مقرن : ياجاحد
سلطان يقفْ : أحمد ولا متعب اللي شاكين لك
مقرن : ولآ واحد فيهم خفف شوي من حدتك معهم
سلطان : للحين مقهور على سالفة الرشوة اللي في السجون وماأظن بتهدى شياطين ممكن يضيّعون بلد ذولي بإهمالهم
مقرن : بو بدر هم ماقصروا ولاهم كاملين خفف شوي
سلطان : هههههههههههههههه طيبْ أبشر أنت بس آمرني
مقرن : أشم ريحة الطنازة
سلطان : محشُوم . . فتح الباب وإذا بوجهه بو سعُود ومعه عبدالعزيز
أول لقاء مع عبدالعزيزْ . . والِده أمامه هذا ماكان في رأس سلطان
كان سلامه حار مع عبدالعزيز : هذي الساعة المباركة اللي نشوفك فيها
عبدالعزيز أبتسم : الشرف لي
سلطان : تفضّل . . والله ياابونا يبيلنا نعزمك الليلة على جيّة عبدالعزيز
بو سعود : أنت بس لاتقول أبونا عشان أتفائل لأن كل ماقلتها جتني مصيبة
سلطان : هههههههههههههههههههههههه عاد ماهو غريب تجحد بأفضالي زيّ خويّك
مقرن : بدا بالمحارش . . *وقف* أنا عندي شغل لين الراس وأنتوا تضيعّون وقتي الثمين . . وخرج
بو سعُود : المكان مكانك ياعبدالعزيز أجلس
جلس عبدالعزيز وهو مستغرب من الاجواء قليلاً
سلطانْ : شلونك ياعبدالعزيز ؟ كيف أحوالك بالرياض ؟
عبدالعزيز : الحمدلله بخير
سلطان جلس على مكتبه : مرتاح ؟
عبدالعزيز : الحمدلله
بو سعُود : طبعا أنا للحين ماقلت لعبدالعزيز أنك أنت بتدربه بنفسك
عبدالعزيز ألتفت لبو سعود بصدمة
سلطان : إيه إن شاء الله , إلا عاد إذا عندك مانع ؟
عبدالعزيز : لأ طبعا
سلطان : طيب أجل أنا بفتح معك موضوع رائد الجوهي
بو سعود بتسرّع : نخليه بعدين
سلطان : لأ نقوله من الحين
بو سعود : يابو بدر خلها عليّ
عبدالعزيز وضاع بينهُم
سلطان : بخليها عليك بس بمهّد له
بو سعود أبتسم : براحتك
سلطان يوجه حديثه لعبدالعزيز : يعني مافيه فرق بالعمر بيني وبينك طبعا يابو سعود أنت خارج هالموضوع
بو سعود ضحك وأردف : شف شيبك غطى نص راسك
سلطان : على الأقل ماأصبغ هههههههههههههههه , أسمعني يابوسلطان أعتبرني اللي تبي وأنت منزلتك من منزلة أبوك , إحنا مانبي الا راحتك وماجبناك من باريس الا لهالشيء
ويتردد في هذه اللحظة كلمات عبير !!
أكمل سلطان : رائد الجُوهي له علاقات خارجية وقاعد يبيع وطنه عشان كم قرش من برا ! وخيانته واضحة للمجتمع باكمله الا ضعاف النفوس اللي يسيرون مع التيار ويتبعونه بحكم أنه يريد الإصلاح . . راح تكُون عميل لنا عنده . . بنراقبك من بعيد ماراح يحصل لك شيء إن شاء الله وبدربّك أنا بنفسي على كل شيء عشان تتطمن أكثر وأنا أتطمن بعد ! طبعا مجموعة عمار ماتجي شيء قدام الجوهي , بيبحثون عنك بس صدقني ماراح يشكون بواحد بالمية أنك بتكون عند الجوهي أنا أثق في غبائهم جدًا وجربناهم أكثر من مرة !! راح نمسكم بالجرم المشهود ونعتقلهم والإعدام بيكون مصيرهم لكن الجوهي يلعب من تحت لتحت ماإحنا قادرين نصيد عليه شيء ! وأنت اللي بتصيد لنا هالشيء . . . . راح تتقرب منه بتكون بمثابه ذراعه اليمين وهالشيء ماهو بالسهولة يعني لو تجلس سنين ماراح تتقرب نص خطوة للجوهي . . لكن أنا واثق فيك وبذكائك وممكن تخدعه بسهولة إن كانت حجتك قويّة . . أنسى عبدالعزيز وأرميه وراح تبدأ بإسم جديد وهوية جديدة . . وزي ماقالي بو سعود بنغيّر بشكلك شوي عشان نبعد الشك بعد
بو سعود : هذا التمهيد ؟
سلطان ضحك وأردف : وش أسوي بك حجّرت عليّ
عبدالعزيز في تشتت وضياع بهذه اللحظة . . أن يكون عميل سري يدُوس على مشاعره ويبدأ بخداعهم هذه تزيد من آلآآمه أكثر !
سلطان : أفهم من سكوتك موافقتك ولا رفضك ؟
بو سعود : إكيد موافقته ولا يابو سلطان ؟
عبدالعزيز وعينه تتعلق بالصور التي بأعلى مكتبه . . كانت تضم والده من بينهُمْ . . صور والده تنتشر في كل مكان وتجتهد أن تخرج أمام عينه . . . . . . بضعف كان ينظر لوالده ليته هُنا يستشيره هل مايفعله خطأ أو صح !
سلطان ألتفت للمكان الذي ينظر إليه عبدالعزيز وابتسم : الله يرحمه ويرزقه الفردوس الأعلى
عبدالعزيز همس ب : آمين
سلطان : إذا تبي تفكر خذ وقتك
بو سعود : بنكون حولك وهذي مهمة دينية ووطنية أكيد ماراح تبخل على دينك ووطنك ؟
عبدالعزيز وكلام بو سعود يجبره رغمًا عنه : موافق


,

في العيادة – ميونخ –
دخلتْ بعينان تتلألأ بالدمُوعْ !
وليد : صباح الخيرْ
رؤى : صباح النُور
وليد : مين مزعل رؤى ؟
رؤى ومع كلمته نزلت دمُوعها
وليد يقف ويقترب منها : لأ كِذا يعني فيه شيء ؟
رؤى تمسح دمُوعها بأطراف أصابعها وهزت رأسها بالإيجابْ
ولِيد : ووش اللي مزعلك ؟
رؤى جلست وصدرها يرتفع وينخفض وأنفاسها بدأت بالإضطرابْ
ولِيد يُقرّب كرسيّه منها : يالله أحكِيْ لي
رؤى : فكرت بكلامك اللي قلته لي عن المستقبل
وليد : اللي قبل أسبوعين ؟
رؤى ودمُوعها تسقط : إيه لما شفت أني بدون أمي ماأسوي شيء ولاأعرف أسوي شيء
ولِيد بصمت ينظر إليها ويعلم بعظمة إحتياجها !
تُكمل بضيق : هالحياة ماتُطاق والله ماتُطاق ماعندي أي عزيمة أني أكمّل كِذا !!! ولا عندي ذاك التفاؤل اللي يخليني أسوّي عملية ثالثة عقب كل اللي فشلُوا !! أنا تعبانة ماعاد لي حيل لأي شيء أبي أحد بس
وليد : بس إيش ؟
رؤى : مدرري أبي أحد يحس فيني أبيه يضمّني ويقولي كل شيء بيتصلّح . . أبي مُعجزة ترجّع لي ذاكرتِي . . فقدت كل أملي بنظري بس ماأبغى أفقد أملي بِ ذاكرتي بعد
ولِيدْ : وأنتِ مافقدتي هالذاكرة للأبد أنتِ عند كل موقف تتذكرين شيء ! يعني كم خطوة وبتعيدين هالذاكرة وأنا قلت لك من قبل فقدانك للذاكرة مؤقت !!
رؤى أستسلمت للبكاء بسكينة دُون أن تعلق بشيء
مرت الدقائق ووليد ينظر إليها وعينه مُتعلقة بِها دُون أن ترمش !! : رؤى
رفعت رأسها له
ولِيدْ : كوّني صداقات بيساعدك كثير لاتنطوين على نفسكْ !
رؤى : مقدر ماأشعر بأي قرب لأي أحد بالجامعة مابيني وبينهم شيء أصلا يُذكر محد أتكلم معه غيرك حتى أمي تتهرب من أي موضوع أفتحه معها
ولِيدْ تنهّد : طيب أكتبِيْ الكتابة تساعدك كثير . . وأتجه لمكتبه . . أمس كنت بمكتبة وشفت كتب صوتية وشريت لك كتاب مرة جميل بيعجبك هو رواية تحكي عن بنتْ فقدت سمعها وكيف حبّت وتواصلت مع حبيبها والنهاية مرة راقت لي وحسيته بيعجبك وكتاب ثاني يحكي عن تطوير الذات وبيفيدك . . لأن هالفترة أنا بروح لباريس عندي مؤتمر وبيستمر أسبوعين تقريبا على حسب علمي
رؤى وهي تمسح دمُوعها : كل اللي يجونك تعطيهم كتب كِذا ؟
وليد أبتسم : مو كلهم على حسب
رؤى : على حسب إيش ؟
وليد : يعني إذا شفت شي وتذكرت فلان جبته له
رؤى ألتزمت الصمتْ
وليد وتفكيره ذهب بجهة أخرى " تغار ؟ ولا تشبع فضولها وبس ؟ " أردف : طول هالأسبوعين أدري أنه ماعندك جامعة ولا شيء لذلك حاولي تطلعين وتتمشين مو تحبسين نفسك في الشقة ورقمي عند أمك إذا أحتجتي أي شيء !!


,


وقفت عند باب مكتبه المفتُوح , عيناه لاتُفارق شاشة الحاسُوبْ !
: يبه
رفع عينه وتجاهلها تمامًا
رتيل : يهُون عليك كل هالفترة تمّر بدون لاتكلمني ؟
وكأنها لايسمعها ويُكمل شغله
رتيل بصمت تتأمله . . هي تعلم تماما لايمكن أن يكون قاسي لهذه الدرجة
سقطت دمُوعها بسكينة مرت الدقائق ودمُوعها هي من تُحضر
رتيل : ماعوّدتني على هالحزنْ و الجفاء
بو سعود لارد منه
رتيل : قلبي المتوفي مايرضى يزعّلك والله مايرضى
بو سعود ترك أوراقه وعينه على الحاسب لايستطيع التركيز أبدًا ,
رتيل : ياعيني يايبه تكفى لاتقسى أكثر والله الفترة اللي مرت بدون حسّك أكبر عقاب وأقساه
بو سعود رفع عينه ويستمع إليها و بُكائها يزيد أكثر وهي تضعف أمام والدها وهذه الدمُوع لاتظهر دائما أمام والده
رتيل شتت نظراتها بمجرد أن وقعت عيناها بعينه : منت بهالقسوة عشان ماتغفر لي أخطائِي
بو سعود وقف ويُريد أن يعاقبها أكثر ويتجاهلها تماما
رتيل بعيونها تترجاه : واللي خلق فيني هالروح ندمانه . . آسفه
بو سعود أخذ جواله ومفاتيحه : وَلاني بذيك الطيبة عشان أغفر لك أخطائك كل مررة !! . . وخرج تارِكها تلملم دمُوعها
تجمدت في مكانها لاتستوعب أن رجائها لم يحرّك به شعرة
من خلفِها : راضِيْ عنك بس يبي يوهمك بشيء ثاني صدقيني
ألتفتت لعبير : كل شيء تغيّر حتى الفرحة مستكثرها عليّ . . . وصعدت للأعلى بخطوات سريعة وهي تبكِي بشدة ,




,

- الشرقية -
ريّان : خير إن شاء الله ؟
أفنان : اللهم طوّلك ياروح مع هالنفسية
ريّان : أحفظي لسانك أحسن لك لاأقطعه لك
أفنان : وش قلت أنا ؟ يالله *وقفت* مجنون رسمي ماألوم منى يوم هجّت
ريان ويقطعها بصفعة قوية على خدّها
دخل والِده على منظر صفعه لأخته : من متى ياسيّد ريان تمد إيدك على خواتك ؟ للحين مامتّ عشان تمّد يدك متى ماأشتهيت
ريان بصمت لايُريد أن يزيد من غضبه بنقاشه مع والدِه
أفنان بغضب : حلال أنا لو أذبحك . . وصعدت لغرفتها
أبو ريان : أنت وش صاير لك
ريّان بعصبية : بناتك بيجيبون لي الجلطة
أبو ريان : صوتك لايعلى
ريان تمتم : آسف
أبو ريان بهدوء : ريان تخلص من عُقدك هذي ! لاأنت اللي مرتاح ولا أنت اللي مريّح خواتِك !!
ريّان : هم يستفزوني ماهو أنا
والده : بس تنسى منى بنرتاح
ريان : كل مرة منى ومنى طيب أنتوا مو قاعدين تساعدوني أنساها كل ماصار شيء رميتوها بموقفي من منى !
والِده : ماأبغى أفتح مواضِيعْ قديمة
ريان سكَنْ وجلس
والِده : تبي الحل منّي ؟
ريان ألتفت عليه
والده : تزوّج وأبدأ حياتك من جديد ماعدت صغير اللي كبرك عندهم عيال !!
ريان : نفسي عايفة كل بنات حواء
والده : خلني أخطب لك صدقني بترتاح , ريان أسمع مني
ريان : ماهو كل شيء حله الزواج لاتظلمني ولاتظلم غيري
والده ألتزم الصمت وأكتفى " لاحول ولا قوة الا بالله "
ريان : تدري يايبه أني أكره أي أحَد يجيب لي حل الزواج لكل مشكلة تصير
والده : طيب أنا ماأقولك حل لهالمشكلة أنا أقول بداية جديدة
دخلت والدته : وش فيها أفنان ؟
أبو ريان : مافيها شيء الحين بيروح ريّان ويراضيها
ريان تنهّد
والدته : وش فيك بعد أنت الثاني ؟
ريّان : ماعاد بقى فيني عقل
أبو ريان بضغط عليه : بخطبْ لك ماتبي تفرّحني بعد خواتك كلهم بيتزوجون وبتبقى أنت !!
أم ريان أبتسمت من هذا الخبر : هذي الساعة المباركة اللي أخطب لك فيها بس أنت عطني الضوء الأخضر
ريان ضحك غصبا عنه على حديث والدته وأردف : ماني جاهز للزواج ولاتضغطون عليّ
أم ريان وهي ترى جوالها يُضيء برسالة من " أم منصور " وأردفت عندما رأت إسمها : وش رايك نخطب لك من بنات أبو منصور ؟
أبو ريان بتأييد : إيه ونعم التربية والله
ريان : لاإله الا الله يمه الله يخليك زواج ماراح أتزوج
أبو ريان : ماعليك منه وكلميهم وأخطبي الكبيرة
ريان : انا ماني بنت تجبروني !!
أبو ريان : مانجبرك بس نملّك والزواج أتركه لو بعد 7 سنين وش تبي بعد !
ريان عض شفته : يبه الله يخليك ماأبغى أعصيك بس مايصير تخطب لي بهالطريقة
أبو ريان : صدقني بترتاح وبتدعي لي بعد
ريان أبتسم : بالله !! الله يرحم لي والديكم أنا مُضرب عن الزواج لين ربي يفرجها
أم ريان تقف وتتصل على أم منصور
ريان : على مين تتصلين ؟


,
بجهة أخرىَ /

واقِفْ امام صورتها يتأملها وكأنه أول مرة يراها . . في كل مرة يفعل هكذا وكأنه طقس من طقُوس حياته اليومية ,
عيناها . . أنفها . . شفتيها . . وجهها . . ملامحها . . عنقها . . كل شيء بِها يأسِره ويدخل في دوامات من الخيالات تُسقطه بشيء واحِد " أحبك "
آآه يالجُوهرة لو تدرين بحجم حُبي !! لاسلطان ولاغيره بيجي رُبع حُبي لك ,


هيْ سّلمت من صلاتِها وألتفتت على أفنان الباكِية !
الجُوهرة : وش فيه ؟
أفنان : الزفت ريان
الجُوهرة : صبرٌ جميل والله المستعان
أفنان : ياحظّك كل شيء جاي بصفّك بتتزوجين وتروحين الرياض وأنا بنثبر هِنا
الجُوهرة سخرت من نفسِها : مررة محظوظة
أفنان مسحت دمُوعها : خليني أونّس نفسي ولاينكّد عليّ هالنفسية
الجُوهرة : أمي تحت ؟
أفنان : أيه
الجُوهرة نزعت جلالها . .
أفنان : خلينا نروح السوق نجهّز لك باقي الأشياء واونّس نفسي شوي
الجُوهرة ويجتاحها الضيق عند هذا الطاري : لاماني رايقة
أفنان : على فكرة مابقى الا اسبوعين خلينا ننبسط يالله
الجُوهرة لاتُريد أن تفكر بكم تبقى !
أفنان : يالله جوجو عشان خاطرِيْ
الجُوهرة : مو أنتِ وأمي جهزتوا ومابقى شيء
أفنان : لآ بقى أشياء تخبّل سلطان واللي جابوه *غمزت لها* قالت أمي لازم تكونين معنا
الجُوهرة وأعتلتها رعشة . . يبدُو الخوف يُهاجمها الآن


,

لن ولم يُحب بعدها أبدًا . . أخذها الموت ولكن لم يأخذها من قلبه . . . في ليلة زفافهم تحوّلت الأفراح إلى أتراح
بكى كَ طفلْ في ذلك اليوم . . . . . بكى كطفلٍ أضاع لعبته . . بكى كَشابٍ فقد والِده ! بكى كثيرًا حتى جفت دمُوعه !
في كل زاوية تُحاصره ضحكاتها . . فرحتها . . إبتسامتها . .لايستطيع أن يتعداها ويحب غيرها . . هذا شيء أكبر من قوته !
دخل والده : ناصر
ألتفت لوالده وبين كفوفه صورتَها تلك الفاتنة التي أسرت قلبه ووقع في شباكِها
والده : اللي تسويه بنفسك حرام !! ماتت خلاص دمُوعك وحزنك ماراح يرجّعها لك . . أدعي لها هي وش تبي غير دُعائِك !
ناصر وعينه تفيض بالدمُوع مجددا
والده : ياولدي مايجوز اللي تسويه بنفسك , غادة لو عايشة ماراح تكون سعيدة بحالك هذا !!
ناصر وقلبه مازال مُفعم بحُبِهّا . . كل قوته ورجولته وقسوته تبخرت وتحوّل لطفلٍ ضعيف يُريد فقط أن يراها
والده : مانبي نتأخر على بو بدر ؟ يالله قوم
ناصر : ماأبي أروح
والده : ماراح نرد عزيمته لاتحرجني !!!
ناصر : ماأبي أشوف عبدالعزيز
والده تنهّد : بتقطع فيه ! أستح على وجهك هذا صديقك قبل لاتكون زوج أخته !!!
ناصر : ماأبي أشوفه وأتذكر أشياء أبي أنساها
والده : خلك رجّال وقوم ألبس وغسّل وجهك , لاتبكِي زي الحريم كل ماتذكرتها
ناصر : يالله يايبه ماأسهل الكلام اللي تقوله !! يوم ماتت أمي وش سويت ؟ يوم ماتت جدتي بغيت تمُوت وتقولي لاتبكي !! أقولك هذي قطعة من روحي تعرف وش يعني روحي !!! ماتت . .
والده برحمة على حاله : طيب قوم وأطلع من هالغرفة اللي تزيدك همّ وخلنا نروح للعشاء وبتشوف عبدالعزيز وبتجلس معه ! مهما كان هذا صديقك قبل كل شيء !!!!!!!!


,


واقف أمام المرآة يُعدل شماغه . . النيولوك الجديد لم يروقه كثيرًا . . تعوّد على شعر رأسه ولكن تم حلقه بأكمله . . وعوارضه أيضًا وأكتفى بسكسوكة تُزين وجهه , يُفكر بردة فعل جماعة عمّار إن علمُوا بغيابه وإنسحابه منهم !!
قبّلت خده " وش هالزين كله "
ردّت هديل : أي زين وبعدين العوارض شينه عليك كم مرة أقولك أحلقها
غادة : بالعكس معطتك شكل رجولي أكثر
هديل : أي رجولة اي بطيخ ذي لا تضحك عليك شافت ناصر بعوارض وعاد قالت ....
غادة قاطعتها بخجل : يختي أنتِ وش مسلطك عليّ

أستيقظ من غيبوبة حُبهمْ وأكمل ترتيب نفسه وأختتمها برشّ عطره الذي يفُوح منه رائِحة والِده ,
تذكر ناصَر وحديث سلطان عنه وأنه سيأتِي اليوم . . . أبتسم هذه الذكرى الوحيدة من الماضِيْ !
صديقه وَ زوج شقيقته و حبيبها . . يعلم بحجم الألم الذي يغلف قلبه ويعلم بحجم عشقه لغادة !! عذابه يشعر بِه وكيف لايشعر وهو صديقه ويعرف أدق تفاصيله ,



,


فيْ ليل هادىء . . تُحادثها بجوالها : أوه ماي قاد تعرفين أنصدمت ماتوقعت أبد ولا يعني من سلطان بن بدر ومن ورانا يالله أنتم بنسفكم نسف لو أشوفكم
أفنان : ههههههههههههههههههههههههههههه ياربي بدآ تشره بنات الرياض
عبير : يممه منكم العرس مابقى عليه الا كم يوم وتوّنا ندري
أفنان : عمي أول من عرف غريبة ماقالكم
عبير : هههههههههههههههههههههه لاأبوي بعد معكم . . عطيني الجوهرة أنتي الكلام وياك مضيعة وقت
أفنان : آه ياقلبي أنا صرت مضيعة وقت
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههه بسم الله على قليبك
أفنان : هههههههههههههه طيب خذي الجُوهرة
الجُوهرة : أهلين
عبير : هلا بالعروس والله مشتاقة لك كثييييييييرْ
الجُوهرة : تشتاق لك العافية كيفها أحوالك ؟
عبير : بخير دام سمعت صوتك , أنتِي قولي لي وش مسوية ؟ يابنت ماأصدق تتزوجين كذا لاحس ولا خبر وبعدين أختك ذي السامجة ماتعلمنا ولا شيء
الجُوهرة : ههههههههههههههههههههه *وبسخرية* تعرفين الزواج وتجهيزاته مو مخليني أحك شعري
عبير : ياشيخة أحلفي ههههههههههههههههههههههههههه طيب مافيه فرصة تجهزين من الرياض ترى مشتاقة لك مرة
الجُوهرة : لأ مافيش فرصة ياستّي الا عاد إذا أبوي وده
عبير : أجل بكلم عمّي ماينفع كذا لازم نشوفكم


,


في قصرهْ . . هذا المجتمع المخملي لم يختلط فيه من قبل , أول مرة رأى في ملامحهُم بعضًا من والِده . . نفس الأحاديث نفس الفِكرْ !!
لم يلفظ حرفًا سوى رد السلام وسؤال الحال . . كل مانطق شخصًا دخل في خيالِه ذاهبًا لوالِده !
رفع عينه لمن دخَل . . . . . هذا كثير جدًا عليه اليوم ! عيناه تعلقت بعينيه !
ناصِر أتى . . غادة أتت معه حضرت وبقوة , عم السكُون والهدُوء والحاضِر هو وقوف عبدالعزيز و ناصر والمسافات التي بينهُم تقطعها أنظارهُم وكلن يحكي بعيونه شيء !
أتسقط الدمُوع أمامهم ؟ أم يعيب الرجال الُبكاء ؟
أأرتمي بحضنه كَ طفلٍ ؟ أم يُقال عني مالايُحسنُ !
آآه ياعبدالعزيز لو تعلم ماحدثْ بي ؟ لو تُبصر ماحلّ بقلبي من بعدْ شقيقتك ؟ آآآآه لو ترى الحُب كيف يزداد حتى بعد موتها !!
ليت قلبي أندفن معها لييييييييييييت !

ياليتك ياناصر تشوف وش سوّى بي موتهُم !! خذا مني كل شيء ! تصدق أنه إيماني كل ماقلت قوي ضعفْ قدام موتهُم ! مؤمن بالقضاء والقدر لكن ماعاد لي عقل يصدق فراقهم , كل شيء فيني ينبض بحبهُم . . . . . ليت حبُهّم معهم أندفن !!

تجاهل كل شيء . . همسات بو سعُود التي بجانبه لايُركز بِها ولايسمعها . . . أقدامه أتجهت لناصِر
ناصِر تقدّم له وكان سلامهُم حارَ جدًا . . أحتضنه بكل ماأوتي بقوة والآخر بادله بنفس الشيء . . طال سلامهُم وكلن بنبضه يحكي ماحلّ بِه . . أبتعد عنه : طال البُعد
ناصر تنهّد بإختناق
سلّم على بو ناصر سلامًا عاديًا . . وهو يريد أن الوقت يمضي ويخرج من قصر بو بدر ويذهب مع ناصر لمكان بعيد جدا عن الجميع ويتلهف لهذا اللقاء


,


الشرقية ’

شهقت بصدمة
أم ريان تبتسم : إيه وش فيك أنبسطي خلنا نفرح فيه وينسى هالمنى
أفنان مازالت مصدومة
أم ريان : وبنخطب له ريم بنت أبو منصور
أفنان شهقت مرة أخرى
أم ريان بعصبية : أنتِي وش بلاتس الناس تفرح وش أنا قايلة لك بيروح ينتحر
أفنان : ريم !!
أم ريّان : إيه ريم وش زينها كاملة والكامل الله
أفنان : لريّان !!!!!!!!!!
أم ريان : لحول ايه
أفنان : مستحيل لاجد يمه مستحيل حرام والله حرام مايستاهلها
أم ريان : أقول أبلعي لسانتس ليه وش فيه أخوك يوم أنه مايستاهلها ؟
أفنان : آخخخ ياقلبي وش فيكم كل الناس بدت تتزوج !!!! يمه ركزي معي ماينفع لها والله ماينفع لها
أم ريان : أهجدي ولايسمعك ريّان , وبعدين أم منصور عطتني موافقتها وقالت الباقي على البنت وأبوها
أفنان : جد منتي طبيعية يمه ولدك مجنون ومريض تزوجينه بنت الناس والله لتنهبل وتلحق منى
أم ريان : أنا كم مرة قلت منى لاينجاب سيرتها هنا هو ناقصها وناقص الجوهرة بعد
أفنان : والله الجوهرة ظالمها ولدك ذا !! ومرته طقّت من شكوكه ويوم تكلمت الجوهرة ماعطاها فرصة تشرح كلامها خلينا من ذا الحكي لابينفع لا مع ريم ولا غيرها ومن الحين أقولك بتلحق منى
أم ريان : أذلفي عن وجهي لاأرتكب جريمة فيتس اليوم !!
أفنان : كلام الحق يزعلكم وبعدين هذا وجهي إن وافقت ريم تجي الشرقية بتخلي أهلها والرياض والدلع وتجي لولدك تنجلط والله

,

رجع مُرهق مستنزف كل طاقاته بهذا العشاء ,
أم منصور : وين أبوك ؟
منصور : بيسهر مع الشيّاب
أم منصور : مالشايب غيرك
منصُور أسترخي على الكنبة
يوسف : ماترضى على الغالي هههههههههههههه
أم منصور : إيه وش صار بعشاء ولد بدر ؟
يوسف بسخرية وهو يقلد الصوت الأنثوي : ثوب ولد نايف وسيع مررة ومو حلو وعع وش ذا !! لاجد مايعرف يختار ثوب حلو ولا لونه بغيت أرجّع عليه !!! والعشاء يالله يايمه وش ذا العشاء مررة بايخ ولا شعرها ذيك . . لم يكمل فضحكاته تعالت
منصور أنفجر ضاحِكا : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههه هههههه
أم منصور : يعني تقلد الحريم بالعروس هههههههههههههههههههه أنا قايلة من زمان أنك ناقص عقل
يوسف : الله يخليك يايمه وش تحسين فيه مع سؤالك !! يعني عشاء حلو ومرّ وش بيصير مثلاً
أم منصور : دامكم هنا خلني بقولكم موضوع قبل لاأقوله لأبوكم
منصور أستعدل بجلسته مع جدية أمه
أم منصور : كلمتني أم ريان تخطب ريم
يوسف فتح عينه على الآخر : البزر ذي تتزوج
أم منصور : يايوسف خلك جدّي شوي
يوسف : جدي ولا عمّي
أم منصور : الشرهة على أمك اللي غلطت وجابتك
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههه أفآآ أجل الوالد غلط في ليلتي *وغمز*
أم منصور بإحراج : صدق أنك ماتستحي على وجهك قم فارقني يامال الصلاح
منصور : ههههههههههههههههههههههههه طيب يمه ماعليك منه , لريان ولا لتركي !
أم منصور : لآ ريّان
منصور : تراه مطلق
أم منصور : إيه داريه أنا والله ماأشوف عليهم شيء وبناتهم متربين وكم مرة قابلتهم بعزايم بو سعود
منصور : أنا عن نفسي موافق وريان بعد رجّال محترم وكفو
يوسف : طيب إن رفضت ترفضين يايمه
أم منصور : لأ
يوسف : أجل ليه تسأليني خلاص مايهمك رايي
أم منصور : أشوف إذا الرجال يعيبه شيء
يوسف بجدية : لأ مايعيبه شيء ومحترم وطيّب وسمعته زينه
أم منصور : الله يفرّحنا بريم وهيفاء
يوسف : وأنا
أم منصور : هههههههههههههه وأنت
منصور : أثقل متلهف على الزواج الله لايشقينا
يوسف : أقول خلك ساكت لاأفحمك برد يخليك على الصراط المستقيم
منصور : هههههههههههههههه شفني أنتفض !! يالله وش اللي بيفحمني
يوسف : الله يرحم أيام السنترة عند خالي مساعد
أم منصور : إيه وش فيها كانت تعتبر زوجته
يوسف : تدافعين عنه وانا حبيبك لادفاع ولا شيء ولاحتى توصفين لي بنت يمكن أحبّها ولا أكرهها المهم مزيونة
أم منصور : هالحين مو تقول ماتبي تتزوج !! عيب أوصف لك بنات الناس
يوسف : عين كذا تطيّحني ولا شيء مافيه أمل ؟
أم منصور : لآ مافيه أمل أوصف لك حتى البزر
يوسف : طيب يايمه جلساتك الخاصة مع منصور أيام نجلاء ماتبين تسوينها معي
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه يخي أنت تفكيرك معوّق
يوسف : والله مابقى غير هيفاء حبيبة قلبي تواسيني


,

بإبتسامة شقية يُعلق صورة اخرى لها , ينبضْ حُبًا لها وإن علمُوا سيرتاد قتيلاً !
يُخفي حبه عن الجميع ولكن لن يُخفيه عن صورها . . لن يكفّ عن محادثتها ليلاً بجنون ..
لن يكف أبدًا , ولتشهد هذه الصور بذلك ! لتشهد بعظمة حُبي !
هذه الغرفة الذي أمتلأت جدرانها بصور و رسومات لها , هذه الأنثى جعلتنِي شاعِرًا . . حوّلتني في ليلةٍ إلى إنسان صالحًا !
أخرج سيجارته وعندما قرّبها من فمّه خاف أن يعاقبه الله بهذا الحرام الذي يفعله بحرمانه منها فأطفائها , من الأساس هذه السيجارة البسيطة قد تحوّل حياة أي أُحدٍ إلى الجحيم ضررها لايقتصر على صاحبها الذي سيُعذب بالأمراض ولكن لأهله الذين سيتمزقون بعذابه وبعضهم سيقتدِي بهم ويكُون سيء الذكِر بالنسبة لهُم أو من عذاب الآخرة !! لاحاجة للحديث عن الآخرة وعذابها ربما فقط إسمها تكفِي لأن تقشعر معها الأبدان ..
لايُريد أذيتها ويعلم بفسادِه وموقن بذلك لكن يُحبها !! أُبتليَ بِحُبها ؟ مالعمل ؟
لولا المخافة من الله لوشمها على جسدِه لتكُون حاضرة في كُل لحظة وكل ثانية !! وهي أصلا لن تغب عن عقله دقيقة ..
أنا لك ياعبير لو أكون آخر إنسان ممكن تفكرين تتزوجينه !!!!!



,


أنتهىَ العشاء , خلت الصالة لم يتبقى أحد سوى " سلطان , عبدالعزيز , بو سعود , بو ناصر , ناصر , بو منصور " كان ينقصهم شخص " بو عبدالعزيز " ولكن حضوره بكلمات الإشادة والإمتنان والفخر كان قويّ جدًا !!

بو منصُور وقف : يالله أنا أستأذن ماعاد ينفع لي السهر
بو سعود : هههههههههههههههه وأنا معك
سلطان : شيّاب توّ الساعة ماجت 3
بو منصور : وانا أقول رح نامْ ماعدت بصف الشباب
سلطان أبتسم : نجدد هالشباب لو تبي
بو ناصر وقف : هههههههههههههه أصبغ شيبك بالأول
سلطان : ياهالشيب اللي مزعجكم ماتسمع بالوقار
بو ناصر ضحك وأردف : أنا أنسحب قبل لاتقومْ
سلطان : طيب يالدجاج
عبدالعزيز : ماقصرّت يابو بدر جعل يكثر خيرك
سلطان : ماهو بمقامك جعلك تحياا
عبدالعزيز : ماجاء منك قصور
ناصِر : يبه أنت روح أنا برجع مع عبدالعزيز
بو ناصر أبتسم : براحتك . . وخرج
خرج عبدالعزيز مع ناصر بسيارة عبدالعزيز . . خرجُوا لشوارع فارغة نوعًا ما , الصمت يخيّم عليهُمْ
ناصِر : كيف الرياض معك ؟
عبدالعزيز : قاعدين نتعوّد
عبدالعزيز أوقفها على جمبْ وألتفت عليه : مشتاق أسمع أخبارك
ناصر تنهّد ومع تنهيدته كأنه يشرح لعبدالعزيز حاله : دوام ونوم وصلاة مافيه شيء مُهم يذكر أنت قولي وش جابك هنا ؟ وش صار ؟
عبدالعزيز بسخرية : جيت أجدد عهد أبوي
ناصر بطيف إبتسامة وسينفجر باكيًا كطفل إن واصل عبدالعزيز الحديث عن الماضِيْ !!
عبدالعزيز : خنقوني ياناصر بديت أشك في كل شيء !! بنفجر أحس بسكرات الموت كل ليلة ولايآخذني هالموت !!! ماعاد أحس بالحياة ولا عاد أحس بوجودي ...
ناصر أبعد أنظاره عن عبدالعزيز : وش أقول أنا ؟ *مسح دمعته وهي بمحاجره قبل أن تفضحه* رُوحي معها أندفنت , خايف من كل شيء وخايف لاتفرقني جنة ربي وناره عنّها . . . ماأبغى أنحرم منها بالآخرة مثل الدنيا ولاأبي الدنيا بدونها . . أنهبلت ماعاد بي عقل يستوعب كل هذا
أبعد وجهه عبدالعزيز للشباك ودمعه يسقط على ذكرى غادة وحديث العاشق ناصرْ يهيج قلبه للبكاء . . . !
ناصر ببحة وبعبرة تخنق صوته : لو تقولي هي تنتظرك في باريس لأكذب هالعقل وأروح لها ! أنا بدونها ولا شيء *أطلق زفيرًا مختنقًا* انا بدونها أفقدني وأفقد كل شيء حلو بحياتي !!!! مجنون كنت أقول بتنساها ياناصر بتنساها وأنا كل ماقلت هالكلمة أزيد بحببي لها وعشقي !! عطني حل ياخوي قولي شيء لو كذب بس خفف هالهم عنّي !


,

تنتشر ضحكاتها مع تعليقات أفنان ومن تعبها رمت نفسها على الكنبة وهي بفستانها : بتروحون الحين ؟
والدتها : إيه وصيت الشغالة تسكّر الباب وتقفله زينْ , كلها يومين وراجعين أنتبهي على نفسك
الجوهرة : طيب
والدتها : يمه وش رايك تجين معانا ؟ والله أخاف لايصير فيك شيء
الجوهرة : يوه يمه والله مقدر وراي أشغال الدنيا لاتخافين معي الشغالة وريّان بعد
والدتها : ريّان ماهو يمّك
الجوهرة أبتسمت : لآتخافين
وخرجُوا أهلها وساد السكُون في البيت ماعدا وقع أقدام تسير ببطء نحوها
الجُوهرة أستعدلت بجلستها وصرختْ بأقوى ماعِندها عل يصل صوتها لوالدتها أو أحدهُمْ !!!!




.
.


,

أنتهىَ

مقتطفات من البارت 13

" رجولته تبخرت في هذه اللحظة لم يبقى سوى قلب رضيع مُشتاق لحليب أُمّه .."

" والله ماعاد لي حيل أشوفنا بهالوضع . . . حبّني شوي بس شوي "

" رائحة الفلوس و الدوجة أقوى من رائحة أي عطر ممكن يخليها تفيق . . أبتسمت وهي تجلس على السرير : دوجة ؟ "

" لملم نفسك كل هذا تسويه فيك حرمة ! "

" أدخل عليها بعد سنة بس زواجك بعد 6 شهور وإن كان تبي تعصيني أرفض "

" عضت شفتيها حتى لاتضحكْ وأبتسمت : شيء ثاني ؟ , أجابها وهو مُتعب : بندول إذا ممكن "



تنبيه : المدخل يحكي أحدهُم !

أعذرونا عاد على القصور ولاتحرموني من تعليقاتكم ()'
سعيدة بتواجِدكم جميعا وزدتُوني شرفْ واللي بالتقييم جدا ممتنة لكُمْ ولكل المُتابعين أشكركم فردًا فردًا دعمكم حتى بالمتابعة أعتبره ثمين بالنسبة لي :$



بحفظ الرحمنْ ولاتنسوِني من دعواتكم

الرد باقتباس




JAN 06-19-2020 03:56 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهْ ,
يسعد صباحكمْ أو مسائكمْ :$


أشكركُمْ كثير على الدعمْ الأكثر من رائِع وتحليلاتكُم جدا تسعدنِي وبعضها أضحك وأنا أقراها . . عساكُم بجنة الفردُوس تنعمُون يارب ()

ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ
أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "

لاتشغلكمْ عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه "


وبكرر هالجملة كثير " لحد يقولي هذا غلط وهذا حرام ومفروض ماتسوين كِذا , من المستحيل أني بكتب رواية واخلي كل أبطالها طاهرين منزّهين مايغلطون ولايذنبونْ لكنْ في نهاية الرواية إذا أستمروا بهالذنب هِنا بقول أني أنا كأني أشجعهم وأشجع أنه الواحد يستمر بذنبه لكن خلال فصول الرواية راح نبيّن كيف نصحح أغلاطنا وذنوبنا وأنه الواحد لاأذنب أو غلط مايحس أنها نهاية العالم وأنه مايقنط من رحمة الله و بوصل رسالة من هالرواية وأتمنى من كل قلبِي أنه يتم فهمها بشكل صحيح "


وبعض الأحداث بتكون من تجربة شخصية لي أنا لاتتعلق بأي شخص آخر
وكلها من خيالي وبعضها من واقع حياتي الشخصية !



رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البــــــــــــ13ـــــــارت


رسائلنا الخاطفة.

غدت مبهماتٍ .. قصيرة.

فلا حسّ .. لا روح فيها.. ولا عاطفة.

ولا غمغماتٌ خياليةٌ

ولا أمنياتٌ.. ولا همساتٌ مثيرة!

وأن جواباتنا أصبحت لفتاتٍ بعيدة.

كعبءٍ ثقيلٍ..نخلّصُ منه كواهلنا المتعبة.

ألا تشعرين؟..

بدنيا تهاوت.. ودنيا جديدة.

ألا تشعرين ؟..

بأن نهايتنا مرّةٌ .. مرعبة.

لأنّ نهايتنا .. لم تكن مرّةٌ .. مرعبة؟!.
*سميح قاسم

ناصر : عطني حل ياخوي قولي شيء لو كذب بس خفف هالهم عنّي !
عبدالعزيز أسند راسه على الدركسون وبكى .. أستسلم للبكاء كل حواسه تبكِي معه وكل خلية بجسده تُرثيه , دمُوعه تبلله , وصوت بُكائه بحد ذاته يُبكِي .. يُبكي ناصر يبكيه !! . . . . . . . رجولته تبخرت في هذه اللحظة لم يبقى سوى قلب رضيع مُشتاق لحليب أُمّه ..
ناصر فقط لذكراها يبكِي كيف وهو يرى عبدالعزيز بهذه الحالة !! كيف وهو يرى صديقه وصديق روحه يبكي بهذه الصورة وكأنه أول مرة يبكي وكأنه اليوم علَم بموتهُمْ . . . . . دمُوعه وأخيرا أشفقت عليه وأنهمرت بغزارة !! عيونه أحمّرت والوجع في ملامحِه تكوّن ..
شاركه ناصر بالبكاء وكأنهم أطفال . . هو يحبها بجنون بجنوووون والله قلبه يعشقها لمدى لايُدرك إلا ربّ هذا القلبْ . . هو فقد واحِدة و هو فقد أربعه ياقو قلبك ياعبدالعزيز للحين ينبض !! وأنا على غادة بفقد الإحساس !!
عبدالعزيز عض على شماغه حتى يوقف شهقاتِه ويكتمها ودمُوعه مطرًا لاينتهيْ . . . . . بكت ذكرياته معه لم يبكي لوحده !
بكى من أجل والده . . بكى من اجل والدته . . من أجل هديل . . من أجل غادة . . بكى من أجل صديقة ناصر . . بكى من اجل باريس التي أحتضنته معهم . . . بكى عبدالعزيز أستسلم ورفع الراية البيضاء لقوّته وأنهار وهو يعترف لنفسه " من يصبّرني على فراقهمْ "
بصوت مخنوقْ : وش أسوي بحياتي ؟ قولي وش أسوي !! مافيه شيء عشان أرضي مين بالضبط ؟ أمي وأبوي ؟ عشان ميييين لو عندي حلم واحد بس ؟ كان ماشفتني بهالحال . . . . قول أنهم أحياء قول أنهم بباريس ينتظرونك قول ياعبدالعزيز أمّك هناك أنت تحلم .. . قول أنه حلللم قووووووووووووول * قال كلمته الأخيرة وهو ينهاااار دون أيّ مقاومة منه لحبس هذه الدمُوع*

,

أفنان : بسم الله عليك
الجُوهرة وهي تتذكر تلك الليلة التي فقدت فيها " كرامتها " . .
أفنان : خرشتيني وأنتِ تصارخين وش هالحلم
الجُوهرة ببكاء دفنت وجهها بالمخدة
أفنان وضعت كفّها على جبينها وقرأت بعض من سور القرآن كي تهدأها.
أنقض عليها كالكلابْ وأسقطها بين كفوفه وهي مبللة بالدماء !
ليتني رحت وياكُم ليتني ماجلست في البيت ذيك الليلة

,


تنهّدت فقدت كُل أعصابها . . لم يعُد الصبِر ينفع أبدًا . . صبرت بما فيه الكفاية , لم تنام طيلة الليل وهي تُفكر وأستخارت وتُريد أن تُنهي كل شيء وتريّح هذا القلب من التفكير وتُعطي العقل فرصة أن يُقرر !
منصُور أنتهى من فطوره وتوجه للحمام ليغسّل
عند باب الحمام وقفت : قبل لاتروح الشغل أبغاك بموضوع
منصور : خير ؟
نجلاء : أنا فكرت وأستخرت
منصور رفع حاجبه : إيه
نجلاء : قبل لانكبر هالفجوة وقبل لانغلط على بعض أكثر أنا أبي الطلاق يامنصور ماعاد لي حيل لهالزواج كل ماحاولت أزيّنه من جهة أنكسر من جهة ثانية !!
منصُور عض شفته بغضب : تبين الطلاق ؟
نجلاء بإرتباك : إيه
منصور : ماراح أطلّق
نجلاء وحروفها ترتجف : لـ . ليــــــــــــــــ.....ــــــــــــه . .. ليه
منصور بصمتْ
نجلاء : قول أنك تحبني عطني فعل واحد يقول أنك تحبني وماعاد بفتح سيرة هالطلاق أبد
منصور وبدأت شفته تنزف ببعض الدماء من قوة عضّته عليها ..
نجلاء : مافيه أفعال تبيّن حُبك لي مافيه !! كيف أجلس قولي سبب واحد يخليني أجلس
منصُور : لأنك أنتي أصلا حُبك حب يومين وبسرعة نسيتي . . وخرج من الحمام متوجه للطاولة ليأخذ مفاتيحه
نجلاء بقهر : الحين الحق علي !! أنا حُبّي يوميين !!
منصور ألتفت عليها : اللي تبينه بيصير
نجلاء تكتفت ودمعها يتجمع بمحاجرها : منت معطي نفسك حتى فرصة تتمسك فيني !!
منصُور : قلتي تبين الطلاق وأبشري
نجلاء ببكاء : يخي أنت ليه ماتحسّ !! حرام عليك أنا أحبك ليه ماتفههم
منصور يضعف أمامها للمرة الألف
نجلاء : أنت تجرحني باليوم مية مرة وأقول معليه حبّي عيوبه وخليها محاسن لكن ماعاد يُطاق هالشيء والله ماعاد لي حيل أشوفنا بهالوضع . . . حبّني شوي بس شوي



,

- صباحًا –

صحتْ على صوت عبيرْ ,
رتيل : وش تبين على هالصبح
عبير : قومي يالله اليوم يوم الإحتفال العالمي
رتيل وهي تدفن وجهها بالمخدة : سكري الستاير خليني أنام
عبير : بتمّرني هيوف ومعها أكيد ريم وبنروح نفطر برا أول شيء بعدها بنتسوّق وكِذا وممكن بعدها ندوّج شوي بشوارع الرياض الجميلة *أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية*
رتيل وشمّت ريحة " دوجة " وجلست على السرير : دوجة
عبير : وفلوس , توه جاني مسج من البنك أبوي منزّل هالصباح بحسابي
رتيل وريحة الفلوس تشرح صدرها :p : وفلوس بعد !!
عبير : هههههههههههههههههه يالله قومي اليوم للوناسة فقط لاغير
رتيل : وأبوي موافق ؟
عبير : طبعًا ولا كيف صحيتك
رتيل تبتسم
عبير بنظرات خبث : يالله تحركي
رتيل تغيرت ملامحها : بس أبوي زعلان مني للحين وماسامحني
عبير : الحين أنط لك عليه وأخليه يسامحك بس بسرعة صحصحي ماعلى أروح له . . وخرجت لتنزل له ’
كان متوجه للباب خارِجًا
عبير : يبه
بو سعود : سمّي
عبير أبتسمت : سم الله عدوّك , رتيل ...
بو سعود : لاتقولين لي شيء الموضوع منتهي
عبير : تكفى يبه الله يخليك والله مرة متضايقة
بو سعود : كويّس خلها بعد تجرّب الضيق شوي
عبير : يبهه عشان خاطري هي يعني ماسوّت شيء يعني كلها سلاح ومسكته
بو سعود : أنا مايهمني لو مآخذة منديل بس أنها تدخل مكتبي هذا ماراح أسامحه عليه
عبير : هي ماودّها تروح معاي وأنت
قاطعها بو سعود بضحكة ساخرة ثم أردف : ومين قال أنها بتروح معك !! انا وافقت لك أنتِي بس أما هي بتنطّق بالبيت
عبير بزعل : اجل ماني رايحة !! والله يبه مرة طوّلت بزعلك عليها بتكمّل شهر الحين ..
بو سعود : عشان تتربى
عبير بدلع عفوي : عشاني
بو سعود بصمتْ وكأنها بدآ يستجيب لها
عبير : هالمرة سماح وإن عادتها أقطع فيها 3 شهور بعد
بو سعود تنهّد : طيّب سماح
رتيل وهي واقفة بأعلى الدرج نزلت بخطوات سريعة
بو سعود : هههههههههههههههههههههههههههههههه *مد ذراعه ليحتضنها*
عبير : أيوا كذا هذا الحنون اللي نعرفه أبد ماهو لايق عليك تقسى زي كذا
رتيل تُقبل خده وجبينه وكفّه : ياعساني ماأنحرم منك


,


رجع والحزنْ واضح بِه .. عيونه المحمّرة من آثار السهر وزاد عليه بكائِه !
شعر بحملٍ بسيط قد أندفن بحديثه مع عبدالعزيز . . كم أحتاج لهذا الحديثْ ..
والده : تعرف الساعة كم ؟
ناصر بإرهاق : هالمرة أعفيني من الدوام بنام ولاتصحيني الا على الصلاة
والده : لملم نفسك كل هذا تسويه فيك حرمة !!
ناصر بحدة : كل هذا يسويه فيني الموت ! . . . وصعد لغرفته
والده : لاحول ولا قوة الا بالله , الله يرحمك ياغادة ويجبر كسر قلب ناصِر


,


- الشرقية -

ريان بغضب : خطبتيها !! يالله يايمه أنا وش قلت لك
أم ريان بإبتسامة : طبعا ماراح تفشلني وأقول ولدي والله هوّن
ريان وشياطينه بأكملها خرجت : يمه ماأبيها أنا ماأبيها ليه كذا تروحين من وراي مو قلتي لي خلاص
أم ريان : تعال أضربني بعد
ريان يهدىء من نبرته وبقهر : يايمه حرام عليك أنا ماني جاهز للزواج كيف أفهمك إياها ذي بعد وبعدين مين ريم اللي طلعتي لي فيها !! إحنا مانعرفها كويّس هي بالرياض يعني ماتشوفونها الا بعزايمكم وأكيد بتطلع فيها محترمة أنا وش يدريني الحين عن تربيتها بعد
أم ريان : تطمّن البنت كاملة والكامل الله ورزانة وعقل بتدخل قلبك وقل أمي ماقالت
أفنان بسخرية : وشعرها طويل ويحبّه قلبك
أم ريان تسترسل معها بنبرة الأمهات عند وصفهم شيء : وعليها جسم ماشاء الله تبارك الرحمن ولا الخشم مرسوم سبحان ربي خالقه
ريان غضبه لايسعه شيء : وأنا وش أسوي بجمالها لا طلعت أخلاقها زفت
أم ريان : ولا الأخلاق البنت عقل وأدب ومحترمة ولاحكت يازين الحكي من فمّها
ريان : يايمه وهقتيني يعني أنا ماني بنت تجبريني كذا ومن الحين أقولك الزواج بعد سنتين
أم ريان : أعوذ بالله ليه
ريان بسخرية : أكوّن نفسي
أم ريان : لعنبوا شيطانك شيبك طلع وللحين ماكوّنت نفسك
أفنان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله لاتشقينا . . وخرجت من الصالة
ريان : خلاص زوجتيني وماتبيني أفضحك الزواج أنا أحدد متى ؟ وبعد سنتين ولاتحاولين ولا والله لاأجي عند بو منصور وأسحب نفسي منه
أم ريان : طيب سنة ونص !! عشان أميمتك
ريان : لأ
أم ريان : مالي خاطر عندك ياعاق
ريان : طيب سنة ونص ولا تزعلين
أم ريان ثواني طويلة واردفت : أنا قلت سنة ونص !! سنة
ريان أنهبل : يمه قلتي سنة ونص لاتجننيني
أم ريان : قلت سنة
ريان وبقلة صبر : طيب سنة ياأم ريّان
أم ريان وتكتم ضحكتها : كيفك أدخل عليها بعد سنة بس زواجك بعد 6 شهور وإن كان تبي تعصيني أرفض
ريان ويمسك بشعره وفعلا سيقطّع نفسه الآن أمام والدته
أم ريان : خلني بروح أشوف غداي حضّر نفسك ياعريس . . وخرجت
ريان : اللهم صبّر عبدك ياكريمْ


,


رتيل وفرحتها برضا والدَها لاتسعها . . : الحين أحس بمعنى الحياة
عبير : ماجربت يزعل عليّ عشان كذا ماأدري كيف شعورك
رتيل : الله لايوريك جد أشين أيام عُمري يالله حسيت بموت وهو يتجاهلني ولايكلمني
عبير : يالله عدّت على خير أهم شيء تعقلين
رتيل : لابمشي على الصراط
عبير ضحكت وأردفت : يالله هم عند الباب
رتيل أخذت نقابها ونزلتْ
عبير ورتيل خرجُوا وكانت سيارة عبدالعزيز للتو تدخل للكراج ,
عيناه محمّرة . . سواد تحتها . . . أول أزارير ثوبه مفتوحه بإهمال . . وشماغه على كتفه وعقاله على رأسه , من يُشاهده ولايعرفه أول كلمة ستأتي تعبيرًا على شكله *مدمن مخدرات* نزل من السيارة وأغلق بابها والتعب سيجعله يُغمى عليه الآن ..
سقطت عيناه بعين رتيل التي كانت تتفحص شكله بدقة . . . خرجت عبير للشارع وركبت السيارة ومازالت رتيل واقفة ونظراتها مُعلقة به وكأنها تريد فهم حاله الآن وبسرعة !!
عبدالعزيز وضوء الشمس يُضايقه وأول يوم له تدريب تحت إشراف سلطان يبدو أنه سيلغيه وهذا حاله . . .
مر ووقف أمامها : مضيعة شيء
رتيل ولأن هذه المرة بنقابها تشعر أنها تستطيع الرد عليه دُون تردد *هي أصلا حتى بدون نقابها قادرة لكن الضمير يأنبها*: إيه
عبدالعزيز أدخل كفوفه بجيوبه : إيه وشو ؟
رتيل : وش فيك ؟ تعبان ولا إيش ؟
عبدالعزيز : يوه هالسؤال من زمان محد سألني إياه , تعبان ولا مرتاح ولا بموت .. هذي بركات أبوك
رتيل بنبرة هادئة : بقول للشغالة تحضّر لك عصير ليمون يصحصحك
عبدالعزيز : وفطور الله لايهينك نفسيتي مرة مفتوحة
رتيل عضت على شفتها لكي لاتضحك من نبرته , وأبتسمت من خلف نقابها : طيّب شيء ثاني ؟
عبدالعزيز : بندول إذا ممكن
رتيل : غيره ؟
عبدالعزيز : شكرًا
رتيل : طيب أرتاح وبخليها تجيب لك كل شيء . . ردت على جوالها * نسيت جوالي فوق وصعدت أجيبه ثواني وأنا عندك *
عبدالعزيز وأتجه كم خطوه لبيته وألتفت عليها : أبوك طلع ؟
رتيل وكانت ستدخل البيت تخبر الخادمة : قبل نص ساعة يمكن
عبدالعزيز أكمل طريقه للبيت
رتيل : سليمة سوّي فطور وعصير ليمون ووديه لعبدالعزيز بسرعة . . . وصعدت لغرفتها لتبحث عن بندُول ..
فتحت درجها ولقت العلبة وأخذتها وبخطوات سريعة نزلتْ حتى لاتتأخر على البناتْ . . ,
شعرت بخفّة العلبة . . فتحتها وكانت فارغة , تنهّدت وبدأت تبحث بالأدراج وغاب عنها أن تسال الخادِمات ..
وقفت أمام مكتب والدها . . لن تخطأ مرة أخرى .. تعدت مكتبه ودخلت للصالة الداخلية وفتحت درجها وكانت هُناك علبْ كثيرة من البندول بأنواعه . . . عمها مقرن أدمن هذه الحبُوب . . .





.

مرّت أيامهُمْ . . بحزنْ شديد يغلف قلبْ عبدالعزيز و ناصِر . . لقائاتِهم أصبحت يومية مع إنزعاج بو سعود من هذه العلاقة التي قد تؤدي بناصِر الى الموتْ حسب رأيه ويخالفه مقرنْ . . !

يتذكَرْ ماينتظرُه ليلة الغد . . . زواجه من الجُوهرة !
نفسيًا ليس بجاهز لخوض حربْ حسب مايعتقد بزواجه هذا ،
قطع أفكارَه صوت عبدالعزيزْ
في مكانْ أعتاده عبدالعزيز خلال الأيام الماضية من تدريبات عسكرية لأفراد الأمنْ ! أول يوم مرّ وهو " متنح " لكن أعتاده
سلطانْ : عسى دُوم هالإبتسامة
عبدالعزيز : مبسوط
سلطان : نقدر نعرف وش مخليك مبسوط ؟
عبدالعزيز : حلم شفته وأنبسطت
سلطان أبتسم : كويّس عسى دوم هالأحلام دامها بتخلينا نشوف إبتسامتك اللي ماتطلع بالسنة الا مرة
عبدالعزيز أدخل كفوفه بجيوبه : وعشاني مبسوط أكيد ماراح ترفض أي طلب أطلبه
سلطان وهو يضع علبة الرصاص جانبًا : أبشر
عبدالعزيز : أبي ملف أبوي اللي فيه كل الأشياء اللي سوّاها واشرف عليها
سلطان وصمت يغلفه لثواني طويلة وأردف : مقدر ياعبدالعزيز
عبدالعزيز : ليه ؟
سلطان : فيه أشياء ماينفع تنقالك ولا تقراها
عبدالعزيز : انا ولده
سلطان : لو عندي شك واحد بالمية أنه لو كان حي راح يخليك تشوفه كان وريتك أياه لكن أنا واثق أنه سلطان الله يرحمه ماله أي رغبة أنه ولده يشوف أعماله
عبدالعزيز وتغيرت ملامحه : وأنا الحين تأكدت 100 بالمية أنه فيه أشياء ماهو من صالحكم أني اعرفها
سلطان أبتسم ليلطف الجو : ماودّك نتدرب اليوم
عبدالعزيز : لاتعاندوني كثير صدقوني ممكن أغدر فيكم
سلطان ضحك وأردف : كيف بتغدر فينا ؟ مثلا تروح للجوهي وتخبره أنك عميلنا السري ولا ؟
عبدالعزيز تنرفز من ضحكاتِه وسخريته
سلطان : أتراجع عن دعوتِي هالحلم اللي شفته ياعساه مايدوم دام بيخليك كذا
عبدالعزيز : أبي أعرف وش اللي مخبينه عنّي
سلطان : جيب لنا راس الجُوهي وبجاوبك على كل شيء
عبدالعزيز : وإن ماجبته
سلطان : بيروح راسك
عبدالعزيز : يعني ؟
سلطان : بعطيك إياها بصراحة الجوهي مافيه عنده حل وسط إما تنجح أو تفشل ماهو زي جماعة عمّار لا جبت راسهم ولا جابو راسك بس بالجوهي ممكن يدفنونَك هناك
عبدالعزيز : أعرف خطره وكل هالأشياء عارفها أبي أشياء ماني عارفها
سلطان : كل شيء بوقته حلو . . بدخلك الحين على تاجر مخدرات أبيك تستجوبه
عبدالعزيز : كيف أستجوبه ؟
سلطان : بتأكد أنه تدريبي لك الأيام اللي فاتت ماراح هباءَ !!
عبدالعزيز تنهّد : طيّب
سلطان دخل لمبنى آخر ومن خلفه عبدالعزيزْ
غرفة مفصولة بجدار عازل للصوت وغرفه أخرى مفتوحة عليها بمرآة ضد الكسِرْ . . جلس عبدالعزيز بالغرفة المفصولة بالجدار العازل ليستجوب هذا المُجرم وسلطان بالغرفة الأخرى يراه ويستمع لصوته الذي سيسجّل كعادة الإستجوابات !!



,


يبكي بحرقة ستذهبْ منه غدًا . . لم يعتاد غيابها . . كان يلاحقها كظِلها كيف لايراها الآن !! كيف ؟
دمُوعها تخرج بضعفْ أمام حُبّه . . . . . يُدرك فداحة مايرتكبه بأبنة أخيه لكن يُحبها ماذا يفعل ؟
حُبها أعمى بصره عن الله و العذاب و شيء يُدعى النار !!
في نفسه يبرر مالي ذنب ؟ هي كل الذنب !! هي اللي خلتني أحبها !!!! هي اللي كانت قريبة مني !! هي اللي حبتّني وخلتني أحبها !!! هي الحين تنكر !! هي كذابة كذاااابة تحبنّي بس تكذب على الكل وعلى نفسها !!!!!!
ماتتهنين بدوني ماراح تتهنين . . بيتركك زيّه زي غيره وبترجعين لي !
أخفض راسه وعاد للبكاء بمرارة وحجرة تقف في حنجرته تُخنقه . . حُبها يخنقه ’
عاد لذِكرى تلك الليلة – إغتصابها –

كانتْ ترتدي فستانًا ذابت عيونه بِها . . خطط لتلك الليلة عندما علم بسفر الجميع للرياض وإرتباطها بإختباراتها الثانويةْ ,
ضحكتها تزهر قلبه ربيعًا . . أقترب مِنها بخطواتٍ بطيئة لكن متلهفة لها !
سمع صُراخها ومناجتها لأمها وأبيها وريّان وله أيضًا كانت تصرخْ بِه : تُركككككككككككككي ... ،
تركي : انا تركي أهدي
الجُوهرة تمسح دمُوعها : خوفتني أحسب أحد ثانيْ !!
تُركي أبتسم : سلامة هالقلب من الخوف
الجُوهرة : تعبت اليوم بالعرس مررة يمديني أنام وأصحى بكرا أذاكر
تُركي يقترب منها : كيف كان العرس ؟
الجُوهرة : حلو يعني أنبسطنا فيه
تُركي يجلس بجانبها مُلتصقًا بها
الجُوهرة بإستغراب ألتفتتْ وما إن ألتفتت ليتقابل وجهها مع وجهه حتى أنقضّ عليها
الجُوهرة تضع كفوفها على صدره كي تُبعده : وش تسوي ؟ يامجنووووووون !!!!! تركيييييييييييييييي
سقطت من الكنبة وسط مقاومتها له ..
ثبّت كتفيها على الأرضَ وهو يذُوب في ملامِحها وأصابِعه على أزارير فستانها الذي ينفتح شيئًا فشيء
هي دمُوعها تخرج كنيران تحرق خدّها ودفاعها عن نفسها جدًا ضعيفْ و ما إن ..

قطع ذكرياته لتلك الليلة صوت ريّان : ممكن ياعمي الصغير تنزل تحت أبوي قلقان عليك لاتغديت معانا ولا تعشيت
تُركي وهو معطيه ظهره : طيب نازل
ريان استغرب نبرة الصوت : فيك شيء
تركي بحدة : قلت نازل
ريان : أستغفر الله بس . . وخرج وأغلق باب غرفته بقوة



,

في حضُور بو منصور وأم منصور . . ويوسفْ وريمْ ,
يوسف : ههههههههههههههههههههههههه يخي اللهم لاشماتة لايكون تستحون من ريم ههههههههههههههههههه
أم منصور : أنقلع برا خلنا نحكي مع أختك بروحها
يوسف : خلاص بسكتْ بس خلوني أشهد هالمشهد التاريخي
ريم ضاعت بينهم : إيه وشو ؟
أبو منصور بنبرة هادئة وشيء في داخله يوتّره أول فتياتِه هيْ فَ لها مكانه خاصة بالطبع : إيه ياريم بدون مقدماتْ بو ريّان بيجي بعد كم يوم الرياض عشان يخطبك لولده ريان رسمي وأم ريّان حكت مع أمك وبلغته بأمر الخطبه بالجوالْ
ريم تجمّدت في مكانها وكل خلية في جسمها وقفتْ !
يوسف ويصوّر ريم بالكام اللي كانت مرمية بالصالة : لحظة لاتفوّت هههههههههههههههههههههه
أم منصور : يوسف ووجع صوّرتنا
يوسفْ : ماني ناشرها لاتخافينْ
أبو منصور : ماعليك من ذا البليد إيه ياريم فكرِي وأستخيري وإن كان تبين رايي انا موافق وأمك ماعندها مانع وأخوانك بعد شاورتهم أمك ولاعندهم أي مانع . . الرجّال طيب وأبوه طيّب وأنا أعرفه من عمر والشين مايطلع منهم والحمدلله مو ناقصه شيء ريّان
يوسف : بس بالشرقية خلوها على بينة بكرا مو تنهبل لاطلعت من الرياض
ريم وشفايفها ترتجفْ ووجهها ينصبغ بالحُمرةْ
أبو منصور حتى لايُحرجها أكثر : فكرِي كويّس وأستخيري وردّي لي خبر . . يالله قوم يوسفْ معاي
يوسف وفاهم مقصد والده : وين ؟
والده : قلت لك قوم
يوسف : هههههههههههههههه طيب بقوم بس أبغى أعرف وين
والده يغمز له
يوسف : ليه تغمز لي ؟
والده فتح عينه على الآخر : لأنك حمار . . وخرج ولحقه يوسف بضحكاته الصاخِبة
أم منصور أبتسمت : والله جا اليوم اللي أفرح فيك
ريم بربكه وقفتْ وخرجت بخطوات سريعة لغرفتها وهي بشتات فعلاً من هذا الخبر المُفاجىء لها ..


,


في إحدى مُولات الرياضْ =)

رتيل : بصراحة ابوي ماله داعي يوم واحد بس بالشرقية بس نحضر العرس ونروح !! لو نجلس أسبوع ونروح الشاليهات ونسوي لنا تان بعد ههههههههههههههههه
عبير : تان بعينك بروحك صايرة سمرا كرة هاليومين
رتيل : حبيبتي الجمال كله بالسمراء
عبير : يوه أشتغلت عاد إيه دارية إحنا البيضات شينات ولولا زين السمرَا ماسوينا تان حفظت هالكلمتين اللي أزعجتيني فيها
رتيل : هههههههههههههههههههههههههه *تنظرة لصورة عارضة* مشتهية أصبغ شعري بني
عبير: أصبغيه اليوم كذا لون الكاكاو وعلى بشرتك بتطلعين وآآو . . وبكرا فستانك الكُحلي بتصدمينهم باللوك الجديد صدقيني بيطلع حلو
رتيل ودخلت مزاجها الفكرة : أجل نطلع من المول نروح المشغل وأصبغه
عبير بحماس : وأنا بقص شعري
رتيل : مستحيل لا لاتقصينه
عبير : مليت من طوله
رتيل : أعقلي بالعكس جميل بطوله بس أنا خليني ألعب بشعرِيْ وإن ماعجبني رجعته اسود
عبيرْ وعيونها تسقط على أحدهم وتشعر كأنه يعرفها بنظراته : هذا وش فيه يطالعني كذا ؟
ألتفتت رتيل : وين
عبير : بسم الله وين أختفى ؟ كان واقف هناك


,

كان شكله أنيق جدًا . . جلس على الكرسِي ويزيد الحلاق من سواد سكسوكته !
خرج الحلاق وفرغت الغرفة . . أرتدى النظارات الطبية ..
سلطان : لحظة ننادي بو سعود . . خرج من الغرفة ونادى عليه وأتاه
بو سعود ويتأمله من فوق لتحت : هههههههههههههههه وش سويت فيه
سلطان : يشبهه ولا ؟
بو سعود : يشبهه مررة خصوصا عينه بالنظارات تخدع . .
عبدالعزيز ويرى الصورة التي سينخدع بها : بس خشمه غير خشمي
سلطان : ناسينه من 10 سنين ماشافوه ..
بو سعود : عارف وش تقول ؟
عبدالعزيز أبتسم وبنبرة واثِقة : لاتخاف على صالح النايفْ
بو سعود ضحك وأردف : كفو والله
عبدالعزيز وينحني لسلاحَه ويدخله في جيبه .. ويأخذ مفتاح سيارة البنتلِيْ والهوية الجواز المزيّف : بيجي وراي حرسْ ؟
سلطان أخرج جهاز التتبعْ والتنصّت . . كانت شريحة صغيرة جدًا . . وضعها خلف ساعة الرولكسْ وقدّمها له
عبدالعزيز أرتدى الساعَة
بو سعود : ماراح نشككهم بحرس وغيره , إحنا بنراقبك من هالجهاز . . جربه سلطان ولاعليك أمر
سلطان فتح الشاشة المتوسطة الحجم في مكتبه : إيوا تشتغل صح
عبدالعزيز : الصوت واضِح
كان يسمع الصدى من السماعات المرتبطة بالشاشة
سلطان : كل الأمور تمام . . . أملنا كبير فيك ياعبدالعزيزْ لاتشككهم بأي شيء وصدقني بس يعرفون بإسمك بينهبلون هم يبونك من زمانْ خلك عادِي وريلاكس زي ماعلمتك طول الفترة اللي فاتت . . نظراتك أبدًا أبدًا لاترفعها لفوقْ . . خلها حادة وعلى كل شيء قدامك دقق فيه خلك نبيه جدًا وخلهم يشكون بنفسهم من هالنظرات
عبدالعزيز : طيبْ
سلطان وبو سعود يخرجون معه
سلطان : متعب شغل الشاشات بالصالة الرئيسية
بو سعود : كلنا بنشوفك ونسمعك وتحت حمايتنا بس أهم شيء لاتتوتّر
عبدالعزيز وهو يمسك الكاميرا الصغيرة جدًا وجدًا : جربتوها تشتغل ؟
سلطان : إيه مجربة شوف مكانهم اللي يجلسون فيه دايم أو يخططون فيه وعلقها بدُون لاينتبهون وأول شي شوف إذا المكان مراقب أو لا
عبدالعزيز : أوكِي . . وخرج متوجه لسيارة البنتلي الواقفة أمام المبنى والتي تم تسجيلها بإسم شخص متوفِي منذ زمنْ حتى يخدعونهم إذا بحثوا عن رقم السيارة . . !
طوال الطريق وهو يُفكر باللقاء الأول مع رائد الجوهي . . خائف لن يُخفي ذلك على نفسه لكن واثق من قُدراتِه ..
صالح النايفْ ؟ إسم متوفي يهم الجوهي أكثر من أي شيء آخر . . توفى ولم يلتقي بالجوهي سوى بالرسائل وآشخاص آخرين هذا ما سيُسهّل المُهمة عليه . . . . ثري جدا هذا الـ صالح ولكن شر أعماله اوقعته ’
قطع دائِرة أفكاره صوت سلطانْ الذي مُرتبطة بسماعة صغيرة في أذنه اليمنى ليتأكد من فاعليتها

,
في الظلامْ جالِسةْ . . بكائها هذه اللحظة هو الحاضِرْ /
تعيسة جدًا وتصبّر نفسها بأحاديث من أيات الله . . . هو إبتلاء من الله تُمتحن به وستصبرْ !
لكن لاتريد أن تفكر بردة فعل سلطان عندما يعلم بأنه ليست بَ بنتْ !! لاتُريد أن تتخيل ماذا سيدُور براسه بأنها في مصافْ الزانيات أو كلمة أشد قُبحا من هذه !! لاتُريد ولكن رغما عنها تُفكر بِه وبردة فعله . . لن تستطيع الدفاع عن نفسها ! جائتها فكرة مجنُونة ولكن لن تتم . . . . تتطلق منه بعد فترة من زواجهُمْ وعندها سيكون لها حجة بأنها ليست بنتْ ولكنها تستغل سلطان بذلك وهو ليس له ذنبْ !! لآ تريد ان تكون حقيرة لدرجة الإستغلال لكنها مُضطرة كي لاتجرح أحد !!
لن تسمح لسلطان أن يقترب منها ويلمسها وستطلب الطلاق مثلها مثل أيّ فتاة !!! لن يرفض بالطبع لن يرفض . . لكن إن رفض !! لا لا لم يتبقى سوى خيط الأمل هذا إن تم ستستعيد شيئًا من حياتِها ضاع . . . لكن إن لمسني سلطان لن أستطيع أن أرفض كيف أرفض بماذا أتحجج ؟ سأضيع فعلاً لن يُصدقني أحد وسيذبحني ريّان قبل سلطان !!!!


,
أيها القلبُ الذي يحرم من شمس النهارْ
ومن الأزهار و العيد . . كفانا !
علمونا أن نصون الحُبْ بالكره
وأن نكسو ندى الوسط . . غبار !
أيها الصوت الذي رفرف في لحمي
عصافير لهبْ .
علمونا أن نغني و نحبْ كل مايطلعه الحقل من العشب
من النمل ومايتركه الصيف على أطلال دار ..
علمونا أن نغني ونداري حبّنا الوحشي
كي لايصبح الترنيم بالحُب مملاً ..
عندما تنفجر الريح بجلدي سأسمي كل شيء بإسمه
وأدق الحزن والليل بقيدي
ياشبابيكي القديمة !!

لزوجتِيْ و حبيبتِي | أنا أعيش لأجل أزهار حبك المستوطنة قلبِيْ ..

أغلق الدفتر وهو يضع نقطتين في نهاية سطرهِ !
وأمسك اول وردة وقد سقطت نصف أوراقها من الجفاف أُهديت له بحياته كانت منها !!

رفع عيناه في زاوية هذه المقهى : ماخبرّوك أني ماأطيق الإنتظار
غادة تمد له الوردة وبلكنة لبنانية : عجئة سِير
ناصر ضحك وأردف : عطيني فرصة بس أحاول أعصب عليك
غادة أبتسمت وهي تجلسْ : بالأساس كلامِك يحبني أكثر منك
ناصِر : وأنا مالي سلطة على كلامي في حضورك
غادة بخجل شتت أنظارها : طيب ياشاعرِي لاتتغزل فيني اليومْ عشان عندي أخبار مرة حلوة لك
ناصر : هههههههههههه وشو ؟
غادة : أبوي وأخيرًا غير رايه بموضوع العرس وخلاه بعد العيد
ناصر من الصدمة ضحك وهو لايستوعب
غادة : ههههههههههههههه والله عبدالعزيز حاول فيه وبعدين أمي وآخر شيء قال خلاص
ناصر : تدرين أني قلت بكتب فيه قصيدة هجاء وهو يأجل في هالعرس
غادة : عشان أذبحك
ناصر : روحي فدوة لك
غادة تغطي وجهها وبضحكة : خلاص غادة بتختفيْ
ناصر ويجلس بالكرسي الذي بجانبها ليقبّل كفوفها التي تغطي وجهها
غادة ألتفتت عليه وهي تنبض حُبًا له وكفّها تعانق كفّه : أنت أحلى شيء صار في حياتيْ


,

بنبرة واثِقة وهيبة واضحة في عيناه : ياليت تستعجلْ
أحدهم : تفضل أجلس ماعلى نبلغه
بحث في عيناه في زوايا هذه الدارْ ..
أنتظر دقائِق عديدة جدًا , وأتاه شخص غير الذي أستقبله : والله طويل العمر مشغول هالحين أترك لنا رقمك ونتصل عليك إحنا
وقف عبدالعزيز : طيب بلغه هالكملتين يمكن شغله يخلص . . صالح النايف يبي يقابلك
رد بضجر وهو يجهل هذا الإسم : وخير ياطير لو سمحت إحنا مشغولين الحين ماهو وقتك
عبدالعزيز يحك أسفل شفته : معليش بس ماهو من عادتي أنتظر أكثر من دقيقة فياليت تتوكّل ولاتضيّع لي وقتي
تحلطم هذا الرجُل ودخل وماهي الا دقائق وتشهد حضور الجُوهي بكبره أمام عبدالعزيز
عبدالعزيز وقف بإبتسامة : نسينا العهد ؟
رائد وعيناه تتفحصه جيدًا : صالح !!!!!!!!!!!!
عبدالعزيز : حيُّ يُرزق
رائد : الله يالدنيا كيف جابتك عندي
عبدالعزيز : ماراح نحكي بَ وش صار بالماضِي أنا عندي مصالح وترتبط فيك وبجهة ثانية هي مصالح لك بالأساس
رائد : تفضّل نحكي على روقان داخِلْ ,
دخل لهذه القاعة الواضح بها الثراء الفاحش . . تفحصت عيناه بثواني إن وُجدت كاميرات مراقبة , الواضح فقط رجال يحاصرون المكان ليحفظوا أمنه . . . جلس في مكتبه : وش تشرب ؟
" سلطان : شاي بدون سكّر " - لأن سلطان يحادثه بإستعماله السماعه فسيكون حديثه بين أقواس حتى لاتخربطون :$ "
عبدالعزيز : شاي بدون سكّر
رائد : ماغيرت العادة كانوا يخبروني أنك ماتحب السكر
عبدالعزيز : معدن أصلي وش يغيّره
رائد يبتسم : بس يصدّي ؟
عبدالعزيز : ولكل قاعدة شواذ
رائد : وين كنت طول هالفترة الماضية ؟ 10 سنين لاحس ولا خبر !!
عبدالعزيز : ماني جاي أجاوبك ولا جاي أسألك جاي احقق معك فرصة ماتتعوّض
رائد : وأنا أسمعك
عبدالعزيز : تعرف محمد الـ******* ( إحدى الجنيسات )
رائد : أكيد
عبدالعزيز : بستفيد من علاقتك فيه
رائد : والمقابل ؟
عبدالعزيز : أهرّب لك من الجمارك باللي تبيه
رائد : تحالفت مع واحد من الأمن ؟
" سلطان : لايشك بأي علاقة أمنية "
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه كان زماني في الديرة اللي أنت خابرها
رائد : ممنوع من السفر وحالتك حالة وميّت حسب ماأعلنوا وإلى الآن مانقصت درهمْ !!
عبدالعزيز : قلت لك معدن أصلي مايصدّيْ
رائد : كيف أفيدك بمحمد الـ****** ؟
عبدالعزيزْ : ودّهم بَ راس مين ؟
رائد ضحك وأردف : وتسأل بعد !! أكيد سلطان بن بدر
عبدالعزيز : وأنا أبي راسه
رائد : غربلك بسجونه
عبدالعزيز : وهالغربلة لازم لها ذبح
رائد : بتطيّح بين دولتين يارجّال
عبدالعزيز : وبربّحك ولا ؟
رائد بصمت لدقائق وهو يفكّر : تمّ
" سلطان : لفّ على مكتبه وعلق الكاميرا بيمينها "
عبدالعزيز وقفْ : دبّر لي لقاء معاه هنا ..
رائد : أول نظمن !!
عبدالعزيز : أظن ماتجهلني لا قلت الكلمة مابترجع
رائد وقف : أجل حاضرين للطيبين
عبدالعزيز أبتسم وهو يقترب من لوحة على يمين مكتبه : هاللوحة تجمعك مع أموات !!
رائد : وبنحييهمْ ولا وش رايك ؟ عبدالعزيز يلتفت عليه ويديه خلف ظهره ليُلصق الكاميرا بِها وقد ضاعت بين أوراق الشجر الإصطناعي التي في مكتبه . . وتوجه للباب وألتفت . . لطاولة صغيره رمى عليها بطاقة فيها رقمه : أتصل علي إن حضّرت لي لقاء معاه . . . وخرجْ



,


الساعة الثانية فجرًا . .
عبير : مُفاجئة
بو سعود رفع عينه بصدمة بشكل رتيل
رتيل وشعرها مموّج بلون الكاكاو وبشرتها برونزية وقد توحّد لونها: ههههههههههههههههههههههههه عيونك تقول بشع
بو سعود : وش مسوية بنفسك ؟
رتيل تدور حول نفسها : مو حلوة القصة الجديدة ؟
بو سعود : لأ حلاتك بالأسود
عبير : يالله يبه أنت موديل قديم أسود وماأعرف ايش . . بالعكس البني حلو مرة عليها
رتيل : أنت في قلبك تقول حلو دارية ههههههههه
بو سعود : ماعاد أعرف لكم والله
رتيل : قول حلو
بو سعود : حلو ولاتزعلين
رتيل أبتسمت : أيوا كِذا
بو سعود : يالله روحوا ناموا من الصباح بنمشي للشرقية ووراكم ليلة متعبة وعرس وناس فأرتاحوا
عبير : طيبْ . . تقبّل خده . . تصبح على خير ياجميل
بو سعود بسخرية : ماعدنا نقرب للجمال
عبير : بس تبقى بعيوني أجمل رجّال في حياتي
بو سعود ويضع ذراعه على كتفيها : يافديت هالقلب
رتيل : وأنا ؟ كل هالحب لها
عبير : كلت قلبك الغيرة
رتيل وهي تطبع قبلتها على خد والدها وتهمس : مفروض الحُب للصغيرة


,


رجّع كل ماأكله اليومْ . . بدأت أعراض الحُمّى تظهر عليه . . . كان سُعاله متواصِل ومؤلم لصدره ,
أرتمى على السرير وعيناه المُتعبة على السقف : رحمتك ياربْ

غادة : حرارتها مرة مرتفعة
والدتها : من الفرفرة تحت الثلج أكيد بتمرض أنا قايلة لها لاتطلع
عبدالعزيز : طيب وش قال الدكتور ؟
والدته : عطاها مخفض للحرارة وهذا هي نايمة الحين
عبدالعزيز الهلكان من المؤتمر الذي كان في الأردن , دخل غرفتها وأبتسم أول ماسقطت عينيه عليها . . : هدول
هديل فتحت عينيها بتعبْ
عبدالعزيز يقبّل جبينها الحار : وحشتيني
هديل أبتسمت بتعبْ وبصوت مبحوح : وأنت وحشتني أكثر
عبدالعزيز بغرور : مقدرتِ تتحملين غيابي ومرضتي
هديل : شف الأبجورة اللي هناك بتجي على جبهتك الحين
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههه حتى وأنتِ تعبانة لك حيل تهاوشين
هديل : متمسخرة من أمي أكيد لي حيل

عاد مع سعاله الذي أزعجه , أغمض عينيه وهو يعيش في عالم إفتراضي من خيالاتهم وأطيافهم همس بصوت قد أُهلك : أشتقت لك



,


وساعات الفجرْ الأولى ساكِنة
على الكنبة متمدد ومندمج في قراءة الكتابْ ,
قطع قراءته صوتها : منصور
منصور وعينه لاتفارق الصفحة : هممممم
نجلاء تنهّدت : أنا شاكة بشيء
منصُور أستعدل بجلسته وأغلق الكتاب : وشو ؟
نجلاء وهي ترتبك كيف تُخبره : أنا حامل
منصور وتوقف نبضه لثواني
نجلاء : مدري تحليل منزلي بكرا أروح أحلل بالمستشفى ويتأكد أو لأ؟
منصور بغضب : كيف ؟
نجلاء برجفة : وش اللي كيف !! أنا ماكليت حبوب المنع خفت
منصور : يعني كنتي تكذبين عليّ ؟
نجلاء : ماكذبت قلت لك من قبل أخاف من هالحبوب
منصُور أمسك جبينه وهو يحاول يستوعب
نجلاء ودموعها تشارف على السقوط : يمكن مو أكيد
منصُور بصراخ : مصيبة تعرفين وش يعني مصيبة
نجلاء وسقطت هذه الدموع : ليه ؟
منصُور : لأنك غبية ماراح تفهمينْ . . وقف وهو يفكّر بحلّ
نجلاء وقد فاضت دموعها وكلماتها : على فكرة ماني محتاجتك بشيء بدل ماتحمد ربي وتشكره تسوي كِذا !! غيرك يحلم في طفل وأنت تصرفاتك كلها سلبية إتجاهي والحين من هالخبر !! الناس تفرح وأنت تعصب وتصارخ . . انا ماني عبدة عندك تآخذ كل حقوقك منها وتنسى تعطيني حقوقي زي مالمستني وأخذت حقك الشرعي مني أنت مجبور تتقبل هالحمل وعلى فكرة أنا متأكدةة من الحمل ورحت المستشفى وحللت . . ورمت عليّه أوراق التحليل . . . ماني محتاجة أبدًا وقوفك معايّ أنت أصلا عُمرك ماراح توقف لامعاي ولا مع غيري . . أعتقني من غرورك ورجولتك ذي اللي ماتطلع الا عليّ
منصُور وفعلا قد تبخرت كل كلماته هذه اللحظة حتى يرّد عليها
نجلاء وهي تبكِيْ بقهر بحسرة : وأمّك تدري !! على أساس أنها المفاجئة اللي بتفرح ولدها !! كلهم حسّوا فيني كلهم سألوا يانجلاء هاليومين أنتِ تعبانة وصايرة تدوخين كثير ويانجلا ويانجلا كلهم إلا أنتْ !!! كلهم يحسون الا أنت !!
منصُور بصوت هادىء : أنا الحين ماأحس !!!! أنتِ أصلا وين بتلقين إنسان يخاف عليك أكثر منّي ؟ أنا أخاف عليك حتى أكثر من نفسيْ !! أنا أتعذب كل مرة أشوفك فيها وتقولين لي ماأحس !!! لاتظلميني كذا وأنتِ تجهلين أشياء مو شيء واحد وبس ! لاتزيدين على همّي نظرتك لي
نجلاء بصمتْ ودموعها هي الحاضرة . . تستمع له هُناك شيء غامض تُريد معرفته : وشو ؟ قولي وشو !
منصُور : لأ ماراح أقولك يانجلا
نجلاء برجفة : يتعلق فيك ولا فيني ؟
منصُور : فيني أنا
نجلاء بدمُوع : تكفى قولي
منصُور بصمتْ
نجلاء : تكفى منصور يمكن له حل قولي
منصُور : أنا بمصيبة يانجلا وهالحمل بيزيد مصايبه عليّ , أنا ماأبي ولدي الا منّك بس مو الحين
نجلاء أقتربت منك ومسكت كفوفه تتوسل إليه : قولي ريّحني
منصُور وعينيه تبحر في عينيها : لا يانجلاء مقدر . . بس هالفترة أصبرِي مالك أي مقدرة تصبرين عليّ ؟ أنسي الطلاق أنسي مشاكلنا بس فترة وبعدها أبشري باللي تبينه


,

- ميونخْ –

تفتقده كثيرْ . . أستمعت للرواية أكثر من مرة من مللها , لاشيء يُملي عليها وقت فراغها ووالدتها في شغلها وترجع مُتعبة !
خرجت من غرفتها وهي تتجه للصالة وتعّد خطواتَها ’
شعرت بوخز في أسفل عينيها . . . أغمضتها وهي تجلس على الكنبة وتحاول أن تُرهق عقلها أكثر بتفكيرها ومحاولة التذكُرْ ,
تربط بين أحلامِها ولكن لاخيط بينهُمْ . . هُناك رجل لاتعرفه قد يكون أخيها . . . هُناك رجل آخر يبدو لها عاشق قد أخبرها عدة مرات عن شيء يُدعى أطفال إذن هل أنا كنت متزوجة ؟ أو . . . . ! متزوجة طيب كيف ؟ كيف ماسأل عني للحين !!!! أو يمكن كنت بعلاقة ؟ معقولة كنت بعلاقة مُحرمة !!
أمسكت جوالها وكان اول رقم هو رقم والدتها والثاني وليد ,
أتصلت عليه بإرتباك لاتعلمْ ماذا تقُول ولكن أصابعها قادتها له ,
رد : هلا
رؤى بصمت
وليد : رؤى ؟
رؤى : إيه , مساء الخير
وليد : مساء النُور , ياأهلين
رؤى : الحمدلله على السلامة
وليد : الله يسلمك ويحفظك . . كيفكْ ؟
رؤى : تمام . . آآ
وليد : وش رايك تجين للمطعم اللي بنهاية شارعكُم انا فيه الحين
رؤى : مشغول ؟
وليد : لأ أنتظرك لاتتأخرين ... وأغلقه
رؤى وتراقصت فرحًا .. أتجهت لغرفتها وهي تتلمّس سريرها لتأخذ الملابس التي وضعتها لها والدتَها ,

مغربْ اليوم الموعُود – زواج سلطان من الجُوهرة –

" الحياة بكل مافيها من جمال لن تبدُو كذلك بالنسبة لي . . مالم تكُونّي بِها "
أبتسمت عبير وأدخلت جوالها في حقيبتها . . . هذا العاشق أنا أعترف بأن كل خلية في جسدي تُصدقّه وإن كان كذبًا أريد أن أعيش هذا الكذبْ معه ,

أخذت نفس عميق وهي تطرد كل خيالات تُركي التي تلتهم حتى جمالها . . في أبشع حالاتها حسب رايها وضد أراء من حولها الذي يُسمعها من الإطراء و المديحْ ’

أفنان : وخلصنا . . وريني تجنينن ماشاء الله . . . . شكرا يايسرى
يسرى : العفو مدام . .
أفنان : وريني هالضحكة
رتيل : أنا لو منك كان الحين أرقص ومبسوطة وشو له أضيّق صدري ؟ ياكرهي عاد أبكي في ليلة عرسي !! مدري أنا يزفوني على اللي بيذبحني ولا الجميل سلطان *أردفتها بضحكة*
أفنان : صادقة والله
الجوهرة في داخلها " أنا أشهد أنهم يزفوني على اللي بيذبحني "
عبير : سمايل يابنتْ
الجوهرة تبتسم ودموعها تلمع في محاجرها
رتيل : يالله جوجو أضحكي بنصوّرك وأنتِ تبكين يعني ؟ وش جوّك ياشيخة تراه عرسك انا فرحانة أكثر منك
الجوهرة مع كلمات رتيل بكتْ وأنهمرت دموعها
رتيل برجاء : آنا آسفة خلاص تكفين لايخرب المكياج لألألألألألألألألألأ جوجو حبيبتي الا المكياج
عبير تضحك على شكل رتيل التي تترجى : ههههههههههههههههههههههههه خلاص أنا الحين أعدل الكحل
الجوهرة : أحس بختنق
عبير : خذي لك نفسْ عميق وأقري أذكار المساء وكل شيء تمام لاتخافين
أفنان : الحين بنجلس كذا لين نروح القاعة كل شيء بيخربْ
عبير : لآلآ الجوهرة واللي يخليك لاتبكينْ
رتيل : أنا مو قلت لك قبل المكياج روحي أبكي لين تقولين بس بعدين أرجعي لنا
أفنان : ههههههههههههههههههههه رتيل مو وقتك
رتيل : وأنا صادقة الحين يسرى راحت بعد ولاتصدقين عبير مافيه أفشل منها بالمكياج
عبير : أنا فاشلة وبكل بجاحة تقولها ماكأني معدلة هالخرابيط اللي حاطتها
رتيل بدلع : لأني انا جميلة ومااحتاج الا بس كحل بس أنتم كومة مكياج يالله تعدلّكم
عبير : لايكثر واللي يسلمك . .
قبلاته . . أنفاسه تحرقها بشدة . . مآسي تلك الليلة تحضر بكل تفاصيلها في هذه الثوانيْ . . . وضعت كفوفها على فمّها لكي لاتخرج شهقاتها
عبير و أفنان و رتيل سكنُوا أمام هذا المنظرْ !!
الجوهرة وكأنها تتقيأ الوجع . . بكت ودموعها سقطت كمطرٍ غزير . . وأنينها يُسمع صداه ,
هذا ليس بكاء عروس خائفة من ليلتِها الأولى *هذا مايدور في رأس عبير و رتيل وأفنان*
عبير : بسم الله عليك . . الجوهرة حبيبتي وش فيك ؟ طالعيني
الجوهرة : أتركنييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييي . . .يمممممممممممممممه أرجعييييييييييي . .سقطت من الكرسي وهي تضم نفسها
أفنان أبتعدت بخوفْ وهي ترى أختها بهذا المنظرْ . . رتيل وعبير مفجوعين !!
الجوهرة ببكاء وهي قد أغلقت عينيّها ومتكوّرة حول نفسها على الأرض وتُركي حاضِر وبقوة في عقلها وفي كل شيء : يممممه . . . ريّآآآآآآآآآآآآآآآآآآن .. . . صرخاتها المُتعالية جعلت الجدران تردّها بصداها . . وكأنها تمُوت أمامهم وهي تلفظ أساميهُمْ وتختنق بِها شيئًا فشيئًا وينخفض صوتها أكثر : ياربييييييييي .. يالله مايصييييييير . . . . مايصيييييييييييييييييييييييير ماينفع !!!! لفظت انفاس أخيرة وأغمى عليها
أفنان ورتيل بلحظة تجمد في مكانهم , عبير تقدمت وأنحت لها : جوجو ؟ جيبوا مويا . . . *مازالوا واقفين * صرخت بهم : بسرعةةةةةةة
أفنان ركضت للأسفلْ
رتيل : وش فيها ؟
عبير : اللهم أنا نعوذ بك من شياطين الإنس والجنْ
رتيل : بسم الله . . داخلها شيء ؟
عبير بهمس : مدري يمكن . . مدرري . . .روحي شغلي التلفزيون على قناة القرآن وعلّي على آخر شيء
رتيل : طيب . . وخرجت للصالة التي بجانب غرفتهم . . . فتحت التلفاز على قناة السعودية للقرآن وأعلت على آخر شيء
عبير وهي تضع كفوفها على جبينها وهي تدعي بكل ماتعرف من أدعية
أفنان مدّت كأس الماء : أتصل على مين
عبير : لآتخوفينهم . .
أفنان ونزلت دموعها : ليه ماصحت ؟
عبير وهي تبلل وجهها بالماء: هذا خانقها * نزعت العقد الذي ترتديه * ومنها نزعت طرحتها ومع نزعها له خربت تسريحتها وسقط كل شعرها على كتفِها ,
بدأت تفتح عينيها المحمّرة ,
رتيل : خلني أكلم خالتي !!
عبير : لألأ . . الجوهرة حبيبتي أصحي
الجوهرة ماإن وضحت لها الرؤية حتى عادت للبُكاء وشهقاتها ترتفع
أفنان لم تحتمل رؤيتها بهذا المنظر وخرجت من الغرفة جالسة على الكنبة وتبكي وكأنها في عزاء !!!
ساعدتها عبير بالوقوفْ : وش فيك ياروحي ؟
الجوهرة ولاتُجيب على شيء سوى البُكاء
عبير : خايفة ؟ من سلطان ؟ إيش بالضبط ؟ ماتبين تدخلين على الناس ماهو لازم يجيك سلطان الى هنا ماله داعي اصلا تروحين للقاعة اذا تبين !!
رتيل : بتصل على خالتي مستحيل نخليها كِذا
عبير : رتيل لأ معها ضغط لاتفجعينها
الجُوهرة بصوت متقطع : لآتخبرينها
عبير ألتفتت عليها وهي تمسح بأصابعها الكحل الذي تحت عينيّها : طيبْ خلاص وش رايك تروحين تتروشين وتصلين ركعتينْ وترجعين تلبسين فستانك ورتيل تسوي لك شعرك وأنا أسوي لك مكياجِك ولاتشيلين همّ ماراح تتأخرين ولا شيء وماراح نروح لقاعة الأفراح ويجيك سلطان الى هنا . . أتفقنا ؟
الجُوهرة هزت راسها بالإيجاب دُون أن تنطق حرفها
عبير : لحظة أساعدِك . . فتحت سحاب فستانها . . . إحنا هنا ماراح ننزل تحت متى ماأحتجتي شيء



,


رغم تعبهْ يتمرنْ في هذه الساحة إلى هذا الوقتْ ..
ركض وأجهد نفسهْ . . . كان يتدرب لوحده والسكون يعم المكان سوى من أنفاسه المتعالية
تسلقَ المبنىْ ونزل منه بخيّط قد ربطه في كفيّه . . أتعب نفسه بالتمارين القاسية هذه !!
أشعل النيران وقفز من عليّها *هذه التمارين كان يتمرنها بإشراف من سلطان و مقرن أيضًا وكان يُدرّب عليها الموظفين الجدد في مراحلهم الاخيرة وليست الأولى مثل عبدالعزيز*
توجه لسلاحَه وبدأ بالرميْ وتصويباته الدقيقة تأتي في المنتصفْ . . . أهلك نفسه بجِد !!
من خلفه : عبدالعزيز
ألتفت وهو يتصبب من العرق وتقاطيع التعب قد بانت على ملامحه
أحمد : يكفي اليوم كِذا ؟
عبدالعزيز تنهّد وهو يرمي السلاح جانِبًا ويمسح الدماء من جبينه *عندما تسلق ضرب الحجر في جبينه بالخطأ*
أحمد : أجهدت نفسِك . .
عبدالعزيز وهو يأخذ قميصه المرمي : أسلي نفسي
أحمد ضحك : تسلي نفسك كِذا
عبدالعزيز وهو يدخل ويأخذ منشفته ويمسح وجهه : أنا برجع البيتْ



,

- فيْ المطعمْ -

ولِيدْ : مافهمتْ
رؤى : كيف أعرف إذا كنت متزوجة قبل الحادث أو لأ ؟ فيه أحد دايم يجيني في أحلامي يكلمني عن أطفال ويحبّني يحبني حيل كلامه كل غزل فيني
وليد تغيّرت ملامحه
رؤى : بس كيف ماسأل عني إلى الآن ؟
وليد وقد تعقّد أكثر وأكثر : متزوجة !!!
رؤى هزت كتوفها : ماأدرِيْ والله ماأدرِيْ
وليد " مقرن . . زوج . . أخوان . . حادث . . كذب بأسمائهم . . . . وش الربط بينهم كلهم "
رؤى دمّعت عينها : ماأستوعب أنه عندي أطفال ؟
وليد وعينيه في عينها . . سكون يلفّه الآن . .. . . أبشع خبر قد يسمعه في حياته كُلها . . . .لآ يارؤى يارب كذب وهذي من أوهامكْ ,


,


غارقة في المياة الدافئة مع دمُوعها و نزيف أنفها والدماء تسقط إلى أسفل قدمِها ,
لو الإنتحار بشريعتنا حلال ماكان بقت روحي إلى هاللحظة . . لولا الخوف من الله ماكان عشت الى هاليُوم !!
حتى ليلة عرسها تحوّلت إلى الكآبة . . . . . . !
أخذت منشفتها ولفّتها عليها وماإن أقتربت عند الباب حتى أستمعت لحديثهُمْ
: مجنوووووووووووووووووووووون أكيد مو صاحي كيف يسوي كِذا !!!!!!!!!!
سقطت على ركبتيها على الأرض الباردة وهي تحاول تلّم عبراتها . . . ياربي لاهذا فوق طاقتي ماأتحمل وربّي ماأتحمل ,


,


تُركي واقف بصدمَة أمام هذا الحديثْ . . .


.


,

أنتهىَ

موعدنا الثلاثاء بإذن الكريم ..
أعذرونا عاد على القصور ولاتحرموني من تعليقاتكم ()'
سعيدة بتواجِدكم جميعا وزدتُوني شرفْ واللي بالتقييم جدا ممتنة لكُمْ ولكل المُتابعين أشكركم فردًا فردًا دعمكم حتى بالمتابعة أعتبره ثمين بالنسبة لي :$



بحفظ الرحمنْ ولاتنسوِني من دعواتكم


JAN 06-19-2020 03:58 PM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهْ ,
يسعد صباحكمْ أو مسائكمْ :$


أشكركُمْ كثير على الدعمْ الأكثر من رائِع وتحليلاتكُم جدا تسعدنِي وبعضها أضحك وأنا أقراها . . عساكُم بجنة الفردُوس تنعمُون يارب ()

ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ
أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "

لاتشغلكمْ عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه "


وبكرر هالجملة كثير " لحد يقولي هذا غلط وهذا حرام ومفروض ماتسوين كِذا , من المستحيل أني بكتب رواية واخلي كل أبطالها طاهرين منزّهين مايغلطون ولايذنبونْ لكنْ في نهاية الرواية إذا أستمروا بهالذنب هِنا بقول أني أنا كأني أشجعهم وأشجع أنه الواحد يستمر بذنبه لكن خلال فصول الرواية راح نبيّن كيف نصحح أغلاطنا وذنوبنا وأنه الواحد لاأذنب أو غلط مايحس أنها نهاية العالم وأنه مايقنط من رحمة الله و بوصل رسالة من هالرواية وأتمنى من كل قلبِي أنه يتم فهمها بشكل صحيح "


وبعض الأحداث بتكون من تجربة شخصية لي أنا لاتتعلق بأي شخص آخر
وكلها من خيالي وبعضها من واقع حياتي الشخصية !



رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البـــــــــ14ـــارت



حين نحب ، ينتحب الانتظار على طاولة المقهى،
تمر هوادج الماضي في الشارع أمامنا، فنمطرها بالياسمين،
ننسى ضجيج الباعة الجوّالين بالميكروفونات،
ونواح سيارات الشرطة والإسعاف وأبواق الأعراس
والجنازات.
لن أرتب موتاي في كهف أعماقي بكامل نياشينهم،
لن أصفٌهم كعساكر ماتوا في شرخ الحزن،
ولن أجلس لأكتبهم بيد الظلال،
بل سأحبك، ولن أفشل في اختراع هذا الحب!

*غادة السمان


في صدمة حديثهُمْ ,
أفنان : مو معقول ريّان بيحرجنا كلنا
عبير : مجنوووووووووووووووووووووون أكيد مو صاحي كيف يسوي كِذا !!!!!!!!!!
رتيل : كأن الجوهرة رخيصة عنده يقوله روح أخذها يالله مو طبيعي ذا الرجّال
عبير : طيبْ خلاص يمديها وتروح
رتيل : مُستحيل كيف على الأقل نصوّر معها ونخليها تفرح شوي مو كِذا بروحها متضايقة وبعد يجيها الحين ويآخذها وتوّ الناس ماجت 9 بعد !!!!! حركة ريان ودّي أتوطى في بطنه الحين
عبير : بالله هدُوء قبل لاتجي جوجو

ومع إقتراب هذه اللحظة تشعر بالإختناق بشيء ينبض بيسارها يضعفْ . . .
عادت للبُكاء . . هذه الليلة كئيبة سوداء قد تكُون حمراء بدمائها التي ستنزفْ عند قتلَها على يد سلطان !!!
كُل هذه الأفكار السوداوية تلتهمْ من ملامِحها الجمال !!
وقفتْ وأحكمت ربط المنشفة أكثر وخرجتْ لهُمْ وعينيها مُحمّرة جدًا جدًا ..

عبيرْ : تبين تآكلين شيء ؟
الجوهرة بنبرة مبحوحة : مو مشتهية
عبيرْ : طيبْ نشفي شعرك وألبسي عشان بيجون بعد شوي
الجُوهرة : سلطان ؟
عبير بتوتّر وهي تكذبْ : إيه عنده شغل وكذا مضطر يعني له ظرف
الجُوهرة بضيق : طيّبْ
خرجوا البنات ليهمسُوا بالحديثْ في الصالة على ماترتدِي فستانها !
أفنان : أمي ماترد بعد . . أوووووووووفْ
رتيل كانت ستتحدثْ لولا سماع الأصوات الداخلة بالأسفل


,


جالس في قاعة الرجَال بصدمة وهو يتذكر حديثهُمْ –

ريّان بحقد : حتى شغلك مو مخليك في ليلة عرسك
سلطان يُدخل في جيبه الجوّال وبإبتسامة : مُشكلة لاكنت تخاف على أمن بلد !!
ريّان : دام كِذا حتى إحنا نخاف على أمن بلد وش رايك نزّفك عليها الحين !!
سلطان شعر بسخرية نبرته وهو يتحدث : الشكوى لله
ريّان وقف وهو يُريد إحراجه ويتحدث بنبرة عالية : العريس مشغول بأمن البلد وإحنا نخاف على هالبلد عشان كِذا بنزّفه الحينْ عسى زفّة المغرب فيها خيرْ
سلطان وَ * شر البلية مايُضحك * رغم ضحكه إلا أنه قامت البراكين في صدره ولو مسك ريّان لأودعه قتيلاً
تُركي في صدمة من حديثهُمْ . . كيف يُزّف عليها الآن ! يعني ستُحّل لأنظارِه !
بجنون العاشقين يُفكر كيف سيراها وماذا سيقول لها . . . صُعق وكأنه للتو علِم بزواجِها . . تجمّد في مكانه وأقدامه ماتقوى الوقوف !!!
خرج من المجلِسْ ويفتح أزارير ثوبه وهو يشعر بالإختناق . . ويردد : ماراح تتهنى فيها دام أنا حي والله ماتتهنى فيها



,


رتيل : جوّ ؟
أفنان : لحظة أنا بنزل أدخلوا للجوهرة . . . ونزلتْ وهي تشاهد ريّانْ لوحده . .
ريّان : 10 دقايق وخليها تنزل
أفنان : ماجهزت
ريّان بغضب : قلت 10 دقايقْ
أفنان سكنت أمام غضبه !! حتى زفتها لن تُزف كالعروس !!!!
صعدت وهي تحبس دموعها لاتبكِي . . هذا الزواج البائس ماكان ليمّر هكذا ’
دخلت على الجُوهرة وهي قد أرتدت فستانها فقط !!
عبير : مين كان فيه ؟
رتيل فهمت من عيون أفنان الحاصِل : طيب خلنا نسوي شعرك بسرعة
مرت الدقائق والعشر أيضًا
عبير وهي تبحثْ عن الكحل وهو كان بيدها *من التوتر* : يالله وين راح
أفنان : الكحل بإيدك
رتيل تنهدّت : الله يثبت العقل بس . . . .
أفنان : ترى أمي ماتدري تحسبك بتجين القاعة
الجُوهرة بهدُوء : بحاكيها بعد شويْ
عبير : صليتي ؟
الجوهرة : إيه
عبير : الحمدلله ..
بدأت الجوهرة بالرجفة وإن حاولت تخفيها
دقائِق وأنتهت رتيل من شعرها الذي رفعته بأكمله وثبتت الطرحة وموّجتْ غرّتها الطويلة على جنبْ . . وأكتفت بهذه التسريحة البسيطةْ !!
عبيرْ رسمت عينيها بالطريقة البدوية المعرُوفة وأكثرت من الماسكرا . . ووضعت لمساتها النهائية الناعمة وأكتفت بذلكْ !!
أفنان : الحمدلله خلصنَا . . عطتها مسكتها *كانتْ ورد لونه بصلِيْ ومُنسّق بعناية*
أفنان أبتسمتْ ولمعت عينيها بالدمُوع : مبروووك عسى ربي يهنيكم ويسعدكُمْ
الجوهرة ماإن رأت عينا أفنان حتى سقطت دمعة يتيمة على خدّها
عبير : لآتبكينْ عشان خاطرنا . . مسحت دمعتها !
رتيل : لحظة أبتسمي وريلاكسْ وكل شيء بيكون تمام . . . لازم نصوّرك بس عاد أضحكِيْ
الجوهرة وهي تجُاهد حتى تخرج إبتسامة منها
صوّروآ وإن شاهدُوها بعد سنين سيعلمون مقدار الألم المُرتسم بعيونْ الجوهرة ’


,



عبدالعزيزْ وهو يتحدثْ بجواله الآخر : خلاصْ انا بالإنتظارْ
رائد : بس ودّنا بزيارة لك لِنا
عبدالعزيز : على ؟
رائد : ودّنا بكم شغلة تتعلق فيك
عبدالعزيزْ : على حسب وقتِي بشوفْ
رائِد : أجل إحنا بعد بالإنتظار
عبدالعزيز أغلقه وهو يتنهّد .. ويرتمي على السرير وهو يُريد الراحَة . . . . ضحك فجأة وهو يتذكَر رسالة رتيل وبنفسه *محترفة بالكذب بعد* . . .
أمامه واقفْ وعيناه تتحدث بأحاديثْ لايفهمها عبدالعزيزْ . . . كان يختنق ويشهق مرارًا وكان جامِد في مكانه
تجمّعت الدمُوع في عين عبدالعزيز وهو يحاول أن يتحدثْ ولا مفّر : آآآ . . كان يخرج منه أنين حتى يُناديه
أختفي وهو يشهقْ بقوة كاد يمُوتْ . . . ذهب للمغسلة وأستفرغْ وهو لم يأكلِ من الأساسْ . . شعَر بألمْ فظيع
الإستفراغ مؤلم إذا لم يكن قد أكل شيئًا يشعر بأن روحه تُقتلعْ من الوجعَ
مسح وجهه ودموعه التي محبوسة في محاجره لم تخرجْ : اللهم إني أعوذ بك من همزات الشيطان ومن أن يحضرون !!
همس : ليتك تريّحني ياعين ولدِكْ

,

هذه اللحظات لايسيطر على فكره شيء سوى زواجها . . .. . .. . يشعر بغموض حولها وعازم أن يكشفه
يبحثْ في أوراقه عله يلقى تلك الورقة التي كانت من الرياض ومن مقرنْ تحديدًا . . . جلس على الكرسي بتعبْ وهو لم يجدِها !!
متزوجة * هذا كُل مايُزعجه !!!
قطعه حضورِها !! تأخرت اليوم نصف ساعة عن موعِدها !
رؤى : سوري تأخرتْ
ولِيدْ وهو يغلق الأدراج : لأ عادِيْ . . وش أخررك ؟
رؤى : الطريق
وليد بضحك : عجئة سِيرْ ؟
سكنتْ . . أضطربت أنفاسها !!
ضبابْ شيء يُشبه مقهى . . أصوات متداخلة حولها . . لاترى الجالِس أمامها لاترى سوى شفتيه التي تنطقْ : عطيني فرصة بس أحاول أعصب عليك
. . وأنا مالي سلطة على كلامي في حضورك . . . هذا منْ ؟
عادتْ بصوت وليد : رؤى
رؤى : أنت تعرفني ؟
وليد : كيف ؟
رؤى : قبل الحادث !!
وليد بلع ريقه : ليه ؟
رؤى : فيه أحد يشبهك بالكلام يجيني دايم
وليد في نفسه * زوجها ؟ * : لأ
رؤى وهي تحاول التذكّرْ
ولِيدْ : يمكن زوجك !
رؤى : ماأبغى أصدق إني متزوجة
ولِيدْ وهو يقترب مِنها بكرسيّه : ليه ؟ ماتبين تفرحين !! أكيد كان يحبّك وتحبينه
رؤى وإضطراب في قلبِها : لأ ماأبغى
ولِيدْ : ليه خايفة ؟ خايفة من إيش بالضبط !!
رؤى : ماأبغى أعرف وبس
ولِيدْ أبتسم : طيّبْ بيجي يوم ويصير ودّك تعرفينْ
رؤى بضحك : لآ أنا أوعدك ماراح يجي
ولِيدْ : بذكرك بهالكلامْ
رؤى : مستفز !! قلت ماراح يجي
وليد : هههههههههههههههه طيّب هالكلام موثّق وبالتاريخ بعد . . سمعتِي الرواية ؟
رؤى بعفوية : الله يرزقنا هالحُبْ
وليد صمَتْ
رؤى تداركت نفسها وهي تحمّر خجلًا : قصدي يعني مرة حلوة وكذا



,

جلستْ وهي غاضبة : كيف يسوي كذا ؟ يبغى يفشّلني بمعازيمي ؟
أفنان : طيب وش أسوي يمه تعصبين عليّ أنا ؟ كلمي ولدك هالنفسية
أغلقت في وجهها !! وهي تتوعّد ريانْ ,
أفنان : ماراح تروحون القاعة ؟
عبير : بعد شوي خلينا نرتاح مستحيل أروح لهم كِذا
رتيل : الله يستر على الجوهرة !! أحس بتطلع روحي وأنا بس أتخيّل وش بيصير اليوم !! وجهها مرة تعبان وواضِح
أفنان جلست : حسبي على شياطين ريّان زادها علينا
عبيرْ : لايكون للحين حاقد من سالفة منى ؟ بيكون حقير لو عشان كِذا يسوي فيها
أفنان : لآمستحيل !! بس تصدقين ماأستغربْ
رتيل : بس هو حتى ماترك فرصة تبرر يعني عادِي أحيانا أنا أمزح أقول عبير راحت تصيع وتدوّج وش فيها ؟ يعني أبوي بيسمعني وبيقول أووه عبير صايعة وبروح أذبحها .. يختي ولد هالعم مُعقّد نفسيًا
أفنان : بس هو يقول كانت الجوهرة تقولها بجديّة !! غير كذا يوم أنها تكلم واحد كان مزعجها وقامت قالت له حبيبي وهي أصلا معصبة من هالوضع وكانت تبغى تعلّم ريّان أنه فيه واحد مزعجها وسمعها يوم تقولها مع أنها قالتها وهي تتطنز عليه !! وقامت عاد شياطينه ضربها ماخلى فيها عظم سالِم وآخر شيء طلبت الطلاق وطلّقها !!! أنتوا بتنصدمون تخيلوا أمي مخططة له على ريم بنت بو منصور
رتيل : من جدّك !! لآريم ماتصلح له
أفنان : قلت هالحكي لأمي وعيّت تقول هو لريمْ وغير كذا أم ريم موافقة وأبوي كلم أبوها وقال بيجي الرياض يخطبونها رسمي
عبير : ماشاء الله واحد ورى الثاني يتزوّج الدور عليك
أفنان : هههههههههههههههههه لاتهيضين نفسي على الزواج الحين . . عقب الجوهرة ماظنتي
عبير تغيرت ملامحها : ياربي والله خايفة عليها
رتيل : ممكن تكون عين ؟
عبير : العين حق !! بس أفنان تذكري شيء صاير معها
أفنان : أنا منصدمة أصلا يوم كانت تصارخ أحسب داخلها شيء !! مع أنها محافظة على صلواتها والسنن وماتنام الا وهي قارية المُلك ماعمري شفتها مطوّفة حتى أذكارها
رتيل : أجل وش صار ؟
أفنان : كانت تبكي وتجيها فترة تحلم زي كذا وتقول أتركني وأبعد عني
عبير : يمكن بريّان ! هو ضربها عقب سالفة منى
رتيل : لآ أحس الضرب عادي لو عندنا أخو يمديه يصبّحنا بكفّ ويمسينا بكّفْ
عبير : مو كل الأخوان زي بعض , تفكيرك عنيف . . طيب لو قاريين عليها أحسنْ
أفنان : أصلا لاقامت بليل تبكِي قمت وقريت عليها وهي بعد بعدها تصلي ركعتينْ !! أنا أحس شيء ثاني بعيد عن المس والعين !! لأن أحس مستحيل وهي محصنة نفسها بالأذكار
عبير : ماتشوفين عليها شيء ثاني !! يعني تتركينها لحالها
افنان بعد فترة تفكير لثواني : لأ أصلا عُمرها ماجلست بالبيت لحالها دايم تطلع معنا أو نجلس إحنا معها بس ذاك اليوم يوم شافها سلطان
رتيل بصدمة : وين شافها
أفنان : ماقلت لكم السالفة !! كنا طالعين وهي نايمة فخلينها عاد يوم صحت راحت تتروش وخذت منشفتها وفجأة ركضت لبرا وكان البيت فاضي وطاحت عند سلطان تبكِيْ ماكانت تدري أنه سلطان وأبوي أتصل على ريان وقاله سلطان موجود روح له فشلة بعد نتركه وكان الطريق زحمة فطوّلنا على ماوصلنا البيت وشافها ريان عنده وكانت بمنشفتها قام وضربها مررة والله نزفت من رجلها لين راسها . . عاد سلطان يوم كان عند أبوي يشرح له وكذا قام وطلب يتزوجها
رتيل وعبير فاتحين فمّهم ومتنحين !!
أفنان : وش فيكم تطالعون كذا ؟ إيه هذي السالفة اللي صارت
عبير : لو أنا مكانها يمديني الحين بكفن . . الحين سلطان شايفها وطلب يتزوّجها وريان يحسب بينهم شيء أكيد !!
أفنان : عليك نور يقول أنها كانت ترفض اللي قبل عشان سلطان


,


دخلْ وألتفتْ يمينه إذ هي متمددة على الكنبة وبلوزتها مرتفعة لتكشفْ عن بطنها !
تقدّم منصُور لها وهو ينحنِي ليُقبّل بطنها بحُبْ ’
فتحت عينيها بتعبْ وهي التي غفت وكانت تُفكر بأفعال منصُورْ
منصور : وش منوّمك هِنا ؟
نجلاء أستعدلت بجلستها : ماحسيت على نفسِيْ . . نزلت بلوزتها . . ليه مارجعت العصر بعد دوامك ؟
منصُور : طلعت من الدوام متأخر عشان أبوي وطلعت على طول مع يوسف للمزرعة نشوف العمّال !
نجلاء وقفتْ : كليت ؟ أحط لك شيء !
منصور مسك يدّها وأجبرها تجلس : صار لك شيء ؟
نجلاءه بهدُوء : لأ
منصُور : عيونك تقول شيء ثاني
نجلاء شتت انظارها : ولا شيء تطمّنْ . . . وسقطت دمعة يتيمة على خدها لتفضحها
منصُور يمسح دمعتها : ماراح تقولين لي ؟
نجلاء : أنت ماتقولي شي !
منصُور : أكيد بقولك بس بوقته . . لكن أنتِ
نجلاء بضيق وهي تبكي : تعبت يامنصُور . . كل شيء ضدّي ماني قادرة أفرح ولا أنبسط بشيء !!
منصُور : وأنا قلت لك روحي أجهضيه ؟ ياعُمري أنا عصبت بوقتها بس خلاص متقبّل الوضع لاتشيلين هم اني ممكن ماأحبه ولا شيء هذا ولدِي أكيد بفرح فيه
نجلاء : لآتكذب علي !! يكفي الكلام اللي قلته ذاك اليومْ
منصُور : نجول طالعيني
نجلاء تبكِيْ بحِزنْ
منصُور : الحين كل هالبكي عشانك خايفة أني ماأتقبله !! قلت لك والله مبسوط
نجلاء : لا منت مبسوط
منصُور وهو يبتسم : ياشيخة كل هذا عشان ولدِك !! بغار الحين
نجلاء أبتسمت بين دموعها وأردفت : كنت خايفة من ردة فعلك حتى بالمستشفى يوم دريت ماعرفت أفرح كل همّي كيف أقولك !!
منصُور وأصابعه على خدِها ويمسح دمُوعها : الحمدلله على كل حال
نجلاء : ماراح تقولي وش المصيبة اللي أنت خايف منها ؟
منصور أبتسم : لأ . .
نجلاء تمسح وجهها من دموعها : طيب ريّحني
منصور : لاتشيلين همّ !! طيّب ؟
نجلاء وقفتْ : طيبْ بصبر عشانك
منصُور وقف معها : نروح نتعشى برا ؟
نجلاء رفعت حاجبها بإستغرابْ
منصور لم يعطيها فرصة ترد وأردف : مشتاق أطلع وياك . . فيها شيء ؟
نجلاء ضحكت : لأ مافيها شيء


,

دخلتْ قصره بالخُبَر .. كل خلية بجسدها ترتجفْ . . . شعُور مُخيف وكأنها تُريد أن تصرخ * مافيني صبر أذبحني وريّحني *
رد على جواله الذي لن يتركه الليلة على مايبدُو : طيّبْ أنا بكرا نازل الرياض وأشوفه . . . . إيه شوف بو سعود بيرجع الرياض الليلة . . . . على خير . . وأغلقه . . ألتفت عليها وتجمّد وهو يرى انفها الذي ينزف *سبق وأن أخبرتكم أنها من الناس اللي إذا تضايقوا وعصبّوا ينزفونْ*
سلطانْ مّد لها المنديلْ
الجُوهرة عقدّت حواجبها ومع نزيف أنفِها بكَتْ !!
سلطَانْ وسيء جدا بالتواصل مع الجنس الناعِمْ بحكم عمله وبحكم أنه ليس عِنده خواتْ وهذه أول أنثى بحياتِه !!
تشعر بأن ركبتيها لاتقوى على الوقوف ستسقط حتما إن أطال بنظره عليهَا
سلطانْ : نصلي ؟
الجُوهرة وأنفاسها بدأت تتصاعَد وتضطربْ أكثر مع صوته
سلطانْ وهو يستمع لأنفاسها ويعلم مقدار خوفها لكن * وش أسوي * . . توهّق !!
سلطان ذو الهيبة و الذي بنظرة ممكن يُربك شخص أمامه . . سلطان بن بدرِ كأي معرس . . مُرتبك الآن !!
كان الحاضِر بكاء الجوهرة بينهُمْ . . السكون ينتشر بالمكانْ !!
سلطان بنبرة هادِئة : الجُوهرة
الجوهرة وقلبها يرتعش وينتفض . . تقدمت قليلا حتى جلست على الكرسيْ وكفوفها على ركبتيها وتشعر بإختناقْ وضيق بتنفسها لم تشعر به من قبَلْ إلا بتلك الليلة التي غيّرت كل حياتها وأفقدتها جمال الحياة وألوانها
سلطان بلع ريقه وأردف وهو يتفحصها ويفصّلها تفصيل بنظراتِه وبصيغة الأمر : الدور الثانِي أول غرفة على يمينك أدخليها وغيّريْ وتوضّي عشان نصلي وأنا بروح أتوضأ . . . وأتجه للداخل وأختفى من أمامِها
شيء يُحرق عنقها بقُبلاتٍ لن تنساها أبدًا . . ونظرات وهمساتْ تُركيْ العاشِقة تجعلها تتقيأ الوجعْ والألم ! تشعر بالموت وهي تُفكر بتركي في ليلة زواجِها !!
مع أن الجو كان حَار ألا إنّ كانت ترتجفْ برودة . . وضمّت نفسها وهي تُريد أن تطرد تُركي من خيالاتِها ولكنْ فشلت جدًا وتلك الليلة السوداء تُعاد عليها . . . وقفت وبخطوات هزيلة صعدت للأعلى وأتجهت للغرفة الاولى وأول مافتحتها وجدته واقف !!
لا لم أُجّن بعد حتى أتخيله الآن !!
سقطت على ركبتيها وهي تضع كفوفها على فمّها لتمنع شهقاتها وهي تراه أمامها . . . تبكِي وكأن أحدًا توفى للتوّ بل أشد من ذلك
ماإن أبعدت كفوفها حتى آطلقت آآآه موجعه : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه . . لآلآلآلآ تكفى لأ

كان يتوضى وشعر بأنينها . . أغلق صنبور المياه . . وصعد للأعلى وهو يدعي بكل الأدعية التي يعرفها . . . شاهدها جالسة على الأرض وتبكِيْ بشدة وآهآآآتها مُوجعة له جدا . . . . أحتضنها من الخلفْ كي يُخفف من رجفتها
الجوهرة صرخت وأردفت وهي تبكي ومغمضة عيناها : أبعددد عنيييييييي . . .أتركنييييي . . لامايصييير والله مايصييييييييير ماني لك . . . . *أردفتها بشهقة وكأن روحها تخرج* . . . يمممممممممممممممممه
بصوت هادىء عذبْ : وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا * إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ * إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ "
أردف : إنّا أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع وبعزة الله التي لاترام ولا تضام وبسلطان الله المنيع نحتجب وبأسمائه الحسنى كلها عائذين من الأبالسة ومن شر مايخرج بالله ويكمن بالنهار ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ومن شر ماخلق وذرا وبرا . . *كررها* ومن شر ماخلق وذرا وبرا ومن شر أبليس وجنوده ومن شر إبليسه وجنوه ومن شر كل دابة أخذت بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم . . أعوذ بما أستعاذ به موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفى ومن شر ماخلق وذرا ومن شر إبليس وجنود ومن شر مايبغي . . .أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
سكنت الجوهرة وهدأت !!
أبعد ذراعه سلطان عنّها وهو يقف ليجلس أمامها : طالعيني !! لاتخافينْ مو صاير شي
الجوهرة تغمض عينيها بشدة لكي لاتراه
سلطان ماإن وضع كفّه على يدّها لكي يطمأنها حتى سحبت يدّها بقوة منه
سلطان : بكون تحتْ إذا أحتجتي شيء . . وخرج تاركها وأغلق الباب من خلفه وأرتجفتْ بشدة !
يارب ريّحني يارب ريّحني


,


في الصبَاحْ *
وهم داخلين البيتْ راجعين من الشرقية !
رتيل : كل هالمحاضرة عشان قلت هالكلمة خلاص ياكلمة أرجعي مكانك
بو سعود ضحك وأردف : إيه ولاعاد تقولينها
رتيل وبغيرة دُون أن تسيطر عليها : لو عبير قايلتها ماتكلمت
بو سعود : ههههههههههههههههههههههههه طيّبْ
رتيل : إيه شفت لأني صادقة مقدرت ترد وتنكر
عبير بغرور وهي تصعد لغرفتها : يالله الغيرانيين وش كثرهم
رتيل : على تبن
بو سعود يضع باطن كفّه على فمّ رتيل : وش قلت أنا على هالحكي القذر ؟
رتيل : ترى التبن ماهو قذر . . قمح
عبير من الدرج : أروح ملح على الفصحى ياقمح إنتِ
رتيل : أدخلي غرفتك وأنتِ ساكته . . صدق يبه يعني الكلمة عادية أكل الحيوان وبقولها
بو سعود : أحيي ثقافتك عساها دُوم
رتيل : مع أنك تتنطنز بس يالله
بو سعود أبتسم وهو يجلس بتعب على الكنبة : وش أخبار الجامعة ؟
رتيل أبتسمت ببلاهة : تسلم عليك
بو سعود : إن تخرجتي مستعد أسفّرك وأعطيك مبلغ وقدره بدون لااحاسبك لأني داري لو أحب السماء ماراح تتخرجين
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه على كلامك هذا تشوفني مو الكورس الجاي اللي بعده أنا متخرجة إن شاء الله
بو سعُود : ذكرتيني بعبدالعزيز ماشفته . . وخرَجْ
رتيل تآكل أظافرها وهي تفكر . . . بعبدالعزيز !
بجهة أخرى دخلتْ غُرفتها وأبتسمت عندما سقطت عينيّها على اللوحة . . . مع أنها تصارع نفسها كي تُزيلها من جدارها لأنه حرام رسم الأرواح ولكن هوى النفس أقوى !
نظرت إلى بوكيه ورد جديد . . بخطوات سريعة أتجهت وهي تسحب البطاقة " أحب الرياض مِنّك وأحبّك أكثر "

,


في المستشفىَ = )

على السريرِ والغرفة شبه مُظلمة !
والجهاز مُسلط عليها لفحص نظرها .. أبتعد الدكتُور ليتحدثْ مع وليد
الدكتور : هُناك تحسن .. أرى أن نحاول بعملية أخرىَ
ولِيدْ : لكن من الصعب عليها أن تفشَل سترجع آلاف الخطوات للخلفْ
الدكتور : سنجري عده فحوصات لها الأسبوع القادم وسأخبرك بنسبة النجاح ولكن حسب ماأرى الآن . . هناك فرصة كبيرة أن يرجع بصرها
وليد ألتفت عليها : عملية ثانية يارؤى ؟
رؤى : طبعا لأ
وليد : بشرح لك بعد شوي . . * وجه أنظاره للدكتور * أشكرك
الدكتور : من واجبنَا . .
خرج معها
وليد : قال في تحسن كبير ولو سوينا عملية ثانية ممكن تنجح بشكل كبير بعد إرادة الله
رؤى : ماني حقل تجارب كل فترة عملية
وليد : منتي حقل تجارب !! يالله يارؤى أحيانا ودّي أذبحك على هالتفكير
رؤى وقفت : تذبحني ؟
وليد : ياكلمة ليتك ماطلعتي
رؤى أكملت طريقها دون أن تعلّق
وليد : تزعلين بسرعة !! مدري وش هالطبع اللي طلع لك فجأة
رؤى بتعبْ : رجعني البيتْ لأن أمي ماراح تجيني وشكرا
وليد : طيّب ماراح أرجّعك وأنتي نفسك بخشمك !!
رؤى وقفت : ماني زعلانة ولا أنا معصبة بس رجّعني تعبت
وليد : أرضي علينا طيّبْ
رؤى أبتسمت رغما عنها : قلت ماني زعلانة بس تستفزني مرة
وليد : طيّب والعملية ؟
رؤى : لأ ماأبغى أسويها
وليد : عشان خاطرِ أمك !! ماتبين ترجّعين ذاكرتِك . . ماتبين تشوفين صور قديمة لك ممكن تشوف فيها أبوك وأمك وأخوانك . . . وممكن زوجك
رؤى : يمكن غلطانة وماني متزوجة
وليد بنبرة غصبًا عنه خرجت وكأنه حاقِد : ويمكن عيالك
رؤى أرتعشت مع هذا الطاري : مستحيل


,

عبدالعزيز ببجيامته على اللابْ كان يُراقبْ مواقِع لرائد الجوُهي !
وقف وسلّم على بو سعود : الحمدلله على السلامة
بو سعود : الله يسلمكْ . . وش مصحيك بدري اليوم ؟
عبدالعزيز : أشوف مواقع لرائد
بو سعود : عطاك إياهم مقرن ؟
عبدالعزيز : لآ متعبْ أمس
بو سعود : كويّس . . وش أخبارك ؟
عبدالعزيز : مافيه شي مُهمْ
بو سعود ويرى أنف عبدالعزيز المحمّر من الإنفلونزا : تعبان ؟
عبدالعزيز : أنفلونزا * وعطس * الحمدلله
بو سعود : يرحمك الله
عبدالعزيز : يهديكم الله ويصلح بالكم . . محمد بيجي نهاية الشهر الرياض وبشوفه وقتها
بو سعود : بيكون عند الجوهي ؟
عبدالعزيز : أتوقع كذا لأن بعد رائد أتصل وقال عنده أشياء تخصنّي بس أنتظر سلطان عشان اقابله
بو سعود : ماقالك الأشياء تتعلق بأيش ؟
عبدالعزيز : لأ بس قلت له أني مشغول ومتى مالقيت وقت بمرّه عشان نشوف بو بدر بعد


,


تحت فراشه يبكِي كالأطفال . . هي معه . . بجانبه . . له . . عقله لايستوعبْ كُل هذا ’
كل مايُعانق خياله الآن . . ليه تركتيني ؟ أنا أحبك ! والله أحبك أكثر من أمك وأبوك بعد . . . مايحبونك رموك عليه !! ليتك تسمعيني والله ماعاد أجيك بس ليتك عند عيني وأشوفك !!!! * تخيل كيف يُصبر أكثر من يوم دون أن يراها وعاد للبكاء مرة أخرى *


,


يُرتبْ مكتبِه . . جمّع صوره القديمة ليضعها بغرفته بعيدا عن هُنا , وصور غادة بينهُمْ . . كان يُقبل أي صورة تقع أنظاره عليها وكأنه يستعيد بذلك شيئًا من الماضيْ ,
أرسل لعبدالعزيز رسالة * إذا فاضي خلنا نطلع نتمشى . . *
وضع صورها في درجه وخياله يُبحِرْ بها وحدها . . . .. .. لن يتزوّج أبدًا !! هي زوجته بالدُنيا والآخرة !


,


فتحت عيونَها وهي على الفراشْ وبفستانها لم تُغيّرُه , تسلل نور الشمس لعيناها وأزعجتها . . . نظرت للساعة وشهقت وهي لم تُصلي الفجر . . . نزعت فستانها بتقرّف مِنه . . أرتدت بيجاما عادية وأتجهت لتتوضأ وتصليْ الفجر . . . . !!
أنتهت من صلاتَها وفتحت شنطتها لتخرجْ ملابسها وتتروشْ !
جاهدت نفسها كي لاتتذكَر ماحصل بالأمس ‘

في جهة أخرىَ
في الصالة . . على الطاولة واضع اللابْ ومُتعب من العمَل .. تمر الدقائق وساعات الصباحْ ذهبت وهو أمامه
هُناك سرقة مالية واضِحة من رائِد الجُوهي . . تعقّد الأمر بالحسابات عندما علم الجهة المستلمة في حين أنه رائد في تلك الفترة لم يملك كل هذا المال . . . تنهّد وأغلق اللابْ وأسند ظهره وهو يحاول الربط بين خيوط رائد و محمد والمال !!
تذكّر الجُوهرة . . معقولة يكون داخلها شيء !! . . هربت من البيت وممكن تكون ضايقتها اللي فيها . . وأمس تصرخ !! كل شيء يوحي أنه فيها مسْ ! . . اللهم أني أعوذ بك من حضورهم . . . وقف وصعد للأعلى !
فتح باب الغرفة بهدُوء نظر إلى فستانها المرمي على الأرضَ . . . . . تقدّم ويتأمل أغراضها . . . . أتجه لجوالها الذي كان يُصدر نغمة مُزعجه . . كان مُنبه . . . مسكه وهو يُغلق المنبه وألتفت على باب الحمام الذي أنفتَحْ
لم تنتبه لوجوده . . . . رفعت كفوفها لشعرها المبلل !



.


,

أنتهىَ

موعدنا الخميس بإذن الكريم ..

اليوم سويت إنجاز لازم تهنوني عليه ههههههههههه
أول مرة أكتب بارت بيوم واحد بالعادة على يومين وأراجعه باليوم الثالث بس هالمرة غامرنا ونزّلناه !
أعتذر على التأخير بس حالتي حالة ومن المغرب اكتب فيه مشكلة اللي يدققون مرة . . أهم شي وفينا ونزلناه الثلاثاء :$

أعذرونا عاد على القصور ولاتحرموني من تعليقاتكم ()'
سعيدة بتواجِدكم جميعا وزدتُوني شرفْ واللي بالتقييم جدا ممتنة لكُمْ ولكل المُتابعين أشكركم فردًا فردًا دعمكم حتى بالمتابعة أعتبره ثمين بالنسبة لي :$



بحفظ الرحمنْ ولاتنسوِني من دعواتكم




JAN 06-19-2020 04:02 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهْ ,
يسعد صباحكمْ أو مسائكمْ :$


أشكركُمْ كثير على الدعمْ الأكثر من رائِع وتحليلاتكُم جدا تسعدنِي وبعضها أضحك وأنا أقراها . . عساكُم بجنة الفردُوس تنعمُون يارب ()

ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ
أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "

لاتشغلكمْ عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه "


وبكرر هالجملة كثير " لحد يقولي هذا غلط وهذا حرام ومفروض ماتسوين كِذا , من المستحيل أني بكتب رواية واخلي كل أبطالها طاهرين منزّهين مايغلطون ولايذنبونْ لكنْ في نهاية الرواية إذا أستمروا بهالذنب هِنا بقول أني أنا كأني أشجعهم وأشجع أنه الواحد يستمر بذنبه لكن خلال فصول الرواية راح نبيّن كيف نصحح أغلاطنا وذنوبنا وأنه الواحد لاأذنب أو غلط مايحس أنها نهاية العالم وأنه مايقنط من رحمة الله و بوصل رسالة من هالرواية وأتمنى من كل قلبِي أنه يتم فهمها بشكل صحيح "


وبعض الأحداث بتكون من تجربة شخصية لي أنا لاتتعلق بأي شخص آخر
وكلها من خيالي وبعضها من واقع حياتي الشخصية !



رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البــــــــــــ15ـــــــارت


ذلك الطّفل الذي كنتُ, أتاني
مرّةً
وجهًا غريبًا.
لم يقل شيئًا. مشينا
وكِلانا يرمقُ الآخرَ في صمتٍ. خُطانا
نَهَرٌ يجري غريبًا.
جمعتْنا, باسْمِ هذا الورقِ الضّارب في الرّيح, الأصولُ
وافترقْنا
غابةً تكتبها الأرضُ وترْويها الفصولُ.
أيها الطّفل الذي كنتُ, تَقَدَّمْ
ما الذي يجمعنا, الآنَ, وماذا سنقولُ? .
*أدونيس

فتح باب الغرفة بهدُوء نظر إلى فستانها المرمي على الأرضَ . . . . . تقدّم ويتأمل أغراضها . . . . أتجه لجوالها الذي كان يُصدر نغمة مُزعجه . . كان مُنبه . . . مسكه وهو يُغلق المنبه وألتفت على باب الحمام الذي أنفتَحْ
وضعت كفوفها على شعرها المبلل وهي تُفكر بحياتها الجديدة مع سلطانْ ! هل سينشغل عنِي بشغله وهذا ماأريده أم ماذا ؟ الواضح أنه مشغول كثيرا هذه الفترة ,
رفعت عينيها وشهقتْ بقوة وكأنها ترى عدوًا لها ليس زوجها . . رجعت للخلفْ وتعثرتْ بحقيبتها لتسقط على ظهرها وهي تحتضن نفسها لئلا تكشف منشفتها شيئًا منها . . أغمضت عينيها لاتُريد أن تراه ووضعت كفوفها على إذنها كي لاتسمع شيئًا منه.
هذا ليس بحال عروسْ !! وليس بحالٍ أرضى به !!!
تقدّم لها بخطواته لن يسمح بهذا الحالْ ولو كانتْ بأول أيامه !!
سلطان بصوتْ مُفعم بالرجولة : الجُوهرة
وكأنها ستدخل كفوفها بإذنها . . !
سلطَان جلس على ركبتيه أمامها ويضع كفوفه التي بالنسبة لكفوف الجوهرة عملاقة . . أبعد كفوفها عن إذنها : إن كانك مجبورة بهالزوَاج وربٍ خلقني لتحرمين عليّ !!
فتحت عينيها وهي مُعلقة بعينه
سلطان وهو مثبّت كفوفها بكفوفه : كل اللي صار من قبل هالزواج أنا نسيته ولاأبيك تفكرين فيه .. ولاتتوقعين أني مجبُور مو أنا اللي أنجبر على شيء ماأبيه .. صفحة جديدة لاتبدينها معي كِذا وأنا ماني صبور لدرجة أني بصبر على كل هذا أكثر من يوم واحِد !!! إن كانك مآخذة فكرة من قبل عنّي ياليت تمحينها ولاتخلينها تدمرّك بهالشكل !!!!
دموعها تنزل بهدُوء . . . . وحديث تُركي تسمع صداه مع كل حرف يقوله سلطان !! . . . . تخون نفسها وتخون سلطان بتفكيرها بتُركي !!
سلطان ترك كفوفه ووقفْ : بنرجع الرياض بعد صلاة العصرْ عندي شغل مايتأجل ! إذا تبين تروحين لأهلك قبل لانمشي ماعندي مانع
الجوهرة بنبرة مختنقة : لأ
سلطان رفع حاجبه مستغرب وبشدة : ماتبين تروحين ؟
الجوهرة هزت راسها بالإيجابْ
سلطانْ : براحتك . . . *وبصيغة الأمر* . . ألبسي وأنزلي تحت .. وخرجْ من الغرفة



,

في إحدى مقاهي الرياضْ
عبدالعزيزْ أبتسم : يعني ماهو حلو ؟
ناصر : ههههههههه لا مستغرب ماني متعوّد عليك أصلع
عبدالعزيز : لزوم الشغل
ناصر : وليه مارحت الشغل اليُوم ؟
عبدالعزِيزْ : المغرب بروح إن شاء الله
وساد السكُون قليلاً
عبدالعزيز : في عيونك كلامْ
ناصر بطيف إبتسامة : ولا شيء بس عيونك تذكرني بغادة
عبدالعزيز تغيّرت ملامحه السعيدة وعادَ للصمتْ
وأردف : ليه ماتزوجت ؟ تنساها بدل هالعذاب اللي عايشه .. تقدر صدقني
ناصر وهو ينظر لقهوته : قلبي مايبي غيرها وأنا ماأعصي قلبي
عبدالعزيز كحّ وأردف ببحّة : تفكّر فيها قبل لاتنام ؟ وتصحى وتتخيلّها موجودة ؟
ناصر أبتسم لذكراها : أرسل لها على رقمها يسعد هالصباح
عبدالعزيز : أجل أنا عندك عاقل
ناصِر : أنا ماحبيتها بجنونْ أنا جنوني هو اللي حبّها . . أنا حبيتها وعقلي يشهد بحُبّيْ .. أنا حبيتها والكلامْ يحبّها أكثر . . أنا حبيتها والقصيد مايبي غيرها بيت . . أنا حبيتها وكلّي يبيها
عبدالعزيز أبتسم بحزنْ : ياعسى رحمة الله تسقيها في قبرها
ناصرْ : آمين اللهم آمين . . .

,

رتيل : عبير تكفييين تعالي معي
عبير : مافيني حيلْ روحي تسبحي بروحك
رتيل : كأني مجنونة بعدين رحت خليت الشغالة تعبي المسبح يالله تعالي معاي بسولف لك
عبير : ههههههههههههههههههه كذابة ماعندك سوالف
رتيل تفكر : لا والله عندي بنسولف عن عرس الجوهرة
عبير : لا بتحشّين ماأشاركك بالحش
رتيل : طيب عن الجامعة
عبير : ههههههههههه طيّب *وقفت* . . عبدالعزيز موجود ؟
رتيل : طبعا لأ عشان كِذا قلت لك
عبير : لأن ترى شبّاك الدور الثاني يكشف على حمام السباحة
رتيل : قلت لك مو موجود والله . .
عبير أخذت منشفتها وملابسها ونزلت مع رتيل
رتيل : لازم نقول لأبوي نسافر بنهاية هالعطلة
عبير : ماظنتي إذا الشرقية ماتركنا فيه يومين من شغله
رتيل : عادي نسافر بروحنا
عبير : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ضحكتيني وأنا ماودي أضحك هذا وجهي إن سافرنا لو معنا جيش حرّاس أبوي ماراح يتركنا
رتيل : متى أتزوج وأفتّك ؟
عبير : يالله عسى ربي يرزقك الزوج الصالح الجميل اللي يسّفرك ويدوّج بك ويحبّك
رتيل ترفع كفوفها : اللهم آمين اللهم آمين
عبير : هههههههههههههههههههه ويرزقني
رتيل : حبيبة أبوها تبي تتزوج ؟
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أنتِي تغارين مني
رتيل وتُمثّل الصدمة : أنا ؟ لأ طبعا أنا عين أبوي اللي مايشوف بدونها
عبير رفعت حاجبها بسخرية : أقطع يدي . .. وقفزت على حمام السباحة . . . : باااارد
رتيل وتقفز خلفها : الله هذا اللي يسمونه إنعاش
عبير : رتيل أبغى أقولك شيء
رتيل وتغوص مرارا وتخرج : قولي
عبير : وش بينك وبين عبدالعزيز ؟


,

لامُجيب . . أتصل مرارا طوال هذا الصباح على مقرن ولم يرّد . . هل من المُمكِن ان يكون غيّر رقمه ؟ بعد مالقيت رقمه يغيّره وش هالحظ !!
بدأ يدق على طاولته بأصابعه وتفكيره مُنصبّ لرؤى !! أمها وحدها من تعلم ! لكن كيف أخبرها ؟
هُناك خيوط مرتبطة ببعض . . . لايريدون رؤى أن تعلمْ بأن لها أخوان ! ويكذبون عليها بوفاة والدها . . ويأتون بها لميونخ دُون أي صلة قرابة توجد لها هُنا !!
وين كانت قبل الحادث . . ؟ كيف كانت حياتها ؟ مين زوجها ؟
نظرها لو يرجع ؟ ممكن تتذكر أشياء كثيرة . . طيب إذا تذكرت زُوجها ؟
عقد حاجبه بمجرد طاري هذا الزوجْ . . لاينكُر أنها أحتلت جزء كبير من يومه !
يالله ياوليد لازم تفصل بين هالشيئيين أنت دكتورها ولازم تساعدها حتى لو ماتبيها تتذكر !! *ردد هذا بداخله وهو ينتظر موعد وصولها*
فتح الشباكْ ومع فتحه له طرقت البابْ !
توجه للباب وفتحه لها
رؤى : السلام عليكم
وليد : وعليكم السلام والرحمة
رؤى عدّت خطواتها وجلست والهواء البارد القادم من الشباك المفتُوح أرغمها على عدم إنتزاع معطفها ’
وليدْ : كيفكْ اليوم ؟
رؤى : الحمدلله أنت كيفك ؟
وليد : بخير . . قرّب كرسيه لها وجلس ... اليوم بنبدأ في جلسات لعالم إفتراضي وممكن ننجح
رؤى : كيف؟
وليد : أبيك تسترخين وتسندين ظهرك على السرير وتعيشين مع الناس اللي إنتِ تبينهُم وتردين على أسئلتي حتى لو هي ماهو واقعية . . أتفقنا ؟
رؤى تسند ظهرها وتضع كفوفها على بطنها وأهدابها تعانق بعضها البعض : نبدأ
وليد بتوتّر ووده لو يُخطأ : أنتِ في باريس الحين . . . صحيتي الصباح وبستي راس أمك وأبُوك و صحيتي أختك على جامعتها بعد .. وأخوك .. ورحتي الجامعة على رجلك بدون سيارة ولا تاكسي . . . أي محاضرة دخلتي ؟
رؤى وتبحر في خيالاتها : أسس المُحاسبة
ولِيدْ : بعدها طلعتي وجاك إتصال كان . . . آممم مين بالضبط ؟
كان الجوَ مغيّم . . . مسكت جوالها لتتصل بِه . . . رد عليه صوته الرجُولي : هلا بالزين كله
عادت لوليد : خطيبي
وليدْ أخذ نفس عميق هذا يعني أنها كانت في باريس وصدقت أحاسيسه : إيه أحكي لي حتى لو كذب قولي لي وين رحتي ووش سويتي كِذا أنا مابسألك كثير أنتِ أحكي لي
رؤى أفرطت في خيالها وهي تبحث عن وجوه من تُحب ’
أحدهُم : نشبتي فيه بطلع معاه أعوذ بالله سرقت صديقي بعد
رؤى بدلع عفوي : يخي أنتْ وش حارق قلبك . . دام بالحلال بكيفي أشوفه متى ماأبي
نفس الرجُل : لا والله وصرتي تعرفين تتجرأين . .. هالداج نسّاك كيف تستحين
رؤى وهي تحمّر خجلا: ههههههههههههههه علمّني كيف أستفزك

عادت لوليد : كلمني صديقه اللي هو أخوي . . كان يضحك معاي يقولي لاتطلعين معاه لأني بطلع معاه وأني نشبت فيه . . . . . . . . كنت أحبه !!
عقد حواجبه وهو يسمع لها
رؤى : ماأعرفه . . . كيف قلبي يحب أحد ماشافه ولا سمع صوته ؟


,


أم ريّان : وتهنيتي ياريم يتهنيتي
أفنان دخلت على طرب والدتها : وافقت ؟
أم ريان : أكيد خليه يجي أخوك وأبشّره
أفنان : ههههههههههههههههه والله يايمه أنتِ تضحكين
أم ريان : إن نكدتي عليّ بعلقك في ذا المروحة
أفنان : طيب ماني منكدّة عليك مسرع رضيتي توّك بعرس الجوهرة معصبة منه وقلبك ماهو راضي عليه
أم ريّان : الحكي في شي راح نقصان عقل واهم شي راحة الجُوهرة
أفنان تمتمت : أمحق راحة
أم ريان : وش قلتِي ؟
دخل ريان ليخطف الجو : السلام عليكم
أم ريان : وعليكم السلام والرحمة هلا بالعريس
ريان جلس : بالله يمه لاتقولين لي عريس أحس بتجيني مصيبة من هالكلمة
أم ريان : توّني مسكرة من أم منصور وتبشرني بالموافقة
ريان : يعني وافقت !!
أم ريان : إيه وإن شاء الله بتروح أنت وأبوك وتخطبونها من أبوها وتملكّون والعرس بعد 4 شهور زي ماأتفقنا
ريان مسح على وجهه وبقلة صبر : يمه أنتِ قايلة لي 6 شهور كل يوم لك راي
أم ريان : ههههههههههههههههههههههههه خلاص بعد 6 شهور لاتزعل
أفنان : مبروك
ريان : الله يبارك فيك
دخل بو ريّان : يالله أكفينا من حرّ جهنم
أم ريان : آمين . . ابشرك ريم وافقت
أبو ريان : الله يتمم على خير
ريّان : يبه يعني بعد 6 شهور العرس والله مايصير ؟
أبو ريان : أنا مع أمك
ريان : كنت أبيك عون
أبو ريّان : 6 شهور وكثيرة بعد
ريان تنهّد : يالله صبّرني بس


,

أرتجفْ فكّها السُفلِي وحروفها تأبى أن تخرجْ . . . : كيف وش بيني وبينه ؟
عبير وتدخل وجهها بالمياه إلى حد شفتها السُفلية : أنا أسألكْ
رتيل : مافيه شي
عبير : معقُولة ؟
رتيل بإنفعال : إنتِ وش شايفة ؟
عبير : ذاك اليوم يوم نروح مع البنات ماكنتِي تدوّرين جوالك كنتِي معاه
رتيل : ولا شيء كِذا سألته إذا هو تعبان وجيتكم
عبير : طولتي يارتيل ؟ مو سؤال وبس !!
رتيل بلعت ريقها : إلا سؤال وبس !!
عبير : طيب . . . . . وساد الصمتْ
رتيل قطعته : وش شاكة فيه ؟
عبير أبتسمت : ليه تسألين وش شاكة فيه ؟ هذا يعني أنه فيه شيء !
رتيل : لأ بس كِذا بعرف ليه شكيتي أنه يكون بيني وبينه شي
عبير : مُشكلتك أني أعرفك أكثر من نفسك . . . ماتعرفين تكذبين يارتيل
رتيل بصمتْ وهي تبحث عن حجّة : لأ ماتعرفيني أكثر من نفسِيْ
عبير : الحُب مو عيب
رتيل بإنفعال : طبعا ماأحبّه
عبير : طيب ليه تعصبين ؟
رتيل : طريقتك بالحكي كلها غلط وأكيد بعصّب وأنتي تتهميني كذا . .
عبير : رتّول أنتِ منتي منتبهة لنظراتك معاه
رتيل : إلا منتبهة واللي في بالك كله غلط
عبير رفعت حاجبها : أنتِ منتي صريحة حتى مع نفسك !!! أنا أختك ماني أبوي عشان بعصب عليك لو دريت انك تحبين موظف عنده
رتيل : آها الحين صار موظف عنده ! أذكر لما كنت أقول هالمصطلحات تقولين أني ماعندي قلب وماأحس !! بس الحين لا موظف حاله حال أي واحِد
عبير : أنتِ قاعدة تدافعين عنه الحين ؟
رتيل بعصبية : لاتنرفزيني أكثر ! أنا ماأدافع عن احد .. أنتِ متناقضة متى ماأشتهيتي غيرتي رايك بالشيء ويمكن أنك تحبينه وتبين تتأكدين أنه أختك ماتحمل شعور إتجاهه
عبير ببرود : لأ ماني متناقضة بس إنتِ تخبين عني أشياء كثيرة بس عيونك تفضحك
رتيل : عبير طبعا لأ !! اللي في بالك كله غلط . . كيف أحبّه أصلا ؟ مليون موظف أبوي جابهم بيتنا ماأشوفك قلت لك نفس هالكلام !! أكيد أني بلقاه قدام وجهي دام فيه بيت يجمعنا !!
عبير : بس عبدالعزيز غير وأنا مستعدة أحلف أنك ماترتجفين من برودة المويا ترتجفين لأن جاء طاريّه
رتيل خرجت من حمام السباحة وهي تأخذ منشفتها ودموعها على وشك السقوط ولن تبكي أمام عبير هذا ماوعدت نفسها بِه . . . . . . لفّت منشفتها عليها وتوجهت لقصرهم بخطوات غاضبة
عبير بصوت عالي : رتيييييييييييل
رتيل تجاهلتها تماما وتجاهلت سيارة عبدالعزيز التي دخلت للتوّ للكراجْ . . . . . وفتحت باب القصر ودخلتْ وبللت كل مكان تمشي عليه لأنها لم تنشّف شعرها ولا جسدها . . . . صعدت لغرفتها وأغلقتها وسقطت دموعها دون أيّ مقاومة من إتهامات عبير !!



في جهة أخرى لمَحها وهي تدخلْ لقصرهِمْ . . لمح بخطواتها الغضبْ ’
جلس لدقائق بسيارتَه حتى لمح عبير . . . . من النادر يلمح عبير ... أخفض نظره لايُريد أن يكرر نظره لها !!
ليته يتعامل عندما ينظر إلى رتيل بنفس مايتعامل مع عبير ,
خرج من سيارتَه وتوجه لبيتِه ليستعد لعمله مع الجُوهِي مُبعدًا رتيل وعبير من فِكره !



,


ناصر : قلت أجلسِيْ
غادة : يالله مُستفز اليوم طيب بجلس . . . أوووف
ناصر : تتأفأفين بعد ؟ . . . يالله ترى الكاميرا تشتغل أنا قلت الحين بخليها ذكرى باليوم اللي تعرفت فيك عليه طلعتي منتي كفو
غادة : هههههههههههههههههههههههههه خلاص بقول بس لاتطالعني عشان أعرف أعبّر
ناصر : يالله ماأطالعك
غادة : آممممم يارب عسى كل سنة نحتفل بهاليوم وعسى يارب نحتفل فيه مع أحفادنا بعد
ناصر : آمين
غادة بخجل : وكل عام وأنا أحبّك أكثر وأكثر . . . وكل عام وأنتْ روحي وعيني ونظرها . . . كل عام ومحد من هالملأ يشبهك . . . . كل عام وأنت حبيبي
ناصر : أيوا غيره
غادة وأحمّرت خجلا : خلاص يكفي
ناصر : يابخيلة ماكملتِ 10 ثواني
غادة : كل عام وأنت شاعرِي . . كل عام وأنا بيتْ في قصايدك . . . كل عام وأنا أحب حروفك والكلام لاطلع منكّ . . كل عام وأنت ماتعرف تعصب علي ههههههههه كل عام وأنتْ فاشل بالطبخ . . . كل عام وأنت أطلق أطلق أطلق شاعر في هالكون وأجمل رجّال بعد أبوي وعزوز
ناصر : أبوك رضينا بس عاد عبدالعزيز أنا أزين منه
غادة : ههههههههههههههههههههه الحين تركت كل هالكلام والحُب وجيت عندهم . . *وبنذاله* كل عام وأنت مكانتك بقلبي بعد عزوزي
ناصر : عزوزي بعد !! الله يفكنا منه يارب
غادة : عساه ماهو آمين
ناصر : يالله كملي بس ولايكثر
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كل عام وأنت غيور درجة أولى . . وأحبك وأحب باريس اللي جمعتني بك وياحظ عبدالعزيز اللي عنده صديق مثلك وياحظي بِك . . . وأحب كل لحظاتنا وكل لقاءاتنا وأحبك ياروحي أنتْ وقلبي وكلّي وعُمري
ناصر ألتفت عليها وقبّل خدّها المحمّر
غادة بهمس : قاعد تصوّر
ناصر متجاهل للكاميرا ويقبّل عينيها المغمضة :منّا الوفاء ياوفي الروح يتعلم كل التعابير تبحر من شواطينا مهما يقولون مهما صار مهما تم أنتِ البدايات وآخر ساحل وميناء *هذه القصيدة يعشقها كان يسمعها في اليوم الذي تعرّف فيه عليها*
غادة تُبتعد عنه وهي تفيض بالحُمرة : الكاميرا تشتغل
ناصر أبتسم وهو يتوجه للكاميرا ليطفأها

أنتهى الفيديو الذي يُشاهدة للمرة الألف . . .تمنى لو لم يُغلق الكاميرا حتى يراها أكثر وأكثر فالفيديوهات التي تجمعه معها نعم هي كثيرة ولكن بالنسبة للصورة قليلة جدًا ..

شغّل فيديو آخر وعينيه تلمع بالدمُوعْ

الثلجْ مُغطيهم باكملهمْ . .
غادة وهي تُداعب أنفه : أنتْ غيور لاتنكرْ . . *نظرت للكاميرا* أنا أحب نصوري حبيبي اللي عقله كل مايكبر يصغر
ناصر بغضب : أنا عقلي صغير ..
غادة : ههههههههههههههه شوفوه عصّب هههههههههههههههههههه ماهو لايق عليك أبد هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ناصر : سكري الكاميرا لاأدخلها بعيونك الحين
غادة بدلع : طيب إن ماسكرتها وش بتسوي ؟
ناصر : قلت بدخلها بعيونكْ
غادة تقف بأطراف أصابعها على أقدامه حتى تصل له وكان يجب أن تُقبل خده ولكن طوله جعلها تقبّله قريبًا من شفتيه : آسفين ياجميل
ناصر أبتسم رغمًا عنه
غادة : ماتعرف تعصب ههههههههههههه شفت لازم تعترف لنفسك يخي أنك ماتعرف تعصب عليّ
ناصر بغرور : بحاول أصارح نفسي بهالشيء
غادة : هههههههههههههههههههه *توجه الكاميرا له* يالله قول أنا أحب غادة كثر هالثلج وأضعافه
ناصر : لا ماأحبك كثر هالثلج وأضعافه
غادة : لا والله ؟
ناصر : أحبّك كثر ماسقط ثلج على ديار العالمين من ربي خلق آدمْ وأضعافه
غادة تمد له الكاميرا وتغطي وجهها : بذوب مع الثلج الحينْ
أنتهى الفيديو

سقطت دمعه مشتاقة لإستفزازتها له . . !


,

قرر أن يرجع للرياض بسيارته ودون سائق وحرسْ ..
كانوا هادئين جدا بالطريق ولم تلفظ هيَ حرفًا ولا هو
عقله يُخبره بأنها تُخبي شيئًا وليس مس حسب مايعتقد !! إن كان بها مس كيف أهلها لايعرفون ؟ كيف ريّان لم يلحظ على أخته عندما أتى وشاهدني معها !! هذا يعني أنه هُناك شيء آخر يعلمه ريّان أو قد لايعلمه والجوهرة تخبيه عنهم !!
هي تُفكر بشيء آخر .. كيف لها أن تمّر الأيام معه ؟ . . . قصر وقتها أم طال سَـ يلمسها لامُحالة فهذا حقُه الشرعي وإن رفضت سأُغضب الله وملائكته . . . لكن هل سيفضحها ؟ أم يستتر عليها ويُطلقها ؟ لن يأخذني بالأحضان بالطبع ؟ سيقتلنِي ؟ قال أنه ليس صبور هذا أول إعتراف له لها هذا يعني أنه عصبي وجدًا . . . . كيفْ سيقبل بوضعِي ؟
قطعت أفكارها بصوتْ جوالِها . . *الغالية* ترددت أن ترد عليها بحضُوره
مع ترددها نطق سلطان : ردّي
الجُوهرة ردت وبصوت لايكاد يُسمع : وعليكم السلام . . . . . . الحمدلله . . . لا ولاشيء . . . . بالطريق للرياض . . .*تُجيب بإقتضاب* . . . بعدين . . . . طيب إن شاء الله . . . . بحفظ الرحمن *وأغلقته* . .
سلطان : أمك ؟
الجوهرة : إيه
سلطانْ وفي داخله يقول : ياغموضك ياشيخه !
فتح جواله ليقرأ رسائل اليوم . . كان الطريق شبه فارغ . . . كان ينظر للرسائل وكانت أغلبها من عمله الذي لاينتهِي شدته آخر رسالة " يابو بدر الجُوهي يخطط على عبدالعزيز وعلى حسابه وأنا أمس حوّلت وهميًا 3 ملايين ريال لأنهم أخترقوا الشبكة وكل شيء مسجّل , لاجيت تقدر تشوفهم "
سقط جواله . . أنحنى قليلا ولكن لم يصل إليه وأحترس كي لايصدمْ بأحد : ممكن تجيبين جوالي
توتّرتْ قليلاً إلا كثيرا . . أنحنت لمقعده وهي تُمسك بجواله . . كفوفها المرتجفة كانت يرجف معها جواله
أخذ جواله وأدخله في جيبه ولايُفكر سوى بالجُوهي والسرقات المالية التي حدثت بالحساباتْ !


,


دخلتْ الخادمة وهي تحاول أن تنام ولو ساعَة : أبير *عبير*
ألتفتت لها بتعبْ : هممم
الخادمة : هذا يجي الحينْ
فزت من سريرها : من جاب ؟ شفتي سيارة
الخادمة : هو يوقف تحت
نقزت للشباك ورأت السيارة الواقفة أمام قصرهُمْ . . . وبثواني قصيرة أختفت السيارة دون أن تلمح السائِقْ !
عبير عضت شفتها : كيف كان شكلها أوصفي لي
الخادمة لم تفهم عليها وألتزمت الصمت
عبير بإنفعال : شكله كيف *أشارت لوجهها*
الخادمة : كلام سأودي * سعودي*
عبير : طيب خلاص روحيْ
الخادمة تركت العلبة على الطاولة وخرجتْ
عبير أتجهت للعلبة وفتحتها وعينيها لاترمش . . كان بداخلها علبة شوكلاته وَ علبة أخرى صغيرة . . فتحتها كانت عطرًا . . أبتسمت وهي ترشّه *يعرف ذوقي بعد يالله كيف أقدر أوصلك*
رفعت عينيها للوحته . . . . أنا مُغرمة مع كامل الإستسلامْ !


,


على فراشها وعينيها للسقفْ . . لاشيء يحضرها سوى حديث عبير وإتهاماتها لها . . . . . ماأحبه كيف تقولي أني أحبّه !!
وأنا صريحة مع نفسي وماأحبه . . صح يارتيل أنتِ ماتحبينه ؟ كيف تحبينه أصلا ؟ فشّلني يوم أعتذرت له وأحبّه ؟ ويهاوشني يوم دخلت بيته بس من حقه يهاوش بس ولو كيف أحبّه عقب كل هذا !! وبعدين مية واحد جاء عندنا وراح ولاحبيته ليه تقولي الحين أني أحب عبدالعزيز !! وش فيه زود عبدالعزيز ؟ بالعكس اللي قبله أصلا كانوا ألطف منّه !!
إيه صح أنا معاي حق أنا مستحيل أحبّه . . يمكن هيّ تحبّه وتبغى ترميها عليّ . . . إيوا هي تحبّه بس أنا ماأحبّه
بس ليه تحبّه ؟ وش فيه عشان تحبّه ؟ معقولة هو يحبّها !! أكيد بيشوفني أنا الوقحة وهي الخجولة !

,

أمام الشاشات العريضة . . .
متعبْ : ذيك الفتحة اللي بالجدار خبّى فيها الأوراق بس كيف يقدر يوصلها عبدالعزيز ؟ والمفتاح بالدرج الثانيْ
بو سعود : كانت فيها كشوفات سرقة الأموال
متعبْ : إيه بعظمة لسانها قالها لكن ماني قادر أرجع للمشاهِد فيه عطل وطلبت من مكتب الخدمات يرسلون لي واحد يضبطه
بو سعود بتفكير عميق : ماأختاروا هالوقت الا وفيه سبب
متعبْ : بيخدعون عبدالعزيز هم بكِذا أرسلُوا المبلغ مرتين وبنفس الوقتْ فتدبّلْ يالله كيف قدروا يضبطون الوقت أعوذ بالله منهم
بو سعود : هذا اللي محيّرني . . الحين بيطلبون من عبدالعزيز يرسل لهم المبلغ على أساس أنه ماجاهم منه شيء !! إن رفض عبدالعزيز بيرفضون له مقابلة محمّد !!
متعبْ : لازم يسايرهُم ويوافق
بو سعود : مو مشكلة المبلغ لكن بكذا نثبت السرقة وبتكون تهمة ثانية لهُم وهذا من صالحنا
متعبْ : بالضبط .. كل أوراق الحسابات راح تثبتْ السرقات المتكررة منهُمْ !
بو سعود : تكلموا عن شي ثاني
متعبْ : لأ والواضح أصلا أنهم مايجلسون في هالمكان كثير لأن طول النهار كانت فارغة مافيها أحد !! وبليل ماأخذوا فيها ساعة بعد
بو سعُود تنهّد : الحين بو بدر بالطريق نشوف وش نرسي عليه

يوسفْ : متى بيجون ؟
أم منصور : مدري ماقالوا بس على هاليومين
يوسف : لأني مسافر
أم منصور فتحت عينها على الآخر : نعععععععععععم
يوسف : قلت بهاجر أنا ؟ بسافر يمه . . *يُشير بيده* طيارة وكِذا ماني مهاجر
أم منصور : تستظرف أنت وهالراس . . وين إن شاء الله ؟
يوسف : كندا لبى كندا والله
أم منصور : والله يايوسف إن كانك بتتزوج من برا لاأغضب عليك ..
قاطعها : قسم بالله ماني متزوج من برا أعوذ بالله يايمه من دعاوييك على طول كليتيني
أم منصور : إيه تجيب لي بعد شقرا وتركب في راس أبوك بعد يروح يهاجر معك
يوسف : يعني ماهو لي ؟ عشان أبوي ؟ يالله لاتشقينا بس
أم منصور : وش عندك لايكون تروح تكمل الدكتوراه *قالتها بسخرية لأن يوسف كان فاشل دراسيًا*
يوسف : طيب يايمه تتطنزين عليّ أنا وش أسوي عندي صعوبات تعلّم
أم منصور : كذاب وش صعوباته الا مخ درج ماودّه ينفتح
يوسف : شكرا يايمه ماتقصرين على هالكلام اللي يفتح النفس
أم منصور : أخلص علي وش عندك هناك ؟
يوسف بعبط : افتح المخ الدرج
أم منصور : أنا مدري مين السامج اللي توحمت عليه يوم كنت حامل فيك
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههه الظاهر أبوي
كان على وقت دخول والده : انا سامج ياقليل الخاتمة
يوسف : توحدّوا القوم عليّ
أم منصور : أسمع ولدك وين بيسافر ؟
يوسف : بروح للقمر أصيّف هناك
أم منصور : شف لايرتفع ضغطي منك أخلص عليّ
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وأنا وش قلت بروح كندا
أبو منصور : وش عندك بكندا ؟
يوسف : كذا إجازة شهر مع الربع بيروحون
أبو منصور ويقلد نبرة صوته : مع الربع وشغلك ؟
يوسف : انت كريم وانا أستاهل إجازة
أبو منصور : لآ واانا أبوك ماني كريم وأكبر بخيل وماراح تسافر
يوسف : أنا قايل أسافر وأحطكم أمام الأمر الواقع بس قلت أستح على وجهّك وعلمهم وهذا اللي خذينا من أنهم عرفوا **كان يتكلم بحلطمة شديدة**
بو منصور بضحك : ياربي لك الحمد والشكر يعني فيه حيا للحين


,

دخل قصرهْ وعندما أقترب السائق المُسّن بجانبها نفرت وألتصقت بالسياره
سلطان أنتبه لتصرفها وحاول أن يتجاهله : مِن هنا
لحقته ودخلُوا وعينيها تتأمل المكانْ . . . الثراء كان واضِح وبشدة !
سلطَان يضع مفاتيحه على الطاولة : البيتْ من اليوم هو بيتكْ وتحت تصرُفكْ
أعتلتها رعشة من كاف المُخاطبة هذه !
سلطان صعد للأعلى ولحقته الجوهرة بهدُوء يعتبر مستغرب على سلطان ..
فتح أول باب على يساره : هذا جناحنا
الجوهرة وكل مافيها يرتجفْ . . *جناحنا* حتمًا لامفّر مِنه ولو حاولت جاهِدة
سلطانْ : إذا أحتجتي أي شيء الخدم كلهم تحت أمرك . . . و*بهدوء سحب من كفوفها جوالها* سجّل رقمه . . هذا رقمي أنا مضطر أروح الحين ... ونزل للأسفلْ تاركها في ضجّة مشاعِرها ’
قُربه منها يرهبها . . . . تعلم بحجم هيبته ومركزه ولاتستطيع تجاوز هذا الأمر !
دخلت لجناحهِم نظرت للغرفة الكبيرة . . . غرفتها ماتجي رُبعها * هذا ماجاء في بالها * أبحرت في خيالها وكالعادة أوصلها لتُركِيْ كيف كان يقتحم غرفتها . . . أنتفضت مع طاريه وتجمّعت دموعها لتُضعف رؤيتها . . . .. جلست على الكنبة تُريد أن تخرجه من عقلها ولكن تعجز عن ذلكْ . . . . . نظرت للمصحف الموجود على الطاولة أخذته وهي تُريد أن تتخلص من تُركي بقراءتها للقرآن فتحت عشوائيا وكانت على سورة النحل " ماعندكم ينفدُ وماعند الله باقٍ ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون "
بللت المُصحف بدمعها وفي داخلها لسانُ يلهج " اللهم أجعلني من الصابريين وأعني يامُعين الصابرين "

,

فِيْ أطراف الليلْ ’

عبدالعزيز يستفرغ الدماء بعد ماجُرِح في التدريب في أسفل لثتَه !
بو سعُود خلفه : خلنا نروح المستشفى
عبدالعزيز : لامايحتاجْ . . أخذ المنشفة ومسح وجهه بِها . . . . الواضح بو بدر معصّب اليوم أتعبني مررة
بو سعود : بالعكس عريس وش يعصبّه
عبدالعزيز ولأول مرة يتحدث بهالطريقة مع بو سعود : مركبّني بُرج وش طوله في ذا الليل وظلمة ومخليني أنزل عليه
بو سعود : هههههههههههههههه متذمر
عبدالعزيز : ماني متذمّر بس قسم بغيت أموت وأنا أنزل ماأشوف الحبال كويّس جاني ضعف نظر والله
بو سعُود : بسم الله عليك من الموت . . ألبس عدسات
عبدالعزيز : النظارات الطبية ذي حقت نايف مالها فايدة بفصّل عليها عدسات طبية وبلبسها دايِم
بو سعود : اللي يريّحك
عبدالعزيز جلس على الكنبة وبضحك : ترى كل اللي قلته عشان تعفيني بكرا
بو سعود : ههههههههههههههههههههههههههههههههه لا بُكرا ماينفع لازم تتدرّب
عبدالعزيز يمثّل : تعبان مرة كل شي متسلط علي أنفلونزا وحرارة وحالتي حالة وغيره تدريب مجرّح كل مكان في جسمي . . ماأكسر الخاطر ؟
بو سعود ويتذكّر رتيل على تمثيله هذا : ههههههههههههههههههههههههههههه ماتفوت عليّ هالحركات جتني مناعة منها *قاصِدًا رتيل*
عبدالعزيز : أنا بنهاية هالشهر بكون بالعناية من هالتدريب
بو سعود : لاتفاول على نفسك *قالها بجدية*
عبدالعزيز أبتسم
بو سعود : تصبح على خيرْ ولاتسهر وراك دوام
عبدالعزيز : وأنت من أهل الخير
بو سعود أطفأ النور وخرجْ


,

النقاش الحاد الذي حصل بينها وبين رتيل يؤرقها لايجعلها تنام رغم إرهاقها .. أتجهت لغرفتها لكي تُصلح ماحدث اليومْ . . طرقت الباب ولم ترد . . فتحته وكانت نايمة . . تنهّدت ستنام ورتيل زعلانة منها !
تقدمت بخفوت إليها وطبعت قبلة ناعمة على خدّها وغطتها بفراشها الساقط على الأرض من تقلباتها . . وخرجت
رأت والدها متوجه لغرفته
أبو سعود : وش مسهرّك ؟
عبير تقبّل جبينه : أفكر برتيل
بو سعود : فيها شيء ؟
عبير : لأ بس تناقشت معها اليوم وأنقلبت خناقة
بو سعود : بِ وشو ؟
عبير توتّرت : سوالف بنات عادية بس رتيل صايرة زعولة
بو سعود أبتسم : الصباح تراضينها يالله نامي لاتسهرين وتخربين نظام نومِك
عبير : إن شاء الله . . تصبح على خير
بو سعود : وإنتِ من أهله


,
الثانية فجرًا

دخل مُتعب لم ينعمْ بنوم لساعات متواصِلة طوال هالأسبوع . . كان الظلام مُنتشر ليس هُناك نورًا مُشتعِلا سوى نور واحِد خافتْ . . صعد للأعلى وفتح باب الجناح ونور الأبجورة فقط من يُضيء . . . كانت ملامِحها المُتعبة قد أستسلمت للنومْ . .حمد ربه أنها نايمة . . . . دخل لغرفة الملابسْ , غيّر ملابسه وهُو عازم أن ينام ويعوّض تعب هذا الأسبوع , نام بجانبها وقد أعطاها ظهره ,


,


منصُور دخلْ مُرهقْ هو الآخر
نجلاء : بدري
منصور ألتفت لها : صاحية للحين !!
نجلاء وقفت : أنت وش تشوف ؟
منصور أبتسم : طيّب ليه صاحية ؟
نجلاء : كم مرة أتصلت عليك
منصور : طافي شحنه من العشاء
نجلاء : ماهو عذر !! طبعا راجع مروّق من أصحابك وأنا بين 4 جدران
منصُور : نجلا ممكن تأجلين محاضرتك لبكرا تعبان وأبغى أنام
نجلاء : لا مو ممكنْ !! ما تسهر وتتركني كذا
منصور : تأمريني ؟
نجلاء أمالت فمّها : إيه أأمرِّك ؟ زي ماأنت تأمرني بالضبط انا أأمرك
منصور : أنهبلتي
نجلاء : يعني الحين تسهر وأنا على كل طلعة تطلع عيوني عشان توافق لامايصير حالي من حالك
منصور : هههههههههههههههههه صدق شر البلية مايُضحك
نجلاء تتحلطم : كل شي عندك ممنوع وممنوع وتاركني بديت أصدق كلامهم أنك منفصم بالشخصية منت طبيعي مرة وش زينك ومرة تجحد بي سنة
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههه أنا أجحد بك يالظالمة ؟
نجلاء : سلامة عُمرك ماتجحد بي أبد . . تسهرني بليل على الكلام الحلو و تصبحني بالورد
منصور : الحمدلله أني كذا
نجلاء تنرفزت : أنام أصرف لي وماراح أصحيك على الدوام ويارب عمّي يهزأك قدام كل الموظفين
منصور غصبًا عنه يبتسم
نجلاء : يارب يُجاب دعائي في ثلثك الأخير
منصُور : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماتكبرين أبد
نجلاء : إيه أنا بزر عندك شي ؟ وحامل ببزر بعد
منصور : شكل أبليس راكبك اليوم
نجلاء بسخرية : إيه وأنت الملائكة تحفّك من تزوجنا . . أنسدحت على السرير
منصور ينحني لها ليُقبلها لكن أبتعدت : لاتلمسني أنا أصلا ودّي أتوحم بك عشان ألقاها حجة
منصور: ههههههههههههههههههه هذي بداية الغيث صاير كلامك وش كثره بالثانية
نجلاء : طيب لاتكلمني . . . وأبتعدت لتكون في منتصف السرير ولاتترك له مجال ينام يجانبها . . . نام بالصالة ولا نام مرة ثانية بالإستراحة مع ربعك أحسن
منصور يبتعد ليغيّر ملابسه : لآياروحي إنتِ ظهري متكسّر وإذا ماتبين روحي إنتِ نامي بالصالة
نجلاء : صدق ماعندك ذوق مرتك حامل تقولها نامي بالصالة
منصُور ويرتدي قميص بيجامته : أجل الذوق تتركين زوجك التعبان ينام بالصالة
نجلاء بعناد أطفال : كيفي بنام هنا
منصور يقترب من السرير
نجلاء وفعلا طفولية هذه الليلة . . وضعت كفوفها على الجانب الذي أقترب منه لكي لاينامْ
منصور بسهولة أبعدها وأفرغ مساحة كبيرة له : حتى وإنتِ حامل وزنك مايجي ربع وزني
نجلاء : نذل
منصُور : ولاتصيرين نذلة زيي وصحيني
نجلاء : لا والله ماني مصحيتك خل ربعك يصحونك
منصُور يمسك جواله ليضع منبِهًا وهو يعلم أنه لن يصحى مِنه .. أردف : بكرا عندي إجتماع صحيني عاد
نجلاء هزت رأسها بالنفي : تؤؤؤ
منصُور رفع حاجبه : وش عندها بنت أبوها ؟
نجلاء ضحكت ضحكة صاخِبة : كِذا مزاجي اليوم يقولي يانجلاء خلي النذالة تقوطر منك
منصُور بشك : وش أكلتي اليوم ؟
نجلاء : مشاوي طالبتهم هيفاء
منصور : والله شكل هيفاء طالبة لك شيء مضروب جمبه


,

لم تنامْ تفكيرها محصُور بدائرة ريّان . . . لم تسمع أي حديث عنه من خواته !!
بدأت تتخيله بصفاتْ عديدة جميل شهم رجّال . . . أبحرت في خيالها عند زواجهُمْ ماذا سيحدثْ ؟ كيف ستكون الشرقية عندما تحتضنها !!
وقعت بحُب إسمه وهي لم تراه بعد . . . . . . من فُرط حماسها وتفكيرها لم تهنأ بنومِها . . . . . مع أنها أكثر إستقامة من هيفاء إلا أنها *فقدت بعضًا من عقلها* بتفكيرها بريان وبحياتها معه ’


,

بدا بعضًا من نور الشمس يتسللْ
تُركِيْ : أنا أحبكك ليه ماتفهمينْ
الجوهرة ببكاء : أبعد عنيي أببععععععععددد اللي تسويه حررام والله حراااام
تُركي ورغمًا عنها يضع كفوفه عليها : تكفييين لاتعذبيني أكثر
الجوهرة : أتركني بحال سبيلي أنت اللي تكفى . . . آآآآآآآآآآآآآآآآآه
تُركي يقترب شيئًا فشيئًا لوجهها الباكِيْ
الجوهرة تحاول أن تُبعده ولكن مقيّد كفوفها : يممممممممممممممممممه . . . يممممممممممممممه
تُركي : أنا أمك وأبوك وكلّك
الجوهرة : لآلآلآلآلآلآلآلآلآ . . أفنااااااااااااااااااااااااان . . . ياربي لااا . . . . ياربيييييييييييييييييييييييييييييييييي ياحبيبييييييييييي
تُركي وتلمع محاجره بدموعه المحصورة فيها : أنا أحببك ماراح أأذيك
الجُوهرة وأنفاسها أضطربتْ ونبضها غير منتظم : يبببببببببببببببببببه . . يبهههه
تُركي : محد حولكْ مممحححد
الجُوهرة وشهقاتها تتعالى : سلطاااااااااااااااااااااااااااااااااااان


,


فتح عينيه والضوء يُزعجه . . نظر لساعته * التاسعة صباحًا * كان يجب من السابعة هو هُناك
دخل الحمام ليأخذ شاور سرِيعْ . . 10 دقايق وخرجْ نشفْ شعره وأرتدى ملابسه بسرعة , أخذ جواله ورأى الإتصالاتْ من أحمد كثيرة . . . غريبة بو سعود ماصحاني !!
خرج للصالة وشاهد الفطور . . . مع أنه شكله كان مُشهي لكن الساعة تُشير للتاسعة والنصف وماعلى يوصل بتجي 10 وربع إذا ماجت 11 بعد على الزحمة ,
بعد تفكير في ذاته هي خاربه خاربه
كذا ولا كذا أنا متأخر على الأقل آكيل . . أقترب ولاحظ ورقة على الصحن * عسى ترضى علينا طال عُمرك*
أنفجر ضاحِكًا . . أخذ الورقة وقلبها وكتبْ * العُظماء زيي مايرضيهم فطور * رسم فيس المُمِيل لفمه كنايةً عن الغرور *

.


.
.

هُناك شيء لم يكشف عنه بين رتيل وعبدالعزيز جعلها تعتذر منه !! أو قد يكون كُشف عنه ولم ننتبه له !
أنتهىَ

هذا إنجاز ثاني راح يومي عليه :"(
يالله أفحموني بتعليقاتكُم لأني برجع أرد على التعليقات زي قبلْ إن الله أرادْ !
وَ جمعة طيبة على الجميعْ :$

موعدنا الأحد بإذن الكريم ..
أعذرونا عاد على القصور ولاتحرموني من تعليقاتكم ()'
سعيدة بتواجِدكم جميعا وزدتُوني شرفْ واللي بالتقييم جدا ممتنة لكُمْ ولكل المُتابعين أشكركم فردًا فردًا دعمكم حتى بالمتابعة أعتبره ثمين بالنسبة لي :$



بحفظ الرحمنْ ولاتنسوِني من دعواتكم



JAN 06-20-2020 06:05 PM




رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البــــــــــ16ــــــارت


عندما أحسب عمري
ربما أنسى هواك
ربما أشتاق شيئا من شذاك
ربما أبكي لأني لا أراك
إنما في العمر يوم هو عندي كل عمري
يومها أحسست أني عشت كل العمر
نجماً في سماك
خبريني .. بعد هذا كيف
أعطي القلب يوما لسواك؟

*فاروق جويده

دا بعضًا من نور الشمس يتسللْ
تُركِيْ : أنا أحبكك ليه ماتفهمينْ
الجوهرة ببكاء : أبعد عنيي أببععععععععددد اللي تسويه حررام والله حراااام
تُركي ورغمًا عنها يضع كفوفه عليها : تكفييين لاتعذبيني أكثر
الجوهرة : أتركني بحال سبيلي أنت اللي تكفى . . . آآآآآآآآآآآآآآآآآه
تُركي يقترب شيئًا فشيئًا لوجهها الباكِيْ
الجوهرة تحاول أن تُبعده ولكن مقيّد كفوفها : يممممممممممممممممممه . . . يممممممممممممممه
تُركي : أنا أمك وأبوك وكلّك
الجوهرة : لآلآلآلآلآلآلآلآلآ . . أفنااااااااااااااااااااااااان . . . ياربي لااا . . . . ياربيييييييييييييييييييييييييييييييييي ياحبيبييييييييييي
تُركي وتلمع محاجره بدموعه المحصورة فيها : أنا أحببك ماراح أأذيك
الجُوهرة وأنفاسها أضطربتْ ونبضها غير منتظم : يبببببببببببببببببببه . . يبهههه
تُركي : محد حولكْ مممحححد
الجُوهرة وشهقاتها تتعالى : سلطاااااااااااااااااااااااااااااااااااان . . سلطااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااان
سلطان : بسم الله عليك
الجُوهرة وكلها يرجفْ ومبلله بدموعهاااا
سلطان فتح الستاير حتى تُضيء الغرفة . . . وأملأ كوبًا من الماء لها
الجوهرة تحتضن نفسها ورأسها على ركبتيها وتبكِيْ بأنين !
سلطان : الجوهرة
الجوهرة لاترُد فقط بكاء من هذا الكابُوسْ الذي ألتهمها بنيرانه !
سلطان تربّع بجانبها وبصوته العذب قرأ لها مما يحفظ كي يُهدأها وبصوته يخشع الجميع : ومن يهد الله فما له من مضلٍ أليس الله بعزيز ذي إنتقام ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمه هل هن ممسكات برحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون قل ياقوم اعملوا على مكانتكم إني عاملٌ فسوف تعلمون من يأتيه عذابٌ يخزيه ويخل عليه عذاب مقيم . . . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . . . قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربّكم وأسلِموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لاتنصرون وأتبعوا أحسن مآأُنزل إليكم من ربكم من قبل أن ياتيكم العذاب بغتةً وأنتم لاتشعرون *زاد بكائهُا هُنا , وضع كفّه على رأسها وأكمل قرائته* أن تقول نفسٌ ياحسرتي على مافرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أنّ لي كرةً فأكون من المحسنين.
سلطان : اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشيطان ومن أن يحضرونْ . . . الجُوهرة طالعيني
رفعت رأسها المحمّر جدًا من البُكاء
سلطان نزلت كفوفه من رأسها لخدها ليمسح دمعها : تتألمين من شيء ؟ تعبانة من شيء ؟
الجُوهرة وقربه لها يشعرها بأنها ستتقيأ أوجاعها الآن
سلطان : قولي لي
الجوهرة لفت وجهها للجهة الثانية كي تُبعد كفوفه عنها
سلطان : لاتحيرّيني معك . . . وش تشوفين بكوابيسك ؟
الجُوهرة وصدرها يرتفع ويهبط بقوة
سلطان تنهّد : أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه . . نظر إلى الساعة التي تُشير إلى الخامسة صباحًا ,
أبتعد عنها وتوجه للطاولة التي وضع عليها جواله . . . . . : قومي صلّي الفجر عشان ترتاحينْ
توجهت للحمامْ وأغلقت عليها وأمام المغسلة أنفجرت باكية .... لاتُريد إثارة شكوك سلطان ولكن رُغمًا عنها !!
حافظ من القرآن كثيرًا ويقرأ عليها كُل مابكتْ هذا يُحزنها أكثر . . . . . هو لايستاهل كل هذا ولكنْ مالعمل ؟
كيف تجبر نفسها أن تعيش كُزوجة طبيعية ؟ تحاول جاهدة أن لاتبكِي لكن ليس لها مقدرة على ذلك . . ينام بجانبها والكوابيس لاتتخلى عنها فطبيعي أن يسمع لها . . . . هل من الممكن ان تلفظ في نومها عن تُركي فتُسرّع في مقتلها !!

,


فتح عينيه والضوء يُزعجه . . نظر لساعته * التاسعة صباحًا * كان يجب من السابعة هو هُناك
دخل الحمام ليأخذ شاور سرِيعْ . . 10 دقايق وخرجْ نشفْ شعره وأرتدى ملابسه بسرعة , أخذ جواله ورأى الإتصالاتْ من أحمد كثيرة . . . غريبة بو سعود ماصحاني !!
خرج للصالة وشاهد الفطور . . . مع أنه شكله كان مُشهي لكن الساعة تُشير للتاسعة والنصف وماعلى يوصل بتجي 10 وربع إذا ماجت 11 بعد على الزحمة ,
أنا متأخر متأخر على الاقل آكل . . . أقترب ولاحظ الورقة على الصحنْ . . . * عسى ترضى علينا طال عُمرك *
أنفجر ضاحِكًا . . أخذ الورقة وقلبها وكتبْ * العُظماء اللي زيي مايرضيهم فطور * رسم فيس المُمِيل لفمه كنايةً عن الغرور *
وأكتفى بشربه من كأس العصيرْ وأنعش نفسه . . . . . ووقف وفكّر بشيء . . . أخذ وردة ميتّة كانت موجودة من اتى الرياض ولونها يميل للسواد والبنّي . . . ضحك وهو يحطها على الورقة . . . يتخيّل ردة فعلها بالوردة الميتة . . . .. أخذ الورقة من جديد وكتب تحت كلامه السابق * كلن يُعطى على قد بياض قلبه *
بعد ماكتب هالكلام أنتشرت ضحكاته الصاخبة وهو خارج ويبدُو أنه روّق على الآخر


,


تُركِيْ : برُوح كذا يومين
بو ريّان : لاماتروح وأنتْ تعبان كِذا
تركي تنهّد : ماني تعبان يخي كيفي أروح ماأروح مالك شغل
ريان : الإحترام ميح عندك
تُركي : مانيب رايق لك انت الثاني
بو ريّان بنظرات تعبّر عن غضبه الشديد : ماعندي أي تعليق على وقاحتك ذي
تُركِي : ماني بزر عشان تحاسبني ولاأنت ولي أمري وعلى فكرة أنا افكر أطلع بالشقة لحالي
بو ريان : شكلك أستخفيت
تُركي توجه للباب متجاهلا كلام أخيه . . .
ريان : ذا وش فيه أستغفر الله ؟
بو ريّان : الله يعيني بس أكيد جايب لنفسه مصيبة
ريّانْ : المهم يبه متى نروح الرياض ؟
بو ريان : الخميس
ريّان : لآ مشغول هالخميس والأسبوع الجاي بيجينا الوفد الصيني والأسبوع اللي بعده فيه تمايم لرفيقي يعني نقول الشهر الجاي نروح نخطبها
بو ريان : وش مشغلك هالأسبوع ؟
ريان : فيه عشاء لواحد راجع من السفر
بو ريان : والله ياعيونك تقول أنك كذاب
ريان أبتسم غصبا عنه
بو ريان : لآياحبيبي هالأسبوع رايحيين ومنتهين من ذا الموضوع وإذا خذينا موافقة أبوها بتجلس يومين زيادة تروح تسوي الفحص معها عشان الأسبوع اللي بعده بتملّك عليها وذيك الساعة عاد بكيفك سوّ اللي تبيه
ريان : يايبه العجلة من الشيطان
بو ريان : خير البر عاجلة


,

منصُور يغلق أزارير ثوبه بسرعة صارُوخية
نجلاء صحت من 7 الصباحْ و جالسة تقرأ المجلة وكاتمة ضحكتها
منصُور : مردودة يانجلاا
نجلاء : هههههههههههههههههههههههههههههههه روّق
منصُور : اليوم الحرة بتطلع عليك
نجلاء تظهر عدم مبالاتها وتعود لتتصفح المجلة
منصُور يرتدي الكبك وسقط احدهم : أستغفر الله بس . . . أنحنى ورجع ولبسه . . . ضبّط نسفة غترته وألتفت عليها كانت تسكبْ لها من القهوة . . . أخذها وشربها لعانة فيها
نجلاء : لا والله !!
منصُور : حتى قهوة ماتعرفين تضبطينها
نجلاء : هذي قهوة تركية
منصور : الله يديم النعمة . . . أنحنى وأخذ مفاتيحه ومحفظته . . . حسابك عسير . . وخرجْ
نجلاء : هههههههههههههههههههههههههه . .. لحقته على الدرج . . ترى بطلع اليوم مع هيفاء
منصور : أطلعي وبترجعين جثة
نجلاء : يخي وش ذا القرف كل شيء عندك جثة أدفنك أموتك أذبحك يالله منك انت وهالرعب والدم اللي عايش فيه
منصور : أدخلي لايشوفك يوسف
نجلاء بدلع : ترى بروح
منصور : لأ
نجلاء : قلبك موافق وهذا يكفيني
منصور : ههههههههههههههههههههههه على كيفك قلبي موافق
نجلاء : برجع قبل لاتجي
منصور : قلت مافيه خلاص لاتناقشين
نجلاء بزعل : طيب والله لاأقول لأمي *تقصد أمه ولكن من باب التقدير تناديها أمي* . . . . رجعت للجناح وأخذت طرحتها ونزلتْ للأسفل
منصور : بقطع لسانك لو تكلمتي
نجلاء بعناد : صباح الخير يممه
أم منصور : صباح النور والورد
نجلاء : شخبارك ؟
أم منصور : بخير الحمدلله . . تعالي أجلسي من زمان ماجلستي هالحمل خذاك مننا
نجلاء تهمس لمنصور : اليوم عاد أنا دلوعتها
منصور : أشهد أن كيدهن عظيم
نجلاء : ترى ولدك متعبني
أم منصور : وراه وش مسوي ؟
نجلاء : تخيلي يايمه مايبغاني أروح مع هيفاء نتسوق أحس مرّت سنة ماشريت لي شي . . يرضيك ؟
منصور : تراني متأخر على دوامي عشانك فلا تخليني أجيب نهايتك الحينْ
نجلاء : شفتي يمه قدامك بعد
أم منصور : وش فيك عليها بدل ماتهتم فيها خصوصا بالأشهر الأولى تكون أكثر وقت محتاجة لإهتمام وعناية
نجلاء تلعب بعيونها لتُغيضه
منصور : مدري أنا معلقها فوق السطوح عشان تبي إهتمام وعناية
نجلاء : ويسهر عند ربعه ويتركني
منصُور : والله يازين من يغير خريطة وجهك الحينْ
نجلاء تكتم ضحكتها وتزيد بتمثيلها
أم منصور : إن كان لي خاطر عندك تتركها تروح مع هيفاء اليوم
منصور : يمه تكسرين كلمتي ؟
أم منصور : يعني مالي خاطر عندك
منصور : هيّن يابنت مساعد
نجلاء تقبّل جبين أم منصور : يارب يخليها لي ويحفظها
دخلت هيفاء : منصور أنت هِنا !! مارحت للدوام
منصور : وإنتِ وين بتدوجين على هالصباح ؟
هيفاء : بروح أكمل أشياء ناقصتني بكرا حفلة تخرجي
منصور : ومن مين أستأذنتي من طقت براسك خذيتي السواق ورحتي
هيفاء : مستأذنه من أمي
أم منصور : وش فيك على أختك !!
منصور : بعد أمي تستأذنين من أبوي ولا مني ماهو على كيفك الدعوى سايبة
هيفاء : لحول وش فيك كليتني خلاص نستأذن مرة ثانية منك
منصور خرج غاضب . . . ويتوعّد نجلاء لاعاد !


,
متمددة على الكنبة أمام التلفاز بمللْ . . . رأت الخادمة وهي تدخل ومعها صينية فطور عبدالعزيز اليُومْ
بخطوات سريعة أتجهت لها وأخذت الورقة الملتفة حول الوردة الميتة : خلاص روحي
قرأتها " العظماء اللي زيي مايرضيهم فطور . . . كلن يُعطى على قد بياض قلبه "
تتأمل الوردة وأمالت
فمّها وملامحها تقول ستصارخ الآن من الغضبْ وبداخلها " الحين أنا قلبي أسود يالعظيم طيّب ياعبدالعزيز " . . . . خرجت من القصر وتوجهت لبيته وهي تعلم أنه لا والدها ولاعبدالعزيز سيرجعون إلا العصر أو المغرب ..... دخلتْ بخطوات خفيفة لاتُصدر أي صوتْ . . .. تبحث عن شيءَ مُهم كي تهدده به كما هو ماسك عليها شيءَ ! هذه المرة فعلا لن يغفر لها والِدها

- قبل عرس الجُوهرة بعد أيام –

شعرها المموج وبشكل أدق هو ليس مموّج كيرلي بشكل شنيع بالنسبة لها لكن جميل بالنسبة لعبير وكل من يراها , رفعت نظاراتها الشمسية على شعرها وكانتْ تتعلم كيف ترمِي بأحد أسلحة *عبدالعزيز*
كان القصر يخلي من والدها ومقرنْ ..
من خلفها : كم تعطيني عشان ماأعلم أبوك ؟
بخوف سقط السلاح من كفوفها ووقفتْ لتلتفت إليه : مفروض ترجع المغرب !!
عبدالعزيز : هذا الشي اللي يهمّك أكثر من انه يهمّني * يقصد برسالتها تلك التي تركتها عندما نظفت البيت *
رتيل أنحرجت ولكن هربت من حرجها : تهددني ؟
عبدالعزيز : لأ بس أتخيل ردة فعل أبوك
رتيل : باللهي !! خذ سلاحك اللي مدري كيف صاير
عبدالعزيز : طبعا بآخذه بس العلم بيوصل لأبوك
رتيل بسخرية : وش تبيني أسوي عشان طال عُمرك ماتوصل لأبوي شيء ؟
عبدالعزيز كتم ضحكته وأردف : مدري إنتِ دوّري شي يرضيني *قال كلمته بنبرة غرور شديدة*
رتيل بملامح تقرف : نعععععععععععم !!
عبدالعزيز يتجه ويأخذ السلاح من الأرض : وأعتذري أنك دخلتي بيتي مرة ثانية بعد وأخذتي السلاح . . ماتتوبين أبد
رتيل بعناد شبه وقِحْ :p كعادتها لاتتركها تهوى نفسها أن تتعدى حدود الله قبل أن تتعدى حدود نفسها : ماني معتذرة وماراح أدوّر رضاك وبشوف وش بتسوي
عبدالعزيز وهو يتوجه لبيته ويتحدث : أجل أنتظري التهزيء اللي بيجيك الليلة وعساه يارب يكسر راسك !

يُتبع

أنثىْ رقيقة مُفعمة بالحيوية تدُور حول نفسها بفستانٍ سُكرِيْ . . .
رؤى : جميل مررة
هيَ بغرور تضحكْ : أدري ماشريته الا وهو حلُو
رؤى : ههههههههههههههههههههههه يعجبني الواثقْ
هيَ : بروح اوريه عزُوزْ
شهقتْ فأفاقتْ من غيبوبتها هذه الذي لاتجلبْ سوى الوجَع ’
رؤى تمتمت : عزوز ؟
توجهت لوالدتها وهي تعد خطواتها : يممه . . .. يممممممممممممه !
لا مُجيبْ
رؤى : يممه . . .
رجعت للخلفْ وتعثرتْ بالطاولة . . أبتعدت عنها وهي لاتعرف أن تتذكر خطواتها وكيف الرجُوع لغرفتها أو حتى لجوالها لتتصل على والدتها , ببكاء : يمممممممممه
شعرت بخطواتْ أحدهُمْ
رؤى : يممه . . . مين ؟
وأحدهُمْ يُسقطها على الأرضْ ولاتشعر الا بالخطوات التي تجيء وتذهبْ ..
رؤى بصراخ : مييييييييييييييييين ؟ يالله . . . يممممممممممممه
أقترب منها وهي تبتعد قليلاً للخلفْ وأنفاسه تلفح وجهها : الحسناوات لايُخبرن أحدن
الأغراض تتساقطْ وصوت سقوطها يُبكيها أكثر . . وأصواتهُمْ وهم يبحثون بالأدراجْ ! وأبواب الغرف التي تُطرقْ كل دقيقة وأصوات الخطوات مُزعجة جدًا . . . شعر بالأبجورة تسقط على قدمِها لتتألم بقوة
هذا بصرِي الذي فقدته كم كان مُكلِّف فقداني له ؟
رؤى شعرت أنها ستتقيأ وهي تسمع صوت إغلاق البابْ


,

مسند ظهره على الكرسِي وقدميه على طاولة الإجتماعات ومُخرجْ سيجارته ويدخّنْ !
دخل بو منصور : وجع ووجعتين بعد
يوسف يطفيها بسرعة
بو منصور بغضب : أفتح الشبابيك أنا كم مرة قايل لك تترك هالزفت اللي بإيدك
يوسف : بتركه يايبه الله يصلحك كنت سرحان وقفت قلبِي فيه شيء السلام عليكم ولا يايبه أنت متى ماأشتهيت
بو منصور ويقلد نبرة صوت يوسف : وش رايك تفصخ جزمتك وترميها على وجهي وربّني من جديد وعلمنّي كيف أسلّم
يوسف كتم ضحكته وأكتفى بإبتسامة رغمًا عنه : محشوم
بو منصور : ياولد أستح على وجهك لو داخل أحد الحين وشافك أنت ولبسك ذا كم مرة قايل الشركة ماتجيها بجينزات قايل ولا مو قايل ؟ فيه شي إسمه ثوب
يوسف بعبط : طيب ثوب نجدي ؟
بو منصور سكت لفترة وهو ينظر إليه بحقد
يوسف خاف : أسحب الكلمة
بو منصور ويرمي عليه الملف الذي كان على الطاولة
يوسف أنفجر ضحك حتى من خارج الغرفة سمع ضحكته
بو منصور : شف محد بيرفع ضغطي غيركْ !! طيب يايوسف والله لأوريك والله ثم والله لأخليك تداوم لين 4 ونص العصر وبتشوف
يوسف : يايبه وش سويت ؟ لبسن ولبسته بتجلس تدقق عليه !! مستشور شعري قلت وشو له ألبس شماغ خلني أكشخ
بو منصور : أنقلع عن وجهي أنت و شعرك يعني ذا مستشوره !! يالله لاتبلانا أنا مدري وش سويت بدنيتي عشان الله يبلاني فيك
يوسف : ماتدرون بكرا وش أصير ؟ والله لتقولون هذا ولدنا وبكل فخر
بو منصور : عمرّك قرّب على الثلاثين وتقول بكرا وش يصير ؟ أطلب حسن الخاتمة بس
يوسف : إيه هذا فئة من الشعب المتخلف وليه الإبداع و الأحلام مقترنة بعمر معيّن ؟
بو منصور رفع حاجبه : انا متخلف ؟
يوسف : أنا أحترمك يبه بس عقلك حقين عصر مضروب جمبه
بو منصور : أرتفع ضغطي جعلك الصلاح . . وين أخوك ؟
يوسف : تلقاه نايم بالعسل هناك
بو منصور : حسابه بعدين
دخل منصُور وهو مُتعب : السلام عليكُمْ
يوسف : وعليكم السلام
بو منصور : خلص الإجتماع وفشلتنا طبعا بالاوراق اللي بمكتبك . . أنا وش قايل لك ؟ لاتقفل مكتبك !!
منصُور : راحت عليّ نومة والله حاط المنبه بس ماصحيت
بو منصور : ليه نجلاء ماصحّتك
منصور صمتْ لثواني وبصمته أستنتجوا الموضوع
يوسف جلس على الطاولة وهو سيغمى عليه من الضحك
منصور بدا يحمّر وجهه : ياسمجك على كل شي تضحك !!
يوسف : آخخ ياقلبي هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الله يرزقها الفردوس الأعلى هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههه هههههههههههههههههههه
منصُور خرج من صالة الإجتماعات وهو يتحلطمْ ويسّب نجلاء و ويوسف وكل موظف يُقابله !!


,

في إحدى المقاهِيْ .

ولِيدْ : القصد أني أساعد رؤى
أم رؤى : لو سمحت يادكتور هالأشياء خاصة
ولِيد : متفهّم هالشيء لكن أبي أتأكد من معلوماتي اللي حصلت عليها
أم رؤى : أي معلّومات ؟
وليد : كانت في باريس قبل الحادث ؟
أم رؤى ببرود : مدري
وليد تنهّد : ياخالتي كيف رؤى تسترجع ذاكرتها إذا كانت ذاكرتها الجديدة مبنية على كذبْ وغموض !
أم رؤى : قلت لك ماأعرف شيء
وليد : مقرنْ السليمان حيّ ؟ كيف مكتوب أنه ميّت !
أم رؤى بصمتْ
وليد : مقرن يكُون ذراع أبو سعود اللي هو عبدالرحمن آل متعبْ
أم رؤى مازالت ملتزمة صمتها
وليد : فسّري لي كيف ميّت ؟
أم رؤى : قلت لك أشياء خاصة ماني مخوّلة أني أقولها
وليد فقد أعصابه : هذي بنتك ماتبينها تفرح !!
أم رؤى : الأكيد أني أبيها تفرح وعشاني أبيها تفرح أسئلتك مالها عندي جواب
وليد تنهّد وأردف : مين زوجها ؟
أم رؤى وكانت قد شربت من كأس الماء وماإن نطق بجملته حتى كحّت بقوة
وليد وبنظرات ينتظر إجابتها
أم رؤى بلعت ريقها : من وين جايب هالكلام ؟
وليد : الحمدلله أني مآخذ كورسات بكشف الكذبْ ومن عيونك عرفت أنها بباريس كانتْ و متزوجة وأنتي مخبية عليها حتى الفرحة أنها أبوها حيّ وأنه عندها زوج !!
أم رؤى بحدة : مهي متزوجة
وليد : ماهو من حقك أبد أن تضيعينها كِذا
أم رؤى : بنتي وأعرف مصلحتها أكثر منك والواضح أنك مقدرت تعالجها والحين جاي تتحجج بأشياء ثانية لفشلك في علاجها
ولِيد أبتسم والبراكين داخله تشتعل : يمكن فشلت لكن النسبة الاكبر هي من نصيبك
أم رؤى وقفت : بعتبر أنه هذا آخر لقاء بينك وبيني وأكيد آخر لقاء مع رؤى !
وليد شرب من قهوته الباردة وهو يمثّل اللامبالاة
أم رؤى أخذت حقيبتها وخرجتْ من المقهى


,


وهي ترتسم على محياها إبتسامة صباحية مصدرها مجهُولْ ولكن الأكيد رسالة واحِدة قادرة على تراقص الفرح بداخلها " تبقى رُوحي ماتقبل بغيرك جسد "
نزلتْ للأسفل : وين رتيل ؟
الخادمة : بالحديقة
خرجتْ وهي مزاجيتها في أعلى مايُمكنْ .. ألتفتت يمينًا وشمالا لم تُشاهدها . . . نظرت للكراج كان خالي من جميع السيارات حتى سيارة السائق . . نظرت للجهة المُعاكِسة لبيت عبدالعزيز وتوجّهت من نحوها وهي لم تراها . . . عادت لقصرهم وقبل أن تدخل من بابه ألتفتت عليها وهي تخرج من بيت " عبدالعزيز " وسقطت عينها بعينيها
رتيل أرتبكتْ بشدة وبان التوتّر على ملامِحها
عبير توجهت لها : وش تسوين هنا ؟
رتيل بلعت ريقها ولا حجّة تحضرها الآن
عبير بعصبية : وتقولين أجيب كلام من راسي !! تعديتي حدودك كثير
رتيل : مالك دخل . . وتوجهت للبيتْ
عبير : انا لما أكلمك ماتعطيني ظهرك وتروحين والله يارتيل مايردّني أني أقول لأبوي شيء
رتيل وقفت وألتفتت عليها : وش تبين ؟
عبير بغضب : كيف تدخلين ؟ وش تسوين !! وش بينك وبينه والحين بتقولين لي ؟
رتيل : مابيني وبينه شيء
عبير وتشعر ببراكين تسير داخل عقلها الآن من مجرد تفكيرها بماذا بين عبدالعزيز ورتيل : كذابة وستين ألف كذابة !!
رتيل : ماتبغين تصدقين براحتك
عبير بعصبية : مجنونة إنتِ ماخفتي من الله . . مايجوز
رتيل وواضح بنبرتها أنها محشوة بالعبرات : مافيه شي لاتكلميني بهالطريقة
عبير : ماني مصدقتك
رتيل : عساك ماصدقتيني
عبيرْ : مجنونة ماتعرفين حتى مصلحتك تبين تلفتين الأنظار حتى لو على غلط !! حتى لو ماتحبينه بتمثلّين الحُب عشان تتسلين وبس !! ماتقدرين ولا تحترمين أحد لا أنا ولا أبوي ولا أحد !! والحين عبدالعزيز بعد !! أحترمي على الأقل أنه الله يشوفك . . كيف تدخلين البيت بغيابه !!!!! كيف تتجرأييين !! بأي حق أصلا تدخلين ؟ وشكلها مهي أول مرة ويمكن المرات اللي قبل كانت بوجوده
رتيل بصراخ والواضح أنها على مشارف البُكاء : وش قصدك ؟ بعد قولي نايمة معه !! هذا اللي ناقص تقولينه
عبير تجمّدت في مكانها
رتيل ونزلت دموعها : مالك دخَّل فيني !! ماأسمح لك تتهميني كذا
عبير : أنا ماأكذّب عيوني أقنعيني بسبب يخليك تدخلين بيته
رتيل : أبي كتابْ
عبير : وين الكتاب ماأشوفه !!
رتيل : مالقيته كان ممكن تحسنين الظن وبسْ
عبير : أنا كل شكوكي صدقت وأنا أشوفك طالعة من بيته اليوم
رتيل : إيه بيني وبينه شيء . . وش بتسوين يعني ؟ بتعلمين أبوي ؟ علميه أقدر أعلمه مليون حاجة مسويتها أنتِ من وراه !!
عبير بملامح تقرّفْ : ماأستوعب هالوقاحة اللي فيك
رتيل : على الأقل ماأسوي نفسي ملاك
من عند الباب : رتيييلْ
ألتفتت وعيونها الباكية تسقط بعينيه
بو سعود يقترب منهم : وش فيك ؟
عبير ألتزمت الصمتْ
رتيل ومع سؤال والدها بدأت دموعها بالإنهمار من جديد
بو سعود : وش صاير لكم ؟
رتيل تركتهم ودخلت متوجهة لغرفتها . . أغلقت الباب ودفنت وجهها بالمخدة وهي تفرغ كل مافي داخلها ’
عبير : أبو صديقة قديمة لها توفى اليوم
بو سعود : الله يرحمه ويغفر له ياربْ . . مين ؟
عبير توهّقت : آمين . . . بالقصيم ماهو هنا ماتعرفه
بو سعود : كانوا عايشين هنا
عبير : لا تعرفت عليها من حفلة وكذا من زمان يعني بس علاقتهم صارت قوية بعدين . . . واليوم عرفت أنه أبوها توفّى
بو سعود بعجلة وهو يدخل معها القصرْ : لاحول ولاقوة الا بالله . . . روحي شوفيها لاتخلينها أنا مستعجل الحين ولاصار شي حاكيني


,


سلطانْ وهو يقرأ يتفحص الحسابات : طيّبْ الحين أنسحب من البنك في الساعة 10 وبنفس الساعة 10 دخلت الفلوسْ في حساب الجوهي . . هذا كلام يدخل العقل !!
متعب : الله يطوّل لنا بعمرك هذي الحسابات أنا بنفسي مراجعها
سلطان : هذا أيّ بنك ؟
متعب : بنك شمس *أسماء خيالية*
سلطان : مين مديرهم ؟
متعب : ماعندي علمْ
سلطان : لا لا مستحيل تدخل بنفس الوقت والله لو أنهم إيش ! الحين أنا أدخل مبلغ مرتين بحسابْ شخصْ ماتجي السيستم نفسه بيرفض وبيعتبر حسابه فاضي لأنه أنسحب كيف ينسحب منه مرتين !! تلعبون على مهبّل أنتم !! . . أستدعي لي مدير فرع بنك شمس اللي أنسحب منه . . هالكلام مايمشي على عقلي,
متعب : أبشر بيكون عند بأقرب وقت . . وخرجْ
مقرنْ : أكيد ماهو موظف يدخّل حسابات ويخرجها !!
سلطان : تهقى أنه مدير الفرع بكبره
مقرن : الملايينْ ماهي بهيّنة عشان يسحبها موظفْ
سلطان بتفكير عميق : وين عبدالعزيز
مقرن : مدري والله يمكن بمكتب بو سعود
سلطان : بروحه ؟
مقرن : إيه
سلطان بتوتّر : يالله يامقرن كيف تخليه بروحه !!. . . ووقف متوجه لمكتب بو سعود
وقف بوجهه أحد موظفيه : المستشار أتصل قبل شويْ يذكرك بإجتماع الأحدْ
سلطان بإستعجال : طيّبْ بلغ السكرتير . . ودخل مكتب بو سعود وصدقت توقعاته كان فاتح إحدى الملفات ويقرأ بتمعُّنْ
عبدالعزيز رفع عينه
سلطان يأخذ الملف من بين كفوفه بلطفْ : مو قلت لك كل شيء بوقته حلو
عبدالعزيز : ماأستوعب حقارة اللي قاعد تسوونه
سلطان : حقارة !!
عبدالعزيز بعصبية متناسية مكانة سلطان والمكان الذي هو فيه : كيف تكذبْ علي بسهولة كِذا ؟
سلطان بصمتْ لايُريد أن يرد عليه ويُثير غضبه أكثر
عبدالعزيز ونارَ تخرج من عينيه . . مسك رأسه يحاول يستوعبْ
سلطان : أنت منت فاهم شي
عبدالعزيز بصراخ جعل كل من في هذا الدور يسمعه : لا تتعذّر بهالأشياء لاتضحكون علي جعل مابه عبدالعزيز جعله الموت كانكم مابقيتوا فيه عقل ! . . . . . . أطلعوا من حياتي أطلعوا ماعاد أبي أشوف هالنفاق . . . . . . . . أخذ جواله الذي على الطاولة ورمى جهاز التجسس الذي بكفِّه . . . على أول طيارة راجع لباريس لاتفكرون تخدعوني مرة ثانية . . . . وخرجْ وسط تآملات الموظفين وإستغرابهم من سكوت سلطان عليه !!


,
يتبع

في غرفة قياسْ الملابِسْ ’
ناصرْ بتملل : تراني بنام الحين
غادة : دقيقة بسْ
ناصرْ : ماصارت دقيقة كـ
قاطعته وهي تخرجْ بفستان أبيض أنيقْ وطويل . . !
غادة بإبتسامة : وش رايك
ناصر وعيونه تتفحصها من الأسفل للأعلى وتحرجها أيضًا
غادة بخجل : وين تطالع ؟ طالعنِي
ناصر يعاند ويثبت عينيه على صدرها
غادة تعطيه ظهرها : قليل أدبْ
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص تعالِيْ
غادة لفّت: إيه تسنّع
ناصر : حاضر طال عُمرك
غادة : أشتريه ولا مو حلو
ناصر : إنتِ أصلا اللي تحلينه
غادة : غير هالكلامْ ؟
ناصر يقترب منها
غادة أبتعدت للخلفْ : لا لأ ترانا بمكان عامْ
ناصر وبضحكة : ليه دايم تسيئين الظن فيني
غادة وقفت : اجل وش تبي
ناصر : مدري وش جايّ عينك فيه شي على جفنك وكنت بشيله
غادة تضع أصابعها على عينيها : وين مكانه
ناصرْ وهو يلتصق بها ويقبّل عينيها ويهمس : خلاص راح
غادة تضربه على صدره بخفة : ملكّع
ناصر ابتسم إلى أن بانت صفة أسنانه العليا وأردف : يالله لانتأخر على عبدالعزيز بسرعة بدلّي
غادة : لايكون للحين ينتظرنا
ناصر : وطلب الأكل يقول بآكل ولاجيتوا تعالوا يقول بطنه أهم
غادة : يافديت قلبه خلاص ثواني
ناصر بخبث : تحتاجين مُساعدة
غادة رمت عليِه جوالها بقوة
ناصر ألتقط جوالها بين كفوفه وهو ينشُرْ ضحكاته الصاخبة وعلى ضحكاته أفاق على صوت والده
أبوه : ناصر !!
ناصر أنتبه لدمعة على خده لم يشعر بها . . مسحها : سمّ
أبوه : صار لي ساعة أحكِي معك !
ناصر أستعدل بجلسته وَ تنهّد : ماأنتبهتْ
والده : بعد بكرا لازم أسافرْ عاد بسألك إذا تبي تروح معي ولاتجلسْ !
ناصر : وين ؟
والده : باريس
ناصر وقلبه تلهفّ وبقوة ومن ينظر إلى شفقته يرحمه : صدق
والده أبتسم : لأ بس كنت أبي أشوفْ ردة فعلك !! ياناصر يعني إلى متى
ناصرْ : بجلس بالرياض
والده : جو هالكآبة أطلع منه . . . بتمّر سنة على وفاتها !! ماصار !! أنا متأكد أنه هالشيء لايرضيها ولا يرضي ربّك
ناصر بصمتْ
والده : ياولدِي أنا خايف عليك وماأبي يجيك شيء من هالحزن .. هذا قضاء وقدر والحمدلله على كل حالْ مايجوز تعترض عليه بتصرفاتك هذي
ناصر أنحنى بظهره لايُريد أن يبكي أمام والده : لاتقولي هالحكي قوله لقلبِيْ إن طاعك قلبِي مالي حُكم عليه
والده : وقلبك مات يابوك
ناصر والعبرة تخنقه : ومن يحييه يايبه ؟
والده بصمتْ
ناصر رفع رأسه لوالده وبعيون تبكِي وتتوسّل : يبه مشتاق لهاااا حيل وحيييييييل كثير


,

تتسحبْ بعد أن داست على بقايا زُجاج جرح قدمها . . . بُكائها كان مُحزن جدا . . . . . لاترَى . . لاتستطيع أن تُدافع عن نفسَها !!
وبعد عناءٍ طويل أتصلت على والدتها . . . *أول رقم هو والدتها والثاني هو وليد* . . جوالها مغلق
رؤى : يالله يايمه ردِّي . . . كانت تشهق ببكائها . . . أتصلت على رقم ولِيدْ . . هو الآخر لايرد أو يتجاهل أن يرد عليها
رؤى وهي مرعوبة أن يدخل أحدًا عليها ,
محد يرد عليها ! . . جلست والدماء تسيل من قدمها بغزارة . . . . تستطيع أن تتخيلْ أنه شقتهم الآن تعمّها الفوضى من الذين آتوا ويبدو أنهم نهبوا كل مايملكُونْ ’
رؤى : ياربي يايمه تكفين ردّي . . . . أعادت إتصالها على وليد وتدعي ان يرد
أتاه صوته : ألو
رؤى بكائها كان الحاضر
وليد بخوفْ : رؤى !!
رؤى تشهقْ ولاتستطيع أن ترتب جملة : فــ . . . آميي . . ما . .
وليد : ماني فاهم شي ؟ أمك وش فيها !
رؤى : لآآه
وليد : هي عندك
رؤى : لآه تعال تكفىىى
وليد : طيّبْ أنا قريب أصلا . . .
رؤى : خايفة تكفى لاتسكره
وليد وهو خارج من المقهى : طيّبْ تعوّذي من الشيطَانْ
رؤى كانت تشعرْ أنها تختنقْ فِعلا
وليد وهو يسيرْ بإتجاه عمارتهُمْ ومستغرب أن أم رؤى لم ترجع الشقة . . ومازال الجوال على إذنه ويستمع لبُكائِها ويُسرِّع بخطواته
رؤى ومن دُون " دكتور " كعادتها : وليييييدْ أحس بموووتْ
وليد : بسم الله عليك هذا أنا عِندكْ . . ركَض للشارع الآخرْ ودخل للعمارة وهو يصعد الأدوار بسرعة . . رأى باب الشقة مكسُور وفتحه : رؤى . . *وأغلق جواله*
رؤى كانتْ تبكِيْ والدم مبللها من الجرُوح الذيْ لم تنتبه لها
وليد دخل وهو يتلفت ورأى باب الغرفة مفتُوح . . دخلْ عليها
رؤى وشعرت به : وليييييييييد
وليد وعينه على الفوضى الي تعّم المكانْ : مين مسوي كل هذا
رؤى : مدررِي دخلوا ناس خوفوني مررة
وليد : حصل خير أهدِيْ . . جلس بجانبها وهو ينظر لقدمها التي تسيل منها الدماء وكفوفها التي ممتلئة بحُمرة الدمّ . . . لاتتحركينْ بدوّر مُعقم لايتلوّث جرحك
رؤى وتشعر بأنه سيغمى عليها لأنها لم تأكل ودمها ينزفْ دُون توقّفْ وبكائها يُتعبها
وليد يفتح دروج الصالة عله يلقى مُعقِّم . . أتى لها بعد دقائق : مالقيت . . . أنحنى لها وأمسك منديل ومسح الدماء من ساقها
رؤى : ماعرفت أدافع عن نفسي خفت مررة أنا كيف أعيش كذا
وليدْ بصمتْ وهو يمسح من على ساقها ويطهرها من الدمّ
رؤى : ماأبغى أعيش هالرعب مرة ثانية
وليد رفع عينه عليها وهو يتأمل ملامحها المُتعبة والتي تُوحي بإغمائِها
رؤى بين شهقاتها : يالله كيف أعيش كِذا ؟
ولِيدْ : أششششش .. ماصار شيء هذا كله من التوتّرْ . . . حاول وهو يقطع من كمّ قميصه ويلِّف ساقها أن يوقف الدم حتى لاتفقد دمائها !
رؤى وفِعلا بدأت تفقِد وعيَها
ولِيدْ : رؤى
رؤى بصوت يختفي شيئًا فشيئًا : لآتخليني . . . أُغمى عليها
ولِيدْ رفعها بين ذراعيه على السريرْ وغطاها بفراشها . . . وأغلق الدروج المفتوحة والدواليبْ . . ووخرج من غرفتها وهو يُزيل القزاز الذي عند بابِها . . . فتح جواله ليتصل على والدتها لكن كان حضورها هو القاطِع
أم رؤى وهي تنظر لمنظر الشِقة الرثّة : وش هذا !!!
وليد : فيه ناس دخلوا على رؤى اليوم وواضح انهم سرقوا الشقة . . يمكن راقبوك وإنتِ طالعة
أم رؤى وهي تنظر للدمّ الذي على الأرض وبخوف : وين رؤى ؟
وليد : نايمة
أم رؤى تركت حقيبتها وتوجَّهت لِغرفتها وهي تُسمي عليها وتُقبّل جبينها : بسم الله عليك يممه . . .
وليد خرجْ بهدُوء وأغلق الباب من خلفه . . . . .

,
أرتدتْ فستانًا للبيتْ ناعِم جدًا وبسيط جدًا وجدًا لمنتصف الساقْ . . وبأكمام طويلة !! ورفعت شعرها بأكملهْ دُون أن تضع أي شيء على وجهها . . . نزلتْ للأسفَل بخطوات حَذِرة *

رأت الخادِمة تبتسم
بلعت ريقها تشعر بأن نظراتها تُشكك بنفسها : سوّي لي قهوة
الخادمة هزت راسها بالإيجابْ وذهبتْ
جلستْ على الكنبة دُون أن تفتح التلفاز أو شيْ . . أسندت ظهرها ورفعت رأسها للسقفْ وهي تُفكِّر بأشياء كثيرة ’
أولها سلطان وآخرها سلطان ومابينهُما تُركِيْ .. حياتها كئيبة جدًا . . على الأقل هُناك بالشرقية كان حولها أبّ و أُمْ أما هُنا لأ أحد ! لا تحّن للشرقية يُؤسفها أن لاتحن للشرقية . . يؤسفها وجدًا لأن هُناك من يعيش أسفل سماها كفيل بأن يُكرِّهها بالسعودية بأكملها !!!
شعرتْ بوخز قلبِها وهي تتذكَر تُركِي !
بكتْ كان عمّها كان صديقها كان أجمل من تشاوره . . . . كيف حصل كُل هذا ؟
هذا عمّي وحبيبيْ كيف حصل كِذا ؟ كيفْ !!! كان ملتزم بمسجده ولايأخِر الصلاة كيف صار كل هذا !!!!
محزن جدا أن يكون هذا العمّ هو أول من أخبرها بطريقة لحفظ كتاب الله وأدخل هذه الفكرة في بالِها لتحفظ جُزءا في الثانوي وتركته بعد حادِثة تلك الليلة السوداء لتُكمل بعد تلك السنين !
كنت أحبّك ياعمّي ياتُركي . . . ليه سويت كذا ؟ كنت أذكرك بدعواتِي ؟ كنت أسهر معاك ؟ كنت أساعدك بشغلك كله ؟ كيف قوى قلبك ذيك الليلة تسوي اللي سويته !! كيف نظرتك لي تغيرك !! كيف نسيت أبوي !! كيف نسيييييييييييييت الله
آخخخ ياقو قلبك كيف قدرت تسوي كل هذا فيني ! كيف تحرمني من هالحياة طول الِ 7 سنوات !!
كيف قويت تنام وأنا أبكي كل ماجيت أنام . . . كيف قوى قلبك تنام وأنا تجيني كوابيسك وأحس بالموتْ !
كيف تذبحني بدنيته ؟ كيف ياتُركي تسوي كِل هذا !! ماأستاهل كل هذا !!!!!! ماأستاهل ! وش غيّرك !!
ماراح أسامحك حتى وأنت تمُوت ماراح أسامحك ماراح أغفر هالسنين كلها اللي راحت واللي بتجي بالعذاب ! ماراح أغفر لك شك ريّان فيني . . ماراح أغفر لك شك سلطان الجاي بِي !! ماراح أغفر لك لو يعلقوني بالمشنقة ويقولون إن سامحتيه لك الحياة !! عهدٍ على هالقلبْ ماخليك تذوق الراحة بالعفُو . . . . . وياعساك بجهنّم . . *ماإن دعت عليه حتى أنهارت بالبُكاء*
غطت وجههَا وهي تبكِيْ وتأِّنْ : آههههههه

,

رتِيلْ بعد أن هدأتْ . . جالِسة ساكِنة لاصوت حاضِر في غرفتِها سوى تنبيهات الواتس آب ولم تلتفت إليها ,
تبكِي لاتعلم على ماذا ؟ على إتهامات عبير لأنها كذب أم لأنها تكذب على نفسها وهذا يُبكيها أم خايفة أن تفضحها عبير أم لأنها خايفة أن عبير قد تكُونْ تحبّه وهذا تخافه !! ليه أخاف أن عبير تحبّه ؟ بكيفها تحبه وتتزوجّه اللي تبيه مايهمّني ! هو مين عشان يهمّني زي ماقالت موظف ومصيره بيطلع من هالبيت !!


,

في مكتبه
بو سعود : طلع ؟
سلطان : زي ماقلت لك بس لاتخافْ خليتهم يحطون له حظر ماراح يقدر يسافر على مانهدِّيه هاليومين
بو سعود : من العجلة نسيت أنه جلس في مكتبي لحاله
سلطان : قرآ ملف الجوهيْ
بو سعود : هذا اللي خايف منّه
سلطانْ تنهّد : اليوم موعده عاد مع محمّد
بو سعود : أحمد ألغِي رقم عبدالعزيز اللي مسجلينه بإسم صالح النايف بسرعة عشان مايتصلون عليه وأخاف من حقده يتكلّمْ
أحمد : أبشر . . وخرجْ ليُلغيه
سلطان مسح على جبينه بتعب : مدير فرع بنك شمس ينتظرنا تحت
بو سعود : مقرن عنده ويحلّها
سلطان : مخي مشوش مدري بمين أفكّر !! مخدرات و سرقة أموال و تخطيط لإغتيال
بو سعُودْ : بس لو نجيب راس الجُوهِي كل أمورنا سهالات لو نجيب المستندات اللي في مكتبه ونفضحه
سلطان : هذي على عبدالعزيز بس خل يهدى هاليومين
بو سعُودْ : الله يحفظ بلدنا ياربْ من شرهم ويكفينا . . . . . . . أنا برُوح أشوفه أكيد رجع البيت يآخذ أغراضه
سلطان : وأنا طالعْ . . .

,

في جناحْ نجلاءَ . . ,
ريم : طيب أي واحد بتلبسينه بالحفلة ؟
نجلاء : هذا . . وش رايك ؟
ريم : روحي ألبسيه خليني أشوفه عليك
نجلاء : دقيقة . . . وتوجهت لغرفتها وماهي الا دقائق معدودة وخرجت بفستان إلى منتصف الساقْ وضيّق *نجلاء ياحبّها للضيق :p* وكان ذهبِيْ ومُغري بشكل كبيرْ
ريم تتأملها : لاتورينه منصور عشان مايذبحك ويخليك تنثبرين ماتنزلين تحت
نجلاء : ههههههههههههههههههههههههه بطلع له فستان طوِيلْ وبقوله أنه هذا اللي بلبسه وبلبس هذا
: ياسلام
كلهم ألتفتوا منرعبينْ
منصور يخز لبسها بنظرة حاقدة من قلبْ
أفنان : أنا بطلع قبل لاتقومْ . . وخذت الأكياس وخرجتْ ولحقتها ريمْ
منصور : بالله هذا لبس !! عند الحريم حلال تتفصخين بس عند زوجك حرام
نجلاء: مافيه شي لبسي أكمامه طويلة و طويل مو طالع الا نص ساقي وش اللي فيه
منصور : ماأشوف أنا فتحة الظهر
نجلاء طاح وجهها
منصور : الحين رايحة السوق عشان تشترين هالمصخرة ذي
نجلاء : أنت ماعندك ذوق اصلا بالفساتينْ
منصور : إن كانك تبين تعاندين ألبسيه لأخليك تبكين دمّ
نجلاء : منصور حرام عليك يعني حفلة تخرج أختك ماتبيني أكشخ
منصور : قلت أكشخي بس لاتتفصخين أستحي على وجهك بكرا بيقولون هذا زوجها جدار ماله كلمة عليها
نجلاء بطنازة : وش رايك أحضر بعباية ؟
منصور : إيه وش فيها ؟ ماهي ستر ؟ ماتحسين بفخر وإنتِي تلبسينها ؟ ماتشعرين إنك أنثى صدق وإنتِ لابستها
نجلاء أنحرجت ماعرفت كيف ترد
منصور : إيوا لاتجيبين لنفسك الكلامْ وهذا ترجعين للمحل ولا *قالها بخبث* ألبسيه عندي بس
نجلاء رفعت حاجبها : دام ماتبيني ألبسه خلاص ماألبسه لاعندك ولا عند غيركْ
منصور : شف النذلة !! هالكشخة ماأشوفها قدامي
نجلاء : أنت ماتكشخ عشاني ليه أنا أكشخ عشانك
منصور يقترب بخطواته إليها : أقول تعوّذي من الشيطان لأخليك تنسين حفلة بكرا
نجلاء تفهم قصده جيدًا وكلها أُصيب بالحُمرة وبنبرة مُرتبكة هادِئة : بروح أغيِّر

,

في طرِيقه ويشعر بضيقْ . . بإستغفال . . . يستحقر نفسه أكثر وأكثَرْ على غباءه !!
دخل القصر وتوجه للبيت بخطوات سرِيعة . . . أخرج حقيبته وهو عازم على توديع هذا المكانْ !!
الرياض كريهة ضيقة مليئة بالمنافقين !! – هذا مافي باله –
باريس أجمل هي سيئة لكن بيضاء لاتعرف النفاق !! هُناك أجمل سنين عمره وهنا بأقل من سنة رأى أتعس أيام حياته ..
وضع ملابسه بدون ترتيبْ .. .. شعر بشيء ينغرز برأسه
من خلفه : الخاينْ دمّه حلال

,


دخل قصره وعقله بالعمَل .. ألتفت لتقع عينه عليها وهي منحنيه ومخبية وجهها بكفوفها وتبكِيْ وكوب القهوة الذي واضح أنه برد على الطاولة !
مشى بخطواتِه إليها هو يعلم تماما أنه بأقل من ساعة ممكن أن يستجوبها كما يستجوب مُجرميه ويعرف كل ماتخفيه عنه ولكن يحترم رغبتها ! ولكن قد يضطر بعد فترة إن ملّ صبِره منها !
جلس على الطاولة التي عليها كُوب القهوة
أبعدت كفوفها وأنرعبت من وجوده !
سلطان : بسم الله عليك
الجُوهرة وقفت كي تذهب للأعلى لكن كفوفه أرغمتها على ان تجلسْ . . . جلست وسحبت يدها من كفوفه
سلطانْ : إلى الآن محترم رغبتك لكن أتمنى ماتنسين حقوقي
الجوهرة وفكّها يرتجفْ . . حقّه . . . . . كان أسرع مما تتوقَّع !









أحبّ انوه وأكرر أنه الرواية مبنية على الخيال , عمل الإستخبارات في حفظ أمن الدولة لاأفقه به كثيرًا ولا أعلم عنه إلا إسمه هو مُجرد خيالات وتخيلات وتوقعاتْ .. والأبطال ليس لهم وجود بالحقيقة والأسماء جدا جدا جدا خيالية وإن كان هُناك تشابه بالأسماء فهو محض الصدفة بالطبعْ !
الذي أُريد إيصاله من عمل عبدالعزيز و بو سعود وسلطان و مقرنْ شيء واحِد " تعب هؤلاء الجنُود في حفظ أمن البلاد في كل دول العالمْ وليس خاصًا بالسعودية . . وحرص الحكومات على أمن وطنها وكيف يدفعون ثمنًا غاليْ لحفظ أيّ مواطن فوق أرضِها "
حفظ الله شعبنًا والشعوب العربية بالأمن والإستقرارْ وحفظ بلادنا من كُلْ شر ياربْ

أستودعكم الله
نلتقي الخميس إن كتبْ الله ذلك

أمّر بظروف أحتاج دعواتكم في سجُودكم وقيامكم , أمنحونِي ثوانِي لدُعاء يبلل قلبي بالفرح ()'


JAN 06-20-2020 06:08 PM


رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البــــــــــــ17ــــــارت


ياما إبتسامه عاشت زمان
في عيون حبيبي ذبلت في :
يوم وياما الملامه ..
قست حنان في قلب خايف ..
جرحه يهون وياما الهوى عذب كثير
لكن بقي فرحه كبير

*بدر بن عبدالمحسن


دخل قصره وعقله بالعمَل .. ألتفت لتقع عينه عليها وهي منحنيه ومخبية وجهها بكفوفها وتبكِيْ وكوب القهوة الذي واضح أنه برد على الطاولة !
مشى بخطواتِه إليها هو يعلم تماما أنه بأقل من ساعة ممكن أن يستجوبها كما يستجوب مُجرميه ويعرف كل ماتخفيه عنه ولكن يحترم رغبتها ! ولكن قد يضطر بعد فترة إن ملّ صبِره منها !
جلس على الطاولة التي عليها كُوب القهوة
أبعدت كفوفها وأنرعبت من وجوده !
سلطان : بسم الله عليك
الجُوهرة وقفت كي تذهب للأعلى لكن كفوفه أرغمتها على ان تجلسْ . . . جلست وسحبت يدها من كفوفه
سلطانْ : إلى الآن محترم رغبتك لكن أتمنى ماتنسين حقوقي
الجوهرة وفكّها يرتجفْ . . حقّه . . . . . كان أسرع مما تتوقَّع ! أسرع جدًا . . نبضها لاتعلم عنه شيء ولكن لولا قفصها الصدري لخرج قلبِها من مكانه هذه اللحظة !
سلطان : بإمكاني بأقل من 10 دقايق أفهم هالغموض اللي فيك لكن ماودّي أعرف شيء إنتِ ماودّك تقولينه
الجوهرة وكل شعرة فيها وقفت . . لاحضور لكلماتها . . الحضور هو رجفة وبين محاجرها حديث لايتجرأ لسانها به
سلطان : ماأبي منك شيء ولا لي رغبة أصلا *جرحها بكلماته وواضح تأثير عبدالعزيز عليه الآن* بس أنا ماني مجبور أدخل وألقاك تبكين وأصحى وألقاك تبكين وأنام وأنتِ تبكين !! يكفي همّي بالشغل أرجع وألقى همّ ثاني , لاتختبرين صبري معك يالجوهرة ! صدقيني بتجي لحظة ماراح أرحمك فيها !
الجوهرة وعينيها التي تسقط الدموع بسكون بعينه
سلطان فاشل في التعامل مع دموع الأنثى
الجوهرة بصوت مرتجف : آسفه
سلطان بصمت ومازالت عينيه معلقة بعينه
الجوهرة وهل كان ينقصها ؟ يجرحها أكثر ؟ مالي رغبة فيك ؟ مين أصلا له رغبه فيني ؟ كيف لو عرف إني ماني بنت !! مايبي مني شيء وهو يحسب أنه أول رجل في حياتي كيف لو يعرف بس أنه ثاني رجلْ وأولهم من كان يفترض يكُون عمِّي !! ياقسوتك ياسلطان كيف تقوى تقول هالكلام بأول زواجنا !!!!! صح نسيت كلكم زي بعضْ كل ماقلت هذا غير يصدمني بسرعة ! زيّك زي تركي وش الفرق بينك وبينه ؟ ماتفكرون بمشاعري كل اللي يهمكم أنتم !! أنت أناني كثير ياسلطان ومستغل ضعفي ! ليتني أقدر أرد عليك ! ليتني أقدددر آآه لو أنطق غير " آسفه " ليه لساني من فقدت الحياة من تركي وهو محروم من الدفاع عن نفسه ! الله معاي الله معاي يحفظني ومايهمني لا أنت ولا غيرك . . . . . مليون واحد خطبني وزي السلع باعوني !! وش تفرق عنهم ؟ تفرق أنك كملت وصار العرس وإن عرفت إني ماني بنت ماراح تسمعني ولا راح تخليني أدافع عن نفسي . . . بتذبحني وبتحط فوق قبري ورقة طلاقي لأنك ماتتشرف أكون زوجتك المتوفية . . بيزيدك شرف لو أكون مطلقتك المتوفية . . . يالله وش كثر أنت قاسي ؟ ليت تركي كمل جميله وهو يخرّب على كل زواجاتي وخرّب هالزواج . . . . . ماكان ناقصني تجرحني ! والله ماكان ناقصني بعد هالـ 7 سنوات تجي وتجرحني بهالكلمة " مالي رغبة فيك " أكذب علي وجاملني على الأقل خل الأنثى اللي بداخلي تفرح شوي ولو كذبْ . . . . . ليه أنتم تحاولون تنبشون في صدري عن أكثر الكلمات جرحْ لي وتتفننون بنقشها على قلبي !
ليتك تآخذ حقك الشرعي منِّي . . خاطري أموت وأرسم الأحلام بالجنة ليتك زي مالحقير تُركي سوّى بي تسوي بي عشان أذبح هالجنين اللي في قلبي . . . خلني أموت ؟ لا أنت قادر تحييني ولا أنت قادر تذبحني ؟ ماخبروك أنه المعلق بين السماء والأرض نصفه ميّت ويتعذّبْ بنصفه الحيّ . . ياترحم نصفه الأول أو الثاني . . . . وبدعِي لك ربي يرزقك حلاوة الحياة لأني أستحي الجنة . . أستحي أطلبها وأنا متبللة بقذارة تُركي . . تصدقّ إني أستحي حتى الدُعاء ؟ شفت كيف تُركي حرمني حتى من اللذة في الدعاء !!! ليت مسامعِّي صمّت يوم نطقت بهالكلام !
هذا حديث عينيها ونفسِها وسط تأملات وتحليلات سلطان في داخله وهو يتنبأ بأحاديث العينْ
وقفتْ وهي تدُوس على نفسها كما هي دائِما تتنازل حتى عن كرامتها هذا إن وجدت كرامة في داخلها : تآمر على شيء
سلطان وعيونه على الكرسي اللي كانت جالسة عليه : لأ
توجهت للأعلى ودموعها تسبقها وهي تنهمرْ بشدة !


,

دخلْ بو سعُود البيتْ وهو ينظر لسيارة عبدالعزيز أطمأن . . . في نفسه " لو يبي يطلع كان طلع من زمان يمكن يفكرْ . . أخليه براحته ولا أجيه ؟ . . . توجه بخطوات لبيته ولكن قطع عليه صوت جواله *مقرن* . . رد : هلا
مقرنْ : هلابِك ... في أوراق تركتها على مكتبك الصباح في القصر وبو فيصل طالبها ياليت ولاعليك أمر ترسلها على الإيميل
بو سعود : ولايهمك دقايق وبتجيك
مقرن : تسلم . . وأغلقه
بو سعود نظر للبيت بنظرة وتنهّد : الله يصبرنا .. ورجع للقصر ليذهب لمكتبه

بجهة أخرى

راشد وهو يغرز مسدسه برأس عبدالعزيز وممسكه من عند رقبته بيده الأخرى وظهر عبدالعزيز ملتصق ببطن راشد : جايبينك من باريس عشان تلعب علينا !! فاشل جدا فاشل
عبدالعزيز ببرود عكس مافي داخله : بالضبط فاشل وعشان كذا راجع لباريس
راشد : ههههههههههههههه مثير للشفقة جدا مثير يعني لو تعرف بكمية الإستحقار لك كيف أنك غبي !! بصراحة أنا ماأحترم الأغبياء ولاأرحمهم
عبدالعزيز وبدأت براكينه تفور
راشد : كيف تبي تموت ؟ ودّي أرحمك لكن شيء بداخلي يقول وش رايك ياراشد تذوّقه المر وتموته رحمه
عبدالعزيز بلع ريقه وهو ينظر للسكين الموضوعة في صحن الفواكه أمامه
راشد : أنا مقدِّر حالتك لذلك بخليك تختار الطريقة اللي تحبّها
عبدالعزيز ومختنق لأنه كلما حاول يتحرك زاد راشد بقبضته على رقبته : بطريقتكم لما ذبحتوا أبوي
راشد : ههههههههههههههههههههههههههههههه هذي كذبة من بو سعود ولا سلطان بن بدر بيومين لفّوا راسك ماكأنهم هم اللي ذبحوا أبوك
عبدالعزيز بصمتْ
راشد : معذور لأنك ماتقرب للرجولة بشيء . . متقلّب زيك زي الحريم مرة يودونك يمين ومرة يسار مالك راي
عبدالعزيز وهذا الكلام مستفز له لأبعد درجة
راشد ويزيد من قبضته أكثر : إن كانك تبي الحياة لازم تسوي اللي نبيه
عبدالعزيز ونفسه بدا يختنق لأنه غاضب منفعل ومكتوم عليه . . وأطياف أهله تحوم حوله بهذه اللحظة . . صرخات . . نداءات والده . . . . أنفاسه المضطربة علت وبدأت تنتشر بالمكان
راشد بسخرية : بتبكي ؟ ياحبيب ماما أنت !! كم عُمرك ؟
عبدالعزيز مازال صامت وهو يلعن نفسه و بو سعود وسلطان وكل هذه المعمعة التي دخل فيها
راشد ويعِد سلاحه وأصبعه على الزناد وبضحكة : كلمة أخيرة للرياض ؟ وش حاب تقول ؟
عبدالعزيز يرفسه من الخلف من بين سيقانه في حجره حتى سقط والسلاح مازال بيده . . ألتفت عبدالعزيز عليه وحاول أن يأخذ السلاح ولكن قامْ وأصبح عبدالعزيز هو الساقط وفوقه راشد
راشد بسخرية : قوي ماشاء الله عليك . . لاأبشرك رجّال ياماما
عبدالعزيز يسحب السجادة التي عليها طاولة صحن الفواكه لتسقطْ وتصبح السكينة بقرب عبدالعزيز . . أخذها وطعن كفّ راشد
راشد وقفْ . . سحب عبدالعزيز منه السلاح ورماه بعيدًا وهو يريد أن يخرج قهره وحرّته به الآن
أوقفه وهو يسحب قميصه على الجدار ليلكمه على عينه . . وعاد ولكمه على خده وقاطعه راشد بلكمة على شفتيه وبقرب أنفه . . رفسه عبدالعزيز على بطنه وسقط بفعل السجادة التي تزحلقت وعاد راشد ليكون فوق جسده وهو يوجّه له بكمية من الضربات حتى طعن بطنه بالسكين نفسها وماإن وقف حتى يوجه لعبدالعزيز السلاح جرّه عبدالعزيز ليسقط . . تحامل عبدالعزيز ووقفْ وهو يضرب الأبجورة برأس راشِد التي تلطخت بـِ الدماء
أمسك راشد عبدالعزيز من ياقته ودفّه على المرايا حتى أنكسرت وأنتشر الزجاج على عبدالعزيزْ
أخذ عبدالعزيز بقايا من الزجاج وجرحْ جنب راشد الأيمنْ . . وجرح يده التي ألتصق بها القزاز
رماه عبدالعزيز مرة أخرى على الزجاج المتناثِرْ . . . ولكن رفسه راشد بمكان جرحه ليسقط عبدالعزيزْ بألمْ
توجه راشد لسلاحه بسهولة وهو يقف على بطن عبدالعزيز ويزيد من عمق جرحه وإصابته وموجه السلاح لصدره وهو يلهث بتعب والدماء تسيل من جروحه : تدافع عنهم ؟ تطلب رضاهم ؟ يستغلونك لأنك غبي !!! والأغبياء مالهم مكان بهالحياة
عبدالعزيز دمائه التي نزفت كثيرا وسيغمى عليه بفعل مافقده هذا هو الأكيد . . رأى صحن الفواكه القزاز بجانبه وبسرعة رماه عليه حتى تكسّر على وجهه
وقف عبدالعزيز وهو يستند إلى سرير الذي أحمّر بالدماء . . راشد وضع كفه على عينه التي جرحت بفعل القزاز
عبدالعزيز أخذ السلاح وصوّبه عليه : الأغبياء ماعندهم شيء يخسرونه
راشد وهو ينظر للسلاحْ
عبدالعزيز بسخرية على حاله قبل راشد : حيِّ الظالم والمظلوم


,

تُفكر بأن لاتحضر غدًا ولكن سيء جدا أن لاتحضر حفلة هيفاء !
نفسيتها لاتُساعدها . . . مابينها وبين عبير لايُساعدها أن يجتمِعَا ’
لن أعتذر هي من يجب عليها أن تعتذر ؟ هيَ وحدها ليس أنا !
رمت عليّ الإتهامات دُون أن تتردد بشيء . . هي وحدها من تتحمل مسؤولية الإعتذار !
أنا ماراح أعتذر لو إيشْ !! صح أنا ليه أعتذر ! هي الغلطانة !
قطع تفكيرها دخُولها لغرفتها
رفعت رتيل عينيها وتجاهلتها وهي تنظر للشبَّاكْ ,
عبير : رتيل
رتيل : إن جاية تكملين اللي قلتيه فأحتفظي فيه لنفسِكْ
عبير : أنا خايفة عليك
رتيل : ماني محتاجة خوفك
عبير : رتيل يمكن لأني عصبتْ ماعرفت أتحكم بكلامي لكن كنت مصدومة
رتيل ألتفتت عليها وهي تعطي ظهرها للشبّاك : لو أحبّه ! ليه مستكثرة أحس بهالشعور
عبير بلعت ريقها : تحبينه ؟
رتيل وبدأت الدموع تتجمع في زوايا محاجرها دون أن تنزل : لأ
عبير وعينيها في عين رتيل : لاتكذبين
رتيل بصوت لايكاد يسمع : ماأحبّه
عبير بنبرة حانية : يالله يارتيل كيف أخذ الحب منك قوتك !!
رتيل أبعدت وجهها للشبَّاك كي لاتبكي أمامها
عبير من خلفها تُقبّل خدها وهي تهمس في أذنها : خليه هو يجيك لاتضعفين قدامه
رتيل بصمتْ ودموعها هي الحاضرة بسكينة
عبيرْ وعينيها تتوجه لنافذة بيت عبدالعزيز التي أنكسرت وكان شخص يصوّب السلاح إتجاه . . شهقت برُعب
رتيل شعرت بأن قلبها توقّفْ !!
تجمّدُوا في مكانهُمْ .. تصلّبت أفكارهم دُون أن يتحركوا ويخبرُوا أحد !
عبير ألتفتت وبصرخة : يبببببببببببببببببببببه . . نزلت بخطوات سريعة من الدرج

بجهة أخرىَ

راشد يُسقط عبدالعزيز على الشباك لينكسرْ . . . صوّب السلاحْ عليه : مالله كاتبْ موتِي بس يمكن كاتبه لكْ
راشد أخذ قطعة الزجاج ورماها على عينه مرة أخرى لترتخي مسكة يده عليها . . . فـ يقفْ من جديد !
وما إن تحرّك حتى سقطت التسريحة على عبدالعزيزْ .. راشد والسلاح على رأس عبدالعزيز
الآن لا مفّر . . كل مافيه مقيِّد . . . جرحه عميق جدا لن يقاوم أكثر والتسريحة فوقه
راشد أبتسم بخبث وأنفاسه مضطربة من التعبْ : ألحق أهلك
حتى سقط عليه والدماء تُلطخه . .
عبدالعزيز تنفّس الصعداء وهو يلتفت لينظر لبو سعود وبكفّه سلاحٌ عتيق . . .
كان المكان فوضوي جدا وكل شيء قد تكسّر والزجاج والأغراض مرمية على الأرضْ
بو سعود تقدّم له وهو يبعد التسريحة عنه ويرى جرح بطنه . . حرّك ماكان تحت ظهر عبدالعزيزْ
عبدالعزيز تأوه من حركته. . .
بو سعود : لحظة. . . أخرج جواله وأتصل على حرسه الخاص
عبدالعزيز مغمض عينيه بقوة وهو يقاوم الألمْ . . . بدآ قلبه يتآكل بشدة بفعل هذا الألم . . .أعتصر ألمًا من جروحه !
هذه الجروح الجسدية تؤلمة جدا وجداااا فكيف قلبه الآن الممزّقْ ؟
بو سعود : تحمّل الحين جايينْ . . عبدالعزيز عشاني هالمرة قوِّي نفسكْ لاترمي نفسك على الموتْ
عبدالعزيز وهو مازال مغمض عينيه وصدره ينزل ويصعدْ بقوة
بو سعود بتوتِّر وقفْ : شكل الزحمة مسكتهم خلنا نوقف نزيفك
عبدالعزيز يهز رأسه بالرفض وهو لايتحمل الألم أبدًا . . فقد صبر بما فيه الكفاية
بو سعود يتجاهل رفضه ويجلس بجانبه ويوسّع الفتحة التي قُطعت بثوبه . . ومسح عليه
عبدالعزيز صرخ بألمْ
بو سعود ويعيد إلى ذاكرته والدهْ

بو سعود وهو منحنِيْ عليه بخوفْ : تماسكْ . . جايينْ
بو عبدالعزيز : أهلي ياعبدالرحمنْ
بو سعود : أششش لاتتعبْ نفسك أكثرْ
بو عبدالعزيز أغمض عينيه بقوة وهو يعتصر بالألمْ
بو سعود بتعبْ وتوتر : وينههم بس
بو عبدالعزيز صرخ بالألمْ لما سقطت علبة المياه عليه
بو سعود عاد لواقعه مع صمت عبدالعزيز المُريبْ

بو سعود : عبدالعزيز ؟ . .
أرتخت ملامح عبدالعزيز .. يالله لاتفجعني فيه
بو سعود وضع مسامعه على صدره وسمع مالا يسرّه . . لم يسمع شيء ! لا لا يمكن أن يموت يالله لاتجعلني من الساخطين
بو سعود : تماسك ياقلبي أنتْ .. فتح جواله وبصراخ : طوّف الإشارات لاتوقف بسرعة
بو سعود أمسك كف عبدالعزيز المرتخي : ياروحي أنت تكفى تماسَك . . . ثوب بو سعود الذي أحمّر بدماء عبدالعزيزْ . . . . . تركْ كل شيء وركض للداخل يأتي بمفتاح سيارته عندما قطع أمله بأن يأتون ..
عبير ورتيل التي كانوا جالسات على عتبات الدرج وقفوا أمام منظر والدهم والدماء ملطخته
بو سعود سحب مفتاحه وفتح سيارته . . . وركض لعبدالعزيزْ . . إن كان به كسر لن يلتأم إن حرّكه ولكن مالعمل ؟ هذا هو الحل الأخِير
حتى سائقه غير موجود !!
,

يوسف على الكنبة متمَدِدْ : روحي جيبي لي عصير بارد باااااااارد بسرعة
هيفاء وهي تكتب أسماء المدعوّات عشان ماتتوهق بكرا بعدد الكراسيْ : أطلب من الشغالة
يوسف يرمي عليها المخدة
هيفاء بغضب : حقير شايفني أكتبْ
يوسف : يالله بسرعة فزّي روحي جيبي لي
هيفاء : مانيب رايحة أووووووووووف . . وخرجت بأوراقها للصالة الأخرى
يوسف : ياجعل يجينا غبار بكرا يخرب حفلتك يالسامجة
دخل منصور و " نفسه بخشمه " . . جلس
يوسف : وعليكم السلام
منصور : ترى ماني رايق لك
يوسف : طيّب وأنا قلت لك روّق عشان خاطريْ
منصور بملامح " مندبل كبده " : بالله أسكتْ
ريم دخلت : مساء الخيرْ
يوسف : مساء الورد والفل والياسمين مساء الجمال والحُبْ
ريم أبتسمت : وش عندك ؟
يوسف : أبي عصير بارد يبرّد عليّ
ريم : أجل هالكلام مو لله !! طيّب . . وتوجهت للمطبخْ
يوسف : يخي أنا أكتئب لاشفت واحد منفّس قدامي روح يالنفسية لجماعتك وعلى كيفك طنقر هناك
منصُور بنبرة حادة : والله شكل هالنفسية بيعلقك مروحة في البيت
يوسف : يخي الواحد عايش حياته مبسوط يجون بهمومهم ذا الناس ويقرفونك
منصور يرمي عليه كأس المويَا
يوسف أبعد لتصطدم بالجدار ويتناثر القزاز : أنهبلت !! لو جاية فيني !
منصور : كان أرتحت
يوسف وقف : يالله لاتبلانا


,

على رأسها تتلو بعضًا من آيات القرآنْ ..
فتحت عينيها بتعبْ !
والدتها : بسم الله عليك يمّه . . الحمدلله ماصار شيء
رؤى وتشعر بصداع مؤلم : يمه
والدتها : أنا معك ماراح أتركك
رؤى عادت للبُكاء لتحتضنها والدتها وتكمل بكائها على صدرها الحنون : خوفوني يمه مررة ليه جوالك مغلق !! أرعبوني حييل حييل يايمه
والدتها : ياقلبي طفى شحنه وأنا بالطريقْ . . الحمدلله جاك وليد .. .. نظفت الشقة مافقدت الشيء الكثير الحمدلله
رؤى بهمس : الحمدلله
والدتها : أهم شيء أنك بخيرْ . . . . يمه رؤى أنا تعبت من هنا خلينا نروح
رؤى بلهفة : الرياض ؟
والدتها : لأ ياقلبي وش رايك نروح باريس ؟ أنا أعرف ناس كثير هناك وبرتاح أكثر من هنا
رؤى وأُحبطتْ : ما بتفرق عليّ شيء
والدتها : ووليد ؟
رؤى : وش فيه ؟
والدتها : أنا أقول بلاها جلساتكم خلاصْ خلينا نترك كل شيء هنا
رؤى بصمتْ
والدتها : سوينا العملية هنا ومانجحنا مابيفيدنا شيء جلوسنا ! وصالوني بسكّره أصلا ماعاد يجيب ذاك المردود
رؤى مازالت ملتزمة الصمتْ
أكملت والدتها : باريس أحلى وبنروح منطقه كلها عرب بنرتاح أكثرْ
رؤى : بس
والدتها : وليد ؟
رؤى : يعني مرتاحة معاه مررة
والدتها : أنتِ زيِّك زي مريضه عنده عقب ماتروحين ماراح يذكرك بشيء زيّك زي غيرك يارؤى
رؤى وهذا الكلام لاتريد أن تسمعه
والدتها : وهو دكتور مابيشوفك غير مريضة عنده
رؤى تريد أن تكذّب هذا الحديث لكن رغمًا عنها تنقاد خلف والدتها
والدتها : أقل من شهرين وإحنا هناك إن شاء الله . . .


,

سلّمتْ من صلاتها .. قرأت أذكار الصلاة ووقفتْ . . تأملته قليلا وهو غافِيْ وملامحه مرتخية !
هذا السلطان غامض جدا بالنسبة لها .. لكن لن يكون أجمل من أبناء جنسه ’
تنهّدت ومع تنهيدته فتح عينيه التي لم تنام بالأساس حاول أن يأخذ غفوة وفشل .. سقطت بعينيها . . أربكتها جدًا نظرته
شتت نظراتها وهي تضع السجادة على الكنبة ..
جلسْ وهو يفتح جواله .. رأى الإتصالات الكثيرة له وكان جواله على الصامتْ . . . . شعر بمصيبة آتية ,
أتصل على بو سعود ولا مُجيب . . . أتصل على مقرنْ ورد : هلا . . .. وش صار له ؟ . .. نعععععععععععم !!!
-ألتفتت بخوفْ عليه-
سلطان وقفْ وهو يفتح أزارير قميصه حتى يلحقْ على عبدالعزيز : طيّب أنا مسافة الطريق وجايّ ... إن كانه ميت رحمةٍ له لكن إن كان حيّ والله ثم والله لأوريه نجوم الليل في عز الظهر ماأكون ولد بدر إن ماذبحته بأعماله *قاصِدا راشد* . . . . يعني على حرسه ؟ . . . . إيه طيّب أنا جايْ . . وأغلقه
نزع ملابسه أمام الجوهرة الخائفة المرعوبة من نبرة صوته
أبعدت أنظارها عنه وهي تُفكر بِ من هذا ؟ . . . . هل ستكون ردة فعله هكذا إن علمْ لِم أنفر منه ؟
إن كانت هذه النبرة تُرعبني الآن كيف لو كانت لي ؟ يالله لاأريد أن أفكِّرْ بردة فعله
أخذ مفاتيحه وهو يدخل جواله في جيبه . . وخرجْ دون أن يلتفت إليها أو تتكرم عينه بنظره !


,

في ميناء باريسْ المكتظ في ساعات النهار الأولى
على شرفات البحر جالسينْ وأنظارهم على السفنْ القادِمة – قبل زفافهم بشهور كثيرة وكثيرة -
ناصر : أبعد كثير كثييير من حدود هالبحر أحبِّك
غادة تلوّنت بالخجل وهي تلتفت إليه : وأنا أضعافه
ناصر : وش قال عمِّي اليوم ؟
غادة : هالمرة عزوز هو اللي حكى له
ناصر : خلني أشوفه بذبحه النذل
غادة : قال لأبوي لو طلعوا برا باريس مادرينا عنهم عاد أبوي قال مافيه طلعات خلاص لين يصير العرس
ناصر : الليلة أنا بشوفه بدفنه هنا
غادة : هههههههههههههههههههههه بس هربت لعيونك
ناصر : حتى زوجتي بيمنعونها منِّي
غادة : بس للحين ماصار الزواج . . يعني مو عشان محنا بالسعودية بنترك كل تقاليدنا
ناصر : وأنا قلت أتركوها ؟
غادة : هذي نبرتك تنبأ بخناقة جاية فأتركنا من هالموضوع
ناصر : لا تطمّني
غادة وهي تبتسم وتداعب أنفه : ماهي حلوة تعقيدة هالحواجبْ
ناصر أبتسم وعينيه على السفن
غادة : ماقلت لي وش سويت بميونخ ؟
ناصر : عرضنا لهم المنتج وحددوا إجتماع ثاني عشان شروط العقد
غادة : الله يتمم على خير
ناصرْ : آمين
غادة وقفت وهي تنفض ملابسها : دامك مطنقر برجع لاأتأخر وتفضحني هديل
ناصر يمسك يدها ويجبرها على الجلوس : أجلسي معي
غادة وهي تلعب بأصابعها بشعره : صار شيء بميونخ ؟
ناصر هز رأسه بالرفض
غادة : أجل وش فيك ؟
ناصر : تجيني أحلام هاليومين فيك وتزعجني
غادة أبتسمت : بإيش تزعجك ؟
ناصر ألتفت عليها : أخاف أفقدك
غادة بصمتْ
ناصر : أنا أخاف أفقدك حتى بالأحلام أخاف يجي يوم وأقول كنت وكنت أخاف هاليوم كثييير أخافه ياغادة
غادة أبعدت أنظارها عن عينيه
ناصر : هالحياة ماأبصر جمالها الا من عيونك
غادة نزلت دموعها بسكينة
ناصر بضيق وضعف : ليه أنا ضعيف قدامك كذا ؟ قدام الكل هذا ناصر اللي مايهزّه شيء البارد اللي مايحس !! الا إنتِ قدامك كأني طفل ودّه بأمه . . ودّه بأمه ياعيون ناصر ونظره
غادة بصوت مخنوق : ليه تودّعني ؟
ناصر سحبها لحضنه لتتمسك به بقوة وتبكي على صدره ,
غادة وصوتها المخنوق بصدره : وإن كان قربي منك شر لي أنا راضية فيه راضيية والله راضية . . وهي تكاد تدخل بجسده أكثر !

صحى من ألم ذكرياته . . هذا اليوم لن ينساه في هذا اليوم كان تتكرر عليه أحلامٍ بفقدانها . . . بعد هذا اليوم تحقق ماكان يخافه !!!!!! تذكر عبدالعزيز وتوبيخه عندما وعد ناصر عبدالعزيز بأنه لن يقول لغادة أيّ شي ولكن ضعِف جدًا !!


,


دخل وعينيه على ثوب بو سعود الأحمرْ : وش صار عليه ؟
مقرن : بغرفه العمليات محتاج دم وفصائلنا تختلف
سلطان : وش فصيلته ؟
مقرن : -o
سلطان نزل للدور الثالث لغرفة سحب الدم طالبًا منه أن يسحب الدم لعبدالعزيز ..
بو سعود : يالله يارحيم
مقرن : ترى راشد مات
بو سعود : ماعليه رحمة
مقرن : عاد أنا خليت الحرس يطلعونه من البيت ويودونه المغسلة ويبلغون أهله
بو سعود : عبدالعزيز ماراح يقاوم . .
مقرن : عقب اللي صار هذا الأكيد
بو سعود معقِد حواجبه : كل شيء تسلط علينا بنفس اليوم . . يالله أرحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء ولاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
خرج الدكتور من غرفة العمليات : فقد دم كثير ونبضه ضعيف جدًا
بو سعود : يعني ؟
الدكتور بلع ريقه : أعتذر لكن إحنا سوينا كل اللي نقدر عليه والباقي على الله
بو سعود بغضب : مات !!!
الدكتور : لأ على الأجهزة نحاول نقوِّي نبضه . . لكن محتاج دم عشان نسوي العملية . . مانقدر نكملّ بالعملية وهو نبضه ضعيف وفاقد دم كثيرْ . . . .بيكون تحت الإجهزة من بعد مايكون تحت رحمة الله . . أستأذن . . وذهبْ
بو سعود جلس بإنكسار على المقعد
مقرن : اللهم أرحمه بما ترحم به عبادك الصالحينْ


JAN 06-20-2020 06:11 PM


رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البـــــــــــ18ــــــارت



مقتطف من أجمل قصائد فاروق ويلخص أحد الأبطال

شيء إليك يشدني لا أدري ما هو منتهاه
يوما أراه نهايتي ،يوما أرى فيه الحياة
آه من الجرح الذي يوما ستؤلمني يداه
آه من الأمل الذي مازلت أحيا في صداه

*فاروق جويده


حالة من الإستنفار الآن . . . صوت الجهاز يضج بالمكان منبئًا عن توقف نبضِه
و أعين أخرى تودِّعه . . . . . . . طيف الغياب وحده من يُزهق من أرواحنا جمالها . . فكيف إن كان الغيابْ بلا إياب ؟
كيف نخبر المجانين بالحُب أنه لاعودة للحبيب ؟ هل للمجنون عقلٌ حتى يصدق الرحيل !! هذا المجنون لايصدق سوىَ اللقاء واللقاء فقط !
دخل الدكتُور المشرف على حالته وبدأ بصعق قلبه كهربائيًا ! في الجانب آخر مُتعب من هذا المشهد . . صديقًا لوالده لكن يشعر بأنه أبيه . . توجه لمصلى المستشفى لايُريد أن يشهد موته . . . . . . اللهم لايرد القضاء الا الدعاء فِ يارب أحييه كما أحييت هذه الأرضَ والناس جميعًا . . . . . . الدكتُور ويرى شاشة عرض نبضات القلبْ . لاتتعرج ولو قليلاً
فقد الأمل مع صعقه المتكرر لقلبه علّه ينبض . . . . : أهله برا ؟
طالبْ الإمتياز لم يُعجبه ردة فعل الدكتور وبكفوفه الذي تداخلت فيما بعضها ووضعها على صدر عبدالعزيز العاري وبدأ يحاول إنعاش قلبه بهذه الطريقة .. .. مرت الثواني الطويلة وقلبه متوقفْ !
تعرّج الخط المستقيم قليلاً
تجمعوا المرضى حوله وهم ينعشونه بالأجهزة الأخرى مع تعرج قلبه
الدكتور لهج لسانه بالحمد
طالب الإمتياز المُفعم بالنشاط والحياة يحق له أن يسعد . . هذه أول مهمة له ! يشعر بسعادة لايُضاهيها شيء . . . خرجْ وهو متلهف ان يحكي لأصحابه بما حدثْ .
زادُوا بالأجهزة التي تُحزن مرأى كل شخص . . وأسلاكًا منتشرة على صدره . . . . . .!
مازال نبضه ضعيفًا وضعيفًا جدا .. يبدُو أن رغبته بالحياة متلاشيةْ . . . . يحق له . . فـ عينا الفُقد ترى الحياة رمادِية شاحبِة . . ميتّة !


,

تقطِّع الخسْ للسلطة وعيناها تبحرُ بعيدًا . . من خلفها يحتضنها ويسحبها من زاوية خصرها , أغمضت عينيها بقوة وسقط السكين من بين أصابعها لتنغرز بقدمها .. لم تهتم للألمْ أبدًا .. وضعت كفوفها على أذنيها وهي تصرخْ بأن يبتعد عنها ..
الخادمة المسؤولة عن المطبخ وقفت مصعوقة من منظر الجُوهرة وحافة السكين المغروزة في قدمها !
لهيب أنفاس تُركي على رقبتها تخنقها تخنقها بشدة . . تشعر بأن رئتيها ممتلئة بثاني اكسيد الكربون ولا محَّل لأكسجين يُحييها
الخادمة : مدااام ؟ . . . مدااااااااااااااااام !!
ترك ترُكي خصرها لتسقط على الأرضَ تلملم بقايا العقل الذي سرقه تُركي وهي تضم نفسها وقدمها تنزفْ ومعه نزفْ أنفها
الخادمة برعب وقفت وتلاشت كل الكلمات من على لسانها !
صدرها لم يهدأ بعد . . فتحت عينيها على منظر دمائها ,
الخادمة تمّد لها المنديلْ
أخذته وهي تكتم شهقاتها وتبكِيْ من حالها . . حتى عندما حاولت أن تفتح عينيها لتبصر بعضًا من الجمال نفث تُركي في محاجرها مِلحًا ليحرقها أكثر !
وقفت بمساعدة الخادمة وجلست على الكرسيْ
الخادمة : ينادي بابا سلتان ؟
الجوهرة هزّت راسها بالرفضْ وهي ترى جرحها غائرٌ عميق .. رفعت قدمها لها حتى أرتفع معه فستانها لنصف فخذِها , لم تهتم . . . . . حاولت تمسح جرحها ودموعها لاتتوقفْ وهي تتذكر تُركيْ ..
أتت الخادمة الأخرى بعد أن أنتهت من تنظيف الصالات وشهقت عندما رأتها . . . لم تلتفت إليها الجوهرةْ
أنسحبت وصعدت للأعلى مرعوبة وهي تطرق باب جناحهُم لتوقظ سلطانْ وهو قد أوصاها بأن تخبره بكل مايحّل بالجوهرة في غيابه.
فتح عينيه بتعبْ على الطرق المُزعج .. وتقاسيم التعب قد بانتْ في تقاطيع وجهه .. لم ينام جيدًا , خرج
الخادمة : مدام فيه دمّ
سلطان نزل بخطوات سريعة لايريد أن يفكر بأي حماقة أرتكبت الجوهرة , توجه للمطبخ عندما دخلت الخادمة إليه ,
منحنية لقدميها وشعرها الأسود الطويل يُغطي ملامحها وسيقانها إلى منتصف فخذها عارية , رفعت وجهها عندما شعرت بخطوات قادمة وبرهبة لم تغب عن سلطان أنزلت قدميها من على الكرسيْ وأستعدلت بجلسها وهي تنزل فستانها وكفوفها فخذيّها وكأن هناك هواء سيطّيره !!!!!!!!!!!!
سلطان : وش جرحها ؟
الجوهرة وقفت وهي تتحامل على وجعها وبصوت خافت : مافيه شيء . . وحاولت أن تتوجه للباب لكن أصابع سلطان حُفرت بـ زندها لتتوقفْ
الجوهرة شدت على شفايفها حتى لاتخرج منها " الآه "
سلطان وبعينيه يأمر الخدم أن يخرجُوا , أردف للجوهرة : أنا ماأسألك ودّك تقولين لي ولا لأ ؟ أنا أسألك وش جرحها ومطلوب منك تجاوبين على قد السؤال
الجوهرة كطفلة هذا التوبيخ يُبكيها .. ألتزمت الصمت ودموعها تصارع محاجرها أن لاتخرج ولكن نزلت
سلطان تجاهل دموعها ومزاجه هذا اليوم لايرحم : بتجاوبين ولا كيف ؟
الجُوهرة وعينيها على الأرض : طاح السكين بدون لاأنتبه عليّ
سلطان ترك ذراعها وقد أحمرت وحُفرت مكان أصابعه : لاتدخلين المطبخ مرة ثانية دامك ماتعرفين تستعملين السكين . . . وخرج تاركها حتى لم يكلفْ نفسها أن يطهر جرحها أو حتى يرى إن كان يستدعي ذهاب للمستشفى أم لأ !!
الجوهرة لم تسيطر على أنفاسها المضطربة وهي تضجّ بالمكانْ .. حقيييييير زي حقارة اللي قبلك وش تفرق عنهم !! * شعرت بقهر فظيع يعصف بقلبها . . . . بأيام قليلة أهانها أكثر من مرة *
تركت جرحها وأكتفت بتطهيره . . وصعدت للأعلى رغم ألم قدمها . . دخلت دون أن تنتبه أن خلفها كانْ , تنهّدت بقهر وجلست على طرف السرير وهي تنزع صندلها وتأخذ جوالها وترى مكالمات من " أفنان " , صوتها ليس بخير لكي تحدّثهم الآن !
رفعت عينيها وكان واقف بقرب التسريحة , أخذت شهيقها وكتمت زفيرها برُعب كانت تتوقعه أنه بالصالة ,
تجاهلها تماما وهو يتوجه للحمام ليستحّم ويخرج ليطمأن على عبدالعزيز ثم لعمله

,

أمام الطريق مازالت تُفكر كيف تعبرْه
قطع تفكيرها من خلفها : ياصباح الوردْ
ألتفتت وإنحناءات مبسمها قد وضحت : صباح الخير . . كنت أحسبك بالعيادة
وليدْ : ماعندي مواعيد اليوم الصباح فتأخرت شويْ
رؤى : طيب مشغول ؟
وليد : نفضى عشانك
رؤى أبتسمت : يعني نص ساعة مو أكثر
وليد : طيّب أنا مكتئب من العيادة خلينا نروح لمكان بتحبيّنه كثير
رؤى : وين ؟
وليد : بتشوفين الحين
رؤى بسخرية على حالها : إيه صح بشوف
وليد : يبصرون جمال هالكون كله ويستشعرون فيه . . ممكن يارؤى تبطلين سخرية على نفسك كأن هموم الدنيا كلها فيك
رؤى بصمتْ
توجه معها لسيارته وفتح لها الباب لتركبْ وتوجه لمكان يحبه كثيرًا ويحب أن يختلي فيه مع نفسه
رؤى : ترى مقدر أتأخر كثير لأن أمي ماتدري أني طلعت
تهمس في أذنه : مقدر خلاااص ههههههههه .. هالمرة محد يدري يعني صعبة أتأخر
رد عليها وهي لاترى سوى محيّاه : عجبتني سالفة الهرب تنفع مع أهلك اللي يحسسوني بخطفك
ردّت عليه : ههههههههههههههههه بس مو كل مرة تسلم الجرة
عادت مع سؤال وليد . . : وين رحتي
رؤى : تذكرت شيء مدري
وليد : زي وشو ؟
رؤى : مع واحد ماأشوف وجهه بس أغلب أحلامي معه
وليد بنفسه توقّع أن يكون زوجها وأردف : ماراح نطوّل كثير
ساد الصمت إلى أن وصلُوا , مكان بعيد عن ضجيج المدينة .. كل شيء هُنا نقي طاهر بأخضر يُغطي المكان ورائحة الأزهار التي يفوح منها الجمال .. وجو مشمس رائع ..
وليد : هالمكان يفتح شهيتي للحياة
رؤى أبتسمت وهي تسمع أغاني العصافير : مررة حلو
وليد يُجلسها بطاولة تحت ظل الشجرة ويجلس أمامها : إيه وش كنتِي تبين تحكين ؟
رؤى أرتبكت وهي تبحث عن أكثر الكلمات أناقة : أنا ماأتصوّر حياتي بدونك . . . أنا أأأ . .. . بلعت ريقها . . .بس ... وهي تُظهر توتّرها بأصابعها التي تتداخل فيما بينها . . *وفي داخلها تقول أحبك *
وليد رحم توتّرها : قالت لي أمك
رؤى تفاجئت بشدة
وليد : إذا عن هالموضوع تأكدي ماني متضايق
رؤى وتعرضت لخيبة أمل كبيرة
وليد : أكيد مقدِّر هالشيء بس الظروف ماتمشي على كيفنا
رؤى , يعني حُبِّي لك تحت رحمة الظروف !! , بلعت ريقها : طيب كنت شايلة هم كيف أقولك بس أمي شكلها ماقصّرت
وليد أبتسم : أمك تبي مصلحتك أكيد وأحيانا رغباتنا نتخلى عنها عشان سعادتنا
رؤى دون أن تلقي بالا بحديثها الذي خرج : الحب عمره ماكان رغبة
وليد أستغرب وصمت يُفكر مادخل هذا بهذا
رؤى وقفت : شكرا على وقتك


,

عبير على الكنبة متعبة : تروحين ؟
رتيل ومتعبة هي الأخرى من السهر : مالي مزاج أبد بس مستحية منها مرا
عبير : طيب نرسل لها هديتها ونعتذر لها وهي بتفهم أكيد ظروفنا
رتيل : طيّب . . ترتمي على الكنبة . . بنام وصحيني على صلاة المغربْ
عبير تستعدل بجلستها : بروح أضبط هديتها وأرسلها مع السوّاق
رتيل ونظرها يذهب مع عبير وهي تصعد للأعلى .. وهاجمها طيفْ عبدالعزيز , لانعلم بحجم من نُحّب الا عندما نفقده ! الغياب وحده هو من يفضح شعورنا !!!!! لم أكن أتخيل بأنك بهذه المكانة ياعبدالعزيز !
ياربي يارحيم تقومه بالسلامة وتخفف عنه ألمه وترجعه لنا بكامل صحته وقوته ,


,


أفنان : يممه والله دقيت وماردّت يمكن مشغولة لاشافت إتصالاتي أكيد بترجع ترد
أم ريان بوسوسه : ياويل قلبي لايكون فيها شيء
أفنان بضحك على شكل أمها : تلقينها نايمة بالعسل معه وأنتِ توسوسين
أم ريان : أحر ماعندي أبرد ماعندك . . حتى أمس ماردّت علي لايكون فيها شيء وإحنا ماندري ... ليتنا زوجّناها واحد قريب مننا الحين مين يودينا الرياض
أفنان : هههههههههههههههههههههيهههه يالله يايمه أنا أمس مكلمتها بالواتس آب وردّت عليّ .. الله يهديك بس
أم ريان : وش قالت لك ؟
أفنان : مرتاحة ومبسوطة
أم ريان : والله إن كنتي تكذبين لأتعشّاك
أفنان : ماتصدقيني بعد !!
أم ريان : دقي عليها مرة ثانية
أفنان : مايصير نزعج العرسان خليهم يتهنون شوي على طول بتتصلين عليهم . . من الحين أقولك بعرسي تراني بخير والحمدلله مو تجلسين تتصلين عليّ كل شوي كذا تسرقين وقتي من حبيبي
أم ريان ترميها بعلبة الكلينكس : صدق اللي اختشوا ماتوا !!! أقول عطيني جوالك بس
أفنان وضحكاتها تتعالى وتمد لها جوالها الآيفونْ
أم ريان أطالت النظر به : وين الأرقام !!
أفنان : يمه تتش


,

في أطرافْ الليلْ . . بدأ المكان يمتلِيْ بالضيوفْ . . . الجو لم يخدعهم ومازال جميلاً !
نجلاء جلست : خلاص مقدر هههههههههههههههههههههههههه بتفشّل عندهم على أتفه شيء أضحك بيقولون وش ذا السامجة
منصور : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب ماراح تخليني أنام
نجلاء تجلس عنده على السرير : حاول تهاوشني عشان ماأضحك على أي شيء
منصور : هههههههههههههههههه. . . طيبّ تبيني أصفقك
نجلاء : تبيني أجيهم متكفخة لا ياحبيبي هاوشني ماأبغى أشوف أحد وأضحك
منصور بنبرة حادة : إلى متى وإنتِ سامجة كذا على كل شيء تضحكين أنا أنحرج منك بيقولون هذي زوجته تافهة ماعندها هدف بس تضحك . . ثقيلة دم بجد
نجلاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههه ماتعرف تعصب هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههه
منصور : خليني أنام خلاص أنتِ حالتك مستعصية اليوم . . وش شاربة !!
نجلاء : مدري والله !! كنت وش زيني بس من قامت تسمّج ريم جعلها اللي مانيب قايلة قمنا نضحك . . كل ماشفنا شيء أنا وياها ضحكنا
منصور : الحين وش الحل
نجلاء : بطلع قدامهم حرم أخو هيفاء الراقية الذربة ماأبغى أضحك يخي الضحك يخرب البرستيج
منصور : إن صار أحرجي ريم كله منها
نجلاء : طيب أحرجني عشان أفكّر بالإحراج وماأضحك
منصور أسند ظهره على السرير : بالنهاية تراني بطردك من الغرفة يامزعجة
نجلاء : يالله تكفى منصور !! يرضيك أطلع بمنظر أهبل . . وجهي صاير أحمر من الضحك لازم أرجع تمام
منصور : خفّي علي بس ياسيدة المجتمع السعودي
نجلاء وقفت وأبتعدت عنه وبقهر : أيوا أستفزني أكثر . . مفروض تمدحني
منصور : شفتي عصبتي يالله بسرعة أنزلي قبل لاتجينهم تضحكين كأنك سكرانة
نجلاء أنحنت تلبس كعبها
منصور : وش ذا الكعبْ ؟ ناقصك طول !!
نجلاء : إيه ماني طويلة مرة
منصور : صايرة كأنك نخلة . . أنزعيه
نجلاء : قلت لك أقهرني بس مو كذا عاد
منصور : لآمن جدي أتكلم مررة طويل وبعدين إنتِ حامل
نجلاء ضحكت بهبال وأردفت: الله شعور حلو لما أحد يقولي لاتسوين كذا أنتِ حامل
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه أنا حاسة أنك شاربة شي من وراي
نجلاء : عصير ليمون سوّته الشغالة الجديدة مررة حامض حرق معدتي
منصور : غيره ؟
نجلاء : بس من اليوم نفرك قصدي نكرف . . أووف يانجول ركزي
منصور : أكملت !! لاتسولفين مع أحد عشان ماتحطين نفسك بمواقف بايخة
نجلاء : بآخذ نفس عميق ..
منصور : لآأوصيك أكذبي علي لارجعتي تفاجئت فلانة أني متزوجة وفلانه بغت تنهبل ودّها أكون لولدها
نجلاء أنفجرت ضحك وهي تنحرج وتردف: ماكذبت أسأل أمك مايصدقون أني متزوجة
منصور : أنتم يالحريم عليكم هياط يالله تكفينا شرّه
نجلاء : مقطّعك الصدق لاتخلينا أذكرك بماضيك الكاذب أول أيام زواجنا
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماكنت أكذب بس كنت أزيد من عندي
نجلاء وقفت أمام المرايا الطولية لترى نفسها بنظرة أخيرة : خلاص بطلع يارب ماأتفشل ولا أنحرج ولاأنحط بموقف بايخ !!
منصور يذبّ عليها : حاولي ترزين بطنك عشان يعرفون أنك متزوجة
نجلاء ألتفتت عليها وبنظرة أليمة : لآ والله ؟
منصور دفن وجهه بالمخدة وهو ميّت من الضحك
نجلاء ترمي عليه المخدة اللي على الكنبة : ماراح أصحيك بكرا عشان تتهزأ من عمِّي كويّس . . وخرجتْ , وقد تغيرت ملامحها إلى ثقل ورزانة . . ألتقت هيفاء على الدرج : كأن أحد ضاربك سليكون
نجلاء : أنتم عايلة ماتساعد الواحد يكون ثقيل
هيفاء : طيّب أجلسي عند البنات لاتروحين عند الحريم
نجلاء : زحمة مالي خلق أسلّم كثير
هيفاء : إيه كلهم جو تقريبا اللي عزمتهم ورتيل وعبير أرسلوا هديتهم ياحبي لهم بس ماراح يقدرون يجوون و بنت عمتك المعفنة تقول صحيني وبجيك بس سحبتها نومة


,



في المستشفىَ .. هذا الدور شبه خالي والسكُون يعم من سكُون المرضىَ !
سلطان : طولوا !!
بو سعود : ماأقول الا الله لايفجعني فيه
سلطان : اللهم آمين . . . جلس وهو يتنهّد ,
مرت الساعات طويلة جدا ولاأحد يخرج ويطمأنهم من غرفة العمليات ‘
أتى مقرنْ : السلام عليكم
ردوا عليه السلام : وعليكم السلام
مقرن : هالزحمة ماتنتهي أبد . . بشروني وش صار ؟
سلطان : للحين محد طلع
مقرن : الله يقّر عيننا بصحته
بو سعود : آمين

في غرفة العملياتْ .. فريق طبي يشرف عليه بحسب توصيات بو سعود , أكثر مايخشاه دكتوره أن تصبح مضاعفات بالعملية قد تسبب لهم فجوة كبيرة في هذه العملية !
مرت أكثر من 3 ساعات وهذه الرابعة تكاد تخرجْ ونبدأ بالساعة الخامسة ومازال عبدالعزيز تحت رحمة الله


,

عبير : ياثقل نومك . . . أخذت علبة مويا باردة وفضّتها على وجهها
رتيل صحت منزعجة وهي تمسح وجهها من المياه : أووووووووووف . . . كم الساعة ؟
عبير : صلوا المغرب والعشاء والحين الناس تصلي الوتر
رتيل وتنظر للساعة قاربت على العاشرة : يالله ليه ماصحيتيني
عبير : صحيتك بس نومك مررة ثقيل ولاقمتي وخليتك ورجعت صحيتك على العشاء وماقمتي بعد
رتيل : عبدالعزيز دخل عمليته ؟
عبير : إيه بس للحين ماطلع هذا قاله لي عمي مقرن الساعة 9 الا ربع
رتيل : بروح أصلي وأتصلي على عمي مقرنْ يمكن طلع الحين . . . وتوجهت للحمامْ


,

تبكي على صدر والدتها وتضيق أكثر و أكثر .. صُفعت بخيبة اليوم !! هي أعظم خيباتها أعظم من خيبتها عندما لم تعد تبصر بعد عملياتها أعظم بكثير هذه المرة قلبها ممتلأ بالوجع
والدتها تمسح على شعرها : قلت لك لاتتلعقين فيه أكثر
رؤى ببكاء كبير : يمه أحببه غصبًا عني . . قالي أنه لازم نتخلى عن رغباتنا عشان سعادتنا . . ليه يقولي كذا ؟
والدتها : لأنه صادق سعادتك مهي معه أبدًا لاتفكرين أنه ممكن يسعدك . . يارؤى أنتِ حياتك غير عن حياته ماتجتمعون أبد
رؤى : حتى على الحب مستكثرينه علي !! يعني حياتي مرة سعيدة عشان أحزن أني أتخلى عنها
والدتها :لأنك تفكرين بعاطفية بكرا بس تكبرين بتفهمين كل هذا
رؤى : وأنا صغيرة عشان أنتظر أكبر
والدتها تنهّدت وألتزمت الصمتْ
رؤى رفعت عينيها لها : ليه قلتي له ؟
والدتها بإستغراب نظرت إليها
رؤى : أصلا مقدرت أقوله عن مشاعري ولا شيء ولاحتى عن باريس !! قالي أمك قالت ليْ
والدتها وفهمت أخيرا أن رؤى فاهمة وليد خطأ ووليد أيضًا فهم خطأ ولكن من حسن هذه الصدفة لها كي تبعد رؤى عن وليد : كنت أبي أساعدك وحتى ماخذيت رايه بالموضوع كنت أبيه يقول رايه لك بس ماتوقعته يكون رافض هالحُب كذا
رؤى مع كلمتها الآخيرة زادت ببكائها
والدتها ضمتها : الزواج معه يجي الحُب أما حب قبل زواج مايصير ولو قريتي قصص وروايات وأفلام تقول هالشيء صدقيني بتكون مشاكلكم كثيرة وماراح تعيشون بسعادة وراحة .. لاتطلبين الحب قبل الزواج ياروحي
رؤى : كل شيء أحبه أفقده بسرعة . . لارحنا باريس خلاص ماعاد بيصير شيء إسمه وليد
والدتها : أنسيه دكتور وعالجك وكثّر الله خيره
رؤى : يمه أحبه لاتقولين لي أنسيه . . بكيفي أنساه متى ماأبي !! لو بكيفي كان نسيت أبوي و عبدالعزيز
والدتها بصدمة أرتخت ذراعيها : عبدالعزيز !!
رؤى : إيه عبدالعزيز . . أخوي ماعندي أخو إسمه محمد
والدتها بصمتْ
رؤى تواصل بكائها وهي تقف مبتعدة عن حضنها : يكفي كذب يكفييييييي حتى أصدق شيء بحياتي بفقده بكرا . . نورة هيا محمد كل هذا كذب !! يمه ليه ماتريحيني ليه تكذبين علي !! ماني مجنونة أعرف وأفهم . . . حرام عليك أنا أموت عشانهم كل يوم وإنتِ تكذبين علي حتى بأسمائهم تبخلين علي أعرف أسمائهم .. أبي أدعي لهم بأسمائهم ماأبغى صورهم لاتقولين مواقف بيننا خلاص ماأبي شيء منك بس أبي اعرف الصدق
هي الأخرى صامتة أمام وضع إبنتها
رؤى تغطي وجهها بكفوفها وهي تجهش بالبُكاء : مين عبدالعزيز ؟
والدتها : إنتِ قلتي أنه أخوك
رؤى : سمعت إسمه بس أبي أتأكد هو أخوي ولا زوجي اللي مخبينه
والدتها بصدمة : زوجك !! يارؤى أنتِ تعبانة وتتخيلين أسماء وأشياء من عندك
رؤى : ماني تعبانة !! أنا معلقة بين السماء والأرض محد يريّحني محد يقولي إذا فيه أحد يحبني ينتظرني اللي هو زوجي ولا هو ميّت ولا مطلقني ولا بجهنم ماأدري عن شيء !! يكفي والله ماعاد فيني حيل أتحمّل كل هذا

يتبع
,

يأكل عشائه بهدُوء ودقائق تمّر وهو يلعب بالملعقة وثواني يأكل بِها .. أبتسم لذكراها .. لن يحزن أبد مادامت تحضر معه دائِما
في المطعم الباريسيْ . . ,
ناصر : أنت وش حاشرك
عبدالعزيز : أظن أني جاي أتعشى مو أسمع غزلك بأختي قدامي
ناصر ويغيضه وعينيه على غادة المنحرجة بشدة : إيه حبيبتي ماعليك منه . . آمريني بس وش ودّك فيه
عبدالعزيز رفع حاجبه : شف لاقضى صبري بدخلك بهالعلبة *كانت علبة المناديل الصغيرة*
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ياربي أنت وش جابك معنا
عبدالعزيز : على فكرة لولاي ماكانت جتّ فيعني الفضل يعود لي
غادة بصوت خافت : خلاص لاتتخانقون الحين !! خلنا نتعشى ونطلع
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه حتى هي تبي فرقاك يالله يالإحراج خلاص سوّ نفسك ميّت
ناصر ألتفت على غادة : الحين تبين فرقاي
غادة بحدة : عزوووز
ناصر : ماعليك منه طالعيني أنا
غادة أبتسمت : طبعًا لأ بس هو يحوّر على كيفه
ناصر ويقبّل خدّها ويطيل بتقبيلها ليهمس بإذنها : الله بلاني فيه
ماشاف الا علبة المناديل على وجهه
عبدالعزيز : وقدامي بعد !! نسيت نفسك ياروح أبوك
الآن غادة تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعها أمام عبدالعزيز وهي تضرب برجل ناصرْ
عبدالعزيز : بقول لأبوي عن المهزلة اللي تصير إذا قدامي كذا من وراي وش تسوون !!
غادة وكل جسدّها يحمّر وحرارة وجهها ترتفع
عبدالعزيز يشرب من كاس المويا ويردف بإستفزاز لناصر : لاجد الأمر في موضع شك وأنا لازم أطمن أبوي
ناصر : زوجتي وحلالي وش دخلّك !!
عبدالعزيز : لاياروحي ماعندنا زوجتي حلالي قبل العرس
ناصر : قل لأبوك نسوي العرس بكرا ياذا العرس اللي طلعتوه من عيوني
عبدالعزيز : يخي كيفنا لو نحط العرس بعد 7 سنين , لو تحبّها أنتظرها
ناصر بسخرية : إيه بنخلي عيالنا يحتفلون معنا بعرسنا
عبدالعزيز متناسي غادة وبأحاديث الرجال اللي فوق 18 سنة :p : ناوي ********* قبل العرس *مثل ناوي تدخل عليها قبل العرس*
ناصر ماكان يبي يضحك ويحرج غادة لكن أطلق ضحكات صاخبة على نظرات عبدالعزيز المفعمة بالخبث
عبدالعزيز ألتفت على غادة المحمّرة على الآخر : ياروحي ياغادة تعالي جمبي من جلستي جمبه وإنتِ حالتك حالة
غادة : رجعوني البيت ماراح أجلس معكم
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههه حالف الا تتعشين
غادة من إحراجها دمّعت عيونها وسقطت بعض الدموع على خدها
عبدالعزيز : أفاا تبكين !!
غادة تغطي وجهها بكفوفها
ناصر : عمرها مابكت عندي الا لما تكون معاي
عبدالعزيز : ياكثر هياطك !! . . ويسحب غادة من عند ناصر حتى تجلس بجانبه ويضع ذراعه على كتوفها ويقبّل رأسها : والله إني أمزح على طول بكيتي
غادة بهمس لعبدالعزيز : لاتحرجني عنده
ناصر والفضول يذبحه : وش تقولين له ؟
عبدالعزيز : أطلب لنا على ذوقك المعفن ولاتحشر نفسك بين الأخوان
ناصر بوعيد : طيب ياولد سلطان
عبدالعزيز : انا متأكد أنه عقب اليوم ماعاد بتطلب تتعشى معها
عاد لواقعه والإبتسامة تزيّن وجهه . . . هذه الليلة تنضم لليالي كثيرة لن ينساها .. مشاكسات عبدالعزيز لإفساد أي حوار بينه وبين غادة وإستفزازه له . . . وإحراج غادة كانت هذه أول مرة يخرج معها ليلاً . . بالعادة صباحًا ومن بعدها بدأت طلعاتهُمْ تكثرْ في الليل.



,


في الحفل الصاخبْ , والساعة تُقارب على الـ 12 منتصف الليلْ !

كان الفرح يعم المكانْ والجميع يرقصْ . . على آخر الحفل دائما مايكون وقت الهبال !
نجلاء : ماراح أرقص خليني ثقيلة الى الآن
ريم : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه محد يمّك كل الحريم دخلوا مابقى الا البنات وتراهم عادي فلة ماراح ينقدون . . يالله قومي
نجلاء : خليني حابسة التنكس في نفسي !! قاعدة أجاهد الحين
ريم : هههههههههههههههههههه أحسن أجلسي يالثقيلة يالرزينة كأنك قبل يومين مفحطة بالصالة قدام أبوي بعد
نجلاء : الله لايعيده من يوم
ريم تركتها وبدأوا يرقصون بإستهبال وضحكاتهم الصاخبة تعم المكانْ !
أنتهى وقت الرقص بنعومة وخفّة وجاء وقت الضحك والوناسة وبس !! وساعدهم هالشيء أنه مابقى حريم بالحديقة :p
صديقات الدراسة نعمة من طِرازٍ سماوِيْ *


,

في المستشفىَ . . هذا المنظر يتكرر كثيرا وفي كل مرة تبكِي لأجل هذا المنظرْ !
مقرن و بو سعود وسلطانْ بلحظةٍ واحِدة أنحنوا لله ساجدينْ . . شُكرًا . . أيُّ نعمة ورحمة تُضللنا بِها يالله . . سُبحانه موجد الروح وخالقها إذا أكرم عباده بكرمٍ لايستوعب عقلهم الصغير .. سبحانه ماأعظم خالقنا
نجاح العملية كان أشبه بحلم هذه اليومين لبو سعود , رُغم ماآلت اليه النتائج ولكن بقِي حيًا . . رُغم أنه دخل في غيبوبة وقال الدكتور : مانقدر نحدد إذا هي غيبوبة دائمة أم مؤقته . . خلال 48 ساعة بنقدر نحدد إستجابته وقدرته !
أهم شيء أنه حيّ وهذا يكفيْ .. فما تعرِّض له ليس بالسهلْ *
مقرن : بقول لعبير شايلة هم كثير . . أتصل عليها
عبير : هلا
مقرن : الحمدلله نجحت العملية
عبير صرخت من الفرحة : صدق . . ياربي لك الحمد . . طيب كيفه الحين ؟
مقرن : بس داخل بغيبوبة وقالوا خلال 48 ساعة بيحددون إذا هي غيبوبة دائمة أو مؤقته . . يارب مؤقته ويصحى بأقرب وقت
عبير : المهم أنه بخير . . الحمدلله . . بروح أبشِّر رتيل . .
مقرن : بحفظ الرحمن . . وأغلقه
عبير ركضت للأعلى وفتحت غرفة رتيل وكانت ترفع شعرها المبللْ , ألتفتت على عبير : نجححححححححححححت
رتيل وتريد أحد أن يصفعها لتصدقْ
عبير : توّه كلمني عمي مقرن وقالي الحمدلله بس بغيبوبة
رتيل ماأمدى قلبها فرح إلا تغيرت ملامحها السعيدة للضيق : كيف غيبوبة !
عبير : طولوا بالعملية فأكيد صارت لهم هناك مضاعفات خلته يدخل بهالغيبوبة يقول عمي أنه خلال 48 ساعة بيحددون إذا هي غيبوبة دائمة أو مؤقته
رتيل : دائمة !! يعني ماعاد يصحى
عبير : أهم شيء أنه بخير الحين والباقي تحت رحمة ربي . . الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
رتيل : اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..
عبير وترتمي على سرير رتيل : احس بسعادة وراحة الحمدلله .. كنت خايفة يوم طولّوا قلت لايكون صار فيه شي ومحد يبي يقول لنا
رتيل : طيب إن ماصحى من الغيبوبة !
عبير تتربع فوق السرير : تذكرين دانة جيرانا القديميين ! أخوها 8 سنوات وهو بغيبوبة وماصحى ولما تخرجنا من الثانوي هو اللي جايبها لحفل تخرجنا . . يعني يجلسون سنين بعدين ربي يكرمهم ويصحون وبعضهم يطولون ماتدرين يمكن عبدالعزيز يصحى بكرا
رتيل بخوف : سنين !
عبير : لاتفكرين بهالأشياء أهم شيء أنه بخير وهذا يكفي


,


أنتهى هذا اليوم المليء .. ()
بدأت شمس الرياض تشرقْ وتتسلل اشعتها لثقوب النوافذ .
يرميها على الأرض بشدة ليرتطم ظهرها بالطاولة وهو يصرخ عليها بعد ماعرف بخبر موافقتها من وليد
تبكِي وهي تغلق أزارير قميصها وتضمها لكي لاينتزعه منها .. يُمسكها من خصرها لتقفْ ويشده نحوه وهو يهمس بكلمات الحُب مع بكائه الحزينْ بإستحالة فراقها عنه ..
صحى وكان يتألمها وهي تأِّن وتشد على أزارير قميصه وتصارع هذا الكابوس .. يُفسِّر كل تفاصيلها
شهقت وصحت وهي تتنفس بسرعة .. تُركي يبدو أنه حلم بعيد المنال أن يفارقها .. رأت نفسها على صدر سلطان وممسكه بأزارير قميصه بشدة . . أنتقلت أنظارها للسرير .. هو بمكانه أنا من أتيت له .. لو صحى أكيد بيفكِّر أني أنا جايته وأبيه !!
كل شيء ضدِّي . . مافيه شي يفرحني ويكون معي !! ياربي رحمتك . . سحبت نفسها منه وهي لم ترفع عينيه له لتراه إن كان نائما أم لأ
لم يُحِّب أن يحرجها فأغمض عينيه, توجهت للحمام لتبكِي هُناك , كيف يخطف راحتها حتى في نومها , ماأستحق كل هذا , أقول بأهرب من الواقع بالنوم وهالنوم يعيد لي الواقع بأكثر ألم .. فيه أصعب من كذا !



,

لم تذاكر إختبارها جيدًا وواضح الفشل على عينيها ومع ذلك قدّمت إختبارها .. أخبرت السائق : روح مستشفى عبدالعزيز
السائق : بابا مافي يقول حق انا
رتيل : طيب أنا أقول
السائق *بلع العافية* : زين
هذا الوقت تعلم جيدًا أنه ليس بوقت زيارة ووالدها ليس بهناك و مقرن في عمله وسلطان من المستحيل أن يأتي لعبدالعزيز في هذا الوقت .. لاأحد سيأتيه الآن سواي .
نزلتْ وتوجهت للإستقبال وهي تسأل عنه بأي دور : الدور السابع
رتيل : شكرا . . . ذهبت للمصاعِد ومن هُناك ذهبت للممرضات : إذا ممكن أعرف رقم غرفة عبدالعزيز سلطان العيد
الممرضة السعودية الشابة : معليش حبيبتي بس وقت الزيارة منتهي من زمان
رتيل : يعني مقدر الحين ؟
الممرضة : للأسف
رتيل بتوسّل : بس 5 دقايق ماراح أطوّل
الممرضة : مقدر تقدرينه تجينه الساعة 5
رتيل تكره أن تستعمل نفوذ والدها بهذه الأشياء ولكن هالمرة رغبتها أقوى : طيب ممكن أشوف الدكتور المشرف عليه يمكن لا عرف مين أنا يوافق
الممرضة : ومين إنتِ ؟
رتيل : رتيل عبدالرحمن بن خالد آلمتعب
الممرضة بصمتْ
رتيل : بس 5 دقايق ماراح أطوّل
الممرضة : طيب أدخلي هالغرفة لازم تعقمين نفسك
رتيل أبتسمت وأتجهت خلف الممرضة . . عقمت كفوفها وألبستها قفازات وكذلك لأقدامها . . أنتهت من الإحتياطات الواجبة ... فتحت لها باب غرفته الزجاجية .. عينيها سقطت عليه . . تركتها الممرضة ورحلت ,
تجمدت في مكانها وعينيها لاترمش , تقاسيم الوجع بين عينيه تؤلمها , الهالات السوداء ,شعر وجهه الغير مرتب , والأجهزة المرتبطة بصدره العاري , .. تقدمت قليلا وعينيها تفيض بالدمُوع وتشوش رؤيتها أمسكت كفّه الأيمن وحفرته بين كفوفها الإثنتين وهي تقبّل كفّه ودموعها تنزل وتستقر على كفّه , نبضها يتسارع بطريقة رهيبة وهي تسمع صوت نبضات قلبه بالجهاز .. لاتعلم شيئًا عن الطب ولكن تعرف نبضات القلب حين تضعف كيف يكون شكلها . .. عينها تعلقت بالشاشة وصورة لنبضات قلبه على شكل خط متعرج قليلاً .. إلى الآن نبضه ضعيف , : أشتقت لك . . حتى إستفزازك لي أشتقت له .. مدري أنت تسمعني أو لأ لكن خفت كثيير أنك تموت .. اليومين اللي فاتوا كانوا أشنع ايام حياتي وأسوأهم ... أطالت نظرها به لدقائق
همست : فقدناك كلناا كلناا والله فاقدينك
ألتفتت على الممرضة التي تشير لها بالخرُوج
وقفت وأقتربت على مسامعه الميتة وهي تهمس : المحزن بكل هذا أني ........ أحببك .. وتعبك فضحني كثير .... لهج قلبها بالدعاء له وهي تودّعه بعينيها الباكية وخرجتْ



,

ترتب غرفتها من مللها .. تضع هداياه بدرج آخر , نظرت لجوالها الذي يشير لرسالة جديدة .. فتحتها
" أنا أشتاق لمكان سيجمعني بِك "
أمالت فمّها وهي لاتريد أن تتعلق بِرسائله أكثر , ارسلت له وتمنت لو أنها تصل إليه " أنسى شيء إسمه عبير "
كان الرد سريع جدا " إنتِ على أبواب القلبْ قد نُقشتِي فكيف النسيان أن يُزيل ماحُفر ونُقش ؟ . . أنا بكل حواسِي أحبببك "
أضطرب نبضها قليلا وتصاعد نفسها . . أرتبكت هذا الإرتباك يوقعها بالحُبْ , ردّت " ممكن ماتطلّع شريحتك عشان توصلك رسايلي !! "
رد عليها " أنتِ تآمرين "
أبتسمت وهي ترسل له " أبغى أعرف كيف شفتني ؟ "
رد هو الآخر " أنا خلفك "
ألتفتت برعب شديد والجوال يسقط من كفوفها وكانت الخادمة معها باقة ورد باللون البصلي
أرتبكت لدرجة لم تسأل الخادمة كيف دخلت دون طرق الباب .. خرجت الخادمة وتركتها مذهولة مصدومة !
دقائق مرت في مكانها متجمدة .. رفعت جوالها وهي ترد عليه " أنت مجنون كيف تسوي كل هذا ! "
رد " الجنُون فيك إستقامة "
ترتجف أصابعها وهي تكتب له " كيف أثق بحبِّك وأنت تسرق كل وقتي؟ "
رد " يكفيني قلبك ورجفته "
جلست لا قدرة لها أن تستوعب حديث هذا المجنون , كيف يتحدث بثقة أنني أحبّه " عيني ماتحبّك لأنها ماشافتك , وإذني ماتحبك لأنها ماسمعتك و و وو بطوّل وأنا أعدد لك أسباب تخليني ماأحبك "
رد " عينك تقرأني و إذنك تسمع قلبي و كفوفك يفوح منها عطر ورد أنا عانقته و ملامحك تسرقني من هالحياة و صدرك يضّم هدايا أنا أخترتها . . وأنا أحبّك "
أخذت شهيقًا ولم تخرج زفيرا وكلّها يرجفْ . . يُجيد حتى إسكاتي إن حاولت الرد عليّ . . أخذت وقتا طويلا حتى ردت عليه وعينيها تفيض بالدمُوع لأجل شيء تجهله . . رُبما الحُب حين يُولد نبكي فرحةً به و ربمًا نخشى موته لذلك نحنُ نستقبله بالدمُوع , " ماراح ترحم قلبي وتقولي مين ؟ "
رد " سمّيني بطفل تحبيّنه وبحبّه وبحبّك أكثر "
" ماأحب الأطفال .. أبي أعرف أنت مين "
تشجعت أن تتصل عليه . . ربما يرّد ربما تعرفه من صوته . . رُبما
أنفاسها تكاد تختنق وهي تضغط على زر الإتصال . . . . كان يرن ولكن لايرد عليها !
فقدت الأمل أن يرد لكن ردّ . . ياعبير رد . . .مستحيل أنا بحلم ولا إيش ؟
صوت أنفاسه وحدها الواصلة لها
عبير بربكة خجولة : ألو
لا رد
عبير وحروفها ترتجفْ وكانت واضحة الربكة بين كلماتها : أنا مايعجبني كذا !! ولا أؤمن بحب قبل الزواج ولو سمحت لاعاد ترسلي شيء !! لأن أبوي بيحس بالنهاية بهالهدايا وإذا أنت تحبني صدق أكيد ماراح تضرني !!!!!
لا رد
عبير عادت لبكائها .. كيف تبكي الآن ؟ أردفت والبكاء بين حروفها واضح : أنا غلطت لما سمحت لك تتعدى حدودك وغلطت أكثر لما ماقلت لأبوي !!
لا رد . . لايصلها سوى صوت أنفاسه
عبير بعصبية وهي تبكي : أنا اكلمك !!
مازال لايرد وكأنه يحاول أن يستمتع بصوتها أكثر
عبير بإنفعال وهي تبكي : كيفْ تقدر تسوي فيني كل هذا ؟ كيف تخليني أعشقك بهالجنُون . . . أنا كل مافيني يستسلم . . أنا أستسلم بس أترك كل هذا . . *ببكاء وصوتها يبكي بشدة* أحببك بس لاتخدعني
لايرد
عبير : رد !! قولي مين . . كيف تعلقني كذا ؟ بعدها وش بتسوي ؟ بتروح وبتخليني أبكي على رسايلك على الأقل قولي شيء واحد عنك . . ريّحني
هو بصوت رجولي فخم جدًا زلزل أعماق عبير بصوته : أنا أحلامي تنتهي بِك دُون ثالث
لُجمت . . هدأت . . سكنت . . بعكس مابداخلها من إضطراب . . ربكة . . رجفة !!
دون ثالث .. دون شيطان . . يعني بالحلال ؟ قلبها يكاد يخرج من مكانه . . أغلقته وهي تضع يدها على صدرها علّها تهدأ نبضها بحركتها هذه , صوته يكاد يقتلع قلبها الآن !! تخيلت ملامحه من صوته !! هذا الصوت أول مرة أسمعه . . هذا الصوت فريد لاأحد يُشبهه . . هذا الصوت أحبّه


,


يتبع

في العملْ ,

سلطان : وش قالوا بعدها ؟
متعب : رسلت لها من جوال عبدالعزيز أنه مسافر كم يوم وبيرجع عشان مانثير شكّلهم بس يوم راقبت السجلات لقيت الجوهي يقول لواحد منهم أنه صالح النايف شكله يخطط من ورانا
سلطان : مستحيل يشكون بعبدالعزيز
متعب : هذا اللي توقعته خصوصا أنه كل الادلة والبراهين توقف بصفِّنا يمكن قالها كلمة عابرة عشان تأخيره
سلطان : خلنا نضبط عملية التهريب اللي بيسوونها وساعتها بيطلع عفنه
متعب وقف : أنا أستأذن . . وخرج
سلطان وهو يرى بو سعود يرهق نفسه بالتدريبات القاسية . . خرج له : خذ لك إستراحة شويْ
بو سعود ألتفت عليه
سلطان : وش نقول لعبدالعزيز لاصحى بالسلامة ؟
بو سعود : إحنا كذا بنخسره
سلطان : الحين كيف نقنعه أنها خطط قديمة وفاهمها خطأ ؟
بو سعود : طلعنا كذابين ومنافقين قدامه بس ليته يفهم
سلطان : بيقول أنكم بتغدرون فيني وتذبحوني وأنا أحسب أني صاحبكم
بو سعود : بالضبط .. مدري كيف أشرح له ؟


,

نجلاء : عاد بالنهاية طلّعت حرتي ورقصت لين قلت بس
منصور يتعطر وهو يلتفت عليها بضحكة ويمثّل : لآمايصير كذا تتعبين نفسك ياروحي وإنتِ حامل
نجلاء تضرب كتفه : رايق اليوم وتتطنز بعد
منصور وهو يبتسم : بصراحة أحس بروقان من زمان ماحسيت فيها
نجلاء بشك : لحظة كل هالكشخة لمين ؟ والله مايندرى عنك تتزوج عليّ بعد
منصور ألتفت للباب : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه صدق من قال عقولكم صغيرة
نجلاء وقفت قدامه : وين بتروح ؟
منصور : إجتماع خاص
نجلاء : تلعب علي ! والله عيونك تقول الليلة عرسك
منصور أنفجر ضحك وأردف : لو تشوفينها يانجول خذت قلبي
نجلاء بصمت
منصور : لاتحرمين ماأحلّ الله . .
نجلاء شهقت : نعــــــــــــــــــــــــــــــــــم
منصور ويتغزل : أنا ماضيعني الا خصرها وووو . . . ولا خلني ساكت
نجلاء بغضب : أنتم كذا يالرجال مايملي عينكم الا التراب بس والله يامنصور لو أشوفك متزوج لاأقطعك أنت وياها
منصور : أقولك خذت قلبي
نجلاء وهي تعلم أنه يكذب : شف الحامل لاتنرفزها لأنها بلحظة تتحول لمخلوق شرس لايرحم
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
نجلاء : مالي دخل تروح تبدِّل ماتكشخ كذا للدوام أنا قلبي مايتطمَّن
منصور : أحلف لك أنه إجتماع مع وفد إماراتي ولازم أكشخ !! وبعدين انا عيني ماتشوف غيرك
نجلاء رضى غرورها وهي تتكتف وبإبتسامة : إيوا خلاص روح
منصور : ههههههههههههههههه طيّب أنتبهي لنفسك
نجلاء هزت رأسها بالإيجاب
منصور : صح نجول ماقلت لك أني مسافر
نجلاء شهقت
منصور : بسم الله على قلبك قلت لك بروح أموت !! مسافر كم يوم عشان الشغل
نجلاء : وين ؟
منصور : أبوظبي
نجلاء ولم تتعود أن تمر أيام دونه : يعني كيف وين أروح
منصور : هههههههههههههههههههه وش فيك ؟ أجلسي هنا ولا تبين تروحين لأهلك ؟
نجلاء تفكّر : مدري بس لاتطوّل مو أكثر من 3 أيام



,


بجهة أخرى ,
يوسف : يبه أنت حاقد علي ولا وشو ؟ يعني تدري أني متشفق أسافر لو بنغلاديش وآخر شي بتسافر أنت وولدك الثاني وأنا بالطقاق
بو منصور : مين يمسك الشركة غيرك ؟ أنا أثق فيك
يوسف : تلعب علي بِ ذا الكلمتين صراحة مالكم داعي
هيفاء : ذي خيرة يمكن تطيح الطيارة وربي ماخلاك تروح عشان يكتب لك عمر جديد
بو منصور : تفاولين علينا
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أحاول أواسيه
يوسف : إكلي تبن فاضي لك أنا ؟
هيفاء بسخرية : إيه صح مشغول بإدارة الشركة
يوسف : والله أني بجيب نهايتك الحين !!
بو منصور أبتسم : محنا مطولين بعدين أبو ظبي مهي دبي
يوسف : عادي أنت تروح ابوظبي وأنا أجلس بدبي أنبسط
بو منصور : خلاص بالصيف تسافر مع ربعك
يوسف يحلف بقهر : والله العظيم لأسافر لو تحلف لين بكرا عشان تمنعني
بو منصور ضحك وأردف : طيب ماقلنا شيء
يوسف بحرّة : أقعد أقابل موظفينك النفسيات ويايوسف وراك إجتماع ويايوسف قابل فلان
بو منصور وقف : خلك قد الشغل لاتتحلطم وتحش بخلق الله . . وتوجه للباب وألتفت عليه . . ماودّك تداوم اليوم
يوسف يستهبل : زعلان ماراح أداوم
بو منصور : طيّب شف معاشك نهاية الشهر
يوسف : يعني والله حرام يايبه خلاص معاشي مايكفي حتى أعزم ربعي على بوفية
بو منصور : أجل فزّ وروح داوم أحسن لك
يوسف : أنا بسرق الشركة وبتشوف



,

ساح الحبر على ورقته عندما أطال القلم عليها دُون كتابة شيء .. أشتقت لك . . إللي يشتاق لمن هم تحت التراب وش حيلته ؟
يالله ياغادة كيف خليتيني أحبك أكثر بعد موتك .. للحين حيّة بداخلي . . للحين أيامنا تمرّ على قلبي كل يوم وكأنها من عبادات قلبي الخفيّة . . للحين أحبّك وأحبك أكثر , كل ماأشوف عبدالعزيز أتذكر عيونك .. أقول يابخته عبدالعزيز على الأقل سارق من ملامحك شيء .. أنا بموت عشان أسمع صوتك من جديد . . . آآآه ياشوقي وياحنيني لك وكيف هالدنيا رمادية بدونك . . خالية من الألوان . . خالية من كل شيء حلو . . . . . !
كتبت في آخر الصفحة :
أتركِي هالغيابْ وأقبلي لقلبِيْ فـِ الربيع أتى وأنتِ لم تأتِي . . ورحل الخريف ولم يجفُ دمعي . . . أحبببك . . وسقطت دمعة يتيمة ساحت معها كلمة " أحبك " هذه الدمعة إحتراما لذكراها


,



تبكِيْ بأسف على حُبها الذي مات قبل أن يُولد .. منذ أن صحت وهي لاتتذكر شيئًا سمعت صوته كان بجانبها .. لم يُبصر قلبها سواه و أمها .. كان أول رجل بحياتها كان أول شخص تميل له .. رُبما لأنها لم ترى غيره لكن أحبّته .. أحبّت إهتمامه .. كيف لايبادلها هذا الشعور ؟
دخلت والدتها : صباح الخير
لم ترد عليها
والدتها تنهد : ياقلبي ماأحب أشوفك كذا
رؤى تواصل بكائها وهي تضع رأسها على ركبتيها
والدتها : وليد لو يحبك كان بيقولك لكن يشوفك زيّك زي غيرك !! ماتفرقين عن أي مريضة عنده
رؤى هذا الحديث يُحبطها يجعلها تقطع الأمل في حُبّه
والدتها : بتروحين باريس وبتعرفين ناس غيره وبيرجع لك نظرك بإذن الكريم
رؤى بحدة : وذاكرتي بعد
والدتها : وذاكرتك يارب مع أنها ماراح تفيدك بشيء لأن بتكون كلها أموات يايمه . . أبدأي حياتك من جديد ولاتتركين الحزن يبداها لك
رؤى : أنتِ ماتحسين فيني ..... يمه أنا أحببه حييل حييييييييييل والله حييل هو كل حياتي هو اللي يفرحني دايم هو وحده اللي يخليني أبتسم كيف أنساه ؟ أنا من وعيت وأنا فاقدة نظري لقيته هو قدامي هو اللي يحكي معاي هو كل شيء حلو أعرفه
والدتها بصمتْ وهي ترى ابنتها تتعذب بحُب دكتورها كيف توبّخ أبنتها على شيء ليس بإرادتها*


,


يرتب الكتبْ وعقله مشغول .. أخذت حيِّز كبير من قلبه , ظنه إعجاب بالبداية ولكن بعد هذه الفترة الطويلة تأكد بالحب العظيم الذي يُخبئه لرؤى , ويغار من هذا الزوج المجهول ..! ومقهور من أمّها التي لاتريد أن تريّحها وتريّحني !! كيف يتعوّد هو الآخر على عدم وجودها في حياته ؟ كيف يتعوّد أنه لن يراها بعد الآن ؟
كلامها الأخير وحديثها يخبره بأنه فهمها غلط . . ماذا كانت تقصد بالحب عمره ماكان رغبة .. كنت أتحدث عن رغبة والدتها في إبتعادي عنها ولكن هي كانت تتحدث عن الحُب !! معقولة كانت تبي تقولي عن حُبّها ؟ تحبّني ؟ ولا إن شافت زوجها بترجع له ؟ . . يالله هالتفكير مو راضي يريّحني !! ليتني تركتها تتكلم !! ليتني ماقاطعتها.


,


دخل غرفتها المظلمة بغيابها .. لمس زجاجة عطرها علّه يصبر جوع قلبه لها .. آآه يالجوهرة لو تدرين قد إيش أشتقت لك
لو تدرين بس ؟ تكوّر حول نفسه على فراشها وهو يدفن وجهه في مخدتها ويبكي كبكائها .. يتخيّلها بجانبه . . يتخيلها تُحدِّثه
بلغ من حُبه الجنون !! يتمنى لو يسمع صوتها الآن !!
تذكّر سلطان . . كيف لو كانت بحضنه الآن ؟ شهق ببكائه لمجرد أن سلطان يقترب منها .. هي لي هي ملكي كيف ينعم بها وأنا لا ؟
,

مرّت الأيامْ وأعتادت رتيل زيارة عبدالعزيز كل صباحْ
دخلت المستشفى والممرضة أعتادتها بهذا الوقت : أهلن يارتيل
رتيل : أهلين ..
الممرضة : آخر فحص له يبشرنا بالخير بس أتمنى ماتخبرينه بأخبار تحزنه
رتيل بعفوية : لا والله ماأقول شيء
الممرضة أبتسمت : طيب تفضلي
دخلت الغرفة وهي تبتسم , تشعر بالحياة هُنا .. ربما لايسمعها ولا يشعر بها ولكن يكفي أنها تراه.
تقدمت له وجلست بجانبه , ومرت دقائق طويلة وهي تتأمل تفاصيله الصغيرة : متى تصحى ؟ وحشتني .. وحشتني نظراتك لما تحقد عليّ . . بس تقوم بحلف لك أني ماعاد أعصبك ولا عاد أسوي شي يستفزك و لاعاد أدخل بيتك ولا أخرب أي شيء . . . . . . . أشتقت لك مررة والله مرررة .. مسكت يده وهي تضغط عليها وتسقط دموعها . . . حتى أبوي كل تفكيره فيك خايف يفقدك .. كلنا خايفين نفقدك .. أنت قطعة من روحه خايف عليك مرررة لو تدري بشوقه لك . . . حتى أنا أشتاق لك . . كل ماشفت البيت كيف مظلم بدونك أشتاق لك ..
كانت أصابعه ميتة بين كفوفها ولكن تحركت وتمسكت بكفّها
رتيل بكت بقوة من فرحتها . . يشعر بها . .يسمعها .. شدّت على كفّه ليشد عبدالعزيز على كفِها وكأنه يخبرها بإحساسه بحديثها


.

.

أنتهى

كشفنا توجهات أبطالنا :$ طبعا هذا البارت بالنسبة لي كان مهم مررة , البارتات الجاية بتكون مهمة بعد !! بعضهم بيوقف حبّهم إلى هذا الحد وينتهي وبعضهم ممكن مايوقف .. توقعاتكم !!
طبعا باقي أبطالنا ماكشفنا عن شعورهم والأكيد كل إسم ذُكر بالبارتات السابقة له شأن كبير في الرواية
البارتات الثلاثة أو الأربعة الجاية بتكون مفصل بالرواية بعدها بنبدأ بأحداث جديدة إن كتب الله ذلك
زي ماذكرت من قبل فيه أشياء كثيرة غلط وحرام ولكن إحنا نناقشها عشان نصححها :)
وشيء ثاني أبغى أقوله وذكرته بتعليقي على وحدة من الجميلات :$
الحُب من أول نظرة هذه من خرافات القصص ومستحيل يكون فيه حب من أول نظرة !
أول نظرة وأول شعور هو مجرد إعجابْ . . بعدها راحة وميل للحبيب . . بعدها يبدأ الحُبْ والحب أعظم وأسمى من أنه كل شخص نشوفه نحبّه زي أكشط وأربح :)
رتيل كانت حياتها مملة وفارغة وتبحث عن السعادة وكانت تفرغ هذا بأول واحد قابلها اللي هو عبدالعزيز
عبدالعزيز كان وحيد ماحوله أحد كان يفتقر للفرح كان يستغل حاجة رتيل بالفرح أنه يغيضها ويفرّح نفسه ولو لدقائق ولذلك حصلت مواقف كثيرة بينهم
مع أنه عبدالعزيز لايحترم ولايحب وقاحتها وجرأتها مهما تعددت أصناف الرجال مستحيل يرضى بحبّ وحدة جريئة معه لأنها جريئة معه يعني جريئة مع غيره :) لكن راي ووجهة نظر عبدالعزيز بهالموضوع إلى الآن ماكُشفتْ !
هذه مرحلة من الرواية وعدّت . . بنبدأ مرحلة ثانية , حبّ بين أطراف كثيرة . . بعضها حُب من طرف واحد وبعضها مجهول وغامض !!
كلمة أخيرة : الإحتياج يُرغمنا على إرتكاب الأخطاء واحدة تلو الأخرى ومن ثم نُصفع بالخيبة و أن حُبّنا ليس بكافٍ . . وأنه مجرد حُب ميّت !! والحُب الذي يغضب الله لاخير فيه.

بإذن الله الخميس نلتقي إن جت الساعة 11 ومانزل بارت :p يعني بشوفكم بعد الإختبارات إن شاء الله :$
ربي يوفقكم ويسعدكم ويسهّل عليكم الإختبارات ويهوّن عليكم كل صعبْ .. دعواتِي البيضاء تحفّكم ياطيبيّينْ ()"


JAN 07-04-2020 03:40 PM



رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البـــــــــــ19ــــــارت



يا وَطَـني
ضِقْتَ على ملامحـي
فَصِـرتَ في قلـبي وكُنتَ لي عُقـوبةً
وإنّني لم أقترِفْ سِـواكَ من ذَنبِ !
لَعَنْـتني ..
واسمُكَ كانَ سُبّتي في لُغـةِ السّـبِّ!
ضَـربتَني
وكُنتَ أنتَ ضاربـي ..وموضِعَ الضّـربِ!
طَردْتَـني
فكُنتَ أنتَ خطوَتي وَكُنتَ لي دَرْبـي !
وعنـدما صَلَبتَني
أصبَحـتُ في حُـبّي مُعْجِــزَةً
حينَ هَـوى قلْـبي .. فِـدى قلبي!
يا قاتلـي
سـامَحَكَ اللـهُ على صَلْـبي.
يا قاتلـي كفاكَ أنْ تقتُلَـني
مِنْ شِـدَّةِ الحُـبِّ !

*أحمد مطر



مرّت الأيامْ وأعتادت رتيل زيارة عبدالعزيز كل صباحْ
دخلت المستشفى والممرضة أعتادتها بهذا الوقت : أهلن يارتيل
رتيل : أهلين ..
الممرضة : آخر فحص له يبشرنا بالخير بس أتمنى ماتخبرينه بأخبار تحزنه
رتيل بعفوية : لا والله ماأقول شيء
الممرضة أبتسمت : طيب تفضلي
دخلت الغرفة وهي تبتسم , تشعر بالحياة هُنا .. ربما لايسمعها ولا يشعر بها ولكن يكفي أنها تراه.
تقدمت له وجلست بجانبه , ومرت دقائق طويلة وهي تتأمل تفاصيله الصغيرة : متى تصحى ؟ وحشتني .. وحشتني نظراتك لما تحقد عليّ . . بس تقوم بحلف لك أني ماعاد أعصبك ولا عاد أسوي شي يستفزك و لاعاد أدخل بيتك ولا أخرب أي شيء . . . . . . . أشتقت لك مررة والله مرررة .. مسكت يده وهي تضغط عليها وتسقط دموعها . . . حتى أبوي كل تفكيره فيك خايف يفقدك .. كلنا خايفين نفقدك .. أنت قطعة من روحه خايف عليك مرررة لو تدري بشوقه لك . . . حتى أنا أشتاق لك . . كل ماشفت البيت كيف مظلم بدونك أشتاق لك ..
كانت أصابعه ميتة بين كفوفها ولكن تحركت وتمسكت بكفّها
رتيل بكت بقوة من فرحتها . . يشعر بها . .يسمعها .. شدّت على كفّه ليشد عبدالعزيز على كفِها وكأنه يخبرها بإحساسه بحديثها
أبتسمت بين دموعها : الحمدلله على سلامتك
كان مغمض عينيه إلى الآن بغيبوبته ولكن يشعر بمن حوله ,
رتيل بصمت وهي تتأمله وكأنه للتو أبصرت لتراه.
رتيل بلعت ريقها وكل غرورها تبخَّر في هذه اللحظة وبخفوت : أشتقت لك
كان يحرِّك أصابعه ودّت لو تفهم حديث أصابعه ..
نظرت للممرضة التي تشير لها بالخروج , أردفت له : تمسي على خير .. ربي يحفظك ويحميك . . وخرجتْ وبعينيها تودّعه


,

تُركي يقتلع من صباحاتها الجمال والفرح , تحاول أن تبعده من طريقها هذا الصباح ولكن يقف كجدار من حديد صعب إختراقه.
أصحيه ولا ماأصحيه .. مفروض يصحى .. طيب كيف أصحيه *كان سؤالها لنفسها جدا عفوي* تداخلت أصابعها بتوتّر وهي تلفظ إسمه : سلطان .. سلـــــطــــان * صوتها كان هادىء يساعد على النوم أكثر من الإستيقاظ *
اخذت جوالها ووضعت منبه بعد دقيقة ليضج بالغرفة ويصحيه .. وضعت نغمة مزعجة ,
أبتعدت حتى تُطيل الوقت عندما تُغلقه
بالفعل سلطان فتح عينيه بإنزعاج من النغمة ,
أغلقتها الجوهرة بسرعة . . خافت أن يغضب من تعقيدة حاجبيه
سلطان ألتفت عليها وبنبرة ممتلئة بالنوم : الساعة كم ؟
الجوهرة : 10
سلطان تنّح في وجه الجوهرة وجلس ثواني يتأملها
الجوهرة أرتبكت ومسكت جوالها وهي تُقلب فيه دون هدف
سلطان كان متنّح يتذكر أي يوم ؟ اليوم إجازته : صحيني على صلاة الظهر
الجوهرة : إن شاء الله
سلطان رجع دفن وجهه بالمخدة وكأنه يعوض الأيام الفائتة بنومه هذا اليوم
الجوهرة أغلقت الستاير حتى تظلم الغرفة ويهنأ بنومه . . هُناك طفل طيّب بداخلها يراعي إحساس من حولها لكن من حولها لايستحقون ذلك.


,

تبتسم كل ماتذكرت " كل أحلامي تنتهي بك دون ثالث " تشعر بالحياة بالجمال بالسعادة بالحُب .. وبعض من تأنيب الضمير لكن كانت منفعلة كانت في أقصى أحتياجاتها .. لاأحد حولها لاصديق تشكي له ولا رفيق يحكي لها شيئًا خاصًا .. الحياة لاتُطاق في هذا القصر , لاتلوم رتيل على تمردها ولكن لاتتجرأ بالتمرد مثلها .. وعندما اتى طيرًا من الخارج يحلق حولها تمسكت بِه وهي لاتعلم من أي بيئة أتَى ؟
لم يتصل ولم يرسل شيء منذ ذلك اليوم , يكفي صوته الذي مازال حيًّا بداخلي.

هو في جهة أخرى
من خلفه : مين هذي اللي ترسمها
غطى اللوحة بسرعة وهو غاضب منه : ثاني مرة دق الباب ؟
: طيب هههههههههههههههههه *عاد للباب المفتوح وطرقه بسخرية* تسمح لي أدخل
هو : لأ
: مجنون ماعاد بِك عقل تفكّر فيه
وقف وهو يتوجه للمغسلة ليغسل كفيّه من الألوان : تارك العقل لأشكالك
: آها وأشكالي كاشفينك
بنظرة إستحقار ألتفت عليه
: بإتصال واحد أضيّعك وأضيع عبير اللي في قلبك مع أبوها
رمى عليه علبة الصابون لتغرق وجهه .. مسكه من ياقته وثبّته على الجدار وهو يهدده : أنا اللي أضيّعك ماهو أنتْ


,

على طاولة الطعام هي وريم وهيفاء

نجلاء : ياعيني يامنصور أشتقت له
هيفاء : جعله يسقى لاأشتقت لحبيبي
ريم بعبط : عاد أنا بالطريق يعني هانت
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههه باقي أسبوع وتصيرين حرم ريّان آل متعب
ريم : لاتذكريني يمه خايفة من الشوفة يارب مايطلبْ يمكن يغمى عليّ لاشفته
نجلاء : يوم ملكتي مع منصور أمّك راحت نادت أبوي عشان تخليني أنا ويا أخوك المجنون بروحنا لو تشوفين قلبي يرقص من الخوف بس ياحبي له منصور ماسوّا حركات نص كم معي
ريم : لا مستحيل أكيد منصور ويوسف وأبوي بيكونون موجودين .. لاتخليني أخاف الحين مستحيل منصور يتركنا بروحنا ولا حتى يوسف
هيفاء : عادي قولي ماأبغاه يشوفني أكيد ماراح يحلف عليهم إلا يشوفك
ريم بحالمية : فيني شيء يقول ودِّي أشوفه كذا رزته وهيبته
نجلاء : شوفي الكذابة تقول أخاف بعد .. بدينا حب من الحين
ريم تستهبل : وريّان وآآآه ياريان
: الله الله هذي اللي تستحي
ألتفتوا كلهم على الصوتْ كان يوسفْ ,
نجلاء تنزل بطرحتها ولكن أحكمت عليها أكثر وهي تعلم أن يوسف مستحيل أن ينظر لها
ريم ضاعت من الحياء
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههه
يوسف : شلونك ياأم عبدالله
نجلاء : بخير الحمدلله أنتْ كيفك ؟
يوسف : بخير الله يسلمك
هيفاء : لاأوصيك أفضحها
يوسف وهو يشرب من كوب العصير : عاد أنا ماأنسى لو تموتين إلا بمقابل يعني هالكلام بيوصل لريآآآن وآآآه *قال كلمته الأخيرة وهو يقلد صوتها*
ريم بصوت مخنوق من الإحراج : كنت أضحك
يوسف : شوفي وجهك قلب طماطة يعني من جدّك كنتي تحكين
ريم : يالله يوسف كنت أستهبل حتى أسألهم
يوسف : نصف المزح حقيقةُ حين يقال
هيفاء : درر يابعدي
يوسف : تخجلين تواضعي ياعيني إنتِ
ريم توقف : أنتم تتبلون عليّ . . وتتجه للباب لكن يوسف حملها بين ذراعيه للخارج
ريم : والله إن طيّحتني بذبحك . . نزلّني * ضربت ظهره ولكن قوته أكبر بطبيعة الحال
خرج لحمام السباحة وأسقطه فيها : عشان تتغسلين من الطماط
ريم : ياسامج حقييييير . . خرجت من المسبح وكل ملابسها ملتصقة وأستحت من يوسف . . وش تبي واقف للحين ؟
يوسف: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عقب كلامك هذا خلاص 100 بالمية بقول لريان . . ودخل لمجلس الرجال


,


الجوهرة شغوفة بقراءة الكُتبْ الأدبية لذلك سألت الخادمة : مايقرأ شيء ؟
الخادمة الثرثارة والتي قاربت 20 سنة بالسعودية وآخر 7 سنوات كانت عند سلطان : إيه ماما فيه مكتبة هذا بابا سلطان بليل دايم يقرا .. وتدلها للدور الثالث الذي كان شبه مهجور بالنسبة لها
تأملته قليلا : هذا وشو ؟ *أشارت لإحدى الغرف*
الخادمة : هذا لماما كبير فيه موت
الجوهرة : الله يرحمها
الخادمة : وهذا غرفة فيه يجي بنت ينام
الجوهرة : أخته ؟
الخادمة : لألأ هذا شو إسمه !! آممممم هذا فيه يجيب من سجن وشرطة
الجوهرة دون أن تفهم : يعني أخته ؟ ولا وشو
الخادمة ويبدو ستقول تاريخ هذا القصر للجوهرة كله في هذا اليوم : لا هذا فيه مجنون واجد فيه صراخ كله cry مافيه يضحك مافيه شيء بأدين *بعدين* بابا سلتان يخليه يروح
الجوهرة : زوجته ؟ يعني صار زواج
الخادمة : انا مايعرف بس مافيه زواج هوا كان مجنون بس بابا سلتان مافيه ينام ويا هوَا مافيه زواج يأني *يعني*
الجوهرة ضحكت على طريقة الخادمة بالسرد
الخادمة : انا مايشوف أنتي يضحك بأدين *بعدين* أنا يقول أنتي مثل سوئاد *سعاد*
الجوهرة : سعاد ؟ هذي اللي تقولين أنها مجنونة
الخادمة : إيه أسم هوا سوئاد
الجوهرة وتنظر للمكتبة : هذا الكلام قبل كم سنة ؟
الخادمة : قبل سنة يمكن .. كان يجي رجّال فيه شعر واجد *تشير لذقنها قاصدةً اللحية* يقرأ قران على هوا بس هي في مجنون واجد أنا مايحبي واجد صراخ و يخرع أنا
الجوهرة في نفسها " كان متزوج ؟ طيب ليه وش جننها وش صار بينها وبين سلطان .. أتاها فضول أن تعرف ماجرى بينهم " : طيب ياعايشة
عايشة من كثر الصمت في هذا القصر عند أول محاولة للكلام تسترسل كثيرًا خصوصا أنه الخادمات هنا جميعهم من الجنسية الفلبينية وهي وحدها السيلانية : فيه غرفة ثانية بس بابا سلتان يهاوش في كتب واجد
الجوهرة : وين ؟
عايشة تشير لها للغرفة التي بمقابلها من الجهة الأخرى : حتى يقول حق أنا لاينظف
الجوهرة ليست فضولية لدرجة أن تتخطى الحدود . . أتجهت لمكتبته علّها تلقى كتاب يسليها
عايشة : هذا كتاب كله أنقلش أنا حتى مايفهم هذا شو يقول .. أنت يعرف أنقلش
الجوهرة هذه العائشة يبدو أنها تهوّن عليها الآن , ضحكت وأردفت : إيه
عايشة : أووه أنتي يبي كتاب فيه love مافيه بابا سلتان مايقرا
الجوهرة تلتفت عليها : ههههههههههههههههه ووش دراك أنه مايقرأ ؟ مو تقولين ماتعرفين أنقلش ؟
عايشة : لأ أنا يعرف بابا سلتان شنو يحبي ؟ يحبي هذا كتاب يشوف وجه أنتي يقول شنو فيه أنتي
الجوهرة : علم نفس . . عادي أنا أقرأ علم نفس
عايشة : فيه مرة أنا يكذب عشان هذا مجنون سوئاد هو يعرف أنا يكذب بسرئة *بسرعة*.. ماشا الله هو واجد زين بس واجد تئبان *تعبان* هذا قبل سنة هو يجلس بالهوسبيتال*مستشفى* ثلاثة شهر مايدري شنو سار *صار* بس هرامي الله يآخد هادا هرامي *حرامي*
الجوهرة : ههههههههههههههههه . . ألتفتت على المكتبة وهي تبحث بين الكتب .. وأستغرقت وقتْ طويل أمام صمت الخادمة وأخيرا ..
سمع بضحكات وصوت في الأعلى .. صعد وأول مارأته عايشة خرجتْ لأنها تخاف منه
ودون أن تلتفت وهي مازالت مركّزة بالبحث عن كتاب يُثيرها : طيب عايشة أنتِ ترتبين الكتبْ ؟
من خلفها وظهرها يلتصق ببطنه ويده تمتّد بجانب خدها ليُسحب إحدى الكتب وهو يهمس بإذنها : أظنه بيعجبك
كاد يُغمى عليها من قُربه لهذا الحد .. ألتفتت وهي تبحث عن المخرج من قربه وليتها لم تلتفت , ألتصق ظهرها بالمكتبة ويديه الإثنتين تحاصرها من الجانبين وكان قريب جدا منها لايفصل بينهما شيء
الجوهرة بلعت ريقها توتّرت جدا , أرتبكت ستبكي لو أطال بقربه هذا
سلطان أقترب أكثر وأنفاسه تختلط مع أنفاسها ,
الجوهرة أبعدت رأسها قليلا لتأتي قُبلته قريبة من شفتيها وبقبلته سقط الكتاب من كفيّها , أبتعد عنها لينحني ويمد لها الكتاب
الجوهرة صدرها يرتفع بصورة عجيبه ويهبط من نبضها المتسارع.
سلطان أخرج جواله من جيبه وردّ عليه وهو ينزل للأسفل : أبشر الله يسلمك
الجوهرة جلست وأقدامها لاتحملها , وضعت أصابعها على شفايفها وهي تتذكر كيف قبّلها .. قلبها سيخرج من مكانه من تسارع نبضِها .. إن أقترب مني هذه المرة فهو قادر على الإقتراب دائِما .. لن أستطيع أن أدافع عن نفسي أبدًا.


,

في عصرٍ جديدْ , عصر الرياض هذه المرة جميل وجميل جدًا عند رتيلْ ..

رتيل وتعمل حالها ماتعرف : صدق ؟
بو سعود ويشرب من قهوته : إيه قال الدكتور بدا يستجيب للأصوات لكن يبيله فترة حتى يصحى
رتيل أبتسمت ببلاهة : الحمدلله
بو سعود بنظرة على إبتسامتها
رتيل تداركت نفسها : مبسوطة يعني شفتك خايف عليه وأرتحت من راحتك
بو سعود أبتسم : الحمدلله على كل حال .. وش رايكم تروحون تختارون له أثاث جديد لأن ابي أغير البيت كله
رتيل بحماس : وبتصبغه صح ؟
بو سعود :إيه أبيه يرجع ويحس نفسه ببيت ثاني ماودِّي يتذكر شي من اللي صار له
رتيل : طيّب أنا أروح وأختار له .. يعني متمللة مرة من جلستي خلني أنا وعبير نختار له
عبير : أيوا بكرا الصباح نطلع
رتيل : طيّب بكرا أرسلكم الفلوس
رتيل : أنا عندي ماله داعي . . ماصرفت هالشهر شي
عبير تهمس لها : من وين جايك الكرم ؟
بو سعود بشك في عقل رتيل : عسى دوم حالك كذا
رتيل : لاتعدّلنا ماعجبكم ولا أنهبلنا ماعجبكم بعد
بو سعود : ههههههههههههههه مين قال ؟ بالعكس هالشهر أنا راضي عنك تمام الرضا
رتيل تبتسم : يارب دوم تكون راضي عنِّي
بو سعود : بس إن كان الهدوء اللي يسبق العاصفة ساعتها بنقرأ عليك الفاتحة
رتيل : ههههههههههههههههه والله مافيه شيء بس قمت أفكّر أنه هالدنيا فانية ووش أحب من الواحد يكون راضي عن نفسه وربه راضي عنه وأبوه راضي عنه
عبير مقدرت تتحمل وضحكت بقوة وأردفت : عطوني كفوف عشان أصدّق أنه رتيل قدامي
رتيل رمت عليها المخدة : لاحول ولا قوة الا بالله أنتِ وش حارق رزِّك ؟
بو سعود بإبتسامة رضا : الحمدلله يعني صحيتي على نفسك
رتيل هزت راسها بالإيجاب
بو سعود وقف ليذهب ولكن أنحنى لرتيل ليفآجئها بقبلته على رأسها
رتيل بخجل وقفت وقبّلت جبينه ورأسه


,


واقفة أمام الشباك والمطر يتساقطْ .. والمطر له علاقة بالحنينْ *
والدتها : وخلصنا الحمدلله .. فيه بعض الأشياء ماراح نآخذها بنتركها بالشقة
رؤى بصمتْ وهي تسمع لأصوات العابرين وزخات المطر على الطريقْ
والدتها : سكرت الصالون قبل أمس والحمدلله أرباحه تكفينا لـ 3 شهور ماعلى ألقى شغل بباريس ونبدأ من جديد
رؤى وأيام طويلة تعيسة مرت عليها في الفترة الماضية دون أن تسمع صوت وليد .. في غيابه عنها وأمام إصرار والدتها على نسيانه زاد حُبّها له
والدتها تُكمل : بنروح لعيادة كويّسة تسوي لك العملية ويارب ترجعين أحسن من قبل و بتكونين صداقات من جديدْ وتشتغلين الحمدلله معك شهادة الكل يحلم فيها .. وبنكمّل حياتنا إحنا قادرِين بعون الله
رؤى ببحة دُون أن تلتفت : بنكمّل بالكذب ؟
والدتها : بنبدأ صفحة جديدة وبننسى كل شيء .. أنا وياك وبس ماراح نفكر بالماضي
رؤى : الماضي هو أنا كيف تمحيني كذا بسهولة ؟
والدتها : أنا أبي لك حاضر و مستقبل وش يفيدك الماضي ؟
رؤى : اللي ماعنده ماضي ماعنده مستقبل ماعنده حاضر ماعنده شيء إذا هو مبهم !!
والدتها : أنا عارفة أنه هالكلام مو كلامك هذا كلام وليد
رؤى ألتفتت وهي تبكي : لا ماهو كلامه هذا كلامي أنا
والدتها : وليد مايحبّك وليد مجرد دكتور لك أفهمي
رؤى تصرخ : لآ ماهو مجرد دكتور
والدتها : دكتور يايمه وبينساك لو تجينه بعد كم شهر بيقولك عفوا ماأعرفك
رؤى تسقط على ركبتيها لينوح قلبها وتبكي عينيها بشدة وهذا وقت الإنهيار : وليد يحبّني .. يحبني , أنت ماتعرفينه ماتعرفين لما يحكي وش يصير فيني .. لاتقولين بينساني ماراح ينساني أنا أعرفه وقلبي يعرفه وكلّي يحبّهه
والدتها تجلس على الأرض بجانبها وتحاول أن تحتضنها لكن رؤى تبتعد بنفور
والدتها : يمه لاتتعبين قلبي عليك .. لو يبيك كان جاك لو يبيك ماصبر كل هالأيام بدونك .. بس هو مايبيك ولا يبي يسمع صوتك وبسرعة أصلا نساك حتى ماكلّف روحه يتصل عليك
رؤى بضيق تبكِيْ
والدتها وهي من قالت لوليد أن يبتعد عن إبنتها : لو يحبّك وهو يعرف أنك للحين ماسافرتي كان ممكن يتصل يتطمن عليك . . بس هو يعاملك كمريضة عنده وبس
رؤى وعقلها يقتنع بكلام والدتها لكن قلبها يرفض .. أجهشت بالبكاء في قلبها حنين كبير لوليدْ.
رؤى : يمه لو أنه حبّه في قلبي بسيط كان قلت بنساه لكن أنا يوم عن يوم يكبر حبه في داخلي بدون إرادتي . . يايمه أنا قلبي معلّق فيه مقدر أتحكم بالحُب ليه ماتفهميني
والدتها تضمها : ربي يهدي قلبك للصواب

,


تحت المطرْ جالس متأمِلاً والعابرين أمامه يخشون المطرْ أن يُبللهمْ .. *
زخات المطر أغاني منسية توقظ في قلبه حُب يعمل جاهدًا أن يدفنه في داخله
ليتني ماكنت دكتُورك .. من أول يوم من أول بكاء لك شفت بعيونك حكي خلاني أنسى اني دكتورْ ,
ظنيته إعجاب عابر وينتهي .. عُقب كل هالشهور أنا متأكد من شعوري يارؤى
جددتي في داخلِي الحب بعد الجوهرة .. يمكن الجوهرة ماحبيتها كثرك لكن كنت أحلم بأشياء كثيرة تجمعني بها .. ماعمري سمعت صوتها ولا سمعت رايها بموضوع كانت نظرة اللي علقتني بِها رغم أنه زواج تقليدي لكن حبيتها أكثر من روحي .. فترة طويلة مرت عشان أنساها عشان أنسى خيبة الأمل اللي مريت فيها .. كنت أعيش عشان يومي وشغلي المملْ وأسمع شكاوي الكل .. وأعطيهم الحلول بس محد كان يسمعني .. لاأم ولا أخت ولا أحد .. كنت أرتاح لك لأنك مسلمة وبعدها أنك سعودية ماكان يحتاج مني جهد عشان أفهم بعض المعتقدات .. كنتِ مسلمة أقدر أعطيك الحجة من كتاب الله لكن غيرك كنت أجاهد عشان أعطيهم حل وأنا حلولي كلها تنتهي عند ربّي هو وحده الشافي وهو وحده من يخلق السعادة في قلب العبد .. أنتِ وش فيك ماينحبّ ؟ عينك لاحكت و لا من الخجل صابك . . أنتِ كلك تنحبّين ؟ أنا تأكدت بحبِّي يوم كنت أنتظر الوقت اللي أشوفك فيه وأسمعك .. تأكدت لما عقلي وإن أنشغل خطفتيه من هالشغل لين صرت أفكّر فيك بليلي ونهاري .. أنا أحبّك وأبي تصير لي معجزة تجمعني بِك .. ودِّي لو هالزوج ميّت ولا مطلقك .. ودِّي لو أنك تحلمين وماهو حقيقة !! ليتني شفتك قبل الحادث . . ليتنا بغير هالمكان .. بغير هالظروف .. ليتنااا !!



,


في المستشفىَ – غرفة عبدالعزيز –
ممسك كفِّه بعد أن تلى بعض الأيات التي يحفظها عن ظهر غيبْ , أردف بهمس المشتاقين : أشتقت لك .. تدري أنتم عايلة تهيضّون نفوسنا على الشوق وتعذبونا بحبكم ... عبدالعزيز .. أدري أنك تسمعني .. لاتتركني والله ماعاد لي مقدرة على فراق ثاني .. أصبّر بعيونك حنيني للغايب . . لاتغيب أنتْ بعد ... مين لي بعد الله غيرك ؟ وين أصبّر القلب من بعدك ؟ يكفي ياخوي شاب راسي من هالفراق والله شاب .. لا خذاك الموت من يصبّر هالروح ويهدّيها ؟ أنا محتاجك محتاجك كثير .. مشتاق لأيامنا مشتاق لضحكتنا .. مشتاق لفرحنا .. مشتاق حتى لإستفزازنا لبعض .. مشتاق لسهراتنا آخر الليل .. مشتاق لعتبك لا أنشغلت عنك بغادة . . مشتاق لك ومشتاق لغادة ومشتاق لضحكاتنا .. سقى الله يوم جمعنا ..سقى الله أيام باريس .. سقى الله ياخوي يوم كانت الضحكة ماتغيب من شفاهنا .. فقدت كل شيء فقدت اللي أهوى الحياة عشانها .. وإن فقدتك ؟ مدرِيْ وش بيصير فيني ؟ .. *بدأت دموعه بالإستقرار على كفّ عبدالعزيز* .. ببحة ناصر الموجعة لكل من يسمعها وإن كان غريبًا أكمل : ماأشتقت ؟ ... طوّلت والله طوّلت وأنت على هالفراش !! أنت لو تطلب روحي بترخص عشانك بس قوم .. هالموت يهد الحيل يهد الرجّال والله يهدّه .. تذكر لما كنا جالسين عند صقر لما قلت أحس بعد 20 سنة بكون مع عيالي ويّاك في الرياض تذكر ... أنا الله خذا اللي بتجيب عيالي لكن أنت .. كنت مشتاق للرياض كل طموحك أنك تكوّن أسره ويكون لك شغل في الرياض .. عبدالعزيز ماعاد قلبي له مقدرة ماعاد له حيل يتحمّل كل هذا .. طيب تذكر يوم طلعنا مع غادة وهديل للندن يوم قلت أنا لاتزوجت ماراح أتزوج من ربعي عشان ماأحد ينشب لي فيها زيّك أنت وغادة ...تذكر ضحكنا لما قلنا لك ماردّك بتتزوج وحدة من الرياض ولها أخوان لو تموت ماخلوك تطلّع معها قبل العرس .. تذكر أول طلعة لنا بليل أنا وغادة لما نشبت معنا وأستفزيتنا أنا وياها .. وبعدها ضحكنا لين بكيناها .. *أبتسم بين دموعه* عبدالعزيز كل ذكرياتي معك لاتقتلها يكفي أختك .. لاتجي أنت وتنحرها .. تذكّر فرحنا طيب تتذكّر تخرجنا بالجامعة لما سهرنا لين الصبح وجاء أبوك وهزأنا تهزيئة العمر وبعدها قمنا نضحك عليك لما قمت تتحلطم وتقول لو يطلع شيبي بيعاملني أبوي زي البزارين .. ياعبدالعزيز أنت أخو هالدنيا وبالجنة يارب .. أنت الصديق اللي غلاه ماينمحى .. *شد على كفّه وأنحنى وهو يقبّل كفّ صديقه ببكاء * .. أنا دموعي بِك محدن يلومها والله محدن يلومها



يُتبع



في مطار دبي الدولي

منصور : يبه أبي أكلمك بموضوع ضروري
بو منصور رفع عينه من اللاب توب : أسمعك
منصور بلع ريقه والتوتر بان من عضّه لشفايفه المتكرر
بو منصور : إيه تكلّم
منصور تنهّد وأردف وعينيه على كوب القهوة ولا يرفعها على والده : كلمني واحد من الشباب عشان أسجل شاحنة بإسمي لفترة مؤقته وأعطيه التوكيل وأنه يقول يبغى يترزّق فيها بين دول الخليج من مواد غذائية وإلى آخره
بو منصور : ايه
منصور : بعدها مسكوها الجمارك اللي بالحدود مع الكويت وفيها مخدرات وأشياء ممنوعة ثانية
بو منصور وينتظره يكمل بنظرات غاضبة
منصور : المشكلة في كل هذا أنه بإسمي يعني الممنوعات كلها أنا مسؤول عنها , أنا في ورطة يبه مقدر أهرب أكثر من كذا
بو منصور : هذا الكلام متى صار ؟
منصور : بعد عرسي بأسبوعين
بو منصور : فيه إثبات أنك مسؤول عن اللي في الشاحنة ؟
منصور : موقّع على ورقة عند يزيد
بو منصور : لأنك غبي
منصور : أنا قلت لك أبي حلّ
بو منصور : وين يزيد الحين ؟
منصور : بالسجن
بو منصور : مافيه حل غير أنه يعترف
منصور : رسلت له واحد وعيّا لايعترف رمى الموضوع كله عليّ وأنه هو مايعرف عن شيء وكان ينفذ كلامي مقابل مبلغ يجيه وطبعا أستغل أني محوّل له قبل زواجي 10 آلاف ريال وجاب إثبات من البنك أني محوّل له وأنه يستلم منِّي مبلغ كل شهر عشان يروح ويبيع هالأشياء
بو منصور ويشعر بصاعقة تنزل عليه
منصور : كل الأدلة واقفة معاه
بو منصور : ليه كنت محوّله ؟
منصور : قال أنه يبيها دين
بو منصور : لو مرة وحدة فكر باللي تحوّلهم أي واحد ماتعرفه يصير صاحبك وتحوّله لو ريال
منصور بغضب : كان موجود دايم في الإستراحة وش يعرفني أنه كلب ولد ستين كلب
نادُوا على رحلتهم المتوجهة للرياضْ
بو منصور وقف ووضع اللاب توب في حقيبته : خلنا نوصل بالسلامة وأنا بعرف كيف أخليه يعترفْ
منصور ومزاجه الآن في الحضيض وسيقتل أي أحد أمامه ..


,

أتصلت رتيل المفعمة بالحيوية : عاد قلنا حرام أكيد متمللة
الجوهرة : ههههههههههههههه كويّس يعني فكرتوا فيني
رتيل : ومسكينة أكيد سلطان مشغول الحين ومقابلة هالجدران
الجوهرة أبتسمت : أيه بعد ؟
رتيل : تتصلين على زوجك الجميل وتقولين له أنك بتطلعين معنا وبعدها بتروحين بيتنا وبنقضيها سهرة والله لايهينه يجيك بليل يآخذك ولا عادي نامي عندنا
الجوهرة وهي تنزل من الدرج وتضحك ضحكة يبدُو من فترة طويلة قرابة السنة وأكثر لم تضحك مثلها : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههه مقدر
رتيل : يعني تصرّفين ؟
الجوهرة : هههههههههههههههههههههه ماأصرف بس مقدر أقوله الحين
رتيل : طيب قولي لي يعني الموضوع حياء ولا مبسوطة بالجدران
الجوهرة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الأولى
رتيل : أخذي مني ذا النصيحة أصغر منك بيوم أعلم منك بسنة الرجّال من البداية أفرضي شخصيتك عليه لاتعطينه مجال يتحكم فيك
الجوهرة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه وأنا أكبر منك بيوم وأعلم منك دهر أقول ضفِّي وجهك
رتيل : الشرهة ماهو عليك الشرهة عليّ قلت حرام مسكينة ماعندها أحد خلنا نمشيها بالرياض ونوريها معالمنا وتشوفها أثاريك منتي وجه وناسة
الجوهرة : تعالوا لي أنتم بكرا عشان بيكون بالدوام لين المغرب
رتيل بإستهبال : لآ تعالي لنا أول بعدين أحنا نجيك
الجوهرة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيّب انا أكبركم
رتيل : عبير أكبر منك ولازم تحترمينها
الجوهرة : طيّب بشوف بس ماهو أكيد
رتيل : شكل من كثر منتي مشتاقة للشرقية منتي طايقة الرياض ولا ودّك تتمشين فيها
الجوهرة بنبرة جافة : لا ماأشتقت لها
رتيل : هههههههههههههههههه غريبة
الجوهرة : أشتقت لأهلي بس ماأشتقت للشرقية . . * لفّت وجهها ليمينها وكان جالس والقهوة أمامه والأيباد بين يديه . . سمع كل حديثي *
رتيل : ياهووه وين رحتي ؟
الجوهرة بهمس : أكلمك بعدين
رتيل ضحكت : كأني أشوفكم
الجوهرة أبتسمت ولكن سرعان ماأبعدت هذه الإبتسامة عنها : مع السلامة .. وأغلقته
وقفت وهي تتخيله تُركي جالسًا أمامها .. أطالت بنظراتها الحاقدة .. تريد أن تقطعه .. تريد أن تذبحه بأظافرها .. لاتريد له الحياة .. لايحق له الحياة وهو من دمّرنِي .. لايحق له أبدًا .. تشبه لحدٍ ما أحدًا يُدعى زوجي .. كل ماضحكت غصيت بضحكتي لاشفتكم .. أكرهكم وأبغضكم في الله .. رمشت عينيها وكان واقف أمامها .. هيبته تُفسد قوتي التي أتظاهر بِها
سلطان : أبي أفهم سر هالنظرات ؟
الجوهرة بربكة : ولا شي .. وألتفتت ولكن شدّها من خصرها نحوه
سلطان : ماهو أنا اللي تعطيني ظهرك وتروحين وأنا ماخلصت كلامي
الجوهرة وتشعر أنها تذوب بقبضته
سلطان : تبكين وقلنا نعديها يمكن مشتاقة لأهلها تحلمين بأشياء أنا ماأفهمها وتنادين على كل اللي تعرفينهم قلنا حلم لكن يتكرر حلمك كل يوم وكل يوم تصحين مفزوعة أكيد فيه شيء .. وأكيد من نظراتك فيه شيء ثاني أنا ماأعرفه
الجوهرة وتشعر أنها تغص بريقها
سلطان بنبرة هادئة : أكيد ماراح نبدأ وكل واحد عنده أسرار
الجوهرة " نبدأ..كيف نبدأ ؟ " , مازالت ملتزمة الصمتْ وملامحها تنبأ أنها ستبكي
سلطان يخلِّص خصرها من قبضته , أدخل كفوفه بجيوبه : ماودّك تحكين ؟
الجوهرة ضغطت على شفتيها حتى لاتبكِي
سلطان : ريَّان له علاقة بالموضوع ؟
الجوهرة بصمتْ
سلطان : أكلم ريّان ؟
الجوهرة وعينيها على الأرض وشعرها يغطي وجهها بهذه اللحظة
سلطان : يعني أكلمه وأعرف منه وش فيك
الجوهرة وفي عز بعثرتها خرج منها هالحرفيّن : لأ
سلطان : ليه لا ؟ خايفة من إيش ؟
الجوهرة وصامته لاتريد أن تتلفظ بحرفٍ
سلطان وصبره طويل اليوم : تعبانة من إيش ؟ أحد مخوّفك بشيء !! متعرض لك ؟ . . أمام صمتها يُكمل ليحلل ملامحها عند أي كلمة ستكُون أصدق .. هي ليست تعبانة ولكن خايفة ..
يكُمل : من اللي خطبوك أحد متعرض لك ؟ ..
الجوهرة تبكي بقوة وهي تغلق أذنيها بكفوفها لا تُريد أن تسمع المزيد
سلطان : مين ؟ قولي لي لاتخافين
الجوهرة : تكفى خلااص تكفىىىىىىىىىىىىى أنا آسفة إذا قللت من إحترامي لك بس تكفى لاتقولي شي زي كذاا أنا ماني خايفة من أحد ولا شيء
سلطان ونبرتها الطفولية تجعله يصمت , تنهّد : زي ماتبين ... أتجه للطاولة التي تحوي كوب القهوة البارد ولم يشرب منه شي .. أخذ مفاتيحه وجواله وخرج


,

عبير : تزوجّت وتدلعت علينا
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههه قلت لها منتي وجه أحد يونسّك .. خلينا نطلع بس
عبير : قبل لانطلع أنا في فمِّي حكي ماقلته للحين
رتيل ضحكت وأردفت : إيه طلعي اللي بفمّك
عبير : أبوي بيشّك ترى !! تصرفاتك جدا غريبة
رتيل : ماهي غريبة ولا شيء !! أنت بس اللي تشوفين كِذا
عبير رفعت حاجبها : هادية لدرجة مُزعجة يعني صاير شي بدون علمنا
رتيل : طبعا لأ ماصار شي . . خلينا نطلع أحسن من هالكلام اللي ماله فايدة . .ووقفت وأخذت عبايتها المعلقة عند الباب ومن خلفها عبير
رتيل : ماراح نتسوّق مافيني حيل بس بنتعشى ونطلع


,

تذوب في أحضانه .. ركضْ بقوة وأبتسم ببلاهة أمام جثتها : يممه .. ياعين ولدك وروحه ..... تقدّم قليلاَ لسريرها وجلس عند رأسها .. وبغصة : هذا أكيد عشان غادة .. تعبتي من البكي عشان غادة صح ؟ .. يمه أنا أعرفك قلبك رهيّف مايتحمل البعد .. يمه جاوبيني .. لآلآلآ ما متِّي ماتروحين وتخليني ... يممه أسمعيني .... بتخلين غادة لوحدها بعرسها ؟ .. *أمسك كفّها وهو يغرقه بقبلاته* تمزحين معاي صح ؟ أنا متأكد زي ذيك المرة لما خوفتينا عليك .. يمممممممه .. بصوت مخنوق ويتقطّع بالعبرات ... يمممممممممممممه .. *صرّخ* يممممه ردِّي أنا عبدالعزيز روحك وقلبك يايمممه تكفين لاتخليني ... *أمسكها جثّة وعانقها للمرة الأخيرة وهو يشمّ رآئحة الجنة في عنقها ... أطلق آآآآآآآآآآآآآه .. مؤلمة مُوجعه ,
الممرضين من خلفه يحاولون تهدئته ولكن صرخ بهم ليُسكتهم ويعيش لحظات السكون و الوداع مع والدته ..
أبتسم : أنتِ وعدتيني بتزوجيني وأنتِ ماتخلفين وعودك يايمه .. والله ماتخلفينها .. صح ؟
جنّ جنونه مع أمه : وين وعدك لي ؟ وينه ؟ مو قلتي لي بزوّجِك من الجنوب ديرتي وأحسن من الرياض ديرة أبوك اللي ماوراها الا الشقا .. *أبتسم بحزن بضيق بقهر بوداع * ماوديتني الجنوب؟ مارحت لها ؟ طيب تذكرين .. تذكرين لما قلت لك أني أعشق الرياض ومالي غيرها وقلتي لي إن تنفست هوا الجنوب ماحصل لغيرها مكان في قلبك .... يمممه لاتخليني ... أبتعد عن عناقها وهو ممسك كتوفها وماإن ترك كفوفها حتى سقطت بقوة على السرير الأبيض .... هذا ليس حلم هذا هو المُوتْ .. حقيقة .. تركتيني يايمّه .. تركتوني كلكم .....
وأرتفعت نبضات قلبه وقد بان إرتفاعها بالشاشة التي تعرض حالة قلبه .. ودمعة تسقط على خدّه وهو مغمضْ عينيه
مسحها بو سعُود له وهو يعلم أنه يشعر بمن حوله : وحشتنا ياعبدالعزيز .. وحشتنا بالحِيلْ
دخل الدكتُور وهو ينظر لنبضات قلبه المرتفعه : الواضح ذكريات تداهمه
بو سعُود : ممكن تضرّه ؟
الدكتور : لأ إرتفاع نبض قلبه طبيعي
بو سعود : أشوا , كيف حالته الحين ؟
الدكتور : ممكن يصحى أسرع مما نتوقع , متى مالله أراد
بو سعود : الحمدلله
الدكتور : الزيارات فادته كثير وخلته يستجيب أتمنى تكثفّون عليه الزيارة وتذكرونه بشوقكم له
بو سعود : إن شاء الله
الدكتور : خصوصا زوجته
بو سعود بصمت . . صاعقة أتته , رفع عينه بصدمة : زوجته ؟ بس هو ماهو متزوّج !
الدكتور : أجل خطيبته
بو سعود : ومين تكون ؟
الدكتور : ماعندي علم والله , الإستقبال أكيد مسجلين إسمها
بو سعود وقف ويشعر بحرارة في قلبه .. هُناك زوّار لايعرفهم .. هُناك أحدًا يأتيه لايعلمه .. خرج من الغرفة متوجِهًا للأستقبال غاضبْ : السلام عليكم
الممرضة : وعليكم السلام , كيف أقدر أخدمك ؟
بو سعود : فيه زائرة لعبدالعزيز العيد وتكون زوجته
الممرضة أبتسمت : إيه تجي الصباح دايم
بو سعود : وش إسمها ؟
من خلفه : السلام عليكم
بو سعود ألتفت : وعليكم السلام
أتت الممرضة التي كانت تستقبل رتيل دائما وهي تنظر لوجوه سلطان وبو سعود .. تعرفهم جيدًا , دائما ماتكون صورهم في الصفحات الأولى في الجرائِد بتصريحات القبض على العصابات والحفاظ على الأمن .. عبدالرحمن بن خالد و سلطان بن بدر .. وهذا يكون زوج بنته *قاصدةً عبدالعزيز* . . همست للممرضة الاخرى : وش يبي ؟
الممرضة : يسأل عن اللي تجي دايم لعبدالعزيز العيد
الممرضة 1: بنته ؟
الممرضة 2: ماأدري
الممرضة 1 : خلاص أنتِ أخذي هالملفات لقسم الأشعة وأنا بشوفه
الممرضة2 : طيّبْ
سلطان : كيف زوّار ؟
بو سعود : ياخوفي عمَّار مرسل له أحد
سلطان ويسأل الممرضة : نبي كل زوار عبدالعزيز من أول يوم
الممرضة : طبعًا .. لكن ماكان فيه أحد يزوره مُسجَّل لأنه يدخل تحت بند الأهل ومايحتاج توقيع حتى تشوفونه
بو سعود بقلة صبر : أبي إسم زوجته
الممرضة في داخلها *كيف يسأل عن بنته ؟*
بو سعود : اللي قبلك قالت أنها تجي الصباح
الممرضة : إيه صحيح تجي دايم
بو سعود : وأكيد عندكم إسمها ؟
سلطان : الحين الزيارات قبل الساعة 12 ممنوعة كيف كانت تدخل عليه ؟
الممرضة تجمّدت في مكانها ليست لها مقدرة بالتحديث أمام هؤلاء المدققين بشدة والأذكياء
بو سعود : تقولين تجي الصباح يعني الساعة كم بالضبط
الممرضة تعرِّض نفسها للعقوبة لأنها خالفت قوانين هذا الدور والمرضى الذي يعانون من الغيبوبة : 9 او 10 تجلس نص ساعة تقريبا وتطلع
سلطان : وكيف سمحتوا لها تدخل والزيارة ممنوعة حتى على المقربين منعتونا وبشدة ؟
الممرضة : بالحقيقة هي قالت أنها زوجته وأنها لازم تشوفه وترجتنا كثير فقلنا لها تشوفه لوقت قصير
سلطان : وكل واحد يترجاكم تدخلونه ؟
الممرضة بدأت ترتبك
سلطان : إحنا نمِّر في أزمة أمن بلد وبهالحالة أنتم تعطلون شغلنا !! كيف تدخل وحتى مافيه إثبات أنها زوجته !!!!! وإن ترجتكم وبكت .. القوانين تبقى قوانين !!! الدنيا مهي فوضى
الممرضة : أنا أعتذر لكن
بو سعود يقاطعها : الحين نبي إسمها
الممرضة والحروف ترتجف منها : ...


,

وصلُوا الرياضْ – دخلوا الفلة وملامحهم لا تُنبأ بالخير -

قبّل جبين والدته : الله يسلمك ويخليك
أم منصور : وش فيك وجهك مخطوف ؟
منصور : ولا شيء بس تعبان
أم منصور : سلامتك ياعيني فيك شي ؟
أبو منصور بنبرة جافة : مافيه الا العافية
دخلُوا ريم وهيفاء مع يوسفْ وهم راجعين من إحدى المولات
هيفاء : لاعاد تودينا وتذّلنا أوووف السوق معك ينعااااف .. وألتفتت ورأتهم . . أبتسمت إلى أن بانت صفة أسنانها العليا : وحشتوني ... قبّلت والدها وجبينه ومن ثم منصور .. وكذلك ريم ويوسفْ
ريم : شلونك يبه ؟
بو منصور : الحمدلله بخير
يوسف : وش فيكم كأنكم بعزاء صاير شيء ؟
منصور وقف وأبتسم مجاملة : أنا تعبان وبروح أنام .. تصبحون على خير .... وخرجْ
أم منصور : أسألك بالله وش فيه ؟
بو منصور : يابنت الحلال قلت لك مافيه شيء .. وخرجْ تاركهم
أم منصور : قلبي يقول فيه شي
يوسف عقد حواجبه : يمكن بالشغل صار شي !! ولا صدق يمكن تعبان
ريم : ولدك هذا ذلّني ذل عشان ودانا
أم منصور : عاد شريتوا شي
ريم : وهو خلانا نشتري كل مادخلنا محل طلّع عيوب الكون كلها في المحل وفساتينه خلاني أكره الشي قبل لاأشتريه
يوسف : مدلّعات والله , ذولي فساتين البسطات وتخبّ عليهم
هيفاء : بسطات بعينك يارُوح أبوك

بجهة أخرى

أمام المرآة واقفة وترفع شعرها على شكل ذيل حصانْ وفكرها مشوَّشْ بأشياء كثيرة , وحدتها دُون منصور جعلتها تُفكر بأشياء كثيرة أهمها أنها لاتتخيل الحياة دُون منصور *
نظرت لإنعكاس المرآة له وهو يفتح باب الجناح الخاص بهُمْ
ألتفتت وهي تتجه إليه بخطوات سريعة وهو الآخر يفتح ذراعيه لها
عانقته بشدة وهو يرفعها قليلا عن مستوى الأرض
نجلاء : اشتقت لك يارُوحِيْ
منصور يبتسم وهو يقبّل رقبتها الذي دفن وجهه بِها
نجلاء ببكاء العاشق المشتاق : حياتي مالها معنى بدُونك
منصور أبتعد عنها قليلا وهو يمسح دموعها
نجلاء : المهم شلونك .. وجهك ليه تعبان كذا ؟
منصور : بخير مافيني الا العافية إنتِ بشريني عنك ؟
نجلاء : دام شفتك أنا بألف خير
منصور أبتسم وهو يلامس بكفوفه بطنها : وكيف البطل ؟
نجلاء : مشتاق لأبوه

,

أبو ريَّان : إيه وش تآمر عليه ؟
ريّان : يبه لا تستخف بحكيِّي
أبو ريّان : طيب قولي وش تبي
ريَّان : الزواج بعد سنة
أبو ريان : غيره ؟
ريّان : خلهم على بيّنه أنها ماراح تشتغل !!
أبو ريان مطوّل باله : إيوا وغيره
ريّان : بس هذا أهم شي عندي
أبو ريان : أنهبلت وين عايش أنت به !! ماتبيها تشتغل !
ريّان : كذا مزاج زوجتي ماأبيها تشتغل
أبو ريان : مستحيل نشرط عليهم شرط زي كذا وبعدين هي الحين عاطلة وماتوظفت لكن إن جت الشرقية وطلبت تتوظف بتتوظف !!
ريّان : هي زوجتي ولا زوجتك يبه !!
بو ريان : بس هالشي مستحيل , طبيعي بيرفضون
ريان : وهذي الساعة المباركة
بو ريان : يعني أنت تبيهم يرفضون ؟
ريان بصمت
بو ريان : يخي أنت إلى متى كذا !! متى تعقل وتفكر بعقل !! أصابعك ماهم سوَا
ريان بحدة : إلا سوآآ
بو ريان : مجنون !! مدري متى تفكّر بعقلانية ؟ الجوهرة كانت تمزح ومنى مالها ذنب ! لاتفكر فيهم بهالصورة واللي يرحم والديك ؟ يعني خواتك كذا ؟ أمك كذا ؟ ماهو منطق هذا
ريّان بغضب : منى خانتني لا تقول مالها ذنب
بو ريان : ياريان واللي يرحم قلبك وش خانتك ؟ هي خافت تقولك عنه بس ماخانتك معه ؟ فكّر شوي
ريّان وقف وثارت شياطينه : لاتدافع عن هالحقيرة لا والله ماتطبّ هالبيت ريم
بو ريان : طيب أهدى .. خلاص منى خانتك وقضينا , وريم سوّت لك شي ؟ ماينفع تقولها لاتشتغلين ؟

,


لن يتردد في هذه اللحظة وإن أخذها بتسرِّع لكن لن يسمح بأن يضيع حُبّه .. يجب أن يدافع عنه إحتراما لهذا القلب الذي ينبض ..... كان سيطرق باب الشقة ولكن أنفتح بفعل والده رؤى التي تُخرج حقائبهم إستعدادا للذهاب إلى المطارْ
أم رؤى : خير ؟
وليد : أبي أكلم رؤى
أم رؤى : لأ
وليد : ضروري
أم رؤى : مافيه شي ضروري بينك وبين بنتي
رؤى سمعت صوته وأتجهت قليلا لمصدر الصوتْ
أم رؤى : رؤى أدخلي داخل أنا أعرف كيف أتصرف معه
رؤى : يممه
أم رؤى بحدة : رؤى أسمعي الكلام .. وأردفت لوليد .. إيه يادكتور إحنا مشغولين ومانبغى نضيّع وقتنا
وليد وأنظاره على رؤى فقط متجاهلا والدتها
أم رؤى بعصبية : أنا أكلمك !!
وليد : رؤى
أم رؤى : كلامك معي ماهو مع رؤى
رؤى ملامحها مُتعبة مُرهقة من البكاء في الأيام الماضية : يمه خلينا شويْ بس شوي
أم رؤى : طيّب زي ماتبين يارؤى عشان تقتنعين بنفسك باللي قلته لك لكن *وجّهت كلامها لوليد* أنتبه تضايقها بشيء !! . . ودخلت للداخل لكي تُنهي أشغالها الأخرى
وليد : ماينفع نتكلم هنا خلينا ننزل تحت ماراح نبعد كثير
رؤى أستجابت لأمره دون أن تنطق .. نزلت معه للأسفَل وعلى الطريق الهادىء في هذا الليل .. جلسُوا بإحدى كراسِيه
وليد بصمتْ لايعرف بأي كلمةٍ يبدأ
رؤى : مقدر أتأخر على أمِي
وليد بلع ريقه : أنا آسف فهمتك غلط
رؤى : بأيش ؟
وليد : اقصد يعني .. أنه أنا لما قلت لك فاهم كل شيء وأمك قالت لي
رؤى تقاطعه : أنا ماأبغى أحكي بهالموضوع . .وقفت. . شكرا على كل شي سويته لي أنت فعلا ساعدتني أني أعرف قيمة نفسي وأني ماأصلح للحب أبد
وليد وقف بمقابلها : فاهمة غلط والله غلط اللي في بالك
رؤى لاتُريد أن تبكِي أمامه وهي تختنق بدموعها
وليد : أنا ..
رؤى تقاطعه مرة أخرى : ماأبغى أسمع .. أحترم رغبتي !! ولا حتى رغبتي مالها إحترام عندك
وليد : طيب يارؤى زي ماتحبين
رؤى مازالت تصارع دموعها بأن لاتسقط
وليد : لأني عابر زيي زي غيري مالي مكان في حياتك
رؤى : ماني مصدر شفقة لك ولا لغيرك
وليد بغضب صرخ عليها : أفهمي أنا مستحيل أشفق عليك
رؤى أبتعدت خطوتين للخلف عندما صرخ عليها ودموعها هُنا سقطتْ بسهولة
وليد بنبرة يحاول يهدئها : ماابي أخسرك . . خسرت كثير بحياتي لاتكونين وحدة منهُمْ
رؤى أخفضت رأسها وهي تبكِيْ بشدة
وليد : لاتروحين
رؤى بنبرة باكية : أنا غنية بالخذلان من ناس مفروض أنهم يحبوني زي ماأنا أحبهم وكان آخرهم أنتْ ..
وليد : واللي يسلم قلبك لاتتركيني
رؤى : طرت في حبّك كثيير بس برودك قهرني ذبحني
وليد : ماكان برود !! صدقيني كنتَ حاس فيك
رؤى : أنت جالس تكفَّر ذنبك فيني
أبتعدت عنه وهي تتجه لعمارتهُم التي تحفظ كل الطرق المؤدية لها
تركت وليد واقِفًا , وهو أيضًا يُصارع خيبته الآن !!
الخيبة من يداويها ؟ , الحُب من يداويه ؟ حُبِّي لك لا يُجهضْ و لا يُولد !
وقفت بخاطرها تتجه إليه وترتمي في حضنه
وليد أمام وقوفه هناك أمل أن ترجع لكن خاب هذا الأمل الصغير وهي تدخل العمارة
هي دمُوعها تسيل بإنهمار .. تركته .. ودّعته .. لن تسمع صوته مرةً أُخرى ! لن تشعُر به .. لن تشمّ رائحة عطره التي تعوَّدت على صباحٍ يبدأُ بِها ولن تُطربْ بضحكاته ! فاهمتك صَح .. تحس بتأنيب الضمير لكن ماتحبني زي ماأنا أحبك .. الله كريم .. كل أملي في باريس تنسيني إياك ولو أنه ذاكرتِيْ دائما تعصيني بالنسيانْ و تُنسيني من لايهمّنِي تذكُره و تُذكرنِيْ بكل ماأريد نسيانه.


,

فتحت باب الشقة : مجنون وش تسوي هنا ؟
ناصر : عرفت أنه محد فيه فألبسي بسرعة وخلينا نطلع
غادة : أبوي قايل لو تعتبين باب الشقة بأجيب آخرتك
ناصر : طيب مايدري وأصلا عنده إجتماع الساعة 4 وبيطلع منه تقريبا 6 وماعلى يوصل هنا وكذا تقريبا بيجي 8 أو 9 حتى وأنتِ الساعة 7 مرتزة في الشقة
غادة تفكِّر : عزوز يدري ؟
ناصر : إيه . . لأ يعني بصراحة قلت له بطلع ويا غادة قال ضف وجهك
غادة : ههههههههههههههههه يعني لأ
ناصر : أنا غبي وماأفهم كان مفروض ينطق كلمة لأ عشان أفهم
غادة : لآ ماينفع أخاف يجي أبوي ولا أمي حتى
ناصر : ساعة بس ؟ يكفي بيمِّر أسبوعين وأنا ماطلعت وياك من هالسجن اللي حطك فيه أبوك .. يعني أوكي أنا أحترم أبوك وأقدره وأحبه وعلى عيني وعلى راسي بس زوجتي وش حارق رزّه قسم بالله قهرني
غادة بصمت
ناصر : أبوك صدقيني مو راجع الا الساعة 9 أنا شايف جدول إجتماعاته اليوم
غادة مازالت صامتة
ناصر : ساعة بالكثير وبترجعين .. والله وحشتيني
: أنا أقول غادة ماتعرف الأصول كان وجبّتك ماوقفتك عند الباب
ناصر ألتفت كان بو عبدالعزيز واقفْ
ضاع كل الكلام ووجهه يتلوّن بألوان الطيفْ
بو عبدالعزيز : ماشاء الله عندك حس إستخباراتي شايف جدولي وعارف كل أموري ومتى أجي ومتى أرجع .. المراقبة عندك توبْ !
ناصر من الربكة قبّل رأسه : والله العظيم عبدالعزيز هو اللي قالي عن جدولك
بو عبدالعزيز : إيه وش تبي ؟
ناصر : ماكنت أبي شي بس مريت من طريقكم وقلت أجي أسلّم بس !!
بو عبدالعزيز : طيب الله يسلمك وسلامك وصل
غادة ضحكت لا إراديا
ناصر أعطاها نظرات تهديد
بو عبدالعزيز : تبي شي ثاني ؟
ناصر : لأ بس يعني عمّي ودي أحكي معك بموضوع
بو عبدالعزيز : أسمعك
ناصر بتوتِّر : يعني ماينفع اللي يصير يعني هي زوجتي مايصير تمنعني عنها أسبوعين ماأشوفها ولا شي
بو عبدالعزيز يحك طرف شفته كناية عن " بفجّر فيك الحين " : طيب وش ودّك فيه ؟ أنت تآمرني يالغالي
ناصر : محشوم محدن يآمر عليك لكن
بو عبدالعزيز يقاطعه : لكن إيش ؟
ناصر : يعني هي زوجتي على سنة الله ورسوله
بو عبدالعزيز : روح تزوّج وحدة هناك من الرياض وشوف أبوها بيخليك تطلع وتدخل معها ولا لأ
ناصر من الربكة قال : طيب أنت متفتح يعني عادي عندك
بو عبدالعزيز يقترب منه : لا ماهو عادي أخلي بناتي يدوجون قبل الزواج
عبدالعزيز يبتسم إبتسامة عريضة وهو يصعد الدرج ويرآهم وبخبث : أنا أشوف العمارة منوّرة
ناصر بعيونه يترجى عبدالعزيز : عبدالعزيز هو اللي وافق ويعني أخوها الكبير وأستأذنت منه
عبدالعزيز رفع حاجبه ويسوي نفسه مصدوم : أناا ؟
ناصر وبعيونه كأنه يقوله " تكفى "
بو عبدالعزيز : طيب ياناصر من اليوم ورايح عبدالعزيز لاتستأذن منه .. أستأذن مني أنا وجوابي دايم بيكون لأ !! مفهوم هالكلام
ناصر بقهر : طيب أنا العرس ابيه الأسبوع الجاي
بو عبدالعزيز يبتسم كإبتسامة عبدالعزيز : للأسف لأ العرس زي ماأتفقنا ماراح يتغير الموعد
ناصر : طيب تآمر على شي عمي ؟
بو عبدالعزيز وكاتم ضحكته : سلامة روحك ياعيني
ناصر : الله يسلمك . . ونزل بخطوات غاضبة مقهوره
أفاق من غيوبة غادة .. وأنفاسه تتصاعَد همس بجنون : اللهم زد قلبي تعلقًا بِها ولا تزيّن أنثى حواءٍ غيرها بعيني.


أنتهىَ

مقتطفات من البارت الجاي :

" وش بينه وبين الجوهرة !! . . . وضع الملف على الطاولة وأنظاره عليه "

" ولدك هو القاتل "

" صدقيني هوَ قادِر مع مرتبة الشرف على تجاوز حُبّه لك لولا فتنة عينيك "

" يحتضنها من الخلفْ ليدفن وجهه بِرقبتها ويحرقها بأنفاسه , تحاول مقاومته تحاول صدّه لكن صوتها لايخرج "

" أنحنى لها ليقبّلها ودمعة هاربة منه تسقط على جبينها "

" بإستهبال مد الصحنْ ليكون فاصل بينهم : مشاهد فوق 18 سنة مانبي "

موعدنا السبت إن شاء الله وأعذرونا على القصُور خذيت من البارت اللي بعده عشان أطوّله أكثر :$



JAN 07-04-2020 03:42 PM


رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البـارت ( 20 )



كل ما دعاني الشوق للقلب الأول
القى مكان القلب في الصدر تنهيد
وطيوف ذكرى في الحنايا تجول
تجمع صور وأوراق من باقي العيد
مدري سبقني الوقت والا تحول
أخلف ربيعي وادهرن المواعيد

*بدر بن عبدالمحسن


في مبنى عملهْ ليلاً ,
بو سعود : فيه مليون بنت بهالإسم !! المشكلة ماأخذوا إسمها الكامل
سلطان يبحث بالسجلات : هيفاء أحمد ؟ هالإسم شائع مررة !!
بو سعود : تهقى غادة بإسم مستعار جته ؟
سلطان : لآ مستحيل !! وبعدين سعد للحين يراقبها وهي بميونخ وبيمشون باريس بعد !!
بو سعُود : وش بيسوون بباريس ؟
سلطان : بيعيشون هناك !! بس لاتهتم أنا قايل لسعد إن حاولوا يقربُّون من المنطقة اللي كان عايش فيها عبدالعزيز يبلغون أمها أنها تبعد ولا بيهددها بس أكيد ماراح يسوون لها شي أنا أصلا مهتم بموضوعها كثير
بو سعود : وأمها لاتلعب بذيلها من ورانا ؟
سلطان : لا تشيل همَّ مستحيل تسوي أي شي وتقرّب من عبدالعزيز
بو سعُود : فكّرت أبلغ ناصر ويروح لها وكذا نتطمن على غادة أكثر بس خفت لايقول لعبدالعزيز يبقى رفيقه
سلطان : لا ليه نبلغه ؟ هو صدق راحمه من كثر ماهو يحبّها ويحسبها ميتة لكن كل شي بوقته حلو .. بيجي وقت وبيعرف وبيكون جمبها .. وسعد حاط باله عليها وأصلا هي مشغولة الحين مع دكتورها
بو سعود : وليد ؟
سلطان : إيه , سعد يقول علاقتهم متخطية أمور العيادة
بو سعود : لآ يلعب عليها بس ؟
سلطان : لا وليد مايسوي شي زي كذا !! راعي دين ويخاف ربَّه
بو سعود : والله عقب الجوهرة كل شي طبيعي
سلطان رفع عينه وكأن صاعقة حلّت عليه : الجوهرة !!
بو سعود أنتبه لكلامه وشتم في داخله زلة لسانه
سلطان : وش بينه وبين الجوهرة !! . . . وضع الملف على الطاولة وأنظاره على بو سعود
بو سعود : لاتهتم كلمة وطلعت
سلطان : عبدالرحمن ماني خبل تضحك عليّ بهالكلمتين !!
بو سعود : كان خاطبها
سلطان : طيّب وش صار بعدها ؟
بو سعود : جت لبو ريان وقالت ماتبيه وأنتهى كل شي وأنا قلت يمكن شافت على وليد شيء بس هذا الموضوع
سلطان ويفسِّر تصرفاتها الآن تحت كلمة " وليد " . ... وقف : أنا بطلع وبكرا نكمّل ونشوف نهاية هالهيفاء !!
خرج وهو عازم على أن يعرف اليوم موضوع وليد من الجوهرة نفسها !!
,

في مركز الشرطة ,

بو منصور : كيف يعني ؟
الضابط : شوف يابو منصور وأنا هالشي نفسي ماني مصدقه لكن الأدلة كلها تبيّن أنه ولدك هو القاتل
بو منصور صُعق وجدًا : قاتل ؟
الضابط وأنتبه لصدمة بو منصور : أنت وش تحسب ؟
بو منصور : القضية قضية مخدرات زي مافهمت !! وأنه ضبطتوا المخدرات والمواد الممنوعة في شاحنة مُسجلة بإسم ولدِيْ وأنه السائق أعترف أنه منصور يعطيه كل شهر مبلغ مقابل هالتهريب وبيع الممنوعات !!!!!!
الضابط أبتسم : لا الله يطوّل لنا بعُمرك هذي قضية غير , على ولدك قضيتيينْ ومرتبطه ببعض , وأعتذر منك وجيتك على عيني وعلى راسي بس لازم يقبض عليه وإحنا كنا ننتظر التحقيقات الأولية مع السائق تنتهي ويتم القبض على منصور
بو منصور : وقضية القتل كيف صارت ؟
بو منصور : لما فتشُّوا الشاحنة لقُوا أدوات حادة وعليها آثار دمَّ وخالية من البصمات لكن السائق أعترف أنه منصور صاحبها وقتل فهد المحمد في غرب الرياض في ليلة قبضهم على الشاحنة , وحسب التحقيقات قال السائق أنه فهد تهجَّم على منصُور وهم طالعين من بيتْ السائق نفسه لما أتفق مع منصُور على التهريبْ وبعراكهُم قُتِل فهد بأداة جُلِبتْ من سيارة منصُور وطعن فيها المقتول رحمة الله عليه أكثر من طعنة في صدره وكذلك في بطنه وحسب تقرير المستشفى أيضًا أتفق كلامهم مع كلام السائق غير كذا السائق قال أنه سيارة منصور شاهد لأن الجثة أرتمت عليها وكانت عليها آثار الدماء وبكذا الادلة تشير إلى أن منصور هو القاتل
بو منصور يكاد يُجَّن لا يُصدق هذا الكلام .. عادت ذاكرته ,

يوسف : ههههههههههههههههههههههههههه ماشاء الله كريم مررة
منصور : ماني رايق لك , الرجّال طلب السيارة كم يوم وبيرجعها لي وش صار يعني ؟
يوسف : كم يوم !! أقص إيدي إذا رجّعها لك ههههههههههههههههه أجل بيسافر فيها تقول ؟ *أردفها بسخرية
بو منصور : ومن يكون ؟
منصور : واحد من شباب الإستراحة ماتعرفه
يوسف : مين ؟
منصور : ماعمرك شفته

رجع للضابط
الضابط : كان ودِّي أخدمك يابو منصور لكن مثل ما أنت شايف كل الأدلة ضد ولدكْ !! وإن تنازلوا أهل القتيل ! بتكون عنده قضية المخدرات !
بو منصور : أبي أشوف السائق
الضابط : ماراح نردِّك .. أبلغ الشرطي أن يأتِي به ..
دقائق وهو في حضرة المكان
نظر إليه بو منصور بنظرات غضب . . حقد . . !
الضابط : أترككم لحالكم .. وخرجْ
بو منصور : أبي اسمع السالفة منك
أرتبك يزيد : زي ماقالها لك الضابط
بو منصور : مروّا علي أشكالك 40 سنة وبسهولة أقدر أعرف الكاذب منهم والصادق .. وإن كنت صادقْ صدقني ماراح أوقف مع الظالم ولو كان ولدي


,

دخلتْ غُرفتها مُتعبة تُريد النومْ ولا غيره .. لفت نظرها شيئًا في يمينها .. ألتفتت وتعلقت أنظارها بِ لوحةٍ رُسمتْ لملامحها , كانت لوحة أحادية أبيضًا بأسود , لا ألوان ولكن عينيها تتلألأ بألوانٍ كثيرة أهمها الحُبْ , تقدمت قليلا ولم تكُنْ رسمة فقط بل الكلمات تملأها * رسم وجهها بكلمات هذا إحدى فنون الرسم يسمَى التايبوغرافي * أبتسمت وهي تقرأ الكلمات التي تُزيِّن وجهها ,
" عيناك تشدّنِيْ للسقوط في مقبرتكْ ميتًا بحُبِك دائِما وأبدًا ياسيدتي أنتِ الحياةُ بِك موتًا وأفتخِرُ بموتٍ كانْ بين أهدابِك مقبرتُه و ماءَ عينيّك هو سُقياه وزهرُه , أرهفِي سمعك لقلبِيْ صدقيني هوَ قادِر مع مرتبة الشرف على تجاوز حُبّه لك لولا فتنة عينيك , عيناك يا سيدتِي تُفسدني و تُفسد قصائدِيْ التِي كلما حاولتُ أن أكتب عنك هربت الحرُوف منِّي لتترنّم خجلاً بجمالِك "

أبتسمتْ بحُب . . بفرحْ .. هذا المجنُون ازدادُ بِه تعلقًا وحُبًا , أنحنت للوردة الوحيدة التي بجانب اللوحة , هذه المرة أرسل وردة زهرية واحِدَة ؟
أتجهت لطاولتها لتسحب جوالها من الشاحن , الأكيد أنه أرسل شيئًا ... لم يخيب ظنّها , أرسل * حتى الأزهارْ تخجل من عينيك*


,

يلسعها بحرارةٍ من قُربه المُحرّم لها , يحتضنها من الخلفْ ليدفن وجهه بِرقبتها ويحرقها بأنفاسه , تحاول مقاومته تحاول صدّه لكن صوتها لايخرج .. تصرخ ولكن لا صوتُ لها .. تسمع لأحاديث والدتها وأفنان بالأسفل لكن لاتستطيع أن تُناديهُمْ .. صوتُها لُجِمْ الآن .. لا أحد يسمعني سوى الله ...... يهمس بكلمات الحُب وهو غارقٌ بِها .. يديها وفجأة أصبحت رخوة غير قادرة حتى على دفعه قليلا .. جسدها النحيل يرتخي ويلين بين ذراعيه دُون أي مقاومةٍ منها .. تبكِي وليت لبُكائِها صوتْ
فتح بابْ الغُرفَة ورآها نائمة .. كيف ينتظر للصباح ؟ تنهّد وهو يتأمل تقلباتها كالعادة يبدُو أنه وليد لايتركها تهنأ بنومِها , جلس على طرف السرير يُريد أن يسمع لحديثٍ يوصله لِمَا يُرِيدْ.


,




- صباحًا -
في العيادةْ ,

الدكتورة : لا صحته زي الفُل
نجلاء والفرحة تعانقها وهي تنظر للصورة المبدئية للجنينْ , منصور أنتظرها بالخارج أرتبك من أن يرى الجنينْ هذا ماكان في نظر نجلاء أو ربما هناك شيء آخر تجهله
الدكتورة : بنادي جوزك ؟
نجلاء : إيوا إذا ماعليك أمر
خرجت الدكتورة لتنادي منصور
منصور تنهّد ودخل وعينيه سقطت على الجنين الذي يتحرك في أحشائها ودقات قلبه تخترق سمعه الآن . . دقائق صمت طويلة وعين منصور لاترمش من على الشاشة , يالله بحلم ولا بحقيقة .. ولدي ؟ بعد شهور مفروض هو اللي يكون بأحضاني !! كل شي ضدي .. *أبتسم وهو غائب عن الدُنيا بطِفله الأول* ياعين أبوك وأهله .... لو بيدي أغمض عيني وأفتحها وألقاك قدامِيْ وأضمّك لين أحسّك بداخل ضلوعي .. ودِّي بأشياء كثيرة بس أهمها مالي رغبة تبدأ صباح العيد مع جدّك وتروح للمقبرة وتزور قبر أبو جدك و أمّه و عمِّي و أنا ؟ ماأبي أكون منهم , لمعت عينه بالدموع المختنقة بها
نجلاء أبتسمتْ : تفكّر بأيش ؟
أنحنى منصور لها ليقبّلها ودمعة هاربة منه تسقط على جبينها


,

عبدالعزيز بملل : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
غادة : أشغلنا وقتك يا بيل غيتس !!
ناصر : أقول أنقلع ماتفيدنا بشي
عبدالعزيز أبتسم : بس لازم مُقابل !!
ناصر : مصلحجي !! وش تبي؟
عبدالعزيز : حاول تغريني بشيء عشان أقدر أقنع أبوي
غادة : نذل .. وتقبّل خدّه .. نخطب لك أثير
ناصر : الحين أنت تبي أثير ؟
غادة : افاا رفيقك وماتعرف عن حبيبة القلب
عبدالعزيز : عشان كلمتك هذي مستحيل أقنع أبوي بشيء
غادة : هههههههههههههههههههههههههههه تراه مايطيقها
ناصر : خوفتيني أقول يحب من ورايّ !!
عبدالعزيز يوقف : موديني مطعم يجيب الهمّ !! ماأقول الا مالتْ !
ناصر بطنازة : زين علمتنا عشان المرة الجاية نفرش لك السجادة الحمراء
عبدالعزيز بغرور : يعني ماينفع كذا لازم تعرفون مقامات الناس !!
ناصر : أقول أنثبر لايجيك كف يلصقك الحينْ !! قول لأبوك يخي والله ماينفع كذا
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههه باقي سنة إن شاء الله وبعدها بستين داهية أنت وغادة سوّوا اللي تبونه لو ترمون نفسكم من إيفل
ناصر : سنة في عينك هذا إذا ماخطفتها منكُمْ
غادة تضرب كتف ناصر : على كيفك !!
ناصر يلتفت ورفع حاجبه : قد هالحكي ؟
عبدالعزيز بإستهبال مد الصحنْ ليكون فاصل بينهم : مشاهد فوق 18 سنة مانبي
غادة تفجَّرت بالحُمرة : بالله ؟!!
ناصر أبتسم وأردف : يالله عبدالعزيز أنت بتروح معنا قوله كذا سفرة يومين خلنا ننبسط
عبدالعزيز : طيّبْ بقوله وماراح يوافق وقول عبدالعزيز ماقال
ناصر : تكفى أقنعه بطريقتك , تكفى تهز الرجال
عبدالعزيز بضحك : أنا مايهزّنِي الا الدراهم ماتهزني تكفى ولا غيرها
ناصر : تستظرف !! ياسمجك يخي
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب أنا الحين رايح له وإن وافق السفرة على حسابك .. وخرجْ
ناصر : أخوك هذا بيجننِّي
غادة : بس ترى أنا عندي جامعة يعني يومين مو لارحنا تمدد
ناصر : يومين وماراح نمدِّدْ
غادة : كويِّسْ
ناصر : ذكرتيني بالجامعة وش كان يسوي ماجد عندك ؟
غادة : يالله رجعنا لنفس السالفة !! أولا لاتجلس تراقبني كذا
ناصر ببرود : ماراقبتك !
غادة : طيب لاتفتح هالموضوع معِيْ
ناصر : لأنك غلطانة لو أنه الحق معك كان ماخفتي تناقشيني
غادة بغضب : لآ مو لأني غلطانة بس لأن عقلك صغير تفكّر كذا
ناصر بصمتْ مصدوم من كلمتها
غادة : والموضوع هذا بالذات أنا ماأحبه !! لأنك أنت تعرف أنه مجرد زميل وهو أصلا مايعرف أحد هنا ولا فيه عرب كثير بالجامعة يعني ماراح تقوم الدنيا لو ساعدته شوي !! بس أنت عاد تفهم على كيفك وزي ماتحب
ناصر : إيوا صح أنا أفهم على كيفي وإنتِ دايم اللي معك الحق وأنا الغلطان !!
غادة : ناصر هالموضوع ينرفزني لأن مالك حق تمنعني لاأكلم فلان وعلان ولا راح أسمح لك تسيِّرني على كيفك , أنا ماأتدخل بالموظفات اللي بشغلك ولاأقول هذي تضحك معها وهذي تسولف وياها !! وأنت بعد لاتتدخل
ناصر ألتفت عليها وبحدة غاضبه : لي حق أمنعك !! حطي هالشي في بالك
غادة تنهّدت بغضب ورأت عبدالعزيز وهو راجعْ
عبدالعزيز : نسيت مفتاحي . .أخذ مفتاح سيارته وألتفت عليهم : بسم الله عليكم وش فيكم ؟ توّكم تضحكون وش زينكم !! لايكون عطيتكم عين *رمى كلمته الإخيرة بإستظراف في غير محله :p *
غادة : خذني معك للبيتْ
ناصر بصمتْ
عبدالعزيز بجدية : بس أول أعرف وش صار ؟
غادة بعصبية : صديقك هذا مجنون
ناصر : الحين أنا صرت "هذا" ؟؟ طيب ياغادة الشرهة ماهو عليك الشرهة عليّ أنا .. وتركهم بالمطعم وخرجْ غاضبْ

أبتسم على هذه الذكرى رُغم أنها كانت بدايتها إتفاقهم على السفر لوحدهم مع عبدالعزيز ونهايتها خناقهمْ لكن لم يتمالك نفسه عندما رآها تضحك مع ماجد وغار ويحق له أن يغار عليها , يالله ياغادة أشتقت حتى لغيرتي اللي تذبحني لا شفتك مع أحد غيري ؟ حتى لعصبيتك أشتقت لها

,


ليلته قضاها بمركز الشُرطة .. خرج وهو يتوعَّد منصور و سيُنهِي حياته اليوم !!
دخل البيت وبصراخ : منصووووووووووووووووووووووووووور
خرجت أم منصور : بسم الله .. وش صاير ؟
بو منصور بغضب : ولدك وينه ؟
أم منصور : راح يودي نجلا العيادة اليوم مراجعـ .. لم تكمل قاطعها بإتصاله على منصور
بو منصور يخرج هاتفه ويتصل عليه وبنبرة غاضبة : دقايق وأنت بالبيت .. وأغلقه دُون أن يسمع ردّه
بالسيارةْ ,


,


في إحدى المحلاتْ العريقة ,

رتيل : عبير لأ
عبير : ياربي لازم ألوان تفرحه تجيب له السعادة وشو له ألوان كئيبة
رتيل : أنا أعرف وش يعجبه
عبير : ماشاء لله أمدى تعرفين كل شيء
رتيل : أنا أحس يحب العنابي
عبير : أصلا هاللون مايصلح إلا للمجالس الكبيرة تعطيه فخامة لكن غرفة نوم عنابية لأ وألف لأ
رتيل : طيّب بس طبعا ماراح نآخذ له أزرق يجيب الهم !!
عبير : طيب أبيض ؟ حلو اللون وراقي
رتيل تتفرج على ورق الجدران : طيب أبيض بس الأثاث بيكون لونه أحمر على عنابي
عبير : يعني مُصّره على العنابي ؟
رتيل هزت راسها بالإيجاب
عبير : أبيض وأحمر ؟ رومانسية بنت أبوها
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ماهو أحمر !! قلت عنابي
عبير : لأ ورق الجدران أبيض والأثاث بنِّي محروق المايل للأسود وفراشه نخليه عنابي !! ولا تناقشين خلاص
رتيل : طيّب
عبير : أصلا البني المحروق فخم مررة
رتيل : وأنا قلت شي !!
السواق أتاهم : مدام أنت فيه يطوّل ؟ عشان هذا فيه شغل لبابا لازم يودي الحينْ
رتيل : نخليه يروح ويرجع لنا
عبير : إيه ماعلى نختار . .طيب انت روح وبعدها أرجع
السواق : طيب أنا فيه يرجع يروح بيت ولا مستشفى ؟
عبير : لآ البيت , ليه المستشفى ؟
رتيل غارقة في إختيار ورق الجدران
السواق : عشان ماما كل يوم يروح مستشفى يحسب فيه يروح اليوم !
عبير ألتفتت على رتيل : ماهو من جدّك !!
رتيل تجمدت في مكانها
السواق تركهم حتى لا يتأخر على بو سعود
عبير : كل يوم تروحين له ؟ يعني هذي اللي تبي ترضي الله و أبوها .. ماشاء الله على الرضا اللي تعرفينه
رتيل تدافع عن نفسها : لحظة ترى فاهمة غلط !! مارحت له
عبير : أجل وش المستشفى !! اللي كل يوم تروحين لها
رتيل وتبحث عن كذبة : صديقتي متعرفة عليها من فترة وصار لها حادث وزرتها بس
عبير : وكل يوم ؟
رتيل : السواق مخه مصدِّي مارحت لها الا مرتين
عبير : طيب خلاص أنا بزورها بعد
رتيل : طلعت من المستشفى
عبير : تستهبلين رتيل !! جاهزة للكذب , كذبة ورى كذبة
رتيل تنهّدت : لاتشغليني بتفاهات تفكيرك
عبير : كنتي تدخلين عليه ؟ أكيد أصلا بدون لا أسأل .. وطبعا مكذبة على الممرضات ومايبي لها أكيد قايلة للممرضات ياأنك أخته يازوجته .. أصلا صايرة تكشفين نفسك بسرعة !!
رتيل تجاهلتها تماما وهي تقلب بين نماذج أوراق الجدران
عبير : أنا أكلمك !!
رتيل : كلامك ماهو صحيح فَ ليه أرد ؟ قلت لك السالفة صدقتي ياأهلا وسهلا ماصدقتي ماهي مشكلتي ماراح أضيع حياتي عشان أقنع حضرتك أني صادقة
عبير : طيب قولي لأبوي هالحكي
رتيل بحدة : أنتِ ملاحظة أنه عقلك صغير وكل ماصار شي هددتيني بأبوي
عبير : لأنه معاك مايفيد غير كذا !! بكرا تجيبيين لنا مصيبة وبعدها بعلمك مين اللي عقلها صغير
رتيل تنهّدت : خلصتي كلامك ؟
عبير : ليه رحتي له ؟
رتيل : عشانها سوّت حادث
عبير : ومنهي تكون ؟ من وين تعرفتي عليها
رتيل : مالك أي حق تحققين معي ! أنا ماأظن أنه عمري 18 ولا 17 عشان تحاسبيني !! أسوي اللي أبيه ومايهمني يرضيك ولا مايرضيك
عبير : دام مايهمك لآ تكذبين !!
رتيل : إيه رحت له وطول ماهو كان بالمستشفى كل يوم أزوره .. يالله وش عندك ؟ بتضربيني مثلا ولا بتعلمين أبوي ؟ عيشة تقرف .. وخرجت من المحلْ
عبير تحادث الموظف : راح نجي مرة ثانية
الموظف : متل مابتحبي
عبير خرجت لها : كلامي معك في البيت
رتيل تتصل على والدها : يبه ارسل لنا سواق من الشغل . . . طيّب .. مع السلامة .. وأغلقته


,

مازالُوا في المطَار , الأقدار تقف مع رغبة وليد و رؤى !
أضطروا لتأجيل الرحلة لسوء الأوضاع الجويَّة *

أم رؤى : تبين شيء ؟
رؤى : لأ
أم رؤى : طيّب أنا بجيب لي قهوة راسي صدّع .. وتركتها
رؤى وعقلها وقلبها مع وليد في هذه اللحظة ,
مازال يرّن بإذنها " واللي يسلم قلبك لاتتركيني " عقدت حاجبيها وهي تحاول كتم وجعها ودموعها !
ريحٌ تعصف بِها لا تعلم هل هو يشفق عليها أم يحبّها ؟ نزلت دموعها .. تبكي عليه و منّه .. أنتهت ميونخ .. وتناثرت أيامها .. طيب و وليد ؟ بنساه زي ماتقول أمي ؟ بقدر ؟ أقدر أنسى اللي أحبّهم ؟


,

دخل وهو يتلفت يبحث عن والده : خير يبه فيه شيء ؟
والده وهو ينظر إلى نجلاء : تعال مكتبي
منصور سار خلفه لمكتبه
نجلاء بخوف : صاير شي ؟
ريم : يمكن عشان الشغل
نجلاء جلستْ
ريم : وش صار ؟ بنت ولا ولد
نجلاء : ههههههههههههههههه لا ماعرفنا بس شفناه وسمعنا دقات قلبه
ريم بحماس : وش سوّى منصور
نجلاء وهي تتذكر دمعته : مبسوط مررة
ريم : يالله عساك تولدين بالسلامة وتجيبين لنا عبود
نجلاء : اللهم آمينْ
سمعُوا صراخ
ريم : بسم الله وش صاير ؟
أم منصور خرجت من المطبخ : وش فيه ؟ منصور جاء
نجلاء بربكة خافت على منصور : وش فيه عمِّي ؟

بجهة أخرى

مُمسكه من ياقة ثوبه ومثبته على الجدار : تبي تفضحنا بين الناس ؟ تبي توطي راسي !!!
منصور : يبه أسمعني
بو منصور : ماأبي أسمعك يكفي اللي سمعته عندهم , قضيت الليل كله أدوّر ثغرة قانونية أساعدك فيها بس لأنك حقير وكذاب طبيعي ماراح ألقى لك عذر يبرأك
منصور بهدوء : يبه اللي يخليك اللي فاهمه غلط
بو منصور : أنت بتنرمي بالسجن وأنتظر محاكمتك بعد هالأدلة !! أصلا أحمد ربّك أنهم للحين ماقبضوا عليك بس عقب وشو ؟ خلاص هم بلغوني اليوم أنهم بيجون ويجرّونك زي الكلاب
منصور بغضب : أنا ماذبحت أحد وهالكلام كذب , كيف تصدقهم ؟
بو منصور ويصفعه بقوة , يااه هالكف ماأنمّد علي وأنا مراهق ينمّد علي وأنا بهالعُمر !!
لحظة سكون حتى أنفتح الباب من أم منصور ومنظر الكفّ يُرى من قبل نجلاء و ريم و أم منصور !!
بو منصور ولم يلتفت عليهم ولم يراهم بالأساس أو حتى أنتبه لهم : ماراح أوقف ويّاك لو تموت قدام عيني ماراح أوقف مع حقير كذّب عليّ وأنا بنفسي بوقف معهم ضدك
منصور يمسح دمه الذي نزف من شفته من أثر الضربة ولأن وجهه أرتطم في الجدار وبصوت هادىء ومن داخله غاضب وحديثه ممتلئ بالخيبة : مايهمني لو تتبرأ مني !! لكن بتجيني وبتقول والله ياولدي كذّبتك وأنت الصادق !! صدقني بتجيني
بو منصور أمسكه من ياقته : من اليوم منت ولدي ولا أعرفك
منصور تركه وخرج
أم منصور خلفه وهي تبكي : يمه منصور تكفى لا تروح , أبوك معصب أكيد مايقصد !!
منصور يفتح الباب بغضب
أم منصور مازالت تسير خلفه : وين بتروح ؟ لا تفجعني فيك , كل مشكلة لها حل !! الله يآخذها الشركة عسانا نخسر فيها بس أهم شي أنت
منصور ركب سيارته وخرَج تارك والدتهم تبكِي عليه وهي تظن أنه ماحدث من مشاكل الشركة
نجلاء متجمدة في مكانها لاردة فعل لديها , سوى دموع تنهمر بسكون رهيب .. تلتها إغماءة سقطت بها على الأرضْ
ريم الواقفة على الباب وهي مصعوقة بما حدث . . ألتفتت وشهقت عندما رأت نجلاء مغشيًا عليها

وليد لسكرتيرته : ألغي كل مواعيد اليوم
السكرتيرة : حاضر زي مابدَّك
دخل مكتبه وتفكيره مشوش لم ينام , الهالات السوداء منتشرة تحت عينيه الذابلة من قلة النوم , تنهّد في هذا الوقت تماما هو وقت إستقباله لرؤى , ضاقت به هذه الأرض برحيلها , سيعود لوحدته مجددًا .. لا صديق ولا حبيب حوله !! لا أعمام و لا خوال ؟ وحيد أحتاج لأحد يبّثْ الروح في داخليْ !! أحتاج للحُبْ ؟ أحتاج لرؤى ؟ يالله كيف تسخر مني هالظروف ؟ أنا قدرت أساعد ناس وأداويهم بعد الله كيف مقدر أداوي نفسي ؟ يالله كن معيْ



,


على طاولة الطعامْ ، الصمتْ مسيطر على الأجواء
سلطانْ يشرب من العصير البارد عسى يبرّد الحرّة اللي في قلبه : ) ويفاجئها بـ : وش بينك وبين وليد ؟
صُدمت وبشدة , رفعت عينيها له وشتتها بسرعة من الغضب الواضح بها : ولا شي
سلطان بحدة : أكره شي في حياتي أحد يكذب علي !! وأنا متأكد أنه يكذب علي
الجوهرة وأتتها الجرأة : وليه أكذب ؟ تبيني أحلف لك بالله
سلطان : إيه أحلفي لي
الجوهرة وشفايفها ترتجف : والله العظيمْ مابيني وبينه شي
سلطان بغضب : وش هالوقاحة اللي أنتِي عايشة فيها !!!
شعرت قلبها سيقف من صراخه ..
سلطان بنبرة يحاول أن تكون هادئة : شوفي لاتحاولين تطولينها وهي قصيرة !! صدقيني مزاجي اليوم مايرحم !!
الجوهرة وضعت كفوفها على بطنها وتشعر ببراكين تثور في داخلها
سلطان بقلة صبر : وش بينك وبينه ؟ وهالسؤال ماراح أكرره كل شوي
الجوهرة ترتجف : ما .. مافيه ...... والله
سلطان : وش سوّى لك ؟ يمكن عقلك المقفّل يفهم هالسؤال !!
الجوهرة أمام صراخه بكت
سلطان تنهّد : لآتبكين !! جاوبي على سؤالي
الجوهرة وقفت : ماشفته الا بالنظرة الشرعية وبس !!
سلطان : وليه طلبتي تنهين هالخطوبة ؟
الجوهرة خافت وسكتتْ
سلطان : أنا أسألك ؟ ماراح أكرر السؤال مليون مرة عشان تردين حضرتك
الجوهرة : مالك حق تحاسبني على الماضي !
سلطان ويضرب بكفِّه على الطاولة حتى سقط الصحن وتناثر الزجاج على الأرض : أنتِي تجاوبين على السؤال وبس
الجوهرة وبين بكائها : أستخرت وماأرتحت
سلطان : للحين تكذبين ؟ أنا متزوج آلة كذب مو مرَة
يشبهون بعض ! كلهم زي بعض .. وينك يايمه ؟ وينه حضنك !! ليتني عندك .. ليتني
سلطان يمسح وجهه بكفوفه وهو في أشد غضبه !! وبنبرة تهديد : أنتبهي تكذبين علي , أغفر للقاتل ولا أغفر للكذّاب !!
الجوهرة تعالت أنفاسها وبكَتْ بإنهيار تام وكلِّي
سلطان متجاهل بكائها ودموعها : هذا وليد اللي تحلمين فيه أنصاف الليول و حقدك عليه أنسيه بسرعة لا والله وأنا عند حلفي لا يصير لك يالجوهرة شي يخليك تندمين على الساعة اللي عرفتي فيها وليد وطوايفه
الجوهرة جلست على الكرسي وهي منحنية رأسها وتبكي بشدة ولو رآها الغريب لبكى معها !
سلطان بحدة : مفهوم ولا لأ ؟
الجوهرة بإرتجافة شفايفها : مـــ .. مــ...مفهُـ .. وم


,

نادُوا على طائرتهُمْ المتوجهة إلى باريس ..
رؤى ولا رغبة لها أن تترك الكرسي ,, لا رغبة لها أن تترك ميونخ .. لا رغبة لها أن تترك قلبها هُنا وتذهبْ !
بضيق و حُزنْ وقفت وهي تجر نفسها بخيبة
أم رؤى : لو تشوفين باريس ؟ يازينها ويازين جوّها وناسها , بنروح منطقة كلها عرب بتحسين كأنك بدولة عربية
رؤى بصمتْ وعقلها ليس مع والدتها التي تواصل الحديث عن باريس
عقلها مع وليد .. ليته يجي الحين .. ليته يودّعني بـ " أحبك " .. ذهب عقلها لتلك الذكرى

وليد بضحكة رجولية : ههههههههههههههههههههههههههه وعلى مين إن شاء الله ؟
رؤى بضحكة تردف : عقلي يقول فيك بذرة نذالة من أبوك
وليد : ههههههههههههههههههه أنتي ظالمة وبشدة
رؤى : قلت لك إحساسي
وليد : إيه سمعينا من إحساسك
رؤى : هههههههههههههههههههههههههههههه أحسّك قصير
وليد أنفجر من الضحك وأردف : تدرين أنك توصلين لصدري يالطويلة
رؤى : كذاااب
وليد : والله .. وأتجه للسرير عندها وأردف : يالله اوقفي
رؤى توقف وإبتسامتها تبيّن صفة أسنانها العليا .. وضعت يدها للمكان الذي يصل به رأسها وأصابعها لامست صدره .. أبعدتها بسرعة .. : يالله إحساس واحد خطأ
وليد يجلس بالكرسي بجانبها : إيه كملي أنتِي كل أحاسيسك خاطئة , أنتي بعلم النفس فاشلة مع مرتبة الشرف
رؤى : ههههههههههههههههههههههههه ايه شوف نفسك عليّ !! طيب أحسّك عاد هذا أمي بعد قالت لي اياه
وليد : إللي هو
رؤى : شين هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههه
وليد : بالله ؟ خلاص أسكتي لا عاد تقولين لي من أحاسيسك اللي تسد نفسي
رؤى بعفوية : أمزح والله
وليد بنبرة غرور : أصلا ماأحتاج شهادتك في جمالي
رؤى : ياشيخ ياواثق
وليد : بعض من ثقتك
رؤى : أشم ريحة طنازة
وليد : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أسحب الكلمة
رؤى : إيه أحسن لك لأنك ماعرفتني !! تراني عنيفة وبشدة
وليد : الله الله عنيفة مرة وحدة .. أنا أصبع إيدي أطول منك
رؤى وهي تبحث عن شي بجانبها لتحذفه عليه .. مسكت علبة لا تعلم ماهي وكانت ستوجهها لولا يد وليد التي ضغطت على كفّها
وليد : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه أنا ماني بايع وجهي
رؤى وأختنقت برائحة عطره التي تداهمها الآن بقربه منها الذي لا يفصل بينه وبينها سوى سنتيمترات ,

عادت مع حديث والدتها : أسمعك
والدتها : سرحانة بوشو ؟
رؤى : وليد
والدتها : وش قلنا ؟ مو قلنا أنسيه ؟ خلاص يارؤى لاتعذبين نفسك وتعذبيني !!


,

ريم تخبر يوسف عن ماحصل : ماعرفنا شي يمكن شغل يمكن شي ثاني مدري بس أبوي معصب مررة تخيّل تبرأ منه * أرتجفت شفايفها وهي تنطق كلمتها الأخيرة حتى سقطت دموعها *
يوسف : مستحيل يكون شغل لو خسرنا ملايين أبوي مستحيل يسوي كذا
أم منصور وبحالة إنهيار تام وهي تبكي على ولدها : أبوك بيذبحني .. ياربي وين بيروح الحين ؟ حتى ماأخذ شي معاه
يوسف : جواله مغلق بعد !!
دخلت هيفاء المفعمة بالفرح : مساء الورد
تغيرت ملامحها عندما رأتهم , أنقبض قلبها خشية أن أحدهم مات من منظرهم وبنبرة خوف : أبوي فيه شي ؟
يوسف : لأ
هيفاء : أجل وش صاير ؟ وش فيكمْ ؟
ريم ببكاء وقفت وصعدت لغرفتها
هيفاء : يوسف وش صاير ؟
يوسفْ : مشكلة بين أبوي ومنصور
هيفاء تنهدت براحة : طيب ليه تبكون كذا خلعتوا قلبي من مكانه !!
أم منصور : أنا ألقاها من وين ولا وين !! أبوك طرد ولدي وتقولين ليه تبكون !! .. وخرجت من الصالة وهي تتحسّب : حسبي الله ونعم الوكيل !!
هيفاء : طرده ؟ ياربي فهموني السالفة
يوسف : انا نفسي ماأعرفها .. وخرج
هيفاء : مافيه غير نجلاء . . وصعدت للأعلَى , طرقت باب جناحهم .. لارد.. فتحته ورأت نجلاء على السرير وواضعه رأسها على ركبتيها وتبكي
هيفاء : بسم الله عليك نجول .. جلست بجانبها : أهدِي مو صاير الا كل خير
نجلاء بين بكائها : عمي تبرأ منه قاله منت ولدي ولا أعرفك وتقولين لي أهدي .. والحين مايرد على جواله ولا أدري وين راح
هيفاء تضمها : لأنه معصب أكيد مقفل جواله , أنتظري لبكرا وصدقيني بنفسه هو بيتصل يتطمن عليك


,

عبير بغضب : نعم ياروح أمك !! لأ طبعا
رتيل : يختي أنا كيفي وش دخلك
عبير : لا مو كيفك !! سمعتك هي سمعتي أنا
رتيل : جينا للسمعة الحين !! يعني أنا بنزّل من سمعتك الشريفة
عبير : تكلمي معاي زين ماني أصغر عيالك
رتيل : شوفي أسلوبك معاي كأنك ولي أمري !! مالك حق تحاسبني , مين أنتي عشان تحاسبني ! لاتنسين عمرك
عبير : لا مانسيته ياست رتيل بس أني أشوف الغلط وأسكت هذا حلم أبليس في الجنة
رتيل وتقطع شفايفها بـ عضّها المتكرر : وهذا اللي تشوفينه غلط أنا ماأشوفه كذا ومالك دخل للمرة المليون أقولك مالك دخل فيني
عبير : اللي تسوينه غلط ليه ماتفهمين هالشي ! أثقلي شوي خلي عندك كرامة
رتيل بعصبية : ماهو أنا اللي تعطيني دروس بالكرامة ! أنا أعرف أحفظ كرامتي وأعرف الثقل قبل لاأشوف وجهك
عبير : واضح هالكرامة وأنتي مسنترة عنده 24 ساعة ! أصلا هو نفسه لاصحى وعرف بهالشي بيستحقرك بيشوفك ولا شي ! لأنك سهلة بالنسبة له ؟ لو قالك أمشي معاي بتروحين له .. لأنه ماعندك كرامة *أردفت كلمتها الأخيرة بنبرة متقززة*
رتيل صمتت لثواني وأردفت بصراخ : أبلعي لسانك وهالكلام ماهو أنا اللي تقولينه لي يابنت عبدالرحمن
: وأنتي منتي بنته ؟
ألتفتوا للصوتْ
بو سعود : صراخكم واصل لبرا ؟ خير إن شاء الله وين حنا جالسين فيه ؟ بحراج !!
رتيل تأفأفت
بو سعود عصب عليها : لآتتأفأفين قدامي !! مافيه أي إحترام لأبوك اللي واقف
أردف : وش صاير ؟
عبير : مشكلة صغيرة لا تشغل بالك
بو سعود :طيب هالمشكلة الصغيرة أنا ابي أعرفها
عبير لا تملك الكذبات حتى ترد على والدها
بو سعود يوجه حديثه لرتيل : وش فيكم ؟
رتيل : بنتك جالسة تحاسبني على الطالعة والنازلة وكأنها وَصِّي عليّ ماهي أختي ومجرد أخت *شدت على كلمتها الإخيرة بإستفزاز لعبير*
بو سعود : عشانها تسألك كم سؤال صارت تحاسبك
رتيل : طبعا بتدافع عنها لأنها حبيبة القلب لكن رتيل بستين داهية مين يهتم أصلا لرتيل ولا وش تبي رتيل وهي ميتة ولا حي ولا في جهنم
بو سعود : طيب هذا هي تسألك يعني تهتم فيك !! ليه مكبرة الموضوع وتشوفينه محاسبه !! ولا أنك خايفة من شي ثاني
رتيل سحبت شهيق ولم تطلق زفير من كلمة والدها الأخيرة
عبير : طيب دامني مجرد أخت أجل حقك علينا مرة ثانية مو أنا اللي بحاسبك على قولتك غيري بيحاسبك *قصدت به التهديد لها في والدها*
بو سعود : وش كبركم وش عرضكم اللي بعمركم جابوا عيال وأنتم تتهاوشون على أشياء سخيفة
رتيل : قولها مالها دخل فيني !! ومالها حق تسألني شي
بو سعود : لآ لها دخل فيك ولها حق تحاسبك بعد !! هي أختك الكبيرة وإذا قللتي من أدبك معها يعني قللتي من إحترامك لي
رتيل بقهر : تحسسني أنك جايبني من الشارع من كثر ماأنت معظّمها قدامي وأنا ولا شي عندك
بو سعود أبتسم على طريقة تفكيرها وبإبتسامته زاد قهر رتيل : كلكم عندي سوا بس أختك ولها تقديرها
رتيل : ليه ماتقولها تعدّل من أسلوبها معاي !! كأنها ملاك ماتغلط بس رتيل اللي دايم تجيب المصايب
بو سعود : طيب هذا جزاء خوفها عليك
رتيل : هي ماتخاف علي !! هي تغار مني
عبير ضحكت بصخبْ : أغار منك !! هههههههههههههههههههههه يعني جد ماني لاقية حكي أرد فيه عليك
بو سعود هو الآخر ضحك وأردف : وليه تغار منك ؟
رتيل وتشعر ببراكين في داخلها : مستخفين بحكيي وتسألني ليه تغار !!! أسالها هي حبيبتك وماتخبي عنك شي
بو سعود : ليه تغارين منها ياعبير
عبير بسخرية لاذعة : من جمالها ومن طيبة قلبها ومن جسمها الحلو ومن لبسها ومن حظها الجميل ومن شعرها *لم تكمل تمثيلها وضحكت لأنه أشنع شي بنظر رتيل فيها هو شعرَها* * وأردفت * وماشاء الله معدلها اللي يرفع الراس
رتيل شتت نظراتها لا تُريد أن تبكيْ أمامهم
بو سعود بضحكة : خلاص ياعبير لاعاد تغارين منها عشان مانزعّل حلوتنا
رتيل بكت فعلا من طريقة والدها التي تستخف بعقلها كثيرًا
بو سعود ويقترب منها لكن رتيل أبتعدت
رتيل بين بكائها : منكم ماأبي شي لا سؤال ولا حتى سلام .. وصعدت للأعلى
بو سعود أخذ الأوراق من مكتبه : خفي على إختك .. وخرَجْ لعمله

,


أبو ناصر : وين رايح ؟
ناصر : المستشفى
أبو ناصر : للحين حالته سيئة ؟
ناصر وهو يرتدي جزمته : يقولون متحسن بس أحس لأ
أبو ناصر تنهّد : الله يكون بعونه ويقومه بالسلامة
ناصر : اللهم آمينْ
ركبْ سيارته و شغَّل الإف إم وكانت قصيدة بدر بن عبدالمحسنْ الممزوجة بالحزنْ

المحبة أرض والفرقا أراضيْ والزمن كله ترى لاغبت ماضي
والله إني ماأشوف الا عيونك أنّ رحلت اليوم أو طوَّل مراضي
والله إني مابكيت الا عيونك فوق خدي كحلها والدمع فاضي
قالوا العذال والعذال مرضى وش بلا حالك من الأشواق قاضي
قلت يهجرني حبيبي لين يرضى علّم الظالم ترى المظلوم راضي
جرحوني في هواك وقلت أبشكي ماهو من جرحي ولكن لإعتراضي
وش علي لو قطعوا لأجلك عروقي من رضى بالحب يكفيه التغاضي

وأبتسم وكأنه يراها الآن , ويسمع ضحكاتها
ناصر : ترى المظلوم راضي
غادة : هالقصيدة بالذات ماأحبّها
ناصر : وش علي لو قطعوا لأجلك عروقي من رضى بالحب يكفيه التغاضي !! يكفيه إيش ؟ التغاضي !!
غادة : هههههههههههههههههههههههههه .. *تلتفت إليه وعيونها بعينيه* والله إني ماأشوف الا عيونك أن رحلت اليوم أو طوّل مراضيْ
ناصر : ياعين ناصر والله
غادة أبتسمتْ : طيب ماودّك تحرك سيارتك
ناصر : ماشبعت منك للحينْ
غادة : حبيبي والله مقدر أتأخر أكثر
ناصر : عشان خاطري
غادة : ماضيعني غير هالخاطر
ناصر بحُب : قلبي غدَا بِك مفقود يجيبك الطارِي ويزيد إرتيابي
غادة تلتفت عليه وتبادله بنظرات الحُب
ناصر وعينيه عليها : حّبّك وطن ماله حدود يا أول وآخر أحبابي
غادة تضع أصابعها على شفايفه وبهمس : يكفي كذا لو كمّلت ممكن اهرب معاك
ناصر يبتسم وهو يقبّل كفّها
عاد لواقعه مع طرق والده للشباكْ
بو ناصر : بسم الله عليك !! ياولدي اللي تسويه بنفسك مايجوز !! ماعاد بك قدرة تصدق أنها ماتت !! قاعد تتخيلها بعد ؟ لاتفجعني فيك واللي يرحم والديك ياناصر
ناصر : إن شاء الله
بو ناصر : بحفظ الرحمن وأنتبه على نفسك لاتسرح بالطريق
ناصر ما إن حرك سيارته للخارج حتى فاضت عينه بالدموع , ماكذب اللي قال الموت يهدّ الرجال !!


,


الجُوهي : الغايب عذره معاه , يمكن تعطلت بعض أموره وتأخر , المهم أنه نصف الدفعة معنا وهذا يريّحني
أحدهم : زي ماتشوف طال عُمرك
الجُوهي وعينيه على الزرع دون أن ينتبه للكاميرَا وسرح بـ " عبدالعزيز " وغموضه !
في جهة أخرى

متعب : لا يكون أنتبه للكاميرا
أحمد : لا لا سرحان
متعب وتعبان بجد : ههههههههههههههههههه لو عرف بموضوعها بيعلقونا في ذاك البرج *أشار لبرج من خلف الزجاج للتدريب*
أحمد : وليه إحنا اللي حاطينها ؟ أنا حامت كبدي منه ذا الـ ***** !! الحين عندنا كل الأدلة يعني نقدر نقبض عليه مدري ليه المماطلة ولازم تصير ذيك الدفعة اللي أنا أحلف لك أنه عبدالعزيز بيموت فيها
متعب : طيب و اللي معه ماعليهم أدلة لازم تصير الخطة زي ماهي عشان ننشر غسيله للكلاب اللي زيّه
أحمد : والله ياشقى عبدالعزيز من وين يلقاها !!
متعب : وأنت ليه التشاؤم !!
أحمد : أبد يبشر بالخير ملف الجوهي !! كل من راح للجوهي مات !! محد قدر يقرّب منه ويطيّحه بـ شر أعماله كلهم يكشفهم وينذبحون !!
متعب : طيب وهو ماكشف عبدالعزيز !
أحمد : يرفع ضغطي هالموضوع !! هذا إذا بعد رجع عبدالعزيز لنا
متعب بهمس : يعني بيني وبينك بو بدر غلط وبو سعود بعد
أحمد ضحك وأردف : شر البلية مايُضحك !! جايبيينه من آخر الدنيا عشان يذبحونه بشرف ورى أبوه
متعب : إيه شرف دام فيها خدمة لدينك ووطنك
أحمد : لآنلعب على بعض !! فيه مليون واحد يتمنون يخدمون هالبلد ليه عبدالعزيز بالذات !! عشان أبوه ! بو سعود يبي ينتقم وقول أحمد ماقال
متعب : مجنون أنت !! الرجّال معتبره ولده وأنت تقول يبي ينتقم
أحمد : بو عبدالعزيز الله يرحمه هو بنفسه قايلي عن المشاكل اللي صارت بينه وبين بو سعود وسلطان بنفسه شاهد وعارف بكل اللي صار
متعب : على الجوهي ؟
أحمد : إيه لما طلع برا البلد الجوهي , أجتمعوا في نفس الليلة كلهم بو بدر و بو سعود و بو عبدالعزيز وبو منصور قبل لايتقاعد بسنة وانا كنت أكتب قراراتهم وقرروا أنه بو عبدالعزيز نفسه هو اللي يتفاوض مع الجوهي عشان على العمليات الإرهابية اللي صارت من تحت جماعة الجوهي و عاد الله أعلم وش دار بين الجوهي وبو عبدالعزيز اللي خلاه يقول في الإجتماع الثالث لهم أنه الجوهي ماينفع له مفاوضة لازم نفاجئه ونذبحه بدون تحقيق ولا شي لأنه هالتهمة توجب القصاص أصلا
متعب تنّح لدقائق ثم أردف : فهمت الحين لأن بو بدر هو اللي عارض وقال ماينذبح الجوهي نبيه حيّ ونحقق مع كل الأطراف اللي معاه عشان نعرف كل اللي فوق الجوهي وهالشي عارضه بو عبدالعزيز وقال أنه ماهو بايع أهله هذا أنا سمعته بنفسي
أحمد : وصارت المشكلة اللي بين بو سعود و بين بو عبدالعزيز مع أنه بدايتها بو بدر وعشان كذا نقلوا بو سعود لتدريب الطلاب وأعفوه من هالسالفة عاد بو سعود حقد أكيد وأنقهر من بو عبدالعزيز وقام بو عبدالعزيز بنفسه اللي أعتذر له
متعب : إيه أتذكر يوم يعتذر له بس مصدوم ماهو من حب بو سعود لبو عبدالعزيز يوم يجيب ولده
أحمد : يمكن إحنا ماعرفنا وش صار بعدين لكن علاقتهم من سنين وقوية مررة والجوهي هو اللي مهدد بو عبدالعزيز حتى عقب ماتقاعد لحقه لباريس وقام يهدده
متعب : هم اللي مسؤولين عن حادث أهل عبدالعزيز
أحمد : يمكن بس عندي إحساس يقول شي ثاني
متعب : اللي هو ؟
دخل عليهم : وش رايكم أجيب لكم قهوة وحبّ وتفصفصون بعد !!
أحمد ومتعب أستعدلُوا بجلساتهم ومن ثم وقفوا له
سلطان : وش صار مع الجوهي ؟
أحمد تلعثم : ولا شي .. ما شكّ في غياب عبدالعزيز ولا شي
سلطان وخاطره يذبح أحد من حرّته في الجوهرة وحرّة الجوهي و حرّة مرض عبدالعزيز : أكيد ولا شي وأنتم كأنكم قاعدين في إستراحة
أحمد و متعب أخفضوا أنظارهم لا رد لديهم
سلطان : وين بو سعود ؟
متعب : طلع
سلطان جلس على كرسي المراقبة التابع لأحمد : بحثتوا في هاللي إسمها هيفاء ؟
أحمد : إيه طال عمرك , مو إسمها هيفاء
سلطان رفع عينه عليه : وش إسمها بعد ؟
أحمد : رتيل
سلطان : رتيل إيش ؟
أحمد : ماهو مسجَّل غير الإسم الأوّل
سلطان عض شفته وبغضب : يعني الممرضة كذبت علينا ؟ نلعب معاها إحنا !! ماعندنا شغلة غير سعادة اللي مدري وش إسمها وش تقول !! كل يوم جايبة لنا إسم
بو سعود دخل : وش فيك معصّب ؟
سلطان : الممرضة معطتنا إسم غلط ماهو إسمها هيفاء بعد
بو سعود : وش إسمها ؟
سلطان : رتيل
بو سعود : رتيل إيش ؟
سلطان : مافيه غير الإسم الأول
بو سعود في داخله " مستحيل رتيل بنتي "
متعب : إلا فيه إسم ثاني
أحمد اعطاه نظرات تهديد لكن متعب تحدّث : بنتك ياطويل العمر


أنتهى


مقتطفاتْ من البارت الجايْ ,

" ولو تقولي تعال معي نهاجر تركت كل شي وهاجرت معك "
" لما أكون معصب حاولي تبعدين عنِّيْ ماأبي أمد إيدي عليك بأي شكل من الأشكال "
" وين أشوف الخير وهذي بنتي !!!!! "
" لكن ماينفع الكلام بهالقضايا لازم أدله "

موعدنا الثلاثاء بإذن الكريمْ ()


JAN 07-04-2020 03:43 PM




رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البـارت ( 21 )



على هذه الكُرَةِ الأرضية المُهتزّهْ
أنت نُقْطَةُ ارْتِكازي
وتحت هذا المَطَر الكبريتيِّ الأسودْ
وفي هذه المُدُنِ التي لا تقرأُ... ولا تكتبْ
أنت ثقافتي...

*سعاد الصباح


سلطان جلس على كرسي المراقبة التابع لأحمد : بحثتوا في هاللي إسمها هيفاء ؟
أحمد : إيه طال عمرك , مو إسمها هيفاء
سلطان رفع عينه عليه : وش إسمها بعد ؟
أحمد : رتيل
سلطان : رتيل إيش ؟
أحمد : ماهو مسجَّل غير الإسم الأوّل
سلطان عض شفته وبغضب : يعني الممرضة كذبت علينا ؟ نلعب معاها إحنا !! ماعندنا شغلة غير سعادة اللي مدري وش إسمها وش تقول !! كل يوم جايبة لنا إسم
بو سعود دخل : وش فيك معصّب ؟
سلطان : الممرضة معطتنا إسم غلط ماهو إسمها هيفاء بعد
بو سعود : وش إسمها ؟
سلطان : رتيل
بو سعود : رتيل إيش ؟
سلطان : مافيه غير الإسم الأول
بو سعود في داخله " مستحيل رتيل بنتي "
متعب : إلا فيه إسم ثاني
أحمد اعطاه نظرات تهديد لكن متعب تحدّث : بنتك ياطويل العمر
سلطان وكأن صاعقة تحلّ عليه من الصدمة
أحمد ومتعب أنسحبوا من المكان حتى لايحرجون بو سعود بمكوثهم
سلطان بنبرة هادئة : مزوّج بنتك له وبدون لا تخبرنا حتى ؟ طيب مو أتفقنا أنه مانبي له علاقات !!
بو سعود ولا يفكر بشي سوى قتل رتيل الآن !!
سلطان : عبدالرحمن أحكي معك
بو سعود بغضب طنّش أحاديث سلطان وخرج يتوعّد رتيل


,

- في غرفة عبدالعزيز -

ناصر أبتسم وهو يتأمله : ماودّك تصحى ؟ بخليك تقضى فترة نقاهة في الجنوب وش تبي بعد !! ههههههههههههه يالله عبدالعزيز والله أشتقت لك ... وأنا أنتظر برا شفت واحد مسوي ثقيل بقوة تذكرتك أيام الثقل .. حتى أسنانك ماكانت تبين ولا حتى نص إبتسامة تجاملنا فيها .. بس كويّس تغيرت وصرنا نسمع ضحكتك ... وحشتنا ضحكتك .. وبعدين طلعت لك لحية ويبي لها ترتيب ودي أحلقها لك وأرتبها بس هههههههههههه منعوني ... قوم عشان نحلقك يخي بدت تتغير ملامحك عليّ ... بس تدري وش أحلى شي فيك ؟ عيونك .. مو عشانك ! هههههههههههههههههههههههههههههه أحسك بقلبك تقول الحين : أدري عشان غادة .... والله عاد يابختك دام عيونك تشبه عيونها !! مفروض من كثر فرحتك ماتغمضها لحظة !! مامليت بتكمّل شهرين وأنت على هالسرير أنا حسيت جاني دسك .. على فكرة تراني أنكّت .. والله مافيه أحد يسلك لسماجتي كثرك فـ والله أشتقت لك ماعادها غيبوبة اللي أنت فيها ! وأدري أنك تسمعني ودكتورك يقول أنك تحس فينا وبعد إرادة الله فهو الأمل بإيدك أنت .. أصحى لا تفكّر بكل مامضى من حزن .. هالحزن يخليك تموت بهالغيبوبة أكثر .. وبعدين وش عليه صار عندك معجبات !! وزائرات ههههههههههههههههههه يقولون إسمها هيفاء !! يالله عزوز .. طيب على قولت غادة .. عزوزي حياتي مايرّد لي طلب *قلّد نبرتها في جملته الأخيرة* ......" أردفها بضحكة موجعة بحّ بِها صوته "
ياكبر شوقي لها .. والله ماعادني عارف أشكي لك وحدتي ولا أحاول أعطيك دعم عشان تصحى !! .. ماأشتقت لي ؟
ضغط عبدالعزيز بكفّه على كف ناصر
ناصر ضحك بصخب : يخي زين عطيتني وجه صار لي شهرين وأنا أهذر عندك !! .. *شد على كف عبدالعزيز * والله طوّلت الغيبة .. أنت بس أصحى ولو تقولي تعال معي نهاجر تركت كل شي وهاجرت معك .. والله حتى لو تقولي الجنوب بقولك قدّام *ناصر مايحب الجنوب*


,


الجوهرة : مافيه شي صوتِيْ
والدتها : صاير بينك وبين سلطان شي ؟
الجوهرة : يمه قلت لك مافيه شي بس أنا تعبانة اليوم
والدتها : سلامتك يابعد روحي
الجوهرة بكت بعد كلمة والدتها
والدتها : ألو , الجوهرة حبيبتي
الجوهرة : معاك يمه
والدتها : وش فيك ياعيني ؟ قلبي يقول فيك شي
الجوهرة ببكاء : ماني مرتاحة , أحس بثقل على قلبي !! يمه تعالوا الرياض تعالوا وأخذوني
والدتها بخوف : وش مسوي لك سلطان ؟
الجوهرة : ماسوّا لي شي وماطلعت منه الشينة , بالعكس ماقصّر لكن يمه أنا ماأحس براحة وياه
والدتها : صلي لك ركعتين وشغلي البقرة يمكن هذي عين أحد دام مابينكم شي
الجوهرة : ماراح تجين مع ريان وابوي ؟
والدتها : راحوا من أمس
الجوهرة : بكرا ملكة ريان ولا اليوم ؟
والدتها : لآ بكرا إن شاء الله , تبيني أجيك مع تركي
الجوهرة بإندفاع : لألأ خلاص
والدتها : ليش ؟
الجوهرة : ماأبغاك تتعنِّين دام أبوي راح
والدتها : وينه بو بدر الحين ؟
الجوهرة : بشغله , أحس بوحدة فظيعة ماعندي شي يسليني
والدتها : والله إني قايلة منتي مرتاحة بالرياض !! ليتك عندي بالشرقية
الجوهرة : حتى لو كنت بالشرقية أنا ماني مرتاحة
والدتها : يايمه إذا بينك وبين سلطان شي فـ عادي هذي مشاكل تصير بين كل زوجين , مو من أول مشكلة تحسبينه يكرهك ولا مايبيك
الجوهرة بصمتْ
والدتها : هو شاريك ورجّال راعي دين ويخاف ربه وأنا عارفة أنه ماراح يظلمك , يمكن سمعتي منه كلمة وهو معصب ولا كلمة مو قاصدها لا تزعلين منها بسرعة , يايمه هو زوجك ويحبّك ويخاف عليك لا تطلعين من شوره ولا تبكين من أول كلمة يقولها لك , الرجّال مايحب البنت اللي كله تبكي وإن بغى شي لا تناقشينه , بعضهم مايحب احد يناقشه !! قولي له سم وحاضر , وأنتِي بنفسك تقدرين تخلينه زي ماتبين وتملكينه زي ماهو يملكك لا صرتِي ماشية على الصراط المستقيم معاه لا تلفين لا يمين ولا يسار
الجوهرة مازالت صامتة تسمع لنصائح والدتها التي تشعر أنها مع سلطان لا تُفيد هذه النصائح
والدتها تكمل : تقرّبي منه يمه لا تحطين بينك وبينه حواجز من بداية حياتك الزوجية معاه
الجوهرة : يمه أقولك ماأحس بأي شعور إتجاهه يمه أبي أتطلق
والدتها شهقت بقوة : بسم الله عليك من الطلاق , يايمه لا تخلين الشيطان يلعب براسك , الحب يجي مع العشرة ! اهم شي بينكم ثقة وإحترام والأشياء الثانية تجي بعدين
الجوهرة : طيب أنا بستخير وإذا أرتحت للطلاق بقول لأبوي يرجعني معاه الشرقية
والدتها : لا يمه لا تقهريني عليك , توّك بشبابك وتتطلقين ! سلطان وش يعيبه ؟ تبين يقولون الناس هذي تطلقت وماكملت بزواجها سنة !
الجوهرة : وش أبي في كلام الناس أهم شي راحتي
والدتها : ياعيني إلا الطلاق !! ماهو كلمة سهلة وتقولينها
الجوهرة : يمه أنا ماني مرتاحة تكفين أفهميني
والدتها : مع الوقت بتحبيّنه وترتاحين معاه
الجوهرة : وإذا ماجاء هالوقت ؟
والدتها : هذا أنتِي العاقلة يالجوهرة ياللي تعرفين ربّك وتخافينه , عطيه كل حقوقه وبالمقابل الله بيرضى عليك وبيسعدك ويوفقك ويريّح قلبك ويشرح صدرك
الجوهرة أرتبكت وسكتت
والدتها : لا يكون تغضبين ملائكته يالجوهرة ؟
الجوهرة بإندفاع : لألأ , كل طلباته مُجابة
والدتها : الحمدلله , طيب يايمه صلي لك ركعتين وأرتاحي الله يخليك لي
الجوهرة : طيب بقوله برجع مع أبوي بس كذا فترة أرتاح فيها
والدتها : يايمه مايصير توّكم ببداية زواجكم وتطلبين منه طلب زي كذا
من خلفها سحبْ منها بهدُوء الجوال ووضعه على إذنه
والدتها : يالجوهرة الطلاق ماهو سهل , وصدقيني بالعشرة بتلقين الحُب والراحة .. الحين قومي وصلي لك ركعتين تهدِّي قلبك
سلطان : السلام عليكم ياأم ريان
والدتها بتوتَّر : هلا ببو بدر , وعليكم السلام والرحمة
سلطان : شلونكم ؟
أم ريان : بخير الحمدلله أنت بشّرنا عنك ؟
سلطان ويجلس بجانب الجوهرة وماإن أبتعدت قليلا حتى ضغط على خصرها ليجّرها نحوه : الحمدلله طيّب وحالك يسّرني
أم ريان أنحرجت : عسى راضي عن الجوهرة ومهي مقصرة معك ؟
سلطان : مامن قصور بتربيتكم
أم ريان : جعل راسك يسلم , تآمرنا على شيء
سلطان وعنده خبر بوجود ريان وبو ريان بالرياض : بحفظ الرحمن سلمي لي على تركي
الجوهرة وتشعر وكأنه يعرف بالموضوع من نظراته التي تخبرها وكأنه قاصدها
وضع الهاتف على الطاولة و ألتفت عليها : المشاكل اللي تصير بينا ماتطلع برا هالبيت
الجوهرة : ماقلت لها شي
سلطان : طيب يابنت عبدالمحسن وش تآمرين عليه ؟
الجوهرة بربكة : ولا شي
سلطان : بس خبروني أنك تبين الطلاق
الجوهرة وكلُّها يرتجف , تخاف منه جدًا , هيبته تجعل حروفها تتبعثر : لأ
سلطان : إذا تبين الطلاق قولي لي ؟
الجوهرة وهي منزلة رأسها للأسفل : أدري أنه ما يهمّك لو تطلقني أو ماتطلقني لكن . . .
سلطان بهمس : لكن إيش ؟
الجوهرة لا تريد أن تبكي , سكتت حتى لا تبيّن عبراتها في نبرتها
سلطان : الجوهرة
الجوهرة وصدرها يرتفع ويهبط بشدة , خنقتها العبرة وهي تقول : ولا شي
سلطان : أنا لو أعرف بس وش تخافين منه !!
الجوهرة بكت , وأنهمرت دموعها وأغرقت وجهها
سلطان : منّي أنا ؟
الجوهرة بين بكائها : أنت ماقصرت بس أنا ماني مرتاحة وأنت بعد منت مرتاح معاي
سلطان : ومين قالك أني ماني مرتاح !
الجوهرة : تحسبني أفكر بناس ثانين وأنا نايمة وتحسبني أكرهك و أشياء كثيرة أنت فاهمها عني غلط وفوق كل هذا تكلمني عن وش صار بالماضي قبل زواجِي
سلطان بصمت يتأمل ملامحها البيضاء وهي تغرق في الدموع
الجوهرة ورأسها للأسفل وشعرها يغطي وجهها ويبتل بدموعها : أنا ماأبي ازعجك بشيء ولا أبي أضايقك !! بس أنت حتى قلت لي مالك رغبة فيني
سلطان : قلتها وأنا معصب
الجوهرة : لا ماكنت معصب ! دخلت البيت ومزاجك تمام بس أنت كنت صادق فيها
سلطان أبتسم على نبرتها الطفولية وهي تقول جملتها الأخيرة : طيب وانتِي فهمتي أني ماأبيك وأكرهك مثلا !!
الجوهرة وعينيها مازالت على الأرض وأصابعها تلعب في خيوط بلوزتها : أنا عارفة أنه محد أجبرك عليّ بس ... *زادت ببكائها*
سلطان وسعيد جدًا بفضفضتها الآن ويكمل جملتها : بس تزوجتني لأنك تحترم أبوي وآخر شي بتفكّر فيه هو أنا
الجوهرة رفعت عينيها التي تلمع من دموعها عليه وسرعان ماأنزلتها , عينيّ سلطان تربكها
سلطان : وهالشي اللي حاطته في بالك غلط *قال كلمته الأخيرة ببطء شديد*
الجوهرة : آسفة
سلطان : على ؟
الجوهرة صمتت لا جواب لديها
سلطان : الجوهرة أنا ممكن ماأعرف أفصل بين شغلي وبين البيت ولا عصبت في الشغل أحط حرتي بالبيت والعكس لو عصبت بالبيت حطيت حرتي في الموظفين وهالصفة السيئة اللي فيني ماعرفت أغيرها حتى بزواجي الحين , لا تتضايقين من الأشياء اللي أقولها وأنا معصب صدقيني لما أعصب ماأعرف صديقي من عدوِّي
الجوهرة : وكلامك ذاك اليوم ماكنت فيه معصبْ
سلطان : نرجع لذاك الكلام أنا حتى ناسي وش قلت لك
الجوهرة : قلت لا تختبرين صبري معك وبيجي وقت ماراح أرحمك فيه
سلطان : ههههههههههههههههههه أنتِي لو بتتذكرين كل كلمة أقولها وأنا معصب صدقيني بتتعبينْ
الجوهرة ألتزمت الصمتْ
سلطان : روحي غسلي وجهك ماأبي أشوفك تبكينْ على كلام قلته وأنا معصبْ
الجوهرة أرتاحت قليلا تشعر بأن همّ من قلبها أنزاح بحديثها معه , ولكن دموعها مازالت تنهمر
سلطان : وش قلنا ؟ .. أقترب ورفع شعرها عن عيونها ويمسح بكفوفه الباردة دموعها
الجوهرة وبهذه اللحظة ترتجف بأكملها حتى قلبها يزداد بنبضاته , سلطان يحبس أنفاسها
سلطان وهو يرى ذراعها: هذا وشو ؟
الجوهرة وبربكة وعينيها على الأرض : أنت
سلطان : ممكن أطلب طلب !
الجوهرة رفعت عينيها عليه
سلطان : لما أكون معصب حاولي تبعدين عنِّيْ ماأبي أمد إيدي عليك بأي شكل من الأشكال
الجوهرة بعفوية : أنت ماتتركني
سلطان بضحكته الرجولية : هههههههههههههههههههههههههههههههه أجل أهربي


,

يوسف : يبه الله يخليك ماينفع هالحكي
بو منصور : ماهو أنت اللي ماطلعت من البيضة تقولي وش ينفع وش ماينفع
يوسف تنهّد : يعني تطرد ولدك الكبير هذا الصح
بو منصور : قم فارقني ولا ألحق أخوك دام زعلان عليه
يوسف : أنا للحين أصلا ماني فاهم مرة تقولي مخدرات مرة تقولي قتل .. يبه والله مبيّن كذب أجل منصور يقتل ! منصور لايغرك قوته والله قلبه رحوم و ضعيف مايذبح نملة
بو منصور : لاتجيب طاريه يكفي اللي سمعته !!!
يوسف : يبه أنت تعرفهم من كبيرهم لصغيرهم تقدر تساعد منصور !!
بو منصور : ماأساعد الظالم
يوسف : يبه منصور مظلوم شف زوجته منهارة وحامل وحالتها حالة وأنت تقول ماأساعد ولدي !! يبه الله يحفظك تبي عبدالله سميِّك وحفيدك يتيتّم !! ماتبي تفرح فيه ! زين ماتنفجع نجلا فيه ويموت اللي في بطنها .. يبه فكّر بأمي ! والله من طردته ودمعها ماوقف
بو منصور بصمتْ
يوسف : يبه أنت مو بهالقسوة أنا أعرفك طيّب بس أنت معصب ! وأنا واثق أنه منصور مايسويها ! وزي ماقالك هو صادق
بو منصور : دام كذّب علي وماقالي أنه في جريمة قتل متهم فيها يعني ماهو صادق !!
يوسف : يمكن مايدري زي مايقول ! لاتظلمه يالغالي
بو منصور : شف أهل القتيل الحين تلقاهم منهارين عشان طيش أخوك
يوسف : يبه خلنا نروح الشرطة الحين أكيد مسكوه !, يالله يبه قم معي نروح له .... وقف وتوجه لها وقبّل رأسه وكفّه : الله يخليك يابو منصور لا تقسى عليه أكثر


,

بصراخ : رتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييل ... صعد للأعلى ويطرق باب غرفتها بقوة
عبير : خير يبه ؟
بو سعود : وين أشوف الخير وهذي بنتي !!!!!
عبير وقلبها يتراقص خوفًا على " رتيل " : طيب أهدآ
بو سعود : أبعدي عني عبير ماهو وقتك
عبير : أكيد نامت الحين
بو سعود : راح أكسر الباب لو ماتفتحينه
فتحته رتيل وأبتعدت بخطواتها إلى الخلف بخوف من صراخ والدها
بو سعود ويجرّها من ذراعها ويحفر أصابعه بِها : ماتستحين !! فصختي الحيا !! ماعاد تعرفين وش يعني الحيا !! ولا أنا ماعرفت أربيك
رتيل وسيغمى عليها من الخوفْ
بو سعود يصفعها بقوة على خدّها حتى نزفتْ شفتها السفلية من ضربته : ماهو أنا اللي تفشليني عند الموظفين بسود أفعالك !! وش موديك المستشفى ؟ وش تسوين عند عبدالعزيز ؟ * لوى ذراعها خلف ظهرها وهو يتوعد بِها * : أنا بعرف كيف أربيك من جديد والله ثم والله لأعلمك أنه الله حق وأنه الدلع مايفيد معاك
ترك ذراعها وهو يتجه لطاولتها ليأخذ جوالها ويرمي حقيبتها على الأرض ويأخذ بطاقتها المصرفية , ورأى ورقة , فتحها " تبرع بالدم .. تحت إسمها " عبدالعزيز بن سلطان العيد "
ليس لديه قدرة أكثر ليتحمّل جرأتها وتخطيها للحدود , أخذ عقاله .......... ومزّقه على ظهرها وسط محاولات عبير بتفريقه عنها ولكن لم تُجدي محاولاتها بشيء , فغضب بو سعود اليوم لا يسعه شيءِ !! لم يغضب كغضبه هذا , لم يضرب أبنته بهذا العنف منذ نعومة أظافرهم وهم أهلٌ للدلع والدلال .. ولكن رتيل كسرت هذا الدلال والدلع !!!! وليس هُناك كفارةٌ لما فعلته .. ذنبها لا يُغتفر ولا يُكفَّر عنه أبدًا ! فإحراجه أمام متعب و أحمد و سلطان أيضًا لا يُغتفر أبدًا !
عبير بترجِيْ : تكفى يببببببببببه
بو سعود يجرّ رتيل لترتفع لمستواه وبنبرة تهديد : إن شفتك معتبة باب غرفتك لاأعلق جثتك بنص البيت .. رجع وأخذ جوالها و بطاقتها المصرفية و اللاب توب وقطع سلك هاتف البيتْ !!
بو سعود بنبرة تهديد لعبير : إن شفتك معطتها جوالك والله ماتلومين الا نفسك ياعبير .. ويالله أطلعي خليها عشان تحس بقيمة الدلع اللي كنت معيّشها فيه .. أنا غلطان يوم عطيت أشكالك الدلع .. وخرجت عبير معه وأقفل الباب عليها


,

قبل ساعتينْ ,

الشرطي : الرخصة
منصور سلّمه الرخصة
الشرطي يعطيها الشرطي الآخر : صف على اليمين
منصور وهو يعلم تماما مالموضوع , لم يرد عليه وألتزم الصمتْ
دقائق ومن ثم أتوا له
الشرطي : أنت مطلوب أمنيًا , تفضّل معانا
منصُور يُغلق سيارته
الشرطي : أتركها
منصور ومايشعر به من موتٍ بإحساسه بعد حديث والده يجعله يستصغر كل شي الآن حتى القتل : طيّب .. مدّ كفوفه ليُقيّدونه ويذهبون به للسيارةِ الأخرى متوجهين معه لمركز الشُرطة
وصلُوا ليأتِي الضابط المسؤول وبنفسه هو من فتح قيود يديه – تقديرًا لمعرفته بوالده –
الضابط : أجلس يامنصُور
منصور جلس وهدوئه يجعل المُحيطين يشعرُون بقربْ موته , هدُوء الرُوح ليسْ خيرًا فهذه أنفاسُ الموتْ تُشهقْ دُون زفيرًا !
الضابط : أنا يامنصُور أبي أسمع منك ! أنا عارف أنك بريء لكن أبي دليل منك وصدقني أنا بوقف ويّاك قبل لا يُحكم عليك بأي شيء
منصُور بصمتْ
الضابط : منصور
منصور تنهّد : أنا ماقتلت أحد و لا هرّبت ممنوعات
الضابط : كيف صار كل هذا
منصور : أنا في ليلة قبضكم على الشاحنة ماكنت في غرب الرياض ! كيف أقتل شخص وأنا أصلا ماقربت من ذيك المنطقة
الضابط : وش الدليل ؟
منصور وضع كفوفه على رأسه
الضابط : وين كنت الساعة 11 بليل ؟
منصور : عند زوجتي
الضابط : في البيت ؟ ولا برا ؟
منصور : في البيت
الضابط : كذا مافيه شهود يقدرن يفيدونا
منصور : بس أنا ماذبحته أصلا ماأعرفه
أتى الشرطي ومعه يزيد
منصور رفع عينه وكاد يقتله بظراته
يزيد شتت نظراته بعيدًا عن منصور
الضابط : منصور ماقرّب من غرب الرياض في ذيك الليلة وعندنا أدله يا يزيد !!
يزيد : تهجم عليه و ذبحه وحتى سيارته تشهد
منصور : كذاب أنت مآخذ سيارتي من الصباح !!
الضابط : منصور أهدأ , يا يزيد إن ركبتك قضية الكذب والتظليل على الأمن راح تضاعف عقوبتك فَ من الحين أعترف
يزيد : صدقني ياحضرة الضابط قدام عيوني ذبحه وقالي لا تتأخر على تسليم البضاعة
منصور ساكتْ لا تعليق عنده أمام كذب يزيد على حد مايرى
الضابط : طيب يايزيد .. أمر الشرطي بأن يأخذه
الضابط : منصور إحنا ممكن نتفاهم مع أهل القتيل ونطلب العفُو ونخفف عقوبتك بالممنوعات لكن خلّك صريح معانا من البداية ! أنت قتلته ؟
منصور : لأ و بقولك زي ماقلت لأبوي , طلب منِّي دينْ و قالي مقدر أسجّل الشاحنة بإسمي وأنا أبي أترزق .. وأخبره بمثل ماحكى لوالده
الضابط : مصدقك وأنا عارف مستحيل تسوي زي كذا لكن كل شي ضدك مافيه دليل واحد على الأقل يساعدك بهالقضية , تذكر شي ممكن يثبت أنك ماكنت في موقع الجريمة
منصور بصمتْ
الضابط : شي يثبت أنه مالك علاقة بهالممنوعات والمخدرات ؟
منصُور : طيب أنا ناقصني شي عشان أكسب فلوس من هالممنوعات اللي تقول عنها
الضابط : داري يامنصور لكن ماينفع الكلام بهالقضايا لازم أدله
منصور : فيه شباب كانوا موجودين لما قال يبي شاحنة ويترزق فيها
الضابط : طيب عطني أسمائهم
منصور عدد له الأسماء وأردف : وش يفيدني هذا ؟
الضابط : يمكن عندهم دليل ثاني , دام معك الحق تطمّن


,

أفنان : هههههههههههههه وليه تقولي كذا ؟ أنا قلت بس أنك متغير من تزوجت الجوهرة
تُركي : فاقدها بس مافيه شي ثانيي !! ماني متعوّد على غياب حسّها
أفنان : يالله أرزقنا !! كل هالحب للجوهرة وأنا ماتركت لي شي
تركي أبتسم : أكيد كلكم عندي سوا
أفنان : الحمدلله أهم شي أنها مبسوطة
تركي : كلمتك ؟
أفنان : كلمت أمي وقالت لي أنها مبسوطة مع سلطان ولله الحمد
تركي ويلتهب بنار غيرته : مع سلطان !!
أفنان : إيه مو مقصّر معها بشيء وبعدين رجّال وفاهم وعاقل وله مركزه وإسمه وش تبي أكثر من كذا ؟
تركي بصمت
أفنان : لو تشوف أمي بكت تقول مشتاقة لها
تُركي : ماراح تجي قريب ؟
أفنان : لا ماأظن مررة مشغول سلطان !!
تركي تنهّد وأفكاره تذهبْ لسلطان وماذا يفعل مع الجوهرة ؟
أفنان : ليتنا رحنا مع أبوي وريّان وجلسنا كم يوم !! والله أشتقنا لها


,

ميُونخ
في قاعة إحدى الفنادقْ للندواتْ *
بعثة من وطنه الذي يحنُ له , من طلاب في مقتبل عمرهمْ.

وليد ويناقشهم من خبرته : هناك أشخاص تفكيرهم مايقبل الخيال و هناك أشخاص لأ , الأشخاص اللي يرفضون الخيال أبسط طريقة أنك تناقشهم بمواقف حصلت له لكن الخيال فهذا أفضل شيء لأنك تقدر تبحر بمواقف خيالية تساعد بشكل كبير على إسترجاع الذاكرة مثلاً
أحد الطلاب : دكتور إحنا نعرف أنه إسترجاع الذاكرة على وجه خصوص مايقبل الخيال يعني لو أبحر في خياله بعيد عن الواقع ممكن يسبب له صعوبة في رجوع ذاكرته وممكن صدمة
وليد : بضرب لك مثال , كان عندي مريضة كفيفة وبنفس الوقت فاقدة ذاكرتها واللي يزيد من صعوبة رجوع ذاكرتها أنه من حولها يكذب عليها لما يجاوبون على أسئلتها كل ماأقتربت من الحقيقة حطُّوا قدامها جدار عشان ماتعرف شيء , في يوم قلت دام مانفع الواقع نجرّب الخيال على الأقل نكسب شرف المحاولة وفعلا خليتها تغيب ساعات بخيالها وكنت أجاوبها على أسئلتها بنفس ماهي تبي حتى لو كذب
أحدهم : ورجعت ذاكرتها ؟
وليد ونظراته تلمع بِها شوقَ يكادُ يبلل أهدابه : لأ لسبب وحيد أنها هي رفضت تعُود ذاكرتها ونظرها أيضًا , الدكتور مايتحمَّل كل هذا لأن إرادة المريض هي من تحدد ! إذا المريض مايبي مستحيل الدكتور يقدر يساعده
إحدى الطالبات بحماس : يعني هي ماكانت تبغى ذاكرتها ترجع طيب يعني ليه جت من الأساس لك ؟
وليد ألتزم الصمت لثواني طويلة وشرب من كأس الماء قليلاً وأردف : لأن اللي حولها غدروا فيها بما فيهم أنا


يُتبع

أم منصور : لا خلهم يأجلونها ؟
أبو منصور : لآ بتتم الملكة مانبي أحد يعرف عن سواد اللي سواه ولدك
أم منصور : كيف لك قلب تزوّج بنتك وأخوها الكبير ماهو موجود
أبو منصور ببرود : نقول أنه مسافر والرجَّال هنا وعطيناه كلمة
ريم : بس يبه
أبو منصور : لآ بس ولا شي !!
ريم تترجاه بنظراتها
أبو منصور : عيب نخلف بكلمتنا ؟ خلاص تتم الملكة وبعدها يحلها ربِّي
يوسف : بيعرفون عن منصور إذا مو اليوم بكرا
أبو منصور : طيب خلهم يعرفون بس بعد الملكة
ريم تنهّدت وصعدت للأعلى بخطوات غاضبة
يوسف : والله ماعاد ندري وشهو الصح ووش الغلط
أبو منصور : الغلط أنك تكسر بكلمتك اللي عطيتها للرجَّال
يوسف بسخرية : والصح أن ملكة أختي تتم بغياب أخوها الكبير


,


مرّت الأيامْ بصعُوبة , لا أحد مُرتاحْ !

دخل المستشفَى مُسرِعًا , رأى الدكتور خارج من غرفته : صحى ؟
الدكتور : الحمدلله من فضل ربي عليه ,
ناصر : طيب أقدر أشوفه !
الدكتور : إيه تفضَّل
ناصر دخل وأبتسم إبتسامة عريضة وهو يراه : حيّ هالرُوح مابغيت .. تتغلى علينا
عبدالعزيز والتعبْ واضح في تقاسيم وجهه , أبتسم بصعوبة وبصوت مبحوح مُوجع : هلا
ناصر يقبّل رأسه : الحمدلله على سلامتك
عبدالعزيز : الله يسلمك
ناصر : خلاص لاتتكلمْ أحس أحبالك الصوتية بتتقطع
عبدالعزيز أسند رأسه على المخدة وينظر للسقف .. وأغمض عينيه من قوة الضوء
ناصر : قلت لاتتلكم ما قلت نام !!
عبدالعزيز إبتسم إبتسامة عريضة دون أن يفتح عينيه
ناصر : عاد تدري آخر يومين فقدت الأمل قلت ذا شكله راعي طويلة , قضت كل سوالفي ماعاد أعرف وش أقولك !! حتى قمت أسولف لك عن المستشفى وجدرانها !!
عبدالعزيز وببحته : عاد وش تسوي لو تدري أني ماسمعت ولا سالفة منك
ناصر : أشنقك , أجل أنا أسولف على جدران
عبدالعزيز ضحك وأردف : والله ماأتذكر شي
ناصر : والله أنت على ناس وناس !! تتذكّر اللي تشتهيه وأنا صاحبك وعشرة عمر كلامي ولا له أهمية
عبدالعزيز : إذا بتتشره أطلع برا وأتركني أنام
ناصر : تنام !! صار لك 4 شهور نايم وتقول بنام !! وش ذا ؟ أنت آدمي
عبدالعزيز فتح عينيه له : قلت بتهاجر ؟
ناصر يضربه برفق على بطنه : يعني تتذكر !!
عبدالعزيز : مو مرة بس كنت أحس أسمع الكلام بس ماأعرف مين يتكلم
ناصر بنبرة خبث أردفها بضحكة : فيه بنت قالت أنها زوجتك وجتك هنا
عبدالعزيز : زوجتي ؟
ناصر : كذبت عليهم ودخلوها عليك
عبدالعزيز : مين ؟
ناصر : الله أعلم مين مصاحب
عبدالعزيز يمثّل نبرة الغضب : أطلع برا
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يقولون إسمها هيفاء
عبدالعزيز : ماأعرف أحد بهالإسم
ناصر : تذكّر شي من اللي كانت تقوله ؟ صوت أنثوي ماتتذكر ؟
عبدالعزيز : لأ
ناصر : والله شكلك من تحت لتحت تتذكر ولا تبي تقولي
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه والله ماأعرفها
ناصر : ياعساها دوم هالضحكة ,
عبدالعزيز : ابي أطلع من هنا
ناصر : أسبوع بالكثير وأنت طالع إن شاء الله
عبدالعزيز : أطلب منك طلب ؟
ناصر : من أولها !! طيب أنتظر يومين ثلاث
عبدالعزيز أبتسم وأردف : خلنا نسافر من هنا
ناصر : تبشر بالمكان اللي ودّك فيه
عبدالعزيز : ألمانيا
ناصر : وليه ألمانيا ؟
عبدالعزيز : أبوي كان يعرف ناس كثير بميونخ ! تتسهّل أمورنا بسرعة
ناصر : طيّبْ زي ماتبيْ
عبدالعزيز : وإن ماأرتحنا فيها نحوّل على باريس
ناصر : ياسهولتها وأنت تقولها وإن ماعجبتنا وش زينها لندن
عبدالعزيز : بالضبط الا الرياض
ناصر بسخرية : طيب وش رايك بالجنُوب ؟ تعجبك فيها ريحة الغالية
عبدالعزيز وهو يجزأ الكلمة بسخرية كي يفهمها ناصر : مــــــــــــــــــــــــا أبـــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــ ها
ناصر : طيّب ميونخ ميونخ قدام ياولد سلطان


,


عبير تحاول أن تفتح لوالدها موضوع رتيل ولا تعلم كيف تبدأ
بو سعود أغلق الجريدة : تبين شي ؟
عبير : لأ .. إيه يعني أبي أكلمك بموضوع
بو سعود : إيه قولي
عبير بتوتّر : رتيل
بو سعود بحدة يقاطعها : لآتطرينها عندي ! أنتهى هالموضوع
عبير : طيب يبه ماينفع كذا حتى لو غلطت أنت حتى ماسمعتها يمكن
بو سعود : لآ يمكن ولا شيء !!
عبير : طيب أنت أسمعها يمكن أنت فاهم غلط
بو سعود : عبير سكري هالموضوع ماني رايق أتناقش فيه
عبير : يهون عليك تنام وأنت متضايق منها ؟
بو سعود : إيه يهون ! دام هي أستهانت في إحترامها لي أكيد بتهون علي
عبير صمتت لثواني وأردفت : ماأستاهنت يمكن نيتها طيبة يعني راحت تتبرع له لأنها شافتك خايف عليه
بو سعود لا يُريد أن يفكر بأن هناك علاقة بين رتيل وعبدالعزيز في القصر دُون علمه , لآيريد أن يعرف بأن عبدالعزيز ينسلخ من أخلاقه مع إبنته
عبير : مستحيل رتيل تسوي شي زي كذا !
بو سعود : أنتي ليه تدافعين عنها
عبير أرتبكت ووضح ذلك بإرتجافة حروفها : لأني متأكدة أنها صادقة
بو سعود : أنا أنحطيت بموقف بايخ قدام الكل عشانها مستحيل أنسى هالشي
عبير والقريبة من والدها جدًا : وأنت ماتعرف كيف تفكر رتيل ؟ رتيل بحسن نية تتصرف ! ماأقولك ماغلطت , هي غلطت لكن أكيد ماهو بالغلط اللي في بالك , أكيد أنها تحترمك فوق كل شي وأكيد انها الحين زعلانة ومتضايقة على قطاعتك بها , يبه هي وحيدة بدونك
بو سعود : ماهي أول مرة !! كم مرة سامحتها كم مرة قلت معليه ياعبدالرحمن بكرا تعقل ! مستحيل أسامحها على وقاحتها ذي
عبير في سكون ماحولها : من لها غيرك ؟ مو أنت أبوها و أمّها وأخوها !! يبه إن تركتها مين يبقى لها ؟ لا أم تهتم فينا وتوجّهنا ونصبح عليها ونمسّي ولا صديق فيه خير وبركه نسولف معه ويبسطنا ولا شيء يبه !! أنا ماأقولك أنه حالتنا تعيسة لكن إحنا تعبنا ؟ أنا ما أقولك أنه يحق لنا نتعدى حدودنا بس لا تصير أنت و هالحياة وقسوتها علينا !! يبه إحنا نتعب بالوحدة أنت ماقصرت لكن فيه أشياء مانقدر نقولها لك !! وتراكمت علينا لين خلتنا بهالصورة , ننزعج ونزعل من أبسط الأشياء , *بكت وهي تقول كلماتها* أنا محتاجة أمي , ودي أقولها يمه أنا تعبانة متضايقة حزينه فرحانة , أي شيء !! هذا وأنا اللي قادرة أتحمل كل شي وأصبر كيف رتيل ؟ أكيد حالها أسوأ من حالي !! مين يعوّض أمي ؟ إحنا حالنا تدهوّر عقب ماتوفّت !! ضايعين يبه ! وأنت تزيد علينا !!!! أدري خايف علينا لكن خوفك يضايق !! يعجبك حالنا كذا ؟ من أول سنة بالجامعة لين تخرجت وأنا أسمع الكلام من هنا وهناك والكل يقول بنات عبدالرحمن المتعب شايفات نفسهم ونفسيات ومايصادقون أحد !! ونظراتهم كل مامرينا وأكيد رتيل الحين تسمع نفس الكلام فـ نفورها من الجامعة شي طبيعي !! يبه ماأطلب منك شي كبير !! بس شوية " لين " والله ماعاد نتحمل كل هالقوانين وهالأشياء !! أنا نفسي تعبت !! الروتين يذبحني !! أنا حالتي سيئة صرت أبكي من الشفقة على نفسي !! أنا ماأبي أعصيك بس أخاف على نفسي أخاف يجي يوم ونفسي تضعف للحد اللي يخليني أتعدى حدودي !! يبه ماأبغى يجي هاليوم ولا أبغى يجي يوم أموت من ضيقي على نفسي !! .... *تواصل بكائها وتردف* ماتبي تسامحها لا تسامحها بس لا تقسى عليها بهالصورة !! أنت مامديت إيدك علينا وإحنا مراهقات نغلط باليوم مية مرة ! تمد إيدك عليها وهي طولك يبه ! وعشان إيش ؟ عشانها راحت للمستشفى وأنت ماتدري أصلا ليه سوّت كذا ؟ لا تفكّر أنه رتيل ممكن تبدأ بعلاقات محرمة مع أي أحد ! يبه انت تركت هذاك البيت لموظفين كثير يجونك !! وماصار مننا أي شي ! وعبدالعزيز نفس شيء , إحنا محتاجينك لا تقسى علينا ! سوّ اللي تبيه أسحب جوالها وأحرمها من الفلوس لكن لا تصد عنها ! صدّك ماراح يخليها تصحح أغلاطها ؟ صدّك بـ يولّد عندها فكرة انك ماتهتم لها ؟ لو تحبها كان عاقبتها بأشنع العقابات إلا الصد .. يكفي يبه حرام اللي تسويه بنفسك واللي تسويه فينا !! حرام هالحرص كله ! أنا حتى وظيفة مو قادرة أتوظف من كثر ماتطلع علل الكون كلها في أي وظيفة تجيني ... صغار على هالحزن !! اللي بعمرنا مقضين حياتهم بفرح وإحنا كذا حالتنا ! أنا مستعدة أتحمل تحبسني في البيت ولا أطلع مكان ولا أتوظف بس أمي تكون عندي !!!! يبه حس فينا .. حاس بمعنى الوحدة !! أنا ماأبي أقولك هالكلام بس مليت والله مليت !! رتيل غلطانة لكن ماألومها لو سوّت أي شي !! لأنها مقدرت تصبر زيي .. لأنها طفشت .. يكفي يايبه ماهو ناقصنا هالحزن كله ! يكفيي إحنا محنا من موظفينك اللي غلطوا في شغلهم غلطة ضيعتكم ولا إحنا من مجرمينك !!!! إحنا بناتك , بنات رُوحك


,

الساعة 3 فجرًا

تختنقْ بأنفاسها المضطربة والظلام منتشر في هذا الدور و الباب الخلفِي ينفتحْ !
يشبه تماما مشهد إغتصابها .. هذا المشهد الذي لن تنساه ,
وقفت وهي تخاف الظلامْ .. تقدمت بخطواتها قليلاً ؟ ليت سُلطان هنا حتى تصرخ عليه
نبضاتها تتسارع , تشعر بأن الموت يقترب منها .. رائحة تُركي تحبسُ أنفاسها , أختنقت جدًا وهي تسمع للخطوات التي تسير نحوها
فتح النُور
بكَت وهي تراه .. بكت من هذا الشعور من هذا الخوف الذي يتكرر عليها دائِمًا ..!
سلطان : بسم الله عليك , وش مسهرك للحين ؟
رجعت للخلف وتعثرت بعتبة الدرجَ وسقطتْ .. ونزف أنفها كالعادة
سلطان مد كفّه ليُوقفها : وش فيك خفتي ؟ أنا نسيت مفتاح البيت وجيت من الباب الخلفي !! لو أدري كان خبرتك
الجوهرة تمسح بالمناديل نزيف أنفها وهي تبكي بصمتْ
سلطان : الجوهرة
الجوهرة أنهارت فعلاً
سحبها لصدره وهو يضع كفّه على رأسها " وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ * الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " ثم قرأ " قَاتِلُوهُمْ يُعَذّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَىَ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ,
أكمل وهي تحفر أصابعها في صدره بقوة تمسكها به , حتى جلس بِها على الأرض : اللهم إنها عبدتك ابنة عبدك ابن أَمَتَك، ناصيتها بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك ، اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبها ونور صدرها وجلاء حزنها وذهاب همها , اللهم أشرح صدرها و ييسّر أمرها , اللهم كُن لها معينًا .. *وهمس* : آمين
أردف بعد صمتْ لدقائق وهم جالسين على الأرض وهي متمسكة به وكانها طفلة تخاف أن تضيع : الجوهرة
لا رد يأتيه منها سوى بكائها الذي بلل قميصه
سلطان وأبعدها عن صدره ليرفع راسها له : خايفة من إيش ؟
الجوهرة وعينيها بعينه .. لا إجابة لديها
سلطان : خايفة من أحد ؟
الجوهرة وحروفها تظهر مرتجفة متقطعة : ماأحب أجلس بروحي
سلطان : الخدم كلهم موجودين عندك , إذا تبين أنقل غرفتهم للدور الثاني عند غرفتنا عشان ماتخافين !
الجوهرة فعلا لا تعرف كيف ترد عليه
سلطان وبعفوية قالها دُون أن يلقي لها بالا : ياروحي طالعيني وش خايفة منه ؟
الجوهرة ورغما عنها عينيها في عينيه لا تستطيع أن تشتتها وهو القريب منه لحدٍ تراهُ في كل إتجاهتها : من كل شيء
سلطان : طيب شيء واحد من كل شيء !!
الجوهرة تنزل رأسها
سلطان : ماني قادر أفهمك يالجوهرة !
الجوهرة عضت على شفتيها حتى لاتخرج شهقاتها
سلطان : قولي لي شيء واحد !
الجوهرة : أنت
سلطان وكان متوقع هذه الإجابة وجدًا : قلت لك أكثر من مرة ماراح يصير شي مو برضاك ! أنا أوعدك .. تثقين في وعدي ولا لأ ؟
الجوهرة : أثق
سلطان : خلاص أجل ليه الخوف ؟ ليه تحسين في كل مرة أني ممكن أأذيك أو كأني أسوي شي غلط بقربي لك ؟
الجوهرة بصمتْ لُجمت بكلمته ! هو قادر على كشف الحقيقة بنفسه دون مساعدتي
سلطان : وش أسوي قولي لي وش أسوي عشان ترتاحين ؟ عشان أدخل وماألقاك تبكين ؟ ليه أحس في طرف ثالث بيننا !! ليه أحس أنه عين جالسة تراقبنا وقاعدة تشوفينها ! ليه كل مرة أشوف بعيونك حكي تناقضينه بكلامك !!
الجوهرة رفعت عينها عليه , شعرت بأنه يعرف عن تركي ولكن ؟ مشوشة ولكن كلامه تشعر بِه أن يقصد به مكان جرحها
سلطان : مصدقك بأي شي تقولينه بس مو عاجبني هالحال ! قولي لي وش فيك عشان أعرف كيف أتصرف !!! فيني أنا ؟
الجوهرة : لأ
سلطان : طيب وشو ؟ يابنتي أنا ممكن فاشل مع جنس حواء لكن أقدر أفهم هالحزن اللي بعيونك !!
الجوهرة تبكِي بقوة لأنه شعر بِها .. يشعر بها .. 7 سنوات لا أحد يشعر بها .. لا أحد يقول تغيّرت ؟ هو بفترة قصيرة شعر بِها
تناست كل شيء , تفكر بأن أحدًا من هؤلاء البشر , واحد فقط شعر بها ,, شعر بحزنها , قادر على فهم هذا الجرح
سلطان : هالحزن ماهو منِّي داري ! لكن أبي أفهم من مين ؟ قولي لي مين !! وبجيبه لك جثة !
الجوهرة غرقت في بكائها , أقوله عن تُركي ويذبحني وراه ؟ وأسكت وأذبح نفسي مليون مرة باليوم !!
سلطان : لا تذبحين نفسك وأنتِ كاتمة في صدرك ! قولي لي أنا زوجك بفهمك , إذا محد فهمك وعشان كِذا أنتِي ساكتة أنا بفهمك صدقيني
الجوهرة تشتت أنظارها وتسقط في كل مرة في داومة عينيه , لن تضعف وتخبره , لن تضعف أبدًا
سلطان : تخص مين ؟
الجوهرة بصمتْ
سلطان أبتسم : لو أنك واحد من اللي أستجوبهم كان جلدتك عشان تحكينْ
الجوهرة أبتسمت بين دموعها
سلطان يقرّب شفتيه من جبينها ويقبّله : شيء مهم لازم تعرفينه أني أحترم كل رغباتِك وعُمري ماراح أتجاوزها !! بالمقابل أنتِي لازم تتنازلين عن بعض هالرغبات عشان نعيش .. نعيش يالجوهرة


,

نجلاء بعصبية : يعني كيف ؟
ريم : نجول يعني وش نسوي ؟ ننتظر وش يردون علينا
نجلاء : يعني عاجبتك جلسته بالسجن , الله يآخذه هاللي إسمه يزيد الله يذوّقه من نار جهنم عساه مايرتاح لا بليله ولا نهاره عسى حوبتي يشوفها بأهله وأحبابه ..
ريم صمتت أمام دعوات نجلاء المقهورة
هيفاء تهمس لريم : اجل لو تدري عن القتل والله تنهبل
نجلاء أنتبهت لهمسهم : وش صاير بعد ؟ عطوني المصايب ورى بعض .. صارت عندي مناعة أصلا
هيفاء : متورط بجريمة ثانية
نجلاء سكنت , هدأت وأردفت : وشو ؟
هيفاء : يعني هو بريء أكيد مستحيل منصور يسوي كذا ! بس يعني الأدلة مهي معه
نجلاء تصرخ : قولي بدون مقدمات كل هذا أنا أعرفه
هيفاء : قتل
نجلاء وفعلا سـ يجنّ جنونها : قتل !! يالله المصايب ليه تنحذف علينا مرة وحدة
ريم : الحمدلله على كل حال
نجلاء ببكاء منهارة : يعني مايكفي أنهم حتى مانعيني من زيارته وفوق هذا أكتشف أنه عليه جريمة ثانية !! ليه كذا ؟
لا أحد يُجيبها
نجلاء : عمي لو يبي ماكان جلس بالسجن للحين !!
هيفاء : مين قال ؟ كل يوم هو ويوسف من الصبح لليل يجونه !!! أبوي عصب أول يوم وبعدها حط له محامي وقاعدين يدورون ثغرة قانونية تساعد منصور !
نجلاء : كنت حاسة أنه فيه شي بس كان يتهربْ ! كل شي كان يقولي أنه فيه مصيبة !! لأني غبية ماقلت لأحد , سكت لهاليوم لين صار كل هذا
هيفاء : ياروحي يانجلا لاتحطين اللوم عليك
نجلاء : ليتني تكلمت ليتني أصرّيت عليه يقولي وش فيه ! ياربي تعبت , ماأتحمل يجلس بالسجن أكثر !!


,

طلب السجنْ الإنفرادِي , جالس وكل تفكيره منصّب لنجلاء , تجاهل كل المصائب التي فوق رأسه ولكن يفكّر بحالها الآن ! يعلم تماما أنها ضعيفة قليلة الصبر , من سيصبرها الآن ؟ من بجانبها ؟ من سيهدأها ؟ كيف تنام ؟ تآكل كويّس ولا ما تآكل ؟ تعبانة ؟ تتألم ؟ تبكي الحين ولا ؟ تهتم بصحتها ولا لأ ؟ مصدقتني ولا لأ ؟ عندها أمل برجوعي ولا يائسة ! كيف حالها ؟
لو أدري بس وأسكّت هالأسئلة اللي بداخلي , لو لدقيقة أضمّها وأشفي أوجاعها ! متأكد أنها تتوجّع الحين .. غلطت من البداية بسكوتِيْ ! و غلطت لما ماصارحتها ! كان مفروض هي تكون أول من يعرف ... كان وكان مفروض !!
الله يصبّرنِيْ بس .. الله يصبرني , حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا يزيد !! حسبي الله ونعم الوكيل


,

في مساء يومٍ جديدْ , دخل البيتْ ومعه سلطان و بو سعود *
سار لأقرب كنبة و خطواته مضطربة لأنه جلس فترة طويلة دون أن يتحرك !
عبدالعزيز : كل الكلام اللي بتقولونه وفروه ! أنا رايح
سلطان : أنت ممنوع من السفر
عبدالعزيز صمت لثواني طويلة من القهر : يعني بتجبروني ! تحلمون تعرف وش يعني تحلمون
سلطان : تكلم معاي زينْ ماني أصغر عيالك !! ماراح نجبرك على شي , بس لأنك رجّال بتخلص المهمة اللي عطيناك اياها للنهاية بعدها بكيفك سوّ اللي تبيه لو تروح المريخ
عبدالعزيز : وأنا رجّال بدون لا أسمعها منك ! وماني مخلص هالمهمة وش ودّك تسوي فيني ؟ بتمنعني من السفر طيّب الحمدلله أكثر شي فهمته معاكم سهولة التزوير وأقدر أسافر بدون لا أطلب إذنك
بو سعود : عبدالعزيز أنت معصب عشان كذا
عبدالعزيز قاطعه : ماأبغى أسمع محاضرات
سلطان : وش تبي ؟ وش تآمر عليه عشان حضرتك تبقى ؟
عبدالعزيز بإستفزاز مقصود : وش رايك أكون رئيسك ؟
سلطان أبتسم ببرود : محاولة فاشلة
عبدالعزيز : طيّب لأني مهم لهدرجة أنا ماأطلب قليل
سلطان : طيب وإحنا بنعطيك اللي تبيه
عبدالعزيز : الحمدلله فلوس ربي رازقني ماأحتاجها !
سلطان : أجل ؟
عبدالعزيز : والله طلباتي كثيرة أولها تحكي لي بالتفصيل وش صار لأبوي بشغله ! ثانيًا بعرف الحادث مين المسؤول عنه ؟ ثالثًا أبي تاريخ الجوهي
بو سعود تنهّد : كثير ياعبدالعزيز
عبدالعزيز : والله عاد المهمين أمثالي يحق لهم اللي كنتوا تفكرون تدفنونهم
سلطان : ههههههههههههههههههههههه على فكرة مصدوم من غبائك
عبدالعزيز : بعض منك
بو سعود : بلا قلة أدب
عبدالعزيز : أعتذر تربيتي ماكانت راقية عشان أحترم الكذابين
سلطان : خله يابو سعود ! الجوهي وتاريخه تعرفه وحكيته لك
عبدالعزيز ومستفز لدرجة كبيرة لسلطان : قبل لاتكذبون علي ولا بعد ؟
سلطان ببرود : لآ قبل
عبدالعزيز : أجل ماأثق في هالكلام
سلطان : عبدالعزيز لاتجبرنا نخليك تآكل تراب وتشتغل بدون لا نرد على أي سؤال منك
عبدالعزيز : عاد أنا أبي آكل تراب
سلطان تنهّد : وش أقولك عن تاريخ أبوك ؟ أقولك عن القضايا اللي مسكهم ! أشياء روتينية هذي
عبدالعزيز : أنت عارف وش تقول !! ماهو أنا اللي أقولك
بو سعود : ياليل ماأطولك
عبدالعزيز : إيه على فكرة نظام لا تسوي علاقات وماأعرف إيش ! أنا من بكرا نص شباب الرياض مصادقهم وبقولهم مين أنا وإسمي الثلاثي بعد !! * قال كلمته بسخرية*
بو سعود : طيب صادق اللي تبي ماراح نقولك شي أنت الخسران مو إحنا
عبدالعزيز : وش دعوى أنتم خسرتوا شي ! محد مآكلها غيري !! من عرفتكم وأنا دوام على المستشفى ! وش جنيت من معرفتكم ؟ لا خير ولا فرح
سلطان : طيب طلع الحرة اللي في قلبك عشان تشتغل معانا كويّس
عبدالعزيز : لا مهي حرّة ! بس أنا كنت مصدوم من غبائي مثلك إني إلى الآن جالس معاكم
سلطان أبتسم : معليه تحمّل غبائك فترة
عبدالعزيز ويريد الإستفزاز : وبتزوّج بعد وبطلع من هالبيت وعاد مدري أفكّر أداوم يوم بالأسبوع ولا كل أسبوعين أسيّر عليكم
سلطان : تزوّج محنا قايليين لك شي
بو سعود من أتى طاري الزواج وتذكّر رتيل وفعلتها : ومين اللي بتتزوجها إن شاء الله
عبدالعزيز ويريد نرفزة بو سعود : مدرِّي أفكر بمين ؟ يعني والله معارف أبوي كثير يعني ممكن أتقرب منهم *قصد بكلمته التهديد*
سلطان : لا ياحبيبي أترك معارف أبوك على جمب
عبدالعزيز : وليه ؟ أقنعني ومستعد أرجع لك بدون لا أطلب منك ولا شي
سلطان سكت ماعنده جواب
عبدالعزيز بسخرية لاذعة على نفسه قبل كل شي : أبي الإستقرار والواحد وش أحلى من يصبّح ويمسي على صوت ناعم ماهو على موظفينكم الأفاضل !! وغير كذا ودِّي أجرب التهديد .. أقصد أهددكم
سلطان ويعلم مايريد إيصاله عبدالعزيز : وإحنا مانتهدد
عبدالعزيز : أجل ماراح ألقى أحسن منك يخطب لي !! وش رايك ؟
سلطان بحدة : عبدالعزيز فكّر بعقل !
عبدالعزيز : لما فكرت بعقل خسرت نفسي و ماأبغى أخسرها مرة ثانية
سلطان : هالمرة ماراح تخسرها
عبدالعزيز : آخذ كلامك وعد أنتظر موعد إخلافه ولا آخذه من البداية كذب
سلطان : لو انك بصحتك كان علمتك كيف كلامي كذب
عبدالعزيز : آها من البداية بتشتغل تهديد فيني ! لا طال عُمرك انا إنسان ماينفع معي هالأسلوب و شغل معكم ماراح أشتغل ! وعاد على حسب تقبلكم بالرأي راح يكون للجوهي موقف * يقصد تهديدهم بإخبار الجوهي *
سلطان : لو فيك ذرة رجولة ماتركت شغل أنت بديته وماأنهيته ! لو فيك ذرة رجولة ماتهدد تعلمّ الجوهي ..
عبدالعزيز بصمت لثواني وأردف : إيه بتفكير أمثالك أنا ماني رجال بس يكفي أني رجّال بعين نفسي
سلطان يحاول يمسك نفسه لا يرتكب جريمة به
بو سعود : بو بدر لا تشحن الأجواء أكثر , عبدالعزيز أخذ كلامنا جد بدون سخرية !
عبدالعزيز مازل يسخر : إيه آمرني طال عُمرك
بو سعود : طيب لو تعرف أنه الجوهي مهدد أبوك بالقتل !! وش بتسوي ؟
عبدالعزيز ضحك من الوجع : والله خبر جديد !!
بو سعود : طيب ماودّك ترد شوي من كرامة أبوك ولا دمه رخيص عندك ؟
عبدالعزيز : لآ تحاول تزايد في كرامة أبوي !! أنا أنقرفت من هالعيشة وماراح أرجع لها
بو سعود : طيب أخذ راحتك شهر شهرين اللي تبي بس ترجع وتكمّل اللي بديته
عبدالعزيز : قصدتك اللي أنتم بديتوه !! وكذبتوا علي فيه
سلطان : إذا تتكلم عن الملف اللي شفته ! أنت فاهم غلط أولا عقب إهتمامنا فيك تتوقع ممكن نغدر هذي كانت خطة من سنتين وكتبها واحد وتقاعد الحين وهي بس أشياء مسجلة ماعُمل فيها !! ومستحيل نوكّل أحد مهمة وإحنا مو واثقين فيه
عبدالعزيز : كذبتوا ! أرسلتوني عشان تشككونه فيني !!
سلطان : ماكذبنا ! كنا خايفيين عليك وأرسلنا واحد يراقبك
عبدالعزيز : يراقبني ولا يجلس جاسوس مع الجوهي ! وطبعا لأنه هو أكثر خبرة ماراح ينكشف !! بس من بيكون بالصورة ؟ أنا ؟ مين ناوي تذبح يالجوهي ؟ أنا , مين اللي غدر ؟ أنا .. وأنتم صفحتكم بيضا مع جاسوسكم اللي حاطينه وراسلينه وأنا ديكور !! يكفي كذب كل قصصكم سيناريو قديم مبتذل مايطلع الا من ناس زيّه
سلطان : شف أنا ساكت للحين على كلامك عشان أبوك الله يرحمه ومعزته عندي بس لاتتطاول أكثر عشان ماأرجعك لغيبوبتك
عبدالعزيز بحدة : عاد أنا إنسان بايع عمري وأبي أرجع لغيبوبي !! وماني عبد عندك عشان تهددني كل شوي ! ترى حاجتك عندي ماهو أنا اللي أحتاجك , ولا تحسبني برتجفْ من إسمك ولا عايلتك ! لآ أصحى ماهو أنا !! لأن الرجال اللي في نظرك هو اللي يهابونك ويخافون منك !! وقلت لك من شوي أنا ماني الرجّال اللي تبيه !!! وأنتبه تغلط علي بكلمة .. أنتبه يا سلطان بن بدر !!
سلطان يصفق له : برافو عطيتني درس بشيم الرجَال صراحةً
عبدالعزيز أبتسم ببرود : إيه طبيعي الطالب يصفق * كان قاصد الإهانة له *
بو سعود بعصبية : عبدالعزيز !!! سوّ اللي تبيه بس لاتتجاوز إحترامك معنا
عبدالعزيز أسند ظهره على الكنبة : طيب أختصروا حكيكم وش تبون ؟ رجعة ماني راجع من الأخير أقولها
بو سعود : بترجع إن شاء الله وأنت راضي
عبدالعزيز : أنتم حتى بالكلام ماتقدرون تجاوبوني
سلطان بنبرة هادئة : أسأل وأنا بجاوبك
بو سعود ألتفت عليه بصدمة
عبدالعزيز يوجه حديثه لبو سعود : طبعا ماترضى ينقالي شي !!
سلطان : لاتطوّلها ! وش تبي تعرف !
عبدالعزيز تنهّد وهو يردف : وش علاقة أبوي بالجوهي ؟
سلطان : مسك ملفه وقدر يتجسس على هواتفه اللي من برَا وعرف بصفقات راح تتم لكن الجوهي كان يعرف بأمر التجسس على هاتفه فـ كان يتوّه أبوك بالكلامْ وتواريخ غلط عشان نجي لهالأماكن ونكتشف أنه مافيه لا الجوهي ولا غيره .. ولما طالت السالفة أبوك قال ما ينفع هالنظام مع الجوهي !! قلنا نفاوضه وطبعا صاحب الإقتراح أبوك ! واللي بيفاوضه بنفسه هو أبوك !! وفشل مقدر ... وأنتهت السالفة تقاعد أبوك والجوهي للحين مقدرنا نقبض عليه
عبدالعزيز بنبرة أكثر هدُوء : أول يوم تدريب قلت لي بالحرف الواحد , تلفت الشخص كثير يعني يكذب , وتشابك أصابعه يعني يكذب , و نظره لا كان على الطاولة ولا اي زفت عليها يعني يكذب .. إذا تبي تصدق أحد لازم عيونه وهو يحكي عليك و نبرته واثقة مايتأتأ كثير ..... البركة فيك علمتني صح !! حتى صرت أكشف كذبك
سلطان أبتسم : غلط , وهذي السالفة مافيه غيرها
عبدالعزيز : على أساس بو سعود مصدوم !! لو قلت الصدق كان بيّن بوجه بو سعود أنه متضايق ! كان بيّن علييك الحدة ! كانت عيونك عليّ .. أنت تكذب !!
سلطان : لا شكلك واضح أنك ماتعرفني زين !
عبدالعزيز : أكيد ماأعرف الكذابين زين
سلطان : طيّب أغلط على كيفك بحاول أقدر ظروفك النفسية

,

ملتحفة جيدًا بفراشها الذي يغطيها ولا يبيّن منها إلا بعض ملامحها الشاحبة من كثر بكائها , وعينيها المحمَّرة بالدمُوعْ , لا تعلم عن شيء ! حتى عبدالعزيز لم تُفكر هل فاق أم لأ ؟ مُجرد ذكريات تمرّ عليها .. أول مرة رأته ! أول شعور شعرت به إتجاهه ؟ حديث والدها ؟ عزاء والدتها ؟ كل شيء حزين ينبش بقلبها الآن , كل قوانين والدها ؟ كل شيء مرّت بِه بتمرّد وعصيانْ لوالدها كان سيء جدًا لأني فشلت بأمسح آثار هالعصيان ؟ يمكن عبير تتمرّد على هذه الحدود ولكن ذكية أكثر مني و لا تتُيح فرصة لأحد بأن يشّك بِها , حتى أسمي أخبرته للممرضة بغباء !! .. كل شيء يحزنها ! تخاف الله لأنها الآن تتمنى الموت !



,


مترددة خائفة , تنهّدت وهي تضغط على رقمه وتتصلْ
أتته أنفاسه التي تخبرها أن ردّ
عبير : مساء الخير
لا رد
عبير بلعت ريقها : أتصلت بوقت غلط ؟
أيضًا لا رد
عبير ألتزمت هي الأخرى الصمتْ
أتاها صوته الرجُولي : كان موجود صاحبي توّ
عبير : آسفة يعني .. شفتك أيام غايب فـ .... يعني
هو يكمل عنها : فأشتقت لك
صمتت , سكَنت تمامًا
هو : كنت برا الرياض
عبير وتغرق في تفاصيل صوتِه
هو : ما قلتِي لي رايك بالرسمة ؟
عبير : حلوة
هو : بس ؟
عبير : تجنن
هو ضحك وهامت هي الأخرى بضحكته
عبير : ممكن أعرف إسمك
هو : أكيد ممكنْ هو نقدر نردّك .. سمّيني نواف , فيصل , عبدالعزيز , اللي تبين وأنا مستعد اتعامل مع هويتي الجديدة
عبير بهمس : أبي أسمك اللي مسجّل في بطاقتك !
هو : مدرِيْ أحيانا يقولون لي خالد , وأحيانا نواف , وأحيانا رائد و أحيانا مدري مين أنا .. بس شيء واحد متأكد منه بين هالأسماء
عبير : اللي هو ؟
هو : حبيبك
عبير وقلبها يتراقص الآنْ , هذه الكلمة ألجمتها تماما , مات صوتِها لا يخرج منها نفَسْ
هو : طيّب أخليك الحينْ وأنتبهي على نفسك ........أغلقه
عبير مازال الجوال على إذنها تحاول تستوعبْ ! تشعر بإغماءة في كل حواسها
شيءٌ ما يجعلها تترنّمْ بالفرح , شيءٌ يُدعى : حُب


,

قاطعها فتحُ عائشة للباب
ألتفتت وشهقت من عمق قلبها , تصاعدت أنفاسها وهي تقف : وش جايبك ؟
تركي : أشتقت لك


.
.

أنتهى

- مقتطفات –

" قال لها بصوتٍ عالي كي تسمعه : على فكرة عجبني اللقب , وهي تسير مبتعدةً عنه ضحكت وألتفتت عليه و في حضرة أحاديث العيونْ يُخرَسُ اللسان "

" والله لو أني يهودي عشان أتاجر به ؟ لأ شكل مخّك مغسول اليوم "

" ماراح أرضى ولا راح أسمح لك تجرح عبدالعزيز "

" بضطَّر أكون قاسي وكثير عليك "

" ..... يبدُو أنه مابينهم عظيمْ , وحبٌ عظيم جدًا , أشتعلتْ في داخلها "


JAN 07-04-2020 03:50 PM



رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البـارت ( 23)



يا صميمَ الحياة ! كم أنا في الدُّنيا غَريبٌ أشقى بغُرْبَة ِ نفسي
بين قومٍ، لا يفهمونَ أناشيدَ فؤادي، ولا معاني بؤسي
فاحتضِنِّي، وضُمَّني لك- كالماضي- فهذا الوجودُ علَّة ُ يأسي
وأمانيَّ، يُغرق الدمعُ أحلاها،ويُفنى يمُّ الزّمان صداها
وأناشيدَ، يأكُلُ اللَّهَبُ الدّامي مَسَرَّاتِها، ويُبْقِي أَساها
وَوُروداً، تموت في قبضة ِ الأشْواكِ ما هذه الحياة ُ المملَّة ْ؟

* أبو القاسم الشابي




سلطان يصرخ على عائشة : مين جاء ؟
عائشة : والله بابا أنا مايعرف بس هوا يجي ويكلم مدام واجد فيه كرَايْ
سلطان يصعد للأعلى ومتوعِّد الجوهرة كل شكوكه تتضح , إن لم يكن وليد فـ غيرُه جاهز : أفتحي الباب ... أفتحي لا أكسّرَه لك
فتحت الجوهرة برعب وهي تأكدت أن عائشة أخبرته
سلطان يمسكها من ذراعها بشدة : مين كان هِنا ؟
الجوهرة وفقط بكائها الذي يصِل إليه
سلطان يرميها على السرير . . . وبحدة : سؤال واحد مين كان هنا لا والله
قاطعته بصوت متقطع : عمِّي
سلطان وسكنت أنفاسه الغاضبه : أيّ عمّ ؟
الجوهرة تبكِي ولا ترد
سلطان بصرخة زلزلت أعماقها : ميــــــــــــــــــــــــــن ؟
الجُوهرة : تركي
سلطان : ليه تبكين ؟ وش قالك
الجُوهرة لا رد
سلطان : تغاضيت بما فيه الكفاية ! عطيتك كل فرصتك ! كل شي كنتي تبينه حتى لو ماقلتيه لي سوّيته لك . . إلى هنا وبس !! وش كان يبي فيك ؟
الجُوهرة وتضمّ نفسها وهي ترتجفْ على السرير
سلطان : ماراح تجاوبيني ؟ *بغضب أردف* : جاااااااوبييييي وش فيك !! مليون شي في بالي يخليك تسوين كل هذا !! قولي لي وشو بالضبط مخليك بهالحالة ؟
الجُوهرة تضع كفوفها الإثنتين على ثغرها لتستقر دماءُ أنفها على ظاهِر كفِّها
سلطان : طيّب ... أخرج هاتفه ليتصل على تُركي .. أنا أفهم منه ليش أفهم منّك
الجوهرة تريد أن تقول لأ .. ولكن صوتها بحّ ولا له قدرة على أن يخرجْ
سلطان وضعه على السبيكر : ألو تركي
تُركي : سلطان ؟
سلطان : إيه .. توّني عرفت أنك بالرياض وواجب علينا نضيّفك
تُركِي : بس راجع اليوم ماتقصِّر
سلطان : تقدر تجيني الحينْ
تُركي وشكّ بالموضوع : والله
سلطان يقاطعه : ضروري تبيك الجوهرة
تُركِي بصمتْ
سلطان : أنتظرك .. وأغلقه
الجوهرة بنظراتِ معناها جدًا عميق لسلطانْ
سلطان بنظراتْ أخرى بعيدة عن هذا العُمق , بنظرات غاضِبة : أنا اليوم بعرف الموضوع بنفسيْ يا بنت عبدالمحسن
الجوهرة عقدت حاجبيها وهي تنظر إليه
سلطان : تبين تقولين لي ولا كيف ؟
الجُوهرة وقفت تُدافع عن بعض هذا الشرف الذي فيها : طلقني
سلطان وهذا آخر ماتوقّع سماعه
الجوهرة في جنُون بكائها , صرخت : طلقني ماأبيك .. ماأبيككك روح لسعادك !! إذا تبيها ليه تزوجتني ؟ أنا ماني رخيصة لك ولا لغيرك عشان تشك فيني كل دقيقة !! ماني رخيصة عشان تناديه ...... ماأبغاااك
سلطان : ماهو كل ما خطر بمزاجك طلاق قلتي تبينه !!
الجوهرة وتتجرأ ترد عليه وهي تبكِي بإنهيار وكلماتها متقطعة من شدة بكائها : ماأبيك ليه ماتفهم ؟ ماأرتاح معاك ؟ ماأشوفك زوج .... أنا أحفظ نفسي منك لأني ماأبغاااااااااك ....*هذه الحجة التي يجبْ أن تُسكت سلطان*
سلطان وكلماتها مُستفزة لرجولته جدًا , سحبها ليقطّع أزارير قميصها بعنف , تحاول مقاومته ولكن قوتها ضعيفة هذه إن وجدت قوة بالأساس , سلطان كان غاضب جدًا وهو يقول لها ومُمسِكًا خصرها : أحترمتك كثييييير لكن أنتِ اللي ما عرفتي تحترميني
الجوهرة وصوتها يُكتمْ .. أحاسيس متلخبطة مشوَّشة تأتيها .. تمُوت .. سكرات موتٍ تأتيها الآن .. عينها تذرفْ الدمع بشدَة , شاحبة ملامحها وهي تنظر لقاتلٍ آخر يقتل ما تبقى من رُوحها .. ينحرْ محياها .. يُودِعها بالمقبرة أو ربما طيفُ هذه المقبرةْ
تشعُر بجسمَها رخوٌ ليّن لا عظامْ بِه .. تشعُر بإنعدامٍ كليّ بالوزنْ بين كفوفه الغاضِبة .. يُفرغ جحيمْ غضبه في ثغرها
تعلّقت بـ ياقة قميصه وهي تقول بصوت مبحوح " ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون " حفرت أظافرها برقبته وهي تدفن وجهها بِها وبصوت مخنوق يبعث السكينة بصوتِها الناعم الجميل " وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً " أرتخت مسكته من خصرها وهو يسحب الفراش ليُغطي جسدها الرقيق الذِيْ مزّق بغضبه ثيابِها , لا تُريد أن تبعد وجهها عن رقبته تخاف النظر إلى عينيه .. تخافه
سلطان أنحنى عليها ليُسند ظهرها على السرير ... رأى عيناها كيف أنها مغمضة بشدة والألم واضح في تقاسيم وجهها .. لعن شيطانه كثيرًا , قبّل جبينها وهو يهمس : آسف ..... أبتعد عنها وهو يرى على كتفه آثار نزيف أنفها .. رمى قميصه على الكنبة و دخل الحمام.


,

عبير : يبه ماأحب أرمي
بو سعود : هالموضوع مافيه نقاش أنا قايل بناتي كلهم بيصيرون أحسن من موظفينا
عبير واقفة بمللْ وهي تثبّت قطعة الخشب أمامها
بو سعود من بعيد : رتيل تعالي هنا
رتيل كانت تحمل قطع خشبية كثيرة : توصخت إيدي .. بروح أغسلها
بو سعود : طيب روحي المغسلة اللي هنا عشان نبدأ أنا عندي شغل بعد ساعة
رتيل : طيّب .. توجهت لمغاسِل التي بجانب الباب الخلفِي .. نظرت بإنعكاس المرآة عبدالعزيز في جانب بيته منحنِيْ وكأنه يبحث عن شيء بين العشبْ , أطالت نظرها وهي تراقبه .. سمعت صوت والدها العالي : رتيييييييييييييل
أغلقت صنبور الماء بربكة وعبدالعزيز رفع عينه لمصدر الصوت ورآها .. أبتعدت بخطوات سريعة لوالدها
عبير : هالسنة ماراح نسافر ؟
بو سعود : يمكن باريس عشان عندي شغل
عبير : طفشنا يبه باريس وباريس نبي نروح بلد جديدة ما قد شفناها
بو سعود : ركزِّي معي يعني ممكن ماراح نروح مكان لأن بعد عندي شغل هنا وإن رحت باريس بآخذكم وياي
رتيل أصابعها مرتجفة وهي ترمي
بو سعود وضع باطن كفّه على جبينها : فيك شي ؟
رتيل : هاا .. ولا شيء
بو سعود أبتسم : ولا شيء ؟
رتيل ببلاهة : لا بس يعني بس
بو سعود : ترجمي
رتيل بتضييع للموضوع : بثبّت القطع ... وأبتعدت
بو سعود : للحين ماتكلمينها ؟
عبير : مهي طايقتني بس فترة وتنسى الموضوع
بو سعود : عبير مايحتاج أقولك ! تبقى هي الصغيرة بعد مايصير يا بعد قلبي تقاطعون بعض !! طيّب الليلة تكلمينها ؟
عبير : تآمرني يبه بس ماأوعدك
رتيل وهي تثبّت آخر قطعة رفعت عينها ورأت عبدالعزيز خلف والدها وعبير بمسافة بعيدة نوعًا ما
رتيل بعينيها كأنها تحذره
عبدالعزيز أبتسم وهو يأشر لها بكفّه" مع السلامة "
بو سعود أنتبه لرتيل وألتفت ولم يرى أحد
رتيل وهي تقف تمتمت : مجنون
بو سعود : تعالي يالله


,

في مكتبْ الدكتُور الفرنسِيْ ,

رؤى بضِيق وهي تجلس أمام ذاك الجهاز الملعون الذي إعتادت فحص بصرها بِه وفي كل مرة يخذلها
الدكتور من خلف الجهاز : جيّد , يبدُو أن هناك تقدّم
أم رؤى : سيعود بصرها قريبا ؟
أخبرها بثقة تامة وأم رؤى ترتسم إبتسامة على محياها بثقة الدكتور : فقط أسبوع
رؤى : كيف أسبوع ؟
الدكتور : أعنِي العملية
أم رؤى بإبتسامة عريضة : الحمدلله
رؤى بتذمّر : هالكلام سمعته مية مرة وش بتفرق يعني ؟ يمه أمشي بس جتني ضيقة من هالمكان
الدكتور وهو لم يفهم ماقالته ولكن أستنتج تذمرها : ثقي جيدًا فأمورك متحسنة جدًا وحسب ملفّك فإن ماأوقف عملياتك السابقة هو قلبِك ؟ ألم تُفكري بزيارة دكتور مختص بأمراض القلب رُبما يكون هناك أمر آخر ؟
أم رؤى وأختفت إبتسامته وهي تنظر للدكتور
رؤى وتشعر بحرارة قلبها الآن
الدكتور : لآ أقصد إخافكم ولكن حسب ماأرى فـ جميع العمليات كان من المفترض أن تكون ناجحة لكن كان هناك مضاعفات من قلبك , رُبما تعانين من شيء فالكشف ليس بالأمر السيء ورُبما لا تعانين شيء .. ولكن للتأكد
رؤى وحروفها ترتجف : يكذب على راسنا .. أمشي يمه
أم رؤى ومازالت جالسة
رؤى : يمه أمشي ولا بطلع أنا
أم رؤى : شكرا لك ولكن هل تعرف طبيبا للقلب هُنا ؟
الدكتور : بالطبع .. *أخذ ورقة وكتب عليها رقم أحد أصدقائه الأطباء*
أم رؤى : شكرا مرة أخرى .. وخرجت
رؤى : ماراح أروح ولا أيّ زفت
أم رؤى : كله فحص بس عشان نتطمنْ
رؤى وتغص بعبراتها : ماأبي يممه تكفيين
أم رؤى : نشوف قلبك
رؤى ودموعها تسقط : ضعيف حيل هالقلب لأنه يشتاق لناس أجهلهم لكن قلبي يعرفهم كويِّس

,

أمام مرآته يُضبِّط ربطة عنقه , أنيق جدًا في عز بعثرته يُشبه تماما ممثلِّين الأفلام الصامِتة , يحزن يفرح يبكي وكل هذا بصمتْ أنيق .. مسح على عوارضه يبدُو بدأ شعر وجهه يطُول ويحتاج أن يخففْ عوارضه .. لم يُشغل باله هذا الشعر وألتفت ليأخذ حقيبته السوداء وخطر على باله حديث " سَلامْ " له , يبدُو جيّد أن أراها لعينيّ ولكن غير جيّد لقلبِيْ أبدًا : )

,

في مكتبْ الضابط وبحضُور المحامي

منصُور : خلاص كِذا الشهود موجودين ؟
الضابط : بس مافيه كلام أكيد , إحنا أخذنا شهادتهم تفيد لكن مافيه شي يثبت إلى الآن
منصُور تنهّد وشتت أنظاره
طرق الباب يوسفْ ودخل .. عانق منصُور عناق طويل وكأنه يُريد بعضًا من قوته أن تتسرّب إلى جسد منصُور
يوسف : عندي أشياء ممكن تفيدكم
المحامي : تخص إيش ؟
يوسف : أكيد يزيد مايشتغل بروحه أكيد معاه أحد !!
الضابط : لكن إلى الآن مجهوليين
يوسف بإبتسامة واسعة تبثّ الطمأنينة : المحطة اللي بعرقه فيها كاميرات مراقبة وقدرت آخذ التسجيلات .. *مد السي دي* كان فيها يزيد وشخص ثاني لما وريته قال أنه كان يجلس مع يزيد كثير في حارتهم .. وإسمه عبدالحكيم بن حاير .. هذا عبدالحكيم سلّم فلوس ليزيد بعدها راح عبدالحكيم وتركه .. طبيعي أنه يزيد وراه هالشخص ومنصور ماله ذنب
الضابط : بنوريه يزيد وبنشوف وش يقول ؟ . . . لازم نقبض على عبدالحكيم ... أرسل تعليمات للجميع بالقبض على صاحب هذا الإسم
يوسف : موضوع فهد إحنا تفاهمنا مع أهل القتيل و بيتسكّر
محامي : كيف ؟
يوسف وكان ينظر لعين منصور ليفهم ردة فعله : تتزوج بنتهم ؟
منصور بغضب : نعععععععععععععم !!!
الضابط : بخليكم تتفاهمون على راحتكم .. وخرج
منصور : كيف أتزوجها إن شاء الله ؟
يوسف : هذا شرطهم
منصور : وأنا ماقتلت ولدهم ! يشرطون كيف ؟
يوسف : أنتهينا من موضوع مين قتل ! خلاص يامنصور لا تطوّلها وهي قصيرة يعني عاجبك حالك كذا .. زواج كم يوم وبعدها بستين داهية هي والكلبة اللي وراها أمها
منصور : مستحيل والله لو أخيس بالسجن ماأتزوج على نجلا
يوسف : ماراح نعلمها ! ... *سكت لثواني ثم أردف* إن شاء الله محد قالها .. بس زواج ورق يامنصور
منصور : مستحيل قلت لك زواج مستحيل ! هذا اللي ناقص بعد تجبرني على الزواج
يوسف : طيب الحين التهمة عليك ومافيه دليل يثبت برائتك وش نسوي يامنصور ؟ أمي متقطعة في البيت عشانك و مرتك لا تآكل ولاشيء !! يامنصور ماينفع كذا
منصور بصمت
يوسف : تثق بكلامي ولا لأ .. صدقني مافيه غير ذا الحل
منصور : طيب حاول تغريها بالفلوس !
يوسف : حاولت والله عطيتها شي ماتحلم فيها بس أمّها معيّا ومافيه رجّال أتفاهم معاه
منصُور : يالله أرزقني صبر أيوب ..
يوسف : هالموضوع منتهي بس زواج على ورق يومين وطلّقها وينغلق على ملف هالقضية بالعفو من أهل القتيل .. ويزيد قرّبت توضح الحقيقة إن شاء الله يعترف


,


رسل لها رسالة تبدُو جدًا مخملية بحرفه " الساعة الرابعة عصرًا غدًا ألقاك في ..... "
أقترب اللقاء به .. وأخيرًا ستراه ؟ رُبما تعرفه ؟ رغبتها في أن تعرفه تجعلها تخطط كيف تستتر دُون أن يكشفها أحد
هذا المجهول بدأت أقنعته تسقُط .. سمعت صوته أولا والآن آراه .. كُل شيء بدا يتضحّ !! من يكُون
أرادت الساعات تمرّ بسرعة ليأتي الغدّ وتراه .. ولو لثواني فقط لتعرفه !

,

دخل للمبنى الكئيب بنظره .. كان يرى نظرات الموظفين له يشعُر بأنه غير مرغوب به أو رُبما شيء آخر يجهله .. دخل مكتب سلطان رُغم أنه وقف بوجهه أحمد
أحمد : معليش يابو سلطان أنتظر برا لين يوصل بو بدر وتدخل
عبدالعزيز : لأ معليش أنت لازم تخليني أدخل
أحمد : آسف ماراح يكون مبسوط لا دخل ولقاك
عبدالعزيز : طيّب دام كذا إن طلعت من هنا ماني راجع من جديد وأظن هذا بعد ماراح يكون مبسوط فيه
أحمد يخرج هاتفه ليتصل على سلطان : 5 دقايق بس أكلمه
عبدالعزيز : 5 دقايق وكُون دقيق لأني متعوّد على الدقة بالوقت
أحمد وشعر بـ نغزات يرميها عبدالعزيز ولكن تجاهلها وهو يتصل

,

تُركي : إيه وش الموضوع ؟
سلطان : بس كنت بشوفك مافيه موضوع ولا شي
تُركي بإستغراب أردف : وين الجوهرة ؟
سلطان : نايمة
تُركي بصمت يتأمل سلطان
سلطان وهو الآخر يحلل عين تركي على أهوائه
تُركي أرتبك من نظراته : أنا مستعجل ومضطر أروح
سلطان : سؤال آخير
تركي بلع ريقه : تفضَّل
سلطان : كيف علاقتك مع الجوهرة ؟
تركي وشعر أنه يتعرق مع سؤاله : عادي يعني مافهمت قصدك
سلطان : شفتها تبكِي وبغيت أتطمن
تركي : لا تطمّن يمكن أشتاقت لنا وكذا
قطعهم رنة هاتف سلطان , ردّ على أحمد : ألو
أحمد : آسف على إزعاجك طال عُمرك بس عبدالعزيز موجود وملزّم يدخل مكتبك
سلطان : وش يبي ؟
أحمد : قال إن طلع ماراح يرجع هنا
سلطان : كلّم مقرن خل يدخل معاه وأنا جاي الحين
أحمد : مقرن ماهو موجود
سلطان : كلّم أي زفت يجلس معه ؟ بو سعود وينه ؟
أحمد : بعد ماهو موجود
سلطان : أنت أجلس معه ومايحتاج أوصيك لا يمسك شي !!
أحمد : إن شاء الله
سلطان أغلقه : معليش تركي بس مضطر أروح عندي شغل
تركي : لآ عادي .. أنا طالع ويَّاك
سلطان وأراد أن يبرهن شكوكه أن هناك مشكلة بينه وبين الجوهرة : لآ إجلس مع الجوهرة أكيد تصحى الحين وتطفش دام منت مستعجل
تركي ألتزم الصمتْ
سلطان : أنا شكلي بطوَّل والبيت بيتك
تركي ابتسم : زي ماتبي
سلطان أكتفى بإبتسامة و خرج وترك تركي في قصرِه


,

نجلاء مُتعبة جدًا و واضح في سيرها , وقفت عند باب الصالة وهي تسمعْ

أم منصور : كيف يتزوجها منصور ؟ حسبي الله فيهم
ريم : كيف أمها ترضى ترخص بنتها كذا ؟ يالله ماأصدق فيه ناس كذا ولا أم يعني ... بصراحة مدري كيف أوصفها

دخلت وهي ترتجِي أن تكذّب إذنها
رفعوا أعينهُم , أكثر شخص يستدعي الشفقة هيْ
نجلاء بنبرة مُبكية : مين بيتزوج ؟
ريم وقفت وتوجهت لها : محد
نجلاء بصوت متعب تحاول أن تعليه ولكن التعب يُخرسها ليكُن على شكل نبرةٍ خافتة : لاتكذبيين
أم منصور : يمه نجلا تعالي
نجلاء سارت لها ووضعت رأسها في حضن أم منصور لتبكِي بشدة
أم منصور تمسح على شعرها وهي تقرأ عليها بعض آيات القرآن لتُصبرها
ريم بكت معها , فـ حالها مُبكي بشدة
دخل هو الآخر ووقف وهو يسمع آيات القرآن تُرتَّلُ من والدته وبكاءٍ غريب .. ليس صوتُ ريم .. ولا هيفاء ... هذا صوتُ .............. نجلاء.
تقطّع قلبه وهو يسمع بكائها , أراد أن يفرحها يبشرها بشيء .. رغبة به وشفقه على حالها , تنحنح ... أستعدلت نجلاء في جلستها ودخل يوسف : السلام عليكم
: وعليكم السلام
يوسف جلس : توّني راجع من منصور , الحمدلله كل شي تمام إن شاء الله قريب بيتم الإفراج عنه
أم منصور : وش قالوا ؟ عن هاللي مايتسمى ؟
يوسف : فيه أدلة جديدة وقاعدين ينظرون لها إن شاء الله تفيدنا
أم منصور : الحمدلله ووش صار على الثانية ؟
يوسف : أم فهد ؟
أم منصور : إيه حسبي عليها
يوسف : أعفُوا عنه إن شاء الله بعد بيتسكر ملف هالقضية بالعفو من أهل القتيل
أم منصور : وبنتها ؟
يوسف أشار لها بعينيه أن " نجلاء موجودة "
أم منصور : تدري تكلّم بس
يوسف : بجيها نتفاهم معها
أم منصور : هذي أم هذي حرام تكون أم !! مافيها رحمة ماتقول هذا متزوج وبـ يعيّل إن شاء الله
نجلاء برجاء في نبرتها ليوسف : يوسف
يوسف : سمِّي
نجلاء : سمّ الله عدوّك .. تكفى أبعدنا منهم
ريم قامت من المجلس لا تتحمَّل ضُعف نجلاء ورجائها
سمعُوا صوت الهاتف يضجّ بالبيت , أم منصور وقفت لتتجه اليه : اللهم أجعله خير
نجلاء بصوت يختفي شيئًا فـ شيئًا : الله يخليك
يوسف : أبشري
نجلاء : تبعدنا عنهم ؟
يوسف بعد صمت لدقائق طويلة جدًا وبإبتسامة أراد أن يطمئنها : وعد ماراح يتزوجها يا أم عبدالله .. وقف .. أنا رايح لهم الحين , إذا محتاجة شي قولي لي .. منصور بيتضايق لو عرف أنك ماتهتمين بصحتك


,

- الشرقية -
أبو ريّان وللتو عرف بموضوع منصور : الله يصبرهم
ريّان وينتظر الحجّة : بعد طلع أخوهم قاتل
أبو ريان : أقول إكل تراب وش قاتل ؟ أنا ماني معاشرهم من يوميين أنا عارف أخلاقهم قبل لا تنولد
ريّان ألتزم الصمت وهو يتذمر ويتحلطم : ناقصنا إحنا
أبو ريان : ياتقول خير ياتسكت
ريّان خرج من المجلسْ
أم ريّان : لا حول ولا قوة الا بالله
أفنان وآخر همّها : أقول يبه ودّنا الرياض والله مشتاقة لجوجو
أم ريان : إيه والله ودّنا خلنا نشوفها ونتطمن عليها
أبو ريان : لا بعدين
أفنان وتمثّل الحزن حتى تُحرك مشاعر والدها : والله يا هُو البُعد صعبْ يعني أختي الوحيدة وتتزوج وتروح بمدينة ماهي مدينتي والله ياهو يُوجع البُعد
أبو ريان : دامه يوجع وراه تبين تروحين باغيس*يقلد نبرتها عندما تقول باريس*
أفنان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله البُعد أحيانا يكون حلو
أم ريان : أروح أشوفها لو يوم بس
أبو ريان : طيّب على آخر الأسبوع
أم ريان بفرحة : بتصل عليها أبشرها




يُتبع

الثلجُ يتراكمْ على معطفها , بدأت بعناق نفسها حتى تُدفئ جسدِها .. فكوكها ترتجفْ : لو جالسين بالمطعم لين يخّف الجو
ناصر ويضع ذراعه على كتفها حتى يُدفئها : قرّبنا نوصل لسيارتنا .. والله حتى ضيعتها مدري وينها
غادة : لآ ماهو من جدّك أنا قرّبت أتجمد
ناصر ويُلصق ظهرها بصدره ليعانقها بكلتا يديه ويسير معها
غادة بضحكة مبحوحة من الجوّ : وأنا ماقلت لك من قبل ؟ أنه ماعادْ معطفِي يستهويني
ناصر : وش صار يستهويك ؟
غادة : عناقك
ناصر والبُخار البارد من شفتيه أثناء حديثه يرتطم بخدِ غادة : هههههههههههههههههه والله منتي قليلة
غادة : إيه تمسخّر ههههههههههههههههههههه
ناصر : أقول غادة شكل سيارتنا أنسرقت .. مهي موجودة
غادة : تمزح أكيد .. أتذكر جينا من ذاك الطريق ماهو هذا
ناصر ويذهب من الطريق الآخر ومازال معانقها : شوفي هذي الأقدار
غادة : وش قصدك
ناصر : وش رايك تنامين عندي
غادة تضربه بضعفْ على صدره وهي تلتف عليه : تبيها من الله
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه *جعلها تلتفت مرة أخرى ليعانقها بنفس وضعيته السابقه ويسير معها* أمزح أعوذ بالله كلتني كنها أخوها
غادة : أكيد منشغل باله الحين قايلة له الساعة 8 أنا عندك ومافيه سيرفس بعد
ناصر : دامك معي ماهو منشغل باله يدري عن الجوّ ... والله حتى هنا ماهي موجودة سيارتنا
غادة : والله أحسّك تتذكر بس تبي تقهرني
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ناسي وربِّي الثلج مغطي اللوحات حتى مدري وينها
غادة : أنت حتى تتذكّر كم مرة تحركت باليوم بتنسى وين سيارتك ؟
ناصر : ههههههههههههههههههههههههه عطيني عين بعد على ذاكرتي
غادة : ماشاء الله اللهم لا حسد بس أنا بتجمّد
ناصر ويقبّل خدها
غادة : هذا وقتك
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه ماتدفيك
غادة : لأ ماتدفيني
ناصر بخبث : لآ دام كذا يبيلك شي أقوى عشان يدفيك
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههه مايطوفك شي .. أبعد عنِّي خلاص
ناصر ويشدها أكثر : خلاص خلاص ماني مسوي شي .. تعالي نجلس
غادة : هنا ؟
ناصر : بس شوي أشوف الطرق
جلسُوا على إحدى كراسي الرصيفْ
ناصر فتح أزارير معطفه ليُدخل غادة بِه
غادة شدّت على معطفه حتى تشعُر بالدفء
ناصر أخرج هاتفه : أشوى القوقل ماب يشتغل ... إحنا الحين بفيكتوريا صح ؟
غادة وتنظر للوحة : إيه لافنيو فيكتوغيا
ناصر : أموت أنا على الفرنسي
غادة : هههههههههههههههه إيه تحسبني نفسك ماأعرف أقول إلا كلمتين .. سنيني ماراحت هباءً منثورا
ناصر : ماعشت فيها عمري كله بس على الأقل أفهم
غادة : طيّب شوف بس شكلك بتخليني أتجمّد هنا
ناصر : الحين الطريق ذا واقفين السيارات مانقدر نمشي فيه .. تلفت للخلف حتى يرى الطريق الآخر
غادة : طيب خلنا نروح من غيفُولي
ناصر : لآ بعيد مانقدر
غادة : اجل بنجلس كذا .. يالله ناصر والله بررد وتأخر الوقت . . هذا تاكسي ... ومشت بإتجاهه
ناصر وقف وهو ينفض الثلج من حضنه : غادة
غادة ألتفتت عليه : دقيقة خلني أكلمه
ناصر أقترب منها : ورينا الفرنسي
غادة بضحكة : بوفِي فو غولي ؟
راعي التاكسي : ديزُولِي غِيزفِيّ .. وذهبْ
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت لك من البداية اليوم النومة عندِيْ يالله هذي شقتي قريبة نروح لها مشي
غادة : معفن واضح حتى أنك متفق مع التاكسي
ناصر : رحتي له قبلي وش أتفق معه بعد
غادة تخرج هاتفها : عطني جوالك أنا جوالي مافيه سيرفس .. سحبته بالأصل دُون أن تنتظر ردّه
أتصلت على عبدالعزيز
عبدالعزيز : ألو
غادة : عزوزي
عبدالعزيز صمت لثواني ثم أردف : وقفتي قلبي شكيت في أخلاق ناصر
غادة : أسمعني حياتي الطريق موقّف و فيكتوريا كلها موقفة مررة ثلج وناصر مسوي نفسه ناسي وين سيارته
عبدالعزيز : عطيني النصاب
غادة : أسمعني حتى مافيه تكاسِي والله .. وحتى مانقدر نروح من ريفُولي مررة الثلج موقّف السير
عبدالعزيز : طيّب أطير لك يعني ؟
غادة : هههههههههههههههههههه لأ بس شقة ناصر قريبة
عبدالعزيز بحدة : نعععععععععععععععععععععععععععععععم
غادة : خلاص خلاص أنا اللي بطير لك
عبدالعزيز كتم ضحكته حتى لا يخرّب مشروع العصبية : إيه تعالي والله أبوي بيعلقك أنتي وناصر
غادة : طيب وش أسوي ؟ والله موقّف السير
عبدالعزيز : كان جلستُوا بالمطعم اللي كنتوا فيه
غادة : بيسكّر , كل المطاعم هنا تسكّر بدري .. وش أسوي عزوز ؟
عبدالعزيز : أستغفر الله من الشيطان بس
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههه والله والله لأقفّل عليّ غرفته وأخليه ينثبر بالصالة
ناصر : على كيفك ماشاء الله
عبدالعزيز سمع صوته : عطيني اياه الكلب
ناصر أخذ الجوال: مين الكلب ؟
عبدالعزيز : أنت !! يخي ماأدري وش هالحظ اللي أنت فيه ! دايم الظروف توقف بصفّك
ناصر : والله عاد الناس مقامات
عبدالعزيز : لآ يكثر وخذها شقتك وأنا بقول لأبوي أنها معاي بس والله ياناصر
ناصر قاطعه بضحكة : والله دام بالحلال تطمّن
عبدالعزيز : لا والله ؟ أسمعني صدق
ناصر : طيّب يخي تحسسني أني برتكب جريمة معها !!
عبدالعزيز : تقلَّع .. وأغلقه
ناصر : مدري متى يستحي ويعرف كلمة مع السلامة
غادة وتلصق ظهرها في صدر ناصر حتى تشعر بالدفء
ناصر أغلق أزارير معطفه عليها وسار على الرصيف للشارع الآخر حيثُ شقّته : أبيك رمح لاقطع شراييني
من كل شي غير حبك والوله يشفيني
غادة وهي ترتجف حروفها من البرد وبين ضحكاتْ عاشقه : أبيك العمر كله هالقليل الراحل
ويشهد الله إني أحبك .. ههههههههههههههههههههههههههه ماينفع البدر بهالأجواء
فتح عينيه على الصور التي ألتقطها في شقته معها , هذه الليلة كانت من أجمل لياليه في شوارع باريِس المُكتّظة بالثلج , كل ليلة مع غادة يهمس في داخله بأنها أجمل ليلة , رُغم البرد أستمتع في لحظاتها وجدًا .. أستمتع عندما تاه معها .. ونهايةً عندما أدخلها في معطفه شعر بقلبه يتسلل إليها .. قلبه إلى الآن لم يعُد.


,


دخل وهو يحاول أن يحافظ على هدوئه حتى لا يستفزه عبدالعزيز ... رأى على مكتب مقرن وهو أول مكتب عند دخُوله كُوب قهوة , هذا ماأحتاجه الآن .. أرتشف من القهوة الدافئة , ألتفت على مقرن
مقرن الذي دخل للتوّ : عافية على قلبك
سلطان أبتسم : الله يعافيك .. لازم أروّق قبل لا أدخل على عبدالعزيز
مقرن : عبدالعزيز هنا ؟
سلطان : إيه .. ترك الكوب وتوجه لمكتبه وفتحه ليراه جالس على كرسيِّه .. يُريد التحدي مع الشخص الخطأ
عبدالعزيز أسند ظهره براحة : هالمرة أنا اللي بستقبلك
سلطان بسخرية : أرفع ظهرك عشان مايبان أنه الكرسي أكبر منك
عبدالعزيز ويفهم قصد سلطان جيدًا : كم كان عُمرك لما مسكت هالمنصب ؟ كنت صغير مرة
سلطان ويجلس على الكرسي الذي بمقابله : تبي تاريخي بعد ؟
عبدالعزيز أبتسم إبتسامة عريضة : من حقّك ماتجاوب
سلطان : طبعًا من حقِّي لا تنسى مين أنا
عبدالعزيز بعبط : لآ أعرف أنت سلطان بن بدر وأنا عبدالعزيز العيد .. شايف كلنا عارفين بعض ؟ لا تخاف للحين ذاكرتي تمام
سلطان وشعر لوهله أن يعرف بأمر غادة , أردف : وتحت سلطان بن بدر مليون خط أحمر
عبدالعزيز وقف وهو يسير نحو مكتبه الآخر الضخم المكتّظ بالملفات .. كان سيسحب إحدى الملفات لولا يدّ سلطان التي لوَت ذراع عبدالعزيز للخلف
عبدالعزيز نعم شعر بتكسّر أصابع في يد سلطان وتألم لكن طبيعي لن ينطق بـ " آه " سحب يده منه
سلطان : أكسر إيدك مرة ثانية لو مديتها
عبدالعزيز وكأن شياطينه تتراقص الآن : ماعاش ولا أنخلق ياولد بدر
سلطان : أحترم المليون الخط اللي بيني وبينك عشان نفسك ماأبيك تداوم بكرسي متحرك
عبدالعزيز ويحك عوارضه كناية عن غضبه ويريد أيضًا إستفزاز سلطان : أبشر قلت لي أحترم المليون الخط !! لا بصراحة صعبة عليّ
سلطان وبنظراته يُريد قتل عبدالعزيز
عبدالعزيز بسخرية : أنا متعوّد من صغري ماأحترم الخطوط أحترم بس الأفعال
سلطان : تستهبل ؟ جايني هنا عشان تستهبل على راسي
عبدالعزيز ويكمل بسخرية : لا والعياذ بالله وش أستهبل !! خلاص ولا تزعل تبيني أحترم خطوط نقول نحترم خط المعرفة اللي كانت بينك وبين أبوي وبس أما خطوط الثانية يبي لها إعادة نظر
سلطان تنهّد وهو يعُود ليجس على مكتبه ويصارع ليُمسك غضبه
عبدالعزيز ضحك وأردف : هالخطوط واضحة للموظفين ولا بس أنا اللي نظري ضعيف
سلطان بصمت لأنه لو تحدّث سيرتكب جريمة في عبدالعزيز
عبدالعزيز : وش فيك ماسك نفسك ؟ تبي تعصّب عصّب عادي لاتجيك جلطة بس
سلطان : أنا أخاف عليك من سوء الخاتمة
عبدالعزيز ضحك بصخب : هههههههههههههههههههههههههههههههه ماني أحسن من أهلي
سلطان : أعرف وش ترمي عليه بس أنت ماتبي تتقبّل هالحقيقة
عبدالعزيز : عفوًا أيّ حقيقة ؟ آها فهمت قصدك ! تقصد أي كذبة كانت أقرب للحقيقة وممكن ينلعب فيها عليّ
سلطان ببرود : عليك نور لازم نعطيك جوّك ونقولك أيوا ياحبيبي يابابا إحنا كذبنا عليك ومررة مررة آسفين لاتزعل علينا
عبدالعزيز : لا إذا فيه غيري كان يقولك يابابا وآسفين وحبيبي لاتبكي فهذا شيء ثاني .. أنا ماينقالي هالحكي
سلطان وقف وهو يقترب منه : وش ينقالك ؟
عبدالعزيز : أنت ماشاء الله تعرف تحلل الشخصيات ! أكيد ماني صعب عليك لهالدرجة
بو سعود دخل ووقف بينهم


,

سمع صوت جوالها .. سار ونظر إلى الإسم " ريحة الجنّة " .. أغلقه وهو ينظر إليها مازالت نائمة
جلس عند رأسها , يتأمل تفاصيلها الصغيرة .. يبدُو متعبة .. تحلم الأكيد أنها ترى إحدى الكوابيس الآن
تحركت قليلا حتى أنزاح الفراش عن جسدها وبانت ملابسها الممزقه
تُركي وقعت عينه على ملابسها و يبدُو أنّ سلطان أعتدى عليها .. أتى بي هنا حتى ................. يُريد أن يتأكد لا بد أن تكُون أخبرته ...... لا مستحيل لاتملك الجرأة أن تقول له !!!!
أقترب من شفتيها ولكنها أفاقت .. شعرت أن كل مافيها تشنّج وهي تراه .. حلم أم ماذا ؟
أنفاسها تتصاعَد كـ بُركان .. حممه تسير بين أوردتها , هل هو أمامي أم حلم ؟
هذا ما وصل إليه حالي أن يستعصي عليّ التفريق بين حلمِي و واقعي !
تُركي : قلتي له ؟
الجوهرة تُغطي نفسها بالفراش وهي تصرخ : أطللللللللللللع أطللللللع لا توريني وجهك
تُركي : جاوبيني
الجُوهرة : بيذبحك لو يشوفك هنا
تُركي : هو اللي جابني لك
الجوهرة أرتجفت
تركي : قالي أجلس عندها
الجُوهرة : كذاب .. كذاب أطلللللللللللللللللللع
تُركي وقف وهو يسير لخارج جناحها
الجوهرة وقفت لتتجه وتغلق الباب وما إن ألتفتت وأُصدر هوا التكييف صوتًا حتى بكتْ بقوة خوفًا .. تشعُر بأن أحدًا بجانبها .. تشعُر بشياطيينْ تحفُّها الآن .. شيءُ يُشبه الإنكسار .. لا ليس شبهًا بل فعلا هو الإنكسار .. حزينة جدًا .. تُركي بصق عليها بالذنب , حرارة المعصية تلتهب معها رُوحها .. هي ليست هكذا .. هل أنا من بدأ المعصية ؟ هو والله هو ... أنهارت بالبُكاء .. بالحُزن .. بالقهر ... بالخوف وهي تستمع لأصوات من نسج خيالها ..... أرادته فعلا أرادته وأحتاجته الآن .. سارت نحو جوالها وهي ترى إتصالات من والدتها , ستتحدث معها في حالٍ أفضل من حالها الآن .. رسلت رسالة إلى سلطان " ممكن تجيني "

,

- باريس -
ضاقت أنفاسُها , غصَّت بالوجع فـ تقيأت بكاءً و بُكاءٍ يضجُّ بِه الحنينْ.
جالسة لوحدها بالشقة , بكت بشدة وهي تنادي في داخلها أسماء أشخاص لا تعرفهمُ .. إن حصل وكان عبدالعزيز بالفعل هو إسم أخي .. أين هو الآن ... ببكاء نادته .. وينك ياعبدالعزيز ...... وينك عن أختك ؟ ... ياربي ... يالله أنا خاوية أمتلأ بالراحلين إن كان في دار جنتك البقاء فـ خذني إليك ... آآآآآآآآه تُوجع والله توجع لا حنّيت لأشخاص أجهلهم

- الرياض –
فتح أزارير ثوبه الأولى , يشعُر بالإختناق الآن
بو سعود : خلاص أتفقنا كذا ؟
سلطان : وش قلت
عبدالعزيز : طيّب موافق
سلطان : من بكرا تداوم ؟
عبدالعزيز ويشعر بـ أحدٍ ينهش في قلبه .. أختنق بشدة وهو يعتصر بالضيق : إيه
بو سعود وضع كفّه على ظهره : وش فيك ؟
عبدالعزيز وتنفسه بدا يضيق
سلطان قام من مكتبه وأقترب منه : وش تحس فيه ؟
عبدالعزيز بدت عينيه بالإحمرار و رؤيته تضعف أكثر فأكثر
سلطان بلل كفّه بالماء ومسح على وجه عبدالعزيز : عبدالعزيز ؟
بو سعود يفتح بقية أزاريره : بدا يفقد وعيه
عبدالعزيز وأرتخى جسده على الكرسي مغميًا عليه
سلطان وضع يده على رقبته : يمكن ضغطه منخفض ..

- باريس-

تكوّرت حول نفسها وهي تبكِيْ بيأسْ والضيقْ يحاوط خاصرتها بشدة
كان مفروض بجانبي أحد .. كان يجب أن يعانقني الآن أحد .. كان و كان وكان مفروض كثير أشياء بس وينها هالأشياء ؟
ضمّت وسادتها تُريد أن تشعُر أنّ أحدًا يُعانقها.

- الرياض-

بدأت صورة سلطان غائمة و بو سعود أيضًا ..
بو سعود : عبدالعزيز
عبدالعزيز أغمض عينيه بشدة ثم فتحها
بو سعود : سلامتك .. شكلك مو مآكل من أمس
عبدالعزيز يشعُر بروح أخرى ترتجيه .. من ؟
سلطان : عبدالعزيز أسمعني وركّز .. صدقني هالمرة بس
عبدالعزيز يرفع عينه عليه و عرق يتصبب من جبينه
سلطان يُردف : لما تشيل همّ أمن صدقني ماتهنآ بنومك ليلة وأنت تحس بأحد يبدد هالأمن ويسبب لهالأرض مشاكل
عبدالعزيز مازال صامتْ .. ضائع
سلطان : لو غيرك يتكلم معاي بهالصورة صدقني ممكن أرتكب جرايم فيه لكن أنت غالي والله غالي ياعبدالعزيز .. ومستحيل أضرّك بشيء .. كل اللي في بالك غلط ..... كيف نأذِي أحد من عيالنا ؟ من عيال هالأرض ؟ مو إحنا نسهر عشان نحميكم كيف الحين نأذيكم ؟ .. فكّر بمنطقية .. كل روح هِنا نخاف عليها نخاف كثير يا عبدالعزيز , الجُوهي بس باقي لنا خطوة وينتهي هالإسم .. خطوة ياعبدالعزيز
عبدالعزيز هو الآخر ضائع في عين سلطان .. يشعر بصدق حديثه ولكن !!! : أنا روحي تفدا هالأرض بس يحق لي أعرف عن أبوي ؟ ماهو حادث طبيعي !
سلطان : حادثّ مدبّر صح بس ماراح يفيدك لو تعرف مين !
عبدالعزيز : ماهو الجوهي صح ؟
سلطان ألتزم الصمت
عبدالعزيز : جاوبني ماهو الجوهي ؟
سلطان : الجوهي هدد أبوك لكن ماكان الحادث من تدبيره
عبدالعزيز : تدبير مين ؟
سلطان : إحنا اللي خلينا مديرك مايعطيك إجازة
عبدالعزيز : أنتم !!!
سلطان : أضطرينا لما عرفنا عن التهديدات
عبدالعزيز وقف وبعصبية : كنتم تعرفون !!! ليه مابلغتوا أبوي ليه كان همكم أنا !! قولي لييييييييييييييييييه
سلطان تنهّد وهو يقف : بنفس اليوم أنا كلمت أبوك بنفسي وقلت له يجلس في البيت وقالي أنه عرس أختك وبلغته بالتهديدات .. والله ياعبدالعزيز بلغته .. قلنا مافيه غير نعطّل عبدالعزيز عشان يجبرهم يجلسون .. بس أنت بعد صدمتنا ماكنا متخيليين أنك بتتركهم توقعنا أنهم بيضطرون يروحون معاك
عبدالعزيز يشعُر بصاعقة تحل عليه الآن
سلطان عاد لمكتبه : كل شي مسجّل .. صدقني كنا خايفيين عليكم كلكم يا عبدالعزيز ... فتح الخزنه ليخرج التسجيلات المتعلقة بوالد عبدالعزيز .... كل شخص يحمل بجوازه إسم " سعودي " نهتم له ونخاف عليه !! إحنا وش همّنا غير أنكم تنعمون بالآمان ..... فيه أشياء كثيرة مانقدر نشرحها نضطر أننا مانكشفها بس صدقني لسبب واحد أننا مانضركم بشيء .. صح كنا معارضين تقاعد أبوك بس مستحيل نتعرض له بشيء ...... الجُوهي كان يهدده وكل شي مسجّل من تهديدات الجوهي له ... أول ماصار الحادث تأكدنا أن الجوهي وراه بس بعدين أكتشفنا شي ثاني
عبدالعزيز ينتظره يُكمل
سلطان : .....


,


سلّمت من صلاتِها , وفتحت المُصحفْ لتشعُر بقرب الله مِنها ....... شيء تقرف منه ومن نفسها عندما تؤدي الصلاة على أنها عادة لا أكثر .. لآتشعر بأيّ روحانية فقط لمُجرد الفرض , لكن الآن تشعُر بشيء بينها وبين الله , هذا الشيء يُسعدها جدًا .. يُدعى : طاعة و صلة بربها ... ألتفتت للباب الذي ينفتح
عبير : تقبل الله
رتيل تضع المصحف على الطاولة : منا ومنك صالح الأعمال
عبير : كيفك ؟
رتيل وهي تنزع الجلال : ماشي الحال
عبير : يعني كويّسة ولا ؟
رتيل تنهّدت : تمام
عبير لا تعلم من أين تبدأ
رتيل وتنتظرها تتحدّث , أردفت : إذا جاية تفتحين مواضيع قديمة أنا سكرتها من زمان ولا أبغى أحكي فيها .. توجهت لسريرها
عبير جلست على طرف السرير بمقابلها : بس أنا ماسكرتها
رتيل : مُشكلتك


,


في بيتٍ رثّ بأثاثه القديم , جُدرانه متصدِّعة .. شبابيكِه نصف زُجاجها مُهشّم , ضيِّق جدًا
يوسف : معليش يعني ياليت يتنازل مقامكم لمقامنا وترضين
أم فهد : لا لا مانيب راضيتن أبد إلا بـ ذاك التسلب يآخذها
يوسف يمسك أعصابه من هذه العجُوز وأردف : عاجبك يعني ترمين بنتك علينا
أم فهد : إيه عاجبنن أنت وش حاشرك ؟ حسُّوا بالقهر شوي
يوسف : إن تزوجها بيطلقها ثاني يوم
أم فهد : والله عاد أنا بحايل عاد كانكم تدلّون بيتي تعالوا
يوسف : تهددينا ؟
أم فهد بسخرية : إذا أنتم تخافون الله منتم مطلقينها من ثاني يوم
يوسف : يالله صبّر عبادك .. منصور ماراح يتزوجها لأنه يحب مرته ولا هو مآخذ عليها أحد كيف عاد إذا كان الأحد معروض عرضَ عليه
أم فهد : لآتهينن في بيتي ..
يوسف : كم تبين وتبعدين عننا
أم فهد : قلت الحتسي اللي عندي مانيب عايدته مرتن ثانية
يوسف بغضب : أنا أتزوجها
أم فهد : نبي اللي ذبح ولدي
يوسف : قلت لك مستحيل !! أنا ولا ماأليق بمقام معاليها !!
أم فهد بتفكير : والله مهيب شينة الفكرة عشان بنتي بعد ماتضايقها مرته الأولانية
يوسف : طيّب أبعدي منصور من السالفة
أم فهد تضع رجل على رجل : وأبعدنا طويل العمر عن السالفة
يوسف بتقرف : كم تبين
أم فهد : والله بنيتي غاليتن ومهرها غالي
يوسف بقلة صبر : أخلصي كم تبين ؟


,

ترتبّ المكتبة العلوية وهي تدندن بالهِنديْ , ألتفتت وصرختْ بأقوى ماعندها

.
.

لا تلهيكم عن الصلاة.
أنتهى , نلتقِي بإذن الكريمْ الثلاثاء ()
سعيدة بمُتابعة الجميع :$ ربي يسلمكم جميعًا.
لا تحرموني من جنة حضوركم.

JAN 07-04-2020 03:52 PM


رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البـارت (24)



يانبيله انا حاليا ترى ماني سعيد

ماعرف للعيد يوم

وماعرف لليوم .. . عيد

غايب وروحي جوارك

انقذيني كل ماوزني نقص حبك يزيد

انقذيني صرت اكلم نفسي ونفسي تعيد

كنّااول في انتظارك

انا وطيور القفص والباب واشجارك وجارك

كلهم راحوا وملوا ..

كلهم راحووا وخلوني لحالي .. في انتظارك

انا حاليا وحيد .. انا حاليا معيد .. لامزيد ولاجديد

الا اني اسولف مع الاخ انتظارك

عند دارك

على كرسي انتظارك

اجلس انا وانتظارك

في انتظارك ..



* سعد علوش



,

ترتبّ المكتبة العلوية وهي تدندن بالهِنديْ , ألتفتت وصرختْ بأقوى ماعندها
عائشة : بسم الله بسم الله .. ياربي هادا بيت كله مجنون ... نزلت بسرعة وهي تطرق باب الجُوهرة
الجُوهرة بتعب حملت نفسها لتفتح الباب وعقدت حاجبيها على منظر عائشة
عائشة : هادا مجنون ياربي أنا ما يأرف*يعرف* هيَّا موت ولا لأ ؟
الجوهرة : مين اللي مات ؟
عائشة : سوئاد !! أنا يشوف هوَّا فوق .. *بكت* أنا مايجلس هنا أنا بيقُول حق بابا سلتان
الجُوهرة هي بالأساس مرعوبة والآن بعد حديث عائشة سـ يجن جنونها : بسم الله عليك .... صعدت معها للدور الثالث بخطوات مرتجفة , أشغلت التلفاز الذي بالأعلى على قناة السعودية للقرآن ..
عائشة : هذا حتى هيَّا موت مافي يريّح أنا
الجُوهرة : يمكن أنتي تفكرين فيها بس
عائشة الغير مسلمة : هادا بأدين*بعدين* روح هيَّا يسوي موت أنا
الجُوهرة : وش ذا الخرافات .. نظرت لباب غرفة سعاد المفتوح وعينها على تِلك الصورة
طالت الدقائق وهي تنظر دُون أن ترمش
عائشة وتسمع أصوات من خوفها : والله هادا بيت فيه شيتان*شيطان*
الجُوهرة أكتئبت من هذه الصورة .. نزلت للأسفل وعائشة سبقتها

,

سلطان ويُشغل التسجيلاتْ ويردف : واحد من جماعات الجُوهي عطَّل السيارة لأن والده كان من المطلوبين أمنيا 2003 وتم القبض عليه .. وحبّ ينتقم بجنون بدون لا يفكّر وبعد فترة حاول الجوهي يخبيها لكن فشل لأنه محسوب عليهم ..
بدأت التسجيلات
صوتْ والده الـ أشتاقه : الحافظ الله يا بو بدر
سلطان : سلطان واللي يرحم والديك أسمعني
والده : بو بدر جتني تهديدات أقوى بس تبقى تهديدات
سلطان : بس هالمرّة غير
والده : أنا أقدّر إهتمامك وحرصك بس كلّن يموت بيومه .. لو بنسمع لتهديداتهم كان حبست نفسي من 40 سنة
سلطان : طيب عيالك أتركهم أنا الحين أخلي السفارة ترسل سيارات لهم
والده : يا بو بدر ماهو صاير الا اللي أكتبه ربي
أنتهى التسجيل
واقف , قوته ستخُونه ... يشعُر بأن قلبه يُغمى عليه الآن .. يختنق .. والده .. صوته ..... يشعُر بأن في صدره حنين له لا يُمكن تجاوزه ,
بو سعود : الجوهي كان هدفه أبوك بس كان عارف أنه خطوته بقتله بيكون خسران فيها ,
سلطان : كل اللي أبيك تفهمه أننا حاولنا نحمي أهلك بس هذا قضاء وقدر , ومازلنا
عبدالعزيز بصوت مخنوق : مازلتُ إيش ؟
سلطان أنتبه لنفسه : أقصد مازلت أحميك أنت
عبدالعزيز برجاء : كلهم ماتوا ؟
سلطان : دفنتهم بنفسك ياعبدالعزيز
عبدالعزيز كرر سؤاله غير مُصدق : ماتوا !
سلطان أعاد التسجلات إلى الدرج وهو ينظر إليه وعينيه بعينه
عبدالعزيز بلع غصته : كلهم ؟
بو سعود : مثواهم الجنة يارب
عبدالعزيز عض شفته حتى لايخُونه صبره : يعني ماتُوا ؟
وكل مرة يشعر لأول مرة يتلقى خبر موتهم , مجنُون يشعُر بأنهم أحياء
أغمض عينيه , في حضنها يصرخ " يمممه ... يممممه ردي ... لآ تتركيني ....... يممممممممممممممممممه " فتح عينيها المحمّرة ودموعها لاتخرج .. عاد لحالته الأولى .. تُكابر دموعه عليه .. لاتُريّحه .. تجعله يكتم هذه المصائب فـ ينفجر ذات ليلة يتقطع بِها قلبه الا فُتات لا يُمكن جمعه .. أخاف هذه الليلة
تنهّد وبنصف إبتسامة شاحبة : أنا أستأذن
سلطان : أنتبه على نفسك
بو سعود : أرجع البيت لا تتعب روحك
عبدالعزيز : إن شاء الله .. وخرج من مكتبه ... يسير بإتجاه الباب وعينيه تتأمل من حوله وكأنه لأول مرة يدخل المبنى , يوجع بالحيل يوجع هالحنينْ.
وضع شماغه على كتفه وهو يسير نحو سيارته و أجواء الرياض تهيُّض في داخله الحنين لأهله .. للوطن .. ولا يعني بالوطنُ أرضً , الوطنْ : قلب تجدهُ ملاذًا لرُوحك و تستوطنُ في أحشائه.


,


- باريس –
تتقيأ مع أنها لم تأكل شيئًا يُذكر , دماء تخرجُ من جرح حنجرتها في التقيؤ.
والدتها من خلفها وهي تضع حقيبة اليد على الكنبة : وش فيك ؟
رؤى تتمضمض , أخذت المنشفة ومسحت وجهها : كنت بأنام بس عوّرني قلبي
والدتها : بسم الله عليك , قلت لك خلينا نروح لدكتور يكشف عليك يمكن
رؤى تقاطعه : عبدالعزيز وينه ؟
والدتها صُعقت في مكانها
رؤى : وينه ؟
والدتها : الله يرحمه
رؤى : قلبي يقول أنه هنا .. عندي .. حولي .. يمه تكفين أكذبي بكل شي الا هذا
والدتها : ماأكذب هذا الصدق .. خلاص يارؤى تعبت منك ومن زنِّك وتكذيبك .. كلهم ماتوا لازم تقتنعين بهالحقيقة .. أبوك أختك وأخوك كلهم ماتوااا ... ماعندك أهل ماعندك غيري .. أنتهى أنتهى يارؤى لاعاد تفتحين هالموضوع .. وتركتها وهي تتجه لغرفتها
رؤى جلست بضعفْ , مسكتْ الجوال وحرّكت أصابعها على الشاشة وصوت يُصدر " contacts " دخلت ووضعت أصبعها على أول إسم فصدر صوت " mum " نزلت للأسفل " wleed " خرجت للشُرفة وجلست حتى لا تسمعها والدتها وأتصلت عليه.

كان يُرتب شقته التي تعمّها الفوضى .. أوراق من الجامعة مازالت تختبأ بين رفوف الكتُب .. ربطة عُنق على طاولة الطعام .. تمتم : لازم أجيب أحد ينظف بجلس طول يومي أنظف في هالفوضى .... و ربطة عُنق أخرى تلتف حول ساقِه .. رفعها وأبتسم وهو يدسُّ أنفه بِها ... قبل العملية عندما أتى بِها إلى تِلك البُقعة الخضراء و أغمض عينها حتى يشعُر بِها ... سمع صوت هاتفه , تجاهله أراد أن يختلي مع نفسه و ( نفسه ) ضمير خجُول يعُود تقديره على " رؤى " , رنين الهاتفْ يُزعجه ولكن تناساه وهو يرفرفْ مع ذكراها ......... هذه الأنثى غيَّرتْ بِي مفاهيمْ.

تنهّدت , بالطبع لا يُريد أن يرد عليّ .. أنا من تركته كيف أتصل عليه ؟ .. بللت خدها ذِكرى وليد , رُبما نساني الآن مثل ماتقُول أمي , توجّع قلبِها من مسألة أن ولِيد نساهَا , كانت ترى في نبرة صوته حُب ... يالله.

وضع ربطة عنقه في درجه الـ بجانب راسه , رفع هاتفه ورأى إسمها .... لم يُصدق رمش كثيرًا حتى يُصدق بأن رؤى أتصلت عليه , أبتسم ببلاهة فـ نفسه تتوق و الله تتوق لصوتها و أنا وربُّ عظيم أحبها.
أتصل عليها .. ثواني وأنفاسها تدغدغ مسامعه
لا كلمات .. أنفاسهُم في حوار خاص الآن
لا حرُوف تجرأ أن تُقاطع حديث الأرواح .. هل جربت من قبل حديث بين قلبين ؟ شيء من خُرافة العشق تتشكَّل بالحقيقة
حنين له , شوق يفيضُ بعينيها .. دمُوع تسقط شوقًا له
- لو لي مقدرة في إقتلاع حُزنِك .. لو لي
أشتقتْ لصباحْ يترنَّم بِك , يبدأ بِك , ينتهي بِك , و ماوسطُ العُمر إلا لك
- أشتقت لـ عينك وهي تصارع الدمعة على حافة أهدابك.
تحدّثت بصوت أشتاقته كثيرًا : أشتقت
وليد جلس على طرف سريره : فقدتك
رؤى : ما عرفت أنساك
وليد : ما فكرت حتى أحاول أنساك
رؤى ببكاء أردفت : أصدّق قلبي ؟
وليد : ما عُمره كذب
رؤى : و فيك ؟
وليد : أحبه كثير
رؤى بصوت مرتجف من البُكاء : وأنا أكثر
وليد : عيني لا ضاقْ بها النظرْ أحبّ الشُوف من زاوية قلبك
رؤى : و أنا عين حُبِّك تكفيني ولا أبي غيرها نظر


,


بجانبه , صمت .. يالله يؤلم صمت الأموات هذا .. حوار آخر يحصُل بين الذكريات ، ظهره مُنحني وكفوفه على رأسه وعينيه مُحمَّرة .. لا يبكي لكن يتوجّع .. أما الآخر أنظاره على السقف ينظُر لدُخان الذكرى و نار الحنين كيف تحرق كل من حوله.
ناصر وهذا السكُون يُحدث ضجيج في قلبه : كنت خايف أنهم يكونون ورى الحادث الحين تطمّنت
عبدالعزيز رفع عينه عليه : ما تغيّر شي
ناصر بصمت ينظر لعينيه .. عينا غادة أمامه
عبدالعزيز : تدري أني أغبطك
ناصر : بإيش ؟
عبدالعزيز : تصبّر جوع قلبك لها فيني .. وأنا من يصبّرني ؟
ناصر أبتسم بإنكسار , ونزلت دمعة حرقت خده بألم
عبدالعزيز و تسقطُ هو الآخر دموعه
ناصر شتت أنظاره عن رفيق رُوحه .. سينهار بالبُكاء لو وضع عينه في عينيه وهو يبكِي
عبدالعزيز بصوت مخنُوق بالبُكاء : وأغبطك بعد كنت تصوّر كل لحظة ليتني كنت مثلك .. ليتني صوّرت فرحنا وحزننا وأروي هالقلب ... ليتني
ناصر أنحنى بظهره وغطى وجهه بكفوفه ودموعه بللت أصابعه
عبدالعزيز : تعبت تعبت من الكتمان من الكبت هذا . . ودِّي أخدّر هالذاكرة . .أذبحها أنحرها .. أنسى , مشتهي أنسى ... كيف أنسى ؟ .. عرفت قيمة جدي وجدتي لو أنهم عايشيين كان عوضوني شوي ... كان رميت نفسي على حضنها .. كان صرخت وقلت هذا حضن أمي ..... لو بس يصبّح على جدي ويسألني عن حالي كان قلت للحين أبوي عايش ويهتم فيني .......... محد يا ناصر عندي .... مححد .... أحس قلبي بيتقطع لو أصبر أكثر ... أحس بالموت يقترب مني .. أخاف الموت وأخاف الحياة ..... وش الحل ؟ الحياة تجبرني أذنب ؟ أخاف الحياة تخليني أتمادى بذنوبي و اخاف الموت يكتم على صدرِي وأنا ممتلي ذنوب ... هو فيه منطقة بين الجنة والنار؟
ناصر رفع رأسه وعينه تفيض بالدمُوع : لأ
عبدالعزيز بكى ومثل حالته كأنه للتو يُخبرونه , ضغط بكفوفه رأسه : ليه بس ؟ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه بس آآآآآآآه
ناصر وشعر بـ حمُوضة الليمون حين تُعصر على الجرح الغائر .. فقط عندما سمع الـ آآه منه.
عبدالعزيز : ودِي بهم و أبيهم .. طيّب ودِّي بي ؟ عبدالعزيز ذاك اللي كان يعيش عشان يومه وبس .. خذوه حتى هو خذوووه
ناصر : الحُب شاب و خاف المرض و المُوت
عبدالعزيز : ما شاب في صدرِي حُبهم .. هذا الشيب من الحزنْ
ناصر : وكل مرة أحس وكأني شفتها أمس
عبدالعزيز : أحس أنهم أحياااء حولي
ناصر أخذ شهيقْ وكتم زفيره ليخفض رأسه و يبكِي
عبدالعزيز تقدم له وجلس عند ركبتيه : تحس أنهم أحياء ولا بس أنا المجنون ؟
ناصر ويتألم بشدة : مجنووون مجنووون يا روح ناصر
عبدالعزيز وضع رأسه على ركبتيّ ناصر و كان في وضع إنهيار تام.


,

مسك هاتفه و رأى رسالة " ممكن تجيني " رفع عينه لبو سعود المنشغل : بو سعود
بو سعود ولم يرفع عينه على الأوراق : سمّ
سلطان : بسألك الجوهرة وعلاقتها مع تركي يعني بينهم مشاكل
بو سعود ألتفت عليه : لأ , بالعكس تركي قريب منها كثير ومن البنات الجوهرة أقرب له
سلطان : يعني مابينهم مشاكل ؟
بو سعود : لأ مستحيل لو زعلوا تلقاه من بكرا مراضيها
سلطان وينظر للساعة التي قاربت الثالثة فجرًا : طيب .. أنا رايح البيت ...
بو سعود : بحفظ الرحمنْ
سلطان خرج وهو يحاول فكّ لُغز الجوهرة , " ممكن تجيني " .. وش صاير ؟ خاف عليها , هذه الرسالة منذ ساعات طويلة ولم ينتبه لها .... رأى السائق نائِم , طرق على شباكه : روح لبيتك , ثاني مرة لا جت الساعة 11 وماطلعت أنا أرجع بسيارتي
السائق : زي ماتبي طال عُمرك .. وحرّك
سلطان ركب سيارته وتوجه لقصره


,

لم يأتِها النومْ , تقلبت كثيرًا .. يقتحم عقلها الآن بـ قامته , تأفأفت كثيرًا .. أتجهت لشُباكها ... يبدُو أنّ عبدالعزيز نائم , تُحاسب خطواتها وبشدة .. أجلس قليلا بالحديقة لن يشعُر بي أحد .. رفعت شعرها وأبتسمت أمام المرآة من وصف عبير لشعرها , ضحكت و أبتعدت عن فكرة النزول للحديقة وأخذت الإستشوار السيراميك , منذُ فترة طويلة لم تغيرّ منه , أعتادت على الكيرلي , مرت دقائق طويلة جدًا و تلتها ساعة .. إلى أن تبقت بعض الخصَل
ألتفتت على بابها الـ ينفتح
بو سعود : وش مصحيك ؟
رتيل : ماجاني نوم قلت أستشور شعري
بو سعود أبتسم : تستشورينه ؟ الحين ؟
رتيل : وش أسوي طفشت
بو سعود : ههههههههههههههههههههه من زمان ماشفتك كذا
رتيل وهي تنظر للمرآة : إيه حتى أنا حسيت من زمان ماخليت شعري ناعم
بو سعود : تشبهين أمك كثير بشعرك
رتيل أبتسمت
بو سعود : طيب لا تسهرين كثير وصحيني الساعة 9 لأن شكلي إن نمت ماني صاحي الا على صلاة الظهر
رتيل : لآ تشغل بالك بصحيك إن شاء الله
بو سعود : تصبحين على خير
رتيل : وأنت من أهل الخير والسعادة ... أنتهت من آخر خصلها
شعرها ذو لون الشوكلاته على بشرتها البرونزية ينساب بهدُوء الآن
بجنُون الفضاوة , أخذت الكحل الأسود و رسمتْ على الطريقة الفرنسية كحلها .. أخذت الماسكرا و أتى دور الرُوج , آآآآ أيّ لون .... المخملي العنابي معه يشعّ لون بشرتها بالفِتنة , ضحكت وهي تتمتم : باقي فستان.
تركت نفسها على البيجاما وتمنّت لو عبير صاحية وتشاركها جنُونها الآن ... طرقت الباب , قليلاً ثم فتحته وعينيها تتجه للوحات وصورها , لم تنتبه لهم من قبل
عبير خرجت من الحمام وهي تنشف شعرها بالمنشفة : رتيل
رتيل أستدارت نحوها : طفشت وقلت بشوفك إذا صاحية .. وش هالصور ؟
عبير أرتبكت : في محل فاتحينه من فترة لبنات سعوديات يرسمون ويسوون أشياء زي كذا عاد طلبت منهم
رتيل : آها .. طيب بتنامين ؟
عبير أبتسمت : وش مسوية بنفسك ؟
رتيل : مليت مررة قلت ألعب بشكلي شوي ..
عبير : هههههههههههههههههههههه بس حلو لون الروج
رتيل بضحكة : فتنة
عبير : بقوة هههههههههههههههههههههههههههههههههه
رتيل : إذا إحنا مارحنا الحفلة , الحفلة هي اللي تجينا
عبير سارت معها لغرفتها : ناقصك تلبسين فستان وتكملين
رتيل : فكرت فيها والله بس قلت لا تجيني جنون الأنس وتتلبّسني
عبير رفعت شعرها المبلل : تحمست أمكيج نفسي ... وفعلاً تفننت في وضع المكياج
رتيل : يارب كام أبوي تشتغل .. نزلت للأسفل وهي تبحث في الدروج عن كاميرة والدها , وجدتْ حقيبة الكاميرا , صعدت للأعلى وضعت الحقيبة على السرير وهي تخرجها : أشوى بطاريتها تشتغل بعد .. شغّلت وضع الفيديو .. يالله عبير لفّي
عبير وتضع الماسكرا ألتفتت عليها : ههههههههههههههههههههههههههههههههه
رتيل : هذه إحدى أيام الفضاوة

,

فتح الستائر حتى تخترق الشمس قصره .. صعد للأعلى بخطوات خافتة حتى لا يُخيفها .. فتح باب جناحه بهدُوء
لم تنام بعد , تنتظره .. ألتفتت وهي لا ترى سوى جسد : سلطان ؟
سلطان أشغل أنوار الجناح : إيه
الجوهرة قامت من سريرها وركضت نحوه لتختبىء بِه
سلطان رفعها قليلا عن مستوى الأرض حتى تصل إليه وهو يعانقها ويشعُر بأنها ستدخُل في صدره
الجوهرة تُغطي وجهها بكتفه وتبكِيْ ..... هل الشعُور يصل ؟ العناق يصِل بِه شيء يُقال له : حُب.
يدسُّ أنفه بمسكٍ بين خصلاتِ شعرها , عُمق ما تشعُر به يصل إليه ولكن يجهل السبب .. الحُزن الذي يفتفت قلبها ويسكُب الطُهر من عينها أشعُر بِه والله أشعر يالجوهرة.
هذا الأمان أريد أن أختفِي به .. أعتكف في يسار صدره وأختبىء ولا أخرج لأحدٍ سواه
سلطان همس : ماتبين تقولين شي ؟
الجُوهرة أبتعدت عن حضنه وكفوف سلطان تتشابك مع كفوف الجوهرة : خفت
سلطان : بسم الله على قلبك من الخوف ... وسار بها وجلس على الكنبة.
نزع جزمته ورفع عينه عليها : مافضيت أمسك جوالي ويوم مسكته شفت المسج
الجُوهرة : آسفة أزعجتك بشغلك بس
سلطان ويفتح أول أزارير لبسه العسكري الذي أرتداه بآخر دوامه مع بو سعود وتدربُّوا : لا إزعاج ولا شي .. بس إيش ؟
الجُوهرة وفكها السُفلي يرتجف ويترطم بفكّها العلوي بتوتّر
سلطان أبتسم وهو يرفع حواجبه : بس وشو ؟
الجُوهرة : ما أعرف أهرب منك .. كل ماحاولت أبعد عنك أرجع ألاقيني فيك
سلطان بضحكة وهو يجلس بجانبها : وأنتي تفكرين تهربين مني ؟
الجُوهرة بحرج توترت " بغت تكحلها عمتها " و ريحة العُود تخترق أنفها
سلطان ينظر لشيءٍ خلف الجُوهرة : خربت نومي والله
الجُوهرة ألتفتت ولكن هذه إحدى حيَل سلطان حتى يُقابل وجهه وجهها , باغتها بـ قُبلة عميقة
أغمضت عينها تُريد أن تحيَا الحُلم ولو لمرة وكفوفها مرتخية على صدره , أول قُبلة , أول شعُور , أول عناق .. هذا من المُحال نسيانه .. رجُلِي الأول في قلبي لا يُنسى منه شيء | حتى أبسط الأشياءِ و أصغرها.
أغمض عينه لأنثى وحيدة فريدة .. الحروف تتساقط من شفتيه وتعبر شفتيها بسكُون , تلتحمْ شفتيه بشفتيها , قُبلة ذات معنى عميق بداخله و داخلها .. قُولي لهم ما عاد يستهويني الحديثُ باللسان .. قولي لهُم أنا الباذِخة لا أتحدَّثُ سوَى بالقُبل الشهيّة.
أخبرهُم أنني أراك الوطنْ و شيء تلاشى قد عاد يُدعى : أمان .. أخبرهُم أنني أخاف حُبّك .. أخبرهم أنه قلبِي يريدك لكن الحياة لا تُريديني معك و الحُب لا أناسبه ولكنني أراك بِه.
فتح عينه وهو يبتعد وذراعه مازالت تُحاصرها , يتأملها وإبتسامة تعتليه , مازالت مغمضة عينيها
هي بللت شفتيها ومن ثم فتحت عينيها وهي تتجه مباشرةً لعين سلطان , أرتبكت بشدة و بياضُها يتحوَّل للحُمرة , أبعدت كفوفها عن صدره وهي تبحث عن فُرصة الهرب من عينيه. , وقفت ببلاهة : تمسي على خير . . . . وأتجهت لسريرها وهي تغطي وجهها بأكمله
سلطان وهو يتجه ليآخذ شاور بعد التدريب الشاق الذي تدرّبه : وأنتي من أهل الخير


,

بجانب الشباك جالسة وكفوفها على بطنها المُنتفخ , أبتسمت وبعينيها تلمع الدمعه : تحس فيني يايمه .. يارب يخلي لي عبود وتقر عيني بشوفته ..... وتقر عين أبوك بشوفتك .... شعرت برفسه .. ضحكت بفرح .... وعين أبوي أنت ... وفديت قليبك ..... متى أشوفك بس ؟ .. رأت يوسف الداخل ومعه والده .. شعرت بـ وخز في يسارها من منظر الغضب المتشكّل على ملامحهم .... نظرت لساعتها * التاسعة صباحًا * رُبما تلقوا خبر سيء ... أرسلت بالواتس آب لـ ريم " ريوم إذا صاحية بليز أنزلي تحت شوفي عمي "
أتاها الرد " دايخة بنام .. ليه وش عندك ؟ "
نجلاء " مدري أحس فيهم شي روحي شوفيهم وطمنيني "
ردّت ريم " طيب هذا أنا نازلة "


,


على طاولة الطعامْ ,

بو سعود : أنهبلتوا ؟
رتيل : ههههههههههههههههههه
بو سعود يشرب من كأس العصير : أنا تأخرت .. أنتبهوا لا تسوون شي أخاف من هدوئكم
عبير وهي تدهن قطعة التوست بالجبن : تطمّن
بو سعود أعطاهم نظرة تحذير وخرج .. توجه لعبدالعزيز قبل أن يخرج
دخل ونظر لناصر المستلقي على الكنبة و بالمُقابل عبدالعزيز على الكنبة الأخرى , التكييف المركزي بارد جدًا , أخذ فراش عبدالعزيز من سريره وغطّى ناصر .. وبحث بالدولاب عن فراش آخر ولم يجد .. أغلق الستائر حتى لايخترق الضوء ..... عاد للقصر وكانت رتيل تطبّل على الطاولة وتدندن : ودعتك الله يانظر عيني بأمانة اللي ماغفت عينه ماودِّي تترك يدك يديني .. فرقا الحبايب يابعدي شينة
عبير : خلك معي ولا تخليني دنياي بعدك ماهي بزينة فيني ياخلي مايكفيني الله يصبّر قلبي ويعينه
رتيل : عاشوا .. ههههههههههههههههههههههههههه
عبير وضعت التوست في الصحن وتطبّل على الطاولة : حاولت أسافر يالغضي وياك لكن شسوي عيّت ظروفي القلب يصرخ مايبي فرقاك ولهفة حنيني تصرخ بجوفي
رتيل : والله ماأسوى أنا بلياك أسمع كلامي وصدق حلوفي أنت وعدت بترجع وألقاك والحر دايم لا وعد يوفي
بو سعود تركهم وواضح عليهم أن النفسيات بدأت تتحسن , أخذ فراش من أول غرفة ورجع لعبدالعزيز وغطاه وأغلق الباب عليهم .. وتوجه لعمله
بجهة أخرىَ
مرّت الخادمة أمامهم
رتيل : تعالي أرقصي
ساندي : لآ
رتيل : هههههههههههههههه صدقت .. أنا تهيّضت نفسي على الرقصْ ....
عبير : لو بإتصال أرجوك طمني وخبرني وشهي آخر علومك .. أوصف لي أوضاعك وعلمني شلون تقضي بالسفر يومك
رتيل وهي بدأت ترقص وهي جالسة :d : ولا برسالة شوق راسلني واكتبلي افراحك مع همومك
عبير وهي تضحك أردفت : وإذا نويت ترد خبرني أبحتفل ياخلي بقدومك . . ألفحي بشعرك حللي الإستشوار
رتيل : ههههههههههههههههههههههههه ... وقامت من الطاولة وبنصف الصالة بدأت بالرقص
عبير تصفق لها : الموت في بعدك يناجني والعمر بعدك يكره سنينه .. لجل المشاعر خلك بعيني وأنسى السفر لاعادت سنينه
رتيل : هههههههههههههه غيري خلاص هذي ماترقّص ........
عبير : ذيك اللي تحبها أفنان وشهي ؟ أزعجتنا فيها
رتيل : إيه إيه لحظة بتذكر
عبير وتعود لأكلها : أستغفر الله لازم إحترام للنعمة
رتيل : طيب أكلي أخلصي ماصار فطور
عبير : هههههههههههههههههههههههه خلاص الحمدلله .. .سااااااندي .. تعالي شيلي
رتيل : ياربي نسيتها
عبير وتقوم معها وتتجه للتلفاز وتضع على إحدى القنوات : جتّ بوقتها ترقص بقوة .. وبوسط الصالة مع رتيل " تنكسُّوا "

,
ريم : وش صار ؟
أبو منصور : الحمدلله كل شي تمام إلى الآن , ينتظرون إعترافات يزيد وبيتم النطق في الحكم إن شاء الله من صالحنا
يوسف ومُتعب , أستلقى على الكنبة
ريم : نام فوق
يوسف بإستظراف : لآ خليني عايش الدراما ويعنني حزين
ريم : ههههههههههههههههههههههههههههه يخي رايق حتى تتطنز
يوسف ويقصد بـ الذبة والده : وش نسوي بعد على الأقل ماظلمنا أحد
بو منصور : يعني ماترمي كلام علي يامال اللي مانيب قايل
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههه حقك علينا
ريم : شفتوا منصور ؟ كيف حاله ؟
يوسف : الحمدلله بخير يعني تعبان أكيد بس الحمدلله
ريم : والله حتى نجلا الله يكون بعونها
يوسف بسخرية لاذعة على نفسه : يبه الحين زواجي بنسويه وين ؟
هيفاء دخلت على جملته وضحكت : وين ناوي تسويه ؟
يوسف : مدري أفكر بأي قصر أسويه ؟
بو منصور : تستظرف أنت وهالراس .. وخرج
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله أنهلكت تعبت ودِّي انام شهر تعويضًا على الأيام اللي فاتت
هيفاء : وشلون منصور اليوم ؟
يوسف : أبد يطق أصبع
هيفاء : أتكلم جد
يوسف : تعبت وأنا أقول تعبان بس بخير
هيفاء : قذافي من جد .. كيف تعبان وبخير
يوسف : يعني أكيد تعبان بس يعني ماهو طايح من التعب يعني الحمدلله
هيفاء وتجلس بجانبه : أمي أمس تقول أسمها مهرة .. هههههههههههههههههه يوسف ومهرة ههههههههههههههههههههه أقول أطلب النظرة الشرعية شفها مزيونة ولا لأ
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أي نظرة أي بطيخ من أول يوم بتشرّفنا هنا
هيفاء : صدق
يوسف ويمثّل الحزن : إيه والله أمها تبي تنقلع حايل ورمتها عليّ
هيفاء : ههههههههههههههههههههههه بس حرام والله تكسر الخاطر
يوسف : أنا من الحين أقولكم لو كسرت خاطري وكذا حسيتها فقيرة ومسكينه بتركها بحالها لكن إن طلعت عوبا والله لأطلع حرّة منصور فيها
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش بتسوي يعني ؟
يوسف : والله عاد أمها قوية شوي وتمسك عقالي وتقطعه على ظهري فـ نشوف البنت
ريم : لآ حرام تلقاها ضعيفة ومالها ذنب
يوسف : أي ضعيفة خليها على ربك بس
هيفاء : طيب وش يعني بتطلقها
يوسف : من جدك !! قسم بالله أكسر خاطر نفسي كنت أقول أنا بكون حديث فتيات الرياض بحُبِّي لزوجتي فجأة ألقى نفسي مع ذي اللي إسمها مهرة
ريم : ههههههههههههههههههههههههههههههه أمحق حديث فتيات بعد !! يا هو حظك مضروب
يوسف : والله شي مو طبيعي بس عاد والله إن طلعت شينة بسحب عليها .. يعني مزيونة وكلبة أوكي لكن شينة وكلبة لألأ وألف لأ
هيفاء : أنا إحساسي يقول أنها مزيونة كذا الإسم فخم مبيّن
يوسف : شوفي ريم إسم فخم وتجيب العلة
ريم : ياكلب صدق أنا أجيب العلة
يوسف : امزح يختي خلوني أفضفض شوي والله مقهور
هيفاء : فضفض ياعيني
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص خلصت الفضفضة
هيفاء : ياشقاك وأنا أختك ههههههههههههههههههه
يوسف : ودِّي أسوي معها حركة وصخة أوديها حايل عند أمها وأنحاش
هيفاء : أفآآ هههههههههههههههههههه مو قلت بتطلقها بعدين
يوسف : أنا قلبي مفتوح للحب مع أي حشّرة من جنس حواء فعشان كذا أنا عندي أمل أنها تكون جميلة خُلقًا و خلقًا
هيفاء : طيب إن كانت جميلة خلقًا وقبِيحة خُلقًا
يوسف : لا بهالحالة أنا ماأتحمل , تعرفين المزايين اللي مثلي مايقبلون يعني مايقدرون يعيشون بدون جمال
هيفاء : تلايط بس
ريم : ولا يقول حشرة كفوك يعني تحب الرخيصة عادي مايهمك
يوسف : طبعًا الحشرات اللي زيّك يفهمون الكلام زي مايبون .. أنا لا بغيت أحبّ بتكون ملكة في عيني هي أصلأً ملكة بدوني بس بتكون أميرة يعني كيف أوصف لك بتكون فريدة عن بنات جنسها لسبب واحد أن يوسف عبدالله بكبره حبّها .. بس طبعا هالكلام ماراح يصير مع المدعوة زوجتي لسبب وحيد بعد لأنها مهي ملكة بدوني هههههههههههههههههه الله يصبّرني بس أحس بدخل حرب أول مايقول الشيخ ألف مبرووك
ريم : شف من وجهة نظري أنك تحاول تتكيف يمكن خيرة لك .. وحاول تحبّها يخي عادي كل الحب يجي بعد الزواج
يوسف يمثل الملامح الحزينة : آخر عمري كذا زواجي والله بموت .. من يومي مراهق وأنا أهايط على ربعي بكيفية زواجي وآخر شي كذا


,

أفنان : يمه ماترد وش أسوي طيب ؟
أم ريان : قلبي ماهو متطمن لايكون صاير بهم شي
أفنان : توسوسين يمه صدقيني مافيها الا العافية
دخل تركي : السلام عليكم
: وعليكم السلام
أم ريان : توّك راجع ؟
تركي : إيه
أم ريان : شفت الجوهرة ؟
تركي : إيه بخير ماعليها
أم ريان : الحمدلله .. طيب وراها ماترد علينا
تركي : يمكن نايمة . . أنا بدخل أنام تعبان , تمسون على خير .. وصعد للأعلى
أم ريان : أتصلي عليها مرة ثانية
أفنان : طيب .. أتصلت مرة أخرى
أم ريان : من أمس ماترد عليّ
أفنان : يمكن مشغولة وتوّه تركي يقولك أنها بخير
أم ريان بتوتّر : طيب وراه ماترد ؟ أكيد فيها شي أنا أعرفها بنتي ترد علي بسرعة

بجهة أخرى

أنزعج من رنين الهاتف , ألتفت عليها : الجوهرة ... الجوهرة ... عندما يأس دفن وجهه بالمخدة فهو يريد النوم ولا يريد غيره
الجُوهرة سحبت الجوال وردّت دون أن ترى الإسم وبصوت كله نوم : ألو
أفنان تمد الجوال لوالدتها : هلا
الجوهرة لم تُركز بالصوت وهي في إغماءة النوم : مين ؟
والدتها : أنا أمك , نايمة ؟
الجوهرة : هلا يمه ماأنتبهت
والدتها : خلاص أرجعي نامي ولا صحيتي كلميني .. نوم العوافي يايمه .. وأغلقته
أفنان : أرتحتي هذا هي نايمة وبسابع نومة


,

في المطبخ تقصّ عليهمْ ماحدثْ
عائشة للخدم ذو الجنسية الفلبينية : أنا فيه سوِّي صوت واجد آشان*عشان* يسأمني*يسمعني* بس مافيه أهد يجي
الخادمة : ديفال أووه ماي قاد !! وير ؟
عائشة : فوق إن لايبراري
الخادمة الأخرى : أنتي مجنون
عائشة : والله عظيم أنا يشوف
أنرعبوا الخادمات من وصف عائشة
عائشة : يجي من ورى يممه يممه هادا مجنون يوقف .. يمكن يبي روه*روح* أنا .. بس يقوم بابا سلتان أنا بيسافر ما يجلس في هادا بيت


,

أخترقت رائحة العطر بقوة في أنفه , فتح عينيه وألتفت على ناصر الـ مازال نائم .... أبعد الفراش عنه وأتجه نحو الحمام ..
أم عبدالعزيز : وبتودي غادة الساعة 5 وياعيني جيب بطريقك هديل من الجامعة
عبدالعزيز وهو يُغسل وجهه : يمه توّني صاحي وأشتغلتي عليّ
أم عبدالعزيز : هههههههههه ياروحي وش أسوي ماأبغى انسى
عبدالعزيز : إن شاء الله تبشرين أنتي تآمرين وبس
أم عبدالعزيز : ياعلِّي ماأنحرم من نورك .. يالله توضأ وصلّ وأنا بحضِّر لك الفطور

فتح عينيه على المرآة وهو ينظر لملامحه الشاحبة من بُكاء الأمس ... أخذ المنشفة ومسح وجهه ... وتنهّد ورأى ناصر ينظر لساعته : صباح الخير
ناصر : صباح النور ... تأخرت على الدوام
عبدالعزيز : أسحب بتوقف على يوم
ناصر وقف وتوجه للحمام وهو يقول : أكيد بسحب
عبدالعزيز وهو ينظر للستائر المغلقة .. يبدو بو سعود دخل ونحنُ نيَام .... نظر للفراش الأبيض ..... المُشكلة ما عُمري شمِّيت ريحة عطرها عشان أعرف هو لها أو لأ .. ضحك على سذاجة تفكيره وأبعد الفراش على الكنبة وجلس ..... أخذ قارورة المياه الـ بجانبه وبدفعه واحدة أفرغها ........ ناصر جلس وأنحنى ليلبس جزمته : طيب ماراح تقولي أفطر عندي
عبدالعزيز : هههههههههههه لأ توكّل لأني برجع أنام
ناصر أبتسم : بخيل
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طالع عليك
ناصر وقف ويغلق أزارير ثوبه : أشوفك على خير
عبدالعزيز : إن شاء الله ... وخرج معه وسمعُوا صوت الأغاني
ناصر : حفلة الصبح !!!
عبدالعزيز بسخرية : بنات طال عُمره كل شي عندهم غير
ناصر ضربه على صدره بخفة : خفف من حقدك
عبدالعزيز : ماني حاقد بس سألتني وجاوبتك
ناصر أكتفى بإبتسامة ذات مغزى .. وركب سيارته وذهبْ
عبدالعزيز عاد لبيته ولكن لفت إنتباهه للنافذة وستائرها الغير المغلقه ... رآها وضحكاتها تنتشر و ترقص بطربْ .. وكأن الأرض توقفت الآن .. عيناه عليها .. شعرها لأول مرة يراه بهذه الصورة .. تفاصيل ملامحها وكأنه للتو رآها .. مرّت عبير من عند رتيل
أخفض نظره : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ... و دخل بيته وهو يلوم نفسه .. يعني هي حلال وأختها حرام .. يالله على دينك ياعبدالعزيز ... تمتم : اللهم إنك عفوُّ كريم تحب العفو فأعفُ عنِّي.

يُتبع

في الإشارة -
زحمة الرياض لا تُطاق .. ,
غادة وعلى أرصفة باريس تستدير حول نفسها : وهواها وزحمتها كل شي كل شي بالرياض يهبّل
ناصر : هههههههههه هذا وأنتي مازرتيها الا مرة وتقولين كذا
غادة : يكفي أني منها
ناصر : أبوك من تزوج أمك وحطّها في باريس ومن وين لوين تشوفونه بعد ماتقاعد صار يقابلكم وصار يحشرني بقوانينه وهذا إيه وهذا لأ
غادة : لا تحكي عن أبوي فاهم
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب آسفين
غادة : إيه بعد شوي تسبه قدامي
رفعُوا أعينهم للألعاب النارية في السماء ..
غادة : الله
ناصر ويعانقها من الخلف : شايفة كيف يختفي النور بالسماء هذي حالتِي لا بغيت البُعد .. يختفِي هالشعُور بثواني و يلسعنِي بحراراته وكأنه يقول مجنون والله مجنون إن فكّرت بالبُعد .
غادة تبتسم وخدّها يلتصق بخدّه : وشفت كيف هالسماء تنوِّر بالألعاب النارية ؟ حالتي تماما معاك .. لما أشوفك أحس بـ كلِّي ينوِّر بِك .. وعيني تستمِّد ضوئها من حُبك
ناصر أبتسم إلى أن بانت صفَّة أسنانه العليا وهمس : أوعدني لو تغيب عن بالك ماأغيب أوعدني بالسؤال لو يعني البعد طال
غادة : أوعدني بكلمتين مو أكثر من كلمتين أرضي فيهم حنين عمره سنين
فاق على صوت بواري السيارات الغاضبة , حرّك سيارته وهو متعرق من الذِكرى وبصوت أنخدش بالحنين : بس كلمتين يا غادة


,

أنيق جدًا وهو يُضبِّط نسفة غترته .. تعطر و نظر لنفسه نظرة آخيرة
آخرٌ بنبرة ساخِرة : رايح لها ؟
هوَ : ماهو من شؤونك
- : بس حبيت انبهك .. ماتنفع لك صدقني ماتنفع
هوَ : أبلع لسانك ولا تجيب سيرتها
- : ههههههههههههههه لايكون بس تغار !!
هوَ : لا بس ممكن أخليك مروحة لنا كم يوم
- : عشان بنت عبدالرحمن !!! والله أمرك غريب
هو : أكرمني بسكوتك ... وخرج


- الثالثة عصرًا –

عبير : أنا عندي موعد ضروري
رتيل : ياخاينة تخليني
عبير : موعد أسنان مايتأجل
رتيل : طيّب
عبير صعدت للأعلى لترتدِي عبائتها ... أول ماأدخلت عبائتها شعرت بعطرها يخترق أنفها ... جلست لثواني تتأمل نفسها فـ نزعت العباءة وهي تتذكر " المُتعطرة زانية " .. أرتعش جسدها من كلمة " زانية " هذه الكلمة تؤذي بشدة .. تعني النار و أشياء تُدعى : عذاب , أرتدت عباءة أخرى وأخذت حقيبتها حتى لا تتأخر ... وخرجتْ.
رتيل بدأ النُعاس يسكُن عينيها .. أستلقت على الكنبة في الصالة , وما إن أغمضت عينيها حتى دخلت في سُبات عميق


,

سلّمت من صلاة العصر وألتفتت عليه وهو يُغلق أزارير قميصه العسكري
قرأت أذكارها ووضعت السجادة على جمب : سلطان
سلطان رفع عينه
الجوهرة : متى بترجع ؟ .... (هذا أسوأ سؤال للرجل .. أردفت) .. مو قصدي يعني أحاسبك بس يعني .. يعني بس أبي أعرف
سلطان ويجلس حتى يرتدي جزمته : ماأحب هالأسئلة
الجُوهرة أرتبكت بشدة : والله مو قصدي بس يعني .. بس عشان ما ..
سلطان : ماا . . إيش !! قولي جملة مفيدة
الجوهرة : خلاص ولا شيء
سلطان ضحك : طيّب أحب هالأسئلة
الجوهرة وملامحها متجمدة .. يحبها ولا ما يحبها الحين !!
سلطان رفع حاجبه : نمزح .. وش فيك ؟
الجوهرة : لآ بس يعني قلتها بنبرة كذا جدية
سلطان : طيّب مدري يمكن الساعة 12 ماراح أتأخر
الجوهرة بعفوية : يعني اليوم كله
سلطان : ليه ؟
الجوهرة أنتبهت لنفسها : لآ ولا شي
سلطان : وش رايك تروحين لبيت عمّك
الجوهرة : عمي عبدالرحمن
سلطان : إيه إذا طفشانة
الجوهرة : لا ما قلت لهم , بكرا أجيهم
سلطان وقف : براحتك .....توجه للباب.... ألتفت عليها .. أحس فيه حكي تبين تقولينه
الجوهرة بخجل شديد : أخاف
سلطان أبتسم : طيب الخدم هنا
الجوهرة : أمس عايشة تقول أنها شافت مدري مين فوق بالمكتبة
سلطان ضحك بقوة وأردف : وأنتي تصدقينها
الجوهرة : لآ بس يعني ...
سلطان : عايشة على نياتها تلقينها سمعت صوت من الهوا وتحسبه أحد
الجوهرة : طيب الحين شغلك كل يوم كذا من العصر لليل
سلطان وهو ينزل الدرج وهي بجانبه : لأ بس عشان الحين فيه ضغط وكذا
الجوهرة : بالتوفيق
رن هاتفه , أخرجه : هلا بو سعود
بو سعود: هلا بك .. وينك ؟
سلطان : جاي .. ليه ؟
بو سعود : أنشغل بالي تأخرت مرة
سلطان : بنت أخوك خوافة
بو سعود : ههههههههههههههههههههه لقيت من تحط عذرك عليه
الجوهرة بصوت خافت : ماني خوافة وبعدين أنت صاحي متأخر
بو سعود وسمع همسها : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خلها تروح للبنات
سلطان : قلت لها بس هي ماتبغى تقول بكرا
بو سعود : حياها بأي وقت .. المهم لا تتأخر لأن عبدالعزيز بعد جاي
سلطان : طيب مسافة الطريق
بو سعود : بحفظ الرحمن .. وأغلقه
سلطان : لآ شكلي بتأخر اليوم .. بقفل الباب ومحد جايك ولا تسمعين لعايشة تراها تخرف مررة
عايشة : لآ بابا أنا مافي مجنون
سلطان ألتفت عليها : قسم بالله خرعتيني من وين طلعتي ؟
عايشة : والله بابا أنا يشوف بعين أنا أمس
سلطان أبتسم : بالله شغلي القرآن عشان تتطمن
الجوهرة : شغلته أمس فوق
عايشة : أنا يشوف ماما سوئاد
سلطان وتغيرت ملامحه .. لاحظت ذلك الجوهرة , خافت بشدة
ألتفت عليها سلطان .. عيناه وهي تنظر إليه أرعبتها من مسألة أنه يشك بها
سلطان : عايشة مافيه أحد .. ولا تنظفين الدور الثالث أتركيه زي ماهو ...
عايشة أستجابت لأمره وعادت للمطبخ
الجوهرة بصمت بدأ قلبها بالتراقص .. بالرغم من أنها تخافه كثيرًا إلا أنها تشعر بالأمان نحوه .....

,

في المجلسْ الكئيبْ

بو منصور : ماقدر نطلع الفحص بيوم وليلة
أم فهد : والله أنتم لا أشتهيتوا قدرتوا !! أنا مانيب زايدتن بالحتسي قلت أنا الجمعة ماشيتن لحايل وقبل الجمعة أنت مستلمها
يوسف: مستلمها !! حسستيني منتظر بضاعة من براا !!
أم فهد : أغلط عليَّ بعد ببيتي .. قم انقلع برا وجب لنا أخوك
بو منصور : معليش أمسحيها بوجهي خلاص نحاول نطلع الفحص الطبي قبل الجمعة .. أستغفر الله بس
يوسف بسخرية : طيب ماعندها شروط العروس
بو منصور ضحك وهو فعلا بحاجة لـ يضحك في ظِّل هذه الظروف
أم فهد : أكيد بنتشرط .. أولا تسجِّل لها أيّ حلالن بإسمها تضمن به مستقبلها
يوسف : صدقت عاد
أم فهد : وشهو ؟ وش تقول أنت !!
يوسف : أبد ماأقول شي .. طيب أحنا ماشيين
أم فهد : ماتبي تشوف مرتك
يوسف ضحك من قلب : هههههههههههههههههههههههههههههههههه والله عاد إذا بتعرضينها ببلاش عادي
أم فهد : ياقليل الأدب صدز منت بكفو تحسبها من بنات اللي أنت مخاويهن مايستحن ولا شي
بو منصور : أمش نطلع لاتجيب العيد بس
يوسف: هههههههههههههههههههههههه تراه يعتبر قذف علي وتؤثمين
أم فهد : أي قذف ياجعلهم يقذفون راسك بقذيفة قل آمين
يوسف وراق له الإستفزاز لهذه العجوز : ههههههههههههههههههههههههههه يالله أكفينا شر دعواتك بس .. لاتنسين أني زوج بنتك يعني ماينفع هالحكي !! القذيفة اللي بتجيني بتجيها
أم فهد : إكل *** لا تخليني أتحسب عليك أنت وأخوك
بو منصور : يوسف قوم يالله .. وخرج من البيت
يوسف ويريد أن يحلل هالزواج من الآن : ههههههههههههههههههههههه أنتي مرة كبيرة مايجوز تقذفين الناس وتقولين مثل هالحكي الله يرضى لي عليك
أم فهد : نعم تعال بعد علمني شلون أحتسي !! أنت قبل أمس مرضعينك جايني الحين تعلمني
يوسف ضحك بصخب : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههه يامال الجنة الباردة يا فهد
أم فهد : زين يطلع منك شيِّ(ن) سنع
يوسف : ظالمتني والله ..
دخلت من الخارج وهي تنزع النقاب بتقرف من الأجواء الحارة : وش ذا القرف !! أووووووووووووووووووف .. ألتفتت لتسقط عينها على يوسف
يوسف وهو يتأملها وعينه تُفصّلها تفصيل .. أطال النظر حتى صرخت به العجوز ووكزته بعصاتها
أم فهد : أنت وش تطالع ؟
يوسف أنقهر منها : يعني وش أطالع !!!
مُهرة أرتدت نقابها : أطلع برا لو سمحت
يوسف : كأني أنطردت ؟
أم فهد : لا ماهو كأنك إلا أنطردت يالله ورني مقفاك
يوسف أبتسم : طيب أجل أشوفك بعد شهر إن شاء الله هذا إذا فكرت أجي ولا ممكن تطول .. اخذيها معك لديرتك .. وقف
أم فهد مدّت عصاها له : خلاص أجلس
يوسف : إيوا خلينا كويسيين
أم فهد : ذا منطوق رجال !! كويسيين !!
يوسف : بتغلطين من الحين علي ؟ إيه كويسيين ومررة مررررررررة بنتك تخقق هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههه * تلاها بضحكة طويلة *
مُهرة : أفجعيني يمه وقولي أنه ذا اللي بيكون زوجي
يوسف : نعم أنا ليه مو عاجبك !!
مُهرة : أنا أقول أطلع برا لا أطلعك بطريقتي
يوسف : أنا من زمان ماأحب اللطف ويروق لي العنف خصوصا من النساء
مُهرة : تدري أنك سامج و تافه
يوسف : كلك ذوق
مُهرة : يالله يالله يالقرف أقول أنقلع
يوسف : أفآآ خربتي الجمال كذا !! مايصير بنت زيّك تقول أنقلع
مُهرة وتقف أمامه بقوة وبنطق بطيء : أنــــــــــــــقـــــــــــــــــــــلـــــــــــ ــــــــــــع برااا
يوسف : المشكلة أنه قلبي رحوم مايحب يهين أحد بس لاتنسين نفسك يعني كيف الزواج وكذا !! عشان أذكرك
مُهرة : ماهمني وهالأشياء ماتهينني ..
يوسف: آها يعني عادي السب والمدح عندك واحد
مُهرة بنبرة متقرفة : إيه واحد .. ويالله أشوف أطلع برا ولا عاد تجي
أم فهد : مجنونة أنتي وش لا عاد يجي .. أنثبر بس
يوسف : ههههههههههههههههههههههههه الله على الأيام الجميلة اللي بتجمعني معاك
مُهرة : سودا وأنت الصادق
يوسف ويسحب النقاب من وجهها
مُهرة رفسته بين سيقانه حتى سقط على الكنبة الرثَّة متألم : الله يآخذككك قولي آمين .. رجّال مو مرَة
أم فهد : عفيّة على بنيتي ما عليها خوف ههههههههههههههههه
مُهرة : لآ تحاول تتعدى حدودك معي ... ودخلت للداخل

,

دخلت المطعم الذي وعدها فِيه . . .بحثت بعينيها عنه , هو يعرفها بالطبع سيأُشِّر لها لكن هيَ لا تعرفه .. و

.
.

أنتهى


.
.

لا تلهيكم عن الصلاة.
أنتهى , نلتقِي بإذن الكريمْ الخميس ()
سعيدة بمُتابعة الجميع :$ ربي يسلمكم جميعًا.
لا تحرموني من جنة حضوركم.
يعني لو رد بسيط عشان الواحد يتحمس يكتب بارت ثاني :p





JAN 07-04-2020 03:54 PM



رواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طِيشْ !

البـارت (25)

تعبت أسافر في عروقي ومليت من جلدي اللي لو عصيته غصبني
ياما تجاوزت الجسد واستقليت عن الألم .. لاشك جرحي غلبني
أنا سجين الحال .. مهما تسليت وانا الطليق وكل شيٍ قضبني
حريتي لاعل .. يا كود ياليت ما شفت حيٍ جاد لي ماسلبني
وليت يا ليل التباريح وليت اما محاني الحزن والاكتبني
كل السما في دفتري وان تجليت مثل الشموس .. غبار قبري حجبني
لي صاحب وان ما تخلى تخليت لا بد ما نهدم .. ولا بد نبني



* بدر عبدالمحسن



,


,

دخلت المطعم الذي وعدها فِيه . . .بحثت بعينيها عنه , هو يعرفها بالطبع سيأُشِّر لها لكن هيَ لا تعرفه .. جلست في الزاوية , أخرجت هاتفها ورسلت له رسالة " أنا موجودة , وينك ؟ "
مرت الثواني الطويلة وتلتها الدقائق وهي تنظر للباب وكل رجُل يدخل تشعُر بأنه هو لكن يخيب أملها عندما يجلس مع أحد آخر
مرت الساعة الاولى ... لا تلمح طيف أحد.
رُبما يكذب .. لآ مستحيل .. رُبما أراد أن يراني فقط .... يالله ياعبير على غبائك يعني مايبغاك تعرفين أسمه كيف بيرضى تشوفينه ؟ ليتني فكرت ..... مرت نصف ساعة أخرى لآ أحد.
رسلت له بغضب " الشرهة ماهو عليك الشرهة على اللي مصدقك " ... وخرجت ... دخلت الممر الضيِّق بجانب عيادة الأسنان المُوصل لسيارة السائق حتى لا يُخبر السائق أحدًا وفي طريقها بالممر أخرجت هاتفها ووصلتها رسالة منه " قرّت عيني بشوفتك "
تصاعدت أنفاسها و تبعثرت جزيئات قلبها وهي تلتفت للخلف ويُمنةَ و يُسرة .. يراها
رن جوالها وهو بين كفوفها .. ردّت
هو : يكفيني من هالعُمر لحظة أختلي فيها معاك يا عبير
عبير و إسمها على أوتار صوتِه يُغنَّى : وينك ؟
هو : حولك
عبير وتتلفت
هو : ماني يمينك
عبير وكانت تنظر ليمينها , توتّرت : أبي أشوفك .. أبي أعرف مين أنت
هو : وحُبًا أستتر بالقلبْ لا تحاول البحث فيه.
عبير وقفت وكلماته تخترق عقلها بقوة كـ رائحة عُود تلتصق بالثياب .. كلماته تلتصق بقلبها بشكلٍ مُثير
هو : بالمُناسبة الإحساس مايكذب .. يعني اللي تحسين فيه الحين
عبير هذا المجنون لا يكفّ عن معرفة أدق التفاصيل حتى ما تشعر به
هو : حتى شعوري إتجاهك مايكذب .. أنتِ الشؤون الصغيرة و ماتقبل أيّ إنقسام أو إنسلاخ من قلبي.
عبير : أنا ممكن أنساك بسهولة مايحتاج مني جهد كبير
هو : وأنا أثق بقلبك كثير أكثر من عينك
عبير وتشعر بغضب لأنه يستفز عاطفتها دُون أن تعلم من هو : تعرف أنك حقيير
هو ضحك بضحكة جعلت عبير تنخرس وتسكن أنفاسها , أردف : أنا متورط بعينك , شوفي لك حل بالخلاص
عبير بعد صمت لثواني طويلة أردفت : لو أعرف مين أنت كانت أشياء كثيرة بتتغيّر .. ماني مستعدة أبدأ علاقة مع شخص زيِّك جبان يخاف حتى يقول إسمه
هو : أنا جبان بشرف قدام عيونك
عبير عضت شفتها فعلا غاضبة , تنرفزت : يعني كيف !! راح أبلغ أبوي عن اللي يصير لا تحسبني بسكت !!! صوري اللي مدري كيف جبتهم !!
هو : أرفقي مع لوحاتِي إسم زوجي
عبير : تعرف شي ؟ لو تتقدم لي برفض وبكسر لوحاتك فوق راسك
هو أبتسم : سمعتي بالأشياء المستحيلة ؟
عبير بنرفزة : إكل تراب طيييب
هو : حُبِّك و أنتِ و أنتِ بعد .. و شيء يسمونه الخلاص منِّي
عبير بكت كـ أي أنثى عندما يستصعب عليها شي تبكِي وإن أفسدتْ طلاء أظافرها لبكت كيف ورجُل يستفزها هكذا
هو : و أصعب شي على قلبِي .. دمُوعك
عبير بنبرة باكية : قولي إسمك طيّب
هو : رُوحك
عبير ضربت برجلها الأرض : مين ؟
هو : قلبك
عبير بعصبية : قلت مين ؟
هو : ياعيونه أنتي
عبير وبكائها يجعلها تلتزم الصمتْ
هو : ليه البكي ؟ ما قالوا لك أنه عاشقك لا لمح دمعك في محاجرك يبكي قلبه معك !!
عبير : قولي مين أنت ؟
هو : سمِّيني اللي تبين
عبير ببكاء : ليه أنت كذا ؟
هو : أنا ضعيف جدًا أمام دموعك عشان كذا لا تبكين


,

في صباح يومٍ جديد
يزيد يردف في آخر شهادته : و أعترف أنني ظللت القضاء.

خرجوا من المحكمة و البهجة تعتليهُمْ
يوسف: تلقاهم على أعصابهم الحين ..
بو منصور : أتصل عليهم طمنهم
منصور ركب السيارة دون أن يعلق بشيء .. مُتعب جسديًا و نفسيًا
يوسف يقود وبجانبه بو منصور
يوسف : سمّعنا صوتك يخي أفرح بيّن أنك فرحان .. بتدخل عليهم كذا والله لا ينفجعون وأولهم مُرتك
بو منصور : شكله زعلان منِّي
منصور : لا أبد
بو منصور : وأنا أبوك حقك عليّ والله يوم عرفت عقلِي وقف حسيت أنك كذبت علي لأنك ماقلتي بالموضوع كله
منصور : حصل خير ماأبغى اتكلم بهالموضوع
يوسف بضحك يريد أن يلطف الأجواء : وش رايك نمرّ الحلاق ؟
منصور أبتسم رغما عنه : كمل طريقك للبيت أحسن
يوسف : زين خليناك تبتسم .. إيه يخي فكّها
منصور وصداع يفتفت خلايا دماغه , كان واضح على تقاسيم ملاحه التعب والإرهاق
يوسف : المستفاد من هاللي صار خلّك حقير مع كل من يطلب منك مساعدة
بو منصور : ههههههههههههههههه يازينك وأنت ساكت
يوسف : و بعد المستفاد طلعت العوارض عليك أحلى من السكسوكة بروحها هههههههههههههههههههه
منصور أعطاه نظرة
يوسف وينظر إليه من المرآة الأمامية : وش فيك يخي أضحك بوجه الظروف وإن أبرقت السماء وأعتلتها رعود قول آخره مطر
بو منصور : ماشاء الله درر من وين طلعت ياحكيم ؟
يوسف : إيه عاد أنتم المحبطين والمثبطين الواحد مايقول حكمة الا قلتوا سارقها .. بس بصراحة هذي سارقها


,

في مكتب بو سعود
سلطان وطول الإنتظار يوتِّره ,
مقرن ويسير يمنة ويُسرة : طوَّل
سلطان ويطرق الطاولة بأصابعه من قلقه : متهوَّر مايفيد معاه الحكي
دخل متعب : الشبكة شغالة
سلطان وقف وبخطوات سريعة توجه لقاعة المُراقبة .. وضع السماعات على إذنيه وهو يسمع لعبدالعزيز
سلطان ويحادثه : عبدالعزيز أطلع من هالمكان
عبدالعزيز ويبحث بأدراج الجوهي : اللي تبونه سويته لكم ولازم آكافئ نفسي
سلطان : مانقدر نرسل لك حماية أفهم أنت كذا تعرض نفسك للخطر
عبدالعزيز ويحاول فك درج مُغلق وببرود : لآ تشيل هم
سلطان : أسمعني خلها يوم ثاني على الأقل نخلي معك أحد
عبدالعزيز ولا يرد عليه
سلطان بحدة : عبدالعزيز
عبدالعزيز : وش خايف منه ؟ وش الشي اللي مرعبك لدرجة ماتبيني أعرفه
سلطان : أنت .. خايف عليك أنت !! وشغّل عقلك شوي
عبدالعزيز : إذا علي أنا قلت لا تشيل هم
بو سعود : عاد من يكسر عناده
عبدالعزيز وهو يقرأ بالأوراق الغير مفهومة له : مين صالح العيد ؟ ماعندي عم بهالإسم
سلطان : مدري
عبدالعزيز : إيه واضح أنك ماتدري
سلطان : وش يدريني بعد بأسماء عايلتكم
عبدالعزيز ويقرأ الأسطر ويطوّف أسطر : هذي وثيقة لعملية تهريب في 2008
سلطان : شغّل الزفت اللي معك
عبدالعزيز : ههههههههههههههه روّق
سلطان : وأنت شايفه وقت ضحك .. شغل الكاميرة ياعبدالعزيز صبري ماهو طويل
عبدالعزيز ويُشغل الكاميرة الموضوعة في الكبك : هذي الوثيقة
سلطان : قرّب
عبدالعزيز ويُقرِّب
سلطان : الورقة الثانية
عبدالعزيز : وثيقة زواج مدري وشو .. ويمرر كفّه على الورقة حتى تصوِّرها
بو سعود وعينه على الشاشة : هذي القضية اللي مسكها بو منصور .. تذكرها حقت هشام ؟
سلطان : لحظة بس ماكانت مرتبطة بالجوهي
بو سعود : متعب واللي يسلمك جب لنا ملف القضية خلنا نشوف وش كان مكتوب بالتحقيقات
عبدالعزيز ويدور بمكتب الجوهي الرئيسي
سلطان : تتمشى حضرتك ؟ عبدالعزيز أجلس بمكانك
عبدالعزيز وينظر للكتب : الحين من عادة المجرمين يقرون !!
بو سعود ضحك : والله أنه رايق
سلطان يكلم أحمد : أدخل على كاميرات الطريق بسرعة الحين يكشفونه ويعلمونه الرواقة على أصولها
عبدالعزيز وينظر للكتب :مثقف والله .. مررة كفه على المكتبة ..
سلطان ويقرأ عناوين الكتب : عبدالعزيز أرجع
عبدالعزيز : وشو ؟
سلطان : الكتاب اللي على يسارك بالرف الرابع
عبدالعزيز ويسحبه ومع سحبه له سقطت منه أوراق .. أنحنى ورآها .. بين سطورها " سلطان العيد " ..
سلطان : وش فيها ؟
عبدالعزيز لا يرد .. عينه تحاول فك اللغز بين أسطر الورقة
سلطان : عبدالعزيز
عبدالعزيز ويضع الورقة في جيبه : ولا شي
سلطان : طيب صورها
عبدالعزيز : ماهي مهمة .. وسار بإتجاه المكتب مرة أخرى
سلطان : يمكن مهمة صورها عبدالعزيز
عبدالعزيز تنهّد وأخرج الورقة ومرر كفِّه عليها : أرتحت
أحمد : الطريق فاضي
بو سعود : أرسل وحدة من القوات هناك تراقب عن قرب
أحمد : أبشر ..
عبدالعزيز وينظر من الشباك : قصره فاضي
سلطان : أنتبه ..
عبدالعزيز : على فكرة ماجبت سلاحي
سلطان و بو سعود أنفجعوا وبقوة حتى بانت على ملامحهم
بو سعود بغضب : مجنووووون !! راح يجلطني
سلطان : من جدك عبدالعزيز !! أنهبلت
عبدالعزيز : نسيته
سلطان : أطلع بسرعة من قصره
عبدالعزيز : طيّب بس بشوف كيف ينفتح ذا ؟
سلطان : عبدالعزيز بسرعة أطلع ونهاية الشارع بتلقاهم منتظرينك أركب السيارة ولحد يحس فيك
عبدالعزيز أنحنى للدرج المغلق مرةٍ أخرى : بحاول أفتحه هالمرة .. كان يضرب بقوة على أطرافه .. شعر بخطوات أحدٍ في الدور السفلي
عبدالعزيز : فيه أحد بالقصر
سلطان : أطلع من الشباك
عبدالعزيز : أنا في الدور الرابع
سلطان يلتفت على أحمد : وينهم فيه ؟
أحمد : عند المحطة
سلطان : عبدالعزيز ورني من الشباك
عبدالعزيز ويمرر الكاميرا على الشباك حتى يرى سلطان
سلطان : طيب أسمعني أمش على الحديدة الموجودة وأنزل على الدور الثاني وبعدها أرمي نفسك وأطلع من الباب اللي قدامك .. بسرعة ياعزيز
عبدالعزيز : ماهي حديد بلاستيك
سلطان : طيب حاول تحافظ على توازنك وأمش عليها
عبدالعزيز تنهّد وهو يفتح الشباك
أحمد : سيارة الجوهي وصلت دقيقتين وبتكون في القصر
سلطان : بسرعة ياعبدالعزيز
عبدالعزيز ويرفع ثوبه ويسير على عمود البلاستيك بجانب الجدار ,
أحمد : لفّ لفة قصره
سلطان : أرم نفسك
عبدالعزيز وينظر للمسافة
سلطان : أرم نفسك بسرعة خلاص لاتنزل للدور الثاني
عبدالعزيز بتوتّر: لا ماينفع
سلطان بغضب : بسرعة
عبدالعزيز رمى نفسه من الدور الرابع .. سقط على الأرض اليابسة
سلطان : تسمعني ؟
عبدالعزيز وهو يتألم : إيه
سلطان : أطلع بسرعة ..
عبدالعزيز وقف وهو يتحامل على وجعه ونزف أنفه لأنه أرتطم بحديدة على الأرض .. ركض بإتجاه الباب : وين السيارة
أحمد : يمينه
سلطان : أركض على يمينك
عبدالعزيز ركض وسقطت منه ورقة .. وقف
سلطان : أتركها خلاص
عبدالعزيز : لآ مهمة .. عاد
سلطان : عبدالعزيز لا تهبل بي ..
أحمد : أقل من دقيقة
عبدالعزيز عاد لمنتصف الطريق وأخذ الورقة .. وركض وهو يراه الجوهي
بو سعود : خلهم يطلعون على الشارع
حرس الجوهي بدأوا بإطلاق النار على هذا المجهول الخارج من قصر الجوهي
عبدالعزيز ويركض ويسابق زمنه..
سلطان : يمينك ياعبدالعزيز .. . قولهم يطلعون له
أحمد : الشبكة تعطلت
جميعهم بدأت قلوبهم بالتراقص
عبدالعزيز وأنحنى على جمب محتمي بالشجر : ماهي موجودة أيّ سيارة .. نظر ليده التي بدأت أيضًا بالنزيف ..
مقرن ويحاول ربط الإتصالات .. فيه أحد داخل النظام
سلطان ألتفت عليه وكأنه ينتظر أحدٍ يكذب عليه ويقول " كل شي بخير "
عبدالعزيز سار للجهة المقابلة .. : ماني لاقي ولا سيارة
سلطان : طيب أدخل إيّ مكان
عبدالعزيز : وين أدخل ؟ مافيه مكان .. نظر للسيارة الآتية .. بي آم 2012
سلطان : أيه بسرعة عزيز

,

في الحديقة الخلفية.
عبير لم تُصِب أيّ علبة في رمايتها هذا اليوم , تفكيرها يسيطر عليه المجهُول الـذي أستفز مشاعرها بشكل لا يُطاق .. كانت مُستعدة لأن تعرفه ولكن أستطاع أن يخدعها.
رتيل و يبدُو حاضِرة بعقلها وقلبها في الرماية : وش فيك ؟
عبير: ولآ شي
رتيل وتعود لتثبت العلب من جديد : عقلك مو معك
عبير : تعبانة وأبغى أنام بس وش نسوي بعد أوامر أبوي
رتيل : تتعوّدين
عبير وضعت السلاح على جمب : أعرف أمسك السلاح وأعرف أرمي بلاها هالتدريبات
رتيل : ههههههههههههههههههه كويِّس مايجي يقولنا أمشوا معي الشغل ادربكم هناك
عبير وتجلس وترتدي نظارتها الشمسية : والله يسويها أبوي ههههههههههههههههه
رتيل وتعود لرفع شعرها بأكمله للأعلى , بدأت بالرمي أمام أنظار عبير
عبير : رتول
رتيل وهي تتفنن بالرمي : همممم
عبير : قبل عبدالعزيز مين كنتي تحبين ؟
رتيل شعرت بأن الأرض تتوقف الآن , ألتفتت عليها
عبير : سؤال عادي
رتيل : ولا أحد
عبير : ههههههههههههه ماني أبوي
رتيل : جد ولا أحد
عبير : مستحيل
رتيل : والله
عبير : بس عبدالعزيز ؟
رتيل أبتسمت , الحُب يجعلنا نبتسم لطيفْ من نحُب : إيه
عبير ضحكت وأردفت وهي تسير نحوها : من متى ؟
رتيل : مدري كذا فجأة أو يمكن من فترة
عبير : يعني أول إحساس ؟ أول شعور كيف كان
رتيل وترمي ثم تلفت على عبير : ماأستلطفه قهرني حيل خصوصا يوم عاقبني أبوي فيه .. كيف كان يهددني وأنتي تعرفين أكره شي أحد يحكمني بقوانينه عاد كيف لو يهدد
عبير : وبعدين
رتيل : أستفزيته مرة خصوصا لما رحنا باريس كنت أقول له منت رجَّال
عبير فتحت عينها على الآخر : من جدك
رتيل: ههههههههههههههههه وش أسوي لا عصبت ماأعرف أحط كنترول على كلامي
عبير : عليك ألفاظ مدري من وين جايبتها
رتيل : بعدها بديت أرحمه يكسر خاطري خصوصا موت أهله أحس فيه يعني خصوصا أمه
عبير : أيوا
رتيل : ويوم دخل غيبوبته بغيت انهبل , حسيت بقهر بحزن مدري وش إحساسي بس كنت مشوشة ماني عارفة أحكِّم نفسي , قلت لو يموت وش بيصير فيني ؟ بس سألت نفسي هالسؤال عرفت وش كثر هو غالي عليّ
عبير بصمت تتأمل عينيها
رتيل : رحت له وكنت عارفة أني غلطانة قلت خلهم يعرفون ماكان يهمني شي إلا أني أتطمن عليه , لما عرف أبوي حسيت أني أرتكبت جريمة حسيت مالي وجه أطالعه ولا اطالع أحد .. خفت .. كان يجيني أرق وماأنام كان كل تفكيري لو الله يعاقبني بيعاقبني كيف ؟ الله يمهل ولا يهمل .. دام أخطيت أكيد لي عقاب .. خفت من عذابه .. أحيانا أنام وأنا حاطة إيدي على قلبي أحس قلبي بيطلع من مكانه .. كنت أخاف أنام أخاف بعد نومي ماأصحى .. أحس مرتكبة أشياء كثيرة غلط .. كان أكبر خوفي الله يعاقبني في عبدالعزيز .. ماأتخيل يكون لغيري ... بس ماراح يرضى أبوي ..... كل شي ضدّنا .. لا مو ضدنا .. ضدي أنا بس ... لأن حتى عبدالعزيز يمكن مايحبني ولا حتى يحمل أي شعور إتجاهي بس .......
عبير : فاهمة شعورك
رتيل : أحبه كثيير كثييير .. غيّر فيني حبه كثير .. هذّب روحي و طيشي .. حتى ألفاظي اللي لما أعصب كنت أقولها نسيتها الحين .. بس إحساسي يقول ماراح يكون لي .. هو وين وأنا وين
عبير : تغيرتي حيل .. مو بس هذّب طيشك و ألفاظك وحكيك .. حتى عيونك صارت تحكي .. كانوا يقولون الحُب يبان بلمعة العيون بيني وبين نفسي أقول هالشيء من خرافاتهم .. أنتي لما تحكين عنه عيونك تفضحك كثير .. صرتي تهتمين بشكلك كثير .. صرتي غير
رتيل أبتسمت : مصيبة لو تفصحني عيوني قدام أبوي
عبير : هههههههههههههههه ماينتبه أبوي .. ماودِّي أقولك هالكلام بس أحسه
رتيل : قولي
عبير : مالك حياة مع عبدالعزيز , حياته معقدة أبوي مستحيل بيوافق تدخلينها
رتيل ودمعتها كانت على طرف هدبها وسقطت الآن , وضعت نظارتها الشمسية على عينيها و بإبتسامة شاحبة : الحلم حلال


,

- باريس - الشنازلزيه – مقهى لادوريه

تشعُر بأن حياتها تتورَّد بقُربه وشيئًا من الزهر يتناثرُ حولها في حديثه .. أشتاقتهُ جدًا .. لا بل أكثر من جدًا .. أشتاقتهُ حد الـلا حد
يشعُر بأن السواد يتشتتْ عن روحه في كلماتها وإن لم تنطق .. يكفي مايصلْ إلى روحه .. أشتاقها بشدة هذه الحياة لا يُبصر جمالها إلا معها.
وليد : متى العملية ؟
رؤى : بكرا الساعة 8 بليل بس من الصبح بدخل عشان البنج
وليد : إن شاء الله تتم على خير
رؤى : إن شاء الله
وليد : تقريبًا ذاكرتك بترجع بعد إذن الله
رؤى : كيف ؟
وليد : لما يرجع نظرك إن شاء الله راح تستجيب ذاكرتك للأشياء اللي تشوفينها
رؤى ..
وليد : وبتنسين كل هذا
رؤى : أنسى إيش ؟
وليد : اللي تخزن بذاكرتك بعد الحادث بيكون محل النسيان لأنها أحداث مؤقتة بالنسبة لذاكرتك
رؤى : يعني ماراح أتذكرك ؟
وليد ضحك : أعرفك على نفسي من جديد
رؤى : لآ مستحيل أنساك
وليد : بس أبعدي نفسك عن القلق والتوتر لأن هالشيء بيخليك تنسين أكثر
رؤى : طيب
وليد : تتذكرين أشياء قبل الحادث ولأ للحين ؟
رؤى : إلا كل يوم أجرّب أسوي نفس ماكنت تسوي لي .. أسترخي وأحاول أتخيل أحداث وأتذكر أشياء بس ماأعرفهم يعني ماأشوف حتى وجيهم بس أسمع حكي
وليد : مين تقريبا ؟
رؤى : أخوي هذا اللي متأكدة منه
وليد تنهَّد : إن شاء الله خير
رؤى : أنت بترجع ميونخ ؟
وليد : بجلس أسبوع وبضطر أرجع عندي مواعيد
رؤى ألتزمت الصمتْ
وليد : ينفع أسألك سؤال ؟
رؤى : إيه أكيد
وليد : لو زوجك
رؤى قاطعته : ماأبيه لأنه تركني لما كنت محتاجته .. أكيد لما عرف أني عميا خاف على نفسه وماخاف علي .. دامه تركني ماأبيه ... ماأعرف إذا كنت أحبه من قبل لكن حتى لو جاء ماراح أحبّه لأن اللي تركني مرّة يقدر يرخصني مرة ثانية .. وأصلا ماراح يرجع ويمكن مطلقني بس أمي ماتبغى تقولي .
وليد ويشرب من القهوة الداكِنة , تفكيره بدأ يتشتت
رؤى تُكمل : حقير لأنه ماحافظ عليّ
وليد : يمكن ..
رؤى تقاطعه : ماعنده أي عذر ولا أي عذر يخليه يتركني بعد الحادث ... محد كان صادق محد كان جمبي .. إلا أنت
وليد : بس يمكن أنتِ على ذمته إلى الآن
رؤى : ماأبغى أفكِّر أنِّي إلى الآن بذمة شخص ماأعرفه وكل اللي أعرفه عنه أنه تركني في أكثر وقت احتجته فيه
وليد : وأنا يا رؤى .. ماني مراهق عشان أعيش معك طيش وحُب بهالصورة !!!!
رؤى سكنت لثواني طويلة وبدأت دموعها تبلل أهدابها : ما أعرف
وليد : حاس فيك عارف كيف الظروف كلها ضدِّك ؟ بتطمَّن بعرف أنه هالزوج مدري اللي خاطبك ماله علاقة فيك ! ومن بكرا نتزوّج


,

- الرياض –

الجُوهرة بخوف : عايشة خلاص
عايشة وكأنها عجوز تتحلطم : بسم الله بسم الله شنو هادا !!
الجوهرة وهي تمدد سيقانها على الكنبة وبحضنها كوب الحليب الحار : الحين تقولين سعاد ميتة كيف أجل شفتيها هههههههههههههههههههه والله منتي صاحية
عايشة : إلا أنا يشوف هوا !! أنا يقول حق أنتي هادا مجنون مافيه موت
الجوهرة : اليوم ماراح أنام والسبب أنتي !! طيب كيف دخلت البيت أول مرة
عايشة : هادا بابا يجيب هوا كان واجد كرَايْ ويسوي صوت عالي ويكسّر كله أنا ينظف والله يتعب واجد هادا قزاز كل يوم إند*عند* غرفة مال هيَا
الجوهرة : طيب ماكانت تقول شي !! يعني كل يوم كذا بس تبكي ؟
عايشة : مايقول شي .. شلون مجنون يقول شي
الجوهرة : ههههههههههههههههههه لا معك حق بـ ذي كيف تقول شي سنع وهي مجنونة .. طيب كيف كان سلطان يتعامل معها ؟
عايشة : يوووه هادا واجد مجنون يشيل مسدس حق بابا سلتان يبي يسوي موت لبابا سلتان
الجوهرة : طيب وش كان يقول سلطان لها ؟
عايشة : يقرأ قرآن على هوا
الجوهرة : بس ؟
عايشة : إيه مدري شنو يسوي بابا سلتان يخلي هوا ينام ويشيل هادا سوئاد ويودي هوا فوق
الجوهرة ولا تستفيد شي يبيّن الصلة بينهم : زوجته ؟
عايشة : مايدري بس أكيد هوا فيه زواج من بابا سلتان .. وأخذت صحن حبّ لـ *تفصفص على روقان*
تُكمل : عاد بابا سلتان واجد يتعب مايشوف أنا هوا يسوي سمايل واجد مسكين
الجُوهرة : يمكن أخته ؟
عايشة بنفي : لآلآلآلآ مايسير *يصير*
الجوهرة : وليه مايصير ؟
عائشة : عيب أنا يقول حق أنتي
الجوهرة : ههههههههههههههههههههه لا عادي قولي
عائشة : فيه ينام ويا هوا
الجوهرة : أنتي قلتي لي من قبل أنه ما نام معها
عائشة : أنا فيه خوف من أنتي !! بس هوا ينام ويا هوا ويقوم سوئاد ويسوي مشكلة مع بابا سلتان أشان*عشان* بابا سلتان ينام إند *عند* هوا
الجوهرة وشيء من الزهر بدأ بالذبول قبل أن يكتمل نموه مع أحاديث عائشة , تغيرت ملامحها لتقاسيم التعاسة التي تعوّدتها
عائشة : بس هو مافيه يقول لأحد أشان*عشان* مافي يتوّل*يطوّل* زواج حق هوا
الجوهرة : خلاص ماأبغى أسمع
عائشة : أنت زئلان *زعلان* ؟
الجوهرة : لأ
عائشة : بس أنتي يخلي هوَا يزهك *يضحك*
الجوهرة وشبح إبتسامة
عائشة : أنا يأرف*يعرف* رجال شلون يسوي لُوف
الجوهرة ضحكت رغما عنها
عائشة : والله أنا يأرف بابا سلتان واجد يهب*يحب* أنتي
الجوهرة تمتمت : كثري منها


,

بو ريَان يمد لها الفيزا : أرتحتي
أفنان تقبّل رأسه : يسعدلي قلبك ويخليك لي ...
أم ريَّان : بنمشي بكرا للرياض ؟
بو ريان : إيه .. ألتفت على تركي .. بتروح معنا ؟
تركي بعد تفكير ثواني : لأ
أم ريان : أمش معنا
تركي : لآ عندي شغل
أم ريَّان : براحتك
أفنان : على الشهر الجاي إن شاء الله بتروح أول دفعة لباريس
أبو ريان : الله يسهّل دربك
أم ريان : والله أني مانيب راضية على ذا السفرة
أفنان : ماراح أطوِّل كلها 3 شهور
أم ريان : وش أقول بعد ؟ ماأقول غير الله يصلحك ويوفقك


يُتبع


قبّل كفها الطاهِر وأستنشق المسك من جبينها
أم منصور ودموعها تبللها : عساها آخر مصايبنا
منصور : آمين .. كان سلامه حار على الجميع .. وبعين مشتاقة : وين نجلا ؟
هيفاء : فوق مانامت أمس وشفتها نايمة تركتها
منصور بخطوات تسابق الزمن صعد , فتح باب الجناح وألتفت على باب الحمام الذي يُفتح
المنشفة الحمراء تلتف حول جسدها الرقيق و تصل بِه إلى منتصف فخذها , رفعت المنشفة الأخرى لتُغطي بها شعرها المبلل .. تقدمت خطوتين وبملامح شاحبة من قلة النوم رفعت عينيها , شهقت كاد يتوقف قلبها
مد ذراعيه لها .. ركضت نحو حضنه
رفعها عن مستوى الأرض قليلاً وهو يقبل خدها وتارةً عنقها .. : وحشتيني
تبكِي على كتفه بشدة , الحياة السوداء التي أُحيطت بها في غيابه كانت كـ سنين جفاف أماتت الشعُوب من فقر الماء , هو ماء هو الحياة هو كل شيء حيّ يُحيي قلبها ويُزهره بالبياض بعد السواد وبأنفاس متقطعة دفنت وجهها في صدره
منصور يبعدها قليلا ويضع كفوفه على وجهه ليرفعه : الحمدلله كل شيء عدَّى وبنساه .. لاتبكين وتعورين قلبي
نجلاء ومع كلماته أزدادت بالبُكاء : تعبت ... خفت ماترجع
منصور : ياروح منصور وطوايفه ... ويمسح دموعها بكفوفه ويعُود ليُقبلها وكأن يُريد أن يمتص حُزنها و تعبها و ضيقها ويصبُّه في قلبه أما قلبها يبقى خاليًا من أيُّ حزن .. فقط الفرحْ.
وضع كفوفه على بطنها : كيف حال الذيب ؟
نجلاء أبتسمت بين دموعها : ماكان ناقصه الا وجودك
منصور وينحني ليُقبِّل بطنها : وفديته وفديت أمّه .. وقف
نجلاء تُعانقه مرة أخرى تريد أن تُشبع شوقها الجائع له , تتنفس عطره و تغرق في تفاصيله

,

رفع رأسه للاعلى لأن انفه مازال ينزفْ , جُبرَّت يداه
سلطان : سوّها مرة ثانية ولا تآخذ سلاحك صدقني ياعبدالعزيز بذبحك على هالإستهتار هذا هم عرفوا أنه فيه أحد داخل وشافوك وأحمد ربك ماشافوا وجهك ولا عرفوك
والدكتور يُطهر جرح أنفه بعد ماأنتهى : أسبوعين بالكثير وتنفَّك الجبيرة .. عن إذنكم .. وخرج
بو سعود : أنتبه أعرف أنه كل مكان حتى لو بيتك لازم يكون معك السلاح
عبدالعزيز بتذمَّر : خلاص خلاص فهمت حتى بالحمام آخذه معي
سلطان ضحك وأردف : إيه حتى بالحمام
عبدالعزيز أبتسم : طيب مافيه مقابل
سلطان : على ؟
عبدالعزيز بإبتسامة عريضة : عندي أوراق خذيتها من مكتبه وطبعا ماراح أسلمها لكم الا بمقابل
سلطان : على حسب إهميتهم
عبدالعزيز : مهمين جدًا
بو سعود : وش تآمر عليه
عبدالعزيز : تسجيلات أبوي
سلطان تنهّد : أنت لو بس تطلّع هالشكوك من بالك
عبدالعزيز : طيب عطني اللي سمعتني اياه
سلطان : ليه ؟
عبدالعزيز : كذا أبي أرجع أسمعه
سلطان : طيب ...... الحين أخليهم يسوون لك نسخة منه .. عطني الأوراق
عبدالعزيز أخرج من جيبه أوراق ووضعها على الطاولة
سلطان سحب ورقة وبو سعود ورقة آخرى
سلطان : نفتح ملف هشام بتحقيقات جديدة ؟
بو سعود : أنا أشوف كذا بعد يمكن من صالحنا هالقضية
سلطان ويضع الورقة على مكتبه : طيب .. ويسحب الورقة الأخرى وكانت تتعلق بوالد عبدالعزيز
سلطان أبتسم
عبدالعزيز : طبعًا إسم أبوي يبشر بالخير
سلطان : هههههههههههه بـ ذي صدقت .. هذي عشان نثبت لك أنه حقق مع الجوهي وفاوضه .. أخذها لك .. ومد له الورقة
عبدالعزيز أخذها : والله ما عاد أعرف الصادق من الكاذب
بو سعود وعينه على الورقة : يا مجنون ياعبدالعزيز
عبدالعزيز وسلطان ألتفتوا عليه
بو سعود : عقده مع الشركة الروسية هذا هو
سلطان والفرحة بانت على ملامحه : من جدك .. عطني
بو سعود يمد له الورقة وهو يقف ويقف معه سلطان
سلطان : وهذا الدليل وجانا .. أشر على متعب من خلف الزجاج وهو آتي .. دخل متعب
سلطان : أنسخ هالعقد وحطه بملف الجوهي .. وأترك النسخة الأصلية على مكتبي
متعب : إن شاء الله .. وخرج
عبدالعزيز : واضح أنها مهمة
سلطان : تعرف لو تم القبض عليه بعطيك إللي تبيه
عبدالعزيز ضحك وأردف : اللي أبيه
سلطان : لو تطلب القمر
عبدالعزيز : لآ ماأبي القمر أشيائي بسيطة


,


في يومْ جديد – باريس –

على السرير الأبيض , هذه العملية ماتبقى لها من أمل .. هل يعود بصرها أم لأ ؟ .. ثقتها بربها كبيرة .. ترجُو خيط الأمل الرقيق المُنساب حول خاصرتها .. لا تُريد قطعه أبدًا .. ولا تُريده أن يضعف .. تريد أن ترى .. تريد ان ترى ماحولها .. والدتها .. وليد .. تريد أن تبصر من جديد .. تريد أن تتذكر مامضى .. هذه فرصتها الأخيرة.
والدتها : وليد هنا ؟
رؤى : إيه
والدتها : وليه ماقلتي لي ؟
رؤى : يمه أنتي حتى ماتتركين لي فرصة أكلمك
والدتها : مو قلنا بتقطعين علاقتك فيه
رؤى : لآ
والدتها : كيف لأ ؟
رؤى : أنا أحبه وأبيه يكون جمبي
والدتها : لأ يارؤى هالحب فاشل
رؤى : طيب خليني أكتشف فشله بنفسي
والدتها : طيب زي ماتبين بس محد بينجرح غيرك
رؤى : بعد الله هو اللي داوى جروحي كيف يجرحني ؟
والدتها ألتزمت الصمت لا تريد أن توتِّرها قبل العملية


,

- الرياض - قصر بو سعود

عينيهم على الشاشة – يشاهدُون مباراة قديمة بين أسبانيا و هُولندا من مللهمْ.
ناصر : ترى هذي المباراة شايفها معي بشقتي في باريس
عبدالعزيز : أنا أقول مارة عليّ
ناصر : نصاب لو ماقلت لك مادريت
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههه وش يذكرني بعد بالمباريات زين أتذكر وش كليت أمس .. تمدد على الكنبة .. حط لنا على شي ثاني
ناصر ويقلّب بالقنوات : مافيه شي طفشت .. أغلق التلفاز وتمدد على الجانب الآخر
ناصر : في خاطري كلمة ودي أقولها لك
عبدالعزيز وأنظاره على السقف : قول
ناصر : ممكن تآكل لك تراب وتنثبر يعني ليه تروح تدوّج عند الجوهي !! مايمَّر عليك شهر سليم لازم كل يومين تنجرح بمكان .. جسمك كله آثار ضرب و رصاص !!
عبدالعزيز : لازم أعرف مين ورى حادث أبوي
ناصر : بتعرف بدون كل هذا ! مو قالك بو بدر لا قبضوا على الجوهي بيعلمك كل شي
عبدالعزيز : أعرفهم يكذبون ! بس هالفترة بحاول أكسب رضاهم وبعدها بتصرف من كيفي
ناصر : ليه تنافق عليهم ؟
عبدالعزيز يستعدل بجلسته : ماأنافق !! من له حيلة يحتال
ناصر : بتودي نفسك بداهية صدقني
عبدالعزيز : ماعاد يهمني كذا ولا كذا نفس الشي
ناصر : كلن عقله براسه ويعرف وش يسوي
عبدالعزيز : طيب وش رايك ندخل مكتب بو بدر الفجر مايكون أحد موجود بالمبنى كله
ناصر : لألأ مستحيل !! عبدالعزيز أستخفيت المكان كله مراقب وكاميرات
عبدالعزيز : نقدر نعطّلهم
ناصر : كيف تكسب رضاهم وأنت من أولها تبي تدخل مكتبه بدون لا يدري ! وبعدين تلقاه مقفل وش بتسوي ؟
عبدالعزيز عقد حواجبه : لازم أدخله كل اللي أبيه أقدر ألقاه في مكتبه
ناصر : طيب تقرّب من بو سعود يعني حاول تبيّن له أنك نسيت مسألة حادث أهلك وأنك آمنت أنه قضاء وقدر وماوراه أحد .. شوي شوي وأنت عاد أسحب الحكي منه
عبدالعزيز : ينرفزوني بحكيهم مقدر أمثِّل أكثر
ناصر : يخي ماعرفت لك مرة تبي تعرف ومرة ماتبي .. قلت لك تقرّب منه
عبدالعزيز : قاهريني يخي ودِّي كذا أجي وأولِّع بهم غاز وأفجرهم كلهم
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههه ياعنيف عسى ماضربوك
عبدالعزيز : تنكِّت ؟ مطلوب أضحك ؟
ناصر : وأنت مشروع تفشلني ؟ هههههههههههههههههههههه
عبدالعزيز : أنا أصلا مايهموني لاهو ولا بنته
ناصر استعدل بجلسته : بنته !! وش دخل بنته ؟
عبدالعزيز أنتبه وبتوتّر : أنا قلت بنته ؟
ناصر : لآتستغبي علي !! أيه قلت بنته
عبدالعزيز : قصدي بو بدر
ناصر : عليّ ؟ والله أنك كذاب
عبدالعزيز : أنا صاير أخربط بالحكي لا توقف على الكلمة
ناصر : كأني أقرى بعيونك الحقارة اللي بتسويها
عبدالعزيز : وأي حقارة ؟
ناصر : أقص إيدي ها !! أقصها قدامك إذا ماتبي تلوي ذراع بو سعود فيها
عبدالعزيز أبتسم للحظات : والله تعرفني أكثر من نفسي
ناصر : لا عاد مو من جدِّك !! عيب إذا كنت تعرف العيب إذا تبي تلوي ذراعه خلّك رجال ولا تلويه ببنته !! ماني فاهم الدناءة اللي بتوصلها ياعبدالعزيز !! خاف ربِّك في بنت !! آخر عمرك تستغل بنت !!
عبدالعزيز بغضب : إيه صح أنا دنيء وماني رجّال وقليل شرف بعد !! عشان أبي آخذ حقي
ناصر بعصبية هو الآخر : حقك ماينوخذ كذا
عبدالعزيز : هو واللي وراه مسحوا كرامتي بالأرض وتقولي ماينوخذ كذا
ناصر : والله عاد إذا أنت ماعرفت توقف بوجيهم يوم مسحوا بكرامتك الأرض زي ماتقول عاد هذي مشكلتك وش ذنبها هي !!
عبدالعزيز : سكّر على الموضوع ماأبغى أتهاوش معك
ناصر : لآ ماني مسكِّر وأنت كأن عقلك تركته في باريس !! تصرفاتك الأخيرة كلها ساذجة ولا فيها ذرة عقل
عبدالعزيز تمتم : تارك العقل لك
ناصر : أرجع عبدالعزيز اللي أعرفه !! وأترك بناته بحالهم
عبدالعزيز ألتزم الصمت لا يريد التجادل معه
ناصر : حقك بتآخذه بدون هالتصرفات الصبيانية !!
عبدالعزيز تنهّد وعينيه على الشباك
ناصر : تسمعني عبدالعزيز !! شيلها من بالك
عبدالعزيز بسخرية : تآمرني أمر
ناصر بعصبية : يخي استح على وجهك وين اللي يقول فاقد رجوله من يكسر قلب حُرمَة !!! أنت بتكسرها وبتكسر أبوها بعد
عبدالعزيز وقف : لا لاتخاف عليهم ماتنكسر قلوبهم ! والله وهذا أنا أحلف قدامك لا أكسر خشم سلطان و بو سعود
ناصر : الحقد أعمى قلبك !
عبدالعزيز بنبرة مقهور : لو أبي كان عرفت كيف أقهر بو سعود ببنته ! بس أتركه لين يجي يومه وساعتها والله لآخذ بنته قدام عيونه وأعلمه كيف يجبرني والله لـ أخليه ينجبر يوافق على هالزواج

,


رمى المفاتيح على الطاولة , نظر لعايشة : صاير شي ؟
عايشة هزت رأسها بالنفي
سلطان إستدار للصالة الأخرى : وين الجوهرة ؟
عايشة : فوق
سلطان صعد للأعلى و فتح باب جناحه , كانت معطية الباب ظهرها العاري , أرتدت بلوزتها بتوتِّر شديد ومن ثم أستدارت له وهي تتفجَّر بالحُمرة
سلطان : السلام عليكم
بإرتباك وصوت خافت : وعليكم السلام
سلطان ينزع الكبك من كمه ويقترب إليها : فيك شي ؟


,
,

الشيخ : ألف مبروك والله يرزقكم الذرية الصالحة
يوسف يُصافحه : الله يبارك بحياتك .. يعطيك ألف عافية
خرج الشيخ وأوصله منصورْ إلى الباب
العجوز من خلف الباب : أنا ماشيتن بكرا لحايل هذاني حطيت عندك العلم
يوسف تمتم : يازين من يهفِّك بعقاله
العجوز : وش تقول ؟
يوسف : بكرا الصبح أمرِّك وآخذها
العجوز : إيه ننتظرك وعروسك تتنظرك

,

- الثانية فجرًا بتوقيت باريس –

الدكتُور يفتح غطاء الشاش من عينيه
وليد : ولله حكمة في تدبيره .. مهما كانت النتيجة مافقدنا الأمل
رؤى رمشت
وليد وقلبه يعتلي بنبضاته : رؤى ؟
بللتها الدمُوع
والدتها : يمه رؤى أكيد خييررة لاتفقدين الأمل

.
.
.

أنتهى - لا تلهيكم عن الصلاة -

محبين ناصر خلونا طيبيين :p
للي يسألون متى النهاية ؟ أنا مقدر أختصر الأحداث بعطي الرواية حقها ! ماراح أمدد ولا راح أختصر بعد توفيق الله بحاول أوزن بس صعبة جدًا تكون قرّبت النهاية لأن ماأخفي عليكم أنه أحداث أساسية ومهمة ماأنكتبت إلى الآن ولا حتى بان خيط منها.
وبيني وبينكم أنا نفسي متحمسة أكتب بارت يمكن مطولين عليه فـ عشان كذا إن شاء الله ماتملّون وتصبرون علينا :$

ولا تحرموني من صدق دعواتكم الطيبة وجنة حضوركم , قواكم الله ()
بحفظ الرحمن , نلتقي الأحد :*




JAN 07-04-2020 03:56 PM




رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
البارت ( 26 )

فلا تسأموني

إذا جاء صوتي كنهر الدموع

فما زلت أنثر في الليل وحدي

بقايا الشموع

إذا لاح ضوء مضيت إليه

فيجري بعيدا.. ويهرب مني

وأسقط في الأرض أغفو قليلا

وأرفع رأسي.. وأفتح عيني

فيبدو مع الأفق ضوء بعيد

فأجري إليه..

وما زلت اجري.. و أجري.. وأجري..

حزين غنائي

ولكن حلمي عنيد.. عنيد

فما زلت أعرف ماذا أريد

* فاروق جويده.



- الثانية فجرًا بتوقيت باريس –

الدكتُور يفتح غطاء الشاش من عينيها
وليد : ولله حكمة في تدبيره .. مهما كانت النتيجة مافقدنا الأمل
رؤى رمشت
وليد وقلبه يعتلي بنبضاته : رؤى ؟
بللتها الدمُوع
والدتها : يمه رؤى أكيد خييررة لاتفقدين الأمل
رؤى وهي تنظر لملامحهم .. أبتسمت والبكاء يكسيها .. حلم أم وقعٌ من جنُون ؟ .. هذه الحياة زهرية أم عيني باتت ترى ؟ يالله يالله .. قلبِي يتراقص يبحث عن الجنُون .. لآلآ يبحث عن أعلى درجات الجنُون ليرتديه .. هذه الدنيا تضحك أنا أرى ثغرها من بعيد .. أرى كيف عينيها مبللة بالفرح وهي تراني .. لا أرى السواد .. لا أراه والله لا أراه .. أنا أشوف
وليد بإبتسامة تنبض بالحُب : الحمدلله على سلامتك
رؤى وتنظر لمصدر الصوت .. أطالت النظر .. هذا وليد ... تخيلته بملامح سمراء بدوية ورموشه كثيفة وعيناه سوداء .. عيناه رمادية بملامح نصفها شرقية والنصف الآخر تميل لوالدته بالطبع .. يااه يالضياع في عيناه ... ما أجمله من ضياع ... ضحكت ووجهها يغتسل بطهر دموعها : أنا أشوف
والدتها : ياربي لك الحمد والشكر .. يالله لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
الدكتور ويشير بأصبعيه : كم ؟
رؤى : إثنين
الدكتور : وهذه ؟ أشار بخمسة أصابعه
رؤى بفرح كبير : خمسة
الدكتور : مُبارك نجاحها
رؤى و سحبت الحجاب من الطاولة وسجدت على الأرض الباردة ... بللتها بدموعها وهي تشكُر الله وتحمده.
أكاد أقسم أنني أسعد إنسانة بهذا الكون في هذه اللحظة .. يالله ما أكرمك يالله ماأرحمك .. أنا أرى .. حلم بات حقيقة .. كنت أحلم برؤية بياض والدتِي .. رأيتها .. " بجنون " والله رأيتها أريد أن أقسم للعالم أنني أرى.

,

سلطان : مدري عنك
الجُوهرة : مضايقك شي ؟
سلطان : لأ .. وبعدين خففي من جلساتك مع عايشة
الجوهرة : أطفش لوحدي وماألقى غيرها
سلطان من دون أن ينظر إليها : عندك تلفزيون و عندك جوَّال و أخذي اللاب من مكتبي وأدخلي على اللي تبين
الجوهرة : ليه تحكي معي كذا ؟
سلطان رفع عينه عليها : كيف تبيني أحكي معك ؟
الجوهرة ألتزمت الصمتْ
سلطان : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .. أستلقى على السرير ويبدُو الأرق سيهاجمه الليلة .. أخذ هاتفه ووقَّته على صلاة الفجر.
الجوهرة مازالت واقفة وتنظر إليه
سلطان يشعُر بنظراتها وقرر تجاهلها
الجوهرة : إن شاء الله على أمرك من بكرا ماراح أجلس معها
سلطان وهذه الأنثى تُجيد العبث به وتحطِّم فكرة تجاهلها , أكتفى بإبتسامة وهو يحاول النومْ
الجوهرة مازالت واقفة , طفلة تخدشها كلمة وتُضعفها .. تشتهِي الإرتماء في حُضنه وتُخبره عما حدث لها .. قلبها بات يضيق عليها يومًا عن يومْ يُريد الإنفجار و البُوح وإفراغ ألم السنين المحشوِّ في ثنايا قلبها .. ماذا إن لم يُصدقني ؟
سلطان ألتفت عليها ورفع حاجبه وفي نظراته إستفهامات كثيرة
الجوهرة بلعت ريقها وعينيها تغرق في عينيه : بسألك سؤال
سلطان : وشو ؟
الجُوهرة وتتشابك أصابعها بتوتُّر .. نفسها بدأ يضيق من الخوف : آآ . . مين سعاد ؟
سلطان أستعدل بجلسته : عفوًا ؟؟
الجُوهرة ويتلاعب بِها الخوف وبحروف مرتجفة : مين سعاد ؟
سلطان : وش يهمِّك بهالموضوع ؟
الجوهرة ضعيفة جدًا حتى وإن حاولت تبيِّن قوتها , رجفة أصابعها تسللت لأهدابِها وبـ رمشة واحِدة أنهمر دمعُها : زوجي ومن حقي أعرف مين هذي !
سلطان وبجوابْ ألجمها : زوجك !! أثبتي لي
الجوهرة وتشعُر بإغماءة حواسِها , لا يحق لها السؤال .. لآ يحق لها شيء مادامت لا تُعطيه حقوقه .. في لحظة الضعُف تفكيرنا لا يُصيب .. في لحظات ضُعفنا تقُودنا قلوبنا للنار .. للعذاب .. أقتربت منه .. سئمت هذا العذاب .. الله يعرفْ قلبِي جيدًا إذن لن أخاف لو أكتشف هو بنفسه . . يالله يالجوهرة روحي له وإن حكى فيك وقال رخيصة و حقيرة قُولي له عمِّي .. أقدر أقوله .. أنا أقدر .....أنا أقدر .. أقتربت أكثر حتى أستقرت أقدامها بجانبه .. وبعينين ضائِعه أغمضتها وهي تُلصقها بخدِّه وتُقبله و تهمس بصوت يكاد يمُوت : وأنا ماأعصيك يا بو بدر ...... أمسكت كفوفه ومازالت مُغمضة عينيها : حلالك .. كلِّي حلالك.
سلطان وتغرق تفاصيله بشعرها الأسود , يُعانقها حتى كادت تدخل في جسده , وبصوتْ يبعثر جزيئاتْ أكسجينها بعيدًا عن شفتيها حتى أختنقت : وماأرضى على حلالي بالغصيبة
تناثرت دمُوعها بشدة .. أبتعدت وضاعتْ بين أعينيهم الأحاديث ..
الجوهرة والذنب يتسلل إليها ويُشعرها بالعذاب إتجاه سلطان .. لا شيء يستحقه هو ولكن أنا أيضًا لا أستحق هذا ولا أستحق العذاب
يمسح دموعها بباطن كفّه : تفكرين بإيش ؟
الجُوهرة : أفكِّر قد إيش ممكن تصبر عليّ ؟
سلطان أبتسم , هذه الإبتسامة تبدُو غريبة على الجوهرة .. هذه الإبتسامة شاحِبة جدًا
الجوهرة : جد أتكلم
سلطان أسند ظهره على السرير وعينيه على السقف : أنتي متأملة بأيش ؟
الجوهرة لا تعرف بأي إجابة تليق على هذا السؤال : مو كثير
سلطان ضحك وأردف : أحسني الظن

,

صباح يوم جديد – الرياض –

يوسف على الكنبة الرثَّة , تنهد والنعاس بدا يتسلل إليه .. لم ينام ليلة الأمس جيدًا
دخلت أم فهد وجلست : وشلونك ؟
يوسف : بخير .. وين بنتك ؟
أم فهد : بتجيك وراه مطيور ؟
يوسف بطنازة : أبد مشتاق لها
أم فهد : وش تقول
يوسف : أسمعيني انا دايخ وأبغى أرجع أنام بتطوِّل بنتك أمرِّك بليل
أم فهد : أنتظر لين يجي ولد أخوي ثمن خذ مرتك وروح
يوسف تأفأف : طيب مافيه شاي ولا قهوة راضين حتى بحليب
أم فهد : توَّني مفضية البيت عشان أبيعه ومابه غاز ولا شي
يوسف بعد صمت لدقائق : بنتك كم عمرها ؟
أم فهد : 22 ووراها جامعة
يوسف : ماخلصت ؟
أم فهد : لأ تدرس مدري وش إسمه ذاك .. وش إسمه ذولي حقين الوراعين
يوسف : رياض أطفال
أم فهد : الوكاد هو
يوسف : رياض أطفال وبنتك ماتجي قسم بالله !! لازم الشخصية تناسب هالتخصص !! ذي من أول يوم ضربتني ياجعل رجلها الكسر هي ويدها
أم فهد : لآ تدعي على بنيتي قدامي وأنت بعدين وش حارق رزك ؟
يوسف : ههههههههههههههههههههه
إم فهد : سكنهم مساكنهم يضحك بروحه ؟
يوسف : لآ بس تخيلت بنتك تكون مدرسة بالروضة
أم فهد : لآيكثر هرجك ووين الفلوس ؟
يوسف : ياليلك يايوسف .. حوّلت لحساب بنتك
أم فهد : وأنا وش أبي ببنتي !! أنا لي حق
يوسف رفع حاجبه : خفي علينا يا مهندس الصفقة .. تبين عمولة !
أم فهد : عمولة مدري وش ذي !! المهم لي حقي
يوسف أنفجر من الضحك : قسم بالله ذا الدنيا تغيَّرت إحنا يالله نجيب للعروس مهر بعد نجيب لأمها
أم فهد : أخلص عليّ
يوسف يخرج من جيبه دفتر الشيكات
أم فهد : لآ تلعب عليّ بـ ذا الورق أبي دراهم بعيوني أشوفها
يوسف تنهّد .. أخرج من محفظته كل ما يحمله وقيمته 5000 ريال : ماعندي غير ذي
أم فهد : إيه ماعليه
دخل شابْ يبدو لم يتعدى العشرين من عُمرِه , : السلام عليكم
: وعليكم السلام
أم فهد : ذا زوج مهرة
الشاب : تشرفنا
يوسف أكتفى بإبتسامة مُجاملة
أم فهد بصوت عالي : مهررررة تعالي عند رجلتس أنا رايحة .. وأخذت حقيبتها المتوسطة الحجم مع بعض الأكياس التي حملها الشاب وخرجوا
يوسف : من جدها ذي !! ... طال إنتظاره .. وقف .. أناديها ولا أسحب ؟ أبتسم على تفكيره بالسحبة .... مُهرة يخي حتى الإسم يكرهك في عمرك ... بس الكلبة مزيونة .. قطع تفكيره حضورها
يوسف ولا يرى شيئًا منها من السواد : يقولون حلال تفصخين النقاب قدام زوجك
مُهرة : مو شغلك
يوسف : طيب يابنت الـ... مسك نفسه من الشتمْ وأردف .. يابنت .. يحاول يتذكّر إسم والدها .. يابنت أم فهد
مُهرة : وين بتوديني ؟
يوسف : أنتي وين تبين ؟
مهرة : أكلمك جد
يوسف : وأنا جاد وأنا أقولك وين تبين ؟
مهرة : ماراح أسكن مع أهلك
يوسف : وأنا قلت بتسكنين معهم !! بتجلسين بغرفتي طال عمرك
مهرة بسخرية : مررة ظريف
يوسف يقترب وهي تتراجع بخطوات إلى الخلف : ماني مسوي لك شي أستغفر الله
مُهرة : زي أخوك
يوسف وبنبرة حادة أقتلبت عنده الموازين : لآتجيبين سيرة أخوي على لسانك
مُهرة : ماهو أنت اللي تأمرني وتنهاني على كيفك
يوسف : طيب أنثبري هنا عسى يولِّع بك غاز قولي آمين .. وتوجه نحو الباب
مُهرة ألتزمت الصمتْ وهي تراه يهّم بالخروج .. يفعلها بالطبع سيفعلها ويتركني هُنا
يوسف ينتظرها تتوسَّل إليه لكن وكأنها رضت بالجلُوس لوحدها في البيت .. وفي نفسه " خلها تنطَّق وش يهمك أنت ؟ فرضًا دخل عليه أحد .." .. خرجْ ووقف أمام الباب في حرب الضمير .. أستغرب قوتها بأن لا تخاف الجلوس وحدها في حيّ مِثل هذا.
عاد وفتح الباب وهو يتحلطم في داخله .. ألتفت على المجلس ورآها .. جالسة بسكُون وشعرها الأسود ينساب خلف ظهرها ....... توقف في مكانه يتأملها كـ فُرصة سـ تضيع إن لم يستغلها.
شعرت به وألتفتت : مو قلت تبغى تروح ؟
يوسف : أخلصي علي ماراح أخليك هنا بروحك
بسخرية : ماشاء الله شهم
يوسف : بعض من شهامتك
مُهرة : ها ها ها ماتضحِّك
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههه والله عاد كيفي أسمِّج أقول اللي أبي إن شاء الله أضحك مع نفسي كيفي ماهو من شؤونك
مُهرة : ماراح أسكن مع أهلك
يوسف : يا ماما ماراح تختلطين فيهم
مُهرة بغضب : ماني بزر عندك .. أنتقي مفرداتك
يوسف بعناد : سامعة ياروحي كل شي إيزي
مُهرة وأحمَّر وجهها من الغضب
يوسف بإستفزاز صريح لها : يالله ياحبي مانبي نتأخر
مُهرة تكتفت وهي تعض شفتيها وتنظر لجهة أخرى
يوسف كتم ضحكته ووقف أمامها : مطوَّلة ؟
مُهرة وبحدة ضاغطة على أسنانها : أنقلع من قدامي
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مُهرة تنرفزت : ماأدري أنا قايلة نكتة عشان حضرتك تضحك
يوسف : المصيبة العظمى أنه وجهك مايوحي كل هالعنف
مُهرة : أبعد عيونك عني !!
يوسف ويصُّر ويفصلها من أعلى إلى أسفل
مُهرة : وقح .. ألتفتت لتأخذ نقابها وطرحتها
يُوسف لوهلة تشعُر بأنه " مغازلجي " على نظراته لجسدها
مُهرة : خيير ؟
يوسف أبتسم بخبث : أنتظرك بالسيارة .. وأتجه نحو الباب
مُهرة : حقيير معفففن
يوسف ويسمع كلماتها وهو خارج , بصوت عالي : تعوّرني الكلمة مرررة


,

تبكِيْ بشدة , مُحاطة بالسواد .. تصلّبت ذراعيها الممدودة منذُ فترة .. واقف هو أمامها ببلاهة لا يستطيع أن يقترب منها .. قلبه يتقطَّع من منظرِها .. يحاول مد ذراعه قليلاً ويبدُو ستنكسِرْ يداه قبل أن تصِل إليها , بدأت كـ قطعة خُبز تتفتت أمامه , يحاول أن يُجمع شتاتها و .. لا يُفيد أبدًا.
أختفت .. تلاشت .. طيّرتها الريحْ .. عندما حان اللقاء رحلت .. كيف ؟ كيف ؟

فاق مخنوقًا مُتعرِقًا .. أنفاسه مُضطربة ومتسارعة .. شرب من كأس الماء : غادة !!
مسح وجهه بكفوفه الباردة .. يشعُر بحرارة بنار بشيء يحترق في وسط صدره .. تتعذب في قبرها ؟ لآلآ يارب لأ .. تجمَّعت الدمُوع في عينيه .. لم يراها في أحلامِه تبكِي و ضائعة تائِهة .. هذه المرة الأولى .. يحاول يتذكَر رُبما دينْ لم تؤديه .. من المستحيل أن عليها دين ولم تقُل لي .. توجه للحمام وتفكيره مشوَّش , ينساب الماء على جسده ويُدخله في دوامات من الضياعْ

غادة ببكاء : أتركني بروحي
ناصر ملتزم الصمت أمامها
غادة : قلت أتركني
ناصر مازال صامتْ
غادة تنظر إليه وأنفها محمر من البُكاء : لآ تطالعني كذا
ناصر أبتسم : طيب . . شتت أنظاره بعيدًا عنها
غادة رجعت للبُكاء : هزأني قدامهم كلهم
ناصر : مين ؟
غادة : الدكتور الحقير
ناصر : طيب ليه ؟
غادة : البحث اللي سويته عندك !
ناصر : ايه وش فيه ؟
غادة : ماعجبه رماه عليّ قالي أنه أصلا هذا ماهو بحث جامعي حتى طلاب الثانوي يسوون أحسن منه
ناصر : وهذا اللي مزعلك ؟
غادة : ناصر لا تقهرني تعبانة عليه وفيه مليون بحث معفن زي وجهه الغثيث ماقالهم شي بس عشاني عربية هالعنصري الـ****
ناصر يجلس بجانبها : آشششش وش هالألفاظ !!
غادة : كيفي أقول **** ولا أقول إن شاء الله ******* بعد كيفي
ناصر رفع حاجبه بحدة : غاااااادة
غادة تكتفت وتحوَّل بكائِها إلى غضب : مانمت عشان هالبحث وآخر شي يفشلني كذا قدامهم
ناصر ويشربْ من كأس الماء ملتزم الصمتْ
غادة تخرج هاتفها : حتى عبدالعزيز مايرّد أوووووووووووف أووووف كل شي تسلط عليّ اليوم
ناصر تنهَّد : يعني نهاية هالدنيا هالبحث ؟ خلاص أنا بكرا أجي وأكلمه أنا وعبدالعزيز .. خلاص عاد
غادة بنبرة طفولية : لاتهاوشني
ناصر : ياروحي ما أهاوشك بس ماينفع كذا ! تبكين و ماتبقين كلمة من الشارع ماتقولينها .. يعني لو ماأعرفك قلت وش ذا التربية ؟ ماأرضى ياغادة ولا راح أرضى هالألفاظ تقولينها
غادة تسحب كُوب الماء من أمامه لتشربه بدفعة واحِدة
ناصر : ريلاكس
غادة عادت للبكاء : طيب ليه يقولي كذا ؟
ناصر : أنا أكلم رئيس قسمه مو على كيفه بعد !! لا تخافين حقك ماراح يضيع
غادة : بس يخلص الترم على خير بجي وبلصِّق جزمتي في جبهته الكلب الـ..
ناصر يُقاطعها بوضع باطن كفَّه على فمَها : وش قلنا ؟

والماء يختلط في دمُوعه المالِحة جدًا على جروح قلبه العميقة .. خرج من الحمام وهو يلّف المنشفة على خصره .. أنتبه لوالده الواقف أمامه
والده : صباح الخير
ناصر : صباح النُور
والده : شلونك ؟
ناصر : تمام
والده : عيونك تقول منت تمام !!
ناصر وهل جرّبت الإبتسامة في حضرة الدموع .. كيف أن هذه الإبتسامة قاسية جدًا ومالِحة وتعصرْ حموضتها على قلبه لتُحرقه أكثر .. فقط بإبتسامة تأتي في عز دموعه : بخير يبه
والده بادله الإبتسامة : أنتظرك تحت من زمان ما فطرت معك ...


,

بو سعُود يفتح ستاير الغرفة المظلِمة لتخترق الشمسْ وتستقرْ بين جنبات الغرفة : يالله أصحى ورانا شغل
عبدالعزيز بصوت ممتلىء بالنوم : عطني إجازة اليوم
بو سعود : تتدلل بعد ؟ مافيه يالله قوم
عبدالعزيز ويدفن رأسه بالمخدة : مانمت الا الفجر
بو سعود : ومحد قالك نام الفجر
عبدالعزيز تنهَّد : طيب الساعة 10 أجي
بو سعود : مافيه يالله يا عزيز
عبدالعزيز نهض وبتذمُّر شديد وهو ينظر لذراعه
بو سعود : أنتظرك بالحديقة
عبدالعزيز : طيّب ... صعب جدًا التعامل بذراع واحِدة كيف من فقد ذراعيه ؟ تصدَّع رأسه من هذه الفكرة وهو يحمد الله

بجهة أخرى
على طاولة الطعام /

رتيل : ههههههههههههههههههههههههه المهم أني هايطت عليها لين قلت بس
عبير : والله حرام
رتيل : طفشت وش أسوي وبعدين إيميلي من زمان مادخلته وفجأة ألقى إضافات قلت خلني أستهبل شوي وألغي هالإيميل الكئيب كل بنات الجامعة الـ *أشارت بملامحها بالتقرف * فيه
عبير : وش يعني الـ *قلدت حركة ملامحها*
رتيل : يعني مايروقون لي .. تمسك جوالها .. بخلي جوجو تجينا ونردح
عبير : ههههههههههههه نردح !! ماتسمع أغاني
رتيل : نجيب لها طق إسلامي
عبير : لا تتطنزين
رتيل : ههههههههههههههههههههههه والله ماأتطنزت صدق نحط طق إسلامي ياكثر مقاطعه في اليوتيوب
عبير وهي تشرب من العصير : أستغفر الله بس
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تخيلت شي بايخ
عبير : عارفة وشو ههههههههههههه !! والله ربي بيسخط عليك أسكتي وفكينا
رتيل وهي تكتب للجوهرة في الواتس آب " اليوم تجينا مافيه لأ ولا شيء !! جاية يعني جاية الله لايعوق بشر "
عبير : والله أشتقت لتركي
رتيل : بيجون بكرا مدري بعده
عبير : والله حتى عمي عبدالمحسن مشتاقة له


,

نزلْ بخطوات سريعة بلبسه العسكري وهو يضع جواله في جيبه و نظارته الشمسية على عينيه
الجوهرة : ماراح تفطر ؟
سلطان : متأخر مررة
الجوهرة ومن النادر في حياة سلطان أن تجهِّز هي الفطور : طيب 5 دقايق بس
سلطان أستدار عليها وأنزل نظارته : طيب . . جلسْ ورفع عينه عليها : أنتي محضرته ؟
الجوهرة أبتسمت : إيه
سلطان : تسلمين
الجوهرة : بالعافية
سلطان أكل بإستعجال وماهي الا 7 دقائق وأنتهى : الحمدلله ... توجه للمغاسِل , ثواني ويأتيها من الخلف ليُقبّل خدها بهدُوء : تسلم هالإيدين .. وخرجْ
الجوهرة وتشعُر بحرارة في وجهها .. وضعت كفوفها على خدها لتُهدأ من حرارتها و حركت كفوفها بمقابل خدِّها علّها تُبرِّد وجهها الضائِع مع سلطان.
عائشة وهي تحمل الصحُون , أبتسمت بنظراتْ وكأنها تعرف خبايا قلب الجوهرة
الجوهرة بإحراج كبير : وش عندك بعد ؟
عائشة بضحكة : مافي يقول شي بس هلو هلو *حلو*
الجوهرة وهي تصعد للأعلى : مهي صاحية صدق

,

دخلْ البيتْ , وكان في المجلس ريم وهيفاء
رفعُوا أعينهم بإندهاشْ.
يوسف بإستلعان في مُهرة : أعرفكم زوجتي الغالية
هيفاء حاولت كتم ضحكتها لكن أطلقتها بهدُوء : هههههههههههههههههههههه أهلين
ريم ضربت كتف هيفاء وهي تُشير لها بأن تصمتْ : أهلين فيك
مُهرة وبدأت بالإشتعال فعلاً
يوسف : وين أمي ؟
كانت خلفهم
مُهرة من باب التقدير أنحنت لتقبل رأسها
أم منصور بنبرة هادئة : يا مرحبا فيك
يوسف : طيب تعالي معاي
أم منصور : جهزت لكم الجناح في الدور الثالث
يوسف : ليه ؟ أنا بجلس بغرفتي
أم منصور أشارت له بعينيها أن مُهرة معه
يوسف أبتسم : لآتسوين لي بعيونك حركات مافيه
أم منصور أنحرجت ودخلت للصالة بجانب بناتها
صعد بِها لغرفته ,
مُهرة بحدة : ماأتحمل أنا كذا
يوسف تجاهلها وهو ينزع الكبك من كمَّه
مُهرة : أنا أكلمك
يوسف : وأنا ماأشوف غير النوم .. أنثبري هنا لا صحيت عاد أفكر أرد عليك ولآ لأ
مُهرة : أسمعني كويِّس وحط هالكلام حلق في إذنك
يوسف بإستهتار في حديثها : ماألبس حلق
مُهرة : أسمعني أيه صح أمي عرضتني عليك عشان أخوك يطلع وعلى فكرة هالكلمة ماتهيني لأن أمي فكرت أنه ماعندنا رجَّال فمن الأفضل أنها تحمي بنتها وماقصَّرت لكن غلطت في الإختيار و أنك تهيني أنت ما أسمح لك ولا راح أسمح لك .. بيني وبينك مليون جدار ماتقدر تتعداه أما مسألة أني أجلس معك في بيت ناس ماأحترمهم لا ماهو على كيفك للحين بيت أمي موجود ولا أنباع وأقدر أرجع له
يوسف ويتأملها بسخرية شديدة : إيه كملي
مهرة بعينيها القوة تلمع وهي تشير له بأصبع السبابة : وشيء ثاني معي لا تمزح ولا تحاول تستظرف دمِّك لأني ماأبلعك وأنت ساكت كيف عاد وأنت تنكِّت
يوسف وقف : طيب الحين دوري أرد صح ؟ أولا أنا ماجبت سالفة أنك أنعرضتي عليّ أو على منصور ولا أهنتك فيها ثانيا جدرانك ذي أهدمها الحين لو تبين .. لآتحاولين تعانديني عشان ماأكسر عنادك و ثالثا غصبا عليك وعلى اللي خلفوك تحترمينهم ماهو طيب منك رابعًا شايفة الباب كيف يوسعك ويوسع طوايفك تقدرين تروحين بيت أمك وتعشعشين هناك أما خامسًا والله عاد أنا راعي مزاج ولو تبين أمصخرك الحين مصخرتك بس أنا أحاول أكون لطيف معك مع أنك منتي كفو وسادسًا مين قال أني ميت عند حضرة جنابك !! أنتقي ألفاظك كويِّس يا ماما ما أشتغل عندك .. أحمدي ربك وجه وقفا أنك بس تحملين إسم زوجتي
مُهرة أبتسمت بسخرية ولأول مرة تبتسم أمامه : أفكِّر بأي شي عصيت ربي عشان يعاقبني فيك
يوسف بسخرية : خفي علينا يا إمام الحرم يالمُنزهة العفيفة
مُهرة بنرفزة : عفيفة غصبًا عنك
يوسف : لآ آسفين عسى ماتوجِّعك الكلمة
مُهرة : مين أنت أصلا ؟ لآ تحاول تعطي نفسك أكبر من حجمك !! على فكرة أنا أنتظر الطلاق أكثر منك
يوسف وهو ينسدح على السرير : عاد لعانة كذا ماني مطلِّق بصبِّح بوجهك البشوش وبمسِّي عليه
مُهرة : ماهو برضاك أصلا .. *وبدأت تبطأ الجملة حتى تستفزه* زي ماأنغصبت تتزوجني بتنغصب بدون رضاك بتطلقني
يوسف رفع عينه عليها وعض شفته محاولاً أن لا يغضب : ماأنغصبت كان موجود منصور وموافق برضاي أنا اللي وافقت وهذا و أمك باعتك بفلوس لاتنسين هالشي وأنتي اللي بتجبريني أهينك ماهو أنا !!
مُهرة : ربتني وكبرتني وصرفت علي لا أبو يصرف ولا شيء .. حلال عليها لو تذبحني !! ماأشيل بخاطري عليها لو تبيعني بعد ! حاول تلاقي كلمة تهين أكثر من هذي لأنها ماتحرك فيني شعرة


,

في إحدى الجمعيات الخيرية.

ناصر : مسجد ؟
الشيخ : جزاك الله ألف خير .. إن شاء الله إحنا بنختار لك موقع وأنت تشوفه إن كانه يروق لك أو لأ
ناصر بتوتر : طيب يطوِّل ولا يعني ..
الشيخ : أسبوعين نكون مختارين أكثر من موقع وأنت تقرر
ناصر : مشكور ماتقصِّر .. أنا أستأذن .. خرج ناويًا أن يبني مسجِدًا ليكُن صدقة جارية لــ حبيبته غادة
ركب سيارته وهو الذي أمسك نفسه في مكتب الجمعية , وضع رأسه على مقود السيارة وأجهش بالبُكاء ..خاف عليها خاف وشعر بأن روحه تتمزق لو أنها تتعذب في قبرها .. ماذا يعني لو أنها أرتكبت بعض الخطايا ؟ هل أرتكبت ؟ كانت محافظة على صلواتها .. كنت أراها لا تأخر أيّ صلاة .. سيموت لا مُحالة من التفكير .. لو أن حلال لحفر قبرها الآن وأخرجها وإن كانت فتاتًا ليضمها .. تعوَّذ من فكرته و روحه تُصارع الحنين .. تصعد لسِحاب الحُب وتقع بقوة على أرضٍ جدباء .. توجع .. توووجع ياغادة توووجع فكرة أنك تتعذبين ..... يارب أغفر لها وأرحمها بما أنت أهلٌ له .. أزداد بُكائه إلا النار .. إلا النار .. خليني أتعذب بحنيني لكن لآ أتعذب من خوفي عليك وأنتي بقبرك بعد !! .. ليتني أعرف ليتني أعرف أنتي بخير بقبرك أو لأ ..... فيه دين عليك أو لأ ؟ فيه أحد مو محللك وعشانه تتعذبين ولا لأ ؟ ...... بنبرة حارِقة جدًا كالشمس في عز الصيف : آآآآآآآآآآآه يا غادة .. لو يرجع الزمن ثواني أشوفك بس أشوفك .... بكى وبدت الدماء في دماغه تتدفَّق بحرارة بُكائِه.



,

في مكتبْ سلطان , مدلل جدًا عبدالعزيز يفطر في مكتبه.
سلطان بملل : أخلص بحكيك في موضوع
عبدالعزيز : من أمس مو مآكل شي .. طيب قولي وأنا أسمعك
بو سعود لا يستطيع إمساك ضحكته وأردف : لا يكون مجوعينك وأحنا ماندري
عبدالعزيز بقهر : من جيت هنا وأنا ناقص 5 كيلو
سلطان : بس للحين بقوتك وصحتك
عبدالعزيز : قل ماشاء الله
سلطان أبتسم : ماشاء الله مانيب حاسدك
دخل مقرن وأستغرب من فكرة أن عبدالعزيز يفطر في مكان الشغل : هذا الملف أنا عندي شغل ضروري المهم بآخذ متعب معي للسُجناء في مركز ....
سلطان : يا مال العافية ماتقصِّر .. وخرجْ مقرن
سلطان : أسمعني عبدالعزيز اليوم بتروح للجوهي وطبعًا لا جاب سيرة أنه أحد أقتحم مكتبه سوّ نفسك ماتدري عن شي وبيّن أنك منفجع .. يالله بشوف ردة فعلك .. لثواني صمت ثم أردف : فيه أحد دخل القصر بغيابنا
عبدالعزيز سوّ نفسه شرق بالعصير : صدق !!
سلطان وبو سعود : هههههههههههههههههههههههههههههههههه
سلطان أردف : تستهبل !! فيه أحد ينفجع كذا
عبدالعزيز : ماأعرف أمثِّل
سلطان : طيّب ركّز خل عيونك تطلع من مكانها بيّن الصدمة لأنك انت أول من بيشك فيه
عبدالعزيز : طيّب قولي من جديد
سلطان بنبرة هادئة : في أحد دخل مكتبي !!
عبدالعزيز صمت لثواني وضحك
سلطان يرميه بعلبة المناديل
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص ماني ضاحك
سلطان : في أحد دخل مكتبي !!
عبدالعزيز وبملامح الصدمة : مين !!
سلطان : ماندري بس أنت تتوقع مين
عبدالعزيز : وأنا وش دراني
سلطان : الغبي بيفهم انك أنت اللي دخلت . . قول .. ممكن أحد من الشرطة ؟ أو أعدائك إلا صحيح مين ممكن يتصيَّد لأخطائك .. تكلم كذا لا تبيّن أنك تدافع عن نفسك لأن انت بتوضِّح لهم أنه هالموضوع مايعنيك
عبدالعزيز يشرب من العصير بروقان ثم أردف : والله حتى عصيركم غير
بو سعود : فيه أحد معطيك حبوب على هالصبح ولا شارب شي وناسي
عبدالعزيز : وأنت خليتني أشرب شي سحبتني وصحيتني من نومي منفجع
سلطان : طيب عبدالعزيز واللي يرحم والديك بنذبح لك ذبيحة لو تبي بس ركِّز معي
عبدالعزيز : فهمت أعرف كيف أتصرف
سلطان : مو تنكبنا
عبدالعزيز ويقلد نبرة سلطان : إن شاء الله ماراح أنكبكم و أنتبه للسلاح و شغِّل السماعات والكاميرة لا تنساها طيب
سلطان : فالح بس تقلِّد بس تمثِّل ماتعرف
عبدالعزيز : ماخذينا من خبراتكم
سلطان : بحاول أحسن النية في كلامك
عبدالعزيز بخبث : هههههههههههههههههههههههههههههههههه الله يجازيني على نيتك


,

تدور حول نفسها والأمطارْ تهطُل وتبللها .. بضحكة عارمة : مطرررر .. شايف السماء كيف لونها ... شوف شوف الورد .... الله الله
وليد يُشاركها فرحتها وسيبكي معها لو أطالت بهذه الفرحة .. من يراها الآن وأن كان غريبًا سيبكي على هذا المنظرْ.
كان الطريق شبه خاليْ
رؤى وتنظر للسماء : مشتهية أصرخ مشتهية أرقص مشتهية أسوي أشياء كثيرة ...
وليد : سوِّي اللي تبين أنا ماراح أعارضك بأي شي
رؤى تبتسم وهي تنظر له بعينيِّن مدمعتين بالفرحْ : قد هالمطر و أضعاف أضعافه أحبببببببببببببببببك
وليد أبتسم بحُب : و قد ماأمطرت على دنيتنا أحبك
رؤى وتدور بفرح حول نفسه وكفوفها تُحلق سعادةً وبصرخة مجنونة : أناااااااااااااااااااااااااا أشوووووووووووووووووووووووووف

برصيفٍ آخر تضحك وتدُور حول نفسها , بإبتسامة وصرخة مجنونة : نجحححححححححححححححححححت وأخيرًا
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله انا اللي وأخيرًا بفتَّك من زنِّك ومحاتاتك
غادة والمطرر يبلل معطفها وبضحكة : شايف هالبحر شو كبييييييييييييير
ناصر : البحر بالجهة الثانية وبعدين نهر ماهو بحر
غادة : طيب عطني جوِّي .. المطرر بلل الشارع وصار نهر
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههه ئد هالبحر بحبك

رؤى وقلبها بإغماءة مع ناصِر وعينيها مع وليد : ودِّي أفُّر باريس اليوم ماراح أتعب أبد أبد
وليد : أنتي اليوم تدللي كل اللي تبينه أوامر
رؤى وتطيل النظر بالأشياء بسعادة : نروح للشانزلزيه و الأوبرا ومتحف الشمع ونروح ديزني لاند كل شي بباريس أبي أروح له
وليد : من عيوني هههههههههههههههههه اللي تبينه .. خلنا نروح للشانز تآكلين لك شي لأنك ماأكلتي من الصباح و بعدها نروح لمنطقة الأوبرا نتمشى لين تقولين بس
رؤى وضحكاتها الصاخبة تُحيي كل مكان تمُّر بِه : و قوس لاديفانس
وليد : تعرفين باريس أكثر مني
رؤى سكنت : تصدق عاد ماقد جيتها
وليد : هههههههههههههههههههههههه يمكن قبل الحادث
رؤى بإبتسامة وهي تعقد حاجبيها محاولة التذكر : ولا سألت أمي عن أماكن باريس يادوب أعرف برج إيفل .. صح نبغى نروح له
وليد : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه مشينا

غادة تضرب صدره بخفة : ياكذاب وعدتني
ناصر : هههههههههههههههههههههههههه بكرا مقدر
غادة : يالله ياشينك قلت بتوديني الأحد
ناصر : ماأحب أجواء الألعاب
غادة : عشان خاطري مشتهية ديزني لاند تكفى
ناصر بإبتسامة : تعرفين نقطة ضعفي
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههه .. وتقف على أطراف أصابعها حتى تصل لخده وتُقبله : وأعرف نقطة ضعفك الثانية ... وبخطوات سريعة تبتعد عنه
ناصر يقترب من الخلف ويرفعها عن مستوى الأرض : ملكّعة

وقفت بهدُوء
وليد : وش فيك ؟
رؤى : مدري أحس فيه أحد متضايق .. يمكن أمي ؟ بس أنا تاركتها ومبسوطة ماكان فيها شي
وليد : تبينا نرجع ؟
رؤى أبتسمت : أبغى أعيش هاليوم بدون حزن ..


,

في جلستهُمْ و تحليلات النساء المعتادة

هيفاء : ماشفت منها شي بس من عيونها واضح أنها جميلة .. بس تصدقين بنت جيرانا عيونها بالنقاب تهبل لا نزعته ماينطل بوجهها
والدتها : لآ تحشين ترضين تآكلين بلحم أختك
هيفاء بتقرف : يمه خلاص ماني حاشة بس لاتقرفيني كذا .. بموت من فضولي أبي أشوفها
ريم : بس يمه ترى ولدك مايستحي والله رحمتها حسيتها المسكينة بتموت من إحراجها
أم منصور : بكلمه أخليه يعقل
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ياليتنا مسجلين صوته يوم يقولنا ما راح أتزوج الا عن حب هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ريم : ههههههههههههههههههههههههههههه إيه يوم يعاير منصور
أم منصور : لآ تجبون هالسوالف قدامها
هيفاء : أكيد يمه .. ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وبخليها ماتبي تشوف الا عيوني
ريم : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ومنصور يوم قاله هذا وجهي إذا ماخليته منثبرة بين 4 جدران وتدوِّج مع ربعك
هيفاء : إيه ورد قال من كثر حبها لي ماراح تتركني أروح بعيد عنها هههههههههههههههههههههههههههه لو مكانه ببكي على أحلامي اللي أنهدمت
ريم : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههه بس ربي يهنيهم يمكن خيرة
أم منصور : أم ريان أتصلت عليّ الصبح وتوّني أشوف إتصالها
ريم بتوتُّر بان في ملامحها تحوَّل للحُمرة
هيفاء : وصرنا نستحي
ريم : مين قال ؟ .. يمه شوفي وش تبي
هيفاء : تلقينه مافكَّر فيك حتى ماحددوا الزواج متى ؟
أم منصور : كل تأخيرة فيها خيرة وبعدين أختك بعد ماجهِّزت نفسها للحين .. من بكرا تروحين تتجهزين ولا تاخذين الخبلة اللي جمبك ماوراها منفعة
هيفاء : وينك يايوسف تدافع عني


يُتبع

بجهة أخرى ,

نجلاء : قالت إنها أعراض عادية
منصُور ويغلق أزارير ثوبه : الحمدلله المهم لا تكثرين من النزلة على الدرج والطلعة عشان ماتتعبين
نجلاء توقف أمامه : إن شاء الله , وين رايح ؟
منصور : بروح الشركة
نجلاء : من جدك !! أجلس كم يوم أرتاح
منصور : طفشت بروح أشوف الوضع
نجلاء : طفشت مني ؟
منصُور بإبتسامة يداعب أنفها : وفيه أحد يطفش منك ؟
نجلاء بهدوء : زوجة يوسف جت
منصور لم يرد
نجلاء : كنت بذبحك وراها لو تقبل فيها
منصور : هههههههههههههههههههههههه لو تدرين أني موافق ؟
نجلاء بصدمة : لا والله
منصور : فجأة جاني يوسف قال تراني بتزوجها عاد وقتها حسيت بـ همّ وأنزاح بس بعد يوسف مايستاهل
نجلاء : يطلقها ونزوجه بنت تقول للقمر قوم وأجلس مكانه
منصور : هههههههههههههههههههه هذا كلام أمي يوم خطبتني لك
نجلاء : طبعًا أنا تلوق لي هالجملة بس من باب المبالغة لزوجة يوسف المستقبلية
منصور يُقبل خدها : طبعًا وهالحكي يدخل من باب إنصاف النفس لنفسها
نجلاء أبتسمت : أنتبه على نفسك وأرجع بدري ماله داعي تجلس لنهاية الدوام


,

الساعة الثامِنة مساءً – قصر الجوهي –

الجوهي : عاد ماندري مين يا صالح
عبدالعزيز بملامح الصدمة : كيف ماتدرون ؟ تشك بأحد يعني ممكن يقدر يدخل القصر
سلطان من مكتب المراقبة : أكيد بيهددك بشي
عبدالعزيز : أكيد بيهددك بشي يعني بيقولك أنا أقدر أدخل القصر !! أنا أتوقع كذا
الجوهي : والله ماني عارف أركِّز .. بس وصلني خبر عكر مزاجي
عبدالعزيز وهو الذي لا يدخن مجبر أن يدخن أمام الجوهي .. أخذ سيجارة وأشعلها : وش الخبر ؟
الجوهي : عبدالعزيز العيد
عبدالعزيز وبلع العافية
سلطان : تصرف عادي أنت ماتعرف مين هو .. أسأله وش إسم أبوه
عبدالعزيز بنبرة يحاول جاهِدًا أن تكون هادئة : مين أبوه ؟ العيد ؟ مار علي هالإسم
الجوهي : سلطان العيد اللي توفى قبل فترة
عبدالعزيز : كيف توفى ؟
سلطان : عبدالعزيز لا تسأله عن حادث أبوك
عبدالعزيز : كيف ماتوا أهله ؟
الجوهي بنظرة أربكت عبدالعزيز : وش عرّفِك أنه ماتوا أهله كلهم ؟
سلطان بحدة : ماتفهم !! قوله قريت من الجرايد
عبدالعزيز صمت لثواني طويلة ثم أردف : قريت من الجرايد
الجوهي وليس هذا أكبر همه أردف : مشكلة كبيرة هالعبدالعزيز
عبدالعزيز : مايهمنا الحين .. أهم شي تتم صفقتا بالتمام
الجوهي : يلعبون لعبة .. هالهدوء أكيد مو لله
عبدالعزيز : تقصد مين ؟
الجوهي : عبدالرحمن بن خالد و سلطان بن بدر مستحيل سكوتهم هذا يبشر بالخير أكيد أنهم عارفين بكل شي
عبدالعزيز ألتزم الصمت
الجوهي : وين نقدر نلقى عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز وبدأ قلبه بالتراقص , أردف : وش تبي فيه ؟
الجوهي : ماجاء الرياض الا عشانهم أنا متأكد
سلطان : صرِّف وأطلع بسرعة
عبدالعزيز يطفىء السيجارة و أردف : المهم صفقتنا أهتم فيها ... وقف .. عن إذنك ... سار بإتجاه الباب وأوقفه صوته
الجوهي : صالح
عبدالعزيز وقف ويبلع ريقه بصعوبة دون أن يلتفت عليه
سلطان ومن الكاميرة في كبك عبدالعزيز ينظر لوجه الجوهي , بعجل قال لمتعب : أرسلوا القوات لقصره بسرعة


,

الجُوهرة أبتسمتْ بعذُوبة : خلصي السلطة ولا تكثرين حكي
عايشة : والله هادا ماما يسير*يصير* .. آآآمممم شنو إسم هوا
الجوهرة : يقولها خالتي ؟ ولا عمتي ؟
عايشة :إيه أمتي *عمتي*
الجوهرة : وهي اللي سمِّتك عايشة
عايشة : إيه أنا يجي يسأل أنا شنو إسم أنتي ؟ أنا يقول كورمانتي نهير بس هوا مايحبِّي إسم أنا
الجوهرة : إسمك صعب مررة
عايشة : بنت مال هوا ينادي أنا ميري
الجوهرة : طيب
عايشة : بس هي ينادي أنا آيشه*عايشة* .. بأدين*بعدين* سار *صار* كلَّا نفر ينادي أنا آيشه
الجوهرة : وش إسم بنتها ؟ يعني كانت متزوجة ولا ؟
عايشة : إيه هادا فيه مشكلة بين بابا سولتان وهيَا
الجوهرة رفعت حاجبها : وش بينهم ؟
عايشة : ما يأرف*يعرف* بس آشان*عشان* سوئاد
الجوهرة : لخبطتي علي كل شي .. الحين قلتي أنه سعاد زوجته وكانت مجنونة و بنت عمه متهاوشه معه عشان سعاد !! .. *بقهر أردفت* طيب سعاد مين ؟


,

فتحتْ رسالته , رُغم قهره تبتسم له .. قلبها لا يقبلْ بالقساوة أبدًا .. يُرغمها دائِما على الضحكة على الفرح على الحُب .. هذا الحُب أنا أنتمي إليه كإنتمائِي له .. وإن كان مجهولا .. هذا الحُب يعرفه قلبي جيدًا ليس مجهولاً أبدًا .. يكفي أن قلبي يعرفه.
قرأتها وحفظتها عن ظهر غيب بحُب " ما توقعت شوفتِي لك بتخليني أشتاق لك هالكثر طمع فيك هالقلب ودَّه ماتغيبيين عن عينه لحظة "
أغلقت جوالها وهي تلتفت لرتيلْ
رتيل وتنظر للوحات مرةً أخرى : طفشت .. أقتربت من اللوحة .. يختي وش هالبنات الرومانسيات وهالكلام
عبير أكتفت بإبتسامة
رتيل : قلتي لي وين هالمحل ؟
عبير : آآآآ مدري شفته بموقع
رتيل لم تبالي لحديثها وأردفت : الجوهرة مسوية سنعة تقول بعشيكم
عبير : طوّلت
رتيل : مدري وش تطبخ !! لو ذبيحة قضت .. عاد تدرين الكذابة ماتعرف تطبخ أكيد خدم سلطان
عبير : أحسني ظنك فيها وش يدريك يمكن تعلمت


,

متمدد على الكنبة وحاله مُثير للشفقة

يوسف : ماراح أصبر زوجوني
أم منصور : أركد يمكن البنت زينة
يوسف : وش زينه وش مو زينه !! يمه أنا حمار أنا كلب يوم كنت أعيي قبل عن الزواج الحين أبي أتزوج
ريم : ههههههههههههههههههههههه يالله أرزقنا العقل
يوسف : أقول أنتي أسكتي بعد كم يوم ألقاك في حضن ريان
ريم تفجَّرت بالحُمرة , أرتبكت : قليل حيا .. وخرجت
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه قسم بالله البنات مهبَّل بكلمة وحدة تحرجينهم
أم منصور : صدق ماتستحي !!
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههه يمه قسم بالله منقهر وحالتي حالة
أم منصور : الشرهة على اللي جالس معك .. وأتجهت للمطبخ
يوسف : أنا قايل مايفهمني غير هيفاء
هيفاء : أنا بيذبحني الفضول مزيونة ولا وشو ؟
يوسف : شينة ماينطل بوجهها .. شغالتنا حقت جدتي الله يرحمها أزين منها
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههه أستغفر الله حرام شغالتها كانت كبيرة بالعمر مرة
يوسف : أستغفر الله والله كانت طيبة حرام أحش فيها .. بس قاهرتني ذا اللي فوق
هيفاء : ليه ؟ سبتك هههههههههههههههه
يوسف : تخسي .. *صمت لثواني ثم أردف* بصراحة نوعًا ما يعني سب غير مباشر
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه أفآآ وأنت ساكت
يوسف : أفحمتها بالرد بس تقهر مدري هالزلابة من وين تجيب ردودها
هيفاء : عيب لا تقول عنها كذا
يوسف بإستهبال : المشكلة أني طيب ماأمد إيدي على الحريم
هيفاء : الله يرحم يوم تكفخني بالثانوي والله ماراح أنسى ذيك الليلة
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههه كنت معصب وأنتي راجعة متأخر قلت أبد مافيه غيرها أبرد حرتي فيها
هيفاء : مستقوي عليّ
يوسف : أنسي السالفة لا تجيبين لي النكد بعد !! يكفي ذي
هيفاء : طيب بيني وبينك مزيونة ولا لأ ؟
يوسف : كلبة
هيفاء :صاروخ ؟
يوسف : يعني
هيفاء أنفجرت ضحك : الواضح أنك طلعت من عيونك قلوب عندها
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بس أنا خلاص تغيرت قناعاتي جيبوا لي شينة معفنة بنت ستين كلب بس أسلوبها حلو أرضى
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههه وين اللي يقول شينة خُلقًا بس حلوة خَلقًا عادي بس شينة بالثنتين لأ



,

ثابت في مكانه يشعُر بالموت يقترب منه بسماع خطواته التي تقترب منه أكثر و أكثر .. لم يتلفت , ظهره هو المقابل له
في جهة أخرى حالة من الحركة بين المكاتب .. بو سعود يُحادث عبدالعزيز : رجاله تحت لاتحاول تطلع أي صوت ويجونك
سلطان في مكتب آخر يوجه قواته : من جهة الغرب عند مكتبه أهم شي ماينذبح نبيه حيّ

.
.

أنتهى موعُدنا - الثُلاثاء - إن شاء الله
مازلت عند وعدِي لنا بارت طويل وقليل في حقكمْ بحق شرفْ التميُّز الذي لولا الله ثم متابعتكم الطيبة لم أحظى بِه :$
وأعذروني تأخرت 10 دقايق كالعادة :d لا قلت نص ساعة أعرفوا ممكن تنسحب ساعة ههههههه


لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ ()

بحفظ الرحمنْ.



JAN 07-04-2020 03:57 PM


رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
البارت ( 27 )

صَمْتٌ يتبعثر

وحشة تتقاسمها الأرجاء بالتساوي

اغتراب على مر الوجوه

بين الدهر والآخر

ينبثق رعب هائل

الطالع يؤكد المستحيل

اسطورة هي المناجاة

أمل يقود إلى المنفى

ثمة نافذة

حذار.. الحلم يوصل إلى الزنزانة

*غادة السمان.



ثابت في مكانه يشعُر بالموت يقترب منه بسماع خطواته التي تقترب منه أكثر و أكثر .. لم يتلفت , ظهره هو المقابل له
في جهة أخرى حالة من الحركة بين المكاتب .. بو سعود يُحادث عبدالعزيز : رجاله تحت لاتحاول تطلع أي صوت ويجونك
سلطان في مكتب آخر يوجه قواته : من جهة الغرب عند مكتبه أهم شي ماينذبح نبيه حيّ

الجوهي من خلفه يزداد بقُربه , يمد له جواله : نسيت جوالك
عبدالعزيز أغمض عينه ثواني طويلة ثم ألتفت عليه بإبتسامة جاهد حتى تخرج : أشوفك على خير .. وخرجْ وهو يمسح وجهه , تعرق بشدة.

سلطان و بو سعود واقفين بصدمة وبرواية أخرى متنحينْ.
بو سعود يفتح أول أزارير ثوبه وهو يجلس : أستفز صبرنا حسبي عليه
أحمد أنسحب بهدُوء وهو كاتم ضحكته
سلطان أنتبه لملامحه وهو خارج , أردفها بإبتسامة : لو مدخلين القوات قصره كان أنفضحنا !!
بو سعود : الحمدلله جت على كذا . .أنتظر عبدالعزيز يجيك
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه صدق شر البلية مايضحك .. بيجلس يصرّخ بعدها يهدأ
بو سعود ويشرب كأس الماء بدفعة واحدة من التوتر الذي آتاه
كانت ساعة هي الفاصلة حتى يدخل عبدالعزيز مبنى العمل
بو سعود ورآه من الزجاج : سلطان واللي يرحم والديك لا تضحك وتستفزه
سلطان أبتسم : ماني قايل شي
دخل عبدالعزيز وهو يفتح أزارير ثوبه ويجلس .. نظر إلى ملامحهم الجامدة
عبدالعزيز : يالله اكفينا شر الخبث اللي في عيونكم
بو سعود أبتسم : عدَّت على خير
عبدالعزيز : وش خيره أنا عمري ماخفت قد ماخفت وهو يناديني .. عرقت خذيت شاور عنده .. مسح وجهه .. أحسه يعرف
سلطان : مايعرف بس لأنك غبي وسألته وقلت لك لا تسأله
عبدالعزيز : خلوكم صريحيين معي وأمشي معكم سيدا
سلطان : يا ذا الصراحة اللي طلعت شيبي منها !! قلت لك كل شي لازم تعرفه غيره ماهو من صالحك تعرفه
بو سعود : خلاص سلطان أتركه
عبدالعزيز : وهذا انا أحلف أنه وراكم مصيبة
سلطان أكتفى بإبتسامة أستفزت عبدالعزيز
عبدالعزيز بنظرات حاقدة يوجهها لعينيِّ سلطان
بو سعود والتوتر بدا يُحلق بينهم : روح البيت أرتاح
عبدالعزيز بنبرة هادئة : وش المصيبة ؟
سلطان مازال مُبتسم وصامت
بو سعود وبعينيه يحكي لسلطان
سلطان تنهَّد : روح نام
عبدالعزيز أمال فمه : طيِّب أحلق شاربي إذا ماوراكم مصيبة
سلطان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مصايب إذا تبي
بو سعود : ياسلطان وش فيك !!
سلطان : بعطيه على جوَّه عشان يقتنع أنه مافيه شي
عبدالعزيز بغضب : أنا كنت بين الحياة والموت عشان شغلكم اللي مانيب عارف نهايته وبكلمة تريحني بخلتوا عليّ !!
سلطان ألتزم الصمت لا يُريد أن يتجادل معه
بو سعود : طيب ياعبدالعزيز قلنا لك كل شي نعرفه
عبدالعزيز وقف : كم دفعتوا للمستشفى عشان تتزوَّر التقارير ؟
سلطان وبو سعود وبلحظة واحِدة أعينهم أرتفعت له
عبدالعزيز : كذابين !! ومنافقين وأنا أكبر حمار يوم رضيت أشتغل معكم
بو سعود وقف وأقترب منه : ليه ماتؤمن بأنه قضاء وقدر .. بعيونك شفتهم ميتيين !!
عبدالعزيز : ماأصدقكم ولا راح أصدقكم
سلطان : هذي مشكلتك ماهي مشكلتي ولا هو أكبر مشاغلي عبدالعزيز وش تفكيره إتجاهنا !! عندي اللي أهم منك ... وأخذ بعض الأوراق ليوقعها متجاهلاً عبدالعزيز
عبدالعزيز وعينه على سلطان وملتزم الصمتْ
بو سعود بنبرة هادئة : روح أرتاح الحين وبكرا يصير خير
عبدالعزيز أنحنى ليأخذ مفاتيحه وجواله , أردف بنبرة تهديد : والله ثم والله إن ماعرفت منكم لأنبش عند الجوهي وماهمني لو يذبحني قدامكم ...
سلطان بإبتسامة مستفزة حيَّاه بالتحية العسكرية : تصبح على خير حبيبي
عبدالعزيز وبراكين تثور في داخله وبنبرة غاضبة حادة : وعساك منت من أهل الخير والسعادة .. وخرج
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مدري وش أسوي عشان يرضى علينا
بو سعود : قلت لك لا تستفزه .. ماينفع كذا
سلطان : وأنا سكت عشانك بس هو يبغى يتهاوش
بو سعود تنهَّد : هذا إحنا كل ماقلنا هجد طلع لنا بشيء جديد من وين جاب سالفة المستشفى ؟
سلطان عقد حاجبيه : لو مافيه كاميرات كان قلت داخل مكتبي ! مو طبيعي هالإنسان

,

عبير : مابغينا نشوفك ؟
الجُوهرة : يالله فضيت
رتيل : أرحميني بس ياللي مقضيتها شغل .. أقص إيدي إذا منتي مقابلة الجدران
الجُوهرة تحادث عبير : سكتي أختك مهي وجه أحد يزورها
رتيل : حقك علينا يا ماما .. المهم شخبارك ؟
الجوهرة : ماشي الحال الحمدلله .. أنتوا شلونكم ؟
عبير : تمام
الجوهرة : وين عمي ؟
رتيل : بالشغل هالأيام مايرجع الا الفجر عشان ذا اللي وشسمه
عبير : الجوهي
رتيل : إيه فعشان كذا يطوِّل
الجوهرة : كان ودِّي أشوفه
رتيل : أهم شي تشوفينا
الجوهرة :أكبر همي أنتي
رتيل : أستقوت والله !! وش مسوي لك سلطان هههههههههههههههههههههههههههه ممشيك على نظام العسكرية
الجوهرة ولم تشعُر سوى بإحمرار وجهها أردفت : ياشينك
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أستحت خلاص خلاص نسحب الكلمة
الجوهرة : مالك داعي
رتيل أبتسمت : نمزح وش فيك صاير ماينمزح معك بعد
عبير : يالله رتيل مزعجة أسكتي شوي
رتيل : نفسيات الواحد يبغى يضحك ويقابل وجيهكم قسم بالله تزيد ضيقته ضيقتين
عبير : الله يسلمك شايفة وجهك
رتيل : بشوش
الجوهرة : ههههههههههههههههههههههه كثري منها بالله
رتيل أمالت فمها : أنا وش قعدني معكم
عبير : بكرا بيجي عمي ؟
الجوهرة : إيه إن شاء الله
عبير : وأخيرًا من زمان عن تركي وحشني الخايس
الجوهرة سكنت وبان الهدوء على ملامحها
رتيل : مفروض إحنا نشره عليه لأن حتى على أبوي مايتصل
عبير : يمكن مشغول حرام .. ياحبي له
الجوهرة : أنا بروح الحمام ... أتجهت للحمام وأغلقته عليها وأنفها ينزفْ بشدة .. حتى أصبحت دمائها تختلط مع دموعها .. كيف بيصدقوني لو أتكلم ؟ كلهم معه ؟ ... كل ماقلت هانت جاء شي ووقف قدامي .. كل ماقلت خلاص لازم أقوله يجي أحد ويهدم كل ماودِّي فيه .... ليه ؟ ليه هالحياة مهي راضية تضبط معاي ؟ كل ما أبتسمت بكت .. ليه تحب تبكي علي أكثر من أني أبكي عليها ؟ .... ليه !!!!!!
مسحت الدماء وهي ترفع رأسها للأعلى حتى يتوقف النزيف .. غسلت وجهها مرارًا وحُمرة عينيها لا تذهب .. تُفكر بأي حجة تتحجج ... خرجتْ لهُمْ
وما إن جلست حتى تعلقت عيناهم بعينيها
الجُوهرة بملامح شاحِبة : بس أشتقت لهم
رتيل : يا شيخة أضحكي وهونيها


,

الصمت هذا مُزعج , هذا السكُون يوتُّرني , أشتاقها جدًا .. أشتاق لعينيها جدًا .. بشدة و كثيرًا و جدًا و رُغما عن كلُ شيء أحبها .. تذبذب قلبِي في غيابها أشعُر بجمراتٍ من نارْ تٌصَّبْ فيه .. أنا لم أخطأ هي من اتت هي من علقتنِي بها .. هي من أختارت السكَنُ بين أهدابي .. لمَ الذنبُ يتلبَّسني لأنني عمُّها .. " ذرفت عينه الدمُوع وهو ينظر لصورتها العتيقة " .. لو تعلم فقط كم أحببتها ؟ ومازلت أزداد بعشقِي لها .. سلطان لا يستحقها أبدًا .. سلطان لن يهنأ معها .. سيتركها كما تركها الجميع ... لا أحد يستحق الجوهرة غيري ! أنا فقط من يستحقها .. لن يظفُر بِها أبدًا .. لن يلمسها لن يلمس شعرةً مِنها .. سأُنهِي سلطان بـ كلتا يديِّ سأنهيه وهذا وعدٌ لقلبي ولكِ .. *وعوده لذاته كانت وقعٌ من جنون ماذا لو جُّن و تعرض للجوهرة في حضور سلطان*


في ضوضاءْ النقاشْ الحاد , قال بصوتْ آمر لا يقبل النقاش : زواج لأ
أم ريان : يالله أكفينا بس !! أسمعني انا قلت لامها العرس بعد 3 شهور
ريان : ليه تقررين عنِّي ؟ يايمه الله يخليك لي مايصير كذا
أبو ريان : 3 شهور زينة
أم ريان : وخير البر عاجله
ريان : وكل تأخيرة فيها خيرة
أم ريان : التأخيرة إذا كنت مجبر عليها لكن أنت ماشاء الله جاهز وظيفة والبيت موجود وقادر تصرف عليها .. خلاص كل شي مسهِّل لك
ريان بغضب يتمتم : أستغفر الله بس .. كيف أتزوجها ! يكفي انكم مختارينها وماهي عاجبتني بعد
أم ريان : يالتسذوب وأنت شفتها عشان تعجبك ولا ماتعجبك
ريان : كذا قلبي وإحساسه مايخطي
بو ريان بسُخرية : مثل إحساسه بالجوهرة
ريان : رجعنا نفتح مواضيع قديمة
أم ريان : الله يجزيكم الجنة لا تقلبون بالماضي
ريان : على فكرة وإلى الآن عارف أنه الغلط من الجوهرة
أم ريان بعصبية : أستح على وجهك ماغلطت ولا شي !! سوالف حريم يضحكون بين بعض ماهو معناه أنهم صادقين لكن أنت عقلك مقفل تحسب كل شي يقولونه بالمزح صدق وهذا أنت ظلمت بنت الناس وطلقتها والحين تظلم أختك بعد !
أفنان دخلت على إزعاج نقاشهمْ : يبه متى نمشي الرياض ؟ عشان أنام !
أبو ريان : المغرب
أفنان : طيب تصبحون على حُب .. " أردفت كلمتها بسخرية على ريان "
ريان أكتفى بنظرة غضب لها كافية لإرباكها
أبو ريان : الجوهرة طلِّعها من مشاكلك اللي مالها أساس !!
ريان : إيه صح أنا نسيت أنكم تصدقونها على كل شي !! وأنا لا قلت كلمة كذبتوني
أبو ريان : يخي أفهم الجوهرة مالها علاقة .. هذي أختك كيف بتضرِّك ؟ ياريان بعد موتي وش بتسوي فيها إذا الحين وأنا حي ظالمها !!
أم ريان : الله يقطعها من سيرة .. خلاص قفلوا على الموضوع
ريَّان : هذا إذا مو مخبية شي بعد للحين عن منى
بو ريان بغضب : شف وين أنا أحكي وكيف يرد ؟ الجوهرة ماتتعرض لها بكلمة فاهم ولا والله ياريان ماتسلم من شرِّي


,

مُثبِّت جواله على كتفه وبصعوبة يفتح أزاريره بـ يَّد واحِدة : ماراح أصبر لين اعرف
ناصر بصوت مُتعب : طيب هم جالسين يستهزؤون فيك لأنك تكذّبهم يعني لا أنت اللي عرفت أنهم صادقين ولا أنت ماسك عليهم شي عشان تكذّبهم
عبدالعزيز : كذابين واضح
ناصر : والله عبدالعزيز ماأعرف لك مرة تقول أنك تصدقهم ومرة تقول تكذبهم
عبدالعزيز : ليه خايفيين أتمادى مع الجوهي ؟ وش فيه عند الجوهي وخايفيين أني أعرفه ؟
ناصر : خايفيين عليك مو خايفيين انك تعرف شي ! عبدالعزيز بالعقل ماراح يضرونك يكفي أنهم مغرقينك بكرمهم ومخلينك كأنك ولد من ولدهم .. يعزون أبوك الله يرحمه أكيد بيعزُّونك ويغلونك
عبدالعزيز تنهَّد : مدري ياناصر
ناصر : طيب أبيك بموضوع
عبدالعزيز : وشو
ناصر : بسألك عن غادة
عبدالعزيز وثُقب بقلبه يتوسَّع قليلا , سدَّهُ بعد جُهدٍ كبير وبكلمه فقط بكلمة فاض الحنين بداخله : وش فيها ؟
ناصر ونبرة عبدالعزيز مُتعبة جدًا لقلبه : عليها دين ؟ يعني قالت لك شي ؟
عبدالعزيز وبصمت لثواني طويلة أردف : لأ كان عليها دين سددته بعد يومين من الحادث
ناصر وقلبه يفيضُ هو الآخر حنينًا
عبدالعزيز : ليه ؟ شفتها بأحلامك ؟
ناصر : إيه
عبدالعزيز بلهفة : كيف كان حالها ؟
ناصر وهذه اللهفة تقتلها , لا يعرف كيف يرد
عبدالعزيز : تبكي ولا مبسوطة ؟ . . جلس على السرير وبنبرة مختنقة .. ماهي تمام ؟
ناصر : أضغاث احلام
عبدالعزيز : تناديك
ناصر : ومقدرت أجيها
عبدالعزيز وهذا الحلم تكرر عليه كثيرًا حتى أول ماجاء الرياض : راحت ؟
ناصر : قالوا الميت يتألم ببكاء أهله عليه
عبدالعزيز بجنُون , هذا جنُون الحُب لا أحد يُلام عليه : أوجعتهم ؟ ياناصر أوجعتهم !!
ناصر سقطت دمُوعه بسكُون وبنبرة موجعة : أوجعناهم حتى في قبورهم
عبدالعزيز : وش أسوي ؟ قولي حل ؟ مدري كيف مرَّت كل هالمدة وأنا عايش بدونهم !!
ناصر ببحة جعلت عبدالعزيز تسقط دموعه اليتيمة على خده : لك الله .. لك الله يا عبدالعزيز


,


أطيافْ تطوف حولها بخوفْ .. تُبصر الظلامْ فقط .. لا ترى شيئًا سوى أعينهُم وأجسادهُم .. ملامحهُم لا تُرى في هذه العتمة .. مُحمَّرة محاجرهم يبكُون .. أرادت معانقتهم .. صرخت صرخت كثيرًا لكن لا أحد يسمع ... تراهم و يرونها .. لمَ البُعد إذن ؟
ببُكاء نادت .. هذه المرة نادت بأعلى صوتْ : يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .. لا مُجيب .. يبكي بشدة أمامها وينحني لتختفي عيناه ولا ترى سوى جسده .. هذا الرجل أريد معانقته لتطفأ نار الحنين في داخلي .. أرتفع بكائهم وبإرتفاع أصواتهم تشعُر بشيئٍ ينهشُ بقلبها يقضمه قطعًا صغيرة .. هذا الشيء يُدعى حنين .. شوق .. لهفة .. يا لهفة خاطرِي لك .. مدّت ذراعها هذه المرة أخيرة .. وقتًا يسير يُخبرها .. ثواني هي ثواني فقط و ستتبخرين ولا وجود لديك في عالمهم ... بكت وسقطت دمُوعها كـ حمم بُركانية ... وبنبرة مُوجعة جدًا .. بنبرة متلهفة مشتاقة .. بنبرة تبكي تبكي .. بشدة : نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــاصرْ
رماها النومْ من أعلى حنينها ... أفاقت مُتعرِّقة أنفاسها تتصاعد هذه شهقات الموت .. أو رُبما موتْ آخر يُدعى : الحنين . . هذه اللهفة داء يُتعب قلبها.
بخطواتْ وبربكة قلبها عدَّ خطواته .. لستُ محتاجة لهذا العد . .انا أرى لكن .. !
بللت وجهها بالماء وهي تحاول أن تتذكَر ماجرى لها في نومها .. من ذا الذي رأيته .. من ؟ من ؟ ماهو الإسم الذي ناديته ؟ عبدالرحمن .. لآ خالد .. أيضًا لأ . . ماذا كان الإسم .. تفتت خلايا ذاكرتها وهي تحاول أن تتذكر الإسم.
والدتها : ليه قمتي ؟
رؤى وتنظر لها من المرآة وعينيها مُحمَّرة بالبُكاء : شفتهم
والدتها : مين ؟
رؤى بكت بشفقة على حالها : ماأعرفهم
والدتها : ولا هم يعرفونك .. ماتو يارؤى لا تعيشيين بهالكآبة .. أطلعي منها
رؤى : قولي لي أسمه بس إسمه
والدتها بصمتْ
رؤى بترجي : تكفيين بس إسمه .. مين ؟
والدتها ودموعها تختنق في محاجرها على حالها
رؤى أستدارت عليها : مين ؟ بس قولي لي مين !! ماهو أخوي .. واحد ثاني .. يمه تكفين قولي لي
والدتها : ميِّت
رؤى : طلقني قبل ولا أرملة ؟
والدتها وتُريد ان تقطع شكها : طلقك
رؤى أزدادت ببكائها : كنت أحبه ؟
والدتها : صارت مشاكل بينكم
رؤى بخطواتِ هزيلة جلست على الكنبة منحنية تبكِي : كيف مات ؟
والدتها : زي مالكل يموت .. يارؤى أنسي الماضي واللي فيه
رؤى : مات زعلان عليّ ؟
والدتها : أرجعي نامي خلاص أرحمي حالك .. وخرجتْ
رؤى وصراعاتْ في قلبها .. هل توفى غير راضٍ عنِّي .. هل كُنت أهواه أم أغضبتُ قلبه ؟ .. إلا القلب لا يُغضب ولا يُستفز .. إن غضب أسودَّت هذه الحياة كما يغضب قلبي عليّ الآن لأنني لا أتذكرُ ماضيه .. هل كانت حياته مُزهِّرة عند طلاقنا أم ماذا ؟ جواب فقط جواب يريِّح قلبي ... جوابْ قبل أن يحتضِر أخفُوه في صدرِي و سأُحييِه بدمُوعي ... هل أُخبر قلبك يا غائب عنِّي و حاضر في منامي : زهُورًا سوداء تعيش على دمُوعي تُريد كلمةً تبثُّ الحياة فيها.


,

الساعة الواحِدة ليلاً – الرياض –

رتيل : لا عاد تجين لو سمحتي
الجوهرة بإبتسامة : ماأجي عشانك أصلاً
رتيل : يالله الواحد أتوقع في حالتنا يحلل الإنتحار
الجوهرة : أستغفر الله لا تقولين كذا
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههه أمزح
الجوهرة : لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون
رتيل : ماأستهزأت ياربي انتي تخلين الواحد يعيش بتأنيب ضمير . .أستغفر الله على النية
عبير : ههههههههههههههههههههههههههههههه بلعت العافية
رتيل : والله إلا الدين عاد
عبير : على كثر منتي داجة في أشياء كثيرة بس شي واحد تآكلين تراب ماتدجين فيه
رتيل : آكل *** ولا أدج فيه هههههههههههههههههه
الجوهرة فتحت الواتس آب وكان سلطان " أنا عند الباب " ردَّت عليه " طيب "
الجوهرة : يالله أشوفكم على خير وزوروني * أردفت كلمتها الأخيرة بضحكة *
عبير : ههههههههههههههههههههه إن شاء الله
كان على دخول بو سعود : البيت منوِّر اليوم
الجوهرة أبتسمت وهي تتقدم له بشوق وتُقبِّل جبينه وكفَّه : وحشتني والله
بو سعود : تشتاق لك العافية
عبير : يبه وش قلنا ؟
بو سعود : توحشك جنة ربي وفردوسها
الجوهرة : هههههههههههههههههههه آمين يارب
عبير : إيه لازم تتغيَّر هالجملة فيه احد يدعي على أحد بالمرض كذا
بو سعود : يابنت خلاص غيَّرتها وأصلا ماقمت أقولها بعد محاضرتك
الجوهرة بإبتسامة عريضة : شلونك وش أخبار الشغل ؟
بو سعود : بخير الحمدلله أنتي كيفك ؟
الجوهرة : بخير دام شفتك
بو سعود : ياعساه دوم , وشلون سلطان معك ؟
الجوهرة بخجل : تمام
بو سعود : لا تقطعين عاد صرتوا قريبيين مننا
رتيل : خلها تقطع بس ماتونَّس ولا شي
بو سعود : هههههههههههههههههههههههههههه أستحي على وجهك جايتك وبعد تقولين خلها تقطع
رتيل وتقبِّل خد الجوهرة : تدري أني أمزح .. روحي له بس لا يتفجَّر بسيارته
بو سعود : رتيييييييييل
رتيل : ههههههههههههههههههههه مو تقولون أنه عصبي
الجوهرة : يالله مع السلامة .. وخرجتْ له
ركبت بهدُوء ورائحة عطره تخترقها .. من النادر أن تركب سيارته هذه .. : آسفة تأخرت عليك
سلطان : لا عادي ...
الدقائق بجانبه وبهذا الصمتْ توتِّر قلبها .. لا تستطيع فهمْه أبدًا
الجُوهرة ومُنتبهة جدًا لملامحه وبسؤال عفوي : فيك شي ؟
سلطان وهو يقف للإشارة الحمراء ألتفت عليه : لأ ليه ؟
الجُوهرة : لآ بس أسأل
سلطان وينظر لكفَّها الذي عليه قطرات دماء .. هذا يعني أنها متوتِّره
الجوهرة تحاول تخفي كفوفها بعبايتها
سلطان تنهَّد وهو يحرك سيارته .. لا حل مع الجوهرة.


,


مُهرة بعصبية : معك مستحيل
يوسف : براحتك يا قلبي
مُهرة بنرفزة : قوم ودوِّر لك غرفة ولا نام بالمجلس
يوسف : أنقلعي نامي على الكنبة وإذا عاد تنازلتي عن كبريائك السرير الجاهز بس أنا أتركيني الحين أنام عشان وراي دوام بكرا
مُهرة : ماراح تنام .. شوف لي غرفة ثانية ماأجلس عندك
يوسف : ياليلك يايوسف .. قلت لك اللي عندي الحين قفلي فمِّك ولا تكثرين حكي
مُهرة : ماأبغى لازم توفِّر لي غرفة لحالي
يوسف : لازم !! لا ياروح أمك ماهو لازم ولا هو من شروط الزواج المعفن اللي خلاني أقابلك
مُهرة : شعور متبادل إذا أنت تشوفه معفن أنا أشوف مقرف و مقزز
يوسف : والله ماشفتي القرف على أصوله لا تخليني الحين على هالليل أنسيك إسمك
مُهرة بحدة : ماراح أنسى إسمي لكن إحتمال كبير أنسى إسمك .. بالمناسبة وش إسم أبوك ؟ .. أردفتها بسخرية لاذعة
يوسف رفع عينيه عليها يحاول أن يحافظ على هدوئه ولكنها مستفزة بشكل كبير , وقف وأقترب منها : أحفّظك إسمه ولا يهمك
مُهرة أرتبكت وهي تبتعد قليلا للخلف
يوسف بخبث : تراني لا حقدت ممكن أضيع مستقبلك
مُهرة وتفهم مايُريد إيصاله
يوسف : خلينا طيبيين عشان ما *أشار لها بإيده بمعنى القطع*
مُهرة : حقير
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههه تأدبي ياماما
مُهرة وهي تقترب منه وصدره مُقارب لصدرها : تحسب بتهددني ولا بـخـ .. لم تُكمل جملتها فـ قُبلة من يوسف دهورت حديثها
مُهرة تدفَّه أمام صخب ضحكات يوسف : حقييير .. قطعَّت شفتيها بمسحها
يوسف : حطي هالشي في بالك كويِّس .. ورجع ليتمدد على السرير يُريد النوم لكنه في حالة ضحك تجعل النوم يتبخر أمامه
مُهرة بغضب ومازالت كفوفها تمسح شفتيها بتقرف : كلب
يوسف : لا تغلطين أكثر لا يصير شي ينسيك إسم أمك بعد !!
مُهرة : بخاف منك يعني ! والله لأصارخ وأفضحك عند أهلك
يوسف : جربي تصارخين لأن الكل أصلا مو طايقك
مُهرة : يعني أنا اللي ميتة على حُبهم
يوسف : أقطع لسان اللي يقول أنك ميتة عليهم !! ماتموتين إلا عليّ أنا
مُهرة بنظرات غاضبه أستدارت للشُباك
يوسف : بتجلسين طول الليل كذا ؟ تعوَّذي من الشيطان ونامي
مُهرة : نام عليك بعير إن شاء الله
يوسف : ههههههههههههههههههههههه طبعًا البعير إسم مفرد يعود عليك والله يازينه لو ينام عليّ

يُتبع

شمسُ الرياض تسللت خلفْ ستائِر الضمائِر الغائبة و العاشقة.
في مبنى يزدحم صباحًا وليلاً ولا يكاد يهدأ أبدًا .. دكتُور يفكّ جبيرتُه .. : الحمدلله على السلامة
عبدالعزيز : الله يسلمك ...
رفع عينه لسلطان
سلطان : بكرا تتدرب معنا
عبدالعزيز : عطني يوم راحة
سلطان : بتدلل من الحين ؟
عبدالعزيز : توَّني بحس بإيدي .. بتجلس تركبني هالأبراج قسم بالله عذاب ماهو تدريب
بو سعود : خلاص خذ لك يومين
عبدالعزيز بسخرية : كريم كثر الله خيرك
سلطان : ماعرفنا لك !! لازم تتدرب يا عبدالعزيز
عبدالعزيز : وأنا قلت مانيب متدرِّب ؟ لا حول الله
سلطان : خلاص يا بو سلطان حقك علينا متى ماتبي تعال
عبدالعزيز بضحكة : ماتجون الا بالعين الحمراء
بو سعود : لآ والله صاير تتدلع مررة
عبدالعزيز : أيّ دلع ؟ حتى المستشفى زهق مني وأرسلوا دكتورهم
سلطان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه مانبي نعنِّيك
عبدالعزيز : جعل خيرك يكثر رحوم مررة
سلطان : عاد الرحمة صفة مشتركة بيني وبين بو سعود
عبدالعزيز : أخاف لا تنخسف الأرض فينا من قو الكذبة
بو سعود أنفجر من الضحك : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ظالمنا ياعزيز
عبدالعزيز : الله أعلم مين ظالم الثاني
سلطان ويحادث بو سعود : جالس يرمي حكي عليّ
عبدالعزيز : الحمدلله أنك فهمت
سلطان : هههههههههههههههههههههههه تمُون قول اللي تبي


,

- ديزني لاند – باريس

ضحكاتها تنتشِر أشتاقت لهذه الضحكات ... أشتاقت لنفسها أكثر من أيّ شي آخر ..
وليد : غلطان يوم جيت هنا كل الألعاب منتي راضية تلعبينها بنجلس نمشي كثير !!
رؤى : ههههههههههههههههههههههههههههه يكفي بس هالجو
وليد ويأخذ من غزل البنات ويعطيها
رؤى : شكرًا ..
وليد : العفو .. إيه وش الحلم ؟ ماقلتي لي تفاصيله
رؤى : ماأبغى أحكي فيه خلني مبسوطة كذا .. وقطعت له من غزل البنات ولامست شفتيه كفَّها ..

ناصر بضحكة يأكل من غزل البنات الذي بين كفوفها
غادة أبتسمت : خلاص أبعد ... وقطعة أخرى كانت قريبة من شفتيّ غادة أكلها ناصر وأردف : هههههههههههههههههههههههه لذيذ جدًا منك
غادة : إيه أضحك عليّ بهالكلمتين
ناصر : أفآآ تكذبين قلبي .. أشترى قُبعة ميني ماوس ووضعها على رأسها .. تعرفين مين تشبهين الحين ؟
غادة : مين ؟
ناصر : الصغيرة اللي شفناها قبل يومين بالمستشفى
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أنا كذا الحين ؟
ناصر : نص ونص هههههههههههههههههههههههههه صايره عيونك صغيرة زيَّها
غادة : والله عيونك اللي صايرة ماتركِّز أجل أنا أشبهها .. المهم صوِّرني
ناصر ويفتح الكاميرا : تشييييييييييز
غادة ضحكت بقوة وبضحكتها أُلتقطت الصورة


رؤى : قالت أنه طلقني والحين متوفي
وليد براحة كبيرة شعَر وأخيرًا بمعنى الحياة تمتم : الحمدلله
رؤى رفعت حاجبها : وش الحمدلله ؟
وليد : ههههههههههههههههههههههههههه الله يرحمه
رؤى أستدارت عنه بخجل
وليد : ماراح أصبر كثير
رؤى : هههههههههههههههههههههههههههههههه طيب
وليد : أفهم أنك موافقة


,
الساعة الثامِنة مساءً *

نجلاء تكِّن بعض الكُره إتجاه مُهرة ولكن إزداد وبشدة وهي تراها أمامها
أم منصور : وش قالت لك الدكتورة ؟
نجلاء : أبد خالتي قالت أنها أعراض عادية ومافيه شي على الجنين
أم منصور : لآتكثرين حركة وتتعبين نفسك
نجلاء : إن شاء الله
ريم :لآلآ
أم منصور : وش فيك ؟
ريم : أنكسر إظفري
هيفاء : ياااي عسى ماعوَّرك
ريم : أنتي لاتحكين معي
هيفاء : 3 شهور ههههههههههههههههههههه وش بيصير بعدها
ريم : بتتغيَّر خرايط وجهك
دخل منصُور ويوسف , بالنسبة لمنصور فالموضوع موتِّر لأعصابه .. : السلام عليكم
: وعليكم السلام
منصُور أنسحب بهدُوء ليصعد للأعلى و ذهبت من بعده نجلاء
يوسف تنهَّد من هذا التوتر وجلس بجانب هيفاء , وماهي الا ثواني والمكان يفرغ سواه هو و هيفاء و مُهرة.
يوسف : أتصلت أم ريان ؟
هيفاء : إيه وحددوا الزواج بعد 3 شهور بالتمام
يوسف : الله يتمم على خير .. *وبنظرة إلى مهرة* صبِّي لي شاي
مُهرة بطاعة تُثير إستغراب يوسف , أملأت البيالة وتقدمت له ومدَّتهُ له .. وماإن رفع كفه يوسف ليأخذ الشاي حتى سقط عليه
مُهرة بنظرة ذات معنى ليوسف : آسفة ماأنتبهت
يوسف وثوبه تبلل , أخذ المناديل وهو يمسح كفوفه من الشاي الساخن وتمتم : أنا أوريك
هيفاء ضحكت وهي تصعد لغُرفتها
يوسف رفع عينه : تستهبلين صح ؟
مُهرة : مافهمت ؟
يوسف ويأخذ كأس العصير الممتلىء للنصف و بللها من شعرها لأقدامها : الحين فهمتي ؟
مُهرة بغضب : حقير معفن !! الله يآخذك
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههه والله تخدعين أجل كوب عصير خلاني أشوف بشاعتك
مُهرة : ماني محتاجة شهادتك في شكلي


,

رتيل متمددة على الكنبة : لأ روحي بروحك
عبير : الحين مين اللي يدوِّر الكآبة ؟
رتيل : ههههههههههههههههههههههه صدق مالي خلق
عبير وهي ترتدي نقابها : بكيفكْ .. خرجت بوجهها الخادمة ومعها باقة ورد زهريَة
الخادمة تمده لعبير
رتيل رفعت حاجبها : من مين ؟
عبير أرتبكت بشدة وحرارة وجهها أرتفعت , بلعت ريقها : مدري ماهي كاتبة إسمها
رتيل : لنا الله أنا حتى وردة ميتة محد يعطيني .. سُرعان ماتذكَر قلبها عندما أعطاها عبدالعزيز وردة ميتة ذابلة و جملته * كلن يُعطى على قد بياض قلبه * ضحكتْ بفرحْ
عبير : وش فيك ؟
رتيل بربكة : لآ ولا شي
عبير : وديها غرفتي . .مع السلامة .. وخرجتْ
رتيل بدأت تعصف بِها الأفكار ... تراجعت " لآ مستحيل " .. قطَّعت أظافرها وهي تفكر " نعم أم لأ " .. بخطوات هادئة خرجتْ وأخذت السلاح معها حتى تتحجج بأنها تتدرب .. المسلم لا يُلدغ من جحره مرتين :p
سارت بإتجاه بيته المظلم في هذه اللحظة .. بدأت ترتبك خطواته وتقف كثيرًا وتتلفتْ ..


,

الجُوهرة : بنت عمي يعني أبوي و أبوها أخوان
عايشة : إييه زين يجي آشان يفره " يفرح"
الجُوهرة : طيب حضري القهوة والشاي عشانهم جاييين الحين .. ولا تجيبين طاري سعاد طيب لاتحكين لحد
عايشة : زين
الجوهرة همَّت بالخروج من المطبخ ولكن ألتفتت لعايشة : عايشة
عايشة رفعت عينيها عليها
الجوهرة : سعاد كانت تشوف أحد يعني صديقاتها أو أمها ؟
عايشة : لأ مافيه أهد*أحد* يجي بيت بس ماما كبير و بنت هوَا
الجوهرة : طيب كملي شغلك .. صعدت للأعلى ونظرت للدور الثالث .. ترددت ان تصعد لا تُريد ان تتعدى خطوطها التي وضعها سلطان لها .. لكن رغبتها المحشوة بالغيرة تُريد أن تعرف من هذه السعاد ؟


,

عبدالعزيز ركن سيارته وبجانبه ناصرْ
ناصر تنهَّد : بو سعود مارجع ؟
عبدالعزيز : يجلسون لين آذان الفجر .. فتح الباب وساروا بخطوات شبه بطيئة لبيته
عبدالعزيز : وش سويت بالدورة اللي جتك ؟
ناصر : رفضتها
عبدالعزيز : ماودِّك في باريس ؟
ناصر : حاطين أكثر من مدينة بس ماني رايق لدورات وقلق
عبدالعزيز يفتح باب بيته .. ... ... ..


,


رؤى تنظر للأوراق الموجودة في دولاب والدتها , أشياء يصعب فهمها .. يتكرر إسم " مقرن " كثيرًا .. هذا الوالد الغائب .. من المستحيل أن يكون حيّ . . . غادة سلطان العيد ؟ من هذه ؟ .. !
: وش تسوين ؟
ألتفتت رؤى وعقدت حاجبيها : أشوف هالأوراق
والدتها تسحب الأوراق من كفوفها
رؤى : مين غادة ؟
والدتها بعصبية : مليت يارؤى من أسئلتك اللي ماتنتهي ! مين غادة بعد ! كل يوم طالعة بإسم جديد .. أنسي الماضي أنسي كل شي صار قبل الحادث كلهم ماتوا لازم تقتنعين أنهم ماتوا !! أرضي بهالقدر
رؤى وأمام عصبية والدتها , أنهار قلبُها بالبُكاء : من حقي أعرف وش هالماضي !
أم رؤى : لا ماهو من حقك يارؤى !! خلاص ريحيني لو مرة ولا عاد تسأليني عن هالأشياء
رؤى أخذت معطفها وخرجتْ
أم رؤى : رؤى أرجعييييييييييي
رؤى تجاهلت هذا النداء وهي تسيرْ على إحدى الأرصفة الهادئة في هذه الأثناء .. ضمت نفسها من البرد , عيونها تفيض بالدمُوع .. مشتتة جدًا .. عقلها يتفتت بالصُداع الآن .. غادة . . عبدالعزيز .. سلطان العيد .. مقرن .. من هؤلاء ؟ يالله .. تحاول التذكر ولكن ضغطها على ذاكرتها يضُّر أكثر من أن يفيدها .. بتعبْ جلست على إحدى الكراسِيْ وتنظر للمارَّة أمامها ...... أحدًا أجهله يناديني .. أحدًا أجهله أريده الآن .. أحدًا أجهله أحبببببه .... كيف هالغموض يلتَّف حول قلبي دُون أن يأتي أحدهم يرحمني ويقطع هذا الغموض .. أريد الحقيقة ... هذا الماضي أريد العودة إليه .. أنا أنتمي له و هو يريدني.



,

ما إن سمعت الجرس إلا وأنتابتها اللهفة لرؤيتهم ... نزلت بخطوات سريعة وبإبتسامة عريضة أرتسمت على محياها وهي تراهمْ .. ركضت لحُضن والدتها .. قبَّلت جبينها وكفَّها : وحشتيني .. تجمعت دموعها في محاجرها من الشوق أو ربما شيء آخر.
كان سلامها حارْ جدًا على والِدها وأفنان .. ثم سلامٌ بارد على ريَّانْ.

الجوهرة : حياكم .. قولوا لي وش أخباركم والله أشتقت لكم
أم ريان : إحنا بخير الحمدلله أنتي شلونك عساك مرتاحة
الجوهرة : الحمدلله .. شلونك ريان ؟
ريان : تمام
الجُوهرة أكتفت بإبتسامة تعرف أنه ريَّان لا يُجيد التسامح مع أحد حتى مع ذاته.


.
.


.
.

أنتهى موعُدنا - الخميس- إن شاء الله
أعذروني على القصور بحاول ألقى يوم أكتب فيه أكثر من بارت وأجمعه ببارت واحدْ.

لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ ()

بحفظ الرحمنْ.

JAN 07-04-2020 03:59 PM


رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
البارت ( 28 )

أصبحت لا ألقاك صرت سحابة

عبرت على عمري كما يهفو النسيم

ورجعت للحزن الطويل

ما زلت ألمح بعض عطرك بين أطياف الأصيل

يمضي الزمان بعمرنا

الخوف يسخر بالقلوب

واليأس يسخر بالمنى

والناس تسخر بالنصيب

عصفورنا قد مات

من قال إن العمر يحسب بالسنين


*فاروق جويده.



,

مُرتبكة جدًا خطواتِها , سمعتْ صوت سائِقهم .. أنحنت بوجهتها من بيت عبدالعزيز إلى الباب الخلفي , دخلتْ وصدرها يهبط ويعلو .. ليست ككل مَرة .. في المرَّات الماضية لا شيء يهُم .. لكن هذه المرة قلبِي محشوُّ بحبه .. هذا الحُب يُربكِني و جدًا.
صعدت لغرفتها وأقتربت من النافِذة و رأته هو وناصِر يسيران .. أبتعدت خطواتٍ قليلة عن النافِذة حتى لا تلفت احدًا .. شدَّت على شفتيها من إطلاق ضِحكة مجهولة السبب .. لكن هذا الحُب وقعٌ مِن جنون .. هذا الجنُون يُجيد العبث بعقلِها .. إبتسامته و عينيه أعشقهُم .. أيضًا طوله .. و صوته .. أضيعُ بين أوتارِ حديثه .. كل شيء يتعلق بِه و إن كان عيبًا لرأيته ميزةً .. الحُب يلفُّ أعيننا بوشاحٍ من الزهر لا يرى إلا الجمال و الجمال فقط.

- بالأسفلْ -

ناصر : تعبان مافيني طاقة أطلع حتى للشرقية كيف عاد أوربا
عبدالعزيز : أنا أقول عشان تغير جوّ
ناصر تنهَّد : خلنا على هالجو نختنق هنا ولا نختنق هناك
عبدالعزيز وفهم قصده , أبتسم
ناصر : كيف إيدك ؟
عبدالعزيز : الحمدلله .. أحس بتقول شي ؟
ناصر : لآ ولا شي
عبدالعزيز : وش دعوى ؟ أعرفك اكثر من نفسك
ناصر ضحك : مافيه شي
عبدالعزيز بضحكة وينظر لعينيه : الغين لاعبة فيك
ناصر : هههههههههههههههههه
عبدالعزيز أبتسم : وش مسوية هالمرة ؟
ناصر : أشتهي أرتكب بعيونك جريمة
عبدالعزيز : البقَا من الهوى تحفظه بعيونك
ناصر بإبتسامة : قلت لها أكذِّبك بكل شيء لا قلتِي بروح.
عبدالعزيز وعيناه تنظُر لغادة في نبرة حديثه
ناصر : تصدِّق أكذب عليك لا قلت مصدِّق فراقها
عبدالعزيز أبتسم بوجع .. هذه ليست إبتسامة فرح .. إبتسامة الضيق ؟ هذه الإبتسامة التي توقعنا بشوِقٍ و حنين لأيامٍ رحلت و لن تعُود.
ناصر وبمثل إبتسامته : عصاني قلبي كثير حتى لما قِلت يا ناصر ماتت لقيتني واقف أنتظرها
عبدالعزيز : وإذا عشنا الحلم ؟ لو كذبنا الحقيقة محد بيزعل علينا .. لو قلت موجوع محد بيموت عند بابي .. يضِّر أحد لو أجلس أنتظرهم !!!
ناصر : محد يتوجَّع لوجعك ! محد حتى قلبك يتخلى عنك في أقرب فرصة
عبدالعزيز : لو يجي يوم وأبكي من بكايْ ؟
ناصر : لو يجي يومْ و أموت من حزني !


,

في كراسِي الطُرقْ الـ خاوية دائِمًا إلا من الغُرباء , لا أحد يبقى لأحد .. أشتهِي حديثًا مع غريبًا يصمُت فقط و يُقدم لي قلبهُ لثواني .. أشرح له معنى الوحدة و الغُربة.
وليد : رؤى
أن تعيش تحت وقع حربْ فأنت تظُّن في كل مرة أنها ليلتك الأخيرة .. هذا حالْ رؤى : ليه تكذب عليّ ؟
وليد : يمكن ماتكذب
رؤى : إلا تكذب أنا عارفة أنها تكذب !! أسماء كثيرة تتعلق فيني ماني عارفتها كل يوم إسم جديد !! مقرن .. عبدالعزيز .. مين هذولي ؟ مين سلطان ؟ أبغى أعرف مين !!
وليد ويدخل كفوفه بجيوب معطفه , برد باريس يقتُل في حضرة بُكاء من يهواها
رؤى : والحين غادة ؟ مين هذي بعد !!
وليد : يمكن أختك
رؤى : لأ
وليد : وليه لأ ؟
رؤى سكنت لتُفكر بإحتمالية أن تكُن أختها : لألأ مستحيل
وليد : ليه
رؤى : أمي ماقالت انه أختي أسمها غادة
وليد : وش قالت لك ؟
رؤى لثواني طويلة صمتت ثم سقطت دموعها : نسيت
وليد يشتت نظراته بعيدًا عن عينيها المُوجِعة
رؤى : قلت لك مرة صح ؟
وليد ولا يريد أن يُحبطها : إيه بس ناسي وش قلتي بالضبط
رؤى ببكاء يرجُو الحياة : ليه ماني قادرة أتذكر شي ؟
وليد : خيرة
رؤى أحنت ظهرها وعينيها على الرصيف تبكِي بشدة تُريد العودة لماضِي فقدها لكن هي لم تفقده بعَد : أبي أرجع له ياوليد
وليد ويتوجَّع ببكائها
رؤى : رجِّعني له
وليد : إن شاء الله
رؤى رفعت عينيها عليه : ماعندي غيرك
وليد أبتسم : و أنا وش عندي غيرك ؟ أنتي هالروح و صاحبتها
رؤى ببكاءٍ يخدُش القلب : ما نقدر نتزوج
وليد : ليه ؟
رؤى : وين ولي أمري ؟ . . قالتها بنبرة تُغيض بِها جروحٍ أعمق و أعمق.
وليد بهدُوء ينظر للعابرينْ .. هذا الحُب كلما أنهار نُحاول نرممه بكفوفٍ رقيقة .. لكن ستأتي لحظة ينهارُ بِه بلا عودة.
رؤى : كيف نتزوج ؟
وليد ألتفت عليها : توكلين واحد مسلم ويشهد لك
رؤى : كيف ؟
وليد : يا روحي الدين يسر إذا مافيه ولي أمر ممكن إمام المسجد يكون ولي أمرك في عقد الزواج
رؤى : كيف لو أحد من اعمامي أحياء ؟
وليد : يا رؤى ماعندك غير أمك !
رؤى : بس
وليد : تبيني أسألك شيخ عشان تتأكدين !! فيه حديث ناسيه بما معناه السلطان ولي من لا ولي له
رؤى بتوتر : طيب لو تذكرت أنه عندي أحد كيف يكون عقد زواجنا ؟
وليد : إذا منتي مرتاحة ماراح أجبرك توافقين
رؤى : لآ مو قصدي بس .. يعني أنا أقصد
وليد : فاهم قصدك بس الزواج يكون صحيح لأن شروطه كاملة
رؤى بضيق : ماهو لازم موافقة أمي ؟
وليد : أهم شيء رضاها
رؤى : لو رفضت ؟
وليد : ننتظرها ترضى
رؤى : إذا مارضت
وليد : بدون رضاها بنضيع .. مستعد أنتظرك العمر كله
رؤى بإبتسامة شاحِبة : كلمت أبوك ؟
وليد : بكلمه إن شاء الله عشان يجي
رؤى : ممكن يرفض ؟
وليد : لأ
رؤى : وينه عنك ؟
وليد : مشغول مع شغله و زوجته
رؤى : عنده أولاد ؟
وليد : عمره سنتين إسمه ناصر
رؤى : يخليه لكم يارب .. ضباب يربُط أهدابها , إبتسامة من بعيد لا يُرى إلا بياضُها . . تتلُوها ضِحكة " يا روح ناصر أرفقي علينا " . . . جسد تراه شاهِقًا لا تصلهُ أبدًا . . وخزٌ يُصيب إذنيها من إسم " ناصِر " و ثم فتحت عينيها بأنفاس مُضطربة
وليد : وش فيك ؟
رؤى عقدت حاجبيها تُحاول تمييز الصوت : ولا شيء
ممكن أنسى موعدِي الأول .. قُبلتِي الأولى . . شعُوري الأول .. يمكن أن أنساك و لكن لن أنسى صوتًا أحدث الضجيجْ بين أوردتي.


,

الجُوهرة بإبتسامة بين أحاديثهم المُفعمة بالحياة لِقلبِها , أمام سلطان تمِّد له فنجان القهوَة : تفضَّل
سلطان : زاد فضلِك .. تركت والدتها وأفنان قليلا وجلست بجانب سلطانْ
الجوهرة : ماراح يجي عمي عبدالرحمن ؟
سلطان : إلا بيجي إن شاء الله .. طبعًا أنتم الداخلين وإحنا الطالعين وهالمرة عاد ولا تفكِّر تروح لفندق وغيره
بو ريان أبتسم : كثَّر الله خيرك بس
سلطان : لآ بس ولا شيء .. والله مالك طلعة من هنا
بو ريان مُحرج بشدة , الاولى بيت أخيه : يا بو بدر
سلطان : بِّر بـ قسمي على الأقل
بو ريان : ما نقطع قسمك
سلطان أبتسم : حيَّاك و بيت بنتك بيتك
الجُوهرة أبتسمت له
ريَّان وقف : أنا عندي شغل أسمحوا لي .. مع السلامة وخرج قبل أن يسمع تعليق أحد
ومازال ريان يضع الجوهرة و بو ريان في مواقِف مُحرجة جدًا
سلطان و بدأت شكوكه تعتلِي لـ الحقيقة . . شيء يربُط الجوهرة بـ وليد و آخر بـ ريان .. ماهذه المصيبة الـ تُعانيها الجوهرة وتخاف من الحديث بِها .. رُبما هي المُخطئة لذلك لا تُريد البوح بتفاصيل الغموض الذي يلفُّ قلبها.
الجُوهرة و تنظر لعينيِّ سلطان الحائِرة .. لا تُريد أن تتوتَّر و تتعبْ .. تقدَّمت بإبتسامة باهِتة لوالدها لتأخذ فنجانه من جديد تُريد خلق موضوع قبل أن يتوه كل أحدٍ منهم في دائِرة شكوكه
بو ريَّان وينظُر لإختناق ملامِح الجوهرة وبصوتٍ خافت : للحين ينزف أنفك ؟
الجوهرة : لآ .. كذبة كُشِفَت بسهُوله ونزيف أنفها يداهمها هذه اللحظات
ألتفتت لتأخذ منديلاً و سلطان الصامت يُراقبها
بو ريَّان : من صغرها وهي كذَا
سلطان أكتفى بإبتسامة
الجوهرة : عن إذنكم .. وخرجتْ
سلطان : إذا مافيها كلافة عليك يا بو ريَّان وش بين الجوهرة و ريَّان ؟ أنا شايف علاقتهم مهي طبيعية
بو ريَّان و كيف يشرح له
سلطان : عارف أنه ممكن ماهو من حقي أتدخل بس بتطمَّن
بو ريَّان : ريَّان شخصيته كذا مع الكل ماهو بس مع الجوهرة
سلطان ويعرفْ أنه يخبي أمرًا , أردف : الله يكون بعونه وبعون الجميع

,

عبِير بـ حيرة , في داخلها تذمرت من رتيل لو أنها أتت معها لـ رُبما ساعدتها .. شغف عبير بالأزياء قد يُصدم بـ حيرة ولا تعرف أن تختارْ شيئًا لـ فستان زفاف ريَّان.
فتحت جوالها لتصوِّره لرتيل و تأخذ رأيها .. و رسالة قطعت عليها كتابة الرسالة الأخرى لرتيل .. فتحتها " بـ تزيدينه فتنة "
ألتفتت بتوتِّر و عينيها تبحث عن شخص وحِيد .. لا شباب بين هذه المحلاتْ .. نظرت لرسالة أخرى تأتيها بهذه اللحظات " وراك "
ألتفتت ولم ترى أحدًا سوى فساتين أخرى .. يريد أن يتلاعب بِي .. تنرفزت . . غضبت.
: ما بدِّك تئيسييه *تقيسيه* ؟
عبير : لا شكرا بجي مرة ثانية .. خرجتْ .. أتصلت على السائق بأن يأتيها .. تشعُره بجانبها كـ الشياطين غير مرئي لها.
و في كل لحظة عيناها تبحث عنه .. مهما جاهدت أن تبيِّن تجاهلها إلا أن عينيِّها رُغمًا عنها تُريد أن تراه .. تتوق لِـ أنّ تراه.
نظرت لهاتِفها مرةً أخرى " تدرين أني أحبك أكثر لا تجاهلتيني "
وصلت في قمة غضبها و بتناقُض أحساسيها السعيدة بكلمة " أحبك " .. هذا المجهُول يُربكني يُصيبني بـِ غثيان التناقضْ أفرح وأغضب بوقتٍ واحد.

,

يبحثُ في درُوجِها .. لا يهدأ أبدًا .. يبحث عن صور لم يراهَا من قبل .. عن أشياء خاصة .. يُريد أن يُطفأ لهيب شوقِه , شيءٌ يكسُر في داخله تفاصِيل الحياة .. هذا الشيءُ هو : الجوهرة .. هذا الشيء يُبكِيني في كل مرة .. أبكي الضياع .. الحُب .. يحق لي أنا فقط أن أراها في كل لحظة .. لا يحق لسلطان أبدًا أن يتهنَّى بِها و هو سـ يُغرقها في الأيام المُقبلة بـ برقِ شكوكه و رعدِ كلماته .. سيجرحها !! انا قادِر على حمايتها مِنه هو لا يستحقِها أبدًا.
نظر لدفترٍ عليه بعض من بُقع القهوة الداكِنة .. أعرفها جيدًا لا تُحب الكتابة عن همومها أبدًا
فتح أول صفحة كانت بيضاء , الأخرى أيضًا بيضاء , الثالِثة .. حديث طويل , قرأه بعينيه
" أحيانًا أشعُر بأن كل ما أصابنِي تكفيرٌ لذنبِي و أحيانا أشعُر بعقوبة ما أصابني , هذه الدُنيا لا تُريدني أن أحيَا كـ أيّ أنثى , ماذا سيحدُث لو أنني تزوجت ؟ ماذا سيحدث لو أنني أنجبت أطفالاً يخلقون لـ حُزني فرحًا أبديًا ؟ ماذا سيحدث لو أنني فقط ( أعيش ) . . أليس من حقِّي الحياة ؟ لا أحد سـ يتوجَّع لو أخبرته ؟ لا أحد.
ماذا لو صرخت في العتمة أمام الجميع : أنا حزينة . . ستتوجَّع الجدران لكن هُم ؟
ماذا يعني لو أن أحدهُم يقتُلنِي دُون أن يحِّد سكينِه ؟ ماذا يعني لو أن أحدهُم يقتُلنِي في ليلي و صُبحي و مازال يعيش ! وأنا ؟
ألا يحق لـ قلبي أن يُبصر الفرح ولو قليلاً.
أخاف . . أخاف كثيرًا . . أخشى أن أموت و لا أعرف بماذا أقُول لخالقِي . . أخشى أن تشهد جوارحِي عنِّي بـ سوء . . أخشى على حقيرٍ دمَّرنِي أن يسعَد دُون أن تنتابه رعشةِ ندم . . أخشاه أخشى الحياة "
نظر لبُقعة دمِ داكِنة .. رُبما نزفت و هي تكتب .. دائِمًا تنزِفْ و تُوجعني بحديثها
فتح الصفحة الأخرى لا شيء سوى " اللهم رضيتُ بقدرِك خيره و شرِّه " و صفحةٍ أخرى " أشعُر بأنك جانبي يا الله .. أشعُر وأنا أقرأك ، أشعُر أنَّ هذه الآياتُ تربت على قلبِي وتُصبرني " إلا الذين صبروا و عملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ".
صفحات فارِغة كثير .. ثم الصفحة الأخيرة " اليوم كان أسعد أيام حياتي . . اليوم أشعُر بعظمتِك يالله .. اليوم لا أحد يشعُر بعظمة سعادتي . . حفظت كتابِك الكريم . . هذا الحلم الآن حقيقة . . لا أريد شيئًا آخر من هذه الدُنيا يكفي أنني أصبحتُ من أهلك و أهل ملائِكتِك . . لا شيء سـ يشفيني سوَاك . . لا أريد أن أكتب همومي لا أريد أن أفضفض لأحد لأن نعمك كانت كثيرة وكبيرة علي يالله .. حدّ أنها ألجمتني لو فكرت بالشكوى و التذمُّر من أقداري , لا أريد من قتلنِي شيءٍ .. لا أريد أن يحترم حُرمة موتِي في هذه الحياة . . أريده أن تُهلكه يالله وتأخذهُ أخذ عزيزٍ مُقتدر . . لن أذرف دمعةٍ واحِدة و أنا أرى جثته .. ولن أكُن مِثله لا يحترمْ دينهُ و لا يحترم الأمواتْ . . سـيأتي يومًا أبتسم بِه و أُخبره أنَّ هُناك رجلٌ رآني جنَّتهُ و من صلبِه أطفال رُبما لن أخبره لأنه سـ يكُون مختفِي من دُنيايِّ . . و تأكد أنه سيأتي يومًا آخر ينتقم لي فيه الله . . لن أنتقم لنفسِي لأنه أدنى بكثيرْ . . . . و خطيئة لساني كانت يومًا نطقت فيه : يازين عمِّي "
تغرقت عيناهُ بالدمع . . سقطت دموعه ليختلط بسواد الحبِرْ و تسُود الصفحة السواد
قاسية الكلمات على قلبِه . . لم أقتلها ؟ . . أحببتها أكثر من نفسِي . . أراها الحياة كيف تُمحيني منها ؟ كيف تنسلخ عن قلبي ؟ ليس بيدِها كُل شي . . هُناك قلب و قلب ينبض ليْ أنا . . أنا يا الجوهرة

,

الخامِسة فجرًا – الرياض –

على رجليها مُنحني لا يرى وجهها .. لا يستطيع رفع رأسِه و يراها . . يبللها بدمُوعِه . . يبكِي كالأطفال .. صوت بُكائِه مُزعج جدًا . . مُزعج للقلب .. يوجع . . كيف هالدموع توجعنا ؟ كيف لها سُلطة أنها توجعني كذا ؟
يمسك كفَّها البارِدة ويستنشقه و كأنه أختنق من هذه الحياة . . أختنقت يمَّه . . شهق بـ غصة " يمَّه " . . قُبلاتٍ كثيرة أفرغها على كفَّها . . أرجعِي . . صرخ . . كيف يصرخ و لا صوتْ له . . مات صوتِه منذ زمن . . يبكِي لكن لا أحد يشعُر بِه
والدته مازالت يابِسة على هذا المقعد . . أموت يا يمه . . يايمه أختنقت من دنيا بدُونك . . وشهي الدنيا من غير ملامحِك ؟ . . تسمعيني يمه ؟ . . طيِّب بس قولي لي ولدي . . مشتاق أسمعها . . مشتاااق بالحيل . . . أصرخي عليّ هاوشيني بس لا تسكتين كذا . . تنعاف هالحياة لا غاب طاريك . . تحسين فيني . . . صرخ . . تحسين يمه ؟ . . . أقري عليّ أقري يارخص هالدنيا عند أقدامك . . يارخصها . . هدِّيني . . أقري عليّ المعوذات و البقرة . . قولي لي " بنجيك " و بصدقك . . قولي شي . . . قوووووووووووولي . .. فتح عينيه للسقف !!
صدره يهبط و يرتفع . . والدته . . همس : يمه
مسح وجهه و شرب من كأس الماء الذي بجانبه ومع شربه للماءْ بكى وهو يتذكَّر والدته . . . عض شفتيه لا يُريد أن يخرج صوته ببكائِه .. رغمًا عنه ينهار . . هذه أمَّه ؟ ليست بأي أحدٍ آخر . . هذه من ينتمي لـ رِحمها .. كيف له أن يفرح دُونها !
توجه للحمام , توضأ .. أراد أن يُصلي لها لأجلها . . أراد أن يسجد لله و يبكِي إلى أن يشعُر بقُرب الله له.
ركعتان كفيلة بأن تُبكيه كثيرًا و بشدة , أنحنى لسجُودِه .. سجد لله عز و جل . . بعد " سبحان ربي الأعلى " ثلاثًا .. صمت أطال سجوده بالصمت . . شيئًا فـ شيئًا ينهار بالبُكاء . . يبكي ومن يراه لا يقُل بأن رجلٌ طاف من عُمره الكثيرْ
بدأت شهقاتِه تعلى و طيف والدته يعمي عينيه . . وبين بكائِه : صبرك يارب . . صبرككك .. . غير قادِر على نُطق كلمتين بين إنهياره هذا . . ينهار دائِما أمام أطيافهم لكن هذه المرة غير .. هذه المرة " أمي " . . هذه المرة رُوحي . . والله روحي.


,

باكِيَة تنظُر له بعينٍ مُعاتِبة . . يحاول فهم أحاديثها ولكن لغةٍ غير مفهومة . . رُبما الشوق له لغةٍ خاصة لا نفهمها . . إنحناءات ملامِحها و تقوُّساتٍ مبسمها الحزينْ يكسِر أوردته و شرايينه . . أموت . . نطقت بها شفتيها " أموت " . . نظر إليها بعينيِّ أحاطها سوادُ الدمع . . لا قُدرة لديه للمشِي .. واقفٌ على ركبتيه يحاول مدَّ ذراعيه ولكن رياحٌ شديدة تجعل يديه تُحلِّق بعيدًا عنها . . . بدمعِه نطق " أشتقت لك " . . كانت تبكِي . . لا تريد أن تراه . . " لا تعذبيني " . . " طالعيني " . . . صرخ من باطِن قلبه " آآآآآآآآآآآآه " . . . تعالي . . تعالي . . لاتتركيني . . . مدَّ ذراعيه مرةٍ أخرى . . وبصوتٍ مُختنق يشمئز منه " تعالي " . . كُسِرت يداه و هي لم تأتي . . كُسِرت بحنينه . . كُسِرت بإشتياقِه . . لو أن أحدًا يُخفف هذا العذاب . . لا أريد احدًا . .أريدك أنتِي . . لقائَنا لا تنفثِي عليه بالغياب . . هذا أولُ لقاءٍ لنا لا تبعدِي عينيِّكِ عني . . أبتسمي أنا أحبك . . أبتسمي . . أراد أن يُطيل النظر بِها . . أراد . . فتح عينيه ودمعة هارِبة قد لُصقت بِخدِّه . . أول حلمٍ يرى بِه ملامحِها . . أول حلمٍ منذُ وفاتِها يراها بكامل وجهها .. لم يرى جسدِها فقط . .لم يرى عينيها فقط . . لم يرى شفتيها فقط . . ملامِحها بأكملها رآها . . رآها وهي تبكِي . . . رآها وهي تبعُد عنه . . . بنبرة تتساقِط مِنها الدموع أبتسم بجنُون . . أبتسم لأنه يراها . . أبتسم لأنه يحبها . . أبتسم لأنه مازال يبكي عليها . . أبتسم لأنه جُنّ : أشتقت لك.


,

التاسِعة صباحًا *
على طاولة الفطُور . . الصمتْ يسُود الجميع
بو سعود : صاير لكم شي ؟
رتيل : لأ
عبير : لأ ليه ؟
بو سعود : سكوتكم يوتِّرني
رتيل : ههههههههههههههههههههه مشتهي نزعجك
بو سعود : مشكلتي أخاف من هدوئكم
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه تطمن مافيه شي . . صدق ترى اليوم نبغى نتسبح
بو سعود : لآ شباك عبدالعزيز يطل عليكم
عبير : لما يروح الدوام وقبل لا يرجع بساعة ندخل
بو سعود تنهَّد
رتيل : وش دعوى يبه بعيد مرة حمام السباحة عنه
بو سعود : ماهو بعيد أنا أقدر أشوفكم من شباك الصالة الثانية
رتيل تمثِّل الحزن : يعني وش نسوي ؟ لا فيه مكان نروح له ولا فيه وجيه جديدة نقابلها واليوم طويل ولا حتى سافرنا نغيِّر جو ولا شيء !! وغير كذا حتى لما قلنا نبغى نتسبَّح نحس بالصيف قلت مافيه
عبير أبتسمت تعرف مقدار تمثيل رتيل بهذه اللحظة
رتيل وتشرب من العصير و تُجاهد أن تبيِّن ملامح الضيق
بو سعود بلحظة صمتِ يُفكر بها
رتيل : يقولون اللي مايوسِّع صدره للدنيا يموت بدري
بو سعود رفع حاجبه : نعم ؟
رتيل : إيه والله شف اللي عايشين حياتهم ومنبسطين يعمرُّون في الدنيا بعد مشيئة الله .. تلقاهم ماهمهم حتى وهم عجايز يرقصون ومآخذين الدنيا فلة بس شف اللي زي وجيهنا مقابلين هالجدران يومين بالثلاث ورجلهم بالقبر
عبير : أستغفر الله .. فال الله ولا فالك
رتيل : يبه وراه ما تتزوج ؟
عبير ضحكت بدهشة وأردفت : وش هالشطحة هههههههههههههههههههه
رتيل : شف يبه والله أنا أحبك وأحب امي الله يرحمها بس ذي الحياة حرام تجلس كذا لازم مزيونة تصبح عليها وتمسِّي أنا وعبير بعد كم سنة جايينك بأحفادنا
عبير : أكرمينا بسكوتك وش ذا الحكم على هالصبح
بو سعود : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يابنت توِّك ماجربتي هالحياة وتجلسين تعطينا دروس فيها
رتيل : الله يسلمك من الطفش أدخل المنتديات وأقرأ مشاكل البنات و المتزوجين والحمدلله تولِّدت عندي خبرة
بو سعود يبتسم : والله خبرتك وأنا أبوك ماهي سليمة
رتيل : أنا الحمدلله سويت اللي علي بكرا بعد كم سنة تجينا تقول والله الوحدة أتعبتني
بو سعود : طلعي هالموضوع من راسك
عبير : إيه صح طلعي هالموضوع من راسك
رتيل : يبه صدقني أول من راح يخون هالعشرة ذي * أشارت لعبير * بتتزوج و بتنسى شي إسمه أهلها وقل رتيل ماقالت بس أنا أنسى طوايفه و اللي خلفوه ولا أنساك
عبير و بو سعود ضحكُوا بـ صخبْ
رتيل أكملت : تبيني أخطب لك ؟
بو سعود : أنا حسدتكم على هالهدُوء !!
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله طلعت يبه تحب أمي
عبير : أجل وش تحسبين
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههه بس فاهم الوفاء غلط .. يعني أنا أتخيل يموت زوجي بجلس أبكي عليه كل يوم .. طيب إلى متى ! لا يبه أسمح لي أنا وفية في حياته لكنه مات عاد ذي سنة الحياة .. والواحد يكمل طريقه ويتزوَّج ثانية وثالثة ورابعة بعد .. دام الله محلل هالشيء
عبير : الله يعين اللي بيآخذك وش ذا الحب اللي عليك !! تحبينه يوم و تنسينه اليوم الثاني ولا يحرِّك فيك شعرة
رتيل : لا ماقلت كذا .. يعني أقل شي سنة بس أبوي الله يصلحه سنين وبصراحة أنا حسيت بوحدتِك وقلت والله أبوي كيف عايش
بو سعود أبتسم : لآ أنا بخير الحمدلله وماأحس بوحدة وأنتوا حولي
رتيل : أنا أعرف قلبك
بو سعود : ههههههههههههههههههههههههههه لا ماتعرفينه . . وقف وأنحنى ليُقبِّل خدها . .
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بوس عبير لا تغار بس
عبير ببرود : ها ها ها لا لاتخافين ماأغار منك
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
بو سعود ويُقبِّل عبير : أنا ماراح أتأخر اليوم و بمرّكم عشان نروح لعمكم جاي الرياض ..
عبير : طيب
رتيل : طيب موافق نتسبح ؟
بو سعود : إيه بس ساعتين بالكثير وتدخلون داخل



,

الجُوهرة : صباح الخير
سلطان يُغلق أزارير كمِّه : صباح النور
الجوهرة تجلس على الطاولة التي بمقابله و أصابعها تتداخل فيما بينها
سلطان رفع عينه عليها : صحُوا ؟
الجوهرة : لآ كلهم نايميين أكيد تعبانين من الطريق
سلطان : تبين شي ؟
الجوهرة : لأ . . إلا إيه
سلطان : وشو ؟
الجوهرة تُشتت نظراتها بعيدًا عنه : متضايق مني ؟
سلطان : لأ
الجوهرة بربكه : آآآ يعني
سلطان : ماني متضايق وليه أتضايق ؟
الجوهرة : من ريَّان ؟
سلطان أنحنى ليرتدِي جزمته : لأ
الجُوهرة : طيب . . أحسك متضايق
سلطان رفع عينه وهو يربط خيوط جزمتِه , أبتسم : لآ ماني متضايق
الجوهرة بنبرة طفولية : طيب آسفة إذا متضايق منِّي
سلطان ضحك وهو يقف : تعتذرين ليه ؟
الجُوهرة أحمَّر وجهها , أردفت بنبرة مُرتبكة : خلاص لا تتأخر على شغلك
أخذ مفاتيحه و جواله و بعض الأوراق : لا تخلينهم يمشون الشرقية قبل الغداء
الجوهرة : إن شاء الله .. بتجي متى ؟
سلطان : بحاول ما أتأخر على الساعة 1 الظهر أنا هنا
الجوهرة : بحفظ الرحمنْ
سلطان ينزل من الدرج و من خلفه الجوهرة
الجوهرة : قول لعمي عبدالرحمن يجي مع البنات
سلطان : قلت له من أمس
الجُوهرة و كلمة عمِّي فتحت معها جرُوح لم تُشفى مِنها بعد . . رأت سلطان و هو يخرُج . . وضعت كفوفها على بطنها تشعُر بالغثيان لمجرد أن تتذكَّر تِلك الحادِثة . . . ربي رحمتك . . وخز في يسار صدرِها . . مازال يجرحها تُركي حتى في بعده عنها . . مازال . . . ومازالت هي كلما حاولت أن تبتسم لطخها تُركي مرة أخرى ليُذكِّرها بأنها " لا تستحق الحياة "


,

منصُور : قسم بالله أنك كذاب
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههه مو بكل الكلام بس صدق صدق قلت له أني بسافر
منصُور : يخي والله حتى لما أحاول اصدقك أحسك كذاب
يوسف : أفآآ هههههههههههههههههه أحلف لك بالله أني قلت له بسافر إيطاليا
هيفاء بسخرية : شهر عسل ؟
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههه جبتيها على جرح
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههه بس والله تغيِّر جو
يوسف : من جدك بآخذها لا خليها عندكم أنا بروح أروِّق آخذ لي فترة نقاهة
هيفاء : من جدك بتخليها هنا !! لا مايصير
يوسف بسخرية : وش مايصير !! أنتم بس تقربوا منها عطوها حنان
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههه طول عمرك حقير
يوسف يرمي عليها المخدة : أنا حقير يا بنت اللي مانيب قايل ! كم مرة وديتك و كم مرة ونستك و كم مرة مسحت دمعتك
هيفاء : أصلا عمري مابكيت قدامك بعد أكذب
منصور بنبرة جدية : منت مرتاح معها ؟
يوسف : بالله منصور لا تجلس تحس بالذنب وماأعرف وشو وتسويها دراما لا تخاف على أخوك
هيفاء : عطاك إياها على بلاطة
يوسف : لآني عارف كيف يفكر
منصور : لآ جد أسأل
يوسف : مرتاح أبد مونستني
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههه أكلمك جد لا تتمصخر
يوسف : إيه والله مونستني
هيفاء ترفع عينها للسقف : لآيطيح علينا بس
يوسف : ريم وينها ؟
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه زعلانة عليك
يوسف أبتسم : إيه داري أسمعيني روحي ناديها قولي لها أمي تبيك
هيفاء : لا حرام أتركها عنك
يوسف : براضيها والله
منصور : أتركها
يوسف : وش فيكم واقفين معها يعني بآكلها الحين .. والله بعتذر منها
منصور : أنت تعتذر ؟
يوسف : إيه ذو الأخلاق يأتيك مُعتذِرًا ماضرَّهُ العذرْ ولوْ زحَفَ
هيفاء : والله أنك ستين كذاب عيونك تقول شي وحكيك شي ثاني
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ولا يهمكم انا أروح لها . . صعد للأعلى وألتفت لغرفته .. غيَّر وجهته ليدخُل بهدُوء .. أغلق الباب وألتفت يمينًا عند الدولاب واقِفة بمنشفة تصِل لمنتصف فخذها وشعرها الكثيف مبللا على ظهرِها . . ألتفتت لوقعِ خطواته : وش تبي ؟
يوسف : بعد ناشبيني بغرفتي
تشدُّ على منشفتها ويديها على صدرها , أردفت : أبغى ألبس أطلع برا
يوسف بصمت
مُهرة بغضب : وش تطالع ؟ أبعد عينك عني
يوسف ضحك ومازال ينظر إليها
مُهرة تنهَّدت : يعني كيف ؟ أصلا ماضيِّك واضح من نظراتك
يوسف : وش هالماضِي ؟
مُهرة : مغازلجي و مقرف
يوسف وعنادًا بِها يُفصِّلها بنظراتِه تفصِيل
مُهرة أحمَّر جسدِها الشبه عارِي , أخذت زجاجة العطر ورمتها عليِّ , أبتعد يوسف ولم تُصبه : لو جايَّه فيني ؟ كان ذبحتك
مُهرة : تقصد قبل لا أذبحك أنا !! أطلع برا
يوسف ويجلس على الكنبة : أنا راعي طويلة
مُهرة وتحاول أن تُطوِّل منشفتها لتُغطي إلى حدٍ ما فخذيها .. ولكن إن طوَّلت من هُنا فـ سينكشف شيء آخر من الأعلى.
يوسف ومستمتع بالإستفزاز الذي يُراقص قلب مُهرة الآن . . أخرج هاتِفه
مُهرة : ياربي صبِّرني
يوسف : آمين وجميع المسلمين
مُهرة : يعني كيف ماألبس ؟
يوسف : وأنا ماسكك
مُهرة : يالله على الحقارة اللي تتنفسها
يوسف : بعض مما عندِك
مُهرة : يوسف لو سمحت
يوسف : ههههههههههههههههههههههه عيديها عشان أتأكد
مُهرة بقهر : ممكن لو سمحت تطلع عشان ألبس
يوسف : والله نبرة الواحد وهو يترجى تغري حاولي تترجيني بعد
مُهرة بغضب : أطلع برا
يوسف : إيوا أرجعي لأصلك هههههههههههههههههههههههههههههههه خليك محترمة وأصير لك قيس
مُهرة : ماأبغاك تصير لي قيس ولا روميو ولا شي أبغى فرقاك
يوسف : دام كِذا أنا إنسان ماشفت حريم بحياتي غير ثلاث أمي و خواتي لذلك أشوف حرمة الحين وشبه .. *بنبرة خبث* يعني عارفة وش أقصد فالأكيد ماراح أضيِّع فرصتي
مُهرة صُعقت . . وبنبرة حادة : يا جعل فرصتك تعمي عينك يوم تقول هالحكي يا قليل الأدب
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وأنا صراحة ماسك نفسي عن الحرام سنين والله قال يعوِّضنا وهذا هو عوَّضني بـ مُّزة -> قال كلمته الإخيرة بخبث شديد
مُهرة و أوردتها تتفجَّر بالغضب : مُزة !! أحترم نفسك
يوسف مكتفي بإبتسامة تزيد من غضب مُهرة
مُهرة : تعرف شي الشرهة على اللي يحاول يحسن الظن فيك بس أنت منت كفو !
يوسف ببرود : يمكن
مُهرة بنرفزة تذكرت أن هُناك حمام و من الممكن أن تُغيِّر فيه , بعض المواقف تجعلنا ننسى أبسط الحلول ونُفكِّر بغباء . . أخذت ملابسها وسارت بإتجاه الحمام و عندما مرَّت بجانب يوسف سقط مِنها بعض ملابِسها الـ أحرجت مُهرة
يوسف أبتسم بخبث يستمتع بهذا الإستفزاز
داست على قدمَه بقهَر ودخلت الحمام وأغلقته عليها


,

دخل المبنى و يرد على الجميع تحياتهم : صباح النور . . ألتفت على أحدهم : بو سعود جاء ؟
: قبل 5 دقايق
وسَار لمكتب بو سعود ولكن لفت نظره وجود الجميع في مكتب المُراقبة . . ألتفت بإتجاههم ودخل : السلام
: وعليكم السلام
سلطان : صاير شي ؟
متعب : عبدالعزيز عند الجوهي
سلطان تنهَّد بغضب . . جلس : من متى عنده ؟
متعب : قبل ثلث ساعة دخل عليه
سلطان بحدة : ناد لي بو سعود
متعب : إن شاء الله .. خرجْ
أحمد : ماحكوا في شي كانوا يتكلمون عن موضوع الصفقة وكيف بيسافرون !
سلطان : بيودينا بداهية . . وين راح الحين ؟
أحمد : يمكن طلع للغرفة الثانية
سلطان : طبعًا مايبغانا نعرف وش قاعد يهبب
دخل بو سعود : وش فيكم ؟
سلطان بإنفعال : رايح للجوهي وماهو معطينا خبر
بو سعود : لاحول ولا قوة الا بالله . . وش قالوا ؟
أحمد : يتكلمون عن الصفقة وأنهم بيسافرون بعد فترة
بو سعود : ماهو مركِّب السماعات
أحمد : لأ
بو سعود تنهَّد : ماهو طبيعي هالولد
سلطان بعصبية : عشان لا أجرمت فيه يكون حلال
بو سعود يجلس ويحاول أن يتصِل به . . مُغلق
سلطان بغضب كبير : بعرف ليه يعاند ؟ ماهو كفو الطيب وياه . . وخرجْ
بو سعود و فعلاً عبدالعزيز سيأتي بالمصائِب

يُتبع


بجهةٍ أُخرى
عبدالعزيز : بـ روسيا ؟
الجُوهي : أفكِّر ألعب شوي بسلطان
عبدالعزيز : كيف ؟
الجوهي : لو قلنا نروح باريس ونسرب له أنه نخطط على باريس ويجي هناك إحنا بسهولة نعقدها في موسكو
عبدالعزيز : بس يمكن يكون هو في موسكو
الجوهي : وش يعرفه ؟
عبدالعزيز توتَّر : يعني اللي يسرِّب له في كل محاولاتكم السابقة يسرِّب له الحين
الجوهي يُطيل نظره في عبدالعزيز
عبدالعزيز أبتسم وهو يُلهي نفسه بـ سيجارة
الجوهي : نخليه يحوس في باريس و إحنا نكون بموسكو سهلة ماتحتاج دوران !!
عبدالعزيز : اللي تشوفه
الجوهي : طيب بكلمك بموضوع
عبدالعزيز : خير ؟
الجوهي : إن شاء الله خير , أفكِّر نكسب عبدالعزيز بطرفنا يعني دامه جاي وزي ماقالوا لي أنجبر منهم فالأكيد أنه بينه وبينهم حزازيات ومشاكل كثيرة
عبدالعزيز بصمت
الجوهي : المشكلة ماعندي أي بيانات عنه
عبدالعزيز : ماتعرف وجهه ؟ يعني ملامحه
الجوهي : لأ
عبدالعزيز حكَّ أسفل شفتيه : وش بتستفيد منه ؟ أتركنا في موضوعنا نخلص منه بعدين نلتفت لعبدالعزيز وغيره
الجوهي : ياصالح الفرص إن ماأستغليتها من أول مرة تروح منك
عبدالعزيز : و عبدالعزيز وش تقدر تستغله فيه ؟
الجوهي : عميل تُحفة عند سلطان و بو سعود
عبدالعزيز شعَر بمغص .. بل غثيان .. جاهد حتى يُضبط نبرته : أنا أشوف اتركنا منه ماراح يفيدنا بشيء وأنا ماأبغى أدخل بمشاكل مع سلطان و بو سعود ! اهم شي صفقتي تتم بعدها كل واحد بطريقه
الجوهي : يعني ماودِّك نعمق الشراكات بيننا
عبدالعزيز : ماأحب أدخل في موضوع ماني دارسه وماعندي خلفية تامة عنه وأنا أشوفه ماراح يفيدنا بشيء ليه أتعب نفسي معه ممكن يخونا بسهولة لا تنسى أنه أبوه صديق عزيز للكلاب اللي هناك " حتى لو كان السبِّ فقط لأجل الجوهي إلا أنه يبرِّد بعضًا من قهره "
الجوهي تنهَّد : بحاول أشوف طريقة ممكن نستفيد منه
عبدالعزيز يطفأ السيجارة : أنا ماشي
الجوهي : نشوفك على خير
عبدالعزيز : ممكن أنشغل هالأيام بس راح أرد لك خبر بموضوع روسيا .. و خرَج

,

بالمطبخْ أحاديث عائشة مُفعمة بالنشاط
عائشة : بس واجد زين
الجوهرة : تقصدين أفنان ولا أمي ؟
عائشة : أفنان وجه مال هوا نفس أنتي
الجوهرة : وكلنا نشبه أمي
عائشة : و برذر*أخوك* ؟
الجوهرة : وش فيه ؟
عائشة : مدري .. هادا ناس واجد يشبه بأد*بعض*
الجوهرة : ليه ريان يشبه مين ؟
عائشة بملامح متقرفة من السيرة : سوئاد .. أنا يكره شنو هادا هتَّى*حتى* هيا في موت مايخلي أنا يرتاه*يرتاح*
الجوهرة أبتسمت : والله من تخاريفك !
عائشة : شنو يأني*يعني‘ ؟
الجوهرة : الحين ديانتك تؤمن بالأموات انهم إيش ؟
عائشة : يسوي هرق*حرق* حق هوَا بأدين*بعدين* يودِّي بهر * بحر *
الجوهرة : لحظة أنتي منتي مسيحية ؟
عائشة : لأ
الجوهرة : تؤمنين بالله ؟
عائشة : يأني * يعني*
الجوهرة : يعني إيه ولا لأ
عائشة : شوفي أنا فيه يسوي إهترام *إحترام* كلَّا نفر شنو دين حق هوَا
الجوهرة : دارية أنك تحترمينا بس يعني كيف ديانتك ؟
عائشة : أنا يقول حق أنتي مافي الله
الجوهرة اندهشت : ملحدة ؟
عائشة : شنو ؟
الجوهرة : لآلآ . . طيب خلاص كملي السلطة عنِّي .. أتجهت للصالة عند والدتها و افنان و والدها
الجوهرة : كنت أحسبها مسيحية طلعت ملحدة
أفنان : الشغالة ؟
الجوهرة : إيه لازم نشتري لها كتب تقرآ عن الإسلام
أفنان : كل الخدم كذا يعني عادي
الجوهرة : وش عادي بكرا نسأل يوم القيامة عنهم أننا ماعلمناهم عن الإسلام ماهم شرط يسلمون بس على الأقل نسوي اللي علينا وتسقط الحجة مننا
أم ريان : في ميزان حسناتك يارب
الجوهرة : ماكلمتوا ريان
أبو ريان : رجع الشرقية ؟
الجوهرة صُدمت : مع من ؟
أبو ريان : واحد من أصدقائه جاي هنا ورجع وياه
الجوهرة ألتزمت الصمت , هذا الأخ لا يُقدم ولو تضحية واحِدة لأجلها
أبو ريان : لآتشغلين بالك فيه لأن حتى سلطان ملاحظ
الجوهرة : بوشو ؟
أبو ريان : أنه بينك وبين ريان مشاكل
الجوهرة تنهّدت : طيب يبه وش أسوي ؟ والله أني من أمس مفكِّرة بس أشوفه ببوس راسه وأعتذر منه بس هو مو قادر يفهم ولا قادر يعطيني مجال أشرح له
أم ريان : أنتي أهتمي في بيتك ورجلك وماعليك منَّه بيطِّخ إن شاء الله
الجوهرة بقهر والتي لم تكُن تتجرأ أن تتحدث بهذا الموضوع أصبح من السهل أن تتحدَّث بكل شي يضايقها , سلطان يُكسبها بعضًا من القوة : يمه ماهو من أمس السالفة صار لها سنين وهو للحين يحمِّلني ذنبها
أبو ريان : طيب خلاص أنسيها وأنا أكلمه
أفنان : طيب بقولك شي خلنا نروِّق
الجوهرة ألتفتت عليها
أفنان بإبتسامة : بسافر لباغيس
الجوهرة ألتفتت لوالدها : بتسافرون صدق ؟
أفنان : بس أنا
الجوهرة : بروحك !!
أفنان : إيه دورة 3 شهور
الجوهرة : بدون محرم
أفنان : أبوي وقَّع لي تصريح ويكفي
الجوهرة : بس بدون محرم
أفنان : ياربي يالجوهرة لا توقفين عليها الحين يغيرون رايهم
الجوهرة : بس حرام !! يعني كيف ؟ يبه موافق جد
أفنان : ههههههههههههههههههههههههههه إيه موافق لا تغيريين رايه
الجوهرة أبتسمت : ماني مغيرة له رايه بس يعني حرام ! الحكم ماهو " مكروه " لا هذا حرام يعني ماينتظر رايك توافقين أو ماتوافقين ! أنتي مضطرة ترفضين لأنه حرام
أفنان : فيه جهة مسؤولة و بمكان محترم ومافيه إختلاط و الفندق اللي بنكون فيه عليه حماية !! وين الحرام إذا كان فيه كسب رزق و خير ! والدين دين يسر مايعقدها
الجوهرة : يُسِر بس مايصير المبدأ هذا ! وبعدين فرنسا ممنوع فيها النقاب !
أفنان : إيه
الجوهرة أندهشت بقوة : بتتحجبين هناك بس ؟
أفنان : ماراح أحط مكياج ولا شي ! ماني متبرجة
الجوهرة : جاني صداع من طريقة تفكيرك ! أشياء محرمة مفروض ماتستهينين فيها وين الله يوفقك بشغلك وأنتي من أولها بدون محرم وبتكشفين !


,

في وقعٍ من جنُون العشاقْ . . على الميناء – رُبما هذا المكان المُفضل لهم دائِمًا –
غادة : نرجع الرياض
ناصر : ماينفعش
غادة : ودي عرسي بالرياض
ناصر : بالله مين بيحضر هناك ؟ خلينا هنا أحسن لنا
غادة :ودي أشوفها
ناصر : أبد مدينة طايح حظَّها
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههه والله تهبِّل مايعرف قيمتها الا اللي ماشافها
ناصر : بالله أرحميني من هالمشاعر
غادة : البدر وش يقول ؟
ناصر : آآه ماأرق الرياض تالي الليل .. هو يقصد بالرياض حبيبته
غادة : على كيفك ! والله أنها تهبل
ناصر تنهَّد : طفشت من التأجيل
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههه عاد اليوم الصباح أقول لأبوي وعزوز أنه لا يضغطون عليك قام قال أبوي هو اللي ضاغط علينا
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه الحق معي قولي لأبوك هالحكي
غادة : بس أنا يوم فكرت فيها ليه نستعجل ؟ نتعرف على بعض أكثر
ناصر ألتفت عليها : نعم ياروح أمك !! وش بقى ماتعرفين عني عشان تتعرفين علي أكثر
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أمزح شوي وتآكلني
ناصر : بعد أحسب من جدِّك عشان أعطيك كفّ يغير خرايط وجهك
غادة : تعطيني كف !
ناصر : إيه لا تجيبين ذا الطاري يستفزني خصوصًا أبوك والكلب عزوز بعد
غادة : عزوز ماهو كلب
ناصر : ستين كلب بعد
غادة : أعتذر ولا تراني ماشية
ناصر أبتسم : ماراح أعتذر عشان أخوك
ويُدير مسبحتِه أمامه . . تسير شمالاً و يمينًا وعيناه تسير معَه رُبما سينام مِغناطيسيًا بهذه الحركة . . . نظر للخادِمة وهي تُنظِّف المجلس ,
تنهَّد لم ينام جيدًا منذ أن رآها بكامل ملامِحها في منامِه , يتذكَّر تفاصيل التفاصيل.


,


دخل عبدالعزيز المبنى يعلم بالعاصفة التي ستأتيه ولكن سيكُون يوم النصر له بإستفزاز سلطان خاصةً , دخل مكتب سلطان
سلطان رفع عينه واضح جدًا الغضب فيها
بو سعود : وين كنت ؟
عبدالعزيز : عند الجوهي
سلطان : ندري ياخيبة وش كنت تسوي ؟
عبدالعزيز أبتسم وهو يجلس : بالله خلهم يجيبون لي عصير يبرِّد قلبي
سلطان : شف عبدالعزيز واصلة معي يعني ممكن أجرم فيك الحين !! تكلم أخلص علي
بو سعود وإنزعاج سلطان سيزيد الأمور سوءً : أمش معي عبدالعزيز لمكتبي
سلطان : لآ خله يجلس هنا ويحكي زي الاوادم
عبدالعزيز : كذا مريت من عند بيته قلت أدخل أسلم
سلطان : تستهبل ؟ اللهم طوِّلك ياروح
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يعني مدري عنك على هالسؤال
سلطان والضحكة أستفزته أكثر : أطلع براا
عبدالعزيز أبتسم : معي خبر حلو
سلطان : قلت لك أطلع برا
عبدالعزيز وقف : بكيفك ماتبي تعرف شي راجع لك . . توجه للباب وهو يتحدث : . . الله أعلم وش يبي الجوهي من روسيا
سلطان : الله يلعن بليسك . . تعال
عبدالعزيز أبتسم إبتسامة عريضة وهو يلتفت إليه : طردتني تحمَّل هالطردة . . فتح الباب ليخرج لكن مقرن كان أمامه
مقرن : جيت !!
عبدالعزيز : أنت وش شايف
مقرن : ياجنونك يخي
سلطان : أمسكه لي
عبدالعزيز أنصدم : وش تبي تجنِّدني ؟
سلطان : ظريف والله
مقرن أمسك عبدالعزيز من كفِّه . . وأجلسه
سلطان : وش سويت عنده ؟
عبدالعزيز ملتزم الصمت
بو سعود : عبدالعزيز مرة وحدة خلك مطيع
عبدالعزيز : ما أحب أعطي صدقات لازم مقابل علموني أعلمكم
سلطان : بالله ؟ بزران إحنا نعلمك وتعلمنا
عبدالعزيز بضحكة : إيه للحين أحبِي
سلطان : ياربي بس أحاول أمسك نفسي لا أتوطى في بطنك
عبدالعزيز وسعيد في غضب سلطان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه ماعمري شفتك بهالعصبية يعني شفتك بس مو لدرجة تترجاني
سلطان ويفهم مايريد إيصاله عبدالعزيز
بو سعود : عبدالعزيز ماهو وقت إستهبال يعني تروح بدون لا تخبرنا !! تدري انه عدونا يعني عدوِّك ليه تتصرف بهمجية في هالمواقف !!
سلطان : تدري الشرهة اللي يحاول يرضيك !! أنقلع برا ولا أبي أشوف وجهك
بو سعود بحدة : سلطان !!
سلطان : أنا جاد خله يبعد عن وجهي رفع لي ضغطي
عبدالعزيز بإبتسامة عريضة : زي ماأنت تسوي معي ! كما تدين تُدان
سلطان بعصبية : ألحين أنا أسوي معك كذا !! يعني أنا أحاول أضرِّك زي ماأنت تسوي الحين !! يا غبي جالسين نحميك حتى من ظلك و أنت بتصرفات ماتطلع من مراهقين كيف واحد مثلك !! تروح له ليه * أردفها بغضب شديد حتى أنَّ وصل صوته للممر والمكاتب القريبة*
عبدالعزيز بجدية بعيدًا عن السُخرية : لا مين قال أنك تحميني ؟ دخلتني بين إرهابيين وسكت !! كشفونا ومقدرت تحميني منهم ؟ متى حميتني بالضبط !! دخلت غيبوبة و بغيت أروح فيها أكثر من مرة !! عشان مين ؟ عشانكم ومع ذلك ولا أي تقدير منكم ولا حتى أضعف الإيمان تكونون صادقين معي !
سلطان : لا تجلس كل مرة تعيد بسالفة كذابين ولا صادقين !! ورقة شفتها بعيونك عند الجوهي ولا أنت راضي تصدق !! وش نسوي لك ؟ نطلع أبوك من قبره ونقوله والله فهِّم ولدك أننا نبي نحميه
عبدالعزيز بحدة : أحترم حرمة الموت !!
سلطان : أستغفر الله بس
عبدالعزيز بغضب : ماهو على كيفك ولا كيف اللي خلفوك تجلس تحاسبني على كل خطوة !!
سلطان متعجب من وقاحته في هذه اللحظة : دامك بتضِّر مصلحتنا أكيد بتمشي على كيفي
بو سعود : ممكن تهدون !! ماهي حالة تتقابلون وتجلسون تتهاوشون ! معليش كل واحد يتكلم بعقل
سلطان : فهمَّه هو ؟ يتصرف تصرفات غبية وتقولون لي ليه أعصّب
بو سعود : أستغفر الله العلي العظيم !! ماني فاهم أبد كيف تفكرون . . عبدالعزيز
عبدالعزيز بعصبية : أنا والله منحَّط ولا أعرف أقدِّر اللي أكبر مني وعشاني كذا ماراح أمشي معكم سيدا دامكم تلفون وتدورون
سلطان : والنعم والله
عبدالعزيز وبهذه الكلمة ثارت البراكين . . حذف قارورة المياه على سلطان ولكن بو سعود وقف أمامه . . : سلطان لو سمحت عشان خاطري هالمرة
سلطان : بعلمه كيف يحترم الناس ؟ ماني أصغر عياله
عبدالعزيز وبراكين من الغضب الآن : الحين تطلع لي جوازي لو تحبُّون السماء ماراح أجلس معكم
بو سعود : أهدأ وبعدين نتفاهم . . أجلسه على الكرسي
عبدالعزيز : ماأبغى اتفاهم ولا شي !!
سلطان : أنا أتوقع لو أبوك الله يرحمه موجود ماكان تشرف بتصرفاتك
بو سعود يلتفت عليه وبحدة : سلطان !! واللي يرحم والديك عاد
سلطان أبتسم وهو من داخله غاضب بشدة , لم يتجرأ أحد أن يرمي عليه شيء أو حتى يقلل إحترامه معه سوى عبدالعزيز الذي منذ أتى وصابر على " وقاحته " : طيب بنسكت


,


كلماتها تخرج مُرتبكة , برجاء : موافقة ؟
والدتها : سوِّي اللي تبينه
رؤى : يمه ماأبغى شيء بدون رضاك ! و وليد ماهو موافق بدون موافقتك .. وش قلتي ؟



,

في الصالَة ,
هيفاء : ماجاك ؟
ريم : لآ بس خليه يتأدب شويْ
مُهرة : تقصدين يوسف ؟
وأخيرًا سمعُوا صوتها هذا مادار في بالهم
ريم : إيه
مُهرة وفهمت الموضوع تماما ولعنتْ شيطان يوسف كثيرًا , يُريد إستفزازها بأي طريقةٍ كانت.
ريم وتُريد أن تدخل بـ جوّ هذه المهرة : مرتاحة هنا ؟
مُهرة : يعني
هيفاء تنَّحت لم تتوقعها صريحة لهذه الدرجة : عسى مضايقك شي ؟
مُهرة : أشياء ماهو شيء
نجلاء وفعلاً مقهورة منها : وش اللي مضايقك ؟
مُهرة ألتفتت على نجلاء ونظرات مُهرة مُربكة جدًا لها : ماراح يسعدك اللي بقوله
نجلاء : بس من الذوق أنك ماتقولينه
مُهرة : ماأعرف بالذوق بس أعرف بالإحترام
هيفاء رُغم الجو المشحون إلا أنها تبتسم : وأهم شي الإحترام
ريم بلعت ريقها : إذا مضايقك ضيق غرفة يوسف ترى فيه جناح مجهزينه بالدور الثالث
مُهرة : هالكماليات ماتضايقني
هيفاء : أجل وش مضايقك
مُهرة : قلت لـ . . *ألتفتت على نجلاء* وش إسمك صح ؟ *تعرف إسمها ولكن تُريد إستفزاز نجلاء*
هيفاء و ريم كتمُوا ضحكاتهُم بشدة
نجلاء عضت شفتيها , توتَّرت لحد الغضب : نجلاء أتوقع تعرفينه
مُهرة بإستفزاز : ماأعرفه كل اللي أعرفه منصور
نجلاء غضب على غيرة على حاجة بأن تُقطِّع مهرة بين أسنانها , تركتها وصعدت للأعلى لتُفرغ غضبها عند منصور لن تسكت تماما عن هذا !!



,

آخر الليل ,
مُتعبة بشدة , أستلقت على السرير ولكنْ صوت بابها وهو ينفتح , صُدِمت من وجودِه هُنا .. كيف صعد للأعلى !! والدها لو رآه ستقام الكارِثة
لم يكن هناك وقت لأن يشرح لها : وين عبير ؟
ولم السؤال عنها . . غيره تنتابها أم حقد من طريقته بالسؤال



.
.

أنتهى موعُدنا - الأحد- إن شاء الله
التأخير كان رُغمًا عني *

للتنويه : في البارت الماضي قال عبدالعزيز " لا حول الله " الجملة خاطئِة فـ لله حولٌ وقوة وتعالى الله عن ذلك الوصف ولكن خطأ منِّي وكان مبنيًا على جهل مني و اللهم لا تُحاسبنا بما نجهَل ( شُكرًا إحساس القمر على التنبيه )
+ بخصوص الجوهرة وتركي في بداية البارتات كنت أقول " زنا المحارم " وهذا القصد منه كيف يراه تُركي بينما هو إغتصاب وفرق شاسع بين الإغتصاب والزنا الذي يكون رضا من الطرفين . . لأن تركي يراه زنا أما الجوهرة فهي مغتصبة و الحدود قضائِيًا و دينيًا مختلفية أيضًا . . مُجرد تنبيه وشكًرا للي نبَّهني.

لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ ()

بحفظ الرحمنْ.


JAN 07-04-2020 04:02 PM



رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
البارت ( 29 )

أشدُّ من الماء حزناً

تغربت في دهشة الموت عن هذه اليابسه

أشدُّ من الماء حزناً

وأعتى من الريح توقاً إلى لحظة ناعسه

وحيداً. ومزدحما بالملايين،

خلف شبابيكها الدامسه..

تغرٌبت منك. لتمكث في الأرض.

أنت ستمكث

(لم ينفع الناس.. لم تنفع الأرض)

لكن ستمكث أنت،

ولا شيء في الأرض، لاشيء فيها سواك،

وما ظل من شظف الوقت،

بعد انحسار مواسمها البائسه..


*سميح القاسم.



,

- آخر الليل –

سلطان وبنبرة حادة يتحدَّث بجواله : كيف يعني ؟
بو سعود : خله اليوم يهدا وبكرا أحكي معه وأخليه يعتذر منك
سلطان : ما أبغاه يعتذر أبغاه يعرف يحاسب تصرفاته مهي حالة نقوله يمين يروح يسار !! قسم بالله صابر عليه كثير
بو سعود : يا سلطان أنت بعد لا تستفزه هو بروحه نار ماينحكى معه بشيء
سلطان : يعني عاجبتك وقاحته ! لآ بستفزه وبعلمه أنه الله حق لو يبي يتعدى حدوده معي
بو سعود : أنا اهدِّي مين بالضبط ؟ أهديك يا سلطان ولا أهدي اللي عندي
سلطان وفعلاً غاضب يشعر بنار تُلهِب صدره ما أن يتذكَر أنه عبدالعزيز تطاول عليه : فهمَّه أنه يحترمنا غصبا عنه ماهو برضاه والله وقدامك يا عبدالرحمن لو يفكِّر يغلط بهالوقاحة ماراح أسكت أبد
بو سعود : تحط عقلك في عقله ! الحين أنت العاقل وش خليت له ؟
سلطان وينظر للجوهرة وهي ترفع شعرها : هو اللي يبدأ وهو اللي يتحمَّل
بو سعود : سلطان واللي يرحم والديك وش ذا الحكي ؟
سلطان : دامه تمادى مرة هو يقدر يتمادى مرة ثانية وثالثة والله ياخوفي بكرا قدام الموظفين يمد إيده بعد !!
بو سعود : طبعا ماراح يمد إيه عليك ماهو لهدرجة عبدالعزيز !!
سلطان : لا لهدرجة هو منهبل قاعد يناقض نفسه شاف بعينه وش الكلاب كانوا يبون من أبوه وإلى الآن يكذبنا
بو سعود : طيب أنت بس أهدآ ولا تداوم بكرا وأنت معصب
سلطان بغضب و الآن ربما سيأتي دور بو سعود : مزاجي على كيفي والله متى ماتبي عصبت ومتى ماتبي روقت
بو سعود : هههههههههههههههههههههه وش رايك تتهاوش معي بعد ؟
سلطان : لأن جد معصب من هالموضوع من الصبح ماسك نفسي أحاول أروق بس لو أشوفه ببرد حرتي ويصير اللي يصير
الجوهرة بهذه اللحظات تلتفت عليه وتراقبه من بعيد دون ان ينتبه عليها فـ عين سلطان ناحية الشباك
بو سعود : دام كذا ماراح أخليه يداوم بكرا
سلطان : كأنه منتظرك يا عبدالرحمن تلقاه بيسحب الله يعلم عاد وش يهبب
بو سعود : لا تخاف تحت عيوني ماهو رايح مكان
سلطان : لا تعارض من بكرا بخلي أحد يراقبه
بو سعود : إن عرف والله ليقيِّم الدنيا علينا
سلطان تنهَّد : حسبي الله ونعم الوكيل بس
بو سعود : فنجان قهوة يروقك ونام وبكرا إن شاء الله الصباح كل شي بيصير تمام
سلطان : إن شاء الله
بو سعود : تصبح على خير
سلطان : وأنت من أهله . . أغلقه . . وألتفت وكانت عينيّْ الجوهرة تُراقبه
الجوهرة : خير صاير شي ؟
سلطان من دون نفس : لأ
الجوهرة وتأكدت بأن لا مجال للحديث معه

,

نجلاء بعصبية : لا والله يعني عادي عندك
منصور : ماأشوفها قالت شي غلط .. أحسني النية في كلامها يمكن ماتعرف إسمك وتعرفني لأني كنت متهم في قتل أخوها
نجلاء : منصور وش أحسن النية بكلامها !! كلامها واضح تبي تقهرني
منصور : طيب ودامها تبي تقهرك ليه تحققين لها اللي تبين .. تجاهليها
نجلاء تجلس بتعب : حقدي عليها في محله
منصور : نجلاء بلا سوالف الحريم التافهة
نجلاء : يعني الحين أنا تافهة ؟
منصور : لا حول ولا قوة الا بالله
نجلاء : علِّم أخوك خله يأدبها
منصور بحدة : وش رايك بعد أقوله والله يا يوسف ترى نجلاء زعلانة على حرمتك هاوشها وخلها تعتذر منها ولا أنت تعال أعتذر لها نيابة عنها . . بلا خرابيط على هالليل !!
نجلاء مسكت دموعها بما فيه الكفاية حتى سقطت , أردفت : الحين تهاوشني أنا !! يعني انا الغلطانة ؟
منصور : سكري على الموضوع !! على كل كلمة بتجلسين تعصبين ! خلاص خليها تحكي لين بكرا وش تبين فيها لا تدخلين معها بأيّ نقاش . . بينك وبينها سلام وبس
نجلاء لا تريد أن تُجادله , ألتزمت الصمت ودموعها تنهمر بسكون

بجهة أخرى بالأسفلْ . .

يوسف : قالت كذا ؟
ريم : هيفاء ليه تقولين له !!
هيفاء : لازم يعرف عشان ماتقِّل أدبها مع نجلا
يوسف وملامح المزاح تختفي من وجهه : وش قالت بالضبط ؟
هيفاء : قالت ما أعرف إسمك بس أعرف منصور
يوسف وحتى لو كانت كـ جدِار في حياته لن يسمح بأنها تستفز غيرها بـ ذِكر إسم رجُل آخر وإن كان منصور
ريم : هي مسكينة بعد ماعندها أحد أكيد بتكون نفسيتها سيئة و بتعصب من أدنى شي
يوسف وقف
ريم : يوسف واللي يخليك كذا بيكون منظرنا زبالة عندها !! بتعرف أنه أحنا اللي خبرناك
يوسف تجاهلها وصعد للأعلى و كان منصور بوجهه نازِل
منصور : تعال أسهر معي بالمجلس
يوسف: طيب دقايق وجايك . . دخل لغرفته و رآها جالِسة تقرأ بالمجلة
يوسف من خلفها يسحب المجلة
مهرة ألتفتت عليه : نعم ؟
يوسف ويجلس بمقابلها : وش سويتي اليوم ؟
مُهرة أبتسمت : وش تقصد ؟
يوسف بإبتسامة : مدري أنا أسألك
مُهرة ببرود : شربت قهوة وشفت التلفزيون بعدها جلست مع خواتك شوي وطلعت فوق . . هذا اللي سويته
يوسف : جلستي مع خواتي ؟
مُهرة : إيه
يوسف : وعسى الجلسة معهم عجبتك !
مُهرة : لأ
يوسف : وليه ؟
مُهرة : كذا مادخلوا مزاجي
يوسف : و مين غير خواتي
مُهرة وتعرف بأنه نُقِل إليه الكلام و يريد منها أن تعترف بنفسها : محد
يوسف : يعني ماجلستي مع أمي ؟
مهرة : لأ
يوسف : طيب
مهرة بخبث : وليه هالأسئلة ؟
يوسف : كذا بشوف كيف أختلطتي مع أهلي
مُهرة : وأهلك من ضمنهم نجلاء
يوسف : داري أنك فاهمة بس شوفي إن تعرضتي لها بكلمة ثانية والله يا بنت أبوك لا أخليك ماتسوين شي قدامها فأحفظي كرامتك أحسن لك
مُهرة : أنا حرة بكلامي ولا تتدخل فيه
يوسف : لآ منتي حرة دامك على ذمتي تحاسبين كل تصرف لأن اللي يمسِّك يا محترمة يمسِّني !! وبكرا ماراح يقولون والله شوفوا هذي بيقولون كيف زوجها ساكت عنها فأحترمي نفسك يامهرة اللي صار اليوم مايتكرر
مُهرة ببرود تسحب من كفوفه المجلة : شكرا على رايك بالموضوع وبحاول آخذه بعين الإعتبار
يوسف : لا ياروحي غصبًا عنك تآخذينها بعين الإعتبار
مُهرة بإبتسامة مكر : طيب يا قلبي تآمرني آمر
يوسف : فاشلة بالإغراء . . وقف
مهرة ضحكت و هذه الضحكة يبدو ستسجَّل بالتاريخ لندرتها : هههههههههههههههههههههههههههه *وبنبرة خبث* تغار من أخوك ؟
يوسف ألتفت عليها وهو يسير بإتجاه الباب : أحاول أفكِّر كيف ألحق جزاا أمك يوم ربتك هالتربية . . وخرج

,

أم رؤى : موافقة
رؤى بإبتسامة تُقبِّل رأسها : كنت شايلة هم أنك ترفضين بس الحمدلله
أم رؤى أبتسمت
رؤى بشك : موافقة من قلبك ؟
أم رؤى : دامها سعادتك موافقة
رؤى أبتسمت : بروح أقول لوليد . . . توجهت لشُرفة شقتهُمْ و هواء باريس يعبثُ بشعرِها
بصوتْ أمتلأ بالنوم : ألو
رؤى : نايم ؟
وليد : هلا رؤى
رؤى : أمي وافقت
وليد فز من سريره وهو ينظر للساعة أردف بدهشة : وافقت ؟
رؤى : ههههههههههههههه إيه يالله أرجع نام
وليد : وين أنام طار النوم
رؤى : يابعد عمري
وليد : بحاول أستوعب ههههههههههههههههههههه كنت متوقع الرفض وكنت أفكر كيف أقنعها
رؤى : ههههههههههههههههههههههههههههههه الحمدلله الباقي على أبوك


,

صباح جديدْ . . صباح مُضطربْ . . الرياض !
في أروقة العمَل الكئيبة *

عبدالعزيز تنهَّد
بو سعود : ماراح يقلل منك شي وبعدين انت غلطت بس أعتذر له لاتكبِّر المشاكل
عبدالعزيز : ماراح أعتذر لأنه هو غلط بعد
بو سعود : عبدالعزيز أنت مستوعب وش سويت ؟ أنا شاب راسي ماعمري شفت المنظر اللي شفته أمس !!
عبدالعزيز : هو أستفزني و بعد ماأحترم أبوي
بو سعود : الله يرحمه ويغفر له وأنت متوقع انك بهالحالة أحترمت أبوك
عبدالعزيز يزم شفتيه لا يروق له حديث بو سعود أبدًا
بوسعود : لأنك محترم بتعتذر له ماهو لأنك غلطان . . يالله عزيز سلطان من أمس معصب واليوم بعد
عبدالعزيز : ماهي مشكلتي
بوسعود : أدري مهي مشكلتك لكن خايف عليك
عبدالعزيز أبتسم بسخرية : كثِّر منها
بو سعود : والله خايف عليك
عبدالعزيز : مايهمني خوفه هذا
بو سعود : أنت لو تشوف كيف يحرق دمه عشانك ماقلت هالحكي ؟
عبدالعزيز : شفت أفعاله وتكفيني
بو سعود : طيب شوفه من وراك وش يسوي ؟ تحسب اللي يحبك يمدحك قدامك ويخاف عليك بس قدامك ؟ سلطان من خوفه عليك يهاوشك لكن من وراك لأ
عبدالعزيز تنهَّد
بو سعود : يالله يا عبدالعزيز لاتزيدها علينا يعني عاجبك الوضع ؟ وفوق هذا أنت غلطان من الأساس ليه تروح للجوهي يعني تدري أننا مانقدر نحميك وأنت هناك وإن قدرنا نحميك بتكون نهايتك المستشفى والله أعلم إذا مالله أخذ روحك بعد عمر طويل . . هذا العناد محد متضرر منه غيرك ! لا تخسرنا ياعبدالعزيز حط هالحكي في بالك إن خسرتني او خسرت سلطان ماراح يتضرر غيرك
عبدالعزيز : أفهم من هذا تهديد غير مباشر
بو سعود : يخي ليه تسيء الظن و تحسب أنَّه نوايانا خبيثة ؟
عبدالعزيز : لأني شفت بعيوني كيف تفكرون
بو سعود : لو تركناك الحين و ماقربنا منك و رجعت لباريس ولا رحت أي مكان تضمن أنه جماعة عمار ماتتعرض لك ؟ تضمن أنه الجوهي مايتعرض لك ولحظها ماراح نكون جمبك ولا أظن بتقدر تحمي نفسك بروحك ؟ أفهم ياعزيز إحنا خايفين عليك
عبدالعزيز بعصبية : لأنكم ورطتوني طبيعي مقدر أحمي نفسي عقب ماغرقتوني بأشياء مالها نهاية !! وش يضمن لي بكرا الجوهي مايتعرض لي ؟ قولي وش الضمان ! إذا هو كل ماشافني قالي نبي نكسب عبدالعزيز بصفِّنا ؟ يعني ماوراي أهل حلال دمِّي هذا اللي تبي تقوله أنه اللي مرمي لا أم تهتم فيه ولا أبو يوجهه ولا أخت جمبه ولا أخو حلال يموت !! محدن بيبكي عليه ولا بيسأل عليه أحد
بو سعود بنبرة هادئة : ماقلت كذا !!
عبدالعزيز بقهر : الله أعلم بكرا وش بتسوون فيني
بو سعود : لهدرجة منت واثق فينا
عبدالعزيز : ماني واثق لأن كان مفروض تحمون أهلي كان مفروض تعصون أبوي لأن العصيان في ذيك اللحظة فضيلة بس أنتم تخليتوا عنه بسهولة وتقدرون تتخلون عني بسهولة بعد
بو سعود : ماتخلينا عنه بلغناه
عبدالعزيز بحرقة : لو أنكم فهمتوه بجدية !! مليون تهديد جاه بس ما وقفتوه مع أنه كان بإيدكم توقفونه
بو سعود أندهش بأنه لم يصدق حتى التسجيلات : يعني تحمِّلنا موته ؟ خاف ربك ياعبدالعزيز هذا موت وقضاء وقدر وإحنا سوينا اللي بإيدنا
دخل سلطان مكتب بو سعود ورآهم , لم يتوقع بأنه سيأتي اليومْ
بوسعود : كويس جيت .. أجلس ولا عليك أمر
عبدالعزيز شتت نظراته بعيدًا عن سلطان
سلطان رغم غضبه الشديد إلا أنه أبتسم على منظره المتشنج : صباح الخير
بوسعود : عزوز خلاص فكَّها
سلطان ألتزم الصمت
بوسعود : هذا سلطان أكيد جاي يسأل عنك .. أحلف بالله أنه يخاف عليك أكثر منك
سلطان تنهّد : مين مفروض يزعل أنا ولا أنت ؟
عبدالعزيز بحدة : أتوقع عارف مين مفروض يزعل
سلطان : أنا عارف في قرارة نفسك معترف أنك غلطان بس تحسب أنها قوة أنك تعاندني بالحكي
بوسعود أبتسم : جاي تصفي النفوس ولا وشو ؟
سلطان بإبتسامة : لا والله جاي أصفيها , انا مستعد أعتذر لك لو تشوف أني غلطان ! بس أنت تشوف أني غلطت عليك ؟
عبدالعزيز ملتزم الصمت
سلطان : رميت عليك علبة مويا ولا رفعت صوتي عليك و قلت لك غصبا عنك وعن اللي خلفوك بتجلس عندنا ؟
نجح سلطان بإحراج عبدالعزيز بأفعاله , أردف عبدالعزيز وهو يحاول أن يُشعر بنبرة صوته بأنه ليس محرج من تصرفاته : كذبت وهذا يكفي
سلطان : تشوفني كذبت ؟
عبدالعزيز : إيه
سلطان : لآ ما كذبت بس خبيت عنك أشياء فيه فرق ؟ ماقلت لك أنه ما أرسلنا واحد وراك مع الجوهي .. يعني ماكذبت لأني أصلا ماحكيت بهالموضوع
وسلطان داهية فعلا أستطاع أن يُلجم إتهامه بهدُوء هذا ماكان في بال عبدالعزيز : طيب وخبيت عني ؟ يعني مافيه ثقة بينا
سلطان : وش دخَّل الثقة ؟ أنا واثق فيك لو ماني واثق ماأرسلت لك لشخص ماينرسل له أكبر شخص عندنا !!
عبدالعزيز : بس أنا ماني واثق فيكم لأنكم كذبتوا أو حسب ماتقول خبيتوا عني !
سلطان : وكيف نرجع هالثقة ؟
عبدالعزيز : أنت تعرف كيف
سلطان : ما أقرآ العقول ويوم قريتها ووريتك التسجيلات بعد ماصدقتني ؟ يعني أنا ماني فاهمك
عبدالعزيز بصمت لثواني فـ سلطان لا يترك له مجال يرد . . أردف : الحق معي مااصدقكم
سلطان : عبدالعزيز
عبدالعزيز بحقد : نعم
سلطان يتأمل نظراته الحاقدة : شيء واحد لازم تعرفه أنه وظيفتي ماهي أنتبه لعبدالعزيز لحد يزعله ؟ ركِّز وشغل عقلك أنا لو أبي أضرك كان ضريتك من زمان
بوسعود : تبي تآخذ لك إجازة يومين تصفي ذهنك خذ لك بس لا تشكك بنوايانا وإحنا نخاف عليك أكثر من نفسك بعد
سلطان : أخذ أسبوع ماهو يومين
عبدالعزيز وقف : ماأبغى إجازة
بوسعود وعرف أنه رضى , تنهد براحة : زي ماتبي
سلطان : لو سمحت يا بو سلطان الجوهي لا تختبر صبرنا فيه ماله داعي تروح له بدون علمنا
بوسعود : ولأنك تحترمنا أكيد أنك بتستجيب لهالطلب
عبدالعزيز تضايق كيف أنهم يستطيعون إحراجه ليستجيب لأوامرهم : طيب . . وخرج


,

منصُور : تعبانة ؟
نجلاء على فراشها لا تُطيق الحركة ولا تُطيق منصور في هذه الأثناء بعد دفاعه عن مُهرة : لأ
منصور ويغلق أزارير ثوبه بالقرب منها : طيب ليه جالسة كذا ؟
نجلاء بحدة : كذا مزاج
منصُور بحدة أكثر : أنتبهي لصوتك معي
نجلاء صدَّت عنه وهي تنظر للجهة الأخرى
منصور : يالله لا تشقينا بس .. وجلس على الكنبة يغلق الساعة على معصمه
نجلاء تمتمت : بس شاطر تدافع عنها
منصور : رجعنا ؟ أنهبلتي على الآخر
نجلاء : ماعاد أطيق وجودها هنا
منصور : امدى ماتطيقينها توّها جت !
نجلاء : خلنا نطلع من هنا
منصور : شيلي هالموضوع من راسك مستحيل أطلع من هنا ومستحيل يوسف بعد يطلع من هنا !!
نجلاء بعصبية : لا والله يعني عاجبك أجلس أقابلها ؟
منصور : صوتك لا يعلي لا والله . . *تراجع* . . أستغفر الله
نجلاء أتجهت للحمام وأغلقت الباب بعصبية ضجّ بِها الجناح
منصور تنهَّد . . هذا أول الغيث من زوجة يوسف . . الأكيد أنها ستضايق نجلاء بحجة أنني قتلتُ شخصًا لم أراه قط

بجهة أخرى في الدور الثاني بالزاوية حيثُ غرفة يوسفْ

مُهرة وضعت كلتا يديها على خصرها : نعم ؟
يوسف : الله ينعم بحالك يا قلبي
مهرة : يا خبثك
يوسف بإبتسامة : الله قال الخبيثون للخبيثات
مهرة : والله قال وَاصْبِرْ فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههه الله لايغير عليك
مٌهرة : تسافر وأجلس هنا مستحيل
يوسف : قولي أنك تبغين تسافرين معاي ومستحية
مهرة : لا معليش صحح لعقلك ودني لحايل عند أمي
يوسف : أمك ماتبغاك
مهرة : وأنت وش دخلك ؟
يوسف وينزع ملابسه أمامها
مهرة شتت أنظارها بعيدًا عنه : قليل أدب
يوسف وببطىء شديد يغلق أزاريره قميصه : تعوِّدي يا روحي أحمدي ربك أني أنام وأنا لابس بالعادة أصحى و أشك في أخلاقي
مهرة وعينيها توسعت
يوسف على منظرها أطلق ضحكاته : بحاول أذكرك كل يوم أننا بالحلال ولله الحمد
مُهرة : وأنا بحاول أذكرك أنك ماعدت عزابي ومع ربعك عشان تسولف معي كذا
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه يقولون لك التذكير مايفيد ماسمعتي الحكمة اللي تقولك قُل لي وسوف أنسى و أشكرني و سوف أفهم يعني لازم التجربة تبرهن أني مانيب عزابي
مُهرة : خبيث معفن
يوسف يجلس على طرف السرير وينحني ليرتدِي جواربه : هههههههههههههههههههههههههه أتصلي على أمك
مهرة : ماعندها جوال
يوسف : يعني أرسلها مسج بالحمام الزاجل
مهرة : يا سامج ودني بيتنا
يوسف : ياسلام . .*وقف* طبعا لأ
مهرة : بآخذ أرقام خوالي من هناك
يوسف : إلا صدق كم رقمك ؟
مُهرة بعبط : ماعندي
يوسف رفع عينه غير مصدق
مُهرة : مو إحنا الطبقة اللي تحتكم بناتهم مايآخذون جوالات
يوسف : أفا يا ذا العلم تحتنا مفروض سابقينا بالتقنية
مهرة : يالله يا صبر الأرض
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش تبيني أجيب لك آيفون ولا بلاك بيري ؟
مُهرة : ماأبغى منك شي
يوسف : دام كذا بجيب لك آيفون مايصلح لك بلاك بيري بعدين تكتبين من أمس وقلبي خفقته ماهي بخير
مُهرة : ودِّك والله ماأكون بخير
يوسف : يا مهرة العام لا والله غديتي فرس ترفقي كن عطرك ريح حرب وصهيل
مُهرة رغما عنها أبتسمت وسرعان ماحاولت تُمحيها : تطنَّز لين تقول بس وذبّ علي ماحركت فيني شعرة
يوسف يُمثِّل الهيام : دخلت بحر المحبة يالهنوف الفرس وقامت تلاقف بي امواجه وضاع الدليل
مُهرة : يالله نسألك الثواب على الصبر
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه روحي ألبسي عبايتك نروح لبيتكم تشوفين أرقام خوالك



,

فاضت عينيها و بين كفوفها المُصحف , دمُوعها بللت السورة " كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى أيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى "
أغلقته ووضعته جانبًا وهي تغصُ ببكائِها , تقيأت الوجع و ليس هُناك شيء غير الوجع.
هل فعلاً أنا من ذهبت لتُركي ؟ . . كيف لتركي أن يؤثر علي فأنا واثقة تمام الثقة بأنني لم أسلك الحرام !! كيف يُزعزع ثقتي بما حدث كيف يُخبرني بأنه زنا وهو إغتصاب . . كيف ؟
توجَّعتْ من حدِيثِ نفسِهَا , وضعت كفوفها على شفتيها تتحسس الحياة إن نطقتْ , تتحسس لو أنّ أنفاسها لم تحترِقْ بعد
أخفضت رأسها و الدمُوع لا تكِّف , لم تُضايقها السورة . . حديثُ الله يُريحها دائِمًا لكنها خافت . . لم تعمل شيء لآخِرتها
تفكيرها لمُجرد أنه هُناك حساب . . هُناك أعمال ؟ أين أعمالي أنا ؟ . . ممتلئة بالذنوب لا تكُن كبيرة الزنا آخرها . . لاتكن يارب لاتكُن . . يارب يارب.
بصوتٍ تشابكتْ بِه نبراتُه لتتقطَّع بكل حرفٍ تٌريد نطقه : اللهم لا إعتراض ... اللهم ألطف يالله ألطف بي


,

بـ فُستانٍ أسود طوِيلْ أنيق بأكمامٍ طويلة و فتحَه خلف ظهرها تصِل إلى المنتصفْ , بصوت خافت لـ ناصِر الذي ينظر للساعات : ناصصر
ألتفت عليها وأتاها وعينيها تتأملها
غادة بإبتسامة : وش رايك حق حفلة هديل ؟
ناصر : جميل
غادة : جميل بس ؟
ناصر وعينيه تُخرس بالجمال
غادة تستدير : حلو ولا حلو شوي ولا مررةة حلو ؟ ولا عادي ؟
ناصر : لحظة كأني شفت شي
غادة : ههههههههههههههههههههههههههه مو مرة يعني لنص ظهري
ناصر : طبعًا ماراح يعجبني قلت وش هالزين محتشمة آخر شي فتحة
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب أعتبرها ماهي موجودة وش رايك ؟
ناصر : شين وبعدين لونه كئيب ومررة يعني مايصلح
غادة : أمدى تغيِّر رايك
ناصر أبتسم : مستحيل أخليك تطلعين لهم كذا
غادة : ناصر تكفى عاد والله الفستان مرة عاجبني فخم ورزة
ناصر : أنتهى النقاش
غادة تقترب منه وبـ كيد النساء تضع أصابعها على أزاريره وبنبرة دلع : هالمرة بس
ناصر يبتعد : هههههههههههههههههههههههههههههه لأ
غادة : بشتريه
ناصر : ويسحب محفظتها من شنطتها : يالله مشينا
غادة : ناصر عاد والله أكثر فستان عجبني اليوم والفتحة ماهي مرَّة
ناصر : غادة لا تحنين زي الصغار خلاص
غادة أمالت فمها بقهر : أنا ليه جبتك معي ؟ مفروض أنا أشتري بروحي بس لأني حمارة ماأعرف أختار بدونك
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله ميزة عشان ما تتفصخين من وراي بلبسك
غادة : أنا أتفصخ !! والله دايم لبسي محتشم بس عيونك تشوف شي ثاني
ناصر بخبث : إيه عدسة عيني تشوف الأشياء اللي تحت الفستان
غادة : قليل أدب .. أطلع برا يالله خلني أغيِّر
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ماتمشين إلا كذا
غادة ترمي عليه شنطتها : يالله برااا
ناصر أخذها وضحكاته تضج بالمكان .. على وقع ضحكاته أفاق من إغماءة قلبِه , أبتسم وتقاسيم الحُزن ترتسم بين ملامِحه , طِفلة لا تستطِيع أن تعمِل شيء دُون إستشارتِه , من يلُومه بـ حُبِّها ..... لاأحد .. أشتاقُها كثيرًا و كثيرًا و بشدة.


,

ولِيد يُهاتف والده : طيب متى تفضى وتجي ؟
والده : هالشهر مقدر عندي إلتزامات
وليد : طيب الشهر الجاي ؟
والده : أشوف يا وليد
وليد : طيب
والده : لا يكون زعلت بعد
وليد : لا معوِّدني كيف أرضي نفسي بنفسي
والده : هههههههههههههههههههههههههه بحاول أجيك قبلها وش تبي بعد ؟
وليد : ولو يا بو ناصر إلتزاماتك أهم
والده : قصدك بو وليد !!
وليد : طيب يبه متى مابغيت حيَّاك
والده : ماقلت لي منهي البنت ؟
وليد : رؤى مقرن السليمان
والده : مقرن بن ثامر ؟
وليد : إيه
والده بدهشة : ماعنده عيال !!
وليد : إلا عنده بنت
والده : لآ ياوليد أعرفهم كويس ماتزوج أصلاً !!
وليد تنهَّد : كيف يعني ؟
والده : أنت شفت هويتها ولا هي كذبت عليك
وليد : يبه أعرفها كويس وأمها معها
والده : طيب أبوها وينه نجي نخطبها منه بالرياض
وليد وتذكَّر ولعن غبائه حين نسي أنها أخبرته بأن والدها متوفي
وليد : تشابه أسماء يمكن
والده : أنت ناوي تخطبها من أمها ؟ وين جالسين فيه ؟ أحجز أقرب رحلة على الرياض وأبشر نروح له ونخطبها لك
وليد : يبه أكلمك بعدين بشوف رؤى وأرد لك خبر
والده : طيب بحفظ الرحمن . . وأغلقه
وليد مسك رأسه تداخلت عليه المواضيع , والد متوفي , زوج متوفي , أخ متوفي , أي حقيقة هذه لا تُصدق بأن جميعهم اموات ؟ . . هذه المرة والدتها رُغما عنها ستتحدث .. يسير على الرصيف وأصابعه تضغط على رقم " رؤى "


,

- السابعة مساءً –

عبيرْ : مع أبوي ؟ ماتبين تجين
رتيل : هلكانة أمس جاني أرق
والدها دخل : رتيل مالبستي ؟
رتيل متمددة على الأريكة : لما أكون طفشانة ماتودوني والحين تعبانة بنام قلتوا تبغون تروحون
والدها : تتنشطين لا وصلنا
رتيل : والله مالي خلق حتى أصعد لغرفتي بنام هنا
والدها : كيفك ترى بنتأخر
رتيل وتفكر
والدها يعرف بأنها ستغير رأيها : ها وش قلتي ؟
رتيل : لآ ماأبغى
والدها أبتسم : بكيفك .. يالله عبير ..


,

وضع هاتفه على الطاولة , سكُون منذ فترة لم يشعُر بِه بالعادة يجد عائشة و الجوهرة في الصالة , : عايشة
عايشة خرجت من المطبخ : نأم*نعم*
سلطان : وين الجوهرة ؟
عايشة : فوق
سلطان : مانزلت اليوم ؟
عايشة : لآ كله فوق
سلطان : طيب سوِّي لي قهوة . . . صعد للأعلى وبعينين متفحصتان لكل من حوله , نظر للدور الثالث من الدرج .. وأقترب من جناحه بخطواتٍ مُهيبة .. فتح الباب , أستغرب أنها نائمة في هذا الوقت !! رُبما تكون متعبة .. جلس عند رأسها ووضع باطن كفَّه على جبينها و حرارتها مُعتدلة
فتحت عينيها مع لمسته فهي لم تنام تُصارع الشكوك و الحقيقة.
سلطان : تعبانة ؟
الجوهرة جلستْ : لأ , راجع بدري ؟
سلطان : خلصت شغلي وجيت , ليه نايمة ؟
الجوهرة : ما نمت بس قلت أتمدد شوي
سلطان وينظر لعينيها المُحمَّرة
الجوهرة وقفت لتتجه بعيدًا عنه ولكن يد سلطان قاطعتها وهي تُمسك بمعصمها : أجلسي أبي أكلمك
أرتفعت نبضات قلبِها , جلست وعينيها تتشتت بعيدًا عنه لا تتجرأ أن تضع عينيها في عينيه
سلطان : تبكين من وشو ؟
الجوهرة : قريت قرآن وتأثرت
سلطان بصمت ونظراته تتفحصها
الجُوهرة بلعت ريقها وأنفاسها بدأت بالإضطراب
سلطان : ماتبين تقولين لي شي
الجوهرة هزت رأسها بالرفض
سلطان : متأكدة ؟
الجوهرة برجفة : لأ
سلطان : الجوهرة ممكن أسألك سؤال
الجوهرة وعينيها تتصادم بعينيه
سلطان : وش الذنب اللي خايفة أنك تُحاسبين عليه ؟
الجوهرة و لُجمت .. أيُّ دهاءٍ يملك ليسهَل عليه أن يُفسِّرني ؟ أما أنا واضِحة لهذه الدرجة
سلطان : إذا الزانية يغفر لها ربي إذا شاء و تابت ؟ وماأتوقع أنه ذنبك بهالكبر عشان تخافين منه لهدرجة وتوقفين حياتك عشانه ؟
الجوهرة زمت شفتيها حتى لا تبكِي ولكن رُغما عنها دموعها تنهمِرْ , ماذا لو قالوا كان برِضاها وهي زانية ؟
سلطان عقد حاجبيه على منظرها وهي تحاول تكتم بكائها : مرات أقول إيمانك قوي لدرجة ما يقدر الذنب يزعزعه ومرات أشوفك كأنك قانطة من رحمة الله
الجُوهرة وكيف تشرح له
سلطان : أنا أشوفك مسالمة وهادية لكن مشاكلك بالماضي كثيرة , علاقتك مع ريان ماهي كويسة وعلاقتك مع عمك تركي بعد ماهي تمام !! بأعرف وش هالمصايب إلى الآن محد قادر يسامح الثاني
الجوهرة ونظراتها تضيع تحتاج لملاذ لدموعها .. لاأحد يفهم .. يذكرون إسمه وكأنه فعلاً عمَّها وهو مُجرَّد منها وعمُّ بالإسم فقط وفقط .. ليتك تقرأ عيني .. ليتك تفهم حديثي هذا .. ليتك يا سلطان.
سلطان :وش مشكلتك مع ريان ؟
الجوهرة و مُلتزمة الصمْت
سلطان وقف مبتعِدًا عنها و بنبرة حادة : ماينفع كذا يالجوهرة !! ماأعيش بهالإستغفال أبد
الجوهرة أرتجفت فكوكها من نبرتِه
سلطان : بحاول أربط بين هالأشياء مقدر !! مرة تركي و مرة وليد و مرة ريان .. هذولي الثلاثة وش علاقتهم ببعض ؟
الجوهرة أخفضت رأسها تبكِي بضياع
سلطان : أحاول أصبر وأقول أنك أنتي بنفسك راح تجيني وتقولين لي بس أنا صاير كأني جدار متجاهلتني تماما وأكره شي في حياتي أحد يتجاهلني يالجوهرة
تعض شفتيها لا تعلم بأي حديثٍ تبدأ , هذا الحُب الـ بدأ في قلبِي لك ينهار الآن.
سلطان تنهَّد : لآ تبكين واللي يرحم والديك يكفي بكااا
الجوهرة و مِثل الطفل إن أمرتهُ بأن لا يبكِي زاد ببكائه
سلطان مسح وجهه بكفوفه البارِدة : أستغفر الله .. إلى هنا وبس إذا أنتي منتي قادرة تعيشين بهالوضع أنا مستعد أوديك بنفسي للشرقية
الجوهرة رفعت عينيها عليه .. هل يقصد الطلاق ؟
سلطان : أنتي ماتبين تبدين حياة جديدة معاي ولا تبين تنهين حياة قديمة !! طيب وأنا ؟ وين مكاني بينهم ؟ عمري ماراح أكون على الهامش وحطي هالشي في بالك ماني أنا اللي ممكن يسكت بهالصورة !
الجوهرة منحنية ظهرها وأصابعها تغرزها بفخذيها .. وقطراتِ دماء تستقر على حجرها
سلطان بنبرة حادة غاضبة : وعقب هذا بعد ماتبين تتكلمين ؟ لو أدري كان خليتك ترجعين معهم .. وخرج من الجناح وصوت الباب هزّها
أنهارت ببكائِها وأنفَها ينزُفْ بشِدة , تبللت دمُوعها و أختلطت بدِمائِها , متذبذبة مشاعرها أشعُر بالإنتماء له بالوطن .. وتارةً أشعُر بأنه يشبه تركي يُريد فقط أن يتملكها لا يهتم بمشاعرها .. يريد إشباع رغباته على حسابها .. أحسنتُ الظن فيه ولكن هذه الليلة برهن لي بأنه يُشبههم جميعًا لا فرق بينهم حتى وإن حاولت أن تكسب شرفْ محاولة الحُب يُصفعها دائِما بالخيبة , أنا لا أناسب الحُب و الحُب لا يُناسبني .. من بمثلِي ليس من حقِهم العيش في كومة الرجَال الـ همهم الوحيد رغباتهم و اهوائهم و مصائِب النساء لا تُؤخذ بمحمل الجد .. دائِما نحن على خطأ و دائِما مهما فعلُوا هم على صواب.

يُتبع

آخر الليل ,
في بيتْ عبدالعزيزْ
أمام المرآة واقف يُغلق أزارير قميصه : ترى ماأعرف مطاعمهم
ناصر أبتسم : كم صار لك وما عرفت للرياض ؟
عبدالعزيز : اللي يسمعك يقول أني كل يوم بشارع التحلية
ناصر بسخرية : تعرف ماشاء الله
عبدالعزيز : تصدق عاد مارحت له إلا مرتين بس قلت أسوي نفسي أعرفه
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههه وش سويت مع سلطان ؟
عبدالعزيز : أحرجني كثير , أنا بس لو أتسلف عقله كم يوم
ناصر : هههههههههههههههههههههههههه ليه وش قالك ؟
عبدالعزيز أبتسم : قالي أنا بعتذر منك إذا تشوفني غلطان بس أنت تشوفني كذا يعني أنا رميت عليك علبة المويا ولا قلت لك غصبا عنك وعن اللي خلفوك
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه تحط نفسك بمواقف بايخة
عبدالعزيز : بس أبد حسسته أنه ماهو هامني ولا بينت له أني منحرج
ناصر : لا عاد تجادلهم
عبدالعزيز : أصلا حتى ماقلت لهم عن تخطيط الجوهي
ناصر : المهم حسِّن علاقتك وياهم لو أنا مكانهم كان طردتك على قلة أدبك معهم
عبدالعزيز : ماقللت من أدبي معهم بس قهروني تنرفزت بشكل ماهو طبيعي وهو يستخف بحكيي , أنا بو سعود قادر أتحمل إستفزازه لكن سلطان شي مو طبيعي لو يقول حرف قاصد بس أنه يقهرني أتنرفز
ناصر : أنت صاير ماتتقبل شي ! خلك رجَّال ولا عاد تستفزهم تراهم ماهم ربعك يا عزوز ! يعني بينكم حدود
عبدالعزيز : طيب صاير كنك بو سعود في ذا النصايح
ناصر : شعر راسك بدا يطول ماتبي تقرِّع ؟
عبدالعزيز ويمسك شعر رأسه القصير جدًا : والله ذكرني بأيام الجامعة يازينها من أيام .. ألتفت على سلاحه ويضع الرصاص جانِبًا

بجهة أخرى تصعد الدرج بتعِبْ .. دخلت غرفتها مُتعبة أستلقت على السريرْ .. و نومها بدا يختفي وأنظارها للسقفْ .. كانت نائِمة ليتها لم تصعد ويذهب النوم مِنها .. نظرت لساعتها لم يأتي والدها وعبير إلى الآن.

بجهة ثالِثة , على الخيِلْ يتسابق مع إبنته .. هذه الهواية تنضج عند عبير أكثر من نضجها عند رتيلْ.
قرروا ان يجلسوا للفجرْ .. فـ عبير بالإهتمامات قريبة جدًا من والِدها بعكس رتيل.

بالجهة الأولى ناصِر ينظر للشباك : طالعين ؟
عبدالعزيز ينظر من الشباك : إيه بو سعود مرِّني وقال ماراح يرجع إلا متأخر وأكيد بناته معاه

في مطبخ القصِر من خلِفها يخنقُها ليُغمى على الخادِمة , بصوت خافت : شكله مافيه أحد ؟
الآخر بتذمر : أصلا هو قال بس خوفوهم وتعالوا
الأول : تستهبل ؟
الآخر : إيه والله قال هددوهم وأطلعوا
الاول والغباء يدور بينهم : أصعد فوق شف إذا بناته موجودين

ناصر : يالله مشينا ؟
عبدالعزيز ويضع محفظته بجيبه : إيه .. فتحت الباب بقوة الخادمة وبصراخ : بابا فيه هرامي *حرامي*
ناصر و عبدالعزيز أندهشُوا
الخادمة ببكاء : يمكن يموت ماما فوق
عبدالعزيز أنصدم يحسب أن بنات بو سعود ذهبوا معه .. رجع وأخذ سلاحه ورمى السلاح الآخر على ناصر : أمش معي .. أنتي أجلسي هنا ...... دخلوا القصر بهدُوء والسكون منتشر
عبدالعزيز : شكلهم داخلين من الباب الخلفي ..
ناصر : أنا بروح أشوف وأنت أصعد فوق يمكن صعدوا ... وتوجه من ناحية المطبخ ورأى الخادمة على الأرض .. وآخر دفع ناصِرْ من الخلف
ألتفت ناصِر وبدأوا بالتعارك مع متلثَّم لا يرى ملامِحه .. أسقط ناصِر على الطاولة مسك السكين ليطعنه ولكن ناصِر مسكها ولفَّها ليسقُط المتلثَّم على الأرض ... حاول ناصر أن يُقيِّده ويلحق بعبدالعزيز لكن قوة المتلثم الجسمانية كبيرة جدًا لم يستطع أن يُقيِّدهُ
الآخر وقف و برفسه من ناصر على كفِّه طار بِها السلاح من يد المتلثَّم , الآخر بقوة هجم على ناصِر .. وناصِر بمكرٍ أنحنى وكأنه سيجلس ليدخُل وجه الشخص الآخر في الكُرسي .. من خلفه ناصِر مسكه من رقبته ويبدُو لو مات سيُقال أنه دفاع عن النفسْ
في الأعلى .. عبدالعزيز يفتح الغرف لينظر لشخص متلثم آخر وبدأوا بالتعارك أيضًا .. وبسهولة غرز تلك الأداة الحادة في قدمه و رفسها ليسقطْ .. عبدالعزيز يفتح لثمتُه ليرى من هو ؟ ليس من رجال الجوهي ؟ أو ربما رجاله الذين لا أعرفهم .. عبدالعزيز : من أنت ؟
الرجُل الأخر ضرب عبدالعزيز من صدره و ضربة الصدر القريبة من القلب " تذبح "
عبدالعزيز أبتعد قليلا ومع إبتعاده رفسه الآخر على بطنه ليسقط عبدالعزيز على التسريحة في غرفةٍ يجهلها
الآخر زاد في لكماتٍ على وجه عبدالعزيز .. عبدالعزيز أبتعد لتدخُل قبضة المجهول في المرآة ويتناثر زجاجها

الجهة الثالثة مسكت جوالها لتتصل على والدها فتأخروا كثيرًا ولم تشعُر بأي شيء إلى الآن .. تنهَّدت : اوووف مافيه شحن ... وقفت لتتجه بالقرب من التسريحة وتضع هاتفها على الشاحِن .. رمت نفسها على السرير بتعبْ و إرهاق وعينيها على السقف

عبدالعزيز لوَى ذِراع الآخر وأدخل وجهه بالكامل من شدة قهره في المرآة ليلتصق بعض الزجاج في ملامحه , رُبما ناصر يحتاجني الآن ولكن ناصر قوي البنية .. هذا ما كان في باله لو أن أحدًا تعرض له .. رجع لواقعه والآخر كان سيغرز " مقلِّم الأظافر " الذي كان على الطاولة في كفّ عبدالعزيز ولكن تنبه و أبتعد .. تذكَّر :

سلطان وكفوفه على رقبة سلطان من الخلف : تمسكه كذا وتضغط بشويش ماهو مرَّة عشان مايموت بس راح يغمى عليه
عبدالعزيز : طيب وبعدها
سلطان : بس أنت أنتبه لأن الضغط بقوة يسبب وفاة . . يالله جرِّب الحين

عاد مرةً أخرى ووضع كفوفه على رقبة الشخص ومثل ماتعلَّم من سلطان طبَّق عليه و ثواني ليسقط على الأرض .. بخطوات سريعة يدخل الغرف المجاورة .. صعد للدور الثالث و لا أحد .. نزل مرةً أخرى وأنتبه للممر الآخر .. طلّ من الدرج على الأسفل ليطمأن على ناصِر .. لا صوت له .. كان بين بنات بو سعود و ناصر ؟ .. ينزل للأسفل يطمئن على ناصر أم ماذا ؟ ... بخطوات مستعجلة سار للغرف الأخرى والسلاح بكفِّه .. كانت هناك غرفة مغلقه رُبما رتيل أم عبير .. تنهَّد بقهر وطرق الباب كثيرًا ولكن لا أحد .. بالغرفة التي مُقابلها فتح الباب ونظر إليها
رتيل التفتت عليه بصدمة غير مُصدقه كيف يصعد للأعلى ويدخل إلى هُنا
عبدالعزيز ولا وقت لديه : وين عبير ؟
براكين من الغيرة تثور في صدرِها الآن .. لماذا السؤال عنها ؟ ولماذا هُنا الآن ؟
عبدالعزيز وفعلاً أنتهى صبره وناصر بالأسفل ..وبعصبية : عبير وينها
رتيل : أولا أطلع برا كيف تدخل هنا ؟ وثانيا ماهو شغلك
عبدالعزيز ويتقدم إليها ليمسكها من ذراعها ويشدُّها
رتيل بصدمة : أبعد عني والله لو يجي أبوي الحين لا يذبحك أنت ماتستحي كيف صعدت فوق وتسأل بعد عن عبير وش تبي فيها .. كانت سرعتها بالكلام رهيبة
عبدالعزيز ألتفت عليها وبصرخة أخرستها : أنكتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــمي ..أستغفر الله بالعة مسجَّل .. وبنبرة هادئة يسخر منها : شغلي مخك الهندي فيه رياجيل هنا ممكن يذبحونك فهمتي
رتيل : تتطنز ؟ وبعدين أبعد عني لا أصارخ الحين
عبدالعزيز ويشدّها من ذراعها للغرفة التي تعارك فيها مع الشخص الآخر
رتيل تجمدت وفتحت فمها وهي تنظر لهذا الرجل على الأرض
عبدالعزيز : فهمتي الحين ؟ وين عبير بسرعة ؟
رتيل وعينيها على الرجُل : محد فيه
عبدالعزيز : يازين من يهفك كف عشان تحكين بسرعة .. شدَّها مرة أخرى وهي غير مستوعبة إلى الآن .. وأمامهم على الدرج كان رجلٌ ثالث
عبدالعزيز دفّ رتيل للجهة الأخرى و رتيل ببلاهة واقفة مصدومة غير مصدقة بأن بيتهم في هذا الحال وكأنه فيلم تراه الآن وليس حقيقة.
تعارك مع عبدالعزيز و ألصق جسد عبدالعزيز على الجدران وبقبضةٍ على عين عبدالعزيز جعلت كفوفه ترتخي و رتيل مازالت تنظر وهي فاتحة فمها بصدمة
الآخر كان سيقترب من رتيل ولكن عبدالعزيز شدُّه من قدمه ليسقُط من أعلى الدرج

ناصِر وأنفه ينزف بالدماء .. أمسك رقبة الآخر ودفنها بالطاولة وبحركة من الآخر أسقط ناصر على ظهره .. سحب ناصر بقدمه السلاح وأقربه من كفٍّه ليُطلق النار على قدم الآخر

سمع صوت طلقات النار وباله مشغول الآن مع ناصر .. لايعرف كيف يتصرف الآن .. رأى هاتف البيت : أتصلي على أي زفت من شغل أبوك بسرعة
رتيل واقفة في مكانها " متنحة "
عبدالعزيز سيجن جنونه من " فهاوتها " : رتيييييييييييييييل يالله .. ونزل وفي منتصف الدرج تذكَّر المغمي عليه رُبما يفيق على وجه رتيل .. عاد مرةً أخرى لرتيل و هي تضغط على الأرقام وسحبها وأنزلها معه
رتيل وحتى أنفاسها كتمتها.
نظر للمطبخ ويبدُو هناك حرب في داخله .. وعقله مفصول لا يعرف كيف يتصرف مع رتيل لوهلة تمنى لو أنها رحلت مع والدها .. تذكَّر الخدم .. ألتفت لرتيل : وين الخدم ؟
رتيل : بالدور الثالث
عبدالعزيز : تخبي هناك لا لا .. تخبي ... * يُفكر بأي مكان * .. أركضي أخذي سلاح من مكتب أبوك
رتيل ودون أن تشعر من خوفها قالت : ما أعرفه
عبدالعزيز مسك وجهه ورُبما عقله على وشك الإنهيار : تبيني أصحيك بكفّ .. ركزي
رتيل ونهايةً بكت
عبدالعزيز أدخلها مكتب والدها والذي أول مرةٍ يراه : لاتطلعين . . أتجه بخطواتٍ سريعة للمطبخ ورآى العراك المستمر , ناصر ضد إثنين
عبدالعزيز دُون أي تردد أطلق النار عليهم من خلفهم ليسقطُوا على الأرض
ناصر يمسك كفِّه التي غرقت بالدماء : باقي أحد ؟
عبدالعزيز : بشوف من وين جايين يمكن سيارتهم هنا .. خرج من الباب الخلفي وأمام خروجه فرَّت السيارة السوداء المظللة
عبدالعزيز : عطني جوالك بسرعة
ناصر يخرج هاتفه من جيبه .. فتح صنبور المياه ليغسل كفوفه
عبدالعزيز ضغط على رقم بو سعود : بو سعود مايرد ؟ ياربي .. " بتوتره نسي أمر سلطان و مقرن و أحمد و متعب وجميع من يعرفهم هُناك "
ناصر ألتفت عليه : سلطان
عبدالعزيز : إيه صح ..... سمعوا خطوات خافِته .. المجنونه أكيد
ناصر لم يفهم عليه
عبدالعزيز رمى عليه الهاتف : أتصل على سلطان بسرعة .. وخرج ورأى من أُغمي عليه قد فاق ... أتاه من الخلفْ وبرفسةٍ بين سيقانه سقط مرةُ أُخرى : نااااااااااااااااااصر
ناصر خرج من المطبخ
عبدالعزيز : جيب أي شي نربطه فيه ..
ناصِر نزع حزام بنطاله و أحاطه بالمرمي على الأرض
عبدالعزيز ويريد أن يبرِّد قليلا من " حرِّته " لكمه على عينه
ناصر : مايرد سلطان بعد
عبدالعزيز : وش نسوي فيهم ذولي ؟
ناصر : الخدم وينهم ؟ بناته موجودين ؟
عبدالعزيز : الخدم فوق شكلهم نايمين ولا عارفين بالدنيا .. وبنته في مكتبه
ناصِر : بروح أجيب جوالك أتصل على مقرن .. وخرج
عبدالعزيز يمسح نزيف شفتيه .. نظر لباب مكتب بوسعود وتقدَّم إليه ليفتحه ونظر إليها وهي تضع الرصاص ويبدُو أنها متمرسة بالموضوع
ألتفتت عليه
عبدالعزيز يريد إرعابها : مقبرة في بيتكم صارت الله يعين كيف بتنامون ؟
رتيل وتنظر إليه وستنهار بالبكاء من هذا الأمر
عبدالعزيز أبتسم : أتركي اللي بإيدك بدري مررة وأبوك مايرد بعد .. أتصلي على أختك
رتيل تجاهلت إبتسامة السخرية المرسومة على محياه وأخذت الهاتف من على مكتب والِدها
عبدالعزيز وعينيه على الملفات في هذا المكتب كانت سوداء و شريطُ أبيض عليه أسماء .. ينظر إليها يعرف بأنه ليس الوقت المناسب ولكن رغبته تقوده
رتيل : عبير ؟ .. . تعالوا بسرعة .... مدري وشو المهم تعالوا ...صرخت بقوة وسقط الهاتف من يديها
عبدالعزيز ألتفت وكان شخص آآخر ويبدو هذا خامسهُم وبكفوفه سلاح موجهٌ لـ رأس عبدالعزيز
: ماعرفتني ؟
عبدالعزيز بصمت وهو ينظر إليه
: دم راشد أبد ماهو حلال
هذا ليس وقت إنتقام أبدًا .. جماعة عمار تأتي هنا ولماذا أتوا لقصر بوسعود ولم يأتوا إليّ ؟
رتيل تبكي بصمت وبخوفْ
الآخر ألتفت إليها وأبتسم بخبث شديد فهمه عبدالعزيز
عبدالعزيز بحقد ضرب رأسه برأس الأخر لترتخي مسكته , رفسه عبدالعزيز على يده ليسقُط السلاح من كفوفه
رتيل وبعقل هذه المرة سحبت السلاح من الأرض حتى لا يُمسكه
و عراك شديد يحدُث بينهم ومرةٍ يسقط عزيز على الأرض ومرةً الآخر يسقُط .. طلقة نارٍ أوقفتهُمْ
رتيل تجمدت في مكانها ما تراه اليوم لن تنساه أبدًا و لو قيل لها لا تخرجي من البيت نهائيًا ستستجيب للأمر ولن تخرج ولو مقدار سنين.
ناصر بعد إطلاقه للنار سقط الخامس .. تحاشى أن ينظر لرتيل والذي يجهل من تكون .. مد كفِّه لعبدالعزيز ليقف : سلطان جاي وبو سعود معه


,
- الشرقية -

غدًا ستكُون في باريسْ .. بدأت أفكارُها تتوقع كيفية العملِ هُناك و كيف ستقضي يومِها بعيدًا عن أهلها ؟ أبتسمْت من فترةٍ طويلة لم تُسافِر بسبب ريَّان وإيقافه أي سفرة يخططون لها , اكتئبت من سيره ريان فطريقة تفكيره الكئيبة مزعجة جدًا لأي أحد , تذكرت ريم كيف ستكون حياتها هُنا ؟

- الرياض –

على السرير مبتسمة في حالمية أفكارِها , بعد أن أختارت فستانها الأبيض اليوم وتشعر بالبياض يكسو حياتها .. سترتدي هذا الفستان قريبًا .. و ريَّان .. توَّردت وجنتيها من ذِكر إسمه .. تخيلت كيف أنه شخصيته سكُون جميلة رُبما سيكون خجول في بداية الأمر ولكن سيتعوَّد أو ربما يكون جدي .. أو مثل يوسف .. رُغم أنها تعارض يوسف بأشياءٍ كثيرة إلا أن لو ريان بمثل يوسف ستكون أسعد نساء الكونْ.

بجانب غرفتِها , تتذمَّر كثيرًا : طيب أنا مدري أنهم غيروا أرقامهم ماعلي منك ماتروح وتخليني
يوسف : ههههههههههههههههههههه تلقينهم هم بس صرفوك
مهرة : عاد كلن يرى الناس بعين طبعه
يوسف : والله أنتي وكيفك وش تبين تسوين سوِّي ؟ قلت لك بتجلسين هنا حيَّاك ماتبين والله عاد ماهي مشكلتي
مُهرة : أنت مسؤول عني وزوجي
يوسف : زين طلعت منك والله كنت بموت ولا سمعتها
مُهرة تنهَّدت : ياربي صبرك
يوسف : خلاص أزعجتيني نشوف لك صرفة بعدين أسافر أعوذ بالله الواحد مايتهنى في حياته
مُهرة تخصَّرت : طبعًا ماراح تتهنى
يوسف ويفهم ماذا تُريد أن تصِل إليه : جايتني حكة اليوم مبطي ماضربت أحد فلا تكونين أنتي
مُهرة : تخسي ما تمِّد إيدك عليّ
يوسف ومثَّل ملامح الصدمة : مين اللي يخسي ؟
مُهرة بصمت
يوسف ويشعر بفرحة أن يرقص لأنها خافت وبحدة : مين اللي يخسي ؟
مُهرة تنهدت بعمق : يالله بس
يوسف : إيه تعدَّلي


,


في المقهى الباريسي , مقابل أم رؤى فقط
وليد : أنا ماأطلب منك أشياء سرية !! بعرف اللي بتزوجها من تكون
أم رؤى : دامك وافقت عليها بالبداية وش اللي غيَّر رايك !! هذا يوضِّح لي أنك تحبها
وليد : أبوها مقرن عايش ليه تقولين أنه ميِّت ؟
أم رؤى : أبوها متوفي
وليد : والإسم ؟
أم رؤى صمتت لفترة طويلة ثم أردفت : توعدني اللي أقوله لك ماينقال لرؤى
وليد : تفضلي وعد ماراح ينقال لها


,

دخلُوا على بيتهُم الواضح أنه مهجُور ولكن يعيشون بِه
: مسكوهم
عمَّار بصدمة : نععععم
: لقينا الكلب عبدالعزيز ومعه واحد ثاني
عمار بعصبية : إثنين قدروا يمسكونكم !! ياخسارة الرجولة فيكم
: ماقدرنا ويوم طلع لنا عرفنا أنه مسكوهم مشينا
عمَّار بغضب : الله يسوِّد وجيهكم الله يسودها ... لو أعترفوا بتكون نهايتنا


,

سلطان القريب من حيّ قصِر بو سعود وصل سريعًا .. ركن سيارته وقد أرسل مُسبقًا رجال الامن إليهم
دخل للقصِر والفوضى تعمَّه و أشخاص مرميين على الأرض
بصوت عالي : عــــــــــــــــــــــــــــــــز
عبدالعزيز خرج من مكتب وعينيه سقطت على ملفٍ كُتب عليه " عبدالعزيز سلطان العيد " تركه و توجه له
قوات الأمن أمسكوا المرميين جميعًا قيدُّوهم بالسلاسل وتكدسُّوا بسيارات الشرطة
عبدالعزيز : من جماعة عمَّار
سلطان وهو ينظر لما حوله .. أخبر أحد رجال الأمن المتبقيين : فتشوا البيت يمكن حاطين شي بعد !!
ناصِر الجالس على الكنبة فـ دمائه مازالت تتدفَّن بشدة من شفتيه وكفيِّه و أنفه
سلطان: موجودين بناته ؟
عبدالعزيز : وحدة في بيتي والخدم بالدور الثالث و فيه شغالة وحدة في بيتي بعد
سلطان تنهَّد بتعب وهو يقترب من إحدى الأسلحة المرمية : هذا لك ؟
عبدالعزيز : حق الحمار اللي كان هنا
سلطان ألتفت عليه وهو يبتسم : فيك حيل بعد .. كفو والله ذاك الشبل من ذاك الأسد
عبدالعزيز جلس وهو يرفع رأسه للأعلى حتى يتوقف نزيف أنفه
دخل إحدى الممرضين الذي تم إرسالهم .. تقدَّم لناصِر أولاً ليُطهِّر جروحه
سلطان نظر لباب مكتب بوسعود المفتوح و من ثم نظر إلى عبدالعزيز ونظرات عبدالعزيز فهمها تمامًا .. تقدم لمكتبه وكانت هُناك دماء على الأرض ..
عبدالعزيز أتجه لبيته .. ليس مضطرًا أن يتجه إلى بيته ولكن . . . .


.
.

أنتهى موعُدنا - الثلاثاء- إن شاء الله
لا تلهيكم عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه "

سُؤال : في رمضان تقرون روايات ولا تتوقف الروايات :$ ؟

لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ ()

بحفظ الرحمنْ.



JAN 07-04-2020 04:04 PM


رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 30 )



لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي

فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ

وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي

صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ

إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي

مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ

ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ

سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ


*أبو القاسم الشابي.


..
عبدالعزيز أتجه لبيته .. ليس مضطرًا أن يتجه إلى بيته ولكن رُبما رغبات عبدالعزيز هي من تقُوده
وقف أمام الباب المغلق , قدم تُريد الدخول وقدم أخرى تردعه , شيء يشده إلى الخلف حتى لا يراها و هذا الشيء رُبما بقايا إيمانه الذي بات يندثر بسهولة تحت سقفِ حقده و كرهه , فتح الباب وعينيه تبحث ؟ الخادمة عندما رأته دون أن تنطق حرفا خرجت بسرعة متوجهة للقصِر متجاهلة رتيلْ , نظر إليها يبدُو التعب مخيِّم عليها , كانت مغمضة عينيها وأصابعها على الكنبة كأنها على بيانُو وهي تطرق بِها على الكنبة ..ثواني طويلة وهو ينظر إليها ويبدو أنها متوترة جدًا وخائفة , فتحت عينيها و كان سيقف قلبها من وقوفه أمامها لم تشعر بدخوله
أخفضت رأسها وهي تتنهَّد : بسم الله
عبدالعزيز شتت نظراته بعيدًا عنها و عين هاربة تتلصص عليها , تقدم قليلا حتى دخل الحمام ويغسل وجهه من أثر الدماء
رتيل لا تعرف ماذا تفعل الآن , بربكة شفتيها : راحوا ؟
عبدالعزيز ولاينظر إليها و عينيه على الماء : لأ موجود سلطان وجالسين يفتشون البيت وأبوك الحين جاي
رتيل : طيب ممكن تنادي أي شغاله
عبدالعزيز رفع حاجبه من طلبها
رتيل : أقصد يعني أحد يجيب لي عبايتي وطرحتي
عبدالعزيز وإبتسامة كادت أن تتمدد ولكن صدَّها , مِثلها تماما دينها على أهوائها , تسير على ما كتبه الله لها إلا في حالة واحد يغلبها قلبها وهي حالة عبدالعزيز و هو الآخر بمثل حالها يحاول أن لا يعصي ربِّه ولكن مع رتيل تغلبه أهوائه
رتيل : ممكن ؟
عبدالعزيز : طيب .. أخذ المنشفة ومسح وجهه .. وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك
رتيل صعقت من سؤاله , أرتبكت .. أرتجفت .. حروفها لا تكاد تخرج , نظراتها بدأت تهرب في الزوايا , لم ينسى أفعالها الماضية وكلماتها الجارحة لرجولته .. لم ينساها أبدًا
عبدالعزيز : لا يكون غلطان ؟
رتيل تنهَّدت وهي تتشجع أن تنطق حروفها : مثل ما أنت تشوفه بعين نفسك
عبدالعزيز تنرفز , بدأ الغضب يظهر بين تقاسيم ملامِحه
رتيل أدركت أنه رُبما يكون الشيطان موسوسًا لرأس عبدالعزيز الآن وهي وحدها : أبغى أطلع .. وتقدمت قليلا إلى الباب
عبدالعزيز بحدة : أجلسي هنا لين تجيك الشغالة ... وخرجْ

,

تسير يُمنة ويُسرة .. تُحضِّر الأحاديث كيف تبدأ بالموضوع ؟ كيف تُخبره بطريقة لا تُغضبه ؟ سيغضب بالتأكيد !! مالحل ؟ أأخبره عن تركي بالبداية أم أحدِّثه كيف تم إغتصابي ؟ .. دمُوعها في هذه اللحظة تواسيها .. لا شيء يُعينها سوى الله .. تحتاج معونة الله .. تحتاج إلى توجيهٍ من الله .. مشتتة تُريد أن تُخبره لا حل لديها سوى أن تقول له .. لكن كيف تبدأ ؟ كيف ؟ شيءٌ ما يقف حاجزًا يهمس لـ قلبها " لن يُصدِّقك " لكن ؟ هذا آخر حل .. سلطان لم يعُد يطيق هذا الصمتْ , تزاحمت في صدرِي أحاديثٌ كثيرة حدّ أن الصمتْ و كتُمانها كان حادٌ جدًا مُزعِج يُبكيها و ليت كلماتها تسقط مع دموعها ؟ آآآه ليت.

,

أم رؤى : ما تطلقت من زوجها توفى
وليد : يعني ارملة ؟
أم رؤى : إيه
وليد : طيب ومقرن ؟
أم رؤى : هو فعلا سجَّل رؤى بإسمه
وليد : مايجوز في الإسلام نسب أحد لغير والده ؟ كيف قدرتوا تسجلونها بإسم مقرن ومقرن ماهو أبوها
أم رؤى سكتت لثواني ثم أردفت : كنا مضطرين
وليد : طيب وش السبب اللي يخليكم تضطرون ؟ وين أبوها الحقيقي ؟
أم رؤى : متوفي
وليد : أبغى شي يدخل العقل كلهم توفوا ماعداك ؟ *أردف كلمته بسخرية غير مصدق*
أم رؤى : إيه
وليد : طيب والحين ؟ متى توفى زوجها ؟
أم رؤى : هي فاقدة الذاكرة بس زوجها متوفي من قبل الحادث
وليد غير مصدق لحديثها وعينيه تُخبر بذلك
أم رؤى : والحين تقدر تتزوجها
وليد : و ولي أمرها ؟
أم رؤى : ماعندها
وليد : بس أبوي يقول أنه مقرن موجود ؟ كيف أتزوج وأنا ماأعرف أبوها واللي ناسبين لها عايش يعني مفروض أخطبها من مقرن
أم رؤى بإنفعال : لألأ .. مقرن لأ
وليد رفع حاجبه : وليه لأ ؟
أم رؤى : تبغى تتزوجها بدون مقرن إيه أما تدخله بالموضوع لأ
وليد بنبرة هادئة : ليه خايفة ؟
أم رؤى : أنا ؟ وليه أخاف ؟
وليد : ليه تكذبين علي وعلى رؤى ؟
أم رؤى بحدة : ماكذبت هذا اللي عندي
وليد : أبوي يعرف مقرن يعني لو يكلمه راح يقدر يعرف منه الموضوع كله بس أنا أبغى أسألك بالبداية
أم رؤى بنبرة تهديد : إن كلِّمه تنسى رؤى وتنسى إسمها بعد
وليد : ماهو من حقِّك !!! أنا ما ودِّي أبدأ علاقتي معها بدون شي رسمي ولا حتى بالحلال !! أنا كنت حاط في بالي مجرد ملكة والزواج نخليه لين تتحسن حالتها وترجع لها ذاكرتها ! لكن أنتِي منتي قادرة تساعدينا !!
أم رؤى تنهّدت : يا وليد قلت لك اللي عندي
وليد : ماقلتي لي شي ؟ وش قلتي لي ؟
أم رؤى تنهَّدتْ
وليد : بضطر أحكي مع مقرن ؟
أم رؤى : قلت لك إن حكيت معه ماراح تلمس طرف من غـ. . آآآـ .. من رؤى
وليد : من مين ؟
أم رؤى بلعت ريقها : من رؤى
وليد بعصبية : لا ماهو رؤى !! أنتي ليه تكذبين !
أم رؤى : ما أكذب بنتي رؤى إذا أنت تحبها يا أهلا لكن إن بتدخل فيها مقرن وغيره لأ
وليد : أبي أعرف البنت اللي بتزوجها من تكون ؟
أم رؤى : رؤى
وليد : طيب أبوها المتوفي وش إسمه
أم رؤى بصمت
وليد : أبغى أعرف إسم أبوها على الأقل
أم رؤى : مقرن
وليد بنرفزة : غير مقرن
أم رؤى : مالها أبو غيره
وليد بعصبية : تناقضين نفسك بنفسك !!! . .تركها بالمقهى وخرجْ
أم رؤى تُخرج هاتفها وتكتبْ رسالة " بو وليد يعرفكم "

,

: كل شي تمام نظفنا المكان
سلطان : ماتقصرون , تصبحون على خير
: واجبنا . . وخرجُوا رجال الأمن ومعهم المسعفينْ.
سلطان ألتفت لناصر : كيفك الحين ؟
ناصر : تمام
سلطان : أكيد ماراح تقدر تسوق !! بوصلك بطريقي
ناصر : ماتقصر بس ماله داعي
سلطان : وش دعوى !! بوصلك ولا فيها نقاش .. أخرج هاتفه ينتظر بوسعود , إلى الآن لم يصِلْ
ضغط رقمه وسمعة نغمة هاتفه من جهةٍ أخرى .. ألتفت : وينك تأخرت
بوسعود وعيناه تتأمل المكان وتسقط على ناصِر وبنبرةٍ متوتِرة : وين رتيل ؟
سلطان : تطمن مافيها الا كل خير .. وعز وناصر ماقصروا
بوسعود أرتاح تطمَّن قليلا فالأهم الآن هي رتيل , أردف : مين ؟
سلطان : عمَّار و*بسخرية أردف* شكل اللي جابهم أغبياء انفضحوا بسهولة
بوسعود بغضب : والله لا يدفع ثمن اللي سواه غالي
سلطان : كلهم أنمسكوا وفيه اللي هربوا لكن مسكنا 5 وبكرا نبدأ تحقيقات معهم ومسألة وقت وينمسك عمَّار
بوسعود : وين عزيز ؟
سلطان تذكَّر أمر المكتب : في بيته , *همس له* شكله شاف أوراق أو ملفات بمكتبك
بوسعود بصمت
سلطان بصوت واضح : على العموم بكرا نتفاهم بهالموضوع ..
بوسعود وبه من الغضب مايجعله لايتحمل للإنتظار للغد : بعرف كيف تجرأوا يدخلون ؟ إذا دخلوا اليوم يعني يقدرون يدخلون بكرا وبعده
سلطان : بنحط لك حرس محد يقدر يدخل إن شاء الله وأكيد هم قاصدين بس يهددونَّا
بوسعود ويُطلق الشتائِم واللعنات ممتاليًا
سلطان : بتخوف بناتك كذا ؟ خلاص بكرا نحل الموضوع من الساعة 6 أنا بالمكتب كذا تمام ؟
بوسعود تنهَّد : طيب ..
سلطان : يالله مشينا ناصر
بوسعود : أعذرني ناصر ماشكرتك
ناصر : أفاا عليك بس ماسوينا شي .. وعساها ماتنعاد
بوسعود : آمين .. بحفظ الرحمن
خرج ناصر ومعه سلطان ....... كان الصمتْ مسيطر بينهم بالطريق , وقفوا عند الإشارة القريبة من قصِر بوسعود
سلطان : كيف شغلك ؟
ناصر : ماشي حاله
سلطان : مرتاح فيه ؟
ناصر : عادي ماتفرق
سلطان : وماودِّك ترجع لشغلك القديم ؟
ناصر : في باريس ؟ لأ
سلطان : هناك ممكن تترقى بسرعة وتمسك منصب حلو
ناصر : بس أنا ماودي أسافر لبعيد
سلطان : جلست سنين في باريس ماابالغ لو قلت أكثر من الرياض
ناصِر أبتسم لذكرى باريس : بس الحين لأ
سلطان : لو أحد كذب عليك بشيء والشي كبير يعني نقول لو كان عندك إجتماع مهم وفيه راح تترقى وكذب عليك شخص وقالك الإجتماع بكرا وهو اليوم !! وماحضرت ولأنك ماحضرت كانت نقطة سودا في مشوارك الوظيفي ؟ تغفر له أسفه
ناصر ألتفت عليه بصدمة من سؤاله
سلطان ويقترب قليلا من بيت ناصر : سؤال طرى في بالي
ناصر : لآ بس أستغربته
سلطان : بس بعرف أنك إنسان تسامح بسرعة أو لأ
ناصر : لأ إذا كان متعمِّد ويشوفني مجتهد وأحاول أني أترقى ويجي واحد ويكون زي اللي يعيقني عن هالشي أكيد ماراح أغفر له لو يتأسف لي سنين
سلطان أبتسم : وش دعوى !!!
ناصر : أما إذا كان مايدري فهذا شي ثاني


,

الخامسة صباحًا

لم ينام أحدًا .. رتيل رغم تعبها لم تغفى عينيها .. عينيها على السقف , في حالة من الخوف الشديد رغم أنها تعلم بأن هناك حرس تم تعيينهم وموجودين عند باب بيتهم لكن بدأت اوهامها تُخيِّل لها أشياء لم تراها ولأنها لم تنام فـ بسهولة جدًا أن تتخيل أشياء ليست موجودة و الأرق دائِما مايُضعف العقل و التفكير.
دفنت وجهها في مخدتِها و يرن في إذنها " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك " كل شي حولها يصرخ بهذه الجملة.
كانت تمنِّي نفسها بـ أنه يميل إليها أو حتى يشعر ببعض شعورها .. خيبة.
قلة نومِها تشدُّ أعصابها و تجعلها غاضِبة حتى في حضرة الهدُوء.

عينيها على السقف لا تستطيع النومْ , تلتفت على كُل شيء .. وتنتبه لأدق التفاصيِلْ .. ماذا لو أحدًا دخل من نافِذتها ؟ أرتعبت من هذه الفكرة .. دمُوعها سقطتْ .. خوفَها أو رُبما شيء آخر , تشعُر بأن همومًا تتراكم لا تستطيع البوح فيها أولها هذا المجهول.
توَّد نفسها أن تُخبر رتيل لكن لن تفهمها رتيل هذا مايدُور في بالها أن رتيل لا تأخذ الأمور بجدية ورُبما تُخبر والدها .. أحيانًا أراها أهلٌ للثقة ولكن مرَّات أشعر بأن من السهولة تكشف الأسرار.
عينيها تدُور على صوَرها تشعُر وكأنَّ عينًا ثالثة تراها , تتساقط دمُوعها كثيرًا .. بحاجة لحضن أحدهُمْ فقط لتبكِي عليه لن تتحدّث بشيء سوى البُكاء.

على الكرسيْ جالِسًا يشغُل باله بناته , رتيل و عبير لا يرضى بأن يُمَّس شعرة مِنهم كيف بـ رجالٍ من الإرهابْ يعتدون على بيتهم ماذا لو كان عبدالعزيز و ناصر ليسوا هنا ؟ ماذا حدث ؟ تعوَّذ من شياطين أفكاره و من " لوَّ "
رُغم حرصه الشديد إلا أن حرصه هذا لم يحميهم اليوم .. ليتني لم أترك رتيل ؟ كيف سمحت بأن تجلس لوحدها هُنا ؟
تفكيره مشتت ينتظر السادسة ليذهب لعمله لن يسمح بهذه الفوضى أن تحصل مرةً أُخرى في بيته.
تارةً يُفكِّر بأن لو أحدًا ذو نسبٍ مُشرِّف يتقدم للزواج من عبير و رتيل حتى يطمأن عليهم ولكن لا يثق بأي رجلٌ بأن قادر على حماية بنات رُوحه.
تقدَّم الكثير لعبير خاصةً وكان يرفض رُغم أنهم ذوي نسبٍ مُشرِّف و أخلاقٍ عالية لكن يُريد شخصًا يحميهم ؟ ولأنه رأى في حياته العجائِب أصبحت ثقته بمن حوله ضئيلة.

في مجلسِه لم يصعد لها , و لم يأتِيه النومْ .. وقَّت المنبه على السادسة صباحًا .. رُبما ساعة تجدي بأن ينام , تفكيره مشتت .. يُفكر بأمن بلادِه يُفكِّر بعبدالعزيز يُفكِّر حتى بناصِر يُفكِّر بالجوهي .. يُفكِّر بهمومٍ كثيرة .. آخرُها الجُوهرة .. يعرف بأن كان قاسيًا جدا عليها اليومْ لكن جنَّ جنونه وهو يراها هكذا دُون أن تهمس له بحرفٍ يُطمئنه .. من حقه أن يسأل .. لكن ما هي فداحة ماأرتكبته حتى تقف حياتها عنده ؟ ما دخل وليد ؟ ماذا فعل تُركي و ريَّان لها ؟ لم الجميع غاضب منها ؟ لماذا أنظر في عيونهم بأنهم غير راضيين عنها ؟ ماذا فعلت لهم ؟ البُعد جيِّد لي و لها .. فلا طاقة لي بأن أستمع لهذا الصمت المُزعِج.
شيءٌ ما يُخبره بأن الأمر متعلق بين وليد و بينها ؟ و لهذا ريَّان غاضب منها و تم فصخ الخطوبة بينهم و شيء آخر يُخبره بأن تركي يعلم عن شيء أرتكبته الجوهرة ولذلك هي تخاف أن يكشفها ؟ و شيء آخر يُخبرها بأن الجميع غاضب عليها لفعلٍ خاطىء أرتكبته بالماضي ؟ ما هذا الفعل ؟

مُتعب جدًا مستلقي على سريره و أطيافُ تتخذهُ مقامًا لتطُوف حوله .. ضحكاتٍ بين بكائهم .. كيف يضحكون من بكائهم ؟ أبتسم لرؤيتهم .. يعرف أنه وقعٌ من جنون لكن أريد هذا الجنون . . أرغب به ما دام الحقيقة مُوجعة.
ضحك .. هل احد من قبل ضحك من قهره ؟ رُبما نضحك لأننا الحقيقة أوجعت قلوبنا لدرجة خُيِّلت لنا أنها " نُكتة " لا تُصدق أبدًا . . ضحكة تتحدَّث وشفاه تتقوّس وهي تُخبره " عزوزي يا روح غادة أنت لو تطلب عيوني بقولك أن العمى خيرة "
إنحناءات مبسمه أستقامت يُرغب بالبكاء بشدة يرغب بمعانقتها .. قبحٌ على هذا القلب لا يحِّن أبدًا علي . . لماذا أصبحت دموعي تستصعي الخروج ؟ قبل فترة كانت تخرج بسهولة و الآن ماذا ؟ . . هل عُدت لحالتي السابقة ؟
ضحكةٍ على يمينه تتقوَّس بهمس " عزوز أخوي الأطخم أشتقت لك مررة مررة " مسك جانبي رأسه بكفوفه يُريد أن يخرج من خيالاتهم بدأت أصواتهم تتداخل عليه " أحبك " , " أشتقت لك " , " يمه عزيز أنتبه لصلاتِك " , " عزوز حبيبي أشتقت لك " , " عبدالعزيز ترانا ننتظرك " , " لا تتأخر " , " تدري أنك ماتستحي منتظرتك من الساعة 10 " , " باريس في غيبتك تنعاف " , " أشتقنا لك يا شين " , " ههههههههههههههههههههههه تدري أني أسبك من حبي لك " , " حبيبي عزوز أبعد عنهم " , " ماأحبهم كريهيين " , " يبون يقهرونك " , " تدري عاد أنك مستفز " , " أبعد عنهم " , " أشتقت لك " , " أشتقت لك " , " ننتظرك "
بنبرةٍ مُتعبة " كافي .. خلااااص .. ياربـــــــــــــــــــــــــــي

لم تغفى عينيها , لم يأتي إلى الآن .. يبدُو هذه المرة لن يحاول أن يغفر لي صمتي .. يبدُو الطلاق سهل جدًا على لسانه ولكن أنا ؟ . . عينا تُركي مازالت تتلصص عليّ تراني في كل جانب .. أشعر به بجانبي .. أشعر بالخيانة عندما أتذكره وأنا بين أحضانِك .. كيف له القدرة أن يقتحم تفكيري بهذه الصورة ؟ أريد الحياة بجانبك لكن الحياة لا تُريد ذلك . . أريد الحُب .. لكن الحُب لا يُريد . . أريد أن أبدأ حياة جديدة . . أريد أن أحب . . أريد أطفالا حولِي . . أريد أن أقول أنا أعيش .. لا أشعر سوى بإحتضار أنفاسي في كل مرةٍ أرى بِها تُركي واقفًا أمام قلبِي . . عقلي .. جسدي.


سؤال سلطان اليومْ جعله يُفكِر كثيرًا , لم السؤال ؟ ماذا سيفيده إن عرف أنني متسامِح أم لأ ؟ أشعر بنبرة حديثه أراد أن يُوصل لي شي ولكن لم أفهمه . . ماهو الشي الذي سيزعجني ولن أسامح من أقترفه عليه ؟ الأكيد أنه ليس سُلطان ولكن رُبما أخبر سلطان عنِّي . . تفكيره تذبذب مع نبرة سلطان و سؤاله ؟ . . لا بُد أن شيءٌ يتعلق بالعمل ولكن لم أطمح بعملي بعد وفاة غادة بشيء .. لا شيء مُجرد كسب رزق لا غير , آآه يا غادة الحياة كئيبة يابسة حامضة لا تُستساغ من بعدِك ! . . أشتاق إليك أكثر من شيء آخر .. أشتاق لضحكاتنِنا .. لأيامنا . .لمواعيدنا .. للحظات الهرب من والدِك .. لحججنا بالتأخير . .تصرفاتك الطائشة كانت جميلة جدًا .. كُنت أحب الحياة .. " كنت احبني يوم كنتي قدام عيني تحبيني ".


باريس – الرابعة فجرًا -

أحدٌ ينهُش بقلبها تشعرُ بأفواهٍ تقتلع رُوحها , أحدًا يُناديها و آخرًا يُبكيها .. هل الأموات لهم أصواتْ أم ماذا ؟ أصواتُهم مُزعجة جدًا و نبراتِهم كأنها تعضُّ عينايْ لتُبكيني .. تعضُّها بشدة , كأنها فاكِهة يستلذُون بِها .. أشعُر وكأنني فاكِهة كاذِبة ذات شكلٍ مُغري و داخلهُا فاسِد .. أشعُر أنهم يقتربون مِنِّي ثم ينتقمُون لفسادِ داخلي .. هذا الفسادْ تكاثَر بِيْ من الوحِدة .. الوحدة تجعلُنِي فتاة سيئة ذات طباع حادة تبكِي على أتفه الأسبابْ , أنا أبكي من أثر جرحٍ قديم أجزم بأنه حدث من سنواتٍ مضت و أنتهت , أشعُر بإشتياق و حنين لأناس لا أعرفهم .. أشعُر بإشتياق لأماكن أجهلها . . لا أعرفها .. أرى بعض ملامحها الشاحبة ولا أستطيع تذكرها . . أنا أفتقدك يا أنت يا من أجهله وقلبي يعرفه جيدا.


,

التاسِعة صباحًا.

يغلق الكبك في كمَّه متذمِّر منها كثيرًا
مُهرة : أحكي مع جدار ؟
يوسف لا يرد عليها
مُهرة : كلب
يوسف : والله ياهو الكلب بيجي يخنقك الحين يخليك تقولين اللهم نسألك التوبة
مُهرة : لأن الكلاب اللي زيِّك يسوون نفسهم مايسمعون
يوسف : بس ماخبروك انه الكلاب مايفهمون لغة الحمير
مُهرة بغضب وهي خلفه : كلمة وحدة جلسة هنا مع اهلك ماراح أجلس
يُوسف : طيب أنقلعي في أي زفت
مُهرة : ودني حايل كيف أروح يعني ؟
يوسف ألتفت عليها :أقطع نفسي ؟ كيف أوديك ؟ وين بيتهم أنتي حتى ماعمرك طبيتيها
مُهرة : أنا أقدر أتصرف هناك
يوسف : ماعندنا حريم يدوجون
مُهرة تنهَّدت : يالله صبر أيوب
يوسف : ويصبرني بعد . . وأرتدى شماغه وهو يعدِّل نسفته
مُهرة : يعني وش أسوي أنا ؟
يوسف: اكلي تراب
مُهرة عضت شفتيها : لا ياحبيبي ماأجلس أنا هنا وأنت تروح تنبسط
يوسف بسخرية لاذعة : وش قلتي ؟
مُهرة : قلت ماراح أجلس هنا
يوسف يمثِّل الهيام : لا قبلها فيه شي حرَّك قلبي و أحاسيسي
مُهرة : يا عساه ماعاد ينبض ويريِّحني
يوسف : اللهم أني أعوذ بك من دعوات الشياطين
مُهرة : محد شيطان غيرك
يوسف تنهَّد وأخيرًا تعطَّر وبإستلعان رش على عينيها
مُهرة وتشعر بنار بين أهدابِها , غمضت عينيها وحذفت عليه علبة الساعة الثقيلة وأتت على بطنه
يُوسف يقترب منها ليمسك كفوفها , فتحت عينيها .. ثبتها وظهرها مُلتصق بالجدار : أشوف إيدك يبيلها قص
مُهرة بصقت عليه .. لتبتعد عنه
يوسف أرتخت مسكته بتقرف وهو يمسح وجهه : أنا أوريك !! متعوَّدة على أسلوب عيال الشوارع يا بنت الـ... مسك نفسه من شتيمة لاذِعة قوية .. يابنت اللي مانيب قايل .. أتجه نحوها ولكن كانت ترمي عليه كل شيء قريبًا منها
يوسف : أنا أعلمك كيف تتفلين عليّ !!
مُهرة : أبعد عني وش تبي ؟
يُوسف ويمسكها من خصرها ليرفعها عن مستوى الأرض وهو يتجه بِها نحو السرير
مُهرة ترفسه بكل الجهات تحاول أن تتخلص من قبضته
يُوسف : أنا أخليك تمشين على الصراط
مُهرة : يا كلب أبعد عنِّي والله لاأصارخ وأفضحك عند أهلك
يوسفْ يُلصق ظهر مُهرة على السرير مُثبت كتفها حتى لا تتحرَّك .. وضع باطن كفَّه اليمنى على فمَّها حتى تصمتْ
مُهرة عضَّت كفَّه بقوة جعلت يوسف يبعد يده عنها متألمْ .. دفّته بقوة وهي تقف بجانبه
مُهرة بغضب : حقيييييييييييييييييييييير .. معفن ... كلببببببببببب .. وأكبر كلب بعد .. وركضت للحمام وأغلقته عليها
يوسف نظر لوشم أسنانها بكفَّه : الكلبة قوية ... هيِّن يامُهرة حسابك قريب

,

على الفطُورْ , شاحبة ملامِحها لم تنامْ جيدًا.
أم رؤى : مانمتي كويِّس ؟
رؤى : كنت أفكِّر
أم رؤى : بوشو ؟
رؤى : معقولة ماعندي عم ؟ خال ؟ أي أحد
أم رؤى تنهَّدت : رجعنا لهالموضوع ؟
رؤى برجاء كبير : يمه تكفين قولي لي عن أحد فيهم ؟
أم رؤى ألتزمت الصمت
رؤى ببكاء : طيب وريني صورته بس صورته يمه تكفين
أم رؤى لا تُريد أن تضعف أمام دمُوعها , شتت نظراتها
رؤى : بس صورتهم ؟ بس أشوفه تكفين يمه ... بشوف أبوي ؟ طيب أخوي ؟ طيب غادة أبغى أشوفها
أم رؤى وأهدابها ترتجفْ
رؤى : تكفين يمه .. الله يخليك .. يممه أشتقت لهم ... تكفييين بس ابي أشوف من هم اللي أشتقت لهم ؟ بس أبغى أشوفهم لو دقايق
أكملت ببكاء المقهور : طيب خلاص وريني بس أبوي ... يمه بس أبوي .. تكفين لا ترديني ... بس أبوي ..
أم رؤى : طيب .. وتوجهت لـ غرفتها
رؤى تمسح دمُوعها بأصابعها الباردة , و مسحَها لدمُوعها كـ من يُنظفْ أرضًا و الغبارْ يعصفُ بها .. تمسحُ من جهةٍ ودموعها تسقط من جهةٍ أخرى .. عيناها تفيض الآن .. نبضاتها تتسارع سترى والدها .. وقفت وأتجهت لغرفة والدتها وكانت قد أخرجت الصورة .. مدَّتها لرؤى
رؤى مسكتها بأصابعٍ مرتجفة لا تكاد تثبت الصورة بين كفوفها .. دمُوعها تستقر على هذه الملامح .. وقفت على ركبتيها لا تستطيع الوقوف بثباتْ ودمُوعها تنهار كـ مطرٍ من بعد جفافْ.
أم رؤى واقفة بجانبها .. تنظر إليها بعينٍ مكسورة.
رؤى بنبرة أختنقت جدًا : يممممه . . . ماهو أبوي
أم رؤى جلست بجانبها : تعوَّذي من الشيطان
رؤى تسقط الصورة من كفوفها وهي تضمُ نفسها : لآ ماهو أبوي .. ماهو أبوي .. وبجنون تردد . . ماهو أبوي . .ماهو أبوي
أم رؤى بصدمة تنظر إليها

يُقبِّل خدها : هالمرة سماح . . ماهو كل مرة تطلعين مع المجنون ذا
بضحكةٍ يُردف : بس عشان كذا ؟
همسة على طاولة الطعام : والله خوفي بكرا تتبرين مننا عنده
يُعانقها وبهمساتٍ بيضاء يوصيها على نفسِها

فتحت عينيها على والدتها : ماهو أبوي ؟؟ مستحيل
أم رؤى : ليه مستحيل ؟
رؤى أنهارت غير مصدقة , وبأحاديث لم تفهم منها شيء والدتها : ضمني أكثر .. ليتك مارحت .. يبهههه ..أبييييك
أم رؤى تقترب منها ولكن رؤى تصدِّها : اللي تسوينه في نفسك حرام
رؤى : ردُّوا لي أبوي .. ردوه لي .. ردوا قلبي اللي خذاه .. ردوووووووووووه
أم رؤى : بسم الله عليك من همزات الشيطان وأعوذ بك من أن يحضرون
رؤى تبكِي دماء .. دماء بيضاء .. دماء الشوق .. الحنين . .بعض من الذِكرى تقتل عقلها .. تجعل الصداع ينهش بِه .. ولكن هذا الألم جميل جدًا إن كان سيذكرنِي بوالدِيْ .. أريده .. أريد أن أعانقه .. أشعر به .. أشعر بأنفاسه .. أشعر بأن قلبه مازال بخير .. لماذا كل هذا ؟ لماذا الكذب ؟ لماذا لا يريدون لي الحياة ؟ لا أتكيف مع حياة المنفى ؟ لا أعرف كيف أتكيف ؟ ولا أريد أن أتكيَّف ؟ أريد فقط أبي . . أريده بشدة الآن وأن يحضر .. أريد أن أبصر إبتسامته
رؤى : أشتقت له .. وحشني .. وحشتنيييي .... يبهههه .... آآآآآآه .. آآآآه
والدتها بكت مع " الآآآه " الموجعة التي نطقت بِها .. بكت ليس بيدها حيلة
رؤى تغطي وجهها بكفوفها وتبكِي كالأطفال : جيبوا لي أبوي .. جيبوه لي ..

بضحكةٍ مُغلفة بالفرح ولا شي غير الفرحْ , عينين حادة سمراء البشرة أهواه و أنا والله أهوى والدِي , أردف بصوتٍ أضعتُ بِه قلبي : يا هنى ناصِر فيكْ

رؤى أبعدت كفوفها عن وجهها ودموعها تبلل قميصها و تنتثر على الأرض , همست بوجع : ناصر .. مين ناصر ؟
أم رؤى : يمه خلاص يكفي لا تتعبين نفسك وتتعبيني
رؤى بآآهات وصرخة مقهورة خرجتْ من باطن قلبها الضائِع : جيبوو لي أبوي .. جيبووه لي .. جيبوووه .. يممه تكفييين تكفييييين سوّ اللي تبينه فيني بس جيبي لي أبوي
أم رؤى : ما بإيدي شي
رؤى وتنظر لوالدتها بعينين تلمع بدموعها : طيب ناصر ؟
أم رؤى ببكاء : مقدر
رؤى و تنهارُ أكثر : ناصر زوجي صح ؟ هو زوجي ؟
أم رؤى : إيه زوجك يا يمه بس خلاص راح
رؤى : كنت أحبه ؟ طيب جاوبيني قولي لي كنت أحبه كثير ولا لأ ؟
أم رؤى : تحبينه يا روحي
رؤى : كان يحبني ؟
أم رؤى : إيه
رؤى أخفضت رأسها و الدموع تكتسيها : ناااااااااااااااصر .. آآآآآه .. يا يمه قلبي ضاع بينهم ؟ قولي لي بس مين أنا ؟
توجع جدًا أن يجهل الشخص نفسه , أم رؤى لا رد لديها
رؤى : الله يرحمه ويغفر له .. ليتني أتذكر وجهه ياربي ليتني أتذكره .. يمه أنا أشتقت لهم بس ماأعرفهم .. ماأعرفهم .. أشتقت لأبوي .. أشتقت له كثيييرْ
أم رؤى : الله يرحمه
رؤى تنظر في عين والدتها : أحيانا حتى أنتي ماأعرفك ؟ ماأحس أنك أمي ؟ أنا أحبك بس حتى انتي أجهلك
أم رؤى : هذا من الشيطان ياقلبي .. تعوذي من الشيطان
رؤى تمتمت بجنون : ناصر .. وين ناصر الحين ؟ .. أبغاااه .. أبغاه يمه ... *وبصرخة مبكية ترتجي* .. نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاصر


يُتبع

تقيأ كثيرًا هذا الصباح , يشعر بأن بلعومِه انجرح و يتقيأ الدماء فقط , قلبه يضيق به , قلبه الذي بحجم الكف ضيق جدًا , غادة تحضر في باله الآن .. تحضر بقوة .. نظر لنفسه بالمرآة .. عينيه متورمة , شفتيه جرحُها واضِح جدًا , ملامحه شاحِبة , لم يكُن بهذه الصورة أبد في حياة غادة , لم يكن هذا الشحوب موجودًا , كان كل من حوله يفيضُ بالحياة , بلل وجهه وهو يمسحه .. أرتمى على السرير .... أغمض عينيه .. مبتسمًا لطيف الذكرى القريب من قلبه الآن .. رُغم هذه الذكرى إلا أن هُناك شيئًا آخر يتألمُ منه قلبه .. ضاقت بعينيه من هذا الألم . . مازال مُبتسمًا لا يُريد تفويت ذكرى تمُّر بِها

أسفل ثلُوج باريسْ , في إحدى المقاعِد على الرصيف المغطى من الأعلى
غادة : أيوا وش بعد ؟ رحت " كَـانْ " مع عزوز وهدول جلسنا يوم ورجعنا
ناصِر : أسبوع غبت عنك ودوجتي لين قلتي بس
غادة : هههههههههههههههههههههههههههه وش أسوي الدراسة وقضينا ! وعزوز كان مآخذ إجازة
ناصر : طيب أسأليني وش سويت بالرياض ؟
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش سويت بالرياض ؟
ناصر : ولا شيء
غادة تداعب أنفه بأنفها : معقولة ولا شيء
ناصر : تقريبًا ما فيه شي يذكر
غادة : ولا شي حتى لو تافه
ناصر : هههههههههههههههههههههه كئيبة جدا الرياض
غادة رفعت كلتا رجليها على الكرسِيْ لتُلصق ظهرها بـ كتف ناصرْ أما ناصِر فـ ألتفت حتى تضع ظهرها على صدره ويغرق في شعرها
ناصر : أبوك يدري أنك طالعة ؟
غادة : لأ هههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت له بروح أشتري كتاب وأجي .. وإن رجعت بقوله أني شفتك
ناصر يُقبل خدَّها البارِد : المشكلة ماراح تطيح الا على راسي
غادة : لآ أنا بقوله أنك ماتدري
ناصر : أبد أبوك يصدقك
غادة ضحكت وهي تلتفتْ عليه : مايصدقك أنت بس يصدقني
ناصِر يُباغتها بـ قُبلة : تدرين أني أشتقت لك
غادة بخجل : وتدري أني أحبك
ناصِر يُقرِّبها أكثرْ مِنه , لا يفصِل بينهُم شيء .. قلبها يلتصِقْ بقلبه .. و أحاديثْ تجرِي من نوع آخر .. بعضٌ من الحُبْ يتسلل مِن شفتيها له .. والبعضْ الآخر يتشبثْ بقلبِها .. هيْ أجمل من رأت عينيّ .. هي أولْ الحُبْ و هي آخره .. هي الحياة و بعدها الأرضِ لا تُطيقْ أن أسير عليها وحيدًا .. لا تطيق أبدًا .. تُريدني معك دائِما .. حتى أنها تلعنِي دائِما وتبرزُ أشواكها في وجهيْ .. أنا أحبك.
قاطعهمْ : ياسلام على المناظر الإباحية
غادة تزم شفتيها وهي تشتت نظراتها بإحراجٍ شديد
عبدالعزيز : يعني منتظريني !! وعارفين أني بجي وقدام الناس بعد !! صدق اللي اختشوا ماتوا
ناصِر أبتسم بحرج : شلونك ؟
عبدالعزيز : وش شلونك ؟ لحظة بستوعب أنها غادة
غادة وتوَّد أن الأرض تدفنها الآن
عبدالعزيز ويمثِّل الغضب : ماعاد تشوفك فاهم !! ولا قدام العالم والناس , مرة مفتخرين باللي تسوونه ماشاء الله
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماهو قدام الناس إلا اللي يدققون عاد زيِّك وعندهم طول نظر يشوفنا
عبدالعزيز : وبعد تضحك !! لا جد ماني مصدق ! يخي أستح على وجهك مابقى على عرسكم شي لاحق
غادة وتفجَّرت بالحُمرة
عبدالعزيز غمز لناصِر و أردف : وأنتي ماتستحين صدق غادة أتكلم ذا يخربك وأنتي معاه بالخراب ؟ فرضًا ماتم الزواج وش تبين الناس يقولون عنَّا ماعرف يربي أخته .. صدق مافيه عرب بس على الأقل أحسبي حساب الفرنسيين اللي يشوفونكم
غادة وهي تنظر للأسفل : طيب
عبدالعزيز : وش طيب ؟ جد أنصدمت والمشكلة شكيت في نفسي قلت معقولة ذي غادة ونويصر الكلب ؟ لا صدق هالمرة ماهو من أبوي مني أنا مافيه طلعة مع راس هالخراب
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههه .. ويضع ذراعه على كفوف غادة .. زوجتي وكيفي
عبدالعزيز : كيفك إن شاء الله لا صار العرس بس الحين هي تحت أمرنا وأبوي ولي أمرها وأكيد ماراح يرضى .. آخخ لو أبوي شايفكم وش ممكن يسوي ؟ يعني بتخيَّل أنه بيعلقك على هالعمود وبيجرّ غادة من شعرها يخليها تلعن الساعة اللي شافتك فيها
غادة من الإحراج الشديد بدأت عينيها تنبأ بالدموع
عبدالعزيز عندما رأى دموعها انفجر بالضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص خلاص نمزح .. بس عاد لا تمصخونها ندري أنكم متزوجين بس كذا تفتنون العزابية اللي زيَّنا
غادة تمسح دموعها ورغم مسحها إلا أنها تسقط دون توقف
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الحين وش يسكتها !!
غادة دفته بغضب
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههه ههههه وبعدين أحترموا الذوق العام مايصير كذا قدام الرايح والجاي !!
ناصر : مسكَّر المكان ماتشوف الطريق فاضي إلا من الكلاب اللي زيِّك
عبدالعزيز : أنا كلب يا حقير . . غادة خلينا نروح ههههههههههههههههههههههههههه
غادة مازالت تبكِي وجسدها بأكمله محمَّر
عبدالعزيز يسحبها ليضع رأسها على صدره : يختي أمزح بس صدق منظركم ماهو حلو بس يالله ملعيش وش نسوي بعد ؟ أحيانا الرغبة أقوى *أردف كلمته الأخيرة بإستهزاء شديد في ناصر*
ناصر : أشوف فيك يوم يا ولد سلطان

فتح عينيه المحمَّرة .. تسقطُ منه خيباته مِن هذه الدُنيا , الأرض تبكيه كيف أنه وحيدًا .. و آآه من الحنين .. ينهشُ بجسده .. يقتلع مِنه الفرح بشدة .. لا فرح يستحق دُونها . . أشتاق لك يا نظر ناصر.


,

بمكتبه و أمامه عبدالعزيز
بوسعود : ترجع تنام واضح التعب من عيونك
عبدالعزيز : مافيني الا العافية
بوسعود : أي عافية شايف وجهك كيف أصفر
عبدالعزيز ألتزم الصمتْ
بوسعود : سلطان تأخر .. أخذ جواله يتصل عليه .. لا مُجيب .. تنهَّد وهو يتصل على الجوهرةْ

جالسة على طرف السريرْ تنتظره يأتي .. لم يأتِي من أمس .. نبضاتُ قلبها ليستْ بخيرْ .. تشعُر بالضياع في غيابه .. بالحُزن .. رُغم حزنها منه إلا أنها تحزن عليه وعلى حديثه أكثر .. رغم أنها تضايقت منه ولكن الآن تريد أن تطمئن عليه .. لا يستحقها أنا أعلم أنني لا أستحقه لكن .. ماذا أفعل كي أرتاح و يرتاح ؟

مسكت جوالها الذي يضج بنغمته , رأت إسم عمَّها .. أنقبض قلبها من الخوف ؟ رُبما خبرٌ سيء , بصوت مُرتبك : ألو
بوسعود : صباح الخير
الجوهرة : صباح النور
بوسعود : شلونك ؟
الجوهرة : بخير الحمدلله عساك بخير
بوسعود : الحمدلله , الله يرضى لي عليك صحي لي سلطان شكل راحت عليه نومة
الجوهرة توتَّرت , نبضاتها تتسارع بشدة
بوسعود : دقيت عليه بس مايرد
الجوهرة بصوت جاهدت أن تُضبطه دُون ربكة : إن شاء الله
بوسعود : بحفظ الرحمن
الجوهرة : فمان الكريم .. أغلقته .. أين سلطان الآن ؟ .. نزلت للأسفل وكانت أمامها عائشة : شفتي سلطان ؟
عائشة : إيه فيه نوم بمجلس
الجوهرة تنهَّدت براحة .. تقدمت للمجلس وكان بارد جدًا والتكييف على أعلى مايمكنْ .. نظرت إليه مستلقي و بجانبه هاتفه ومفاتيحه .. جلست بقربه .. تأملته لأول مرة تتأمل تفاصيله وأدق تفاصيله دون أن ترمش عيناها أو تشتتها بعيدًا عنه.
بعد دقائِق طويلة وعينيها تحكي الكثيرْ
نظرت لهاتفه ويبدُو أنه على الوضع الصامتْ .. بهدُوء : سلطان
لا مُجيب .. يبدُو صوتها جدا هادىء
وضعت باطن كفَّها على خده البارِد جدًا .. لو أنها تنطق بكل ما ركنتهُ في صدرها من سنين .. لو أنها , رجفت كفوفها من خدِّه وأبعدتها
فتح عينيه بتعبْ , معقِّدًا حاجبيه . . أنتقلت أنظاره لـ عينيّ الجوهرة , تنهَّد وجسده مُتعب من النوم على الأرض , يشعر بأن ظهره كُسِر الآن من وضعية نومه.
الجوهرة برجفة : أتصل عمي وقال أنك ماترد على جوالك
جلس و هو ينظر لهاتفه وصُعق من الساعة القريبة من العاشِرة صباحًا
الجوهرة : ليه مانمت فوق ؟
سلطان تجاهلها تماما وهو يأخذ أغراضه ويقفْ
الجوهرة : طيب كان طمنتني
سلطان ألتفت عليها وهو يخرج : أطمنك على أيش ؟
الجوهرة أرتبكت و دموعها ترتجف على رمشِها : خفت أنك ماجيتْ , ماكنت أدري أنك هنا جلست لين الصبح أحاتيك
سلطان : شكرا على الإهتمام بس ماني بحاجته .. وصعد للأعلى
الجوهرة وسقطت دمُوعها أمام حديثه , بكت بضعفْ , بإحتياج , بحُب .. دخلت عائشة لتنظف المجلس وتجمدت في مكانها أمام بكاء الجوهرة الذي يُشبه تماما سعاد بنظرها.
الجوهرة مسحت دموعها وأنسحبت بهدُوء لتصعد للأعلى .. دخلت الجناح بخطواتْ ضعيفة , سمعت صوت الماء .. لا تكُن مثلهم .. " لا تقسى عليّ "

بجهةٍ أخرىَ

بوسعود : لين تخف عينك بعدين تروح له عشان مايشك
عبدالعزيز : إيه أكيد
بوسعود مسك هاتفه وأتصل على رتيل الذي رآها الصباح لم تنام بعد , أراد أن يطمئن , أتاها صوتها المُتعب : هلا
بوسعود : مانمتي ؟
رتيل : ماجاني نوم
بوسعود : حبيبتي ريحي بالك مافيه شي وحطيت حرس عند الباب
رتيل : ماني خايفة بس أنا أصلا ماجاني نوم
بوسعود : ماينفع كذا !! صار لك يومين مانمتي كويِّس بعدين راح تهلوسين .. يالله نامي
رتيل : متى بترجع ؟
بوسعود وتأكد أنها خائفة : برجع بدري إن شاء الله
عبدالعزيز ويسرح بنبرة بوسعود الخائفة المهتمة على إبنته الذي يجهلها رُبما عبير أو رتيل .. يُشبه والده حين يتصِّل عليه .. أشتاق كثيرًا لإتصالات والديه التي يكُن القصد منها فقط سماع صوته والإطمئنان.
بوسعود : رتيل
عبدالعزيز رفع عينه مرةً أخرى على بوسعود
رتيل : طيب بحاول أنام
بوسعود : أرجع ألقاك نايمة ولا تخافينْ
رتيل تنظر للباب الذي بدآ ينفتح , أخذت شهيق وتوقفت
بوسعود بنبرة خوف : رتيل ؟ رتيييييييييييل ؟
رتيل : خلاص يبه أكلمك بعدين
بوسعود : وش صاير ؟
رتيل تبكي : مافيه شي
بوسعود : لاتخوفيني قولي لي وشو
عبدالعزيز المنجذب ويستمع لكلمات بوسعودْ
سحبت من كفَّها الهاتف : يبه
بوسعود : وش فيها ؟
عبير : دخلت عليها وشكلها خافت .. أهتم بشغلك ياروحي ولاتشيل همّنا
بوسعود وبراكين من الغضب تثور في داخله كيف أنه بناته يعيشان بهذا الخوف لأجل حمقى سيُفجِّر بهم من غضبه وبنبرة حاول أن تكون هادئة ولكن أتت حادة : أتصلي علي لا صار شي ..
عبير : إن شاء الله .. بحفظ الرحمن .. وأغلقتهْ
عبدالعزيز : صاير فيها شي ؟ .. أنتبه لسؤاله .. قصدي يعني عسى ماشَّر ؟
بوسعود : خايفيين
عبدالعزيز : دام سلطان ماجاء إلى الآن خلَّه يجيك في بيتك وأتفقوا هناك
بوسعود : ماينفع فيه أوراق هنا وبنروح نحقق معهم بنفسنا

بجهةٍ أخرى ,

عبير : خلاص أهدي لو أدري كان دقيت الباب بس حسبتك نايمة
رتيل ببكاء مُنهارة فعليًا
عبير : يابعد عُمري خلاص يكفي بكي
رتيل وترتمي لصدر عبير لتُعانقها بشدة .. تبكِي وتجهش ببكائِها .. مُتعبة جدًا متعبة.



في أطرافِ ليلٍ جديدْ ,

سلطان : لأنه جبان هرب .. بس بلغناهم إن شاء الله يمسكونه بأقرب وقت
بوسعود وقبضة كفِّه محمَّرة بعد أن ضربْ بِها أحد الممسوكينْ وهو يلفظ إسم بناتِه
سلطان تنهَّد بإرهاق وهو يسند ظهره على الكرسي : صار شي من الجوهي ؟
عبدالعزيز الذي يُحرك هاتفه ومفتاح سيارته على الطاولة كالشطرنج : لأ
سلطان ويتأمل ملامح عبدالعزيز وهو يُسلي نفسه , أردف : شكلك مو نايم كويِّس ؟
عبدالعزيز رفع عينه عليه : ماجاني نوم
بوسعود : محد جاه نوم
سلطان بإبتسامة : أنا قدرت أنام
بوسعود ضحك بعد يومٍ كان مشدود الأعصاب : عاد أنت حالة شاذة
سلطان : بس والله ما ارتحت .. ومن تعبه نسي أن عبدالعزيز بجانبه .. مدري وش أسوي فيه ؟
بوسعود : مين ؟
سلطان كان سيلفظ الإسم ولكن أنتبه لوجود عبدالعزيز
عبدالعزيز وعينه عليه , وقف : عن إذنكم
سلطان : لآ تعال
عبدالعزيز ألتفت عليه
سلطان : أجلس مافيه شي نخبيه عنك .. كنت أقصد الجوهي
عبدالعزيز جلس ويشرب من قاروة المياه وهو الآخر مرهق .. الجميع أُرهق من هذه الأجواء.
بوسعود وقف : أنا برجع البيت .. وأنت سلطان لا تلهي نفسك هنا وتهمل بيتك ...
سلطان ويسخر في داخله " الله والبيت " , أردف : ولا يهمِّك
بوسعود خرج تاركهُمْ
دار الصمت بينهمْ لدقائِق طويلة حتى كسره سلطان : ماقلت لي وش سويت مع الجوهي ذاك اليوم ؟
عبدالعزيز تذكَّر : إيه صح .. قال أنه يبغى يتوِّهكم
سلطان وثبت في جلسته ينظر إليه بجدية : وش قال بالضبط ؟
عبدالعزيز : أنه راح تكون الصفقة بباريس بس هي بالحقيقة بتكون بروسيا بس عشان تروحون هناك ويضيع وقتكم وهو يكون أصلا منتهي وخالص ويمكن يكون راجع السعودية
سلطان : عبدالعزيز تعرف وش ودي فيه الحين ؟
عبدالعزيز بعفوية : وشو
سلطان : أخنقك وأعلقك على هالمروحة !! توِّك تحكي
عبدالعزيز : طيب وش أسوي ماجت الفرصة
سلطان : يعني الحين بتكون في روسيا
عبدالعزيز : إيه بموسكو هذا آخر شي قاله لي
سلطان : وجاب طاريك ؟
عبدالعزيز :إيه ماعنده غير عبدالعزيز العيد
سلطان : ماراح يقدر يشِّك فيك وموضوعك نتصرف فيه نقوله أنه مات وينساك
عبدالعزيز : مات ؟
سلطان : مافيه غير كذا عشان يصرف نظره عنك
عبدالعزيز وذكر الموت له هيبة في داخله
سلطان : الله يطوِّل بعمرك .. مجرد كذبة عشان يبعد عنك
عبدالعزيز : طيبْ
سلطان وينظر من الزجاج كيف أنه الهدُوء يسكن هذه اللحظات : خلنا نمشي .. وقف
عبدالعزيز سحب جواله و مفتاحه و ذهب معه
سلطان يقفل مكتبه جيدًا ويضع المفتاح في جيبه أمام أنظار عبدالعزيز


,


هيفاء : وش فيك هادية اليوم بقوة ؟
نجلاء بحدة : وش تبيني أحكي فيه ؟
هيفاء : بسم الله طيب أسكتي عساك ماتكلمتي
ريم ضحكت وأردفت : يالله مابقى شي ويجينا عبود
نجلاء وأرتخت ملامحها المشدودة مع هذا الطاريْ
ريم : إحباط لو تجي بنت
هيفاء : صدق إذا كانت بنت وش تبون تسمونها ؟
نجلاء : مافكَّرنا , أنا أحسه ولد
ريم : اللي يجي من الله حياه بنت ولا ولد
دخل منصُور : سلام
: وعليكم السلام
جلس بجانب نجلاء
ريم سكبت له من القهوة : وينك صاير ماتنشاف ؟
منصور : دخلت أنا ويوسف نادي
نجلاء ألتفتت عليه : ليه ماقلت لي ؟
منصور : عادي ماهو مهم
نجلاء تجاهلت أمر هيفاء وريم : صاير ماتقولي ولا شيء
منصور : طيب هذا أنتي عرفتي
هيفاء تحاول قطع هذا النقاش : طيب وين يوسف ؟
منصور : راح الإستراحة
نجلاء بغضب تركتهم وصعدت للأعلى
ريم : لا تآخذ في خاطرك بس نفسية الحامل أكيد بتكون زفتْ
هيفاء : ماشاء الله مجربة
ريم : شي بديهي أصلا بس طبعا الدروج اللي زيِّك مايعرفون هالشي
منصُور تنهد ووضع الفنجان على الطاولة وصعد للأعلى .. , دخل وعندما رأته أنزلت بلوزتها التي كانت ستنزعها
منصور بإستغراب من تصرفها رفع حاجبه : وش صاير لك ؟
نجلاء : ولا شي
منصور : لا فيه شي ؟
نجلاء بعصبية : قلت ولا شي يا منصور
منصور يقترب منها وبنبرة هادئة : يا روحي أكيد ماني راضي على تصرفاتها معك بس وش أسوي ؟ تبيني أروح أضربها يعني ؟ وأكيد يوسف بيزعل لو عرف ويكفيه اللي فيه
نجلاء ملتزمة الصمتْ
منصور : ماله داعي تعصبين على كل شي , والنادي قبل 4 أيام يمكن مدري 5 سجلنا فيه
نجلاء وفعلا غاضبة وملامحها تبيِّن ذلك
منصُور يحوي وجهها بكفوفه : معصبة على أيش ؟ خلاص أهدي
نجلاء بكتْ وبعصبية أنفجرت :لأني ماني طايقة هالوضع .. خلاص أبغى أرتاح .. مليت جد مليت يعني من وين ألقاها أنا ؟ تعبت ونفسيتي تعبت .. ماأبغى أجلس هنا وهي تكون موجودة
منصُور : طيب
نجلاء بغضب : يعني أنا معصبة وحارقة دمي وتقولي طيب !!
منصور : وش تبيني أقولك ؟ نجلا بالعقل
نجلاء : تعرف شي ودِّني بيت أهلي ما أطيق أجلس هنا أكثر
منصور أبتعد عنها
نجلاء وتشعُر بآلام أسفل بطنِها , تشنجات كثيرة .. يبدو عصبيتها أثرت , نصحتها الدكتورة بأن تبعد عن كل مايغضبها ولكنها لم تستمع إليها
جلست على الكنبة وهي موجوعة
منصور ألتفت عليها وأنتبه لملامحها الواضح أنها تتألم : نجلاا
نجلاء تبكي من الألم : آآآه
منصور وفعلا لا يعرف بهذه الأمور , : طيب أوديك المستشفى ؟
نجلاء : لآ .. عضت شفتيها بقوة حتى لاتصرخ ومع عضَّتِها نزفت شفتها
منصُور بتوتر : أنادي لك أمي .. نجلاء ردي علي
نجلاء : ألم ويروح
منصور تنَّح : بتولدين ؟
نجلاء وصوتها يتقطع : لآ توّني مادخلت الثامن
منصور ويجلس على ركبتيه أمامها و لا يعرفْ أن يُدبر أمرها : طيب كيف يروح الألم ؟
نجلاء ولا تستطيع أن تنطق حرفًا آخر من الألم
دقائق طويلة تمر بصمتِهم وتأوهات نجلاء و منصُور لا يعرف يتصرفْ بمثل هذه الأمور جيدًا
منصور : بنادي أمي .. وقف
نجلاء : خلاااااص
منصور ويجلس بجانبها مرة أخرى وبعضٍ من الخوف والرهبة تنتابه , يبقى الطفل الأول ذو طابع خاص : راح ؟
نجلاء وأنفاسها تتصاعَد براحة , بدأ الألم يخفْ
منصور : متى موعدك الجاي ؟
نجلاء : بعد أسبوع
منصور : قولي لها تعطيك مسكن ولا شي !!
نجلاء بقهر : لأنك عصبتني
منصور : أنا ؟
نجلاء ببكاء : ياربي أنا غبية
منصور : مافهمت !!
نجلاء : هي قالت لي أنه حملي حساس ومفروض مأاعصب وأرتاح
منصور : طيب خلاص أهدي الحين لا تقهرين نفسك .. وبلحظاتٍ سريعة حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير .. الحين ناميْ
نجلاء وعينيها تنظر إليه بتمعُّن
منصور أبتسم على نظراتها الطفولية .. أنحنى ليُقبل جبينها : بجلس تحت شوي لين يجيني النوم .. تصبحين على خيرْ
نجلاء : وأنت من أهله


,

بوسعود يقرأ على رتيلْ , سيمر يومٌ ثالث ولم تنام جيدًا , النوم نعمة وقلة من يُبصر هذه النعمة , من لا ينام تُهاجمة هلوسة وظنون سيئة و رُبما يتخيل أشياء لا وجود لها بالحقيقة .. غير العقل الذي سيضعف شيئًا فشيئًا ونبضات قلبٍ غير منتظمة .. , أردف أخيرًا : بسم الذي لا يضر مع إسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .. حبيبتي خلاص نامي
رتيل وأنظارها على السقف , مازالت تشعُر بحدة نبرة عبدالعزيز وهو يُخبرها " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك "
بوسعود : أنا بنام عندك اليوم لاتخافين
عبير دخلت من خلفهم ومدّت كآس الماء لوالدها
بوسعود : لايكون بتسهرين بعد ؟
عبير : لآ بنام الحين بس جيت أتطمن عليكم
بوسعود : نوم العوافي يارب
عبير الله يعافيك
بوسعود يشربْ من كآس الماء قليلا ويضعه على الطاولة : رتيل إلى متى ؟ ماهو زين .. وأفكار تقوده بأن يُعطيها حبة منوِّم فهذا الحل الأخير أمامه ..
رتيل عادت للبُكاء
بوسعود : بسم الله عليك .. الله يلعنهم واحد واحد .. بدأ الغضب يعتريه مجددا كيف أنهم سلبوا الراحة من بيته !!
رتيل تبكِي بشدة و تنظر لأعينٍ أخرى .. أعين من قتله ناصِر
بوسعود : لاحول ولا قوة الا بالله ... سحبها لصدره لتبكِي بشدة عليه وهي تحفر أصابعها به .. تخاف أن تبعد عنه
بوسعود مُتأكد بأن أحدهم تحرش بِها على الرغم من أن عبدالعزيز أخبره بعكس ذلك
بوسعود : وش سوو لك ؟
رتيل وتجهش ببكائِها
بوسعود : خايفة من وشو ؟
رتيل : محد
بوسعود : طيب أهدي .. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه


,

باريس ,
في شقتها التي تُشاركها مع أخرَى , يبدُو الوضع كئيب جدًا , كل حماسها أختفى .. حبَّت أن تفتح حوار : وش رايك نتمشى برا بما أنه الجو حلو ؟
ضيّ : لا خلينا هنا
أفنان : طفشت مرة مافيه شي نسويه هنا
ضيّ : سولفي لي عنك
أفنان أبتسمت : ماأعرف أسولف عن نفسي
ضي : عن أهلك أي شي ؟
أفنان : أنا أصغرهم فيه الجوهرة أكبر مني ومتزوجة و ريان بيتزوج قريب
ضي : الله يحفظهم ويخليهم يارب
أفنان : آمين وأنتي ؟
ضي : بصراحة يعني ماهو مرة متحمسة لهالدورة بس عشان أنشغل فيها وعشان زوجي
أفنان : متزوجة ؟
ضي : بس بدون لا أحد يعرف
أفنان شهقت
ضي : وش فيك ؟
أفنان بحرج : لآ يعني قصدي .. أقصد يعني صغيرة
ضي : هو عنده ظروف وعشان كذا مايقدر بهالفترة فلما جتني هالدورة هو وافق
أفنان بعفوية : زوجك كبير ؟
ضي أبتسمت : ليه ؟
أفنان : مدري بس أحس اللي يتزوجون بالسر دايم كبار
ضي : إيه وعنده بنات
أفنان شهقت مرة أخرى
ضي : الشرع حلل 4
أفنان : وبناته كبار ؟ يعني كبير ؟
ضي : أنا أحبه وهذا يكفي


,

كانت تنتظره يأتي , ومع تأخيره .. أتجهت لمكتبه , طرقت الباب .. دخلت ورفع عينه عليها
الجوهرة تتشابك أصابعها فيما بعضها : مطوِّل ؟
سلطان : ليه ؟
الجوهرة بربكة : أبغى أقولك موضوع
سلطان : ماني فاضي
الجوهرة زمت شفتيها لا تُريد أن تبكي أمامه ولكنه يقسو عليها كثيرًا
سلطان : لو سمحتي .. وأخفض نظره على أوراقه
الجوهرة : ليه تعاملني كذا ؟
سلطان : لأن أنتي تبين كذا
الجوهرة بكتْ , ومع دموعها ترتجف حروفها : طيب أنا آسفة
سلطان : أسفك مايفيدني بشيء
الجوهرة : سلطان
سلطان بحدة يرفع عينه: نعم
الجوهرة ببكاء طفلة : لا تقسى عليّ
سلطان لا يُريد أن يحن عليها ولكن تُرغمه : طيب
الجوهرة : بس شوي أترك هالأوراق
سلطان : ماعندي وقت
الجوهرة : عشاني ؟
سلطان : ولا عشانك
الجوهرة وتحس بالإهانة الآن
سلطان : سكري الباب وراك
الجوهرة وإهانةٌ أخرى .. وقفت تنظر إليه : ليه تسوي فيني كذا ؟ أنت بعد ماقلت لي عن سعاد وسكت ماقلت شي ليه تعاقبني الحين
سلطان بحدة : أطلعي وخليني أركز بشغلي
الجوهرة و تعانده : ماأبغى اطلع
سلطان رفع عينه بصدمة من أنها تعصيه

.
.

أنتهى موعُدنا - الخميس- إن شاء الله
لا تلهيكم عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه "


لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ ()

بحفظ الرحمنْ.



JAN 07-04-2020 04:06 PM


رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
البارت ( 31 )

ألا يا غِيابي ..

أنـا فيكَ حاضِـرْ !

أُكابِـرُ ؟

كلاّ .. أنَـا الكبرياءْ !

أنَـا توأَمُ الشّمسِ

أغـدو و أُ مسـي

بغيرِ انتِهـاءْ !

ولي ضَفّتـانِ :

مسـاءُ المِـدادِ وصبْـحُ الدّفاتَـرْ

وَشِعــري قَناطِـرْ !

متى كانَ للصُبْـحِ واللّيلِ آخِـرْ ؟


*أحمد مطر.



سلطان بحدة : أطلعي وخليني أركز بشغلي
الجوهرة و تعانده : ماأبغى اطلع
سلطان رفع عينه بصدمة من أنها تعصيه
الجوهرة بللت شفتيها بلسانِها مُرتبكة
سلطان وضع القلم على الورق و وقف
الجوهرة التصقت بالباب بـ ودَّها لو تكُن ذات سيقان قصيرة تفِّر هاربة دُون أن يُحمل أحدًا عليها عتب ويتمتمون " طفلة ما ينشره عليها " هذا ماودَّها بِه الآن أمام نظرات سلطان
سلطان : وش قلتي ؟
الجوهرة أغمضت عينيها بشدة لا تُريد أن تراه و بخوف : قلت أبغى أطلع
سلطان أبتسم إلى أن بانت صف أسنانه العليا , : بس أنا سمعت شي ثاني
الجوهرة فتحت عينيها ببطىء : والله ما أقصد بس
سلطان بنظرات حارِقة جدًا وبملامح باردة : قصدك وشو ؟
الجوهرة : أنك ماجيت وأنا أحسبك برا وجلست أحاتيك وأقول ليه مارجع وأكيد زعلان مني
سلطان وينظر إليها , طفلة وستظَّل طفلة بنظره لا يستطيع أن يتعامل معها كـ أنثى بالغة ؟ حتى نبرتها وتبريراتها طفولية جدًا
الجوهرة تُكمل : ما أبغى أعرف وش صار قبل لاتتزوجني !! بس يعني .. أنا والله آسفة ماهو قصدي أزعلك وتتضايق مني .. يعني لا تعاملني كذا
سلطان : أيه
الجوهرة أرتبكت جدًا : بس خلاص .. أرجع لشغلك وتوبة أدخل عليك وأنت تشتغل
سلطان : طيب
الجوهرة وزاد إرتباكها : خلاص أطلع ؟
سلطان و بعض من الفرح يتراقص في قلبه ويريدها أن تبقى : أنتي وش تبين ؟
الجوهرة : ما أبغى أعطلك عن شغلك بس يعني أنا مقهورة ومانمت و .. يعني كيف أقولك بس والله سلطان أنا ماأبي أضايقك بشيء .. , تشعر وهي تذكر إسمه " حاف " بأنه ينقصه شيء ربما هيبته في داخلها هي السبب.
سلطان بصمتْ وأنظاره تحفُّها
الجوهرة : و ما كليت اليوم كويِّس وحتى تجاهلتني ما كاني موجودة , خلاص والله ماعاد أعيدها
سلطان رغما عنه ضحك
الجوهرة تغيرت ملامحها مع ضحكته لم تفهم شيء هل هو راضي أم غاضب أم ماذا ؟
سلطان بإبتسامة : طيب أسفك بحاول أفكر فيه يعني أرضى أو لأ
الجوهرة : يعني أفهم أنك رضيت ؟
سلطان يرجع لمكتبه : مدري أفكر
الجوهرة أمالت فمها وهي تنظر إليه
سلطان يُدخل بعض الملفات في درجه لن يستطيع التركيز أبدًا في عمله اليوم , رفع عينه مرة أخرى : تعالي
الجوهرة : وين ؟
سلطان : تعالي أجلسي عندي
الجوهرة : لآ ما أبغى أزعجك
سلطان : قلت تعالي
الجوهرة تقدمت لتجلسْ بمقابله ولكن أشار لها بجانبه .. جلست وكتفها يلتصق بكتفه , أوراقه بين يديه لا يعرف بأي سطرٍ يقرأ , والتركيز تحت الصِفر.
الجوهرة : زعلان ولا لأ ؟
سلطان وعينيه على الورقة : تدرين أحيانا وش أحس إتجاهك ؟
الجوهرة أرتبكت لم تتوقع أن يكُن صريحًا لهذه الدرجة , توتّرت
سلطان : أنك بنتي
الجوهرة : بنتك ؟ على فكرة إحساسك بايخ مرة
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عاد إحساسي
الجوهرة : لهدرجة عقلي صغير ؟
سلطان : لآ بس ضحكتك كلامك نظراتك ربكتك إبتسامتك نبرتك دلعك كلها طفولية وحيل
الجُوهرة ورمشها يرتجفْ من رجفة قلبها بهذه اللحظاتْ
وضع بعض الأوراق في ملفٍ آخر وأنحنى ليدخله الدرج الأخير .. ألتفت عليها ولا يفصُل بينهم شيء , نظراتٍ بينهُم , أحاديثٍ صامتة بكلماتٍ تدخل في قامُوس لغة العينْ.
الجوهرة وقفت وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها : تصبح على خير
سلطان وعينه الغير راضيه تُمعن النظر بها : وأنتي من اهل الخير


,

في الصباح , بعد أن تم تنويمها رغمًا عنها بِفعل حبّةٍ , قبَّل رأسها بهدُوء , أطمئن عليها وخرج ليطرق باب غرفة عبيرْ
عبير فتحت الباب لتُقبل جبينه : صباح الخير
بوسعود : صباح النور .. صاحية بدري
عبير بإبتسامة : تطمن أمس نمت كويس
بوسعود : الحمدلله .. أنتبهي لأختك
عبير : إن شاء الله
بوسعود : بحاول ما أتأخر اليوم بس طلي عليها كل شوي و إن صحت خليها تآكل لأنها ما كلت شي
عبير : إن شاء الله من عيوني

عينانْ تنظُر إليها أمام عبدالعزيز , كانت خبيثة جدًا تُفتفت خلاياها بنظراتِه .. يبدُو كأنه سيآكلها الآن .. يقترب مِنها شيئًا فشيئًا , لا تستطيع أن تصرخ .. أن تُنادي أحدًا .. حتى عبدالعزيز واقف لم يتحركْ .. أنفاسٌ تتصاعَد , شهيقٌ لا يُلحقه زفيرًا , .. قلبها يضيق , كل ما حولها يضيق يبدُو الحياة تُفارقها بهذه العينان اللتان تُوحي كأنها تتلصص عليّ تُريد تمزيقي ...
فزَّت من سريرها مُتعرِّقة أنفاسها تُسمع من خلف البابْ

بوسعود ألتفت هو وعبير إلى باب غرفة رتيل من صوتٍ أصدرته .. فتحه بهدُوء ونظر إلى حالتها
رتيل عندما رأتهم بكتْ : يبببببببببببببه
بوسعود : ياعيون أبوك ... جلس بجانبها
رتيل وتضع كفوفها على شعرها المجعَّد بفوضى وتفكيرها مشتت جدًا من طرفٍ عبدالعزيز و من طرفٍ آخر الذي قُتِلْ
بوسعود وكيف يتحمَّل هذا المنظر ؟ لو حرقهم واحِدًا واحِد لن يُشفى صدره أبدًا
رتيل وبكلماتٍ متقطعة غير مفهومة : هنا .. موجود والله موجود
عبير أبتعدت للخلف قليلا من منظر رتيل , بلعت ريقها ورمشها يرجُفْ و نبضاتِها ليست على ما يُرام أبدًا
بوسعود ويضع كفوفه على خدها : مافيه أحد .. حتى أنا جالس هنا ماني رايح مكان ..
رتيل ونظراتها مشتتة
بوسعود : ما أمدى نمتي , أرجعي نامي وأنا هنا جالس .. يالله ياروحي
رتيل تضع رأسها على المخدة وعينيها على السقف
بوسعود يمسح بكفِّه اليُمنى عرقِ جبينها , ليقرأ عليها " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ " ثم أردف " اللهم أني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك . أو علمته أحدا من خلقك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك أن تُطمئن قلبها وتُجلي حزنها وتعفو عنها وتغفر لها ياكريم يارحيم "
أغمضت عينيها , وما إن أغمضتها حتى فتحتها على نغمة جوال والِدها.
بوسعود خرج حتى لا يُزعجها : هلا سلطان
سلطان : هلابك , عسى ماشر ؟
بوسعود ونبرته جدًا غاضبه : الكلاب بعد
سلطان : ليه ؟
بوسعود يمسح وجهه بتعب : شكل فيه حقير مسوي شي لبنتي
سلطان فهم عليه : طيب تقدر تجي ؟
بوسعود : إن شاء الله جاي وراح نحقق معهم اليوم بعد
سلطان : خلاص أعترفوا و عمار قريب بينمسك
بوسعود : بعرف الكلاب وش سوو لها
سلطان : عبدالعزيز طمنَّا مستحيل يكذب
بوسعود : طيبْ
سلطان : أنتظرك .. وأغلقه
بوسعود ألتفت على عبير هامسًا : أنتبهي لها
عبير هزت رأسها بالإيجاب
بوسعود نظر عليها نظرةٍ أخيرة ... وخرج متوجِهًا لبيت عبدالعزيز .. دخل ورآه يغلق الكبك
بوسعود : صباح الخير
عبدالعزيز : صباح النور
بوسعود : عز أجلس شوي أبغى أكلمك بموضوع
عبدالعزيز ويجلس وهو يغلق أول أزارير ثوبه : تفضَّل
بوسعود : قولي وش صار بالضبط يعني أول مادخلت أنت وناصر
عبدالعزيز : قلت لك
بوسعود : أبغى بالتفصيل
عبدالعزيز مستغربًا : راح ناصر للمطبخ وكان فيه إثنين و أنا صعدت فوق و دخلت غرفة ولقيت فيها واحِد وأغمى عليه وتركته وبعدها . آآآآ
بوسعود : إيه بعدها وشو ؟
عبدالعزيز بلع ريقه : فتحت الغرف الثانية في كانت غرفة مقفلة وأحسبها لوحدة من بناتك و .. و بعدها *حكّ خدِّه بتوتِّر*
بوسعود : دخلت غرفة رتيل ؟
عبدالعزيز شتت نظراته : أيه
بوسعود : كمِّل
عبدالعزيز : بس خليتها تجلس في مكتبك لأن هو اللي كان بعيد شويْ
بوسعود : مين شافت غيرك ؟
عبدالعزيز وحرارة وجهه ترتفع الآن من إرتباكه : محد
بوسعود : عبدالعزيز لا تكذب !!
عبدالعزيز : يوم كانت في المكتب وأتصلت عليك
بوسعود : إيه على أختها أتصلت
عبدالعزيز ومضطر أن يكذب : و دخل عليها واحد وصرخت وجيت و بعدها ناصِر جاء وأطلق عليه
بوسعود : يعني كانت بروحها وياه ؟
عبدالعزيز :لأ
بوسعود : أنت ماجيتها الا بعد ماصرخت يعني ممكن سوَّا لها شي
عبدالعزيز : لأ أنا متأكد محد جاء صوبها يعني هو دخل وأنا كنت قريب مررة مايمدي سوَّا لها شي
بوسعود : متأكد يا عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز : زي ما أنا متأكد أنك قدامي الحين
بوسعود تنهَّد
عبدالعزيز : صاير شي ؟
بوسعود ويمسح على عينيه : بتكمل 4 أيام ما نامت , لو بس أعرف مين اللي كلمها ووش قالها لأخليه يحترق بجحيمه
عبدالعزيز ينظر إليه و رُبما عرف معنى ما قاله لها .. هل لهذه الدرجة أثَّر حديثه عليها ؟ من المستحيل أن تتأثر بسرعة ؟ لكن لم يُكلمها أحد في ذلك اليوم أنا واثق من هذا .. أنا فقط من تحدَّث إليها .. " الله يآخذني كاني جبت العيد معها " .
بوسعود لاحظ توتره : تعرف شي ومخبيه ؟
عبدالعزيز : لآ .. الله يحفظ لك بناتك و .. وو يخليهم لك
بوسعود : آمين .. وقف .. أنا رايح سلطان ينتظرنا لا تتأخر ..
عبدالعزيز : أن شاء الله ..
بخروج بوسعود .. عبدالعزيز: يالله أنا وش سويت ؟ يا غبائي بس ... رنّ في إذنه " لأخليه يحترق بجحيمه " لوهلة حسّ بأن بوسعود لو عرف فعلا سيذوِّقه الجحيم .. يعرف قوة علاقته مع بناتِه.
تفكيره تشتت بأشياءٍ كثيرة , لم يتوقعها أبدًا أن تتأثر بسرعة , يعرفها قوية جدًا عنيدة رُبما المشاعر ميتة عنِدها .. تذكَّر نظراتِها له .. كلماتها في المستشفى .. عقَّد حاجبيه وهو يتمتم : يا شقا قليبك يا ولد سلطان.

,

الهدُوء يخيِّم هذه المرَّة , مثبت هاتفه على كتفه : طيِّب طلعت الفيزا الحين ولا كيف ؟ .... أووف طيب بسرعة الله يرحم لي اللي جابوك ..... هههههههههههههه يخي قربت أقلب حليب من الحرّ .... طيب ..ههههههههههههه طيب .. يخي أقولك طيب ...... أنقلع بس .. وأغلقه وهو يربط خيوط جزمته .. رفع عينه : صباح الخير
مُهرة ولا تُرد عليه
يوسف أبتسم : صباح الورد
ولا رد
يوسف : صباح الجمال
وأيضًا لا رد
يُوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه صباح الزوجة الصالحة
مُهرة ألتفتت عليه : يالله عسى هالصباح تسمع خبر أسوَّد يسوِّد وجهك وكل حياتك
يوسف : ما ظنتي الله يستجيب لوحدة ماترضي زوجها
مُهرة : وأنت مصدق أنك زوجي !
يوسف بإبتسامة بلهاء : للأسف أني مصدق
مُهرة : متى تسافر ؟
يوسف : تقريبا أسبوعين بالكثير وأنا بصبَّح على وجيه زينة ماهو على وجهك اللي الواحد يشوفه يقول اللهم عافِنا في دنيانا
مُهرة : وعساك ماترجع
يوسف : والله من حسن حظي لو ما أرجع
مهرة : طيب وأنا ؟
يوسف : تكيفي أعتبري نفسك بالجامعة ماهو شرط تسولفين مع كل البنات ولا هو شرط تحضرين كل المحاضرات
مهرة : ممكن لو مرة تآخذ الأمور بجدية
يوسف : وأنا صدق أتكلم ماهو لازم تنزلين تحت وتصبحين عليهم خلاص أجلسي هنا ولين عاد ماأرجع يصير خير
مهرة : متى ترجع إن شاء الله
يوسف : 3 شهور
مهرة شهقت : نععععععععععععععععععم
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماتستغنين عني داري بس وش نسوي لازم تشتاقين لي عشان تقوى حياتنا الزوجية
مهرة : لآ ياعمري ماأجلس 3 شهور هنا
يوسف : لا تقولين لي عُمري و حبيبي قلبي مايتحمَّل
مهرة بعصبية : تستهبل ! يعني أنا أجلس هنا وأقابل هالجدران و اهلك و الكآبة كلها ذي و أنت تصيِّف برا !! لا يا حبيبي مالي دخل تشوف لك صرفة أنا ماأجلس هنا والله لاأروح بيتنا ولا عليّ مِنك
يوسف ببرود : طيب وش تبيني أسوي يعني ؟ أنا قلت لك تبين حايل خلاص أوديك لكن وينهم تحسبين حايل بيتيين بس ؟ من وين أجيب لك أهلك وأمك بعد حتى ماكلفت روحها تتصل عليك و على فكرة عندها رقمي !! أنا مو قصدي أهينك بس خلاص أنسي هالأهل لأن هم نسوك !
مُهرة بصمت تنظر إليه
يوسف ولم يتعود على صمتها : ما بإيدي أسوي لك شي !
مُهرة بهدوء : طلقني وأنا أدبر عمري
يوسف : لا ماراح أطلق
مهرة : وليه ؟
يوسف : ما أبغى أطلق
مُهرة ودموعها بدأت بالتجمع في محاجرها
يوسف وأول مرة يلمح دموعها المختنقة , رغم أنها لم تنزل لكن واضح أنها ستبكي الآن , صمت يخيِّم بينهم
مُهرة تشتت نظراتها
يوسف بنبرة هادئة : مو 3 شهور ؟ كنت أمزح .. أسبوعين وراجع
مُهرة وعينيها في عينه .. زمت شفتيها و أنظارها لا تذهب بعيدًا عن عينَا يوسف
مُهرة : طيب
يوسف : يعني
مُهرة وتحاول أن تخفي هذه الدموع رغم أنها لم تنزل ولكن تضبب رؤيتها : يعني حتى أنا مقدر أعيش كذا زي ما أنت ما بإيدك حيلة
يوسف : وش تقصدين ؟
مُهرة : أنا ممكن يهون عندي كل شي , تسوي فيني اللي تبغى بس شي واحد لأ ؟
يوسف : وشو ؟
مهرة : ما تخليني أعيش أنا وأخوك في البيت نفسه
يوسف بصمتْ ينظر إليها
مهرة : ترضاها على نفسك ؟
يوسف : منصور ما قتل أحد
مهرة : هالكلمتين أضحك عليها قدام الناس بس علي لأ
يوسف تنهَّد : قلت لك منصور ماقتل أحد
مهرة بصراخ : إلا واللي قتله إسمه أخوي وأبوي وحبيبي وروحي .. أنا ماأرضى !! أخوي ماهو رخيص لهدرجة .. سو اللي تبغاه فيني بس ماتخليني مع أخوك في بيت واحد !
يوسف بحدة : صوتك لا يعلى
مهرة وتقترب منه وصدرها ملاصق لصدره : ماراح أعيش وياه تحت سقف واحد والله لو أهرب وسهل علي أطلع بدون لا تدري
يوسف : ماراح تطلعين ولا منصور راح يطلع
مُهرة أبتعدت خطوتين للخلف : لأنك .. تصدق حتى مافيه كلمة توصف حقارتك
يوسف : أو يمكن مافيه كلمة محترمة تقدر تجي على لسانك ... وخرج تارِكها


,

لا أحاديث بينهُمْ , الصمت يُجيد فنَّه بمقابلهم ... يعرفُون النهاية جدًا لكن الأمل موجود .. أو رُبما شيء يُدعى سخرية القدر بِه ... حظي نثروه بين نساءِ حواء و لم تُجيد واحدةٌ مِنهم جمعِه .. لا أحد .. خيبات الحياة تصفعنِي بقوة , الحُب يقهرُ الرُوح بِيْ .. يصفعني كثيرًا حتى أنني بتُّ لا أشعر بالألم .. وصلتْ لمرحلة بلا أيّ أحاسيسٍ .. موجوع جدًا لا أحد يرضى أن يداويني .. أشعُر بسخريتِهم حين تهمس أقداري " مُعافى " .. أي عافيةٍ تأتيني وأنا بـهذه الوحدة الـ تجعلني في ضياع , أحيانًا أشعُر بأن الصحة و العافية ليست بالمُهمة كثيرًا امام الوحدة .. الوحدة تُؤلِم , ماذا يعني لو أنني مريضٌ و أمامي أمي و أبي ؟ هذا خيرٌ على قلبي من الوحدة والله أنني أشتاق للناس .. و رأيت هؤلاء الناس في شخصٍ واحِد , نسيتُ ما مضى أردتُ الحياة مرةً أُخرى , لكن الحياة مرةٌ أخرى أيضًا لا تُريدني , أبتسم وهو ينظر إليها.

لو اننا في مكانٍ غير هذا ؟ أو ظروفٍ غير هذه ؟ لو أنني أحببتك قبل الحادث ؟ , أشعُر بأشخاصٍ كُثر حولي يعرفهم قلبي جيدًا و عقلي يجهلهم لكن أنتْ وحدِك من كان قلبي و عقلي يعرفه جيدًا , جربتْ الحُب و خُيِّل لي بأنه أول حُب بحياتي , أحببتُ اللحظات المسروقة بيننا .. أحببتُ مواساتِك لجرُوحي , لحزنك على تعبي , لفرحك على بسمتي , أشتاقُ إليك كُلما أنهيت يومِي " بكرا نكمل إن شاء الله " كنت أشتاق للوقتِ و للتاسعة صباحًا التي تجمعي بِك , كنت أراك صادقًا صديقًا حبيبًا , أحببتك كثيرًا , كان الفرح يتراقِص بِي ويقيم عرسًا حين تدعونِي مساءً لقهوة أو رُبما عشاء .. رُبما لم أراك في وقتِها لكن قلبي يراك يشعُر بِك , رُبما جهلتُ الكثير و حتى أنني جهلتُ نفسِي لكن لم أعرف شيئًا صادِقًا سواك , أنتْ , أنت لست طبيبًا أنت حياتي لكن : الحياةُ ضدَّنا .. أحببت قبلك هذا ما قالته أمي لكن أين هو ؟ .. أريدك أنت ولكن قلبي يُريد الحقيقة .. أريدك لكن أريد أن أرى ناصر .. أريدك يا وليد لكن أريد محوِ " لكن " التي تتطفَّلُ على أحاديثي عنك .. و أيضًا لكن لا تُريد ذلك , أبتسمت له و بعينيها تلمع الدموعْ.
وليد : وش تفكرين فيه ؟
رؤى : كيف الواحد يفقد نفسه ؟
وليد بنبرة موجعة : إذا غصّ بالحكي
رؤى : و ليه يغص بالحكي ؟
وليد : لأن قلبه ممتلي بالوجع
رؤى : واضح أني فاقدة نفسي
وليد أبتسم : ودِّي ألمّ شتاتك بس أحيانا تكون أيادينا قصيرة حيل ما تفيد أبد
رؤى رمشت فـ سقطت دمُوعها : أبتروا هالوجع
وليد : مانقدر
رؤى ببكاء : قالوا أنه متغيرات الحياة تقوِّي الحُب
وليد : و متغيرات الحياة قاسية يا رؤى


,

في مكتبْ سلطانْ *
سلطان تنهَّد : طيب بس هالفترة
بوسعود بغضب : وأنا وش ينطرني ؟
سلطان : طيب أنا ماأقولك ماراح نمسكه بس ننتظر وقت مناسب
بوسعود : سلطان لا تجنني كلنا نعرف أنه الجوهي يدعم عمار
سلطان : لو يدعمه بشكل مباشر كان عرف بموضوع عبدالعزيز ! اللي تحت الجوهي هم اللي يدعمونه وأصلا هذا مايهمنا
بوسعود بحدة : إلا يهمنا خلاص ليه ننتظر روحته لروسيا ؟ عندنا عقده و دليل واضح على التبادل
سلطان : طيب واللي معاه ماعندنا دليل عليهم ؟
بوسعود بغضب : لو هالشي صار في بناتك ما كان تكلمت بهالصورة !!
سلطان نظر إليه بإستغراب شديد
عبدالعزيز الصامت مستغرب من حدة النقاش
بوسعود بغضب ويبدُو انه وقت الإنفجار : بنتي ماهي قادرة تنام عشانهم !! لا ياسلطان كلهم ينرمون في السجن و يتنفذ فيهم الحكم ! ماراح أصبر أكثر من كذا بكرا يذبحون بناتي وأنا قاعد أتفرج
سلطان و فعلا لا يستطيع أن يتجادل معه
بوسعود بحدة : هالمرة أنا اللي بقرر !! وماراح توقف بوجهي ياسلطان
سلطان بنبرة هادئة : ماعاش من يوقف بوجهك ! بس ماينفع و الحرس منتشرين في المنطقة غير اللي في بيتك وإن شاء الله ماهو صاير الا كل خير
بوسعود بغضب : ليه منت راضي تفهم !
سلطان : أنت معصب ولا أنت قادر تفهم شي
بوسعود بحدة وقف : ماني فاهم الأنانية اللي عايش فيها
عبدالعزيز بصدمة كبيرة ينظر إليه
سلطان رفع حاجبه : أنانية ؟
بوسعود : إيه أنانية ! لأن لو حصل بأهلك كذا ماكان قلت بنصبر ونشوف
سلطان : طيب أحنا مانبغى بس الجوهي نبغاهم كلهم ! بكرا يأسسون لهم خلايا ثانية بعد الجوهي وماأستفدنا شي لازم نمسكهم كلهم من صغيرهم لكبيرهم !! وبهالوقت ما نقدر
بوسعود : نقدر نخليهم يعترفون
سلطان : ماراح يعترفون لأن مافيه دليل و مانقدر حتى نحولها للقضاء والأدلة ماهي كاملة
بوسعود : طيب وأنا وش يطمني ؟ سلطان أفهم واللي يرحم لي والديك بناتي عايشيين بخوف وهم في بيتهم !! حتى الأمان أنحرموا منه وعشان مين ؟ عشان شوية كلاب محنا قادرين نمسكهم
سلطان : طيب يا عبدالرحمن هالمواضيع مافيها أهل
بوسعود بحدة : نعم ؟
سلطان : يعني عندك 50 شخص مقابل شخصين تحمي مين ؟ أكيد الخمسين شخص
بوسعود والغضب وصل لأعلاه : يعني قصدك أهلي بالطقاق ؟
سلطان : طيب أهلي كانوا قبلك
بوسعود و فعلاً لُجِم بكلمة سلطان
سلطان بوجع : كم مرة خسرت طول ما أنا جالس على هالكرسي ؟ مين فقدت ؟ لازم نضحي وأنا ماأقولك بناتك بالطقاق .. الله حافظهم و سويت كل اللي أقدر عليه , إذا المنطقة بكبرها منتشرين فيها الأمن و حول قصرك حرس أنا بنفسي مختارهم لك و عارف أنهم كفؤ
بوسعود بصمت ينظر إليه
سلطان : بس فترة لين ربي يفرجها و نمحي قذارتهم
بوسعود تنهَّد
سلطان عقد حاجبيه وهو يدق بأصابعه على مكتبه , مزاجه وصل إلى الحضيض الآن
عبدالعزيز , للمرةِ الاولى يشعر بـ كُبرِ همّ سلطان و ضيقِه و مسؤوليته العظيمة , و للمرةِ الأولى يشعُر بأن التضحية أحيانًا تكون واجبة إن كانت إتجاه الوطنْ و للمرة الأولى أيضًا يشعُر بأن بوسعود يُجبَر على التضحية بأمن بناتِه لأجل أمن وطنْ.
يشعُر بصغرِ همومه امامهم لكن رُغمًا عنه يكرهُ تصرفاتِهم , لا أهل .. هذه الكلمة لوحدِها تجعلني أسقط نيرانٍ لا مهربِ منها.


,


عبيرْ تتأمل ملامح رتيل المُتعبة النائِمة , عينيها تائِهة تبحثُ عن وطن الآن , لو أنَّ والدتِها هُنا كيف كانت ستهتم بـ رتيل ؟ رُبما مثل والدها ستقرأ عليها آياتٍ من القرآن ولا شيء غير القرآن , كانت ستبكِي رتيل على صدرِها مثل ما تبكي على صدرِ والدها ؟ كانت ستُعانقها ساهِرة , لن تغفى عينيها و لن يرتاح قلبها أبدًا حين ترى رتيل بهذه الصورة ؟ ستسهرْ و تبكِي .. علَّها ببكائِها تخفف خوفها عليها .. لو كانت أمي موجودة كان ماأحتجتك .. كان ماأحتجت لك يا هيه .. يا أنت.
وميضْ هاتفها أفاقها من غيبوبة أفكارِها , فتحت الرسالة " قبحٌ على دُنيـَا تُبكيك "
وبهذه الرسالة تسللت رجفة لقلبِها أنتقلتْ لرِمشها , بكتْ كثيرًا و كثيرًا و بشدة و جدًا.


,

آخر الليل تُوشك على الثالثة فجرًا.

يُهاتفه : طيب مافهمت شي من نظراته يعني طريقته بالسؤال ؟
ناصر : حسيت كأنه يبي يقولي شي بس ماعرفت يعني وش ممكن بيني وبين سلطان ؟ بيننا رسمية كثير
عبدالعزيز : غريبة ؟ يعني سؤاله أكيد مو لله .. أكيد يقصد شي
ناصر : أنا حسيت كذا بعدين فكرت قلت يمكن أحد أنا متهاوش معه وكلم سلطان
عبدالعزيز : يمكن ! بس مين ؟
ناصر : حتى أنا أحاول أفكر مين اللي علاقتي معه ماهي كويسة أو أني قاطع فيه
عبدالعزيز :عقب اللي شفته اليوم ممكن أحسن الظن فيه وأقول يمكن بس سؤال
ناصر : ترى شايل في قلبك عليهم مررة ! يعني صدق أستفزوك بس عاد مو لهدرجة
عبدالعزيز تنهَّد : خلها على ربك
ناصر : الله كريم
عبدالعزيز : بكرا إجازة تعالي
ناصر : هههههههههههههههههههههههههه أنسى
عبدالعزيز : ليه ؟
ناصر : بصراحة أنا أتشائم من وجهك كل ماشفته تصير مصيبة
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههه لأنك عزمتني صارت مصيبة
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب نعوضها بكرا
عبدالعزيز : الله يالدنيا صرنا نتفق على سهراتنا بعد
ناصر يجاريه : ذلتنا الدنيا وأنا أخوك
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه ننفع لمسلسل درامي عاد الشعب الخليجي يحب الحزن
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تذكر سهرات باريس
عبدالعزيز : عاد تدري كل ماجت الساعة وحدة وكنت متملل أتذكر أيامنا هناك
ناصر : و طبعا أنت بعيون أبوك مراهق
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لما أتذكر أنه كان يتصل عليك عشان يهاوشني أقُول لهدرجة عمري توقف عند 18
ناصر : مع أني كنت أختلف معه الله يرحمه وكان يقهرني كثير وكان يعاملكم كلكم أنكم مراهقين بس والله كانت هوشاته تشرح لي صدري
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه الله يخلي الكف اللي خذيته منه
ناصر : مانسيت هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه أحلى كفّ بحياتي وحتى أنت خذيت منه كف لا تحسبني بنسى
عبدالعزيز : كانت من أحلى أيام عمري صدق نهاية الليلة كانت كفوف بس وقتها حسيت بمعنى الواحد عايش حياته لو بـ طيش
ناصر : أصلا كانت أكبر همومنا كيف نكذب على أبوك
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههه على كثر ماهو صارم ويانا و يمنعنا من أشياء كثيرة بس كنت مستمتع كثير بخطوطه الحمراء

بنبرةٍ حادة : الساعة 10 أنت هنا
عبدالعزيز : طيب يا بابا
أبتسم : ايه بابا
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه عمري 28 وتعاملني كذا ؟
والِده : لو يشيب شعرك يا ولد سارة بضِّل أعاملك كذا
عبدالعزيز : وجِّه الكلام للي جمبك
بوعبدالعزيز : طبعا ماأنتهيت كلامي
غادة : لا والله تشيّشه عليّ
بوعبدالعزيز : من تشوف ناصر تنسى عمرها
غادة أنحرجت : يبه
بوعبدالعزيز : بالأسبوع مرة وحدة تشوفينه ومو كل أسبوع بعد
عبدالعزيز : أحب العدل صراحةً
هديل : يالله متى يجينا عريس الغفلة ويآخذني منكم
والدها : سلمي لي على الحياء
هديل : بكسب أجر وأكمل نصف دين واحد من أخوانا المسلمين
عبدالعزيز : والله أنا اللي طايح حظي لا خطبتوا لي ولا قلتوا نكمل نص دين ولدنا ولا شيء
والدته : صدق عيَّار وش قلنا لك عن أثير ؟
عبدالعزيز : يمه يعني البنت أنا أعتبرها زي أختي
هديل تقلد نبرة صوته : ماأحس بأي شعور إتجاهها , وكل بنات العالم خواته ماشاء الله
عبدالعزيز : أكرمينا بسكوتك
هديل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه كذاااب كأني ماأشوف عيونك تطلع منها قلوب لما تشوفها
عبدالعزيز بصدمة : أنا ؟
هديل : إيه أنت من يوم أشتغلت عندكم وأنت تتكشخ
عبدالعزيز :أتكشخ قبل لا اشوف وجهك يالبزر
هديل وهي تقف وتتمايل وتقلد نبرة والدها : الساعة 10 أنت هنا طيب يابابا لا تتأخر عشان بابا مايعاقبك ويحرم منك المسروف *المصروف*
عبدالعزيز : عاجبك يبه صرت مسخرة لهم
والده بضحكة عميقة : أسمع الكلام يابابا

عاد مع صوت ناصرْ والذكريات , الله يا باريس .. يا زوجتِي الأولى.
ناصر : جاني النوم تصبح على خير
عبدالعزيز : وأنت من أهل الخير .. أغلقه , أستلقى على السرير أفكار كثيرة تهاجمه .. أبتسم لذكرى والده , رغم معاملته القاسية له لكن كان يتلذذ ويرى كل المتعة عندما يهربْ من النوافِذ حتى يخرج في أطراف الفجر .. كانت كُل متعته يشاركها مع ناصِر بداية الفجر حين يسيرون على أرصفة باريس و ضحكاتهم تضجُّ بها الضواحِي .. شوارع كثيرة يحفظها شبرًا شبرًا , ناصِر هو الشخص الوحيد الذي كان يستمتع بسخافاتِه و يرى الفرح بأتفه الأمور معه , أمام الجميع هو بمنظر العاقِل الرجُل الذي لا محَّل للطيش في قلبه لكن أيام باريس وناصِر كان لا محَّل للعقل بينهم .. أشتاق كثيرًا لضحكاتِهم و تعليقاتِهمْ.


,

تنزِل من الدرج بخطواتٍ هادئة تتلفتُ كثيرًا بـ عينيْن خائِفتيْن , تنظر لخلفها بخوف .. دخلت المطبخْ وقلبها يكاد يخرجْ , أخذت كأس الماء وأنفاسها تتصاعَد , شربته بسرعة حتى بللت بيجامتها .. صعدت للأعلى بركضْ لغرفتها و أغلقتها جيدًا.
هالات سوداء أسفل عينيها و بشرةٍ شاحبة صفراء بـ شعرٍ غير مرتبْ تُشعر كل من رآها وكأنها مدمِنة إحدى انواع المخدراتْ.
مسكت شعرها ورفعته بأكمله بطريقة مبهذلة , جلست على طرف السرير و مرةً أُخرى يحضُر صوت عبدالعزيز " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك "
عقدت حاجبيها من طريقته .. شعرت بغبائِها عندما أحبته , الحُب لا يدخلُ قلوب الأغبياء.
دموعها تسقطْ بحُب لشخصٍ كان من المفترض أن يحبها لكن لا يكُّن لها أيّ شعور ؟ رُبما المرة الأولى أشفق عليّ و جاملني !
رُبما أنا مجرد " لا شيء " في حياته لكن هو " كُل حياتي " . . وخزٌ في يسارِها من طريقة تفكيرها , أتى عبدالعزيز و أقتحم قلبها لتتغيَّر كل مبادئِها .. هو الشاذ في قواعِدها , تُطيع الله في كل أمر إلا مايتعلق بِه تقودها أهوائها , كبريائها لا يسمح حتى أن تبتسم دُون سبب إلا عندما تراه تشعُر بفرحة و عنفوانْ من السعادة في قلبِها .. كل شيء في حياتها جيّد ماعدا هو يفوق الجيّد أو رُبما أفضلُ شيءٍ تحقق في حياتها .. لا أقصد بذلك عبدالعزيز لكن أقصد حُبه .. هو رُبما لا يستحق حُبي لكن نحنُ البشر لا نحُب ما نُريد و متى نُريد و كيفْما نُريد .. فجأة تلتفُ خيوط الحُب حولنا , " أنا أحبه بس تصرفه يخليني أكرهه و أدري أنه الكره ماهو بإيدي ويمكن حتى لو حاولت أكرهه يزيد حبي له لكن كيف يطاوعه قلبه يهيني ؟ "

في الصبــاحْ *
إجازة الجميع ما عدا بُو سعود و سلطانْ لا يهنى لهم بالاً أبدًا.

هذه المرة أرتدى بدلته العسكرية لأنه سيتدربْ , أرتداها بسرعة و في الفترة الأخيرة تأخيره عن الدوام بات واضِحًا
الجُوهرة : سلطان
سلطان وهو يربط خيُوط حذاءه : هلا
الجوهرة بتوتُّر : تقدر تجي بدري اليوم يعني 8
سلطان رفع عينه : ليه ؟
الجوهرة : كذا
سلطان : مدري ماأتوقع لأن اليوم أنا وبوسعود عندنا شغل كثير
الجُوهرة : طيب بس 5 دقايق من وقتك
سلطان : متأخر مررة
الجوهرة : طيب بحفظ الرحمن
سلطان أتجه خارِجا من الغرفة ولكنه ألتفت : وشو
الجوهرة أبتسمت : لا خلاص روح
سلطان : لآ قولي
الجوهرة : كنت بسألك عن شغلة بس ماهي مهمة
سلطان : طيب قولي أنا متأخر متأخر ماتفرق
الجوهرة بكلماتٍ مرتبكة ومتقطعة والتوتر يصل لأعلاه , خشيت أن ينزف أنفها لحظتها لا مبررات أبدًا : فيه بنت أعرفها يعني . . .. أغتصبوها و أبغى أعرف كيف تبلغ عنهم يعني هي مررة خايفة وخصوصا زواجها قرّب وماتقدر تقول لأحد
سلطان : لآحول ولا قوة الا بالله العظيم طيب وزوجها يدري ؟
الجوهرة : لأ
سلطان رفع حاجبه : مايجوز تخدعه تحطه بالصورة وافق تمام ماوافق اللي حلل الزواج حلل الطلاق
الجوهرة و الآن جسدِها بأكمله يرتجفْ
سلطان : ومفروض تبلغ عن اللي أغتصبوها يمسكونه ويحكمون عليه ويكون عبرة لغيره .. ماني عارف وش هالدناءة اللي وصلت في البشر
الجوهرة بصمت تام
سلطان وهو يضع هاتفه في جيبه : بس غلطانة كثير بمسألة زواجها
الجوهرة بنبرةٍ جاهدت أن تكُون هادئة , بلعت ريقها : بس هي حرام مظلومة من حقها تعيش
سلطان : طيب وش دخل زوجها ؟ يعني هو ماهو مظلوم يكتشف بعدين أنه زوجته ماهي بنت !! .. أعوذ بالله بس من هالأشياء تجيب الكآبة .. من حقها تعيش وتبدأ حياة جديدة بس على صدق وتقول له ماهو على كذب . .. نزل للأسفل
الجُوهرة : سلطان
ألتفت عليها وهو يفتح باب البيتْ
الجوهرة لا مجال أن تخفي أكثر : آآ .. بلعت ريقها بصعوبة
سلطان : أنتي لو تجين وتسمعين مشاكلنا كان مانمتي شهر كامل ! .... يالله مع السلامة .. وخرجْ


,

بوسعود في مكتبه يُحادث سعد : طيب وش بعد ؟
سعد : ما قدرت أعرف شي بس لقاءاتها مع وليد كثيرة و شكل صاير بينها وبين أمها مشاكل
بوسعود : مستحيل
سعد : والله مدري طال عمرك
بوسعود : مستحيل أمها تخسرها بعد !! أكيد مابينهم شي
دخل مقرنْ وجلس بهدُوء
بوسعود : طيب أمورهم تمام ؟ الشقة اللي ساكنين فيها كويسة ؟
سعد : ايه أنا شفتها ومرررة موقعها حلو و جديدة
بوسعود : و صالونها ؟
سعد : مسكرته
بوسعود : كلمها عشان نشتريه منها يمكن تحتاج قيمته
سعد : إن شاء الله
بوسعود : وغادة ؟ نفسيتها كيف ؟
سعد : تبكي كثير , قبل كم يوم طلعت بروحها وجلست تبكي و بعد ساعة تقريبا جاها وليد
بوسعود تنهَّد : طيب أعرف لي وش يبكيها ؟ سو اللي تسويه المهم تطمني
سعد : أبشر
بوسعود : تبشر بالفردوس , يالله مع السلامة .. وأغلقه
مقرن : وش صاير ؟
بوسعود : لو أظمن ناصر كان قلت له وأرتحت
مقرن : اللي تسوونه غلط , عبدالعزيز وقلنا معكم حق لكن ناصر
بوسعود : وأنا بروحي أقرر لازم بعد سلطان يوافق
مقرن : هالسالفة تعوِّر لي راسي و هاللي معها مستفزة
بوسعود : مين معها ؟
مقرن بلع ريقه : أقصد . . أقصد يعني وليد يعني معها وكذا وقريب منها
بوسعود بنظرة شك : وش مخبي عنِّي ؟
مقرن أبتسم : وش يعني بخبِّي ؟ أنت تعرف بموضوعهم أكثر مني
بوسعود تنهَّد
مقرن : وشلون رتيل ؟
بوسعود : حالتها النفسية بالحضيض وماهي قادرة تنام حتى يوم عطيتها منوِّم قامت من كوابيسها
مقرن : أبعدهم عن هالجو ! يعني لو يروحون الشرقية عند عمهم دام ماتقدر تسافر
بوسعود : مقدر أحسهم يراقبوني من كل جهة
مقرن : بس جلستها في البيت هالفترة أبد ماهي بصالحها يعني بعد هي بنت أكيد منفجعة من اللي صار
بوسعود : عز قالي أنه محد كلمها منهم ! و الكلاب يوم حققت معهم بعد قالوا نفس حكي عبدالعزيز
مقرن : يمكن مرعوبة وبس
بوسعود : ليتني خذيتها معي , أهم شي أنه عبير بعد ماهي بحالتها ولا كان صدق انهبلت
مقرن : روح لمزرعتك هاليومين
بوسعود : معطيها واحد من معارف سلطان
مقرن : إيه صح تذكرت , طيب إن سافر الجوهي وعز لروسيا ولا باريس بتآخذهم معك
بوسعود : أكيد مستحيل أخليهم هنا
مرَّت ساعة حتى أتى سلطان
سلطان :آسف تأخرت راحت علي نومه ومسكتني الزحمة .. جلس بمقابل بوسعود ...
بوسعود : كلمت سعد
سلطان : وش قال ؟
بوسعود : غادة ماهي بخير
سلطان : كيف يعني ؟
بوسعود : يقول بس تبكي ويحس فيه مشاكل بينها وبين أمها
سلطان : لا مستحيل
بوسعود : هذا اللي قلته مستحيل أمها تحاول تبعد غادة عنها بالمشاكل
سلطان تنهَّد : طيب وش يبكيها ؟
بوسعود : قلت له يشوف الوضع ويعرف لي السبب
سلطان : بتكون في باريس لا رحنا ؟
بوسعود : هذا الواضح بس تصرفت
سلطان : كيف ؟
بوسعود : بخليها ترجع ميونخ عشان تبيع صالونها
سلطان أبتسم : وانت مصدق راح ترضى ! أمها عنيدة وراسها يابس
بوسعود : إلا أكيد محتاجين فلوس
سلطان : مو حوَّلت لهم ؟
بوسعود : إيه حوَّلت على حساب غادة عشان لا سمح الله لو أحتاجوا لكن بعد مايلزمهم هالصالون .. بس يثبت التاريخ راح نخليهم يروحون ميونخ
سلطان : تدري سألت ناصر
بوسعود رفع حاجبه بإستغراب : وش قلت له ؟
سلطان : ماقلت له شيء بس كذا لمحت له
بوسعود : الحين تحرص علي أني ماأقول كلمة وأنت تلمح
سلطان أبتسم : بس مجرد سؤال وأصلا شكله مافهم قلت له لو فيه إجتماع راح تترقى فيه وجاء واحد وخبِّرك أنه هالإجتماع بيوم الفلاني وهو كذب و بالنهاية أنت ماحضرت هالإجتماع و ماترقيت مع أنك محتاج هالترقية ؟ بتسامح اللي خبرك كذب
بوسعود : وش رَّد عليك
سلطان : هنا الصدمة قالي لأ .. جلست طول ليلي أفكِّر بـ ردَّه تمنيت أني ما سألته وعرفت وأكيد عبدالعزيز نفس الكلام
بوسعود ضحك : توني أكتشف أنه فيك غباء ولله الحمد
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أصلا أعترفت بيني وبين نفسي كنت غبي جدا يوم سألته
بوسعود : خلنا نقوله
سلطان : راح يعلم عز صدقني
بوسعود : نحاول نفهمه بالأسباب الحقيقية
سلطان : طبعا لأ , أسبابنا ماقلناها لعبدالعزيز وهو الأولى نقولها لناصر !
بوسعود : بعد حرام البنت مسكينة وش ذنبها ؟
سلطان تنهَّد : طيب وش أسوي ؟ بكيفي هو ؟ لازم كلها فترة وتعدِّي
بوسعود : أصلا وليد متقرب منها كثير
سلطان : وليد ؟
بوسعود : إيه
سلطان : خاطري أشوف هالوليد
بوسعود : تراك حاضر تخرجه
سلطان :أنا ؟
بوسعود : إيه متأكد كنت موجود
سلطان : ناسيه والله .. بس خل أحد يكلم أمها تبعدهم عن بعض
بوسعود : ماترد علينا أصلا
سلطان : ماني عارف كيف تفكر وهي موافقة على قرب وليد من بنتها وهي تدري أنها على ذمة ناصر ؟
بوسعود : والله حتى أنا منصدم منها ! معقولة مريضة ! عقلها صاير له شي
سلطان : والله حتى أنا أتوقع تصرفاتها ماهي طبيعية أبد
مقرن وقف : أنا أستأذن .. وخرج
بوسعود وأنظاره خلف مقرن : ومقرن شكله مخبي شي
سلطان : وشو ؟
بوسعود : مدري ماحبيت أضغط عليه بس واضح فيه شي مانعرفه


,

فِي الصالة الداخليةْ *

ريم تستدير حول نفسها بفستانٍ ناعِم : يالله وش رايكم ؟
نجلاء : يجنن وأنتي محليته
ريم : يافديت الذوق أنا
هيفاء : ماأحب هالنوعية من الفساتين تحسينه قميص نوم من كثر ماهو بسيط
ريم : تحبين الدفش اللي زي وجهك
هيفاء : هههههههههههههههههههههه غصب يعجبني
ريم : أحسن أصلا ماأثق في ذوقك .... *حبَّت تدخل مهرة بالاجواء* .. وش رايك مهرة ؟
مهرة : جميل
ريم : تسلمين ...
دخلت والدتها بتعب : اليوم أخذي الخبلة ذي معك أما أنا برتاح
هيفاء : أنا خبلة !
والدتها تجلس : همزي رجيلاتي بس ولايكثر حكيك
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه راحت أيام الدلع !! هذي ريم بتتزوج ومحد بيبقى عندك غيري فـ حسّني العلاقات
نجلاء بإغاضه لمُهرة : بتسافرين مع يوسف ؟
مُهرة بإبتسامة مماثلة للخبث : لأ
نجلاء : أفاا ليه ؟
مُهرة : يوسف ما ودَّه
هيفاء همست لوالدتها : إن كيدهن عظيم
نجلاء : خسارة كان بيكون شهر عسل قصير لكم
مُهرة رفعت حاجبها : شهر عسل ؟
نجلاء : إيه
مُهرة : على كلمتك هذي حسستيني بزواجي
نجلاء و خيَّم عليها الهدُوء
مُهرة : مدري أنتي تغارين على منصور ولا تغارين على أخوه بالضبط ؟
نجلاء بصدمة فعلا
أم منصور وتحاول تشتيت هذا الموضوع : ترى اليوم بتجينا جارتنا العصر
مُهرة : على فكرة حاولي تجربين تستفزيني بموضوع ثاني لأن يوسف مايعني لي شي ... وخرجت
هيفاء تصفر بهبال : واحد صفر لمهرة ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
نجلاء : يا عساها ما تهنى بحياتها
أم منصور : وش هالدعاوي يا نجلا
نجلاء : سمعتي وش قالت خالتي ! حتى أهانت يوسف بعد
هيفاء : أحيانا ودي أكون زوجة ثانية والله متعة إستفزاز الحريم ههههههههههههههههههههههههههه
أم منصور : أنتي أبلعي لسانك

في جهة أخرى
هو في سابع نومة , لو أقيمت حرب في منزله لن يشعُر بها
مُهرة متربعة على السرير بجانبه : قوم
يوسف بصوت ممتلىء بالنوم : أنقلعي عن وجهي لا يجيك كف يعلمك كيف تصحيني
مُهرة : ذي زوجة أخوك المحترم صارت تعايرني يعني يعجبك هالوضع ؟
يوسف ألتفت عليها وهو مغمض عينيه : وش عايرتك فيه ؟
مُهرة : صحصح معي عشان أعرف أكلمك
يوسف بعصبية : أخلصي لا تطيرين النوم
مُهرة : ماراح تنام و ذا المجنونة تحت عسى يارب يطيح اللي في بطنها
يوسف بغضب شدَّها ليُسقطها على السرير بجانبه , وضع كلتا يديه حولها وغرز أظافره بخصرها حتى سمع مِنها " آآآآه "
تركها : لا تدعين عليها فاهمة
مُهرة وتتلوى من الألم
يوسف أتجه للحمامْ ومهرة مازالت تعض شفتيها حتى تخفف من ألمها ولا نتيجة
دقائق حتى خرج يوسف وبإبتسامة : والله جاب معك نتيجة
مهرة : حقيييييييير
يوسف : ركزي على كلماتك بعد عشان مايجيك كف الحين
مُهرة تكوَّرت حول نفسِها متألمة بشدة
يوسف : كلهم تحت ؟
مهرة : روح يا عساك تطيح في بير ماله قاع
يوسف : أستغفر الله بس ... جلس بجانبها : وش قالت لك ؟
مهرة : ماابغى أتكلم معك
يوسف : عقب ماطيرتي النوم تقولين ماأبغى أتكلم معك
مهرة وتستعدل بجلستها ويديها على خصرها : تحاول تقهرني فيك ! تحسبني ميتة عليك وبغار
يوسف فهم الموضوع : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه واضح أنك ماتغارين
مُهرة :أغار عليك أنت !! أنهبلت أنا يوم أغار
يوسف : أنا فاهم نظامك تبينين للكل تجاهلك و أنتي في نفسك تظهرين هالإهتمام
مُهرة : لآتتفلسف على راسي طبعا لأ !!!! وأصلا قلت لها يوسف مايعني لي شي حاولي تستفزيني بموضوع ثاني
يوسف انفجر من الضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه يا سلام
مُهرة : أيه نعم أنت ماتعني لي شي
يوسف : لو ماأعني لك شي ماكان تكلمتي ؟ صح ولا ماهو صح ؟ بس لأني أعني لك الكثير صرتي تنفين الموضوع حتى قبل لا أحد يتهمك فيه
مهرة بصمت
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه حظ أوفر بالمرات الجاية
مُهرة : مين أنت أصلاً ؟ بيكون عرس لي لما تطلقني وأرجع أعيش حياتي زي العالم و الناس
يوسف : وأنا قلت لك ماراح أطلق أنسي هالموضوع وشيليه من بالك
مُهرة : كللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل لللللللللللللللللب و ****************
يوسف : مين الـ **************** ؟
مُهرة بحدة : أنت
يوسف وفعلا لا يوَّد أن يمد يديه عليها لكن هي من تُجبره , صفعها بقوة حتى سقطت على السرير مرةً أخرى , شدّها من شعِرها وبنبرة غاضبة وجدًا : هالكلام تقولينه لأمثالك ؟ ماهو لي !!!!!!!!!!!!!!!!!!


,

- باريسْ –
غدًا أول أيام دورتِها الوظيفية , تمشَّت قليلا هي و ضي
أفنان بملل : متى يجي بكرا وأنشغل ؟
ضي : عاد أنا ماودِّي يجي
أفنان : عاجبك هالطفش
ضي : أنتي تحبين الحركة أما أنا أحب بس أتأمل
أفنان وتنظر لوجوه المَّارة : قد جيتيها ؟
ضي : لأ , قلت لك زوجي مايقدر يآخذني
أفنان : يعني لاتزعلين بس وش هالدكتاتورية اللي عليك ؟ يعني من حقك زيِّك زي مرته الأولى
ضي : مرته متوفية
أفنان : طيب وليه مايعلن زواجكم ؟
ضي : هو عنده ظروف وأنا ماأبغى أضغط عليه
أفنان : الله والظروف الرجال زي بعض تحسينهم زي الحيوانات مايهمهم الا أهوائهم
ضي : عبدالرحمن غير
أفنان : إسمه عبدالرحمن
ضي : إيه
أفنان تنهَّدت : ماأقول غير الله يهنيكم
ضي : آمين ...
أفنان ألتفتت للجهة المقابلة وتجمدت في مكانها
ضي : وش فيك ؟
أفنان تمتمت : وليد !!!


,


يتحرك يمنة ويُسرة , لم يرتاح أبدًا .. أتت الخادمة لتنظف بيته
عبدالعزيز : آآ ساندي مدري مين ؟
الخادمة أبتسمت : أوزدي
عبدالعزيز : إيه أوزدي شفتي رتيل ؟
الخادمة : نُو
عبدالعزيز : طيب .. آآ .. أتركي هالشغل .. روحي فوق وادخلي غرفتها بشويش طيب . .و شوفيها يعني نايمة ؟ تبكي ؟
أوزدي هزت كتفيها بعدم فهم
عبدالعزيز ويتحدث معها بالإنجليزية : Go to her room and Look Is sleeping or what?
أوزدي : أوكي
عبدالعزيز : But don't tell anybody , okey ?
أوزدي : أوكي .. وخرجتْ
عبدالعزيز بدأ يآكل أظافره من الإنتظار .. أبعد كفوفه عن شفتيه وتنهَّد , يقف .. يجلس .. يسير شمالاً وتارةً يمينًا.

دخلت أوزدي بهدُوء لغرفة رتيل , ألتفتت رتيل عليها مستغربة عدم طرقها للبابْ
أوزدي أرتبكت
رتيل : صاير شي ؟
أوزدي هزت رأسها بالنفي
رتيل رفعت حاجبها : طيب ؟ وشو ؟
أوزدي : no thing .. وخرجت بسُرعة حتى لا تتعرض لأسئلة أخرى من رتيل
أتجهت لعبدالعزيز : سير
عبدالعزيز ألتفت عليها
أوزدي : tiring she had dark circles around her eyes
عبدالعزيز تنهَّد , أوزدي أنسحبت بهدُوء
عبدالعزيز : ياربي أنا وش سويت ؟ ..... يقطع شفتيه بعظِّه المتكرر وأفكاره مشتتة جدًا.
هذه المرة سيضغط على بُوسعود , رُبما التهديد يُفيد ... أفسدت مخططاتِيْ , لو أنني أتزوج عبير رُغما عنه سـ يتشتتون مثل ماتشتت أنا ؟ لكن رتيل .. مالحل ؟ . . . هذه المرة لن يقف بوجهي أحد.

,

أنفاسُها مضطربة وقلبُها ليس بأحسنِ حال , سلطان لن يرحمها أبدًا , هذا الواضِح .. ليتني أخبرتُه قبل أن يذهب ؟

.
.

.
.

أنتهى موعُدنا - الأحد- إن شاء الله
لا تلهيكم عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه "

إلى هِنا بنوقِف عن يوم الثلاثاء وبيصير لقاءنا بس " الأحد + الخميس "

لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ ()

بحفظ الرحمنْ.



JAN 07-04-2020 04:10 PM



رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
البارت ( 32 )

لمْ أَزَلْ أمشي

وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .

الدُّجـى داجٍ

وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !

والمَهالِكْ

تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :

" أنتَ هالِكْ

أنتَ هالِكْ " .

غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي

وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،

ودمعـي

مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !

*أحمد مطر.


أنفاسُها مضطربة وقلبُها ليس بأحسنِ حال , سلطان لن يرحمها أبدًا , هذا الواضِح .. ليتني أخبرتُه قبل أن يذهب ؟
مسكتْ هاتِفها و أنفها ينزفْ , تجاهلته تماما .. صوتها يتعثَّر بالبُكاء الآن : ألو
بو ريان : يا هلا والله
الجوهرة : هلابك
بوريان بخوف : وش فيه صوتِك ؟
الجوهرة تغصُّ بالبكاء الآن : يبه
بوريان : ياعيونه
الجوهرة : محتاجتك
بوريان : لاتخوفيني وش صاير ؟ صاير بينك وبين سلطان شي ؟
الجوهرة : لأ بس أبيك بموضوع ضروري
بوريان : وشو ؟
الجوهرة : ماينفع أقوله .. الله يخليك حاول تجي الرياض بكرا على الأقل
بوريان : الجوهرة لا تخوفيني .. ليه تبكين ؟
الجوهرة وياقةِ قميصها مبللة بدمائَها الآن : أبغي أعيش
بوريان بخوفه على إبنته , صمَت
الجُوهرة : أخذني من هالدنيا كلها .. اخذني يبه
بوريان : وش مسوي لك سلطان ؟
الجُوهرة : ما سوَّى شي بس .... تعبانة يبه والله تعبانة
بوريان : وش متعبك ؟
الجوهرة : تعال وبقولك كل شي
بوريان : من الحين بمشي للرياض
الجوهرة : أنتظرك . . وأغلقته , أرتمت على السرير ودمائها مستمرة بالسيلانْ و دمُوعها لا تتوقفْ , أنتهى كُل شيء .. هذه هي النهاية . . هذه المرة ستقف وتُخبره .. هذه المرة لن تتراجع , هذه المرة مستعدة للموتْ جيدًا , هذه المرة الموتْ يُريدها , هذه المرة الحياة تتمسك بِها و الموتُ يقترب .. لمن الكفَّة ؟ . . لا داعِي أن تُخبر الجميع , والدها وفقط .. لا داعي أن تعلم والدتها إن لم تعلم بالبداية إذن لا يُفيد أن تعلم الآن .. فـ أنَّ تعلم والدتها فهي بمُصيبة عظيمة تحرمها النوم وهذه الجريمة بحد ذاتها , أمُي لو عرفت الآن لن تتألم فقط لأجلي ستتألم لأجل نفسها و تُشعر بالذنب ولن أرضى بذلك , لا يُفيد أن يعلم ريَّان .. لا يُفيدها أبدا أن يعلم الجميع بدناءة عمِّها .. بهذه الصورة سيبدأ الكره بين الجميع .. سيتغيَّر تعامل الجميع معها ؟ لمَ العالم يعلمْ ؟ هل هذا العالم إن عرفَ سيواسيها أو سيُرجع لها عُذريتها ؟ والدها فقط من يجب أن يعلمْ و تُركي هو الذي يجب أن ينال عقابه .... و سلطان ؟ ..... *أزداد بُكائِها بشدَّة* . . . سلطان آسفة.


,

في ساحة التدريبْ , بوسعود و سلطان يبذلون الكثيرْ.
طريقة أخرى للتنفيسْ.
سلطان صعَد برجٌ عالِي جدًا بقفازاتِه , ثم ثبَّت الحبلْ بحزامٍ يبرُز مِنه حلقة حديد لينتقِلْ لبُرجْ آخرْ أعلى مِن الأوَّلْ .. أنفاسه المُتصاعِدة أوقفته قليلا على البُرج الثاني
بينما بوسعود ليس في شبابه حتى يتدرَّب بمثلِ سلطان لذلك كانْ يرمِيْ , رفع عينه لسلطان وبصوت عالي : عاجبك المنظر
سلطان أبتسم ........ ورمى نفسه من أعلى البُرجْ الخاص للتدرِيبْ ولكنْ الحبال متمسكة بِه جيدًا .......... فتح الحبالِ منه ليركِضْ أسفَل شباكٍ مُلتهِبة بالنــارْ .... زحفْ على بطنِه و متفجرَات وهمية تبدأ بالإنفجار بجانِبه .... ركضْ مرةٍ أخرى ومن كلْ جانِبْ إطلاق نار بإتجاهه .. وأي خطأٍ في التدريب العسكرِي يُفقد الإنسان عُمره , وكم من موتٍ حصل من التدريبات ؟ . . عاد بالركضِ لجهة أبو سعود , وقف و أنفاسه مُتعبة متصاعدة
بوسعود : هالأسبوع مكثِّر تدريب
سلطان : وش نسوي بعد ! ... مسح وجهه بتعِبْ ... بكرا بتمسك تدريبهم ولا أنا ؟
بوسعود : خلني على يوم الأربعاء وأنت أمسكهم بكرا
سلطان : متفائِل فيهم كثير
بوسعود : أشرفت عليهم الأحد اللي فات واضح أنهم متحمسين مرة
سلطان : إيه يوم فكَّرت أدرجُّهم بالتدريب قبل لا ينتقلون برا أصدموني بحماسهم ويبون يجربون أصعب شي .. بس مادخلتهم هنا
بوسعود : هِنا صعب وهم توّهم بالبداية ! أي غلطة ممكن يروحون فيها
سلطان : تدري يوم صعدت هالبرج *أشار لبرج نادِر ما يتم التدريب عليه لأنه الأعلى و رُبما بالشهر مرةٍ يتدربون بالصعود له* تذكرت كم واحد مات عليه ؟
بوسعود : الله يرحمهم
سلطان : آمين ... كان أسوأ أيام حياتي كان أسوأ كثير
بوسعود بنبرة بها من الوجع كثير : مين كان يتوقَّع ؟
سلطان : كيف طاحوا كلهم ؟ كيف الحبال تقطعت ؟ تمنيت روحي تتقطَّع ولا أشوفهم
بوسعود وينظر لهذه الساحة التي لا يدخلها أي شخص وبضحكة ليُبعد سلطان من هذه الأجواء : ترى أخاف على بنت أخوي ماأبيها تترمَّل وهي صغيرة
سلطان : ههههههههههههههههههههههه الله الحافظ

,

نجلاء : وطبعًا أنا ماسكت لها
منصُور بعصبية : ماشاء الله يالقوية كيف تكلمينها كذا ؟
نجلاء : وش فيك معصب ؟
منصور بغضب : أكيد بعصِّب تبيني أصفق لك يعني !
نجلاء بلعت ريقها بخوف : هي اللي بدت
منصور : قلت لك لاتحتكين معها
نجلاء : يعني تكلمني وأسكت لها
منصور بصرخة جعلت نجلاء تبتعِد بخطواتها للخلف : لا تبررين لنفسك !
نجلاء وتشعُر بأنها ستلِد الآن من خوفِها
منصور : كلمة وحدة يانجلا ولا راح أعيدها مرة ثانية ! إن تعرضتي لها بشيء والله ثم والله مايحصلك طيِّب ..
نجلاء بقهر : ليه تهتم لها ؟ يعني أنا بالطقاق بس هي نداري خاطرها
منصُور : لآ تحورين الحكي على كيفك !! أحسبي حدودك زين يا نجلا !! واللي صار مايتكرر مرة ثانية وأنا عند حلفي
نجلاء صدَّت عنه وهي تُجاهد أن لا تبكِي
منصور : مفهوم ؟
نجلاء بصمتْ
منصور : مفهوم يا نجلااا
نجلاء بغصَّـة : طيب

,

عبير تمللت من هذا الصمتْ المُزعج : ما ودِّك ننزل تحت ؟
رتيل هزت رأسها بالنفس , وهي تحتضن وسادتها وتنظُر بإتجاه الشُباك
عبير : رتيل إلى متى ؟
رتيل ببكاء : يكرهني
عبير جلست بمقابلها : مين ؟
رتيل : مين غيره
عبير عقدت حاجبيها بإستغراب شديد أن تتأثر رتيل بسهولة.
رتيل وعينيها مُحمَّرة بشدة : صح أنا غلطت بس هو بعد غلط
عبير : قلت لك من قبل ماتنفعون لبعض
رتيل : قهرني الله يقهره .... أستغفر الله .. الله لايوريني فيه مكروه
عبير أبتسمت
رتيل : ضايقني حيل كل ماحاولت أنسى الموضوع غصبا عني أتذكره
عبير : مو قلتي عشان هذاك اللي شافك
رتيل سكنت قليلا لتبكِي مرة أخرى : لو شفتيه كيف يناظرني كان راح يقرب مني بس ضربه عبدالعزيز وبعدها قتله ناصر .. ماهو راضي يروح من أحلامي .. أحسه موجود
عبير : أصلا الحرس منتشرين محد بيقدر يقرب إن شاء الله
رتيل : أنا ليه حبيته ؟ وش فيه زود ؟ يقهرني دايم ويستفزني و أسلوبه بايخ زيّه ؟ وش فيه عشان أحبه !
عبير : بتتعبين لو بتلومين نفسك عشانه
رتيل تمسح دموعها : مافيه شي ينحب أصلاً .. بس أنا غبية كنت عايشة حياتي لين هو جاه وخربط علي كل شي


,

أم ريـان : خير ؟
أبو ريان : شغل ضروري
أم ريان : وش هالشغل الضروري اللي يخليك تمشي الرياض الحين ؟
أبو ريان : ماعندي وقت أشرح لك !! لاجيت أقولك ..نزل للأسفل
أم ريان من خلفه : لآ يكون الجوهرة فيها شي ؟
أبو ريان : بسم الله عليها وش بيكون فيها .. يالله مع السلامة .. وخرجْ
أم ريان تمسك هاتفها لتطمئنْ
تُركي : وش فيه عبدالمحسن ؟
أم ريان : ماشي الرياض مدري وش عنده ياخوفي الجوهرة فيها شي
تُركي وأنقبض قلبه : الجوهرة !!
أم ريان : الحين أتصل عليها وأشوف وش صاير
تُركي ينظر إليها بترقُبْ
يرن .. مرةً و إثنتان .. وثالثة و عاشِرة و لا أحد يُجيبها
أم ريان : والله أني دارية صاير شي .. نبضاتِ الأم الخائِفة تزداد
تُركي بنظراتٍ مهزوزة , يحاول هو الآخر أن يُهدأ نبضاتِه
وأخيرًا أتاها صوت الجُوهرة المبحوح : ألو
أم ريان تنهَّدت براحة : وش فيك ؟
الجُوهرة لم تتوقع أن يُخبرها والدها : ولا شي
أم ريان : لا تكذبين عليّ أبوك ماشي الرياض وأسأله يقولي شغل ؟ انا قلبي قارصني
الجُوهرة وتحاول جاهدة أن تتزِّن بنبرتها : توني أدري منك
أم ريان : صدق ؟
الجوهرة : إيه يمه
أم ريان : طيب وش فيه صوتك ؟
الجوهرة : كنت نايمة
أم ريان بإطمئنان : وكيفك مع سلطان ؟
الجوهرة : بخير ... حيييل *غصَّت بِها*
أم ريان : الحمدلله , الله يهنيكم ويبعد عنكم كل شر
الجوهرة : اللهم آمين
تُركي ونظراتِه باتت مكسورة بهمساتْ أم ريانْ , و أنا ؟ كيف تهنى مع سلطان ؟ كيف تقدر ؟


,

أمام المرآة في الحمامْ , تُغسل وجهها ثلاثًا من الدمُوع , بكت كثيرًا اليومْ . . نظرت لعينيها المُحمَّرة , رفعت شعرها بإهمال تتعمَّد أن لا تتزين أمامه أو حتى تظهُر بمنظرٍ جيِّد , تنهَّدت على أفكارِها ستعرف كيفْ ترّد حقها , خرجت متوجِهة ليُوسفْ
يُوسف المنشغل بكتابة رسالة في هاتفه رفع عينه لها
مُهرة بإبتسامة
يُوسف وفعلا رفع حاجبه بإستغراب شديد
مُهرة جلست : بكلمك في موضوع
يُوسف وفعلا مصدُوم لدرجة أن الحديث لا يخرج من فمِه
مُهرة تضع كفَّها على كفِّه لتسحب الهاتف وتضعه على الطاولة : ممكن تسمعني شوي
يُوسف و لا صوت له
مُهرة : خلنا نبدأ صفحة جديدة
يوسف : نعم ؟
مُهرة : حاول تتقبلني وأنا بحاول أتقبلك
يُوسف ويشعر بالخبث الشديد في نبرتها , غير مصدقها أبدًا : وش اللي تبغين توصلين له ؟
مُهرة : أبغى أرتاح
يُوسف : لا تحاولين تلعبين وتكذبين علي
مُهرة أبتسمت بعينيْن يبدُو الحقدِ يحفُّها : ليه أكذب ؟ أنا صدق أبي أرتاح
يوسف تنهَّد وهو يقف : أحترمي حدودك و راح ترتاحين ... وخرجْ
مُهرة تمتمت : والله لأحرق قلبك زي ماحرقتوا قلبي


,

في آخرْ الليلْ – الساعة الثانية فجرًا –
نشَّف شعره المبلل وألتفت عليها , هدُوئها يُثير في داخله ألف شك و شك : الجوهرة
ألتفتت عليه بتوتِّر و عيناها مُحمَّرة ذات شحُوب
جلس بمقابلها : صار شي في غيابي ؟
الجوهرة : لأ , سلطان أبوي جاء الرياض
سلطان : حياه الله , ليه ماقالي ؟
الجوهرة : راح لعمي عبدالرحمن بس بكرا الصبح بيجي
سلطان : البيت بيته
الجوهرة : ينفع بكرا ماتداوم يعني فترة الصبح
سلطان : ليه ؟
الجوهرة : أبغى أقولك شي و أبوي بيكون موجود
سلطان أبتسم بإستغراب : وش اللي بتقولينه قدام أبوك ؟
الجُوهرة : بكرا أقولك بس إذا تقدر حاول لو على الأقل لين الساعة 10 وبعدها تروح
سلطان : عندي إشراف بكرا !
الجُوهرة : سلطان الله يخليك بس هالمرة
سلطان بخوف : وش صاير ؟
الجوهرة تبكِي مشتتة نظراتها
سلطان : وش ينطرني لين بكرا ؟ تكلمي
الجوهرة أجهشت ببكائها
سلطان ويقترب منها : الجوهرة
رفعت عينها الباكية له , لم أختنق مثل هذا اليوم ؟ لم أختنق من قبل هكذا ! سابِقًا كنت أختنق لأن لا حياة لِيْ لكن الآن أختنق لأن الحياة أقتربتْ منِّي فـ تركتُها .. آآآآآآه يا سلطان
سلطان سحبها لصدرِه , تشبثتْ بِه كطفلةٍ ضائِعة تائِهة , بكتْ على صدرِه حتى نزفْ أنفها , تلطخ قميصه بدمُوعها ودمائِها
سلطان وهو يُقبِّل رأسها هامسًا , يحاول أن يمتصْ حُزنها لكنها مُغلقة قلبها لا يستطيع أن يتسلل إليه
الجوهرة و يبدُو هذا آخر عناق بينهُم , يبدُو ذلك , تُريد أن تسرقْ شيئًا مِنه في هذا العناق , تُريد بشدة أن تحتفظ بشيءٍ مِنه , تشعُر بأن أيامها تنتهِي الآن ... لنقُل وداعًا أنيقة لقلبِك.
سلطان أبعدها قليلا وهو يرفعُ وجهها له وبعينيه ألف سؤال و سؤال
الجوهرة وهي تمسح دمُوعها بكفوفها المُتجمِدة : وصخت قميصك
سلطان : فداك , . . مسح دمُوعها بأصابعِه الأكثر برودة .. أرتعشت من لمستِه
أردف : مين مزعّلك ؟
الجوهرة ونظراتها تحكي أشياء كثيرة , أولها " أحبك " ثانيها " أحبك " ثالثها " أحبك " . . رابعًا " لآ أعرف أنطق أحبك "
سلطان أبتسم : أنا ما قلت لك أحسك بنتي ؟
الجوهرة ضحكت بين دمُوعها و أرتمت مرةً أخرى في حضنه وهي تستنشق عطره من عُنقه , تُريد أن تلتحِم معه إلى أن يأبى جسدها الإنسلاخْ مِنه , تُريد أن تنطق " أحبك " ولو لمرَّة .. تُريد أن تنطقها بشدة .. تتزاحم على طرف لسانها لكنها جبانة تُشبهها لا تخرُج.
هو يفهمْ جيدًا أنها تُريد إرسالْ شيئًا في عناقها هذا , لكن لا يستطيع فك شِفراتْ بُكائها .. يشعُر بضعفها بإنهزامها بحُزنها .. كل هذا يشعُر به ولا يعرف السبب .. ضائِع هوَ معها , دقاتْ قلبها يشعُر بِها و تتسلل إليه فيضانْ نبضاتِها الآن , أنفاسها الحارقة ماهي إلا ضُعف , لو أننِّي أمُّد بعضُ من القوة لكْ .. لو أنني بس !
أبتعدتْ قليلا عن حُضنه مُحمَّرة من إندفاعها له
سلطان يُقبِّلها بمعانِيْ كبيرة , هذا الوداع تشعُر بِه الجوهرة لكن سلطان يُخيِّل له أنه البداية , البداية هي نهاية الجوهرة.
الجوهرة تُغمِض عينيها لتعيشْ الحلمْ , يا حرُوف تسللي له .. أخبريه بـ " أحبك " إن عُقِد لسانِي و عجز أن ينطقها فأظهرِي أمام عينيه ليقرأها , أقرأني يا سلطان , أشتهِي ذاك اليوم الذي يقرأنِي فيه أحدًا , 7 سنوات لم يتجرأ أحدًا أن يقرأنِي أحدًا , 7 سنوات لم تُخرج من فمِي سوى " بخير " 7 سنوات عشتُ بالمنفى دُون حياة تُذكر , 7 سنواتْ كنت أنتظر الأمان بخطواتٍ متعثرة , 7 سنوات كُنت أراه أمامي أحاول الخلاصْ مِنه , كنت أنتظِر يومًا يختفِي فيه , 7 سنواتْ يا سلطان و أنا أجهلْ كيف أرمم نفسِي , كسرنِي و في قلبي شرخٌ عظيمْ.
سلطانْ ينقُل قُبلتِه لجبينها ليُدخِلها في صدرِه , رُبما قلبِي ينقل لك ماعجزتْ عن قوله , لو أُعيد تشكيلك من فرحْ و زهر لا يذبل .. لو أعرفْ مصدَر هالات الحزِن ؟ لو أشفِي أوجاعُك لو أعرف فقط أعرف.

,

عبدالعزيز وللتو رجَع بعد ليلةٍ قضاها مع ناصِر , أتجه لبيته , سقط نظره على الشُباك تذكَّرها عندما رقصَت , أبتسم من شياطينه .. تمتم : يالله أغفر لنا بس . . . دخل لبيتِه وبات تفكِيره تُسيطر عليه " رتيل " , نزع قميصه و مازال مشتتْ من فِكرة ماذا يفعل غدًا ؟ يتوقَّع ردة فِعل سلطان و بوسعود .. ستكُون ضربة قاسية لهُم ! يحاول التراجع لكن كل رغبته بأن تتم تمنعه , أبتسم من فكرة أن رُبما يُجن جنون سلطان و يعتلي القهر الشديد بوسعود .. ماذا يعني لو تصرفتُ ببعض الحقارة ؟ هم يتحملون و لستُ أنا !
شيء آخر يصرِخ به , يعرفُ هذا الصوت جيدًا , ضميره . . و والده ,

والِده : و الرجولة عمرها ماكانت بالضرب و اللي يضرب الحريم ذا ناقص
عبدالعزيز : بس بعد لازم تأدب بعضهم
والده : شيء واحد أحذر تسويه ! تضرب حرمة مالها ظهر غيرك
عبدالعزيز رفع حاجبه : لا تخاف زواجي على إيدك و أمي تختارها بعد
والده أبتسم : متى يجي ذاك اليوم بس
عبدالعزيز : تحمست أكثر مني هههههههههههههههههه
والده : أكيد ولدي الوحيد وبيتزوج
عبدالعزيز أبتسم : الله يبلغك زواج أحفادي بعد

يُغلق أزاريره بيجامته ناظِرًا للمرآة تغيَّر كثير منذ وفاتِهم , لم يتعوَّد منذ مراهقته أن يحلق شعر رأسه بأكمله أو حتَى يُخفف عوارِضه ويُثقِل سكسوكته . . أشياء كثيرة تغيَّرت في ملامحه , حتى ان عيناي أشعُر أنها تنكمش , تذبل , إبتسامتِي أصبحتْ تظهر للإستخاف فقط . . أسلُوبِ حديثي مع الغير مبنِي على القهر و الشدة . . . . غيَّرني المُوت.


,

رؤى : أنتِ كلمتيه بشيء؟
والدتها : لأ
رؤى : غريبة شكله غيّر رايه بالزواج لأنه يأجل
والدتها : أحسن لك
رؤى : كنتي موافقة ؟
والدتها : وليد مايصلح لك بس إذا تحبينه مقدر أمنعك
رؤى بنظرات إستغراب : يمه قلتي أنك موافقة
والدتها : ماقلت موافقة بالحرف الواحد
رؤى تبتعد ببعضِ خطواتٍ للخلف برهبة : إلا قلتي لي
والدتها : حبيبتي أنتي شكلك من كثر ماتفكرين بالموضوع يتهيأ لك
رؤى ودموعها تتجمَّع في محاجرها : إلا قلتي لي !! يمه قلتي لي أنا موافقة وماعندي أي إعتراض على وليد
والدتها : قلت بوافق عشانك بس ماني راضية عليه
رؤى وتبكِيْ وهي تضع كفوفها على رأسها : لا تقولين أنك ماقلتي لي
والدتها : يا روحي هذا طبيعي مو قالك الدكتور أنك ماتقدرين تحتفظين بالأشيياء كثير
رؤى : بس أنا أتذكّر قلتي لي والله
والدتها : لا حبيبتي
رؤى بإنهيار تام وبجنون تردد : قلتي لي ... إلا قلتي لي ..... ياربي .... ياربي رحمتك ... يمه تكفين تذكري يمكن ناسية
والدتها : أهدي خلاص ماهو مهم عادي موافقة ولا مو موافقة ماتفرق ! لاتكبرين الموضوع
رؤى وبشك , جنّ جنونها فعلا : اليوم رحت معه ؟ صح ؟
والدتها : ايه رحتي له
رؤى : وأمس ؟
والدتها : لأ
رؤى و زاد بُكائها : إلا رحت له وجلسنا نتكلم !! إلا يمه
والدتها : خلاص رحتي له
رؤى بصراخ : لآتستخفين فيني !!! يعني أنا ماأتذكر شي ؟
والدتها : فترة وتعدي
رؤى أتجهت لغرفتها وأقفلتها جيدًا , رمت نفسها على السرير تشعُر بشكوك في كل مايحدث حولها ! باتت تشك بعقلها ! هل هذا معقول ؟

ضباب لا ترى شيئًا , ضِحكاتْ مُنتشِرة و فُستان زفافْ أبيض . . وعينا قلبٍ تلمعُ بالدموع , هذه العينْ الأنثوية ؟ ليست أمي بالتأكيد . . يضجُّ بأذنها أصواتِهم . . الأصوات لا تمُوت حتى وإن عُصِفت بالغياب.
مسكت رأسها في محاولة لتذكِّر ملامحهم , لا تتذكر سوى مواقِف تجهلُ أشخاصُها . . تبكِي بضعفْ و قلة حيلة ,
أسماء تحُوم حولها " مقرن , عبدالعزيز , سلطان العيد , غادة , ناصر " من هؤلاء ؟ أريد أن أعرف صلة القرابة بينهم جميعًا
يتناثرُ فتات الذِكرى أمامي , وغير قادِره على جمعه . . غير قادرة يالله . . من يُرمم كسرِي سواك أنتْ . . ياربي ياحبيبي أسقني اللقيا . . . اللهم اللقيا بهم قبل الممات . . . أختنقْت برائِحة الذِكرى , .. عينيها تسلل إليها الخفاء لتتذكَّر أشياءٍ منسية.

الثلجْ مُغطيهم باكملهمْ . . وهي تُداعب أنفه لم تظهر ملامِحه بأكملها لها : أنتْ غيور لاتنكرْ . . *نظرت للكاميرا* أنا أحب نصوري حبيبي اللي عقله كل مايكبر يصغر
هو بغضب : أنا عقلي صغير ..
هي : ههههههههههههههه شوفوه عصّب هههههههههههههههههههه ماهو لايق عليك أبد هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هو : سكري الكاميرا لاأدخلها بعيونك الحين
هي بدلع : طيب إن ماسكرتها وش بتسوي ؟
هو : قلت بدخلها بعيونكْ
هي تقف بأطراف أصابعها على أقدامه حتى تصل له وكان يجب أن تُقبل خده ولكن طوله جعلها تقبّله قريبًا من شفتيه : آسفين ياجميل
هو أبتسم رغمًا عنه , تنظر لإبتسامتِه بحُبْ

صحت من إغماءتها و البُكاء مبللها , أريد أن اراه ؟ لو صورة ؟ فقط أريد أن أراه . . . بكتْ من رغبتها بأن تفهم من كانت تُحبه , " نصوري " ؟ يااااه . . أأنا أعيشْ حُبًا يُخفِيه قلبِي عن عقلي و ذاكرتي ؟ من ليس لديِه ماضِي لا يُبنى له مستقبلاً و لا حاضِرًا بهِ مُرحِبًا , أريد الرجوع إلى ماقبل الحادث ؟ أن أنظِر نظرةً أخيرة لأهلي , فقط نظرة واحِدة وللحظات .. أسرِق بعيني بعض ملامِحهم وأصبِّر قلبي في مِثل هذه اللحظات التي أمر بِها الآن , ليتني خطفتُ مِن ملامِحكُم شيئًا.


الساعة 8 صباحًا

الجُوهرة لم تنامْ , تُفكِّر بموعدٍ أقترب تخافه كثيرًا
سلطان يربط خيُوط حذاءه : إن شاء الله بجي الساعة 10 و أشوف أبوك
الجوهرة : طيب
سلطان وقف متنهِدًا وهو ينظر لوجهها الشاحِب : بحاول ماأتأخر
الجُوهرة : بحفظ الرحمنْ
سلطان يأخذ سلاحه و يضعه على خصره . . خرجْ تارِكًا الجوهرة في دواماتٍ من التردد , هل أخبره ؟ لكن والدِي أتى ؟ لا مجال للتراجع.


هي ساعة ونصفْ حتى وصل سلطانْ لمبنى عملِه.
في مكتبٍ كبير يبدُو فارغًا إلا من طاولة في المنتصف , جالسًا بها بوسعود و عبدالعزيز.
دخل سلطان : السلام
: وعليكم السلام والرحمة
سلطان يجلس بمقابلهم : بتروح للجوهي الحين ؟
عبدالعزيز : إيه
سلطان : لاتحاول تآخذ وتعطي معاه , نص ساعة لا تزيد .. أفهم بس وين راح يروح هو واللي معاه وأطلع
عبدالعزيز : طيب . . وقف
سلطان : لحظة . . وقف خلفه وهو يُخفِي أسفَل شماغ عبدالعزيز سماعاتٍ أُخرى
عبدالعزيز : واضحة ؟
سلطان : كِذا تمام
عبدالعزيز ينظر لنفسه بالمرآة ليتأكد من أنَّ كُل شيء مُرتَّب
سلطان : تذكّر نص ساعة بس
عبدالعزيز : إن شاء الله .. وخرجْ
سلطان و بوسعود توجهُوا لغرفة المراقبة
سلطان : بوريان جاي و ضروري أشوفه أمسك الإشراف عليهم اليوم وأنا أمسك الأرببعاء
بوسعود : تم

,

باريس * في العمَــلْ

أفنان : و كان خاطب أختي
ضي : أحسب يقرب لك
أفنان : لآ مايقرب لي بس أبوه يعرف عمِّي وعاد عن طريق عمي تعرَّف على أبوي
ضيْ و هُلكت من تعبئة بعض الأوراق : وطيب ليه فصخ خطوبته بأختك ؟
أفنان : مافيه نصيب هي ماأرتاحت و أنفصلوا بدون مشاكل
ضيْ : أووووف تعبت من هالأوراق !!
أفنان : عِندك عيال منه ؟
ضي : لأ أقولك ماأشوفه الا بالسنة كم مرة
أفنان : وكيف عايشة
ضي : زي مالخلق عايشيين , أنا عارفة عنده ظروف ومايقدر
أفنان : بس يعني مافكرتي تنفصلين ؟ يعني أنتي صغيرة وتقدرين تتزوجين واحد بعمرك
ضي : ليه ؟ تحسبينهم اللي بعمرنا كويسيين ؟ بالعكس داشرين ويجون يعقلونهم فينا
أفنان بإستغراب من طريقة تفكيرها : وش داشرين ؟ ماهم كلهم ! يعني اللي عمرهم كذا 26 أو 27 يكونون ناضجين
ضي : لأ أنا ماأحب البزارين أتزوجه عشان أربيه
أفنان : ههههههههههههههههههههههههههههه عمره 27 بزر !!
ضي : بعيوني بزر و أكيد مدلَّع , جيلنا مررة مدلّع ماهو زي قبل عشان أوافق على أبو 27
أفنان : طيب راضية تآخذين واحد بناته كبرك
ضي : إيه راضية دامني مرتاحة معه و هو مرتاح ! عادي
أفنان : مدري ماأتقبل أشوف زوجين كذا أحسَّه بنته ماهو زوجته
ضي : لأنك متعودة على زواج الصغار
أفنان : لآ الجوهرة أختي تزوجت واحد أكبر منها ب 12 سنة بس يعني هم غير
ضي : وليه غير ؟
أفنان : يعني لما تشوفينه تعطينه ببداية الثلاثينات مررة ماهو بعمره ؟ أكيد شفتي صوره .. سلطان بن بدر ؟
ضي وتجمدت في مكانها
أفنان أنتبهت : وش فيك ؟
ضي : وش يقرب لكم سلطان ؟
أفنان : زوج اختي
ضي شهقت : نععععععععععم
أفنان بتوتِّر : وش فيك ؟ زوجها
ضي : وش يقرب لكم عبدالرحمن آل متعب ؟
أفنان بإبتسامة بلهاء : عمِّي
ضي و تشعُر بالكون يتلفُّ حولها , دوَار و غثيانْ


,

على طاولة الطعامْ
عبير : أنتي حاولي تتجاهلينه ومع الأيام راح تنسين
رتيل تأكل بلا نفس : أكيد يهيني وأجيه بعد
عبير : مع أنك أنتي اللي غلطتي بالبداية
رتيل بإندفاع : بس يآكل تراب ومايقولي كذا
عبير : طيب خلاص سكري على الموضوع
رتيل بتحلطم : كذاااب
عبير : وش كذب فيه ؟
رتيل : لما طلع من المستشفى بيّن لي أنه مبسوط و كأنه طاير من الفرحة فيني وآخر شي يمثِّل علي
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههه من جدك مكلمته بعد ماطلع ؟
رتيل : هو اللي جاني ماهو أنا ! والله يا عبير أني مارحت له .. وحتى يوم بغيت أبعد عنه وأخليه خفت من أبوي قام وقف قدامي
عبير : خافي من الله قبل أبوي
رتيل : أحس ربي يعاقبني الحين
عبير : أكيد بيعاقبك الله يمهل ولا يهمل ! دامك غلطتي فـ لك جزاء يا في الدنيا أو في الآخرة !! والله عادل
رتيل تنهَّدت : أدري أني غلطت وأحاول أخشع بصلاتي عشان تنهاني عن الحرام بس وش أسوي ؟
عبير : قلت لك تجاهليه ولا كأنه موجود مع الأيام بتتكيفيين مع هالشيء ولاهو آخر واحد ! بكرا تتزوجين وتنسين طوايفه
رتيل بضحكة غابت عنها الأيام اللي فاتت أردفت : والله لو أني متزوجة الحين كان بنشغل بحُب زوجي بدل هالمعفن
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه صار معفن بعد
رتيل : فيني قهر لدرجة تخليني ودِّي أجيه و أعطيه كفّ يبرد حرتي
عبير : أحقريه و لا تكلمينه ولا بأي شي , وماهو لازم تطلعين برا بالحديقة ويشوفك ! وبتتعودين بكرا
رتيل : يحسبني ميتة عليه هو بس لو أنّه شين كان نسيته بساعة لكن حقير مزيون يعني وش أسوي في حياتي
عبير أنفجرت من الضحك : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه رتيل خلاص مابقيتي شي من حسناتك
رتيل : صدق أتكلم أمانة لو أنه شين كان بسهولة تجاهلته بس أنّه مزيون وين أقدر أنساه
عبير : أصلا الجمال ماهو كل شي ! شوفي شخصيته مو قلتي أنه حقير , يعني بالذمة تعيشيين مع واحد حلو وشخصيته زبالة ولا واحد شين وشخصيته حلوة وتهبّل
رتيل : الجواب صعب
عبير : لا يكون مع اللي شخصيته زبالة !!
رتيل : يعني بصراحة أجلس أصبِّح على وجه حلو ولا وجه شين ؟ بس ممكن أعيد النظر لو كان شخص مملوح وعادِي
عبير : أنتي شفتي عبدالعزيز وقدستي جماله
رتيل : بتخيله شين عشان أكرهه
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههه الحكي معك ضايع
رتيل : طيب بقولك شي يعني أنا شاكة
عبير : وشو بعد ؟
رتيل : يوم كنت في مكتب أبوي ودخل ذاك وطالعني بنظرات يمه عبير لو تشوفينها تقولين ذا يبي يذبحك قام عبدالعزيز وضربه يعني تحسينه يغار
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههه لو أنا مكانك بيسوي نفس الشي
رتيل تأفأفت : يعني مافيه أمل ؟ حسبي الله بس
عبير : فاضي لك هو ؟
رتيل : أجل فجأة تحول لشخص ثاني ! مرة وش زينه ومرة تنصدمين من حقارته
سمعُوا خطوات الخادمة الآتية إليهم
رتيل برهبة لم تتخلى عنها , سقط مِنها كوب الحليبْ وتناثر الزجاج
عبير : بسم الله عليك , ترى البيت كله حرس محد يقدر يدخل


,

ريان : يعني بس كذا ؟
أم ريان : إيه يقول عنده شغل
ريان : الله يستر وش مهببة بنتك
أم ريان : وش قصدك ؟ تكلم عنها بأسلوب أحسن من هذا
ريان : وانا ماكذب ماضيها معروف
أم ريان بعصبية : ريااان !! أستح على وجهك ذي أختك
ريان : قلتي أبوي رايح لهم مستعجل أكيد فيه فضيحة وراها زين ماتجيك مطلقة من عند سلطان
أم ريان بغضب كبير : أسكت ولا كلمة !! مايجيب الفضايح إلا أنت ! أنهبلت على الآخر أجل تشك بأختك صدق ماعرفت أربي
ريَّان وقف : ماأعرف ليش تدافعون عنها ؟ .. أستغفر الله بس . .وخرجْ
أم ريان : أنهبل ماعاد في راسه عقل
تُركي : يمكن من خوفه يتكلم كذا
أم ريان : لآتجنني ياتركي أجل يشك في أخته
تُركي : وليه مايشك ؟
أم ريان : وأنت مثله بعد ؟
تركي : أنا أقول بس يمكن معه حق


,

منصُور : ههههههههههههههههههههههههههههههههه يخي الكذب يجري في دمك
يُوسف متمدد على الكـنبة : قلت له أصلا أني من طرفك
منصور : لآ تفضحني عنده
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت له تاريخ حياتك عشان يصدقني مابغى يأجر لنا الإستراحة , ماعلى تطلع فيزتي وأسافر بجلس أقابل هالجدران قلت لا والله أروح أكيِّف هناك ونعزم الشباب
هيفاء : والله ياحظكم إستراحات و عزايم وناس وعالم واحنا منثبرين
منصور : وش رايك بعد تروحين معنا الإستراحة ؟
هيفاء : والله طفشانة وأنت ماتقصر
منصور : أخاف صدق عشان أقص رجولك
هيفاء : لحول الواحد حتى مايتمنى أمنية
يوسف : تمنِّي وش تبين وأنا أجيبه لك كم عندنا هيفا
هيفاء : أحس بسخرية بس معليه نطوِّف
يوسف : صدق قولي وش تبين ؟
هيفاء : سفِّرني باريس ولا أمريكا عشان أروح ديزني لاند
يوسف : وش فيها الحكير لاند ؟
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ه
هيفاء : لو يسمعونك والت ديزني ينتحرون أجل الحكير ؟
يوسف : طيب أمنية ثانية نقدر عليها
هيفاء : ودِّي أركب قارب وكذا والهوا يطيِّر شعري وأنبسط
يوسف : الحين صاير زحف للشرقية من أهل الرياض مستحلينها مانقدر نجيها
هيفاء : ومين قال الشرقية لا ودِّني برا ؟ ودني جزر المالديف
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههه حاولي أنك ماتشطحين في خيالك
منصور : وتبين تطيريين شعرك بعد !! ناوية تنزعين شيلتك , أنتي من نظام الله موجود بس بالسعودية بس برا محنا مسلمين
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تجيبين لنفسك الكلام
هيفاء : بنص البحر محد يشوفنا أفصخ شيلتي
يوسف : طيب يالله قولي أمنية ثالثة خلنا نطقطق عليك
هيفاء : لآ والله ؟ صدق أتكلم
يوسف : طيب يالله قولي
هيفاء : آممممممم ودِّي يعني لاتزعلون أنتوا أخواني وكذا بس يعني حلم ماهو صدق .. ودِّي أدخل بار بس كذا أتفرج ماأشرب ولا شيء
منصور يرمي عليها علبة المناديل بقوة
هيفاء : قلت لكم حلم الواحد مايحلم بعد
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يخي خواتك دشروا
منصور : أنا ملاحظ
هيفاء : والله بس كذا بحس إحساس الأفلام يعني ماهو صدق
يوسف : إن شاء الله كل أحلامك راح تتحقق لا جاك فارس أحلامك
منصور : لا تفتح عيونها بس ههههههههههههههههه
يوسف : مفتحة وخالصة , خذها مني الحريم والله كلبات من تحت لتحت أعوذ بالله منهم ويجونك يسوون نفسهم مستحيات إن كيدهن عظيم ويايي لو تلمس أظفرها بكت وهي مكفخة أخوها
منصور ضحك وأردف : خبرة الله لايضرك
يوسف : أنت لأنك ماتجلس مع الخمَّة اللي بالإستراحة يجونك بس يسولفون عن حريمهم هههههههههههههههههههههههههه وأنا أتطمش أصير لهم فوزية الدريع على نصايحي
منصور : ماأحب أختلط مع ربعك يخي تجيني كآبة
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه شف على أنهم مايجي من وراهم منفعة وكل يوم طايحيين بمصيبة بس والله يوسعون الصدر على نياتهم
منصور : ويسولفون عن حريمهم عادي ؟ يالله الرجولة تبخرت
يوسف بعبط : يثقون في شوري
منصور : قسم بالله تضيعهم
يوسف : بس والله أني انصحهم بذمة وضمير
هيفاء : صادق منصور وش ذا يسولفون عن حريمهم قدامكم !! صدق ياخسارة الرجولة فيهم
يوسف هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه وهو وراني صورتها بالعكس يشتكي , حرام بعد الرجَّال شقيان لازم أوسِّع عليه
دخل والدهم : إن شاء الله إجتماع خير
يوسف : على حسب نيتك
والده : أستغفر الله بس , الواحد هنا يدخل يقول اللهم أني أعوذ بِك من الخبث والخبائث
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ماشاء الله محدد العوارض اليوم
والده يبتسم وهو يمسح على خدِّه : رايح لحلاق تركي جديد
يوسف : ترى في جواسيس لأمي أحذر
هيفاء : أبوي أصلا مايقدر يعيش بدون أمي
بومنصور : صدقت بنتي
يوسف : شف يبه على حسب قناعاتي الواحد من حق نفسه عليه أنه يجدد شبابه يعني عادي تزوَّج والله أنا ماني معارض الشرع محللك 4
هيفاء شهقت : يا معفن أمك !!
يوسف : طيب أمي واحبها وأحب زوجة أبوي ههههههههههههههههههههههههههههههههه
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههه بدا التحشيش
يوسف يستعدل بجلسته : أنا مخطط أتزوج مسيار بعد
منصور : والله أني داري أنك راعي حريم
بومنصور : ذا اللي يسمونه نسونجي
يوسف : يخي الدنيا فانية وش يسوي الواحد ؟ يطلب رضا ربه وينبسط , بجلس أعيش في نكد ! وراه ؟ لا والله بتزوَّج وأمتع نفسي وحدة وثنتين و 10 بعد وإن شاء الله بالجنة أشوف الحور العين بعد
هيفاء : بصراحة طحت من عيني
يوسف بسخرية : رقيني تكفين إلا عيونك مقدر أطيح منها
هيفاء : من جدك !! أجل بس تفكر برغباتك
يوسف بإستهبال : الله عطاني جمال و مال و الله يخليني لنفسي رجَّال ويعتمد عليه لازم بعد أستغل كل شيء
بومنصور : هو يمهِّد عشان يقول بتزوج الثانية
يوسف : يافاهمني هههههههههههههههههههههه بالضبط أخطبوا لي
بومنصور : فيوزاتك ضربت
يوسف : وزيدي على مواصفاتي اللي ماترفضها أي بنت أني رومانسي
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كثِّر منها أنت وين والرومانسية وين
يوسف بطنازة : نتعلم من منصور
منصور : ترى بقلب عليك الحين
يوسف : هههههههههههههههههههههههه وش الرومانسية ؟ أحفظ كم قصيدة وأقولها لها وياعمري وياحبيبتي والخبلة ماتصدِّق وبتحط صورتي تحت مخدتها
هيفاء : ماتوا اللي يحطون تحت مخدتهم صور
يوسف : على هالطاري الله يقطعهم الشباب في الإستراحة جالسين ويدخل علينا واحد شايش ومتحمس يقول ياشباب بكرا بقابل خطيبتي وأبي أجيب لها هدية طبعا انا اكشخهم قمت تذكرت أفلام أبيض وأسود قلت له جيب لها دب أحمر وياليتني ماقلت له
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههه وش سوَّى ؟
يوسف : فضحني الله يفضح عدوَّه طبعا خطيبته بغت تتفل بوجهه على الهدية ولا لما تحركين الدب يقول آي لوف يو ويقوم يجينا يتحسب علي ويقول ضيعتني من يومها وهي تأجل بالزواج
أبو منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههه
يوسف : مع أنه نيتي كانت طيبة بس والله ياهو عطاني دعوات لين قال بس
بومنصور : أنا ماقلت لك أبعد عنهم
يوسف : يبه ظالمهم صدق أنهم فاشلين داشرين ماوراهم شيء بس والله يونسون على الأقل قلوبهم بيضا
هيفاء : يخي عرفني على خواتهم خلني أوسع صدري بعد أنا
يوسف : دشيرة مقدر هههههههههههههههههههههههه لارجعت من السفر بمخمخ على موضوع الزواج والله المسيار دخل مخي
بومنصور : كم بتجلس ؟
يوسف : تقريبا أسبوعين
بومنصور : وبتآخذها معك
يوسف : لآتجلس عندكم
بومنصور : ليه ماتآخذها وتحاول تبعد عن هالجو
يوسف : مدري يبه حسستيني رايح شهر عسل , لا خلها سفرة شباب
بومنصور : ياخوفي من سفراتكم
يوسف : لا أصدقائي المحترمين مو حقين الجامعة
منصور وفهم قصده : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههه
بومنصور : صدق بزر ماينقالك سالفة
يوسف يتقدم ليُقبِّل جبينه : وزينه أبوي ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
منصور ويوسف في موجات من الضحك لا تهدأ
هيفاء الغير فاهمة : وش فيكم ؟
بومنصور : والله أنكم ماتستحون وأنت الكبير أنهبلت معه بعد .. وخرج تارِكهُم
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أبوك الله يسلمك ماضيه بالجامعة يشرِّف

,

في مكتبْ الجُوهيْ.

عبدالعزيز : خلاص الشهر الجايْ
رائِد الجوهي : إن شاء الله تتسهل الأمور
عبدالعزيز : إن شاء الله
رائد : واضح أنه عبدالعزيز العيد ماهو موجود في السعودية
عبدالعزيز : وش دراك ؟
سلطان ويُحادثه : لا تسأله وقوم خلاص
رائد : بحثوا لي شكله جاء الرياض فترة ورجع لباريس
عبدالعزيز : بس اللي عرفته شي ثاني
في جِهةٍ أخرى
بوسعود : قاعد يهبب
سلطان بحدة : عبدالعزيز لا تعاند
عبدالعزيز يتجاهل الصوت الذي يضجُّ بإذنه
رائد : وش اللي عرفته ؟
عبدالعزيز : متزوج وحدة من بنات عبدالرحمن آل متعب
بوسعود و سلطان كانوا في صدمة وهم يسمعونْ و ينظرون للشاشة التي تصوِّر المكانْ.
رائد : غريبة عاد هو مايزوِّج أي أحد
عبدالعزيز : يصير ولد صديقهم
رائد : ووينهم الحين ؟
عبدالعزيز : مدري يمكن إلى الآن بالرياض أو طلعوا برا السعودية
بوسعود بعصبية يرمي السماعات على الطاولة
سلطان و يبدُو الضغط مرتفع الآن و سيمحي عبدالعزيز بغضبه إن لم يقتله بوسعود قبله من حديثه بهذه الصورة
عبدالعزيز بإبتسامة وكأنه يشعر بغضبهم هُناك
رائد : وش يظمن لي أنهم متزوجين ؟
عبدالعزيز : إذا عرفت بزواجهم بتبعد عن عبدالعزيز يعني ؟
رائد : لآ مو عن بس بعرف إذا متأكد أو لأ
عبدالعزيز : متزوجين و واثق 100 بالمية
رائد تنهَّد بضيق
عبدالعزيز : الزواج راح يمنعه عنك ؟ إذا تبي تقدر تجيه وتقرب منه
رائد : ماينفع ! كِذا بنتورط معه
عبدالعزيز وقف : على العموم سوّ اللي تبيه أهم شي تتم أعمالنا على خير , وخرج


,

جالِسة و رأسها على صدرِ والِدها : أشتقت لك
والدها : ماراح تريحيني وتقولين لي وش فيك ؟
الجوهرة : خل سلطان يجي ونحكي
والدها : يخص سلطان ؟
الجوهرة : يخصني أنا
والدها : طيب وشو ؟
الجوهرة ترفع رأسها لتبتسم : خلنا من هالموضوع لا جاء سلطان حكيت فيه , طمني وش أخبارك ؟
والدها : بخير الحمدلله ..
الجُوهرة : يبه تثق فيني
والدها بإبتسامة : أكيد أثق فيك
الجوهرة : يعني ريان و
والدها يُقاطعها : ريان في كل الناس يشك ماهو بس فيك ! ماعليك منه


,

فيضانُ يقتلعُ قلبِه , صرخاتُ من حوله تُثِير في نفسِه الكآبة و لا شيء سوى الكآبة.
إغماءة أو شبه إغماءة . . عينيها تنظُر إليه بدهشة . . ليست دهشةُ فرح , شيءٌ آخر
أخذ نفسًا عميقًا ولم يُلحقه زفيرًا لدقائِق طويلة , تنفس من جديد . . كيف أن الحياة برمشها قادِر أن يختفِي منها.
بلل ملامِحه بالماء وذكراها تخترقُه.

أستندت إلى الجدارْ , أولُ ليلةٍ تقضيها بعيدة عن أهلها أول ليلةٍ تنام بشقتِه بسبب الأجواء السيئة و عبدالعزيز الذي أجاد تغطية الموقف بأنها نائمة عنده بمدينةٍ أُخرى.
ناصِر يتوضأ : وش تفكرين فيه ؟
غادة : أول مرة أنام برا البيت
ناصِر : تتعودين
غادة : أتعود بعد العرس ماهو قبله
ناصر أبتسم بخبث : الله كاتبها وش نسوي
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أخاف من ثالثنا
ناصر وهو يلتفت إليها : مابينا ثالث !! الله راضي عنَّا إن شاء الله
غادة بسخرية : كثَّر الله خيرك طمنتني
ناصر : هههههههههههههههههههههههه , والله نامي وأرتاحي مانيب جاية يمِّك
غادة : أبغى بيجاما الجينز يضايقني
ناصر : فداك كل دولابي
غادة ضحكت ولحقته لغرفته
غادة : مايمديني ألبس لبسك ؟ .. يالله ناصر فوضوي مررة ليه مو مرتب ملابسك ؟
ناصر : أنتظر من خذا قلبي يرتبها
غادة أبتسمت وسحبتْ إحدى بيجاماته : بتطلع مرة مبهذلة عليّ بس يالله كلها يوم .. وين راح تنام ؟
ناصر : بالصالة وأنتي نامي هنا
غادة : لآ أنت نام هنا وأنا بنام الصالة عادي
ناصر : لا موصيني عزوز
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههه موصيك تبعد ماقالك نام بالصالة
ناصر يُباغتها بقبلة على خدِّها : تصبحين على خير
غادة : وأنت من أهل الخيرْ

أكمل وضوءه مبتسمًا من ذكراها و قلبه يعتصِر حُزنًا , تِلك الليلة تحت سقفِ ثلُوج بارِيسْ و ركضِ المارة حتى يختبئوا عن الثلجْ , تِلك الأحوال الجوية كانت بركة له , لم ينام فيها من تفكيره بأنها نائمة على سريره الآن.


,


عيناها على السقفْ , رائِحته تخترقها . . . تُقبِّل وسادته وهي تحتضِنها , لم يأتِها النومْ متأملة فيما حولها , تجهلُ في أيّ غُرفةٍ هيْ لكن كُلْ شيء يحكيها عن حبٍ كبير تكُّنه لصاحِبها , بإبتسامةٍ غجرية تنظُرْ لتسريحةٍ ممتلئة بعطُوراتِه , قريبًا جدًا ستُشارِكه أيضًا , الفجرُ الأول بدا يتسلل لسماءِ بارِيس الغائِمة و الثلُوج لم تتوقف بعد , لم ينام هذا الأكيد ؟ رُبما يفكِر بي مثلما أنا أفكر به , ليس رُبما .. أنا متأكِدة من قلبِي و حدَّة الإحساسِ تُخبرنِيْ بـ عظيمِ حُبِه.

فتحت عينيها تنتفِض من ذِكرى ملتوية , باريس . . ثلوج . . غرفة مجهولة . . هذا ماأتذكَّرهُ من الحلم ؟ هل كُنت في باريس قبل الحادث ؟ , تنهَّدت بعُمق و صوتها يتحشرج بهذه الذِكرى الغامِضة لها , عينيها تنزفُ الدمُوع , و " ناصِر " يأتي إسمهُ , كان زوجي ؟ كيف كُنت في غرفة أحدٍ غيره أو ربما هو ؟ لكن لماذا أنام في غرفته لوحدِي ؟ هل هو زوجي أو تكذب أمي مرةً أُخرى ؟


,


جالِسًا يتأملُ بصورٍ لها لا تنتهِي أبدًا , غيابها مرّ لا يستسيغُ الحياة دُونها .. هل من الممكن أن تنثُر حُبِي بسهولة ؟ هل من الممكن ان تُخبر الجميع أنني اغتصبتها ؟ لم أغتصبها ؟ هي من أرادت ؟ حتى أنني نسيتُ تلك الليلة لا اتذكرُ مِنها شيئًا سوى بدايتها , لا اتذكر إن صرخت أو بكيت ؟ هي راضية بهذا الحُب ؟ انا واثق أنها تُحبِّني ؟ لمَ تُخفي عن الجميع ؟ لم تقبل بـ سلطان الآن ؟ سلطان لن يثق بِها ؟ سيرميها ؟ كيف لها قُدرة أن تلفُظ بالحقيقة بسهولة وأنا قلبِيْ يتحشرج يموت بمجرد التفكِير بها ؟ يا عذابِيْ أرحمِي قلبٍ يرى بِك الحياة . . سيتركك سلطان كما تركك من قبله ؟ لا أحد يسيرُ معك فوق الشوك سواي ؟ لا أحد يُحبك مثلي ؟ لا أحد له قُدرة أن يُضحى بهذه الحياة لأجلك سواي ؟ حتى والدِيْك من اولِ سقوطٍ لك سـ يُفارقونك ؟ أنا فقط من سأبقى معك .. أنا أحبك.


,

مُثبِته هاتِفها على إذنها تسمعه دُون أن تلفُظ شيئًا
هوَ : أنا آسف
عبير و نحنُ الإناثْ نشدُّ على شفتينا حتى نمنع نفسنا من البكاء ومع ذلك بـ زمِّنا هذا / ننهارْ.
هوَ : عبير
عبير بنبرةٍ جاهدت أن تتزن : أنسى عبير , أطلع من حياتي أطلع منها يا .. يا أنت
هوَ : ما أشتهي المنفى
عبير وبكلمته سقطتْ حصونها , دمُوعٍ تبللها تصِل لهاتِفها
خيَّم الصمتْ قليلاً حتى تكسُره عبير : إذا بختار بينك و بين رضا الله ؟ بترخص كثير في عيوني .. وين الله يوفقني ؟ قولي بس وين بنبسط ؟ أنا من عرفتك و ماأنام إلا وأنا أبكي !
هو : علمِّيني كيف أنساك ؟
عبير : علِّمني كيف أرتاح من هالهم ؟
هو : لا مِن دعيت على حُبك بالخلاصْ عاقبتنِي أقداري
عبير أغمضت عينيها وهي تأخذْ شهيقًا دُون زفير , كلماتِه على القلبِ الغائِر جدًا حامِضة , لن تضعف هذا مارددته كثيرًا وبصوتٍ مجروح : شفتْ فيك الحياة بس أستحي أصلِي وأنا أكلمك و أقابل ربي وأنا بهالصورة معك ! أبي أنساك أبيك تطلع من حياتي ! لا عاد ترسلي شيء , والله يغنيني بحلاله عن حرامه
هو : أبيك بدُون هالثالث
عبير : و أنا مقدر
هو : منتي بهالقوة
عبير : الله يقويني
هو : لا تضحكين على نفسك
عبير : من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه
هو : والنعم بالله بس
عبير تُقاطعه : بس أنتهى كل شيء
هو : ماهو بسهولة تنهينه ؟
عبير وعيناها تسقُط على اللوحات , لا تسكُن دموعها مازالت تنهمِر بغزارة : وأنا أقدر
هو : و انا ماراح أتركك
عبير : لو سمحت أنت حتى إسمك ماكلفت نفسك تقوله لي ؟ مالك حق أبد تحاصرني من كل جهة ؟ أنت لو تحبني صدق ماجبتني بس عشان تشوفني وقهرتني ؟ أنت لو تحبني كان قلت إسمك أبسط شي على الأقل ؟ أنت لو تحبني مارضيت علي بالحرام ؟ أنت لو تحبني صدق مابكيتني ؟ أنت لو تحبني كان جيت عند أبوي ماهو عندي ؟ أنا غلطت بس أنت غلطك أكبر منِّي !! أنا بصحح هالغلط و بعد الله ماراح أكسر ظهر أبوي وحط هالشيء في بالك ! لا عاد تتصل لأن لحظتها راح أقول لأبوي وراح أبلغه عن كل شيء . . خل في بالي ذكرى حلوة عنك و بحاول أقول كِنت أحب شخص أجهله
هو : قلبك يعرفنِي وهذا يكفي
عبير : وعيني تجهلك
هو : قلبِك أوفى
عبير : لو تحبنِي أبعد عنِّي خلني أحاول أنساك !! لا تضيعني أكثر
هو : و أنا ؟
عبير بنبرةٍ مبكية : ماتت بِي الرُوح لا تحرقها أكثر
هو : بكُون جمبك دايْم
عبير أغلقته وهي ترتمي على السرير , تبكِي بشدة , تشعُر بالراحة فـ عذابُ أهوائها شديدُ عليها لكن بالمُقابل تحزن .. أول حُب بحياتها تجهله , نعم ! لكن ترى به حياةٍ منسيَّـة , لا يُصبِّرها سوى " وأما من خاف مقام ربّه، ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى "


,

دخل المبنَى وخطواتِه تتجه لمكتبْ سلطان يشعُر بعاصِفة ستأتيه الآن , بعضٌ من الخوفْ من ردة فعله بدأ ينتابِه و لكِن عزمِه بقهرهم تقوَى اكثر و أكثر , فتح باب المكتب ورفعُوا أعينهم عليه
عبدالعزيز : السلام
بوسعود بعصبية : ليه تسوي كذا ؟
عبدالعزيز بصمتْ
سلطان : وش سوينا لك عشان تسوي كذا ؟!!!! يعني أنا حتى ماني عارف كيف أكلمك ؟ عقلك كل ماله يصغر حتى ماني قادر أتفاهم معك !!
بوسعود بغضب كبير وأكبر من سلطان و هو يُشير إليه بسبابته : وش تبي توصله ؟ صدقني ماهو من صالحك تلعب بذيلك معنا
سلطان : ولا تقدر أصلاً والله ياعبدالعزيز أنت قاعد ترمي نفسك بالنار ولا أنت حاس
بوسعود بصرخة : صدقني محد بيندم غيرك
سلطان : تقسى على نفسك كثير وأنا برفع إيدي منك !!!! صدقني محد راح يقدر يحميك بعد الله غيرنا و محد بيخسر غيرك أنت
عبدالعزيز ببرود : و أنا أبي أندم و أبي أخسر و بعد أبي أقسى على نفسي
سلطان بعصبية : لو أفهِّم بزر بالإبتدائِي فهم يخي أستح شوف عمرك كم عشان تعاند كذا !!
عبدالعزيز تنهَّد متأفأفًا
بوسعود : تبغى تحمي نفسك بهالدناءة ؟
عبدالعزيز أبتسم : لو أبغى أحمي نفسي ماجلست معكم دقيقة , تذكَّر هالشي
بوسعود يقف ليقترب منه : وش تخطط له ؟
عبدالعزيز : اللي سمعته عند الجوهي ولا أنت وبناتك بتروحون فيها
بوسعود يُمسكه من ياقِة ثوبه و يبدُو هذه المرة أن بوسعود هو من يُريد ذبح عبدالعزيز بدلاً من سلطان
عبدالعزيز لم يُقاومه أو حتى يُدافع نفسه , لأنه ببساطة : والده الثاني.
سلطان أقترب منهم ليُفرِّقهم : يعني تبغى تجبرنا
عبدالعزيز بصمتْ
سلطان : منت بهالدناءة ياعبدالعزيز ولا تحاول تتقمّص شخصية ماهي لك
عبدالعزيز : أنا قلت اللي عندي
بوسعود مبتعِدًا أمامه سلطان الفاصِل عنه وعن عبدالعزيز : لاتحاول تقهرني في بناتي والله ياعبدالعزيز لأذوِّقك الجحيم في دنياه
سلطان : ماراح نزوجك ياعبدالعزيز !! أنسى هالموضوع
عبدالعزيز : أتصل على الجوهي بنفسك وبشّره
سلطان و غضبٌ كبير يشعر به الآن من تلاعب عبدالعزيز بِهم : يعني ؟
عبدالعزيز بهدُوء : مالكم إلا توافقون هذا الحل
سلطان يبتعد فعلا لو أقترب أكثر منه سيتهوَّر . . أسند ذراعه على الطاولة : أبي أعرف وش السبب اللي يخليك تفكِّر كذا ؟
عبدالعزيز بسخرية لاذعة : أفكِّر بالإستقرار
بوسعود يرفع عينه الغاضبه له
عبدالعزيز : ماقصَّرت أستضفتني في بيتك و عاملتني كأني ولدك لكن
بوسعود يقاطعه : و فيه ولد يتفنن بقهر أبوه
عبدالعزيز وفعلاً جوابه أحرجه ولكن تغلب على إحراجه بسهولة : و فيه أبو يضيِّق على ولده ؟
سلطان : وش تبي ؟ أطلب اللي تبيه لكن أبعد عن هالموضوع
عبدالعزيز : تقصد الزواج ؟ قلت لك أتصل على الجوهي وبلغه برفضك
سلطان بحدَّة : ماهي تربية سلطان العيد هذي !!
عبدالعزيز : تربيتكم ! عرفتوا تغيروني صح
بوسعود بنبرة هادئة بعد غضبٍ شديد : خسارة والله
عبدالعزيز وهو يعدِّل ياقة ثوبه ويُغلق أزاريره التي أنفتحت : هالفترة حسيتها سنين ضاع بها عُمري ! وضياعه ماهو رخيص عندي
سلطان : احنا ضيعناك ؟ ليه تفهم دايم بالمقلوب ليه ظنك فينا دايم سيء ؟ ليه تكفِّر بهالخبث ؟
عبدالعزيز بصمت ينظُر لسلطان
سلطان بغضب : كيف تفكِّر أنك قادر تهيننا بهالصورة ؟ ولا بخيالك تتزوج وحدة من بنات عبدالرحمن
عبدالعزيز : وأنا قلت لك تعرف جوال الجوهي ولا أعطيك اياه
بُوسعود يقترب من عبدالعزيز مرةً أخرى وبصوتٍ خافت : وش قلت لها يوم دخلوا جماعة عمَّار ؟
عبدالعزيز صُعق من السؤال , شعَر بفيضانٍ أسفَل أقدامِه تُجبره على الوقوف دُون ثباتْ
بوسعود بحدة : كلمتها ؟
عبدالعزيز : لأ
بوسعود : و تبيني أحسن ظني وأصدقك ولا أسيئه زيِّك وأقول أنك كذاب
عبدالعزيز مشتتْ نظراتِه : ماني مجنون عشان أقرِّب لوحدة من بناتك
بوسعود بعد صمتٍ لدقائِق طويلة : مين تبي ؟ الكبيرة ولا الصغيرة
عبدالعزيز يشعُر أنه يختبره بهذا السؤال : ليه تسألني ؟
بوسعود : مو قلت للجوهي أنك متزوج وحدة من بناتِي ! طيب حدد
عبدالعزيز : اللي تختارها أنت
بوسعود : يعني حتى ماتبي تختار ؟ كيف أأمن على وحدة من بناتي عندك وأنت كل يوم لك راي ؟ مرة معانا ومرة علينا ؟ كيف أعتبرك رجَّال يقدر يحميها
عبدالعزيز : زي ماأعتبرتني رجَّال يوم أرسلتني للجوهي
سلطان بإستغراب : عبدالرحمن ؟ أتركك منه بدا يهلوس
عبدالعزيز : لا تطمَّن ضميري ما مات
سلطان وبنظراتٍ ممتلئة بالغضب : وش تقصد ؟
عبدالعزيز : اللي تحس فيه هذا هو قصدي
سلطان أطال نظرِه وأردف : كثَّر الله من كرمك
بوسعود : زواج على ورق بس
سلطان وقف مرةً أُخرى : عبدالرحمن
بوسعود : لو أنك بس مفكِّر قبل لا تقول للجوهي كان ممكن أحترمك
عبدالعزيز ببرود : ماقصَّرت قدرت تحترمني فترة طويلة
بوسعود عاقِد الحاجبين متضايق جدًا : وطبعًا ماراح أقول لها شيء !! أنت بس اللي تعرف و إسم أنك زوجها وبس
عبدالعزيز : شروط ثانية ؟
بوسعود : ومايهمك أصلا مين راح تكون لكن تحلم ياعبدالعزيز تلمس طرف منها
عبدالعزيز ببرود آخر : وليه أحلم ؟ أنا قادِر
بوسعود بحدة : ماراح تنغفر غلطاتِك معي أبد


.
.



أنتهى – راح نوقِّف لأني بسافر –
بيكون البارت القادِم إن الله عطانا عُمر 24/7 الثلاثاء ()
و بنستمر برمضانْ إن شاء الله.

نقُول بدينا ندخل بأحداث جديدة , أكيد بكون سعيدة جدًا بالتعليقات :$

+ بشتاق لكمْ :"


لا تلهيكم عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه "


لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ ()

بحفظ الرحمنْ.





رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 33 )


الأمطارُ تهطل بشدة تكادُ تحفرُ بالطريق من قوتِها ، جلسا في مقاعِد إنتظار الباص المظللة ، تأفأفت من تبلل حجابها و سوادُ قدميها المُتسخة بفعل المشي ، هو الآخر أدخل كفوفه بجيب معطفه الأسود من شدة بردِه.
بحلطمة أردفت : خل أشوفها أقطعها بأسناني
عبدالعزيز وضِحكة تفلت مِنه : توبة اعطيها سيارتي
هديل : أصلا هالحمارة ذي رايحة مع ناصر بس كذا خذت سيارتك عسى سيارة تهفَّها وتفكنا منها ومن *تقلد صوتها* نصوري
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه أستغفري بس
هديل بعصبية مُضحكة : خلني اتزوج والله والله لأطلع حرة طلعاتها مع ناصر بأسبوع وبتشوفون
عبدالعزيز وبمجرد أن ينطق حرفيْن يخرُج دخانًا أبيض بين شفتيه : على حسب اللي بيآخذك
هديل : دوِّر لي واحد من ربعك
عبدالعزيز : لو ماني بردان كان صقعتك بهالعمود *أشار لها بعينيه لعامُود الإنارة*
هديل بقهر تُقلد صوت غادة بإتقان مع بعض الدلع والميوعة في نبرتِها: ناصر عيوني وقلبي و حياتي و روحي و اكسجيني وبدونه ماأعرف أعيش يا عساه جحيمك يالكلبة
عبدالعزيز انفجر من الضِحك و أردف : ترى الدعاء مستجاب بالمطر لا تدعين عليها
هديل : ههههههههههههههههههههه قهرتني الله يقهر ابليس

أفاق من غيبوبة ذكراه وهو يسير بإتجاه المخرج لا يعرف الربط بين هديل ورتيل ولو أنَّ هديل أفضل بمراحل كثيرة من رتيل ولا وجه للمقارنة بينهُم ، نفث ذكراها و تفكيره ينصَّب لما فعله اليوم ، يشعُر بنارِ غضبهم من أعيُنهم ، يدرك فداحة تهوِّره و يدرك أيضًا المُصيبة التي أوقعُهم بها ، بعضُ من الحقد ينطفأ ولكن مع كل هذا : لم يرتاح.

بجهةِ أُخرى ، الغضب مُسيطر بين أحاديثهم
تنهَّد : أعرف كيف أقلب حقده عليه
سلطان : عقله مصدِّي يفكر بطريقة الحمار مايفكر فيها
بوسعود : مدري وش يبي يوصله في كل مرة يصدمني اكثر
سلطان بعصبية : ماهقيت سلطان الله يرحمه مدلعه كذا
بوسعود : بالعكس الله يرحمه كانت تربيته قاسية وحيل
سلطان : قهرني الله يقهر عدوَّه ! ناس لهم سنين ماقدروا يسوون اللي سواه وهو بـ كم يوم طلّع عيوني
بوسعود : جالس يأذي نفسه كثير حتى ماني عارف كيف اتصرف معه
سلطان : انت لا تعطيه وجه من البداية وتوافق ! خلَّه يآكل تراب وماعندنا زواج وصدقني ماراح يقدر يسوي شي
بوسعود : بس دخَّل الجوهي بالسالفة عرف يختار الوقت عشان يضغط علينا
سلطان : ذكاءه خبث قسم بالله
بوسعود : مستحيل فكَّر انه يحمي نفسه ، كذا الجوهي بيصرف نظره عنه وبيقطع الأمل انه ممكن عبدالعزيز يوقف ضدنا
سلطان : كان ممكن نبرهن للجوهي انه مستحيل عبدالعزيز يوقف ضدنا بطرق ثانية ماهو بطريقته اللي زي وجهه هالخيبة
بوسعود : كذا ولا كذا ماراح يعرف من تزوَّج ، وبخلي مقرن يدبِّر لنا فحص الزواج عشان يتم العقد
سلطان بإبتسامة رُغم مزاجه السئ : أتخيل شكله لو ماعرف منهي
بوسعود : دامه يبي يستلعن انا استلعن معه بعد
سلطان : مين الكبيرة ولا الصغيرة
بوسعود بـ حميمية الودّ مع سلطان : محتار سواءً عبير ولا رتيل إثنينتهم ماراح يعرفون ولا هو بيعرف لكن اخاف إذا عرفوا بأي طريقة
سلطان أبتسم من طاري رتيل : مهي بعيدة عن عز ابد
بوسعود وفهم من يقصد : كوبي بالتهور من عز
سلطان بتفكير عميق أردف : أنا أشوف رتيل بكلا الحالتين ممكن تتقبل الموضوع
بوسعود : بس عبير أنسب
سلطان : ممكن تكون ردة فعلها عنيفة لو عرفت
بوسعود : بس هي أقرب لي وأعرف كيف تفكر يعني ممكن تتقبل الموضوع إن عرفت انه مجرد ورق وإن شاء الله فترة وتعدِّي
سلطان بعد صمت لدقائق : ممكن !! ليتك تبعده عن بيتك مع اني ماأحسه وقح لهدرجة لكن ممكن يتقرب من بناتك
بوسعود : لا مستحيل يكون كذا ! دامه يصلي مع الإمام انا متطمن ، إذا هو عند عيني وماني قادر اسيطر عليه شلون لو يبعد !!
سلطان تنهَّد : المهم أنَّه هالمجنون مايعرف مين من بناتك والأكيد انهم ماراح يعرفون من طريقك

،

مُنذ أن أتت وهي تتجنبُ الحديثِ معها ، تجاوبها بإيجاز وتُنهي أيُّ بابٍ للنقاشِ تفتحه.
هي الأُخرى مُستغربة تصرفاتها في الساعات الأخيرة منذ ان علمت بأمر زواج اختها من سلطان وأمرُها في حيرة.

نشفت شعرها المُبلل بعد ما تقيأت في العمل بكثرة ، رفعت عينها على أفنان الواقفة بمقابلها
أفنان : عسى صرتي أحسن ؟
ضي هزت رأسها بالإيجاب دُون أن تنطق حرفًا
أفنان أمالت فمها بحيرة : طيب انا بحاول أنام ساعة على الأقل ، تمسين على خير .. ودخلتْ لغرفتها
ضي بخطواتِ سريعة توجهت لهاتفها و أرسلت رسالة " متى مافضيت كلمني "

،

أمام نافِذة تتصببُ ماءً و سماءٍ داكِنة ممتلئة بالغيم بين حرائرها شمسٌ غائبة ، باتت تشكُ في نفسِها بعد نفي والدتها لخروجها مع وليد و حديثها أيضًا ، تشعُر بأنها تتذكّرُ حقيقة وليس خيال ، دمعها لم يتوقف ينهمِر كـ مطرِ باريس الآن.
ترمشُ كثيرًا علَّها تُسقط أوجاعُها ، بحديثِ النفسِ تضيق نفسَها " رُبما حتى لا يُوجد شيءٌ إسمه عبدالعزيز أو سلطان العيد أو حتى غادة ، من الممكن أنني توهَّمت ، إن كنت فعلا لم أخرُج مع وليد إذن ناصر و عبدالعزيز و سلطان و غادة هُم وقعٌ من خيالي . . . أُمي مهما كان لن تُضايقني بتكذيبي لن تستطيع أن تجرحني . . أحيانًا أفتقِد أُمي و هي بجانبي "
قاطعها صوتُ هاتِفها ، أخذته لترُد على وليد بصوتٍ واضحٌ عليه الإجهادُ من بكائِها : ألُو
وليد : السلام عليكم
رؤى : وعليكم السلام والرحمة
وليد : وش فيه صوتك ؟
رؤى قاطعته بالسؤال : متى آخر مرة شفتك ؟
وليد : بالمطعم لما سألتيني كيف نفقد نفسنا
رؤى : أمي تقول اني ماطلعت معك هاليومين
وليد بإستغراب صمَت
رؤى بإختناق : ماني عارفة مين أصدِّق ! أكذب نفسي واصدق امي ولا وش أسوي ؟
وليد : متأكدة قالت لك كذا
رؤى بعصبية : حتى انت تشك فيني !!
وليد : مو قصدي بس
رؤى تُقاطعه : بنجَّن أصدِّق مين ولا مين
وليد : لاتكذبين نفسك
رؤى بنبرةٍ هادئة : طيب ليه تكذب عليّ
وليد : لا تزعلين من كلامي بس أمك تصرفاتها جدا غريبة أحسها تضرك اكثر من انها تنفعك
رؤى مُلتزمة الصمت
وليد يُكمل : و أنا ماني راضي أبد على علاقتنا هذي ، يارؤى فيه شي واحد أؤمن فيه أنه شي بالحرام ماينتهي بـ يُسِر لكن نقدر نقلب هالحرام حلال ، أبيك زوجتي أبي أستقر ويكون لي عايلة لكن أمك واقفة قدامي لا هي معطتني حق ولا باطل
رؤى و كأنَّ دمُوعها تسلكُ جوابًا.
وليد : مقرن إن كانه أبوك فهو حيّ أو ان كانت هويتك مزورة على اسمه فهذا شي ثاني
رؤى وقلبُها يتسارعُ بشدَّة ، ضعيفة جدًا و هزيلة.
وليد : أُمك لازم تعلمك بكل شي ! كيف اقدر اخطبك من مقرن ولا من مين بالضبط ؟ يا رؤى ماأبي أقسى بكلامي عليك لكن هذي الحقيقة امك تكذب كثير وفي كل شي تناقض نفسها
رؤى و تكاثُر الخيباتِ على جسدها الهزيل أماتَ الشعُور بِها ، لا ردة فعل حيال حديثه لا شي يصوِّر لها أبٌ حيّ تعيشُ اليتم دُونه . . . أجهلني و أجهلُ ما يُوجد يسار صدري.

،

في زحمة أفكارِه ، تضايق جدًا و جدًا - الدناءةُ تتسلل إليه بسلاسة ، بين أُصبعيه سيجارة و كفِّه الاُخرى مُثبتة الهاتف على إذنِه : طلع متزوج بنته . . . . لا ماينفع أبد . . ماأبغى ادخل نفسي بمتاهة يكفيني اللي انا فيه أخلص أموري مع صالح وساعتها افكر بعبدالعزيز . . . . . . إيه . . . لا صفقة ضخمة إن شاء الله نآخذ منه السيولة عشان نعرف نوقف الكلب واللي معه . . إيه أكيد . . . . . *دفن سيجارته على طاولة مكتبه المطلي بالفخامة* نعمممممم . . كيف كيف ؟ لحظة وش يطلع ؟ . . . . كان مع عمَّار ؟ . . . . . . . . . . . إيه وبعدها ؟ . . . حسبي الله . . . . . إيه كمِّل . . يعني كان يتجسس على مخططات عمَّار منه ؟ . . . والحين وين راح ؟ . . . . . . . . إيه يقولون سافر ومعاه بنته ! . . وانا كنت متأمل فيه لكن طلع معاهم وشكلهم غاسلين مخه بعد !! . . . . . . . بعرف كيف يتزوج بنت الحمار الثاني . . أنت شف أبحث لي بالموضوع . . . . . . الحين مشغول مع صالح نبي تتم صفقتنا بدون مشاكل . . .

بجهةٍ أُخرى
أمام شاشة عرضٍ متوسطة الحجم بجانبها شاشة تكبرها كثيرُا ، تبدُو الغرفة مجمَّعِ شاشاتٍ متفاوتة الأحجام تُحيطها من كل زاوية من كاميرات المُراقبة.
متعب أنزل السماعة السودا الضيِّقة من أذنيه : عرفوا بموضوع عبدالعزيز مع عمار
أحمد يحك جبهته بقلق : اليوم شكلهم معصبين بعد سالفة عبدالعزيز والله لو أقولهم الحين بيدفنوني
متعب تنهَّد وهو ينظر من خلف الزجاج خرُوج سلطان : نقولهم بكرا
أحمد : المصيبة إن عرف شكل عبدالعزيز تراه ماأتغير أبد اذا اللي كانوا مع عمار عرفوه يوم اعتدوا على البيت وكان بيروح فيها عشان موت راشد
متعب : المشكلة باللوك هذا صاير فيه شبه تقريبا مع صالح اللي اصلا ماشافه الجوهي لكن لو شاف صورة عبدالعزيز بيوضح انه صالح هو عزيز !
أحمد وينظُر أيضًا لبوسعود الخارج من مكتب سلطان و غارق في شاشة جوالِه : عساهم يروقون بكرا مالي خلق يطلعون حرتهم فينا
متعب أبتسم : هذا اللي هامك
أحمد : بوسعود أتحمله لكن بو بدر لا والله لا عصب ماأحب احاكيه بأي شي يجلس يمسخرني قدام الكل
متعب : مالنا دخل بكرا نقوله وهو كيفه يروح يعصب على عبدالعزيز
أحمد : هههههههههههههههههه دام عبدالعزيز ماعليه خوف ماشاء الله يقدر يراددهم بكيفه

،

في سيارتِه مُثبت السماعة بإذنه ويُحادث ناصِر : وبس هذا اللي صار
ناصر : لحظة خلني أستوعب
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه والله شعور أنك حقير حلو
ناصر : من جدك !! أنهبلت ! أتحدى اذا كنت مبسوط الحين
عبدالعزيز : يعني مقطعتني الوناسة من قبل على الأقل اوقفهم عند حدهم زي مامنعني من العلاقات هذا انا اجبرته على علاقة ومع بنته بعد
ناصر بإستهزاء : كفو والله انك رجَّال الله لايضرك
عبدالعزيز : انا ماقلت لك عشان تتطنز
ناصر : لأن حركتك جدا دنيئة و أسمح لي عزوز حركتك ماتطلع من رجَّال
عبدالعزيز تنهَّد وهو يقف عند الإشارة
ناصر : يعني كيف تجبره ؟ هذا هو بيقهرك وماراح تعرف مين ! وش أستفدت بس إسم انك زوج بنته ؟ طيب أي بنت ؟ ماتعرف ولا راح تعرف
عبدالعزيز : مايقدر يخبي عليّ بقراه بالعقد
ناصر : حتى هي ماراح تعرف لأن بوسعود اللي بيوقع !
عبدالعزيز : مايهمني تعرف ولا ماتعرف
ناصر : وفرضًا قدروا يخبون اسمها وش بتسوي ؟
عبدالعزيز وشعُور بالقهر من الآن بدا يتسلل إليه : مستحيل
ناصر : انا اقولك افرض
عبدالعزيز : أستغفر الله ماهو موفقني ابد
ناصر : من فعايلك ، أركد و لا تحط في بالك سلطان ولا بوسعود ولا مدري مين ! حط في بالك إسم السعودية و ديرتك واتركهم ماعليك منهم خلهم يسوون اللي يبونه اهم شي تنفِّذ أوامرهم لمصلحة هالوطن لا تفكِّر انها لمصلحتهم وكل شي يتسهَّل ، كلها فترة و ارجع باريس ما جاك من الرياض الا الشقا
عبدالعزيز : وأنت ؟
ناصر : أرجع باريس وبطلب نقل لفرعنا هناك
عبدالعزيز : بديت أفكِّر أنهي هالشي واستقر بباريس زي قبل بعيد عن هالزحمة والقلق
ناصر ويريد أن يُلطف جوَّه : ماهي شينة اثير
عبدالعزيز ضحك بوضع مزاجه المتدحرج للأسفل : ههههههههههههههههههههههههههه أبد ماعندي مانع تكون زوجتي
ناصر : لو أنك مهجِّد شياطينك على الأقل تحبك وين تلقى بس
عبدالعزيز يستدير لشارِع قصرِ بوسعود : ماتعجبني حياة الفري واختلاطها و كلهم أصدقائها وماأعرف وشو هذا زميلي وهذا مثل أخوي
ناصر : أنت وش يعجبك أصلاً !!
عبدالعزيز : هذا اللي ناقص بعد أتزوج وحدة تطق حنك مع اللي يسوى واللي مايسوى
ناصر : أشوى تطمنت أنك للحين عزوز اللي أعرفه
عبدالعزيز : هههههههههههه لهدرجة !! من زمان تعرف رايي بالحريم وش بيغيره
ناصر : مدري عنك ماعاد نعرف لتصرفاتك
عبدالعزيز : بس قناعاتي ماتتغير ! عُمرها الرخيصة ماتكبر في عيني

،

ماذا تُريد الجوهرة من والدها ؟ هل ستُخبره ؟ كيف ستُخبره ؟ و هل سيكُون بحضور سلطان ؟ مستحيل أن تتجرأ ؟ هي جبانة لا تقوى على الحديث حتى مع ذاتِها ؟ لن تصبر أكثر و لا أحد سيُصدقها ! لن يشك واحِد بالمية عبدالمحسن بيْ ، لن يستطيع حتى التفكير بطريقة الجوهرة ! هي المُذنبة وليس أنا ! أما سلطان لم يُعرف أبدًا بـ حنيَّتِه .. قاسي على الجميع كيف سـ يُصدقها او حتى يُشفق عليها لن يحاول حتى لمجرد المحاولة أن يُصدق ما ستقوله ، أنا واثق أمامهم لن تستطع أن تواصل الحديث لو فعلا خططت بإخبارِهم ، الآن يجب أن أختفي عن أنظارِهم ، جوازي بحوزة عبدالمحسن ولو أخبرته سـ يشك بالأمر ! رحلة مؤقتة عِند مسفر لجدة قد تُجدي نفعًا.
فتح دولابِه ليُجهِّز شنطة متوسط الحجم وضع بعض الملابس الضرورية بإستعجال ، أرتدى ثوبِه والشماغ على كتفِه ، أغلق أزارير ثوبه أمام المرآة ، ملامحُه بِها شبه كبير من عبير ، رُغم هذا و ماحصَل إلا أنَّ معزةُ رتيل و عبير مازالت تزداد في يسارِه و الشوق لهُما يكبر أيضًا.

،

بُوسعُود ما إن رأى رسالتِها حتى أتصل وأتاهُ صوتها الناعم : الُو
عبدالرحمن : مساء الخير
ضي : مساء الناس القاطعة
عبدالرحمن : أنا قاطِع ؟
ضي : اللي مايفرحني بشوفته 5 شهور قاطع
عبدالرحمن : وقتي ماهو بإيدي
ضي : وشوقي بعد ماهو بإيدي
عبدالرحمن : تشتاق لك الجنة
ضي : آمين ويَّاك ، إيه قولي وش أخبارك ؟
عبدالرحمن : بخير أنتي بشريني عنك ؟ وكيف الشغل
ضي : من أول يوم واضح انه مُتعب مرة
عبدالرحمن : أهم شي تشغلين وقتك ، كيف السكن ؟
ضي : ماشي حاله و اللي معي حبوبة
عبدالرحمن : لا تثقين بأي أحد بسرعة
ضي : تطمن من هالناحية
عبدالرحمن : مين اللي معك ؟ إسم ابوها أوعايلتها
ضي بتوتر كبير أردفت : مدري يعني ماسألتها
عبدالرحمن بإستنكار : معك وما تعرفينها ؟
ضي أرتبكت فـ ألتزمت الصمتْ
عبدالرحمن : ناقصك شي ؟
ضي : حبيبي ماتقصِّر ... بتجي باريس هالفترة ؟
عبدالرحمن : مدري يمكن نجي ماهو أكيد عشان الشغل بس بناتي بيكونون معاي
ضي : على هالطاري شلونها رتيل الحين ؟
عبدالرحمن : الحمدلله نفسيتها صارت احسن
ضي : الحمدلله وعبير ؟
عبدالرحمن : الحمدلله ماعليهم
بعد صمتٍ لثواني طويلة ، أردفت ضي : أحس بوحدة فظيعة يعني لو يومين تجي هنا
عبدالرحمن بتنهيدة : مقدر يايبه حتى وقت لنفسي وبناتي ماني لاقي
ضي بضيق : ماني عبير ولا رتيل عشان تقولي يايبه
عبدالرحمن بضحكة طويلة يعرف عقدة ضي جيدًا ، أردف : حقك علينا
ضي : زين سمعنا هالضحكة
عبدالرحمن : لأني متضايق وطلعت لي مصيبة فمزاجي مش ولا بد
ضي : سلامتك من الضيق ، وش صاير ؟
عبدالرحمن : شغل ماينتهي
ضي : دبِّر لك إجازة تغيِّر جو و ترتاح و سلطان ماراح يقصر يمسك عنك يومين
عبدالرحمن : مقدر
ضي بعد صمت لثواني طويلة : لا تعيِّشني بوحدة مرة ثانية يكفي اللي مضى
عبدالرحمن يُثبت بكتفه الهاتف و يُشغل سيارته : إحنا وش أتفقنا ؟
ضي وتحاول أن تتزن بنبرتها التي توشك على البُكاء : أنا ماأتذمَّر ولا أقولك أضغط على نفسك لكن حسسني أني مهمة بحياتِك
عبدالرحمن يُسند ظهره و تنهيدةٍ أُخرى يطلقها بصمتْ
ضي مع صمتِه رمشت عينها فـ بكت ، أردفت : لو ماأرسلت لك المسج مافكرت حتى تكلمني
عبدالرحمن يستمِع لعتابِها بهدُوء
ضي : بعد كل اللي شفته عوضتني فترة وبعدها أهملت حتى نفسك عشان شغلك اللي مايخلص وبناتك و أشياء كثيرة تنشغل فيها وتنسى نفسك و تنساني
عبدالرحمن : خلصتي ؟
ضي ونبرتها تُشاركها البُكاء برجفة : مالي حق اعاتبك ولا اقولك شي ، آسفة نسيت مين أنا !
عبدالرحمن : لاحول ولا قوة إلا بالله واضح انه نفسيتك ماهي تمام وقاعدة تفرغين
ضي ببكاء : ليه تبخل عليّ ؟
عبدالرحمن : قلت لك مليون مرة أنه وقتي ماهو بإيدي
ضي بصمت و بُكاءها هو مايصل لـ بو سعود.
عبدالرحمن : ضي
ضي بنبرةٍ مقهورة : تعاملني كأني ولا شي !!
عبدالرحمن : مين قال انك ولاشي ؟
ضي : افعالك اللي تقول ، كان ممكن تخلق لك مية طريقة بهالخمس شهور عشان تشوفني
عبدالرحمن : متى ماهديتي كلميني
ضي : انا هادية بس
عبدالرحمن يُقاطعها بحدة : لا بس ولا شي !
ضي : حرام أفضفض لك عن اللي مضايقني ؟ اذا حرام خلاص كلمني كل 5 شهور *أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية على حالها*
عبدالرحمن ألتزم الصمت فـ غضبه من عبدالعزيز الذي يكاد يسكن هاج مرةٍ أُخرى بضغط ضي عليه و تكاثر مزاجه السيء من ضي و عبدالعزيز أيضًا
ضي : متضايقة من كل شي ..*بتردد* عبدالرحمن قول لبناتك
عبدالرحمن بغضب : نعممم !!
ضي برجاء : أنا متأكدة انهم ماراح يعارضون
عبدالرحمن : وانا خايف منهم عشان يعارضون ولا مايعارضون ؟ عندي أكثر من سبب وانتي عارفته كويِّس
ضي : طيب حس فيني والله تعبت حتى من نفسي ، مافيه أحد اعرفه ولا احد اكلمه ! حط نفسك بمكاني تمر شهور ماأنطق فيها حرف مع احد !!
عبدالرحمن ببرود : صادقي اللي معك بالشقة
ضي : الشرهة علي متصلة ابي أسمع صوتك وأرتاح وزدتها عليّ
عبدالرحمن بجفاء : مع السلامة
ضي أنهارت ببكائها و هي تضغط على زر إنهاء الإتصال ، عندما تفقد خياراتِها من هذه الحيَاة ، عندما تُفقِد مُسمى " عائِلة " ، حين يُشطب إسمها من لفظِ " عائِلة " ، لا شيء يستحق هُنا الحياة ! لا أب لا أم لا أخ لا إبن ولا حتى زوج يُعوِض الفُقد الذي صابها ، يعوِّض خريفُ عمرها الممتلىء بالغياب ، عبدالرحمن رُغم أفعاله إلا أنَّهُ يبقى الرجل الوحيد الـ أُحب و الرجُل الوحيد الذي لن أستطيع الإنسلاخُ مِنه ، يبقى الحبيب مهما حدث.

، التوتُر يعتليها ، قلبٌ يهبِط بشدة على صدرها الرقيق ، نبضاتُها تخدش هدوئها ، تعدُّ اللحظات ، ماذا يعني لو علمت بموعِد الوفاة ؟ يا أنتِ غدًا يومُ مقتلك كيف لي أن أتصرف ؟ لن يأخذني سلطان بالأحضان و لن يبتسم أبي لي و كأنه وقعٌ من الجنون يستطيعُ تصديقه ! كيف أُخبره عن أخيه ؟ لو علِم عمي عبدالرحمن كيف سينظُر ليْ ! الطلاق هو مايحكيه منطقي ولكن قلبي يعضُّ أصابعه بـ ندم كيف بسهولة أنجذبت نحو سلطان ، رأيته أبي و أخي و حبيبي و أشياءُ أخرى لا تُحكى ، كل هذا كانت عيناي تقُوله ، كانت عيناي تتقرب منه وقلبي يُعينها ! أما أفعالي تنبذه تحاول البُعد .. أنا أحبه.
أبو ريان : تأخر سلطان !
الجوهرة : إن شاء الله يجي بدري
ابو ريان : لأن ماجبت شي معاي ماأقدر أجلس يوم ثاني
الجوهرة أبتسمت بقلق ، تشعُر بالدوار بمجرد أن تحكي له
رفعت عينها للباب الذي ينفتح ، بمجرد دخوله و إبتسامته الشاحبة ترفرف الدمعُ على هدبها
سلطان يُسلِّم بحرارة على والد الجوهرة : أعذرني صارت لنا مشكلة وتأخرت
بوريان : ولا يهمك
سلطان : شلونك ؟ وشلون الأهل
بوريان : الحمدلله كلهم بخير أنت بشرنا عنك
سلطان بتنهيدة : الحمدلله .. جلس يُريد أن يتنفس براحة و مازال بقايا الغضبْ على ملامِحه
بوريان بإبتسامة : هذا زوجك وجاء وش اللي تبين تقولينه
سلطان وعينه على الجوهرة : من أمس ومنشغل بالي ، عساه خير
الجوهرة و كلمة " زوجك " يرددها قلبها ، نبضاتُها فوق الحد الطبيعي و الخطير أيضًا ، تكاد تغصّ في أكسجينها
واضح جدا غضب سلطان حتى لو حاول يُخفيه بإبتسامته هذه
بوريان : تكلمي يا عيني
الجوهرة مُرتبكة جدًا ، دماء تنزل من أنفها حارقة من تلخبُط دقاتِ قلبها ، أخذت منديلا : اعذروني شوي
بوريان بخوف وهو ينظر لدمائِها
الجوهرة و تأخذ نفسًا عميقا لتردف : آآآ .. أبي أقولكم موضوع صار من زمان بس لازم تعرفونه
سلطان الهادئ يُراقب هبوط صدرها و إرتفاعه المُخيف و عينٌ أخرى تراقب عينها المُرتجفة
بوريان : نسمعك ياقلبي ، خايفة من وشو ؟
الجوهرة الواقفة امامهم ، بدأت فكوكها تصطدم ببعض لترتبك حروفها و تكثُر تأتأتها : كان مفروض ينقال من زمان لكن *بدأت دموعها هُنا بالسقوط والإنهمار*
بوريان وقف يُريد ان يقترب منها ولكن الجوهرة قاطعت إقترابه : يبه أسمعني للأخير ، بكون بخير لا حكيت لكم
سلطان ومازال مُحافظ على هدوئه ينتظرها تتحدَّث
الجوهرة و هذا الأمر المهوِّل لها ينزف معه انفها و دموعها و ربكةُ حروفها و نبضاتٍ مُتعالية ودوارٌ يُهاجم دماغها .. و أشياء مُتعبة يبِّح معها صوتها فقط لتُخبرهم بما حدث بالماضي ، عيناها على والدها ، الآن في نوبة بُكاء بمجرد أن رأت تقاويس عينيه المُهتمة لها
سلطان و عقله متوقف لا يُفكر بشيء ، بصوتٍ هادئ : الجوهرة
رفعت وجهها المُحمَّر من البُكاء و تجمع الدم بٍه
سلطان : منتي مضطرة تقولين شي
الجوهرة أغمضت عينيها و هي تقُول : لازم تعرفون
بوريان : طيب أجلسي أرتاحي وش هالموضوع اللي ملخبطك كذا
الجوهرة مازالت واقفة : ممكن بس ما تقاطعوني أتركوني أحكي وأرتاح
و قلبها يعتصر من الألم ، أيُّ جرأةٍ غبية في نظرها سلكتها ؟ ليتني كنت صامتة و لا عذاب اللقاءِ هذا
كل هذه السنين هيِّنة جدًا ولا هذا اليوم
كيف ألفظها ؟ لساني لم يعتاد على كلمةٍ مكونة من 6 حروف " إغتصاب "
7 سنوات ابلعُ هذه الكلمة ، 7 سنوات اتجاهل حروفها ، 7 سنوات ألُجم بهذه الحروف ، 7 سنوات كيف أنطقها الآن ؟
7 سنوات أشهقُ بأنفاسِ حارقة تُدعى " إغتصاب " كيف أزفرها الآن ؟
لم أعتادُ أن أخرج السواد في زفيري ؟ لم أعتاد أبدًا على البُوح ؟
قوةٌ أشعُر بها بجناحيّ قلبي تُلقب بـ " رحمة الله "
يالجوهرة أنطقيها ، أنطقيها يا رُوحي ، أخبري ما أختبئ بقلبِك سنوات ! أخبري الأعيُن المنتظرة كيف الصبر كتم أنفاسي ليلا و سلب راحتي نهارًا ، أخبريهم كيف كان لون الإختناق وشكله.
بُكاء بل نهرًا على ملامِح مُحمَّرة الآن.
مازالا يحترمان رغبتها ، صامتان لا ينطقان بشيء.
يُراقبان تفاصيلها الباكية ، الوالد يخشى على إبنته من الموت في هذا الموضع بعد ما رأى شُّحَّ إبتسامتها و بُكائِها ، مُصيبة آتية هذا ما يتوقعُه قلبِه.
اما الآخر .. أما الزوج .. أما الحبيب ...... يخشى الحقيقة و . . . نقطة على السطِر.
تمسح الدماء التي لا تتوقف ، تمسحها من جهة لتنزف مرةَّ أُخرى.
بنبرةٍ موجعة : كيف أقولها ؟ .... أنفاسها تتصاعدُ بخوفٍ منهما ، أنفاسها تُشعرهم بأنَّ المُصيبة موجعة جدًا.
بعينيْن ماطرة يُحيطها هالاتٌ حمراء : أنا ... ياربي .. *أخفضت رأسها و يديها تتشابك في طرفِ بلوزتها* أنا ... اللهم كن معي ..*دُعائها يُربكهما*
يارب يارب ... *وعيناها الهاربتان من سلطان تسقط عليه وبسقوطها تنهارُ بمطرٍ لا يهدأ*
أكملت و الدموع تُكمل سيرها لتختلط بالدماء : ياربي .. يامُعين .. *تصادمت فكوكها لتُردف* كيف أقولها ياربي
بوريان برحمةٍ على حالها : يارُوحي وش اللي كيف تقولينه
الجوهرة عضت شفتها السُفلية بقوة لتنزف هي الأخرى
الزوج المُنتظِر عقد حاجبيه من منظر دمائِها ، أيُّ حقيقةٍ تُوجع هذه ، لا نريد معرفتها مادامت تهلكها لهذا الحد
الجوهرة تُقاوم ، كل هذا البُكاء و حُمرة الدماء و إنهيارُ عِرقها و دقاتُّ قلبها .. قادرة برحمةٍ من الله أن تتجاوز كل هذا
غصةُّ بلسانها ليست قادرة على بلعها ولا حتى تقيؤها ؟ كيف تنطق ؟ علِّمني النطق يا خاطِف اللونَ من قلبي ؟
أنظارُها على سلطان و حكايةٌ تُخبرها عينها ،
بنفسٍ عميق : لما رحت الرياض و تركتوني عشان دراستي بثالث ثانوي
بوريان : إيه مع ريان
بوجع : و تركي
بوريان : ايه تركي بعد
الجوهرة : في ذيك الليلة . . . آآآ . . *أغمضت عينيها لا تُريد الرؤية أبدًا لا تُريد أن ترى إنكسار والدها ، مُوجعة جدًا أن ينكسر ظهرُ والدها بسببها و آآآآه من خيبة سلطان و وجعه*
تُكمل والكلماتُ ترجف : مقدرت أتكلم كل هالسنين ، مقدرت لأني خفت .. خفت من أشياء كثيرة ، خفت عليك يبه وخفت منك و خفت من كلام الناس ، بس الحين مقدر أسكت لأني ..............*عيناها تستديرُ لسلطان* لأني ... لأني تزوجت و لازم أبني حياتي من جديد و لأن سلطان ما يستاهل أني أبدى حياتي معاه بهالصورة
بوريان الجاهل عن ماذا تتكلم و سلطان العارف بتفاصيل ما تقُول.
سلطان بمُقاطعة حادة : ما شكِيت لك
الجوهرة : أتركني اكمل
سلطان وقف وبنبرة الغضب : لا مايصير تقولين لأبوك هالحكي
الجوهرة : سلطان واللي يخليك لازم يعرف
سلطان بحدة : الجوهرة
بوريان : منتي مجبورة تقولين أشياء صارت وانتهت كلنا نخطي بس نبدأ من جديد دام لنا رب غفور
الجوهرة ببكاء الضُعف وصوتها يختفي شيئًا فـ شيء : بس أتركوني أكمل
سلطان بغضب لم يستطع ان يسيطر عليه : أنتهى الموضوع
الجوهرة بإنكسار تترجاه : دقيقة
سلطان والغضب يُبصر من عينه : ماكنت متوقع اني مرعبك لهدرجة !!!
الجوهرة و خيبةٍ أُخرى : منت مرعبني أنا .. أنا يا سلطان .. نبضُها يخدش الحروف من بين شفتيها في هذه اللحظات
تراجعت عدة خطوات للخلف و بنبرةٍ قطعت بها حسرةٍ علقتْ من 7 سنوات و هذه ثامن سنة لن أكملها أبدًا و الغصاتُ تنتظر ماءٌ طال إنتظاره ، أرضي اليابسة لم يعُد ينفع معها ماءً ، جاء وقتُ آخر جاء وقتٌ تموت به الأرض أو تحيا ، أختار يا قلبي إما حياةً او موتْ ، فـ سُقيا الصدقات لا تُجدي نفعًا : في نوفمبر 2005 أنا . . أنا ماني ..
بمنظرٍ ينحني الجميعُ لأجله شفقةٍ على حالها وهي تضع كلتا كفيَّها على أذنيها و مُغمضة عيناها ، تنطق بحروفٍ سريعة : ضيَّعني تركي ... رجعت للخلف أكثر لتتعثر بعتبات الدرج وتسقط على الدرجة السابعة.
فتحت عيناها ، تنظر لوالدها الغير فاهم ، الغير مُصدق
بوريان بنبرةٍ خافتة : ضيِّعك بأيش ؟
الجوهرة و عيناها غارقتان بدموعٍ مالحة تمُّر على دمائِها الحامضة و ملامُحها المختنقة تنطق : سـ سـ .. سلط .. ماهو أول *وكأنها ركضت مسافةً طويلة حتى أن الإرهاق والإجهاد واضح بين كلماتها التي تأتي متقطعة* .. ماهو أول ... رجَّال .... *لم تُكمل لم تتجرأ أن تكمل أبدًا*
والدها و غصَّ بـ ريقه و هو يستنتج " الشرف " و ملامحها تخنقه أكثر .. كيف لعقله أن يُصدِّق هذا الجنون ، أخي ، أبني الآخر ، تركي ، مستحيل ! ! كيف أستوعب ! كيف تُنطق ! و انا بمجرد طيف التفكير تحشرج بها صوتي ، تُركي ! هل أنا أحلم أم ماذا ؟ إبنتي مع تُركي ؟ أم تُركي دلَّها على طريقٍ فاسد !
عقلي متوقف .. متوفي , تُركي !!!
الآخر ، أيّ جمودٍ يتصف به الآن ؟ أيُّ برود يخنقه ليجعله واقفًا ! كيف يقف و هو يسمع بضياعِ الشرف ! كيف ضاع ؟ كيف يتزوَّج بإمرأةٍ أضاعت شرفها ؟ أيُّ منطق يقبلُ بهذا الزواج ! أيُّ عقلٍ يحكم عليه أن يصدقها ، هذا السبب ، هذا ما كان يقف عائقًا ، أيُّ إستغفالٍ لسعني ؟ أيٌّ غباءٍ أشعر به الآن ! أيُّ كرهٍ أحمله لكِ يا خائنة.
والدها بنبرة شك : شرفك ؟
الجوهرة و بإنهيار تام و إن كان هناك درجة فوق التام فهي تقف على قمتها وبنبرةٍ موجعة مرتبكة : تحرش فيني .. والله مالي ذنب .. والله يبه *تُردد الحلف بقهر المظلومين *
إنكسارٍ يطعنُ بظهره ، أخيه ؟ أختنق الدمُّ في قمةِ رأسه ، أنحنى ظهره و عيناه على الأرض ، جنون ما يسمعُ بِه ، جنون ... جنون يا عبدالمحسن ؟ تُركي لا يفعلها ، تركي قائِمًا مُصلي لا يتحرش بإبنتي ؟ و أبنتي حافظة القرآن كيف تتحرش بِه كيف تقودها قدميها للحرام ؟ زنا أم إغتصاب أم ماذا ؟ قُل لي زنا و أقتلني و قل لي إغتصاب و أنحرني.
سلطان و لم يتمنى الإختفاء أبدًا كما يتمنى الآن الزوال من هذا الجنون ، أغمض عينيه يُحاول التصديق ، يحاول أن يحكم غضبه يحاول أن يسقط السلاح بعيدًا عن خصره قبل ان يُفرغه برأسٍ هذه الإمرأة !!
الجوهرة الساقطة على عتبات الدرج و قطراتُ دماءٍ حولها و عيناها المكسورة تترجى : والله
بخطواتٍ غير مفهومة ، يقترب منها
صعدت بقلةٍ حيلة درجاتٍ أخرى للأعلى ، عينا سلطان تُرعبها الآن
تجاهل وجود والدها تجاهل هذا العالم بأكمله ، تجاهل حتى عقله والمنطق ! ما يشعُر به الآن لن تهدئِه كلمات ولا حلفها ! مايشعُر بِه الآن هلاك و هلاكٌ عظيم يحفُّ سلطان.
و الموتُ يُدني منها ، أبتعدت أكثر وهي تتعثر أكثر بالدرجات و دمائُها تنزف بتكاثُر.
وقف أمامه ، إنَّ قتلَ إبنتي على يدِك لن أرضاه ، أجعل مُهمة إلمام هذا الشرف لي ؟ أجعل هذا الغضبْ لي .. أترك أبنتي فإن قتلها على يدِك مُحال.
الجوهرة وسيقانها لا تُساعدها على الوقوفْ
سلطان : أبعِد عن طريقي
بوريان : أتركها و الطلاق زي ماتبي يصير
سلطان وبراكين تثور الآن و بنبرةٍ مصممة : أبعد عن طريقي
بوريان ورُغم هذا يخدعُ نفسه بقوله : اللي حفظت كتابه ماتهين حدوده
سلطان بصمت يُرعب بقايا العزَّةِ في نفسِ الجُوهرة و يُضجُّ ببقايا كرامةٍ على ملامح عبدالمحسن.
بوريان : طلقها و أستر على خلقه الله يستر عليك
سلطان مازال صامت و فاجعتُه أستهلكت قوةُ لسانِه
ألتفت بوريان على إبنته وبعينٍ كُسِرتْ و أُخرى تُعاتبها غير مصدِّقة ، بنبرةٍ حادة : روحي جيبي عباتِك
سلطان يقطعُ سيرها للأعلى بصوتٍ حاد غاضب .. أيضًا مُوجع : مالك طلعة من هنا
بوريان وعينه التي تجهل نوايا سلطان ، بصوتٍ مُتعب ينبأ عن غضبٍ كبير : سلطان أرحمنا الله يرحمك ! ماعاد بي حيل أكثر
الجوهرة وتنظُر لألوانِ حديثهم كيف أنَّ لا أحدٍ يُصدقها ، و عين سلطان ذات حديث يُرعبها !
بوريان : ماعرفنا نربِّي لا تكسر ظهورنا اكثر
الجوهرة بكلمة والدها خانتها أقدامها لتسقط على ركبتيها تجهشُ بدموعها
أخيه و إبنته ، لا طاقة تستوعب مايحدث الآن
سلطان بغضب كبير ، بإنكسار فظيع ، بقهر و آآآه من قهر الرجال ، أيُّ رجولةٍ ترخص بعينه وهو لا يفعل شيئًا أمام مُصيبته و بنبرةٍ حادَة : ما يخلص الحساب كذا !! أبعد واللي يرحم شيبك
تقدَّم للجوهرة ومسكها من زندَها تكادُ أصابع سلطان تنحفِر بجسدها من شدَّة مسكِها ، لا أعصاب تملكها تتحمل كل هذا ، نفسها يقِف ! صدرُها من الهبُوط توقف ! كل شيء يسكن و يهدأ من الخوف وهي بين ذراعيّ سلطان.
ينظُر لهما بإنكسَار ، يحمي من ؟ هل يحمي الضياع ؟ أم يحمي إبنته من سلطان ؟ أيُّ مصيبة أتت منك يالجوهرة ؟ أي عقلٍ يُجبرني على تصديقك ؟ خذلتي الطُهر قبل أن تخذلي والدِك ! لو يتقطعُ لحم جسدِك بأصابع سلطان فهذا أقل ما تستحقيه ؟ أيُّ عقاب سيرحمك ؟ . . . تُركي هو من سأتأكد منه والله إنَّ كان مثلما تقُول الجوهرة والله وبالله ليذوق الجحيم في دُنياه ، بتفكيرِ المقهُور أُغمى عليه أو رُبما شيئًا آخر.
أيُّ رحمةٍ تنزل على الجوهرة تجعل سلطان يصرُف نظره عنها قليلا ، أي ألمٍ يزلزل قلب الجوهرة و هي تنظر لوالدها ؟ أيُّ موتٍ تشعُر بِه روحها ؟ أيُّ قلبٍ يتحمل ؟ ايُّ قلب !
سلطان ينحني لـ بو ريان ، يحاول أن يُسعفه بما يعرف ، نبضُه ضعيف هذا ما وضح له ، وبقوةٍ حمل بوريان بين ذراعيه ! وأيّ عقلِ يُصدق جسدٍ خفَّ وزنه ؟ المقهور ضعِفَ و كأنه مات نسبيًا حتى يحمله سلطان الآن.
شهقت بكلمة " يُبـه " كُسِر غصنها ، لأولِ مرة تُبصر الحياة بعد سنوات في ظُلمةِ قبر تُركي ، و هذه الحياة أوجعت رُوحها و نبضها و كل تفاصيها أوجعت والدها.
تسحَّبت إلى أن دخلت غُرفتها ، تُريد السجادةِ الآن ، ارتدت جلالِها القريب منها و لم تقوى الوقوف فـ سجدت
في سجُودِها تنزف دمًا و بكاءً و حياةً.
تبكي بإنهيارِ العينيْن الراجية ، هل ما رأتهُ للتو حقيقة ! نطقت تكلمت قالت أخبرت ... كل هذا ! لساني تحدَّث بِه ، بالحقيقة خسرتُ سلطان و بعضٌ من أبي غادرني ، خسرتُ الطُهر بأعيْنهُم ، شيءٌ يصبِر هولي شيءٌ يقُول لي " ما دام الخالق راضي سيرضى خلقه عليْ " أو أنا أكذبُ على نفسي ، رحمةٌ من الله تُصبرني و دُون الله كدتُ أن أموت و أنا الفظُ إسمه ، يالله مُنكسرة ضعيفة أحتاجُ لُطفك وَ رحمتك.
رُغم أن لا أحد صدَّقها ، رُغم الضياع رُغم أنَّ سُلطان شعرت بأنه يُريد قتلها ! رُغم أن والدها هوَى ساقِطًا ، رُغم كل هذا أنا نفضتُ يدي من حياةٍ تجمعني مع سلطان و من رحمةٍ تُقربني لوالدِي ..... أحسن خاتمتي يارب ولا تُحملني ما لاطاقة لي.

،
في طرِيقه بالسيارة ، قَد بعِد عن الشرقية جُزءً لا بأس بِه
مسفر : أبشِر غرفتك جاهزة بس أنت نوِّرنا وخلنا نشوفك
تُركي : يمكن أطوِّل يعني مدري على حسب
مسفر : الشقة شقتك الله يصلحك
تُركي : ماتقصر حبيبي تسلم
مسفر : درب السلامة
تُركي : بحفظ الرحمن ... وأغلقه.
لم يتصل عبدالمحسن إلى الآن ؟ رُبما تُريد إخبارهُم بشيءٍ آخر . . تنهَّد بضيق وهو يفكِر بأيِّ طريقةٍ سيعرُف هل تحدثت لهم بما يخشاه أو تحدثت بأمرٍ مُختلف ؟ أُريد حلاً لأعرف ماذا يحصل في بيتِ سلطان الآن.

،

في مساءٍ مُتأخِر.

تُحضّر طاولة الطعامْ ؛ أمتلأت الأطباق بما صنعتْ ، رتبت جوًا جيدًا لبدايةٍ صحيحة ، دخلت للحمام لتتحمم و تُزيل رائِحة الطبخ من جسدِها ، أنتهت بـ 10 دقائق لتسأل نفسها ، ماذا أرتدي ؟
هذا السؤال بعثر قوّاها ، بتنهيدة فتحت الدولاب ؟ لن أتراجع عن ما أُخطِطُ له . . أرتدت قميصُ نومٍ ناعم باللون البصلي ، يبدُو ساتِرًا طويلاً ، وقفت أمام المرآة ، لم يراها مطلقًا بلمحة مكياج أو حتى شعرُها يترنم على كتفيْها ! نشفت شعرها بالإستشوار و بنعومة سقط على كتفِها ، كحَّلت عينيها بالسوادْ ، بعضُ الماسكرا لتتراقص رمُوشها ، و شفاهٌ بلونٍ هادىء يميلُ للزهرِي ، نظرة أخيرة لشكلِها و هذه النظرة تسربتْ للباب الذي يُفتَح ويُبشِّر بدخولِه ، وقعت عينها بعينه من المرآة ، ألتفتت عليه.
يحاول ان يُصدِّق بأنها فعلا هي أمامه ، الصورة العنيفة التي في باله لن تُكسر بسهولة ، أول مرةٍ يراها كـ " أنثى " ، أيُّ جمالٍ تملك ؟ تقاسيمُ ملامِحها تكفي بأنّ أنجذب نحوِها ، عيناها مازالت مُصيبة والله إنها فاتنة !
مُهرة بإبتسامة : مساء الخير
يُوسف : مساء النُور
مُهرة و التوتر يتبيَّنُ بإرتفاعِ صدرِها وهبُوطِه
يُوسف يتأمل الطعام : تسلم إيدك
مُهرة وبربكة كلماتها : الله يسلمك
يُوسف وضع مفاتِيحه على الطاولة و هو ينزع كبك كُمِّه
مُهرة ولم تتوقع أن ترتبِك بهذه الصُورة أمامه ، أردفت بنبرة مُتزِنة وهي ترقُد كفوفها على طرف الطاولة : يُوسف
يُوسف ألتفت وبعينِه يستمع إليها
مُهرة تبتسم وهي تقترِب منه ، يبدُو الشياطين تُرافقها : بنسى كل اللي صار وكيف صار وكل شيء وبحاول قد ما أقدر أكون واضحة وياك ، نبدأ صفحة جديدة وكل اللي مضى تجاهله وإن شاء الله تتغيَّر أفكارك عني
يُوسف ويشعُر بأنه حقير وهو يقترب من الضحك لكن حبس ضِحكته وأبتسم دون أن ينطق حرفًا
مُهرة : إيه وش قلت ؟
يُوسف و نظراتِه تسيرُ من أسفَلِ قدميها حتى رأسها ، هذه النظرات كفيلة بأن تُحرق جِلد مُهرة بحرارة الخجل.
أردف : وشو ؟
مُهرة : قلت ننسى اللي صار
يُوسف : انا اصلا ماأتذكر أشياء تكدرني فتطمني من هالناحية
... جلس ورُغم أنه ليس بجائِع إلا أنَّ منظر الطعام شهي ولذيذ جدًا لبطنه
مُهرة تجلس بمقابله ، ستتعب فعلاً في إمالته لطرفها حتى أنها لا تشعُر بأي نظرة إعجاب في شكلها و كأنها ترتدي قُطنًا رديئًا لا يجذب حتَى أسوأ الرجالِ ذوقًا ، تنهَّدت وهي تتأمل طريقته المُرتبة في الأكِل ، يُشبه أُختيه في طريقته ، كم تُمقِته و تمُقت أخيه الآخر ، حقدها يزداد في كُل لحظة ، لايغيب عن بالِها أبدًا انها فقَدت وطنًا بأكمله عندما سمعِت خبر مقتل اخيها ! كان هو بمثابة الصديق والأب ، كسرها موتِه و كسر قلبها ردة فِعل والدتها ، تشعُر بعظيم حزن أمها بأبنِها الغالي و تعي جيدًا أنها أرادت وطنًا آخر لإبنتها ولكن أخطأت الإختيار.
يُوسف يرفع عينه لها ولا يُحب أحدًا يتأمله بهذه الصورة أثناء أكله : ناسية شي بوجهي
مُهرة ألتزمت الصمت وهي تشتت نظراتها بعيدًا عنه
يُوسف : أول مرة أنتبه انه عندك غمازة من كثر ما تضحكين مالمحتها *أردف كلمته الأخيرة بسخرية*
مُهرة تُدرك أن على خدها الأيمن غمازة بسيطة لا تكاد تُرى حتى عندما تبتسم ولكن تتضح كثيرا في ضحكها النادر : إن شاء الله تعوِّدني على الضحك
يُوسف ولا تعاملٌ حسن مع الناعِمة : لا يكون تتمصلحين عشان السفرة
مُهرة وكأن ماءً باردًا أنزل عليها من طريقة تفكيره
يوسف : هههههههههههههه دُعابة لا تنهارين بس
مُهرة تبتسم مُجاملة وفي داخلها " يا ثقل دمك "
يُوسف يشرب من العصير ويردف : على العموم العشاء حلو مع اني ماأحب الأشياء الثقيلة قبل النوم حاولي تسألين وش أحب عشان ماتتعبين نفسك على الفاضي
مُهرة : إن شاء الله
يُوسف يتجه لحمام غُرفتِه ، دقائِق حتى تجاهلها بكلمتِه : تصبحين على خير
مُهرة وعيناها تسير معه لدولابِه ، أيُّ تجاهلٍ منه تراه الآن ؟ ولم يُعبرها حتَّى !! " الشرهة على اللي متزينة عشانك ومحضرة العشا ولا أنت فلافل وتخب عليك " *قالتها في نفسها و تسخرُ من حالها معه*

،

في مكتبه و ساعةٌ من الليل مُتأخِرة
بُوسعود يحجز من حاسُوبِه رحلة إلى " بـاريس "
مقرن : وش تحجز ؟
بُوسعود : لباريس المشكلة مافيه عودة إلا بعد أسبوع يعني بجلس اسبوع هناك
مقرن : شف ترانزيت
بوسعود : شيَّكت مالقيت رحلات
مقرن : ضروري مررة ؟
بوسعود : عشان ضي
مقرن : والبنات ؟
بوسعود : معتمد عليك
مقرن : أكيد مايبي لها كلام قصدي أنك ماراح تآخذهم معك ؟
بوسعود : مجنون آخذهم معي
مقرن : قلت لبو بدر ؟
بوسعود : بكرا بقوله دام الجوهي راكِد هاليومين
مقرن وقف : على خير إن شاء الله ، يالله تصبح على خير ..
بُوسعود يؤكد حجزه ويغلق اللابْ تُوب الخاص بِه ، أغلق درُوجه جيدًا ، وخرج مُتبِعًا مقرن.

،

يُتبع + المنتدى يعلق بشكل رهيب





JAN 07-04-2020 04:13 PM



رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 34 )

في الليلِ
لا تتركيني
وحيدًا.
ترعبُني العتمةُ.
صوتي مصباحٌ مكسور،
و النجومُ
إن غابت ضحكتُكِ
مرايا جارحة".
بلا أملٍ
بأصابعٍ من مطر
يتشبَّثُ بطرفِ منديلِها الأزرق
و يبكي.

*سوزان عليوان

وضعت كفَّها على طرفِ الطاولة لتحاول الوقوفْ و إنزلاق قدمها أسقطها بشدة على ظهرها , أطلقت آآآآه موجعة من حافةِ صدرِها , شعرت بنارٍ تحت ظهرها , تُريد الوقوف , تُريد ذراعًا تُمَّدُ إليها كي تستنِد إليها , تُريد . . . . لا يا قلبي إلا هوَ !! إلا هوَ .. لا تُضعفني يالله أمامه أكثر.
بقلة حيلة و طاقةٍ تناثرتْ , سلَّمَتْ رأسها على الأرض البارِدْة و كفوفها على يسار صدرها تشعُر بأن قلبها ليس بخيْرْ أبدًا.
في الأسفَل كان قلقًا مع كل لحظة تمُّر دون أن يسمع بها خطوات الجوهرةْ , نادى الخادمة مرةً أُخرى : عايشة
عايشة اتت إليه بإبتسامة بلهاء : نأأم *نعم*
بوسعود : روحي شوفيها مرة ثانية
عايشة :أنا يقول
قاطعها بوسعود فلا وقت لديه : روحي ناديها لاتكثرين حكي
عايشة بحلطمة وهي تسير للأعلى : أنا الهين يسير مجنونة بأد *الحين يصير مجنونة بعد*
طرقت الباب بقوة أكبر وهي تُردف : بابا أبدالرهمان يبي أنتي بسرئة*بسرعة*
الجوهرة تُغمض عيناها بشدة و كأنها تُجهض السواد الذي حملتهُ لسنواتْ , تُجهضه بألَم لا يُطاق , أنفاسها المُرتفعة تكتم صوتها , هذا القلب مازال يؤلمها , أشتهت أن تُنادي " يمـه " أشتهت أن تذوب بين أحضانها وتختفيْ من كُل شيء , حُزنها بدأ يتكاثَر من جديد حولها , ليت و لعلَّ يأتِي يومًا أرى به الفرحُ من حولي يتكاثرْ.
عايشة : ماما ؟
الجوهرة ولا قُدرة لديها حتى تُجاوب , رفعت رأسها و الأمس لا يغيب عن بالها , تصرفه الوحشي معها لن تنساه أبدًا , كيف أنه تعمَّد جلدها بطرفِ الحزام حتى يُقطِّع الحديد البارز ظهرها .. توجَّعت من عقلها الذي يسترجع ماحدَث وحرارة جسدها لم تبرُد بعدْ.
عايشة : ماما جوهرة ؟ بابا فيه تهتْ !! *تحت*
هوَ بالأسفَل لا تكاد تهدأ إتصالاته على هواتف سلطانْ الخاصة والغير خاصة وحتى مكتبه يتصل به علَّه ذهب للعملْ.
أتاهُ صوته : هلا
بوسعود بعصبية : بدري مررة بدري !!
سلطان وفعلا ليس بحالة جيدة حتى يتجادل مع أحد : وش بغيت ؟
بوسعود : أنا في بيتك
سلطان ولم يستوعب , مايحدث له أكبر من إستيعابه ! لن يتحمَّل بأن أحدًا آخر يعرف أو يسمع لوم أحد أو يسمع لغضبِ أحد .. يُريد أن يختلي مع نفسه ويُفكِّر بإتزان من جديدْ.
بوسعود قطع هذا التفكير : وينك فيه ؟
سلطان : جايْ
بوسعود : أنتظرك .. وأغلقه
سلطان الواقف أمام الإشارة القريبة من قصرِه كان سيتجه للمستشفى ولكن غيَّر مسارِه للعودة لقصرِه , دخل الحيّ الـ يضجّ بالطبقة المخملية الهادئة حتى أنَّ هدوئها يُقيّدها بأن لا جيران أو حتى تكوين للصداقات بينهمْ , الجميع مُنعزلْ عن بعضْ ماعدا رجالهُم الذين يلتقون دائمًا و عند مسجِد الحيّ يكُون إجتماعهُمْ.
ركَن سيارته بالخارج دُون أن يُدخلها , أخذ مفتاح قصره ولكن أنتبه للباب الذي يُفتح من قِبَل الحارس الذي أحسَّ بصوت سيارتِه , عندما نظر لإبتسامته أبتسم له بشحُوب : شلونك ؟
الحارس : نُشكِر الله
سلطان والمُتعب جدًا : الحمدلله .. دخَل وعيناه تسقط على سيارة بوسعود , فتح الباب الداخلي وألتفت ليلقى بوسعود.
بوسعود وقف مع مجيئه : وين كنت فيه ؟
سلطان : بالمزرعة
بوسعود : طيب ليه ماترد على إتصالاتي من الصبح وأنا أتصل !
سلطان : ليه وش صاير ؟
بوسعود : قبل كل شي وين عبدالمحسن ؟ ريان دق وقال أنه مارجع الدمام !! وعايشة تقول طلعت وياه أمس !
سلطان وفهم بأنه لم يعلم بعد : بالمستشفى
بوسعود توسَّعت محاجره : بالمستشفى !!!!!!!!!!!!!!
سلطان : لا تخاف كل أموره تمام بس نزل ضغطه و يومين بيطلع
بوسعود : طيب ليه ماقلت لي ! و الجوهرة بعد مسكرة جوالها ! أنتوا وش صاير لكم ؟
سلطان عقَّد حاجبيه بإنزعاج : عبدالرحمن فيني اللي مكفيني واللي يرحم والديك لا تسألني أكثر
بوسعود :وش فيك بعد ؟
سلطان بسخرية لاذعة على نفسِه : متضايق من الجو الحار
بوسعود رمقه بنظراتِ مستحقرة وأنصرف ليذهب للمستشفى وقبل أن ينصرف ألتفت عليه : بأي مستشفى ؟
سلطان : مستشفى الـ*********
نظر للدرَج , أصعد ؟ لا تستحق حتى أن ينظر الشخص إليها , أنحنى بظهره ليمسح وجهه بكفوفه الجافَّة , رأى أقدام عائشة
رفع عينه لها
عايشة بعفوية : ماما جوهرة مافي يفته*يفتح* باب
سلطان : طيب ؟
عايشة لم تفهمه : بابا أبدالرهمان يجي وأنا يقول حق هوا بس مافيه يجي
سلطان : من اليوم ورايح لا تصعدين فوق وقولي للكل ! ولا أشوف ولا وحدة فيكم تصعد بالدرج , أخذي الأصنصير وللدور الثالث بس ! أما الدور الثاني لحد يجيه مفهوم ولا ماهو مفهوم
عايشة وأرتعبت فعلا ورددت مفهوم أكثر من 3 مرات من شدة خوفها من سلطان . . وأنصرفت بخطوات سريعة.

,

ركضُوا بشدَّة , أستهلكُوا كل قوَّاهُم بالركضْ ,
عبير : أوووف مابغت تمِّر هالساعات
رتيل من شدة تعبها رمت نفسها بحمام السباحة الذي كان من المفترض أن يكون ذُو ماءٍ بارد ولكن مع حرارة الشمس أصبح ساخن
رتيل وتشتهي البُكاء الآن : أبي مسااااااااااااااااااااااااااااج
عبير : أنا بدخل آخذ لي شاور وأنام وأنتي قومي المويا حارة
رتيل تُغمض عيناها : حارة ولا باردة أهم شي أحس براحة
عبير : طيب قومي عشان مايجي أبوي ويعصب
رتيل : عبدالعزيز مايرجع الحين
عبير : دارية أنه مايرجع الحين بس لو جاء أبوي بيعصب
رتيل : طيب الحين أطلع
عبير ودخلتْ للداخل مُجهدَة تبحث عن الراحة.
رتيل خرجت من هذا الحوض وملابسها مُلتصقة بجسدها حتى يُخيِّل لكل من رآها أنها لا ترتدي شيئًا.
ذهبت للمغسلة القريبة منها والموضوعة من أجل الحديقة المنزلية , مسحت كفوفها من الماء و قدميها حتى لا توسِّخ البيتْ.
هو الآخر يدخُل ومستغرب بشدة عدم وجود سيارة بوسعود أيضًا ولا سيارة سائِقه , هُناك شيء يحدُثْ , أكاد أجزم بأنهم يخططون لشيء , تأفأف من الطين المتبلل الذي باغت أقدامه.
رتيل تجمَّدت في مكانها , ألتصقت بالجدار حتى لا يراها والمرآة تعكس ملامح عبدالعزيزْ.
عبدالعزيز بحلطمة : أستغفر الله بس .. دخل بيته وهو ينزع جزمته في القرب من البابْ , بدأ بفتح أزارير قميصه العسكرِيْ وعيناه على الشُباك ينظر لللاشيء . . حتى أصبح ينظر إليها وهي تسير بخطوات سريعة للباب الخلفِيْ.
عبدالعزيز وعيناه مازالت تُراقبها ولا تكاد ترمُشْ .. أقترب من الشُباك ولم ينتبه للطاولة حتى كاد يسقُط عليها , تأوَّه مُبعِدًا النظر وجسده عن الشُباك : آآححح .. عض شفته من ألم ضربة الطاولة في ركبتِه ,
وتمتم : حوبتها ماراحت بعيد.
,

ينظُر لأرضٍ طاهِرة ستُرفرف عيناه بها من اجل غادة وبتمتمة : الحمدلله
الرجُل الذي من المركز : راضي عنه ؟
ناصر : إيه ومكانه حلو
الرجُل : طبعًا زي ماأتفقنا بنترك هالمساحة مواقف سيارات والباقي المسجد
ناصر : أبد ما عندي أي إنتقاد على طريقة التصميم
الآخر : الله يكتب لك فيه الأجر ويعطيك على قد نيتك
ناصر : آمين جزاك الله خِير .. أنصرف الرجُل تاركًا ناصر بهذه الأرض البيضاء
وضع هاتفه الآيفون على الأرض ليُشير إلى القبلة , صلَّى ركعتين عليها , تحدَّث بسجوده لله عن غادة , تحدَّث عن عميقِ حُزنه لله , الله يعرفُ جيدًا كم من الحُب لك يا طاهرة.
سلَّم و هو جالِسًا على التُربة الحارَّة.
كُنت صالِحًا جدًا لحُبِك , كنت أُريد هذا الصلاح ينتهي بفرَح تحت سقف حُبنا وَ يجمعُنا , لم يجمعنا هذا السقفْ ؟ لكن قتلنا ؟ قتلني كيف أنَّهُ وسَّع بي قائمة أحلامي , في أول حلمٍ كتبته كان أنتِ , وثاني حلم أن يجمعنا الله وثالث حلم ان يرزقنا الله بأطفالٍ يشبهُون والدتهُمْ و . . . كل أحلامي التي كتبتها في قلبي كانت لأجلك و معك وفيك .. وفي ليلةٍ كنت اعدُّ الأيام لاجلها قتلني هذا السقفْ الذي رفعتهُ بفعلِ حُبي لك , بعثَر أمنياتيْ و أحلامي , لم أضعفْ بحياتي كضُعفي أمامك الآن , أنا أشعُر بأنَّ حُبنا يسمعنا الآن , أنا أشعُر بأن قلبك هُنا .. أتركي هذا العالم يبصقنِي بالجنون , لم يُنصف مُجتمعنا الشرقي الحُب يومًا فـ كيف يُنصف الجنون الآن ؟
عيناه تتأمل إتساع المكان وكيف يضيق به بذكرى " غادة " , أخافُ يوم لا ظلَّ إلا ظله أخاف أن يقف بيننا الجنةُ والنارْ , أخشى عليك و على نفسي .. هذه الدُنيا رديئة جدًا لذلك لم يكُن طُهرك ليجتمع معِيْ , لكن الجنَّة هي البقاء.
وعدٌ لن اتخلى عنه , وعدٌ لأجلك ..سأحاول بكل ما بيْ من قوَّة أن أفعل الخير بـ نيتيْنْ , نيّةُ الأجرُ لي حتى أفوز برضاه و نيةُ لأجلك حتى يجمعني الله بكْ.

,

تدفن رأسها بالمخدة وهي تبكِي بشدة , تتألم ولا أحد ينصتُ لها , قلبها يتآكل , شيءٌ من الحنين يأكله , يلتهم ماتبقَّى به.
مسكت رأسها تُريد أن ينتهي الألم , تضغط عليه من الجانبيْن , ألتفت للباب الذي يُفتَحْ.
وبصوتٍ مُثقل بالحُزنْ : يممه
والدتها : وش فيك جالسة هنا ؟ قومي خلينا نطلع وتغيرين جو
رؤى و تشكُ بوجودها الآن أمامها , تنظر إليها بضياع
والدتها رفعت حاجبها : رؤى وش فيك ؟
رؤى بهمس : يُمــه
والدتها : إيه أمك ! رؤى حبيبتي وش صاير لك ؟
رُؤى ولا تصدُق صوتها , مازالت نظراتها تُبيِّن صدمتها بوجودها
والدتها ودبَّ بها الخوف , أقتربت منها : رؤى حبيبتي طالعيني
رؤى وعينيها على الباب
والدتها : رؤى طالعيني
رؤى رمشت و دمعةٌ هاربة تلصق بخدِها
والدتها تضع كفوفها على رأس رؤى : فيك شيء ؟
رؤى أغمضت عينيها : مين أنا ؟
والدتها : شكلك مانمتي من أمس و جالسة تهذين
رؤى مازالت مُغمضة عينها وفي حوار الذات التي تجهله : مانمت
والدتها : رؤى
رؤى : مين أناا
والدتها : بسم الله عليك .. قومي رؤى لا تعورين قلبي عليك
رؤى تفتح عينيها على والدتها : يمممه
والدتها بقلة صبر : إيه أمك .. يالله يارؤى وش صاير لك ؟
رؤى : أشتقت لك
والدتها و لُجِمَت
رؤى ببكاء : وينك ؟ جلست كثير أنتظرك
أم رؤى مازالت مصدُومَة و تيقَّنت بأن رؤى ليست في كامل وعيْها.
رؤى وتتقطَّع ألمًا : ليه تركتيني ؟ ناديتك كثير ومارديتي .. يمه
أم رؤى وقد علمت بأن اللاوعي يُسيطر عليها : أنا هنا معاك ياروح أمك
رؤى أغمضت عينيها وهي تقترب من حضن والدتها , وضعت رأسها على صدرِ والدتها وتبكِي بوجَع : أشتقت لك كثيييرْ

يُتبع


يُفتِّش بالأوراق ويفتح بمواقِع النتْ , علّ خبرُ عن طلاب يسقُط إسمها سهوًا أو خبرٌ عن والِدها , أشياء كثيرة يبحث عنها بلا هويَّة , يحتاج إسم فقط كي تتصل هذه الأشياء في بعضها ويعرفْ من صاحبها ؟ يحتاج فقط أن يعرف من هي رؤى ؟
تنهَّد و أعيُنه بدأت بمدِّ ذراعِ التعبْ من تسليطها لضوءِ شاشة اللابْ توبْ.
مرةً أُخرى يدخلْ لبعثاتٍ لباريسْ , يقرأ الأسماء واحِدًا تلو الآخر , ولا ينذكُر إسمها.
سرحت ذاكرته بعيدًا , أم رؤى تلفُظ بلسانها " غـ. .. رؤى ؟ "
يكاد ينهار عقله من كمية التناقُضات التي يعيش عليها , أحيانًا أرى التناقُضاتْ تتغنَّجُ أمامِي حتى أنجذبُ نحوها فأصدقها لأن لم يكُن من حولِي صادقًا حينها.
يقرأ الأسماء مرةً أُخرى بإسمٍ يبدأ بحرف الغينْ .. غيداء سالم .. غيداء مسفر .. غيداء عبدالإله .. غلا خالد .. أين أنتِ يا رؤى منهم ؟
مسك رأسه يحاول التفكير بإتزان , عينه على الاوراق التي أتت بها أم رؤى في أوَّل يومْ رأى بها رؤى.
رؤى بنت مقرن بن ثامر السليمان , كتب إسم " مقرن بن ثامر السليمان " في مُحرِّك البحثْ.
لم يرى خبرًا له , يحاول الربط الآن .. مقرن منذ متى متزوج ؟
رؤى عُمرها الآن 26 هذا يعني أنَّ مقرن متزوج على الأغلب منذ 27 سنَة إذا قلنا أنه الحمل أتى بعد زواجه بعدة شهور و 9 شهور أخرى ..
نظر للأوراق مرةً أخرى " عُمر والدتها : 39 "
وليد فتَّح عيناه بعدم تصديق , وبنبرةٍ يُصبِّر بها حاله : لحظة لحظة ..
هذا يعني أنه عُمر والدتها عند ولادتها 13 سنَة .. لسنا في الجاهلية حتى أصدق هذه الخرافات كيف تزوَّجت بهذا السن ؟
يحاول أن يُجمِّع قوّاه حتى يُفكِّر ويربط مرةً أخرى , هذه ليست والدتها ؟ كيف تتجرأ بأن تنسب نفسها لرؤى ! الآن فهمت سبب هذه التصرفاتْ.
أغلق حاسُوبه وهو يتصِل على رؤى : يالله يارؤى ردِّي
في جهةٍ أخرى رؤى في إغماءة على صدرِ والدتها.
تنظُر هذه الأم لشاشة الهاتفْ التي تُضيء , أبتعدت قليلا ووضعت رأس رؤى على السرير وأتجهت لهاتفها لتقرأ " وليد "
تنهَّدتْ وأغلقت الهاتف و أخرجت منه الشريحة.
وليد يُعيد الإتصال ليأتيه " مغلق " , ضرب بقدمِه الأرض غاضبًا كل شيء يُشعره بأن هذه المرأة لا تُريد الخير لرؤى.
مدد إجازته حتى هذا اليوم فقط من أجل رؤى , والآن يُحبط من أجلِ تلك المرأة.
لن تأخُذ رؤى منِّي بأكاذيبها.

,
ساعات الظُهر الأخيرةْ
جالس بقربه عند رأسه , قرأ عليه القليل مما يحفظ من القرآن , يدعُو له بقلبه ولم يسكَن قلبه لثانية من ترديد الدُعاء , مرَّت ساعةٌ أخرى وهو بمثل موضِعه.
ألتفت للباب الذي يُفتح و نظر لسلطانْ.
سلطان بهمس : ماصحى ؟
بوسعود هز رأسه بالنفيْ
مع هذا الهمس بدأ يفتح عيناه التي ينتشرُ أسفلها من السوادِ هالاتْ
بوسعود وعينه لا ترمش من على أخيه
عبدالمحسنْ وحنجرتِه تفتقر للماء ويتوجَّعُ مع بلعه للريقْ
بوسعود فهم أنه يحتاج لماء , أخذ الكأس وملأه لربعه حتى لايشربه دفعةٍ واحِدة , أشربه الماء دُون إندفاعْ.
ما إن ألتفت عبدالمحسن ونظر لسلطان وكأنه يسمع لكلمات الجوهرة التي تطعنه مرةً أُخرى
سلطان و عينه تحكي و عين عبدالمحسن تُجيب.
بوسعود الغير فاهِم بأحاديث العيُون : الحمدلله على سلامتك طهور إن شاء الله
سلطان : ماتشوف شر
بوسعُود نظر لهاتفه الذي يضجّ : دقايق بس .. وخرجْ
سلطان أقترب وجلس بجانبه
عبدالمحسن ببحة صوتِه المُتعب : وين الجوهرة ؟
سلطان بصمت لم يُجيبه
عبدالمحسن وصوته يتقطع بتقطُّع كلماته : ضـ .. ضربـ.... لم يستطع أن يُكمل لأن صوته يضيقُ أكثر
سلطان فهمه تماما ومازال صامت يكتفي بالنظر إليه
عبدالمحسن : سلطان
سلطان يُقاطعه : لاتتتكلم وتتعب صوتك , أرتاح
عبدالمحسن : ماأبي إلا أنك تطلقها
سلطان ورجَع لصمتِه
دخل بوسعود بإبتسامة : هذا ريان .. جلس ليُردف : وش منّه تعبت ؟
عبدالمحسن هذه المرة هو من ألتزم الصمتْ
سلطان ويبتسم : مايدري أنه كبر والسفر بالسيارة ماعاد ينفع له
بوسعود : ماترجع الدمام الا بطياره لا تتعب نفسك أكثر بعد
عبدالمحسن : عطني الجوال
بوسعود : تبي تطمنهم ؟ لاتشيل هم انا كلمتهم
عبدالمحسن : أبي تركي
بوسعود ويضغط على زر الإتصال بتُركِي , أتاه الهاتف مغلق : مغلق
عبدالمحسن أكتفى بتنهيدة كادت تُعيده لإغماءةٍ أخرى , بتقطُّع صوتِه المُتعب وقلبه الأكثر ألما بما حدثْ.
سلطان وقفْ ويبدُو ان البراكين لم تهدأ بعد : أنا أستأذن
بوسعود : خذني معك فيه شغل كثير لازم نحكي فيه .. تآمرني على شي
عبدالمحسن هز رأسه بالرفض
بوسعود أنحنى ليُقبِّل جبين أخيه بتقدير وَ محبَّة : ماتشوف شر .. وخرَج مُتبِعًا سلطان
بوسعود : ماراح تقولي وش صاير لك ؟ منت على بعضك أبد
وهُما يخرجَان من المصعَد متوجهين للخروج من المستشفى
بوسعود مع صمت سلطان بدأ يدبّ في داخله القلق : يخص الشغل ؟ الجوهرة ؟ مين بالضبط !
سلطان بصوتِه الحاد : ريِّح نفسك وتطمن
بوسعود : طيِّب زي ماتبي .. تَرى أخترت من اللي راح يروحون للجزائِر
سلطان : أنا بكون مشرف هناك
بوسعود توقف في مكانه مصعوق : نععععععععععم !!
سلطان ألتفت عليه : وش فيك ؟ أنا ودِّي أدرِّب
بوسعود : 4 شهور ! كيف تترك الشغل فيه أشياء أهم
سلطان : وفيه مسؤولين يقدرون يمسكون الشغل وأنت منهم ! ماراح يضِّركم
بوسعود بشك : أنت تبي تبعِّد وبس ؟
سلطان : باقي لها فترة تونا بدري عليها بس تتم ساعتها بنكون مخلصين أغلب أشغالنا
بوسعود : بس كمبدأ أنت مسؤول عن أشياء أهم ماينفع تروح تدرِّب طلاب فيه اللي أحسن منك يدربون أما أنت لأ
سلطان رفع حاجبه : بتمنعني يعني ؟
بوسعود بحدة أكثر : عندي صلاحيات تخليني أقدر أمنعك وماراح تقدر تعترض
سلطان بصمتْ ينظر إليه و الآن بدأ غضب آخر يتولَّد به بفعل بوسعود
بوسعود : سلطان أنت عارف وش قاعد يصير ؟ الجوهي للحين مسبب لنا أزمة وخطره بدا يزداد ماينفع تروح كذا
سلطان : طيب عبدالعزيز بيروح بعد ؟ وش تفرق إذا هو أصلا أساس علاقتنا بالجوهي
بوسعود : عبدالعزيز غير ! إحنا من أول ماجاء وإحنا متفقين أننا نرسله للتدريب وخططنا لهالشي من زمان
سلطان : طيب وأنا أبي أدربه
بوسعود بعد صمت لثواني ليستنتج : مستحيل ياسلطان تدربه إذا إثنينتكم ماتتقبلون بعض كيف تدربَّه ؟ تبي تزيد حقده أكثر !
سلطان بغضب : ومين قال بزيد حقده !! يخي حرام أدرِّب !
بوسعود : أنا ماني فاهم تصرفاتك
سلطان : وأنا قلت لك أبي أكون من المشرفين هناك كذا بروح إستجمام وش رايك يعني ؟
بوسعود إبتسم من سخرية سلطان : طيب إستجمام أختار وقت مناسب
سلطان : لا أنا أبي مع الفترة اللي بيروح فيها عبدالعزيز !! إذا فيه قانون يمنعني قولي أخاف أنا جاهل بالقوانين بعد
بوسعود : أنت معصب من مين بالضبط
سلطان بعصبية كبيرة تجعل كل الداخلين للمستشفى يلتفتون إليه : يخي ماني معصب من أحد أنا كذا طقَّت بمزاجي بروح
بوسعود : طيب أدخل السيارة نتفاهم لا وصلنا .. وركب السيارة وهو من قاد لأنه يعرف سلطان في وقت عصبيته رُبما ينسى شي إسمه " مرور ".

,

رُغم التعب لم يأتيها النومْ , تنظُر لسقف غرفتها وشعرها المبلل يُبلل سريرها .. أشتاقت له .. يالله يا قلبي لاأُريد ان أضعف بإشتياقي له , مسكت هاتفها لتسترجع نشوة الفرَح عند قراءتها له , تُعيد قراءة رسائِله وكأنها للمرة الأولى , عيناها لا تكفُّ عن إلتهام الأحرفْ , حفظت كل كلمة و كل فتحه و كسرة و أيضًا سكونْ , تبتسم بسخرية على حالها كيف أنَّه وصَل لدرجةٍ أن تتعلق كـ تعلقها الآن به , باغتها بـ رسالة ظهرت فجأة بشاشتها لتضغط على عرضها " أشتاقُك "
وكأنها كانت بحاجة لسبب حتى تبكِي , بحاجة لكلمة تربتُ على كتفِها وتقُول لها : صبرًا .. بحاجة أن تُناقِض نفسها كما يُناقض مُجتمعنا نفسهُ بالحُبْ , نحنُ بحاجة مُلحِّة بأن نناقض أنفسنا.
كتبت له " عاطفتِي مُشبعة بغيرك "
لم تستغرق كثيرًا حتى أتته رسالةً مِنه " بغيرك ؟ يعني بغير قلبي فأكيد تقصدين عيني "
فتحت عينيها بدهشة , وَ قلبها على أشكالِه المُتناقِضة يقَع , " كيف عينك و انا ما شفتها ؟ "
أجابها وكأنه ينتظرها ومُجهِّز الرد " قلبك يعرفها "
" أحاول ألفظها بإعتدال , أنـا م ا أ ب ي ك "
أجابها " أحاول أن أقولها دُون أن ينقطع نفسي بشدَّة وقعُك على قلبي , أنا أ ح ب ك "
وعينا عبير شلالُ من الدمع , أصابعها تخشى الرَد , يُسكتها دائِمًا بطريقة مُستفزة لعقلها الذي يُقاوِم هذا الحُب.
كيف لشخصٍ أن يحُب شخصُ مجهول ؟ لا يعرفُ عنه شيء سوَى صوته ؟ رُبما أصواتِنا هي الأشدُ صدقًا في هذه الحياة
سأتجاهله . حاولي يا أنا أن تتجاهليه مرةً أُخرى.

,

يبدُو مشوشًا يحاول أن يفتح الموضوع دُون أن يجرح يُوسف بشيء , يعلم أنَّ يوسف صاحِب غيرة شديدة و أنني لو لفظت إسمها سيغضب وجدًا , كيف أقول له.
منصور : يوسف
يُوسف ألتفت عليه دُون أن ينطق حرفًا
منصور : بس بسألك كيف أمورك ؟
يُوسف وفهم مايقصد : تمام
منصور : مرتاح ؟
يُوسف : ليه تسألني ؟
منصور : بس بتطمن عليك
يوسف أبتسم : وش فيها الماما ؟
منصور ضحك ليُردف : صدق بتطمن
يوسف : طيب تطمن مرتاح ولله الحمد
منصُور : وش صار على سفرتك ؟
يوسف : هذا أنا أنتظر إذا ماجت قبل رمضان بضطر أكنسلها
والدهُم الذي في الزاوية الأخرى من المجلس , كان منشغل بالجريدة , طواها ووضعها على الطاولة : صب لي قهوة
يُوسف ولأنه الأصغر وقفْ ومدَّ الفنجان لوالده : سم
والده : سمّ الله عدوك ..
يوسف وجلس بجانبه ولحقه منصور ليجلس بالقرب من والده
منصُور : يبه ماكلمت المحامي ؟
والده : كلمته وقالي مانقدر دام تقفلت القضية
يوسف الغير فاهم : وش صاير ؟
والده : نبي نشوف مين قتَل أخو زوجتك بس قالي أنه مكتوب بالقضية أنه منصور معترف و أنتهت بالعفو
منصور : بس أنا ماأعترفت ولا قلت شي بس هالمحامي الغبي تصرَّف من كيفه
يُوسف بجديَّة : ليه تفتح هالمواضيع ؟ يخي فكنا يرحم الله والديك
منصور : بس أنا أبي أعرف مين اللي قتله ؟
يوسف : يخي وش تبي تدخل نفسك بمشاكل ثانية ! خلاص أنتهت القضية وقضينا
منصور : بس فيه ناس ماهم مصدقين مايصير نظلمهم
يُوسف وفهم مقصده جيدًا وبحدة : وش قصدك ؟
منصور : أنت فاهم قصدي كويِّس
يوسف : لا أنا غبي وعقلي صغير وماأفهم بالألغاز هذي
منصُور ويعرف بأنه يُريد أن ينطق إسمها ولكن مستحيل أن يفعلها , وبنبرة هادئة : وأنا عارف أنك فاهم
بومنصور : تذابحوا قدامي هذا اللي ناقص بعد !
يُوسف تنهَّد وألتزم الصمتْ
بومنصور : خلوا العالم عايشة ومرتاحة لاتجلسون تنبشون بالقديم
يُوسف : علَّمه أنا وش دخلني
منصور : لأني عارف أنك منت مرتاح
يوسف بسخرية على منصور : على فكرة بالتحليل النفسي أنت زيروو
منصور أبتسم : واضح من العصبية أنك مرتاح
يوسف : لا إن شاء الله بكرا بجي وأجلس عندك وألطم وأبكي وأقول *يُقلِّد صوت والدته* والله ألحق عليّ ياخوي قلبي بيتقطع ماذاق طعم الراحة
بومنصور وأنفجر ضحكًا : هههههههههههههههههههههههههههههههههه صدرك شمالي الله لايضرك
يوسف بإبتسامة لوالده ولأجل أن يُزيل الشك من صدرِ منصور : على أهل زوجتي
منصُور ولن يُكذِّب إذنه أبدًا حين سمع كلام مُهرة و ردِّ فعل يوسف.
,

صدرُها لايهدأ من إرتفاعه وهبوطه , بها من القهر الكثير , توَّد لو تنفجِر على يوسف بكل الكلمات البذيئة التي تحفظها والتي لا تحفظها كـ أن تقرأ عليه كل شيء سيء في الحياة و تنسبه له , عقلها ضجِر من كثرة التفكير , في أولِ محاولةٍ فعلتها بأن تخدعُ قلبه سقطتْ بـِ شرِّ قلبها.
أخذت نفسًا عميقًا علَّها تُريِح شيئًا من حقدِها , تكرهه و تكره أخيه و زوجته و تكره شقيقاته و تكرههم جميعًا بلا إستثناء.

,

بعد محاولاتٍ بائسة وقفتْ , لبسها بأكمله مُتقطِّع من ضربه .. نزعته ورمته جانبًا وهي عاقدةُ الحاجبين كارِهة لما حدثْ.
لبست أول مالمستهُ يداها في الدولابْ , بيجاما قُطنية بأكمامٍ طويلة , رُغم الحر هي تشعرُ ببرودة أطرافها أو رُبما الوحدة تُشعرها بالبردْ.
رفعت شعرها وتركت خصلة لتربُط بها بقية خصلاتها على شكل ذيل حصانْ , ومع كل خطوةٍ تخطوها تشعرُ بألمِ ظهرها .. أتجهت للحمام وغسَّلت وجهها نظرت إليه .. ليست هي أبدًا , ملامُحها تُشبه المُجرمين المُتعذبين , أسفلُ شفتِها جرح و جرحٌ آخر على جبينها , وجهها ممتلىء بالجرُوح الحمراء و الأخرى البنفسجية , وملامحٌ بيضاء مُصفَّرة .. ضربها سلطان ولم يُبقي لها شيئًا يضجُّ بالحياة على جسدِها أو يحملُ على الاقلِ لونًا طبيعيًا.
أغمضت عينيها لتتسلل دمعةٍ على خدِها , مسحتها بسُرعة وخرجت , نظرت للحزام الساقط على الأرض بالقُرب من جهة الحمام , لم تمنع نفسها من البكاء .. بكت وهي تراه كيف أنَّ تلك القطعة الحديدية البارزة بنهاية الحزام قطَّعت جسدَها , من يداوي جروحي الآن ؟ كل من قال له القلب داويني .. جرحني أكثَرْ من سابقه.
جلست والغُرفة تكتسيها الفوضى , كل شيءٍ في غير محله , كان سلطان جنونيًا في ليلة الأمس .. حطَّم كل شيء أمامه أفرغ كل مافي داخله و حتى بعد هذا لم يهدأ أبدًا.
تذكرت هاتفها , فتحت الدرج الذي بجانبها وأخرجته , أنهالت عليها الإتصالات الفائتة , تجاهلتها تماما ولكن لم تستطع تجاهل رسالةٍ رأتها " دوِّري على غيري عشان تحطين عليه ذنبك , شوفي مع مين مضيعة نفسك "
كاد يقف قلبها , لم تُصدِّق أبدًا ضميره الميِّت , يرسُل لها هذه الرسالة مع علمه تماما بأنه هو من ضيَّعها ؟
بكت بإنهيار هو لم يرسل إليّ إلا لأجل أن يراها سلطان و ينخدِع به , مسحتها برُعبْ و قلبها يئِّن , لن يتراجع مُجددًا , 7 سنوات يسعى لأن يُمدِّدها بأهوائِه .. يا تُركِي رفقًا بيْ والله كُلما حاولت أنّ أصفحُ عنك و أتجاوز عن ذنبِك كلما حاولت أن أتذكرُ حسنَة أنك عمِّي و كنت أخي بالماضِي جئت و نثرتْ كل هذا من عقلي , يا تُركِي لمرةٍ واحِدة فقط قُل أنك تُحبنِي بأفعالك لمرةٍ واحِدة دافِع عنِّي لأني إبنة أخيك لستُ بعاشقة تهواها ! أنا لستُ بضائِعة لأتشبثُ بحبك .. والله لستُ ضائِعة.

,

يكحّ من فُرط تدخينه , وهو يتحدَّث بصوتٍ مبحوح من حرامٍ يُدخِّنه : عاد صالح قال كذا
الآخر : والله ورجعت نفوذ صالح دامه قدر يعرف عن زواج عبدالعزيز العيد
رائد : هذا هو ماتغيَّر لا بغى المعلومة قدر يجيبها
الآخر : أنا ثقتي فيه كبيرة
رائد : وأنا أكثر حتى أفكِّر عقب روسيا نستغل علاقتنا فيه و نقنعه يساهم في موسكو وكذا بتقوى إمدادتنا
الآخر : بس لا تفتح له هالموضوع قبل لاتتم صفقتنا معه , خلها تتم و النار تهدأ ونبدأ نتوسَّع بشُركائنا
رائد الجوهي وينظُر لأوراق من يتعامل معهُم : الحين أُولدكا طرحت أسهمها لو نساهم فيها 20% و نترك صالح يساهم بـ 40% كذا السيادة بتكون لنا ونقدر نستغل إسمها في الدعاية و العروض برَا و بكذا ماراح يقدر لا سلطان ولا اللي أكبر منه يوقفنا لأن بنستعين في باريس اللي بتحمينا على أنَّنا مواطنين
ضحك بخبث من طريقة تفكير رائِد وهو يتوسَّع بإبتسامته : كيف جبتها ؟
رائد بإبتسامة : وعُمري ماجبتها يا حمد
حمد : بس يبيلها مخمخة شوي
رائد :لا مخمخة ولا غيرها , *وضع علبة السجائر الفاخرة على الطاولة , حركَّها يمينا* هنا إحنا مواطنين فرنسيين ومن حق السلطات الفرنسية تحمينا *أخذ علبة الرصاصة ووضعها يسارًا* هنا ربعنا *قاصِدًا السُلطات الأمنية التي ينحدِر منها سلطان وبوسعود* و هنا صالح وأُولدكا اللي بتعتبر شركتنا *وضع قارورة المياة في المنتصف مُشيرًا إليها*
حمد : إيه لكن لو طالبوا بأننا مواطنين سعوديين و تحركت السفارة هناك
رائِد : مين اللي عليه مشاكل و قضايا ؟
حمد : رائِد الجوهي
رائِد : وأنا الفرنسي وش إسمي ؟
حمد أنفجر ضِحكًا : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يعني بحّ
رائد :بالضبط الجوهي بحّ .. و هجمة مرتَّدة لسلطان ههههههههههههههههههههه
حمد : مخي معلِّق من الداهية اللي بتسويها
رائد ويستنشق من دخانه وينفثه : كلها فترة وبعدها الكل بيقوم على سلطان و على عبدالرحمن ال متعب أنهم ماقدروا يسوون شي قدامي
حمد : أشرف لهم يتقاعدون ولا حيتنيِّلُو بستين نيلة
رائد : وأنت مصدق بيجلسون على كراسيهم !

في جهةٍ أخرى أحمد يحاول يُصلح العطل الذي يواجه أجهزة المراقبة أمامه
متعب ولم يسمع سوَى " من حق السلطات الفرنسية تحمينا " و " مين اللي عليه مشاكل و قضايا "
متعب بتوتُّر : قاعد يصير شي مهم
أحمد و يفصُل أحد الأسلاك ليُوصله بسلكٍ يخص أحد الأحياء المراقبة : حتى هذا مايشتغل البلا ماهو عند الجوهي بس
متعب وبالشاشة الحساسة يضغط بأصابعه عليها حتى يُدخل الرقم السرِي : مخترق
أحمد بصدمة : نعععم !!!!!!!!
متعب : برامج الحماية متدمرة !
أحمد : لحظة .. وَ فصَل أسلاك كثيرة حتى يتوقفْ عمل الكاميرات المراقبة المتوزِّعة في منطقة الرياض.
متعب ويخرج من هذه الغُرفة ليُبلغ قسم الصيانة و عندما رأى بوسعود و سلطان داخلين زاد توتُّره و أختفى من امامهم بسرعة ليُبلغ القوات الأمنية أن تخرج وتحِّل مكان الكاميرات المتعطلة لمُراقبة الأوضاع حتى يصلح هذا العطل.
أحمد المُتفنن بهذه الأمور يفِّك بعض الشفرات حتى يخترق من يخترقهم الآن , رُغم الحماية المعلوماتية العملاقة ولكن هُناك أختراق وواضح جدًا أنه الشبكة التجسيسة مُتمرِّسـة.
متعب : بلغت قسم أمن المعلومات
أحمد : ماني قادر أدخل على الملفات الرئيسية
متعب وزاد توتره وقلقه أكثر
بعد صمت لثواني , أحمد لفظ جحيم مايحدث : قاعدة تنقِّل ملفات
أحمد ترك مابيده , ليس هُناك حل أبدًا سوَى تدخُل من سُلطة تكبره
متعب والآخر جلس مكان أحمد ويحاول بمثل ماحاول من سبقه
أحمد يطرق الباب ثلاثا ويدخُل على سلطان
سلطان و بوسعود التفتوا عليه و الإستغراب يعتليهُم من طريقة دخُوله
أحمد و " على بلاطة " : فيه شبكة تجسسية أخترقتنا
وهذا آخر مايُريد سماعه , وقف ليتجه و معه بوسعُود.
دخَل وينظُر للشاشة المتوقفة التي تُخبره بأن كاميرات المراقبة مُعطلة .
بوسعود : بلغتوا الصيانة ؟
متعب : إيه طال عمرك بس قاعدة تنقِّل ملفات
سلطان ينظُر للخط الذي يُشير لنقل المعلومات و وصَل لـ 55%
جلس مكان متعب وهو الآخر يحاول فك بعض الألغاز حتى ترجع السيطرة لهُم.
بـوسعود : أنشأ مستخدِم جديد و أدخل عن طريقنا
أحمد و تذكَّر هذا الأمر : إيه صح .. جلس بجانب سلطان وهو يُبادر بتسجيل حساب يدخل عن طريق حساباتهُمْ
سلطان وينظُر لأسفِله وكان هُناك سلكٌ متصل , قطعه عن طريقِ قدمه وهو يلتفت لمتعب : أرحم عقلي شوي
متعب رفع حاجبيْه ببلاهةٍ مُضحكة
سلطان : أرسِل قوات لـ
قاطعه متعب : أرسلنا
سلطان يُشغِّل الأزرار المرتبطة بالشاشة المسؤولة عن الكاميرا الموضوعة عند الجوهي , لم تشتغل بعدْ.
إحدَى القوَّات يضجُّ صوتها عن طريق اللاسلكِي : حيّ الودَاد مقطوعة أسلاك كاميراته
سلطان و بوسعود نفس التفكير بوقتِ واحِد , تفكير بمن يسكنون بيُوتهم.
بوسعود يُمسك هاتفه ويضغط على زر الإتصال : مقرن روح لبيتي بسرعة
سلطان في حربْ لاذعة تُقام داخله .. خرج لمكتبه وهو يرفعُ سماعة الأمن الخاص ليرسُل حرَّاس شخصيين لمنزلِه.

,

أصواتُ الشرطة مُزعِجة جدًا , وضع سلاحه على خصره و غطاه بقميصه , أغلق أزاريره و خرج لينظُر ماذا يجري في هذا المساء ؟
توجه لمن يتسيُّدُون رأس الطريق : السلام عليكم
أحد رجال الأمن : وعليكم السلام
عبدالعزيز : خير ؟
رجُل الأمن : إجراءات روتينية
عبدالعزيز وشكّ بهذا القول : معاك عبدالعزيز سلطان العيد
رجُل الامن : والنعم والله
عبدالعزيز وعرف أنه إسمه لم يُجدي نفعًا , أشار له لقصرِ عبدالرحمن ال متعب : طيب وساكن هنا !
رجُل الامن وفهم مقصده : صايرة أعطال
عبدالعزيز : تخص ؟
رجُل الأمن بهمس : المراقبة
عبدالعزيز وفهم جيدًا , عاد ليركب سيارته دُون أن يجلب هاتفه و أشياء أخرى , توجه للعمَل و أنهُ مهما كرهت عملاً سيتلبَّسك الحُزن أن فكَّرت بأنه لوطنُك و أنَّك تكرهه فتشعُر بإستحقارٍ لنفسك.

في جهةٍ أخرى مازالت الأعطال متواصِلة و نقل الملفات يصِل لـ 69%
سلطان في جهةٍ يحاول الدخُول لملفاتِهم بشبكة وهمية و أحمد في جهةٍ يحاول إختراق الشبكة التي تتجسس عليهُم.
متعب : كل شي تحت السيطرة ومُراقبين الطرق ككل لكن حي الوداد القوات مشغلة الأصوات.
بـوسعود يمسح جبينه : سلطان مافيه غير حل واحد
سلطان رفع عينه له
بوسعود : ندمِّر الملفات قبل لا توصلهم
كيف نُدمِّر ملفات محشوَّة بموادِ قد تُساعدنا مستقبلاً ؟ قد نقبض على مُجرمين منها ؟ كيف نُدمِّرها بسهولة , هذا أمر شبه مستحيل وقد يُعرضنا للمسائلة.
سلطان ينظر للشاشة الصغيرة التي تخبرهم بأن النقِل وصَل 69%
أردف : باقي .. إن شاء الله يمدينا
وفي جهةٍ ثالِثة من المبنى فريقٍ يحاول فك شفراتٍ معقدة لحماية جهازُ أمن يخصُ الرياض و رُبما دُون مبالغة أنه يخصُ دولة بأكملها.

,

أنزعجت من الأصواتْ , طلَّت من شباكِها لاأحد تلمحُه , غريبْ أمر الشرطة في هذه الأثناء.
باغت عقلها فكرة مُجرمين في الحيّ الآن , لم تزفر ماحصَل لها بعد حتى تتقبَّل شيئًا آخر , مسكت هاتفها لتتصَل بوالِدها فخوفها هذه المرة كبير , لم يرُد.
رتيل خرجت من غُرفتها متوجِّهة لغرفة عبيرْ , دخلت ورأتها مستلقية على سريرها و يبدُو نائِمة.
رتيل : عبييير
عبير فتحت عينها لها وهي التي لم تنام و لكن كانت تحاول : هلا
رتيل أستغربت إحمرار عين عبير
عبير أنتبهت و مسحت دموعها : قريت قصة وتأثرت
رتيل : أدق على أبوي مايرد
عبير ولمحت الخوف في عين رتيل : تلقينها إجراءاتهم الدورية
رتيل : طيب ليه مشغلين هالأصوات المعفنة
عبير : مدري بس أكيد ..
قاطعتها رتيل : وأبوي مايرد بعد ! .. تُعيد الإتصال بوالدها وأيضًا لا رد.
عبير : وش فيك صايرة خوافة مررة ؟ بعدين حيَّنا مراقب ماهو صاير شي إن شاء الله
رتيل : بكرا يقتلوني بعدين أقولك ليه خوافة
عبير : يقتلونك !! و بعدها تقولين لي ! والله من الحشيش اللي تآخذينه
رتيل أبتسمت بين كومةِ قلقها : يختي تدريني لما أتوتِّر ما أعرف أصِّف الكلام
عبير : وتدريني هههههههههههههههههههههههههههههههه كملي بدليات بعد
رتيل بتأفأف : يختي أحر ماعندي ابرد ماعندك


يُتبع


الرد باقتباس اقتباس متعدد لهذه المشاركة

ينظُر لبياض الجُدران من حوله , سكُون و هدُوء يجبره بالغوص في تفكيره.
كيف يُصدِق الجوهرة ؟ و يكذب أخيه ؟ كيف تقول منذُ 2005 ؟ كيف كل هذه السنين لم ألاحظ ؟ لم أنتبه لتصرفاتها و لتصرفات تُركي معها ؟ لم أناقشها في أسباب رفضها للكثير مما تقدّموا إليها , في رفضها إكمال طموحها في الماجستير وغيره , كيف لم أنتبه لكل هذا ؟ من الجنُون كل هذه السنواتْ تمُّر و الجوهرة صامِتة ؟ لم صمتت ؟ و تُركي ؟ كيف تُركي ؟ لا أُصدِّق بأنَّ تُركي يفعل بي غدرًا هذا الأمر.
دخل الدكتُور مُبتسمًا : إن شاء الله كويِّس ؟
عبدالمحسن : الحمدلله
الدكتُور يأخذ من الطاولة ملفِه ليقرأ فحوصات اليوم : لآ الأمور متحسنة مرَّة بفضل الله بس يبيلك تشد حيلك وتبعد نفسك عن الضغوطات و المشاكل و لو تسمع نصيحتي وتسافر كم يوم لمدينة قريبة تغيِّر جو وترتاح نفسيتك
عبدالمحسن : إن شاء الله ماتقصّر
الدكتور : وأدويتك تنتظم عليها عشان ماتصير لك مضاعفات
عبدالمحسن : ومتى الخروج ؟
الدكتور : على هالفحوصات أقدر أقولك بكرا إن شاء الله بس لازم نتأكد قبلها بفحوصات أدق
عبدالمحسن : مشكور
الدكتور : العفو واجبنا يا بوريَان .. وخرجْ تاركِه
أخذ هاتفه , أتصلَّ على رقم الجوهرة .. دقائِق طويلة تمُّر و الجوَّال على أذنه.
في جهةٍ كانت الجُوهرة بلاشعُور تنظُر لوضع الغُرفة بعد أحداث الأمس , شعرت بإهتزاز الهاتف , رفعت غير مصدِّقة بالإسم , والدها ؟ نعم والِدها يتصِل . . بأنفاس مُتعالية مُرتبكة وصلت لعبدالمحسن
عبدالمحسن ولم يسمع مِنها حرفًا سوَى ربكةِ أنفاسها : الجوهرة
الجوهرة أنحنت برأسها ودمُوعها تتسرَّب بتدفُّق من عينيْها , وصل صوتُ بكائِها لقلب الأبْ المتقطِّع.
أترانِي أبكِي ضُعفًا أم إنكسارًا أم حُزنًا . . أم جحيمًا ؟ وَ دمُوعي لا تنامْ ترميني مُنذ أمس و لم تمّل
يا ليتْ قولِي يخفف عنك يا أبي , ياليتنِي ألفُظها دُون قيود .. ياليتك تُصدِّق الحديثَ و تحسنُ بي الظنّ
عبدالمحسن بكسرِ الرجال : رُوحي
الجُوهرة بكلمتِه هذه شعرت بأن رُوحها تصعدُ لعنقها , شعرت بأن البُكاء الآن يقف عثرة في حُنجرتها.
ودَّت لو أنّها ترتمي إليه دُون أن تنسلخ أبدًا , لو انها لم تكبُر و بقيت طفلتِه الرقيقة , لو أنَّ أشياءً كثيرة تعُود لما كدَّرتُ صفو حياتِك يا أبي.
يصِلهُ أنينها , يصِلهُ الحُزن المحشوُّ في داخلها , يصِله كل شيء حتى أحاديثُ قلبها إلا صوتُها.
الجُوهرة بصوتٍ مجروح بالبحَّة : ما عصـ ..ـيتك
عبدالمحسن و الشيبُ تغلغل في شعرِه و مع ذلك تجمَّعت بعضُ الدموع في محاجره وأبت النزول.
الجُوهرة و كلماتٌ مُتقطعة بالبكاء : والله والله كل شي يهُون .. سوّ كل اللي تبيه فيني بس لاتضيِّق على حياتي بدونك
عبدالمحسن أخذتهُ التنهيدة لألمٍ لن يُدرك حجمه أحدًا , لن يُدرك إلا من جرَّب لسعَة الغدر و القهر.
الجُوهرة بنبرةٍ وجعُها تسرَّب بين شرايينها وهي تُناديه : يُــبــــــــه
عبدالمحسن و قهرُ الرجَال والله لا يرحم
الجُوهرة : لا تخليني .. والله و ربّ خلق بي هالروح أنه ماهو برضايْ و أني مافكرت لثانية أكون بهالطريق , والله يبه
عبدالمحسن بصمتْ عقله يفرض عليه هذا الصمتْ , يمُوت معنويًا وهو يسمع هذا الحديثْ.
الجوهرة بصوتٍ ضيِّق عجب أنه مازال يتنفس : ما عُمرك جيت بعكس دعواتي ولا الحين يبه بتجي
وهذه الجُملة كـ وجعٌ مُزمِن طرق قلب عبدالمحسن
الجُوهرة و بين هذا الإنهيار تلفُظ : أمس كنت أردد يارب كما سخرت القوي للضعيف و الجن لنبينا سليمان و سخرت الطير والحديد لنبينا داوود وسخرت النار لنبينا إبراهيم سخِّر لي أبِي و سهِّل اموري .. ماتجي عكسها يُبه ؟ ما تضيِّعني بدونك ؟
عبدالمحسن و فعلاً لن يأتِي بعكس دعوتها , لم يكسِر قلبها وهي طفلة بين أحضانِه , أيكسُر قلبها الآن ؟
هي تؤمن و جيدًا بأن الله ما أمرنا بالدُعاء إلا ليستجيب لنا , من يُصدِّق أنَّ والِدها يعرفُ بهذه المُصيبة ويقفُ معها ؟ من يُصدِّق سوَى أنّ الله هو من يُريد و سخَّر لها هذا , من تمسَّك بالله لم يخيب رجاءه أبدًا مهما أستعصت حاجته فالله قادِر أن يصنع المُعجزات لعبدِه.
الجُوهرة بهمس كاد لا يصِل من بُكائِها العميق : عمِّي أوجعني يا يبــه
كلماتها سيُوف تخرج من فاهٍ رقيق و لكن تُسقِطه في نارٍ من اللاتصدِيق لما يحدُث له و كأنه كابوس غير قادر على الإستيقاظ منه.
تعبت , صوتُها تعب و مات جُزئيًا .. كلمات قليلة فقط و شعرت بوخزٍ يسار صدرِها يُرغمها على التوقُف.
تعبت و أنفُها لا يكُّف عن مُشاركتها البُكاء دمـــًــا.

,

نظرت للساعَة بإرهاق , لم يتصِل إلى الآن ؟ لن تُصدِّق بأنه لم يرى رسالتها بعَد , رُبما يحاول تجاهلها ... هذه الصفة تكرهها وتكرهُ صاحبها دائِمًا , تُحب أن تُشعر بإهتمام من حولِها بها , تبكِي و تنهار إن رأت أحدًا يتجاهلُها .. تبكِي الآن لأن من وهبتهُ قلبها لا يسألُ عنها.
عاتبت نفسها كان من المُفترض أن لا تتطاولُ بحديثها و تُعاتبه أبدًا , تعرفُ بأمور عمله و تُقدِّر إنشغاله ولكن حاجتها و شوقها له تُمرِضها تمامًا.
فتحت الواتس آب لتنظُر آخر دخُول لـ عبدالرحمن كان ليلة الأمس , كتبتْ له : ما حنيت ؟

,

بمقعدين مُتقابلينْ في أرضٍ خضراء بين جبالٍ لا يُرى بها سوَى أخضرُها الزاهي , بينهُم طاوِلة ذات غطاءٍ مُشجَّر وبوسطِها زُجاجةٍ طُولية متناثِر بداخلها الزهرُ دون سيقانِه , الجوُ هادىء سوَى من نسماتِ البرد البسيطة رُغم أشعة الشمس التي تُغازل الأرض بإختفاءها دقائِق بين السُحب و سطوعها دقائِقٍ أخرى.
إنّـهُ الريف الفرنسِي.
الصمت ساد كثيرًا و أعيُنهم تُجيد التحدُّث دُون ملل.
قطعت هذا الصمتْ بصوتٍ خجُول وكفوفها تضّمها بجانب بطنِها : إييه وش الموضوع ؟
ناصِر بإبتسامة عريضة : عيشي هالهدُوء
غادة بضحكة خرجت مُتغنِّجة أردفت : بس كذا ! ماأصدق
أتت النادِلة الريفية بشعرٍ أشقَر مُنسدِل على أكتافها و قُبعةٍ مصنوعة يدويًا على رأسها و فُستانٍ ممتلىء برسوماتِ الزهر و مُطرَّز يصِل لمنتصف سيقانِها , واضِعة كأس عصير الفراولة بجانب ناصِر و آخر بجانب غادة , مُبتعِدة والإبتسامة لا تكفّ عن التمايُل بفمِها
ناصِر : وش رايك بالمكان ؟
غادة : هانت ساعات الطريق يوم شفت هالجمال
ناصِر : و وش رايك لو نمنا فيه ؟
غادة بإستعجال : مستحيل أبوي ماراح يرضى أنام برا و بعدين ماينفع توّ ماتم العرس
ناصِر : طيب وش رايك بعد أنه عبدالعزيز يدبِّر لنا عذر عند أبوك
غادة ضحكت : مستحيل ناصِر ماأحب أنام برا البيت
ناصِر : كلها ليلة !
غادة : ولو .. حتى لبس ماجبت !
ناصِر : كل شي موجود
غادة : واضح أنك مخطط للموضوع ومحضِّر له
ناصر بإبتسامة : إيه و عبدالعزيز بينام برا البيت عشان يقول لأبوك أنه معاك
غادة : يالله مستحيليين وتقولون كيدنا عظيم وماتشوفون حالكم
ناصِر : تضرَّك ليلة ؟
غادة : ماتضرّني بس كمبدأ ماأرضى أكون كذا وانا قدام الناس ماني زوجتك
ناصِر بحُب عميق وهو ينظُر للزهر الذي حولِه : الورود ماتفتِّن
غادة أبعدت وجهها للجهة الأخرى والخجل يكتسيها لتُردف : عارفة الورود ماراح تقول للناس لكن ما ينفع
ناصِر : ولي أمرك المتنقل راضي
غادة : عزوز لو هديل تتزوج ماراح يرضى لو أيش تطلع معاه كذا ! بس عشان رفيقه معطيك حريتك
ناصِر : بس حرية جائزة يا حضرة المفتية
غادة : عليّ ماهي جائِزة
ناصِر رفع حاجبه : عليك !!
غادة أبتسمت حتى بانت أسنانها : أثق فيك بس ماأثق بالشيطان
ناصِر بصوتِه الرجُولِي و في حضرة أغاني العصافِير الريفية : ما بيننا شياطين , كل اللي بيننا تحفَّه الملائِكة
غادة وتنظُر ليمينها بخجل حتى لا تقع عيناها بعينِ ناصِر
ناصِر و ينظُر للعصافِير القريبة جدًا من غادة
غادة وتبتسم عندما رأتهم بألوانهم المُبهِجة : يالله على أصواتهُم
ناصِر بصوتٍ أمتلى عِشقًا : تعرفين ليه تحب تغني عندِك ؟
غادة بضِحكة : ليه ؟
ناصر : يذكرون الله عليك
غادة تزداد عِشقًا له و لسانِها يُعقد دُون حديث سوى رسائِلُ عينيها
ناصِر : و ما تغنِّي العصافِير حولك إلا بتسبيحها .. سُبحانه من صوَّرك

بين يديه صُورة تُعيد له ما كان أمسًا , صورٌ كثيرة ألتقطها في الرِيف هُناك , كان يشعُر بأن شهر عسلِه قضاهُ في ليلة تسامَر بها مع قمرَه.
عضَّ شِفته السُفلية يمنع نفسه من سخطِه على القدَر , يمنع نفسه من أن يُعارض هذا القدر المكتوبْ , قرَّب الصورة لفمِه , قبَّلها بعُمق و كأن غادة أمامه , أغمض عينه ليعيش الوهَم.
لم يعرف بحياتِه أو حتى شاهَد احدًا بمثِل حُبهم , ليس تمجيدًا لنفسه و لكن لم يتصوَّر أنَّ الله سيأتِيه بُحبٍ طاهِرًا لا يجرُّ إلى المعصية أبدًا.
كان كل ماهو مُتشكِلٌ في رأسه أنَّ أغلب حُب المجتمعات الشرقية ينتهِي بمصائِب و أهواء و معاصِي و هذا ليس حُبًا.
الحُب أطهَر و أسمَى من أن يُقذف بقلُوب هؤلاء الراغبين و فقط يُريدون الأخذ دون العطاء.
كُنت أحبَّها حتى أنني رأيتُ بأن دُنيـا واحِدة لا تكفِي لحُبنـا , كُنت أقُول هذه الحياة لا تكفِي لحُبك هذه الحياةُ ضيِّقة كثيرًا من أن أتوسَّعُ بعِشقك .. نحنُ يلزمنا الجنَــــة حتى ننُشِد البقاءَ لحُبنــا.
تمتم بالنبرةِ المكسُورة : يالله إن نسيتُها يومًا فذكِّرني بأيامِي التي جمعتني بها وَ لا تُشقي قلبي بغيرِها و زِد بقلبي حُبِّك وثبِّت يقيني و أرزقنِي من بعدِ حُبك حُبًا لها يتكاثرُ ولا ينقُص .. يالله زدني بها حُبًا , يالله أني أحببتها فيك حُبًا عظيمًا فلا تجعل آخر لقائي بها في دُنيــاك.

,

أنفه ينزفْ و جرحٌ أعلى حاجبه الأيمنْ , تعارُكه معه كان شديدًا , أخرَج كُلَّ غضبِه عليه دُون أن يتعب.
ذاك يُناديه : مجنون وش سويت فيه ؟
هوَ الكئيبُ بحدِ قولِهم والقليلُ حديثًا حتى أنه يُشعرك بأن الكلام يخرج منه بـ " فلوس " : خله يمسك لسانه و يعرف كيف يحكي
: صدق أنك غريب الواحد مايعرف كيف يتفاهم معك
فتح ألوانِه و ويبدُو أنه سيبدأ بالرسم الآن
بغرابة ينظُر إليه : من جدِك !! هذا اللي فالح فيه ترسم ! الحمدلله والشكر يالله أرزقنا العقل
بدأ بتلطيخ اللوحة البيضاء بالسواد و بعضُ البنِي يُباغت هذا السواد
يُكمل رُغم تجاهل الرسَّام له : أنا أخبر الناس لا عصبت تجلس تصارخ تجلس ترمي تجلس تصيد تجلس تسبح لكن ترسم ! يخي مرهف الحس بقوة
وكأنه لا يسمع شيء
هوَ مازال يُكمل : ترى الحكي ببلاش أبد ماعليه رُسُوم
ألتفت عليه و نبرته الرجُولية الثقيلة : هه هه هه
الطرفُ الآخر إنحرج من ضِحكته التي من باب " التسليك " : أكلمك جد
يُكمل رسمه دُون هويَّة , يرسمُ نهرًا بُنيًا بين جبالٍ سوداء و لا وجُود للسماء .. رُبما لا يعترفْ بسقف البياض.
وقف أمامه : ماألوم صلاح لو بلَّغ أبوك بهاللي تسويه
هوَ عينه على اللوحة : طفّ النور كله وأترك بس النور اللي فوق راسي و سكِّر الباب وراك
طردَة مُحترمة له , أردف : طيب زي ماتبي وأرسم و إن شاء الله تموت مالنا دخل فيك بس بُكرا محد بيندم غيرك ...

,

دخل لهُم وهم بين ضوضاءِ تفكيك شِفرات وأشياء أخرى لا يفهمها.
عبدالرحمن أقترب من عبدالعزيز : الحرس كانوا موجودين عند الباب ؟
عبدالعزيز بصوتٍ خافت : كان موجود عسَّاف *حارس شخصي تم وضعه منذ حادثة الإعتداء على بيته*
عبدالرحمن القلِق على بناتِه
عبدالعزيز : والشرطة محاصرة الحيّ ؟ وش صار ؟
عبدالرحمن : حصَل إختراق للأنظمة الأمنية هنا
عبدالعزيز عقَّد حاجبيه مُستغرِبًـــا و نظر لشاشةٍ صغيرة هي المفتوحة من بين كل الشاشات , عليها مُستطيلٌ احمر و 75%
عبدالرحمن : قاعدين ينقلون معلومات .. ها أحمد ؟
أحمد : قاعد يجري تحقق من اليوزر .. وقف أحمد ليتجه للوحَة التحكُم الرئيسية و يضغط زر نقل المعلومات وبهذا الزر يُسرِّع عملية خرُوج الملفات منهم , رُغم جراءتِه بفعلته هذه إلا أن كانت غايته أن يتحقق المستخدم الوهمي بسُرعة , هي دقيقتين و أقفل النظام ليصِل نقل الملفات إلى 87% و يتأكد المستخدم الوهمي
بوسعود عرف بأنه كان المقصد أن يستعجل بعمليته فلم يُعلق أحدًا
سلطان ويسحب ورقة ليكتُب عليها مُعرفات الآي بِي المُتجسسَة
عبدالرحمن يأخذ الورقة منه ويُعطيها متعب : شف لنا وين أماكنهُم
سلطان و أستطاع أن يدخل لشبكتِهم ولكن عجز عن الدخول لنظامِه و يمنع نقل الملفات.
أحمد الآخر الذي كان يعمل على الدخول لنظامِ المعلومات التابع لهُم حتى يمنع هذا النقل
سلطان وضع الحاسُوب المحمول والذي يبدُو صغيرًا نوعًا ما
متعب و الذي أتى من فريق الصيانة والذين ثبَّتُوا الشبكات التجسسية و مصدرِها ولم يستطيعوا إيقاف النقل أيضًا
سلطان بدأ بضغط أزرارٍ كثيرة مفادُها تعليق النقِل ولكن عاد النقِل مرةً أخرى ليصِل إلى 30% : كويِّس
وقف ليتجه لأزرار التحكم الرئيسية و يفتح ماكان مُغلقًا حتى يُتيح لأحمد حُرية التصرف بسُرعة.
أحمد : الرقم التسلسلي
سلطان و الذي يحفظه : 70865023461 .. إيش آخر رقم ؟
متعب وينظُر لشاشةٍ أُخرى : 8
وصَل النقل مع فتح لوحة التحُكم الرئيسية إلى 55% و النقل يسير سريعًا.
دقائِق تلعبُ بالأعصابْ و جدًا , بوسعود يُراقب وضعُ الأمن في شوارِعٍ مُعينة التي تعطلت بها كاميرات المراقبة
في جهةٍ كان سُلطان يشعرُ بالدقائِق تنهشُ في عظامه و عينُ على نقلِ الملفات و عينٌ أخرى على أحمد.
أما عبدالعزيز ينظرُ لما يحدُث بغير إداركٍ حقيقِي و " متنِّح ".
أحمد : دخلنا
سلطان ويجلس بجانب أحمد وينظُر لملفاتِهم الضخمة الأمنية , ولكن ما كان صدمَةٍ فعلا أن ما يتم نقله الآن ليست الملفات السرية البحتة بل الملفات المُختصة برائِد الجوهي و جماعتِه فقط.
أحمد و التنقُل بمستخدِم ثانوي جدًا بطيء بعكس لو كان مُستخدم رئيسي : ننقلها ؟
سلطان : إيه بس لازم تتوقف عملية نقلهُم
عبدالرحمن الذي كان يُراقب جهةٍ أخرى ولكن عقله مازال معهُم : اليوزر الوهمي اللي سويته سلطان خله ينقِل ملف ثاني
أحمد : نسوي ملف جديد بفيروسات ونحوِّل النقل عليها
سلطان : بالضبط .. وقف ليتجه للحاسُوبِ الآخر ويدخل بمستخدمه الوهمي الذي مازال بشبكتهِم , وش سميت الملف ؟
أحمد بخبث : عيالك يا وطن
سلطان رُغم كل هذا و كل مايحدث الآن من توتر وشد أعصاب إلا أنه ضحك على الإسم المستفز لكل من هو عدوّ لوطنه : لازم نكافئك
بحث عن الإسم وبالطبع اللغة المعلوماتية تكُون بالإنجليزية البحتة وليست المُعربة فـ وجد الملف المحشُو بالفيروسات A'ialk ya wtan
ضغط عليه لينقلُه لشبكةٍ أيضًا وهمية لا حقيقة لها ولا مصدَر.
أصبح الآن النقل إثنان على الشبكة ويضغط على السرعة مما جعل النقل الأول الواصِل لـ 55% بطيئًا وبشدة.
أحمد : ينقلْ النسخ الإحتياطية لملفات الجُوهي بأكملها لجهةٍ أخرى أكثر أمانًا , وصَل به النقل إلى 10%
عبدالرحمن : لو ندمِّر برنامج الحماية الثانية النقل بيتسهَّل ؟
سلطان : بس نقلهم بيكون سريع !
عبدالرحمن : بس الحين صار نقليين ؟
أحمد : نحط نقل ثالث ؟
سلطان : و نبطىء أكثر من النقل بعد
أحمد و يفتح ملفًا آخر و ينقل إليه الفيروسات المُدمِّرة لأيّ شبكة
سلطان ثواني و لقي الملف الجديد إسمه nfdak_ksa
عبدالرحمن بإبتسامة عريضة له وهو يقرأ بجانب سلطان : لازم نجتمع نحدد مكافئتك
سلطان وهو ينقُل الملف : إستفزاز عدوِّك هذا أقوى سلاح
عبدالعزيز و ينظُر كيف أنَّ الإستفزاز ينتشِر بجميعهم دُون إستثناء من الصغير إلى الكبير , فكَّر لو أن أحدًا يكره شيئًا ويأتي آخرًا يقول له نفداك يا هذا الشيء .. سيشعُر بحقدٍ عظيم و لكن لأنه للوطن فالأكيد سيشعُر الطرف المُعادي بهذه الأسماء بالخجل و الخُزي والعار لأنه يقف عدوًا لوطنه , كم مخجل أنَّ شخصًا يقول لمن تخلى عن وطنه " أنا أفديك يا وطن "
أحمد و بقيَ القليل وصَل لـ 90%
سلطان تنهَّد : كم بقى أحمد ؟
أحمد : الحين 95
نظر لنقل الملفات من جهة الشبكة الأخرى المتجسسة عليهم و وصَل لـ 66%
يزداد قلقه إن تمت عملية النقل بذلك سيكونون مكشوفين للجوهي وغيره.
فريقُ الصيانة الذي يُرسِل المعلوماتِ طباعةً
متعب يقرأ : الخلية موجودة في حيّ الزمرُّد *الأحياء أسماء وهمية*
عبدالرحمن بأمر دون مناقشة سلطان : حرِّك فرقة 800 أو 870 لهُم وألقوا القبض عليهم الأكيد أنهم مُرسلِين من ناس أعلى منهم
سلطان و لم يُعارض أمر بوسعود.
أحمد : لكن لو دمَّرنا الملفات و فشل النقل بيعرفون أننا كشفناهم و ممكن يهربون !
سلطان بعد تفكير لدقائِق أردف : أترك النقل دامه بطيء إلى أن يوصلون القوات لهُم
عبدالرحمن بتأييد : يالله متعب مافيه وقت
متعب و بلَّغ قواتٍ أُخرى للذهابْ هُناك.
أحمد و بقيَ زِر واحد يضغطه و ستُدمِّر الملفات المحفوظة بعد أن تم نقلها جميعًا لشبكة ثانوية أخرى و آمنة.

يُتبع

عاقِد الحاجبينْ غاضِبًا , يقف عند الباب و أمامُه من أصبح يكرهها و بشدة : أبغى أشوفها
أم رؤى : و أنا قلت لك ماتبي تشوفك
وليد : طيب ماأبغى أستخدم معك أسلوب مبتذل لكن ممكن أتصل على مقرن و أسأل عن أخباره *أردف كلمته الأخيرة بسخرية*
أم رؤى تنهَّدت بضيق لتُردف : نايمة
وليد : صحِّيها الموضوع ضروري
أم رؤى : وش هالموضوع إن شاء الله ؟
وليد : مايخصِّك يخصَّها
أم رؤى رفعت حاجبها مُستغربة قلة ذوق وليد في الحديث معها : عفوًا ؟
وليد : اللي سمعتيه
أم رؤى : واضِح جدًا إحترامك لأم من تحبها
ولِيد : على حسب إذا كانت الأم متنكرة بملابس تكبِّرها و مدري هذي تجاعيد طبيعية ولا بعد مسوية شي بوجهك
أم رؤى الغير فاهمة لما يقصُد
وليد : أظن فاهمة قصدي زين والحين نادِي رؤى ولا والله وأنا عند حلفِي لأفضحك قدامها
أم رؤى دون أن تنطق حرفًا أتجهت لغرفة رؤى , أيقظتها : رؤى حبيبتي قومي
رؤى وتنظُر إليها بتعبْ شديد
أم رؤى : وليد برا و يبغى يكلمك
رؤى و لا تنطق شيئًا سوى التعبْ بملامِحها
أم رؤى : قومي يالله شوفي وش عنده
رؤى وقفت بمساعدة والِدتها , توجهت قبل ذلك للحمام لتُبلل ملامِحها وتُطهِّرها من سوادِ دمعها , نشفت وجهها و أخذت حجابها لتلفَّه على شعرها
وليد و ينظُر لعينها المُتعبة و أنفِها المُحمَّر و هالات السوادِ على جانبيّ أنفِها و رمُوشَها المُبتلَّه و شفتيها الشاحِبة و الحُمرَة التي ماتت من وجهها ولم يبقى سوَى البياض الشاحِب.
وليد : أبي أكلمها على إنفراد
أم رؤى : نعععم ؟ طبعًا لأ
وليد ينظُر لها بنظرات تهديد
أم رؤى تنهدت وخرجت لخارج الشقَّة نازلة للأسفَل.
وليد جلس بمُقابلها : كيفك ؟
رؤى بصمت الأمواتْ
وليد : رؤى !!
رؤى و غير واعية بأن من أمامها وليد , تنظُر إليه بأنَّهُ شخصٌ آخر , شخصُ هي تجهله و لكن قلبه يعرفه جيدًا : أشتقت لك
وليد و صدمته الكلمة رُغم أنه يعلم بأنها تُحبه
رؤى : وينك من زمان ؟
وليد أبتسم : موجود , أبي أكلمك بـ
قاطعته وعينها تبكِي : عارفة أنك زهقت من أوامر أبوي بس أصبر شوي
وليد وصدمةٌ ألجمته , عرف بأن رؤى تستعيدُ ذاكِرتها بلا وعي منها , سكَت ينظُر إليها بذهول
رؤى : وحشتني كثير
ولِيد وعينه بعينها , لمعةُ هذه العيُون تقتله.
رؤى بإبتسامة رُغم عذوبتها إلا أنها شاحبة جدًا : توبة أزعلك بشيء
ولِيد و أدرك نفسِه : رؤى حبيبتي ركزي معاي باللي بقوله
رؤى : عارفة وش بتقول
وليد ويُجاريها : أدري أنك عارفة بس بقوله مرة ثانية , هذي ماهي أمك و مقرن ماهو أبوك
رؤى : مين أنت ؟
وليد وتذكَّر إسمًا واحِدا : عبدالعزيز ..
رؤى تبكِي بشدة وهي تسمع الإسم , شعرت بأن روحها تتقطَّع : يا روحي خذوك منِّي
وليد : طيب رؤى مايصير تجلسين عندها
رؤى : مين رؤى ؟
وليد ولعن في داخله هذه المرأة التي أوصلت حال رؤى لهُنا : اللي صحتك قبل شوي مين ؟
رؤى : جارتنا
وليد و تأكد تماما بانها ليست أم رؤى : طيب هذي جارتكم ماتحبك ماتبي لك الخير , لازم تروحين بعيد عنَّها
رؤى ببراءة : وين أروح ؟
وليد : بُكرا الصباح تجهزين شنطتِك و بوديك لمكان ترتاحين فيه لفترة
رؤى هزت رأسها بالطاعة
ولِيد : رؤى لا تنسين
رؤى تلتفت يمينًا ويسرى : وين رؤى ؟
وليد : أنا أحب أسميك رؤى
رؤى : الإسم شين
وليد : وش إسمك ؟
رؤى هزت كتوفها : مدري
وليد و كانت رؤى بإذن الله ستعود ذاكرتها دون كل هذه المشاق لو أن والدتها المزعومة لم تفعل بها كل هذا , أعادتهم لنقطة الصفر : وش تبيني أناديك ؟
رؤى أبتسمت بين بكائها : عزوز نادني اللي تبي
وليد بإبتسامة : ما أعرف أختار لك , أنتي أختاري
رؤى : سارة
وليد : طيب يا سارة
رؤى : بس مايصير صح ؟
وليد : ليه ؟
رؤى : أمي إسمها سارة
وليد : عادي نناديك عليها
رؤى أبتسمت : دام كذا خلاص
وليد : بكرا لا تنسين
رؤى : لا ماأنسى أبد .. كررت هذه الكلمة 5 مرات
ولِيد لم يُشفق عليها ولكن تضايق من نفسِه ليته لم يتركها لحظة في بيت هذه القاتِلة , هي قتلت روح رؤى بتشكيكها في صحة عقلها.


,

أُطلقت صرخة خافتة عفوية من أحمد : أوووووووووووه .. الحمدلله
الجميع أطلق تنهيدات الراحة بعدما فشَل النقِل
سلطان : بس شركة الحماية تحدد لي أقرب موعِد لها وش هالفوضى بسهولة يتم إختراق النظام
متعب : أبشر طال عُمرك
سلطان : هالفوضى أبد ماأبيها تتكرر و الأنظمة دوريًا تتحدَّث برامج حمايتها ماهو كل مرة تسلم الجرَّة
متعب : إن شاء الله
عبدالرحمن وهو يتلقى خبر القبض على هذه الشبكة و كل ماوصل إليه أنها شبكة شبابية و لكن يملكون قُدرات ذكية هائلة وهذا أسوأ شيء قد يحصل أن تُستغل ماوهبنا الله إليه بمضرَّتنا.
عبدالرحمن : وكَّلت من يستجوبهم واضح أنهم معطينهم فلوس وقايلين لهم يخترقون مايدرون أنهم يخترقون نظام أمني ماهو منتدى *أردف كلمته الأخيرة بسخرية*
سلطان : أكيد ماراح يقولك الجوهي
عبدالرحمن : لأن الجوهي ماهو غبي يدخِّل إسمه بهالأشياء أكيد وكَّل أحد ما هو محسوب عليه يكلمهم
سلطان : قلت أنهم شباب ؟
عبدالرحمن : إيه
سلطان ويشعر بالشفقة حيال هذه الفئة : دامهم قدروا يخترقون اجهزتنا ليه مانستفيد منهم ؟
عبدالرحمن بإستغراب : مُجرمين !!
سلطان : طيب هم شباب أكيد بحاجة توجيه ؟ وأكيد لو نفهمهم أنهم يخدمون دينهم ووطنهم ماراح يعارضون , فيه أحد يرفض وظيفة زي كذا
عبدالرحمن : تبي تقابلهم براحتك
سلطان : ماأبي أقابلهم أبي نوظفهم عندنا بأمن المعلومات بدل هالشركة الأجنبية اللي مخلينها مسؤولة عن معلومتنا وبسهولة قدروا يخترقونا
عبدالرحمن بإقتناع : خلاص أجل بس أول يتم إستجوابهم و نتأكد

,

بعد هذا اليوم الشاق و الطويل , تسلل النوم لعيُون البعض في حين صدّ عن عيون الآخرينْ.
صلَّى الفجِر و توجّه لمنزلِه والساعة تقترب من الرابعة فجرًا , في داخله ينبذُ أن يبيت معها تحت سقفٍ واحِد , يشعُر بأن كُل شيء ينفره من الدخُول لبيته , كل مصائِب الكون تحدُث داخل قصره , كل شيء سيء حصَل في حياته بدأ هُنا , هذا المكان يبثُّ في داخله من التعاسَة أشكالاً و ألوانْ و طبعًا هذه الألوان لا ترتاح دُون رماديتها و سوادها.
تنهَّد وهو يضع المفتاح على الطاولة القريبة من الباب , صعد أول الدرجات حتى يسمع : قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ , وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ, وبدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ , فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ, قدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ , فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ, َأولم يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ , قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ , وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ.
وقف في الدرج و صوتُها يتغلغل في عقلِه , يسمعُ جيدًا تلاوتِها و يسمع أكثر بكائها بين الآيات وتقطُعها لثوانِي فتعُود بصوتٍ مُبكي للقراءة
دقائِق طويلة وجدًا وهو واقف مُتجمِّد في مكانه حتى فاق على " وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ "
يحاوِل بشدة أن يُصدِّق فيها قولا ولكن هذه المرة حتى قلبِه يُكذِبها
لا أحد يقف مع الجوهرة لا عقله و لا قلبه و لا مبادئِه تقول له أنها " مظلومة "
سكتت كل هذه السنين لأنها خافت .. لأنها فعلت مُصيبتها وخشيْت من والِدها.
و رُبما فاقت مؤخرًا و تابت إلى الله و حفظت كتابه والله غفورٌ رحيم و لكن أنا ؟ لستُ قادر أبدًا أن أغفر لها.
كانت تُبعدنِي عنها و انا أحسن ظنِي وأفكارِي بسذاجة تقول لي موقفٌ بالماضِي يؤلمها أو أنها خجولة أو أنها تعرضت لحرقٍ في جسدِها أو جرحٌ لا تُريدني أن أراه و أشياء ساذجة والله أني أستحقرُ نفسي لأنها " زوجتي ".
صعَد و لا مكان لملابسه سوَى هذه الغرفة التي من اليوم لن يقبَل بأن يراها بحجة ملابسه .. هُناك كثير من الغرف لها حُرية أن تختار أيّ جحيمٍ تُريده.
دخل و من شدَّة إستحقارهِ لها لم يضع عينه عليها ولا حتَى فكَّر بأن ينتبه لها.
الجوهرة أغلقت كتاب الله و أصابعها ترتجفْ , بُكائها لم يجف .. شعرت بقلبها ينفضُ نفسه و يتعالى بضرباتِه
خافت أن يقترب منها .. خافت كثيرًا
دخل لجهة دولابِه , أخذ بنطال بيجامته فقط *يُريد العودة لما قبلَ الجوهرة عندما كان ينام عاري الصدِر* .. ودُون أن يلتفت عليها وهو يسير خارج الغرفة وبنبرةٍ جعلت أنفاس الجوهرة تتعالى : من بُكرا تخلين الخدم يجهزون لك أي زفت تنقبرين فيه *أردف كلماته بعصبية لم يمسك نفسه عنها*
وخرج صاعِدًا للدور الثالِث و أولِ غُرفةٍ على يمينه , الغُرفة المُحرمة الدخول على الجميع.


,

صباحُ الرياض يتغنَّجُ اليوم من فاهِ رتيلْ , صباحُ الإثنين.
تتفطَّر بطاقةٍ كبيرة و مُفاخرة أيضًا : وركضت تقريبا من طلعت لين صار العصر
بوسعود : صدق ؟
رتيل : إيه والله ولا وقفت ولا أيّ ثانية , الحين لو تسابقني وأنت اللي صار لك سنين كل يوم تركض أفوز عليك
عبير : اللهم أني أعُوذ بك من الهياط
رتيل : بس للأمانة يعني وقفت مرة يمكن ماهو تعب بس زلقت من الأرض المبللة
عبير توسَّعت عينيها : الله يالكذب ! ترى رمُضان هاا بعد كم يوم بطلي كذب الله يغفر لنا بس
بوسعود : لآ مصدقِك
رتيل : إيه طيب وين المقابل
بوسعود : ههههههههههههههههههههههههههههههه أنا قلت بعطيك شيء
رتيل شهقت : لا تقولها يبه تكفى لا تقول أنك تلعب عليّ وأنا قايلة إن شاء الله أني هالسنة بتخرج و برفع راسك وأبوي يستاهل من يرفع راسه فيه
عبير : يختي كثر الله خيرك فكرتي بدراستك أنتي ومعدلك اللي يفشِّل
رتيل بفلسفة : أنا كانت نفسيتي تعبانة أيام الدراسة فعشان كذا ضيعت السنة اللي فاتت
بوسعود بسخرية : من زود ماهي تعبانة خذت نقاهة للشرقية
عبير التي كانت تشرب الحليب أبعدته حتى تُطلق ضحكاتٍ صاخبة
رتيل وفعلاً أنحرجت
بوسعود ضحك من إحراجه لإبنته بأفعالها : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بس دامك أنحرجتي يعني تحسين بتأنيب ضمير فأنا أقدِّر هذا الشي
رتيل : مارحت له بنص الطريق رجعنا
بوسعود : سواءً رحتي له أو لأ مبدأ انك ناوية تطلعين من الرياض بدون شوري هذا من أساسه كارثة
رتيل بتهرُّب : خلاص موضوع وأنتهى
بوسعود : عشان دايم تحطينه في بالك
رتيل : أنت تضيِّع موضوع المقابل حق ركضي أمس
بوسعود : لا ركضك لنفسك
عبير بضحكة طويلة وتتشمَّت : آآآآخ ياقلبي ركضت وركضت و طول يومها تقول هانت اهم شي بنهاية هالركض فيه شي حلو بيصير
رتيل برجاء : حرام عليك يبه
بوسعود : وش تبين آمري تدللي كم رتيل عندنا ؟
رتيل أمالت فمها لتُردف : آممممم أي شي أطلبه
بوسعود : بحدود المعقول
رتيل وتحاول أن تستغل هذه الفرصة : وترتني فيه أشياء كثيرة
بوسعود : شياطينك للحين ماتنشطُّوا
رتيل بدلع عفوي : يبــــــــــــــــــه
بوسعود : ههههههههههههههههههههه طيب يالله عندك 5 دقايق
عبير : وأنا مالي شي
بوسعود يبتسم : آمريني
عبير بإبتسامة : قررت أشتغل
بوسعود وتغيرت ملامحه
عبير تتدارك ضيق والدها الواضح : يعني أي شغل أنت تشوفه ! ماني مختارة شي مايرضيك
رتيل بحلطمة : وهذا وقته الحين راحت عليّ المكآفآءة
بوسعود لم يمنع نفسه من الإبتسامة في وجه رتيل
رتيل : أشوى الحمدلله أسمعني قبل عبير لا تنكِّد عليك
بوسعود : قولي
رتيل : بنت عبدالله اليُوسف هيفاء قبل كم يوم قالت لي بتطلع وكذا يعني ننبسط شوي وبصراحة ضايق خلقي و ودِّي أطلع معها
عبدالرحمن حز في خاطره أنَّ رتيل تطلب منه هذا الطلب و كأنه أمنية أو شيء شبه مستحيل.
رتيل : ها وش قلت ؟
بوسعود : طيب وين بتروحون ؟
رتيل : مدري ماقررنا بس يعني أهم شي وافق وأنا أكلمها وأرد لك خبر
بوسعود : طيب
عبير : زعلت مني ؟ بس والله يبه تمللت و مليت من أنه أحد يصرف علي كأني بزر يعني من حقي أشتغل و أفرح بمعاش من تعبي
بوسعود و يبدُو أن اليوم بناتِه يثقبون قلبِه بطلباتِهم العادية عند أشخاص آخرين و عنده وكأنها أشباهُ المستحيل.
عبير : أنت أختار لي أيّ وظيفة تبي وبأي مكان
بوسعود : طيب ياعبير بفكِّر بالموضوع
عبير أبتسمت
بوسعود : أنا مسافر الليلة
عبير و رتيل في لحظةٍ واحِدة شهقُوا و كأنهم سمعُوا خبرًا مؤسِفًا.
بوسعود : بسم الله عليكم ... مسافر أسبوع وراجع
رتيل : أسبوع يعني بداية رمضان ماراح تكون هنا
بوسعود : إيه
رتيل : طيب ليه و وين ؟
بوسعود : عندي شغلة ضرورية في باريس ولازم أسافر
عبير مستغربة حتى في سفراتِ عمله كان يأخذهم معه : دايم تآخذنا معك
بوسعود : إيه بس هالمرة مقدَر , المهم طيارتي الفجر اليوم
رتيل : توصل بالسلامة يبه و أنبسط هناك وفلّ امها ماوراك لا حُرمة ولا بنات
بوسعود ضحك ليُردف : مُخك مافيه الا الخراب
رتيل : هههههههههههههههههههههههههه بعدِك شباب يابعد عُمري عيش حياتك
عبير : وش يعيش حياته ؟ فاهمة الحياة غلط
رتيل تُقلد نبرة عبير : الشخص بالحياة لازم يمشي مستقيم مايفرح بالعكس عشان مايقولون عنه خبل لازم دايم عقل
بوسعود : رتيل تتطنزين عليها قدامي !
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه دُعابة وش فيكم أعوذ بالله الواحد عندكم ماينكِّت
عبير : يالله أرزقنا الصلاح بس
رتيل وضحكت على نرفزة عبير لينسحب والِدهُم مُتجِهًا للعمل.

,

لم تنام , تتأمل السقف و كأنها تعدُ أشياءً من خيالِها لا وجُود لها , ضاقت من تفكيرها و ضاقت أكثر من نفور سلطان مِنها ولكن تُصبِّر هذا التفكِير بوقوف والِدها بصفِّها هذا ماكانت تحتاجه , شعرت بالخجل أن تطلب الله شيئًا آخرًا والله سخِر والِدها لها , هو الآخر يحاول أن ينفيها من حياتِه ولكن يُريد أن يعاقبني ولا أعرف بأي عقابٍ يُريد .. تخافه الآن كثيرًا تخاف حتى من خطواتِه التي إن سمعتها توقفت أنفاسها لثواني طويلة , تخاف من صوتِه , تخاف من جسدِه , من عينِه .. آآه يا عينه هذه ما تُشعل في داخلها خوفًا لا ينتهِي , ليتهُ يحسن ظنه بي .. ليتهُ.

.
.

لننسَى هذا اليوم الذي كان في بدايتِـــه رُغم ما حدث في نهارِه الطويل و ليله أيضًا , لنقُل مرحبا لفجر الثلاثاء.
الساعة الرابعة والنصفْ فجرًا – بقِي القليل و رُبما الجمعة أو السبت رمضان.
لم يتبقى في داخلِه ذرة إحترام لأيّ أحد , القصر شبه خالي مادام بـوسعود ليس هُنا.
يقترب من خلفِها وهي تصفصف الأعمدة الخشبية في الحديقه الخلفية , فراغُها أتى بها هُنا.
شعرت بوجود أحدٍ وألتفتت برعب : بسم الله .. أنت وش جايبك
عبدالعزيز لم يُجيبها
رتيل بعصبية : أبعد عن وجهي وش تبي !!
عبدالعزيز بإبتسامة ذات معنى : مين اللي يبعد عن وجهك
رتيل وصدرُها يهبط ويعتلِي بخوفْ : أنت
عبدالعزيز ويقترب : مين ؟
رتيل خافت : أنت وش صاير لك ؟ أنهبلت ولا عشان أبوي ماهو فيه تـ
لم تُكمل وهو يضع ذراعه حول خصرِها و يشدُّها نحوِه لترتفع قليلا عن مستوى الأرض وهي تقف على أطراف أصابعها و صدرُها ملاصِق لصدرِ عبدالعزيز.
رتيل وقلبها يسقُط في بطنها : يامجنون أبعد لا تخليني أصرخ و يجون الحرس
عبدالعزيز : أصرخي بس قبلها ..

.
.


أنتهى
فيه مُقتطف ملوَّن :$$ كان مفروض في هالبارت لكن لأن البارت طويل جدًا فقسَّمته فـ راح يكون إن شاء الله بالبارت الجايْ.
اللي هو هذا المُقتطفْ ( ينظُر بإندهاش مما حدث للتوّ , أخذ نفسًا عميقًا ليُصدق و بفهاوةٍ شديدة توسَّعت محاجره : يعني كيف ؟
قابله بإبتسامة : مبروك يا عريس )

مُقتطف رمادي ( تشعُر بخُزيٍ و خجل شديد , تنتابُها رغبة في البُكاء ولا غير البُكاء وَ أن تبصُق عليه كل هذا الحزن الذي أتَى بِه , وعدَت نفسها بأن تُهينه كما أهانها )



أتمنى ينال إعجابكمْ و يروق لكمْ , و الحمدلله أنّ هذه الأعيُنْ تقرأنيْ جدًا ممنونتكم ()

نلتقي بإذن الكريم - الثلاثاء الجاي -
لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و سُوريــا , كان الله في عونهم و اللهم أرنا في بشارٍ و أعوانه عجائِب قُدرتكْ.

*بحفظ الرحمن.


JAN 07-04-2020 04:20 PM




رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 36 )

على خطوات رغبة
مدمره أتعثر ..

تلتهمني خيوط
أحلام داميه ..

ترعبني
بخيالات بشر
دفنوا تحت الثرى ..

يتساقطون أمامي
و يترنمون باسمي ..

بدأت أفقد نفسي
بيدي ..

ألوك الحقد
حلوى أتلذذ بها ..

مديرا ظهري
لرجاءات
كانت يوما
ما
تنير بصيرتي .

* وردة شقى



,

البارت 35 نزل يوم السبتْ في غير موعِده ، فإذا فاته أحد يرجع يقرآه ()

الغيمُ يظللها وهي تسير على الرصِيف ، أخرجت هاتِفها لتكتُبْ رسالةٍ نصية لرقمٍ يحمِل – بدون إسم – " غادة هربت مع وليد " , تلتها بإبتسامة و هي تلعنُ حظها في الداخل " بتشوفون كيف تلعبون عليّ " ، دخلت للصالُون النسائِي و هي تلفظُ بالفرنسية : أُريد صبغ شعرِي.
العامِلة : تكرم لنا عينك
أم رؤى : تحكين عربي ؟
العاملة الشقراء ذات البنطال الأسوَد و القميص الأسوَد و على ياقِتها الزخرفة التي تلوِّن جدران الصالون , بإبتسامة : فلسطينية
أم رؤى : يا أهلا فيك
العاملة : معك نسرين
أم رؤى : و أنا أمل
العاملة : نعمِل لك شعراتِك ؟
أم رؤى : إيه من فترة طويلة صبغته أبيض بس مانزلت الصبغة
العاملة بإستغراب : أبيض !! ماتتركي الشيب يجيك لـ شُو لاحئتُو *لاحقته*
أمل بضحكة : كان لشغل معيَّن وأضطريت أصبغه
العاملة : طيب مابدَّك شي تاني ؟
أمل : لا

,

في الصالة الداخليَة ، مُستلقِي على الكنبة ذات لونْ التُوت المُندَّسة في الزاويَة.
أغمضْ عينِه بتعبْ ، هي دقائق ما تفصلنا عن الواقِع و الخيال ، هي أحلام .. هي خُرافات أتعبنا العقل بتصديقنا لها.

الريفْ الفرنسِي الزاهِي ، فُندِق مُعلقَّة عليه المصابيح الصغيرة إحتفالاً بمهرجان الليمُون ،
يطرق الباب مرةً أخرى : غادة أفتحي والله ماهو قصدِي
ولا ردٍ يأتيه سوَى بُكائَها ، تسرَّب إليه الضمير اللاذِع وهو يهمس لها : لاتبكين بالحمام مكان شياطين !! ، طيب أطلعي خلينا نتفاهم
غادة بصوتٍ باكي : ماأبغى أتكلم معك بأيّ شي .. خلني بروحي
ناصِر تنهَّد : وبعدين يعني ؟ لا تحرقين لي دمِّي قلت لك ماكان قصدِي
غادة : كلكم زي بعض
ناصِر صمت لثوانِي والكلمة تحز في خاطِره كثيرًا : أنا مثلهم ؟
غادة و لا ترُد عليه و بكائِها تكتمُه و لكن مازالَ يُسمَع أنينه.
ناصِر بحدة : أفتحِي لا أكسره على راسِك
غادة : ماأبغى أفتح
ناصِر : 10 ثواني ياغادة لو مافتحتيه بكسره
ماهي الا 3 ثوانِي حتى أنفتح الباب بملامِحها المُحمَّرة من البُكاء.
ناصِر يمسكها من ذراعها و يسير معها للصالَة ,
غادة تسحب يدها وهي تتكتف : قلت لك من الأوَّل وجودنا هنا غلط
ناصِر : ماكان قصدي فهمتي على مزاجك
غادة : ماأبغى أفهم رجعني باريس
ناصر ينظُر إليها بنظراتْ تلعبُ في قلب غادة العاشق.
غادة شتت نظراتها بعيدًا عنه
ناصِر بجدية : لو أبِي ألمسك أنتي قدام عيوني 24 ساعة من سنين !! وماراح تقدرين تمنعيني
غادة تسقطُ دمعةٍ تلو دمعة : لا تكلمني بهالموضوع و كأن بيننا شي
ناصر : لأنك تفكرين باللي تبينه وبس !! ماتحاولين تهتمين بتبريراتي أو مقاصدي أنتي حتى ماتحسنين الظن فيني
غادة : أنا كذا ؟
ناصِر : أيه أنتي غادة أجل مين !! كل مرة تفهمين على مزاجك و تزعلين
غادة أرتجفت شفتيْها : طيب شكرا يجي منك أكثر
ناصِر : أستغفر الله بس
غادة : روح أحجز لك غرفة ثانية ماأنام معك بنفس الغرفة
ناصر : تعالي أضربيني بعد !! أصغر عيالك تأمريني
غادة : وتقولي ليه تسيئن الظن ! أنت شايف كيف تحاكيني
ناصر بعصبية : لأني طفشت منك و من حركاتك
غادة بنبرة هادِئة : طفشت مني ؟
ناصر : إيه والحين بتقولين ماتحبني وتبدين الموَّال
غادة : أكرررههههههك

أفاق من قيلولتِه شاهِقًا ، مرَّ والِده و عندما ألتفت توجَّه إليه مُرتعبًا من منظره : بسم الله عليك
ناصِر ويتنفس سريعًا و صدرِه يهبِط بشدَّة
والِده : وش شفت ؟
ناصر عقَد حاجبيه يسترجِع الحلمْ الذي أجتمع به مع غادة.
والِده : غادة ؟ .. يا ناصر كم مرة لازم أقولك الله يخلي لي شبابك لا ترهق نفسك ، بعد رمضان راح تمِّر سنة عليها وأنت للحين منت قادِر تستوعب
ناصِر : خلاص يبه روح لشغلك
والده : بروح الله يعيني عليك بس .. وخرج تارِكه
ناصِر يسترجِع تلك الليلة التي على الريفْ ، لم تكُن كما رآها أبدًا .. مازالت نبضاتِه تخفقْ بشدَّة.

في الشُرفة المُطلَّة على البحر ، تتغنجُ بين شفتيها أحاديثٍ و أين الشُعراء من قصائِد الشِفاه ؟
ناصِر يسحب هاتفها من بين يديها : لمرة وحدة أنشغلي فيني
غادة : طول عمري منشغلة فيك ولك و عشانك
ناصِر : أتركي الجوال طيب
غادة : أشوف عزوز كلَّم أبوي أو لأ أخاف يعرف أني هنا
ناصِر : قلت لك عزوز نايم بشقتِي و مرتِّب الوضع معاه .. تطمني بس
غادة أبتسمت : طيبْ
ناصِر : و بعدها ؟
غادة بضحكة : وش بعدها ؟
ناصِر : مافيه كلمة من هنا ولا هنا
غادة أشعلت الفرَح في صدرِ ناصِر بضحكتِها : شايف البحر شو كبير
ناصِر : ئد البحر بحبك
غادة : هههههههههههههههههههه أنا أحبك جدًا و كثير و وايد و كلش هواية .. و أيش بعد
ناصِر بضحكتِه أكمل : برشا و و بزاف و أوِي و كتير و قوَي
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههه ولك عيني أنتا
ناصر : اشتريد اصير ؟ طير , اطير وياك هم اتحط والزمنـِّـك , تريد اتصير نجم بسماي ؟ هم تلمع وشوفنك
غادة : الله الله و من ورانا تحكي عراقي
ناصِر : هي قصيدة وحدة أزعجنا فيها عزوز على الرايحة والجاية , طاح بشي وعلق عليه
غادة : يازين اللهجة منك
ناصر ضحك وأردف : اشتريد اصير ؟ سمج بلماي تزوهر واصيدنك اشتريد اصير ؟ تريد اتموت اموت وياك كبل مااموت اصيح بصوت احبنك
غادة صخبت بضحكتها : من ورانا عزوز مطيِّح بالعراقي
ناصر : طيب ماعلينا من عزوز ردي على الكلام
غادة : ماأحفظ شعر عشان أرد عليك .. طيب ماتكفي عيُوني
ناصِر : عيُونك أحلى من كل الكلام أصلاً
غادة تقِف لتجلِس بجانِبه على نفسِ الكرسِي و البرد يعبثُ بأطرافِهم و الساعة تُوشك على الثالثة فجرًا
ناصِر أدخلها في - جاكِيته – لتضع رأسها على صدرِه و هي تُغمض عينِها و رُبما النوم يُريد التسلل الآن لجِفنها المُتعب.

تِلك الليلة و تفاصيلها الصغيرة تعبثُ بي ، لم نختلف أبدًا ؟ لِمَ أحلم بشيء مثل هذا !!!

,

تبحثُ بعينِها عن ضي ، تنهَّدت بإستغراب أن تخرج قبلها للعمَل , أخذت هاتفها لتتصِّل عليها
و لا ترُد ، أنشغل بالها من أن مكروهًا حدث لها
في جهةٍ أخرى ، وكُوب القهوة بينهُم ،
ضي : و محاضرات وقلق بس يعني يشغل الوقت
عبدالرحمن : الحمدلله
ضي : طيب وش صار مع بناتك ؟ أحس صاير شي
عبدالرحمن : لأ بس مشغول بالي
ضي : صايرة مشاكل بالشغل ؟
عبدالرحمن : تقريبًا
ضي : طيب أخذ إستراحة من هالشغل وإجازة و حاول هالأسبوع قد ماتقدر تنساه
عبدالرحمن : خلينا من الشغل قولي لي كيف اللي معك ؟
ضي : تقصد أفنان ؟ آآآآآ *بربكة* أقصد يعني اللي معاي بالشقة ؟
عبدالرحمن بهدُوء : أفنان مين ؟
ضي : أأأ
عبدالرحمن بحدة : أفناااان ميين ؟
ضي : ما أعرف إسم أبوها
عبدالرحمن بصوت خافِت غاضب : لاتكذبين عليّ
ضي بربكة : بنت أخوك
عبدالرحمن : وليه ماقلتي لي طيَّب ؟ لو رحت السكن عندكم وشافتني !! عمرك ماراح تآخذين شي يتعلق فيني بجدية يا ضي .. خرج من المطعم غاضبْ من تصرُفها الأحمق
ضي أخذت معطفها وبخطوات سريعة لحقته وبصوتٍ مُرتجف : عبدالرحمن
عبدالرحمن يلتفت إليها : ضي كم مرة لازم أفهمك ؟
ضي : ماكان قصدي
عبدالرحمن تنهَّد : أستغفر الله العظيم و أتُوب إليه
ضي : لاتزعل مني
عبدالرحمن ينظُر إليها و براءة ملامِحها تُسكِن غضبه
ضي : يعني أنا بعد لما عرفت أرتبكت ماعرفت وش أسوي وخفت أقولك وتتضايق مني
عبدالرحمن : تعوِّدي تقولين أي شي حتى لو يضايقني أحسن من أنه نتيجة كتمانك له تضايقني أكثر
ضي : ماراح أتعوَّدها
عبدالرحمن أرمقها بنظرات العتب و أكمل طريقه
ضي سارت معه وهي تُغلغل أصابع كفَّها الأيمنْ بكفِّه الأيسر : آسفة
عبدالرحمن : طيب .... أشار لسيارة الأُجرة حتى تقِف ودخلها معها
ضي أخرجت هاتفها ونظرت لإتصالات أفنان
عبدالرحمن : مين ؟
ضي : أفنان
عبدالرحمن و أخرج تنهيدة وتَّرت ضيْ
ضي أتصلت على أفنان : ألو
أفنان : وينك فيه ؟
ضي : زوجي جاء ورحت أشوفه ، أنا هالأسبوع بكون معاه يعني ماراح أجي الدوام
أفنان : كان تركتي لي خبر , أشغلتيني الله يشغل أبليس .. طيب حبيبتي أستمتعي بوقتك
ضي : إن شاء الله
أفنان : مع السلامة .. وأغلقته
ضي : عبدالرحمن
عبدالرحمن و فِكره مشغُول ، هُناك أشياء كثيرة ترتطم في بعضها البعض
ضي : خلاص عاد بتجلس كذا هي كلها أسبوع .. يالله أبتسم على الأقل عشاني
عبدالرحمن : ماني معصب بس قاعد أفكر
ضي : تفكر بأيش ؟ أفنان خلاص والله ماراح تدري
عبدالرحمن : يالله ياضي أشياء أنتي منتي فاهمة
ضي : زي أيش ؟
عبدالرحمن بقلة صبر : شغل شين غين لام
ضي بإبتسامة , تُباغته بقُبلة على خدِه
عبدالرحمن رُغما عنه – يروِّق – ما دامت ضيء تُشاغبه
ضي : أيوا كذا ...

,

على طاولة الطعام ، تضرب بالملاعق على الصحُون
عبير بتضايق : رتيل أزعجتيني
رتيل : تراها زا*ــة معي وواصلة
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عادت حليمة لعادتها القديمة .. رجعنا لألفاظ الشوارع
رتيل : يارب لاتدبل كبدي على هالصبح
عبير : طيب شوي وتضربيني بعد ! خلاص آسفين .. وش صاير ؟
رتيل : كِذا صحيت و أنا معصبة
عبير تنظُر لشعرها الغير ملموم و على كتفِها مُتداخلة خصلاتِه وملتوية : واضح من شعرك
رتيل : ها ها ها ظريفة
عبير : هههههههههههههههههههههههه لا صدق وش فيك ؟
رتيل وهي تحاول ربط شعرها , متنهِدة
عبير : خليك من شعرك قولي وش فيك ؟
رتيل بتملل تركت شعرها عندما أستعصى عليها ربطِه بإحدى خصلاتِه : مو صاير شي أنا كذا نفسية
عبير : ترى ماهو زين تطلع لك حبوب على جبهتك بعدين
رتيل : يالله يا ثقل الدم
عبير : طالعيني
رتيل بعفوية رفعت عينها لها
عبير : كأني أشوف عبدالعزيز هههههههههههههههههههههههههههه
رتيل : سبحان الله لايقين على بعض بثقالة الدم
عبير : لايقين ؟ ليه صاير بينك وبينه شي
رتيل : طبعًا لأ ، مين هو عشان يصير بيننا شي
عبير : مدري عنك ! أخاف تسوينها بعد
رتيل : لا حول ولا قوة الا بالله .. لاتدخلين في مخي عبير ترى صدق مانيب رايقة !! أبوي متى يرجع بس
دخلت أوزدِي من الباب الداخلِي ، بيدِها ساقْ دُون بتلاتِ الزهرة وملفُوفة بشرِيط رقيق باللونْ الزهري.
أوزدي بـ - تميلح خادمات - ، تغنَّجت وهي تغمزُ لرتيل : for you
رتيل رفعت حواجبِها لتمايُل أوزدي : خير أنتي تحسسيني صايدة عليّ شي
عبير تأخذ الساق الذي لا يحتوي على وردة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أشهد أنها رومانسية سعوديين
رتيل تسحبها من يد عبير : كلب
عبير بجدية : لا تكلمينه ولا تفكرين حتى !! ترى من الحين نبهتِك
رتيل : طبعًا لأ وش فيك بعد أنتي الثانية
عبير : أذكرك إذا نسيتي .. وتوجهت للمغاسل
رتيل عضت شفتها بقوَة وألتفتت لتجِد أوزدي مبتسمة صرخت عليها : أنقلعي عن وجهي ... تمتمت : ناقصني أنتِ , طيب يالكلب الثاني ... سمعت صوت سيارته
هذه المرة حتى ضميرها و رادِعها الديني لم يقف أمامها ، : هيييه أنت
عبدالعزيز و يقترب من سيارتِه وألتفت وعيناه تُغطيها النظارة الشمسية : ماأعرف أحد بهالإسم
رتيل بسخرية : ظريف الله يسلم خفة دمك
عبدالعزيز أبتسم بإستفزاز : صباح الورد
رتيل : شف أنا مانسيت وش صار أمس ولا راح أنسى !! وتحسبني بسكت , لا ياعُمري أبوي راح يعرف وهددني بإللي تبي مايهمني
عبدالعزيز ببرود : طيب
رتيل بغيض تُريد أن ترى عيناه لتفهم شعوره أكثر : والتبن اللي جبته اليوم
عبدالعزيز يرفع نظارته على شعره القصير : لآلآ كِذا تسيئين لنفسك
رتيل تنظر له بإستغراب
عبدالعزيز : الوردة مايعطونها وردة فقلت خلاص أعطيك بس ساقها
رتيل و أشتعلت من داخلها
عبدالعزيز مسَك نفسه من الضِحك : مُشكلة السيئين في الحياة مايحبون يكونون بروحهم لازم يجرُّون واحد معهم
رتيل : وش تقصد
عبدالعزيز : ماراح تفهمين
رتيل : إيه طبعا ماراح أفهم كلام الكلاب اللي زيِّك
عبدالعزيز : لأ عشان شعرك الحين ضاغط على المخ فيبطىء الإستيعاب
رتيل قبضت كلتا كفوفها وهي تُغمض عينها لا تُريد أن تغضب
عبدالعزيز يتأملها كيف تمتص غضبها وصخب بضحكته ليُردف : أدخلي لا تفجرك الشمس .. ماهو ناقصك أبد
رتيل ولم تمسك لسانها : كلب تبن معفن *** **** و بعد خـ****
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههه الله محيي أصلك
رتيل ورمت عليه ساق الزهرة ,
عبدالعزيز ينحنِي ليأخذها : عاد والله تكلفت بالشريطة
رتيل : سامج
عبدالعزيز أبتسم وهو يدخل سيارتِه و يخرُج
رتيل تنظُر إليه إلى أن أختفى عن عينها : أووووووووووووووووووووف .. دخلت للداخل
عبير : ماهو من جدِّك طلعتي له بهالمنظر !!
رتيل تنظر للبسها : يختي ضايقة فيني ومعصبة مافكرت
عبير : ولو بس فيه حدود مين هو عشان تطلعين له بهالصورة ؟
رتيل : ياربي ياعبير الله يرحم لي والديك لا تشتغلين عليّ بعد
عبير : وش قلتي له ؟
رتيل بكلمات سريعة غاضبة : كلب معفن حقارة الكون كلها تجتمع فيه
عبير : ليه ؟
رتيل : هو يبغى يقهر أبوي فيني الله يقهر عدوينه .. يختي كلب بس ليه أحبه
عبير ضحكت على كلمتها : والله عاد أسألي نفسك
رتيل : لازم أكرهه والله لازم

,

في مجلِسه ، الصمتْ يُدار بينهم
عبدالمحسن تنهَّد : بوبدر
سلطان رفع عينه له
عبدالمحسن : من جيت وأنت ساكت ، أبي أتفاهم معك بهدُوء
سلطان : قلت لك من قبل الجوهرة مالها طلعة من هنا
عبدالمحسن : بس هذي بنتي وماراح أرضى تكون هنا وأنت بداخلك ماتبيها
سلطان بصمت يُشتت أنظاره
عبدالمحسن : ماراح تجبرها تعيش عندِك !! و بناتي ماينغصبون على شي يا سلطان
سلطان تنهَّد بضيق : و هذي زوجتي
عبدالمحسن : زوجتك !! تضحك على مين بالضبط ؟
سلطان : تبيني أطلقها ؟
عبدالمحسن : إيه
سلطان : طيب أبشر بس ماهو الحين
عبدالمحسن : وليه ماهو الحين
سلطان : و أنا ماتعوَّدت أحد يجبرني على شي
عبدالمحسن : يا سلطان مانبي مشاكل وفضايح يكفي إلى هنا .. أنا طالبك
سلطان و هذا الطلب يُحرجه
عبدالمحسن : طلقها وكل شخص يشوف حاله ، لاتضحك علي وعلى نفسك , مستحيل ترضى تعيش معاها
سلطان و قلبه يشتعل بمرارة
عبدالمحسن : خلها ترجع معي الشرقية اليوم
سلطان بصمت
عبدالمحسن : لا تردني
سلطان : أبشر
عبدالمحسن : تبشر بالجنة
سلطان : أجِّل الطلاق لبعدين ، وماراح يصير الا اللي يرضيك
عبدالمحسن : طيب .. خل أحد من الخدم يناديها
سلطان وتوجه للخارِج ، ورغبته قادتُه للأعلى .. مشى بخطواتٍ ثقيلة حتى وقف عند بابِها ، فتحه دُون أن يطرِقه
نظر إليها وهي مُستلقية على السرير , عيناها مُحمَّرة و خصلاتُ شعرها حولها ، تلفٌّ شعرها حول إصبعها وغارقة في التفكِير.
أنتبهت و كتمت أنفاسها وهي تراه ، الخوفْ و الرهبة تدبُّ في قلبها
سلطان : جهزي نفسك
الجوهرة تنظُر إليه بخوف مما يجرِي الآن
سلطان : أبوك ينتظرك تحت
الجُوهرة وعيناها مُعلقة بعينِه ، تبكِي بشدَّة وكأنها تتوسَّل إليه بالغُفران.
سلطان واقِف ، ثابت ، مُتزن ، مكسُور ، مقهور ، ينظُر لعينها دُون أن يرمش
الجُوهرة بلعت ريقها و الرجفْة تُسيطر على شفتيها ، ملامِحها تترجاه
لا يُدار بينهُم شيء ، عيُونهم تتحدَّث.
كُل هذه الدُنيـا لأجلِك أٌقدمها ، أن أراك ، أقترب مِنك ، أن ألفظُ – أحبك – ولو للمرة الأولى في حياتِي وتكُون لك ، أنتْ يا صاحِبْ الحُب الأوَّل .. كُنت أرِيدك و لكِن أنتَ نبذتنِي من قوامِيسك ، لم يُشرِّفك يومًا أن ترتبِط بمن هو شاذٌ عن شرقيتِك المُتغطرسة ، لو تمُّد يدِك إليّ و تقُول – سامحتك – لو تتنازَل قليلا عن كبريائِك.
ألتفت ليُعطيها ظهره ، خرج من الغُرفة واقِفًا عند الدرج
أرتفع بُكائها بمُجرد خروجه وهي تضع كفوفها على شفتيها لتصدّ شهقاتها ،
يسمع لبُكائها عاقِد الحاجبيْن ، وقف دُون إتزان وهو يسنِد كفِّه على مقبض الدرج.
الجُوهرة وبشدة بُكائها نزف أنفها ، تمنَّت لو عانقها ، لو فقط يُزيل بعض التعب عنها ، لم تتمنى أن يحمل عنها أحدًا مشقة ولكن أرادته هوَ أن يقُول – أنا معاك – تمنَّت أن تسمعها و تسقُط كل هذا الضيقْ مِن قلبها.
أتجهت للدولاب ، لم ترغب بأن تأخِذ معها شيء وهذا لا يعني أنها تثق بالعودة هُنا ولكن تُريد أن تتركها له ولا تحتفِظ بشيئًا للذكرى ، أرتدت عبايتها ووضعتْ بعض الضروريات في حقيبة اليَد ، وقفت أمام المرآة لتمسَح دمُوعها ورفعت رأسها للسقف حتى يتوقف نزيفُ أنفها ، مازالت آثار ضربه و جروحه على ملامِحها ، تجاهلتها لا تُريد العودة للبُكاء.
نزَل ليتجِه لعبدالمحسن ،
عبدالمحسن رفع عينه المتلهفة للجوهرة ، وتساءل : وينها
سلطان : جاية .. أخذ كأس الماء وأفرغه بفمِه
عبدالمحسن : قدرك يا سلطان عارفه وسواءً كنت زوج بنتي أو لأ , قدرك في قلبي مايتغيَّر و هذا الأحسن لكم أنتم الإثنين
سلطان ينظُر إليه بضياع حقيقي
عبدالمحسن وبصوت المقهور : و بنفسي أنا بآخذ حقها إن كانت مظلومة و إن كانت غير كذا ماراح تفلت من عقابها
سلطان و لا يرد بحرف و عيناه هي من تحكي
عبدالمحسن رفع عينه لحضُورها و مرتدِية نقابها ، لا تُريد أن يراها والِدها بوجهٍ مكسُور.
سلطان ألتفت عليها و شتت نظراته عنها
عبدالمحسن وقف و بحنيَّة أخذها لحضنه و هو يُقبِّل رأسها
الجُوهرة و هذا ماتحتاجه لتحفَر أصابعها بصدِره و تبكِي كالأطفال
عبدالمحسن بصوتٍ خافت : ياروح أبوك
الجُوهرة و بدأ يخرُج أنينها
سلطان و ينظُر لشاشة البلازما المُغلقة التي تعكُس بسوادها منظر عناق عبدالمحسن بإبنته ، يكاد ينفجِر في داخله عكس البرود المُرتسِم على ظاهره
عبدالمحسن : خلينا نمشي
بهمس أجابته : بس دقيقة
عبدالمحسن فهم مقصدها : أنتظرك برا .. وخرَج
وقفت وصدرها يهبِط بشدة ، نبضاتها تتعالى و قلبها يصرخ كـ جنينٍ تائه في رحمِ عقيم ، بصوتٍ مبحوح يكاد لا يُسمع : سلطان
صامت لا يُرد و عيناه على النافِذة الآن.
الجوهرة ببكاء : ظلمتني كثير
سلطان ألتفت عليها وهو جالِس وبصوتٍ لايقل عن بحتِها ، هذه بحة القهر وهي تُجاهد أن تخرج : الله معك
الجوهرة ودمُوعها تتناثر : بس ؟
سلطان و عيناه مرةً أُخرى تتلصص على عينيها
الجُوهرة برجفة فكوكها : تذكر لما قلت لي أحسني الظن فيني .. أحسنته كثير لين شفت خيبتي معك ، بأول موقف تخليت عنِّي ، بأول لحظة أحتجتك فيها درت ظهرك عنّي ، ليه تسيء ظنك فيني ؟ ليه ماصدقت دموعي وبكاي ؟ ليه ماحسيت فيني لما كنت أبكي مفزوعة من أحلامي ؟ ليه ماقلت أنه فيه أشياء كثيرة منعتها تقول !! ليه طعنتني كذا ! أنا لو ما .. . . . *أرتعشت من كلمتها كيف تلفُظها* أنا لو ماأشوفك زوجي ما قلت ! ماتكلمت ! لو أني راضية ما شفتني أتعذب ، الله يصدقنِي يا سلطان يوم كذَّبتني ! الله يعرفني و يعرف نيتي .. ويعرف مين ظلم الثاني .. ماأبي منك شي ، بس لا تطعن في شرفي أكثر .. لاتطعنه يا بو بدر وأنت اللي ماترضى على حلالك بالغصيبة . . . وخرجت
سلطان مازال في مكانِه ، أمال الطاولة التي أمامه لتسقط دلَّة القهوة و الفناجينْ ، تناثرت على الأرَض ، لو يرى شخصًا أمامه لقطَّعه بغضبه ، في موضوعها هذا لم يغضبّ كشدة غضبه هذه و هو يرَى كيف رُوحه تشتعل و لا تُبقي خليةٍ في رأسه يُفكِّر بها.


,

صحَت مفزُوعة ، تنظَر لجانبيْها وكأنه حقيقة.
بصوتٍ مبحوح : ناااااصر
لم تجِد ردًا ، لم تسمع أحدًا ، توجهت للحمام وهي تُبلل وجهها بالماء البارد بعد أن أرتفعت حرارة جسدِها بما حدث لها في المنام ، فتحت باب غُرفتها لتجِد ولِيد أمام شاشة – اللاب توب – و غارق بالعمل.
رؤى : عبدالعزيز
ولِيد ألتفت عليها وبإبتسامة : صباح الخير
رؤى تنظُر إليه بتشتت : وين ناصر ؟
ولِيد ترك ما بيده ليقف أمامها : ناصر !!
رؤى : وينه ؟
وليد : مسافر
رؤى ودمُوعها تتناثَر على خدها : لا تضحك عليّ وينه
ولِيد بتشتت هو الآخر ، ينظُر لضياع عينيْها
رؤى برجاء : أبي أكلمه أبي أسمع صوته
ولِيد : رؤى
رؤى تصرخ : أنا ماني رؤؤؤؤى لا عاد تقولي رؤؤى
وليد : طيب سارا . . .
رؤى : مانييي سارا بعد
وليد : طيب أجلسي وأهدِي بتفاهم معك
رؤى : أنتوا ليه تكذبون عليّ .. أبي ناااصر جيب لي نااصر
وليد تمتم : حسبي الله ونعم الوكيل
رؤى جلست على ركبتيها و ببكاء : وين ناصِر !! قولي بس وينه
ولِيد يجلس على الأرض بجانبها ليُجاريها : بدق عليه وأخليه يجي
ضياعٌ يُشتتها و إغماءة تُسقِطها بقاعٍ مجهُول ، شخصُ تراه و شخصُ تسمعه و شخصٌ تُحادِثه و لا شخصٍ قادِرة على عناقه.
,
تلتحِفْ فراشِها و تُغطِي جسدِها باكمله , لا تُريد النوم ولكن تُريد الخلاصُ منه.
يُوسف : مُهرة
لا ترُد عليه
يُوسف : قومي معاي ننزل تحت
مُهرة بحدة : ماأبغي
يُوسف : تعوذي من الشيطان و قومي
مُهرة : قلت ماأبغى
يُوسف : لاتورطيني معك من أمس ماكليتي !
مُهرة بصوت خافت : مهتم حيل
يوسف وسمعها ليقترب مِنها ويسحب الفراش
مُهرة بعصبية : ماتفهم أقولك ماأبغى آآكل شي
يُوسف يمسكها من ذراعها : إن شاء الله بتآكلين
مُهرة تسحب يدها مِنه وبنبرة غاضبة : لا تلمسني
يُوسف و الحِلم ينزل عليه لدرجة أن يصبِر على صوتها المُرتفع عليه : غيري ملابسك وأنزلي معاي
مُهرة : يعني بتجبرني آآكل بعد ؟
يُوسف بحدة : إيه اجبرك
مُهرة : متعوِّد على الغصب
يُوسف وفهم قصدها جيدًا ،
مُهرة و شعرتْ بألمٍ أسفل بطنِها ، عقدت ملامِحها بالوجع لتُردف : ماني محتاجة حرص منك على أكلي , أنا أعرف مصلحتي
يُوسف تنهَّد : لا حول ولا قوة الا بالله
مُهرة أسندت ظهرها على السرير وهي تضع كفوفها على بطنِها ، كتمت نفسها حتى لا تُبيِّن وجعها
يُوسف خرجَ لينزِل للأسفَل ،
والدته : وين مهرة ؟
يوسف : ماهي مشتهية .. وأنا بعد بروح أجلس عند أبوي
والدته : أكل لك شي بسيط على الاقل
يُوسف : يمه تكفين والله نفسي منسَّده .. قبَّل رأسها و توجه للمجلس
هيفاء : متهاوشين وقولوا هيفاء ماقالت
والدته : بلا لقافة
ريم بحالمية : يعني ريان يناديني على الغداء أجلس أكابر وأقول ماني مشتهية
والدته : نععم !!
ريم بلعت ريقها : لآ بس أقول


,

الثالِثة عصرًا ، الرياض الصاخبة التي لايسقطُ بِها جفنٍ لتهدأ.
يركضُ بجانبه ، هذه الساعة الثانية و هم يجرُون على الأرضِ الغير مستوية
لا يُدار بينهم حديث ، يجزم بأنَّ سلطان مُتفجِّرة أعصابه و هذا واضِح جدًا
الآخر لا يُفكِر بشيء ، لا شيء يهُمه ، عندما تتكاثرُ خيباتِك تفقد الشعُور ، تُصبح سهلاً جدًا بأن تبتلعِك اللامُبالاة.
وقفْ عندما أنتهى الوقتْ للجري اليومي ، وعيناه تنظُر لسلطان الذي يُكمل الجرِي مرةً أُخرى.
يُريد الهرب ، يحاول أن يشغل نفسه لاشك في هذا ، لمَ نحنُ عندما نفقد خياراتِنا بالحياة نهرُب ؟ حتى أقوى شخصُ بِنا و أشجعهم يهرب ! ليس الهربْ بمفهومِ البُعد عن كُل من حوله ولكن الهرَب بالتفكير.
عبدالعزيز و أنفاسه المُتعبة ترتفِع و مازال يتأمل سلطان ، يمُّر بمُشكلة ؟ إن كانت تخص العمل لِمَ لا أعرفها ؟ رُبما شأن عائلي ، تنهَّد و هو يلفّ خصرِه بالحزام العريض حتى يربط الحبال بِه و يتسلَّق البُرج الأعلى بينهُم.
هوَ الآخر وقفْ ، توجه لساحة الرمِي ، شغَّل الآلة التي ترمي الدوائِر البلاستيكية في الأعلى و هو يصوِّب عليها ليُصيبها قبل أن تسقِط على الأرض.
يزفر غضبه بإجهاد نفسِه ،

يُتبع

بعد أن سأم من تكرار إتصاله عليه ولا يرد أرسل له – عزوز بس تفضى كلمني –
ينظِر للأرضِ البيضاء التي ستحوِي المسجِد ، واقِف هُنا منذ ساعات ، و كأنَّ اللقاء سيحصِل الآن
ودّ لو يُسافر لباريس حتى يٌقبِّل قبرها ، أبتسم تلك الإبتسامة .. تِلك التي ترتسِم على الصالحين اللذين يودِّعُون الحياة ،
في داخِله أحاديث تُنسَج ، أحاديث ميتَة تخشى الحياة أن تلفُظها
غادة ؟ لم أُحببك شخصًا عاديًا ، لم أُحببك لأسبابٍ مُعتادة بين الجميع ، أحببتُك مُختلفة مُتفرده , لم أُحبك من طيش ، لم أقع في حُبك أنا مشيتُ إليه بكامل إتزانِي لأنضج بِك ، و بعد هذا ؟ لم يكُن فراقِك أيضًا عاديًا ؟ والله لم يكن سهلاً عليّ أن أقول وداعًا ،
لم يكُن سهلاً أبدًا ، أفنيتُ الحياة أنتظِر تلك اللحظة التي ترتدِين بها الفستان الأبيض ، لحظة دخٌولك لحياتِي ، كُنت أعِّد الدقائق والثواني لذلك اليوم ، كنت أريد أن يشهد الجميع على حُبي ، كُنت أريد أن أحتضِنك و أُقبِّل فستانِك ، كُنت أريد أن أعيش تلك اللحظة بكامل تفاصيلها ، قضيْتُ أيام أُفكِّر ماذا أقُولك لك في ليلة زفافنا ، ماذا أُخبرك ؟ أُحبك يا من خُلقَت ليْ أو ماذا ؟ لأنَّ حُبنـا يسمُو عن الحدِيث المُعتاد ، فكرتْ ولم أصِل سوَى – أن أُقبِّل عيناك و أهمسُ لها – كفيفٌ دُونِك أرشديني و صمٌ بكمٌ لغيرِك حدثيني وأسمعيني ، مُكابِر أسقطي غروري ، كسيرِ رمميني بقُبلَة و أحبيني.
كُنت أحفظ ما أقُول لكِ لكن ما لمْ أحفظه هو كيف أقول – أجرنا و أجرك – لمن يُعزيني بِك في حفلِ زفافنا !
, *سقطت دمُوعه وهو يتذكَر تِلك الليلة ، تحشرج قلبِه بأفكارِه.
نزَل من السيارة ، عبر الطريق للأرضِ الخاوية و صلَّى ركعتيْن ممنِّي نفسه بأن أجر صلاتِه يُرسَل لها.

,

سلطان بضحكة وهو يجلس بجانبها : وأنتي تفكرين تهربين مني ؟
الجُوهرة بحرج توترت و ريحة العُود تخترق أنفها
سلطان ينظر لشيءٍ خلف الجُوهرة : خربت نومي والله
الجُوهرة ألتفتت ولكن هذه إحدى حيَل سلطان حتى يُقابل وجهه وجهها , باغتها بـ قُبلة عميقة
أغمضت عينها تُريد أن تحيَا الحُلم ولو لمرة وكفوفها مرتخية على صدره , أول قُبلة , أول شعُور , أول عناق .. هذا من المُحال نسيانه .. رجُلِي الأول في قلبي لا يُنسى منه شيء | حتى أبسط الأشياءِ و أصغرها.
أغمض عينه لأنثى وحيدة فريدة .. الحروف تتساقط من شفتيه وتعبر شفتيها بسكُون , تلتحمْ شفتيه بشفتيها , قُبلة ذات معنى عميق بداخله و داخلها.
أخبرهُم أنني أراك الوطنْ و شيء تلاشى قد عاد يُدعى : أمان .. أخبرهُم أنني أخاف حُبّك .. أخبرهم أنه قلبِي يريدك لكن الحياة لا تُريديني معك و الحُب لا أناسبه ولكنني أراك بِه.

أفاقتْ مع صوتِ والِدها : رايحين مكة
أخرجت زفيرها مُرتاحة : صدق !
عبدالمحسن : إيه
الجوهرة : الحمدلله انك هنا
عبدالمحسن أبتسم لها بشحُوب وهو يكمِل طريقه مُبتعِدًا عن الرياض بعد أن مزَّق تذكِرة سفره للدمام.


,

نجلاء بكُره : أحسن بعد
ريم : لآ حرام مسكينة شكلها تعبانة صار لها يومين ماتنزل تحت
نجلاء : مررة مسكينة ، هذي الأشكال من تحت لتحت لا تغرِّك
هيفاء : لآيسمعك يوسف بس
نجلاء : هذا الصدق ليه تزعلون منه ؟
ريم : والله ظالمتها ! يعني هي عليها حركات وكذا بس عاد ماهي حقودة أو ممكن تضرنا
نجلاء : تحسبينها مبسوطة وهي جالسة هنا وتحسب منصور قاتلها ! إلا كذابة تنافق تلقينها راعية سحور بعد
هيفاء : يالله نجلا وش هالحكي ، مفلمة مررة وش سحره
نجلاء : أنتم والله المساكين تنخدعون بسرعة ! بكرا تروحين الدمام وبسرعة يخربون بينك وبين ريان ! لاتصيرين طيبة بزيادة
ريم بربكة : ومين بيخرب بينا ؟ هو ولدهم الوحيد
نجلاء : أنا قلت لك وكيفي
دخل منصُور على كلمتها الأخيرة : مساء الخير
: مساء النور
منصور جلس بجانب نجلاء : لايكون قطعت عليكم ؟
هيفاء دُون أن تلقي بالا بما تقول : ماقطعت علينا الا جيت بوقتك ، مرتك قامت تخرف
نجلاء أشارت لها بعينها أن تسكت : بسم الله عليّ
هيفاء أنتبهت وسكتت
منصُور : وش عنه تسولفون
هيفاء وقفت بتهرب :انا صاعدة غرفتي .. وخرجت
ريم لحقتها : أنا بعد
منصُور بشك ألتفت على نجلاء
نجلاء : وش فيك تطالعني كذا ! كنا نسولف عن ريان زوج ريم
منصور : بس ؟
نجلاء : إيه بس .. يعني عن مين بنسولف بعد
منصور : مدري أسألي حالك

,

يأخذ لوحاته المرميَة في المُلحق الخارجِي ، وصعد بهم ، وقف أمامه : يا شقا قلبك يا ولد موضي .. أنت وش فيك ماتفهم ! يخي ريحتهم صكَّت راسي ماعاد أنام زي الناس من الريحة
هو : أبعد
الآخر : قلبي أرتجف من صوتك
وضع اللوحات جانِبًا ليلكمه على عينه : عسى أرتجفت الحين
الآخر : يا ولد اللذينا .. ويُمسكه من ياقتِه ليتخانقَا على الدرج ، بدأت الدماء تنزف من ملامِحهم من شدة ضربهم لبعض ، وكأن أحقادًا تُجرى بينهم.
أبتعد عنه وهو يمسح شفتيه النازفة :أنا أعرف كيف أوقفك عند حدِّك مسوي لي فيها !! اليوم أبوك بيوصله علم بنت عبدالرحمن وساعتها شف لك صرفة
هو : قوله و أنا مانيب متردد أني أقوله عن فضيحتك بعد
*: تهددني ؟
هو : أنقلع عن وجهي بس .. أخذ لوحاته ولكن دفعه من الخلف ليسقِط على اللوحاتْ ، المجهول الكئيب لم يتردد لحظة بأن يكسر لوحاته على رأس من يُهدده


,

دخل بيته راميًا مفاتيحه جانبًا ، ينظُر للظلام الذي يحفِّه . . يكاد يختنق من الوحشَةِ ،
نظر لهاتِفه وأجاب : هلا بهالصوت
: هلا بالقاطع
سلطان بضحكة أردف : والله أنشغلت يا عمري يالله ألاقي وقت أحك فيه راسي
: الله يحفظك ويريِّحك ، قولي وش أخبارك ؟
سلطان : بخير الحمدلله أنتي وش مسوية ؟
: إن شاء الله قبل رمضان أنا عندكم
سلطان : هذي الساعة المباركة
: ومنها أشوف الجوهرة
سلطان توتَّر : لا هي ببداية رمضان بتكون عند أهلها
: حامل ؟
سلطان : مين ؟
: بعد مين ؟ قصدي الجوهرة يعني رايحة لأهلها كذا
سلطان : لا مافيه شي زي كذا
: علينا ؟ ترى عمتك ماتحسد
سلطان : ههههههههههههههههههههههههه صدق مافيه شي
عمته : مشتاقة لسوالفك ! تكلم قولي وش صار وش ماصار ولا تقولي أنك بتنام
سلطان بتعب جلس بالصالة المُظلمة : لعيونك نسهر
عمته : العنُود خلصت الماستر
سلطان ببرود : مبروك
عمته بجدية : سلطان مانبي مشاكل لا جت
سلطان : وأنا وش دخلني فيها خلي بنتك تلتهي بحالها وتكفيني شرَّها
عمته بعتب : هي يجي منها شر ؟
سلطان : طيب متى بترجعون ؟
عمته : الوصول بتوقيتكم 9 ونص بليل بكرا
سلطان : توصلون بالسلامة
عمته : الله يسلمك ، طيب سولف لي عن حياتك مع الجوهرة ؟
سلطان : تلفين وتدورين عليها
عمته : ولدي وبتطمن عليه
سلطان : أنتي على المشتهى مرة ولدك و مرة أخوك ومرة زوجك
عمته : هههههههههههههههههههههههههههه لأنك كامل والكامل الله
سلطان : إيه أضحكي عليّ بهالكلمتين
عمته : يالله قولي بيذبحني الفضول
سلطان : وش تبين تعرفين ؟ مافيه شي !! عايش والحمدلله
عمته : بس للمعلومية مابقى شي وتدخل سن اليأس
سلطان أنفجر ضِحكًا و رُبما هذه الضحكة غابت فترة طويلة ليردُف : سن اليأس لكم
عمته : يالله عاد فرِّحنا نبي بيبي يحمل إسمك
سلطان : الله كريم
عمته : بسألك
سلطان : سمِّي
عمته : غرفة سعاد للحين موجود ؟
سلطان تنهَّد : سكري على الموضوع
عمته : بتأكد بس
سلطان : حصة الله يخليك سكري لنا على الموضوع
عمته : عمتك حصة ماهو حصة حاف
سلطان بسخرية : أبشري يا عمتي
عمته : تتطنز وماتشوف نفسك , اللي بعمرك عيالهم بالجامعة
سلطان : خافي الله من الكذب !! متزوجين وأعمارهم 10 سنين !
عمته : نفس أبوك الله يرحمه ماتزوج الا بعد ماطلعت روحنا وجلس 5 سنوات يقول أنا جالس أكوِّن نفسي عشان أصير أبو
سلطان بضحكة : وأنا كذا
عمته : الحمدلله والشكر يصير عمرك 50 وللحين تكوِّن نفسك !!


,

رتيل تُحادثه : لآ ولا شي
والِدها : المهم أنتبهوا على نفسكم ومافيه طلعة
رتيل : أبد منقبرين في البيت
والِدها : هههههههههههههههههههههههه حلو
: عبدالرحمـ .. لم تُكمل وهي ترى الهاتِف
رتيل : أفآآ يالغالي من ورانا هههههههههههههههههههههههههههههههه مطيِّح مين بالضبط ؟
والِدها ويحاول يمتص غضبه من صوتِه : وش اللي من وراكم ؟
رتيل : مين هذي ؟ هههههههههههههههههه
والِدها : محد
رتيل : يبه ماأكذب إذني سمعتها وهي تقولك عبدالرحمن .. مين قدِّك انا قربت أصلا أنسى إسمك
والِدها : آهآآ تقصدين هذي اللي تشتغل بالفندق حافظة إسمي
رتيل بسخرية : وسعودية بعد ؟ ماشاء الله التوظيف هناك توب
والِدها : تتطنزين !!
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه محشوم أفآآ عليك ، بس قولي ماراح أقول لأحد
والدها بغضب : تستهبلين أنتِ !! أقولك عن مين
رتيل : خلاص خلاص ماعاد بعرف , بس الله الله لا تضيِّع الزبدة منك *الزبدة = البنت*
والِدها مسك ضحِكته ليقُول بصوتٍ حاد : رتيييل أعقلي
رتيل : هههههههههههههههههههههههههه وش عليك مجدد الشباب بباريس
والدها : كذبتي وصدقتي كذبتك
رتيل : الله أعلم عاد مين صدق كذبته
والدها : تكلمي معاي زين
رتيل : طيب أرسلي بالواتس آب صورة المنظر اللي قدامك
والدها : يعني مسوية تحجرين !!
رتيل : ههههههههههههههههههههه بس أبغى أشوف
والدها : أستغفر الله العلي العظيم
رتيل : الحق الزبدة لا تذوب هههههههههههههههههههه ... خلاص بسكت
والدها : تكرمينا والله
رتيل : وش دعوى ؟ زعلت علينا !! المهم يبه لاتطوَّل ماينفع رمضان يبدأ بدونك
والدها : إن شاء الله
رتيل : تآمر على شي
والدها : سلامتك
رتيل : الله يسلمِك ، مع السلامة يا عبدالرحمن *أردفت كلمتها الأخيرة وهي تقلد الصوت التي سمعته*
والدها ضحك و أغلقه
ضي بتوتِّر : ماكنت أدري أنك تكلمهم
عبدالرحمن : هالمرة عدَّت
ضي : كنت بقولك العشاء جاهز
عبدالرحمن وقف : ماجلست يومين عندِك وبغيت أنفضح عند بنتي وبنت أخوي
ضي تضايقت من كلمتِه و كأنها عالة عليه ، وقفت تنظُر إليه وهو يسير بإتجاه طاولة الطعام الدائرية
عبدالرحمن ألتفت عليها : وش فيك واقفة ؟
ضي جلست بمُقابله و الضيق يرتسم بين ملامِحها
شعَر بوقع جملته عليها : ماكان قصدِي
ضي بإبتسامة تقاوم دموعها وهي تخفض رأسها : لا عادي ..
عبدالرحمن : ضي طالعيني
ضي بمُجرد أن تلاقت عينها بعينه , نزلت دمُوعها
عبدالرحمن وقفْ مُتجِها إليها وهو يمسَح دموعها : آسف
ضي بعتبْ : صاير تتثاقل تجيني والحين حتى لما جيتني صرت تهاوشني على أتفه سبب
عبدالرحمن ولأنه يدرك خطأه ، سكت
ضي ببكاء : ماأبي منك شي كبير كل اللي أبيه إهتمام لو شويّ
عبدالرحمن يسحبها لصدرِه ويُقبَّل رأسها : حقك عليّ
تتعلق به كـ طِفلة : بدونك أضيع والله أضيع و أنت صاير مايهمك أيّ شي يتعلق فيني
عبدالرحمن : ماهو مسألة مايهمني بس مضغوط من الشغل و المشاكل ماني قادر حتى أتحكم بعصبيتي
ضي : سوّ اللي تبيه بس لا تكون جاف معي كِذا !!
عبدالرحمن : إن شاء الله ، . . أبعدها عن حِضنه وأبتسم لها . . ماأبي أشوفك تبكين مرة ثانية

,

الكعبة ، أمام عيناها ، تنظُر إليها بشوق ، أخذت شهيقًا وكأنه أعاد إليها بعض من الفرَح المنسي في قلبها ، كبَّرت لتُصلِي ركعتان شُكر قبل أن يُؤذن الفجر ، في أولِ سجدةٍ لها ، أطالتها دُون أن تنطِقَ حرفًا ، بكت بشدَة لأن تشعُر بأن الله وحده من سيرمم كسرَها و متأكدة من ذلك ، رتَّلت في سجدتِها بخفُوت لايسمعُها أحدٍ سوَى الله ، تُريد أن تختلِي مع نفسِها و أن تبُوح ما بها دُون تضييق أو تقييد ، قالت " الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ , رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلْظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ , رَبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ ءَامِنُوا بِرَبِّكُمْ فَاَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاَتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ , رَبَّنَا وءَاتِنَا مَا وَعَدْتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ "
اللهم أجعلنِي منهُم ، اللهم يارب .. ياربي يا حبيبي أجعلنِي منهُم.

,

عبير تمسحُ رسائِله و كأنها تُريد معاقبة نفسها حتى تُجبر ذاكرتها على النسيان ، تنهَّدت و هي تحذف آخر رسالة له ، تشعُر بالضيق من خلو حياتِها منه ولكن ضميرها مُرتاح و ينام دُون أن يخشى عقاب الله أو عقاب والدها.
دخلت رتيل : نايمة ؟
عبير : أنتِ وش شايفة ؟
رتيل : سوِّي لي شعري
عبير : والله رايقة !
رتيل : تكفين
عبير : رتيل بكرا الحين بنام
رتيل تُلحِّن الكلمات : طفش ملل زهق
عبير : وش تبين تسوينه ؟
رتيل : بالسراميك
عبير : عز الله جلسنا لين الصبح
رتيل: وش دعوى عاد لا تبالغين !
عبير : طيب جيبيه من غرفتك
رتيل : وتمد كفوفها : جايبته
عبير رمت هاتِفها ووقف خلف رتيل الجالسة أمام التسريحة : كأن صبغتك بدت تنزل ؟
رتيل : لآ للحين بني بس من الضوء عاكس
عبير : ماألومه يعكس الأسطح الخشنة
رتيل : لاكانت حاجتك عند الكلب قوله ياسيدي فعشان كذا أنا ساكتة عن السماجة
عبير ضحكت و بدأت تُقسِّم خصَل رتيل لتبدأ بتنعيمه.

,

تقلَّبتْ كثيرًا على الفراش ، ويدِها لا تُفارق بطنها ، تكوَّرت حول نفسِها فلا طاقة لها أن تتحمل الألم أكثر.
نزع الكبك من كُمِّه و مازال يُراقب إلتواءاتِها ، شعر بتأنيب ضمير لما فعله ، ولكن سرعان ماقال في نفسه " تستاهل " , أقترب منها وهو يفتح أزارير ثوبه : مهرة
لم ترد عليه وهي تضغط على أسنانها حتى لا تُصدر الـ - آآه –
يُوسف بتملل : وش فيك ؟
ولا رد أيضًا , دفنت وجهها في المخدة
يوسف ويتنازل عن كبريائه قليلاً ليجلس بجانبها : ردِّي علي ! وش صاير لك
مُهرة بصوت مخنوق : ولا شي
يُوسف : وش اللي ولا شي !!! أنتي شايفة نفسِك ، قومي أوديك المستشفى
مُهرة بصوت متقطع : لأ
يُوسف وضع كفِّه على رأسها ولكن مُهرة أبتعدت عن يدِه
يُوسف بعصبية وصبره نفذ : أستغفر الله ..
مُهرة وتحاملت على وجعها لتلتفت إليه : ماأبي منك شي
يُوسف : شوفي نفسك بالمراية كيف صايرة !! بكرا تموتين عندي وأتورط فيك
مُهرة بقهر : أيه طبعا زي ماتورط أخوك بجثة أخوي
يُوسف بغضب ضرب كفِّه على الطاولة لترتجف مُهرة من مكانها ، وبصراخ : لآ تجننيني بهالموضوع ! مية مرة أفهمك ومية مررة مخك مقفل !! أصغر عيالك أنا تجلسين تحكين على الجاية والطالعة بهالموضوع ! أحترمي نفسك لا والله أخليك تلحقين أخوك
مُهرة صمتت قليلاً وهي تنظُر لغضبه كيف هطل عليها ، لترنّ في إذنها كلمته الأخيرة ، لم يُقدِّر حتى حُرمة الموت !!
يُوسف أبتعد وهي يلعنُ شيطانه : حسبي الله ونعم الوكيل بس
مُهرة لم تتردد بالبُكاء للحظة أمامه ، بكت من وجعِها ومن وجع كلمات يُوسف للتوّ





دخل و هو ينظِر لأضواء القصِر المُغلقة ، يبدُو نائِمُون ، أتجه لبيتِه و فتح البابْ و عندما فتحه تحرَّك خيطٌ مربوط بالمقبض من جِهة و من جهة أخرى مربوط من أعلى الباب حيثٌ مُعلَّق – صحن –
أنقلب الصحن الممتلىء بالتُراب ليسقُط عليه
عبدالعزيز تجمًّد في مكانه مصدُوم ، كح من التراب الذي دخل فمِه ، أبتعد والتراب متناثر عليه وعلى شعره وبداخل ملابِسه وبتقرف : طيب يارتيل أنا أوريك
تقدَّم قليلاً حتى أنتبه لخيط آخر : مسوية ذكية
أبتعد عن الخيط ليصدِم بخيطٍ آخر أسقط عليه مياهٌ باللون الأزرق ليتبلل بعد حفلةٍ من التُراب
بغضب أبتعد عن المكان و الأرضية تمتلأ بالتُراب واللون الأزرق
نظر للورقة على طاولة غرفة نومه " نعميًا "
بغيض تمتم : مردودة يا بنت عبدالرحمن

,




.
.

أنتهى ،

أتمنى ينال إعجابكمْ و يروق لكمْ , و الحمدلله أنّ هذه الأعيُنْ تقرأنيْ جدًا ممنونتكم ()

نلتقِي بإذن الكريم - ثاني أيام العيد -
أستغلُوا الأيام الجايـة بما يرضي الله و الله يكتبنا من عتقائَــه ()


لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و سُوريــا , كان الله في عونهم و اللهم أرنا في بشارٍ و أعوانه عجائِب قُدرتكْ.

*بحفظ الرحمن.



JAN 07-04-2020 04:23 PM


رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 37 )


إذ كان شعرك في كفي زوبعة

وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي

قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل

من الهوى أن تكوني أنت محرقتي

لما تصالب ثغرانا بدافئة

لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

تروي الحكايات أن الثغر معصية

حمراء .. إنك قد حببت معصيتي

ويزعم الناس أن الثغر ملعبها

فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟

يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها

شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي

ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا

ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..

ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل

طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟

*نزار قباني.



دخل و هو ينظِر لأضواء القصِر المُغلقة ، يبدُو نائِمُون ، أتجه لبيتِه و فتح البابْ و عندما فتحه تحرَّك خيطٌ مربوط بالمقبض من جِهة و من جهة أخرى مربوط من أعلى الباب حيثٌ مُعلَّق – صحن –
أنقلب الصحن الممتلىء بالتُراب ليسقُط عليه
عبدالعزيز تجمًّد في مكانه مصدُوم ، كح من التراب الذي دخل فمِه ، أبتعد والتراب متناثر عليه وعلى شعره وبداخل ملابِسه وبتقرف : طيب يارتيل أنا أوريك
تقدَّم قليلاً حتى أنتبه لخيط آخر : مسوية ذكية
أبتعد عن الخيط ليصدِم بخيطٍ آخر أسقط عليه مياهٌ باللون الأزرق ليتبلل بعد حفلةٍ من التُراب
بغضب أبتعد عن المكان و الأرضية تمتلأ بالتُراب واللون الأزرق
نظر للورقة على طاولة غرفة نومه " نعميًا "
بغيض تمتم : مردودة يا بنت عبدالرحمن

نزع قميصه المُبلل – بالقرف – ليرميه على سريره ، تأفأف على غباءه حين رأى الفراش الأبيض مُلطَّخ ببعض الترابْ و اللون الأزرق ، تحمم و أستغرق في تحممه ستُون دقيقة ، يبدُو أن مقلب رتيل بِه تخلخل جسدِه و جدًا.

,

في الصباح الباكِر – الساعة السادسة صباحًا –
أقفلت آخر حقائِبها ،
تنهَّدت : يالله يمه خلصتي ؟
خرجت والدتها وهي تلفُّ حجابها : إيه
العنُود : شيكت على الغاز و الأفياش كل شي تمام
حصة : الحمدلله وأخيرًا تعلمتي
العنود : لأني دارية مخزون التهزيء الفائض عندك
حصة : تكلمي مع أمك زين
العنُود تُقبِّل خدها : هههههههههههههههههههههههه أفآآ يا حصوص لايكون زعلتي علينا
حصة : حصوص بعينك قولي يمه
العنُود وهي تخرُج : إن طارت طيارتنا بسجد سجود شكر
حصة بغضب : ماعمري شفت ناس تكرره أهلها زيّك
العنود : الله والأهل ! حسستيني بنات عم ولا خال !! كلها سلطان ترى مدري على وش متلهفة للرياض
حصة : وسلطان ماهو أهل ! إلا كل أهلي بعد عيني هو
العنُود تعقد حاجبيْها وهي تُقلد نبرة والدتها : يالله لا تشقينا بس
حصة : شوفي عاد من الحين أقولك ، مالك دخل فيه ولا هو له دخل فيك
العنود مدت شفتها السُفلى : وأنا أصلا متى كان لي دخل فيه ! هو اللي حاشر نفسه فيني ويمه لا تعصبيني وتقولين بنجلس عنده عشان ماأنهبل
حصة : إيه بنجلس عنده ليه ماهو عاجبك
العنود : لا يمه ماآخذ راحتي وهو موجود ! ولا بروح لأبوي
حصة : تهدديني بعد يابنت أبوك .. أقول قدامي بس لايجيك كف يخليك تمشين زين
العنود سحبت شنطتها وهي تتحلطم : يعني ضاقت الدنيا لازم عند سلطان ! أووووف بس
حصة : ياقليلة الأدب لا تتأفأفين عليّ
العنود : ماأتفأفأف عليك أتأفأف على التصرف نفسه
حصة : بدون فلسفة و كملي طريقك . . دخلُوا المصعد ليتوجهُوا للمطار.


,

تقف أمام المرأة مُعجبة بنفسها ، أبتسمت : ودي أتزوج نفسي
عبير : هههههههههههههههههههههههه الحين تروحين تصورين نفسك وتطبعين الصورة وتعلقينها بغرفتك كل ماأحبطتي تأملي فيها
رتِيل وشعرُها ينسابْ كالحرير على كتفِها و يعكِس على بشرتها البرونزيَة " فتنةً " : لحظة لحظة قبل التصوير لازم شوية إضافات
عبير : بروح أجيب الكام .. وخرجت متوجهة لغرفة والِدها.
رتِيل تضع الكحل على الطريقة الفرنسية ، و لونُ التوت يغزو شفتيها ، شدَّت على رِمشها بالماسكرَا وهي تتلوَّن بالإعجاب بنفسها : عبوووور يالله .... مرَّت ثواني طويلة ولم تأتِي ، بإبتسامةة أتجهت لها.
طلَّت من بابِ غُرفة والِدها : أنتِ وينك ؟
عبير بين يديْها أوراق أو شبه أوراق ، تقِف عيناها مدهُوشة ، تنظُر بِشكّ ، تنظُر بعين الخيانة.
رتيل : وش فيك ؟
دمعةٌ تسقِط لتُبلل منتصف الورقة ،
رتيل بخوف سحبت مابين يديها وهي تقرأ أشياء لامفهومة , أردفت : وش ذا ؟
عبير : بعثة مدري دراسة ! بس شوفي الإسم
رتيل تقرأ بصوتٍ مسموع : ضي مشعل .. ؟ طيب وش يعني !
عبير بعصبية : أقري تحت وش مكتوب ؟
رتيل وهي تقرأ في داخلها " الحالة الإجتماعية : متزوجة / عبدالرحمن بن خالد آل متعب "
عبير ببكاء و غضب : كيف يتزوجها ! بأي حق أصلا !! ليه يكذب علينا !! كذاااااااااااااااااب خاين كلهم كِذا !! الله يآخذها معه
رتيل وصامِتة لا تنطق حرفًا
عبير خرجت وهي تدفع رتيل جانِبًا بقوة و تغلق باب غرفتها بإحكام لتبكِي دُون قيود
رتيل و تتذكَّر الصوتُ الأنثوي الذي سمعتِه , لأنها لم توَّد أن تفكِر لِمَ كان ذاك الصوتُ هناك تركتهُ ولم تُلقِي له بالاً حتى هذه اللحظة ، ليس سيئًا أن يتزوج بالنهاية هو أبِي الذي من حقه السعادة ولكن سيء جدًا أن لانعلم.

,

فتح عينه على صوتُ المكنسة المُزعِجة ، كانت الخادِمة تُنظِّف الصالة المُجاورة ولكن يكاد الصوتُ يغرز إبرًا في أُذنِه ، تصلَّب ظهرِه من نومه على الأريكة ، نظر لساعته تُشير إلى التاسعة و النصف صباحًا , وقف و قدماه مُتنمِّلة .. صعد للأعلى ليتحمم و يخرجُ لعمله.
هي نِصف ساعة حتى وقف سلطان بصدرِه العاري أمام المرآة ليُغلق أزارير قميصه العسكرِي ، سرَح و نظرهُ يتجِه صوبَ عوارِضه الخفيفة و – السكسوكة – ، و كأنَّ أمرِ جماله يُهمه لدرجة أن يتأمل به.
الجُوهرة تسرقُ فِكره ، يحاول أن ينشغل بعيدًا عنها ، يحاول أن لا يغضب بذكراها.
بدأت ملامِحه اللينَّة تشتَّدْ و يرسمُ الغضب طريقه بينها
تنهَّد و هو يدّخل السلاح في حزامه ، نزل للأسفَّل ليأمُر عائشة : اليوم ماما حصة بتجي ! حضري غرفتين
عائشة : فوق ولا تهت *تحت*
سلطان : تحت .. .. أتجه للباب ليلتفت . . و جهزي العشاء بعد

,

أجواءِ روحانية تحفُّهم ، بالفُندِق المنزوِي بجانِب الحرَم ، جالِسانْ بعد صلاة الضحَى.
بصوتٍ ممتلىء بالحنيَّة : عسى أرتحتي ؟
الجُوهرة : الحمدلله
عبدالمحسن : بكرا بنمشي بس ماودي نرجع الشرقية بهالوضع
الجُوهرة تداخلت أصابعها المُرتبكة وهي تُخفض رأسها ليتجِه شعرها بإنسيابية نحو حِضنها ويكشف عن عُنقِها
عبدالمحسن ينظُر بدهشة للجروح التي تعتلي رقبتها : هذا من مين ؟
الجوهرة رفعت عينها
عبدالمحسن ، يتجمعُ الدمْ بوجههِ غضبًا : ضربك ؟
الجوهرة : يبه الله يخليك لا تسألني عن شي
عبدالمحسن بحدة : كيف ماأسألك و رقبتك كلها جروح والله أعلم بالخافي !
الجوهرة بصوتٍ خافت : كلهم راح يسوون معي نفس الشي
عبدالمحسن : قصدك ريان ؟
الجُوهرة ولا تتجرأ أن تضع عينها بعين والِدها : ريان لو عرف ماراح يرحمني
عبدالمحسن : ولا أنا راح أرحمه لو مدّ إيده عليك
الجوهرة ونِصف إبتسامة إمتنان لوالِدها ، أردفت : الله يخليك لي
عبدالمحسن : كلمت سلطان . . الطلاق أنسب لكم إثنينتكم
الجُوهرة و رمُوشها ترتجِفْ بحديثِ والِدها
عبدالمحسن بضيق على حالِ إبنته : كيف راح تقدرون تعيشون ؟ يابوك الشرف يكسر الظهر و الله يكسره
الجُوهرة بكلمِه تسقُط دمعتها لتستقِر بحُضنِها
عبدالمحسن بحُرقة : و تُركي !! يا كُبرها عند ربي .. يا كُبرها ، أخويْ من لحمي ودمي يسوي فيني كذا ! ينهيك وينهيني ! لو ماكان سلطان الله أعلم كيف بتكون فضيحتنا ؟
الجُوهرة تغرقْ ببكائها وشعرُها يتوَّلى عملُ المناديل.
عبدالمحسن و يترُكها تبكِي ليتحدَّث بكل مايفيض به و القهرَ يرتسِم بين ملامِحه : ليه ماقلتي لي من زمان ! ليه صبرتي كل هالسنين ! كيف صبرتي . . أبي أعرف كيف قدرتي تنامين !! . . . . الجوهرة
رفعت عينها و وجهها يصرخُ بالبكاء
عبدالمحسن بحُرقة أبٍ على إبنته ، أيحتمل كُلِ هذا ؟ مُجرِد التصوِّر كيف أبٍ يُقهَر و يُغدَر وإبنته أمامِه مكسُورة ، ياإلهِي كيف يحتمل ؟ كيف يتخيَّل أنَّ إبنته بهذه الصورة : ليه صار كِذا ؟
الجُوهرة بصوتٍ يئن يخترقهُ البُكاء و القهَر : كان بمكانة ريان
عبدالمحسن عقد حاجبيه و عينه تحمَّرُ قهرًا : هذا ولدِي ماهو أخوي بس
الجوهرة بدأت شهقاتها تتعالى ، هذه السكراتُ التي كأنها تُوشك بعدها على الموتْ .. أتحتمل هي الأخرى أن ترى الموتَ يخجل من أن يقبضُ عليها ، يمُّر بجانبها ليُعذِبها دُون أن يُنهِي هذا العذاب ويرحمها : ضايقني يبه !! 7 سنين ماتركني فيها مرتاحة ! خلاني أعيش النقص .. كنت أشوف كل صديقاتي متزوجات وعندهم عيال وأنا لأ ؟ كنت أضيق من نفسي ! لأني مقدرت . . وقفت حياتي بعد اللي صار ! تخليت عن كل أحلامي لأن مالي مُستقبل . . . . أحتجت أصرخ .. أحتجت أتكلم بس بلعت صوتي ! نسيت كيف كان صوتي من 7 سنين !! . . نسيتتته .. * بكلمتِها هذه أخفضت رأسها وهي تشهقُ ببكائِها *
دقائِق من البُكاء و صوت شهقاتٍ لا ينتهِي
الجُوهرة و للتوّ تعلمتْ الكلام : لما جاني وليد ! قلت دكتور نفسي ومتفتح يمكن يقبلني ! حسيت أني ولا شيء ! حسيت بشعور يساويني بالحشرات !! أنقهرت من نفسي لما فكرت بوليد بهالصورة ، بس تركي رفض أجبرني أقولك ماأبيه و أنا كلي كنت أبيه ... هدم حياتي ! و لما شفت سلطان خفت ! أعرف مين هو ؟ و أشوفه بالجرايد كثير ! خفت من شخصيته .. خفت كثير حتى من صوته .. مالي حياة مالي بداية ... طيب وين نهايتي ؟ معلقة ماأعرف وين أبدأ !
وبصوتٍ موجوع أكملت : حبيته لأنه زوجي غصبًا عنِّي يا يبه حسيت بطعم أمان ماشفته 7 سنوات ، 7 سنوات وأنا أحس كأني مرمية في حربْ و حصار !! يالله يايبه لو تعرف كيف لما أصحى عند سلطان كنت واثقة أني ماراح أشوفه ، كنت واثقة أنه سلطان بيحميني
رفع عينه لإبنته وهي تحكِي بجرحٍ عميق ، تمنَّى ان يبكي ؟ يا وجعه وهو بهذا العُمرِ يتمنَّى أن يبكِي و يشهقُ ببكائِه لسبب واحِد أن لا يجعل إبنته تتغرَّبُ بدمُوعِها ، هُنا الرجال منذُ نعومة أناملهم لا يبكون فـ بعد هذا العُمر إن تمنُوا البكاء حتى يخفُّ الحمل عليهم يُواجهُون جِدار مُجتمعٍ لم يعوِّدهُم على البُكاء كما عوَّدهُم على الضحك.
الجُوهرة و الدمُ ينزف من أنفِها ، تركته يُلطِخها : شفت شي نسيته .. وبكيت لأني عارفة أنه راح يطلقني وأنه مايبي وحدة ماهي بنت ! . . يبه تعرف وش تمنيت ؟
والِدها يعيشُ جلدًا لذاتِه كيف غفل عنها كل هذه السنين ! رُغم أني كنت قريبًا جدًا مِنها ، كُنت أريد أن تُفضفض لي بكل ما يُحزنها ، كنت بجانبها دائِمًا لكن جهلت أن أقرأ عينها . . بقيتُ أميَّا لا يفقه بالقراءة شيء حين طرق الحُزن باب أبنتِي.
الجُوهرة : تمنيت أعرف أنطِقها له ، كسرني الصمت ! كسرني كثير حتى نسيت كل الكلمات الحلوة ، كنت أبي أعيش معاه زي كل المتزوجين .. كنت أبي أمارس حقي بالحياة !! كنت أبي بس هالحياة ماتبيني .. فقدت كل شيء ! فقدت كل شيء .. رددتها و اوجعت والِدها بها
أردفت : و خسرت سلطان ... أهانِي كثير بكلامه وأوجعني .. محد صدقني إلا أنتْ .. محد يبيني إلا أنت .. وأكتشفت محد يحبني عشاني الجوهرة الكل يحب الشخصية اللي تخبيت فيها طول هالسنين ! . . وأول من تخلى عني هو .. أول من مديت إيدي له وخذلني هو سلطان . . . ماألومه بس وش ذنبي ؟. . . مايحق لي أعيش ؟ مايحق لي أفرح ؟ أنا صرت حتى الضحك أشتاقه
والِدها بصوتٍ مخنوق : يحق لك ! ويحق للي سلب حياتِك أنه يتعاقب
الجوهرة بحقدِ كبير ، ليست بطُهِر الأنبياء حتى لا تحقِد ، هي بالنهاية إنسانة مهما بلغت طيبتها لن تستطِيع أن تُسامَح شخصًا أنتهك عُذرية الفرَح و أفشَل حُبها الذي شعرت به للمرةِ الاولى إتجاه شخصٍ يُدعى سلطان : أبي حقي منه ، الله ينتقم لي منه !!!! الله ينتقم لي منه ولا يترك في قلبه راحة ...
والِدها و هذه الكلمات كأنها حديدٌ تحت الشمسِ يغلي في دماغه ، أخيه يُدعى عليه بهذه الصورة البشعة.

،

بصوتٍ مُرتبك يُكمل : وفجأة لقيتها طالعة من الصالون بشكل غير ، غادة ماهي موجودة معاها و وليد منقطع ماأشوفه
مقرن : مجنون أنت ! كيف تركتهم !
سعد : والله أني مراقبهم بس مدري وين أختفوا
مقرن : الله يورِّط العدو زي ماورطتني ! سعد أسمعني غادة لازم تعرف مكانها

في مِثل هذه اللحظة يدخُل عبدالعزيز مبنى العمل بلبسٍ عسكرِي يزيدُه هيبة ، بشعرٍ قصير و عوارِض خفيفة ، وفي خصره سلاحٌ أسوَد مُهيب وفي جيبه نظارته الشمسية المطويَة و قُبعته العسكرية في حزامه من الخلف و بخطواتٍ قليلة يدخُل سلطان خلفه.
عبدالعزيز ألتفت عليه : صباح الخير
سلطان : صباح النور . . وسَار معِه بإتجاه مكتبه و يُسرة و يُمنى يقِف الموظفين و يلقون التحيَة عليهم.

مقرن : غادة مايصير تجلس مع وليد دقيقة وحدة ! أقلب باريس عليهم !! مفهوم ؟
فُتِح البابْ بهدُوء
مقرن بإبتسامة يُضيِّع مجرى الموضوع : وسلِّم لي على الأهل . . أغلقه قبل أن يسمع ردِّه.
سلطان : مين ؟
مقرن : سعد
سلطان : سعد ؟ خير صاير شي
مقرن أشار له بعينه و كلامُ العيون هُنا مُتقن
سلطان : مافيه غريب وبعدين عبدالعزيز مانخبي عنه شي
عبدالعزيز جلس بمُقابله يعلم أنه – يطقطق – عليه بهذه الكلمات ،
مقرن : أبد بس يقول واحِد ألمانِي دخل بيته بباريس و نهبه ومالقى غير أمه و باين عليها ماهي متأثرة ! تخيَّل مع أنه فيها أشياء ثمينة راحت
سلطان ويفهم تمامًا ألغاز مقرن وأن الألماني يُقصد به وليد ، و نهب باريس يعني غادة لكن كيف : كيف نهبوا بيته ماهو حاطين عليه مراقبة ؟
مقرن : هنا المصيبة تعطلت الكاميرات في الوقت اللي أنسرق فيه
سلطان : طيب وأهله فيهم شي ؟
مقرن : قلت لك أمه شكلهم مخرعينها أو مسوين لها شي ! يقول من الصدمة حتى راحت صالون وصبغت شعرها وتبي تتشبب وتركت الحجاب الله لايغضب علينا
عبدالعزيز ضائِع بينهم ، يشعُر بأن هُناك شيءٌ مفقود بمحورِهم
سلطان : و أخته ؟
مقرن : طارت الطيور بأرزاقها
سلطان وفهمها من عينِ مقرن : لا حول ولا قوة الا بالله
مقرن : مدري وش أسوي قلت له يطلع لي هالألماني من تحت الأرض !! تعرف فيه أوراق مهمة وأشياء تخصه ومتضايق عليها
سلطان : طيب شف وضعهُم ماأبغى يتضرر أحد من عايلته
مقرن : تطمن من هالناحية . . عن إذنكم .. وخرجَ تاركهُم
عبدالعزيز رفع حاجبه بإستغراب : حتى حواراتكم صايرة تثير الشك
سلطان : أنت اللي تبي تشك بأي طريقة .. وقف
عبدالعزيز تنهَّد
سلطان : وحلِّق شعرك لا يطول أكثر
عبدالعزيز وقف ليسير خلفه مُتجهين لساحة التدريب : قصير بس أنت تدوِّر عليّ الزلة
سلطان ألتفت عليه وبحدَّة فمزاجه هذه الأيام لا يحتمل : أسمي سلطان ماهو أنت !! تأدب
عبدالعزيز : تعال أضربني بعد
سلطان وحجرٌ مربع ثقيل رماهُ على عبدالعزيز ليرتطم بصدرِه ، مسكه بين كفوفه وصدره يتوجَّع من الضربة ولكن أظهر بروده.
سلطان جلس على كُرسي يُقابله كُرسي فارغ آخِر تحت شمسٍ حارقة : أجلس
عبدالعزيز يُنزل الحجَر على الأرض و يجلِس
سلطان : بعلمك طريقة تساعدك للأيام السوداء
عبدالعزيز بسخرية : أيامي كلها سوداء حدد
سلطان : الحمير بروحهم اللي يحددون
عبدالعزيز رفع حاجبه بغضب من كلمتِه : هالمرة أنت اللي تأدَّب
سلطان : لازم تتوعَّد على هالكلمات ! لأنك ماراح تسمع حبيبي وعزوزي وقلبي وحياتي
عبدالعزيز شتت نظراته بعيدًا عن سُلطان ، مُمتعِض من حديثه
سلطان : أبوك الله يرحمه لما كان يدرَّبني قالي أحنا نتلفظ عليك بألفاظ شينة ماهو تقليل إحترام لكن أنت رجُل قدوة ولازم تسوي على أعصابك كنترول
عبدالعزيز تمتم : الله يرحمه ويغفر له
سلطان بإبتسامة على ذِكرى سلطان العيد : كان يناديني يا حمار تعال هنا و ياكلب و كل الأشياء الشنيعة اللي تخطر على بالك حتى مرَّة تأخرت على الصلاة وحلَّق شعرِي وبالموس جرحني و لما يعصب منِّي يقول راسك كبير على الفاضي وكنت أعصب منه كثير الله يرحمه وكل اللي كانوا في دفعتي نادوهم بهالألفاظ ! وماهو معناته أنه مافيه إحترام ! لأ . . كانوا يخلونا نتعوَّد عليها عشان إذا سمعناها بالشارع من أحد مانتهوَّر لأننا محنا مواطنيين عاديين ، إحنا عندنا أسلحة ممكن واحد يستفزنا ونفرغه عليه ! كان لازم نضبط أنفسنا ، ولأننا بمجتمع أكثر شي يستفزه هذي الكلمات كانوا يدربوننا على أساسها بس لما رحت تُركيا بدوَرة كانوا يستفزونا بالضعيف ويشبهونا بالحريم وبالشواذ جنسيًا لأن عندهم هناك هذي الكلمات اللي تستفز الشعب زي ماأحنا نعظم كلمة حمار وكلب والى آخره من هالكلمات وتستفزنا !! وطبعًا فيه ناس كثير من دفعتي ماعجبهم الوضع وعلى طول أنسحبوا ماعرفوا يتعودون
عبدالعزيز وعيناه تغرق في عين سلطان وهي تحكِي ،
سلطان يُكمل : أنت منت قادر تضبط نفسك ، أدنى شي يستفزك ! وأنت منت عادي يا عز ، أنت بإيدك سلاح مرخص يعني منت مواطن حالك حال أيّ شخص ثاني ، مانشره على أحد لا عصَّب وتنرفز من كلمة لكن نشره على شخص مسؤوليته الأمن ، فيه دورة بتجي بس مطولين عليها بتكون بالجزائر إن شاء الله وراح تكون فيها ، بعدها بتترقَّى وبتنضم رسميًا هنا
عبدالعزيز وعيناه مُندهشة
سلطان : أول مرة بتكون صعبة عليك بعدين راح تتعوَّد وأنت قدَّها وقدود ، شهر تدريبات شاقة و بعدين شهر بتكون في الصحراء وبدون أدوات إتصال ولا أكل ! وبتعتمد على نفسك وتدوِّر على أكلك و النوم بيكون ساعة في اليوم ، بس بالبداية كذا بعدين راح يجي أسبوع بتكون وجبة وحدة في اليوم و يوم الإثنين بس للنوم لأنه نص الأسبوع وطول الأسبوع أنت صاحي ، لاتفهم هذا إنه تعذيب ، دايم الناس تشوف أنه التدريبات تعذيب ! بس بالعكس ، بكرا لا صارت حرب الله لايقوله وآسروك ! بيعطونك أكل ؟ طبعًا لأ لازم تخلي عنده مقدرة وقوة أنك تتحمَّل الجوع لأطول فترة ممكنة و إن صارت حرب أنت مفروض عينك ماتنام لأن ماتدري العدُو متى يباغتنا ! فلازم تسيطِر على مُعدل ساعات نومك ، لو قارنت نفسك بعد التدريب مع شخص عادي راح تكون قدرة الإحتمال عندك أقوى منه بكثير ، ولأنك رجُل وطن .. ماودِّك تفتخر بنفسك وتقول أحمي ديني وديرتي ؟ ورجال الأمن يا عبدالعزيز عيب عيب يكونون ضُعفاء !! والضُعف هنا أقصد فيه النوم و الأكل و لهو هالدنيا !!
عبدالعزيز : فاهم عليك
سلطان : ممكن تتعرَّض لعقوبات كثيرة من أتفه غلط ، إذا تأخرت ثانية عن الصلاة أنت ممكن تجلس طول اليوم واقف تحت الشمس !! ماأبالغ لو قلت تجلس ساعات ونهار بطوله ، أهم شي الصلاة وفيه محاضرات دينية دايم بالمنتصف و على آخر الشهور المُدربين بيصيرون ألطف معاكم وقريبيين
عبدالعزيز : كم مدتها بالضبط ؟
سلطان : بوسعود منسقها لكن آخر ماأتفقنا عليه هي 4 شهُور لكن بعدها لازم شهرين في الطايفْ و إن شاء الله إن تمَّت راح تستلم هالرتبة *أشار لكتفه*
عبدالعزيز وعينه تتأملُ كتف السلطان و الرُتبةِ التي عليه وبدأ يخيطُ الأحلامِ من جديد ،

،

تطرقُ الباب : عبور أفتحي يختي ماأبي أنام وانتِ متضايقة ، أكيد أبوي يبي يقولنا ! يمكن أحنا فاهمين غلط
ولا يأتيها رد ،
رتيل : أنا شعري حتى لما يتعدَّل مايكمل حظه .. *مع صمتها أردفت* أدري سامجة بس أبي أضحكك ، يالله أفتحي الباب ولا بتصل على أبوي وبقوله وش شفنا ووش صار بعد
عبير تفتح الباب وعيناها مُحمَّرة ، خيبة كبيرة تُصاب بها من والِدها
رتيل : من جدِك تبكين ! والله لو أنه زوجك ومتزوج عليك . . جلست على السرير . . ماله داعي كل هالبكي !
عبير : هو خبَّى علينا لأنه يعرف أنه غلطان
رتيل : طيب ليه غلطان ! بالنهاية يعني أبوي ونحبه لكن رجَّال لازم يتزوج كِذا ولا كِذا لازم حُرمة في البيت بعد مانغيب إحنا !
عبير تُشيح نظرها بعيدًا عن رتيل وهي تبكِي بصمتْ
رتيل : بكر إن تزوجنا مين يبقى عند أبوي ! يعني لاتفكرين بأنانية
عبير : وش أنانية ومين هذي بعد ! طيب كان قال لنا نختار له وحدة نعرفها وواثقين فيها ماهو بالخش والدسّ
رتيل : يالله .. *تأفأفت* نظام قديم مرة حقين سندريلا وزوجة الأبو شريرة . . أضحكي بس يقال قابضة على أبوي في شقة دعارة ! تراه زواج وبالحلال يعني خذي الأمور ببساطة
عبير : احر ماعندي أبرد ماعندك ، طول عمرك عقلك محدود وتفكرين بتفكير مراهقة مايهمك الا نفسك !!
رتيل وأختفت الإبتسامة من وجهها وهي تنظُر لعبير كيف أندفعت بالتعليق عليها
عبير بغضب : رتيل أصحي !! وش عادي أنه يتزوج بهالطريقة أصلاً أنتي لك عقل عشان تصحين وتفكرين زي الناس
رتيل بصمتْ مُتجمِّدة – مصعُوقة –
عبير تأفأفت : وتقولين أخذي الأمور ببساطة !! وش هالبرود اللي عندِك ! أقولك أبوي متزوج وماندري مين هي ومكذِّب علينا بعد وتقولين لي أهدي
رتيل بهدُوء : يعني وش أسوي ؟
عبير بصراخ : وأنا وش يدريني وش تسوين !! واللي يرحم والديك ياتقولين شي يطيِّب الخاطر ولا أبلعي لسانك ،
رتيل بلعت ريقها ، لم تستوعب بعد أنَّ هذه الكلمات تخرج من عبير
عبير بعصبية : لآ تطالعيني كذا !!
رتيل : لأني ماني فاهمتك
عبير : ماهو لأني ماني واضحة بس عقلك وقف عند نقطة معينة !!
رتيل : أنتِ قاعدة تحطين حرتك فيني وبس ؟
عبير : رتيل بالله أسكتي ماني ناقصتك
رتيل بغضب : لا ماتقولين كلام كِذا وبعدين تقولين أسكتي
عبير : وش تبيني أقولك !! إيه أنا قاصدة هالحكي ! ، أنتي تعرفين زين أنك فاشلة بالحياة وبكل شي ! عُمرك سويتي شي صح بحياتك ! عمرك فكرتي صح ! دايم تطلعين من مصيبة وتدخلين بمصيبة ثانية ، عندك شي عادي زواج أبوي لأنك متعودة على المصايب !! أنتِ منتي قادرة حتى تفكرين زي الخلق والناس !! أنتِ لو تموتين محد بيذكرك بشي لأن مالك وجود أصلاً ، فشلتي أبوي كثير بأفعالك و الحين جاية تعلميني كيف أفكر ولا وش أسوي وكأنك صاحبة فضيلة بهالحياة وأنتِ الصح منك مايطلع ، الناس تتنافس بعقولها وأنتِ للحين بالجامعة وحوستها ، اللي أصغر منك تخرجوا وأنتِ توِّك بسنة رابعة اللي عيَّت تعدِّي .. تفكيرك تفكير بزارين ماتفكرين الا بوناستِك ! أنانية بس تبين تفرحين حتى لو غيرك يبكِي ! مايهمك شي غير وناستك
رتيل وعيناها بدأت بالرجفة بمُقاطعة : كل هذا بقلبك عليّ ؟
عبير تنهَّدت : رتيل ماني ناقصتك !! عُمرك ماراح تفكرين بنضج ! أصلا وش يفيدني رايك بزواج أبوي !!! فكيني بس
رتيل بعصبية : إيه صح لازم أبكي و أصارخ وأنافق عشان أطلع بعيونك ناضجة !! لازم أكون ثقيلة وماأضحك عشان أكون ناضجة !! لازم أكون ضد الأشياء عشان مايطلع تفكيري تفكير بزارين ، الحين صرت أنا اللي أفشِّل أبوي ؟
عبير : إيه فشلتيه ! انتي عارفة وش سويتي مع عبدالعزيز !! أصلا أنتِ بعيونه رخيصة وتستاهلين لأنك برجلك رحتي له
رتيل أمالت فمَّها وهي تحاول أن تمسك دموعها و تُحدِّث نفسها " لا تبكين " ، أردفت بصوتٍ جاهدت أن يتزِن : يجي منك أكثر !! ماأصدق أنه هالكلام يطلع منك
عبير : أطلعي وأتركيني بروحي ! أنا ليه أضيع وقتي معاك
رتِيل ما إن أعطت عبير ظهرها مُتجِهة إلى الباب حتى أنسابت دمُوعها بهدُوء ، حُب عبدالعزيز أضعفها بعد ما كانت لا تبكِي بسهولة ، أبتعدت عن غُرفتها ونزلت للأسفَل و من الباب الخارجِي جلست على المقعَد الخشبي المُتمرجِح بالحديقة الخلفية ، مسكت نفسها دقائِق حتى بكتْ دُون قيُود.
جرحتها عبير بشدَّة ، تذكرت جُرأة عبدالعزيز معها ، أستحقرت نفسها أكثَر وهو يستسهلُ لمسَها ، رجفت بأكملِها وهي تحتاجُ عناقُ أحدهُم ، كلماتِ عبير طعنتها ولم تُبقي بروحها مكانًا للإنشراح ، ضاقت بحدِيث جعلها تشعُر بأنها – لا شيء –
لا أحد يحاول أن يفهمنِي ، الجميع يحكم من الظاهِر ، يُشبِهُونِي بالحجر و أنَّ الإحساس لا يقربُ إليّ بأيِّ صلةٍ ، يُريدوني أن أبكِي أمامهم حتى أبين أنني أشعُر و أن إحساسي مازال حيًا ، بهذه الحياة يُريدوني كـ تمثالٍ يتكلم وقتُ الحاجة فقط ليس من حقِه الضحك وإلا أنتشرت الشقوق في جسدِه . . هذه الحياة لا أنتمي إليْها.

,

على غير العادة ، نفسيتُه سيئة وقف مُستنِدًا على مقبض بابُ المطبخ
والِدته ألتفتت : تبي شي ؟
يُوسف ومُنحرج : إيه يمه بس يعني .. مُهرة تعبانة فـ خلي الشغالة ترسل لها أكل فوق
والدته : بسم الله عليها ، وش فيها صار لها كم يوم مختفية ؟
يُوسف : مدري يمكن سخونة وكذا
والدته : لآ تهملها يايمه يمكن فيها شي لاسمح الله ، ودَّها المستشفى وطمِّني
يُوسف : لآ مايحتاج
والدته : مايصير هذي أمانة في رقبتك ، روح ودَّها وطمِّنا
يُوسف : طيب العصر
والدته : وش العصر ؟ الحين ودَّها ولا أنا أوديها مع السواق
يوسف تنهَّد : طيب هي ما كلت من أمس خلها تآكل بعدين يصير خير
والدته : صاير بينكم شي ؟
يوسف بنرفزة : وش بيصير يمه الله يهديك !!
والدته : ماهو من عادتك نفسك بخشمك وحالتك حالة !! قولي أنا أعرف سوالف هالحريم
يوسف أبتسم ببلاهة : شوفيني مروِّق
والدته : لاحول ولا قوة الا بالله .. وش فيك يوسف أنهبلت ؟
يوسف : يمه يعني الواحد صاحي ونفسه بخشمه وتقولين لي لازم أروق ومدري وشو ! خلاص خلي الشغالة تودي لها . . لازم تحقيق يعني
والدته : طيب خلاص لا تطلع عروقك بس !! وليه مارحت الشركة
يوسف بسخرية : بمشي سدير أتحرَّى هلال رمضان
والدته ضحكت لتُردف : حتى وأنت معصب تنكِّت
يوسف يبتسم : لأن يمه صايرة تخلين الواحد يوسوس بنفسه
والدته : بسم الله على قلبك
يُوسف يمسح وجهه : أبوي موجود ؟
والدته : إيه ويحسبك رايح الشركة لأن مافيها أحد
يوسف تنهَّد : لحول مخي موقف كل الكذبات أستهلكتها
والدته : يمكن بكرا رمضان وناوي تكذب . . أستغفر الله بس
يُوسف : يرحم لي شيباتك يمه خلي المحاضرة بكرا .. وخرج مُتجِهًا للصالة جاهِزًا للتهزيء
رفع عينه والِده وبجانبه منصور : يا سلام !! وعيونك بينفجر منها النوم يا الهيس الأربد
يُوسف جلس : يالله صباح الخير
بومنصور : أي صباح خير ! إحنا مو قلنا يوم أنت تداوم ويوم هو !!
يُوسف : طيب اليوم تعبت يعني الواحد مايتعب
منصور : سلامتِك
يُوسف : الله يسلمك
بومنصور : شف يوسف لاترفع ضغطي !! عطيناك إجازة ولا أستفدت منها شي ! و لأنك خبل خذوا فلوسك بالفيزا وماعطوك إياها !! والحين بعد ماتبي تداوم
يوسف : لحول ! يبه تكفى والله أمر بمرحلة كآبة يعني مانيب ناقص
منصور : وكآبة ليش
يوسف : إيه عاد الحين يطلع فيني علل الكون ! كآبة كِذا من نفسي ومن هالدنيا
منصور بسخرية : بسم الله على قليبك وأنا أخوك
يوسف : هذا أنتم جاهزين للطنازة ماتطلع منكم الكلمة الحلوة
بومنصور : أقول لا يكثر ! عاد يقال الحين لا داومت صفقاتنا تمشي الا طلّ مامشى منها شي من يوم شفنا وجهك
يوسف : شكرا يجي منك أكثر ! لا تخلوني الحين أتهوُّر وأستقيل وأطيِّح سوقكم ترى عندي 25% أسهم يعني ممكن أبيعها على واحد كلب ويوهقكم
بومنصور : يهدد بعد ولد عبدالله !! أقول وراك بس
يُوسف يأخذ بيالة الشايْ ليملأها بالقهوة ، هذا الصباح يحتاج – مخمخة –
منصُور : عساك بس مرتاح ؟
يوسف ويفهم مقصده : مقطعتني الراحة
بومنصور : ومرتك بخير ؟
يوسف ألتفت عليه بشك : إيه يعني وش بتكون ؟
بومنصور : خواتك يقولون صار لها كم يوم مانزلت تحت ! ولا تآكل معاهم
يُوسف : تعبانة شوي
بومنصور : تعبانة وبس ؟
يوسف وهذا الموضوع يشد أعصابه : أستغفر الله !! يعني يبه وش بيكون فيها !
بومنصور : أنا أقول لا تظلم بنت الناس ! صدق صار الموضوع بطريقة ماترضي أحد لكن هذا مايعني أني برضى أنك تظلمها !! تراها حسبة هيفا وريم !! حط هالكلام في بالك زين
يُوسف ويُفرغ القهوة في فمِه ليُردف : لحد يتدخل بحياتي ! خلوكم بعيدين وأنا أعرف كيف أديرها ماأحتاج أحد يعلمني
بومنصور بجدية : أنا أنبهك ماأعلمك

يُتبع


الليلة الماضِية كانت من أجملِ ليالي عُمرها ، لم تحظى بليلةٍ كهذه ، نشفتْ شعرها المُبلل لتتجه و تُحضِّر الفطُور ريثمَا يستحِمُ الشخصُ الذي تمركز بقلبها و بشدة.
في هذه اللحظاتْ عقلها يتطاير فرحًا وقلبها يرقُص حتى بدأتُ تعزفْ بصوتِها وهي تقلِي البيض.
يجب أن أعترفِ أنَّ حياتِي في الملجأ كانت سيئة لم أعرفُ بها معنى للحُب هُناك أبدًا ، لم أختلِط بأحدًا ، حتى رأيتُ بها عبدالرحمن ، رُغم زواجُنا الذي بات مستورًا عن أعيُن الكل رُغم كل ماعانيتهُ فـ ضحكةٌ مِنه قد تُنسيني عناءِ هذه الحياة.
تصالحتُ مع نفسِي منذُ دخلت عالمِ الـ عبدالرحمن ، منذُ اليوم الأوَّل الذي باغت قلبي بحُبه ، أنـا أحُبه و هذا يعني أنَّ الحياةُ ترقِد بين كفتيَّ.
قطَع أفكارِها : مروقة اليوم
ضي أبتسمت وهي تُنسق طبقيْن على الطاولة : دامِك جمبي أكيد بروِّق
عبدالرحمن : عسى دُوم
ضي جلست بمُقابله وهي تضع آخر طبق ، لتُردف : عِندك شي تسويه اليوم ؟
عبدالرحمن : لأ بس ماني مرتاح بباريس وافنان موجودة
ضي : تبينا نطلع ؟
عبدالرحمن : وش رايك نهجم على إيطاليا
ضي بضحكة : صدق ؟
عبدالرحمن : إيه ميلانو أقرب شي لباريس
ضي : كم بنجلس فيها يوم ؟
عبدالرحمن : إللي تبين بس يعني ماهو أكثر من 4 أيام
ضي ضحكت لتُردف : يابخيل تقولي اللي تبين وماهو أكثر من 4 أيام
عبدالرحمن : لأني حاجز العودة للرياض بعد كم يوم فما ينفع
ضي : لا تجيب لي طاري الرياض ! خلني بستمتع في كل لحظة
عبدالرحمن أبتسم لها وهو يشربُ من كوب الماء ، نظر لهاتِفه و إتصالاتٍ مُعتادة من عمله و أصدقاءِه ، الغريبْ أنَّ قائمة الإتصالات الفائتة لا تحوِي رتيل أو عبير.
ضي : إفطر ولاحق على الجوال
عبدالرحمن : بشوف البنات
ضي سكتت لا تُريد ان تعلق ويفهمها خطأ
عبدالرحمن : غريبة ماترِّد .. الساعة عندهم الحين 10 وربع !! معقولة نايمين
ضي : إجازة أكيد بينامون
عبدالرحمن ويتصل على رتيل .. وأيضًا الحالُ يُشبه عبير – لا رد –
عبدالرحمن : مُستحيل عبير تنام لين هالوقت .. أتصَل على البيت وردَّت أوزدي : ألو
أوزدي وعرفتُه من صوتِه : هلا بابا
عبدالرحمن : وين عبير ؟
أوزدي : فوق غرفة
عبدالرحمن : نايمة ؟
أوزدي : Maybe
عبدالرحمن : طيب ورتيل ؟
أوزدي : برا
عبدالرحمن : وين برا ؟
أوزدي : هديقَه *حديقة*
عبدالرحمن : طيب ناديها
أوزدي : تيب .. وتركت السماعة لتتجه إلى الحديقة الخلفية
رتيل ومازالت تبكِي بهدُوء الأجواءِ من حولها
أوزدي و أقتربت حتى بان ظِلها
رتيل بخوفٍ منذُ تلك الحادثة لم تتخلى عن هذا الخوف ، أنتفضت من مكانها لتلتفت عليها برُعب
أوزدي خافت من شكلِ رتيل الباكِي
رتيل : بسم الله .. وش تبين ؟
أوزدي : بابا عَ تليفون
رتيل تنهدت وهي تمسحُ دموعها بكفوفها وتتجه للداخل: ألو
والِدها : هلا رتيل
رتيل بصوتٍ واضِح عليه آثار البُكاء : هلابك ، شلونك يبه ؟
والِدها : لحظة وش فيه صوتك ؟
رتيل : ولا شيء
والِدها : ماهو عليّ هالحكي !
رتيل : يبه قلت لك مافيه شي
والِدها و شكوكه تتجه صوب عبدالعزيز : وين عز ؟
رتيل : وش يدريني
والِدها : أقصد يعني طلع للشغل
رتيل : مدري
والِدها : طيب وعبير ؟
رتيل : بغرفتها
والِدها : أنتم وش فيكم اليوم !! أمس مكلمك مافيك شي !!
رتيل : وأنا الحين مافيني شي
والدها بحدة : رتييييل !!
رتيل : يبه الله يخليك صدق مصدعة ومانمت من أمس فعشان كذا صوتي تعبان
والِدها : طيب وين عمك مقرن ؟
رتيل : يجينا الصبح يشوف الأوضاع ويروح للشغل وبليل بعد
والِدها : طيب ، أنتبهي على نفسك
رتيل : إن شاء الله
والِدها : بحفظ الرحمن
رتيل : مع السلامة .. وأغلقته
ضي : وش فيهم ؟
عبدالرحمن : قلبي يقول فيه شي صاير
ضي : هذي رتيل
عبدالرحمن : إيه
ضي : يعني وش بيكون فيها ! حبيبي لا توسوس كثير
عبدالرحمن : ماهو عنّ بس قلت لك عن سالفة عبدالعزيز وخايف أنه يقرب لهم
ضي : لا مستحيل يقرب لهم ! ماهو بهالدناءة عاد ولد سلطان
عبدالرحمن : قلبي يقول أنه عارف بزواجه من رتيل
ضي : مو تقول مقرن وصَّل الشيخ للباب وأنت ماعطيته فرصه يشوف شي
عبدالرحمن : إيه بس هو صاير غريب حتى ماني قادر أفهمه ، وخايف على عبير بعد
ضي : ليه ؟
عبدالرحمن وهو يحرِّك أصابعه على الطاولة وكأنها بيانُو : قبل ملكة عز بيوم أتصل على مقرن شخص وهدده إن لو عز تزوج عبير راح نندم و تهديدات طويلة
ضي رفعت حاجبها بإستغراب : هددكم بعبير !! طيب ليه يعني مين أصلاً ؟
عبدالرحمن : مُستحيل عبير تخون ثقتي فيها ! انا متأكد مثل ماأنا متأكد أنك قدامي الحين أنه عبير ماتدري عن شي ! بس مين هو ؟ ماني قادر اعرفه قلت لمقرن يشوف لي الشبكة ! طلع متِصل من بقالة و مع ذلك رحنا للبقالة وقالنا أنه مايتذكَّر أحد جاه
ضي : يالله ياعبدالرحمن أنتم وشغلكم هذا !! والحين رتيل متى بتعرف بزواجها ؟
عبدالرحمن مسك رأسه وبتعب : أحس قاعد أضحي ببناتي
ضي وتمدّ إيدها لتضغط على كفِّه : مو دايم تقولي أحيانًا لازم نضحِي عشان نعيش
عبدالرحمن بضيق : بس هذولي بناتي ، مستعد أضحي بنفسي لكن بناتي لأ
ضي : طيب رتيل ماتزوَّجت واحد غريب أو واحد بيضرِّها تزوجت ولد شخص غالي عليك كثير الله يرحمه
عبدالرحمن : الله يرحمه ، أنا عارف عز لكن هو مقهور وأكيد تصرفاته بتكون مبنية على غضبه ماهي مبنية على عقل ! لو عرف بزواجه من رتيل أنا واثق أنه بيضرَّها
ضي : وإن شاء الله ماراح يضرَّها يعني حتى لو زوَّجته عبير نفس الشي
عبدالرحمن : بس عبير قوية ماينخاف عليها ، رتيل مهما بيَّنت أنها قوية من الداخل ضعيفة
ضي : طيب ليه هددك بعبير بالذات ؟
عبدالرحمن : مافيه غير إحتمال واحد أنه يعرف عبير وهذا الشي قلت لك أنه مستحيل ، أنا واثق في عبير كثير لو قالي رتيل ممكن أشك لكن عبير مستحيل إلا من سابع المستحيلات ، المُشكلة أنه قالنا هاللي هدد عن موضوع محد يعرفه غيري أنا و سلطان و مقرن و بومنصور .. أجبرني أختار رتيل ...... إلى الآن ماني مستوعب كيف الحالة اللي وصلنا لها

،

الماء تُدغدغ أطرافهُم وهم يسيرُون بجانِب البحرِ ،
وليد : وبس . . أهم شي الأدوية بالوقت الحالي
رؤى وتتشابك كفوفها : بيطوَّل حالي كذا ؟
ولِيد : إن شاء الله مايطوِّل ، توكلي على ربك وعنده الفرج
رؤى بضيق : أحس أني ضايعة !! ناس كثيرة في عقلي وأحداث كثيرة بس ماني قادرة أسترجع شي بس أحس فيه أشياء . . يعني مدري كيف أشرح لك
ولِيد : فاهم عليك بس تنتظمين على الأدوية وجلساتنا يوميًا راح تسترجعين شخصيتك الأساسية !! وتعيشين بهويتك اللي تبينها ومنتظرتها من زمان
رؤى : يارب
دقائِق غرقُوا بمنظرِ البحر في ذاكرتهم ، حتى قطعته رؤى : هالشخص أحسه يشبه أحد
وليد ينظر للإتجاه التي تقصده رؤى ولم يكن هُناك أحدًا ، بدأت لا تُفرق بين الحقيقة والوهم , يُجاريها : إييه
رؤى : شايفينه من قبل ؟ كان بميونخ صح !
وليد : لأ هذا أول مرة أشوفه
رؤى بوجع : ليه يسوي بحاله كِذا !
ولِيد بصمتْ ينظُر لتفاصيل ملامِحها المتوجِعة والدمعة التي تعكِسُ الشمس ولا تسقِط
رؤى بلعت غصَّتها : الحياة سيئة
وليد : الناس قاسية
رؤى وتنسابْ دمُوعها : كيف وصلنا لهالحالة ؟
ولِيد تنهَّد وهو يقِف : حظوظنا شحيحة !! لو نشحذها عطتنا ظهرها و مشت
رؤى وبهدُوء أستسلمت لبُكاءٍ عميق : ودِي أغرق ، أذوب بالمويا و يختفي كل شي
وليد ولَّى وجهه ناحية البحَر و كفوفه تغرق بجيُوبه : تدرين وش أعظم خسارة بهالحياة ؟
رؤى ألتفتت عليه
وليد : أنه حياتك تضيع وأنتِ تدورين عن هالحياة ! عن الحُب ، عن الإستقرار ، عن العايلة .. حلمت كثير باليوم اللي أشوف في هالحياة
رؤى : ما حبيت قبل ؟
ولِيد : لأ ، ممكن إعجاب إنجذاب أشياء زي كذا بس حُب لأ .. لأن عندِي قناعة تقول الحُب اللي ننساه بسهولة ماكان من الأساس حُب
رؤى : ومين أُعجبت فيها ؟
ولِيد : ماأعرفها كنت أجي الهايد بارك أقرأ و كانت دايم تمِّر من قدامي ، تصدقين كلمتها و جلسنا مع بعض شربنا القهوة بس ماقالت لي أسمها يمكن هذي حسنة ، أحيانًا أحس أنَّه اللي ما يعرفنِي نعمة.
أكمل بعد تنهيدة : أتصَل عليّ أبوي وقالي عن بنت عبدالمحسن آل متعب ، مدح لي العايلة وأهلها كثير ، قلت الحياة تجارب وأجرِّب الزواج التقليدي ، و فشلت .. و خيبة زي كل خيباتي في الحياة ، عُمرها ماوقفت هالحياة معاي !! عُمرها ماكانت مُنصفة لي .. عشت حياتي بالغربة و لما تعلقت بشخص أحبه و هي أمي .. ماتت !! خالي من الحُب ، أحس بالوحدة و الموت .. *بُسخرية على حاله* أصلا وش يفرق ؟ الوحدة والموت وجهين لعملة وحدة.
رؤى : وأخوك ؟ أبوك ؟ أعمامك ؟ خوالك
وليد : خوالي ! ماأعرفهم ، أو ماأبي أعرفهم ! مسيحيين ومتعصبين لدينهم ! نبذوا أمي عقب ماتزوجت أبوي ، ماتت أمي ومع ذلك محد جاء وحضر
رؤى : الله يرحمها
وليد ويضرب بحجرٍ صغير في عُرض البحر : أسلمت قبل وفاتها بشهور ، حسيت أنه الدنيا ماراح توسعني من الفرحة ، مع أنه أبوي مطلقها ولا يهمه تسلم ولا تكفر ولا وش تسوي فيني حتى ممكن تخليني أتنصَّر معها ....
رؤى : وتزوَّج
وليد : بالضبط ، تزوَّج و عنده ناصِر أتوقع الحين بثالث إبتدائِي أو يمكن برابع .. ماأدري ماشفته الا كم مرَّة لما كنت أنزل الرياض
رؤى وهي تعقدُ حاجبيْها وكأنها تُصارع شيئًا : ناصر !!
ولِيد ألتفت عليها : قلتي إسمه كثير ، تهذين فيه أكثر وأنتِ نايمة
رؤى : وش أقول ؟
وليد : سامحني و كأنك غلطتي في حقه
رؤى : أنت قلت لي ماعندي غير أخو واحد ؟
وليد : إيه عبدالعزيز هذا اللي قلتيه ليْ
رؤى تُفاجئه : تحبني ؟
وليد سكَت ، لم يكن مترددا بالجواب وكأنه غير مُطمئن من وضع قلبه ولكن شعَر بأن لسانه عُقِد
رؤى : ماراح تقدر تنساني ، يعني لو رحت لو تخليت عنك .. لو الحياة أوجعتك فيني !! بتضِّل تحبني ؟
وليد يُشتت أنظاره : تدرين أنه أقدارنا واضحة ؟ أنا عارف كيف النهاية بتكون !! أنا واثق تماما من المآساة اللي بتصير .. أنا أعرف كيف الغرق يكون !!
رؤى و تنسابُ دمعةٍ مالِحة ، شيءٌ من الضياع يرتديها ، أشتهت أن تُعانق أحدًا ، نعمة العناق هذِه !! أشتهتها ولكن لا أحد بجانِبها تستطيع أن تُعانقه و يأخذُ من صدرِها كل همومها .. لا أحد غير وليد الذي من المُستحيل أن تتجاهل الدين .. مُستحيل أن تتعدَّى دينها و إن نسَت أغلبِ عاداتها.
ولِيد بملامِح البدوِي إن تغاضينا عن لونِ عينه المُكتسبة من والِدته : قد هالبحَر يا رؤى أحس بالقهر ، أحس بالضيق ، أنا مؤمن أنه الله يعدِل بين خلقه ، و عارف كيف ممكن تكون النهاية بعلاقتنا هذي
رؤى تُقاطعه : الحرام ممكن يكمَل لكن بدون راحة
وليد : تختنقين يا رؤى .. تختنقين كثير
رؤى : قلت لي مرَّة أننا نقدر نحوَّله حلال
وليد ألتفت عليها بصدمة من أنها تتذكَّر فذاكِرتها لا تحتمِل إلا النسيان
رؤى وضعيفة تلك الثقة في داخلها : قلتها صح ؟
ولِيد هز رأسه بالإيجابْ ليُردف : عُمري ما كنت بحيرة زي ما أنا الحين
فضفضة ولِيد هذه تغصُّ بي ، حزينة أنا ، بائِسة لا مجالْ للوضوح في حياتي ، لو أنَّني أدرُك كيف أمحِي حُزنك يا ولِيد و لكن من يُعلمنِي كيف أقِف مُجددًا بضحكةٍ لا تغيب ! علِّمني يا وليد.
وليد بكلمةٍ موجعة ، بكلمةٍ هزَّت أركانِه ، بكلمة أسقطت غرور شرقيتِه ، بكلمةٍ رقيقة بعثرت قلبِ الثلاثيني هذا ، : من يكفِّر عن الحياة ذنبها معاي ؟
رؤى و بكت دُون توقف ، بكت بغصاتٍ مُتتالية ، أشعُر و كأني أستلِم خبرُ وفاةِ أحدهُم ، أشعُر بأنَّ الحياة توقفْت عِند كلمتِه هذا ، أشعُر بعظِيم ألمِك يا وليد
وليد بِبحَّة مع الأمواجِ التي تنتهي عند قدمِه : مالنا في الحُب صاحب


،

على سرِيرها تلفٌّ خصلاتِها بأصابعها ، دمُوعها لم تجِف بعد ، ياااه كم قسوَت على رتيل ؟ أشعُر بالذنب ينتهِك جسدِيْ ، لا أُفكِر بموضوع أبِي الذي أشعُر وكأن العار حلَّ علينا ، كل تفكِيري يتجِه لرتيل ، ماذنبها كي تتحمَّل مزاجيتي المُفرطة و غيرتي على والِدي !! أشتهِي أن أعتذِر لها وأخبُرها بأنّها اليوم تبدُو أجمَل النساءِ على أرضِه ، لم تعشق رتيل شيئًا كالمدِيح الذِي يُغري أنوثتها ، لو أنَّ الإعتذار قد يُغيِّر شيئًا لقُلته ولكن دائِما ماكانت ومازالت أيضًا رتيل بعيدة وقريبة منِّي في مثل الوقت.
نظرت لجوالِها وهو يُنبه عن رِسالة ، قرأت " لا يليقُ بالجميلة أن تبكِي "
أخذت نفسًا عميقة حتى يبدأ بحرًا من الملوحة يهطِل على خدَّها ، أُريد أن أشتُمك الآن ، أريد أن ألعنك مرات و مرات كثيرة أمامِك ، ضعيفة أنا بحُبي لك وأنت تثِق بغطرستِك أنك قادِر على كسبِي.
بجنُون ضغطت على رقمِه تُريد ان توبخه بسبب أو بدون سبب ، تعرف أنَّ حدود الله تنتهَك بإتصالها هذا ولكن سئمت .. ضاقت .. غير قادِرة على الخلاصِ منه .. ولن يحلُّ عليها الخلاص من غضب الله.
أتاهُ صوتُه المُبعثِر لخلاياها ، الرجُولي البدوي الصارخ الصاخب المُزعج الهادىء العذب الخشن . . و المُحب ، أيّ تناقضات هذه يُرددها قلبي عندما أسمعك.
: مساء العبير
عبير بعصبية : قلت راح ننتهي !
: ما أعرف كيف أنتهي منك
عبير : يا غرورك
: أعرف
عبير : و تبغى تتملكني وبس !! أنا أعرف كيف تفكِر ، تحسبني مقدر أنساك وأني مقدر أتجاهل فكرة وجودك .. غلطان و اللي تبني عليه غطرستك وساديتك ما يمشي معاي
: ما تقدرين تنسيني
عبير ببكاء مقهورة , تتزاحم الكلماتْ عند شفتيها و الشتائِم أيضًا ولكن لا تقول شيئًا
: إيه نعم أنا أحب التملك ، أتلذذ بهالتملك !! و انا أعرف أنه كل طرقك راح تجيبك ليْ
عبير : لا تتحداني !
: حاولي تنسيني وراح تنشغلين فيني
عبير : علاقة أساسها حرام أكيد ماراح تنتهي بسعادة ! وهذا اللي بيأكِد ليْ انك مستحيل تكون زوجي في يوم من الأيام
: أذبح اللي يقرب لك ، لا تحلمين كثير إن ماكنت زوج لك ماراح تكونين لغيري
عبير و هذه اللهجة غريبةٌ عليها ، تشعُر بأنَّ تهديده من ثِقة ، هذه الثقة تُضعفها كثير
: الحين حبيبتي تنام و تهدأ .. أتفقنا ؟
عبير : أنت مين ؟
: زوجك
عبير و تجهشْ ببكائِها
: أششششششش لا تبكِين ، لا تبكِين أنا أحبك
عبير بنبرةٍ ترتجفُ قهرًا : مين أنت ؟ قولي مييييين
: تتزوجيني ؟ و حالاً ؟
عبير سكَنت ، تجمَّدت ، شيءٌ يخترقُ قلبها بهذا السؤال
: تخافين الحرام ؟ هذا أنا أبيك بالحلال
عبير بلعت ريقها ، تضعفُ أكثر ، جُدرانها تتفتت أمامِه ، أردفت : لأ
صُدِم ، الدهشة أرتسمت على وجهه : لأ ؟
عبير : ماني رخيصة لك ... وأغلقتِه في وجهِه !
نظَر لمن يُراقبه ، بيدِه اليُمنى كأسُ من الشايْ الساخِن و يدِه الأخرى مُستنِد بها على مقبض الباب : تكلمها ؟ متى تعقل وتكبر من بنت لبنت !! من مصيبة لمصيبة
: ماني رايق لك أطلع برا
هو :والله لو يدرِي أبوك عن سوالفك بيعلقِّك عند باب البيتْ ويعلمك كيف تحب بنت عبدالرحمن
بحدَّة : قلت لك أطلع
هو بسخرية : اطلع ؟ ههههههههههه لايكون حبيتها !! ههههههههههههههههههههههههههههههههههه أقتلني أقتلني وقول أنك حبيتها ههههههههههههههههه يالله يا سُخرية هالأقدار فيكم !! يا شينها لا حبيت إنسانة عارف أنها ماتبيك
ينظُر له مُصطنع اللامُبالاة ، تجاهله وهو ينظِر للوحاته
هوَ : لهدرجة مُغرية ؟ طيب ورِّني صورتها يمكن تعجبني
رفع عينه و كأنّ البراكين تنقلُ حممها بنظراتِه
هو : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لألألأ كِذا الحال ميأوس منه ، تغار يا روح ماما ؟ تغار عليها !! هذي أنا أعلقها فيني بيومين .. أعرف أنه ذوقك رخيص زي وجهكِ .... نسونجي ماعليك شرهة
وقف وبدأت خطواتِه هادِئة
هوَ : ماشاء الله رجَّال !! هههههههههههههههههههههه حاول تمِّد إيدك و خبرك يوصل لأبوك وهذي المرة أنا عند وعدي والله لأقول لأبوك بسيرتك الوصخة !! مسوي فيها العفيف وتركت التدخين وهذا أنت ترجع له ! انت مستحيل تكون شخص صالح لأنك ببساطة زمن التغيير ولَّى 29 سنة ماتغيَّرت فيها بتتغيَّر الحين !! أنا أحلف لك أنك ماراح تقدَر تصلي التروايح في رمضان كل الأيام ! أنا مستعد أحلف لك انه شعرك أهم من هالعبير !! أنت أصلاً مالك هدف بهالحياة !! إلا صدق *قالها بتهديدٍ واضِح* أبوك يدرِي كم مرَّة تشرب فيها ؟ يالله تكسَر خاطري والله
واقِف بثباتْ ، يستمِع لمن يدسُّ أنفه بحياتِه وكأنهُ وصيٌ عليه
هوَ يُكمل : هههههههههههههههههههههه والله أنه يشفق عليك ، أنا صدق ماني أحسن منك بس على الأقل أصلي حتى لو مو في المسجد ! صدق أدخِّن بس ماأشرب ! صدق أنه عايش على البركة بدون هدفْ بس على الأقل ماألحقّ خلق الله ! انت ماتقدر تعيش بدون حريم ! ماتصبِر !! وليتك توفي لوحدة تخونها مع مليون وحدة !! يا رخص الرجولة فيك .. تدري أحيانًا أقول الرجولة ما لها صِلة فيك !! أنت ذكَر وشبه حيوان في السنة تحِّب مليون وحدة ، تغازل غيرها مليون ! أنا أصلاً لو تقولي أنك نايم مع وحدة ماراح أستغرب . .
لم يُكمِل من اللكمَة التي أتت على شفتيْه وأسقطت كُوب الشاي على الأرض
الرسامُ أفرغ جحيم عبير و رفضِها بمن أمامِه ، أمسكهُ من ياقتِه وضربْ رأسِه على حافةِ الباب ، و أسقطهُ على الطاولِة الزُجاجية ليتناثر الزجاج حول جسدِه ، أوسعهُ ضربًا جعله غير قادِر على مقاومتِه ، لطَّخ وجه من أمامِه باللكماتِ والجروح ، قوتِه هذه أتت عنيفة وجدًا
وقف يُلملم قميصه الذي تقطَّع وبعصبية : قسم بالله لا أخليك تندم والله ثم والله ليوصل لأبوك اليوم وبتشوف كيف تمِّد إيدك .. وخرج
مسح أنفِه بطرفِ كُمِّه ، ليعلم الجميع بمن أنا ، أقتنعت وبشدة أن لا قُدرة عليّ للتغيير حتى من أجلِ عبير .. أخذ علبة السجائِر وأخرج سيجارة لينفثُ بها غضبًا ، أيّ راحةٍ هذه ستتسلل لقلبِي وأنا بعيد كُل البعد عن الله ، يأِستْ من أنَّ لي طريقًا في هذه الدُنيا للصلاح ، أشعُر و كأنَّ من سيُقربني لله هي عبير ، . . . يا غبائِي وأنا أُفكِر بأن هناك وسيطٌ بيني وبين الله .. هذا وأنا أدرسُ التوحيد منذُ سن السادسة و لا أعرفُ كيف أنَّ الله قريبٌ رحيم ومهما بلغنا الذنوب يغفر لنا الرحمن بإذنه الغفور.

يُتبع

الساعَة السابعة مساءً *
ركَن سيارتِه و هو يتصِل على ناصِر مُتجِهًا لبيته : تونِي أفضى
ناصِر : خف علينا بس
عبدالعزيز : والله ماألقى وقت أحك فيه راسي ، تعالي طيب الحين
ناصر : لآ مقدر بس كنت أبي آخذ رايك بشيء
عبدالعزيز ويفتح بابه وهذه المرة يفتحه بحذر شديد ، المؤمن لا يُلدغ من جُحره مرتين
رفس الباب برجله وهو ينظِر ويتأمل المكان المُرتَّب ، يبدُو في النهاية سأقع بحُب هذه الخادِمة التي تُجيد الترتيب هكذا !! ضحك على سُخف أفكارِه.
ناصِر : لحول وش فيك
عبدالعزيز : ولا شيء بس أقولك من كثر ماأنا وحيد و حزين شكلي بحبّ شغالتهم
ناصِر : الله يكفينا الحزن ، أسمعني عزوز أنا بفسِّر حلم غادة
عبدالعزيز صمت لثواني ثم أردف : لأ
ناصِر : يمكن فيه شي لازم نعرفه ، يعني ممكن عليها دين كانت مخبيته عننا
عبدالعزيز : قلت لك لأ ، ان الرؤيا على جناح طائر إذا فسرت وقعت
ناصر : طيب وإذا وقعت ؟ يعني هي ماتت الله يرحمها ! ماراح يضِّرها شي إن شاء الله
عبدالعزيز بخوف : لآلآ يا ناصر واللي يرحم والديك لا تفسِّر شي
ناصِر بضيق : أتعذب ياعبدالعزيز ! ماعاد لي قدرة أتحمَّل أكثر ، أشوفها تبكِي ولا أقدر أسوي شي
عبدالعزيز وهذه الذكرى تتُعبه : طيب وش أقول أنا ؟ يكفينا عذاب ! إن فسرناه وطلع شي شين والله ماراح أقدر أنام زي أيامي الأولى !! ماأبغى أعيش بحالتي ذيك .. ماأبغاها يا ناصر
ناصر بتعب تنهَّد : تشوف غيرها ؟ يعني أبوك أمك أحد ثاني ؟
عبدالعزيز : هالفترة بس هي ، بس قبل كم يوم حلمت بأمي . . أبتسم عبدالعزيز على ذِكراها و بعينه تلمعُ الدمعة المنزويَة و ترفض النزول.
ناصر : حلو ؟
عبدالعزيز : يوووه يا ناصر أشتقت لها كثير ، كانت واقفة بحديقة أو ماأدري وين بالضبط بس كان كله خَضَار ، أبتسمت لي .. تخيَّل شفتها تبسم ليْ
ناصِر يسمعُ إليه و قلبه يبكِي على حال عبدالعزيز
عبدالعزيز : كنت بجيها .. كنت بسلِّم عليها .. قمت وليتني ماقمت .. لو الحلم مكمِّل شوي بس لو أتنفسها أكثر .. رحت فتحت الدولاب وأنا مآخذ بعض أغراضهم من باريس .. رجعت نمت على طرحتَها وريحتها والله يا ناصر للحين فيها ... تمنيت أحلم فيها
ناصِر في حالةِ سكُون ، تذكَّر وِشاح غادة الذي أخذه مِنها ، ولكنه في شقته بباريس لو أنه يطير لباريس الآن و يذهب لشقتِه ويبحثُ عن تفاصيلها هُناك.
عبدالعزيز : يمكن بكرا رمضان
ناصر : أول رمضان بدونهم
عبدالعزيز : أخاف العيد !! ماراح أتحمَّل ودِّي أنام في هاليوم كلَّه وماأصحى الا اليوم الثاني ، ماابغى أشوف فرحة أحد .. أخاف عليهم لا أحسدهم .. وصلت لمرحلة أحسد الناس على فرحها !!
ناصر : مايهم العيد !! اللي يهم كيف بتقدَر تنام أصلاً بليلة العيد
عبدالعزيز و نفسيتهُ مازالت تتذبذبْ ، حزين جدًا ، الحُزن على الرجال لا يُطاق ، تشعُر بوجعهُم كأنهُ سيوفْ . . . يالله ماأعظمُ حُزنِ الرجال !!
ناصِر : تدري أنك تضيِّق الصدر
عبدالعزيز أبتسم : و تدري أننا دايم نفتح جروح بعض !!
ناصر بضحكة بحّ بها صوتِه : إن كان رمضان بكرا لو سمحت لا تتصل
عبدالعزيز : مين قال بـ هنِّيك ؟ مرة مآخذ بنفسك مقلب ! أنا زين أتذكرك
ناصِر بسُخرية : من كثر اللي حولك ماراح تعرف تهنِّي مين ولا مين
عبدالعزيز : شُكرًا على مشاركتك لي الوحدة
ناصر : ههههههههههههههههههههه أجل الفطور عندك ؟ خلك رجَّال وقول تم
عبدالعزيز بضحكة طويلة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماهو تمّ وأنا رجَّال غصبًا عنك
ناصر : يا بخيل .. وأغلقه في وجهه
عبدالعزيز رمى الهاتف وهو يضحَك دائِمًا ماكانت أحاديِثه الساخرة مع ناصِر تنتهي بإغلاق أحدهم في وجه الآخر.
خرَج و يسيرُ بهدُوء نحو الحديقة الخلفية ، تراجع قليلاً عندما رأى ظهرُ جميلةٍ بشعرٍ مُسدَل على كتفِها بنعومة ، أولُ ماخطَر على باله عبير و في داخله قال بإندفاع " دائِمًا ماأقول أنَّ عبير أجمَل من رتيل بمئةِ مرَّة "
الظُلمة تُخيِّم على هذا المكان ماعدا الإنارة التي تأتِي من الباب الخلفِي.
و مقعدٌ طويل من الخشبْ مُعلَّق بسلاسِلٍ يتمرجحُ بخفَّة ، عيناها متوِّرمة من البُكاء و الوحدة و أشياءٍ بائِسة أمرضت روحها.
مازال يرنُّ بمسمِعها حديثُ عبير ، لا قُدرة على تجاهله أبدًا.
شعرت بأن أحدهُم يجلس بجانبها ، ألتفتت برُعب وهي تُشهق.
عبدالعزيز : بسم الله عليك
رتيل حاولت الوقوف لتبتعِد ولكن يدِه تُقيدها من بطنِها ، شعرت بغثيان و بمعدةٍ فارغه تعتصِر بقبضتِه.
رتيل بحدة رُغم صوتِها المُرتجف : أبعِد عنِّي
عبدالعزيز : مين مزعلِّك ؟
رتيل بعصبية : قلت لك أبععععد عنِّي
عبدالعزيز و يضع ذراعه خلف ظهرِها ليشدُّها نحوِه و يُلصِقها بجانبه ، يُعاندها ويغيضها أكثر.
رتيل في داخلها تحاول أن تتزن بما ستقول ، لاتبكين يا رتيل ، لا تبكِين وتضعفين . . هو مايستاهلك !! لازم توقفينه عند حدَّه
ألتفتت عليه وليتها لم تلتف ، كانت قريبة مِنه حدَّ أنَ الهواء رُبما لم يعُد يفصُل بينهم ، ضاعت الكلمات و هي تضيع في عينه ، نست كيفية الكلامْ بس عجزت ان تتذكَّر كيف يجب أن تتحدَّثْ.
أنفاسها تضطربْ و قلبُها ينتفِض ، و أنفاسِه تحرقُ وجهِي ، أدركُ كمية الحِقد في قلبه عليّ و على والِدي ، لكن . . . .
لا يُوجد لكن عند عبدالعزيز ، أقترَب مِنها ، جبهتهُ تُلاصِق جبهتها و أنفُها الشامِخ رُغم صِغره يُعانق أنفُ عبدالعزيز ،
شعرت بأنَّ نبضِها يقِفْ وَ جسدِها يرتعِش و مغص في بطنِها من الربكة اللتي ترتمي على قلبها.
عبدالعزيز يُخلخل أصابعه بشعرها الناعم ويجُّرها نحوِه أكثر و يُعاوِد فعلته دُون أن يُفكِر بعواقِب أفعالِه ،
تشعُر بأنَّ شفتيها تحترِقْ تحت وطأتِه ، تشعُر بأنَّها فعلاً رخيصة ، تشعُر بأن ضميرها يموت شيئًا فشيئًا ، حتى أنَّها غير قادِرة على الدُعاء لحظةً و هي تعصِي الله هكذا !! ، كم هو تافه الحُب و أنا بين أحضانِه معصيةً الآن ،

عبير تقدَّمت لشُباكِها و كادتْ تفقِد توازِنها وهي تنظُر لرتيل و عبدالعزيز في هذا المنظَر المُخِّل ، لم تُفكِر بشيء سوَى أن دموعها سقطت !! أولُ ماأتى في بالها " والله شديد ذو إنتقام " ، أرتعشت بأكملِها من هذا المنظرْ . . غير مُصدِقة بأنَّ رتيل تتنازل بهذا الرُخص أمام عبدالعزيز ! يالله كم أستحقرك أنتِ و عبدالعزيز الآن ، كيف ترتضِي بأنَّ تُقبِّله و تغرقُ في تقبيله و هو ليس بمحرمٍ لها .. يالله لا تقع علينا السماء السابعة من حجمِ هذه المعصية !! يالله أرحمنا .. يالله أرحمنا . . ارحمنا يالله إنا نخافُ يومٌ عظيم.
أبتعدت عن الشُباك و لن تسمع بهذا الهبل أن يحدُث هُنا.

رتيل تدفُّه بقوة لتقِف أمامه مُمتلئة بالدمُوع ، واقفة لا تقول شيء ، على غير العادة ، لا تُطلق أيّ شتيمة في وجهِ عبدالعزيز
خيبتها هذه المرة تكبُر أكثر وأكثر ، خيبتها هذه المرة لا مجال بها للعتب ، خيبتها هذه المرة تتمدد و لا أكادُ أسيطِر عليها.
عبدالعزيز بلل شفتيْه بلسانِه و يرفعُ عينهُ لها ، باكية حزينة ! أدركُ يا رتيل كم من الحُزن الآن يُغلفُ قلبك ! اعرفُ تمامًا كيف الحُزن يكون و الخيبة أيضًا !! أنا قادِر على تدميرك في لحظة و رُبما هذه اللحظة قريبة.
رتيل مازالت واقِفة ، تبكِي بصمتْ ، عيناها لا ترمش موجَّهة بسهامٍ موجعة لعينَا عبدالعزيز ، همست : ليه ؟
عبدالعزيز ، في ثغرِك ألمحُ طيف مقبرتِي في هذه الحياة ، أعرفُ تمامًا أنَّ معصيتي أنتِ ، أعرفُ أكثرَ أن المقبرة سأُدفن بها لا مُحال و أنَّ والدِك لن يدعُو ليْ بدعوةٍ واحِدة ، لا علاقاتِ في الحياة ، هذا مايجب أن ألتزِم به . . أدرك وحدة أولئك الحمقى في المبنى الرديء كيف يعيشون حياتهم بوحِدة لا يعرفون معنى الصداقات والإجتماعات !! و لن أكون منهم ،
إن عصيتهُم فأنا أذهب لمقبرتِي طواعيةً ، و أنا أُريد هذه المقبرة .. أُوَّد الموتُ أكثر ولا أفهمنِي ، أعاقب نفسِي أريد أن أتصِف بصفاتٍ أكرهها .. مجنُون أنا و لا أرِيد أن يَعلَق بجنوني أحد !
رتيل بصوتٍ مجروح : ليه تعذبني ؟
عبدالعزيز وقف لتبتعِد بخطواتِها للخلفْ : مين اللي يعذِّبك ؟
رتيل بوجع : أنت
عبدالعزيز : أنا أنتقم لنفسِي ، تعرفين وش يعني موجوع ؟ ماتعرفين لأنك عايشة حياتك زي ماتبين !! ماتعرفين وش يعني وحدة .. لآ أهل .. لآ شيء !! كل شيء في قلبي أغتصبوه !! أغتصبوووووووه .. رددَّها وأحرق سمعها به.
أردف : على فِكرة يسعدني أقولك اني تزوجت .. أبوك ماقالك ؟ شهد على زواجنا مقرن .. كلميه قولي له مين أخترت
رتيل تعتصِر ببكائها ، أرفعت نظرها للسماء الصافية و هلالٌ يُضيئها ، خيبةٌ أخرى لا تستطيع أن تُصدقها.
عبدالعزيز : بتكون زوجتي اللي بحطها بعيوني ، بدوِّر فيها عن الحياة اللي مقدرت أعيشها !! ، تبين تعرفين من هي ؟
يكفِي جرح يا عبدالعزيز ، قلبي يتقطَّع .. لم أشعُر بحرارة الغيرة كشعورِي بأنَّ الجليدُ من حولي ينهارْ و قلبي يحترِق تحت نارٍ لا ترحم ، كأنَّ احدهُم يطعنني بسكِينٍ غير حادَّة و يُمررَها بهدُوء و لا يرحمُنِي بقتلٍ واحِد.
عبدالعزيز بحدَّة غاضبة ، بصوتٍ يتفجَّرُ حُرقة : بخليك تتعرفين عليها قريبْ ، راح تقابلينها كثيرْ !!!
رتِيلْ و لا يهدأُ بكائَها ، كأنها طفلةٌ أوقعوها في منتصفِ الطريقْ من فُرطِ الوحدة ضربوها ولم تجِد من يُدافع عنها ، حتى ظِلَّها وقف خلفها ، لا تعرفْ تحمِي نفسها أم تحمي من ؟ ، كل شيء ينهارُ أمامها ، حُبها و أشياء جميلة في قلبها ، تبكِي بوجَع ، ياااه يا شعُور الإهانة بالحُب كيف يأتِي مذاقهُ حارِقًا يلسعُ لسانِها وقلبها أيضًا
عبدالعزيز بحدةٍ أكثر وهو المقهور من نفسه قبل كل شيء : أحبها أكثر من أيّ شيء ثاني في حياتي هذا إذا كان باقي لي حياة ، أتصلي على أبوك وأسأليه !! على فِكرة أعرفها من باريس .. إسمها أثير .. حلوة كثير تحسين كل جمال الكون في ملامِحها و خلوقة *قال كلمتِه هذه بقسوةٍ على رتيل*
أكمل : و تعرف حدودها كثير .. تحبني أكثر من نفسها وتدوِّر رضايْ
رتيل أخفضت رأسها ليغتسل شعرها بدمُوعها ، حُرقة و قهر .. يالله يا عبدالعزيز كم انا مقهورة مِنك ، يالله كم هي خيبتي واسعة !! أنفاسي تضيق ، أشعُر بأنَّ الكون يلتفُ حولِي ويُزاحمنِي الهواء إن بقيَ هواءَ الآن !! أخفف من هذا العذاب ، توقَّف عن قولِ الجحيم والله لا طاقة لدِي ، والله أني ضعيفة ، والله أني يائسة لا حول لي ولا قوَّة حتى أتحمَّل هذا الحديث.
عبدالعزيز : ماراح تقولين لي مبروك ؟
رتيل بين بُكائها : يكفييي
عبدالعزيز ببرود : ليه تبكين ؟
يالله يا عبدالعزيز على هذه القسوة ، تقتُلنِي وتمشِي بجنازتي ، أيّ قوة أتتك حتى تُضُر قلبي بهذه السهولة دُون أن ترمش تأنيبًا ؟
لا أفهمك ، كل ما في الأمر أنَّني أُعاقب بك ، أنتَ ليس هِبة أو بركة سماء . . انت ذنب ، عقاب ، عذاب ، معصية .. معصية يا عبدالعزيز.
عبدالعزيز : أبحثي عنها بالنت راح تلقين صفحتها بتويتر ، أثير روَّاف .. شوفيها وماراح تلوميني أبد أني أخترتها .. وتركها تُلملم خيبتها.
ذهب هو أولاً و لم تذهب هي .. لم تُهان في عُمرها إهانةٍ كهذه ، كل الإهانات الماضية كانت تكسِر عقلها وبعضُ قلبها ولكن هذه الإهانة تكسُر قلبها وعقلها معًا .. كيف أحتمل ؟
نظرت إليه حتى دخل بيتِه ، حتى دخل عُتمته الرديئة ، تمتَّع بيْ ليُهينني أكثر ، ليستلِذ بتعذيب قلبي بينما هوَ غارق في أُخرى ، إن لم تُبادلني هذا الحُب على الأقل أمضِ بسلام ، لِمَ جرحتني بمثل هذا الجُرح ؟ كيف أتطهَّرُ مِنك ؟ كيف أطلبُ من الله مغفرة معصيتي بك ؟ كيف أقُول لهذه الحياة أنَّني أعيشُ مخاضِ حبٍ لا يُريد أن يتركني بسلام !
لا أجوبه لديك يا عبدالعزيز لأنك أرخصتني ، أنتَ من أغتصب هذا القلبْ ! ليتَك عرفت أن تنتقِم بشيءٍ آخر غير القلبْ.
تُدرك جيدًا أن الحُب مرضٌ لا شفاءِ منه ، لِمَ يا دوائِي ؟
دخلت و كانت بإستقبالها عبير ، أبعدت نظرها عنها لتصعد ولكن وقفت عبير أمامها
رفعت وجهها الشاحِب الممتلىء بملوحة دمعِها ، لتتلقى الصفعةُ الأولى بحياتِها من عبير ، صفعتها بكل ما أُوتيت من قوَّة ، صفتها بحُرقة الأخت على أختها ، بحُرقة على الله الذي يراهُم بهذه المعصية !!
كادت تسقِط ولكن أتزنت ، رتيل القويَة الشامِخة المتهورة المتمردة التي لا ترضى بالإهانة سكتت .. لم ترُد على عبير !
عبير بحدة : لييييييييييييييييييييييه ؟
رتيل رفعت عينها عليْها لوهلة شعرت بأنَّ من أمامها والِدتها ، لوهلة شعرت بأنه يحقُّ لها الإرتماء بحُضنها وإن كان جافًا سيُبلله دمعي بالتأكيد ، لوهلة أرادت أن تقول " سامحيني يا أمي "
عبير : ماخفتي ؟ و بليلة رمضان بعد !! بليلته تسوين كذا !! لو أنه رجال مالمسك في غياب أبوي ! لو أنك ثمينة ما قرَّب منك !! يالله يا رتيل لو تدرين بقهري وأنا أشوفك كذا ... يا رخصك .. يا رخصككك ماني مصدَّقة أنك وصلتي لهالدرجة من الرخص !! الله لا يبارك في حُب جمعكم في ليلة مثل هذي بهالمنظر !!
رتيل صامِته ، هذه الليلة لم تنَم بعد ، هذه الليلة مُتغطرسة لا تُريد ان تنتهي إلا بسيلٍ من الإهانات ،
عبير : ماراح تكبرين وتحسين بفداحة اللي تسوينه !! الله لايحاسبنا بالسفهاء امثالك أنتِ وياه ... وصعدت للأعلى تارِكة رتيل كما تركها عبدالعزيز للتوّ.
خيباتٍ مُتتالية ، من أصعبِ أيام حياتها ، لم تقوَى على الصعُود ، جلستْ على الكُرسي القريب منها ، بكَت و أجهشت بالبُكاء وهي تغرزُ أظافرها بفخذيْها وكأنَّ بعض القهر سينجلِي بتصرُفها هذا.

،

في مجلِسهُم بعد إعلانِ رمضان ، ضجَّت الروحانية في البيتْ.
تُقبِّل رأسه : مبارك عليك الشهر يبه
والِدها : علينا وعليك يتبارك
ريم : يالله أحس رمضان هالسنة غير بكل شي مدري أحس بشعور حلو إتجاهه
يوسف : لاحقة على العرس
ريم تفجَّرت بالحُمرة : مين قال أقصد العرس ؟
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كم أحبك يا يوسف
يُوسف بإبتسامة مُدللة لهيفاء : أنتِ بس أشرِي لي على اللي يقهرك و انتفه لك
ريم : ماشاء الله يعني نتفتني الحين
يُوسف : لا تتحدين ترى والله الحين اخليك تنحبسين بغرفتك أسبوع أخليك تستشعرين بحلاوة رمضان
والدتهُم : أستغفر الله هالحين الناس مستانسة ويذكرون الله وأنتم تتهاوشون ! يوسف حاط عقلك بعقل ريم
ريم : وش قصدك يمه ؟
والدتها و – تبي تكحلها عمتها - : أقصِد أنه يعني رجَّال وكبير مفروض مايتطنز عليك
يُوسف : لآلآ يمه مايصير كذا وش قصدك يعني ريم بزر !! ماتوقعتها منك يمه
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههه شيطانك قوي
يُوسف بضحكة يُردف : بصراحة ريم لازم تآخذين رد إعتبار من أمي كلمتها قوية بحقك هذا وأنتِ بتتزوجين بزر أجل هيفاء وشو ؟
هيفاء : نععععععععععم !!
والِدهم : سُبحان الله فيه ناس تحس أنهم راضعين من أبليس
يُوسف : لآلآ يبه بصراحة ماتوقعتها منك ! تقصد أمي ابليس .. أعوذ بالله من التشبيه
هيفاء و ريم و والدته و والدها ينظرون إليه بغضبْ من تصرفاته التي تُريد الإيقاع بهُم
يوسف ينفجِر ضحِكًا على أشكالِهم : مير وش سحوركم اليوم ولا بتطردوني ؟
والده : قم أنقلع برااا ليت أمك يوم جابتك بركت عليك
دخل منصُور مُبتهِج : مبارك عليكم الشهَر .. قبَّل جبينْ والِده و رأسِ أمه ،
يُوسف وقف بتثاقُل : يخي دايم تحسسني أني بزر قدامك ! لازم أوقف وأسلم عليك .. و بتقدِير كما هو المُعتاد قبَّل رأس منصُور
منصُور : وأنت بزر ماجبت شي جديد
يُوسف : تقديرًا لعُمرك بسكت

،
دخلت القصِر وهي تتأملُه ، أشتاقت لهذا المكان كثيرًا
سلطان : نورتِ .. مُتجاهلاً من هي خلف عمتِه
حصة : تسلم لي عينك ..
سلطان يحذِف هاتفه ومفاتيحه على الطاولة
حصة بإبتسامة : هالعادة ماراح تنتهي
سلطان : لا أنكسر جوالي
العنود تمتمت : يا شينك
حصة وكزتها بمرفقِها لتُردف : مغيِّر أثاث هالصالة ؟
سلطان : قبل فترة ..
عايشة بإبتسامة مُتمايلة : كيف هال ماما هِسة ؟
حصة : هلا عايشة بخير شلونك أنتِ ؟
عايشة : تمام كله زين ..
حصة : يازينك والله حتى أنتِ وحشتيني ... تقدمُوا لغرفهم المُعتادة ولكن قاطع هذا التقدُم : حضرنا الغرف اللي تحت ؟ أوسع لكُم و أكبر
حصة أكتفت بإبتسامة و أختفُوا من أمامِه
سلطان : حضري العشاء ماعلى أتروش .. وصعد للأعلى ، دخل جناحه المُوحش ، رمى سلاحه وحزامه على الكنبة وصوتُ حزامه وهو يقع على الطاولة جعلت تِلك الليلة تدُور في عقله وتنتشي ، يجنُّ جنون عقله الآن وهو يتذكَّر كيف ضربها ؟ كيف سمع آهآتها على أنها لا شيء و انها من العدَم و لا وجُود لها.
أستعاذ بالله وهو يرمي قميصه العسكري على الكنبه و يدخلُ الحمام.
في جهةٍ أخرى بالأسفَل.
حصة : وأنتِ تدرين أنه مايحب سالفة كشفك عشان كذا تتنقبين !
العنود تنهدت : يمه وش أتنقب عشان حضرته ؟ هو ماهو أبوي ولا أخوي عشان يتحكم فيني !! أستغفر الله بجلس أداري خاطره .. ينقلع عن وجهي ماني مسوية شي عشانه
حصة : أجل تبين تطلعين من البيت كاشفة ويشوفونك الجيران و يقوِّم علينا الدنيا أنتِ تعرفين سلطان لا عصَّب والله ليصلِبك عند الباب.
العنود : ماله دخل فيني ! هذا اللي ناقصني بعد
حصة : هو سِتر لك وبعدين حرام الكشف
العنود بسخرية : أمدى يمه تغيرين رايك !! أنتِ ماتنقبتي الا يوم تزوجتي أبويْ
حصة : إحنا قبل كنا بجهل
العنود وضحكت من فُرط قُبح العذر : كنتوا بالجاهلية ؟ حسستيني أنك عاصرتي الفتوحات الإسلامية !! ماكأنك منولدة بالستينات
حصة : هذا اللي شاطرة فيه تتطنزين على أمك !! أسمعيني زين ولا تكثرين حكي ! تنقبي ولاتكثرين طلعاتك
العنود : مشتاقة لصديقاتي وكل يوم بطلع معهم وماله دخل فيني
حصة : لحول أتكلم كِذا وترد عليّ كِذا ! انا قلت لك وأنتِ كيفك عشان لا عطاك كم كلمة تسد بدنك ماتقولين ليش
العنود : يالله على رياجيل عايلتنا فيهم طبع شين يكرهونك بعيشتك
حصة : بسم الله عليك من هالعايلة !! نسينا تغربتي كم سنة ونسيتي ديرتك و ناسك
العنود : يمه خلاص أحس نفسي برجِّع كل اللي أكلته اليوم بهالسيرة .. وكانت تهِّمُ بالخروج
حصة : بنت !!
العنود : هاا
حصة : وجع !! بتطلعين كذا قدام سلطان
العنود : ما كأنه متعوِّد عليّ
حصة : الحين هو متزوج و مايجوز تطلعين له كذا
العنُود وتضيِّق على والدته : وقبل لايتزوج كان عادِي أطلع عنده ! تكفين يمه أرحميني من مُجتمعك المتناقض يحلل ويحرم متى ماأشتهى
حصة : الحين صار مجتمعي ! يابنت اللي مانيب قايلة
العنُود : تبيني أحط طرحة !! إذا كذا قولي لي وبروح عند أبوي ماأتحمل أجلس في بيت ماآخذ راحتي فيه
حصة : الحين إن جت وشافتك الجوهرة ! عيب بحقَّها
العنود : إسمها الجوهرة ؟
حصة بإبتسامة مُبتهِجة : إيه بموت عشان أشوفها
العنود بتغطرُس : ذوق ولد أخوك شين أخذيها مني تلقينه متزوج وحدة ماكملت حتى ثانوي !
حصة : بنت عبدالمحسن آل متعب
العنود : وخير ياطير !! أنا ماأعترف بالأسماء أعترف بالإنجازات !! يعني عمها عبدالرحمن آل متعب !! بس هي وش ؟ تلقينها ولا شيء
حصة : هالكلام ما ينقال قدامه فاهمتني
العنود بملل : طيب .. وخرجت دون أن تلتفِت لأوآمر والدتها.

،

هذه آخرُ صلاة في الحرم ، تشعُر بأنَّ قلبها رُغم الراحة إلا أنه يُريد التشبُث بالكعبة ، لآ تُريد ان تخرج منها الآن ، أشتاقتها ولم ترتوي بعد بشكل كافٍ منها ، مازالت تحسُ بأن روحها متعطشة إليْها ، أطالت سجُودها و ركوعها كأنها تُبطىء الوقت ، قضت صلاةُ التراوِيح و صلَّت بعدُها ركعةٌ لتشفِي بقايا حُزنها ، بكت كثيرًا في وداعِ مكَة ، تشعُر بأنَّ الأمل يفتح ابوابه بإتساع أمامها ولكن لا تُريد أن تتركها ، توَّد لو أنها تعتكِفُ هنا و يختفِي هذا العالمُ من امامِها .. " يا حظّ أهل مكة بمكة "
صحت على صوتِ والدها : يالله ؟
الجوهرة وهي ترتدِي نِعلها أمام الحرم ويسيرَان على أقدامهم مُتجهين للفُندق القريبْ ، أغسلت وجهها و شربتْ من زمزم.
أرتدتْ نقابًا آخر يبدُو أرتبًا بعد أن تبلل ذاك بدمُوعها.
لم تكُن هناك أغراض تُذكر لهُم ، سوَى أنهم بالصباح أشترُوا بعض الأشياء الضرورية.
خرجُوا للجهةِ الأخرى حيثُ سيارتهم ، و بطريقٍ يعُود لجِدة ، قلبها تعلَّق بمكَه تمنَّت لو تجلسُ أكثر لكن لا مجال فـ والِدها مُستعجِل هذه المرة.
قطع تفكيرها : وش رايك نجلس بجِدة كم يوم ؟
الجُوهرة : كيفك
والِدها : أبي مكان ترتاحين فيه
الجوهرة : مكة
والدها : عارف بس تدرين أنه موسم و لازم حجز من قبلها ، زين لقينا فندق بهالوقت اللي الناس كلها جاية
الجُوهرة أبتسمت : ولا يهمك ، تكفيني هاليومين أرتحت فيها كثير الحمدلله
والدها : الحمدلله ، نرجع الشرقية ؟
الجوهرة أرتعشت من هذه السيرة ، لاحظ والدها ربكتها.
: محد بيقدر يفتح فمه معاك !!
الجُوهرة : ماأبغى أمي تتعب وهي تشوفني أكيد بتشك
والِدها : بنقدَر نفهمها أنه صار سوء فهم بينك وبين سلطان
الجُوهرة تنهَّدت
والِدها : تدرين أنه تركي هرب !! ماأقدر أستوعب وين وصلت فيه هالحقارة ؟ ماني قادر أتصوِّر أني ماعرفت أربِّي أخوي ، أتصلت على أمك الصبح وقالت لي أنه مسافر من كم يوم و ماله حس .. عرفت أنه هرب
الجوهرة بربكة : يبه جاني
والِدها : جاك ؟ وين !!
الجُوهرة و حديثها يرتجف : في بيت سلطان ، قالي أروح وياه !
والِدها : كيف تروحين ؟
الجوهرة ببكاء : يقولي انه يحبني وأنه محد بيحميني غيره و انه لازم نهرب
عبدالمحسن أوقف سيارته جانبًا غير مُصدق ، هذه الصدمة الثانية لا تسَعنِي ، كيف ؟ أُريد أن أعرف كيف ؟ أيعنِي أن تُركي شاذًا عن الفِطرة يُحب أبنتِي بطريقة شهوانية ! يارب ألطُفْ بيْ.
الجُوهرة : قال بيروح عن طريق الكويت .. هذا آخر شي قاله بعدها تركني
عبدالمحسن بقهر : والله لأعِيد تربيتْك
الجوهرة و حدَّةِ والدها نادِرة جدًا ، تهديده شعرت بِه بنوع من الإطمئنان وأيضًا بخوف عليه من أقاويل تُركي.

،

لا ترُد ، تبكِي بشدَّة و وجع عميق ، مُتربعة على السرير والمناديلُ حولها
بصوتٍ حاد : مُهرة وراتس بلا !! أتركي عنتس الدلع
مُهرة : كلمت عبدالله ماكلمك ؟
والدتها : الا قالي مُهرة تبيتس و تبي تجي لتس
مُهرة : يمه ماني طايقته ،
والدتها : لآ يكون تتوحمين عليه
مُهرة بعصبية ممزوجة ببكاء : يمه حرام عليك انتِ تفكرين وين وأنا وين !! أقولك ماني طايقته هو وأهله
والدتها : خلي عنتس هالحتسي وأركدي عند رجلتس
مُهرة : يممممه
والدتها : وصمَّه وش أقول انا من ساعة ؟ مُهرة أنتِ لتس عقل وتفكرين ! أعرفي مصلحتس وينهي ، بتجين هنا بيآخذتس واحد من عيال خالتس ويكرهتس بعيشتتس .. هذاني حذرتتس .. أختاري أيّ عيشة تبين
مُهرة و ترفعُ عينها ليُوسف الذي دخل ، مسحت دموعها ولكن مازالت تتمرَّد دمعةِ كلما مسحت أخرى
والدتها تُكمل : أسمعيني زين .. تحمَّليه و بتقدرين تكسبينه بـ صفتس ، الكلمة الحلوة تليِّن الرجَّال
يُوسف ينظُر إليها بتفحُص و يُدقق بعينيْها المُتخمة بالدموع
مُهرة صامِته لا تستطِيع أن تتحدَّث أمامه بل باتت لا تُعرف الآن ،
والدتها : أنتي معي يالمقرودة
مُهرة : إيه
والدتها : تعالي بسألتس
مُهرة و شعرت من نبرتها ماهو السؤال
والدتها : أنتِي وش بلاتس منكتمة الله يكتم عدوينتس
مُهرة : أسمعك يمه
والدتها بسؤالٍ مُبطن : صار بينتس وبين يوسف شي ؟
مُهرة تفجَّرت أوردة جسدِها و وجهها ومازال يُوسف يُراقب وجهها الذي يقلبُ للحُمرة الآن ، مِمَ تُحرج الآن ؟
والدتها تضحك لتُردف : إيه عفيَّة على السنعة دللي رجلتس بس
مُهرة كادت أن تضحك من نبرةِ والدتها ولكن كتمت ضِحكتها بين بُكائها لتتحوَّل تلك الضحكة لإبتسامة شقية ترتسِم عليها
يُوسف ومازال جالِس على الكنبة أمام التلفاز المُغلق ، أيّ تناقضات هذه في ملامحك الآن ؟ تبكين ثم تُخجلين ثم تبتسمين.
والدتها : قضى صياحتس ؟
مُهرة ضحكت ضحكة قصيرة لتُردف : إيه
والدتها : أضحكي بس وش لتس بشقا الدنيا لاحقة على الكُبر وحزنه يا يمه
مُهرة : تآمريني على شي ؟
والدتها : سلامتتس
مُهرة : الله يسلمِك ، بحفظ الرحمن .. وأغلقته لتقع عيناها في عين يُوسف.
يُوسف : شخبارها ؟
مُهرة : يهمك تعرف أخبارها ؟
يُوسف بهدُوء : إيه يهمني
مُهرة : بخير
يُوسف بعد أنا طال الهدُوء قطعه مرةً أخرى : طيب جهزي نفسك راح نطلع
مُهرة : وين ؟
يُوسف : بتشوفين بنفسك
مُهرة : ماأبغى
يُوسف بهدُوء أكثر : ممكن ؟
جاء طلبُه ألطفْ من أن ترَده ، صمتت لتتجه للحمام وتُغسل وجهها من آثارِ البُكاء والكحل الذي يُشكِّل هالاتٍ حول عينها.
يُوسف أتجه للسريرْ ليأخذ هاتِفها ، نظر للتاريخ الأسوَد ذاك ، مع من كانت تُكلِّم ، " عبدالله " .. من عبدالله ؟ في هذا اليوم لم تتصل إلا عليه !
من خلفه : تطمَّن ولد خالِي
يُوسف ألتفت عليها وبعتب واضِح : كان ممكن تقولينها لي في ذيك اللحظة
مُهرة : ليه تعاتبيني وكأن فيه شي بيننا !!
يُوسف : أنتِ تشوفين الزواج كِذا ؟
مُهرة : أنت تشوف الزواج ضرب و غصب !!
يوسف : أستفزيتيني
مُهرة : قهرتني
يُوسف : صبرت عليك كثير وطوَّلت بالي أكثر لكن أنتِي اللي جنيتي على نفسك
مُهرة : طيب ... جلست على كُرسِي التسريحة
فهم مقصدها ، وأردف : قومي ماراح آخذ من وقتِك كثير ، ساعة وراح ترجعين
مُهرة : وين بتوديني ؟
يوسف بحدة : مُهرة !!
مُهرة و تنظُر لعينه ، لم تتأمل بعينه مُسبقًا كما تتأمل نظرته الحادة عليها ، غرقت في تفاصِيل عينه حتى شعرت وكأنها تعدُ شعرُ وجهه.
يُوسف : ألبسي عباتِك ولا تتأخرين . . أنتظرك تحت .. وخرج

،
في ليلةٍ ضجَّت بها مساجِدُنا بسكينة القرآن ،
دخل وفي فمِه السوَاك أمالُه بلسانه جانِبًا حتى يتحدَّث : وين رتيل ؟
نطقت من أمامِه و تجمَّد بل صُعِق و أنظارِه تتشتت و عقله يدُور دُون خيطٍ يُفكِر به بإتزان : متــى !!!

.
.





.
.



أنتهى

لمحَة ملوَّنة " بضحكة يُردف : لما عالباب يا حبيبي منتودع بيكون الضو بعدو شي عم يطلع بوقف طلع فيك و ما بقدر أحكيك وبخاف تودعني و تفل و ما ترجع "

لمحة رمادية " قال بغضب : اللهم أني صايم ، أسمعيني زين لو ..لم يُكمل حديثه وهو يراها تستلعن وتعطيه ظهرها ، هذا ماكان ينقصه ، صعب جدًا مهما بلغ قدرُ من أمامه أنَّ أحدهُم يُعطيه ظهره ، لم يتمالك نفسه وهو يشدُّها من شعرها "

كل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة () تقبَّل الله مننا صيامنا وقيامنا يارب ،
عساكم من عوَّاده يا جميلين :$

نلتقِي بإذن الكريم - الخميس -
راح نرجع لمواعيدنا القديمة ، كل خميس و أحد إن شاء الله.


لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و سُوريــا , كان الله في عونهم و اللهم أرنا في بشارٍ و أعوانه عجائِب قُدرتكْ.

*بحفظ الرحمن.




JAN 07-10-2020 07:52 PM



السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"

سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.

الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.


رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 38 )



قلتها منذ زمن
عندما تكون الآثام طريقا للجنه ..


بدوت بمقلتاها
قاتلا لادين له ..

اقتات على الحب
بتلذذ
و أنا أذيقها
وجعه
بصورة تسقطها
دون سقوط
و تخنق
كل آه ..

أستل أنفاسها
أنينا أستمتع به ..

لا أشعر بالذنب
أبدا لا أشعر
بل
بمتعة لا حدود لها ..

تروقني عبراتها
و انكسارات
تأبى الخضوع لي ..

إنها سبيل
لا سابق له
أن أشعرك الذنب
و أنا أبتسم ..

أجعلك
كتائهة لا تعلم
ملاذا ..

فأنا أدرك جيدا
أن ثغرك لن يبصق
الحقيقه بل ستظل
ضعفا أفترسك به ..

*وردة شقى


،

في زاويـة البيت ، مُتكِأة و عقلُها يتكأ على الشك ، ماذا حصل مع إبنتِي ؟ هذا ما يشغُل تفكيرها و يعقدُ بين خيوطه بأنَّ شكِها يقين : ياربي بيذبحني أبوك هو وبنته
ريان و مُتملل من هذا الموضوع : يمه يعني وش أسوي ؟ قلت بروح لهم وعيَّا !! تبيني اتصل على سلطان ؟ كِذا بتحرجينا يمكن بنتك غلطانة بحقه وأبوي راح يشوفها
والدته بعدم إقتناع : لآ الجوهرة مستحيل تغلط بحقه
ريان : لا تثقين فيها كثير !! الحريم ناقصات عقل
والدته بتذمُر : يالله عاد نسمع للمجنون الثاني ! أستح على وجهك ناقصات هالعقل ربوك ولولاهم ماجيتوا
ريان : ماقصدت اسيء لكم بس أقول أنكم ماتفكرون زين
والدته بسم الله عليك ياللي تفكر زين من إتصال واحد طلقت مرتك
ريان تنهَّد : خل تجي بنت عبدالله و أذكري منى قدامها !!
والدته : أكيد ماراح أذكِرها أنت تسنَّع مع بنت الناس ..... صدق ذكرتني وش صار على الأثاث ؟
ريان يرتشِف من كُوب قهوته ويُردف : كل شيء تمام
والدته بعد صمت لثواني : راحوا الثنتين وجلست لحالي
ريان : وأنا ؟
والدته : البنت غير
ريان بإنفعال : وش غير ؟ الرجال أفضل منهم ! ولو يقولون أختار شخص تعيش معاه العمر كله أكيد الواحد يختار رجَّال يعيِّشك أما البنت وش تفيدك فيه
والدته : أستغفر الله بس أنت متى تفِّك هالعقد بمخِّك ! بكرا تهين ريم عشانها بنت ! يالله لا تحسابنا حتى بعصر الرسول عليه الصلاة والسلام بطلوا هالعادة وأنت للحين بالجاهلية الأولى

،

في يدِه الكُوب يعتصِر حتى رماهُ وتناثَر زُجاجه ، أنحنى بظهره قليلاً ليُمسك رأسه بيديْه الواسِعة ، أنفاسه مازالتْ تتصاعَد وكأنه للتوّ خرج من حربْ.
يشعُر بأنَّ رتيل أستفزت كل قوَّاه ببكائِها ، مقهُور ، غاضب ، سيء .. سيء هذا الشعور ، أرهقته و جدًا ، كلِماتها سهمٌ ينفذ من قلبه ولا يرحم ، لم يراها بذاكِ الضُعف من قبل ؟ لِمَ ضعفت إلى هذا الحد ؟
ياإلهِي ماذا يحصُل بي !! وصلت لمرحلة حتى عقلِي توقف بها عن التفكير.
أوَّد لو أنّ أقتلع بُكائِها ، أن أقتلع عيناها من الأساس ، نظراتِها أكرهها ، أكره تِلك النظرات.
عروق يدِه بارِزة وأعصابه تتفتت من شدِّه عليها ، ينتظِر أن يأتيه أحد ليُفرغ غضبه عليه ولا يرى سوَى ظِله
أغمض عيناه لثواني .. هي اللحظة من تخطُفنا لِما نوَّدُ نسيانه

يسيرُون بجانِب حمامِ السباحة الخاص بالشاليه القريب من شواطىء فرنسـا.
عبدالعزيز مُدخل كفوفه بجيُوب البرمُودَا و عيناه مُغطاةٍ بالنظارة الشمسية البُنيـة
ناصِر يضع على رأسِ عبدالعزيز قُبعة من القش و عينِه تُغطيها النظارة الشمسية السوداء
غادة : أوقفوا جمب بعض بصوِّركم
ناصِر وقف بجانب عبدالعزيز و بمُشاكسة من عبدالعزيز تأبَّط رأس ناصِر ، و رفسةٌ مِن ناصِر أضحكت عبدالعزيز لتلتقِط غادة الصُورة بتلك الحركات العفوية
ناصِر : أنا أوريك .. ويدفعه على حمام السباحة
غادة و تدفع ناصِر خلفه بضحكة : إلا عزوز
عبدالعزيز يحذف نظارته خارِجًا : عاشت بنت سلطان
وفي مُنتصف الحوضُ العميق ، عبدالعزيز يدفع وجهِ ناصِر للغرق و ناصِر يُبادله الحركة
غادة : يالله يامزحكم الشين ... تعالوووووووووووووووووووو
عبدالعزيز يهمس بإذن ناصر : دراما ... فهمه ناصِر ليبدأوا بالتمثيل وكالعادة يكذبون ولا تتعظ غادة و تصدقهم.
أخذ يُغرقه ناصِر أمام غادة المتوقعة مثل مُشاكساتهم
غادة : عزوووز أتركه مافيه مزح بهالأمور
عبدالعزيز يرفسه على قدمِه لأنه مازال يتحرك ، ناصِر وسينفجِر من الضحك ولكن حافظ على سكُونه.
غادة : عبدالعزيز .. *بجدية صرخت عليه* هيييييييييييييه وش سويت ... ناصصر . . أدري تكذبون عليّ ... ناصصصر .... *بدأت العبرة تتضح على صوتها*
ناصِر لم يقاوم حتى خرج على السطح والضحكة تتسع
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه شف الغباء تقول أدري تكذبون عليّ وتبكي ...
غادة بعصبية : سخيفييين !! يعني فيه أحد يمزح كذا ؟ تحبون ترفعون ضغطي
ناصر ويسبح بإتجاهها
عبدالعزيز بخبث : لا تنسى بس أني موجود
ناصِر بإبتسامة يمدّ إيده لها : صدق بطلع ؟
غادة : كذاب
ناصر : والله بطلع
غادة مسكت يدِه لتسحبه ولكن هو من سحبها لتغرق معهم بالمياه الدافئة
غادة بغضب : وتحلف بعد !!
ناصِر يخرج من حمام السباحة : وأنا عند حلفي هذا أنا طلعت
عبدالعزيز : قايل لك ماهو وجه ثقة ... سبح بإتجاهها وخرجُوا معًا
غادة كانت منحرجة وبشدة من عبدالعزيز إثِر ملابِسها المُلتصِقة ، شعرت وكأنها تتعرى أمام أخيها ، إلا أنها لم تكُن مُحرجة بوجود ناصِر بل حاولت أن تسيِر خلف ظهرِه وتستُر نفسها بناصِر بدلاً من أن تستتِر خلف أخيها.
عبدالعزيز يآخذ نظارته وشعرُه يتحرك بحيث الهواءِ يتجِه : نرجع لغُرفنا نبدِّل بعدها نروح نآكل لنا شي
ناصر : طيب أجل أسبقنا
ألتفت عبدالعزيز عليهم : لأ ماأتفقنا كِذا ، أنا أمس كم رسمت لك خط أحمر ؟
ناصِر بإبتسامة ذات معنى لعبدالعزيز : وأنا كم رسمت لك
عبدالعزيز ويفهم مغزى التهديد هذا : أنا حطيت قوانيني لك.. أمشي غادة وخليه يولِّي هالمجنون
ناصِر ضحك لأن غادة تمسكت به و لا يظهِر منها إلا طرفٍ والبقية خلف ناصِر ،
عبدالعزيز : يالله يا رب لاتفجعني !! غادة أمشي
غادة تفجَّرت بالحُمرة : طيب .. خلاص أنا وراك
عبدالعزيز : والله اني تأكدت أنه الشُعراء بياعين حكي ، ضحكت عليها بكلمتين وصدقتك
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص بنمشي معك يخي ذليت أمنا !! نخلص من أبوك وتجي انت
عبدالعزيز وهو يسير : تبوني أطربكم
ناصر : مانتحمَّل النشاز
عبدالعزيز : أنا لولا الحرام كان غنيتْ وعلقت نص مراهقات الكرة الأرضية فيني والنص الثاني يكرهوني لنجاحي
ناصر : لو فيك خير حفظت القرآن دام صوتك حلو
عبدالعزيز أنحرج : يعني مسوي فيها تسكتني ؟
ناصر : ههههههههههههههههههه كويِّس أنك عرفت
عبدالعزيز بعناد وبصوتٍ عذب ينطق القصيدة الرقيقة : لما عالباب يا حبيبي منتودع بيكون الضو بعدو شي عم يطلع بوقف طلع فيك و ما بقدر أحكيك وبخاف تودعني و تفل و ما ترجع
ناصِر : لاعاد تحكي لبناني واللي يرحم والديك
عبدالعزيز بعناد يُكمل : بسكر بابي شوفك ماشي عالطريق فكر أنزل أركض خلفك عالطريق و تشتي عليي ما تشوفك عينيي و أنا أركض وراك أمدلك أيديي
غادة صخبت بضحِكتها : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

فتح عينه وهو ينظِر للزُجاج المتناثِر ، ياااه يا غادة هذه الأيامْ تلتهمين عقلي بِك ، . . أشتاقُك.

،

فِي المطعم الهادىء بمثل هذا الوقتْ المُتأخِر تقريبًا ، في زاويةٍ بعيدًا عن الأعيُن الفضولية و الأضواءِ الخافتة تُسيطر على الأجواء ، الصمتْ يلتحِفهُم ، يُوسف يبحث عن المدخل للموضُوع ، تنهَّد بطريقة أثارت الريبة في نفسِ مُهرة.
أردف وهو يحك جبينه بتوتِّر : أبغى أكلمك عن .. حياتنا
مُهرة وبمثل تنهيدتِه أكملت عنه : منت راضي عنها ؟
يُوسف : أكيد ماني راضي ، ماأطلب منك مُعجزة لكن اهلي بدوا يسألوني عنك وينتبهون على صدِّك .. جامليهم لو شوي ، على الأقل نص ساعة باليوم أنزلي فيها وماهو شرط تحضرين الغداء ولا العشاء .. بس جامليهم !! ماهي صعبة مرة
مُهرة وضعت كفوفها على أسفلِ بطنها متوَّجِعة وغثيان يُداهمها ، تجاهلت هذا الألم : طيب
يُوسف : خلينا نبدأ من جديد ، بحاول أنسى كل اللي صار وأنتِ بعد
مُهرة : أنسى وشو ؟
يُوسف : أنتِ فاهمة قصدي
مُهرة بقهر : لآ ماني فاهمة !!
يُوسف بحدة عينيْه : مُهرَة !!
مُهرة ضعفت لتتساقَط دمُوعها ، كل شيء بهذه الحياة لا يكمَل معِي ، أراد أن يُشرِبنِي ذُلاً لم يكفِه بأنَّ أخيه خطف منِّي رُوحِي و أبِي و اخِي و وطنِي .. لم يكفِه أبدًا حتى أراد أن يتملَّك جسدِيْ بأهوائِه.
يُوسف : بكرا رمضان خلي النفوس تصفى
مُهرة بنبرةٍ موجوعة : مين لازم يعتذر ؟ أنا ولا أنت !! بسهولة تقول أنسي !! تبيني أمشي مثل ماتبي ومثل مايبي مزاجك متى ماتبي نبدأ صفحة جديدة ومتى ماتبي تنهي حياتك معي .. وأنا لازم بكلا الحالتين ماأناقشك
يُوسف : ماأبغى أناقشك في اللي صار من قبل ، أنتِ تذكري أفعالك لاتحطين اللوم عليّ .. كم مرة تغاضيت عن كلامِك ؟ لو غيري كان ذبحك لكن قلت اصبر و اسوي نفسي ما اسمع لكن خلاص ماعاد فيني أصبر أكثر .. أنا أبي أرتاح ماني مضطر أعيش بهالضبابية
مُهرة : وأنا بعد أبي أرتاح
يُوسف : طيب وأنا قاعد أقولك الحل .. ننسى ونبدأ من جديد .. *وبكلمةٍ أردفها ونظراته مشتتة بعيدًا عنها* نبدأ كـزوجين.
مُهرة رفعت عينها و قلبها يتسارِع بنبضه ، تشعُر وكأنَّ روحها تقِف بحُنجرتها بحديثه هذا.
يُوسف يضع عينه بعينِها : أنا وش ممكن أسوي أكثر من كذا ؟ بالنهاية أنا رجَّال ولي متطلباتي ومثل ما لك حقوق لي حقوق .. أبد ماني مجبور أسمع منك كلام يسِّم البدن و أسكت !!!! ماعاد عندي صبر أكثر إما نعيش زي العالم والخلق ولا كل واحد يشوف طريقه
مُهرة هذه المرَّة كان وقعُ " الطلاق " المُبطِّنِ بحديثه مُختلف ، لقب " مُطلقة " يُشعرها بالأسى على نفسِها وكأنَّ الطلاق " حرام " وليسَ حلالاً شُرِع مثل ما شُرِع الزواج و ليس بعيبٍ لكن نظرة المُجتمع لها .. صعب جدًا أن تتقبَّل وهي بهذه البيئة ولكن كرامتها تُهان أيضًا .. الأولى أن تكسِب كرامتَها و إن كان سيُكلفها الكثير : طيب كل واحد له حياته
يُوسف يشرب من كأسِ الماء الزُجاجي ليُردف ببرود عكس مابداخله : مثل ماتبين .. بحاول ألقى لي يوم أوديك فيه حايل
مٌهرة : ماأبي أرجع حايل
يُوسف بنظرةِ شك من أن يكُون فهمها خطأ
مُهرة : أقصِد يعني طلقني ومالك أيّ علاقة فيني
يُوسف بغضب : كيف مالي علاقة وين بتروحين يعني ؟ مالك أحد هنا !!
مُهرة : دراستي بعد رمضان راح تبدأ
يُوسف ومازال يحتَّدُ صوته : وش دخلني بدراستِك !! لايكون تبين تجلسين بروحك هنا .. لآ يا حبيبتي غلطانة هالنظام مايمشي معي
مُهرة بحدة وهي تغرز أصابعها ببطنها : بتكون مطلقني وش دخلك فيني بعدها ؟ مالك حق تتدخل بحياتي بعد الطلاق
يُوسف : تروحين لأمك و هناك بكيفك إن شاء الله تروحين المريخ
مُهرة : لأ
يُوسف : عشان خوالك ؟ . . ماله داعي تتحججين بدراستك
مُهرة بعد ثوانِي طويلة : أنت وش تبي مني
يُوسف يُؤشر على الطاولة بأصبعيه : إما زوجة أو مطلقة .. وغيره ماعندِي
مُهرة : وأنا أخترت ومالك دخل فيني بعدها
يُوسف بحدة : لايكون تبين تجلسين في بيتكم وبروحك !! ولا ...
قاطعته : أحفظ لسانك ماني بنت من الشارع عشان تحكي كذا
يُوسف : حافظه قبل لا أشوف وجهك .. فهميني كيف تعيشين هنا بدون رجَّال ؟
مُهرة : أنا أقدَر أدبِّر عُمري
يُوسف : يا صغر عقلك بس
مُهرة رمقته بنظرات حاقِدة
يُوسف : لا تنرفزيني أكثر .. الليلة بنهي هالمصخرة اللي عايش فيها !!
مُهرة بصوتِ مُرتجف حاولت أن تُظهِره بإتزان : خلااص ودني حايل
يُوسف لم ترمُش عيناه وهو ينظرُ إليها ، جحيمٌ بين أهدابه يكاد يفيضُ بحممه على مُهرة
مُهرة : أنا ماني رخيصة لك ولا لغيرك ، مكان أنهنت فيه ماأرجع له .. وأنت ماقصَّرت
يُوسف بعتب : من أول يوم قلت لك أنِي مُستحيل أعايرك بشيء لكن أنتِ اللي عايرتي نفسك وأنتِ اللي أجبرتيني .. أنتِ بنفسك أخترتي أكون قدامك بهالصورة لأن لو كنتِ محترمة هالزواج ولو شويَّة ماكان غصبتك على شيء ماتبينه

،

أغلقت أزارير قميصها و من فوقه معطفها الذِي يصِل لفوق رُكبتِها قليلاً ، أخذت حقيبتها الكرُوس و بين كفوفها ملفيْن بلونِ الفحم ، قبل أن تخرج سحبت ورقة لتكتب عليْها " أنا رايحة ( كَــان ) و مفتاحِي عند الحارس "
أغلقت باب الشقة جيدًا و أتجهت لمحطة القِطار ، ساعَة بالتمام حتى وصلت للمحطة ، جلست في مقاعِد الإنتظار وأخرجت هاتفها ، أتصلت على والِدتها ولا مُجيب .. تنهَّدت وهي تضعه في جيب حقيبتها ،
رفعت عينها لتتأمل بملامح المُغادرين ، التأمل هوايـة تستسيغُها دائِمًا ، تذكَّرت كيف كانت هي ورتيل عندما يجتمعان يقِفن بأعلى ( السطح ) حتى يُراقبن المارَّة في ساعات الفجرِ الأولى ، أيامُ مراهقتهم كانت " شنيعة و جدًا " لأنهمَا ببساطة تقمَّصن أدوار " العرابجة "
سمعت الصوتُ الإلكترونِي الذِي يُنبه عن وصُول القطار المُتجه إلى مدينة كان ، أخذت حقيبتها الصغيرة و صعدت السلم المُتحرك لتذهب إلى مسارُ القطار.
دخلت القطار وكان مُزدحم نوعًا ما ، مُصمم على جهتينْ وبينهما ممر للحركة ، وكل جهة تحوِي مقعدين مُقابل مقعدين وبينهم طاولة.
لم ترى أي مقعدِ فارغ و الأنظار المُريبة تتجه إليها بسبب حجابها ، جلست مٌقابل شخص مُغطى وجهه بالكتاب و واضح أنه في تركيزٍ عالٍ بما يقرأ ، أختارتهُ لأنه وحيدًا ليس بجانبه أحد ولا بمُقابله أيضًا.
5 ساعات لا أعرف كيف ستُقضِى بهذا القطار و أجوائه السيئة رُغم إتساعه و تخيلت بأنها ستجلس لوحدِها ولكن صُدِمت بالواقِع.
من أمامِها فرك عينيْه لينزل الكتاب قليلاً وتلمحه ، بشرتُه مائِلة للسمَارِ قليلاً تُذكرنِي بشبابنا و عيناه مُظلمة كالليل ، مُثبت نظارته الشمسية على شعره القصير ، حول رقبته يلتفُّ " سكارف " بخامة بربرِي و فوقه جاكيت أسود و يظهرُ معصمه بساعةٍ ذو جلدٍ أسود يبدُو أنه من الأثرياء ولكن إن كان ثريًا لِمَ يركب " قطار ؟ " الطيارة أسهل وبساعة ونصف سيصِل .. غريب !!
لم تُكمل تفكيرها وتأمُلها بالشخص الغريب حتى سمعته يتمتم " أستغفر الله العظيم و أتوب إليه "
فتحت فمِها بصدمة و بعفوية بمثل الوقت غير مُصدِقة ، تمنَّت لو ان الأرض تبتلعها الآن شعرت بالخجل و بالخُزِي من انها تجلس بقُرب أحد الخليجيين تفهم نظرتهم للفتاة و تعرف كيفية تفكيرهم ؟
لو انها جلست بجانب أحد الفرنسيات ستتحمَّل مُضايقتها بالنظرات ولكن لن تتحمَّل أبدًا أن تجلس بقُرب رجلٍ خليجي.
أغلق الكتاب ونظر إليها وملامِحه مازالت باردة
أستوعبت أفنان حتى شتت نظراتها بعيدًا و ملامِحها البيضاء تتلوَّن بالحُمرة.
: السلام عليكم
أفنان بصوتٍ خافت : وعليكم السلام
بعد صمتٍ لثواني أردف : متضايقة ؟
أفنان بربكة : هاا ؟ آآآ .. لأ يعني لأ
أبتسم لتُبيِّن صفة أسنانِه اللؤلؤية : لأن الطريق طويل لازم تكونين مرتاحة
أفنان ولعنت نفسها بداخلها مرارًا وهي تشتمُ نفسها لِمَ جلست هُنا ، 5 ساعات كيف ستقضيها ، يا إلهِي كيف سأُحادثه ؟
: نواف
أفنان بفهاوة : هااا ؟
: إسمي نواف
أفنان حكت جبينها بتوتر : والنعم ..
نواف : جاية هنا دراسة ؟
أفنان بربكة : عليّ دورة
نواف رفع حاجبه بعدم فهم
أفنان : أقصد عندي يعني دورة شغل وكِذا
نواف : بالتوفيق
أفنان وهي تُخفض نظرها و كل ماأتى ببالها لو ريـان يعرف بما يحصل الآن أكاد أجزم أنَّه سيُقطعنِي قطع أمامه
نواف : من الرياض ؟
أفنان : لأ الشرقية
دار الصمت مرةً أُخرى و لا شيء يُذكر . .
قطعه وصُول المرأة الأربعينية ذات هِندام مُرتب وبيدِها جهازٌ رمادِي يأخذُ شكل المُستطيل
أخرج نواف تذكرته لتقطعها من هذا الجهاز
أفنان بربكة تبحث عن تذكِرتها بحقيبتها ، من التوتر عيناها تسقط مئَة مرة على التذكرة ولكن لا تأخذها ، مرَّت ثواني طويلة وتكاد تتعرَّق من ربكتها.
مدَّتها إليها
بإبتسامة بادلتها الأربعينة : رحلة موفقة.
نواف أخذ كتابه مُجددًا ولكن هذه المرة تركه على الطاولة و يقرأه وهو منحنِي بظهره
أفنان أنتبهت لهاتفها ردَّت على والدتها : يا هلا
والدتها : هلابك ، شلونك يمه ؟
أفنان : بخير الحمدلله أنتِ شلونك ؟
والدتها : بخير الله يسلمك ، كنت نايمة يوم أتصلتي
أفنان : كنت بطمنك الحين بروح لكَان بنجلس كم يوم بعدين نرجع لباريس
والدتها : ومين معك ؟
أفنان بتوتُر : آآآ .. ضي .. صديقتي ضي معي
والدتها : إيه زين لا تروحين بروحك أنتِي بديرة كفار يخطفونك بسهولة
أفنان أبتسمت : لآ ولا يهمك فيه رقابة علينا و المُشرفين ماهُم مقصرين
والدتها : الحمدلله ،
أفنان : شلون أبوي أتصلت عليه أمس وجواله مغلق
والدتها : والله مدري عنه هو واختك وراهم علم
أفنان : وشو ؟

،

في صباحٍ روحانِي ، يرتعشُ البيتْ بصوتِ القارئ ياسر الدوسري ، في المطبخ تلفّ ريم السمبوسة وبجانبها هيفاء ومُقابلهم نجلاء تلفُّ ورق العنبْ
بإبتسامة عذبة : هذا أول رمضان مع منصور
هيفاء : يجيب الله مطر بس
نجلاء : أحسه هالمرة غير بجِد
هيفاء بطنازة : وش رايكم تحتفلون ؟
نجلاء : أنتِ وش يفهمك ؟ ماتعرفين قيمة البدايات ، يعني أول رمضان أول عيد أول كلمة أول ..
قاطعتها هيفاء : لاتجيبين العيد بس
نجلاء ضحكت لتُردف : ربي يحفظه ويخليه ليْ
: آميين ،
ريم : صدق نجول متى ولادتِك ؟
نجلاء : نهاية رمضان بس يارب بعد العيد
سمعُوا أصواتٍ تتعالى ، أنتابهُم الخوف .. و جبينهُم يتعرجُ بخطوطِه المُستغربة ، خرجُوا لمنتصف الصالة.
منصُور : إذا أنت منت كفو وقادِر ليه تتزوجها ؟
يوسف ببرود : أنا كفو وقادر لكن هي طلبت وأنا ماأجبر أحد ، بكيفها تنقلع لحايل ولا لأيّ زفت !! مالي دخل فيها ولا أحد له دخل
منصور : مراهق أنت !! الطلاق عندك لعبة ،
والِده مُقاطعًا : أنا ماأرضاها على بناتي يتطلقون بهالصورة ! تبيني أرضاها على بنت الناس ؟
يوسف تنهَّد : هذي حياتي .. *نطق الكلمات ببطىء شديد* حياة مين ؟ حيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتيْ !! ولحد يتدخل فيها ماني بزر تحركوني مثل ماتبون !
والِده : لآ بزر دام بتتصرف بهالطيش أكيد بزر
يُوسف : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
والدتهُم : اللهم أننا صايميين بس ، تعوذ من الشيطان لايضحك عليك أبليس
يوسف : أبد الشياطين ماهي حُولي اليوم !! قراري مآخذه بتفكير وبعقل
والده : حشا والله منت مطلقها وهي مالها أهل
يوسف بسُخرية ممزوجة بغضب : واللي بحايل حاشية سموَّها ؟
والده بحدة : أحفظ لسانك ولا ترفعه عليّ
يوسف جلس وهو يتنهَّد : لو سمحتُوا أطلعوا من السالفة !!
والدته : طيب فكِر ، صلِّ إستخارة .. حرام والله حرام اللي قاعد تسويه بنفسك
يوسف : مالله أراد يتم هالزواج ! يعني وش أسوي ؟ أكيد خيرة ومهي نهاية الدنيا ، تروح تشوف حياتها وأنا أشوف حياتي
والدته: إلا نهاية الدنيا أنا عندي الطلاق نهاية الدنيا ، بكرا ربي يعاقبنا في خواتك
يوسف : وش يعاقبني ! يمه الطلاق حلال وش فيكم أستخفيتوا كأني أكفرت
منصور : يوم طقيت الصدر وقلت بتزوجها كان لازم تفكِر ماهو تتزوج إستهبال يومين وبعدين تقول بطلقها !! أنا كان ممكن أتزوجها ولا هبالك هذا !!
بعيدًا عنهُم ، توجهت أنظارهُم لنجلاء الواقفة بينهُم ، شعرَت بغثيانْ وهي تسمعُ منصُور يقول مِثل هذا الكلام ، أرتعش قلبها بغضبْ و ألم .. أنسحبت من بينهم صاعِدةً للأعلى والقهرُ يفيض.

،

أسفَل فُراشَها ، كحلها مُسالٌ كغجرية بعينيْها هذه ، جسدِها مُرهق تشعُر بأن لا قُدرة لها على الوقوف ، مُتعبة وبشدة .. حد أنَّها مُتضايقة من الشمس المُتطفلة ولكن لا طاقة لها تجعلها تتجه لنافِذتها وتُغلق الستائِر.
هذا أول رمضان تبدأهُ بهذه الصورة ، كان يجب أن تستشعر بروحانيته من أولِ لحظة وثانية ، رُغم كل تصرفاتِي إلا أنَّ رمضان شهرٌ إن حاولت التمردُ عن روحانيته وقف عقلي أمامي وأيضًا والدِي ليُذكِرني بقراءة القرآن و الأجرُ العظيم الذي يحفِّ الثلاثين يومًا.
لم تأكُل شيء من أمس ، سوء التغذية بدآ يظهُر على وزنها المُتناقص بإستمرار ، أغمضت عينيْها لتفتحها ودمعاتٌ تهرِب لتلتصِق على خدها ، لم تُفكِر بصفعة عبير التي لو كانت بظروفٍ مُختلفة لمَا سمحت لها و ردَّت بإندفاعها الدائِم ولكن كان شعُورها واقِفٌ و قلبها غير مُتزن و جسدِها بأكملِه مُضطرب ، تزوَّج !!
بكَتْ بإنهيارٍ تام ، قاسي جدًا يا عزِيز ، لو أنَّك تحفظُ أمر زواجِك بعيدًا عني لمَا خسرت شيء ولكن قصِدت أن تُهينني أن تجرحني وأن تُحزني .. تُريد أن تُحزنِيْ وفقط.
من هذه أثير ؟ تذكَّرت الفيديُو اللذي رأته في باريس عندمَا كانت تبحثُ بتطفُل عن شيء يُبعد مللها في تلك الأيام ، تذكَّرت وهي تراه مع عبير و أختيْه و كلماتِهم " طبعا أنت محجوز لأثير وغصبًا عنك بعد ههههههههههههههههههههههه ، التي تُشبه عينا عبدالعزيز ردَّت عليها : مين قال أثير ؟ لاياحبيبتي "
يبدُو أنه كان على علاقة معها منذ حياتِهم ، كل هذه الفترة كان يحبها ، و رُبما كان يُكلِمها ويتحدث معها بالساعات و ... يشتاقُها .. و ... " تبكِي من تفكيرها ، غير قادِرة على تجاوز حُبه "

يُتبع
وضع السلاح في مكانِه على خصره وهو يُخرج نظارتِه الشمسية ، ألتفت على عمته : صباح الخير
عمته : صباح الورد يا ورد
سلطان ضحك ليُردف : غازليني بس عاد ماهو بنعومة
حصة بإبتسامة واسعة : وأنت ورد فيه أحسن من الورد ؟
سلطان أبتسم : مايرضيني هالغزل
حصة : نفس أبوك لا الكلمة الحلوة تعجبكم ولا الكلمة الشينة
سلطان : مين قال ؟ أنتِ كل اللي تقولينه حلو
حصة : والله ياسلطان تعرف تتغزل
سلطان : هههههههههههههههههههههههه ماجربتيني
حصة : والله الزواج غيَّرك
سلطان تغيرت ملامِحه للبرود مرةً أخرى
حصة : إيه ذكرتني أبي رقم الجوهرة
سلطان : وش تبين فيها
حصة : كِذا ، أبي أكلمها
سلطان : ماعندها جوال
حصة أبتسمت : وش هالتصريفة الغبية !!
سلطان رفع حاجبه : لأني عارف تفكيرك ، أطلعي منها يرحم لي والديك
حصة : والله مانيب قايلة شي بس بتطمن وأسمع صوتها
قاطعهُم دخُول العنود
سلطان رفع حاجبه : من وين جاية ؟
العنُود و تُليِّن صوتها وتُبطىئه بدلع : رحت الصالون
سلطان : صالون الحين ؟
العنُود : مالك دخل .. يمه شوفيه
سلطان يحاول أن يُحافظ على هدوئه : حصة بنتك ذي عقليها لا والله ..
العنود تقاطعه بعصبية : تحلف عليّ بعد !! أسمعني زين يا روح أمك مالك حق تحاسبني بتصرفاتي منت أبوي ولا أخوي
سلطان ويشعُر بأنَّ الكون ينخسف به من أنَّ " إمرأة " ترفع صوتِه عليه ، ألتفت عليها
وقفت حصة أمامه : ماعليك منها خلاص أمسحها بوجهي .. *ألتفتت على العنُود وبعينِها تترجاها أن تعتذر*
العنود : مالي دخل يمه شوفي لك صرفة مع ولد أخوك هذا !!
حصة : أقول أبلعي لسانك
سلطان وللتو ينتبه بأنَّ لا وجود للنقاب ، : وكاشفة بعد ؟
العنُود بدلع : إيه مالك دخل لو أطلع ببكيني
سلطان نظر لعمتِه ثم أردف : اللهم أني صايم ، أسمعيني زين لو ..
العنُود بإستلعان أعطته ظهرها لتتجه لغرفتها
سلطان و غضبٌ يُثار في صدرِه ، لم يستطِع أن يُقدِّر عمتِه ويسكت .. شدَّها من شعرِها بقوة و كان سيضرِبها لولا أنَّ
حصة سحبت يَد سلطان مِن شعر إبنتها مُترجية
سلطان بعصبية : لو أشوفك طالعة أقص رقبتك .. أنا أعلمك كيف تعطيني ظهرك ... خرج و تركهُم
العنود بكت ولم تُبقى شتيمة لم تقُلها لتُردف : يعجبك يمه ؟ أنا يمد إيده عليّ .. مالي دخل ماأجلس في بيت هالمجنون
حصة : وأنتِ ليه تراددينه ؟ وبعدين كيف تعطينه ظهرك وهو يكلمك ، تدرين أنه هو عصبي لآ تسببين لنا مشاكل معه
العنود بعناد ودمُوعها الناعمة تعانق بشرتها البيضاء : ماأبغى ، أعيش عند أبوي أكرم لي مية مرة منه
حصة : وتخليني ؟
العنود : أجل أخليه يتحكم فيني !!
حصة : أنتِ أشتري راحتك ولا تحتكين معه ولا تطلعين بلبسك الضيق !! ألبسي شي واسع وطرحة تغطي شعرك مايصير بعد يشوفك على الطالعة والنازلة كأنك وحدة من محارمه
العنود : عشتوّ !! بجلس أتغطى في البيت اللي بجلس فيه ومفروض أني آخذ راحتي
حصة : عيب وقبل لايكون عيب مايجوز ، لو أنك محترمة حدودك معه ما كان مدّ إيده عليك
العنُود : ماتفرق طول عمره يشوفني
حصة : لآ تعاندين
العنود وهي تتجه لغُرفتها : أنتم تبون يصير فيني مثل ما صار بالهبلة سعاد !!

،

مرَّت الأيامْ بمُشاحِناتْ أطرافْ عديدة ، لآ أحَد مُرتاح رُغم أنَّ الجو الروحانِي يُساعِد على السكينة و الهدُوء ، الحُزن ينهشُ بأطرافِها و الكبرياءُ يقتِل قلبَ الأخرى ، النساء الحزيناتْ خلفهُن رجال مُتغطرسُون.
لم تُحادِثه إلا بأسلوبٍ جافْ مُنذ ذاك اليومْ ، تشعُر بسكينٍ يُغرز ببطنها المُنتفِخ كلما تذكرت كلمِته.
منصور : انا بنام بالإستراحة اليوم لا تنتظريني على السحور
نجلاء : رجعنا للأستراحة وأيامها
منصور تنهَّد : إيه
نجلاء : يالله صبرك
منصور : انتِ وش صاير لك ؟
نجلاء : أبد أتدلَّع
منصور ضحك ليُردف : تدلِّعي على راحتك يا عيوني
نجلاء : أحر ماعندي أبرد ماعندِك
منصور : تراني ماني فاهم وش تقصدين بس إذا كان موضوع راسمه لك هبالك ماأبي أسمعه
نجلاء : يعني أنا هبلة ؟ إيه ماهو أنت قادِر بسهولة تتنازل عنِّي وتلحق ورى زوجة أخوك
منصُور وتغيَّرت ملامحه للحدَّة : نعم ؟؟
نجلاء بقهر : أشوف حتى يوسف وهو زوجها يوم تكلم عنها رحت دافعت !!!
منصور : أستغفر الله بس .. أقول أعقلي ولا تفتحين على نفسك باب مايتسكَّر
نجلاء وتستنتِج ما يُحزنها : ذبحت أخوها عشانها ؟ أكيد !! أكييد واضحة أصلاً أنه لك يد في هالعايلة .. تعزَّها ولا ماتدافع عنها كِذا الا بسبب
منصور بغضب يعلُو صوته : نجلاء قسم بالله لو تجيبين هالسيرة على لسانك تحرمين عليّ ليوم الدين
نجلاء وبكتْ من حلفه : لهدرجة أنا رخيصة عندِك ؟
منصور بعصبية وهو خارِج : إيه ...

،

لا حديثٌ بينهم ولا تجتمعان حتى على الفطُور.
صباح الغد سيشهد حضُور والِدها الخائِن بنظرها ، كانت جافة بمُكالماته السابقة وحاولت أن تُشعرِه بغضبها وكُرهها لكذِبه وهو يعلل أسبابه بإنشغاله بالعمل.
جلست على الأريَكة وهي تُنزِل طرحتها بعد أن أتت للتو من صلاة التراويح ، يجب أن أُحادثها ، مهما كان تبقى هي الصُغرى و التوبيخ ليس حلاً ، هي تحتاج لحلٍ أكثر من حاجتها للصُراخ والغضب ، ولكن في تلك الليلة كان الغضب مُسيطِر عليّ من كُل الجوانبْ و أكملتها هيَ ، صعدت للأعلى لتفتح باب غُرفتها بهدُوء.
تسللت على أطرافِ أصابعها حتى وصلت لسريرها وجلست على طرفِه : رتيل ... رتول .. *وضعت يدِها على يدِ رتيل وصُعقت من برودتِها رُغم أنَّ التكييف ليس بهذه البرودة*
بدأت نبضاتُها تتخبَّط خوفًا عليها : رتُول حياتي ... أخذت الماء الذي بجانبِها وبللت كفوفها ومسحت وجهها .. رتييييل ..
ركضت وعلى طرف الدرج صرخت : أوزديييي
أتتها مُسرعة الأخرى : YES
عبير : قولي للسواق يجهِّز السيارة بسرعة ونادي ساندي .. أتجهت لغُرفة رتيل وهي تُخرج عباءةً لها وتُلبِسها وكأنها جِثة لا تتحرَّك ولا يُطمئِنها سوَى نبضاتُها المستشعرة من عُنقِها.
أتجهت لغُرفتها هي الأخرى وسحبت طرحةً لها ونقابْ
ساندي وقفت مُتفاجئة من منظر رتيل الهزيل وملامِحها الشاحبة و ماحوَل عينيْها مُحمَّر ، حتى هي لم تتعوَّد أن ترى رتيل بهذه الصورة.
تساعدت هي وساندِي بحملِ هذا الجسدِ الضعيفْ ، ودقائِق بسيطة حتى خرجت المُرسيدس السوداء من قصرِ أبو سعود
وعلى خرُوجِ السيارة كان داخِلاً عبدالعزيز بعد ما أنتهت الصلاة وفي فمِه السواك ، نظَر لأوزدِي ناداها : أوزدي
ألتفتت عليه
عبدالعزيز يُحرك السواك بلسانِه يمينًا ليتحدَّث بوضوح بعد أن غابت عن عينه هذه الأيام : وين رتيل ؟
أوزدِي وملامِحها تضيق : 5 minutes ago she went to the hospital
عبدالعزيز تجمَّد في مكانِه ، آخر ماتوقع سماعه : WHAT'S UP WITH HER ?
أوزدي هزت كتفيْها بعدَم معرفة
عبدالعزيز يُخرج هاتفه وهو يتجِه نحو سيارته ، يتصِل على السائِق وطال الإنتظار ولم يرُد.
بدأ الغضب يرتسم طريقه بين ملامحه الحادة ، قادَ سيارته لخارج الحيْ ، لا بُد أنهُم بأقرب مستشفى ،
في آخرِ إشارة رفع هاتفه المُهتَّز وكان السائِق : ألو ... وينك ؟ .... طيب مع السلامة .. وأغلقه ،
بدأت خيوط عقله تتشابك فيما بينها ، ماذا حصَل لها ؟
هي دقائِق طويلة حتى وصَل للمُستشفى القريب ، ركَن سيارتِه بطريقة غير نظامية و دخل المُستشفى ليسأل : رتيل عبدالرحمن آل متعب .. توَّها جت
رد الموظفْ الإدارِي بإجهاد : أكيد بالطوارىء من هالجهة * وأشار له *
أتجه للجهةِ المُشار إليها وتراجع عندما رأى عبير ، عرفها رُغم أنها مُتغطيَة من أسفلِها حتى أعلاها.
وقف بعيدًا حتى لا تُلاحظه ويبدُو أنها تنتظِر خارجًا ورتيل بالداخل ، ثوانِي قليلة حتى شهِد حضُور مقرن بجانب عبير ، تراجع أكثر للخلف حتى لا ينتبهُوا له.
مقرن : بشرنا
الدكتُور بإرهاق واضِح : معاها إنهيار عصبي راح تتنوَّم كم يوم
مقرن : نقدر نشوفها الحين ؟
الدكتور : تقدرون بكرا إن شاء الله
مقرن : يعطيك العافية .. ألتفت على عبير .. وش صاير ؟
عبير لم تُجيبه بشيء وقلبها مازال يتصاعد بنبضاتِه وكأنَّ روحها ستخرُج ، فِكرة أن تخسَر شقيقتها تجعلُها في مرحلة من الغضب على ذاتها و القهر و تأنيب الضمير وأشياءٌ سيئة كثيرة ، هي على إستعداد تام بأن تتنازل وتعتذِر لها ، تُريد ان تفعل أيّ شيء مُقابل أن تكُون بخير.
مقرن : عبير أكلمك !! .. وش صاير ؟ أكيد في مصيبة صارت خلتها تنهار
عبير بصُوت مرتجف : مدري
مقرن : ماأبغى أبوك يعرف ، قولي لي منتي خسرانة شي
عبير : تهاوشت معها وبس
مقرن : وبس ؟ الحين رتيل تبكي ولا يجيها إنهيار عشان خناق بسيط ؟ ماهو عليّ هالحكي
عبير ألتزمت الصمتْ
مقرن : طيب أمشي خلينا نروح ونجيها بكرا وقفتنا مالها داعي
عبير : مقدر أنام عندها ؟
مقرن : لأ .. بكرا من الصبح بنكون عندها .. إذا أتصل أبوك لا تجيبين هالطاري هو لا جا يعرف من نفسه
عبير : إن شاء الله
بمُجرد إختفائِهم من أمامه ، أتجه بخطواتٍ واثِقة لغُرفةِ رتيل ، دخل والسكُون يتوسَّدُها .. سحب الكُرسي البلاستيكي ليجلس بجانبها.
عيناها ذابلة و بشرتُها السمرَاء تشتكِي الشحُوب ، شفتيْها وكأنَّ أحدٌ سحب اللونُ الزاهِي مِنها ولم يُبقي سوَى البياض ، شعرها البندقِي مُغطى بقُبعةٍ بلاستيكية و ثيابُ المستشفى المنقوشة باللون الأزرق ناعمة و خفيفة جدًا ، و يدِها اليُسرى يخترقُها أنبُوبِ المُغذي.
أنحنى على جبينها ليُقبِّله بهدُوء وعاد لموضعِ جلُوسه ، خلخل أصابع كفِّها الباردة بكفيْه ، لحظات صامتة و عينه لا ترمُش مِنها ، مرَّت ساعة بدقائِقها الطويلة ولم يتحرك من مكانِه ، بإختلاف الظروف يعُود الموقف ليدُور عليه ، وكلماتها حين همست بها" المحزن بكل هذا أني ........ أحببك .. وتعبك فضحني كثير .... "
بدأت بتحريك رأسِها وجبينها يخطُّ بتعرجات ألمٍ وعيناها مازالت نائِمة الجفن ، فتحت عينِها بإنزعاج من الضوء
لتُغمضها مرةً أُخرى دون أن تشعُر بالكائِن الذي يجلسُ بجانبها ولا حتَى بيده التي تُعانق كفَّها.
فتحتها و بياضُ محاجرها مُكتسِي بالاحمر ، ألتفتت لتقع عينها بعينِ عبدالعزيز ، كان هادىء لا ينطق حرفًا ولا حتى ملامِحه الباردة تُوحِي بشيءٍ
لم تُسعفها طاقتها المُنهارة بأن تسحبُ كفِّها منه ، نطق عبدالعزيز بعد صمتٍ طال : رتيل
رتيل لم ترد عليه وهي تلتفت للجهة المُعاكسة لعبدالعزيز ،
عبدالعزيز ترك كفَّها وهو ينظرُ إليْها بنظراتٍ مُقابلة بالصدّ من رتيل.
رتيل بصوٍت مبحوح ومتعب : أتركني
عبدالعزيز مُلتزم الصمت و كأنه لايسمعها ، يُراقب محاولاتها البائسة بأن لاتبكِي !
رتيل مسحت دمعتها قبل أن تسقط على خدها ، تشعر بالإختناق ، تُريد أن تضربه .. أن تُقطعه .. أن توبخه .. أن تفعل شيئًا يشفي ما بصدرِها عليه ، تنظرُ لبياض الجُدران من حولِها و صُداعٍ يُداهمها أو ليس بصداع بل قلبُها يتوجَّع و يختنق كثيرًا.
عبدالعزيز : ليه سويتي في نفسك كذا ؟
زِد بأوجاعِي أكثر ، أسألنِي أيضًا لِمَ أُحبك ؟ أسألنِي حتى أكره نفسِي أكثر ، يا ربي دخيلك .. تسقاطت دمُوعها .. تخلَّت عن كُل قوة كانت تكتسيها فيما مضى ، هي تضعف و تكرهُ ضعفها ، الحُب مهما قوَّى بنا جوانب فهو يضعفنا بجوانبٍ أُخرى نراها بوضوح كل لحظة و ثانية ، غزآ صدرِها الألمْ ، أحاول أن أتشافى منك يا عزيز.
عبدالعزيز عقد حاجبيْه ليُردف : رتيل
رتيل أتى صوتُها مُتقطِعًا : أتـ .. ررررر ... أتركـــنـ .. ـي.
عبدالعزيز ويمسكُ كفَّها من جديد ليفرض نفسه عليها
رتيل حاولت سحب يدها ولم تستطِع فأستسلمت له ، فالوضع الآن يجعلها في حالة ضعف كبيرة
عبدالعزيز بصوتٍ خافت وكأنّ أحدًا يُشاركهم الغرفة : سلامتك من كل شر
رتيل رفعت يدها الأخرى لتضغط على عينيْها حتى لا تبكِي أكثر ، تكره نفسها إذا ضعفت امام أحد ، ليت والِدها الآن معها تضع رأسها على صدرِه وتبكِي دون أن يسألها شيء ، ترتمي بحضنه و تبكِي دون أن تخشى أن يرى دموعها ، مرَّت سنواتِ عُمرها ولا يشهدُ دموعها سوى وسادتِها ولكن الآن تحتاج أن تبكِي أمام كائِن حيّ و إن نظر إليها بشماتة على الأقَل تخرجُ الغصة التي في قلبها.
بدأ يُحرك أصابعه بباطنِ كفِّها ، لستُ أقل مِنك سوءً . . كُلٍ منَّـا موجُوع ، كُلٍ منَّا يُعانِي جرح من غيره ، لستُ أقل مِنك يا رتيل ضيقًا فأنا أتوجعُ من نفسِي أكثر من وجع غيري على نفسِي .. أكثر منهم و . . . . و لا شيء سوى أنني في كل مرة أزيد إقبالاً على الموت.
رتيل بدأ صوتُ بكائِها يخرُج و يلتهم مسامِع عبدالعزيز و تلفظُ : أطللللع .. أطلللع من حياتي ماأبغى أشووفك ... وش بقى بتسويييه ؟ .. يكفييي خلاااااص ماعاد لي حيل أتحمَّل أكثر .. أطلللللللللللع
عبدالعزيز مُتجاهل كلماتها و يضغط بأصابعه على كفِّها أكثر ، يُريد أن يوصل إليها شيئًا لكن غير قادِر على شرحه إلا بلغة الأصابع و هي لا تفهُم عيناه أبدًا.
كتب لها بأصابعه على باطن كفِّها ، أنتبهت له و إحساسها يشرح لها ماذا يكتُب ،
توقف أصبعه عن الحركة مُعلنًا إنتهاء الكلمات ، زادت ببكائِها وهي تحاول كتم شهقاتِها وضعت كفَّها الاخرى على فمِها الشاحبْ ، أُريد لهذا الألم أن يمُوت.
عبدالعزيز أبتعد وهو يتجه إلى الباب وقبل أن يفتحه ألتفت إليْها ونظراته مُرتكِزة بعينيْها الذابلة : الظروف ماتجي على الكيف يا رتيل ... وخرج

،

الثانية فجرًا بتوقيت باريس ،
أنشغل ببعض الأوراق وهو يلملمها على عجَل.
أغلقت حقيبته و ألتفتت عليه و عيناها تفيضُ بالحُمرة ، أسبوع أعتادت أن تصحى على صُورتِه ، أسبوع مرَّ كـ يومْ : عبدالرحمن
أخذ هاتِفه وجوازِه ورفع عينه لها
ضي بنبرةٍ مُرتجفة : لآ تطوَّل
أبتسم وهو يمَّد ذراعه لها لترتمِي عليه و تبكِي على صدرِه ، بللت قميصه بدمُوعها ، تشعُر بإختناق و كل هذا الكون لا يُفيدها بشيء مادام نبضُها يغيب.
عبدالرحمن : وش قلنا ؟ إن شاء الله بس ألقى فرصة راح أجيك
ضي بصوتٍ مخنوق : وهالفرصة ماتجي الا بالسنة مرة
عبدالرحمن : لأ ، بتجي كثير إن شاء الله .. مسك وجهها برقةِ كفوفه .. أهتمي لنفسك وأنتبهي لصحتك وأكلك و للشغل ، لاتكثرين طلعات و لا تطلعين بليل و لا تآخذين وتعطين مع أيّ احد ، حاولي تكونين رسمية مع الكل لأن ممكن يكونون يعرفوني
ضي : طيب
عبدالرحمن : وإن حصل شيء أتصلي على الرقم اللي عطيتك إياه يعني في حال مارديت عليك
ضي أبتسمت : إن شاء الله خلاص تطمَّن
عبدالرحمن يطبع قُبلة على جبينها : مع السلامة .. وأخذ حقيبته و جاكيته على ذراعه
عبدالرحمن وكأنه تذكر شيئًا ، ألتفت عليها : صح مفتاح الشقة يعني لا صار شي بينك وبين أفنان تقدرين تجين هنا وفيه حراسة على العمارة وبكون متطمن عليك اكثر
ضي : أصلاً شكلهم بيفصلوني من هالشغل لأني ماأداوم ولا أسجِّل حضور
عبدالرحمن : كلها كم أسبوع ويخلص !! وبعدها نشوف وين نستقر ؟
ضي ضحكت
عبدالرحمن رفع حاجبه : وشو ؟
ضي : نستقر !! يعني ماقلت تستقرين ، بالعادة تفصل نفسك عنِّي بكلامك
عبدالرحمن أبتسم : عمري مافصلت نفسي عنِّك
ضي بخجل : يا عسى دايم كذا

،

آثار السهَر تظهر عليْهُما و الصومْ دُون سحور يُرهِق.
مقرن : طيب ؟
عبير : وش طيب !! يعني أنت راضي يتزوج
مقرن : عبير أبوك ماهو بزر وبعدين وش فيها لا تزوَّج ؟ بكرا انتِ بتتزوجين ورتيل بتتزوج مايصير بعد بتحكرين على أبوك وبتقولين له لأ ماتتزوج !!
عبير : طول هالفترة مخبي علينا الله يعلم من متى متزوجها !! يمكن من سنين وإحنا نايمين بالعسل ولا ندري وش صاير هذا إذا ماكان عندنا أخوان بعد
مقرن : لآ تطمني ماصار لهم فترة
عبير شهقت : يعني أنت تعرف !!!
مقرن : لا تحسسيني أنها مصيبة ، إيه أعرف وداري
عبير بإنفعال : وليه مخبين عنَّا ؟
مقرن : لأن أبوك مايبي وعنده أسبابه الخاصة
عبير : أسبابه الخاصة مثل أنه يبي يكون مراهق وهو بهالعمر
مقرن بحدة : عبــــــــــــــــــــــيـــــــــــــر !!! هذا أبوك تكلمي عنه بإحترام
عبير : هو ماأحترمنا ليه إحنا نحترمه !! أجل فيه أحد يتزوج عقب هالعمر
مقرن : وليه الزواج محدد بعمر معيَّن
عبير : بس هو أبو وعنده بنات وش يبي يتزوج
مقرن : أنا عارف أنك منتي أنانية ليه تفكرين بهالصورة ؟
عبير تنهَّدت
مقرن : هالكلام ماأبغى أسمعه لا وصل أبوك ، فكري كويِّس وماله داعي تعلمينه أنك عرفتي
عبير بسخرية : إيه عشان أستمتع بكذبه وهو يقول والله كان عندي شغل وهو مقضيها معها
مقرن : عبير وش قلنا ؟ عيييب هذا وأنتِ الكبيرة يطلع منك هالحكي
عبير : لأني مقهورة وش هالمصخرة إحنا آخر من يعلم وإحنا مفروض أول من يعلم بموضوع زي كذا
مقرن بحزم : أنتهينا .. خلاص تزوج وأنتهى الموضوع ، ترى أبوك فيه اللي مكفيه لا تزيدينها عليه
عبير : وش اللي فيه ؟ ماهو كافي عايشين حياة السجون ، إحنا اللي فينا اللي مكفينا ومحد داري عنَّا
مقرن : أستغفر الله .. أنتِ وش فيك اليوم ؟
عبير : زي ماهو عايش حياته إحنا نبغى نعيشها
مقرن : وأبوك مقصر عليك بشي ؟
عبير : ماله حق يرفض كل اللي يجون يخطبونا !!
مقرن : هذا اللي مضايقك ؟
عبير : لآ ماهو بس هذا ، لكن أنا أبغى أطلع من الحياة اللي في هالبيت
مقرن : أبوك يدوِّر مصلحتك ومصلحتك ماجت في أيّ واحد تقدم لك
عبير : أنا أعرف مصلحتي أكثر منه
مقرن بهدُوء : ليه تعرفين أحد من اللي تقدموا لك ؟
عبير صُدِمت بالسؤال : عفوًا ؟
مقرن : مُجرد سؤال
عبير : طبعًا لأ وش يعرفني في ناس ما قد سمعت أسمائهم
مقرن : من خواتهم من أي أحد
عبير بربكة : لأ
مقرن وأراد ان يختبرها : غريبة
عبير : غريبة بأيش أنا تكلمت بس كَـ مثال عن أنه أبوي متحكم فينا و هو مع غيرنا متهنِّي
مقرن : أنا مو قصدي كذا
عبير تنظُر لهاتفها الذي يُعلن عن وصول رسالة ، بدأت فكوكها بالإرتطام ببعضها البعض من الربكة ، أغلقت هاتفها وسط شك مقرن
أردف : مين ؟
عبير : محد
مقرن : عبير
عبير بلعت ريقها : قلت محد يعني أكيد وحدة من البنات تبارك بالشهر
مقرن تنهَّد وهو يقف : أنا رايح الحين و مثل ماقلت لك لاتزعجين أبوك وهو توَّه جاي من السفر وتعبان


يُتبع


في ساحة التدريب الحارِقة ، جالسَان وبينهُم طاولة مثقوبة بطلقاتِ الرصاص.
سلطان : يا نهارنا اللي ماهو معدِّي
عبدالعزيز : والله منتبه لك بس أنت سريع ، خفف شوي وبعرف
سلطان : شف لو ماعرفتها بعلقك هناك *أشار للبُرج العالي*
عبدالعزيز أبتسم : طيب
سلطان يُحرك شفتيه بحديثٍ دون صوت ليُردف : وش قلت ؟
عبدالعزيز ضحك من شدة " الوهقة " : أول كلمة تعال بس الثانية مافهمتها
سلطان : قلت يا حمار ركِّز بس طبيعي ماراح تفهمها
عبدالعزيز : ماني عارف وش فايدة هالتدريب الخايس
سلطان : مثلا لو حبسوك ناس و أرسلنا لك شخص يسوي نفسه مايعرفك ويبغى يتواصل معك لكن الغرفة كلها كاميرات مراقبة ممكن يكشفون هالشخص اللي أرسلناه .. هالطريقة بتكون سهلة وبيعرف منك معلومات كثيرة
عبدالعزيز : طيب أدري أنها مهمة بس تعرف الواحد صيام وين يركِّز
سلطان : وش دخل صيام ؟ بالعكس تركيز الصايم يكون عالي
عبدالعزيز : طيب أنا بجرِّب
سلطان : يالله
عبدالعزيز حرَّك شفتيه بكلامٍ دون صوت
سلطان : أرحمني الله يرحم والديك
عبدالعزيز ضحك ليُردف : صح
سلطان أبتسم : 10 ثواني لك وتعرف وش أقول
عبدالعزيز : حرِّك شوي شوي عشان أفهم
سلطان حرَّك شفتيه للمرةٍ الألف اليوم وسط أنظار عبدالعزيز المُدققه
عبدالعزيز : آآ .. فيه كلمة تدريب
سلطان : نلعب إحنا ؟ طيب يومك عرفت كلمة تدريب يعني قادر تفهم الكلام الثاني
عبدالعزيز : والله أنت تتكلم بسرعة
سلطان : صدَّع راسي ، يخي مايبيلها سهلة بس ركِّز هذا أسهل شي تعلمته في حياتي
عبدالعزيز : طيب أنت تنطق حرف اللام غلط
سلطان : أنا ؟
عبدالعزيز : إيه كذا تشتتني لأن حرف اللام تخلي فيه لسانك على أسنانك اللي فوق بس أنت تخليه تحت وعلى ماأستوعب تروح للكلمة الثانية
سلطان بسخرية : عندك ملاحظات ثانية ؟
عبدالعزيز : سلامتك
سلطان : أنقلع عن وجهي الشرهة عليّ ماهو عليك .. يجي بوسعود ويعلمك
عبدالعزيز : الواحد بالاول يغلط لين يتعلم تبيني من أول يوم أعرف
سلطان : صار لي 3 ساعات وأنت ماعرفت ولا كلمة
عبدالعزيز بسخرية : عرفت تعال و تدريب
سلطان : بس ماعرفت حمير
عبدالعزيز بغطرسة : إيه عاد أمثالي ما يقرأون كلمات مستحيل تنقال لهم
سلطان رفع حاجبه وبمثل نبرته : للأسف انك مضطر تتنازل شوي عن غرورك وتسمع ياكلب وياحمار وغيره من هالكلمات
عبدالعزيز تنهَّد وهو يمسح عينه وبعد ثواني أردف : يالله قول شي
سلطان حرك شفتيه ببطء و لمده 15 ثانية حتى لفظ عبدالعزيز : تصنع الرجال بس الأولى وشو ؟
سلطان : الشدائد
عبدالعزيز : يخي الكلمة صعبة أختار كلمات سهلة لين أتمرَّن
سلطان : طيب خذ هذي ... ثواني أخرى تمُّر بحديث الصمت حتى نطق عبدالعزيز ضاحكًا : وش قصدك ؟
سلطان : يالله قول وشو بالأوَّل
عبدالعزيز : أحمد أكل التفاحة
سلطان يصفق : برافووو يا حبيبي تبيني أطبع على إيدك نجمه و ممتاز ؟
عبدالعزيز الذي يأخذ هذه الأمور بحساسية مُفرطة خصوصًا إن أتت من سلطان و بوسعود إلا أنَّه هذه المرة يضحك وبشدة
سلطان أبتسم : يارب لا تعاقبنا بس
عبدالعزيز : لأن شوف كيف تنطق الشدائد يعني صعبة حركة لسانك فيها
سلطان نظر إلى أحمد وناداه بصوتٍ عالي
أحمد : سمَّ
سلطان : قول له أيّ جملة بدون صوت
أحمد ونفَّذ أمرُ سلطان وهو يلفظُ جملة طويلة دُون ان يخرج صوته
عبدالعزيز : لآ طوييلة مررة
سلطان : قال بعد الثلاثين يوم يجي العيد حتى الجمل الغبية ماتفهمها
عبدالعزيز : أسمح لي ما أقابل الا أذكياء
سلطان : أقول عز ترى نهايتك شكلها بتكون اليوم !! ركِّز الله يآخذ شر العدُو
أحمد أبتسم : ترى فيه لوحة مرسوم عليها الحروف كلها وطريقة اللسان فيها
سلطان : روح جيبها
أحمد : إن شاء الله .. وذهب
سلطان : يالله يا حبيبي بتدرسها كويِّس عشان بكرا نختبرك فيها

،

فِي قصر سلطان أغلقت المُصحف لتُنادي على عائشة
عائشة بإبتسامة واسعة : هلا ماما
حصة : أقول عيوش اجلسي .. سولفي لي عن مرت سلطان ... الجوهرة
عائشة ومُتعتها أتت : وااااجد وااجد زين
حصة : يعني شكلها كيف ؟
عائشة : وجه هوَا فري فرييي بيوتفل
حصة أبتسمت : طيب ليه راحت ماتعرفين ؟ يعني ما قالت لك شيء !! ولا صارت مشكلة
عائشة بملامِح حزينة : إيه واجد مسكين .. هادا بابا سولتان يخلي هوَّا يروح غرفة فوق
حصة ضربت صدرِها بدهشة : مخليها تنام بروحها اللي مايستحي ؟
عائشة ولم تفهم ولكن أكملت : بأدين يجي بابا جوهرة ويروه ويا هوَا * بعدين ، يروح *
حصة : طول عمره جلف مايعرف يتعامل مع الحريم .. طيب كملي ماعرفتي وش صار بالضبط ؟
عائشة : لآ ما يأرف بس ماما جوهرة واجد فيه كرايْ *تبكي*
حصة : يابعد عُمري والله .. طيب أسمعيني ماتعرفين رقمها ما قد كتبته هنا أو هناك أو بأي مكان
عائشة : لأ بأدين بابا سولتان يقول لماما جوهره لا يجلس ويَّا أنا واجد
حصة ضحكت : والله من هالعلُوم
عائشة : شو ؟
دخلت العنُود : مساء الخير
حصة : مساء النُور .. وينك فيه لو راجع سلطان الحين وما لقاك والله لا يذبحني معك
العنود : أنا ماني عارفة أنتي عمته ولا هو
حصة : لا تكثرين حكي وبسرعة غيري عباتك
العنود تنظر لعائشة بإزدراء : هذي وش مجلِّسها هنا
حصة : ماهو شغلك
العنود بسخرية : تسحبين منها أخبار حرم الفريق سلطان بن بدر * الفريق = رُتبة عسكرية *
حصة : قلت ماهو شغلك
العنود : إيه وش تقول عنها ؟
حصة : شكل الخبل مزعلها
العنود : ماألومها والله فيه أحد يقدر يعاشر هالمجنون
حصة : يا ماما سلطان كلن يتمناه رجَّال ومايعيبه شي
العنود : إيه نفخي ريش ولد أخوك وهو مايستاهل .. أنا بنام صحوني قبل الفطور .. ودخلت غرفتها

،

النهار طويل و أذانُ المغرب في التاسعة ليلاً بتوقيت باريس و الإمساكُ يُباغتهم في الثانية فجرًا ، مُتعب الصيام هُنا ومع ذلك رؤى مُعتادةٌ عليه وَ وليد أكثر أعتيادًا.
الغيم يُزاحم الشمسِ في مقعدها بالسماء ، الجو يُنبأ عن مطرٍ قريب .. رؤى تسيرُ بجانب البحر : وليد
وليد ألتفت عليها
رؤى بإبتسامة : قد جيت هنا ؟ ولا هذي أول مرة
وليد : جيتها مرة وحدة عشان ندوَة في جامعتهم
رؤى : أحس أني قد جيت هالمكان من قبل
وليد : يمكن قبل الحادث شفتيه مو عرفتي أنك عايشة في باريس
رؤى : معقولة كنت أدرس هنا ؟ يعني ما هو من شهرة جامعاتهم
وليد : يمكن أهلك كان عندهم شغل هنا
رؤى : يمكن
بدأ المطر يهطُل و يملأُ ملح البحرِ بعذُوبتِه ، تبللت أجسادِهم بمياهٍ طاهرة مُرسلة من السماء ،
وليد : الدعاء مستجاب ، أدعي
رؤى في داخلها تزاحمت أمنياتها ولكن أخبرت الله بما توَّدُه وبشدة " يارب أجمعني بعائلتي "
أكملوا السيْر على أقدامهم حُفاة و الرملُ يُلامس أطرافهم ،

،

في الدُور الثانِي ، دورة المياه المُقابلة لمكتبِه.
يُغسِّل وجهه و مُثبت هاتفه على كتفِه : إيه
ناصر : و بعد العيد برجع
عبدالعزيز : وش عندك هناك ؟
ناصر : كِذا شغل
عبدالعزيز : عليّ هالحركات ؟
ناصِر : أمش معي كلها كم يوم
عبدالعزيز : ماظنتي أقدر لأن هالفترة كلها تدريبات
ناصِر تنهَّد : أنا سحبت على شغلهم لأني عارف أنهم ماراح يعطوني إجازة
عبدالعزيز : بتروح باريس وبتزيد همومك وترجع
ناصِر : لا والله برتاح هناك أكثر
عبدالعزيز : هذا وجهي إذا أرتحت ..
ناصِر : يقال الحين متهني هنا
عبدالعزيز أبتسم بسخرية : هنا جحيم و هناك جحيم ماتفرق مرَّة طيب أبيك بموضوع
ناصر : وشو ؟
عبدالعزيز : ماينفع بالجوال ، تعال البيت
ناصر : طيِّب ، مسافة الطريق

،

بين شوارِع الدمام بدأ يُخفف سرعته و كأنه يستجيب لقلب إبنته الكارهة لمدينتها هذه اللحظة
والِدها قطع الصمت : لا تبينين لهم شيء ماله داعي أحد يعرف خليها بيني أنا وياك و سلطان .. *تنهَّد* .. و تركي.
الجوهرة : أصلاً انا ماأبغى أحد يعرف
والدها : وهذا الصح ، محد بيفيدك لا عرَف بالعكس راح يضايقونك .. *بإبتسامة* وطبيعي ماراح أخلي أحد يضايقك بكلمة يكفي اللي صار
الجوهرة : إذا سألتني أمي ؟ أكيد بتعرف على طول وتشك
والدها : قولي لها مشكلة بيني وبين سلطان وإذا سألتك وشو قولي ماأبغى أحد يتدخَّل و أنا أصلاً بنهي الموضوع من أوله و أقولها أنها ماتفتحه أبد
الجوهرة نظرت لبيتِهم اللذي لم تشتاق إليه أبدًا ، ركَن والِدها سيارته
ستواجِه معركة حامية بين ريان و والدتها ، مُتأكدة أنا من ذلك .. يارب لا تُضعفني أمامهم.
دخلا البيت الهادىء ولو سقطت إبرة لا سمعُوها من شدة السكُون ،
عبدالمحسن بصوتٍ عالي : أم ريــــــان ؟؟
خرجت من المطبخ : هـلـ .. لم تُكمل وهي ترى الجوهرة
الجوهرة بإبتسامة شاحبة وملامِحها البيضاء قد تطهَّرت من آثار جروحها السابقة ، تقدَّمت لها وقبَّلت جبينها ورأسِها : شلونك يمه ؟
والدتها بنظرات شك : بخير .. وش صاير ؟
عبدالمحسن بمثل إبتسامة إبنته : وش يعني بيصير ؟ .. المهم بشرينا عن أحوالكم ؟
ام ريان : كلنا بخير .. أسألكم بالله وش صاير ؟
الجوهرة : يعني مايصير أزوركم ؟
والدتها : هذي تسمينها زيارة ؟
الجوهرة : إيه حتى شوفي ماني جايبة أغراضي
والدتها و بعض الراحة تسللت إليْها : طيب وشلون سلطان ؟
الجوهرة : يسلم عليك
والدتها : الله يسلمه ويسلمك
أبوريان : أنا بروح أريِّح ساعتين ، الطريق ذبح ظهري .. وصعد
والدتها بهمس : صاير بينكم شي ؟
الجوهرة : بس برتاح شوي هنا ولا ماأشتقتي لي
والدتها تسحبها لحُضنها وهي تمسح على شعرها : إلا والله أشتقت لك و البيت فضى عليّ لا أنتِ ولا أفنان

،

- الخامسة عصرًا -

بدهشة نظر إليه : مجنوووووووووووووووووووون !!
عبدالعزيز تأفأف : لآ تجلس تلومني أنا قلت لك عشان أرتاح
ناصر : ماني مستوعب طريقة زواجك الغبية
عبدالعزيز : عاد هذا اللي صار
ناصر : وأنت مسوي نفسك ماتعرف ؟
عبدالعزيز : كان بوسعود حاط البطاقة وبياناتها في جيبه اللي قدام ولمحت موالِيدها 88 و قلت مافيه غيرها لأن أختها متخرجة وأكبر
ناصر بسخرية : برافو والله
عبدالعزيز أبتسم بخبث : بالبداية قلت خلني أسوي نفسي غبي قدامهم وماأعرف مين بس بعدين قلت ليه ماأستغل الوضع وأهدد بوسعود فيها مقابل يقولي كل شي يعرفه عن أبوي
ناصر : يالخيبة والله !! طيب هي وش ذنبها وش دخلها بجنونك أنت وأبوها
عبدالعزيز : ذنبها أنها بنته
ناصر بحدة : أصحى ! انت ماكنت كذا وش هالمصخرة اللي عايش فيها تتزوج على أساس أنك ماتعرفها وعشان تهديد بس و الحين تعرفها وتبي تهدد أبوها فيها .. تهدد ببنت ؟ عيب والله عييييب
عبدالعزيز تنهَّد وألتزم الصمت ، النقاش مع ناصر لن يُجدي بشيء
ناصر : لايكون قربت لبنته وهي ماتدري انك زوجها
عبدالعزيز مازال صامت
ناصر وقف وكأنه صُعق بالكهرباء : قربت للبنت وهي ماعندها خبر أنك زوجها ؟ تبي تهبِّل فيها .. مات ضميرك . . ما تخاف من الله ؟
عبدالعزيز : هم ماخافوا من الله بحركاتهم فيني
ناصر بعصبية : هُم غييير و زواجك من بنت بوسعود غييير
عبدالعزيز : عاد قدَّر الله والحين هي زوجتي
ناصر : زوجتك قدام بوسعود بالإسم لكن من وراه زي ****** تقرب لها
عبدالعزيز رفع عينه بحدة : ناصصصصر
ناصر بغضب كبير : لأن لو فيك ذرة رجولة ما أنتقمت من الرجَّال في بنته !! وين عايشين إحنا ؟؟
عبدالعزيز : الموضوع صار وأنتهى
ناصر : يومه صار تآكل تبن وماتقرب لها بغياب أبوها
عبدالعزيز ببرود : ماهمني لا هو ولا بنته لكن اللي يهمني أعرف كل شيء أنا أشتغل فيه ماني جدار عندهم يتصرفون من كيفهم ومتى ماأشتهُوا علموني

،

في جهةٍ أُخرى ،

قبَّلت جبينه ببرود تام : الحمدلله على سلامتك
والِدها : الله يسلمك ،
و بإستغرابٍ أردف : وين رتيل ؟
مقرن : والله مدري وش أقولك .. تعبت وتنومت بالمستشفى بس تطمن قبل شوي كنت عندها
بوسعود و كأنَّه يتبلل بماءٍ بارد ، تفاجىء : كنت حاس أنه صاير شي .. بأي مستشفى ؟
مقرن : توِّك جاي وين تروح الحين !!
بوسعود بحدة : ماراح أرتاح إلا لما أشوفها
مقرن تنهَّد : طيب .. وخرج معه لسيارتِه.
عبير تمتمت : مررة خايف عليها !!
أنتابها القهر و بشدة من فكرة أنَّ احدهُم يُشارك والدها حياتِه و تحِل محل والدتهُم ، الكُره مسيطر عليها إتجاه " ضي مشعل " وهي لم تراها ، حتى عمي مقرن يعرف بالموضوع ! لِمَ تستَّروا جميعهم بهذا الخبر عنَّا ؟

،

واقف بجانبه مُتقرفًا من رائِحة الألوان ، رافع أكمام ثوبه للأعلى و السواك على جانِب فمِه : أعتذر وراح أسكت
الرسامُ ترك فُرشاتِه ليرفع عينه عليه : أعتذر ؟
ذو شعرٍ ملتوِي بخصلاتِه و غُرزٍ كثيرة تلتهِم ملامِحه ، يبدُو وكأنُّه رجُل عصابة بمظهره هذا : إيه قول آسف وبسوي نفسي ماسمعت بشي
الرسَام : تدل الباب ؟
بغضب رفع حاجبه : يعني تبي أبوك يعرف ؟
الرسام : أطلع برااا
بحدة أكثر : لا تتحداني والله لأسويها وأقوله
الرسَام : سوَّها مايهمني
: صدقني ماهو من صالحك عندنا شهُود
الرسَام : مين تقصد بالشهود ؟ عبدالمحسن أكبر غبي شفته بحياتي
تنهَّد بضيق : أسمعني زين محد بيخسر بالموضوع كله غيرك أنت !!
الرسام : وأنا أبي أخسر .. ممكن تطلع براا
أردف الآخر : طيب زي ماتبي بس بكرا تعال ترجانِي عشان أخلصك من أبوك
الرسام ببرود : الله معك
سمعُوا صوت والِد تعيس الحظ يأتي من الأسفل
بضحكة أردفها الآخر : وهذا الأبو عند ذكره ، عندك ثواني إذا ماأعتذرت والله لا أنشر غسيلك كله قدامه
واحِد ، إثنين ، ثلاثة ، أربعه ، خمسة .. طيب زي ماتبي .. خرج ليطِّل على الدرج : يــا . . .
،

كان الفرنسية ، في عمارةٍ يُغلفها الزجاج من كل جانب لتتقاطع على شكلِ نوافِذٍ طولية و كثيرة.
بملل على مكتبِها ترسمُ بقلمِ الحبر الأسود رسومات بيُوتٍ مُتداخلة بشكلٍ هندسي ،
رفعت عينها عندما لمحت ظلٍّ يعكس على ورقتها ، و بدهشة رجعت للخلف بكُرسيَها ذو العجلات فسقطت على ظهرها و الإحراجُ يرسمُ طريقه بين تقاسيمها البيضاء . .

.
.






.
.

أنتهى

نصف حقيقة ( لمحة ) " والله شفتهااااا !!! "


نلتقِي بإذن الكريم - الأحد -
منوريني جميعًا بكل صفحاتي الشخصية برا المنتدى ()

لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و سُوريــا , كان الله في عونهم و اللهم أرنا في بشارٍ و أعوانه عجائِب قُدرتكْ.





الساعة الآن 06:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team