عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2020, 12:25 AM   #30
є v ɪ є
Aspire to inspire before we expire


الصورة الرمزية є v ɪ є
є v ɪ є غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 117
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 المشاركات : 25,931 [ + ]
 التقييم :  16926
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~


لوني المفضل : Brown
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



أول ماوصلت السيارة عند باب الفندق شافت البندري أبوها من ورى القزاز واقف عند الباب , نزل الدرجات بسرعه , حست بخنقة الدموع ترجع لها ..
فتحت الباب وخرجت بسرعة ومدت يدينها وهي تقول بصوت باكي : أبويـــــــــــــــــــــــه ..
تلقاها بين ذراعينه وضمها وهو قول : يا حبيبة قلبه , سلامااااااااااااات والله , سلامات يابنتي ..
زاد صياحها وهي تقول بحرقه : سامحني يابويه , سامحنيييييييييييي ..
طالع في عبد الرزاق وعدنان اللي عزموا في السيارة إنهم يخفون الموضوع , أشاحوا بوجيههم عنه , قطب حواجبه وهو يحط ذراعه اليمين ورى ظهر البندري ودنق وحط ذراعه اليسرى ورى ركبها و شالها , تعلقت برقبته وصياحها يزيد , رماهم بنظرة غريبه وهم يطالعون فيه بصدمه , كان وجهه محمر من ثقل البندري اللي رغم نحفها كانت ثقيله على واحد في سنه وتحرك يطلع بها الدرج , لحقه عبد الرزاق وقال : أبويه ..
رماه بنظره حاده وقال بحزم : بنتي وأقدر أشيلها , شلتها سنيييييين ماني عايز أشيلها بعد ما كبرت ..
وضمها لصدره وهو يتحرك للمصعد , وقف عبد الرزاق مكانه وهو مصدوم من أبوه , وقف جنبه عدنان وقال : اش فيه ؟؟
هز عبد الرزاق أكتافه وقال : ما أدري ..
في المصعد ضمها لمن همست بضعف : أبويه نزلني ..
وقال بمحبه : لساعني شباب , والعنود بتخطب لي نجديه حلوه , ماقالت لك ..
وطالع فيها وقال بألم : نحفتي كثير , أكثر من أول ..
طالعت فيه وصاحت وهي تضمه وهي تهمس : تكفى أبويه لا تكرهني ..
ضمها أكثر وهو يقول باستغراب : ما في أب يكره جزء من روحه ..
وتحرك لمن وصل المصعد ومشي للجناح ودق الباب برجله , فتحت العنود الباب وصرخت : ياسلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام , ليش شايلها ؟؟ شيلني ..
نزلها أبوها وقال وهو يلهث ووجهه محمر ومعرق من التعب : أختك تعبانه عشان كذا شلتها يالغيارة , و انتي دبه ما أقدر عليك ..
قبل ماتتكلم رمت البندري نفسها على صدر العنود وهي تصيح , ضمتها العنود وقالت : بسم الله عليك , خلاص خلي أبويه يشيلك مابحاربك ..
قال أبوها بابتسامة وهو يحط يدينه على راس العنود والبندري : انتبهي لأختك ..
استغربت العنود لهجته ونظرته , جات الهنوف وأمها وانشغلوا بالبندري ..
التفت أحمد لعدنان وعبد الرزاق اللي وصلوا وتقدم منهم بحزم , قال لعبد الرزاق : تحرك للجناح , أبغى عدنان في كلمة راس ..
ولمن شافه متردد قال بلطف : عبد الرزاق تحرك ..
راح عبد الرزاق ووقف عدنان مقابل لأحمد وهو خايف من اللي بيقوله عمه , بيقدر يكذب عليه ويصرف الموضوع , طاااااااااااااااااااالع فيه أحمد وهمس بوجع : وجهك ووجهه يقول إنه في شي ..
قال عدنان بهدوء : لا عمي مافي شي , هو بس الفجعة اللي أخذناها يوم تعبت ..
مسكه أحمد وقال برجاء : عدنان إذا بنتي فيها شي قولي ..
انعصر قلب عدنان عصر وحس لحظتها بكككككككككره عميق للبندري اللي كسرت شموخه ودفنت راسه في التراب ومع مييييييييين ؟؟ مع ولد أخوه , اغتصب ابتسامة وقال : عمي قلتلك ..
قاطعه بخوف : الخبيث ..
انصدم عدنان من اللي قاله وقال : لا ياعـ...
قاطعه أحمد مرة ثانية : النظرة اللي تبادلتها مع عبد الرزاق فهمتني كل شي و البندري نحفانة ومتغيرة كثير عن أول ..
طالع فيه عدنان بألم لكنه قال بهدوء وهو يزيد ابتسامته : عمي الله يهدييييييييييك خيالك جمح , والله البنت مافيها شي , تعبت شوي , الدكتور قال غذوها وريحوها أسبوع وإن شاء الله بتصير أحسن من أول ..
و نزل راسه على طول لمن قال أحمد بصوت متهدج : الحمد لله , الحمد لله ..
ورجع ابتسم وقال يفهمه : أنا صرفت عبد الرزاق لأني أعرفه دفش , بيرمي الكلمة لو طلع في أخته شي ومن دون مايمهد ..
ابتسم عدنان وقال بهدوء وهو يهز راسه : الله يهديه ..
وضحك رغم كل وجعه وقال : صراحة يا عم , ماتخيلت إنك خواف ..
زفر أحمد وقال : هذولي البنات هم نقطة ضعفي , أحبهم حب فوق الوصف ..
واتسعت ابتسامته أكثر وهو يقول : حتحس باللي أقوله يوم يرزقك ربي بنوتة حلوة ..
وكمل بفخر : والله يوم قلي أبوك على خطبتك للعنود حسيت بفرح ماله حدود ..
فتح عدنان عيونه على اتساعها رغم عنه وقال بتلعثم : خطـ.....خطـ...خطبتي ..
استغرب أحمد تلعثمه وقال : أبوك ماقلك إنه قالي على موضوع خطبتك , و الله فرحت من قلبي ...........
اختفت كل الأصوات وساد صمت قاتل , كان يشوف أحمد يتكلم لكنه مايسمع ولا شي من اللي يقوله , صرخ بداخله ~ عدنان تمالك نفسك قدام عمك , بس اش اللي يصير ؟؟ أنا متى خطبت هالبنت ؟؟ متى قلت إني أبغاها ؟؟ وساااااااااااامر , يارب , يارب ~ خرج من أفكاره لمن حط أحمد يده على كتفه وقال : مو عشان إني أبوها أقول لك هالكلام , لكن والله يالعنود عندي بكنوز الدنيا , غير عن كل أخواتها وأنا و و الله يشرفني إنك تكون زوجها , تمنيتك بصدق لوحده من بناتي والحمد لله ربي حقق أمنيتي ..
نزل راسه وماقدر يتكلم , ماقدر ينطق , اش يقول ؟؟ كان أحمد يطالع فيه بفرح وسعادة , مين اللي حطه في هالموقف ؟؟ مين المسؤول ؟؟ أبوه , أمه ولا وحده من أخواته , مستحيل أبوه يتصرف بخطوة قبل مايشاوره فكيف موضوع يتعلق به , لمن سحب أحمد يده ووجهه يحمل نظرة غريبه رفع يده بسرعة ورجع يد عمه على كتفه وقال : والله الشرف لي إني حأناسبك ..
سحب أحمد يده وغطى وجهه بسرعة مامنعت عدنان إنه يلمح دمعة يتيمة تسللت من عينه , بلع ريقه وهو يحس نفسه وقع بكلمة على ورقة سوداء تشرح مستقبل مجهول , جا أبوه وسأل بخوف : وينكم ؟؟
قال أحمد بفرح : كنت أبغى أطمن على البندري وأبارك له على الخطبة ..
ابتسم عبد الكريم وقال : الله يهديك يا أحمد , من يومك مستعجل , قلتلك ولدي يستحي خليني أعطيه خبر إني كلمتك بعدين كلمه ...
اغتصب عدنان ابتسامة وقال : خلاص وصلني الموضوع الله يتمم اللي فيه الخير ..
وكمل بصوت واثق قوي : لكن أطلب منكم طلب , الموضوع يظل طي الكتمان إلين أتكلم في الموضوع لأنه في أشياء ضرورة خاصة بي لازم أتأكد منها قبل ماأأكد الموضوع ..
هزوا روسهم ورجعوا يتكلمون , وجعته نظرة الفرح والسعادة في عيون الاثنين وهم يتكلمون عن تحقق أحلامهم اللي لاطالما تمنوها لو تم الموضوع , استأذن وراح للجناح وأول مادخل لقي التوأم قاعدين في الصالة منسدحين وساندين راسهم على نفس التكاية وهم يطالعون في تحليل مباراة , طاااااااااالع فيهم بصمت بعدين قال : سامر , أبغاك في كلمة راس ..
نط ماهر وقال بطريقة طفولية : وأنا ..
ابتسم عدنان وقال بمحبة : يجي وقتك , لاتستعجل , دحين أبغى سمور بس ..
وتحرك وخرج من الجناح , تبادلوا نظرة مطولة وتحرك سامر ولحق عدنان وهو يتساءل بداخله عن السبب اللي عشانه ناداه عدنان ..


***************************


ابتسمت البندري وهي تشوف أخواتها والبنات كللهم راكبين على السرير جالسين حولينها وهي منسدحة وهم يسولفون ويشرحون لها على خوفهم واش سووا لمن جوا واكتشفوا عدم وجودها , قالت بتعب : تراني سمعت هالقصة مية مرة , قوموا عن راسي هلكتوني ..
جاتهم هدى وهي شايلة صينية العشا وقالت : قوموا عنها يلا , البنت تعبانة ومن جات وانتم تقرقرون عند راسها ..
خرجوا البنات وأصواتهم العالية تختفي شويه شويه , جلست أمها جنبها وساعدتها على الجلوس وحطت الصينية على فخوذها وقالت : ترى عبد الرزاق يقول إنه يبغالك راحة وعدم حركة وتغذيه زينه , كله من هالريجيمات اللي ذبحتينا بها تبغين تصيرين زي العارضات , الله يهديك ويصلحك يارب ..
ورفعت ملعقة من مرقة اللحم اللي سوتها وهي تقول : كلـ ..
وشهقت لم شافت دموع البندري مغرقة خدودها , غطت البندري وجهها وقالت : أمي تعبانه , والله تعبانه ..
بعدت هدى الصينية وضمتها وهي تقول بصوت غريب : التعبان يشكي لربه وما يشكي للناس يابنتي ..
وبعدت عنها ومدت يدها تبعد خصلات البندري وهي تقول : يلا كلي عشان تريحين قلبي , ترى أبوك ذبحني بكثر الإتصالات يبغى يتأكد إنك أكلتي أكلك ..
أخذت الملعقة من يد أمها وقربت الزبديه منها وبدأت تاكل و دموعها غصب عنها تذرف على خدودها , جلست أمها عندها إلين تأكدت إنها أكلت وأخذت الصينية وخرجت , جاتها الهنوف بعد شويه وهي جايبه لها مناديل معطره ولحفتها وسلمت على جبينها وهي تقول : ارتاحي حبيبي , نوم الوافي يارب ..
وخرجت بعد ماطفت النور , وهنا بدأت البندري نوبة بكاء جديدة , اهتمامها بهم حسسها كم هي خسيسية لمن طعنتهم في ظهورهم , خانتهم في عقر دارهم , فوق عصيانها لربها وتضيعها لشرفها خانت أهلها اللي يتمنون راحتها ..



******************************


: حسبك ياعمر ..
تنهد عمر براحه وهو يقول : الحمد لله ..
وابتسم وهو يسأل : كيف يا شيخ ؟؟
ابتسم الشيخ بوقار وقال : الحمد لله أحسن بكثير من المرة اللي قبلها , داوم على المراجعة عشان مايتفلت القرآن ..
وبعد ماسلم على الشيخ خرج كع مهند وهو يحس براحه ..
ابتسم مهند وقال : ما شاء الله تبارك الله حفظك ممتاز ..
وكمل وهو يعدل شماغه : أحسن مني , حسيت الشيخ وده يقص رقبتي ..
ضحك عمر وقال : أي يقص رقبتك , هو كان متوتر عشان غلطاتك مهي متوقعه ..
حك مهند فخذه وقال : آآآآآآآآآآآخ ضربني بعصاه ضربه ..
قهقه عمر وقال : على الأقل تحسن تسميعك بعد الضربه ..
قال : لا تضحك , صدقني يوم تتزوج ويجيك عيال بتلقى نفسك زيي منت قادر تركز ..
ابتسم عمر وقال : لا إن شاء الله يظل حفظي كذا على طول , إلا كيف الحلوات ؟؟..
ابتسم مهند بمحبه عميييييييييقه و قال وهو يفتح باب سيارته : الحلوات الله يصلحهم جايبين لي ولأمهم الشيب ..
دخل عمر معاه وهو يقول : الله يصلحهم يارب ..
كان بطبعه يحب البنات ويموووت عليهم أكثر من العيال , عشان كذا يحب يزور مهند لأنه ينبسط مع بنتينه ( تغريد وغدير ) , سأله مهند : كم قالك المهندس ثمن تصليح سيارتك ؟؟
: لسه ما قال , قالي مر علي بكرة عشان أشوف السيارة زين ويكون عندي فكرة عن كل الخرابات وأعطيك السعر النهائي ..
: الله يعينك أخس شي لا بدأت الخرابات في السيارة ..
وجلسوا يتناقشون إلين وصلوا العمارة , شكره عمر ونزل , طلع للشقه وابتسم لمن شاف باب أبو صلاح , وفتح شقته وسلم وهو يدخل و فكر إنه وده يكلم أزهار اللي ماكلمته من يومين عشان يبشرها إنه سمع المصحف كامل بدون أي أخطاء , شم ريحة حلوة غريبة , دخل وهو مستغرب الأنوار المفتحة وتردد لمن سمه همهة غريبة , طالع في الممر يدور على شي يمسكه ولمن مالقي شي تقدم بشويش وهو يرهف سمعه للأصوات الغريبة ..
: انت دحين من جدك تبغين تطفين الأنوار ..
: وليه لا , عشان مايحزر إننا فيه ..
: إنت كارهه أخوك وتبغين تقتلينه بسكته قلبية ..
: ياسلام يعني دحين إذا طفيت النور و ..
طل من الممر وانصدم لمن شاف أزهار معطيته ظهرها وتكلم جاسم اللي طالع فيه بعيون متسعة , قطعت أزهار كلامها والتفتت للمكان اللي يطالع عليه جاسم وأول ماشافت عمر صرخت بخلعه وهي تلصق في جاسم , انتفض عمر من صرختها وصرخ : فجعتيني ..
صرخت باستنكار وهي ماسكه ثوب جاسم : إنت اللي فجعتني ..
ساد صمت للحظة اخترقته أزهار اللي انطلقت لحضن عمر وهي تصرخ بحماس : عموووووووووووووووووور وحشتنيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
رمت نفسها لحضنه بقوة واندفاع لدرجة تراجع على ورى خطوتين قبل ما يثبت نفسه وهو يضحك ويقول : بنت عورتيني ..
لمن حس بيدينها ترص على ظهره من دون ما ترد طالع في جاسم بنظرات حاده و لف ذراعينه حولينها بحرج وضمها بخفه وهو يقول بمزح تحبب : اش المفاجعة الحلوة هذي ..
استغرب جاسم نظرته وتذكر آخر ذكرياته مع عمر ~ آآآآآهاااااااااااااا , أنا كيف نسيت إنه ما يحبني , هو قالها صريحة يوم الزواج , الزواج ............. ليه أحسه كإنه كان قبل سنة ~ وغصب عنه جلس يسترجع منظر عمر وهو ماسكه من ياقته وهو يصرح له ببرود : شوف يا سيد جاسم , بصريح العبارة وبالحرف الواحد , ما أحبك , ما دخلت مزاجي ولا انت الرجال اللي تمنيتك لأختي , لكن هذا قضاء الله وقدره ..
تناسى هالكلام اللي دحين عرف سببه وابتسم وهو يشوفه متناسي وجوده وهو يحاول يبعد أزهار عنه وهو يقول بمزح : ترا شويه وأعضك ..
ضحكت أزهار وقالت وهي تلف ذراعينها حولين رقبته : أتحداك ..
: أزهار قومي عني خنقتيني ..
ضمته أكثر وهي تقول كإنها تكلم طفل : والله حبيبي نحفاااااااان , قلب أزهار والله , وحستني وحستنيييييييي ..
ضربها على راسها وهو يقول بصوت مخنوق من قوة عصرها : تراك كتمتيني ..
كان ودها تبعد عنه وتفكه من لصقتها لكنها كانت تحس بوجععععع غريب في قلبها , همست غصب عنها : عمور الله يخليك شويه بس ..
صوتها استنفر كل خلاياه وخلاه يوقف عن محاولات ابعادها وهو يطالع في جاسم ببرود , بعد نظره عنه وضمها بقووووة , لمن حست باحتضانه انتبهت للي هي فيه , بعدت عنه وهي تقول بمرح مصطنع : شفت كيف حبينا نفاجئك ؟؟ انت أوووووول واحد يزورونه العرسان ..
حاول يجاريها في مرحها وهو يقول : استحي تقولينها وانتي شاقه الحلق فرحانه ..
تلون وجهها وحمممممممر وهي تضربه على كتفه باستنكار , لف عنها ومد يده لجاسم وهو يقول بأدب : هلا جاسم , كيف حالك ؟؟ الحمد لله على السلامة ..
سلم عليه جاسم وقال يمازحه عشان يكسر البرود والجمود اللي بينهم : يسرك الحال , كيفك انت ؟؟ واش مسوي بعد ماراحت عنك الزنانه ..
حطت يدينها على خصرها وقالت : أنا ماني زنانه ..
لف عليها عمر وقال بصدق : هذي النقطة الوحيدة إلا الآن اللي أتفق فيها مع زوجك ..
قال جاسم بهدوء : إن شاء الله يكون في نقاط كثيرة مستقبلا ..
رماه عمر بنظرة هادئة وهو يقول بصوت غامض : الله العالم ..
ما انتبهت أزهار للجو المكهرب اللي بينهم وهي تقول : يا سلاااااام , دحين متفقين عليه ..
وكملت : تحركوا قبل ما يبرد الأكل ..
التف لها عمر وقال : أي أكل ؟؟
ابتسمت وقالت وهي تروح للمطبخ : سويت لك مكرونه صينية على السريع , وجاسم جاب كيك وورق عنب , اجلسوا دحين أجيب الأشياء ..
جلسوا بصمت وكل منهم في جهة , طالع جاسم في عمر اللي قعد يتشاغل بتقليب قنوات المجد وهو يتساءل بداخله عن أي إنسان هو زوج أخته هذا , مايعرف منه إلا نظراته الحاده وبروده وبراعته في رمي الكلمات اللي زي الخناجر , هو عكس أخته اللي دايم الضحكه على وجهها بشكل مثير للغيض والأعصاب , وصلهم صوت أزهار وهي تقول : لا تتكلمون قبل ماأجي عشان ماتفوتني الهروج ..
طالعوا في بعض ورجع عمر ولف وجهه عنه , جات وقالت : تكلمتم وأنا مني فيه ..
قبل مايرد نط عمر يشيل عنها الصينية وهو يقول بمرح : وإحنا نقدر , نخاف منك ترانا ..
انحرجت منه وسألت وهي تفرش السفرة على الأرض : ليييييييييييه ؟؟ مرعبه أنا لهالدرجة ..
وتناولت منه الصينية وبدأت تحط الصحون على الأرض , وانتبهت لنظرات منصبه عليها , رفعت عيونها شافت عيون جاسم مثبته عليها بنظرات غريبه والتفتت لقيت عيون عمر كمان مثبته عليها لكن بنظرات محبه وحنان , ابتسمت وقالت بداخلي ~ يارب لا تحرمني منهم الاثنين ~ وقامت عشان تجيب باقي الأشياء , لحقها عمر وهو يقول لجاسم : البيت بيتك ..
خرجت أزهار العصيرات من الفريزر وهي تنتظر السؤال اللي أكيد يدور بخلده , أكيد يبغى يسألها عن سبب رجوعهم , طاااااااااالع فيها بصمت وأخيرا سأل وهو يرتب الكاسات اللي رصتها على الصينية : كيف جاسم معاك ؟؟
انصدمت من السؤال الغير متوقع وطالعت فيه بعيون حايره , مارفع بصره عن الصينية وهو يقول بهدوء : ما سمعت جوابك ..
قالت بتلعثم : ز.... زين , أقصد الحمد لله مو مقصر في شي , ليش تسأل ؟؟
هز أكتافه وقال من دون ما يطالع فيها : كذا , حسيت إنه في شي ..
وساد صمت يخرقه صوت تحرك الكاسه القزاز اللي يلعب بها عمر على الصينية المعدن , حطت العصير على الصينية وثبتت الكاسه اللي يلعب فيها وقالت بثبات : آسفه إن كان حسستك بهالشي , والله أنا بخير والحمد لله وجاسم زي ماقلت لك ما قصر في شي , بس أنا كنت متضايقه شويه لأني مفتقدتك مره وخايفه عليك ..
وكملت بمرح وهي تطالع في عيونه : أعرفك عندك طقوس غريبة لازم تسويها , الترواشه ونوع الأكل اللي تحبه , فانشغل بالي كيف حتسوي من دون ..... من دون مايكون أحد معاك , ولمن شفتك ارتحت ..
ابتسم وقال : عندي منايتي ليش تخافين علي ؟؟
فتحت عيونها على آخرها وصرخت : صححححححححححححححححح , اش سويت عند الشيخ ؟؟
ابتسم وقال بفرح طفولي : الحمد لله سمعته كامل بلاااااااا أخطاء ..
صرخت بحماس وضمته وهي تقول : الله يوفقك حبيبي ..
وبعدت عنه وقالت بفرح : قلت لمنى ولا لسه , تراها تستنى النتيجة ..
حك حاجبه وقال بصدق : لا , كنت بأقولها بس فكرت فيك أول ..
شهقت وحط يدينها على خدودها وهي تقول بهمس : ويييييييييييييي تراني أستحي ..
وهفهفت على وجهها وهي تقول : وترى عيوني تدمع من هالمشاعر ..
ضحك وقال : والله انك شي , تحركي قدامي الرجال قاعد يستنى برى ..
وتذكر وقال : إلا صح , ليه رجعتم بدري ؟؟
قالت وهي تشيل الصينية : ظروف عند جاسم واضطرينا نرجع , بس بيني وبينك ..
خفضت صوتها تهمس له : أحسن اللي جات هالظروف , بينانغ جابت لي الهم بالحريم العرايا على الشاطئ ..
: أعوذ بالله , من جدك ؟؟
: والله , على الأقل كوالا أحسن , مافيها هالمناظر المميته للقلب ..
شافوا جاسم جالس يطالع على المجد وهو سارح في عالم ثاااااااني , تقطع قلبها عليه وهي تفكر بهمه , حطت الصينية وقالت : جاسم ..
التفت لهم كإنه توه ينتبه هو فين , قال عمر وهو يأشر على السفرة : تفضل , حياك الله على سفرتك ..
ابتسم جاسم وجلس بهدوء , كان صامت معظم الوقت ويستمع لإجابات عمر الصبور على أسئلة أزهار اللي لا حصر لها , وبعد ما مضى الوقت قامت أزهار غسلت الصحون وخرجت من المطبخ وقالت وهي ماودها : يلا جاسم ..
وكملت لمن التفت لها عمر باستنكار صامت : أكيد إنك نعسان وودك تنام , وجاسم وراه شغل بكره ..
قام جاسم على طول وقال : أستناك في السيارة ..
والتفت لعمر اللي وقف وصافحه وهو يشكره على زيارته , وبعد ما خرج راحت للشماعة ولبست عبايتها وهي تصرخ بداخلها ~ اش هالشعور الغريب , هذا كان بيتي ودحين أخرج منه زي الضيفه , مابأنام في غرفتي , ماحصحي عمر للفجر , ماحسوي له فطور وأستناه عشان ياكل ويسمع لي اللي حفظته , مابأسوي له الغدا وأستناه إلين يرجع , خلاص صرت لإنسان ثاني وهو ..... وحيد , وسط هالذكريات ~ زفرت والتفتت لعمر اللي لقيته واقف وراها , ابتسمت وقالت : في آمان الله حبيبي ..
ابتسم وقال : أستودعك الله ..
وتحركت من عنده وهي تسحب رجولها سحب , طاااااااالع فيها وهي تمشي وتلبس غطاها وشاف عبايتها تسحب على الأرض لأنها مارفعتها لراسها فمد يده بعفوية , حست بخفة عبايتها فالفتت وشافته ماسك عبايتها رافعها لها عشان تقدر تمشي , بلعت غصة نطت لأعلى حلقها وقالت : شكرا , يلا مع السلامه ..
ورفعت عبايتها على راسها وتحركت بسرعة وخرجت , نزلت الدرج بخطوات سريعة وقبل ما تركب السيارة التفتت وزادت غصتها لمن شافته واقف عند باب العمارة ولوح لها أول ماالتفتت له , لوحت بيدها وجلست وصكت الباب , دقيقتين ودق جوال جاسم , رفعه باستغراب وقال : هلا عمر ..
قال عمر : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ابتسم وهو يتذكر طريقة أزهار ورد السلام وقال بصدق : هلا يالحبيب ..
قال له عمر بحرج : إذا ماعليك كلافه بغيتك تنزلني عند الورشة اللي عند الشارع , سيارتي فيها والمهندس توه قالي تعال عشان تاخذها ..
لف جاسم وقال : هو في ذيك الساعة اللي نخدمك فيها , يلا أنا راجع دحين ..
وصك الجوال وقال وهو يطالع في ساعة السيارة : يبغى يجيب سيارته قبل ماتقفل الورشة ..
فرحت فرح كبير إنها بتشوفه مرة ثانية , وأول ماوقف السيارة رجعت ورى وجلست في النص وهي تحس بحماس مو طبيعي , دخل عمر وقال بعد ماسلم : سامحوني على الإزعاج ..
قال جاسم وهو يحرك السيارة : لا إزعاج ولا شي ..
دخلت أزهار راسها وقالت بفرح : هلا والله , هلا باللي له الخافق يهلي , تو مانورت السيارة والله ..
طالع جاسم في المراية وقال بسخرية : لا والله , إجلسي زي الناس ..
رجعت جلست على ورى وهي لافه بوزها ورجعت نطت وقالت : أوووووو صح , ترى البيت فاضي مافيه شي , جيب على الأقل عيش صامولي وجبنه سايله ..
قال عمر وهو يضحك : عاد انتي و الأكل في زحمة ..
ضربته على كتفه باستنكار وهي تقول : عمووووووووووووووووووووور ..
ولمن وصلوا عند الورشة لقيوها مقفلة , دق عمر على المهندس اللي اعتذر له إنه ماقدر يستناه قاله بحزم : الله يسامحك كانت قلتلي , إنت عارف إنه ماعندي سيارة توديني وتجيبني متى مااشتهيت , خلاص بكرة الساعة 9 إن شاء الله ..
ولف على جاسم وقال : السموحة , يحسبني بأتأخر فقفل الورشة وراح , يقول مايقدر يرجع عشان المدير معاه المفاتيح ..
حرك جاسم السيارة وقال : هم كذا علل حقين الورش ..
وهم راجعين رجع لأزهار شعورها الثقيييييييييييييل , كان ودها تقعد مع عمر أكثر , هي لو عليها ودها تنام في حضنه , وقف جاسم عند السوبر ماركت ولف على عمر وهو يسأله : تبغى شي من البقالة ؟؟
هز عمر راسه برفض وطلعت أزهار راسها من بين الكرسين وقالت : أبغى آيس كريم شوكلاته ..
ضربها على جبهتها وهو يقول : ارجعي ورى , ماني جايب ..
تغير وجه عمر وقال بلا تفكير : وليش ما بتجيب لها ؟؟
التفتوا الاثنين له , وقال جاسم بابتسامة وهو يشوف نظرة الاستنكار من عمر : كنت أمزح معاها ..
ضحكت أزهار وهي تحس بعصرة ألم غريبة في قلبها ~ لسه شايل همي , لسه يفكر في اللي صار , ياحبيييييييييبي يا عمر , ياقلبي إنته ~ حممممر وجهه وهو يقول بتلعثم : ها .. آآآآآ ....
ضحك جاسم وهو يحط يده على فخذ عمر , رص عليه بتفهم وهو يفتح الباب ويخرج , دخلت راسها من بين الكنبتين وهمست : عمور ..
قال بدون ما يرفع راسه : صدقته على بالي مو جايب لك اللي تبغينه ..
مدت يدها وحطتها على راسه وهي تقول : حبيب قلب زهورة والله ..
بعد يدها وهو يقول : أصغر عيالك شايفتني ..
طالعت فيه بحب وهي تهمس : إيوه أصغر عيالي ..
ولمن جا جاسم رجعت لورى , دخل وفك الكيس وخرج آيس كريم لعمر وناوله له وهو يبتسم , أخذه منه عمر وهو يهمس : جزاك الله خير ..
لفت أزهار وجهها عن المنظر اللي غصص بحلقها وطالعت من القزاز , تجمدت كل مشاعرها لثانية وهي تطالع بتمعن للشخص الخارج من المحل و شافته وهو مستعد يقطع الشارع ..
: أزهار آيس كريمك , بنت ..
التفتوا الإثنين بتساؤل لمن ما أخذت الآيس كريم , فتحت باب السيارة وخرجت بسرعة , اتصنموا للحظة بيستوعبون اللي يصير وخرجوا بعدها بسرعة ..
جريت أزهار بلا تفكير وعيونها متعلقه بالشخص هي تصرخ : عميــــــر ..
صرخ عمر وجاسم وهم يشوفون السيارة متوجهة لها وهم يجرون يبغون يلحقونها : أزهااااااااااااااااااااااااااار ..
: أزهار انتبهيييييييييييييييييييييييييييييييي ..
ما انتبهت لأي شي غير الولد اللي قطع الشارع ووقف عند الرصيف اللي بين الشارعين مستعد يقطع الشارع الثاني , صرخت وهي تحس نبض قلبها يتسارع خايفة يختفي عن نظرها : عميـــــــــــر ..
اختلطت صرختها باسمه بصوت صرير الكفرات المختلط بأصوات البواري , صرخ عمر وهو يوقف ويغطي وجهه : رحمتك ياارررررررررب ..
وصرخ جاسم وهو يحس جريه أبط من البطيء رغم إنه حاط كل طاقته في رجوله : أزهاااااااااااااااااااار ..
وشهقوا لمن تجاوزت أزهار السيارة اللي انحرف بها سايقها في آخر لحظة , التفت الولد على أصوات البواري والفرامل وانصدم لمن شاف حرمة تتشبث به , مسكت أزهار ذراعه بقوة وهي تتأمل وجهه بعيون ملهوفة , كان صدرها يطلع وينزل بسرعة مع لهاثها اللي كان صوته مسموع , طرفت بعيونها اللي تجمعت فيها الدموع وهي تهمس : منته عمير ..
فلتت يدينها وبعدت عنه خطوتين هي تكمل بصوت مخنوق من بين لهاثها : انته تشبهه بس ..
مسكت يدين قوية عضدينها ولفتها , لقيت نفسها تطالع في وجه المحمر , صرخ جاسم : مجنووووووووووووووونة , تبغين تموتييييييييييييييييييييييين ..
وهزها وهو يصرخ بصوت أعلى : مجنوووووووووووووووووووووووووونة ..
طالعت فيه بعيون خاوية رغم هزه وهي تهمس : مو عمير , مو عمير ..
تصنم جاسم بصدمة ووقف عمر جنبه وهو يطالع بصدمة في الولد اللي يشبه أخوه بدرجة فضيعه , لفت أزهار لعمر وهي تهمس من بين دموعها : يشبهه صح ؟؟ قولي إنه يشبهه وإني ما نسيت شكله ..
همس بوجع وقلبه ينعصر على أخته : إلا يشبهه ..
غمضت عيونها وطاحت دمعتين على نقابها وهي تقول : الحمد لله , ما نسيت شكله ..
وغطت وجهها بيدينها وجلست على الأرض وهي تقول بصوت باكي : الحمد لله , الحمد لله , مانسيت شكلك ياعمير , مانسيت شكلك ..
جلس عمر قدامها على ركبه وضمها وهو يقول : سبحان الله يشبهه ...
وكمل بصوت مخنوق : ما نسيته يا أزهار , ما نسيته ..
واختنق صوته أكثر وهو يهمس : كلنا مانسيناه ..
بعدت يدينها عن وجهها ولفتها حولين صدره اللي دفنت وجهها فيه وهي تصيح بصوت عالي وهي تقول : وينه ؟؟ مشتاقة له , مشتاقة له يا عمر , مشتاقة لحضن أمي ولعمار , ماعاد أتذكر وجيههم , ماعاد أتذكرهم ...
بالقوة حبس دموعه وهو يضمها أكثر وهو يهز يدينه يبغى يهديها وهو يقول : الصبر يا أزهار , الدنيا زائلة والخلود في الجنة , إدعي إنه ربي يجمعنا بهم في الجنة , الصبر يا أزهار ..
كان صوته لحظتها شدييييييييد الشبه بعمار , عمار اللي لها كم يوم تحاول تسترجع طيفه , ابتسامته بلا فائدة , زاد بكاها وهي تصرخ : مشتااااااااقة لهم , والله مشتاقة لهم , عمــــر قلبي يعورني , سكاكين تطعني كل ما مر عليه شي وهم مهم حولي , عمر بمووووووووووووت , أبغى أتذكرهم ..
حط جاسم يده على جبينه وهو يطالع فيهم بصدمة , عمره ما سمع نبرة الوجع اللي يسمعها دحين منها , عمرها ما شكت له وعمره هو ما سألها عنهم , ليش ماقيد سألها عن أهلها وهي تعرف كل شي عن أهله , انتبه لحظتها إن هالبنت مجهولة بالنسبة له , اش يعرف عنها !! فقدت ذاكرتها وقبلت تتزوجه وطلعت متستره على أخته ودايما تبتسم ومطوعه وتحب الأكل , توقفت أفكاره , هذا بس كل اللي يعرفه عنها , ليه معلوماته عنها ضحلة لهالدرجة , هو حتى مايعرف اسم أمها , خانت عمر دمعه سالت على خده وهو يقول بصوت قوي مناقض لقلبه المرتجف المتألم : الصــبر يا زهرة , بتعترضين على قضاء ربك ..
كان عقلها يصرخ فيها إنها تسكت , هي في مكان عام , وجاسم موجود , والناس كلهم يتفرجون , لكن وجع قلبها اللي حسته زي النااااااااار اللي تحرق جوفها خلاها تصرخ وهي تقبض على ثوبه : ياااااااارب ارحمني , آآآآآآآآآآآه , وين الصبر يا عمر ؟؟ وين الصبر وأشتريه ملايييييييين , مشتااااااقة لهم , يارب انت أعلم بحاااااااااالي , يارب ارحمنييييييييييييييييي , يااااااااااااارب , يارب ارحمني , يارب برد قلبي , آآآآآآآآآآآه يا أمييييييييي , آآآآآآآآآآآآه ياعمااااااااار , عمر قلبي يعورنييييييييي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يارررررررب ..
نزع جاسم شماغه ورماه على عمر وأزهار عشان يغطيهم عن أعين الرجال اللي وقفوا بسبب السيارة اللي انحرفت وصدمت سيارة ثانية ولف على الولد وقال بصوت ثقيل : آسفين , هي حسبتك أخوها الصغير المفقود ..
ولف على الرجال صاحب السيارة وهو يحاول يتلهى عن آهات أزهار اللي حسها زي السياط على قلبه , أشر له الرجال إنه مافي مشكلة وانفض هو والرجال المتجمعين , كانت نظراتهم تحمل الشفقة الممزوجة بالألم , التفت جاسم لمن خفت صوت أزهار , وتحرك بسرعة , سحب شماغه وقال : عمر خلينا ناخذها البيت أحسن ..
قام عمر وهو يسند أزهار الذابلة , رفعت نفسها شوية ورجعت تجلس لمن ما قدرت تقوم بسبب عضلاتها الفاترة وعظامها اللي حستها ثقيلة , وقبل ما يسندها عمر , مسك جاسم يدها وسحبها بقوة ووقفها وبلا مقدمات شالها , انحرج عمر من حركته لكنه ماتكلم , التفت على الولد اللي قعد مصنم مكانه واعتذر منه ولحق جاسم اللي سدح أزهار في المقعد الخلفي ..
ولمن جلس في مكانه شغل جاسم السيارة والتفت على أزهار اللي معطيتهم ظهرها ودافنه وجهها في ظهر المقعد وهو يهمس : ها زهرة , نوديك المستشفى ..
هزت راسها بلا وهي تكتم شهقاتها لكن اهتزاز جسمها وصوت أنفاسها المقطع فضحها , بعد نظره عنها وطالع في عمر اللي لف وجهه على الطاقة وهو ينزل شماغه على وجهه أكثر , طالع في الآيس كريم اللي ذاب على الأرضية وحرك السيارة , وقف عند باب عمارتهم , انتبه عمر للمكان اللي هم فيه , التفت لجاسم وقال : هذي مو ..
وقطع كلامه و تنحنح عشان يصفي صوته المخنوق وقال : هذي مو عمارتنا ..
ابتسم جاسم وقال : عازمك اليوم على شقتنا ..
انصدم عمر من اللي قاله وهز راسه وهو يقول بحرج : لا , أنا ...
قاطعه جاسم وهو يخرج : مو بكيفك ..
وفتح الباب اللي ورى وقال بمزح : بنت , بتقومين ولا أشيلك , قالت لي العنود إنك تحبين الشيل ..
ما ردت عليه وهي تقوم , عدلت غطاها بصمت , كان ملاحظ ضعفها من حركاتها المرتجفة , خرجت وهمست باختصار : شنطتي ..
ابتسم وقال بمرح : لا تخافين مع عمر , اللي يشوف اهتمامك يقول فيها ملايين ..
طالعت فيه بصمت ولمن شافت ابتسامته سألت : و آيس كريمي ؟؟
وابتسمت وكملت : لا تحسبني نسيته ..
ذابت ابتسامته ~ كذا تعالجين وجعك يا أزهار ؟؟ بالمرح , بالابتسامة , أي قوة اللي انت فيها ؟؟ أي إيمااااااااااااااااان هذا اللي يصبرك , أنا مصيبة وحده وحاس نفسي بموت من الضيق والطفش ~ قبض يدينه وهو يقاوم إنه يضمها إلين يكسر عظامها و يحسسها إنها مهي لوحدها , إنه معاها , قال بهمس : ذاب , تحركي يلا ..
لفت بوزها وقالت : طيب أنا نفسي فيه ..
قال بحزم وهو متضايق من مشاعر الذنب : تحركي ..
ومسك ميداليته وخرج منها مفتاح رماه لعمر وهو يقول : طلعها الشقة وخليها تغسل وجهها وترتاح ..
سأله لمن شافه يدخل السيارة : وانت وين رايح ؟؟
قال بعصبية : بأروح أجيب لأختك الدب السعلية آيس كريم شوكلاته ..
وحرك السيارة , ضحكت أزهار غصب عنها لمن شافت عيون عمر المتعجبة وقالت : ترى عادي لو عرفته بتعرف إنه يسب أربع وعشرين ساعة ..
وزفرت بتعب , كانت تحس جسمها كله مكسر , شكله هالشعور تابع لحالتها النفسية المتأزمة قبل شوي , التفت عمر لها وقال بمزح : ترى لو تحسبيني بأقدر أشيلك إحلمي , إذا مافيك حيل استني إلين يجي رامبو حقك , أنا نحيف بتكسريني لو شلتك ..
ضحكت من قلبها وتحركت له ولفت يدينها حولين ذراعه وقالت : لا ما أبغاك تشيلني أبغاك جنبي بس ..
حس كلمتها تخترق قلبه , كان طول عمره يتمنى ربي يقبض روحه قبل ما يطول عمره وتزيد معاصيه اللي بيتحاسب عليها لكنه دحين صار يدعي ربي يطول عمره عشانها ..
طلع معاها الشقة اللي أصرت توريه إياها غرفة غرفة , وجلست معاه في غرفة التلفزيون و أصرت ماتتحرك من عنده , شويه ودق جرس الباب , راحت وفتحته لقيت في وجهها آيس كريم الشوكلاته , بعده وقال : ارتحتي ..
ابتسمت له وهمست بصدق : الله لا يحرمني منك ..
كانت كلمتها نابعة من أعمق أعماق قلبها , حس جاسم بقلبه ينبض بقوة من همستها , دخل وصك الباب وهو يقول بخشونة : طيب , وين عمر ؟؟..
قالت : في غرفة التلفزيون ..
ولمن جا بيتحرك مسكت ثوبه , التفت لها بتساؤل , همست بخجل وهي تلعب في أصابيعها : أنا ... قصدي في الشارع ... يعني ...
وجعه قلبه إنها تبغى تعتذر عن اللي صار غصب عنها , همس : شكل عمير كان شقي و حبوب ..
طالعت فيه بصدمة وكمل هو بهمس : الولد اللي شبهتي عليه فيه نظرة شقاوة , يعني شكله من الناس الحرشة اللي تحب العناد والأذية ..
تساكبت دموعها بلا مقدمات وهي تهز راسها بإيوه بدون صوت , همس وهو يحط يده على راسها : تكفين لا عاد تصيحين ..
لمن سمعت نبرة الخوف والحب بين طيات كلامه زادت دموعها وهي تهمس : غصب عني ..
ابتسم رغم الثقل اللي يحسه في قلبه وقال بأذية : ترى شكلك يصير يخرررع يوم تصيحين , يبغالي أصورك عشان أفجع بها البزران ..
غطت وجهها وهي تقول : سامحني , أنا عارفه إنك منته ناقص , كافي المشاكل اللي انت فيها , بس والله غصب عني ..
قال بألم : ولو قلت لك إن دموعك توجع قلبي , تراني عصبي وقاسي لكن والله ما أقوى على دموعك ..
همست بوجع تشتكي له من دون ماتبعد يدينها : ما أتذكرهم ..
زفر وضمها وهو يقول : يتهيأ لك , صورتهم في قلبك محفورة ..
قالت وهي تحاول توقف دموعها : ما قلتلها سامحيني إذا غلطت عليك , ما قلت لعمار إني ما حسيت بفقد أبوية لأنه عوضني , ما قلت لعمير إني أحترمه حتى لو كنت دايما أهزئه وأتضارب معاه , كان نفسي أقولهم هذا كله , كان نفسي أقولهم إني أحبهم , في أشياء كثيرة كان ودي أقولها لهم لكني ما عرفت إني بأفقدهم في غمضة عين ..
حس بغصة في أعلى حلقه فسحب نفس عميق وهو يقول : محد يعرف المستقبل إلا علام الغيوب , صح ؟؟ ولو عرفتي المستقبل كان غيرتي شي من اللي كتبه ربي لك !! يعني إذا إنت الإنسانة الملتزمة القوية الصابرة قلت هالكلام اش خليتي للبقية اللي زيي ها ؟؟
ضحكت من بين دموعها وقالت بصوت مخنوق : لا تستقل نفسك يمكن إنت عند الله أحسن مني مليووووووون مرة ..
كلمتها انحفرت بداخله وهو يتذكر معاصيه وتفريطه , ابتسم وقال : أحسن بمليونين مو مليون واحد ..
بعدت عنه وطالعت فيه وابتسمت وقالت وهي تمسح عيونها : قلت لك لا تستقل نفسك ..
ومدت يدها المبللة بالدموع وهي تقول : وين آيس كريمي لا يذوب مرة ثانية ..
قهقه من أعماقه وناولها الكيس وهو يقول : الـــلـــه يعينني عليك وعلى سعلوتك ..
مسكت الكيس وطااااااااالعت في الكيس بصمت , عضت على شفايفها المرتجفة وهي تخرجه من الكيس , زفر لمن شاف منظرها ودنق عليها وسلم على عيونها وهمس لمن رجعت دموعها : يكفي يا أزهار ..
مسحت دموعها بسرعة وهي تقول : خلاص ما فيني شي , روح لعمر في غرفة التلفزيون ..
ما تحرك من مكانه وهو يطالع فيها , نزلت دموعها غصب عنها فغطت وجهها وهي تقول : الله يخليك روح لعمر , ما أحب أحد يشوفني وأنا بهالحالة ..
همس وهو يتحرك : بروح لأني أنا كمان ما أتحمل أشوفك بهالحالة ..
أول ما دخل غرفة التلفزيون شاف عمر واقف جنب الباب بوجه كئيب وهو منزل شماغه وطاقيته , صك الباب وقال بابتسامة : ما عليك شوية وترجع زي ....
وانقطع كلامه لمن حضنه عمر بقووووووة وهو يتنفس بحدة كإنه يجاهد عشان يمنع دموعه , حس لحظتها قد إيش هو صغييييييييير وتذكر إنه ماجاوز الـ 23 من عمره , فقد كل أهله و مابقي له إلا أخته اللي أكبر منه بكم سنة واللي في حالة ضعف شديده , تصنم جاسم للحظات وهو مهو عارف ايش يسوي , رفع يدينه ولفها حولين عمر وضمه بشويش , انزلق الشماغ وطاح , لمن شاف شعره القصير المغطى بالطاقيه و حس بجسم عمر النحيف بين ذراعينه عرف مقدار المسؤولية اللي عليه , هو مهو مسؤول عن أزهار اليتيمة بس , مسؤول عن أخوها اليتيم كمان , قال عمر بصوت مخنوق : ما أقدر أشوفها بهالحالة وما ألومها كمان , اللي صار لها كان فاجعة , الله يصبرها ..
شده جاسم لصدره أكثر وهو يقول : الله يصبرك إنت كمان , صارت لك نفس الفاجعة ..
حس بأظافير عمر تنغرز في ظهره وتنفسه يزيد حدة , رفع يده وبعد الطاقيه و قبض على شعر عمر وهو يشده لصدره وهو يقول : بأقولك نفس الكلام اللي قلته لأزهار , الصبر يا عمر , الصبر يا أبو عبد الله ..
عمر كان يتخيل كل شي يصير إلا إنه يبكي على صدر جاسم اللي لطالما اعتبره غريم له , كانت دموعه تنزل غصب عنه لمن ناداه بأبو عبد الله , عمار هو الوحيد اللي كان يناديه بأبو عبد الله , كان دايما يقوله سمي ولدك عبد الله على عبد الله بن عمر بن الخطاب , حتى حضنه وصدره الواسع كان يشبه حضن عمار لمن يودعه وهو يوصيه قبل ما يسافر عشان الندوات اللي يلقيها والدورات العلمية اللي يحضرها , همس جاسم باختصار وهو يضمه أكثر : سامحني , سامحني ..
بعد عنه عمر ومسح وجهه بسرعة ودنق يشيل طاقيته وشماغه هو يسأل بصوت قوي : فين الحمام ؟؟
ابتسم جاسم وقال وهو يخرج من الغرفة : تعال أوريك فينه ..
ولمن دخل عمر الحمام رجع يدور على أزهار , لقيها مربعة فوق واحد من الكراسي اللي حولين طاولة الطعام وهي تاكل الآيس كريم وهي تشهق كل شويه شهقات متتالية تهز جسمها زي البزران , ابتسم ورجع لعمر اللي خرج بعد ما غسل وجهه وبدأ توضأ , قال وهو يستند على الجدر : إن شاء الله عجبك البيت ..
قال عمر بصراحة : البيت ماعليه كلام , بس التلفزيون واللي فيه أعووووذ بالله يخرع ..
ضحك من قلبه وقال وهو يتحرك : أجيب لك لحاف وفراش عشان تنام في غرفة التلفزيون اللي يخرع ..
قالت أزهار بتريقة : هذا اللي يخرع دش السيد جاسم وفيه فوق 99 قناة وكل وحدة أخص من الثانية ..
التفتوا لها كانت شايلة طراحة ولحاف وفوق راسها مثبته مخده , سحب جاسم المخدة وعمر يقول : أعوذ بالله , وعساك تتفرجين فيها ..
هزت راسها وقالت وهي تطالع في جاسم : مخليتها لجسوم ..
لف عمر على جاسم وقال : إنت تتفرج على إيه بالضبط ؟؟
هزت أزهار راسها وقالت بحماس : إسئله , إسئله ..
نقل بصره بينهم وقال باستنكار : دحييييييييييييييين إنت وهي إتفقتم علي , قاعدين تستفردون بي حضراتكم ..
هزوا راسهم في نفس الوقت , فرصع عيونه وقال : أنا أكبركم هنا سامعين , تحركي ودي الفراش حق أخوك وإنت ...
ولف على عمر وقال : تحرك صلي عشان تنام , ترى لو نمت عن صلاة الفجر أنا مالي دخل ..
طالعوا فيه أزهار وعمر بصمت , لف عمر على أزهار وسأل : هو زوجك على طول عصبي كذا و ينرفز بسرعة ..
هزت راسها بإيوه وهي تقول : 24 ساعة ..
قال جاسم بصوت عالي وهو يرفع المخدة بتهديد : هييييييييييييي إنت وهي ...
راحت أزهار للغرفة و وراها عمر وهو يهمس : هو ليش يعصب فجأة ..
: ما أدري عنه , بس تراه حبوب يرضى بسرعه ..
رمى المخده على ظهر أزهار وهو يقول : بنــت , تراني سامعكم ..
لف عليه عمر وسحب المخدة ولحق أخته ورغم اللي قاله سمعه يهمس : يمه زوجك مو بس عصبي , عنده أذاني بس ..
و اختفوا داخل الغرفة , ابتسم جاسم وهو يقول : فوله وانقسمت نصين , نفس الشكل ونفس الخبال ..
وحس بسعادة وراحة غريبة بداخله وهو يسمع مناقشتهم جوة عن مكان الفراش , هو يبغى قدام المكيف وهي ما تبغى خايفة عليه يبرد , وقف عند باب الغرفة وهو يتأملهم بصمت وكل واحد فيهم يسحب الفراش من جهة , شوية التفت عمر وهو يقول بعصبية : جاسم شوف حرمتك ..
قال بهدوء : أزهار الرجال كبير ويعرف مصلحته ..
سابت اللحاف وقالت : موت برد , وإذا وجعت لا تجيني تشتكي ..
وخرجت من عندهم زي الإعصار , قال عمر بمزح : أشوه اللي افتكيت من إزعاجها وزنها , الله يعينك عليها , مززززززززززعجة ..
طفى جاسم النور وقال : أحلى إزعاج عرفته في حياتي , يلا تصبح على خير ..
ومن وسط الظلام اللي يخترقه نور الصالة سمع همسه وهو يقول : شكرا ..
ابتسم جاسم وقال وهو يمسك قبضة الباب: ولو , واجب , يلا صلي و مدد جسمك شوية ..
وصك الباب واستند عليه وهو مغمض عيونه , عرف إنه دوره لازم يكون أكبر من مجرد زوج , لازم يكون أب وأخ وصديق , الأقدار ربطته بهم ..



***********************



تم بحمد الله الفصل الرابع عشر ...

تشاهدون في الفصل الخامس عشر : طوفان مشاعر ..

................... طالع فيه عدنان بوجع وهمس : أبويه خطبها لي .............

....................... صرخت بقهر وهي تضرب برجلها جدر المصعد : أكككككككككره أخوووووووووووووووووووووووك , أكرهـــــــــــــــــــه .......

................... همس برجاء : عمي أنا كنت أبغى العنود من قبل عدنان .............

............... طااااااالعت أزهار في الجوهرة بصدمة , عمرها ماتخيلت إنها تنحط في هالموقف وقدام مين ؟؟ قدام .............


أتمنى لكم قراءة ممتعة

أختكم

& عاشقة أمها &


 
 توقيع : є v ɪ є




وكُن مَن أَنت حَيثُ تكُونْ، واحَملْ عبءَ قلبِكَ وَحْدَه.




رد مع اقتباس