أشيَاء أود فعلها قبل أن أموت |فٓضاء أخٓر ! .
المقالة مقتبسة من مدونة " أتريد قهوة؟"
اليوم هوَ يومَك، افعل فيه كُل شيء، عبّر فيه عن كُل شيء، أغدق من حولك بكُل المشاعر، لاتجرح، لاتُسيء، لاتغضب، الأمسَ لانملُكه لأنّه مضَي، واليوم نحنُ مُلاّكه لأنّه يحصل في الثواني الحاليّة من عُمرنا، افعل شيئًا تموت وأنت فخور بِه.
إن أحببت فكُن كامِل المحبّة والوفَاء لمن يُبادلك ذلك حتّى تموت، وإن ارتقيت بالعلم والدرجات، فكُن بكامل التواضع لأنّ كُل ذلك من الله، وإن جُرحت فكُن موقنًا أنّ ذلك ماتحتاجه لتعيش بقوّة في الأيّام القادمة، وإن تُرِكت فكُن واثقًا أنّ مُفاجئات الله لن تتركُك في دربك وأنتَ مؤمن بِه، وسترَى جمَال القدَر برِضَاك.
الموت هوَ الحيَاة، لذلك فكّر بجعل حيَاتك تنتهي بأُمنيات صغيرة تكون هي ذاتها من تجلُب السعادة المؤقتة لقلبك حتى تلتقي بالحيَاة الكُبرَى بعد الموت.
لاأعلَم متَى وكيف وأين سأموت، لكنّي أعلم أنّي سأموت عاجلاً أم آجلاً، والإستعداد لذلك كفيل بحصر السعادة في زُجاجة أتنفسها كُل يوم لي ولمن حولي.
إنّ المريض وحده الذي يرى تلك السعادة حتّى في أشد الأمور سوداويّة، لأنّه تيقن من الرحيل، والذي يجلب الكآبة لي أنّنا نعيش وكأننا لن نموت، ونؤجل سعادتنا لأجلٍ غير مُسمّى.
كُلما أحزنتني الحيَاة تذكرت الموت، كيف لي أن أبكي 4 ليال لأمرٍ دنيوي وأتنَاسى أنّي قد أموت وأنَا بهذه الكآبة.
الذي يصدُم إنسَانيتُنا هوَ الكذب، كمَا أنّ الحيَاة في مُجملها كذبة قد تعيشها بصدق لأجل نفسك وقد تعيشها بكذبة أيضًا. رغم أنّ الأغلبيّة تعيش على الكذب، إلاّ أنّهم يعلمون مقدار السَعادة التي حرموا أنفسهم منها حينما يكونوا صادقين بالأخص مع من يُحبّون، حينمَا تسمو أرواحهم لسمَاء صافيَة قد تتعكّر بأي شيء لكنّ القلوب نفسها لن تفعَل لأنها موحدّة بين المُحبين الذين تقَاسمو الحيَاة بحلوها ومرّها وأقسموا على المُضي للأمَام لجلب موارد السعادة لسمائهم الخاصّة.
قبَل أن أموت أُريد أن أفعل أشيَاء تجعَل حيَاتي متموجة على موجات تختلف في ذبذباتها وأشكالها، لكنّها تصُب في حُنجرَة واحدة تُريد أن تُجرب عدد من الأصوات والألحان.
قبل أن أموت أُريد أن أكون شاكِرة أكثر، وراضية أكثر، ومؤمنة أكثر، وقويّة في الحق أكثر.
الآن سأسرد الأشيَاء اللطيفة التي أود أن أفعلها إذا أراد الله قبل أن أحيا هُناك في السمَاء ؛)
——————-
أكتُب كتَاب عميق جدًا، أو سطحي جدًا أيًا كان، المُهم يشبهني جدًا ..
هذه القائمة المبدئيّة للآن
أخيرًا أود أن أنقل رسالة الوداع لغارسيا ماركيز إلى مُحبيه في العالم
———
لا تنتظر أكثر
بقلم غابرييل غارسيا ماركيز
“لو شاء الله أن ينسى أنني دمية، وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي. ربما لن أقول كل ما أفكر به، لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله. سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور. سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام.
لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض، ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضاً. سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق. للطفـل سـوف أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده. وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان. لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر… تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل، غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تسلقه. تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد. تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف. تعلمت منكم أشياء كثيرة! لكن، قلة منها ستفيدني، لأنها عندما ستوضب في حقيبتي أكون أودع الحياة. قل دائماً ما تشعر به، وافعل ما تفكّر فيه. لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ ولتضرعت إلى الله أن يجعلني حارساً لروحك. لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها ، لقلت ” أحبك” ولتجاهلت، بخجل، أنك تعرفين ذلك. هناك دوماً يوم الغد، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير، أحب أن أقول كم أحبك، وأنني لن أنساك أبداً. لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسن.
ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم . فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً بغيرهم كي ترسل لهم أمنية أخيرة. حافظ بقربك على مَنْ تحب، إهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها. لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها. وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك”.
|