الموضوع: قيود محببة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2020, 09:56 PM   #15
lazary
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية lazary
lazary غير متواجد حالياً







... الفصل السادس ...



كانت ماهيرا جالسة مستندة على مساند السرير مرتدية ملابس المستشفى البيضاء المخططة بالأخضر،
بعد استيقاظها وجدت أمها بجانبها والصداع لم يتركها ولكن بعد الحقنة التي أخذتها هدأ قليلا،
" الطبيب قال عليك الراحة لثلاثة أيام على الأقل بدون تحرك هنا وهناك بلا فائدة وأنت تتحدثين عن العمل...ان حدث لك شيء أكبر ماذا سنفعل نحن عندها بالمال؟؟"
صوت والدتها الجالسة بجانبها الموبخ بانفعال خائف جعلها تحاول اغلاق أذنيها ولكن الألم في مرفقها وذراعها جعلها تتأوه بصمت وترجع يديها للأسفل بألم.
صمت أمها المفاجئ جعلها تنظر نحوها وجدتها على وشك قول شيء ولكنها مترددة، ثم حسمت أمرها وسألتها بخفوت مقتربة برأسها
" ماهيرا أصدقيني القول، هل حقا شعرت بالدوار أم أن والدة ايان دفعتك؟؟"
رمشت ماهيرا مستدركة خوف أمها لتطمئنها مبتسمة
" صدقيني أمي هي نزلت قبلي أنا شعرت بالدوار ربما لأني لم أتناول وجبة الغداء"
عضت على داخل خدها عندما لاحظت أنها تفوهت بما لا يجب فوالدتها تحرص على تذكيرها بتناول وجبات الطعام بانتظام،
" قسما لو أن رأسك ليس مصاب لضربتك عليه حتى ينتفخ لأنك لا تسمعين، ماذا سأفعل أنا بالمال الذي تجمعينه إذا أصابك مكروه؟؟ ماذا سأفعل به؟؟"
ضحكت ماهيرا بتوتر فهذه إحدى المرات النادرة التي تعبر فيها والدتها عن مشاعرها فردت تتصنع مرحا مرتبكا
" لقد دفعتم منه رسوم المستشفى"
رمقتها والدتها بغضب وأبعدت عينيها نحو الطعام الذي أعدته لها ورفعت الملعقة تطعمها برقة جعلت ماهيرا تمسك دموعها بالكاد رغم أنها تريد أن تبكي حقا، أن تبكي على صدر والدتها كل الألم الذي تشعر به الآن والألم الذي شعرت به على مدار سنوات.
طرقٌ على الباب أخرجهما من قوقعتهما الحزينة لترفعا رأسهما لمن أطل
بيدين خاويتين....
~~~~~~~
بعد أن رحبت به الأم شاكرة لأنه ساعدهم في جلبها للمستشفى جلس على الكرسي الثاني ونظر لوجه ماهيرا كدمات بنفسجية على جوانب وجهها وبعض اللاصق الطبي فوق خدها وعلى ذقنها، كذلك ذراعيها بالكامل تغطيهما الضمادات
سألها بعد أن وجد أنه أطال النظر وهما بدورهما يراقبانه بفضول مترقب، أجلى صوته وسأل السؤال المعتاد
" ماذا قال الطبيب؟"
هنا انفجرت الأم وهي تنظر نحو ابنتها بسخط
" قال عليها أنت ترتاح كان ممكن أن تكون اصابتها أكبر...فإصابة رأسها ليست سهلة كما أنها نزفت الكثير من الدماء ولو لم يكن يوسكي أوقف النزيف لكنا خسرناها"
شعرت ماهيرا بالحرج ونظرت لوالدتها بلوم فنظرت لها بدورها تزجرها ما جعلها تبعد عينيها عنها بهزيمة.
تنحنح رينتارو جاذبا انتباههما مجددا وكان يبدو على عكس ما رأته ماهيرا في بيت والده فهو يبدو ودودا الآن
" لقد كنت قلقا لأنك نزفت الكثير من الدماء"
ردت ماهيرا عليه بحرج طفيف
" أعتذر لذلك لابد أن سيارتك قد تلطخت"
وعند صمتها تكلمت والدتها
"سوف ندفع مبلغ تنظيفها"
أومأت ماهيرا موافقة
بينما رد رينتارو وهو ينفي بيده متأثراً بحرصهما
" لا عليكم أنا أتيت للزيارة، وليس من أجل شيء آخر"
وحل الصمت الموتِّر ما جعل والدة ماهيرا تتكلم مجددا
" هل أنت تدرس..؟"
أومأ رينتارو مبتسما
" اسمي رينتارو و أدرس في نفس الجامعة مع .....ابنتك"
توقف عند هذا هو حقا حتى الآن لا يعرف اسمها رغم أن ايان البارحة كان يصرخ باسمها ولكنه من شدة خوفه أن يكون هو السبب لم يركز على ذلك..؟؟؟
" أنت تبدو لي شخصا جيدا، أرجو أن تعتني بابنتي ماهيرا هناك فهي تهمل نفسها أحيانا"
تساءلت ماهيرا داخلها تتخيل ردت فعل أمها اذا علمت أنه من الياكوزا هل ستوصيه على ابنتها، ولكنها لم ترد أن تفسد صورته التي تعتبر مثالية أمام والدتها
لذا صمتت تراقب كلاهما بهدوء ولا تنكر أنها تريد الاستلقاء فهي متعبة وتتألم.
وقف رينتارو مستأذنا ثم غادر متمنيا الشفاء.
~~~~~~~~
في مساء نفس اليوم
" عندما نفتح المطعم علينا دعوته كشكر له بما أنه رفض أن ندفع لتنظيف سيارته"
قالت والدتها وهي توظب الاغراض التي جلبتها الطعام ومعها ملابس ماهيرا وتستعدان للخروج للعودة للبيت.
من الباب المفتوح دخل يوسكي وايان ضاحكين
" أضحكانا معكما.."
قالت ماهيرا وهي تقف وتتقدم منهما رغم عرجها الشديد من رجلها اليسرى بينما والدته حملت الكياس.
" لا شيء مسألة فتيان"
أجابها يوسكي وما زلت آثار ضحكة على وجهه
أومأت ماهيرا متقبلة للموضوع بينما والدته رمت عليه كيس الملابس وأعطت الكيس الآخر لإيان، ومدت يدها تسند ماهيرا التي تعرج ورغم ذلك تتماسك فوالدتها لم تكف عن تأنيبها.
ورغم وجه ايان الضاحك ماهيرا ووالدتها لم يطمئن قلقهما عليه.
~~~~~~~~~
ترجل رينتارو من السيارة أمام المبنى حيث توجد شقته ثم التفت على صوت الضخم بجانبه
" يبدو أن السيدة والدتكَ هنا"
نظر رينتارو لسيارة والدته والسائق الذي حياه بهدوء واقف بجانبها، رفع بصره للدور الرابع فرأى الأنوار مفتوحة، حسنا على الأقل ليس والده وإزعاجه الدائم على وراثة عائلة الياكوزا
تقدم وخلفه الضخم بينما لا وجود للنحيل فقد أمره بالعودة لبيته الليلة ليرتاح من شخيره ورعونته.
~~~
" أمي أخبرتك انها كانت محض صدفة لم أتوقع ذلك أيضا، شقيقها هو من كان يركض في الطريق طلبا للمساعدة"
صمت يتناول لقمة من الصحن مما أحضرته والدته وهي تسأل مجددا ولسبب ما عيناها تلمع وذلك جعله يفكر في السبب
" هل تعرف بيتها؟؟"
أجابها بتمهل يداري شعوره بالارتباك و بالبهجة لدى تذكره كل المواقف التي جمعته معها ومع عائلتها
" لا أعرفه"
" ولكن والدك أخبرني أنه أرسل ليحقق خلفها"
هنا اختلط الأمر على رينتارو بين انزعاج وفضول وقال
" أجل لقد أرسل ملفها ولكني رميته، لأني لا أعرفهم"
" لا تعرفهم؟؟"
النبرة الماكرة لوالدته لم يلاحظها رينتارو وهو يتذكر الموقف الحزين الذي دار بين إيان ووالدته
" انهم عائلة معقدة، ثلاثة اخوة من نفس الأب "
وأكمل عندما لاحظ النظرات اللامعة وهي تدقق أكثر في وجهه
" هذا ما عرفته في المستشفى"
" هل ذهبت لزيارتها؟؟"
قالت وهي تسكب له المزيد من الطعام
" لوقت قصير فقط...للواجب لأني أنا من أخذتها للمستشفى"
صمتت والدته عندما رأت أنه لا يريد الغوص في علاقة مهما كانت ماهيتها لأنها لن تدوم بسبب طبيعة عمل عائلته،
" حسنا، سأغادر الآن ولا تتناول من جديد البيتزا والوجبات السريعة لأني سأرسل لك الخادمة كل ثلاثة أيام لتطبخ لك وتضعه في الثلاجة"
" شكرا لك أمي، و يكفيني الضخم والضئيل اللذان حولي دوما، لا أريد امرأة تلتصق بشقتي أيضا يومين في الأسبوع تكفي"
~~~~~~~~~~
في صباح اليوم التالي أُجبرت ماهيرا على البقاء في السرير بينما تولت والدتها أخذ ورقة الاجازة الطبية للجامعة لمدة أربعة أيام راحة، واتصلت بأعمال الجزئية تخبرهم بالحادث كذلك سمحوا لها بدون اعطاء العمل لشخص آخر.
ولأنها كانت حقا متعبة ومتألمة فقد نامت طوال اليوم بينما والدتها كانت تعمل في الأسفل مع جارتها على تجهيز المطعم من نقل أغراض ورمي أخرى لتنظيف المخزن وافراغ المحتويات الغير مرغوبة، وكذا تصليح الأعطال في غرفة الثلاجة بالاستعانة بمتخصص،
وعندما أتى إيان وأصدقاءه للدراسة أجبرهم على مساعدته في حمل الأغراض الثقيلة التي تركتها الوالدة ماي له وليوسكي، وبعد انتهاءهم كانت الثامنة مساءً.
ولأن ماي من الشيف الرسمي للمطعم سابقا فقد أعدت لهم طعام عشاء لذيذ كمكافئة وقد وعدتهم بوجبة مجانية عند فتحه، ودَّعت جارتها تشكرها ورفعت بصرها عندما سمعت خطوات قافزة على السلم،
كانت ماهيرا تنزل قافزة بقدم واحدة ولكنها تألمت من رأسها فجلست ولم تستوعب حتى كلام أمها من الصداع فقد ارتج رأسها ووبخت نفسها على هذا التهور.
" لقد استعار لك يوسكي عصى لماذا لم تستعيني بها لتنزلي؟؟"
" لم أرها"
جابتها ماهيرا وهي تمسك رأسها بين يديها تعتصره بحذر
تجاوزتها والدتها صاعدة ثم عادت بعد لحظات وفي يدها العصى وضعتها لها تحت ابطها وساعدتها لتقف وكانت ستديرها لتعود للأعلى ولكن ماهيرا قالت لها بتذمر
" أمي لقد مللت البقاء وحدي هناك أريد الذهاب للأسفل وربما الخروج قليلا للـ..."
" لن تخرجي الى أي مكان"
قاطعتها تنهرها بخشونة
" لقد مللت فوق وأنتم جميعا هنا في الأسفل أمي"
تذمرت مجددا وهي تلتصق بمكانها واقفة،
تنهدت والدتها وقالت وهي تساعدها لتنزل
" إيان وأصدقاءه يدرسون الآن في المخزن اذهبي الى جوارهم وسأجلب لك حاسوبك المحمول هناك "
ابتسمت ماهيرا شاكرة.
~~~
ألقت ماهيرا التحية بخفوت عليهم وجذب لها إيان واحد من كراسي المطعم المصطفة فوق بعضها، شكرته بهدوء ثم دخلت والدتها بالحاسوب والحقيبة التي أخبرتها عنها وفيها أوراق عمل للشركة وضعت أمامها طاولة وذهبت بعد أن حذرتها من الخروج.
أومأت ماهيرا بصمت وهي تفتح الحاسوب وعند انتظارها ليُفتح رفعت عينيها لإيان وأصدقاءه الثلاث وعرفت منهم ريوتا صاحب الدرجات السيئة في كل المواد ولكنه جيد في كرة السلة، وضريبة ذلك ربما تكون الرسوب في السنة.
عادت للحاسوب وفتحت ملفات أمامها وشردت عن المراهقين مركزة في التدقيق على اللغة الأجنبية حتى سألها إيان
" ماهيرا كيف تكتب كلمة _مسموح _ ؟"
ردت هي تنطق كل حرف على حدى
" تكتب allowedمثل aloud معناها _بصوت عالي_ هما شبيهتان في النطق"
دوَّن الجميع الكلمة وحتى المعلومة التي أعطتها لهم ثم مر وقت قصير حتى سألها مجددا عن كلمة اخرى، واستمر الحال حتى ثلاث أو أربع مرات يقاطعها
في المرة الأخيرة رفعت رأسها بعد أن يئست من العمل بدون أن يقاطعوها
" هل تريدون أن أدرسكم قليلا؟؟"
أومأ إيان بعادية وهو يقف متجها لها بينما قال ريوتا بحماس
" سيكون ذلك رائعا لأني لا أريد أن أرسب بسبب الانجليزية لأن درجاتي فيها سيئة جدا"
قاطعه صديقه الآخر بلكنة ريفية وهو مستمر في كتابته
" أنت سيء في كل المواد فلا تلقي اللوم على واحدة فقط"
ليرد عليه ريوتا بنفس لكنته ليستفزه
" وأنت ماذا تفعل هنا اذا كانت درجاتك جيدة على الأقل"
قهقه صديقهم الرابع
" وما الذي يضحكك أنت الآخر؟؟"
صرخ فيه الإثنان ولكنه لم يبالي بهما
تجاهلت ماهيرا شجارهم الغبي وأشارت لركن فيه خزانة كبيرة
"إيان هل تستطيع إخراج السبورة من هناك "
" انها في المستودع لقد أخرجتها خالتي من هنا سوف أحضرها "
أومأت له ماهيرا وهي تلاحظ أنه لقب والدتها بخالتي ابتسمت ثم نظرت لأصدقائه قائلة بهدوء
" رتبوا مقاعدكم مثل مقاعد المدرسة حتى ندرس بانتظام"
أطاعوها فورا بينما دخل إيان بالسبورة البيضاء صغيرة الحجم
وقفت هي تستند على عصى التمريض تحت ابطها وبدأت في تدريسهم بعد أن علمت محتوى الدرس منهم، وبدون أن يشعروا جميعا أخذهم الوقت حتى أصبحت الثانية عشر ليلا ثم افترقوا شاكرين على تعلم الكثير أكثر بعشرة أضعاف من دراستهم لوحدهم
~~~~~~~~~~~~~~~
في اليوم التالي
إستقيظت ماهيرا على ضجة كبيرة آتية من الأسفل، و بعد أن اغتسلت بصعوبة وتناولت فطورها نزلت لتجد رجلين يدخلان الحاجيات الكثيرة الخاصة بالمطعم للمخزن وأخرى لغرفة الثلاجة وقد تم ملأهما كما كانا في السابق، بينما الجدران قد بدأ إيان و يوسكي بتغليفها بعد مشاورات بين دهنها أو تغليفها، ابتسمت باتساع لدى رؤيتها للتوأم يساعدان أمها على اخراج الأواني بحرص بينما الصغير يقوم برمي الأوراق في سلة النفايات ولكنه سرعان ما يسكبها بالكامل على الأرض ثم وبخه بان وباشر في جمعها مجددا.
جلست على الدرجات السفلية متحسرة قليلا لو أنه لم يقع لها الحادث لكانت هي الأخرى هناك بينهم.
صوت يوسكي الساخر جعلها تنظر له قادما اتجاهها
" هل تريدين نفخ البالونات؟؟"
" أي بالونات؟؟"
ردت عليه مستغربة
" لأنه لا فائدة منك في هذه المدة"
رمت عليه العكاز فتجنبه قافزا بجانبها وأكمل ركضه للأعلى
" كوني ممتنة على هذه الإصابة وإلا لأيقضتك أمي من الفجر من أجل التجهيز للإفتتاح مع أنها يوميْ العطلة الأسبوعية الذي ننتظرهما للراحة"
جملته الطويلة أكملها صارخا من الأعلى
استعانت تقف بصعوبة وانحنت تحمل العكاز وذهبت اتجاههم لتساعد في ما تستطيع.
~~~~~~~~~~~
بعد أسبوع
بعد انتهاء آخر محاضرة لليوم تنهدت ماهيرا براحة وهي تدلك رقبتها ولمست الضمادة المختفية تحت شعرها في قفاها ثم جمعت أوراقها وحملت الحقيبة على كتفها قبل استقامتها وسارت ليظهر عرج طفيف في ساقها اليسرى
نزلت السلالم بهدوء واتجهت للباب رن هاتفها أخرجته بصعوبة من جيبها
" نعم أمي"
" هل خرجت من الجامعة ؟؟"
" أنا خارجة"
لاحظت شاب الياكوزا رينتارو أمامها يسير بين الطلبة ومع انه بينهما المسافة ليست قليلة و ولكنها عرفته
" أمي أنا بخير حقا "
" حسنا لا تستعجلي وعودي ببطء"
أغلقت الهاتف وهي تدلك جبينها من الصداع، أخفت عن أمها ألمها ولكنها حقا تتألم لأنها لم تتناول الدواء لأنه يسبب النعاس.
سارعت في خطواتها العرجاء لتخرج من البوابة ودارت بعينيها بحثا عنه فوجدته يهم ليركب السيارة
" لحظة"
نادت بصوت عالي
.
..
...

انتهى الفصل السادس
.
..
...
....

السلام عليكم

سيكون الفصل جاي هنا اذا كنتم تريدون ان يكون التحديث سريع " class="inlineimg" />


كيف كان الفصل ؟؟؟؟


لست مركزة كثيرا لذا لا اجد الاسئلة المناسبة

استمتعوا فقط حسنا....؟





 
 توقيع : lazary

ايناس....نبع الأنوار

التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-24-2022 الساعة 10:44 PM

رد مع اقتباس