عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2020, 05:41 AM   #3
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 28
 المشاركات : 26,691 [ + ]
 التقييم :  38050
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



-



"حين يتعلق الأمر بمن نحب، تفيض مشاعرنا، تتعقد تصرفاتنا بحيث لانفهم انفسنا!"

✧✦✧




-1-


*ياجيما*

استيقظتُ هذا الصباح وأنا فى قمّة نشاطي، بدأتُ بتنظيف البيت، حين انتهيت

ذكرتني أمي أن علىّ تنظيف الطابق الثاني ومسح الغبار جيدًا، بعد ساعتين انتهيت من عملي تمامًا،

سنستقبل خمسة فتيات كمستأجرات لغُرف الطابق الثاني، لأكون صادقة، هذه طريقتي لتأمين حياتنا!

فبعد أن توفي أبي فى حادث سيارة وأنا أخذتُ دورهُ ودور أمي أيضًا، فى وقتها كانت أمي معه فى السيارة

لكن الحمد لله فقد حفظها لي، تعاني أمي من قلة انتباه ونوبات فزع منذ يوم الحادث

وأنا أخذتُ على عاتقي العناية بأخي الصغير جوان لأخفف الثقل عنها ولو قليلًا، أما دراستي..

تأقلمتُ مع الوضع وبتُ أحاولُ تدبير أمري، وصديقتي الغالية ناتاليا لا تُقصر فى حقي البتة،

تساعدني دائمًا وتتحملني رغم بطء استيعابي للدروس، خاصة الفيزياء والرياضيات.

جلستُ أحاول إشغال نفسي بالتلفاز، فى النهاية بعد أن غيرتُ القنوات جميعها أطفأتهُ بملل،

التلفاز ممل! لم يسبق أن استقريتُ لمتابعة شيء!

مددتُ جسدي على الأريكة مقابل التلفاز منتظرةً قدوم ناتاليا، ليس من عادات ناتالي أن تتأخر عني!

أين اختفت؟ نهضتُ لأتصل بها، بعد أن رن الهاتف مرتين أجابتني بكُل أشكال عبارات التأسف!

وقالت أنها فى الطريق.

ناتاليا فتاة لطيفه جدًا!، هىّ صديقتي منذ أيام الحضانه! ترعرعنا معًا وكبرنا معًا وتسلينا معًا،

حتى أننا كنا نُقلّدُ ثياب بعضنا ونشتري كل ما يعجب إحدانا! فأصبح لدينا نفس الثياب التى لدى الأخرى!

هذا جنون، أعرف! لكن الجنون أننا نُقلدُ بعضنا حتى بتسريحة شعرنا! حتى أن جميع صديقاتنا يقُلن:

"لولا تناقضُ ملامحِنا لصدقن أننا تؤام!"

لدى ناتاليا شقيق يكبرها أربع سنوات، هو حارسٌ شخصي لابنة رجُل أعمالٍ معروف،

على الرغم من أنه يستطيعُ تدبر عملٍ أفضل! أنا وناتالي ندعي عدم معرفة الأمر، ونزعجهُ دائمًا

بترهات لا معنى لها بُغية أزعاجه فقد كان يعملُ كحارس لتلك الأجنبية لأنهُ مغرمٌ بها!

هيروشي هو الأخ الأكبر الذى لم أحظ به، هو دائمًا يُدللني كما يُدلل شقيقته ويأخذنا لحيثُ نشاء

مادمنا لا نخالف بضعة قواعد أخلاقية.

بعد دقائق من الانتظار وصلت ناتاليا وفتحتُ لها الباب، بعد السلام رحبتُ بها فى المجلس وأحضرتُ عُلب العصير لكلينا،

استفسرت عن سبب استيقاظي المبكر على غير العاده فأخبرتها عن استقبال الطالبات مع بداية السنة الدراسية الجديدة. قالت مؤنبة لي:

"ما هذا ياج؟ لمَ لم تُخبريني لأساعدُك؟ أولستُ صديقتك وسندك فى كُل شيء؟

أين ذهب وعدُكِ في أنكِ ستسألين المساعدة فى كُل شيء؟"

كانت تقولُ أول ما يأتي فى بالها!

كُل ما تهتمُ به هو أن تُثبت وجهة نظرها! أوقفتُها عن الحديث مُغيرة الموضوع ببسمة غبية أرسمها دائمًا:

"كيف كانت عطلتُك فى الجبال؟ هل استمتعتِ مع عائلتك؟ هل قابلتِ أوريليا؟

والصور! هل تصورتي هُناك؟ لا تقولي أنكِ لم تُحضري الصور معك! سأقتُلك!"

انهلتُ عليها بكل أسئلتي دُفعةً واحد، كي أغير الموضوع طبعًا! هذه التقنية تنجحُ معها دائمًا! لأنها بدأت تصفُ لي

ما رأتهُ وما فعلته بالتفصيل وهىّ تُجسدُ الحديث بيديها، هذا ما تفعلهُ دائمًا حين تتحدث عن شيء يُعجبُها أو يُحمسها!

بعد ساعة من الحديث بالتفصيل الممل أخرجت الجهاز اللوحي خاصتها، لتُريني الصور التى التقطتها كُلما سنحت لها الفرصة..

فى النهاية قالت بأسف وفى عينيها شيء من التأثر بصدق:

"ليتكِ كُنتِ معي!"

ثم ضمتني مُكملة:

"لقد اشتقتُ لكِ كثيرًا، مؤسف أنكِ لم تستطيعي القدوم معنا هذه السنة، اشتقتُ إليكِ كثيرًا ياجيما."

أقسمُ أني أرى تلك الدموع تتجمعُ فى عينيها السماويتين وهما تحمران بشدة، هذا ما يحدثُ فى كُل مرة تبدأ بالبكاء. قلتُ لأخفف عنها:

"لا عليكِ، أنا استمتعتُ بوقتي! كانت تُقامُ حفلات هنا فى الشاطيء وقد حضرتُ بعضها وكذلك تعرفتُ على أصدقاء جدد وخرجتُ وتسوقت معهم،

وتعلمتُ إعداد بضعة أصناف طعامٍ جديدة... رسمت كثيرًا وجربتُ الكتابة والتأليف! كانت تجربة ممتعة، باختصار حالتي لم تكُن مؤسفة كما تظنين...

القليل من الملل لا يقتُلُ أحدًا!"

أعترف أني بالغتُ بما قُلت! أنا لم أفعل ما ذكرتهُ سوى مرة أو مرتين، لكنني لا أريدُ أن تنزعج ناتاليا أو تلوم نفسها!

لقد تجاوزت الأمر وعادت لمرحها المُعتاد. بعد الكثيرُ من الأحاديث وتناول الغداء مع أمي وأخي جوان...

وثم معاودة الحديث لفترة طويلة وبمواضيع مُختلفة، نهضت لتعود للبيت، طلبتُ منها البقاء لكنها أنهت إصراري بعبارتها المعتاده:

"وعدتُ أمي أن أعود قبل المغرب وأنا لا أخلفُ وعودي."

ثُم أتصلت بشقيقها لتُجرب حظها إذا كان يستطيعُ إعادتها للبيت بدل ركوب سيارة أجري وكان ردهُ كالعاده:

"انتظري سأتي باسرع ما يمكنني!"

لا أذكر أنهُ قال لا ولو لمرة واحدة! أنهُ أخ رائعُ حقًا... إتصل بعد عشرة دقائق لتخرُج! كان هذا سريعًا جدًا،

أتوقعُ أنهُ كان فى مكان قريب من هُنا. عندما خرجنا قالت ناتاليا وهىّ تنظر أمامها بإستغراب:

"ألا يزال هذا الرجُل جالسًا هُناك!"

نظرتُ لحيثُ تنظر بكُل هذه الدهشة، قلتُ لها:

"هذا السيد يأتي لهُنا كثيرًا ويجلسُ مكانه ليتأمل البحر فترات طويلة بشكلٍ يومي،

يبدو أنهُ اُعجبَ بالمنظر فى هذه البقعة من الشاطيء."

نظرت لي مُستغربة، أعرفُ ناتاليا، لا شك أن كلامي قد حرك فضولها، لكنني لم أفتح بنس شفتايّ ولم أعلق على دهشتها البتة.

ودعتها بعد أن تحدثتُ مع هيروشي، وتطمأنتُ على أحواله، لم أرهُ طول عطلة الشتاء، تغيرت ملامحهُ قليلًا،

تبدو عليه الرجولة أكثر من ذي قبل، كيف لم ألاحظ ذلك طوال اليوم؟ وناتاليا أيضًا تغيرت بعض الشيء

فقد قصت شعرها قليلًا!



*ناتاليا*

تبًا! منذ غادرتُ بيت ياجيما ولا يشغلُ بالي سوى ذلك الرجُل! لمَ يجلسُ هناك؟ ألا يمل من الجلوس طوال ذلك الوقت يُناظرُ البحر؟

ما الذى يُفكر به؟ هل هُنالك ما يُحزنه؟ هل يُذكرهُ المكان بأحد مُعين؟ أيُعقل أنهُ انفصل عن حبيبتهُ هناك ويأتي ليتذكرها؟ لا لا لا لمَ أفكر بهذه الطريقة؟

غفوتُ بعد كُل تلك الأسئلة وأكثر، لم يفارقني أمرهُ حتى فى الحُلُم!

استيقظتُ شبهُ غارقة بالعرق، أكادُ أجزم أني محمومه! تلمستُ عنُقي بتعب ثم نهضتُ وفتحتُ ستائر غرفتي ليدخل النور عنوة،

لم أتحمل سطوع الضوء فأغلقتُ الستائر بسرعة، اختلستُ نظرةً على الساعة بعد أن اعتادت عينيّ على الضوء، كان الوقتُ العاشرة والنصف!

غريب لمَ لم يُقِظني أحد؟ خرجتُ من غرفتي بثياب نومي القصيرة، بلوزه بلا أكمام وسروال قصير، بحثتُ فى كُل مكان،

لكن لا أحد سوى الخادمة فى البيت! سألتها أين الجميع فردت:

"السيد غادر للشركة فى الصباح المبكر، والسيدة ذهبت للجامعه لتُمهد الدروس التى ستُدرسُها هذا الفصل

وقد أوصلت اكاني للمدرسه لتُسجل بياناتها وتستلم كُتُبها والسيد هيروشي كالعادة لم يعد البارحة."

غادر الجميعُ وأنا نائمة! لكن لحظه ماذا عن جدتي؟ سألتها، فقالت وهىّ تُشيرُ للخارج:

"فى المجلس التقليدي وتستضيفُ أحد صديقاتها لشُرب الشاي."

تمتمتُ ببضعة كلمات شُكر ثُم عدتُ لغرفتي، أخذتُ حمامًا سريع وارتديتُ فستانًا خفيفًا فالجو جميل.. اتصلتُ بـياجيما لأرى أين هىّ، فأجابتني:

"أنا فى المدرسة جئتُ مع أخي جوان لنُكمل تسجيل بياناته."

طلبتُ منها انتظاري، وغادرتُ البيت بعد أن طلبتُ سيارة أجرة، إتجهتُ للمدرسة ودخلتُ متجه نحو قاعة المدرسين، قابلتُها هُناك،

كان الكثير من الطلاب الجُدد مُلتفين حول أربعه من المعلمين يُسجلون بياناتهم فافترضتُ أنهُ اليوم الأخير لتسجيل الجُدُد..

التففتُ أثر طنين صوت أعرفهُ جيدًا لألتقي بأختي الصغرى آكاني وهىّ تقول باستغراب: "ماذا تفعلين هنا ناتاليا؟"

إستجمعتُ نفسي مُجيبة: "أتيتُ لأرى ياجيما."

تلفتُ حولي وإذا بها تقفُ بجانب شقيقها وتلوح لي ببسمتها المعتادة، هذه البسمة التى تحملُ كُل معاني الصداقة بيننا منذ الأزل،

اقتربتُ نحوها ورافقتني اكاني بخُطايّ، لم أكَد أصلُ إليها حتى ضمتني بقوة كما لو كُنا لم نلتقِ منذ دهور! مع إننا كُنا معًا بالأمس فقط!

على من أكذب، أنا نفسي يتملكُني هذا الشعور!

اقتربت أختي تُحيي ياجيما وعلى وجهها ابتسامه خفيفة، لحظة! هذه أول احتكاك بين آكاني وجوان!

تعاملهما مه بعض كان هادئًا، بارد ومُريب، أنهينا تسجيل الاثنين بسلاسة...

ووعدتُ الأستاذة هانا بأني سأتي لتأكيد التسجيل غدًا وياجيما دافعت عني قائلة وهىّ تنحني قليلًا بأحترام:

" أعدُك أني لن أدعها وشأنها، سأتي بها بنفسي فى الغد لتُكمل تسجيلها يا أستاذتي."

خرجنا بعد ذلك وبدأنا بالمشي ثُم حين اقتربنا من المقهى سحبتُهُم جميعًا لتناول الفطور، أنا جائعة وأكادُ أموت من الجوع...

توجهنا بعد ذلك لبيت ياجيما، الغريب كان ذلك السيد يجلسُ هناك فى نفس المكان، ألا يشعُر بالملل؟

يستحيلُ على أحد أن يكون مثله، مِمَ هو مخلوق؟

دخلنا البيت ونحنُ نُطلق العنان لأصوات الراحة، البيتُ كان دافئاً ومريحًا جدًا، أما السيدة "جيمين" كانت كالعادة نائمة وهادئة،

أعتدتُ على ذلك، هذا حالُها منذ يوم الحادثة قبل سنتين، كانت الضربة التى تلقتها على رأسها قويةً جدًا،

وياجيما لم تُقصر معها، تعتني بها وبشقيقها، ما أروعكِ يا صديقتي!

وقفتُ أنظر لها كيف تُعد الغداء وهىّ تشرحُ لي كما لو كُنتُ أفهم بالطبخ، عندما انتهت رتبنا طاولة الغداء وباشرنا تناول الطعام،

ما أن تذوقتهُ آكاني حتى فتحت عينيها على وسعيهما مُستغربة.. أنا أفهمُ سبب دهشتها تمامًا، طبخُ ياجيما لا يُعلى عليه...

بعد أن تناولنا الغداء ساعدَت آكاني بجمع الأطباق على غير عادتها، هيّ لا تفعلُ شيءٍ فى العادة! وقد فاجئني جوان أكثر

إذ بدأ بغسل الأطباق! لم يطلب منه أحدٌ ذلك! وقد بدى لي ذلك غريبًا وغيرُ مألوف بالنسبة لي!

نظرتُ نحو ياجيما استفسر، لم أقُل شيء مع ذلك أجابتني وهيّ تهمسُ فى أذني:

" يغسلُ جوان أطباقهُ مؤخرًا وفى بعض الأحيان يغسلُ كُل الأطباق!"

نظرت نحوهُ وهىّ تبتسمُ بحزن :

" يُحاولُ مساعدتي ولا يدعني أشعر بالثقل منه، الأحمق يظنُ أني أتعب أو أنزعج من دوري الكبير فى البيت، فيُحاول القيام بأي شيء يستطيع القيام به!"

مددتُ يدايّ ووضعتُهما على كتفيها، التفتت إلىّ بصدمة والدموع بدأت بالهطول رغمًا عنها، ما أن أدركت نفسها بدأت تمسح دموعها بسرعة!

توجهَت نحو غُرفتها بسرعة قبل أن يُلاحظ أحدٌ ذلك، بالأخص جوان. وددتُ أن ألحق بها لكنني خفت لا أعلمُ لماذا!

توجهتُ نحو غرفتها بتردد ونظرتُ عبر فُتحة الباب، أتاني صوتُ ياجيما:" ادخلي نونو!"

ابتسمتُ رُغمًا عني! لم يُنادني أحد باسم الدلع منذ أيام الأبتدائيه! جلستُ بجانبها على سريرها الوردي، هذه الفتاة لاتزالُ تُحبُ الوردي إلى الآن!

أمسكتُ دُبها الأبيض وأنا ألعبُ به بغباء! ياجيما تُحبُ الدببة كثيرًا! أذكرُ مزاحنا عن الدببة، كنتُ العب دور الشريرة كارهة الدببة وياجيما تصرخُ وتقول:

"حرروا الدببة! الدببة المسكينة تُعاني بسببكُم أيها البشر الأشرار! سيأتي يوم تحكُمُكُم الدببة! وتملأُ الدُنيا بالعسل المقرف..."

كان ذلك جزء لا يتجزأ من طفولتنا المشتركة، كنتُ أضحك على سزاجة حُبها للدببه وحتى الآن تملأ غرفتها بالدُمى المحشوة!

استفززتُها مردفه بإبتسامة خبيثة مزيفه:
" الدبُ غبي يا دُبْ!"

قلتُ ذلك وأنا أمسكُ بالدُمية باشمئزاز، فهجمت عليَّ بغضب:
" اعيديه أيتها الشريرة!"

فبدأنا باللعب والمزاح!

أعترف قمتُ بتصرف طفولي ومُحرج، لكن كُل شيء يهون لسماع صوت الضحكات السعيدة التي تُطلقُ عنانها لمزحتي السخيفة!

كالعادة أتصلتُ بأخي قبل الغروب وقد تأخر على غير العادة! كان ذلك الرجُل جالسًا مكانه، بصراحه حرك ذلك الفضول لدىّ،

أنتبهتُ لأختي تسحبُ طرف فستاني الأبيض فعدتُ لواقعي، ثُم صعدنا لسيارة أخي البيضاء ونحنُ نودع ياجيما، كاد أخي يُحرك السيارة قبل

أن تقفز ياجيما وهىّ تقول بصوتٍ مرتفع:

" لا تنسي أن تُجهزي أوراقك سنذهبُ لتأكيد التسجيل غدًا، وأنا سأذهبُ لاستلام كُتُبي معكِ، إياكِ ثُم إياكِ أن تنسي!"



*هيروشي*

ياجيما الغبية كاد قلبي يقفزُ من موقعه خوفًا!

كيف ترمي بنفسها بهذه الطريقة؟ ألم تنتبه إلى إني قد حركتُ السيارة بالفعل؟!

لا والسببُ تافه! كانت تستطيعُ أن تتصلَ يناتاليا لاحقًا. نزلتُ غاضبًا لأوبخها!

و قد كانت تبدو خائفة بعض الشيء، لا أستغربُ ذلك لم يسبق لي أن غضبتُ أو انزعجتُ منها!

تراجعت للخلف مُتوترة و قالت معتذره:" أنا آسفه، هيروشي."

انتبهتُ لنفسي فامتصصت غضبي قائلًا:" لا تُعيدي الكرة."

أعترف أني بِتُ سريع الغضب منذ أمس، لو كان غيري لانفجر منذ شهور!

ومن جهة أخرى أدركُ أن الذنب ليس ذنبها.

نادتني آكاني فالتفتتُ نحوها بأجفال، سألت باستفسار:" ماذا بك؟! هل أنت بخير؟"

نظرت لملامحها القلقة، ثم التففتُ نحو ناتالي و لم تكن بأقل من الأخرى!

قمت بتصرفي المعتاد، و وضعتُ يدي على رأسها بملل:" أنا آسف! لا تُكرريها ياجي."

ابتسمت لي تلك الأبتسامة التى تُضيء كالقمر في ليلة بدر!

الشعور بأنها لم تنزعج مُريحٌ للغاية، ركبتُ سيارتي وأنا أبادلها الابتسامة،

سحقًا لي بدأتُ أنفس عن ضغوطاتي بمن حولي، وهذا ليس جيدًا البتة.

ودعنا ياجيما وناتاليا تعدُها بمرافقتها فى الغد، لم أفهم لِمَ هذه الأصرار،

فاستفسرتُ بعد أن حركتُ السيارة نحو البيت:" ناتاليا! لمَ أصرت ياجي على مرافقتكِ لها فى الغد؟"

أجابت وهيّ تنظر للأمام كما لوكانت هي من تقود!:" لأنني تأخرتُ فى التسجيل ووعدتُ الأستاده "هانا" أن أتي فى الغد."

ابتسمتُ رغمًا عني، إضافة لقب الأستاذة بجانب هانا، كيف اقولها... كبرت هانا وأصبحت أستاذة

كما كانت تحلم دائمًا، يالها من حياة، تجري بسرعة! البارحة كُنا ندرس معًا واليوم تُدرس فى المدرسة!

لطالما ساعدتني فى دروسي، لازلتُ مُمتنًا لها.

انتبهتُ لـآكاني وهي تُناديني، التفتتُ لها وإذا بها تكلمني:
" هيروشي أريد أن أسألك، كيف حال أوريليا؟"

لمَ الجميعُ فضوليين نحو هذا الموضوع؟ أعترف أنه من المُحرج أن يعلم الجميع بذلك!

تجاهلتُ سؤالها وتابعت القيادة كما لو لم أسمع شيء، و حين وصلنا للبيت تركتهُم وقُدت عائدًا نحو عملي مُباشرةً!

حسنًا أنه من الطبيعي أن يُثير الأمر فضول الجميع، فقد فضلتُ العمل بجانب اوريليا،

بدل تولي أمور شركة والدي، والتى يُمكنها مُنافسة أعمال السيد جاكسون جوناثن،

إذا بذلتُ فيها القليل من الجهد!

التقيتُ باوريليا فى الجامعة وقد حدثت مواقف كثيرة بيننا حتى الآن!

مع إنها تبذلُ قُصار جُهدها فى إزعاجي وإغاظتي طوال الوقت!

كُنتُ فى السنة الثانية حين أنضمت اوريليا لفرعنا وقد كانت فتاة مزعجة ولم نكُن نلتقي

إلا فى محاضرتين طوال الأسبوع ولكن ذلك لم يمنعها من مُضايقتي طوال الوقت!

فى البداية كُنتُ مجرد الشخص الذى حطم غرورها فى أثناء مُناظرة

عن الأسعار وما شابه، لكن فى ما بعد بتُ أراها طوال الوقت وفى كُل مكان،

و لم تكُن تتركُ فرصةً إلا و استغلتها لإزعاجي، بلا فائدة تُرجى،

فهدوء أعصابي أسعفني للتغلُب عليها دائمًا! أكيد تتسألون الآن لمَ أنا مُعجبٌ بها!

الأمرُ بسيط لكن الحديث عنه سيستغرق وقتًا أنا لا أملكه حاليًا!

لكنني سأكسبُ حُبها عما قريب!.


👑
*ناتاليا*

نائمة على سريري، أُحاولُ عدم التفكير بلا فائدة! كان الأمرُ مُتعلقًا بذلك الرجُل!

لا أعلمُ لمَ لكنني عاجزة عن التفكير سوى به! لقد كانت ملامحهُ تُثيرُ الفوضى بي!

مع إني لم أرى سوى جانبه وذلك حين خرجتُ من بيت ياجيما اليوم،

عيونًا حادة وشاردة، إبتسامة ذابلة وهدوء لا معنى له، أنهُ فقط، فقط وسيمٌ جدًا!

مهلًا، ماذا قُلت؟ لا يا ناتاليا هذا لا يجُوز! هذا التفكيرُ غيرُ صائب،

وعليكِ إيقافهُ حالًا. الوسامة لا تحدد جوهر الرجال!

حاولتُ طوال الوقت إشغال نفسي عن التفكير به، فى أثناء العشاء

كان جميع أفراد عائلتي مُجتمعين حول المائدة، عدا أخي وأبي.

كان الصمتُ ساكنًا، جدتي تكرهُ الحديث فى أثناء الطعام، تعتبرُ ذلك قلة أدب.

بعد العشاء حاولتُ إشغال نفسي بالقراءة قدر المستطاع بلا فائده..

تكلمتُ مع أمي وأختي، وكان محور الحديث التجهز للعودة للثانوية،

قالت أمي بعد أن أنزلت كوب الشاي من يدها وهي تكلم كلينا:" جهزا نفسكما للعودة للمدرسة، لم يبقى سوى ثلاثة أيام!"

أكاني والحماسة تُحركها:" لا تقلقي أمي، لقد جهزنا كل شيء..."

نهضت من مكانها وهي ترفع يديها بعد أن زادت حماستها!:
"لا أصدقُ أني سأرتدي زي مدرسة تيتان الثانوية."

ضحكنا أنا وأمي بخفة، لطالما كانت آكاني تتمنى ارتداء زي مدرستي!

إنهُ زي البحارة المعروف لمدارس الثانوية باللون الأسود الراقي،

وهذا اللون منحصرٌ لمدرستنا في المدينة.

قالت أمي مُكملةً حديثها:" ناتاليا، أنا لديّ أعمالٌ كثيرة فى الجامعة، كما أني سأرقى مع بداية الفصل كمديرة فرع الأدارة!"

سعدنا جميعًا عدا جدتي! هي لا تُرحب بفكرة العمل، وتقول دائمًا العمل ليس للسيدات!

عقيدة قديمة! لكن هذا ما تعتقد وتؤمن جدتي به منذ عقود.

أكملت والدتي كلامها:" لا تنسي استلام زوجين من البدلة لكل منكما!"

تقصدنا أنا وآكاني. هذا يعني أنني يجب أن أهتم بكل شيء كالعادة،

لا أذكرُ أني توقعتُ يومًا أن تهتم بهذه الأمور الصغيرة، لكن مجرد تنبيهي بين الحين والحين يُسعدني كثيرًا.

إتجهتُ نحو غرفتي وتجهزتُ للنوم، بقيتُ جالسه أمام المرآة العب بأطراف شعري،

وعدتُ للتفكير بنفس الموضوع، حينها عزمتُ أمري، سأتقدم وأسألهُ سؤالًا واحدًا،

"لمَ تجلسُ هُنا كُل يوم يا سيد؟!"

مع أن الفضول يُعتبر قلة أدب في موقف كهذا! عدى أنهُ تدخل في شؤن الآخرين وهيَّ نقطة اهم!

طلع الفجر وحل الصباح ولا أزال فى صراع مع نفسي، لم أنم جيدًا واشعرُ بضغط شديد،

ليتني أبقى نائمة ولا يُقظني أحد، لكن ياجي تنتظرُني.

رفعتُ ثقل جسدي بتعب وأخذتُ حمامًا مُنعشًا أعاد لي حيويتي، ثم تناولتُ بلوزة خفيفة مع تنورة قصيرة وارتديتُهما بملل،

كُنتُ أريد أن أرفع شعري حين انتبهتُ لنفسي، لقد قصصتهُ قبل فترة قصيرة، وبالكاد يلامس كتفي...

آه، لهذا كانت ياجيما مُتسمرة فيه حين ذهبت لمنزلها بعد العطلة،

لم نعد نُشبه بعضنا بسبب قصة شعري.

خرجتُ من غرفتي وتوجهتُ لصالة الطعام وكان الفطور جاهزًا، وجدتي تترأس الطاولة وتتناول الأفطار لوحدها!

لا شك أن أمي قد غادرت وأنا نائمة. بدأتُ بشرب الشاي، حينها كلمتني جدتي، ولأول مرة على طاولة الطعام!

"هذه آخرُ سنة لك فى المدرسة؟ صحيح؟!"

بقيتُ مُستغربه من جهتين، جدتي تُكلمني هُنا وسؤالها الغريب!

أومأتُ برأسي مُجيبة، لتكتفي بالصمت.

لم أفكر عن سبب هذا السؤال الغريب ومناسبةُ الآن! تجاهلتُ ذلك تمامًا.

بعد الفطور غادرت مع أختي نحو المدرسة

وأكملتُ تسجيلي واستلمتُ كُتُبي وزي المدرسة الخاص بي وبأختي أيضًا

كان المفترض أن يكون ذلك أمرٌ سهل لكن الإرهق نال مني.

لذلك ركبنا سيارة أجره وكانت ياجيما الأكثر راحةً بيننا، لأنها وفت بوعدها للأستاذة هانا

ولم يبقى إلا أن يأتي اليومُ الأول للمدرسة.

قالت ياجيما إنها ستذهب لمكتب العقارات لترى ما فعلوه لها، وإن كان قد جائتهُم أحد طالبات الجامعة أم لا.

وقد حدث أمرٌ مؤسف بحصولنا إجابة سالبة! كانت خيبة ياجي كبيرةُ جدًا، وقد بذلتُ جُهدي فى التخفيف عنها قائلة:

"لا تقلقي عزيزتي، سنُعلن ذلك فى الجامعة ونوزع الأعلانات فذلك أسرع من المكتب!"

تحمست آكاني قائلة:" ونحنُ سنُساعدك لا عليكِ! الأمرُ أسهل من ما تظنين!"

نظرنا لها ببتسامة لتُكمل بثقة:" أنا سأطبع لكِ الأعلان فى بيتنا ولن يُكلف ذلك شيءٍ ولن يُمانع أبي."

نظرتُ لياجيما ويبدو أنها استلطفت الفكرة، والإبتسامة تُهلهل على وجهها لتقول:" ولمَ لا.. سأكون شاكرة لك عزيزتي."

تدخلتُ قائلة:" إذن لنركب سيارة أجرة، كي نذهب للبيت ونُجهز الأعلان، بعد ذلك ننشرهُ على لوحات الإعلانات فى الجامعة."

اتفقنا على ذلك و قُمنا به، وحين دخلنا البيت،

كانت جدتي تجلسُ فى المجلس التقليدي والبابُ مفتوح على مصراعيه.

و حين رأت ياجيما توجهت نحونا بسرور، جدتي تُحب ياجيما كثيرًا،

خاصة أنها تأتي لحفلات الشاي الخاصة بها وتُساعدها فيها.

على ذكر حفلة الشاي،

الكيمونو يليق بياجيما كثيرًا، عيناها الكبيرتان وشعرها الأسود كليالٍ ظلماء

و بشرتها البيضاء، يُضيفُ لطلتها، سحرًا لا نظير له.

رحبت جدتي بياجيما و جلسنا معها، و بعد فتره من الحديث،

ألزمت جدتي ياجيما أن تأتي لحفلة الشاي فى الأسبوع القادم...

استأذنا من جدتي ولحقنا بأختي، حين دخلنا مكتب أبي

كانت تضع الأوراق فى جهاز الطبع، حين رأتنا قالت بعتب:
"كنت انتظرُكُما! لقد جهزت الأعلان ولم يبقى غيرُ الطبع."

أعتذرنا متحججّتين بجدتي، اقتربت ياجيما لترى ما قامت آكاني به.

خلال الفترة التى جلسنا مع جدتي قامت بكُل شيء هُنا .

ابتسمت ياجي برضا وقالت بأعجاب:" أحسنتِ آكاني، عمل ممتاز."

أجابت أختي بفخر:" العفو، يُمكنكِ الأعتماد علىّ فى أي شيء ومهما كان."


👑
*ياجيما*

أبهرني تصميم آكاني، لم أتوقع أن تفهم بهذه الأمور!

أنا وفى سني هذه لا أفهم الكثير بالتقنيات والحواسيب! بالكاد أجيدُ تشغيل الصور

والفيديو والأغاني، بالأضافة للطباعة وهو السبب الرئيسي لاقتنائي حاسوبًا.

ضغطتُ على زر الطباعة وبدأت تطبع. حين أنهت ذلك وضعت الأوراق أمامنا،

سألتُ باستغراب:" أليست كثيرة؟!"

فأجابتني بثقة:" لتزداد فرصتنا أكثر!"

حسنًا لقد كانت الأجابة مُقنعة جدًا ومنطقية، نهضنا من مكاننا

وتوجهنا نحو الجامعة بسرعة وكانت الساعة الحادية عشر.

لصقنا الأوراق على اللوَحْ المُخصصة للأعلانات

وكانت ناتاليا منزعجة بعض الشيء، كنتُ لأكون لو كُنتُ مكانها!

فتلك الفتاة المُتكبرة قد عاملتها بقلة أحترام،

وذلك حين كُنا نوزع الأوراق على الفتيات فى الجامعة... بعد ثلاثة ساعات توجهنا لبيتي.

كان أخي قد أنهى غدائه منذ فترة طويلة، و كان لطيفًا بتجهيزه لنا

وخاصة أننا لم نأكل شيء فى موعد الغداء،

انزعج أخي لأننا لم نطلب المساعدة منه، قال مُعاتبًا لي و لناتاليا:" لمَ لم تُخبرانني كُنتُ لأساعدكما أكثر من هذه الصغيرة!"

أيُدركُ أنهما فى نفس العمر؟ وصفُ آكاني بالصغيرة كان وصفًا فاشلًا للغاية.

نهضت آكاني مُعترضة بعد أن تركت العيدان من يدها:" من الصغيرة أيها المتعجرف!"

قال بغير اعتبار أننا جالسات:" هذا لا يعنيكِ أيتها الطفلة المدللة! الأفضل لكِ ألا تتدخلي فى ما لا يعنيكِ!"

صُدمت! ليس من عادة أخي أن يتكلم هكذا مع أي أحد!

أو ربما لأنني لم أره من قبل كيف يتكلم مع أصدقائهُ فى العادة!

كانت آكاني منزعجة وتبحثُ عما تُجيب به وهي تعض شفتها السُفلى،

قالت و هي تكبحُ دموعها:" مـ من تظنُ نفسك يا هذا، أهكذا تشكُرُ من يُقدم المساعدة بنيةٍ حسنة؟!"

أدار أخي رأسهُ للجهة الثانية، ليس لأنهُ لا يعلمُ بما يُجيب، بل لأن دموع آكاني انهمرت بعد ما قالته!

أغمض عينيه السوداوتين وعبث بشعره الليلكي معبرًا عن توتره،

ثم قال بنبرة مُتعجرفه:" دعي دموع التماسيح جانبًا أيتها الطفلةُ البكاءة!"

اتسعت حدقتا عيناها الزرقاء والمخضرة على وسعيهما وتيبست الدموع أثر كلامهُ الجارح،

وأنا اكتفيتُ من دور المشاهدة، فنهضتُ من مكاني غاضبة:" لقد قُلتَ الكثيرُ يا أخي! اعتذر حالًا!"

قالت ناتاليا مُبررة لتُهدئني:" لم يقصد يا عزيزتي اهدئي! هو فقد منزعج لأننا لم نطلب المساعدة منه!"

قال أخي بنبرة جافة لا صدق فيها:" اعتذرُ منك يا فتاة، لم أقصد جرح مشاعرك المُزعجة!"

خرج بعد ذلك بسرعة وأغلق الباب خلفهُ بغضب.

أعتذرتُ لـ"آكاني" كثيرًا لكنها لم تتوقف عن البكاء!

لقد ساعدتني كثيرًا ولم تجد سوى الكلمات الجارحة من أخي بدل الشكر.

بقيتُ أعتذر وأعتذر لكنها لم توقف البكاء، وبعد فترة طويلة هدأت وحدها وتوقفت عن ذلك.

قالت وهي تفتحُ الباب:" سأعود للبيت وحدي! أراكِ فى المدرسة ياجيما!"

ماذا! فى المدرسة؟ أهي منزعجة لهذه الدرجة؟ ألن تأتي لبيتنا ثانيةً؟

غادرت ووقفنا عاجزتين عن منعها إذ لم تترك لنا المجال لذلك فقد ركضت للخارج بسرعة.

بعد قليلٍ اعتذرت ناتاليا قائلة:

"سأذهبُ للبيت! يجبُ أن أرى آكاني وأطمئن عليها، لا أعلمُ لمَ تأثرت لهذه الدرجة!

لم ألَف ردة الفعل هذه فيها من قبل!."

وإتجهت للمخرج لتُكمل وهي تنتعلُ حذائها الأبيض:

"سأتصلُ بك قبل النوم يا عزيزتي، لم تسنح لنا فرصة الحديث عن أمر مهم، يُعتبر سخيفًا بالنسبة للمواقف التى نحنُ فيها الآن."

-: تقصدين جوان؟ لا عليكِ سأعاتبهُ لتصرفه واعتذري لآكاني مرةً أخرى."

- : ليس جوان وحسب بل الكثيرُ من الأمور، كمشكلة المستأجرات وذلك الـ...."

توقفت عن الحديث فجأة! لماذا؟ ليس من عادتها أن تُخفي عني أي شيء قبل الآن!

نظرت نحوي بأجفال، وشردت للحظة ثم غادرت البيت مودعةً لي و لجوان الغائب

وقفت عند عتبة الباب لفترة طويلة فاستغربتُ تصرُفها هذا!

اقتربتُ لأجدها سارحة وعينيها مُتوسعتين ومُتلألأتين، نظرتُ لحيثُ تنظُر،

كان ذلك السيد الشاب يجلسُ مكانه كالعادة، ماذا؟ ألاتزالُ تُفكر بأمره؟! هذا مُحال!

أعرفُ أن ناتاليا تغدو فضوليةً فى بعض الأحيان لكن ليس لهذه الدرجة!

ماذا حدث معك فى غيابك عني يا صديقتي؟ نظرت نحوي فتفاجئتُ قليلًا لتقول بشرود:

"ماذا سيحدث إذا ذهبت وسألتهُ سؤالي البسيط؟ هل سأندم؟"

تفاجئت لسؤالها البريء! جاريتُها بالكلام قائلة:" ممَ تخشين أن تندمي؟"

قالت بشيء من الحُزن:" أخشى أن أندم إذا لم أغتنم فرصتي!"

إستغربتُ كلامها بشدة، أين أنتِ يا صديقتي؟ كيف سأساعدك؟

ماذا لو ندمتُ إذا كلَمته؟ و لكن لمَ كُلُ هذا الأهتمام يا ناتالي؟

انهُ مُجرد شابٍ يجلسُ على الشاطىء ينظُر للبحر، لا شيء يستحقُ الأهتمام!

نظرت نحوي بوهن، ثُم تقدمت وهي تقول:".....



" يتبع "




 
 توقيع : فِريـال



رد مع اقتباس