12-12-2020, 06:30 AM
|
#7
|
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 15
|
تاريخ التسجيل : Feb 2020
|
العمر : 29
|
المشاركات :
26,711 [
+
] |
التقييم : 52140
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Black
|
شكراً: 79
تم شكره 19 مرة في 13 مشاركة
|
-
"بعض العلاقات ليس لها مسمى، تعرف أنها جميلة وحسب.
عجز الأدب عن تسميتها بكلمة."
✧✦✧
-5-
* ناتاليا *
استَيقضتُ و أنا غيرُ مُدركة ماذا حدث، لأجدني أنظر لأخي وهو يُمسكُ غطائي بِيديه وعلى وجه ملامحُ مُستفِزة!
مَسحتُ عينَيَ لأفتحهُما بشكلٍ أفضَل قائلة:
"صباح...... الخير!"
"هل استَيقَظت؟"
"لا!"
"اذاً استَيقِظي!"
"لا أريد!"
أمسك هيروشي شعري وسحبتهُ مِن قميصِه! و حاولتُ أن أبعِد وجههُ باليَدِ الأخرى وكذلكَ فعَل أخي!
لقد كُنتُ مُنزعِجة لإيقاظي بهذهِ الطريقَة!
"ما الذي تفعَلانِه؟!"
نظرنا لَها بنظراتٍ بلهاء، أتُمازِحُني بسؤالِها؟: "لا شيء!"
"لا يبدو لي كـ (لا شيء!)... يبدو لي شجارًا!"
انفَجر هيروشي ضاحِكًا بصوتٍ عالي وحاولتُ أخفاء ضِحكتي بِكلتا يَدَيَّ! ليقول هيروشي:
" لا تكُوني ساذجة اوري! نحنُ دائمًا نعبثُ معَ بَعضنا هكذا!"
ايه لقد دلَعَ أخّي اسمَها! أعلم أنها مُلاحظة سَخيفة لكِن لا أريدُ تفويتها أكملتُ عنه وأنا أنهَض مِن علّى سريري مُبتسمة:
"لأننا أخوة! وهذا مايفعلهُ الأخوة مع بعض!"
اندهَشت أوريليا مِن كلامي، لم أفهم سبب دهشَتها! قلتُ بابتسامة بريئة:
"صحيح أوريليا، أخبريني... أليس لديكِ أخوة؟!"
لكن طغت على وجهِها الظُلمَة مَع هالةِ حُزنٍ سوداء... لترُد بنبرةٍ خانِقة:
"عندما كُنتُ في السابعة، ماتَ أخي قبل أن يولد و ماتَت أمي بعده! لذلك كرِهتُ أن يكونَ لي أخ! لأنه أخذ أمي مِنّي!"
كان الجو ثقيلًا لَم يستَطِع أن ينطُق أي أحدٍ منا كلِمة! الى أن ختمتُ الجو بكلمة سَخيفة لم اجد غَيرها!:
"آسفة!"
مع أني لا أحب الجو الكئيب لِمَن حولي، أفتعلهُ بلا قصد! يالي مِن حمقاء! دخلت آكاني غُرفَتي وكان وجهُها أكثر ظُلمة مِنا!
"صبااااح الخير! أنوه... ما هذا الإزعاج من الصباح!"
"صباح.... الخير!" رددنا معا، وتقدم أخي لها:
"هل أنت بخير؟ تبدين شاحبة!"
مَددّت آكاني ذِراعيها وهيّ تُجيب:
" لقد كُنتُ أدرِسُ طوال اللَيلِ! أجهِز للإختِبارات النِصفيّة، بَقيّ شهرٍ لها!"
أعرفُ أنها تكذِب! لقّد حَجزَت نَفسها فيّ الغُرفَةِ مُنذ عادَت مِن المَدرَسة بالأمس! أعلمُ أنها كانَت مُكتئِبَة! سأل أخي مُستَغرِبًا:
"تدرسين؟! لا داعي للضغطِ على نفسكِ بقيَّ أكثر مِن شهر!"
"أعلم... همم ماذا تفعلهُ اوريليا هنا... أخي؟"
صحيح... كان هذا سؤالي أنا ايضًا...
ابتَسمت اوريليا ابتِسامة غريبة! كانت تبدوا كإبتسامةٍ مُزيفة ممزوجة مع القلقِ والتوتر....
"أنا آسفه للتطفل... لقد ظننتُ أنهُ لا بأس بالقدومِ! فهيروشي يرفضُ تركي وحدي و...."
" خيرًا فعلت!"
قلتُ مُنفعلة وبصوتٍ مُرتفِع، لقد كُنتُ سعيدةً بما قالتهُ اوريليا... معرفة أن اوريليا تفكر بنا وبأخي بهذه الطريقة اسعدتني،
فهيّ ليست فتاةً أنانية ولا تُفضِلُ نفسها قبلَ الآخرينِ...
* أوريليا *
لقد كان الأمر مُمتعًا مِن بداية الصباح! لم أندم على المجيء أبدًا... في الواقع الحياة في بيت عائلة ناكاموري مُمتعةً للغاية،
من الُممتِع أن يكونَ لكِ عائلة كبيرة تُبادلهُم المحبَة...
اليوم عرفتُ المزيد عن هيروشي! لا أعلمُ لِما ولكن لم أستطع منع نَفسي مِن مُلاحظة طريقة مُعاملتهُ لكُل فردٍ من عائلةُ!
قريب ومُشاكس مع ناتاليا وذلكَ حسب الجو... حنون ولطيف جدًا مع آكاني كأنها ابنتهُ الصُغرى وتَغدو تصرفاته طفوليه مَعها!...
يحترمُ والدتهُ ويعتمِدُ عليها، لم يسبق أن رأيتهما معًا خارجَ الجامِعة!... وشعرتُ انهُ يخافُ من جدتهُ بعض الشيء ويَغدو جادا
ويختارُ كلماته بحذرٍ جلي... لكن لم أستَطع مُقابلة والدهُ سيد العائلة حتى الآن، اتحرَقُ شوقًا للِقائه.
كُنا أنا وناتاليا نعبثُ بأدواتِ التَجميل للتسلية... وفي أثناء طليها أظافري ورسم الأشكالِ الظريفة سألتها ممازحة:
"أتسائل، ناتاليا هل تُحبين أحدهُم!؟..."
لقد توَرَدَت وجنتاها حتّى أذًنيها وهيّ تصنعُ تلكَ الملامحَ المُستغرِبة وقد تلبَكّت تمامًا! لم أتوقع ذلكَ!
"ردَّة فعلكِ هذه فضحتكِ! لا يمكنكِ أن تنكُري... من؟"
تحمستُ للغاية... أنهُ يُشبه صديقَتان تتشاركانِ في أحاديث الحُب!
أنزلت رأسها بهدوء
"ليسَ كذلك... لكن سؤالك المفاجئ أحرجَني! أنا لا أحبُ أحدًا..."
اختفَت حماستي مِن كلماتِها الباردة، هذا لا يُصدق!
"نـــــاتاليـــــا؟! هذا لايُصدق رُغم أنكِ في هذا السِن بالفعل! أم أنكِ تُخفين الأمرَ وحسب!؟"
"لا أخفي شيءٍ، أنا لم أحب أحدًا مِن قبل!"
بدت لي صادقة وملامِحُها تُثبِتُ ذلك....
" لكن... لا أخفي عنكِ، أنا مُهتمة بأحدهُم مؤخراً!"
ماذا! أهذا، أهذا تواصل حقيقي بين صديقتين! بعيدًا عن كونها شاركَتني شيئا عن نفسِها وهذا مُفاجئ! لكنها بدَّت لي
كفتاةٍ واقعة بالحُب حقًا! رُبما نفسُها لم تُدرك بعد ولكِنها، تُحبُ هذا الشخص وهذا مكتُوبٌ على وجهِها!
"هل هو مَعكِ في الصف؟ أم مِن صفٍ آخر، هذا يحدُث! أخبريني عنه.."
اسلفتُ مُتحمسة لتنهض مُتجهةً نحو السرير، جَلَسَت بهدوء وهيّ تُردف:
"ليس مِن مدرستي، لكنهُ يثيرُ اهتمامي لأنهُ غامضٌ بعضَ الشيء وحسب.."
"أهو وسيم؟!"
نظرت نحوي ببلاهة! "أأنتِ تظنين أنها قصّة حُب؟! والأمرُ عميق!"
أجل وهذا ما تعكِسهُ ملامِحُكِ أيتُها الغبيّة! أردتُ أن أخبرها ولكنني عجزت! لتُكمل...
"وأيضًا... ليس كأن تاكامورا مُهتم بي!... لكنهُ فريد!"
"فريد!؟" قلتُ بمَكر!...
ابتَسَمَت ببلاهة "همم!" وحين أدركت بدأت تُنكر "لا... أقصد... هممم"
ابتسمتُ مُنتصرة "أنّت غبية! لأنكِ تُحبّينهُ بالفعل!"
دعتنا السيدة ميدوري لشُربِ الشايَّ في غرفة الضيوف الخاصّة.... ما إن غادرَت الجدة حتّى نهضَ هيروشي ويقولُ لي مُنسحبًا:
"سأخرج لبعض الوقت..."
وغادر مُسرعًا وأنا أتابعهُ، التفتت آكاني وهيّ تنهض... استفسرت مُستغربة:
"اين أخي!؟ كان هُنا قبل قليل!"
لتنفَعل ناتاليا:" هَرَبَ الجبان!"
هل كان هذا هروبًا حقيقيًا؟! لماذا هرب؟! لم أفهم ذلكَ!... غيرت ناتاليا ثيابها للثَوب الياباني التقليدي ثُم ساعَدَت آكاني
التي مازالت ملامِحُها مُظلمة على ارتداءه... وحينما نظرتا نحوي فهمتُ لما هرب هيروشي!؟
لا أعلم كيف وجدتُني أنظر للمرآة و قد لبِستُ ثوبًا ذا لونٍ أزرق خفيف مُزين برسومٍ غريبة... قُلتُ مُتجهمة:
"لماذا ألبستُماني هذا الشيء؟ أبدو غريبةً بِه!"
"لأن جدتي دعتنا لشُرب الشاي في غُرفة الضيُوف، أنَسيت؟!" قالت آكاني...
تقَدمَت ناتاليا نحوي:" اليوكاتا يليقُ بكِ حقًّا! ما كان يجبُ أن يغادر هيروشي... لا يعلم ماذا سيُفوت بهرَبه!"
جلسنا بهدوء و كنتُ أقلِدُ ما تفعلانِه بحذر، وبعدَ فترة دخلت السيدة آي مُرتدية كيمونو أسود ذا طابع ريشٍ أبيض وبدت في غاية الجمال!
ثم بدأت الفتيات تَعليمي طريقة شُرب الشاي!
سألتُ ببلاهةٍ تامة:" عفوًا! لماذا كُلُ هذا التعقيد مِن أجل شُربِ الشاي؟!"
أجابتني السيدة آي:" إنها تقاليدُ أجدادنا! وتوارثناها أجيالًا أجيال... لست مُجبرة على اتباعِها، اعتبريها تجربة غريبة في حياتُكِ!
وستكُون قصةً جميلة تروينها لأصدقائكِ حين تعودينَ لبَلدُكِ!"
هتفت ناتاليا:" هذا قاسٍ يا أمي!"
حين أعود لبلدي! فهمت... في النهاية أنا مُجرد ضيفة في هذا البلد... ويومًا ما سأكون قصة
(الأجنبية التي استضافوها في بيتهم!)...
فُتح الباب الذي خلفي فلفَتَ أنظارَ الجميعِ... استدرتُ بهدوء لأجد فتاةً بِكيمونو أصفر مُزيّن بخطوطٍ سوداء...
تجلسُ عند الباب وتنحني مُحييةً الحظورِ
" شكرًا لإستضافتي!"
رفَعت رأسها وفتحت عينَيها بهدوء... بدّت مثالًا للمراءة اليابانية الفاتِنَة، بعينَيها الواسعَتَينِ وشعرها اللَيلكي.
رفعتُ نظري للواقِف خلفها، فكان ذلك هيروشي... هل أتَّت معه؟ نهضَت ودخلت بهدوء شديد لتجلِس بجانبي وهي تبتَسِم...
لما يجِبُ أن تأتي بعد سماعِ كلام السيدة يوي الجارحِ لي!؟ حين أنظُر لها... أشعرُ بأني أتمَنّى لو كُنتُ أشبِهُها.
شرب الجميع الشاي وهم صامِتون وحين انتهينا تفرقنا، بقينا أنا وهيروشي مع ناتاليا والفتاة الجميلة في غرفة المعيشة...
قالت ناتاليا باستفزاز:" ظننتُ أنكَ هربت يا أخي!"
حافظ هيروشي على هدوئه وقال ببرود:" انّما تلقيتُ رسالة ياجي، تطلبُ منّي أن أتي لإصطحابِها لأن جدتي دعتها لشُرب الشاي!"
انفعَلتُ قائلة بسعادة: "ياجي؟ أهذا هو اسمكِ؟ أنهُ جميل..."
نظرت نحوي لتبتسم وتمد يدها نحوي قائلة:" وأخيرًا تقابلنا وجهًا لوجه! أنا أدعى ياجيما توشيري سعيدة بلقائك كثيرًا، اوريليا جوناثن!"
ياجيما! أنهُ من أجمل الاسماء الي سمعته في هذا البلد! هي تعرفني!
"وأنا تشرفتُ بمعرفتكِ ياجيما، لكن... كيفَ تعرفين اسمي وأنا لم اسمَع عنكِ من قبل؟!"
انفَعلت ناتاليا:" ماذا!، هل نسيت؟ ياجيما صديقة طفولتي المُقربة... حدثتكِ عنها كثيرًا من قبل"
اوه! لقد نسيتُ ذلك... لقد حدثتني نات عنها في العطلة!
"أنا آسفة... أنه خطئي! لكن كيف عرَفتِني؟"
اطلقَت ياجيما ضحكةً خفيفة، ثم أخرَجَت هاتفها لتُريني صورة لي! استغربتُ بشدة،
هذه الصورة التُقِطت في منزلي، كيف وصلت لها!
قربت الهاتف لفمها وهي تنظر بطرف عينها نحو هيروشي الجالس بجانِبها وهي تقولُ بنبرةٍ ساخرة:
"طلبتُ صورتكِ من روميو قبل يومَين وطلباتي أوامِر! صحيح هيروشي!"
أومئ هيروشي رأسه موافقًا ثم تجمَد للحظات كأنهُ ادرك شيئا... ليلفتَ نحوها بحدة:
"ياج أتسخرين مني مجددًا؟"
"من يدري؟"
"هااااء؟"
"مَن يَسخرُ مِن مَن؟"
بدا هيروشي يفكر للحظة، ليُجيب:
"كفى مُراوغة! ستُغضبينَني هكذا!"
كانا يتجادلانِ بطريقةٍ غريبة... شعرتُ بالقُشعريرة من قُربِهُما للحظات... لم أعلم السبب.
نهَضت ياجيما عند المغرب مُعتذِرة واستأذَنت للأنصراف، أصرّت السيدتان على بقائها ولكِنها اعتذرت بشدة!
ثُم سحبَت هيروشي وهي تطلبُ مِنه أن يوصِلُها، والآخر نهض بتملمُل...
كان هيروشي يركبُ السيارة، تبِعتُهم وطلبت مِنه أن أرافقهُ! جلَستُ في المقعد الخَلفي وأنا أستمِعُ لحواراتِهم الصغيرة...
توقَفَ هيروشي فجأة وطلب أن أرافقَهُما...
دخلنا المتجر وبدأت ياجيما تنتَقي طعامًا جاهزًا مِن على الرف المُخصصِ لها، انتابَني الفُضول:
"لما تشتَرين هذه العُلب؟ أهي للعشاء؟"
نظرت نحوي ثُم اردفت:" لأن اخي سيَعود للعشاء وأنا مُتأخِرة فقد نسيتُ نفسي تمامًا..."
عاد هيروشي ومعهُ عُلب مُثلجات منوعة ووضعهم في سلة مُشتريات ياجيما... بقيا يتشاجرانِ على من يدفعُ وفي النهايَة فاز هيروشي...
استغربتُ كثيرًا، ياجيما لم تطلُب من هيروشي أن يتوقَف لشراء الطعامِ! لما توقف هُنا؟!
أوصلنا ياجيما لبيتها، كان في الشاطئ تمامًا ولا يوجد مبنىً آخر على طول الشارع في جهة البحر! وهذا مذهل....
نزلت ياجيما وتبعها هيروشي حاملًا اكياس مُشترياتِها، تبعتُهُما بهدوء وعند الباب سأل هيروشي وهو يُمسك كتفها:
"ياجي أتحتاجين لشيء؟ أيًا كان لا تنسي أني سأكون بجانبكِ!"
التفتت نحوه وهي تبتَسِمُ ابتِسامةً باهِتة:
"أعرفُ ذلكَ! لكن إلى متى؟ يجِبُ أن أتعَلَمُ الاعتِمادَ على نَفسي!"
أنزَل هيروشي الأكياسَ على الأرضِ وأمسكَ يديها قائلاً:
"إلى الأبد! ولا اُمانِع ذلك... لكن لا أريد أن اسمعَ أنكِ في مُشكِلة!
اتظنينَ أنني لم انزَعِج حين سمِعتُ ذلكَ مِن جوان وليس منكِ؟"
انزلَت ياجيما رأسها وبقيت تُحدِقُ بيديه:
"أنا آسفة لأنني جعلتُ من نفسي حملًا ثقيلًا عليكَ يا هيروشي سأحِلُ مُشكلتي بنفسي."
سحبَت يَدَيها مِنهُ ودخَلت البَيت بهدوء ولم أستَطِع رؤية ملامِحُها، لكن هيروشي بدا مُنزعِجًا مِن ما قالته!
عُدت لحَيثُ السيارة ووقفتُ عِند بابِ السيارة قبلَ أن يراني...
عاد مِن بعدي بِلحظات وملامَحهُ تُهلهل سعادة! استَغربتُ مِن ذلكَ بشدة! لِما يبدو سعيدًا... سألتهُ بعد أن ركبنا السيارة:
"أأنتَ تُحب ياجيما بتلكَ الطريقة؟"
توسعت حدقتاه على اوسعِهما وبقي يُحدِقُ بي بعَدَم تصديق... وحين أدركَ أني سألتهُ ذلكَ حقًا قطب حاجبَيه وقال ثائرًا:
"هذا مُستحيل! لا تتجَرئي فيّ أن تُفكري بذلكَ جهرًا! هي ليسَت حبيبتي، انَما انسانةً خاصة في حياتي! لا تُفكري بذلك حتى."
انسانة خاصة!؟ لكن ليست حبيبة! ماذا يعني ذلك؟
أهي عزيزةً بلا مقابل! مُستحيل! أن يغضب على من قال انهُ أحبها من أجل أخرى... اليس ذلك يعني أنهُ يحُبُها!
لم يتحدث هيروشي معي باقي اليوم وحتى صباح اليوم التالي... لكنني استحقُها!
بعد كل ما بذلهُ مِن جُهدٍ ليتَقَربَ منّي، اسألهُ سؤالي الغبي! لو كانَّ كذلكَ لما تَقربَ مِني مُنذ البِداية...
وفي المساء، ودعتُ الجميع، وحين كُنت أعانق ناتاليا همستُ في أذنها خُلسة:
"ذلكَ الشابُ الذي تحدثنا عَنه، أأنت تُحبينه؟!"
ابتسمتُ وقد توردت وجنتاها وبدت مُحرجة، في المرة القادمة أريدُ أن اسمَعَ الإجابة الواضحة مِنها.
لقد كانا يومين جميلين جعلاني افهمُ هيروشي اكثر و أظني مُستعدةً لتَقبُلِ مشاعرهُ نحوي !
ولكن غباء الموقِف الذي وضعتُ نفسي فيه البارحة ، لن يترك لي مجالًا الآن !
رغمَ كُل شيء... ما زال أجمل يومين عشتهما في اليابان حتى الآن ولن أنساه أبدًا.
*ياجيما*
كان غاضبًا مني! لقد جرحتُ كبريائهُ برفضي المساعدة منه، لكنني مازلتُ قادرة على رسمِ أبتسامةً دافئة على وجهه.....
بثلاث كلمات بسيطة!
"شكرًا على الطعام!"
دخلتُ للمطبخ لتسخين الوجبات بالمايكرويف... تبعني أخي فجأة وهو يسألُ:
"أكان ذلك هيروشي عندَ الباب؟!"
أفزعني تمامًا... أكان في البيت؟!
"أجل لقد ذهبت وعُدتُ معه.... أأنتَ جائع؟ أشتريتُ طعامًا جاهزًا.... أأسخنهُ لك الآن؟"
"ماذا قال لكِ؟ هل سيساعدُنا؟"
تجاهل كلامي تمامًا وهذه ليست أول مرة يفعلُها! أشعرني ذلك بالعجز لأولِ مرة منذ سنتَين، ظنَنّتُ أنّي لن أحتاج
لأحدٍ مادُمتُ أدبرُ أمور حياتي!
"جوان، ما كان يجب أن تُخبِرَ هيروشي بآخر ما استجد معنا، حتى لو كان صعبًا علينا حلهُ وحدنا....
أنا لا أريدُ أن أكون حملًا ثقيلًا عليه، أنت تعرفهُ جيدًا! كالعادة سيفعلُ أي شيء ليُساعدَني!"
لأول مرةٍ في حياتي أشعرُ بالعجز! لا أحبُ هذا الشعور، انهُ يغيثُني بشدة.
هاج جوان غاضبًا ليقول بألم:
"ماذا تريدينني أن أفعل؟ أن أجلس وأشاهدك تترُكينني هُنا وحدي؟ وأجبر على المغادرة البيت ايضًا؟"
أخذ يلقط انفاسهُ بصعوبة وهو يُهدء نفسه ليكمل متألمًا:
"أنا لم يبق لي احدٌ سواكِ في الحياة... لن استطيع تحمل خسارتك أنتِ أيضًا! ليس الآن يا أختي...
حتى وإن كان ذلك عبر طلب المساعدة! فهيروشي لم يخذلنا من قبل... أنسيت؟!"
وكيف أنسى؟ هيروشي منقذي... لطالما كان، وكذلك سيكون مستقبلًا! لم يخذلني،
لم يترك لي المجال لأشعر بالصعوبات، حتى وأنا لا أعلم...
ذوبان هذه المثلجات الباردة في فمي، يُثيرُ الذكرياتِ الدافئة حقًا....
"ياجي أتريدين المزيد من المثلجات؟!... اذًا طلباتكِ أوامر أميرتي!"
"لا تحزني ياجيما، أنا لن أتخلى عنك أبدًا وهذا وعدٌ أبدي!"
"ياجي أتحتاجين لشيء؟ أيًا كان لا تنسي أني سأكون بجانبكِ!"
هو دائمًا يهتم بي.....
*ناتاليا*
استيقظتُ في وقتٍ مُبكر اليوم، أشعرُ بنشاطٍ كبير، أرتديتُ زييّ المدرسي ونزلتُ لتناول الفطور ولم يكن
هُنالك أحدٌ سوى جدتي والخادمة في المطبخ بالكاد جلستُ لتناول الفطور حتى رن هاتفي! كان رقمً خاص، أجبتُ بهدوء:
"مرحبًا! من معي؟!"
ليأتي صوتٌ مُخملي من خلف السماعة قائلًا:
"لقد وصلتُ للتو! أأنتِ جاهزة للذهاب؟"
وقفتُ من الصدمة والتقطتُ حقيبتي وخرجتُ مسرعة!
"أنا قادمة !... جدتي أنا ذاهبة!"
وقفتُ أنظرُ له وهو مُتكئً برأسه على المقود... ركضتُ الى حيثُ يوقِفُ السيارة على بُعدِ بيتين من بيتي،
رفع رأسهُ حينها وتابعني بعينيه الى أن جلستُ بجانبه ....
أبتسمتُ قائلة:" صباحُ الخير!"
بقي ينظرُ نحوي وهو يتفحصُني بغرابة ارتبكتُ حينها ليقول:
"أليس الجو باردًا بعض الشيء؟!"
نظرتُ لنفسي فإذا بي لا أحملُ معطفي فشعرتُ بالإحراج وبقيتُ أحدقُ بعينيه مطولًا... جدًا! أدار بوجهه للأمام قائلًا:
"الن تذهبي لإحضاره؟ لم نتحرك بعد!..."
جمعتُ شتات نفسي وترجلتُ مُعتذرة وعدتُ للبيت ركضًا، سمعتهُ يقول بصوتٍ مرتفع:
"المظلة أيضًا... ستَمطِرُ اليوم!"
دخلتُ البيت بسرعة وأخذتُ معطفي من على كرسي المائدة، حينها ظهرت جدتي وبيدها علبة الطعام قائلة
" لما العجلة ناتاليا؟ لقد نسيت غدائك!"
ارتديتُ معطفي وأخذتُ الغداء وكدتُ أنسى المظلة... خرجتُ مسرعة نحوه وحين جلست بجانبه قال ساخرًا:
"ألم تنسي شيء آخر؟" نظرتُ بغيض ليُكمل:" ما الداعي للعجلة؟!"
في الواقع نسيت! انا لم اتناول الفطور! لكني احتفظتُ بذلك لنفسي! لقد أحرجتُ نفسي بما يكفي منذ الصباح.
"انا آسفة!"
بقيَ يُحدق في عيني طويلًا فازداد شعوري بالإحراج أكثر... وحين ادرك نفسه ادار محرك السيارة وانطلق...
كان الجو غائمًا وبدأت الرياح تعبث بالناس ببطئ، قال تاكامورا فجأة وبصوتٍ منخفض:
"هل تناولتِ الفطور؟"
نظرت له مستغربة! كأنهُ يقرأ افكاري! تابع قائلًا:
"في الواقع أنا جائع لم أأكُل شيء منذ الأمس!"
منذ الأمس! كيف تحمل كل هذا! أجبتهُ بابتسامة غبية:
"لا لم أأكُل شيءٍ بعد! لنذهب ونأكُل شيء بأسرع ما يُمكن!"
جلسنا نأكُلُ وجبات صباحية في كافيتريا قريبة من مدرستي... لقد كُنتُ سعيدة برؤيتهُ يأكلُ بعد كُل هذا الوقت...
أن لا تأكُل شيء لفتره طويلة... هذا صعب. تطرقتُ لفتح حديث صغير وأنا اشربُ الشاي:
"سيد ناكازاكي..." منحني انتباههُ لأكمل "ماذا تعمل؟"
ابتلع طعامه ورشف القليل من كوب الشاي مُجيبًا:" هذا سر!"
كست ملامحي خيبة الأمل ليكمل قائلًا:
"أعمل في جمع المعلومات"
توسع بؤبؤي وهمستُ بعدم تصديق "جمع... المعلومات! ماذا تعني؟!"
نظر حولهُ وثم قال هامسًا "يمكنك القول محقق خاص!"
لا اصدق ما قاله! لحظة!
" في ذلك اليوم... على سطح المدرسة... أنا لم أفهم، ما الذي كُنتَ تفعلهُ في المدرسة حينها!؟"
رفع يدهٌ طالبًا الحساب وهو يقول:
" لنذهب ونكملُ في السيارة!"
تحرك نحو المدرسة ببطئ، ليبدأ سرد ما في جُعبته!
"كُنتُ اقومُ بعملي! لقد كان هذا سبب قبولي عرض ياجيما حين أخبرتني عنكِ... عذرًا لأنانيتي لكنني
كُنتُ أبحثُ عن سببٍ لأحوم حول المدرسة لتأدية عملي بدون مشاكل!"
كان ذلك مفاجئًا لي! وحين استوعبتُ ماقاله ساأتُ منفعلة:
"أتقصد أن ثمة أمرًا يستدعي التأكد منه في مدرسنا؟!"
اوقف السيارة قائلًا بحزم:
" ليكن هذا سرنا الى أن أنهي عملي! وليكن اسمي اراتا اوتشيغارا! سنُكملُ حديثنا في المرة المقبلة!"
لم أشعر بالخوف! قطبتُ جبيني قائلة:" اعتمد علي اذا اراتا-سان!"
وضع يده اليمنى على رأسي قائلا:" أجل! أعتمد عليكِ! ناتاليا."
شعرتُ بالإحراج الشديد لفعلته! تمنيتُ أن يبتسم، لكنهُ لم يفعل... انما اقترب مني قائلًا:
"شُكرًا لكِ!"
كان قد فتح الباب لي حينها فنزلتُ متجهة نحو مدخل المدرسة... استوقفني صوتهُ يُناديني وهو يُمسكُ المظلة مشيرًا لها، شعرتُ بالإحراج
من تجمُع الطلاب عدتُ نحو السيارة وأخذتُها منه مُبتعدة... انا رسميًا تورطت!
"أنا استسلم!"
انزلت ياجيما علبة العصير تنظرُ نحوي باستغراب "ماذا تقصدين؟"
اخذتُ نفسًا عميقًا قبل أن انفجر بوجهها:
"لا استطيع التوقف عن الفكير في أنني وضعتُ في موقف كهذا!"
ابتسمت بخبث لتقول مازحة :
"أتقصدين علامتك في اختبار الفيزياء ام تاكامورا؟"
اتكئتُ على الجدار ورفعت رأسي نحو الغيوم السوداء
"لقد أتى تاكامورا خلفي هذا الصباح وكان يبدو شاحبًا نوعًا ما! تحدثنا قليلًا..."
اقتربت مني وهي تستمع باهتمام،
"لقد طلب مني ان اقول لمن يسألني ان اسمهُ اراتا اوتشيغارا! لا يريد أن يعرف احد مَا اسمُه!"
"لا يُريد ان يتسبب لك بالمشاكل على ما اعتقد!" قالت مبتسمة...
تهتُ في كلماتها! أية مشاكل هذه التي تنبع من اسمه؟ ياجيما تعرف شيئا لم تخبرني به، ويجب ان اعرفه الآن!
"ياجيما... أية مشاكل؟"
قلتُ باصرار جلي لتردف قائلة بهدوء:
" انهُ من عائلة ناكازاكي المعروفة بعملهم! وبعض الناس يقولون انهم ملعونون بلعنة موت! اغلب رجال هذه العائلة
يموتون في سن صغيرة! حتى والده توفي عندما كان تاكامورا لايزال طفلًا... طبعًا لا اصدقُ هذا الهراء
ولكن الصحيح هو انهم لا يعيشون طويلًا!"
بقيتُ مصدومة مطولًا، هذا مستحيل ليس هُنالك شيء سخيف كلعنة! ربما هذه صدفة!
انتشلني صوت ياجيما وهي تقول ساخرة:
"لا تقولي بأنك صدقت هذه القصة السخيفة، انه مجرد كلام يتناقله الحمقى لاتكوني سخيفة نات!"
ابتسمت بغباء: "أنا لست بهذا الغباء لأصدق هذا النوع من الهراء!"
نهضت تمسح الغبار من ملابسها قائلة بملل:
"هيا لننزل من السطح قبل ان يرن الجرس! لا يزالُ لدي طن اسألة يجب ان انسخهم من كُتبك!"
" يمكنك ان تأخذي الاحياء والادب الكلاسيكي معك! انا ذاهبة للنادي الرياضي أراك عند الرابعة!"
نهضت وسبقتني بالنزول... بقيتُ احدقُ في السماء الملبدة بغيومٍ ماطرة وانا افكر بما حدث اليوم...
الى ان ايقضتني قطرات المطر من شرودي فهرعت انزل من سلالم السطح...
*تاكامورا *
لقد تغيرت هذه المدرسة منذ ايام دراستي بعض الشيء! ألا يفترض أن هذه الغرفة هي غرفة المعدات الكيميائية!؟
تبا الى اين نقلوها؟! جذب انتباهي وقع خطوات تقترب بسرعة اختبأت خلف مدخل الغرفة بسرعة فدخل شابين
وأخذا بعض الكرات ولم اسمح لهما أن يلمحاني فغادرا لأسترخي واتقدم نحو النافذة، ليفتح الباب فجأة!
اصدر ارتطامي بالباب صوتًا ينبه من دخل بوجودي، تواجهت نظراتنا لأسترخي... انا شاكرٌ أنها هيّ!
بقيتُ أحملق ببحريتيها مطولًا، كانتا متوسعتين على اشدهما
بدت متوترة وهي تتحقق من اذا كان ثمة احد قريب من غرفة المعدات الى أن اغلقت الباب مرتاحة لتهتف:
"ولكن ما الذي تفعلهُ هُنا سيد تاكامورا؟"
بقيتُ ألمس التوتر في كلامها وأنا احدق بعينيها مجددًا! ولكن ماذا بي!؟ لما تجذبني عينيها في كُل مرة لهذه الدرجة؟!
أجبتُ مشيرًا نحو النافذة:
"كُنتُ على وشك الخروج! لقد فاجئتني، لم اسمعك قادمة انسة ناتاليا!"
ابتسمت لتقول بحماس :
"لطالما قيل لي اني خفيفة الحركة! عن ماذا تبحث، أيمكنني المساعدة؟"
امسكتُ جبيني امسحه بخفة وأنا أستفسر منها:
"اين نُقلَت غرفة معدات الكيميائية؟ لقد كانت في هذا المكان من قبل!"
تقدمت نحو النافذة لتُشير نحو المبنى المجاور قائلة،
"من النافذة الاولى حتى الخامسة هو مختبر الصف الاول، في الطابق الثاني وفي نفس الموقع للصف الثاني
وفي الطابق الثالث للصف الثالث! وتجاور المختبرات المطابخ المخصصة لحصص التدبير المنزلي ونحن
لا نلقي عليه تسمية غرفة المعدات بل مختبر الكيمياء! قبل سبعة سنوات حدث تحديث بمباني المدرسة
واضيف ذلك المبنى ومبنى الادارة وتم اعادة استخدام هذا المبنى لغرف تبديل الملابس والمعدت الرياضية
بعد ان اضيفت المساحة الخلفية لمساحة المدرسة من اجل الاراضي الرياضية
ويطلق على هذه التعديلات مشروع تطوير المدرسة!"
"مدهش! يبدو انه ليست الصفوف وحدها من تم زيادتها" نظرتُ نحوها وأنا استفسر
"اتتوقعين وجود أحد في مبنى المختبرات الآن؟"
بدت تُفكر مؤقتًا لتُجيب وهي تُشير للطابق الثاني:
"فريق الكيمياء للصف الثاني يُجهز لاولمبياد الكيمياء على مستوى البلاد"
ثم اشارت للنافذة المفتوحة من الطابق الاول:" ويبدو أن احد الصفوف الاولى لديه حصة تدبير منزلي!"
فهمت! يجب ان أعود للبحث في ما بعد! و... قطعت حبل افكاري بصوتها المتردد:
"سيد تاكامورا؟" منحتها انتباهي لتستفسر مترددة:" اتُريد الذهاب للمبنى؟"
استغربتُ ملامحها، بدت قلقة وفي عينيها الكثير من الفضول
"أهُنالك مانع؟"
"في الواقع المختبرات مغلقة ولايسمح لغير المعلمين وممثلي الصفوف ورئيس نادي الكيمياء ان يحصلوا على المفاتيح!
وذلك منذ حادثة حريق المخبر في الطابق الاول قبل سنتين!"
ادهشتني! "ولكن من أين تعرفين كل هذه المعلومات!"
امسكت ذراعها اليسرى بيمناها، لتجيب:
"في الواقع ، كان اخي يدرسُ هنا قبل خمسة سنوات! وهذه الاشياء اعرفها لأني كُنتُ ممثلة الصف وقت الحريق!
وكُنتُ رئيسة لجنة الطلاب العام الماضي! لذا..."
قطعت كلامها اثر صوت فتاة يُناديها:
"نات-تشان! نــات-تــشــــان....."
نظرت نحوي لتقول بسرعة وهي تأخذ مضارب التنس:
"اراك في الرابعة!"
وخرجت مُغلقةً الباب بسرعة...
"ولكن لما تأخرت كثيرا نات-تشان؟! قلقتُ عليكِ"
"انا اعتذر، لقد شردتُ قليلًا! لنذهب بسرعة..."
اختفى صوتها الرنان شيئا فشيئا... بقيتُ احدقُ بالمبنى وانا افكر مطولًا بكلامها، الى أن خطرت لي فكرة،
فخرجتُ من النافذة وغادرتُ المدرسة...
انهيت بعض اعمالي في المكتب ورفعت بعض التقارير، لقد مر الكثير من الوقت لم آتي للمكتب! منذ ذلك اليوم المشؤوم!
لازلتُ غير قادر على تقبل هذه الحقيقة! في ذلك اليوم الشتوي، كان يجب أن أكون انا وليس هو!...
*يتبع*
|
|
|