عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2020, 03:03 AM   #10
سيـرَان.
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً.


الصورة الرمزية سيـرَان.
سيـرَان. غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 197,943 [ + ]
 التقييم :  484656
 الدولهـ
Iran
 SMS ~
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى•
لوني المفضل : Black
شكراً: 391
تم شكره 502 مرة في 401 مشاركة

مشاهدة أوسمتي








الفصل الثامن

يا ألهي لما افكر الان هكذا ..
فتحت الدرج واخرجت منه دفترها الصغير .. لم تكن تريد ان تقرأ ما كتبت به سابقا ..
اخرجت من الدرج قلم وكتبت جمله واحده .. – سوف انسى ادوارد .. ساعدنــي يارب ..
اغلقته بعد هذا واعادته للدرج .. دخلت الحمام كي تتجهز للخروج ..
سوف تحاول على الاقل نسيان ما يحدث هنا ..
اخذت بعد هذا نفسا عميقا ونفضت كل الافكار من رأسها .. اتجهت نحو دولاب ملابسها وبدأت تختار ماذا سترتدي
للخروج مع والدتها .. اختارت قميصاَ ابيضا ذو اكمام طويله .. ومعه بنطال اسود .. سرحت شعرها وتركته بدون ان
ترفعه ووضعت بعض احمر الشفاه على شفاهها .. بدت جميله ببساطتها و هدوء ملامحها .. ابتسمت لنفسها بالمرأه ..
لقد احست بالراحه بعد حوارها مع كلارا .. لم تكن تتصور ان هذا ممكن ان يحدث .. ان تشعر بالراحه عندما تتحدث
مع غريمتها .. ولكن هذا ما حدث .. وضعت هاتفها في حقيبتها وحملتها .. عندما خرجت ارتدت حذائها ومعطفها
ولفت شالا ابيض حول رقبتها وخرجت لتنتظر والدتها في الخارج ..
كان الجو لطيف .. لقد بدأ فصل الشتاء .. والاشجار كانت عاريه تماما من الاوراق .. الارض ملونه من اوراق الشجر المتساقطه
ولم يحن بعد وقت هطول الثلج .. نظرت لحديقة القصر .. فكرت انها سوف تبدو رائعه عندما تثلج ..
ولاكنها لن تراها في ذلك الوقت .. عندما ينتقلون من هنا لا تريد العوده ابدا .. حتى للزياره لن تأتي ..
سارت قليلا في ارجاء الحديقه وهي تتمتع بمنظرها الخلاب .. كانت الارض رطبه بعض الشيء والجو دافئ ..
اخذت نفسا عميقا وهي تنظر للسماء .. تتذكر اول يوم دخلت فيه هذا القصر ..
لقد كان يوما مشؤما للغايه .. ولاكن عندما تتذكر الايام اللتي قضتها هنا تشعر بانها لم تكن بذلك السوء ..
لقد حدثت لها اشياء جميله ايضا هنا .. وكانت هناك لحضات جميله مرت عليها ..
حتى مع ادوارد و ذكرياتها معه هنا .. سوف تتذكرها دائما وابداً ..
_ هل ما أراه حقيقه .. لابد اني احلم ..
جائها صوته من الخلف ففزعت واستدارت لترى من هناك .. ابتسمت حالا عندما رأت آمون يسير نحوها ..
_ كلوديا هنا .. ما هذي المفاجأ ..
_ انا هنا منذ البارحه .. اين كنت انت ..؟
_ اااه .. منذ البارحه .. لم يخبرني احد .. لقد كان لدي بعض الاعمال ..
اخذ نفسا بعد هذا وقال – كيف حالك .. لقد كان الجو كئيبا جدا هنا عندما كنتي غائبه ..
_ حقا ..
بدت سعيده بكلامه فأكملت متصنعه الغرور – ولكن هل تعرف ..؟ هذ امر متوقع .. لانه لا يوجد احد يبعث السرور في النفس في هذا القصر
تعالت ضحكة آمون .. – ان هذا تجريح لا اقبل به
_ هههههههههههههه .. ارجو عفوك سيدي ..
_ لماذا انتي في الخارج اذن ..؟ الجو بارد ..
_ الجو ليس باردا بتاتا .. وانا هنا لأني انتظر امي .. سوف نخرج للسوق وهي الان تتحدث مع السيده كاميليا .. تأخرت جدا ..
_ لما لا تدخلين اذن .. تعالي لنرى اين هي الان ..
_ لا ..
ارتبكت قليلا .. لم تكن تريد الدخول .. لا تعرف بعد ان كان ادوارد وكلارا قد ذهبا ام لا ..
_ سأنتظرها هنا .. هذا افضل .. فالجو جميل جدا اليوم ..
_ ماذا هناك ..؟ ما بك لما انتي مرتبكه ..؟
_ لست كذلك .. ولكن حقا الجو جميل ..
_ حسنا تعالي لنجلس هنا ..
اشار على الكراسي حول الطاوله الموجودات في الحديقه فأتجهوا نحوها ..
_ كيف هي الامور الان ..؟
_ ايتِ امور .؟
_ انتي .. والدتك ..؟
_حسنا .. بخير .. سوف ننتقل من هنا بعد اسبوع .. اشعر بالراحه لهذا .. اعتقد ان كل شيء سوف يعود كما كان ..
بدت مرتاحه جدا وهي تقول هذا .. .. لقد نسيت كليا انه آمون ..
بدى الوضع محرج .. يبدو وكأنها تقصد ان العيش في هذا المكان يزعجها حقا ..
حاولت تصحيح الوضع – اقصد ان العيش مع عائله اخرى مربك بعض الشيء ..
قال آمون بأبتسامه – افهم .. اعتقد ان هذا صحيح .. خصوصا انك كما يبدو لي لست معتاده على هذي الاجواء
ابتسمت له .. مما فهمته انه يقصد اجواء الاغنياء والطبقه الراقيه ..
_ حسنا .. هذا صحيح ..
_ تستعملين كلمة (حسنا) كثيرا .. هل انتي متوتره ..؟
_ اه .. لا ابدا ..
_ لقد سمعت انك التقيتي بوالدك ..
_ اه .. نعم .. هذا صحيح
_ حسنا .. اكملي
لم تعرف ما تقول .. لقد كان ينظر مباشره الى عينيها .. انزلت رأسها للاسفل
وبدت تتحدث بهمس – لا اعرف .. لا اشعر بشيء .. بالاحرى لم اصدق المسأله بعد .. يبدو الامر غريب
اليس كذلك ..
_ بالطبع . اعتقد انه مضى وقت طويل على غيابه .. لم تعتادي على وجوده وهذا امر طبيعي .. ولكن يجب ان تقتنعي بفكرة وجوده الان
_ ولكن امي لا تريد ان تلتقي به حتى .. هي لا تريد ان تتحدث عنه اصلا فلما افعل انا
_ لانه والدك .. هناك مشاكل بينه وبين امك ولكن انتي مختلفه
_ لست مختلفه .. انا وامي لدينا معه نفس المشاكل
_ هل يجب ان تعترضي على كل شيء كلوديا ..
قال هذا بنفاد صبر .. – اسمعي .. يجب ان تفكري قليلا في مسألة ابيك .. يجب على الاقل ان تلتقي به مجددا
_ آمون هو لم يحاول ان يراني او ان يسأل عني مذ ولدت لما افعل انا هذا ..؟
_ لهذا السبب يجب عليك مقابلته .. على الاقل لمعرفت اسبابه ..
_ حسنا ..
قالت هذا دون اقتناع فرمقها بتعب وهو يتنهد – انتي صعبه جدا
ضحكت عليه ووقفت – سوف ادخل لأرى امي .. اعتقد انها نسيت موعدنا تماما
_ احاديث النساء .. عندما تبدء لا تنتهي
_ اوافقك الرأي تماما
ضحكا كليهما ودخلا للقصر .. كان آمون يشعر بشعور غريب تجاه كلوديا .. يشعر
بالمسؤليه .. يشعر بشعور دافئ عندما يراها تبتسم .. تذكره بطفولته ..
بالبرائه اللتي كان يعرفها قبل ان تتغير حياته كلها بعد دخوله عالم الشهره ..
انها تبدو غريبه على كل ما يحدث هنا .. ابتسم واستدار لها ليقول فجأ – كلوديا .. انا سعيد بلقائي اياك ..
_ اه ..؟
ابتسم لها بينما تفاجأت هي بكلامه .. ولكنها ابتسمت بعد هذا له وهي تستدير لتصافحه – انا ايضا سعيده جدا بلقائي بك .
_ هذا جيد .. لو انك لم تقولي هذا لكنت سأجن
_ ههههههههه
عندما دخلنا للقصر سمعت صوت امي والسيده كاميليا يتحدثان عند اقترابنا من غرفة الضيوف .. استأذن آمون
ليذهب لغرفته بينما طرقت انا الباب عليهم .. سمعت صوت السيده كاميليا تطلب مني الدخول فدخلت وانا اضع على
وجهي ابتسامه مشرقه .. عندما رأتني ابتسمت و رحبت بي – ااه عزيزتي .. لقد اشتفت الى هذي الابتسامه ..
اخجلني كلامهما ولكني القيت عليها التحيه و جلست معهم قليلا .. لم استطع ان اقول لأمي عن انها تأخرت ..
اعتقد ان الوضع كان سيبدو وقحا جدا .. ولكن حمدا لله ان كاميليا قامت بهذي المهمه عوضا عني ..
فلقد قالت لأمي بخجل – لقد اخرتك عن موعدك مع كلوديا .. سوف تتأخرين روزا ..
_ لا عليك .. لم نتأخر .. حسنا سوف نكمل عندما اعود ولكن انتي اطمئني سوف تكون الحفله على خير ما يرام ..
لا تقلقي نفسك بها كثيرا ..
ابتسمت كاميليا لامي وتنهدت .. يبدو انهم كانو يتحدثون عن تجهيزات الحفل ..
وقفت امي لتخرج فوقفت معها .. ودعنا السيده كاميليا وخرجنا لتبدأ كلوديا تأنيبها لأمها – امي هل هذي هي الدقائق اللتي
سوف تجلسينها مع كاميليا .. كنتي تستطيعين ان تخبريني انك سوف تقضين النهار معها ..
ضحكت روزا على ابنتها – اهدئي .. لقد اخذنا الحديث وكانت قلقه بشأن الحفله و اخذت رأي ببعض الاشياء ما مشكلتك
ايتها الصغيره ..
_ حسنا .. سوف اذهب لأرى ميا .. عندما تنتهين من ارتداء ملابسك وتجهزين اتصلي بي ..
_ حسنا .. كما تشائين .. اخبري ميا تحياتي ايضا
هزت كلوديا رأسها لوالدتها وذهبت للمطبخ لترى ان كانت ميا هناك ...
في طريقها للمطبخ مرت بمكتب ادوارد في المنزل .. سمعت صوت كلارا وهي تتحدث بطفوليه معه
_ ادوارد ارجوك هيا .. لقد تعبت وانا انتظر .. الا يمكنك ان تكمل اعمالك عندما نعود ..
سمعت تنهيدته ويبدو انه رمى بالورق على المكتب .. – الم تعودي تستطيعي الصبر قليلا .. لقد قلت لكِ لدي عمل مستعجل ..
_ ولكنك قلت لي اننا سوف نذهب اليوم .. لقد وعدتني اننا سنذهب في الاسبوع الماضي و كل يوم كان يأتي لك عمل جديد ..
وبالبطع انت لا تستطيع ان تبديني على عملك ..
انتفضت كلوديا من صوته وابتعدت عن الباب بسرعه عندما سمعته يقول بحده – لا تصرخي .. انتظريني في الخارج سوف آتي بعد قليل ..
ابتعدت بسرعه عن الردهه كي لا تراها كلارا عندما تخرج .. كانت تشعر بالأسى على كلارا من تصرفات ادوارد معها ..
لقد بدى صوته مرعب جدا .. لو كانت هي بمكان كلاارا لما بقيت واقفه هناك لدقيقه ..
اتجهت بدون توقف نحو المطبخ وهي تخاف ان يشعرو بوجودها .. عندما دخلت بسرعه واغلقت الباب خلفها سمعت صوت الخادمه العجوز .. – لما صفقتي الباب بهذي القوه .. هل تريدين ان تذهبي بسمعي للجحيم
فزعت عندما رأتها في البدايه ولكنها انحنت بسرعه بعد هذا لتعتذر – انا اسفه .. حقا اسفه لم اكن اقصد
كانت كلوديا تبدو خائفا منها بينما ميا كانت تقف خلف العجوز تضحك بصوت مكتوب على صديقتها ..
خرجت العجوز بعد هذا من المطبخ وهي تثرثر على كلوديا وكيف ان الشباب هذي الايام لا يحترمون ابد
احد ..
_ يبدو انك اغضبتها .. لقد بدوتي مضحكه جدا وانتي تعتذرين ..
كانت تكتم ضحكتها حتى لم تستطع الكتمان اكثر فأنهارت ضاحكه على صديقتها ..
_ هذا ذنبي انني اشتقت لك وجأت لأراكِ ايتها المعتوهه ..
_ ههههههه . حسنا حسنا .. ا نا ايضا اشتقت لك ..
بدأت ميا تأخذ نفسا عميقا لكي تنتهي من الضحك .. اقتربت بعد هذا من كلوديا واحتضنتها ..
_ لقد كان البيت كئيب بغيابك .. كيف حالك ..؟
_ اعتقد انني سوف اصبح مغروره .. الكل يقول لي ان المنزل كئيب بغيابي
_ صدقيني مجاملات .. الا تعرفين المجامله ..
ضحكتا مع بعض و اتجهتا نحو المقاعد لكي يجلسا ..
بدأت ميا بالحديث – حسنا .. اخبريني ماذا فعلتي عندما هربتي من المنزل ..هل تعرفين .. لم اتخيل انك سوف تقومين بهذا في يوم من الايام .. تهربين ..؟
بدت ميا مستغربه وهي تتحدث فقالت كلوديا لها بانفعال – اسمعي .. ايتها الحمقاء انا لم اهرب ذهبة فقط لبيت صديقتي
_ حسنا .. حسنا .. اعرف هذا ولكن مع هذا .. الامهم الان كيف هي الاحوال بينك وبين امك ..؟
قالت كلوديا ببعض من الحزن .. – لقد عادت كما كانت .. هي قررت عدم الزواج ..
_ قررت .؟ ام من اجلك ..؟
_ هل هناك خطأ ان كانت قد غيرت رأيها من اجلي .؟
وقفت كلوديا بسرعه وهي تصرخ .. فنظرت لها ميا مستغربه .. – كلوديا ما بك ..؟
_ الكل ينظر لي وكأنني فعلت شيئا بشعا برفضي لزواج امي .. لماذا .. هل يجب علي ان اتركها تتزوج
وتنساني .. حتى ان لم تنساني لن تكون امي كما هي الان .. سوف تهتم بزوجها وتتركني ..
سوف ابدو وكأنني اعيش عائق بينهم .. هل تفهمين ماذا يعني ان يتخلى عنك اخر شخص لك في الحياة
الشخص الوحيد اللذي تملكينه ..
وقفت ميا بسرعه وامسكت بكلوديا وهي تهدئها – كلوديا توقفي .. ارجوكِ كفى ..
بدت كلوديا بالتوقف تدريجيا وبدأت تتنفس بعمق وهي تحاول استرداد انفاسها بصعوبه ..
_ اسفه .. لقد ذهبتي بعيدا جدا .. لم يكن هذا ما اردت قوله .. اسفه حقا ..
نظرت لها كلوديا بخجل .. عرفت انها افرغت شحنت الغضب كلها على ميا ..
ابتسمت لها بعد هذا وقالت – انا اسفه .. لقد فجرتني بسؤالك
_ لم اعرف كيف اطفأك .
استغربت كلوديا من جملة ميا اولا ولاكنها انفجرت ضاحكه بعد هذا عندما فهمتها ...
_ كان يجب ان تضربيني كي انطفئ ..
_ لم اجرؤ .. اخاف ان تقتليني وانتي في أوج حماسك
ضحكتا كلاهما وحينها رن هاتف كلوديا وانطفئ فعرفت ان والدتها قد انتهت من تحضير نفسها للخروج ..
_ حسنا ميا .. يجب علي ان اذهب امي تنتظرني
بدت ميا مستائه – لقد كنت اريد ان امضي معك وقت اطول .. حسنا اراكِ فيما بعد
ابتسمت كلوديا لها واستدارت لتخرج .. ولكنها توقفت فجأ و نادت – ميا ..
_ ماذا هناك ..؟
_ لما لا تأتين معنا للسوق ..؟ سوف نتسلى كثيرا
ابتسمت ميا لها بتعاسه – ااه لو ان الامر سهل كما هو لك .. لدي اعمال كثيره يجب ان انجزها ..
وخصوصا ان الحفله سوف تكون بعد ثلاث ايام .. سيكون هناك الكثير والكثير من الاعمال ..
_ توقفي عن هذي الحماقات .. لن تتغيبي سوى ثلاث او اربع ساعات .. لن يكون هذا طويلا ..
كفاكي عملا و اخرجي قليلا لترفهي عن نفسك
_ حسنا .. سوف اتذكر هذا
قالت هذا وهي تبتسم لكلوديا فأقتربت كلوديا منها وسحبتها من يدها .. – هيا ميا لا تكوني تعيسه ..
ارجوك.
_ كلوديا ليس الامر وكأني لا اريد .. انه فقط انني اعمل هنا وليس لي الحق في الخروج متى شأت .. انه العمل .. الـ..ـعـ.ـمل ..
_ افهم انه العمل .. ولكني لم ارك يوما تأخذين اجازه او تخرجين من هذا المكان . الا تحبين الخروج . الا تحبين رؤية مافي الحياة ..
_ احب ولكني لست...
اوقفتها وهي تسحبها خلفها – حسنا حسنا .. انسي محاضرتك عن الاجتهاج في العمل الان ودعينا نستأذن السيده كاميليا لكي ..
طلبت كلوديا من السيده كاميليا ان تسمح لميا بالخروج .. كانت تضن انها سوف تجد اعتراض او اي شيء من هذا القبيل
من كاميليا ولكن ما حدث ان كاميليا فرحت جدا بطلب كلوديا ووافقت على الفور ..
فوق هذا كله قالت لميا ان تأخذ راحتها ولا داعي للعجله في العوده .. شعرت كلوديا
ان هذا اسعد ميا ففرحت هي ايضا وارتاحت لخروج ميا معهم .. اخيرا سوف تقضي وقتا ممتعا ..
عندما انتهت ميا من تجهيز نفسها كانت روزا تنتظرهم في الخارج في السياره .. لقد استعارت سيارة كاميليا للخروج بها ..
انها حقا سيارة رائعه .. شعرت كلوديا انهم من الطبقه الراقيه وهم يقودونها للسوق .. خصوصا انها كانت مع والدتها
وميا لوحدهم .. لم يكن هناك احد يخص عائلة ادوارد ..
_ جميل انك سوف تاتين معنا ..
هذا ما قالته روزا لميا عندما اخبرتها كلوديا انها سوف تذهب معهم للسوق ..
ابتسمت ميا واعتذرت عن مضايقتها لهم فقالت لها كلوديا – توقفي عن قول الحماقات .. سوف نقضي وقتا ممتعا ..
وفعلا هذا ما حدث .. امضو وقتا طويلا جدا في الاسواق .. قامو بشراء اشياء عديده ..
كانت روزا تنظر للملابس بينما كانتا كلوديا وميا يجربن جميع انواع المكياجات والعطورات ..
يقومان بالتعليق على كل شيء .. ويضحكان على اتفه شيء يقولنه .. وكأنهما يريدان ان يضحكا فقط ..
اتجها بعد هذا بطلب من روزا الى محل لبيع ملابس حفلات .. كانت الاثواب فيه رائعه وتبدو راقيه جدا ..
كما ان اسعارها مرتفعه بعض الشيء ..
علقت كلوديا فور دخولهم – امي .. اليس الوضع هنا مربك بعض الشيء . الا تشعرين ان هذي الاشياء غاليه جدا علينا ..؟
_ اخترن ثوبان من هنا ولا داعي للثرثره .. لدي ما يكفي من المال لفتاتان صغيرتان ..
ابتسمت لميا وهي تحاول ان تبعد عنها الخجل فقالت ميا مسرعه – اشكرك جدا سيدتي ولكن لا يمكنني ان اقبل ب...
قاطعتها روزا قبل ان تكمل .. – ميا عزيزتي .. سوف اهدي كلوديا ثوبا بمناسبة قدوم العام الجديد وسوف تكون هديتك ايضا من هنا .. ارجو ان لا تحرجيني بأرجاعها او رفضها فأنا اعتبرك كـ كلوديا تماما ..
امسكت كلوديا بيد ميا وتوجهت نحو مجموعه من الملابس – كفي عن التصرف بخجل .. هيا لنرى ما يوجد هنا ..
اسمعي .. لنختر اجمل ثوبين .. لنكون الاروع في الحفل ..
_ انا لا ارتي ملابس كهذي في الحفل .. يجب ان ارتدي شيأ رسميا .
_ لماذا ..؟ الكل سوف يرتدون ملابس كهذي .. لك الحق انتي ايضا في ارتدائها ..
_ انتي رائعه كلوديا ولكن عملي يتطلب هذا .. انه فقط القانون في عمل الخادمه ..
_ توقفي عن الثرثره اللتي لا تجدي شيء .. سوف نجد حلا لهذا .. هل ستحل كارثه ان ارتديتي شيئا جميلا في الحفل ..؟
_ دعيكي الان من هذا وتعالي لنرى هذا الثوب ..
جربت كل من كلوديا وميا اثواب كثيره .. كانتا تضحكان وتعلقا كل واحده على الاخرى عندما يرتديان شيء ..
بينما روزا اكتفت بمراقبتهما والابتسام لتسليتهما لنفسيهما .. في اخر المطاف اختارت كل واحده منهما ثوبا اعجبها ..
ذهبا بعد هذا لأحدى المطاعم ..
كان يوما جميلا بالنسبه للثلاثه .. ابتعدو عن اجواء الهم والكئابه اللتي كانت موجوده في القصر ..
بينما ارتاحت ميا وكانت سعيده جدا بهذا اليوم اللذي قضته بصحبة كلوديا ووالدتها ..
لقد شعرت انها فعلا مع عائلتها ..
_ هل استمتعتي ..؟
سألت كلوديا هذا وهما في طريق عودتهما فرمقتها ميا بنظره خبيثه وقالت – استمتعت .. معك ..؟ هل يعقل هذا ..؟
_ اه ..؟ ماذا ..؟ ايتهما الحمقاء .. امي هيا انزليها هنا .. فل تجد لها حافله في وسط هذا الزحام الان ..
_ ههههههههههههههه .. لا لا .. استسلم .. بالطبع استمتعت .. اعتقد انه اجمل يوم مر علي منذ مده طويله
شكرا لكما ..
انحنت لتشكرهما فأحست كلوديا بالخجل منها وضربتها بخفه على رأسها – لا داعي لأن تشكرينا ايتها الغبيه .. لم نقم باي شيء ..
بينما تحدثت روزا بلطف – لقد كان يوما جميلا لنا جميعا ..
عندما وصلو للبيت نزلت كلوديا بسرعه وهي تحمل اكياس المشتريات الكبيره
وتتحدث مع ميا وتضحك بصوت مرتفع .. بدت سعيده جدا .. ولكن ابتسامتها اختفت كليا عندما رأت ادوارد و كلارا امامها ..
كأنهم عادو للتو من السوق .. لقد جمدت بمكانها فجأ فأقتربت منها ميا وهزتها .. – هي .. كلوديا ..؟ ما بك .؟
_ اه .. لا .. لا شيء
ابتسمت واستدارت لتسير نحو المنزل ولكن صوت كلارا اوقفها ..
نادتها ولكنها لم تقترب .. اقتربت روزا من كلوديا وحملت الاكياس عنها ..
_ اذهبي وانظري ماذا تريد كلارا .. سوف ادخل قبلك ..
لم تكن كلوديا تريد هذا ولكن لم يكن هناك سبب تستطيع التعلل به .. لذا سارت هي وميا نحو القصر
وتوقفت هي عند مكان وقوف كلارا وادوارد بينما اكملت ميا طريقها للقصر ..
بجهد كبير استطاعت رسم ابتسامه فرحه على وجهها ولم تنظر لادوارد بتاتا ..
_ اهلا كلارا ..
نطقت بهذا بصعوبه وهي تقترب منهم فسارت كلارا نحوها بسرعه واخرجت العلبه الصغيره من حقيبتها ..
العلبه اللتي عرفت كلوديا فور رؤيتها لها انها للخواتم الخاصه بخطوبتهم .. لم تكن تريد ان تراهم ابدا ..
ليس الان .. شعرت بانها ان رأتهم لن تستطيع مجاملة كلارا باي طريقه .. سوف تنظر لأدوارد وستدمع عينيها ..

ولكن حالما فتحت كلارا العلبه الصغيره الحمراء .. وجدت بداخلها خاتم واحد .. جميل للغايه ..
مرصع باحجار صغيره جدا حمراه مصنوعه على شكل نصف قلب ..
كان يبدو رائعا جدا .. لم تفهم .. هل هذا هو خاتم كلارا للخطوبه .. لم تهتم بأن تسأل ..
استطاعت ان تضهر مدى اعجابها بالخاتم لانه كان حقا شيء جميل للغايه ..
_ انه رائع حقا .. سوف يكون جميل جدا على يدك ..
هذا ما استطاعت قوله فأبتسمت كلارا لها وامسكت بيدها ..
_ هذا لكِ ..
لم تفارقها الابتسامه وهي تضع العلبه في يد كلوديا اللتي بدت مستغربه ..
_ ماذا ..؟
_ انه لكِ .. ارجو ان تقبليه .. لقد اعجبني جدا واردت حقا ان اشتري لك شيء ..
لقد احببتك حقا واريد ان نكون صديقتين فأحببت ان اهديك شيء .. اتمنى ان يكون قد اعجبك ..
بدت كلوديا مستغربه جدا من الوضع .. هنا رفعت عينيها لأدوارد اللذي كان ينظر لها .. بدت غير مستوعبه لشيء حقا
_ هذا شيء جميل منك .. عزيزتي ولكن ليس هكذا .. انا ايضا احببتك ولكني اعتذر لا استطيع قبول هديه غاليه كهذي ..
هذا ما جائها في ذلك الوقت لتقوله .. فنظرت لها كلارا بحزن وقالت – ارجوك .. انه هديه وهو حقا ليس باهض الثمن جدا ..
_ لقد وصلت اذن .. اعتبريني حصلت على هديه منك ولكن هذا كثير ارجوكِ .. لا استطيع قبوله ..
كانت تقول هذا وهي تبتسم وتشعر بالاحراج من ادوارد ..
_ لقد احزنتني حقا .. ولكني لا استطيع اجبارك .. كما تشائين
امسكت كلوديا بيد كلارا وهي تبتسم لها .. – لا تكتئبي .. اشكرك جدا ..
شعرت كلوديا بهذي اللحضه انها تحب هذي الفتاة حقا .. لقد كانت تعطيها اسبابا كثيره لكي تكون
طيبه معها وتحبها من كل قلبها .. انها حقا فتاة رائعه ..
خيم الصمت على كلاهما فأبتسمت كلوديا و تحركت للخلف قليلا .. لم تفهم لما كان ادوارد يقف هناك كل هذي
المده ولم يتحرك .. هذا امر عجيب .. هل يعقل انه ينتظر كلارا كي يدخل معها ..؟
يبدو الامر بعيد عن ادوارد كل البعد .. عندما نطقت تحيت المساء وكانت تهم بالذهاب ناداها الان ..
لم تعرف هل سمعت صوته حقا .. لقد بدى وكأنه يتكلم مع نفسه .. استدارت لترى ان كلارا تنظر له وعلامة
الاستفهام مرسومه عليها بينما نظرت هي له فأشار لكلارا بالدخول للقصر ..
ضلت هي واقفه تنتظر ان ترى ما يريد .. استدارت كلارا لها وابتسمت بلطف وكأن شيء لم يحصل ..
يبدو انها لا تغار مني ابد .. هذا جيد جدا بالنسبه لكلوديا ..
سارت بعد هذا لتدخل القصر فتحرك ادوارد ليخرج سيجاره من معطفه ويشعلها ..
_ لقد اتصل والدك بي اكثر من عشرين مره .. يريد ان يراكِ ..
لقد كان النهار في اخره .. وكانت الشمس قد بدأت في المغيب في ذلك الوقت ..
كان ضوء سيجارته يضفي وسامتا غير طبيعيه على وجهه فضلت تحدق به وكأنها لم تره منذ زمن طويل ..
في الحقيقه هي لم تره منذ وقت طويل .. منذ يوم كامل تقريبا .. بالنسبه لها هذي مده طويله ..
عندما شعرت انها اطالت النظر له بدون ان تقول شيء انزلت رأسها بسرعه واستدارت عنه ..
_ ما شأني انا ..؟ لما لا يرى امي ويتحدث معها ...؟
نظر لها ادوارد بتعب وقال – اعتقد ان هذا امر عائد له .. المهم اعطني رقم هاتفك حتى ارسل لكِ رقم والدك ..
قال انه سوف ينتظر مكالمتك له وهو لن يحاول مضايقتك مالم تتصلي انتي به ..
_فماذا ان كنت لا اريد الاتصال ..
_ ايضا هذا امر يخصك .. لقد طلب مني ان اعطيك رقمه وهذا ما انا هنا لفعله .. ليس لي شأن بما تريدين فعله انتي ..
ولا بما سيفعله ابوك ..
استدارت لتنظر له بحقد .. لما يتحدث معها هكذا .. ماللذي قالته .. هل يكره ان يتحدث مع الناس عن مشاكلهم
او ان يتدخل في امور الاخرين لهذي الدرجه .. ما بال هذا المجنون ..
بدأت بترديد رقمها بصوت عالي وهي غاضبه فقال لها وهو يرمقها بانزعاج – لا داعي لكل هذا الصراخ .. استطيع سماعك
بأقل من هذا الصوت ..
_ لماذا تتحدث معي اذن ان كنت ازعجك لهذي الدرجه ..
انتهى من تسجيل رقمها ونظر لها بتعب وهو يتنهد – انتي حقا طفله ..
هذا ما قاله واستدار عنها ليدخل القصر .. بينما صرخت هي خلفه بصوت مرتفع – افضل من ان اكون عجوز لا يشعر بشيء
ولا يهتم بشيء ..
لم يلتفت لها .. جعل هذا غضبها يزداد .. ولكنه دخل للقصر وانتهى الامر الان .. لم تعد تستطيع ان تفعل شيء ..
اخذت نفسا عميقا واستدارت لتدخل هي ايضا للبيت ..
عندما وصلت وصلتها رساله .. فتحتها فكان ذاك رقم والدها من ادوارد ..
لم تهتم بالرساله ارادت ان تحدذفها ولكنها لم تفعل .. اغلقت الهاتف ودخلت للمنزل ..
كانت امها قد اعدت لها بعض الشاي وجلست امام التلفاز تحتسيه .. – سوف تذهبين غدا للمدرسه . اليس كذلك ..؟
سألتها امها فهزت رأسها بالايجاب و قالت لأمها انها سوف تدخل لترى واجباتها وماذا سيكون لديهم غدا ..
عندما دخلت للغرفه اتصلت على ساره اتصلت على ساره – مرحبا ساره ..
_ اهلا كلوديا .. لم تأتي اليوم لتأخذي اغراضك ..
_ ااااه .. لقد نسيت حقا .. حسنا لا بأس .. المهم لم اتصل لهذا الغرض ..
_ اذن ماذا تريدين ..؟
_ كنت اريد ان اسأل ماذا لدينا غدا في المدرسه ..
_ ماهذا .. اخيرا سوف تتنازلين وتأتين للمدرسه
_ هههههههه نعم ..
_ لدينا الكثير كلوديا .. ولكن تعالي غدا وسنرى .. هذا الاسبوع هو الاسبوع ما قبل الاخير .. سوف تكون الاختبارات كلها الان
_ اااه .. لقد احبطتني ..
_ لا عليك .. اي شيء ينقصك الان سوف تعيدينه في نصف السنه القادم .. المهم ان تعودي للدراسه ..
_ اتقد هذا .. سوف ارى .. اذن اراك غدا في المدرسه ..
_ حسنا .. الى اللقاء اذن ..
اغلقت الهاتف واترمت على السرير . كانت تشعر بالتعب الشديد بعد السير اللذي ساراه في السوق
لذا غفت وهي لم تشعر .. نامت في ذلك اليوم نوما عميقا جدا .. استيقضت في وقت مبكر للغايه وهي تشعر بالنشاط ..
لقد نامت كثيرا .. لذا كان استيقاضها مريحا ..
اخذت حماما ساخنا و توجهت بعد هذا لتحضير الفطور .. كان والدتها ما تزل نائمه فلم تحب ان تزعجها ..
انتهمت من ارتداء ملابسها و اكملت فطورها .. لقد كان مازال هناك وقت على بدء دوامها .. حملت حقيبتها وخرجت
للحديقه .. كان الصباح منعش وجميل .. صوت العصافير كان يملا المكان ..
هناك بعض البروده ولكنها كانت ترتدي معطفها فلم تشعر بالبرد .. كانت تنتظر ان يستيقض السائق كي يذهبو ..
جلست على احدى الكراسي وبدأت تتنفس بهدوء وهي تستمع لصوت العصافير ..
فجائها بعد مده صوت من خلفها – ماذا تفعلين هنا ..؟
كادت ان تقع عندما حاولت الوقوف واستدارت بسرعه لترى ادوارد وجون يخرجان من القصر ..
نظر لها جون وابتسم وهذي هي المره الاولى اللتي يبتسم فيها جون لها .. فأبتسمت هي ايضا له واستدارت
لتجيب ادوارد .. – لا افعل شيء ..
اقترب جون منها – الن تذهبي للمدرسه ..؟
_ بلا سوف اذهب ..
_ تعالي اذن لأوصلك مع جون ..
_ لا داعي لهذا ..
سار امامها ولم يقل شيء .. كم هي حمقاء .. هذا ما فكرت به فهي لا تعرف اساسا ان كان السائق يعرف
انها سوف تذهب اليوم ام لا .. ليس امامها شيء سوى ان تذهب معه .. حتى ان لم يطلب منها هذا ثانيا
امسكت جون بيدها وسحبها معه – تعالي هيا .. سوف يغضب ادوارد ان تأخرنا ..
هذا ما قاله وكان صادقا به .. تحركت هي مع جون نحو السياره .. ركبت في المقعد الخلفي بينما ركب
جون مع ادوارد امام ..
اوصل ادوارد جون اولا لان مدرسته كانت اقرب ..
_ هل ستعود لتأخذني ايضا ..؟
سأل جون هذا وهو ينزل فنظر له ادوارد بأبتسامه هادئه واللتي جعلت كلوديا تحدق به .. كانت تنظر له بأستغراب حقا
فهذي هي حقا المره الاولى اللتي ترا فيها ادوارد يبتسم ..
_ نعم .. سوف اعود لأخذك ..
قال هذا ايضا .. لقد كان يتكلم معه بطريقه هادئه .. لقد كانت ابتسامت ادوارد رائعه ..
اغلق جون الباب وحرك ادوارد السياره .. هي كانت ما تزل تنظر له ..
لقد كانت مأخوذه حقا بوسامته فنظر هو لها عندما اوقف سيارته امام مدرستها ..
_ ماذا الان ..؟ الن تنزلي ..؟
_ ااه .. لا .. سوف انزل ..
_ ماذا هناك ما بك ..؟
_ لا شيء ..
ابتسمت له وفتحت الباب وخرجت .. كان هو ينظر لها مستغربا ..
بدت غريبه وهي تنظر له وعلى وجهها ابتسامه غريبه .. سارت هي وهو بدى بتحريك السياره فوقها بسرعه عندما عادت
لتقف امام السياره .. فتحت الزجاج ونادا عليها – هل تريدين الموت ايتها الحمقاء .. كيف تقفين هكذا امام السياره ..؟
_ اسفه .. لقد كنت اريد ان اسأل فقط هل ستعود لأخذي ..؟
كانت تبتسم وهي تكتم ضحكتها عندما راته يستغرب سؤالها فأجاب – ليس لدي وقت ..
_ حسنا عندما يصبح لديك الوقت تعال .. سوف انتظر ..
لم تعرف كيف تجرأت على قول هذا له .. ولكنها استدارت بسرعه و ذهبت نحو المدرسه ..
لم ترد ان تسمع اي اجابه منه .. وهو اصلا لم يقل شيء بل حرك السياره وذهب ..
كان اليوم صعب جدا في المدرسه .. لقد كان قد فاتها الكثير .. ولكنها قررت ان تبدء بدايه جيده من الان ..
لقد اهملت دراستها كثيره ولكنها وبعد كل ما حدث معها عرفت ان ما لديها في الدنيا وما سوف يفيدها هو دراستها ..
ان لم تكن جيده لن تستطيع ان تساعد امها على مصاريف الحياة ولن تسعد امها اصلا ..
في وقت الطعام ذهبا ساره وفيفيان مع كلوديا للغداء ..
سألاها عن كل شيء يحدث معها الان .. حكت لهم انهم سوف ينتقلون قريبا من منزل ادوارد
فقالت لها ساره – هذا خبر رائع .. اعتقد انك اخيرا سوف تفكرين بشيء اخر ..
_ لا تكوني حمقاء .. لم اعد افكر به وانتي تعرفين هذا .
_ على من تكذبين .. هل ترين وجهك عندما نذكر اسم ادوارد .. تبدين حمقاء جدا وانتي تبتسمين ..
_ ماذا .. ماذا ايتها اللئيمه .. ما هذا الوصف المحرج جدا
ضحكة فيفيان عليهما وقالت لكلوديا كي تهدئها – انها تمزح معك .. صدقيني انك تبدين طبيعيه تماما عندما نذكر اسم ادوارد امامك ..
_ كفاكم .. ليس جيد ابدا ان تبدأو بالضحك علي .. سوف اخاصمك ساره ان لم تكفي
_ حسنا حسنا .. استسلم واعتذر بشده

عندما انتهى اليوم الدراسي خرجت لتنتظر في الخارج .. لم تعرف لما كانت تنتظر ادوارد ..
هي متأكده تماما من انه لن يأتي .. جلست قليلا في المكان اللذي تنتظر فيه ان يأتو ليأخذوها .. لقد اخرجهم
المدرس اليوم مبكر قليلا .. لذا كان لديها وقت لتفكر بمن تتصل . طبعا لم يكن امامها سوى والدتها لتتصل بها
عندما اخرجت هاتفها .. وقبل ان تتصل على امها رن هاتفها .. نظرت للشاشه فكان الرقم غريب ..
اول مره تراه فيها .. رفعت الهاتف واجابت – الو ..؟
_ مرحبا كلوديا ..
بدى الصوت جديد جدا عليها .. لم تتذكر انها سمعته من قبل ..
لقد كان صوت رجل فأجابت – اهلا بك .. من .؟
_ الم تعرفيني .. حسنا اسف لأني اتصل بدون اذن منك .. انا ايفان
_ ايفان ..؟
كانت قد نسيته تماما ولكنها تذكرته بسرعه .. لم تكن تتخيل ان تتحدث معه مره اخرى .
لانها لم تره مجددا بالقصر ..
_ اااه .. ايفان .. اهلا بك
_ يبدو انك نسيتني كليا ..
_ لا ابدا .. بالطبع لم انسك ولكني لم اتخيل ان تتصل بي .. لا اذكر اننا تبادلنا الارقام ..
_ هذا صحيح .. لقد حصلت على رقمك من آمون .. ان لم يكن لديك مانع .
_ لا .. لا ابدا ..
لم تعرف ما تقول .. كانت متوتره وتشعر انها احرجت بسؤالها فقالت بسرعه – اذن كيف حالك انت .. لم نرك منذ فتره ..؟
هل ما زلت هنا ..؟
_ نعم .. ما زلت هنا . انا بخير انتي كيف هي اخبارك ..؟
_ بخير ..
_ اين انتي الان .؟
_ انا .. اه لقد خرجت للتو من المدرسه واريد ان اتصل بأمي لتأتي لتأخذني
لم تستطع ان تقول انها تنتظر ادوارد .. فهي تعرف انه لن يأتي ..
_ هل استطيع ان آتي لأخذك .. انا قريب بعض الشيء من مدرستك ..
لم تعرف كيف يعرف مكان مدرستها .. ولكنها لم تسأله بل قالت له فقط – هذا امر رائع ..
لقد كان حقا امر رائع .. افضل من تتصل بوالدتها وتطلب منهم سياره ..
قال لها بعد هذا وهو يبدو سعيدا – اذن انا في الطريق ..
_ شكرا لك .. انا في انتظارك ..
اغلقت الهاتف وجلست تنتظره .. وصلت سيارته بسرعه .. يبدو انه كان اقرب مما تتصور ..
كنت سيارته جميله جدا .. لونها فضي وهي سياره رياضيه ..
لم تكن كبيره كسيارة ادوارد .. توقف امامها فأستاردت لتجلس في المقعد الامامي ..
_ انا اسفه ان كنت ازعجك ..
قالت هذا بحرج .. لقد كان الامر يبدو مربكا بعض الشيء ..
_ لا داعي .. لم انزعج .. لست مشغولا فأنا في اجازه هذا الاسبوع وليس لي شيء اقوم به سوى التسكع
في الاماكن ..
ابتسمت له وهي مستغربه من كلامه .. نجم مشهور مثله ليس لدي شيء يقوم به ..
كم هذا غريب ..
_ هل استطيع ان ادعوك للغداء .. ام انك مشغوله ..؟
كان يتكلم بلطف شديد فأحرجها رفض طلبه .. – لا لست مشغوله ولكن يجب ان اخبر امي اولا ..
_ حسنا اتصلي بها اذن ..
وهذا ما قامت به فعلا .. اتصلت بأمها لتستأذنها بتناول الغداء خارجا .. ولم تمانع والدتها بتاتا ..
_ هل نستطيع ان نذهب لمكان بسيط .. لا اعتقد انه من الجيد ان نذهب لمكان فخم بملابسي هذي ..
قالت هذا وهي محرجه منه فقال لها بأبتسامه – تبدين جميله في اي شيء ترتدينه .. ولكن كما تشائين ..
احرجها ما قاله فلم تعرف ما تقول .. فكرت انها لو قالت في المدرسه ان ايفان قال لها هذا
سوف يضحك الجميع عليها .. ويقوم الجميع بالأستهزاء بها ان قالت لهم انه دعاها للغداء ..
وصلو لمكان جميل لم تره من قبل .. مطعم صغير بعض الشيء ولكنه جميل جدا .. ليس فخم جدا ..
نزل هو من السياره ونزلت هي بعد هذا بسرعه و تركت حقيبتها في الداخل .. وضعت هاتفها في جيب معطفها ونزلت ..
كان ايفان قد استدار ليقف بقرب بابها .. يبدو انه كان يريد ان يفتحه لها فأبتسمت هي بأحراج ..
سار بقربها .. دخلا للمطعم واتجها لأحدى الطاولات .. امسك الكرسي لها وعندما جلست استدار هو ليجلس امامها ..
_ حسنا .. ماذا تطلبين اذن .؟
_ لا اعرف ..
ابتسمت بحرج فهي لا تعرف ماذا يوجد هنا .. وما يوجد في ليست الطعام غريب ..
_ هل هذي المره الاولى اللتي تدخلين فيها مطعما ايطاليا ..؟
_ اه .. ايطالي ..؟ نعم اصلا لم اعرف انه ايطالي
ضحك ايفان عليها وقال لها انه سوف يقوم بالطلب بالنيابه عنها ..
_ اتمنى ان يعجبك ما اطلبه لك ..
عندما طلبو ووصل الطعام بدأ ايفان بالحديث عن كل انواع الطعام
وتعريفهم لها .. وعن كل ما يحتوي كل صحن ..
_ اعتقد ان الطعام الايطالي رائع .. لم اكن اعرف هذا من قبل
بدأت تأكل بتلذذ فلقد اعجبها الطعام جدا .. ايفان كان ينظر لها ويبتسم ..
_ هل ستأتي للحفل ..؟ الحفل اللذي ستقيمه السيده كاميليا ..؟
رفع رأسه لها وابتسم – نعم .. لقد حصلت على دعوه .. وانتي .؟
_ نعم سوف اكون هناك ..
_ اعتقد ان هذا رائع ..
_ هل انت الان في اجازه ..؟
_ تقريبا .. لدي موعد بعد اسبوع لروئيت سيناريو احدى الافلام اللذي عرض علي موخرا .. لا اعرف بعد ان كنت
سأقوم بتصويره ام لا ..
_ هذا رائع .. اليس كذلك .. اعتقد ان عمل الممثل شيء رائع ..
_ هل تضنين هذا ..
_ بالطبع اليس الامر كذلك ..؟
_ نعم .. هو كذلك بعض الشيء .. ولكن ليس دائما ..
_ اعتقد ان كل شيء فيه ايجابيات وسلبيات ولكن مهما كان فعمل الممثل شيء جميل
_ لما لا تدخلين اذن الى عالم المشاهير .. لديك وجهه جذاب وشخصيه رائعه ..
احرجها كلامه فأبتسمت له – شكرا لك .. ولكن اعتقد ان هذا صعب علي
_ حسنا .. اضن هذا ايضا ..
_ لماذا ..؟
بدت مستغربه .. الم يقل لها ان تدخل للتو .. لماذا غير رأيه الان ..؟
_ كما هو ضاهر لك فعالم الفن هو شيء جميل من الخارج ولكن من الداخل .. يحتاج لكثير من التحايل
وتغير الشخصيه و الكذب والنفقاك كي تصلي لمكان يعرفك فيه الجميع ويحبك ..
_ ماذا تعني ..؟
_ الامر صعب عليك .. انتي بريئه جدا على هذا الشيء
_ هل تقصد انني حمقاء ..؟
_ ههههههههههههه .. هل بريئه بالنسبه لك تعني حمقاء
_ اليس الامر نفسه .. بريئه يعني لا تعرف شيء اي حمقاء
_ اذن ارجو معذرتك انستي الصغيره ..
_ لا عليك .. لم يحدث شيء ..
_ لقد نسيت ان اسألك .. من اين عرفت اين ادرس ..؟
_ لقد سألت آمون ..
_ آمون ..؟ لماذا ..؟
_ لأني اردت ان اراك مجددا .. ولكن ليس في القصر ..
_ لماذا ..؟
_ كلوديا .. اليس لديك سوى لماذا ..؟
_ حسنا اليس من الفروض ان اعرف .. الا يبدو الموضوع غريب ..
_ لا .. لقد اردت رؤيتك مجددا فقط ..
_ حسنا ..
لقد شبعت .. قالت له هذا واستأذنت ان تذهب لمكان الحمامات ..
دخلت فرأت وجهها في المرأة .. بدت تعبه جدا .. لكن هذا لم يؤثر على وجهها بشكل خاص ..
غسلت وجهها بماء بارد و همت بالخروج بعد هذا .. اوقفها صوت هاتفها فرفعته ..
نظرت فلم يكن الرقم ايضا هذي المره مسجل لديها .. اجابت – الو ..
_ اين انتي ..؟
كان ذاك صوت ادوارد .. لقد بدى غاضبا .. – ماذا هناك ..؟ انا في المطعم ..
_ مطعم ..؟ اي مطعم ..؟
_ لا اعرف اسمه ..
_ هل انتي حمقاء .. كيف وصلتي اليه اذن ان كنتي لا تعرفينه ..؟ وكيف عدتي من المدرسه ..؟
_ لقد جاء ايفان لأيصالي و اخذني للمطعم .. لماذا ..؟
_ ايفان ..
هذا فقط ماقاله واغلق الهاتف .. بوجهها ..
لم تفهم شيء .. لماذا اتصل . ولماذا هو غاضب ..؟ ماباله .. مهما فعلت يضل المخطئ هي بالنسبه له ..
اخذت نفسا عميقا وادخلت الهاتف لجيبها وخرجت ..
جلست امام ايفان وانتبهت ان الطعام كان قد اختفى .. يبدو انهم اخذوه ونضفو الطاوله ..
كان هناك كوب شاي امامها و قطعة حلوى رائعة الشكل ..
_ تبدو لذيذه جدا .. ولكني لا استطيع ان أكلها .. لقد امتلأت تماما ..
ضحك ايفان عليها وقال لها – لا داعي لأكلها .. ولكن هل حدث شيء ..؟ تبدين منزعجه ..
_ اه .. لا ابدا .. لم يحدث شيء ..
بدت متوتره .. لم تكن لتقول له ما فعله ادوارد .. – لقد تأخرت على المنزل .. هل يمكن ان نعود الان ..؟
_ بالطبع ممكن .. تفضلي ..
وقفت واشار لها بان تخرج قبله .. وهذا ما فعلته .. لم تنتظر كثيرا حتى جاء خلفها وفتح لها باب السياره ..
ابتسمت له ودخلت ..
عندما دخلت للسياره ودخل هو بعدها .. اعطاها علبه بيضاء كبيره .. يوجد عليها علامة المطعم ..
_ ما هذا ..؟
_ افتحيه ..
فتحته وكان هناك في الداخل قطعة حلوى كبيره تشبه اللتي كانت امامها على الطاوله .. ولكن هذي
كانت اكبر بكثير ..
_ اه .. هذا كثير جدا ايفان .. لم يكن عليك ..
_ لا داعي لهذا كله .. انها فقط حلوى .. بدوتي مستائه جدا لأنك لم تستطيعي اكلها
احرجها هذا فضحك هو عليها .. وحرك السياره ..
عندما وصل لبوابة القصر لم يقترب كثيرا ولم يدخل للقصر .. اوقف السياره امام البوابه ..
ففتحت هي الباب ولكنها استارت له قبل ان تخرج – لقد كانت دعوه رائعا .. شكرا كثيرا ..
_ انا من يجب عليه شكرك على هذا اليوم الرائع .. اتمنى ان اراك مجددا
_ اتمنى انا ايضا .. شكرا لك اذن
_ اتصلي بي عندما تحتاجين اي شيء .. حسنا ..
_ شكرا .. سوف اتذكر هذا ..
ابتسمت له وحملت حقيبتها وخرجت بعد هذا .. ضل هو ينتظر حتى دخلت من البوابه و اغلقتها خلفه ..
حرك هو سيارته وقال يحدث نفسه – يبدو انها استطاعت ان تغرقك ..
ابتسم بسخريه و حرك سيارته وذهب ..
عندما دخلت لم يكن احد في الحديقه .. دخلت للمنزل بسرعه و كانت والدتها هناك ..
_ لقد تأخرتي كثيرا كلوديا ..
_ انا اسفه امي .. اسفه حقا ولكن هذا ما حدث ..
_ لماذا قام ايفان بدعوتك ..؟ ماذا يريد ..؟
_ اه ..
استارت لتنظر لوالدتها مستغربه .. – لا شيء .. لقد اراد ان يخرج مع احد لانه متملل
_ متملل . ااه
_ ماذا الان امي ..؟
_ حسنا .. جيد انك كنتي مع ايفان .. اعرف انه رجل جيد ولكن لا تنسي انه نجم والصحافه تلاحقه اينما ذهب
اعتقد انه سوف يكون من السيء ان تجدي صورك تملا الجرائد بشاأعات لا تستطيعين تصورها ..
_ امي هل الامر سيء لهذي الدرجه ..
كانت تتحدث لأمها وهي غير مصدقه لما تقوله والدتها .. – نعم الامر سيء لهذي الدرجه ..
_ حسنا .. سوف ارفض دعوته المره القادمه
_ انا لا اجبرك بشيء .. اعتقد ان ما اقوله لصالحك
_ انا اسفه امي .. لقد كنت وقحه ..
اقتربت لتقبل رأس والدتها .. – اسفه يا اجمل ام في العالم .. سوف اذهب لأقرى قليلا .. لدينا غدا اختبار ..
_ هذا رائع عزيزتي .. هل تريدين شيء ..؟
_ لقد احضرت حلوى .. او بالاحرى ايفان من اشتراها لي .. كلي منها انها تبدو رائعه
ابتسمت لها والدتها فدخلت هي لغرفتها
عادت بسرعه بعد هذا لأمها – امي .. لقد نسيتي ان تخبري السائق انني عدت للمدرسه .. اليس كذلك .؟
_ نعم عزيزتي .. اسفه ولكني حقا نسيت .. لقد اخبرته اليوم وسوف يوصلك غدا .. ولكن من اخذك اليوم ..؟
_ لقد كان ادوارد في الصباح هناك فأخذني معه ..
_ هذا جيد ..
عندما دخلت لغرفتها اخرجت هاتفها واخرجت كتبها لتجلس على الارض ..
بدأت تقرأ في احد الكتب .. وضعته ارضا وحملت بعد هذا هاتفها .. لم تكن تعرف ما تقول ولكنها تريد ان تعرف
لماذا كان غاضبا .. لم تقم بالاتصال بل ارسلت له رساله ..
( لمـاذا انت غاضب ..؟ لا اذكر اني فعلت شيء .. ) ..
اغمضت عينيها وضغطت على زر الارسال .. تنفست بعمق بعد هذا ..
لم يكن من الجيد ان ترسل له .. تجعل من نفسها مهتمه به دوما وهذا يجعلها تشعر باليأس ..
ولكن هذي الافكار كلها تاتي فقط عندما تنتهي من فعل كارثتها ..
وهي تفكر بهذا سمعت صوت وصول رساله لهاتفها ففتحتها بسرعه .. كانت من ادوارد كما توقعت ..
( استمري بمحاولت التذكر اذن .. )
هذا ما كتبه .. قرأته وهي لم تفهم شيء في البدايه .. هل يقصد انها فعلت شيء ..؟
ماهو اذن هذا الشيء ..؟ حاولت التفكير فلم يكن هناك شي .. لم تلتقي به اصلا منذ الصباح وفي ذلك الوقت لم
تفعل له شيء .. اعادت ارسال رساله له مجددا ( حاولت وحاولت ولكني لم اصل لشيء )
انتظرت الان لوقت اطول قبل ان يعود لها الجواب .. ( لدي اجتماع الان .. سنبحث امر ذاكرتك فيما بعد )
بعد ان قرأتها رمت بهاتفها على السرير وهي غاضبه .. هل يحاول السخريه منها ام ماذا ..
الخطا كله منها لانها اهتمت به وحاولت معرفت ما يزعجه .. لن تأبه بعد هذا له ابدا ..
عادت للقراءه مع ان تفكيرها ضل مشوشه به .. ولكنها حاولت عدم التفكير به ..

في اليومان القادمان لم تلتق به .. لقد كان يخرج مبكر جدا كما كانت تقول ميا ويعود في الليل .. حتى انه كان يأكل
في الخارج .. يبدو انه يهتم بشؤن الشركه كلها .. فوالده لم يكن يخرج كثيرا .. على الاقل ليس كما يفعل هو ..
كانت كلوديا تذهب للمدرسه بأنتضام وتقوم بواجباتها كلها .. كان الامر صعب عليها ولكنها كانت تحاول في كل مره ..
ايفان ايضا كان يتصل بها من فتره لأخرى وكانت تتحدث معه مطولا .. اصبحا صديقان فهو كان يستشيرها بكثير من اموره
و يحاول دائما ان يضهر لها انه يهتم برأيها .. لقد كان هذا يشعرها بالسعاده .. فهي لم تعتد ان يؤخذ برأيها كما يفعل
ايفـان ..
ولكنها لم تقل لأي احد انها تعرفه او اي شيء عنه .. ربما لانها كانت تخاف ان يسخرو منها .. او ان
تنتشر شائعات حوله كما قالت والدتها .. عندها سوف يتضرر هو وستكون هي المسؤله ..
في عطله نهايه الاسبوع كان موعد الحفل .. لقد كان يوم تعيس بالنسبه لكلوديا بكل الاشكال ..
ولكن رغم كل اليأس اللذي كانت تشعر به في ذلك اليوم قررت انها لن تضهر هذا لأحد .. وانها
سوف تكون سعيده ومرتاحه جدا امام الجميع في هذا اليوم .. سوف يكون انتقالهم بعد يومان فقط منه
فلا داعي لأن يعرف احد بما تشعر به .. قالت لها والدتها انها سوف تذهب قبلها للقصر وستكون مع كاميليا ..
لذا فهي يجب ان تستعد وتأتي خلفها قبل ان يحضر المدعوون .. وهذا ما حاولت فعله ..
اتجهت لغرفتها بعد خروج والدتها .. لقد ارتدت روزا ثوبا جميلا .. كان لونه بلون ثمرة الزيتون و هو طويل
و انيق جدا .. بدى على والدتها جميل جدا .. رغم انها رفعت شعرها للأعلى فلم يزد هذا سوى لوجهها وقارا وجمالا ..
وضعت بعض الكحل مما اضفا على عينيها الزرقاوان جاذبيه رائعه ..
ارتدت ايضا عقدا ناعما جميل .. بدت سيده من المجتمع المخملي بكل مقاييسها ..
عندما فتحت دولاب ملابسها واخرجت ثوبها الاسود اللذي اشترته للتو ضلت تنظر له قليلا .. كان يبدو جميل
جدا .. فيه نقش بلون فضي يبدأ من عند الخصر حتى الاسفل .. رمته على السرير وبدأت تضع بعض مساحيق التجميل على
وجهها .. لم تكن تريد ان تضع الكثير فأكتفت ببعض مساحيق تصفية الوجه كي يخفي بعض توترها و انزعاجها من الحفل ..
و بعض احمر الشفاه مع الكحل .. ارتدت بعد هذا الفتسان واخذت من صندوق امها عقد فضي جميل .. لم ترتدي اقراطا في
اذنيها لانها تركت شعرها ينسدل على كتفيها .. وقفت مطولا امام المرأة وهي غير مقتنعه كليا بشكلها النهائي ..
ولكنها كانت تبدو لطيفه جدا عندما تبتسم بهذا الشكل .. ارتدت حذاء ناعم ولكنه طويل بعض الشيء ..
كانت تريد ان تزيد من طولها كي لا تبدو قصيره جدا امام الناس في الحفل ..
عندما انتهت جلست قليلا على السرير وهي تفكر كيف ستبدو الحفل .. كانت تهيء نفسها كي لا تقوم باي عمل احمق ..
يجب ان تنسى ادوارد تماما اليوم .. لا يجب عليها النظر نحوه حتى ..
خرجت بعد هذا واغلقت الباب خلفها .. شعرت بنسمه بارده تلسعها .. لقد كانت تلف شالا جميله حول كتفيها ولكنها نسيت ان تحضر معطفها .. لم يهم الامر كثيرا فلقد كان الطريق قصير من منزلهم للقصر ..
كانت بوابة القصر مفتوحه .. يبدو ان الناس بدأت بالمجيء لان هناك بعض السيارات الجديده في المرأب ..
عندما كانت تتوجه نحو القصر سمعت صوت من خلفها يناديها فأتسدارت لترى انه ايفان ..
_ الى تسمعين .. لقد كنت اصرخ عليك منذ مده
_ اه .. انا اسفه ايفان حقا لم اسمع ..
_ لا عليك .. بدى ينضر لها بأعجاب .. تبدين وكأنك اميره في هذي الملابس ..
_ شكرا لك ..
اخجلها فاحمرت وجنتاها ..
_ لم اعرف انه مازال هناك فتيات يحمر خدودهن من الخجل
نظرت له مستغربه وضحكت عندما فهمت قصده .. خلع سترته عندما راها ارتجفت قليلا فأعترضت بسرعه .
_ لا داعي .. القصر هذا سود ادخل بسرعه ..
ولكنه وضع الستره حول كتفيها و سار معها نحو القصر .. – سوف تصابين بالبرد هكذا ..
عندما دخلو للقصر لم يكن في الممر احد ولكن هناك اصوات كثيره تسمع من القاعه الكبيره .. فتوجهو لها ..
كان هناك اناس كثيرين في القاعه .. يبدو انها متأخره بعض الشيء ..
كانت تريد ان تاتي لمساعدة ميا على الاقل ولكنها لم تشعر بالوقت .. او بالاحرى هي لم تعرف ان الحفله ستبدأ في وقت مبكر هكذا .. صحيح ان الشمس قد قربت لتغيب كلها ولكنها ضنت ان الحفل يبدأ في الليل .. كما ترا في الافلام عادتا ..
هذي الصغيره تفكر كثيرا ان حياة هذي العائلات كالافلام تماما .. الامر يوثر عليها جدا ..
عندما كانت تخلع معطف ايفان في باب الصاله انتبهت لأدوارد ينظر لها مستغربا .. ولكنها لم تطل النظر له
لقد علق معطف ايفان بعقدها فأستدارت لتبعده ..
علق ايفان معطفه وسار مع كلوديا نحو والدتها وكاميليا ..
_ مرحبا سيده كاميليا .. مرحبا سيده روزا ..
انحنى بتهذيب وهو يلقي التحيه عليهم .. فألقوها عليه هم ايضا .
_ انا سعيده جدا انك اتيت .. كنت سوف انزعج جدا لو لم تقبل الحضور ..
_ اشكرك جزيلا على دعوتك لي ..
كان حديثه مع كاميليا يبدو وكأنه روايه قديمه .. ابتسمت كلوديا وهي تفكر بهذا ..
فسمعت صوت من خلفها وهو يتحدث – ماهذا اللذي اراه .. سيده صغيره تبدو الاجمل هنا
استدارت لترى آمون وهو يبدو رائعا بملابسه الانيقه جدا .. فأبتسمت له وانحن لتحيه كما يفعل الجميع هنا
_ اهلا بك سيدي
ضحك هو عليها – هل تعلمتي كيف تحيين .. هذا تقدم رائع ..
_ لقد كان صعبا ولكني ادقنته بالنهايه ..
ضحكا بصوت خفيف و ابتسم ايفان لها .. اعتذرتا كاميليا ورزا كي تذهبا لترحبا بضيوف وصلو للتو ..
_ لا ارى كلارا .. اين هي ..؟
بدأت كلوديا تبحث عنها بعينيها بين الحضور فلم تلمحها .. كان ادوارد يقف مع مجموعه من الرجال اللذين
كان يبدو عليهم الثراء الفاحش .. فهم من هائولاء الناس اللذين لديهم كروش كبيره و سجائر غريبه وكبيره جدا في يدهم ..
و يرتدون ملابس من افخم ما يكون ..
_ لم تأتي بعد .. انها تنتظر وصول اهلها .. يجب ان تاتي معهم ..
_ ااه .. هكذا اذن ..
اجابها آمون وهو ينظر لها وهي تتابع ادوارد بعينيها .. لم ينتبه ايفان فأقترب آمون من اذنها وهمس بها
_ هل انتم على خلاف ..؟
_ ااه ..؟ ماذا ..؟
لم تفهم ما قاله فنظرت له مستغربه ولكنه ابتسم وابتعد عنها – لا شيء بتاتا ..
كانت تريد ان تلحق به لتعرف ما كان يقصده ولكن ايفان بدا يتحدث معها فلم تتحرك ..
كان مكان وقوف ادوارد الان خلفها لم تستطع الاتفات لتراه .. سوف يبدو الامر واضحا .. لذا قررت انها
لن تفعل شيء احمق ..
_ يبدو انك لستي معتاده على هذي الامور .. اقصد هذي الاوضاع ..؟
_ اه .. نعم هذا صحيح ايفان .. لأكن صادقا هذي هي المره الاولى اللتي احضر فيها حفل كهذا ..
لذا اشعر ببعض التوتر ..
ابتسم لها وقال مطمئنن – لا داعي للتوتر فأنتي تبدين الاجمل هنا ..
كان يتحدث معها وهو يبتسم لها بلطف شديد .. انه يبدو رجل مهذب جدا .. عكس ذلك البغيض ادوارد ..
_ شكرا لك .. بدأت تحرجني حقا ..
_ اذن لن اتحدث عن جمالك ثانيتا ..
بدى رائعا جدا عندما قال جمالك .. احست بشعور جميل وهو يشعرها بانها جميله حقا ..
كانت تريد ان تضحك على ما تحس به ولكنها كتمت ضحكتها ..
_ هل تعرف .. اشعر انني في احد افلام هوليود .. الوضع غريب جدا .. الناس يبدون من شاشة السينما
خصوصا الكبار سنا منهم ..
كانت تتحدث وعلى وجهها دهشه غريبه .. ضل ايفان يتأملها مطولا قبل ان يقول ..
_ تصفين الوضع بشكل يجعل منه رائع ..
نظرت له وابتسمت وهي تسخر من نفسها .. بعد هذا
لمحت ميا من بعيد فقالت له انها تريد ان تذهب لتتحدث معها ..
تحركت نحو ميا ولكن هناك يد امتدت لتمسك بيدها وجرتها خارج الصاله .. لقد كان يسير بسرعه وهو
يسحبها خلفه .. اخرجها معه نحو الشرفه وافلتها بسرعه كادت ان تسقطها لولا انها امسكت بباب الشرفه ..
_ ماذا هناك ادوارد .. لماذا فعلت هذا .. لقد آلمتني حقا ..
بدت غاضبه جدا منه .. كادت الدموع تملا عينيها من تصرفاته الوحشيه معها ..
اخذ هو نفسا عميقا و قال بصوت منغفض ولكن نبرته كانت مخيفه ..
_ لا تصرخي ..
_ كما هي العاده .. ليس لديك شيء سوى .. لا تصرخي ..
بدأت تقلد طريقته وهو يقول لها لا تصرخي فزاد هذا من غضبه .. وقال لها بعصبيه
_ لا تستفزيني كلوديا .. لن يكون هذا من صالحك ..
بدأت تنظر له بعصبيه وهي تريد ان تفهم ماذا يريد ولماذا هو غاضب هكذا منها ..
لم تدخل الحفل الا منذ قليل وهو الان غاضب منها وكأنها قامت بعمل كارثه ..



 

رد مع اقتباس