الموضوع: قيود محببة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2021, 07:16 PM   #23
lazary
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية lazary
lazary غير متواجد حالياً






... الفصل التاسع ...


في الغدِ صباحا
" ماهيرا هل استيقظت صديقتكِ؟؟"

سألت ماي وهي تضع الأطباق على طاولة الفطور العائلية في المطبخ، فردت ماهيرا وهي تأكل بسرعة تحت أنظار إيان ويوسكي المستغربة

" ليس بعد ولا اظن انها ستستيقظ قبل الظهر، و...أمي أرجوك لا تسأليها أي شيء ان استيقظت قبل عودتي فهي شخص حساس وتصرفي كأنك ترحبين بها ..حسنا؟"

" لم أكن أعلم أن لديك أصدقاء!!"

قال لها يوسكي باستغراب يمرر لها كأس الماء بعد أن اختنقت ثم ردت بعد أن شربت

" لقد درست معها في نفس الثانوية"

" تخبرينني أن أصنع أصدقاء ولكن أنتِ ليس لديكِ، ألا تظنين أنكِ قدوة سيئة في هذا المجال؟؟"

تمتم إيان بخفوت وهو ينظر لطبقه وكأنه يخشى من عواقب سؤاله الحساس، توقف الكل عن الحركة حتى التوأم ينظرون لماهيرا بترقب، ثوانٍ قليلة وتحركت ماهيرا قائلة بمرح وهي تستقيم وتحمل الحقيبة

" أذكر أنني أخبرتكَ أيضا أن تختار أشخاص جيدين لمصادقتهم، و أنا لم اجد من يستحق صداقتي بعد... سأذهب الآن للجامعة أراكم لاحقا"

بعد مغادرتها لم يتكلم وأكملوا فطورهم بهدوء، عدا عقولهم التي كانت في ضجة كبيرة فماهيرا لا تبدو بخير فهي رغم أنها تكلمت بمرح ولكن كان ظاهرا لهم ذلك الحزن الإرهاق الواضح على وجهها، وهذه الصديقة التي ظهرت من العدم أمرها غامض.
تنهدت ماي متذكرة عندما دخلت ماهيرا البارحة على باب المطعم وهي تحملها على ظهرها وأخبرتها أنها صديقة وساعدتها لأخذها للأعلى ووضعتا لها فراشا في غرفة ماهيرا والاطفال الثلاث وحتى الآن هي لم تستيقظ وكأنها غائبة عن الوعي كذلك تذكرت ملابسها الراقية عادت وتنهدت بصمت ثم وقفت هي الأخرى تستعد لفتح المطعم.

~~~~~~~~

تنفست ماهيرا بعمق متعبة وهي تدخل باب الجامعة تنظر خلفها

" أرجو أن لا تكون السيدة أونيغاشيما على علم بمبيت يانو عندي"

تمتمت بينها وبين نفسها ثم اصطدمت بكتف أحدهم فسقطت أوراق الشخص الآخر

" ألا ترين أمامك؟!!"

صرخت الأخرى بقوة وعندما نظرتا لبعض وجدتها أنها الفتاة التي تستفزها دوما

" لونا ألم تشعري بالملل من هذه المواقف السخيفة التي تفعلينها منذ كنا في الثانوية رغم أني كل مرة أبرحك ضربا؟؟"
سخرت الأخرى

" لست وحدي من يتعرض للضرب"

رفعت ماهيرا حاجبها صامتة بينما أخرى أكملت

"لربما لو أنكِ سرت في طريقكِ في ذلك اليوم ولم تمنعيني من تشويه وجه تلك الغنية الغبية، لَمَا حدث ما يحدث الآن ولَمَا تقاطعت طرقنا دوما بهذه الطريقة"

ظهرت خلفها ثلاث فتيات من نفس الهيئة وكأنهم عصابة، أغمضت ماهيرا عينيها تتحكم في نفسها تتململ داخليا حقا ليس وقت للشجارات رغم أنها تريد افراغ ارهاقها النفسي ولكن عليها تفادي ذلك لمصلحتها ومصلحة الأولاد، لذا أكملت سيرها تتجاهلهم.
ولكن الأخرى كان لها رأي آخر فقد عرقلت لها قدمها من الخلف فضربت في قدمها الأخرى وسقطت ماهيرا على الأرض

" أنت من بدأت هذاااا"

صرخت ماهيرا وهي تقف راجعة لها ووجهت قبضتها نحو وجه الأخرى
وفجأة تم امساك يدها

" ماهيرا يوسوزوكي سيكون هذا آخر انذار لك أن تتشاجري داخل حرم الجامعة"

نظرت ماهيرا للأستاذ ثم نظرت شزرا لـلونا المبتسمة باستفزاز وأفلتت يدها بقوة غاضبة من يد الاستاذ، وأكملت سيرها تنفض ملابسها ولم تبالي بأحد كما لم يبالوا هم فالشجارات تحدث يوميا في هذه الجامعة رغما عن المسؤولين.

~~~

تنفست بعمق كما تفعل منذ استيقاظها، واستدارت على ركن الرواق تقصد المحاضرة ففاجأتها يد مُدتْ أمامها بقارورة مشروب وصوت قائلا

" رأيتكِ غاضبة فاشتريت هذا حتى تهدئي"

" رينتارو!!!"

قالت ماهيرا اسمه بدهشة ووجه متفاجئ بالكامل
أومأ مجددا بالقارورة مبتسما، فأمسكتها متمتمة بالشكر بنفس ابتسامته
ثم سألته مستغربة فهي كانت تحاول أن تبدو هادئة قبل دخول قاعة المحاضرة

" هل أبدو غاضبة؟؟"

أجاب وهو يفتح قارورته

"رأيت تعابير وجهك المتجهمة"

" وقع شجار بيني وبين إحدى الفتيات"

رد يرتشف من المشروب وعينيه خارجا على الطلاب

" في كل مرة نلتقي بها تكونين شبه تتشاجرين"

صمت ماهيرا تتذكر اول لقاء لهما في المحل كانت تجادل الفتى بشأن الحذاء، ثم لقائهما الثاني تعاركت بالأيدي مع رجاله الذي كانت تظنهم خاطفين، ثم المرة الثالثة عندما تم ايقاف إيان وتشاجرت مع مرافقه، نظرت له ضاحكة

" بلى، أنت محق "

ثم أكملت وهي ترمي القارورة بعد أن أنهتها في السلة بجانبها قبل العودة لمتابعة النظر للخارج مثله

"أشكرك جدا على مساعدتك لي في ذلك اليوم عند اقراضك المال لي رغم انك لا تعرفني"

" وأنا أعتذر لزجكِ في مشاكلي عندما أعادني والدي للمنزل بالقوة"

" لا أبدا، بل أنا شاكرة أكثر لأنك في ذلك اليوم أنقذتني من عدم خذلاني لأخي إيان، فذلك الحذاء كان ينتظره لمدة طويل و كان يريدني أن أحضر مباراته من البداية، لذا أنا من يتعين عليها شكرك أكثر ولنعتبر أن ذلك قد حل بيننا"

توقف فجأة ثم التفت يعبر بكفه على شعره وظهر حرج طفيف على وجهه

" أعتذر أيضا لسوء الفهم الذي أحدثته بظني أن أخوكِ هو ابنكِ"

ابتسمت وقد راودتها رغبة في الضحك عكس الحرج الذي أصابها حينها وهي ترد

" لا عليك، ليست أول مرة يحدث ذلك لي"

" حسنا سأدخل الى محاضرتي الآن "

" هل نتناول الغداء معا لاحقا"

عادت تلتفت له وقد توقفت على فتح باب القاعة ثم ابتسمت بلطف

" أجل أكيد"

رفع يده لها بتحية سعيدة فردتها بابتسامة واسعة وهي تدلف للقاعة.
أما هو فقد دار حول نفسه يتجاهل نظرات الطلاب نحوه وقصد قاعته يدندن أغنية ما..

~~~

أصوات الأواني و الطلاب ملأت القاعة الكبيرة للطعام بالضجيج، وبين كل تلك الطاولات جلست ماهيرا ورينتارو مقابل بعض في طاولة تحوي ست كراسي كالكل هنا.
سأل رينتارو بحيادية فضولية وقد تخلى عن منطق أنه شخص غريب

" عندما كنتِ في المستشفى كانت هناك امرأة أمامه وقد تشاجرت مع شقيقك ايان، هل يصادف أنها والدة أحد من إخوتك؟"

وضعت ماهيرا الشوكة من يدها ترفع كأس الماء ثم نظرت له جيدا في عينيه ولكنه لم يفهم معنى تلك النظرات ثم أجابت بصوت حيادي وهي تعيد تركيزها الى طبقها

" بلى إنها والدته هو"

لم يستطع امساك نفسه عن السؤال مجددا وهو يكمل تناول الطعام يرجو أن لا يحرج نفسه بأسئلته العميقة بالنسبة لتعارفهما الحديث

" هل من مشكلة بينهما؟؟ أعني هناك مشكلة أكيد ولكن الى أي مدى؟"

مجددا رمقته ماهيرا جيدا حتى ظن أنها ستصفعه بالصينية أمامها نظرا الى شخصيتها التي رآها عدة مرات، ولكنها انزلت أنظارها مجددا للطبق وهي ترد

" شيء من هذا القبيل"

شكر سرا عدم ثورتها عليه ولكنه أيضا لم يأخذ جواب شافٍ على سؤاله، يريد التعرف عليها يريد الغوص في هته العائلة، يريد حياة عادية بمشاكل عادية وليست مشاكل.. بل حروب ياكوزا كالتي تعاني منها عائلته، نظر مجددا لها يريد قول شيء ما ولكن ظهور فتاة خلفها أسكتت ما كان سيقول ثم أجفلت ماهيرا بسبب ضربة على جهتها من الطاولة، رفعت رأسها لمن انحنت بجانبها تماما بتصرفات الجانحين وهمست بجانب أذنها

" أراكِ تتسكعين مع رينتارو هاشيرا... ألا تعلمين من هو؟؟"

استندت ماهيرا على قبضتها مبتعدة برأسها عن لونا وتأملتها جيدا بهدوء،
فهمست الأخرى مجددا

" ألا تعلمين أنه ابن زعيمِ ياكوزا؟؟"

صمت رينتارو تماما وهو يسمع ما تقوله الأخرى رغم أنها تدعي الهمس ولكنها ليست كذلك فقد سمعها بوضوح كما سمعها من في الطاولة فتوقف بعضهم عن الحركة، كما إدعى البعض الآخر عدم ذلك
ردت ماهيرا ولم تحرك ساكنا

" شكرا للمعلومة التي لم أكن أعرفها، والآن أغربي عن وجهي أريد تناول غدائي فلدي الكثير من الأشياء تنتظرني للقيام بها"

ربتت لونا بقوة على كتفها ثم التفتت لتغادر ولكنها عادت تقول بنصف استدارة وابتسامة لئيمة ملأت وجهها

" آه سمعت أن تلك الغنية الغبية قد عادت"

لم تتحرك عضلة في وجه ماهيرا واستمرت في مراقبتها حتى جلست تتناول غدائها مع تابعاتها وعينيها على ماهيرا وعلى رينتارو.

" يبدو أنه لديكَ شعبية عظيمة"

نبست وهي تعود عينيها لرينتارو الذي كان يراقب صامتا.

" تعرفين من أنا... وذلك هو السبب"

خرج صوته جامدا فقد سمع حوار الفتاة جيدا وكذلك رأى تعابير ماهيرا التي جاهدت لتكون باردة في وجه اللؤم الذي وجهته لها فتاة العصابة.

" رغم أني أود أن تكون حياتي هنا في الجامعة هادئة ولكنها ليست كذلك"

قال يكمل، فردت عليه وهي تعود لطعامها

" بالنسبة لي علاقتي مع الجامعة تنحصر على الدروس وبعض الأساتذة وهته العاهة التي كانت بجانبي، كذلك مكتب المدير"

لم تدري لماذا قالت ذلك ولكنها شعرت بقول شيء ليخرجا من الجو الذي وضعته فيه لونا
رفع رينتارو حاجبه يسأل متجاوزا ما حدث فقد اعتاد على ذلك

" عاهة؟! أهي من تشاجرت معها صباحا؟؟"

" أجل عاهة لم تتركني منذ كنَّا في الثانوية.. هي علاقتي الثالثة مع الجامعة "

ردت وضحكت على الوصف الذي ألقته، لم يفهم رينتارو في البداية ثم أومأ مبتسما باتساع
بعد صمت قليل كانت ماهيرا قد انهت طبقها فوقت تحمل الصينية وتقول له

" ليس لدي محاضرة هذا المساء لذا سأخرج"
وقف أيضا يرد

" أما أنا فلدي، أراك غدا"

قالها متأكدا أنه سيراها فلم يظن للحظة انها قد ترغب في الابتعاد عنه بعد ما رأى منها.

~~~~~~

في تمام الثالثة زوالاً فتحت يانو عينيها تشعر بالدوار والصداع رفعت رأسها وجدت نفسها في غرفة تعرفها جيدا

" ماهيرا"

نطقت باسمها بخمول ولم تخلو ملامحها من نظرة حزينة، ثم دارت بعينيها للباب الذي فتح وأطلت منه والدة ماهيرا و ما ان تذكرتها يانو حتى استقامت بخجل فشعرت بالدوار ما أدى الى سقوطها بشكل مؤلم،
صرخت الأخرى بتحذير وركضت تساعدها ويانو مستمرة في الاعتذار
وبعد بعض الوقت جلست يانو على السرير وقد استحمت وغيرت ملابسها من خزانة ماهيرا بأمر من ماي
ثم دخلت الوالدة ماي بصينية أكل جعلت الأخرى تغوص في مكانها حرجا، فهي تذكر أن هذه لم تكن المرة الأولى لها تلتقيها بهذا الشكل، فنطقت وهي تأخذ منها الصينية

" آسفة على الازعاج مجددا بعد هذه السنوات سيدة ماي"
جعدت ماس جبينها بعد فهم وقالت

" هل التقينا من قبل؟؟"

رمشت يانو بأهدابها وردت مستغربة

" لقد أتيت مع ماهيرا الى هنا قبل سنوات.. بهذا الشكل تقريبا"

وردت داخلها بل هكذا تماما
نفت الأخرى برأسها قائلة تكتف ذراعيها أمام صدرها

" لا أذكر ذلك"

عدلت يانو خصلاتها بحرج وقالت

" كانت...كان....كنتم.. كانت لديكم مشاكل عائلية حينها"

ترددت كثيرا خصوصا أمام النظرات المدققة للوالدة ماي، والتي سرعان ما ألهمها ادراكها فقالت ولم تتزحزح من مكانها

" وأين كنتِ؟ ماهيرا في ذلك الوقت لم تكن بخير.. أنا وجميع اخوتها نعلم أنه ليس لديها أصدقاء، ما قصتكِ؟"
سألت بحدة متجاهلة توصيات ماهيرا.

تلكأت يانو بحرج شديد وتعرق جبينها وردت

لقد حدث خلاف بيننا تلك المدة ..ولقد سافرتُ للدراسة""

عقدت ماي حاجبيها والصرامة ظهرت حادة على وجهها قائلة

" في العادة ماهيرا لا تقطع علاقتها بأحد إلا إذا آذاها بشدة فماذا فعلتِ لها؟؟"

أجفلت يانو من الاتهام وشعرت برغبة في الهروب الى أقاصي الأرض، لم ترد وتجمدت يداها الممسكتان بالصينية متجنبة النظر مباشرة في وجه ماي والتي قالت مجددا

" سكوتكِ يقول أنكِ آذيتها بشدة، إذا لماذا عدتِ الآن؟ الآن فقط بدأت أمورنا تستقر.. ماذا تريدين؟؟"

تململت يانو ورفعت بصرها اليها تلعن عقلها الذي لم يكن متزن في اللحظة التي فكرت بالاتصال بماهيرا البارحة
ثم قالت

" سأغادر سيدتي"

وقفت تضع الصينية على السرير وتحمل الكيس الذي فيه ملابسها المتسخة ثم أجفلت بخفة على الباب الذي فتح وطلت خلفه ماهيرا وقالت تنظر لكلاهما تستشفي ما حدث بنظراتها خصوصا وهي ترى النظرات المتوترة لــيانو

" استيقظتِ تعالي لنغادر"

" لن تغادر الى أي مكان قبل تتناولي الطعام... وأنتِ أيضا"

قاطعتها ماي وهي تتقدم منها لتخرج فردت ماهيرا

" تناولت الغداء في الجامعة أمي"

" حسنا رتبي أغراضك فدوامكِ سيبدأ بعد ساعة"

وما إن أغلقت ماي الباب خلفها حتى سرقت يانو الخطوات القليلة وخطفت ماهيرا
من ذراعها تهمس لها

" لماذا أتيتِ بي إلى هنا.. كان يمكنكِ الاتصال بأمي أو تركي أمام باب منزلنا"
إستلت ماهيرا ذراعها منها وهي تتقدم من مكتبها بغية جمع أغراضها لتذهب للشركة
" تناولي طعامكِ حتى نخرج"

ذهبت يانو صوب الصينية بينما أكملت ماهيرا قائلة

"البارحة قلتِ انك لا تريدين الذهاب للبيت فصرفتُ حراسك ليعودوا"

" حراسي؟؟"

قالت يانو والرامن يتدلى من فمها ناظرة نحو ماهيرا باستغراب التي أكملت وهي توضب أغراضها داخل الحقيبة

" أربعة حراس أنقذونا من متحرشين"

ردت الأخرى وهي تكمل الأكل بشهية غريبة وذلك يعود للذة الطعام

" لقد هربتُ البارحة من حراسي، لذا يستحيل أن يكونوا هم "

توقفت ماهيرا للحظة إثر قول يانو، ثم تذكرت شخصا آخر يمكن أن يكون له دخل ثم قالت

" لا عليك ربما أشخاص آخرين أحبوا أن يقدموا المساعدة"

لتقول يانو مباشرة وهي تبتلع آخر ما في فمها

" أو ربما يكونون حراس الشاب الذي كنتِ تتكلمين معه قبل أيام أمام الجامعة وبعدها ذهبتما سوية"

تذكرت ماهيرا حينما دعت رينتارو الى المطعم ثم رفعت حاجبيها مستدركة ونظرت لها سائلة بحدة

" هل كنتِ كل هذا الوقت هنا في المدينة ؟؟"

" أجل، كنتُ مارَّة بالسيارة من أمام جامعتكِ ورأيتكِ، ولكني كنت محتجزة في الأعمال العائلية"

ردت الأخرى مبررة، وكذلك لا تريد الخوض في تلك الأحاديث مجددا، صمتت ماهيرا محترمة اختصارها في الحديث وهي ترتدي ملابس للعمل ثم حملت الحقيبة وهي تلاحظ أن يانو أنهت طعامها فقالت دعينا نغادر
قفزت يانو وحملت الكيس بينما رفعت ماهيرا الصينية أخذتها للمطبخ وخرجتا.

~~~

" هل تعرفين أنه من عالم مختلف عن العالم الذي تريدين بناءه لك ولعائلتك؟؟؟"

قالت يانو فجأة وهما تسيران بجانب بعض في الشارع،

" أعلم"

جواب مقتضب قابلت به ماهيرا سؤال الأخرى

" هل تعلمين أنه الابن الوحدي للياكوزا ريونو هاشيرا "

" أعلم، أراك متى ما رأيتك، الى اللقاء"

قالت ماهيرا مجددا باقتضاب وركضت اتجاه الحافلة لتركبها بدون النظر خلفها وفي تلك اللحظة رن هاتفها برقم غير مسجل، وما إن رفعت حتى تعرفت على الصوت الذي طلب لقاءها ولكنها رفضت بلباقة وأغلقت الخط.
أما يانو فقد وقفت هناك لمدة ليست هينة ثم رفعت يدها توقف سيارة أجرة وأعطته عنوان منزلها ما جعل السائق ينظر نحوها بتفاجؤ وينطلق بالسيارة محتار ماذا تفعل ابنة عائلة ثرية في هذا المكان! وتركب سيارة أجرى أيضا!

~~~~~~~~~~~~~

في الليل عندما دخلت ماهيرا للمنزل وجدت أمها في لا زالت في مطبخ المطعم فدخلت اليها وتوجست من الصمت الذي قابلتها به

" أمي هل هناك شيء؟؟"

" هل كنتِ تعلمين أن الشاب رينتارو ابن ياكوزا؟؟"

وضعت ماهيرا الحقيبة ببطء وردت بحذر وتردد

" ...بلى"

وضعت ماي السكين من يدها واستدارت اليها

" ولماذا لم تخبريني؟؟"

توترت ماهيرا ورغم ذلك ردا بصدق

" لم أرد أن تفسد الصورة التي كنتِ ترينه بها"

بنفس الآلية سألت ماي مجددا وهذه المرة تحرك حاجبه لينعقد

"وهل صورته أمامي تهمكِ؟"

لم ترد ماهيرا هذه المرة فحتى هي لا تعلم السبب، وعندما لم تلقى منها ماي جوابا التفتت لها بالكمال تكتف يديها وتستند على الحوض خلفها قائلة

" لقد أتت والدته قبل قليل وكانت تبارك خروجكما معا"

سارعت ماهيرا تنفي

" نحن لا نخرج أمي..صُدَفٌ هي ما تلقينا أمام بعض، وفوق ذلك نحن في نفس الجامعة"

وقاطع كلامهما طرقات قوية على باب المطعم المغلق.

ذهبت ماي صوبه تتبعها ماهيرا وما إن فتحت حتى رفعت وجهها اليه متفاجأة بسخرية

" لا أهلا بابن الياكوزا....غادر لا أريد رؤيتكَ قرب مطعمي ولا قرب ابنتي"

ثم أغلقت الباب في وجهه وأوصدته جيدا وتجاوزت ماهيرا صاعدة للأعلى.
نظرت ماهيرا قليلا للباب ثم أغلقت الأضواء وصعدت أيضا بقلة حيلة، فالأمر معقدا جدا...حتى أنها لا تعلم بماذا يجب أن تفكر أو ماذا يجب أن تشعر؟

~

أما رينتارو فقد عاد أدراجه متوقعا ما حدث، ركب السيارة ومرافقاه ملتزمان الصمت بعد رؤية ما حدث، مفكرا كلاهما، أنه خسر شخصا بسبب أشخاص آخرين.
في الخلف أخرج رينتارو هاتفه يتصل بأمه

" رينتارو"

جاءه صوتها قلقا، فقال مباشرة

" ماذا قالت لكِ بالضبط السيدة ماي أمي؟"

" لم تقل شيئا سيئا فما ان عرَّفتُ بنفسي أني والدتكَ رحبت بي، وبعدها تحدثنا قليلا وفي أثناء ذلك ذكرت اسم عائلتنا..أخبرتها ان عائلة هاشيرا ترحب بها، حتى رأيتها تنقلب وبعدها عاملتني ببرود وطلبت مني الابتعاد عن عائلتها"

نفس الصدمة ونفس الألم..بل هذه المرة أشد في قلبه بسبب تلك العائلة، فعينيه رأت ابتسامات وأذنيه سمعت كلمات..ربما البعض يجدها عادية وحوارات بسيطة ولكن هو بالنسبة اليه كانت قيمتها كبيرة لا تُثمَّن، خصوصا من الأولاد كانوا يعلمون بهويته ورغم تصرفهم بحذر ولكنهم لم يكونوا خائفين ولم يبتعدوا أو يطمعوا، أما ماهيرا في شيء آخر كليا، لا يستطيع حتى الشرح لنفسه عنها فكيف يشرح للآخرين كي يتفهموا ألأمه ويقبلوا بقربه منها؟

" بني لا نستطيع إجبار أحدٍ على تقبُّلنا.."

قالت أمها تحاول إقناعه ولكنه قاطعها بصوت بارد لا يقصدها به بل من شعوره بوضعه

" لقد تسرعتِ يا أمي بالذهاب، أنا وماهيرا بالكاد التقينا وتحدثنا بشكل مطول، ووالدتها لم تكن تعلم بهويتي"

جاءه صوتها قلقا أكثر

" هل ذهبت إليها؟؟"

نظر للخارج للشارع المتحرك والأضواء تتوالى على وجهه ووقال

" سأغلق الآن يا أمي"

" لقد ذهبت صحيح ولم تقبل بدخولك"

ردت على سؤالها بعد أن راوغها لا يرغب بالرد وعند صمته صمتت أيضا بقلة حيلة تشعر بالذنب، هي لم يخطر ببالها أن السيدة ماي لم تعلم بهوية ابنها رينتارو.

" تصبحين على خير أمي"

" تصبح على خير بني"

وهكذا أغلق الهاتف يتراجع في كرسيه وساد الصمت على السيارة عائدين للشقة.

~~~~~~~~~~~~~

بعد أيام
وكانت كلتا الأم والإبنة قد تجاهلتا ما حدث تلك الليلة ولم يجذبا الحديث مجددا.

" ألن تاتي صديقتكِ مجددا؟؟"

سألت ماي ماهيرا وهي تقدم لها الأطباق فوق الحاجز فرد ماهيرا قبل أخذها لتوزيعها على الزبائن

" لم ألتقيها منذ ذلك اليوم...كلانا لدينا أشياء أهم"

نظرت لها ماي بصمت وعادت للعمل، كل واحد يواكب سرعة الطلبات.
مجددا رن هاتفه ماهيرا وهذه المرة تعرفت على الرقم فلم ترفع الخط وتركته يهتز في جيبها.
انتهت الساعة التي تعمل بها هنا صباحا و سلمت المئزر لفتى الثانوية الذي يعمل لديهم بدوام جزئي،
ثم صعدت تستعد للذهاب للشركة وكلها تفائل وتوتر للمشروع الذي سيقدمونه اليوم.

~~~~~~~~~~~~~~

بعد ساعات

تنهدت ماهيرا براحة وهي تخرج اتجاه شرفة في الطابق حيث عملها تستنشق الهواء براحة،فعملها اليوم كان ممتازا لو لم تتفاجأ بحضور والدها مع إمرأة أجنبية وحتى أنه عرفهما على بعض براحة.
تمسكت بالسور تتذكر ما حدث
مع انتهاء تصفيق الحضور على تقديمها للبرنامج بنجاح ومع اعجابهم بالفكرة وطريقة طرحها لم يكن هناك مفر من اعطائهم هم المناقصة.
تلقت تباركات من زملاءها حتى سمعت اسمها خلفها فالتفتت لتنصدم من وقوفه خلفها تتبطأ ذراعه سيدة بدى الثراء على كل شيء فيها، ابتداء من وجهها الذي يبدو واضحا عليه عمليات التجميل، انتهاءً بحذاءها العالي حتى احتارت ماهيرا كيف تسير به!
وقاطع تأملها المصدوم صوت والدها وهو يأخذها الى حضنه بذراع واحدة مرحباً بكلمات معتادة تقبلت هي حضنه متجمدة، ثم قال بلغة أجنبية متكسرة

" سيلي هذه ابنتي ماهيرا التي أخبرتكِ عنها ذات مرة....ماهيرا هذه زوجتي سيلي"

لم تخرج ماهيرا من صدمتها وهي تتلقى ترحيب قصير من السيدة بجانبه
ثم قال مجددا وهو يشير الى رجل يبدو في الثلاثينيات

" وهذا سيلفن لديه شركة مثل التي تعملين بها.. وسيسرنا جميعا أن تنضمي إلينا للعمل معا بدل العمل هنا سيكون لديك مستقبل واعد إذا كنت تعملين في شركلة أجنبية بكل هذه المهارة اللغوية التي لديكِ "

نظره له ماهيرا بفمٍ مفتوح ولم ترد أن تحرجه برفضها القاطع فورا أمامهم فنطقت بما ألهمها به عقلها في تلك اللحظة

" سأفكر في الموضوع وأرد لكَ خبرا يا أبي"

ثم استدارت مغادرة بلا كلمة وعندما أصبحت بجانب المدير همست له أنها ستخرج لترتاح قليلا فأومأ لها فتوجهت للشرفة.
وها هي منذ خرجت وهي تزن كل شيء في عقلها وكل الذكريات السيئة تعود واحد واحدة ولا تريد تركها بحالها، قرصها ذراعها فدلكته تريد التغاضي عن الألم القابع تحت كمها حتى لو شفي مكان الحرق ما زالت الذكريات تحرقها وكأنها عادت للخلف سنوات عديدة.

~~~

خرجت ماهيرا بعد منتصف النهار وكان المدير قد أعطاهم إجازة لبقية اليوم، لملمت الحقيبة فوق على كتفها وهي تنظر حولها علّها تجد والدها فتتحدث معه عمّا يجري ؟
ولكن الهاتف اهتز في جيبها لتخرجه وترد

" يوسكي"

ليأتيها صوته صارخا يتنفس بقوة

" ماهيرا لقد عاد أبي!!.."

توقفت ماهيرا في مكانها ولا تريد تخمين ما الذي حدث أو سيحدث؟
يوسكي الآن يكون في المطعم، هذا يعني أن والدها ذهب الى هناك...
فنادت بصوت مرتفع وكأنها تسأله

" أمي..!!؟"

" لقد خرج التوأم من البيت قبل قليل للعب ولم يعودا وأنا أبحث عنهم...يا الهي.. أنا خائف ان يكونا قد ضاعا مجددا...أركضي للبيت"

وهكذا أغلق كلاهما الهاتف، وركض كل واحد منهما من مكانه و روحه تنازع رعبا من المجهول.

~~~~~~~~~~~~

دخل الحذاء الأنيق على باب المطعم بخطوات هادئة والعينين البنيتين تنظران هنا وهناك بحثا عن شيء ما، ثم سمعت الأذنين تحت الخصلات البنيَّة الملساء تحركات في المخزن، فتقدمت الخطوات إلى هناك، وما ان دخل حتى وجدها تُخرج شيء ما فنطق بقوة يجفلها

" عزيزتي ماي"

كانت ماي تحمل في يده مجموعة أسلاك كهربائية قبضت عليها وهي تستدير اليه و قالت بكره شديد ظهر على ملامحها وعلى تحركات جسدها التي تريد قذفه بما تحمل

" ماذا تريد؟؟"

نطق الآخر بزهو وهو يدور بعينيه النسختين من ماهيرا وسوبارو كما رأتها ماي

" أتيتُ لتهنئتكِ بقبولكِ لتربية أولادي وسآخذ إبنتي ماهيرا....آه وأيضا لقد تزوجتُ، وهذه المرة إمرأة ثرية"

صمتت ماي تتتآكل داخليا فأكمل

" ربما لن تصدقيني ولكن اسمعي..ماهيرا ستذهب معي وها هو صوتها "

وأخرج حقا مسجلة فيها أصوت كثيرة متداخلة وصوت ماهيرا يقول بوضوح وكأنه قريب من المسجل
" سأفكر بالموضوع وأرد لك خبرا يا أبي"

وأغلق الجهاز ثم غادر ضاحكا تاركة خلفه ماي تغلي غضبا، ارتفعت وتيرة تنفسها وصرخت تلعن و رفعت يدها الممسكة بالأسلاك ورمتها بكل قوة اتجاه الباب من حيث خرج فصادف ودخلت ماهيرا في تلك اللحظة و التي تفاوتت مع والدها عند باب المطعم راكضة للداخل بينما هو كان يضحك خارجا.
تلقت الضربة من الأسلاك على وجهها بقوة فتراجعت تتألم ورفعت عينين لا تبصران وأنف قد نزلت منه بضع قطرات من الدماء ناظرة لأمها تهتف بقلق

" أمي ..!!"

"أخرجي لا أريد رؤية وجهك"

تراجعت ماهيرا تاركة والدتها هناك، لأنها تعلم أنها لن تصغي مهما قالت لها، ولن تقول لها ماذا قال والدها.
ركضت لتلحق به لتسأله عن مجيئه المفاجئ للمنزل و مع خروجها للشارع لم تجده وفي نفس اللحظة توقفت سيارة أمام ركبتيها وخرج منها رجلان يرتديان بذلات سوداء ودفعوها للسيارة.
ومن بعيد حيث كان قادما مشيا اتجاه المطعم ثم ركض يخرج الهاتف وما ان أجاب الطرف الآخر حتى صرخ
" كيوشي ماهيرا تتعرض للاختطاف أسرعا بالسيارة"

~
~~
~~~

انتهى الفصل التاسع


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم؟؟
شتاقتلكم

الفصل حماسي اليوم.. صح؟؟

لو كنت أضع الفصول بالعناوين لكان فصل الصدمات والتقلبات في منحنيات كثيرة..

الفصل الجاي سيكون أعظم من هذا...وسيكون هنا قريبا أيضا ..
استمتعوا بهذا وأخبروني رأيكم عنه ....
كلي شوق لذلك..





 
 توقيع : lazary

ايناس....نبع الأنوار

التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-25-2022 الساعة 04:00 AM

رد مع اقتباس