أنرتي جميلتي فلوري
-
اليوم معنا حكاية غريبة قليلاً ، حدث أشعل مدن كاملة وكثرت الأقاويل عنه ! سأعرض لكم ثلاث أحداث لنتناقش عنها
أيها الأكثر احتمالاً .. بأن تكون واقعية ! ولكن قبل أن نبدأ سأعطي المجال للشخصية بأن تتكلم
فنانة مشهورة في العالم العربي بجمال صوتها ؛ ركزوا معها من فضلكم.
•
•••
الغناء كان الحياة بالنسبة لي ، هواية أعشقها منذ الصغر! منذ أن كنت أذهب مع والدتي إلى الحفلات
لنحيي الأجواء بالغناء ولكن هذا لم يكن يعني بأن لا أكمل دراستي ! لقد اجتهدت على نفسي
وتخرجت من الجامعة بإختصاص علوم سياسية وعملت كأي مواطنة في الوزارة المالية مدة 4 سنوات
كانت كالجفاف والفوضى بالنسبة لي .. شوقي يدفعني للمزيد والمزيد من الغناء
صوتي يطالب بالتحليق ! وكان من الصعب أن أقسم نفسي بين مهنتي وهوايتي ..
وعندما اكتفيت من الاختناق حررت نفسي كلياً اقتحم الغناء ، كل ما كان يهمني هو سعادة جمهوري
كان من السهل أن تعرفني فـ اسمي يحلق في كل مكان " الفنانة نوره " أقوم بتأليف الأغاني
وتلحينها في بعض الأحيان ، تأسست معي فرقة من الفتيات نتقاسم العزف والغناء في حفلات الزفاف
لم يكن يُستخدم الديجيه في ذاك الزمن ! كان كل شيء بسيط ..
شهرتنا كانت تتوسع أكثر فأكثر ، نسافر لكل البلدان العربية ونوزع حضورنا في الحفلات
مواعيدنا لا تنتهي ! وفجأة دون سابق إنذار ؛ قررت الإعتزال أنا والفرقة كاملة !
والسبب هو مغزى موضوعنا ..
تقول فنانة عفاف شعيب بأنها كانت نجتمع في منزلها صديقاتها الفنانات ويقومون بـ نوع من
الحملات القرآنية يجلسون معا ويقرأن المصحف الشريف ، في يومٍ ما قررت مشاركتهم
وبالفعل زرتها في منزلها ورأيتهم جميعاً ، ألقيت السلام ودخلت بجوارهن
كان صوت القرآن يملأ الصالة وفي هذه الأثناء خرجت سورة من القرآن الكريم أذهلتني !
سورة مريم - شعرت بحرارة في وجهي والدموع تنسكب من عيناي دون شعور مني
شعرت عفاف بالقلق نحوي وسألتني إن كنت بخير ،
لا أعلم أنا فقط سأعتزل !
لن أغني مجدداً ، وصدح حدث ارتدائي للحجاب في منزلها وقراري بين الناس ...
كنت أقوم بالغناء كالعادة في حفلة زفاف إحدى الفتيات التي كانت من المعجبين بي ، كانت متحمسة لقدومي
إلى حفلتها و كل شيء على ما يرام حتى خرج الحضور وانتهت الحفلة ، خرجت أنا أيضاً
إلى السائق الخاص بي وكدت أن أغادر إلا أني شعرت بكوني نسيت شيئاً ، تفقدت أشيائي وكان كما توقعت
حقيبتي مختفية لا بد وأني نسيتها ! عدت أدراجي لذاك المكان لأجد الحفلة قائمة ، أرى نفسي أقف هناك
على المنصة أغني والجميع متحمس !! كنت متأكدة تماماً بأن الجميع غادر لكنهم هنا ؟
ونسخة مني تقف تغني لهم ! لم يحمل عقلي الأمر وسقطت فاقدة للوعي ...
حينما استيقظت كنت في المستشفى وعلمت فيما بعد أن السائق أسعفني .. الصدمة كانت
حينما أخبرتهم بما رأيت قالوا بأن الصالة كانت مظلمة وهادئة تماماً !
هذه آخر حفلة قد أحضرها في حياتي ! لن أستمر ..
الحدث الثالث الأكثر تداولاً بين الشعب ومن مصادر عميقة ، يقال بأنه عندما أُذيع خبر
اعتزال الفنانة نوره مع فرقتها ، كان الكثير من الصحفيين يتهافتون إليها
مطالبين بلقاء صحفي عن سبب هذا الاعتزال المفاجئ بعد الشهرة ، يلقون الرفض منها دائماً ..
كان هناك مذيع لم يتخلى عن إصراره وفضوله يطرد النوم من عينيه ، كان يلح عليها مراراً وتكراراً
علها توافق على مقابلته فالأحاديث المتناقلة تزيد فضوله عما يمكن أن تكون الحقيقة !!
استسلمت نوره من كثرة الإلحاح وقررت استقباله في منزلها ..
••••
دخل ذاك المذيع يحدق في زوايا البيت بأعينه الفضولية يتفحص اللوحات المعلقة التي تحمل آياتٍ قرآنية
يحدق في البخور الموزع بأرجاء المنزل وأخيراً إلى الحجاب الذي يغطي رأسي وأستطيع قراءة
الصدمة المرتسمة على ملامحه بكل وضوح ، سألني :
- هل حقاً أنتي ذاتها الفنانة التي في الصور ؟ لما تبدين شاحبة ونحيلة هكذا ! حقاً ماذا جرى ؟
ابتسمت وقلت له
" يبدو أنك لم تدرك كم من الفرص التي منحتها لك كي تتراجع عن فضولك "
-
أريد فقط أن أَعرف الحقيقة منكِ، إن كان شيئاً خاصاً فلن أنشره أعدكِ.
كان فضولياً للغاية وكأنه سيستطيع حمل القصة التي قد أرويها له
" لا أعلم إن كنت ستتحمل ما ستسمعه مني "
-
سأتحمل.
" الكلام سهل جداً "
-
أنا مصر على معرفة الحقيقة فالأمر يحيرني.
تنهدت بإستسلام ثم أومأت برأسي بخفة لأراه قد أخرج أغراضه بعجلةٍ وحماس من حقيبته
ومن بينها آلة التسجيل تلك : -
كلي أذان صاغية.
" هناك شروط ، من ضمنها بأن لا يُذاع الأمر بل يُنقش كتابةً. "
-
حسناً.
" بدايةً عدني أنك لن تحرف أي كلمة مما أقولها "
-
أعدك.
نقلت نظري عنه إلى الأرض ، ما زالت تلك الذكرى تتكرر في رأسي باستمرار !
لا يحتاج الأمر لبذل جهد حتى أتذكر التفاصيل .. وبدأت بقص الحكاية على هذا الفضولي.
وردني اتصال من سيدة بصوت مليء باللهفة تطلب مني القدوم إلى حفلة زفاف إبنتها
كان جدولي مزدحماً جداً ولست متفرغة إلا أنها استمرت في الرجاء وبأن ابنتها مصرة والزفاف بأكلمه