ومَنْ هانَتِ الدُّنيا عليهِ فإنّني
ضَمينٌ لَهُ ألاّ تَنِمَّ خلائِقُهْ
ومَنْ كابَدَ الدُّنيا فَقَدْ طالَ هَمُّهُ
ومنْ عَفَّ واسْتَغْنى رأى ما يُوافِقُهْ
ومَنْ حارَبَ الأيّامَ طاشَتْ سِهامُهُ
ومَنْ أَمِنَ المَكْرُوهَ، فالدَّهْرُ عائِقُهْ
إذا المَرْءُ لمْ يَبْذُلْ مِنَ الوُدِّ مِثْلَما
بَذَلْتُ لَهُ، فاعْلَمْ بأنّي مُفَارِقُهْ
وما قَدْ بَناهُ اللهُ، تَمّ بِناؤُهُ
وَمَا قَدْ بَنَاهُ الظُّلْمُ، فاللهُ ماحِقُهْ
ولا بُدّ مِن موتٍ وَشِيْكٍ وآجِلٍ
فَحَيْثُ يَكُونُ المَرْءُ، فالمَوْتُ لاحِقُهُ
خُذُوها ذَوِي الألْبابِ أَحْكَمَ نَسْجَها
وصنَّفها، مُسْتَحِكمُ القَوْلِ صَادِقُهْ
.
- طرفة بن العبد
|