الدعـــاء من الكتــــ📖ـــاب و الســــنـــة
الدعاء الحادي والعشرون
{رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنَا برَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(86)}
[سورة يونس : 85 - 86 ]
الشرح
{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
أي: لا تسلّطهم علينا فيعذبونا حتى يفتنونا عن ديننا، ولا تجعلنا فتنة لهم يفتنون بنا غيرنا، فيقولون لهم: لو كان هؤلاء على حق لما سُلّطنا عليهم وعذبناهم
↩سألو السلامة والعصمة في دينهم لهم ولغيرهم، وهذا يدلّ على قوة إيمانهم على ما هم فيه من الشدَّة والكُرْبة، وبعد أن دعوا اللَّه تعالى في أن يصون دينهم عن الفساد والهلاك، أتبعوه بسؤال اللَّه السلامة لأنفسهم من الهلاك والضرّ، فقالوا:
{وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
أي: خلّصنا بواسع رحمتك من مجاورة القوم الكافرين
⬅وتخصيص التوسل برحمته؛ لأنّ بها يحصل المطلوب، ويزول المكروه، وفي هذا دليل على اهتمامهم بأمر دينهم فوق اهتمامهم بسلامة أنفسهم؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من مصائب الدين؛ لأنها أشد المصائب والمهالك ، فكان يقول :
((وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا))
حسنه الألباني
الفوائد:
ينبغي الاستعاذة من الفتن لشدة خطورتها على الدين، فقد كان صلى الله عليه وسلم يأمر بالاستعاذة منها: ((تعوَّذوا باللَّه من الفتن: ما ظهر منها، وما بطن))
مسلم
↙وكان صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه قبل السلام:
((اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات))
البخاري
المرجع
شرح الدعاء من الكتاب والسنة
سعيد بن وهف القحطاني
|