الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2020, 01:44 AM   #22
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






مضت أربعة أشهر هادئة بعد كل تلك الفوضى لتتصدر عناوين الأخبار إصدار الألبوم الجديد لكايت لم يخلو أي محل موسيقى من معجبيه يريدون الاستولاء على كل الأقراص الموجودة و استعدوا أيضا لمقابلته شخصيا في لقاء بينه و معجبيه بعد أيام ثلاث كان الجميع متحمس لذلك اللقاء كثيرا عند تولاي التي تستعد للمشاركة في عرض أزياء للمصممين الشباب رأت ليو يقترب منها بابتسامته المرحة لتقول له: مرحبا سيدي
قال ليو: أصبحت مشغولة للغاية في وقت قصير كهذا أنت مذهلة حقا تولاي
قالت تولاي: شكرا لك سيدي
قال ليو: سمعت بمشاركتك في العرض القادم للشباب بعد يومين
قالت تولاي: أجل
قال ليو: من من المصممين اخترت؟ سمعت أنهم هاجموا عليك جميعا
قالت تولاي: المصمم الذي سأعمل معه هو شاب مزعج اسمه تايلور مينويال
قال ليو: سمعت عنه الكثير بالفعل أتمنى لكما حظا موفقا في المسابقة إذا
ابتسم ليو لها ليغادر بمرح شديد عادت لمقعدها في انتظار قدوم ذلك الشاب المزعج بالنسبة لها لتشعر بتلك اليدين اللتين وضعتا على عينيها لتدخلها في عالم دامس لتسمع صوت صاحبها يقول: لا تزالين جميلة كما عرفتك أول مرة تولاي
تنهدت تولاي لتبعد يديّ ذلك الشخص عنها لتنظر إليه بانزعاج شديد ابتسم لها بمرح ملامح وجهه المبتسمة بدت طفولية بعض الشيء عينيه الواسعتين الأرجوانيتين الفاتحتين زادت ملامحه وسامة شعره الرمادي الذي غطى أذنيه و زين جبينه صبغت بعض خصلاته باللون الأرجواني الداكن جلس في الكرسي القريب منها و يقول: إذا تولاي هل أنهيت عملك لهذا اليوم؟
قالت تولاي: لا لديّ أشياء أخرى أقوم بها ماذا تريد تايلور؟
قال تايلور: أردت أن أريك التصاميم التي قمت بها حتى الآن كما تعرفين في العرض عليك ارتداء ثوبين لكنني انتهيت بتصميم ستة منها و أردتك أن تختاري ما تشائين منها
قالت تولاي: سأفعل بعد انتهاء عملي
قال تايلور بمرح و هو يضع يديه على وجنتيها بلطف: و أيضا متى ستخرجين معي في موعد؟
أبعدت يديه عنها لتنهض و تتركه هناك مع ابتسامته الساذجة عادت لعملها لتنهيه في موعد متأخر اتصلت على تايلور لتخبره بعدم قدومها لهذا اليوم عادت لشقتها لتستحم و تنام بهدوء في الصباح استيقظت على رنين هاتفها لتنظر لاسم المتصل لتنزعج من ذلك نهضت من سريرها لتذهب و تستحم بهدوء غادرت الحمام بمنشفة سوداء تلف جسدها لتجلس على الأريكة بهدوء تشرب كوب حليبها المفضل ليساعدها على الاسترخاء قليلا رن الهاتف مجددا باسم ذلك الشخص لتتجاهله مجددا دخلت غرفة نومها لتفتح خزانتها السوداء و تخرج تنورة زرقاء داكنة تصل لمنتصف الساق بنقوش برتقالية و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة بها صورة لبرتقالات ثلاث متفاوتة الأحجام بالقرب من بعضها و حذاء برتقالي سرحت كذيل الفرس و ارتدت معطفها الأسود و نظارات شمسية حملت حقيبتها لتغادر المنزل ذاهبة لزيارة جينجر التي لم تزرها منذ ثلاث أسابيع قرعت الجرس لتفتح جينجر الباب و هي تقول بمرح و تعانق تولاي: يا إلهي تولاي أنت هنا لقد مضى وقت طويل
قالت تولاي: أجل آسفة لأنني لم آت مؤخرا
قالت جينجر: نعرف تماما أنك مشغولة للغاية
دخلتا المنزل لترى تولاي الفوضى تعم المكان و سام يجلس وسط كومة الألعاب المنتاثرة حوله برفقة ماثيو الذي يمسك بعض الألوان المائية و يرسم على بلوزة سام الزرقاء الفاتحة التفت لتولاي ليقول: مرحبا تولاي العزيزة لم أرك منذ فترة طويلة
قالت تولاي: مرحبا سام يبدو أنك تعطيه درسا خاصا في الرسم آسفة للإزعاج
ضحك بمرح شديد لتقول جينجر: آسفة على الفوضى ماثيو هذا أصبح شقيا للغاية
قال سام: إنه فقط يحب اللعب كثيرا
قالت تولاي: أستطيع رؤية ذلك
جلست على الأريكة لينظر ماثيو إليها بشيء من الاستغراب ثم ينهض بهدوء ليسير ببطء في اتجاهها أمسكت به قبل وقوعه لتحمله و تضعه على ساقها لتقول: كبرت حقا عن آخر مرة رأيتك فيها
قالت جينجر: يبدو أنه معجب بك تولاي
ابتسمت تولاي بلطف لتعليقها ذاك نظرا لبعضهما بابتسامة لطيفة بدآ بترتيب المكان بينما يلعب ماثيو بشعر تولاي الموضوع على كتفها باستمتاع شديد انتهيا من ذلك لتحضر جينجر لها كوبا من العصير كما فعل سام لماثيو ليقول له بمرح شديد: هيا تعال خذ كوبك مات
نزل من فوق تولاي بهدوء ليسير نحو والده و يأخذ كوب عصيره قال سام: أنت تحب عصير الأناناس كثيرا صحيح؟
هز رأسه موافقا على كلام والده بشدة ليبتسما بمرح شديد رن هاتف تولاي باسم ذلك الشخص مجددا لتتنهد بانزعاج قالت جينجر: اتصال من العمل؟
قالت تولاي: لا اليوم ليس لديّ عمل أقوم به
قالت جينجر: تبدين مرهقة بالنظر إليك من قرب لا ترهقي نفسك كثيرا
قالت تولاي: أنا لا أفعل ذلك
قالت جينجر: الجميع في العمل يتحدث عن البرنامج الذين ستشاركين فيه يبدو ممتعا
قالت تولاي: ليس كثيرا إنه أشبه بالحضانة
ضحك سام على تعليقها ليقول: لكنك لا تكبرين عنهم كثيرا تولاي
قالت تولاي: ربما لكنهم حقا مجرد أطفال مزعجون يتشاجرون طوال الوقت
قالت جينجر: لابد أنه بسبب المنافسة الشديدة بينهم ....صحيح تولاي متى هو عيد ميلادك؟ لابد أنك ستتمين الواحد و العشرين قريبا دعينا نحتفل به معا
قالت تولاي: لا أعرف متى ولدت
إجابتها القصيرة غيرت الأجواء المرحة التي غطت المنزل ندمت تولاي على قول ذلك لرؤيتها التعابير الحزينة على وجههما لتقول: لا تحزنا هكذا أنا بخير حقا أمور كهذه لا تهمني
قال سام: إذا أتعرفين والديك؟
قالت تولاي: أجل قتلا منذ كنت صغيرة
ساد ذلك الحزن أكثر لتقول جينجر: آسفة لتذكيرك بشأن أمر محزن كهذا
قالت تولاي: لا بأس أبدا
حل الصمت لفترة لا يعرف أي منهم ما يقول حتى بدأ ماثيو بالبكاء فجأة نظر سام للكرسي القريب منه ليراه فارغ نهض ليراه يجلس أمام الطاولة ليحمله و يهدئه لتقول جينجر: لابد أنه اصطدم بالطاولة يحدث هذا كثيرا خاصة أنه يحب تسلقها
قالت تولاي: لن يستغرق الكثير من الوقت حتى يعتاد على السير
قالت جينجر: أجل لقد تفاجأت والدتي عندما أخبرتها أنه بدأ بالسير
هزت تولاي رأسها متفهمة الأمر أمسكت جينجر بيديها لتنظر تولاي إليها باستغراب ابتسمت لها بلطف و قالت: لا تحزني فنحن هنا لأجلك تولاي
قالت تولاي: أنا لست حزينة جينجر و شكرا
ابتسمت جينجر لها بلطف كما فعل سام الذي كان ينظر إليهما بمرح رن هاتفها مجددا لتنهض و تقول: أرجو المعذرة
ابتعدت عن غرفة المعيشة لترفع الخط و تقول: إلى متى تريد الاتصال بهذه الطريقة المزعجة؟
قال المتصل: ماذا؟ هل أزعجتك؟ أنا آسف حقا لم أقصد ذلك أبدا
قالت تولاي: إذا ماذا تريد؟
قال المتصل: ألن تأتي اليوم لرؤية التصاميم؟
قالت تولاي: لن أفعل لأنني مشغولة الآن
قال المتصل: هذا مؤسف اعتقدت أن بوسعي لقائك أخيرا خارج العمل
قالت تولاي: حسنا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتتنهد بانزعاج و تعود إليهم عند كايت الذي ينظر للسماء بهدوء من داخل سيارته القابلة لإنزال السقف رن هاتفه مرارا لكنه لم يهتم بالإجابة أبدا ليغمض عينيه قليلا و يستمتع بتحريك الهواء لخصلات شعره بعد إصرار ذلك المتصل على التحدث مع كايت الذي بدأ ينزعج من اتصالاته الكثيرة رفع الخط و قال: ماذا تريدين آنسة بيرون؟
قالت لوسي: أي خطيب أنت؟ لم تناديني "آنسة بيرون"؟ على كل أين أنت؟
قال كايت: في مكان ما
قالت لوسي: أدرك ذلك لكن أين بالتحديد؟
قال كايت: لن أخبرك به
قالت لوسي: لقد سمعت أنك سافرت منذ البارحة لأوتاوا لماذا؟ والدتك حزينة للغاية
قال كايت: أريد معرفة سبب اتصالك
قالت لوسي بمرح: اشتقت إليك كثيرا فنحن لم نرى بعضنا منذ شهر الآن أليس كذلك؟
لم يجب كايت بأي شيء ليسمعها تتنهد بهدوء و تقول: يبدو أنك مشغول الآن لنتحدث لاحقا إلى اللقاء
أغلق الخط قبل أن تفعل هي ليضع الهاتف على الكرسي المجاور ليقود السيارة لفندقه ليذهب لينام قليلا فمنذ قدومه و هو يستكشف المدينة في المساء عند تولاي ودعت جينجر لتغادر منزلها أثناء سيرها عائدة لمنزلها رن هاتفها لترفع الخط و تقول: توقف عن الاتصال بي تايلور
قال تايلور: مساء الخير تولاي أأنت متفرغة؟
قالت تولاي: حتى لو كنت كذلك لن أخرج معك لأي مكان
قال تايلور بمرح: إذا كنت تفكرين في الأمر أيضا أليس كذلك؟ توقعت ذلك
قالت تولاي: أنت مزعج سأغلق الخط إن كان هذا ما تريده
قال تايلور على عجل: لا لا تفعلي هناك أمر آخر أريد الحديث فيه
قالت تولاي: و ما هو؟
قال تايلور بعد تنهيدة قصيرة: الأزياء الستة ما الذي سترتدينه منهم؟
قالت تولاي: أرسل لي الصور و سأقرر
قال تايلور بمشاكسة: لن أفعل أريدك أن تأتي لمنزلي لتريه بنفسك
قالت تولاي: كما تريد أنا لن أذهب لمنزلك لذا افعل ما بوسعك بإيجاد شخص آخر
أغلقت الخط دون مبالاة بما سيقوله لها تنهدت بانزعاج لتعود لمنزلها في منزل كايت الذي لم يره منذ فترة طويلة كانت الأجواء هادئة بين الأطفال الذين لا يستمتعون بأي شيء يفعلونه كانوا يتناولون العشاء مع والديهم لم يلفت لاري الكثير من الانتباه للأمر نظرت مايا للوجوه الحزينة من حولها لتبتسم و تقول بمرح: سنذهب غدا لأوتاوا لذا استعدوا جيدا
نظر لاري إليها باستغراب شديد بينما بدأت الابتسامة تعلو وجوه الأطفال لتقول ماري: سنذهب لرؤية أخي كايت أليس كذلك؟
قالت مايا: بالتأكيد سنذهب لرؤيته
قال بريس: لابد أنه مشغول للغاية لذلك لم يعد للمنزل بعد
صمت الجميع لتزيح مايا الحزن عنهم بقولها: هو مشغول بالفعل لكنه سيسعد برؤيتكم
أنهوا عشائهم سريعا ليذهبوا للنوم أثناء سير الوالدين لغرفتهما قال لاري: لم أسمع أي شيء عن سفركم مايا
قالت مايا: لن توافق على الأمر لو أخبرتك من قبل ثم أنك كنت ستفسد مفاجأتي لهم
قال لاري: بما أنك تعرفين ذلك لم جهزت الأمر مسبقا إذا؟
قالت مايا: لاري أدرك أنك غاضب منه لكن كان من الأفضل لو طلبت منه العودة للمنزل لقد مضت أربعة أشهر و هو غير موجود هنا إلى متى تريد ترك الأمور كهذا؟
قال لاري بعد تنهيدة: لن أفعل أي شيء مايا أنا آسف لكن عليه تقبل الواقع سريعا
نظر لمايا بحزن لتفهم شيء من المشاعر التي يحملها قلبه اقتربت منه لتحيط جسده بذراعيها و تسند رأسه لكتفها عانقها هو أيضا بشدة ليقول: أرجوك أخبريه بأنني أشتاق إليه أيضا مايا
قالت مايا: بالتأكيد سأفعل عزيزي
قبل جبينها ليغادر للحديقة ليجلس وحيدا هناك ينظر للسماء بتلك المشاعر المتألمة داخله وضع رأسه على الطاولة المستديرة الباردة مر ذلك النسيم البارد ليحرك تلك المشاعر أغمض عينيه ليقول: آسف بني لا يمكنني فعل شيء لك أعتذر إن وضحت الأمور بطريقة خاطئة أنا حقا آسف
فتح عينيه لتغادرها تلك الدموع




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:25 AM

رد مع اقتباس