الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2020, 01:47 AM   #26
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






مضى أسبوع هادئ خالي من الأحداث المثيرة حتى ذلك اليوم الذي رن فيه جرس منزل تولاي لتفتح الباب و تستغرب وجود تايلور بابتسامته المزعجة أمام بابها أغلقت الباب بهدوء ليطرقه و يقول: هناك أمر أريد التحدث فيه معك
صمت لفترة لتفتح الباب من جديد لتسمح له بالدخول جلس على الأريكة لتضع أمامه كوب عصير ليمون لتجلس على الكرسي القريب من الأريكة لتقول: ماذا تريد؟
قال تايلور بمرح: أردت شكرك على مشاركتك معي في المسابقة
قالت تولاي: حسنا شكرتني تفضل بالمغادرة
اختفت تلك الابتسامة من وجهه ليقول: هناك أمر أريد طلبه منك و لا أحد يستطيع مساعدتي فيه عداك
ظهرت ملامح جادة على وجهه لتنتظر ما عنده أخذ نفسا عميقا ليقول: لابد أنك تعرفين بأن عائلتنا لم تكن كسابق عهدها بسبب لعنة ألقتها إحدى الساحرات
قالت تولاي: لم تكن ساحرة و هي ليست أنثى و شخص مقرب من العائلة لعنتكم لن تحل إلا باختفائه
نظر إليها باندهاش من كلماتها التي ظهرت فور سماعها بالأمر ليغمض عينيه و يقول: هل تعرفين من يكون ذلك الشخص؟
قالت تولاي: فقط إن كنتم مستعدين لذلك سأخبركم من يكون
تلك النظرات الهادئة في عينيها جعلته يدرك بأن ذلك الشخص مقرب للغاية منه أنزل عينيه للأرض خائفا من الإجابة التي سيسمعها رن هاتفها لترفع الخط و تقول: مرحبا سيد براندون
قال ليو بمرحه المعتاد: أهلا تولاي آسف لاتصالي في وقت كهذا
قالت تولاي: لا أبدا سيدي
قال ليو: اعتذرت إحدى العارضات عن القدوم بسبب مرضها هل تستطيعين القدوم؟
قالت تولاي: سأكون هناك خلال دقائق
قال ليو: شكرا لك و أعتذر مجددا
أغلق الخط لتتنهد و تنهض دخلت غرفة نومها لتبدل ثيابها ارتدت معطفها لتغادر الغرفة و تنظر لتايلور الواقف ببرود و تقول: حالما تمتلك الشجاعة لمعرفة الفاعل تعرف أين تجدني لا تتردد بالقدوم
غادرت المنزل بعده بدقائق لتتجه للاستديو انتبه الجميع لها ليشكروها على قدومها خلال هذا الوقت المتأخر من الليل عند كايت الذي عاد للمنزل في تلك الليلة أثناء سيره في الممر عائدا لغرفته التقى بوالده الذي أصابته الصدمة برؤيته يسير مجددا أمامه لكنه لم يبالي بوجوده كثيرا تجاوزه كايت دون قول أي شيء لينزل لاري برأسه بتلك الابتسامة الحزينة ليقول في نفسه: سعيد لرؤيتك مجددا
أكمل سيره بهدوء عائدا لغرفته في الصباح على طاولة الإفطار المليئة بنظرات الاستغراب لوجود كايت برفقتهم تصارع الأطفال على من يجلس بجواره ليحدثوا ضجة في المكان أتت مايا لتدهش من وجوده و تبتسم بمرح ثم تقول: هيا فليجلس الجميع في مكانه
فعلوا ذلك بهدوء فور دخول لاري الغرفة جلس في مكانه و هو يتثاءب ليترقب الجميع ما سيحدث على مائدة الإفطار تناولوا الطعام بهدوء لينهض كايت قبل إنهاء وجبته لتقول مايا: إلى أين أنت ذاهب كايت؟ لم تنهي طعامك بعد
قال كايت: لديّ عمل عليّ اللحاق به
غادر الغرفة ليمنع أي حديث آخر بينهم لتعود أجواء الاكتئاب للغرفة نظروا لوالدهم الشبه نائم يتناول طعامه بهدوء لتقول مايا: عزيزي تبدو مرهقا للغاية لن أدعك تذهب للعمل هكذا أبدا
قال لاري: لدي اجتماع مهم هذا اليوم سأعود بعد إنهائه
قالت مايا: أأنت واثق بأنك ستكون بخير؟
فتح عينيه لينظر إليها و يقول بمرح: من تعتقدينني؟ أنا لاري لوسيل المذهل سأكون بخير بالتأكيد
نظر إليهم باستغراب من تلك الضحكات المكتومة ليبتسم لهم بمرح سامحا لهم بإخراج تلك الضحكات ليقول: أعدكم بنزهة جميلة للعائلة....بعد غد
محيت معالم الحماس التي علت وجوههم منذ دقائق ليضحك بمرح شديد و يكمل تناول طعامه أنهوا طعامهم ليذهبوا لأعمالهم عند كايت الذي كان يسير في ممر الشركة و هو يتلقى أنواع المديح و الهدايا بسبب إصدار ألبومه الجديد وصل لغرفة استراحته ليرى لوسي تجلس بانتظاره و هي تفكر في شيء ما وضع تلك الهدايا على الطاولة لترفع رأسها و تنظر إليه بابتسامة مرحة لتقول: سعيدة برؤيتك أخيرا كايت اشتقت إليك كثيرا كيف سار المؤتمر؟
نظر كايت إليها بهدوء ليبتسم و يقول: بخير كيف كانت أمورك؟
ابتسمت بسعادة لتقول: كانت جيدة لحد ما
نظرت لكمية الهدايا الموضوعة على الطاولة و المنثورة في أرجاء الغرفة لتقول: يبدو أن الجميع يدعمك أكثر مما يفعلون لي
ابتسمت بهدوء لتقترب منه و تحتضن ذراعه لينزل بناظريه إليها طرق الباب ليدخل مدير أعماله و هو يقول: أهلا بعودتك كاي
انتبه لوضعيتهما ليبعد عينيه عنهما و يقول: أتمنى بأني لا أقاطع شيئا مهما
قال كايت: لا أبدا ماذا هناك؟
قال مدير أعماله: حسنا ليس لديك الكثير من العمل اليوم فقط توقيع مجموعة من أقراص ألبومك من أجل توزيعها خلال الحدث القادم للشركة بعد أسبوعين
قالت لوسي: إذا لنخرج معا بما أنك لست مشغولا أخيرا
شعر مدير أعمال كايت بنظراته المنزعجة التي تكاد تقتله لقوله هذا أمامها ابتسم بارتباك ليعذر نفسه و يغادر الغرفة ليعيد نظره للوسي التي بدت مشغولة في التفكير في موعدهما الصغير و الأول غادرا الغرفة معا ليلفتا انتباه الجميع إليهما لتقول لوسي بهمس: ربما يجدر بنا الذهاب لمكان بعيد عن الأضواء
نظرت إليه لترى تعابير وجهه الغير مبالية تماما بالأمر لتتنهد بشيء من الحزن صعدا سيارته ليقودها للمكان المطلوب وصلا لمقهى هادئ مطل على البحر لا يوجد به عدد كبير من الأشخاص رحب بهما النادل ليوصلهما لطاولة على الشرفة المطلة على البحر أخذ كايت نفسا عميقا و هو ينظر للبحر استند على السياج الخشبي ليضع تلك التعابير الوحيدة على وجهه اقتربت لوسي منه بهدوء لتحيط خصره بذراعيها الطويلتين واضعة ذقنها على كتفه لترسم ابتسامة هادئة على شفتيها و تقول: ما بك كايت؟ أنت لا تبدو بخير أبدا أكان العمل مرهقا للغاية؟
لم يجبها بأي شيء ليطلق تنهيدة أقلقتها كثيرا شعرا بتلك الأعين المراقبة لهما و أصوات الهمس التي كثرت في المكان لتبتعد لوسي عنه و تلتفت لمجموعة الأشخاص الواقفين أمام الباب يلتقطون الصور بكاميراتهم انزعج كايت من ذلك ليجلس في مكانه بهدوء حضر النادل لتقول لوسي: لم سمحتم لهم بالدخول لهنا؟ هذا مزعج حقا
قال النادل و هو ينحني: آسف آنستي لم نستطع منعهم من القدوم
تنهدت بانزعاج ليطلب كل منهما وجبة خفيفة مع قهوة عادية تناولاه بهدوء رغم الضجة الكبيرة من حولهما تجرأ أحدهم على الاقتراب ليقول: يبدو أنكما في موعدكما الأول منذ الخطبة
لم يعلق أي منهما على ذلك ليقول: سمعت بأن الخطبة مجرد تمثيل من أجل ألبوم كاي الجديد و فيلمك آنسة بيرون
قالت لوسي بانزعاج: الأمر ليس كما تفكرون أبدا و من أخبرك بذلك مخطئ تماما
قال الصحفي: بالرغم من أننا شاهدناكم في عرض للأزياء معا لم نركما تخرجان كثيرا
قالت لوسي: لأننا مشغولين بما كان لدينا
قال الصحفي: سيكون من الجيد لو أخبرتنا عن أول لقاء بينكما سمعنا أن الخطبة نتيجة عن حب سابق
شعرت لوسي بتلك الحمرة تشتعل في وجنتيها لتنزل رأسها بهدوء اختلست النظر لكايت الغير مبالي بالأمر كله فقط يحدق بالشاطئ تفاجأت من تلك الابتسامة التي ظهرت على شفتيه من العدم لتلحق بنظراته المستمتعة لتنزعج من رؤية تلك المجموعة من الأشخاص على الشاطئ يصورون إعلان ما لتلك الفتاة لتقول في نفسها: هل تلاحقنا هذه الفتاة؟ لابد أنها السبب وراء انزعاج كايت مني سأذهب لأعرف ذلك منها
نهضت من كرسيها لتغادر المكان وسط استغراب الصحافة الذين لحقوا بها لحيث موقع التصوير الذي كان مشغولا بإنهاء المشهد بنجاح أوقفهم عن العمل الفوضى القادمة من خلفهم ليأخذوا استراحة قصيرة سارت بحذائها البني بحبل يفصل الإبهام عن باقي الأصابع أنزلت قبعة القش الكبيرة على وجهها لتبعد أشعة الشمس عنها توقفت عن السير لرؤيتها لوسي تقترب منها مع ذلك الفوج الغريب من الصحافة نظرت بهدوء للوسي الواقفة أمامها بانزعاج شديد لتقول لها: هل أنت تلاحقيننا؟
قالت تولاي: أرجو المعذرة؟
قالت لوسي: توقفي عن التصرف كالبريئة كلما خرجنا معا تظهرين لي من حيث لا أعلم أخبريني من أين تعرفين كايت؟
قالت تولاي: أخبرتك من قبل آنسة بيرون بأنني لا أعرف المدعو كايت هذا
نظرت لوسي لها بغضب و انزعاج شديدين لتحدق في ملامح وجهها لترتخي أكتافها و تقول باندهاش: ألست الفتاة التي كنت تعملين مع ذلك الكاتب توم كوين؟ التقينا أثناء توقيعه لكتب المعجبين أليس كذلك؟
قالت تولاي: لا أعلم ربما فقد حضر كثير من الناس في ذلك اليوم
عضت على شفتيها بانزعاج لتذكرها التعابير التي وضعها كايت على وجهه أثناء ذلك اللقاء لتقول: أنت تعرفينه أليس كذلك؟ لماذا تحاولين إخفاء ذلك بشدة؟
تنهدت تولاي لتقول: يبدو أنك لا تفهمين ما أقوله لك لوسي بيرون توقفي عن إزعاجي
استدارت تولاي لتكمل طريقها لكن ذراع لوسي التي امتدت لتمسك بيدها بقوة أوقفتها لتسقط كلتاهما على الرمال الناعمة انتاب الجميع القلق مما سيحدث تاليا رفعت لوسي رأسها لليد التي امتدت لها لترى كايت يقف بتعابير هادئة أمامها ابتسمت بمرح لتمسك بيده و يساعدها على النهوض نفضت الغبار عن ملابسها لتقول: شكرا لك كايت
قال كايت: لا بأس ماذا تفعلين هنا؟
قالت لوسي: أتيت للحديث معها
نظر كايت لتولاي التي أحيطت بعدد من الأشخاص يهتمون بتنظيف الثوب البرتقالي الطويل الخفيف بأكمام على الكتف به ثنيات صغيرة في الخصر بشكل مائل تموجت في أطراف الثوب العلوية و السفلية درجات اللون الأصفر التقت أعينهما للحظة لتظهر تولاي تعابير منزعجة بينما ابتسم كايت بهدوء ليقول: أهي صديقتك أو ما شابه؟
قالت لوسي بانزعاج: بالتأكيد ليست كذلك أنا أكرهها للغاية على كل من أين تعرفها كايت؟ تبدو مهتما للغاية بها
قال كايت: أنا لا أعرف أي شيء عنها
نظرت إليه باستغراب من كلماته التي ناقضت تلك الابتسامة و العيون الملاحقة بأدنى تفاصيل حركاتها أنزلت رأسها بشيء من الحزن لتقول: أأنت معجب بها كايت؟ هل أنت معجب بتلك العارضة المزعجة؟
التفت كايت بتلك التعابير الغبية المستغربة و المندهشة من كلماتها ليتنهد و يقول: أخبرتك أنني لا أعرفها فكيف سأكون معجبا بها؟ فكري قبل التفوه بأي شيء
قالت لوسي: لكنك تبتسم كلما رأيتها و عينيك تلاحقانها في كل مكان ماذا تسمي هذا إذا؟ أنت لم تنظر إليّ هكذا من قبل أبدا
وقف كايت مقابلا لها ليمسك بيدها و يرفعها قريبا من شفتيه ليهمس لها قائلا: اعذري عيناي فهي لا تستطيع النظر إلى جمالك طوال الوقت تشعران بالخجل من ذلك
احمر وجه لوسي بالكامل لتبعد عينيه عنها ليمحو تلك التعابير اللطيفة من وجهه و يقول في نفسه: هذا الأمر مزعج للغاية
وضع يده حول كتفها ليسيرا مبتعدين عن المكان التفت مرة واحدة بعد لينظر لتلك العيون الباردة المشغولة بالتحديق في الكاميرا ليعود برفقة لوسي لطاولتهما لم تتحدث لوسي معه بأي شيء من شدة الخجل رن هاتفها ليفسد مزاجها رفعت الخط لتقول: مرحبا
قال المتصل: آسف لاتصالي المفاجئ بك لكن حدث أمر طارئ و يريدون قدومك لموقع التصوير الآن
قالت لوسي: لماذا؟ ماذا حدث؟
قال المتصل: الفيلم الذي تشاركين به الآن قد نال جائزة أفضل فيلم لهذا العام
تجمدت تعابير وجهها المندهشة مما سمعته لتغلق الخط و تضع هاتفها على الطاولة بهدوء استرق كايت النظر إليها بشيء من الاستغراب لتقول: لا أصدق ذلك أبدا
قال كايت: أحدث شيء ما في العمل؟
قالت لوسي بحماس و مرح شديدي: أجل لقد نال فيلمي جائزة أفضل فيلم هذا العام
أمسكت بكلتا يديه بحماس شديد لتحمل هاتفها و تتصل بكل من تعرفه لتخبره بالأمر أعاد كايت بصره للشاطئ حيث بدأوا الاستعداد للرحيل بحث بعينيه عن تلك الفتاة التي أثارت فضوله وسط مجموعة الناس تلك ليقول بهمس: هربت مجددا.... سنلتقي قريبا بالرغم من ذلك
رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه حالما وقعت عينيه عليها تسير بهدوء رفعت رأسها لتنظر إليه يحدق بها لتظهر ملامح الانزعاج على وجهها و تقول في نفسها: من يكون هذا الشخص؟ و لم أقابله مؤخرا؟ إنه يزعجني كثيرا
أنزلت رأسها بهدوء لتعود للسيارة الكبيرة التي بدلت ثيابها فيها منذ ساعة ارتدت ثيابها من جديد لتغادر السيارة حاملة حقيبتها لتضع يدها على جبينها حامية عينيها من أشعة الشمس القوية اقترب منها أحد الصحفيين الذين أرادوا معرفة المزيد عما حدث أمامهم ليقول: آنسة لوريجن ما معنى ما حدث منذ قليل مع الآنسة بيرون؟
قالت تولاي: لا أعرف عما تتحدث ليس لديّ وقت لأضيعه
سارت خطوتين مبتعدة عنه ليوقفها بقوله: إذا هل يعد هذا أنك على علاقة مع كاي؟
توقفت عن السير لتنظر إليه ببرود بعد تنهيدة منزعجة شعرت بخوفه من نظراتها لترسم ابتسامة هادئة قائلة: لا أعرف من يكون كاي أو كايت هذا....شكرا على وقتك سيدي
انحنت له بهدوء لتكمل سيرها للسيارة التي ستوصلها للاستديو وصلت قبل الموعد بدقائق لتخطو خطواتها الأولى داخل المكان لتلاحظ الفوضى و الضجة العارمة في المكان سارت بهدوء وسط الأشخاص المسرعين لمكان ما لتقف أمام الشخص الوحيد الواقف بينهم لتقول: ما الذي يجري هنا؟
التفت إليها ذلك الشخص بتعابير مندهشة من برودة صوتها ليقول لها: ألم تعرفي بالأمر بعد؟ لقد قتل السيد براندون
نظراتها الباردة لم تتغير بعد لتنظر في اتجاه الدرج الذي غادره الكثيرون لتسير وسطهم بهدوء شديد لتصل لمكتب السيد براندون لترى الدماء تناثرت على النافذة الزجاجية و الباب دخلت لترى قاتله لا يزال يقف بالقرب من جثته المستندة على الكرسي بابتسامة باردة رفع رأسه لتظهر عينيه الرماديتين الفاتحتين من خلف نظارته البيضاوية الخفيفة أنزل القبعة السوداء الطويلة عن رأسه ليظهر شعره الأرجواني الفاتح الطويل ذو الأطراف الرمادية الفاتحة فتح شفتيه لينطق بشيء ما لكن سيفها الذي وضع بالقرب من عنقه منعه من التحرك ليضحك باستمتاع شديد و يقول: كالأيام الخوالي تماما تولاي أتيت للاطمئنان عليك بعد كل هذه السنوات ألم تشتاقي إليّ؟
قربت السيف من عنقه أكثر ليرفع رأسه قليلا محدقا بسيفها الطويل الحاد القريب منه اختفى من أمامها ليظهر بالقرب من الباب مستندا عليه ليقول: سعيد برؤيتك مجددا عزيزتي تبدين أكثر جمالا بهذه الدماء المعلقة عليك
لم تتغير تلك النظرات الباردة من عينيها لتلتفت ناحية النافذة المطلة على الشارع لترى رجال الشرطة و الإسعاف في المكان لتعيد بنظرها لذلك الرجل لتراه قد اختفى من المكان اعتدلت في وقفتها لتخفي سيفها دخل رجال الإسعاف ليروها تجلس بهدوء وسط الدماء المتناثرة في أرجاء الغرفة اقترب منها أحدهم ليقول لها: هل أنت بخير يا آنسة؟
نظرت في اتجاهه بهدوء لتغادر تلك الدموع عينيها لتظهر الحزن على ملامح وجهها الهادئة ساعدها على النهوض ليخرجها من الغرفة ليوقفها أحد رجال الشرطة و يقول: نحتاج لبعض الأجوبة منك يا آنسة
هزت رأسها بموافقة لتسند بجسدها على إحدى الطاولات الموجودة في المكان سألها الشرطي بضعة أسئلة لتجيبه بما لديها بعد استجواب طويل مع كل الموجودين و نقل الجثة للمشفى عادت تولاي لمنزلها في المساء لتدخل حمامها لتستحم و تبعد رائحة الدماء عنها لفت جسدها النحيل بمنشفة سوداء منقطة بالأبيض تصل لمنتصف ساقها غادرت الحمام لتشتم رائحة غريبة في المنزل لتقع عينيها فورا على الرجل الذي يفتش في ثلاجتها البيضاء المتوسطة الحجم انتبه لوجودها في المكان ليبعد وجهه عن الثلاجة و يغلقها بفمه المليء بالطعام و يقول: لماذا لا تتناولين الكثير من اللحوم؟ لا أتعجب كونك هزيلة هكذا
نظرت إليه بانزعاج شديد ليسمح بالطعام بالنزول لمعدته سريعا اقترب منها ليقول: لا داعي لكل هذا الغضب عزيزتي لم أكن لأستطيع لفت انتباهك بدون فعلها
اتجهت تولاي ناحية هاتفها الموضوع على المنضدة لتحمله و ترفع الخط بهدوء لتقول: مرحبا سام
قال سام بصوت قلق: لقد سمعت ما حدث في مقر عملك هل أنت بخير؟ حمدا لله أن جينجر نائمة
قالت تولاي: أنا بخير سام لا داعي لهذا القلق
قال سام: أواثقة من ذلك؟ أين أنت الآن؟
قالت تولاي: أنا في المنزل الآن عدت للتو بعد استجواب الشرطة
تنهد بارتياح ليقول: حقا آسف لما جرى لك أتمنى أن يمسكوا بقاتله عاجلا
رفعت رأسها لتنظر لذلك الرجل بهدوء لتقول: أجل أتمنى ذلك أيضا أتمنى أن تعذرني الآن
قال سام: آسف للاتصال في وقت كهذا
أغلق الخط لتضع الهاتف في مكانه من جديد توجهت نحو غرفتها لتبدل ثيابها و تغادرها لتراه يجلس يشاهد التلفاز بهدوء تام نظر إليها ليبتسم بمرح و يعود بناظريه للتلفاز لتقول: ماذا تفعل هنا زيس؟
قال زيس: لا شيء شعرت بالملل و اشتقت إليك فأتيت للبقاء عندك
قالت تولاي: تعرف أن منزلي ليس فندقا لك غادره الآن
قال زيس: يا إلهي أنت لست مضيافة أبدا كما عهدتك
رسم ابتسامة راضية عن كلماته لتمحى فور شعوره بذلك المسدس قرب رأسه لينهض بهدوء و يقول بابتسامة مرتبكة: أنا أمازحك و حسب سأغادر الآن بالتأكيد لا داعي لكل هذا التوتر أبعدي هذا الشيء عني
أبعدت تولاي المسدس عنه بهدوء ليقترب منها بهدوء و يهمس قائلا: سنلتقي مجددا يا حبي
ابتسم بعدها بلطف ليختفي من أمامها لم تتغير تعابير وجهها لتسير في اتجاه المطبخ لتحضر شيئا ما





 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:29 AM

رد مع اقتباس