الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2020, 01:52 AM   #34
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






مضت عدة أيام هادئة ليعود كايت لعمله بعد إصرار والديه على بقائه في المنزل لفترة أطول في مساء ذلك اليوم دخل غرفة الاجتماعات ليرى الجميع في انتظاره جلس على أقرب كرسي فارغ ليبتسم له المخرج و يقول: و أخيرا ها قد انضم إلينا الممثل الرئيسي كايت لوسيل
صفق الجميع له بمرح شديد عدا الشخص الجالس مقابلا له و بدا متعبا رغم تعابير وجهه الهادئة ليقول: آسف لأنني تأخرت هكذا و عطلت جدول أعمالكم
ابتسموا له بلطف تحدث المخرج عن الفيلم و أحداثه و متطلباته انتهى الاجتماع سريعا ليغادره الجميع تحلق الجميع حول كايت ليتحدثوا معه و يخبروه بأشياء كثيرة أزعجته أراد الرحيل لكنه لم يستطع الهروب منهم ليأتي مدير أعماله و يقول: أعتذر جميعا على كاي المغادرة الآن صحته لم تتحسن بعد
اعتذروا إليه ليغادرا مبنى الشركة من الخلف ليريا تولاي تسير وحدها على الرصيف اقترب مدير أعمال كايت منها ليقول بمرح: مرحبا آنسة لوريجن أيوجد من يعيدك للمنزل؟
التفتت تولاي إليه بنظراتها الهادئة ليشعر بارتباك شديد ليبتسم لها بهدوء اقترب كايت منهما ليقول: بإمكاننا إيصالك لمنزلك
قالت تولاي بنبرتها الباردة: أنا بخير هكذا منزلي ليس بعيدا من هنا
قال كايت: آنسة لوريجن سمعت أنك السبب وراء تأجيل العمل شكرا لك
لم تجبه تولاي بأي شيء بانتظارها لقول شيء آخر ابتسم لها بهدوء لتغادر المكان قال مدير أعمالها: لا تتحدث كثيرا كما قالت الشائعات و إبدائك اهتماما بها مثير للاستغراب حقا كاي هل بإمكاني معرفة السبب؟
قال كايت: أنا أيضا لا أعرف
صعدا السيارة ليبدأ كايت بقيادتها عائدا للمنزل عند تولاي التي كانت تسير بهدوء في شوارع المدينة قبل وصولها لمنزلها لتشعر بشخص يسير خلفها مطابقا خطواتها الصغيرة و الهادئة لتتوقف عن المسير قرب باب شقتها و تقول بنبرة هادئة و صوت منخفض: زيس اغرب عن وجهي
قال زيس: أخاف النوم وحدي كما تعلمين
قالت تولاي: هذه ليست مشكلتي كما تعلم
ابتسم لها بمرح شديد ليقترب منها بهدوء و يحتضنها بشدة ليهمس في أذنها قائلا: تصبحين على خير حبيبتي
ابتعد عنها ليغادر المكان دخلت شقتها لتغلق الباب خلفها بدلت ثيابها لتستلقي على السرير و تنام على الفور نهضت على رنين منبه الهاتف لترفع جسدها عن السرير بإرهاق شديد نظرت لشاشة الهاتف التي أضاءت بذلك المنبه القافز كتب تحته "زفاف جون" نهضت من السرير لتذهب و تستحم ارتدت ثيابها لتغادر لعملها عند كايت الذي أنهى تناول إفطاره مع أفراد العائلة نهض من الكرسي لينظر الجميع إليه باستغراب ليبادلهم النظرات ذاتها ليقول كايت: ماذا هناك؟
قال تيم بابتسامة: تبدو متحمسا لشيء ما هذا اليوم كايت
قال بريس: أجل تبتسم من فترة لأخرى
قالت مايا: أجل لاحظت ذلك أيضا
رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ليغادر دون البوح بأي شيء لتقول ماري: ربما حدث شيء جيد مع الآنسة بيرون
قال لاري بمرح: أجل بالتأكيد أنت رائعة في الاستنتاج ماري كوالدك تماما
قالت ليدي: حقا لا يوجد شخص يشبهك مثل أخي يا أبي أواثق بأنه ابنك؟
ضحك الجميع بمرح شديد لتقول مايا: حسنا هيا استعدوا للذهاب للمدرسة
غادروا غرفة الطعام ليعودوا لغرفهم ليهتموا بأشياء المدرسة بعد غياب الشمس من السماء لترسم لوحة غروب جميلة على المدينة بدأت السماء في الهطول بغزارة شديدة ليسرع الناس بالهرب من قطرات الماء المهاجمة عليهم بسرعة في وسط زحام الشارع أمام تلك الإشارة الحمراء فتح كايت نافذة سيارته ليمد يده للخارج سامحا للمطر بتبليل ثيابه نظر إليه مدير أعماله باستغراب ليبتسم لاحقا و يقول: يبدو أنك تحب المطر كثيرا كاي
قال كايت: أجل
قال مدير أعماله بابتسامة: تبدو سعيدا هذه الأيام أحدث شيء ما مع الآنسة بيرون؟
لم يجبه كايت بأي شيء لينظر ليده التي تزلجت قطرات المطر الباردة عليها ليقود السيارة من جديد بهدوء حتى وصلوا لموقع التصوير رحب بهم الجميع ليتلفت كايت بين الحضور لتقع عيناه على لوسي القادمة في اتجاهه شعر بشيء من خيبة الأمل و الانزعاج اقتربت منه لتحتضن ذراعه بمرح شديد و تقول: مساء الخير عزيزي كايت لم أرك منذ فترة كيف حالك؟ تبدو صحتك أفضل حمدا الله لقد كنت قلقة عليك للغاية
نظر لها بهدوء ليقول: أنا بخير كما ترين
ابتسمت له بمرح شديد لتشد من عناقها ليديه اقترب منهم المخرج ليقول: حسنا يا طائرا الحب هل تمنعان الانضمام لنا؟
قالت لوسي: آسفة لذلك سيدي
ابتسم لهما بمرح ليسيرا خلفه حيث اجتمع الممثلون ليلتقطوا صورة الفيلم قال المصور و هو يبعد رأسه عن الكاميرا: أين هي الآنسة لوريجن؟ أليست صاحبة الدور الرئيسي؟
انزعجت لوسي لكلماته تلك ليقول المخرج بابتسامة: هي لن تأتي بسبب ظروف خاصة بها و لا داعي لتواجدها في الصورة
قال المصور: حسنا لنتلقط الصور
بدأ بالتقاط الصور للممثلين بوضعيات مختلفة حتى انتهوا العمل تمام التاسعة و خمس دقائق ليغادر الجميع أوصل كايت لوسي لمنزلها لتقول له بمرح: سنلتقي في زفاف عائلة لوريجن تطلع لرؤيتي هناك أراك لاحقا
ابتعدت عن السيارة لتدخل المنزل مسرعة تفكر في الثوب الذي سترتديه عاد كايت للمنزل ليرى المنزل في حالة اضطراب ليستغرب ذلك التقى بكبير الخدم أثناء صعوده الدرج ليقول: ماذا هناك؟
قال كبير الخدم: السيد لوسيل قادم للمنزل صباح الغد بعد انتهاء زفاف عائلة لوريجن الذي دعيتم إليه
انزعج كايت لذلك الخبر ليعود لغرفته و يستعد للذهاب للحفل في منزل عائلة لوريجن الكبير حيث يقام حفل الزفاف كان بعض المدعوون قد قدموا بالفعل رحب بهم أفراد العائلة و العريس أيضا بابتسامته التي اعتادوا عليها اقترب والده منه بمرح ليقول: يبدو أنك متوتر على غير المتوقع جون
ابتسم جون لوالده ليقول: أنا لست كذلك حقا كل ما في الأمر أنني بانتظار شخص
قال والده و هو يضرب ظهره بخفة: لا عليك سيأتي ذلك الشخص بالتأكيد
نظر جون لوالده باستغراب ليقول بهمس: أواثق بأنها ستأتي يا أبي؟
قال والده: أجل واثق من ذلك
لفت انتباههما صوت العصا التي تطرق الأرض بطريقة منزعجة نظرا لصاحبها لتظهر ابتسامة مرتبكة على وجهيهما ليقول جون: مرحبا جدي
قال الجد: تعرفان بأن أفراد العائلة لا ترحب بحضورها لم أزعجت نفسك بدعوتها رين؟
قال رين بنظرات مرتبكة تحاول الهرب: في الواقع قامت بمساعدتي في أمر ما لذلك أردت شكرها و دعوتي لها فقط حجة للقاء بها
قال الجد: هل لي بمعرفة ذلك الأمر؟
لم يجب رين بأي شيء مبعدا عينيه عن والده لتقع على زوجته التي تشارك بالاهتمام في بعض الأمور بابتسامتها المشرقة ليقول: كنت أتساءل عن السبب وراء تغيرها
قال رين بابتسامة: أتمنى ألا تمانع بقائها و لو قليلا أبي
قال الجد: رين لا استثناءات كما أن شقيقيك سيقومان بافتعال مشكلة معها
نظر لجون ليلمح نظرات حزينة داخل عينيه المتجهتين للأرض بالرغم من ابتسامة شفتيه تجاوزهما ليسير داخل الحديقة مرحبا بالضيوف نظر رين لجون الذي انبعث منه شيء من الحزن لأوامر والده بدأ المكان في الازدحام ليدخل كايت برفقة لوسي الحديقة الجميلة المزينة بالأبيض و الأزرق الفاتح رحب بهم رين ليقول بابتسامة: مرحبا بكما سيد لوسيل و آنسة بيرون يسعدنا تواجدكما معنا
قالت لوسي بمرح: أجل يسعدنا ذلك أيضا مبارك لكم الزواج
قال رين: لم أرى عائلتك آنسة بيرون ألن يستطيعوا القدوم؟
قالت لوسي: تعرف فقط الزحام و المطر لا يتناسبان أبدا
قال رين بمرح: سأكون في انتظار قدومهم
التفت كايت للصوت الذي يناديه بهمس من الخلف ليرى وجه روي قريبا من وجهه للغاية بتلك الابتسامة التي لطالما أزعجته ليبتعد عنه بهدوء و يقول: ماذا تفعل أنت هنا؟
قال روي بمرح و هو يلف يده حول عنق كايت: لا تكن قاسيا هكذا كايت
نظرت له لوسي لتقول بابتسامة مرحة: أهلا بك سيد كيون سررت بلقائك مجددا
قال روي بمرح: و أنا أيضا آنسة بيرون
ابتسم لها ليتقدمهما و يسير بالقرب من والدته فعل كايت المثل ألقت لوسي التحية على كل من مرت بهم بابتسامتها المتألقة و المرحة لتجلس بالقرب من والدتها المبتسمة بمرح لكايت الواقف قريبا من لوسي لتقول: لم نرك منذ فترة كايت كيف هو حالك؟
قال كايت بهدوء: بخير سيدتي
قال والد لوسي بابتسامة عريضة: نتطلع لأن نصبح عائلة واحدة قريبا
انزعج كايت من ذلك ليفتح شفتيه ليقول شيئا ما لكن ظهور مايا منعه من قول أي شيء لتقول بمرح و هي تحيط ذراعيها حول ذراع كايت: مرحبا سيد و سيدة بيرون أتمنى ألا تمانعوا أخذ كايت منكما
قال والد لوسي بابتسامة: بالتأكيد لا فهو ابنكم في النهاية
قالت مايا بمرح: أتمنى أن تقموا بزيارتنا في المنزل قريبا
ابتعدت عن طاولتهم مع كايت الذي لم يخفي تعابير وجهه المنزعجة همست له قائلة: عليك الابتسام و لو قليلا كايت
قال كايت: لا أرغب بذلك
قالت مايا: سيغضب والدك لرؤية هذا الوجه لا نريد إدخال الآخرين في مشاكلنا الشخصية و لا يجدر بنا إفساد سعادتهم أيضا صحيح؟
تنهد كايت بانزعاج ليبعد تلك التعابير عن وجهه ابتسمت مايا لتجلس على الكرسي القريب منها رفع لاري رأسه لكايت الواقف دون حراك لينظر إليه باستغراب و يقول: ماذا هناك كايت؟
قال كايت و هو يسحب أحد الكراسي بهدوء: لا شيء
قالت مايا: لم أتوقع حضور هذا العدد القليل من الناس و لا دعوتنا أيضا
قال لاري: حقا بالنسبة لاحتفالاتهم هذا عدد يسير ربما هي رغبة العروس
قالت مايا: أجل هناك بعض الوجوه الغير المؤلفة لديّ
التفت ثلاثتهم للباب حيث توجهت أنظار الجميع لدخول ذلك الشخص بثوبه الأسود المنفوش الطويل الذي غطى حذائها الأسود ذو الكعب العالي بأكمام طويلة بيضاء نهايتها على شكل زهرة رفعت شعرها الطويل كذيل الفرس لتزينه بوردة بيضاء كبيرة أخفت وجهها خلف القناع الأبيض التي نفشت عليه فراشة سوداء على الطرف الأيسر لم تبالي بتلك النظرات المتوجهة نحوها لتسير وسط ذلك الحفل لتجلس على أحد المقاعد الفارغة بعيدا عن المدعوين قال لاري: و من تكون غريبة الأطوار هذه؟
قالت مايا: جذبت انتباه الجميع إليها لابد أن الجميع يرغب بمعرفة هويتها
قال لاري بابتسامة: لن أستغرب لو تقرب أي شاب منها بغية التعرف إليها
قالت مايا و هي تنفخ وجنتيها: أتقصد بأنها أجمل مني لاري؟
قال لاري و هو يقبل كفها بلطف: بالتأكيد لا حبيبتي مايا فأنا حتى لم أنظر لوجهها
قالت مايا بانزعاج مصطنع: تقصد بأنك لو رأيتها ستغير رأيك؟
ضحك لاري بمرح لتبتسم له نظر كايت لها بشيء من الاستغراب ليحجبها روي بوقوفه أمامه بابتسامة مرحة ليقول: تنظر لفتاة أخرى بينما مخطوبتك تبحث عنك في كل مكان
نظر كايت إليه بشيء من الانزعاج لتقول مايا بابتسامة: أهلا بك روي هل أتيت لأخذ كايت معك؟
قال روي: أهلا سيد و سيدة لوسيل و أجل فهناك من يبحث عنه
نظر لاري إليه بهدوء ليبتسم روي له نهض كايت ليغادر برفقته ليهمس روي قائلا: يبدو أن والدك لا يزال لا يحبنا
قال كايت: لا تهتم له ماذا تريد مني الآن؟
قال روي و هو يخرج لسانه بمشاكسة: لنذهب لإلقاء التحية على الضيفة المجهولة
نظر كايت إليه بانزعاج و استغراب ليمسك بذراعه و يسحبه خلفه لحيث تجلس تلك الفتاة توقفا حالما رأيا رين و جون يقفان بالقرب من طاولتها ليقول روي: يبدو أنها من معارف العريس كما اعتقدت
قال كايت: لم أردت التحدث إليها؟
قال روي بمرح: لا شيء إشباع فضول فقط
انزعج كايت منه ليبتعد عنه التفت ليرى لوسي تقترب منهما بابتسامة مرحة وقفت أمام كايت لتقول: دعنا نرقص قليلا كايت
قال روي: إذا يجدر بي الذهاب الآن استمتعا بوقتكما معا
ابتسم لها ليغادر المكان نظر كايت إليه بانزعاج ليقول في نفسه: أنت السبب وراء هذا روي لن أدعك تفلت بفعلتك
غادر برفقة لوسي لحيث اجتمع مجموعة من الأشخاص يتراقصون على أنغام الموسيقى الهادئة عند الفتاة الغامضة وقف جون و والده الذي قال بمرح: يسرنا قدومك للحفل تولاي
قال جون بابتسامة لطيفة و سعيدة: أجل سعيد للغاية برؤيتك هذا اليوم تولاي
نهضت تولاي من مكانها لتحيطه بذراعيها تفاجأ جون من فعلها لكنه ابتسم و بادلها العناق ليقول لها بصوت هامس: أنا حقا سعيد لوجودك هنا تولاي
قالت تولاي: أمامك مستقبل مبهر معها لا تفرط بها أبدا
قال جون بعد ضحكة محرجة: أجل لن أفعل
زاد من احتضانه لها بتلك الابتسامة السعيدة ابتعد عنها لتفعل المثل مع رين الذي قال: و اعتقدت أن الأمر هدية لجون لكنني سعيد بذلك شكرا لتلبيتك الدعوة
قالت تولاي: أتمنى أن تزهر أيامك بالسعادة سيد لوريجن
قال رين بمرح: و لك أيضا عزيزتي تولاي
اقتربت والدة جون لتشارك في ذلك الحدث الصغير انحنت تولاي لها بهدوء لتقول: يا إلهي أنت مهذبة للغاية لا داعي لكل هذه الرسمية
قالت تولاي: أتمنى أن تكوني بخير الآن سيدة لوريجن و مبارك
قالت والدة جون: شكرا لك آنسة لوريجن سعيدة حقا لقدومك بالرغم من كل شيء
هزت تولاي رأسها بالموافقة لترسم الابتسامات على وجوههم اعتذرت منهم لتغادر الحفل بعد إصرارهم على البقاء في الحفل وقفت أمام البوابة الحديدية لبعض الوقت لتخلع القناع من وجهها لتظهر ملامح وجهها الباردة و عينيها الخاليتين من المشاعر لتسير بهدوء في الطرقات حتى توقفت سيارة ما أمامها ليظهر زيس منها بابتسامته و يقول: لم ينتصف الليل بعد أيتها السيندريلا الجميلة
انزعجت مما قاله لكنها لم تبالي له فتح لها باب السيارة الخلفي لينحني بهدوء و يقول: تفضلي بالدخول للسيارة آنستي الجميلة
رفعت تولاي ثوبها المنفوش لتصعد السيارة أغلق زيس الباب ليعود لمقعده و يبدأ بقيادتها مبتعدا عن المكان توقف أمام الإشارة لينظر لتولاي المحدقة بالنافذة ابتسم لها بإعجاب شديد ليقول: تبدين جميلة حقا تولاي
لم تبالي تولاي بالإجابة عليه لتتسع ابتسامته عاد لقيادة السيارة مسافة طويلة عائدين للمدينة في منزل لوريجن حيث الجميع متحلق حول العروسين بابتسامات سعيدة قال روي لكايت الواقف بعيدا عن ذلك التجمع: متى سنراك هكذا أنت أيضا كايت؟
نظر كايت إليه بانزعاج شديد ليمحو الابتسامة من وجهه و يقول: ماذا هناك؟ لا تبدو سعيدا أبدا
قال كايت: لأنني لست كذلك
قال روي: أحدث شيء ما مجددا؟
قال كايت: لا شيء
نظر روي إليه بنظرات فاحصة ليتنهد بهدوء و يقول له: عزيزي كايت أنا لن أتركك تذهب دون إخباري بما يشغل رأسك
قال كايت: أنا لن أتزوج من تلك الفتاة
نظر روي إليه باندهاش مما قاله ليبتسم له بلطف و يبعثر شعره بمرح و يقول: إذا هناك من تريديها؟ هذا جيد لم أتوقع أنك ستقع في حب إحداهن يوما
أبعد كايت يده عنه بانزعاج شديد و قال بغضب: أخبرتك أن تتوقف عن التحدث معي في هذه الأمور ثم أنه من المستحيل أن أقع في حب أي فتاة
ابتعد عن روي منزعج من ذلك الحديث ليغادر المكان صعد سيارته ليبدأ في قيادتها و هو يشعر بالانزعاج ليقول في نفسه: تبا له هذا المزعج
عض شفتيه بغضب لتندفع الدماء من حيث ذلك الجرح انتبه للطريق الذي تناثرت عليه أجزاء سيارة ما أوقف سيارته ليغادرها و يتقدم من حطام السيارة ليرى مجموعة كبيرة من الأشخاص يهاجمون على شخص جريح دماؤه غطت جسده بالكامل شعر بجسده يضعف لمنظر الدماء ليسقط جسده على الأرض أنفاسه بدأت تزداد ليقول في نفسه: هذا ليس وقته أبدا عليّ مساعدة ذلك الشخص
انتبه للحذاء الأسود القريب منه ليرفع رأسه و ينظر لذلك الشخص الذي كان يتعرض للهجوم منذ دقائق لم تظهر ملامح وجهه فالرؤية بدأت تضعف عنده اقترب ذلك الشخص منه ليجثو على ركبتيه ببطء و يقول بابتسامة ساخرة و صوت متألم: أأنت بخير أيها الشاب الصغير؟
تلك العيون التي نظر بها كايت لذلك الشخص جعلته يقهقه ليرفع يده ليجعل قطرات الدماء تتساقط أمام عينيّ كايت بإغراء شديد ليقول: يا إلهي كم أنت مثير للشفقة أيها الخفاش الصغير
التفت ذلك الشخص لصوت الشخص الصارخ باسم كايت مقتربا منهما نظر ذلك الشخص نحوه بغضب ليقول: ماذا فعلت لكايت يا هذا؟
نهض ذلك الشخص ليقول بابتسامة مستمتعة: يجدر بي الرحيل الآن
ابتعد عنهم بخطوات سريعة ليختفي في الظلام اقترب ذلك الشخص من كايت ليقول له: هل أنت بخير كايت؟ أحدث لك أي مكروه؟
نظر كايت إليه بهدوء ليقول بصوت متعب خافت: خذني للمنزل....روي
فقد وعيه بعد ذلك حمله روي ليدخله سيارته اتصل بوالديه ليخبرهما بما حصل أسرعوا في أخذه لمنزل العائلة في المدينة لم يتأخر الطبيب عن القدوم لرؤيته بقي روي بقربه لبعض الوقت حتى طرقت مايا الباب لتدخل الغرفة و تقول بهدوء: آسفون لإزعاجك بهذا الأمر
قال روي: لا عليك سيدة لوسيل فكايت مهم بالنسبة لي أيضا
ابتسمت مايا له بلطف ليعيد نظراته لكايت النائم بتعابير حزينة جدا شعر روي بذلك الحزن المتدفق منه ليقول في نفسه: ليتني داخل حلمك أسعدك هناك أيضا
نظرت مايا إليه باستغراب ففد اعتادت على رؤية وجهه البشوش و المبتسم دائما لتقول في نفسها: لم أتوقع رؤيته جادا و حزينا هكذا
التفتت للباب الذي فتح بعد طرق خفيف دخل لاري ليقترب من مايا بهدوء ليقول: كيف هو حاله الآن؟ أستطيع رؤية تحسن بسيط به....هذا كله بسبب عناده
قالت مايا: بل بسبب إهمالنا له أصبح الأمر هكذا إنه حقا في خطر محدق
قال روي: ماذا تقصدين بذلك سيدتي؟
صمتت مايا دون الإجابة على سؤاله نظراته الجادة أجبرتها على فتح شفتيها للتفوه بشيء ما لكن لاري أوقفها بإمساك ذراعها نظر لروي بشيء من الانزعاج ليقول: أعتقد بأنك أخذت وقتك بالبقاء معه رجاء غادر الآن
قال روي: لا يمكنني ذلك حتى معرفة ما كنتما تتحدثان عنه منذ قليل
قال لاري: هذا لا يعنيك أبدا
نهض روي من كرسيه بانزعاج شديد و يقول: أنا لا أهتم بمشاكلك مع عائلتي لكن كايت شخص مهم بالنسبة إليّ و أنا لن أدعك تفرق بيننا أبدا سيد لاري لوسيل
غضب لاري مما قاله روي ليقول له بغضب و هو يتقدم بخطوات هادئة نحوه: حاولت أن أكون لطيفا معك لكن يبدو أن ذلك لا يجدي نفعا
حاولت مايا منع لاري من فعل أي شيء لكنه أبعدها عنه بهدوء مانعا إياها من التدخل رفع كايت جسده بتعب من السرير ليقول بصوت غاضب و عالي ظهر عليه الإرهاق: تبا لكما فقط غادرا من هنا
نظرا لكايت الذي بالكاد يستطيع التنفس و العرق قد ملأ جسده غادرت الدموع عينيه من كابوسه المريع نظر كايت إليهما بغضب شديد اقتربت مايا منه لتحاول إعادته للسرير و هي تقول: لا تجهد نفسك كايت أنت لا تزال متعبا عليك أخذ قسط من الراحة
قال كايت: فقط دعوني وحدي أنتم مزعجون للغاية لا أريد رؤيتكم
أنزل رأسه بألم و حزن شديدين كانوا للمرة الأولى منذ سنوات يشاهدون كايت يبكي بتلك الطريقة غادروا الغرفة بهدوء نادمين لما حدث شد كايت قبضته على بطانيته البيضاء تساقطت قطرات دموعه على كفيه عاد ذلك الشريط المؤلم و الموحش لعقله لتزداد تلك الدموع أكثر و أكثر ليهمس قائلا: أمي
انتهى من بكائه بعد فترة طويلة تورمت عيناه فيها ليعيد بجسده للسرير من جديد




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:35 AM

رد مع اقتباس