الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2020, 01:55 AM   #38
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






مضت عدة أيام التصوير لا يزال قائما و زيس لا تتحسن صحته كايت ليس أفضل منه أيضا حتى صباح يوم عطلة تولاي استيقظت على صوت سعال زيس النائم فوق الأريكة كالمعتاد بدلت ثيابها و ارتدت معطفا شتويا بني اللون غادرت الغرفة لتقف أمام زيس بهدوء و تقول في نفسها: هذا سيكون أفضل له بالتأكيد
وضعت يدها على جبينه لتجد حرارته مرتفعة بعض الشيء قبل أن تبعدها أمسك زيس بها ليفتح عينيه بإرهاق مع تلك الابتسامة ليقول: أخبرتك ألا تقلقي بشأني سأكون بخير
ابتعدت تولاي خطوات قليلة عن الأريكة لتسمح له بالاعتدال في جلوسه ليسند ظهره للأريكة لتتنهد بانزعاج و تقول: سنغادر هذا المكان الآن
قال زيس باستغراب: و إلى أين سنذهب؟
لم تجبه تولاي بأي شيء فقط نظرت لعينيه المتعجبتين من طلبها لينهض و يسير خلفها بهدوء صعدا سيارة أجرة لتقول للسائق: رجاء خذنا للمطار
كبر ذلك الاستفهام فوق رأس زيس الذي بدأت رؤيته تصبح ضبابية ليقول في نفسه بانزعاج: تبا لم كان يجدر بهذا أن يحدث الآن؟
وصلا للمطار لتتدبر تولاي الاجراءات اللازمة لسفرهما ليصعدا الطائرة جلس زيس في المقعد الأزرق الداكن قرب النافذة أغمض عينيه بسبب ذلك الصداع الرهيب الذي زار رأسه ليشعر بقليل من الدوار وضع رأسه على كتف تولاي التي لم تمانع الأمر بتاتا ليقول لها بهمس: يبدو أنني كنت سببا في قلقك أكثر من مساعدتك أعتذر عن ذلك
قال تولاي: هذا لا يهم فقط اصمت
ابتسم بهدوء ليمسك بيدها الموضوعة على ذلك المسند الأسود بينهما و يغمض عينيه ليحلم بذكرى بعيدة " كان زيس الصغير يجلس على الأرض قرب إحدى الأشجار يبكي بشدة و صوته مرتفع وجهه قد شوه بسبب تلك الكدمات و الجروح ملابسه تلوثت ببقع طين كبيرة مختلفة الأماكن رفع رأسه حالما سمع صوت خطوات تقترب منه بين الشجيرات البعيدة عنه توقف الصوت مع توقف دموعه عن الهطول ليسمع الصوت من جديد و يقفز فزعا من مكانه ظهر ذلك الشخص أخيرا فتاة صغيرة صاحبة شعر أسود قصير و عينين واسعتين مختلفتي اللون تنظران إليه ببرود شديد أعجب تماما بتلك الملامح الهادئة و الجميلة التي جمدته في مكانه يسرح في خياله ليقول في نفسه باستغراب شديد: من تكون هذه الفتاة؟ و ماذا تفعل في هذا المكان؟
تقدمت منه بخطوات صغيرة بينما هو يفصل معالم وجهها متسائلا عن شخصها وقفت أمامه لينتظر ما ستقوله الفتاة الغامضة لتقول بصوتها النحيل و نبرتها الهادئة: توقف عن البكاء كالرضع أنت مزعج للغاية
صدم تماما من كلماتها التي لم يتوقعها لينزل رأسه للأرض و يقول بإحراج و خيبة أمل بصوت عالي: آسف لأنني أزعجتك لكن ماذا أفعل؟ فأنا أتألم كما ترين
شعر بالانزعاج يتسلل إليه ليقول في نفسه بغضب: من تحسب نفسها لتتحدث معي هكذا؟ إنها مزعجة للغاية
شعر بنظراتها الفاحصة له ليشعر بالارتباك ظهر أمام نظره ذلك المنديل القماشي الأزرق الداكن رفع رأسه لينظر إليها باندهاش من تصرفها بدأت الابتسامة بالظهور على وجهه بالتدريج ليقول لها: شكرا لك لكن لا أستطيع استخدامه فهو يبدو ثمين للغاية
قالت الفتاة و هي تنظر للمنديل: لست بحاجة إليه خذه و حسب
أخذ المنديل ليمسح به تلك الدموع و الدماء القليلة التي ظهرت على وجهه سمعا صوت فتاة تنادي شخص ما تقترب منهما وصلت إليهما لتلتقط أنفاسها الهاربة منها نظرت للفتاة بتوبيخ لتقول لها: لماذا اختفيت هكذا؟ لقد اتفقنا على بقاءك داخل محيط المنزل
انتبهت تلك الفتاة لزيس الذي ينظر إليها باستغراب لتقول بشيء من الصدمة: هل فعلت الآنسة الصغيرة بك هذا؟
قال زيس: لا لم تكن هي
تنهدت بارتياح شديد لتقول: أيا يكن فقط عد لمنزلك و لا تخبر أحدا بأنك رأيتها
قال زيس: لم ذلك؟
قالت الفتاة: وجود الآنسة الصغيرة يخيف الجميع و لا يعرف أحدا حتى الآن بوجودها لذا ابقه سرا بيننا حسنا؟
قال زيس: سأفعل لكن لم الجميع يخاف منها؟
نظرت الفتاة للطفلة التي بدأت تسير مبتعدة عنهما لتنزل لمستواه و تقول بصوت أقرب للهمس قريبا من أذنه: لأنها فراشة الحظ السيء و فراشة الموت
صدم زيس لسماع ذلك لينظر لظهر الفتاة بتلك العيون المتوسعة ليقول في نفسه: لكنها تبدو لطيفة للغاية لابد أنها مخطئة
قالت الفتاة: حسنا سأغادر الآن عد للمنزل فالشمس ستغيب قريبا
لحقت الفتاة بالطفلة غريبة الأطوار نظر للمنديل الذي تحرك مع الريح ليصرخ بصوت مرتفع: شكرا لك يا آنسة ما هو اسمك؟
التفتت الطفلة الصغيرة لتنظر إليه و تحرك شفتيها بهدوء غادرت بعدها ليبتسم زيس بمرح و يقول محدثا المنديل: أعدك بأن أصبح صديقك المقرب يا...." فتح عينيه على تلك الهزة الخفيفة من قبل تولاي ليرفع رأسه و ينظر للمكان من حولهما ليراه شبه خالي ابتسم و قال: كان عليك إيقاظي تولاي باكرا سيتركنا الجميع هنا....لنغادر الطائرة
نهضت تولاي ليفعل المثل غادرا الطائرة لتقوم تولاي ببعض إجراءات الوصول أخذت سيارة أجرة لتطلب منه أخذها لعنوان مكان ما تعجب السائق منها ليقول: لا يوجد شيء هناك يا آنسة المكان مقفر تماما
قالت تولاي: هذا لا يعنيك خذنا لهناك
صمت السائق ليبدأ بالقيادة للعنوان المطلوب وصلا لهناك لترى المكان كما وصفه السائق أرض جرداء تكاد تجزم بأنها ليست جزء من المدينة الجميلة نظرت لزيس الذي بالكاد يقف لتتنهد و تضع يده حول عنقها و تسند جسده عليها قال زيس بإرهاق شديد: لا داعي لكل هذا تولاي أستطيع السير وحدي
لم تهتم بالإجابة عليه لتبدأ السير بخطوات كبيرة بطيئة في تلك الأرض القاحلة لفترة قصيرة حتى وجدت ذلك المنزل المكون من تلك التلة الخضراء المزينة بأنواع الأزهار الملونة اقتربت منه أكثر لتطرق الباب الخشبي فتح الباب لتظهر سيدة كبيرة في السن تخلل البياض شعرها الرمادي الفاتح القصير عينيها الزرقاوين الداكنين توسعتا حالما رأت زيس بتلك الحالة لتقترب منه على عجل و تقول بقلق شديد: زيس ماذا حدث لك يا بني؟ لويس تعال لهنا سريعا
أسرع المدعو لويس بالقدوم ليذعر من منظر شقيقه الأصغر اقترب منه ليسنده عليه و يساعده على دخول المنزل تراجعت تولاي خطوات كثيرة عن الباب لتنظر لها السيدة باستغراب نظراتها الهادئة و ملامحها الجليدية جعلت الخوف يظهر على ملامح تلك السيدة أتى لويس لينظر إليها بتفحص و يتعجب صمتها ليقول: من تكونين يا آنسة؟ تفضلي بالدخول رجاء لابد أنك متعبة
لم تجبه تولاي بأي شيء ليحاول الاقتراب منها منعته الوالدة بإمساك ذراعه التفت إليها ليندهش من رؤية تلك التعابير المرتعبة على وجهها لتقول: لا تذهب إليها فهذه الفراشة لا تجلب سوى المتاعب
قال لويس: ماذا تقولين يا أمي؟
قالت الوالدة و هي تنظر لها بغضب دفين بالرغم من خوفها: لابد أنها السبب لما حدث لأخيك كما أنها سبب تركنا الجماعة
لم تتحدث تولاي بأي شيء لتخرج علبة زجاجية دائرية بها مادة زرقاء لزجة بعض الشيء وضعته على الأرض فوق ورقة بيضاء كتب عليها بعض الأشياء لتغادر من هناك دون التفوه بأي كلمة اقترب لويس من العلبة ليحمل الورقة و يقرأ ما كتب بها "لديه جرح بليغ في كتفه هذا علاجه و مرضه يزداد سوءا" أخذ العلبة الزجاجية ليدخل للمنزل برفقة والدته التي توجهت مباشرة للسرير الخشبي الذي وضع في زاوية إحدى الغرف يتنفس بصعوبة بالغة لتقول على عجل: أحضر كوب ماء يا لويس
أسرع لويس للمطبخ ليعود للغرفة بكوب الماء أخرجت الوالدة من الدرج الخشبي القريب من السرير ورقة بيضاء ملفوفة فتحتها ليظهر مسحوق أسود اللون خلطته بالماء ليذوب به و يختفي داخل الماء الذي تحول بلونه رفعت رأس زيس قليلا لتقول: عليك شرب هذا زيس
فتح زيس عينيه بهدوء ليشرب القليل من ذلك الخليط لتظهر تعابير متقززة من طعمه المر ليقول بصوت منخفض: طعمه سيء كما أذكره تماما
ابتسم رغم الألم الذي يشعر به أعادت الوالدة رأسه على الوسادة لتبدأ الدموع بملء عينيها وضع زيس يدها على وجنتها اليمنى ليقول: أرجوك لا تبكي يا أمي ألم أعد إليك الآن؟
قالت الوالدة: أخبرتك مئة مرة ألا تذهب إليها لم لا تستمع إليّ و لو مرة واحدة؟
ابتسم زيس لها ليرفع بصره للسقف دون الإجابة عليها قال لويس: يا إلهي ستموت حقا لو لم تتوقف عن إهمال صحتك هكذا
ضحك زيس بمرح و قال: أجل أدرك ذلك
نظر لويس له بابتسامة لطيفة ليقول: اذهبي لترتاحي أمي لديك الكثير لتفعليه عند عودة أبي سأبقى أنا بجانبه
قالت الوالدة: حسنا لا تنسى أن تعطيه الدواء كل أربع ساعات
قال لويس: لا تقلقي لن أنسى
دفع والدته القلقة على شقيقه خارج الغرفة لتذهب و ترتاح في غرفتها جلس لويس على الكرسي القريب من السرير ليقول: إذا هذه هي الفتاة التي سحرتك يا زيس كنت أتساءل أي نوع من الأشخاص هي
قال زيس: لا تحاول التقرب منها هي ستقتلك على أي حال
ضحك لويس بمرح ليقول: حقا ماذا كنت تفعل طوال هذا الوقت برفقتها؟
قال زيس بهدوء شديد: ماذا أفعل؟ لا شيء أراقبها و حسب
انتبه لويس لنبرة صوته الحزينة نوعا ما ليقول: إذا أستطيع القول بأنك تعرضت لهذا الجرح بسببها أيضا صحيح؟
نظر زيس إليه بشيء من الانزعاج و البرود ليبعد عينيه عنه و يقول: أنت تعرف بأنها مكروهة من قبل الجميع تقريبا و لابد أن هناك من يود التخلص منها أيضا لم تعرض نفسك للخطر لأجلها؟
قال زيس: حتى لو أخبرتك بالسبب فأنت لن تفهم ذلك لذا دعني و شأني
أدار جسده للجهة الأخرى ليغمض عينيه غادر لويس الغرفة ليقول في نفسه: أنت تظن ذلك و حسب
تنهد بهدوء ليعود لغرفته




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:38 AM

رد مع اقتباس