الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2020, 02:00 AM   #45
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






عند تولاي التي استقبلت زوجين آخرين كانت تنظر إليهما بشيء من البرود في انتظار أي حديث يوجه إليها من قبلهما لتتنهد و تقول: إذا أين هي تلك القلادة؟
أخرج توني من جيبه حقيبة قماشية بنية صغيرة الحجم مربوطة بحبل أبيض وضعه على المنضدة على مقربة منها لتحمله على الفور و تفتحه بهدوء ظهرت تلك القلادة بذلك الوميض الأزرق الذي يسلب الأفئدة و شعت عينيها معها أغمضتهما بهدوء لتقول: أين وجدت شيئا كهذا توني؟
قال توني: وجدته على الشاطئ بالقرب منارة قديمة مهجورة قريبة من منزلنا
تذكرت تولاي منزلهم و الشاطئ الأبيض الجميل القريب منه التي امتدت عليه أمواج البحر الهادئة بانسياب لترسم لوحة جميلة مع شكل منزلهم التراثي قليلا كانت لتكون لوحة رائعة لولا وجود تلك المنارة القديمة ذات الحجارة الرمادية الكئيبة أغمضت عينيها لتقول: هل قدم أي شخص لزيارتكم في اليوم الذي وجدته فيه؟
قالت آنابيلا: أجل قدم العديد لزيارتنا بسبب حفل تكريم الأطفال على امتيازهم في المدرسة
قال توني: كان بين الحضور أشخاص مريبون لم أتعرف إليهم و لا أعتقد أنهم من ضمن المدعوين للحفل أساسا
فتحت عينيها بسرعة لتخيفهما و تقول: كيف كانوا يبدون؟
حاولا تذكر ملامح أولئك الأشخاص لتقول آنابيلا: لقد كانوا ثلاثة رجال و امرأة لكن هدفها بدا مختلفا عن الرجال
قال توني: أجل لاحظت ذلك أيضا
قالت تولاي ببرود: ما هي أوصافهم؟
صمتا لبعض الوقت يركزان في الصورة التي لا تزال موجودة في ذاكرتهما قالت آنابيلا: المرأة كانت متوسطة الطول ملامحها أوربية بعض الشيء أنا واثقة بأن اسمها كان كاترينا موراي
عضت تولاي شفتيها بانزعاج لسماع ذلك الاسم ليقول توني: هل تعرفينها؟
قالت تولاي: نوع من الحشرات المحلقة حول ذلك الرجل السمين
عرفا الرجل المقصود لتشعر آنابيلا بالانزعاج و تقول: تبا له ألا يعرف متى يستسلم هذا الشخص؟ لقد بدأ يضايقني حقا
قال توني و هو يمسك بيديها المرتعشتين: عليك أن تهدئي آنا لا تنسي صحتك
نظرت تولاي إليهما بهدوء تلك الابتسامات التي علت شفتيهما جعلتها تقول: انسيا الأمر تماما فأنتما بالتأكيد لا تريدان التورط مع هؤلاء الأشخاص
نظرا إليها باستغراب و اندهاش من كلماتها الهادئة لم تبالي كثيرا بنظراتهما ليستوعبا الأمر أخيرا و يقول توني على عجل: هل ستقومين بمواجهتهم وحدك؟ هذا مستحيل لن أدعك تفعلين ذلك أبدا
قالت آنابيلا بقليل من الانفعال: توني معه حق رجاء فكري قليلا بالتأكيد ستجدين حلا مغاير أرجوك لا تتسرعي
نظرت تولاي إليهما بتلك العيون الباردة الرافضة الاستماع إلى أي شيء لينزل توني رأسه بقلة حيلة كما أبعدت آنابيلا عينيها عنها بشيء من الحزن و التوتر قرع الجرس لتخفف تلك الأجواء الخانقة التي أحاطتهم فتحت الباب لترى ابتسامة جون تكاد تخفي معالم وجهه الأخرى تنهدت بهدوء ليقول بمرح شديد: صباح الخير تولاي
ظهرت روز من خلفه و هي تبتسم بذات الابتسامة لتقول: صباح الخير أتينا لزيارتك أرجو ألا تمانعين تواجدنا هنا أثناء عطلتك
قالت تولاي: تفضلا بالدخول أولا
دخل جون و هو يحمل ابنتهما الصغيرة بين ذراعيه ليتوقف حالما رأى آنابيلا تجلس هناك بابتسامة واسعة لتقول له بمرح: مرحبا بك جون لم أرك منذ فترة طويلة
نظرت روز إليها باستغراب محاولة تذكر من تكون لتبتسم لها و تقول: مرحبا آنابيلا لم أرك منذ زفافي كيف هو حالك؟
قالت آنابيلا بمرح: بخير كما ترين سألد بعد أربعة أشهر و أنا متحمسة لذلك كثيرا
قالت روز و هي تضحك: غريبة أطوار للغاية
جلست على الكرسي الذي نهضت تولاي منه ليلتفت جون لتولاي الواقفة خلفه بانتظار تحركه ليقول لها باستغراب شديد: ماذا يفعلان هذان هنا؟
قال توني: ألا تعتقد بأنه من الوقاحة قول "هذان" عنا؟
قالت تولاي: زيارة عائلية ربما
جلست على الكرسي الفارغ بالقرب الأريكة ليجلس هو بالقرب من زوجته ليقول: لقد صدمت حقا لرؤيتكما هنا أنا أعتذر عما قلته سابقا عنكما
قالت آنابيلا: و لم كل هذا التعجب؟
قال جون: حسنا لم أتوقع أنكما تعرفانها في الأساس كما أنها زيارتي الأولى هنا
قال توني: كذلك نحن
قالت روز: لكن حقا من أين تعرفانها؟
نظرا لبعضهما ببعض الارتباك ثم لتولاي التي نهضت من الكرسي لتتوجه للمطبخ و هي تقول: الصدفة جمعت بيننا لا أكثر و لا أقل من ذلك لذا لا تزعجني رجاء
قالت روز: هكذا إذا
قال جون بابتسامة: أعتقد أنني اطمأننت الآن
قالت آنابيلا: حقا لا أفهم السبب وراء كل هذا القلق
قالت روز بابتسامة لطيفة: إنه هكذا دائما يقلق بلا سبب لكن الأمور على ما يرام صحيح جون؟
ابتسم لها بمرح شديد ليفعل الزوجين الآخرين المثل عند كايت الذي كان يغادر غرفة الاجتماع وحيدا يفكر في حل للمشكلة التي وقع بها بدون إنذار توجه لمكان تصوير الفيلم حالما وقعت عينيّ لوسي عليه أسرعت خطاها في اتجاهه لترسم ابتسامة مرحة على وجهها لتقول بنبرة لطيفة: صباح الخير كايت هل نمت جيدا بالأمس؟
قال كايت: أجل شكرا لسؤالك
قالت لوسي: لن يكون لدينا الكثير من العمل بعد أداء المشهد ما رأيك أن نخرج معا؟
قال كايت بابتسامة: آسف لكن لا يمكنني تلبية الدعوة
نظرت لوسي إليه باستغراب لتميل برأسها قليلا محدقة بوجهه لتقول: يبدو أن هناك ما يضايقك كايت ألا يمكنك إخباري؟
نظر كايت إليها بشيء من البرود و الانزعاج محاولا إبعادها عنه لكنه خطته باءت بالفشل ليقول لها: آسف لا يمكنني إخبارك فهذه شؤون عائلية
قالت لوسي بابتسامة سعيدة: لكنني سأكون فردا منها قريبا صحيح؟
ذلك التصريح أعاد به للحقيقة التي غفل عنها و نسيها في إحدى زوايا عقله شعر بالانزعاج لتذكيرها له بالأمر نظراته الغاضبة و المنزعجة لم توجه إليها ليقول في نفسه: تبا لقد بذلت جهدي لنسيان هذا الموضوع المزعج لكن....
توسعت عيناه المصدومتين من الشعور بالاختناق و الألم الشديدين رفع يديه لينظر إليهما بتلك الرؤية الضبابية زار رأسه ذلك الصداع الرهيب ليفقده وعيه سقط وسط صدمة الجميع مما حدث أخرجت لوسي هاتفها سريعا لتتصل بعائلته بضع مرات رفعت مايا الخط أخيرا لتقول بصوتها المرح: مرحبا لوسي ما سبب هذا الاتصال؟
قالت لوسي بسرعة و قلق شديدين: لقد فقد كايت وعيه أرجوك أسرعي بالقدوم لهنا
قالت مايا بقلق أكبر من قلقها: ماذا حدث له؟ سأكون هناك على الفور
أغلقت الخط لتجثو لوسي بالقرب من كايت لم يمضي الكثير من الوقت حتى وصلت مايا برفقة طبيب عائلتها و الإسعاف نقلوه داخل السيارة وسط أنظار الجميع و حديثهم عما حدث بدأ بعض المعجبون بالتقاط الصور و نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتحدث ضجة كبيرة خلال ثوان حاولت لوسي الذهاب معهم لكن مايا منعتها لتقول لها: عليّ الذهاب برفقته أنا مخطوبته
نظرت مايا إليها بأسى و حزن عليها لتتنهد و تقول: آسفة لا يمكنني تركك تذهبين معنا سأتصل بك لو حدث أي شيء
ابتعدت عنها لتصعد السيارة التي أتت بها نظرت للوسي من النافذة بحزن شديد لتقول في نفسها: لو رآها في المشفى بالتأكيد سيسوء الوضع أكثر
أنزلت رأسها بشيء من الحزن لتتنهد أخرجت هاتفها لتتصل على لاري و تخبره بالأمر وصلت المشفى برفقة الطبيب الذي بدأ فحصه مباشرة انتهى من ذلك ليتم نقله لإحدى الغرف في المشفى التقت مايا بالطبيب في مكتبه لتنظر إليه بقلق شديد تنهد الطبيب ليقول: أعتقد أنه يجدر بنا الاتصال بالشرطة أولا سيدة لوسيل
قالت مايا: ماذا؟ لماذا؟
قال الطبيب: أظهرت الفحوصات أنه قد تم تسميم كايت بسم خطير للغاية
توسعت عينيها بصدمة من الخبر الذي لم يكن جديدا عليها لم تعد قدميها على حملها ليساعدها الطبيب على الجلوس على تلك الأريكة السوداء الجليدية دخل لاري الغرفة على عجل لينتبه لمايا اقترب منها بقلق شديد ليقول: ماذا هناك مايا؟ هل أنت بخير؟ ماذا حدث لكايت؟
رفعت مايا رأسها ليصدم من الدموع الكثيرة التي غادرت عينيها احتضنها على الفور ليقول: أخبريني ماذا هناك؟
لم تستطع مايا التحدث فتأكيد الخبر لها كان صدمة حقيقية نظر لاري للطبيب الواقف بقربه ليقول: إن كايت يعاني من تسمم خطير
عض لاري شفتيه بغضب و انزعاج شديدين ليقول بصوت منخفض: تبا عليّ إيجاد الفاعل قبل فوات الآوان
قالت مايا بهمس: أجل يجدر بنا ذلك
ساعدها على النهوض ليذهبا معا لغرفة كايت فتح الباب لتقترب منه مايا أمسكت بيده اليمنى ليفتح عينيه و ينظر إليها بهدوء ابتسمت له بلطف محاولة إبعاد ذلك الخوف و الحزن عنها لتقول: أتشعر بتحسن الآن؟
هز رأسه دون الإجابة بأي شيء ليغمض عينيه بهدوء من جديد قال لاري: ستبقى في المشفى لبعض الوقت سأتصل بمدير أعمالك و أخبره بذلك لذا خذ وقتك
قال كايت: لا داعي لكل هذا الحذر فأنا بخير خطتك هذه ليست ناجحة
تعجب كلاهما كلماته ليقترب لاري منه أكثر و يقول: ماذا تقصد بذلك؟
فتح كايت عينيه لينظر إليه بهدوء و يقول: تود معرفة الشخص الذي قام بهذا صحيح؟
قالت مايا على عجل بقلق: و هل تعرف من يكون كايت؟
قال كايت: أجل و لن أخبركما من يكون
صدمهما كايت بكلماته ليقول لاري بغضب: ماذا تقصد بأنك لن تخبرنا؟ هل تود أن تموت على يدي ذلك الحقير؟
لم يجبه كايت بأي شيء ليشعر بغضب أكبر مما كان عليه لم تعرف مايا بما تعلق على هذا الموقف الذي أصبح مخيفا و متوترا فتح باب الغرفة على الفور ليدخل شخص لم يتوقعا قدومه و تعجبا وجوده اقترب من سرير كايت على الفور ليرمي نفسه عليه و هو يبكي بشدة اقتربت مايا منه لترفع رأسه و تقول: ماذا تفعل هنا تيم؟ لم كل هذه الدموع؟
نظر تيم إليها لتتجمع دموع أكثر في عينيه لينظر لكايت المبتسم له بهدوء لتعود للانهمار من جديد لم يفهما ما يجري في المكان رفع كايت نفسه قليلا ليربت على رأسه و يقول: لا بأس عليك تيم أنا بخير كما ترى
قال تيم من بين دموعه و صوته الذي بالكاد يخرج من حنجرته: أنا....آسف....لقد....
لم يستطع تيم الحديث أكثر نظرات لاري المتعجبة في اتجاههما تحولت لأخرى مصدومة ليقول: هل من المعقول أنك من كنت تفعل ذلك تيم؟
زاد بكاء تيم على ذلك السؤال الموجه له نظرت مايا بصدمة و اندهاش للاري لتقول: كيف تقول شيئا كهذا؟ مستحيل أن يكون تيم الفاعل يا لاري
لم يعلق لاري على كلماتها في انتظار إجابة شافية من تيم مضى الوقت ببطء لينتهي بكاء تيم فيها و يغط في نوم عميق نظر لاري لكايت ليقول له: أهو الفاعل؟
لم يجبه كايت بأي شيء ليتنهد باستسلام و يقول: إذا لنغير السؤال لماذا يفعل شيء كهذا؟
قال كايت: ألا تظنه سؤالا غريبا؟
قال لاري: بالتأكيد ليس كذلك
نظر كايت إليه بهدوء كما لو أنه يتحدث إليه تخاطريا بينما لاري لا فكرة لديه عما يقصده بحديثه المبهم قال كايت: يريدون التخلص مني أقصد من في المنزل الرئيسي
صعق لاري كثيرا من الإجابة كذلك مايا التي بالكاد استطعت إخراج الهواء من رئتيها لتجمع ما يمكنها لتقول: لكن لماذا؟ لا يوجد سبب واحد يكفي لفعلهم ذلك
قال لاري و الصدمة لا تزال تسري في عروقه: بسبب المنصب....لا هذا مستحيل لقد سممت مرة من قبل إعلان أبي ذلك فلماذا؟ يوجد سبب آخر بالتأكيد
قال كايت: لا يوجد لابد أن أحدهم قد عرف بالأمر قبل إعلانه فأجبر تيم على فعل هذا التصرف الحقير
قالت مايا: كنت تعلم كل هذا و لم تخبرنا بأي شيء لماذا؟
قال كايت: لأجل تيم
نظر إليه بهدوء ليرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه نظر كايت لباب الغرفة الذي طرق لتدخل لوسي بهدوء بوجهها القلق انحنت لوالديه بهدوء لتقول: آسفة لم أكن أعرف أنكما موجودان هنا
قال لاري بابتسامة: لا عليك تفضلي بالجلوس رجاء
اقتربت بهدوء من سرير كايت لتجلس على الكرسي و تقول بصوت منخفض: هل أنت بخير كايت؟ لقد كنت قلقة عليك
لم يجبها كايت بأي شيء لتتنهد بارتياح شديد و ترسم ابتسامة لطيفة على شفتيها لم تبقى هناك مدة طويلة بسبب جدول أعمالها حل المساء سريعا ليعود الجميع للمنزل




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:43 AM

رد مع اقتباس