الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2020, 02:01 AM   #46
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






بعد يومين في المساء استقلت تولاي القطار المتجه للمدينة المجاورة مع باقتي الأزهار الكبيرتين وصلت لوجهتها في وقت قصير لتتجه مباشرة لمقبرة عائلة راي لوريجن وصلت هناك لترى أفراد العائلة لم يرحلوا بعد انتبه رين لوجودها ليقترب منها بهدوء و يقول: لم أتوقع قدومك في هذا الوقت المبكر تولاي
لم تجبه بأي شيء لتقترب زوجته منهما و تنظر لتولاي بابتسامة لطيفة و تقول: لم لا تأتين لزيارتنا بعد هذا؟ سأكون مسرورة للغاية
هزت رأسها نافية ذلك الطلب الصغير منها تقدمتهما وسط أنظار العائلة الحاقدة عليها وصلت لقبر الزوجين حيث كان يقف الجد برفقة والديه التؤامين التفتا لها بنظراتهما المعتادة لكنهما لم يتحدثا بأي شيء وضعت باقة الأزهار عليهما لتحدق بالقبرين لبعض الوقت و الحزن ظاهر في عينيها ظهرت في ذاكرتها إحدى ذكرياتها عنهما" نظرت تولاي لراي بهدوء و برود شديد ليبتسم لها بمرح و يحملها بين ذراعيه ليقول: ماذا هناك تولاي؟ ألا يعجبك الطعام الذي صنعته؟
نظرت زوجته إليهما بالابتسامة ذاتها لتبعد عينيها عنهما و تقول: لا أعرف لما أنتما مهتمين بي هكذا
قالت زوجته: ماذا تقصدين بذلك؟ أنت ابنتنا الصغرى اللطيفة التي نحبها كثيرا
قال راي: هذا صحيح
قالت تولاي: أنتما تعرفان حقيقتي بالتأكيد
لم يجيبا بأي شيء و يسمحا لابتسامتيهما التحدث عوضا عنهما تنهدت بقلة حيلة لتقول: لو كنت مكانكما لما فعلت ذلك
عانقها راي بحنان كبير و هو يقول: لا تقولي شيئا كهذا تولاي صحيح أننا لا نعرف أي شيء عن حياتك السابقة لكننا ندرك بأنك قد عانيت الكثير و لا نريد لك المعاناة أكثر" نزلت دموع باردة على وجنتيها لتصدم جميع من كان في المكان بذلك رغم تعابيرها الجليدة التي لم تتغير إلا أن تلك الدموع جعلتها تبدو حزينة أكثر مما يتصور أي منهم مسحت دموعها بأناملها الرقيقة لتغادر المكان بهدوء قال الجد و هو يستند على عصاه: لقد أحبتهما أكثر مما توقعت على ما يبدو
قال كيث بصوت منخفض: لم أتوقع أن لديها مشاعر أبدا
التفت لشقيقه الذي لم تفارق عيناه الطريق التي مشت بها تلك الفتاة تعجب النظرات الأكثر من مدهوشة على وجهه ليقول في نفسه: ما الذي جرى له هو الآخر؟
تنهد بهدوء ليلفت نظر روبن إليه لكنه لم يتحدث بأي شيء عادوا لمنزلهم عند كايت الذي كان يقف عند باب جده الذي طلب رؤيته على عجل طرق الباب و الانزعاج يطغى عليه فتح الباب ليرى جده يقف بالقرب من المدفئة القديمة في غرفته ليقول له: ماذا تريد مني الآن؟
قال الجد: أهكذا تعامل جدك يا كايت؟
لم يجب عليه بأي شيء ليثير الغضب المدفون داخله زفره بهدوء ليقول: لم يقم أي أحد باختيار أي من الاقتراحين اللذين عرضتهما عليهم لذلك ستصبح أنت رئيس العائلة
قال كايت: أخبرتك من قبل بأنني لا أريد هذا المنصب السخيف
قال الجد: هذا ليس قرارك يا كايت عليك أن تدرك ذلك الآن فقد كدت تقتل أكثر من مرة
نظر الجد لكايت بعيون حازمة حادة تخبئ شيئا ما خلفها لا يعلم أن كايت يدركها تماما انزعج كايت كثيرا من تصرفاته الغير مبالية بما يريده ليقول له بصوت مرتفع و غاضب: تعلم تماما بأن خططك لن تنجح معي أبدا لذا دعني و شأني لا يهمني إن كنت تريد طردي من العائلة لكنني لن أرضخ لك أبدا
عض الجد شفتيه بانزعاج كبير حالما غادر كايت الغرفة كما العاصفة العابرة كل من رآه ابتعد عن طريقه دون التحدث إليه وصل لسيارته ليسمع رنين هاتفه رفع الخط ليقول المتصل بصوت مرح: مرحبا كايت لم أتحدث إليك منذ فترة طويلة لم لا نلتقي في مكان ما؟
قال كايت: أنا لست متفرغ لك أبدا روي
قال روي بقلق: ماذا هناك؟ لم كل هذا الغضب؟
زفر كايت الغضب المكبوت داخله ليقول: لا شيء مهم دعنا نلتقي في مكان ما
قال روي: حسنا ما رأيك بالمقهى المفضل لديّ؟ سيكون ذلك أفضل
قال كايت: حسنا لنلتقي هناك
أغلق كلاهما الخط ليصعد سيارته و يبدأ قيادتها نحو المكان المطلوب وصل خلال نصف ساعة للمقهى البعيد عن الأماكن المحيطة به الظلمة تلف المكان فأضواء الإنارة في ذلك المكان مغلقة سامحة لأضواء المقهى الخافتة المكونة رسومات ظريفة بالتميز وسط تلك الظلمة فتح باب المقهى ليسمع صوت زقزقة عصافير مختلفة رفع بصره للجرس غريب الشكل ذاك ليكمل مسيرته باحثا عن روي بعينيه المكان شبه خال فالمكان كبير و الأشخاص قليلون عثر على روي يجلس على طاولة في منتصف المكان ليتقدم منه بهدوء و يجلس مقابلا له ليرفع روي ناظريه و يقول بقلق شديد: ماذا هناك؟ لا تبدو بخير أبدا
قال كايت: أخبرتك أنه ليس بالأمر المهم
قال روي: ماذا تقصد بذلك؟ وجهك يتحدث بكل شيء تقريبا
صمت كايت لفترة و عينيّ روي لم تسمح له بالفرار من البوح بما يخفيه عنه ليقول له: أخبرتك من قبل عن أمر رئيس العائلة
قال روي: أجل فعلت و قلت بأن جدك لا يهمه أمر رفضك لعرضه
قال كايت: أخبرني اليوم أنه سيضعني في مكانه لا محالة
قال روي: حقا ما الذي يفكر فيه هذا العجوز؟ و ما الذي ستفعله الآن؟
تنهد كايت بقلة حيلة ليعرف روي بأن لا خطة لديه لتفادي الأمر وصل النادل إليهما بكوبين من عصير الكيوي مع الليمون وضعه أمامهما ليقول: أرجو أن تستمتعا به
غادر ليشرب كايت العصير دفعة واحدة شعر روي بالغضب الذي لا يزال في داخله و الحزن أيضا ليقول في نفسه: عليّ تغيير الموضوع و إلا سأنتهي مثل كوب العصير ذاك
ابتسم على فكرته تلك ليجذب انتباه كايت الغاضب ليقول بارتباك: آه أجل سمعت بأن عملك للفيلم الجديد يسير بشكل جيد يبدو أنك تستمع به كثيرا هل السبب وجود شخص معين معك؟
فكر كايت قبل الإجابة ليقول: لا أعتقد ذلك فكما تعرف شخص مزعج معي هناك
قال روي: هكذا إذا
صمتا لبعض الوقت ليبدأ الصمت بالتجوال بينهما أكثر و أكثر ليهرب فور قول روي: ماذا عن تولاي لوريجن؟ رأيت اهتمامك بها
قال كايت: اهتمام؟ لا أعتقد ذلك إنه مجرد فضول لا غير
قال روي باستغراب: فضول؟
هز كايت رأسه بالموافقة لينظر لكوبه الفارغ و يقول: أخبرتني أمي ذات مرة بأن العديد من الفراشات لا يعشن في مثل هذه المناطق و خاصة المميزة منها لذلك أرى أنه من الغريب وجودها هنا هذا فقط
قال روي بغباء: هذا فقط؟
قال كايت و هو ينظر إليه: أجل هذا فقط
قال روي: أكاد أجزم بأنه يوجد أكثر من ذلك كايت نظراتك إليها لم تكن كمجرد فضول أبدا بالنسبة إليّ
قال كايت: ماذا تقصد بذلك؟
عقد روي كفيه أسفل ذقنه لتظهر ابتسامة غريبة على شفتيه بينما ينظر كايت إليه باستغراب منتظرا ما سيقوله طال به الانتظار لينزعج من ذلك و يقول: أخبرني و حسب
قال روي: أعتقد أنك معجب بها كايت
اعتدل كايت في جلسته و نظر إليه كما ينظر للفراغ من حوله يحاول استيعاب ما قاله روي وقف بسرعة حالما فهم قصد روي ليقول بصوت عال يشبوه شيء من الغضب المختلط بالإحراج: أخبرتك من قبل أنا لن....
قاطعه روي بتلك الابتسامة المستمتعة قائلا: تقع في الحب أبدا....سمعت ذلك ألف مرة من قبل لكن كما تعلم للقلب ما يهوى
نظراته المرحة و السعيدة قابلت نظرات كايت الغير واثقة و المحرجة بعض الشيء لتتسع ابتسامته و يقول في نفسه: لم أره متوترا هكذا من قبل ربما لم يدرك ذلك بعد
كان كايت عالقا في أفكاره حول الموضوع و هو يقول في نفسه: أنا معجب بها؟ هذا مستحيل أقصد أننا لم نتحدث جيدا من قبل و لا أعرف عنها الكثير كما أنها باردة أكثر مما يتصور كيف يعقل شيء كهذا؟....لابد أن روي يعبث معي مجددا
نظر لروي بغضب لفكرته الأخيرة ليغادر المكان و يلحق به روي ليقول له بمرح: لا داعي لكل هذا الغضب كايت إن كانت الحقيقة فلابد من إدراكها قبل فوات الآوان
قال كايت: اصمت لا تتحدث معي
قال روي: سيكون من المؤلم لك لو حدث أن شخصا آخر قد أحبها
قال كايت: أخبرتك أن تصمت أيها الأحمق لم عليّ الاستماع إليك؟ أنا مغادر
توجه نحو سيارته بخطوات سريعة ليدخل السيارة و يغلق الباب خلفه بقوة بينما روي يمنع نفسه من الضحك أكثر على ردة فعل كايت للأمر لوح له مودعا ليذهب هو الآخر لسيارته وصل كايت للمنزل و الجميع ينظر إليه باستغراب من تصرفاته قال بريس: ماذا حدث لأخي كايت يا ترى؟
قالت ليدي: ربما حدث شيء ما في منزل جدي
قالت ماري: لا أعتقد ذلك فهو لا يبدو غاضبا كعادته
بدأوا التفكير في الأمر أكثر لتأتي مايا و هي ترسم ابتسامة كبيرة على شفتيها لتقول لهم بمرح: ماذا تفعلون هنا أيها الصغار؟
الجميع غارق في تفكيره حول تصرفات شقيقهم و لم يستمعوا لها لتستغرب ذلك نظرت لتيم الواقف بالقرب منها لتقول: هل تعرف ماذا يحدث هنا؟
قال تيم: لا أعلم
زاد تعجبها لتقول بصوت أعلى: ماذا هناك؟
نظروا إليها لتستغرب التفكير العميق الذي كانوا فيه لتقول ليدي: لنذهب و نسأله
قال جيمي: هيا فلنذهب
أسرعوا الخطى نحو الدرج متجهين لغرفة كايت لحقت بهم مايا لتعرف ما يجري معهم طرقوا الباب ليسمح لهم بالدخول نظر إليهم باستغراب ليقول: ماذا هناك؟
قالت ماري: هل أنت بخير أخي؟
قال كايت: أجل لم السؤال؟
قال بريس: بدوت غريبا بعض الشيء عندما دخلت المنزل هل حدث شيء ما مع جدي؟
استغربت مايا ذكر جدهم فهي لا تعلم شيء عن دعوته لتنظر لكايت بهدوء قال كايت: لا لم يحدث أي شيء معه ما زلت لا أفهم سبب هذه النظرات الغبية على وجوهكم
قالت مايا: لا تقل هذا عنهم كايت
قال بريس: تبدو مرتبكا بعض الشيء
تذكر كايت حديثه مع روي لتصبغ أذنيه بالحمرة تعجبوا جميعا من ذلك التعبير الجديد عليهم ليبعد عينيه عنهم و يقول: فقط غادروا و دعوني و شأني
خرجوا من الغرفة بهدوء ليقول تيم: لا يبدو هذا طبيعيا أبدا
قالت ماري: لاحظت ذلك
قالت ليدي و هي تبتسم بمرح: أنا أعرف ما به أخي كايت
نظر الجميع إليها بانتظار ما ستقوله لتقول بمرح شديد: أخي واقع في الحب
صدم الجميع من كلامها لتقول ماري: لو كان الأمر صحيحا أتمنى فقط بأنها ليست الآنسة بيرون فأنا لا أحبها
قال تيم: أنا لا أحبها أيضا
قال جيمي: ماذا تقصدان بأنه سيحب غيرها؟ هي مخطوبته و بالتأكيد يحبها
قال بريس: معهما حق نظراتها تلك لا تبشر بخير لا أشعر بالارتياح معها
قالت مايا: توقفوا عن هذا الحديث حالا و ليدي كيف عرفت بهذا الأمر؟
قالت ليدي: الأمر واضح للغاية عندما سأله بريس بدا الارتباك واضح عليه و احمرت أذناه
فكرت مايا في الأمر قليلا لتبتسم بمرح و تقول: هيا لقد تأخر الوقت عليكم الذهاب للنوم أليس لديكم ورشة عمل غدا؟
قالوا بمرح: أجل و نحن متحمسون للغاية
ضحكت معهم بمرح شديد ليذهب كل منهم لغرفته بينما تتوجه مايا لغرفتها كانت تفكر بالأمر الذي قالته ليدي لتبتسم و تقول بصوت منخفض: أتمنى حقا أن يجد الفتاة التي يحبها حتى لو لم تكن الآنسة بيرون
التقت بلاري في طريقها ليبتسم لها بلطف و يقول: مساء الخير حبيبتي الغالية
قالت مايا: مساء الخير لاري
قال لاري و هو يدعي الحزن: لاري فقط؟ يبدو أنك لا تحبينني مثلما أفعل عزيزتي مايا
قهقهت بمرح لتقترب منه و تطبع قبلة صغيرة على جبينه ليبتسم بسعادة و يقول: أنا أحبك كثيرا عزيزتي مايا
قالت مايا: حسنا هذا يكفي
احتضنها بسرور بالغ عند تولاي التي عادت لشقتها لترى زيس في انتظارها بابتسامته المعتادة التي بدا جليا أن القلق قد غير بعض من ملامحها قال لها: لقد تأخرت الساعة تجاوزت منتصف الليل منذ ساعات
قالت تولاي: كان عليّ القيام ببعض الأمور
اقترب منها ليقوم بمعانقها بشدة كما لو أنه يخشى اختفاؤها لم تمانع تولاي ذلك ليهمس في أذنها قائلا: لقد كنت قلقا للغاية أرجوك لا تفعلي هذا بي مجددا
ابتعد عنها قليلا لينتبه لبقع الدماء التي انتقلت لملابسه لينظر إليها بدهشة شديدة ابتعدت عنه عدة خطوات لينزل رأسه بهدوء دون قول أي شيء ذهبت لتغير ثيابها في غرفتها ثم استلقت على السرير لتنام بهدوء




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:44 AM

رد مع اقتباس