الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2020, 02:07 AM   #54
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






في الصباح بينما الجميع يستعد للذهاب للعمل أو المدرسة في منزل لاري كان الأطفال ينتظرون ظهور كايت من أي مكان فهم لم يستطيعوا إيجاده قال تيم: ربما لم يعد من العمل بعد
قالت ليدي: لا أعتقد ذلك
تنهدوا جميعا باستياء و هم يستعدون للجلوس على مقاعدهم حول طاولة الطعام دخل لاري الغرفة لينظروا إليه جميعا وجهه المتعب و الهادئ أثار استغرابهم جلس في مكانه بهدوء ليقول بريس و هو يحدق به: ماذا هناك أبي؟ تبدو بشعا للغاية
قال لاري: أجل أعلم ذلك لذا لا داعي لتؤذي مشاعري هكذا
ضحكوا بمرح شديد بينما اكتفى لاري بالابتسام لتقول ماري: هل نمت جيدا يا أبي؟
قال لاري: أجل أظن ذلك
قال جيمي: أين هي أمي؟ هل هي بخير؟
صمت لاري دون قول أي شيء ليستغربوا ذلك لم يمضي كثير من الوقت حتى حضرت مايا لتجلس معهم و هي تقول: صباح الخير جميعا لم كل هذا الهدوء؟
قال جيمي: أبي يظن نفسه بشعا هذا اليوم لذلك لابد أن شيئا ما قد حدث
حاولت مايا الابتسام لهم لكنها لم تستطع لتقول: هو متعب بسبب العمل المتواصل
نظرت للاري الذي يحدق بصحنه و هو شارد الذهن لتجلس في مكانها لتقول ماري: صحيح أين هو كايت؟ لم نستطع العثور عليه في أي مكان في المنزل
انتبه الجميع لتغير التعابير على وجه والديهم لينهض بريس من مكانه و يسرع نحو الهاتف الموضوع في طرف الغرفة ضغط أزرار الأرقام على عجل في انتظار الرد رفع أحدهم الخط ليقول: مرحبا من المتصل؟
قال بريس: هل يمكنني الحديث مع أخي؟
قال المجيب بارتباك: آه امم كايت مشغول قليلا الآن ربما يجيب عليك في وقت آخر
قال بريس: أرجوك أخبره بأن الأمر مستعجل
تنهد المجيب بهدوء ليسمع بريس صوت كايت القائل: من المتحدث؟
قال بريس: أخي أين أنت الآن؟
قال كايت: لا أستطيع إخبارك
قال بريس بشيء من الحزن: إذا متى ستعود؟
قال كايت ببرود لم يعهده: لن أعود للمنزل مجددا إلى اللقاء
أغلق الخط قبل أن يتمكن من قول أي شيء آخر وضع السماعة على الهاتف ليقول تيم الذي وقف بقربه منذ فترة: ماذا قال لك؟
قال بريس بحزن: قال أنه لن يعود للمنزل مجددا
خيم الصمت على المكان عض لاري على شفتيه لينهض و يغادر الغرفة بينما أخفت مايا تعابير وجهها الحزينة لتقول ليدي: ماذا حدث الآن أيضا؟ لماذا يتركنا أخي دائما؟
قالت ماري: نحن لا نعرف أي شيء عنه حتى ربما هو يكرهنا كثيرا
قالت مايا: هو لا يكرهكم أبدا يا أعزاءي كل ما في الأمر أنه لا يريد البقاء في هذا المنزل
قال جيمي: و لم ذلك؟
قالت مايا بحزن: والدته ماتت عندما كان صغير والدكم لم يكن يعامله بطريقة جيدة لذلك يتصرف هكذا لكنني متأكدة بأنه لا يكرهكم أبدا و سيعود يوما لأجلكم
صدموا من واقع أنه ليس شقيقهم و تعجبوا من كتمان الأمر عنهم شعروا بالحزن لمغادرته المنزل ليعود الجميع لغرفته و يرفض تناول الطعام أو الذهاب للمدرسة في مكان آخر بعيد عن هذه المدينة داخل تلك الشقة الشبه فارغة وقف زيس أمام أحد الأبواب و نظرات القلق و المرض تعلو وجهه طرق الباب بهدوء لكنه لم يسمع أي إجابة ليفتح الباب و يراها تجلس في الزاوية ذاتها تضم ساقيها لصدرها و تشدهما بذراعيها النحيلتين شعرها الغير مسرح يغطي جسدها اقترب منها ليجثو بالقرب منها و نظرات الحزن لا تفارقه ليقول لها: تولاي عليك تناول شيء ما أرجوك لا تفعلي هذا بنفسك الأمر حدث و لم يكن بيدك
لم تجبه بشيء ليتنهد حاول النهوض لتمسك بيده التي كانت ستبتعد عن رأسها نظر إليها ليرى الدموع قد جفت على وجنتيها اعتدل في جلسته لينتبه لارتعاش يديها لتقول بصوتها الذي بالكاد يظهر بعد بكاء دام أيام: حدث الأمر نفسه من قبل مرارا و تكرارا لا أريد الاقتراب من أي أحد بعد الآن أنا....أكره نفسي كثيرا
احتضنها زيس بالقوة القليلة الباقية لديه ليربت على شعرها بحنان و هو يقول: حتى لو كرهت نفسك بسبب هذا فأنا سأحبك دائما
لم تجب تولاي بأي شيء ليبتسم بهدوء فقد شعر بأنفاسها الهادئة تعود إليها هدأت نبضات قلبها المتسارعة فالنوم قد استولى عليها أخيرا حملها ليضعها على السرير بهدوء و يطبع قبلة لطيفة على جبينها نظر إليها نظرة أخيرة قبل أن يضع تلك الورقة البيضاء قرب وسادتها ابتسم بحزن و قال بصوت منخفض: لا أريد أن أزيد من حزنك و لا زيادة لوم عائلتي لك وقتي القصير المتبقي لي سأقضيه برفقتهم أتمنى أن تكوني بخير بدوني
أطال النظر لذلك الوجه النائم بهدوء رغم الدموع التي غادرت تلك العيون المغمضة مسحها بسبابته ليغادر حياتها للأبد لم تكن تولاي نائمة و هي تعرف بمغادرته تلك الدموع التي غادرت عينيها حزنا على فراقه توقفت فور تمكن النوم منها مضت الساعات الطوال ببطء حل المساء و أجواء النهار لم تتغير في منزل لوسيل ليمضي الليل أسرع من المتوقع و يحل صباح اليوم التالي فتحت تولاي عينيها بهدوء لتقابل سقف الغرفة الأرجوانية نهضت من السرير لتنظر للورقة التي تركها زيس لها فتحتها لتقرأ العبارة الوحيدة المكتوبة عليها " اهتمي بنفسك حبيبتي" رسمت ابتسامة حزينة على شفتيها لتغادر الغرفة و هي تسير بتثاقل شديد في شقتها الجديدة وقفت أمام النافذة الكبيرة في الصالون الشبه بيضاوي ستائرها الزرقاء الداكنة المزينة بأزهار بيضاء مختلفة تقدمت نحوها بهدوء لتقوم بدفعها و تخرج للشرفة البيضاوية البيضاء تطاير شعرها في الهواء بسبب الرياح العنيفة في الخارج أغمضت عينيها بهدوء و أخذت نفسا عميقا لتفتح عينيها بهدوء و تنظر لمنظر شروق الشمس من بين المباني العالية و مختلفة الأطوال لترسم تعابير هادئة على وجهها لتعود للداخل توجهت نحو الحمام لتذيب البرودة التي في جسدها مع الأحزان التي في قلبها غادرت الحمام بمنشفة زرقاء منقطة لفت على جسدها توجهت لغرفتها لترتدي ثوبا بنيا بأكمام طويلة و عنق طويلة نقش في طرفها السفلي حزام من الزهور البيضاء و كذلك أطراف الأكمام يصل لمنتصف الساق و بنطال أبيض و حذاء بني بمستوى الأرض مزين بأزهار صغيرة بيضاء سرحت شعرها لترفعه كذيل الفرس بمطاط أبيض ألصق به فراشة بيضاء ارتدت معطف أبيض بأكمام للمرفق مفتوح الأزرار و قبعة بيضاء و حملت محفظة بنية متوسطة الحجم غادرت المنزل لتغلق الباب خلفها بهدوء انتبهت للرجل الذي يصعد الدرجات بابتسامة كبيرة ليقول: صباح الخير يا آنسة لابد أنك القاطنة الجديدة
انحنت تولاي له بهدوء و هي تقول: أجل
ابتسم دون التفوه بأي شيء ليكمل صعود الدرجات نزلت درجات الطابق السادس بهدوء ثم صعدت المصعد لتنزل باقي الطوابق و تغادر المبنى بالرغم من أن ملامح الشتاء بدأت تختفي رويدا رويدا إلا أن الأجواء لم تصبح دافئة سارت بهدوء في الطرقات حتى توقفت أمام أول مطعم يقابلها دخلته بهدوء لتجده شبه خالي فالصباح في أوله جلست على أقرب مقعد لتتقدم منها النادلة و تقول: صباح الخير ما هي طلباتك يا آنسة؟
أعطتها القائمة لتختار أطباق قليلة ابتسمت لها النادلة لتعطي طلبها للطباخ لم يمضي كثير من الوقت حتى أحضرت لها طلبها لتبدأ تولاي تناوله بهدوء فكرت في بضعة أشياء قبل مغادرتها المطعم عند كايت الذي كان يجلس في شرفة الغرفة يتنهد قال روي: هل تشتاق لإخوتك لهذا الحد؟
قال كايت: قليلا
ابتسم روي لما قاله ليقول: حسنا هيا بنا لنذهب و نتناول الإفطار فأنا جائع جدا
قال كايت و هو ينظر إليه بانزعاج: لا تبدو أنك ستموت من الجوع بالنسبة لي
قال روي: لا تكن ليئما هكذا
سحب كايت من الكرسي ليقوم بدفعه خارج الغرفة سارا معا في الممر حتى وصلا غرفة الطعام التي حل الصمت فيها لرؤيتهم كايت لكن الأجواء عادت فور قول والد روي: صباح الخير كايت هل نمت جيدا؟
قال كايت بابتسامة صغيرة: لا بسبب شخص مزعج يقف خلفي
قالت الوالدة: اعذره فهذا الولد يزعج الجميع
قال روي بحزن مصطنع: أمي ما رأيك أن تأخذي كايت ابنا لك عوضا عني؟
قالت الوالدة بمرح: لن أمانع ذلك أبدا
ضحك البعض على ما قالته و على تعابير روي بينما اكتفى البعض بابتسامة و الآخر لم يحب وجود كايت بينهم جلس روي بالقرب من والديه ليجاوره كايت الذي ألقى التحية عليهم بهدوء قال الجد بابتسام: لم نرك منذ فترة كايت هل أنت بخير؟
قال كايت: أجل بخير جدي
تناول الجميع طعامه بهدوء و سكينة حتى انتهوا ليطلب الجد التحدث لوالدي روي في غرفة قريبة قال الجد: هل تعرفان ما سبب الزيارة المفاجئة لكايت؟
قال الوالد: قال بأنه يريد قضاء بعض الوقت معنا هذا كل ما في الأمر
نظر الجد إليه بنظرات حادة تعرف أنه يخفي شيئا ما عنه ليتنهد و يقول: تشاجر مع والده و أتى لقضاء عدة أيام هنا
قال الجد بعد تنهيدة صغيرة: عائلة لوسيل متفككة بشكل لا يتصور أبدا
قالت الوالدة: لا يريد لأحد معرفة الأمر
قال الجد بابتسام: بما أنه قدم لهنا سنحميه
ابتسمت الوالدة له بمرح ليغادروا الغرفة عند تولاي التي كانت تسير بهدوء و هي تتصل بشخص ما رفع الخط ليقول بصوت مرح: صباح الخير من المتصل؟
قالت تولاي: صباح الخير جينجر
تغيرت نبرة جينجر بسرعة لأخرى فرحة و هي تقول: مرحبا تولاي اشتقت إليك كثيرا عزيزتي الغالية كيف هي أحوالك؟ لم نرك منذ فترة أتمنى أن تكوني بخير
قالت تولاي: أنا بخير هل أنت متفرغة اليوم؟
قالت جينجر بمرح: عائلتينا قادمتين للزيارة هذا اليوم و سيبقون عندنا لأسبوعين تقريبا لكن بإمكانك القدوم فأنت من العائلة أيضا
قالت تولاي: لا سأحضر في وقت آخر
قالت جينجر: يود سام الحديث إليك
انتظرت سماع صوته ليأتيها في الحال قائلا: مرحبا تولاي اشتقنا إليك كثيرا
قالت تولاي: أعتذر عن الانقطاع هكذا
قال سام: لا عليك البتة نعرف أنك مشغولة
شعرت بالسعادة تنبعث منهما تحدثت إليهما لفترة من الوقت لتغلق الخط بعد ذلك توقفت أمام محل زهور لتشتري عدة باقات و تغادر سارت عدة خطوات قبل أن تختفي و تظهر من جديد أمام قبر روبن في مقبرة العائلة وقفت تحدق به لفترة من الزمن وضعت تلك الباقة الملونة على قبره و هي تقول بصوت منخفض: حدث ذلك بسببي أنا آسفة
كادت تظهر دموع حزينة في عينيها لتذكرها الموقف لتغمض عينيها بهدوء و تنهض على صوت الخطوات المقتربة منها عرفت صاحبها فور شعورها بنظراته الخانقة لها ليقول بنبرة غاضبة: ماذا تفعلين هنا؟
التفتت تولاي لكيث الواقف خلفها بعينيه الغاضبتين المتورمتين ملامح وجهه الحزينة الغاضبة أشعرتها بالذنب أكثر لتنزل رأسها و تقول: أعرف أنك لا تود رؤيتي و لا تهتم لسماع ما لديّ لأقوله لذا سأغادر
سارت في اتجاهه مغادرة المكان ليمسك بيدها و يوقفها عن الخطو خطوة أخرى بعد قال بنبرة مغايرة عن سابقتها: أنت تعرفين بأنه كان يحبك أليس كذلك؟
هزت رأسها بالموافقة ليخفف من شدة قبضته على معصمها النحيل ليقول: تعرفين بأنني أكرهك كثيرا أليس كذلك؟
هزت رأسها من جديد ليعض على شفتيه بانزعاج ليلتفت إليها و يقول: لا أريد رؤيتك مجددا هنا فقط ارحلي عنا
قبل أن ينهي جملته اختفت من مكانها ليتقدم لقبر شقيقه و ينظر للباقة التي أحضرتها عند كايت الذي كان يجلس وحيدا في حديقة منزل عائلة كيون يفكر بأحداث تلك الليلة ليتنهد من جديد أظلمت الدنيا حوله فجأة ليقول بانزعاج: أخبرني كم هو عمرك روي؟ توقف عن إزعاجي هكذا
دهش لصوت الضحكات التي يسمعها للمرة الأولى منذ فترة طويلة أبعد ذلك الشخص يديه عنه ليقول بصوته المليء بالمرح: لا أصدق بأنني أراك من جديد كايت
تعابيره المندهشة تحولت لأخرى منزعجة ليقول له: حقا أنتما أخوين مزعجين ابتعدي عني
قالت الفتاة صاحبة الشعر الأرجواني الداكن بعض الشيء الذي يصل لمنتصف ظهرها و العينين الزرقاوين الفاتحتين و هي ترجع شعرها خلف أذنيها بمرح شديد: أنت حقا لم تتغير كثيرا كايت هذا جيد
أبعد عينيه عنها ليقول في نفسه: يبدو أنني لن أجد مكانا للراحة في هذا المنزل بوجود هذين
أخذ نفسا عميقا ليزفره جلست على الكرسي القريب منه لتقول: ألم تشتق إليّ كايت؟
قال كايت: و لماذا قد أشتاق إليك؟
ابتسمت بمرح لتقرب شفتيها من أذنه و تقول بهمس: لقد كنت تحبني في يوم ما أليس كذلك؟
نهض من مكانه بانزعاج مما قالته لينظر إليها بشيء من الغضب بينما تحاول كتم ضحكتها أتى روي و هو يركض ليلتقط أنفاسه جلس على الكرسي القريب من شقيقته ليقول: يا إلهي أنت سريعة للغاية كنت أعرف أنك ستبحثين عن كايت مباشرة
قالت شقيقته و هي تعانق ذراعه: بالتأكيد سأفعل تعرف مدى حبي له
قال روي: بل تقصدين مدى إزعاجك له فقط دعيه و شأنه كاثرين
قال كايت: أفضل أن تتركاني و شأني كلاكما
نظرا إليه ليقولا معا: لا تكن هكذا كايت
تنهد بقلة حيلة ليسير مبتعدا عنهما قالت كاثرين: إذا أخي ما سبب بقاء كايت في منزلنا؟ لابد أنك تعرف شيئا
قال روي: أجل أعرف و لن أخبرك و ابتعدي عنه فهو ليس في مزاج جيد ليجاريك
قالت كاثرين: و هل أنت السبب في ذلك؟
قال روي: بالتأكيد لست كذلك و مهما فعلت لن أخبرك أبدا
نظرت له باستغراب من تكتمه الشديد ضايقتها خصلات شعرها المتطايرة أمام عينيها لترجعها خلف أذنيها من جديد و هي تقول بابتسامة ماكرة: حسنا لو لم تفعل سأخبره أنك معجب بالفتاة التي يحبها
نظر إليها بشيء من الغباء ليبتسم و يقول: لو عثرت عليها سأعطيك ما تريدين
تنهدت كاثرين باستسلام على الفور لتقول: ذلك لأنك تعرف بأنه لا توجد فتاة يحبها
ابتسم بانتصار على شقيقته نظر لكايت الذي يسير في دوائر و هو يبدو في تفكير عميق اقترب منه ليقول: الجو سيصبح أكثر برودة علينا الدخول و الجلوس بالقرب من المدفئة
قال كايت: سألحق بك لاحقا
قالت كاثرين التي لحقت بهما: سمعت أنك فسخت خطبتك من لوسي هذا جيد فأنا أكرهها كثيرا تلك الفتاة المتعجرفة
نظر روي بحذر لكايت ليراه يسرح في عالم مختلف عن عالمهم ليتنهد بارتياح و يقول بصوت منخفض: لا تذكريها مجددا بالكاد اجتزنا مرحلة الخطر
قالت كاثرين: عن أي خطر تتحدث؟
قال روي: لا يحب سماع اسمها أو أي شيء عنها لذا انتبهي في المرة القادمة
تعجبت كاثرين من ذلك لتحدق بوجه كايت الذي ينظر للسماء المصبوغة بالحمرة الشمس بدأت بالغروب أغمض عينيه بهدوء ليتنهد و يسير في طريقه لداخل المنزل سار روي و شقيقته خلفه و هما يثرثران حتى وصلوا للغرفة التي جهزت لكايت ليقول لهما: إلى متى تودان اللحاق بي؟
قال روي بشيء من الارتباك: كنت أسير خلفك بلا وعي لذا اعذرني
قالت كاثرين و هي تحاول الاقتراب منه: أما أنا أردت التحدث إليك أكثر
قال كايت: لا أريد التحدث معك بأي شيء
قالت كاثرين و هي تنفخ وجنتيها كالأطفال: لا تكن قاسيا هكذا فقط دعنا نتذكر القليل من ذكريات طفولتنا المشتركة
قال روي و هو يمسك بيدها: لا تقلق سأدعها تبقى بعيدة عنك قدر المستطاع استمتع بغرفتك إلى اللقاء
غادر الغرفة برفقة شقيقته المنزعجة من تصرفه لتقول: تعرف من بين الجميع أنني أريد التقرب منه بشدة لذا لا تقف عائقا في طريقي
قال روي بجدية و حزم: كاثرين ابتعدي عن كايت و إلا فأنت من ستتأذين أهذا واضح؟
دهشت كثيرا لاستعماله تلك النبرة معها أنزلت رأسها بحزن لتسحب يدها من بين يديه لتقول بهدوء: أنت تبدو مخيفا هكذا يا أخي
تنهد روي بهدوء ليقول: أنا أفعل ذلك لأجلك لذا تفهمي الأمر
قالت كاثرين: هذا ليس صحيح أنت تفعل ذلك من أجل كايت أعرف ذلك
غادرت الممر متجهة لغرفتها بخطواتها المنزعجة ليتنهد و يسير بهدوء متذكرا لقائهما الأول " كان روي ذو الأعوام السبع يجلس على ذلك الكرسي لتصبح قدميه بعيدة عن الأرض و هو يأرجحها بمرح شديد قالت والدته: يبدو أنك متحمس للغاية للقائه روي
قال روي بمرح: أجل
ابتسم الوالد له ليقول: سيكون هنا برفقة زوجة أبيه لذا أحسنا التصرف
قالا معا بمرح: حسنا أبي
بقوا في غرفة الضيوف ينتظرون حتى رن الهاتف لترفع الوالدة الخط و تقول: مرحبا منزل كيون
قال المتصل: آسفة على الإشعار المتأخر لم أستطع القدوم برفقة كايت لذا رجاء عرفوه جيدا عليكم
قالت والدة روي: لا عليك سيدة لوسيل سنهتم بكايت هنا
قالت مايا: شكرا لك إلى اللقاء
أغلقت الخط لتقول: يبدو أن خطتنا ستتغير مايا لم تستطع القدوم و قد وصل برفقة السائق لذا لا تخيفوه رجاء أقصدك بحديثي روي
ضحك روي بمرح لينظروا جميعا للباب الشبه المفتوح و الذي طرقه كبير الخدم ليقول: لقد حضر السيد كايت لوسيل وحده و اعتذرت السيدة عن القدوم
فتح الباب ليظهر كايت الذي يمسك بكتاب ما بقوة معانقا له و نظراته لا تكاد تفارق الأرض اقترب منه والد روي ليقول بمرح: أهلا و سهلا بك في منزلنا كايت
هز رأسه دون الإجابة بأي شيء ليدفعه بخفة نحو الأمام ليقول: هذا ابني روي هو في عمرك تقريبا و هذه كاثرين ابنتي الصغرى و هي تصغرك عامين إن لم أنسى
نزل روي من كرسيه ليمد يده للمصافحة و هو يقول بمرح شديد: مرحبا أنا روي كيون سعدت بمعرفتك كايت
صافحه كايت و هو يقول: اسمي كايت لوسيل سعدت بمعرفتك أيضا
اقتربت كاثرين منه لتقول: أنا كاثرين
صافحها بهدوء ليعيد عينيه للأرض من جديد قال والد روي: أتعرف من نكون كايت؟
لم يجب في البداية بأي شيء ليرفع نظره له و يقول: أنت شقيق أمي فرانسيس
قال الوالد بابتسامة: إذا حدثتك والدتك عنا
هز رأسه بالموافقة اقتربت منه والدة روي لتعانقه بمرح شديد و تمسح على شعره بحنان و هي تقول: لا عليك نعلم أن ما تمر به قاس قليلا على طفل صغير في عمرك و أنت قوي لتحملك هذا لذا امرح و العب كما تشاء اليوم اتفقنا؟
هز رأسه دون وعي وجنتيه محمرتان من الخجل و ابتسامة طفولية رائعة ارتسمت على محياه لتتحول الأجواء المتوترة في الغرفة لأخرى مرحة سمح الوالدان للأطفال بالخروج للحديقة فالجو دافئ و الشمس مختبئة خلف الغيوم البيضاء جلس كايت على أحد الكراسي البيضاء بينما الولدين يلعبان معا قالت كاثرين التي تلعب مع شقيقها و هي تنظر لكايت الذي يحدق بكتابه: ألا تعتقد أنه غريب أطوار قليلا أخي؟
قال روي: لا أبدا هو فقط لا يجيد التواصل مع الآخرين برأي
قالت كاثرين: هل التقيت بعمتي والدة كايت من قبل روي؟
قال روي بمرح: أجل و هي لطيفة جدا
نهض من مكانه و هو يحمل طوق الأزهار الذي صنعه من حديقة أزهار جده الصغيرة قرب سياج الشجيرات في طرف الحديقة ركض بمرح شديد نحو كايت ليضع له ذلك الطوق على رأسه و يقول بمرح: كما توقعت يبدو رائعا عليك كايت
قال كايت بإحراج: ماذا تقصد بهذا؟ تعرف بأني فتى أليس كذلك؟
قال روي: أجل أعرف ذلك لكنها تناسبك تماما أليس كذلك أمي؟
قالت الوالدة: أجل تليق بك زهرة السوسن
ازدادت الحمرة التي علت وجه كايت ليغطيه بكفيه سقط الكتاب منه ضحك الجميع على ردة فعله ليحمل روي الكتاب و يعيده إليه و هو يقول بلطف: إنه كتاب مهم بالنسبة إليك أليس كذلك؟ لا تسقطه مجددا
قال كايت: إنه هدية من أمي
ابتسم له بمرح شديد ليعيد كايت الابتسامة له" ارتسمت ابتسامة سعيدة لطيفة على شفتيه ليقول في نفسه: حقا أتمنى أن يجد شخصا يعيد البسمة لشفتيه
تنهد بهدوء ليتجه لغرفته




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:13 AM

رد مع اقتباس