الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2020, 02:08 AM   #55
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






عند تولاي التي تجلس أمام قبر زيس الذي لم يفارقها عرض نفسه للخطر مرارا لأجلها ذرفت عدة دموع من أجله لتقول بهمس لن يستطيع سماعه: شكرا لبقائك دائما معي و شكرا....لأنك أحببتني بالرغم من كره الجميع لي زيس
وضع أحدهم يده على كتفها لكنها لم تلتفت إليه ليقول بهدوء: لا تحزني كثيرا فهو لن يحب رؤيتك حزينة أبدا
هزت رأسها بالموافقة لكن دموعها تأبى التوقف ليبتسم ذلك الشخص ليقول: كان أخي يحبك بجنون أثق أنك تعرفين بذلك لكنه لم يكن محظوظا كفاية ليعرف حبك له
هزت رأسها نافية لتقول بابتسامة حزينة: كان يعرف أنني لن أستطيع أن أحبه بالطريقة ذاتها
كلماتها زادت بكائها أكثر من السابق عرف لويس مدى أهمية شقيقه لديها بالرغم أنها تبكي بصمت إلا أن مشاعرها قد فاضت مضى كثير من الوقت و حل المساء لتمسح دموعها و تنهض أخيرا لتسير مبتعدة عن المكان عينيها الباردتين تودان الانتقام وقفت أمام بوابة حديدية كبيرة نظر إليها الحارسان باستغراب ليقول لها أحدهما: من أنت يا هذه؟
لم تقل أي شيء و سمحت لقواها باختراق قلبيهما فتحت البوابة لتكمل سيرها نحو هدفها قتلت كل من اقترب منها أو اعترض طريقها فتحت ذلك الباب الأبيض الكبير بقوة ظهرت ابتسامة كبيرة على شفتي ذلك الرجل السمين ليقول: التقينا مجددا عزيزتي آه ما اسمها الجديد؟ أجل تولاي لوريجن أراك بخير يا ترى ماذا أتيت تفعلين هنا؟
أخرجت تلك القلادة الزرقاء من جيبها لتلقيها عليه و هي تقول: أتيت لأعيد إليك قلادتك القذرة زورف
تحلق حولها مباشرة مجموعة من الرجال موجهين مسدساتهم مختلفة الأحجام و الألوان نحوها لم تبال بأي منهم تريد الانتقام و القضاء على العذاب الذي يلاحقها منذ فترة طويلة أطلقوا جميعا في آن واحد لتعيد تلك الرصاصات نحوهم ضحك زورف بسعادة تامة ليقول و الابتسامة لا تزال على شفتيه: لم أتوقع ألا تؤثر بك هذه الرصاصات المخصصة لقتل الفراشات يبدو أن هناك كثير من الأشياء التي لا أعرفها عنك فراشتي العزيزة
قالت تولاي: لست فراشتك و لن أسلم نفسي لك أبدا
تقدمت نحوه بسرعة لتشعر بالدرع المتين الذي يمنعها من التقدم أكثر نحوه تعرضت لبضع جروح في أنحاء جسدها اخترقت الدرع بسهولة ليتفاجئ من ذلك و يضغط زر أزرق داكن في طرف مسند مقعده لتفتح أبواب في الجدار و يخرج عدد كبير من الذئاب الهائجة هجمت عليها دفعة واحدة لتتجنبهم واحدا تلو الآخر لتقف في الطرف الآخر و تنظر إليهم بعيونها المتعطشة للدماء ليخضعوا لها و يغيروا هدفهم ليقول زورف: هذا مثير للاهتمام حقا لكن تعرفين أنهم لن يستطيعوا القضاء علي
بدأت الذئاب بالهجوم عليه ليقوم بقتلهم واحدا واحدا ليعيد ببصره لحيث كانت تولاي تقف ليصدم من اختفائها من الغرفة ككل ليقول: هل تودين لعب لعبة الاختباء عزيزتي تولاي؟ لا أمانع ذلك أبدا
توسعت عيناه على شعوره بذلك السيف الملتصق بعنقه ليسمعها تهمس قائلة: إنقاذك لحياتي لم يعني يوما أنك تستطيع العبث بها كما تشاء زورف
حركت السيف بسرعة ليتدحرج رأسه ساقطا عن منكبيه ليصل للأرض نظرت إليه نظرة أخيرة لتعود لمنزلها و تبدل ملابسها لأخرى نظيفة و تذهب للنوم مضت عدة أسابيع دون أحداث مهمة عمت الصحافة الضوضاء على أهم خبرين تصدرتهما الجرائد "اختفاء العارضة تولاي لوريجن عن الوجود" و "انفصال المغني المشهور كاي عن الممثلة الأشهر في مهنتها و اعتزاله الفن" كانت هذه الأخبار تجول في الأرجاء و على كل لسان شعرت المباني و الشوارع بالضيق من عدم وجود أي شيء جديد يبعد ثرثرتهم حولهما في صباح غائم لأحد أيام الربيع الجميل أسرعت جينجر نحو باب شقتها لتعانق الشخص الواقف بالقرب من زوجها بسعادة بالغة و هي تقول: اشتقت إليك كثيرا و جدا تولاي
قالت تولاي: أنا أيضا
قال سام: توقفي عن هذا ستموت الفتاة
ضحك بمرح على ما قاله لتبتسم تولاي ابتسامة صغيرة دخلت المنزل لتجلس على أحد الأرائك قدمت لها جينجر كوب قهوة فضي لتقول: سعيدون بزيارتك كثيرا
قال سام: جميعنا اشتاق لرؤيتك كنا قلقين بعض الشيء لكنك تبدين بخير هذا جيد
قالت جينجر: أجل حمدا لله
قالت تولاي بصوت منخفض: أنتما تبالغان
ابتسما بمرح لها تحدثا معها لبعض الوقت حتى أوقفهم صوت باب غرفة ماثيو يفتح بهدوء و يخرج هو النعاس لا يزال باديا عليه اقترب منهم ليتجه لوالدته و هو بالكاد يفتح عينيه فمه الصغير بالكاد يتسع لتثاؤبه عدلت له جينجر جلسته لتقول بمرح و هي تبعد يديه عن عينيه: انظر من أتى لزيارتنا ماثيو
لم يبالي كثيرا فالنعاس لا يزال مسيطرا عليه ضحك سام ليقول: أصبح مثلي في الآونة الأخيرة لا ينام مبكرا البتة
قالت جينجر: أخبرتك أن تتوقف عن إفساد نومه لكنك لم تستمتع إليّ
ضحك بارتباك على كلماتها لتنظر تولاي لماثيو الذي يفكر بالعودة لعالم أحلامه الجميل من جديد لتقول: سيكمل عامه الثاني قريبا صحيح؟
قالت جينجر: لقد أكمل عامه الثاني قبل عدة أيام لكننا لم نرد الاحتفال حتى تأتي
قال سام: أجل لذا سنحتفل هذا اليوم
فتح ماثيو عينيه أخيرا لسماعه لصوت غريب في المنزل وجه نظره نحو تولاي التي كانت تنظر لوالديه و هما يخططان للحفلة الصغيرة الخاصة به ليحاول الإفلات و النزول من يديّ والدته التي قالت بابتسام: إذا استيقظت أخيرا أتت تولاي لتزورك لذا ألقي عليها التحية
أنزلته على الأرض ليسير بخطوات صغيرة هادئة نحوها رفع يديه نحوها لتحمله و تقول بابتسامة صغيرة: صباح الخير ماثيو
رسم ابتسامة سعيدة مباشرة على شفتيه و يقول بتلعثم واضح في كلماته: صباح الخير
ضحك سام عليه ليقول: يبدو أنه اشتاق إليك أيضا تولاي
هزت رأسها بالموافقة ليلعب بخصلات شعرها المتدلية من على كتفها نظرت إليه بهدوء لتشعر بشيء من الحنين لماض بعيد جدا ماض يبدو كمجرد وهم أو حلم لم يكن حقيقي يوما شعر الزوجين بالحزن الذي التف حولها ليستغربا ذلك قالت جينجر بشيء من القلق: هل أنت بخير تولاي؟
انتبهت لنفسها لترسم ابتسامة صغيرة لطيفة على شفتيها لتقول: أتذكر و حسب....أريد اطلاعكما على أمر ما يخصني
تفاجأ لذلك الخبر لكنهما سعدا به أيضا فثقتها بهما باتت جلية حبها لهما لم يكن شيئا يتوهمانه حدثتهما عن حياتها شخصها و أحداث الأيام الفائتة علت معالم الصدمة على وجه جينجر الذي تغيرت الألوان فيه بينما شعر سام بالأسى و الحزن على حالها أنهت حديثها و عينيها لم تفارقا الأرض لوهلة شعرت بأنها تثقل عليهما أكثر مما ينبغي تشعر بالندم لفتح فمها بكل تلك الأمور جال الصمت في المكان لفترة طويلة منتظرا ما سيحدث تاليا هرب فور نهوض جينجر من مكانها لتعانق تولاي بحنان بالغ و هي تقول: لقد حدث لك الكثير بالتأكيد لكننا هنا معك و سنبقى كذلك أنا أحبك كثيرا
غادرت الدموع المتجمعة في عيني جينجر أخيرا لتصنعا شلالا من المشاعر المختلفة التي حلت بها اقترب سام منهما ليشارك في ذلك العناق و يقول: مهما فعلنا لك لن يعوضك عن كل ما حدث لكنك فرد من عائلتنا أيضا
ابتسم لها بمرح شديد لتبادله بابتسامة هادئة من عندها نظر ماثيو إليهم باستغراب ليبتعدا عنها و يقول سام بمرح مغيرا للأجواء المحيطة بهم: حسنا سيكون علينا التجهيز لحفل عيد ميلاد ماثيو هل ستأتين معنا تولاي؟
هزت رأسها بالنفي لتقول: هناك أمور أود القيام بها بما أنني أتيت لهنا
قالت جينجر و هي تمسح دموعها: حسنا عزيزتي لكن لا تتأخري و إلا سأشعر بالحزن
هزت رأسها بتفهم ليغادر الجميع المنزل





 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:12 AM

رد مع اقتباس