عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2020, 02:52 AM   #19
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






في صباح هادئ بعد مرور أربع أيام على تلك الحادثة و اختفاء إيف كان ويليام يسير برفقة كايت الذي أصبح هادئ بعض الشيء بعد معرفته بما جرى حدق بوجه ويليام الذي أصبح أكثر برودا من السابق ليتنهد بانزعاج و يقول: إلى متى ستبقى في هذا الوضع الجيلدي؟ أعرف أن الشتاء قد حضر لكن أن تثبت ذلك أمر مزعج للغاية
نظر إليه ويليام ليطبق شفتيه و يسير بهدوء بجانبه أوقفتهم فتاة صغيرة بابتسامتها الطفولية نظرت لويليام الذي تعجب وجودها خارج منزلها في مثل هذا الوقت نزل لمستواها ليقول: ألا يجدر بك البقاء في المنزل؟ الجو بارد جدا
قالت الفتاة بمرح: أجل أحب الشتاء كثيرا
قال كايت: و إن يكن يجب ألا تقلقي والديك
قالت الفتاة: هما لن يقلقا عليّ لديّ رسالة لويليام أيكما هو؟
تعجب ويليام ذلك فهذه المرة الأولى التي يرى هذه الفتاة فيها الرسالة التي كانت في يديها أثارت ريبة كلا الشابين قال كايت: هذا هو ويليام هايلون هل الرسالة موجهة إليه؟
قالت الفتاة: أجل لقد طلب إليّ إيصاله إليه شخصيا تفضل
مدت الرسالة إليه ليحدق فيها بريبة شديدة لوقت طويل ليقول كايت: هل تريد للفتاة أن تموت من البرد؟ خذ الرسالة و حسب
أخذ ويليام الرسالة ليبحث عن اسم مرسلها على الظرف الخاص بها لكن بلا فائدة ترجى نظر للفتاة باستغراب شديد ليقول: من طلب إليك إرسالها؟
ابتسمت له الفتاة بمرح شديد لتقترب منه و تهمس له قائلة: إنه سر
زادت تلك الريبة أكثر ابتعدت الفتاة عنهما و السعادة تملؤها لتنفيذ ما طلب إليها وقفت أمام سيدة كانت تقف قريبا منهما نظرا إليها باستغراب خاصة ويليام الذي فتح الرسالة ليفاجئ بما كتب فيها قال كايت بانزعاج: ما هذه الرسالة السخيفة؟ لا توجد بها إلا جملة واحدة
عرف ويليام المرسل لقراءته تلك الكلمات "آسفة أخذت منك شيئا لا يمكنني تعويضه" نهض من هناك ليقول كايت: أعرفت المرسل؟
قال ويليام: أجل و ما زلت لن أسامحه
أحرقت تلك الورقة فور إلقائها أكمل ويليام سيره كما لو أن شيئا لم يكن عرف كايت سبب ذلك التصرف المفاجئ ليقول في نفسه: حقا لم أتوقع رؤيته مخيفا هكذا
تنهد بهدوء حتى لا يزعج ويليام الثائر ابتسم شخص كان يراقب الأوضاع من مكان بعيد للغاية تلك الابتسامة الحزينة و عينيه الحزينتين لم تفارقا منظر المدينة من فوق تلك الشجرة الضخمة على جرف أبيض مخيف وقف على تلك الأغصان الخفيفة بتوازن و رشاقة ليقول: ما فعلته أمر لا يغتفر حقا
حركت إيف قدمها الأيمن للهواء لتسقط من ذلك الارتفاع لتقف بسلاسة على الأرض غادرت بقعتها المفضلة لتسير وسط تلك الأشجار المرتجفة من شدة برد الرياح المارة بها سارت و سارت و سارت حتى سئمت ساقيها المشي لتتوقفا أمام ذلك المبنى الرمادي الذي حوى الكثير من اللوحات و الخزفيات الجميلة حدقت بالمكان لفترة طويلة لتقول في نفسها: لقد كان هنا الميتم الذي تربيت فيه حقا كثير من العقود قد مرت بالتأكيد هو لم يعد موجودا
تراجعت خطوتين للخلف لتصطدم بشخص ما كان يمسك بصندوق هدايا مغلف بورق برتقالي و عليه رسوم للبرتقال بأحجام مختلفة حاول التوازن قبل سقوط الصندوق ابتعدت عنه إيف لتلتفت و تنظر لذلك الشخص الذي رسم ابتسامة لطيفة على شفتيه فور إعادة الصندوق لتوازنه عينيه عسليتين ضيقتين قليلا و شعره بني طويل مموج وجه نظره لإيف ليقول لها: هل أنت بخير يا آنسة؟ أتمنى بأنني لم أؤذك
قالت إيف: لا أبدا أنا بخير ماذا عنك؟
قال الشاب بمرح: هذا جيد أنا أيضا بخير سأذهب فأنا على عجلة من أمري
ابتسم لها ثم أكمل طريقه بهدوء كما فعلت هي أيضا وصلت لمنزل متوسط الحجم بطابقين بدا شكله كما لو أنه من العصور القديمة شكله هذا أفسد الصورة الحديثة للحي فتحت البوابة الحديدية الصغيرة لتسير في ذلك الممر المزين بأزهار الأوركيدا بمختلف ألوانها الجميلة و الجذابة وقفت أمام الباب لفترة قصيرة جدا فتح الباب لتدخل المنزل نظرت للرجل الذي انحنى لها فور دخولها ليقول: أهلا بعودتك لمنزلك آنسة هايلون
ابتسمت له و قالت: أهلا إيثان أتمنى بأنني لم أطل الغياب عليكم
رفع الرجل المدعو إيثان صاحب الملامح الجميلة بالرغم من ظهور آثار الزمن عليها عينيه السوداوين الواسعتين و شعره الذي ماثل لون عينيه ليرسم ابتسامة تزيد وسامته بادلته تلك الابتسامة اللطيفة ليقول لها: منذ معرفتنا بعودتك و نحن نستعد لاستقبالك آنستي
قالت إيف: حقا؟ أنا آسفة إذا
ضحكت بخفة جذب انتباهها ذلك الإزعاج القادم من الدرج القريب منهما نزل شابين بأقصى سرعتيهما ليجثوا بالقرب منها أمسك كل منهما بكفها ليقوما بتقبيله بلطف ويقولا معا: أهلا بعودتك للمنزل إيف
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد ليقول الأول صاحب الشعر الأشقر الفاتح و العينين الخضراوين: لا تقم بتقليدي أيها المعتوه
قال الثاني صاحب الشعر الأزرق القاني الطويل و العينين العسليتين: هل أصبحت ببغاء قبل أن أعلم؟ لقد أخبرتك مرارا بأن تتوقف عن تقليدي
نهضا ليحل الصمت بينهما أعينهما لا تزال تتحدث بالرغم من ذلك نظرا لإيف التي بدأت تضحك عليهما بمرح شديد لتقول: من الجيد أنكما لم تتغيرا تيم و تيو سعيدة برؤيتكما من جديد
تلك الابتسامة التي رسمتها على شفتيها خطفت قلبيها نظراتهما المعجبة بها أثارت انزعاج إيثان كالعادة ليضرب رأسيهما بقوة و يقول: لا تنسيا بأننا نعمل هنا ثم لابد أن الآنسة متعبة للغاية لذا أسرعا بتحضير شيء لها
وضع كلاهما يده على رأسه متألما ابتسمت إيف سعيدة بأن الأوضاع لم تتغير حتى قالت: لم يبقى عداكم في النهاية
قال تيو صاحب الشعر الأزرق: كما لو أنك تحتاجين لأشخاص غيرنا
قال إيثان: هل أنت مريضة آنستي؟
هزت رأسها بهدوء نافية ذلك لتتبدل ملامحها لأخرى مرحة و تقول بمرحها الذي اعتادوا عليه: لقد أحضرت لكم هدايا مميزة لن تجدوا لها مثيل في العالم أجمع
اقترب منها الشابين بمرح شديد منتظرين ما ستهديهما اقتربت من تيو الذي لطالما طلبت منه أن يرفع تلك الغرة عن عينه اليمنى أخرجت دبوس شعر فضي به سلسلة نحيلة ارتبطت ببدر و نجم جميلين لتقول له: تبدو وسيما هكذا لذا لا تزعجني و تخرج هذا الدبوس
قال تيو بابتسامة لطيفة: بالتأكيد لن أفعل بعد أن وضعته بيدك سوف أحافظ عليه كحياتي تماما
ابتسمت له بمرح لتتوجه لتيم لتضع له قرط فضي حلقي الشكل نقش عليه رمز لنجمة و هلال لتنظر إليه بهدوء ثم تقول: كما توقعت إنه يناسبك تماما حقا إن الحلي تناسبك كثيرا تيم
قال تيم: هل أعد هذا مديحا أم سخرية إيف؟
ضحكت بمرح شديد ليبتسم بهدوء وجهت نظرها لإيثان الذي كان يمسك أعصابه كي لا يفسد سعادة المنزل بعودة سيدته لتبتسم بمرح اقتربت منه لتقول له: حقا لقد فعلت الكثير لأجلي و مهما قلت و فعلت لن أستطيع رد شيء صغير مما فعلته لذا رجاء تقبل هذه الهدية البسيطة مني
وضعت ذلك الدبوس الفضي على شكل قمرين متداخلين و نقش عليها "No.1" على الجهة اليسرى القريبة من الياقة ابتسم لها بهدوء و انحنى قليلا انزعج الشابين من دبوسه ليقول تيم: لم هو الرقم واحد؟
قالت إيف: أتعرفان بأنه عندما كنتما صغيرين كنت أعنتي بكما؟ لقد قلتما لي بأنني كل شيء بالنسبة إليكما....إيثان هو سبب وجودي في ذلك الوقت و ما أنا عليه لذا لا تنزعجا
قال تيو: لحظة لحظة هل قلت "عندما كنتما صغيرين"؟ أنا أكبرك عامين و تسعة أشهر و أربعة أيام كيف كنت تعتنين بي؟ فقط أخبريني
قال تيم: لم أنت منزعج هكذا؟ فقط افهم ما تريد قوله و حسب هل أنت غبي لهذه الدرجة تيو؟
قال تيو: ماذا قلت؟ لم أسمعك جيدا أيتها الحشرة السخيفة
صمت كلاهما يحدقان ببعضهما بانزعاج شديد توقفت تلك النظرات القاتلة لاحتضان إيف لهما بتلك الطريقة اللطيفة ابتسما لها بمرح شديد لتقول: أنا حقا سعيدة لعودتي إليكم يا رفاق
ابتسم جميعهم لها بلطف شديد ذهبت برفقة إيثان لغرفتها في الطابق الثاني أثناء سيرهم في الممر توقفت إيف أمام نافذة مكسورة ليقول إيثان: أنا آسف لم أنتبه لهذا سوف أقوم باستبدال الزجاج حالا
ابتسمت له بمرح شديد ليتغير زجاج النافذة المكسور فتحت الباب المقابل لها لتدخل الغرفة المتوسطة الحجم ذات السرير البني المتوسط الوسادة الزرقاء القانية و الغطاء رتبا بشكل لطيف عليها و خزانة ملابس بنية داكنة بزخرفة نباتية على الأبواب و طاولة طابقت تصميم الخزانة رتبت عليها بعض العطور و مساحيق التجميل و مرآة متوسطة الحجم توجهت إيف نحو نافذة الغرفة المتوسطة الحجم لتفتحها و تتنشق عبير الأزهار علت الابتسامة وجهها ليقول إيثان: الجو بارد يا آنسة لا نريدك أن تصابي بالمرض
قالت إيف و هي تغلق النافذة: حسنا سأكون حذرة
قال إيثان: رجاء خذي قسطا من الراحة سوف أطلب منهما تحضير شيء دافئ
انحنى لها ثم غادر الغرفة أغلق الباب خلفه بهدوء سار قليلا مبتعدا عن الباب ليتوقف و يقول: إلى متى تودان الاختباء هناك؟
رفع رأسه لينظر للشابين اللذين ابتسما له بارتباك نزلا من هناك ليقول تيم: لقد بدت متعبة للغاية و حزينة اعتقدت بأنها ستحدثك بالأمر
قال تيو: ربما حدث شيء سيء معها
قال إيثان: إن كانت الآنسة قلقة و حزينة أليس من واجبنا إسعادها؟ لذا تحركا سريعا و حضرا لها شيئا خفيفا دافئا لتتناوله
غادرا على وجه السرعة بتنافس كالعادة ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتي إيثان الذي أمسك بذلك الدبوس ليقول في نفسه: حتى الآن لا تستطيعين البوح بما يجول في ذهنك لنا
أطلق تنهيدة مستسلمة ليعود لعمله في المساء في قلعة وارس حيث الأجواء الباردة لا تهزم نشاطهم و مرحهم كان لويس لا يزال يحاول العثور على إيف المختفية كذلك ليو لم يستسلم بعد في ذلك اليوم جلسا معا يشربان الشاي بهدوء عل تدفئة عقولهم تظهر نتيجة قال ليو: حقا كيف يمكنها إخفاء هالتها بهذه الطريقة؟
قال لويس: لا أتعجب هذا فهي عبقرية
ابتسم ليو لمدحه إياها تنهد بعد ذلك طرق الباب لينظرا في اتجاهه دخل مارتن ليقول: ألا زلتما تبحثان عنها؟
قال لويس: أجل و ليس هناك أي جديد
قال مارتن: حسنا لا داعي لإتعاب نفسيكما فقد حصلنا على عنوانها
نظرا إليه باستغراب و اندهاش شديدين أخرج مارتن ذلك الظرف الأبيض المتوسط الحجم وضعه على الطاولة بالقرب منهما حمله ليو ليقرأ العنوان الذي كتب عليه قال لويس: أقرأت الرسالة؟
قال مارتن: أجل و هي تطلب منا التوقف عن البحث عنها و مستعدة لاستقبالنا في أي وقت
قال ليو: هكذا إذا حسنا هذا جيد
قال لويس: سأنام أخيرا
ضحكا عليه بمرح شديد تحدثوا معا باستمتاع شديد نام الجميع بعد يوم مرهق من الأعمال صباح اليوم التالي كانت إيف تحدق بالسماء المثلجة من نافذة غرفتها طرق باب غرفتها ليفتح الباب دون انتباهها اقترب منها ليقول: صباح الخير آنستي أتمنى بأنك قد نمت جيدا
التفتت إيف إليه لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير إيثان
قال إيثان: صحيح أن الإفطار متأخر عن وقته لكنه جاهز الآن أتريدين تناوله في غرفتك؟
نهضت إيف من الكرسي لتقول: لا سأتناوله مع الجميع فهذا سيكون أمتع
غادرت الغرفة ليلحق بها إيثان لغرفة الطعام حيث كان تيو يعد الطاولة بينما يرتب تيم الأواني عليها دخلت إيف لينظرا إليها و يقولا: صباح الخير إيف
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد لتبتسم لهما بمرح جلست على الكرسي المخصص لها كما فعل البقية نظرت للوجبات الشهية لتقول: تيم أصبحت ماهرا حقا
قال تيم: ماذا؟ أنا لن أعد شيئا كهذا
قال تيو: ماذا تقصد بكلامك المهين هذا؟
قال إيثان: رجاء احترما وجودكما على طاولة الطعام
الشرارات لا تزال تخرج من عينيهما ابتسمت لهما لتبدأ بتناول الطعام ليفعل الآخرين كذلك كان الجو هادئا و باردا بالرغم من المدفئة مشتعلة كان الجميع قلق و هو يحدق بإيف التائهة في عالم أفكارها الغامضة توقفت إيف عن تناول الطعام بلا شعور منها تبادلوا النظرات القلقة قال تيو: أهناك شيء ما يشغل بالك إيف؟
نظرت إيف إليه بتلك النظرات الباردة التي اعتادوا عليها بريقها قد رحل منها تداركت الأمر لترسم ابتسامة على شفتيها لتقول: آسفة أنا لست جائعة جدا
دفعت الكرسي الأبيض ذو الشرائط الزرقاء للخلف لتنهض و تنحني لهم و تغادر الغرفة أغلقت الباب خلفها بهدوء قال تيم: حقا بم تفكر بهذه الجدية؟
قال تيو: علينا فعل شيء حيال ذلك
قال تيم: و هل لديك أي اقتراحات مذهلة؟
قال تيو: أتريدني أن أقتلك؟ أنا لا أمانع ذلك حقا
قال تيم: حقا لا أعلم لم أنت من بين جميع الناس موجود هنا
أجوائهما الساخنة الحائمة حولهما تحولت لجليد فور سماع صوت الكرسي الخاص بإيثان يتحرك للخلف نظرا إليه بشيء من الخوف ليتنهد و يقول: هذا ليس وقتكما أبدا الآنسة بحاجة إلينا لذا علينا فعل شيء ما
غادر الغرفة يفكر في شيء ما يبعد ذلك الشبح المزعج عنها توقف عن السير فور شعوره بهالتها تبتعد عن المنزل أطلق تلك التنهيدة الهادئة ليتوجه لغرفته عند إيف التي كانت تسير بلا وجهة محددة و أفكارها تأخذ جل انتباهها توقفت على صوت بكاء طفلة صغيرة نظرت إليها تبحث عن شخص ما وسط زحام الناس اقتربت منها لتجثو بالقرب منها و تقول: ماذا هناك؟ لم هذا البكاء؟
رفعت الفتاة رأسها لتنظر لإيف بذهول فلون عينيها المميز الجميل جعلها تنسى سبب دموعها التي تحولت لبلورات جميلة بسبب البرد لوهلة ابتسمت لها لتعود لرشدها و تقول: أنا أبحث عن أخي لقد تأخر عن الحضور لأخذي من الحضانة
مسحت إيف دموعها اللطيفة لتبتسم لها و تقول: حسنا لا تحزني سأخذك للمنزل
قالت الفتاة: لكنني لا أعرف الطريق للمنزل
نهضت إيف لتساعد الفتاة على النهوض انتبهت لتغير لون بشرتها و ارتجاف أصابعها خلعت وشاحها لتلفه حول عنقها و كذلك قفازات يديها التي كانت تحتفظ بها في جيب معطفها لتقول لها: لابد أنك تشعرين بالبرد
ابتسمت لها الفتاة بمرح شديد سارتا بين جموع الناس عل شخص يراها و يتعرف عليها لكن لا فائدة دخلتا إحدى المقاهي لتطلب شوكولا ساخنة لكلتيهما قالت إيف: أخبريني ما هو اسمك؟
قالت الفتاة: اسمي هو ناليني فايرين
قالت إيف: سعدت بلقائك ناليني أنا إيف لابد أن شقيقك قلق للغاية عليك
قالت ناليني بحزن: لقد وعدني أنه لن يتأخر هذا اليوم لذلك غادرت الحضانة
لمحت إيف الندم و الحزن الذي ظهر على وجهها الصغير و الجميل لتبتسم لها بمرح و تقول: لا تقلقي سنعثر عليه أو على عنوان منزلك فقط دعينا ننهي هذه الأكواب
هزت ناليني رأسها موافقة على ذلك بابتسامة مرحة غادرتا المقهى لتسيرا لبعض الوقت تائهتين حتى أوقفهما صوت صارخ ينادي باسم ناليني التفتا لصاحب الصوت الذي كان يركض ناحيتهما كالمجنون حتى توقف عندهما ليلتقط أنفاسه الهاربة منه جلس القرفصاء ليمسك بناليني من كتفيها بشيء من القوة و يهزها بتلك الطريقة الشبه عنيفة ليقول لها: لماذا غادرت؟ لقد كدت أصاب بنوبة قلبية لا تفعلي هذا مجددا
تجمعت الدموع في عينيها لترتمي بين أحضانه عانقها شقيقها بمرح شديد رفع رأسه لينظر لإيف التي تاهت في أفكارها مجددا نهض ليقول لها: شكرا لك يا آنسة أنا حقا شاكر لك
قالت إيف: لا عليك المهم أنكما عثرتما على بعضكما
قال الشاب: ألم نلتقي من قبل يا آنسة؟
نظرت إيف إليه محاولة إيجاد شخص بنفس الملامح في ذكرياتها لتقول: أجل لقد التقينا سابقا اصطدمت بك بالأمس
قال الشاب بمرح: آه أجل يبدو أنها مصادفة جديدة أنا لوكاس فايرين و هذه شقيقتي ناليني المزعجة
نفخت ناليني وجنتيها بانزعاج شديد لتبتسم لها بمرح شديد غادرت بعد ذلك دون قول شيء لها عادت للمنزل لترى إيثان في استقبالها لمح تغير لون بشرتها و يديها ترتعشان من البرد ليقول لها: آنستي أين كنت طوال هذا الوقت؟
قالت إيف: كنت أتجول و حسب اشتقت للسير في المدينة
قال إيثان: ألم يجدر بك أخذ وشاح و قفازات ليديك؟
قالت إيف: لقد فعلت لكنني قدمتها لطفلة كانت تائهة في الطريق
ابتسمت ليتنهد إيثان لتتسع ابتسامتها قال إيثان: لقد وصلت رسالة من السيد هايلون يقول بأنه قادم للزيارة برفقة السيدة خلال يومين كما أنه وصلت الأوراق الرسمية التي تثبت وجود إيف كونيل قبل دقائق
قالت إيف: حقا؟ هذا جيد سوف يأتي شخص ما للزيارة بإمكاني الاعتماد عليك أليس كذلك؟
قال إيثان: بالتأكيد آنسة كونيل
ابتسمت له بمرح شديد لتصعد لغرفتها عند لوكاس الذي عاد لمنزله وبخته والدته على إهماله و قلة انتباهه صعد لغرفته أغلق الباب خلفه ليجلس على الكرسي المواجه للحاسوب ليكمل بحثه حتى رن هاتفه ليرفع الخط و يقول: مرحبا
قال المتصل: هل انتهيت من ذلك البحث؟
قال لوكاس: على وشك الانتهاء سأرسله حالما أنتهي
قال المتصل: لا تتأخر فدرجاتك على المحك
قال لوكاس: أدرك ذلك
أغلق الخط ليبذل جهدا أكبر أنهى ذلك البحث ليرسله لمعلمه فقد تأخر عن موعد التسليم بثلاث أيام تلك التنهيدة الارتياحية ليبتسم بمرح نهض من الكرسي لينزل الدرجات توجه لغرفة المعيشة حيث وجدت والدته و شقيقته التي اقتربت منه بمرح شديد جلست بالقرب منه لتقول: هل أنهيت واجبك أخي؟
قال لوكاس: أجل لقد فعلت منذ قليل
قالت الوالدة: هذا جيد اعتقدت بأنك ستعاقب مجددا
قال لوكاس: لا تقلقي يا أمي كل شيء سيكون بخير
ابتسم لوالدته بلطف ليطمئن قلبها القلق عليه دائما دخل والده بذلك الوجوم الذي لا يفارقه لكن اليوم بدا أكثر وجوما نهضت الوالدة لتقترب منه و تقول: ماذا هناك عزيزي؟ أحدث لك شيء ما؟
عيناه اللتان كانتا تحدقان بالأرض ارتفعتا و نظرتا لزوجته القلقة عليه تحركت عيناه لابنه الذي أمسك بشقيقته يحاول تشتيت انتباهها عن الأمر بالرغم من قلقه هو الآخر تنهد و غادر غرفة المعيشة لتلحق به زوجته أوقفته بسؤالها مجددا لينظر إليها و يقول: لقد طردت من العمل و الأسوأ من هذا أنه سيتم أخذ منزلنا منا إن لم نستطع تسديد الديون في شهر
توسعت عيناي الوالدة مصدومة من الخبر الذي تسمعه أذناها شعرت بالدوار لتستند على حافة السلم البني لتقول: لم يحصل كل هذا لنا؟ يا إلهي كيف سنحل هذه المشكلة الآن؟
قال الوالد: لا أعلم لا أستطيع التفكير بأي شيء الآن
الأوضاع متوترة للغاية يفكرون بأي شيء يساعدهم لإنهاء هذه المشاكل التي لا تنتهي كان لوكاس واقف بالقرب من الباب يستمع لوالديه فكر في أمر قد يساعد في هذا ليتنهد بحزن قالت ناليني: هل أنت بخير يا أخي؟
ابتسم لها بمرح شديد ليقترب منها و يقول لها بمرح: أجل أنا بخير ما رأيك أن نلعب قليلا؟
قالت ناليني بمرح شديد: هذا رائع لنفعل ذلك
ابتسامة شقيقته المشرقة تجعله ينسى و لو القليل من تلك الهموم بدآ اللعب معا بمرح شديد في المساء في قلعة وارس التي علمت بزيارة السيد هايلون و فانتين لإيف كانوا يجلسون في غرفة المعيشة الدافئة و المريحة ليقول لويس: ستذهبان وحدكما هذا ليس عادلا أبدا
قال والد سام: حقا الأمر لم يكن مخطط له لديّ عمل في المدينة التي تعيش فيها فقررت الذهاب للاطمئنان عليها
قال سام: أردت الذهاب للزيارة لكنهما رفضا
قال توماس: حسنا دعوهما يذهبان و حسب لم كل هذا الانزعاج؟
نظر الجميع إليه باندهاش من كلماته فالجميع توقع أنه من بين الجميع يريد الذهاب برفقتهما نظر إليهم باستغراب من التعابير المندهشة التي علت وجوههم ليقول لهم:ماذا هناك؟ أقلت شيئا غريبا؟
قال آرثر: اعتقدنا بأنك ستجادل لأجل الذهاب برفقتهما
قال توماس: و لم قد أفعل شيئا كهذا؟ ثم أنهما ذاهبان لأجل عمل
قال مارتن: أنا واثق بأن شيئا ما قد ضرب رأسك توماس
ضحكوا بمرح شديد تلك الأجواء زادت الغرفة دفئا كان ويليام يستمع للموسيقى و هو يسير في الممر ذاهب لغرفته رفع رأسه عن الأرض ليعرف الشخص الذي ينتظره أمام باب غرفته ابتسم له ذلك الشخص ليقول له بمرح: يبدو أن مزاجك لم يتحسن بعد ويليام
قال ويليام: ماذا هناك عمي توماس؟
قال توماس: لا شيء فقط أردت الاطمئنان عليك فقد أصبحت شاحبا في الآوانة الأخيرة
قال ويليام: أنا بخير كما ترى لذا رجاء اسمح لي بالدخول لغرفتي
قال توماس: أود فعل ذلك لكنني لن أفعل
نظر ويليام إليه بنظراته الباردة لتقابل تلك الابتسامة المرحة من توماس الذي اقترب منه ليمسك بيده و يأخذه معه للطابق الأخير في القلعة كان مهجورا منذ فترة طويلة توقف ويليام عن المسير فور معرفته لوجهتهم التفت توماس إليه ليرى التعابير الباردة التي كانت تعلو وجهه لم تخفي الاندهاش و الارتباك اللذين ظهرا عليه حتى يديه بدأتا في الارتعاش لمجرد الوصول لذلك الباب المغلق لم تعد قدماه قادرة على حمل ثقل جسده ليستند على الجدار القريب منه قال توماس: ماذا هناك ويليام؟ نحن لم نصل بعد لوجهتنا
فتح ويليام شفتيه ليقول شيئا ما لكنه لم يستطع إجبار لسانه على التحرك للتحدث تنهد توماس وقف هناك بانتظار عودة ويليام لطبيعته لكن الأمر لا يبدو كما لو أنه سينتهي قريبا فويليام قد تذكر وعده الذي لم يستطع الحفاظ عليه و لحظاته الأخيرة مع عمته التي لا يستطيع قلبه نسيانها فتحت تلك النوافذ على مصرعيها فجأة لتدخل تلك الرياح القوية جدا ليشعرا بذلك الحضور الذي لا يستطيع أي شخص نسيانه لمجرد اختفائه أشعلت الأضواء المعلقة على الحائط في شكل مجموعات التفت توماس للباب الذي سمع صوته يغلق بمفتاح ما اختفى ذلك الحضور بعدها عرف توماس المقصد من ذلك التصرف المفاجئ ليقول في نفسه: لا أعرف لم كل هذا الاهتمام لكنني واثق بأنك لا تريدين لمشاعره أن تجرح أكثر من ذلك
ابتسم لذلك التصرف الصادر منها في منزل كونيل توقف الخدم عن أعمالهم بعد شعورهم بتلك الهالة المخيفة تقل فجأة غادر الشابين المطبخ لغرفة إيف وصلا هناك ليريا إيثان يقف هناك نظر إليهما ليطلب إليهما الرحيل انزعجا من ذلك لكنه لم يهتم بذلك طرق باب الغرفة ليقول: آنستي هل أنت بخير؟
انتظر لسماع إجابتها لفترة ليكرر طرق الباب فتح الباب بعدها ليوجه نظره للسرير ليراها مستلقية هناك رفعت رأسها لتنظر إليه لتقول: ماذا هناك إيثان؟ أحدث شيء ما؟
قال إيثان: هل أنت بخير يا آنسة؟
قالت إيف: أجل أنا بخير آسفة لم أسمع طرقك للباب
فتح إيثان فمه ليقول شيئا ما لكن دخول الشابين الهمجي منعه من ذلك توجها لسريرها على الفور ليقولا في وقت واحد بصوت قلق للغاية: هل أنت بخير إيف؟
ابتسمت إيف إليهما بمرح شديد و قالت: أجل أنا بخير لم الجميع قلق هكذا؟
قال تيو: بالتأكيد سنقلق عليك حتى لو لم يوجد سبب
قال تيم: أواثقة بأنك بخير؟ أرى الكثير من الهالات السوداء أسفل عينيك
قالت إيف: لا تقلقا أنا حقا بخير أنت أيضا إيثان لا داعي لكل هذا القلق
هز رأسه مجيبا عليها لتبتسم له بلطف اقترب من الباب ليقول: هيا علينا ترك الآنسة ترتاح قليلا
قال تيو: مستحيل أن أغادر و أتركها في هذه الحالة
نظر إيثان إليه بتلك النظرات الحادة ليشعر بقلبه يرقص في داخله أنزل رأسه باستسلام ليغادر برفقة تيم الغرفة محيت تلك الابتسامة فور مغادرتهم لغرفتها لتنظر للقمر بهدوء و تقول بصوت منخفض: لا داعي لذلك بعد الآن
أعادت بجسدها للسرير دون إغماضها لعينيها بعد يومين قبيل غروب الشمس نزلت إيف الدرجات لتنظر لتيم الذي كان يغادر غرفة الضيوف لتقول له: تيم هلا أحضرت لي كوب ماء رجاء؟
قال تيم بمرح: بالتأكيد سوف أجلبه فورا
ابتسمت له بمرح شديد لتتوجه لغرفة الضيوف طرقت الباب ثم دخلت انحنت للضيفين اللذين أتيا لزيارتها لتقول بعدها: مرحبا سيد و سيدة هايلون سعيدة برؤيتكما من جديد
قالت والدة سام: لا داعي لكل هذه الرسميات إيف و نحن أيضا سعيدان لرؤيتك بخير
قال والد سام: تفاجأت عندما قرأت اللقب الموضوع قرب البوابة
قالت إيف: آه أجل نسيت إخباركم بذلك في رسالتي آسفة
قالت والدة سام: لا عليك أبدا عزيزتي
ابتسمت لها بلطف شديد شعرت إيف بالحنان المنبعث من كليهما تحدثا معها لبعض الوقت حتى أخبرتهم بما تريد القيام به خلال أيام قليلة ليقول والد سام: لو احتجت المساعدة في أي شيء فلا تترددي بسؤالنا
قالت إيف: شكرا على العرض لكنني أرفض أريد تجربة ذلك بنفسي
قال والد سام: أتفهم الأمر جيدا
قالت والدة سام: لقد تأخر الوقت يجب عليك الارتياح سيكون لديك الكثير لتفعليه في الغد
قالت إيف: لا تقلقي عليّ فأنا قد قمت بالكثير في اليومين السابقين
قال والد سام: يبدو أنك متحمسة للأمر كثيرا
قالت إيف: بالتأكيد
ابتسمت له بمرح ودعتهما بعد حديث ممتع دام طويلا عند لوكاس الذي غادر عمله للتو نظر للساعة الرقمية الموضوعة على رفوف إحدى المحلات ليراها الساعة الحادية عشر و خمس و ثلاثين دقيقة ليقول: عليّ الذهاب للمنزل قبل أن يبدأ والديّ بالقلق عليّ
أكمل سيره بهدوء حتى وصل لمنزله تفاجأ من اختلاف الأجواء ابتسامة والدته لا تنفك عن الظهور و السعادة الظاهرة على وجه والده ليس بالأمر المعتاد تعجب ذلك كثيرا قالت والدته: أهلا بعودتك لوكاس
قال لوكاس: مرحبا أحدث شيئ ما؟
نظر لوالده الذي أجاب قائلا: أجل لقد حدث أمر رائع للغاية
قال لوكاس بابتسامة مرحة: هذا رائع ماذا هناك؟
ظهرت ابتسامة كبيرة على وجه والده الذي اعتاد العبوس في كثير من الأوقات ليجيب بمرح: لقد حصلت على وظيفة لدى شركة للمواد الغذائية كمدير لفريق الانتاج
قالت الوالدة: أليس هذا رائعا لوكاس؟ لن نقلق بشأن ديوننا بعد الآن
ابتسم لوكاس لوالديه بمرح شديد تحدث معهما ثم صعد لغرفته ألقى بجسده على السرير ليتنهد بارتياح و يقول: ربما هكذا أستطيع التركيز على دراستي أكثر
أغلق عينيه لينام قبل أن يدرك الأمر استيقظ على صوت طرق الباب نهض من السرير حالما دخلت ناليني الغرفة بمرح شديد و هي تقول: صباح الخير لوكاس
قال لوكاس: صباح الخير ناليني لم لم تذهبي للحضانة بعد؟
قالت ناليني: أبي ذهب للعمل باكرا و أمي لا تزال نائمة
نظر إليها ليراها ترتدي زي الحضانة بشكل غير منظم الأزرار غير مرتبة و ربطة العنق مربوطة بشكل مضحك بينما ترتدي التنورة بالمقلوب ابتسم لها بمرح شديد ليضعها على سريره و يقول لها: سوف أذهب لأستحم ثم أحضر لك الفطور بعدها نغادر سويا
قالت ناليني بمرح: ياي فطور من إعداد أخي هذا رائع
حمل ثيابه على ذراعه الأيسر ليغادر غرفته و يتجه للحمام استحم و بدل ثيابه نظر لعينيه المتعبتين في المرآة الموضوعة داخل الحمام تنهد و قال: يجب أن أعد الفطور لها
غادر الحمام ليتوقف أمام باب غرفة والديه طرق الباب لينتظر سماع إجابة من والدته النائمة ابتسم بلطف ليقول: ربما هي تستريح فقد كانت تعمل بجهد كبير خلال الأيام السابقة
عاد لغرفته ليرتب ملابس شقيقته ثم ينزل برفقتها للمطبخ أعد لها وجبة الإفطار ليتناولاها معا بمرح و أعد لها صندوق غداء أخذها للحضانة ليودعها هناك أثناء سيره تأكد من الوقت ليقول في نفسه: لا يزال الوقت مبكرا سوف يصاب أصدقائي بصدمة فأنا لم أذهب للمدرسة منذ أسبوعين
ابتسم لنفسه بمرح و هو يتخيل وجوه زملائه في الصف ليسير في اتجاه مدرسته وصل لهناك ليتجه للمكان الذي اعتاد الجلوس فيه مع أصدقائه وصل إليهم ليقول بمرح شديد: صباح الخير جميعا
نظروا إليه باندهاش شديد اقتربت منه فتاتان بمرح شديد لتقول الأولى: لا أصدق عينيّ أأنت حقا لوكاس؟
قالت الثانية: انتظري إيما ربما هو مستنسخ أو شبيه له تعرفين كم لوكاس مشغول بشيء ما
ضحك بمرح شديد على كلماتها ليقول: هذا أنا حقا لا داعي لكل هذه التخيلات لوري
نظرتا إليه بتفحص لتعانقه إيما بمرح شديد بينما تحتضن لوري ذراعه بسعادة لتقول: لقد بدأت أشعر بالممل بدونك خيرا أنك عدت
قالت إيما: اعتقدت بأنني لن أراك مجددا
ابتسم لهما بلطف اقترب منهم ثلاثة فتية ليقول الأول: و ها قد سرق الأضواء من جديد إلى متى تنوي القيام بذلك لوكاس؟
قال لوكاس: لا تقل هذا كما لو أن الأمر بإرادتي
قال الشاب الثالث: اعتقدت بأنك لن تكمل دراستك بعد كل هذا الغياب
قال لوكاس: حقا كنت أمر بظروف سيئة لكنها تحسنت الآن
قالت إيما: تعرف بأننا لن نبخل بمساعدتك أبدا لوكاس
قال الشاب الأول: تعرفينه عنيد كالحجر لا يريد قبول الشفقة من أي شخص
قال لوكاس: أنت حقا تحب وضعي في مكان مظلم جيم
قال جيم: أليس الأمر كذلك؟ لا أظنني الوحيد الذي يراك هكذا صحيح؟
قال الجميع بصوت واحد: لا أنت وحدك من تراه هكذا
شعر بالإحباط ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليبادله لوكاس واحدة مثلها فهما أصدقاء منذ فترة ليست قصيرة نظر للشاب الثاني الذي كان مشغولا باللعب على هاتفه ليقول له لوكاس: أهي لعبة جديدة كين؟
قالت لوري: لا يجدر بك سؤاله أبدا عن هذه اللعبة إنه مجنون كليا بها اسأل جوش
قال جوش: لقد أخذ اليوم بطوله و هو يحدثني عن هذه اللعبة حتى أنه قدم لزيارتي في المنزل ليكمل رواية القصة
ضحك لوكاس بمرح اشتاق كثيرا لهذه الأجواء بالرغم من الجو بارد في الخارج رن الجرس ليتوجهوا للصف الذي رحب به بمرح شديد كان الصف مليء بالضجة حتى دخول المعلم الذي أصمتهم عند إيف التي كانت تغادر ذلك المبنى بعد شعورها بالملل يقتلها أكثر مما فعل توجهت لبقعتها المفضلة لتجلس على الغصن تشاهد المدينة المكسوة بالبياض تحركت خصلات شعرها مع الرياح التي هبت قالت بصوتها الهادئ: هل بإمكاني مساعدتك في شيء ما سيدي؟
رسم ذلك الشخص ابتسامة مرتبكة على شفتيه ليقول لها: آسف آنسة كونيل لقد طلب مني السيد لوسيل دعوتك للحضور لمنزله
قالت إيف: و لم قد أذهب لمنزله؟
قال الرجل: لقد طلب مني إحضارك مهما تطلب الأمر
نهضت إيف على ذلك الغصن لتفكر بالأمر قليلا ثم توافق على الذهاب برفقته وصلا للمنزل الذي ابتسم صاحبه فور وصولها دخلت الغرفة التي أرشدها إليه ذلك الرجل لتنظر للمكان من حولها غرفة مظلمة رائحة السجائر الكريهة تملؤها صوت الموسيقى أضافت سببا لكره إيف هذا المكان التفت في اتجاه الصوت الذي قطع السكون قائلا: يشرفني كثيرا تواجدك في منزلي المتواضع إيف كونيل
رفعت الستائر ليظهر الشخص الذي تحدث إليها شعرت بالانزعاج للنظر إليه فقط بينما هو ابتسم بمرح شديد ليقول لها: ماذا هناك آنسة كونيل؟ يبدو أن رؤيتك لي لا تسرك أبدا
سارت في اتجاه الباب دون المبالاة بكلماته التي ألقاها عليها للتو أوقفها عن السير كبير الخدم الذي جلبها لهذا المنزل لم تحرك ساكنا ليقترب ذلك الرجل منها و يقول: آه يبدو أنك منزعجة مني بالرغم من أنني لم أفعل شيئا لك
لم تجبه إيف بأي شيء تريده فقط أن ينهي حديثه الممل برأيها ليكمل حديثه قائلا: حسنا سأدخل في صلب الموضوع سمعت بأنك تنشئين مؤسسة صغيرة للمساعدات الخيرية لذا رأيت بأنك تقومين بأمر تافه للغاية سأحطمه لك و حسب
التفت إيف إليه بنظراتها الباردة الخانقة شعر بالرعب يسري في عروقه اقتربت منه بخطوات هادئة لتقول له: أنتم حقا عائلتين مزعجتين عائلة لوسيل و عائلة روبنسون أود تحطيكم جميعا و محي آثاركم لكنني طيبة كفاية بجعلكم فقط تبتعدون عن رؤيتي لذا رأيت أنكم مزعجون و عليكم مغادرة المدينة و إلا فالأسوأ قادم
تهديدها بتلك الابتسامة المخيفة هزت رأسه إجبارا بالموافقة اختفت من أمامه كما اختفت هالتها المخيفة معها بعد فترة من الزمن عادت للمبنى الذي غادرته لترى إيثان يسير برفقة رجل ما انحنت لهما لتقول: كيف سرى الأمر؟
قال الرجل: لقد انتهينا حقا من إقناع الشركاء المقترحين من قبلك كما أننا غطينا الموظفين في المواقع الرئيسية
قالت إيف: أنتما حقا مذهلين للغاية لم أتوقع هذا
ابتسم الرجل لها بمرح حدثها عن بعض التفاصيل المهمة ليودعها عادت للمنزل برفقة إيثان الذي طلب من الشابين الشروع في إعداد وجبة الغداء توجهت إيف لغرفتها لتجلس على سريرها تفكر في القيام بشيء ما طرق تيو باب الغرفة ليدخل بعدها و يقول: إيف الغداء جاهز و قد أعده المزعج تيم
انتبه لشرود ذهنها و هي تحدق بالسماء انزعج لرؤية تلك التعابير على وجهها اقترب منها ليمسك بيدها و يشد انتباهها إليه بالرغم من أن تلك النظرات الباردة لا تزال تنظر إليه إلا أنه لم يستسلم ليقول لها: أنا حقا لا أحب هذه النظرات المزعجة إيف إن كان هناك أمر يزعجك عليك التحدث بشأنه و إلا فإننا لن نفهم ما يحزنك
نظر لعينيها التي تسحبانه أكثر للجو المخيف خاصتها سحر تماما بقوة تلك العينين فاق من ذلك على وضع إيثان يده على كتفه رفع رأسه لينظر إليه ابتعد عنها ليتنهد إيثان و يقول: لقد أخبرتك بألا تقترب منها بهذه الطريقة لكنك لا تستمع إليّ أبدا كان الأسوأ سيحصل لو لم أحضر
قال تيو: ماذا تقصد بذلك؟
قال إيثان: لا شيء فقط اذهب الآن سأخبرها بأمر الغداء
غادر تيو الممر لينزل لغرفة الطعام رسم تيم ابتسامة جميلة على شفتيه فور معرفته هوية الشخص الذي دخل انزعج و قال: أين هي إيف؟
قال تيو: لا تزال في غرفتها سوف تحضر برفقة إيثان
قال تيم: و ماذا كنت تفعل طيلة هذا الوقت؟ أنت حقا ميؤوس منك
تعجب تيم عدم رد تيو عليه لينظر إليه و يرى الدهشة و التعجب يتملكان جسده بالكامل اقترب منه ليقول له: ماذا جرى لك؟ تبدو كما لو أنك رأيت شبحا
قال تيو: عيناي إيف بهما أمر غريب
قال تيم: حقا؟ هل اكتشفت هذا توا؟ يبدو أنك لست سوا مغفل
ابتسم تيم بسخرية من كلام تيو الذي نظر إليه بانزعاج شديد ليتنهد و يقول بجدية غير معهودة منه: أنت المغفل هنا لم أكن أقصد لون عينيها بل تأثيرهما
نظر تيم إليه بعدم تصديق كما لو أنه أصيب بالجنون فجأة انزعج تيو من تلك النظرات ليغادر غرفة الطعام كاد أن يصطدم بإيف لكن إيثان أسرع في إبعادها عن طريقه ليقول له: هلا نظرت لطريقك و أنت تسير؟ كدت تصطدم بالآنسة
نظر تيو إليها بقليل من التفحص لتتعجب تلك النظرات التي وضعت على وجهه لتقول بمرح: ماذا هناك تيو؟ أحدث شيء ما؟
قال تيو بارتباك: لا أبدا كل شيء على ما يرام
نظرت إليه بشيء من التفحص ليزيد ذلك الارتباك الذي ملأ كيانه ابتسمت له في النهاية لتقول: دعنا نتناول الغداء معا فأنا حقا أشعر بالجوع
أمسكت بذراعه لتسير برفقته لغرفة الطعام رحب تيم بها ثم نظر لتيو بانزعاج شديد كاد يقتله بنظراته لتقول له إيف: تيم هلا توقفت عن هذا؟
قال تيم: لا أستطيع عيناي تفعل ذلك تلقائيا
ضحكت إيف بمرح على كلماته لتجلس في مكانها ليفعل البقية ذلك تناولوا الطعام و إيف تحدثهم عما حدث معها هذا اليوم عند لوكاس الذي قد غادر المدرسة بعد نهاية الدوام برفقة أصدقائه قال جوش: لنذهب للمطعم القريب من هنا لنحتفل بعودتك للمدرسة
قال كين: حقا لنفعل ذلك و بسرعة فأنا جائع للغاية
قالت إيما: أشك في أنك تفكر في شيء غير الطعام و اللعب
ابتسم كين لها بلطف شديد ليقول: نسيتي إضافة اسمك أيضا
اقتربت إيما من لوري لتخفي وجهها المحمر من الخجل ابتسم لوكاس لتصرفاتهما ليقول جوش: حسنا لنذهب و إلا فإن المقاعد سوف تحجز كلها
قال لوكاس: آسف لا أستطيع الذهاب برفقتكم عليّ أخذ شقيقتي من الحضانة
قالت لوري: إذا لنذهب معك ثم نذهب لذلك المطعم
قال لوكاس: حقا لا أستطيع لديّ شيء أفعله
نظر الجميع إليه بارتياب ليشعر بالتوتر الشديد اقترب جيم ليضع يده على كتفه و يقول للآخرين: اذهبوا و احجزوا لنا المقاعد سنحضر ناليني و نذهب إليكم على الفور
قال جوش: حسنا لا تتأخرا أتريدان أن نطلب عنكما؟
قال جيم: أجل افعل لكن أحذرك إياك أن تطلب شيئا غريبا
ضحك جوش بمرح شديد ليذهب برفقة الأخرين لذلك المطعم بينما سار الشابين في طريقهما لحضانة ناليني كانا يسيران بصمت لم يتوقف جيم عن التحديق بلوكاس الناظر للطريق بصمت ليتنهد و يقول: حقا ماذا هناك لوكاس؟ أحدث شيء ما؟
قال لوكاس: لا شيء كل الأمور على خير ما يرام
وقف جيم أمامه ليقول: لا تحاول الكذب عليّ أنا أعرفك منذ خمس سنوات
نظر لوكاس لعينيّ جيم اللتين تحدقا به بجدية و قلق أبعد عينيه عنهما ليتنهد و يقول: نمر بأزمة مادية لذا بدأت العمل و قبل أسبوعين تدهورت الحال لأسوأ مما كان عليه لذلك اضطرت للعمل بدوامين بعد المدرسة لم أخبر والديّ بالأمر لا أريدهما أن يقلقا بشأني
كانا يسيران بهدوء استمع جيم للقصة التي جعلت صديقه يتغيب عنهم لفترة من الزمن تنهد بعد ذلك ليقول له: كان يجب أن تخبرنا بذلك مهما كان الأمر سيئا نحن أصدقائك لا تعرف كم قلقنا عليك حتى أن لوري اعتقدت بأنك تورطت مع عصابة ما
ضحكا معا بمرح شديد سعد جيم لرؤية صديقه يضحك برفقته من جديد وصلا لحضانة ناليني التي امتلئت بأصوات الأطفال المرحة و الابتسامات التي علت وجوه الجميع دخلا المبنى يبحثان عن ناليني رأتهما إحدى المعلمات هناك لتقترب منهما و تقول: مرحبا لوكاس لم نرك منذ فترة طويلة مشغول بالدراسة؟
قال لوكاس: أجل نوعا ما أتيت لأخذ ناليني أين هي؟
قالت المعلمة بمرح: لقد أتت والدتك و أخذتها للمنزل هذا اليوم
قال جيم: الآن ليس لديك حجة غياب
نظر لوكاس إليه بمرح شديد ليغادرا المكان اتصل لوكاس على المنزل ليخبرهما بأمر ذهابه مع أصدقائه وافقت والدته على ذلك ذهبا للمطعم ليقول كين: لقد تأخرتما كثيرا ماذا كنتما تفعلان طيلة هذا الوقت؟
قال جيم: لا شيء ذهبنا و عدنا
قالت لوري: لقد أصابنا الملل بسبب هذا المزعج
قال لوكاس: يتحدث عن لعبة أخرى
جلسا في مكانيهما كان لوكاس بالقرب من لوري التي جاورت جوش القريب من النافذة و مقابلهم جيم إيما و كين تناولوا وجباتهم و أصواتهم المرحة تكاد تتعداهم أنهوها ليقضوا بعض الوقت معا ثم يعودوا لمنازلهم مع الغروب عاد لوكاس لمنزله لتسعد والدته برؤية الملامح الحيوية تعود لوجهه انتبه غياب والده عن المنزل لاحظت والدته ذلك لتبتسم له و تقول: لا يزال في العمل فدوامه لا ينتهي قبل العاشرة ليلا
قال لوكاس: هكذا إذا هل هذا يوم إجازتك أمي؟
قالت الوالدة: أجل لذلك أحضرت ناليني
قالت ناليني بمرح: لقد كانت مفاجأة رائعة حقا
حمل لوكاس ناليني ليدور بها عدة دورات ثم ينزلها لتضحك بسعادة صعد لغرفته ليبدأ بحل واجباته المدرسية عند إيف التي كانت تتجول في ذلك المبنى الذي سيفتتح بعد ساعات قليلة و هي تهمهم بلحن أغنية قديمة عاقدة يديها خلفها ظهرها و هي تقفز بطريقة طفولية من جهة لأخرى كان بعض الموظفين ينظرون إليها باستغراب خاصة أنهم لا يعرفون وجه المالك الحقيقي لهذه المؤسسة التي تريد الظهور من العدم توقفت أمام أحد الرجال الذين كانوا يتهامسون بشأنها نظر أحدهم إليها باستحقار بينما الآخرون شعروا بالارتباك خاصة بعد تلك الابتسامة التي زينت وجهها المليء بالمكر لتقول: مرحبا أتمنى أن تكونوا مستعدون للافتتاح
قال الرجل المنزعج من أسلوب حديثها: و ما شأنك أنت أيتها الطفلة؟ لم أنت هنا على أي حال؟
اعتدلت إيف في وقفتها لتلفتت يمنة و يسرة بحثا عن شخص ما لتجده يقترب منها ابتسمت بمرح شديد ليقف أمامها و يقول: هل بإمكاني مساعدتك بشيء ما؟
قالت إيف: أجل أتيت في وقتك حقا هل بإمكانك إعطائي اسم هذا العجوز؟
أشارت إليه لترى تعابير الغضب تعلو وجهه قال الرجل المساعد لها: إن لم أخطئ أنت السيد روبرت شويار صحيح؟
قالت إيف: روبرت شويار هاه؟ أنت مطرود
قالتها بطريقة لطيفة و أكملت سيرها بالنحو التي كانت تفعله من قبل تعجب المساعد من ذلك بينما انفجر بركان ذلك الرجل من الغضب غادر المكان وسط أنظار الجميع له أنهت إيف جولتها وقفت في الطابق الثاني أمام الجدار الزجاجي المطل على الخارج رأت تجمهر الصحافة و الناس المتسائلين عن هيئة هذا المكان رأت انعكاس شخص ما وقف خلفها لتبتسم بمرح و تقول: ماذا هناك إيثان؟
انحنى لها بهدوء ليقول لها: الجميع مستعد للافتتاح أتودين البدء الآن؟
قالت إيف: ربما قليلا بعد فهذا المنظر جميل للغاية
رفع إيثان رأسه ليرى تلك الابتسامة الشريرة التي علت شفتيها كما تلك النظرات التي تود التهام كل شخص تقع عليه عينيها نهض ليقترب منها رفع يديه ليتجمد في مكانه التفتت إيف إليه لتميل برأسها قليلا و تقول: إيثان هذا التصرف مشين للغاية لم أقم بفعل أي شيء لذا لا تنظر لي كمجرمة هاربة
جثى على إحدى ركبتيه ليقول: أنا حقا آسف آنسة كونيل لكن بقائك على هذا الحال سيسبب خطرا لصحتك
ضحكت إيف باستمتاع شديد توقفت فجأة عن الضحك ليحل الصمت المكان رفع رأسه لينظر إليها وجدها قد دخلت عالمها المظلم من جديد لم يعرف كيف يمدها بالضوء لتخرج من تلك الغرفة المخيفة الخاصة بها نهض من مكانه ليشعر بنظراتها تلاحقه ليقول لها: آنستي هل نبدأ الآن؟
ابتسمت إيف بلطف بقليل من الشعور بالحزن و الذنب لتقول: أجل لنبدأ سأعود أنا للمنزل لا أشعر بأنني بخير
قال إيثان: حسنا لكن دعي أحد الشابين....
قاطعته إيف بهز رأسه رافضة الفكرة تفهم الأمر و انحنى لها غادرت المبنى بطريقتها المعتادة لتسير في الشوارع قليلا وصلت أمام باب منزلها لتشعر بخيبة أمل من نوع ما فتح الباب ليظهر الشابين و يقولا لها بمرح شديد: أهلا بعودتك للمنزل إيف
تفاجأت من ذلك لكن الابتسامة سارعت بالظهور على وجهها سعدا بذلك كثيرا دخلت المنزل ليقول تيو: لقد أعددت لك وجبة خفيفة ستحبينها حقا
قال تيم بمرح: أعددت لك كوب الشاي الذي تفضلينه
قالت إيف:حقا؟ أشعر بتحسن كبير شكرا لكما
ابتسما لها بمرح شديد جلسوا معا يتحدثون بمرح شديد توجهت لغرفتها لتستلقي على السرير بهدوء لتقول: تركت العمل كله على إيثان كم أنا قاسية للغاية
ابتسمت بحزن لتغلق عينيها بهدوء في منتصف الليل فتح تيو باب غرفتها بقوة على تلك الصرخة التي دوت في أرجاء المنزل اقترب من سريرها ليرى العرق يتصبب من جبينها بالرغم من برودة الغرفة التي ترفض إشعال المدفئة فيها عينيها تكادان تملآ وجهها من الخوف أنفاسها تكاد تنتهي وضعت يديها على رأسها لتبدأ بهزه بقوة أفزعه منظرها ذلك الذي يراه للمرة الأولى أتى إيثان ليقول: أحضر لها كوب ماء بارد تحرك بسرعة
غادر تيو الغرفة سريعا ليحضر لها كوب الماء عاد للغرفة ليرى إيثان يحاول تهدئتها و هو يجلس بقربها واضعا رأسها على كتفه تقدم ليقدم له كوب الماء ساعدها على شربه شعرت بأنفاسها تعود لطبيعتها بالتدريج كما حال نبضات قلبها تلك الابتسامة التي ظهرت على وجهها جعلت إيثان يشعر بالارتباك ليقول لها: هل أنت بخير آنستي؟
قالت إيف: أنت حقا دائم القلق إيثان أنا بخير
قال إيثان: هل تريدين أن أحضر لك شيء ما؟
قالت إيف: لا فقط ابقى معي
نظرت إيف نحو تيو الواقف هناك بذهول لتستعيد شخصيتها و تقول بحزن و عيناها تراقبان الأرض: آسفة لإقلاقكما لقد كان كابوسا مزعجا لا أكثر
اقترب تيو من سريرها ليجلس بالقرب منها و يمسك بيديها اللتين لا تزالا ترتعشان من الخوف نظرت إليه لتراه يعانقها بنظراته الحنونة القلقة عليها قام باحتضانها ليمسح على شعرها بهدوء و يقول: كل شيء على ما يرام طالما نحن معك كل شيء سيكون بخير
دفنت رأسها أكثر بين أحضانه الدافئة التي تسحبها أكثر و أكثر غادر إيثان غرفتها ليتركهما وحدهما في الصباح فتح تيو عينيه على صوت تيم المنزعج و الغاضب فرك عينيه بهدوء ليقول له: ماذا تريد؟ الوقت لا يزال مبكرا
قال تيم بانزعاج أكبر: إلى متى تريد البقاء في سريرها؟
نهض تيو بسرعة بعد تدارك الأمر نظر للغرفة من حوله حاول تذكر ما حدث بعد مغادرة إيثان لكن لا شيء يحضره أمسك برأسه الذي أصيب بالصداع فجأة وجه كلاهما نظره للباب على صوت الطرق المرح لتظهر إيف من خلف الباب و هي تقول لهما بمرح: لقد تأخرتما لذا أتيت للاطمئنان عليكما أكل شيء بخير؟
نظر تيو إليها بشيء من الاستغراب فهذه التعابير لم تكن تعلو وجهها حتى آخر اللحظات التي يتذكرها ابتسمت له بمرح ليقول تيم بانزعاج: لا أصدق أنك سمحت لهذا الشيء بالنوم معك إيف
قال تيو: ماذا تقصد بهذا الشيء؟ كما تعلم أنا و أنت نفس الشيء
قال تيم: لا تقم بجمعي معك في نفس الزمرة الحقيرة
عض تيو على شفتيه بانزعاج اقتربت منهما إيف لتقول بحدة: هذا يكفي كلاكما....تيم اعتذر له
نظر تيم إليها بنظرات مذهولة من طلبها نظراتها الحادة لم تترك له المجال ليتنهد و يقول: أنا آسف فقط أسرع بالنزول فقد أنهيت إعداد كل شيء وحدي
غادر تيم الغرفة واضعا يديه في جيبه منزعجا من الموقف الذي حدث شعرت إيف بتحرك هالة تيو الواقف بقربها قام بشد قبضته التي تكاد تنفجر العروق فيها أمسكت بيده لتضعه بالقرب من وجنتها اليمنى نظر إليها بهدوء لتقول له: هو لم يقصد ذلك لذا اعذره رجاء تيو
هدأت الدماء التي غلت في شرايينه أنزل برأسه كما فعل لجسده كله ليقول لها: أنا آسف جعلتك ترين هذا الجانب مني مجددا بالرغم من وعدي لك
ابتسمت له بمرح لتربت على رأسه ليشعر بالسكينة تدخل نفسه رفع رأسه لينظر إليها بمرح شديد نزلا لغرفة الطعام طلبت من تيو الدخول قبلها لتحدث تيم الذي كان واقفا بالقرب من الباب فعل ذلك بهدوء كان تيم يحدق بالأرض و لم ينتبه لتواجدهما حتى اقتربت إيف منه لتحدق بعينيه التائهتين في بحر من المشاعر الخاصة بهما انتبه لها أخيرا ليتراجع خطوتين للخلف بفزع ليقول: لقد كدت توقفين قلبي إيف
قالت إيف بحزن: أنت الذي تكاد أن توقفي قلبي تيم منذ متى و أنت تتحدث عن هذا؟ أنت أكثر شخص من بيننا تعرف ما مدى كرهه لنفسه لم تفعل هذا به؟ ألسنا عائلة تيم؟
ذلك التوبيخ الذي صدر منها بتلك النبرة الهادئة و الحزينة جعلت قلبه ينقبض لوهلة ذلك الشعور أعاد له ذكرى قدومه لهذا المنزل "تشاجر تيم مع تيو شجارا عنيفا أدى لجرح كلاهما تدخل إيثان ليوقفهما لكن الشرارات لم تتوقف عن الخروج من عينيهما ليقول تيم بانزعاج شديد: المشكلة ليست فيك أبدا بل فيّ أنا لإنزال نفسي لمستواك و الحديث معك
قال تيو بغضب شديد يكاد يفجر جسده: ماذا تقصد بهذ الهراء؟ سوف أقتلك حقا لو لم تصمت
ابتسم تيم بسخرية ليقول: كيف لحشرة مزعجة مثلك أن تقتلني؟ أنسيت بأن قواك ليست بالشيء الجدير بالذكر
هجم تيو عليه ليقف إيثان بينهما نظر لكليهما بتلك النظرات الحادة ليقول: تيم اذهب لغرفتك قبل زيادة الأمور سوء
قال تيم: و لم أذهب للغرفة؟ سأغادر هذا المكان السخيف الذي لا يضم سوا الحثالة
رأى تلك الدماء تنزل من شفتي تيو لشدة عضهما ليبتسم بانتصار و يغادر المنزل نظر للسماء التي كانت تمطر بغزارة سار في ذلك الجو المليء بصوت الرعد المخيف كل الأشخاص في الخارج يبحثون عن مأوى لهم ليحتموا من هذا المطر لكنه الشخص الوحيد الذي لا يبالي توقف عن المسير ليقول في نفسه: تبا لم عليّ التصرف هكذا؟ كل هذا بسببك أبي أنت السبب لن أسامحك ما حييت
دموعه التي خرجت من عينيه اختلطت بقطرات المطر التي تساقطت على وجهه توسعت حدقتا عينيه على صوت ينادي اسمه التفتت ليرى إيف تركض في اتجاهه و خلفها تيو و إيثان اقتربت منه أكثر لترمي بنفسها بين أحضانه سقط أرضا لفقدان توازنه نظر إليها ليرى وجهها المحمر من شدة البكاء رفعت عينيها الزرقاوين الغارقتين في الدموع لتقول بصوتها المريض الذي لا يكاد يسمع: لم غادرت المنزل هكذا؟ لقد كدت أموت من القلق عليك لا تفعل هذا مجددا تيم أرجوك لا تفعل هذا
تلك الدموع التي غادرت عينيها لأجله جعلت قلبه المتجمد يهتز مسببا ألما في صدره حرك ذراعيه ليحيطها بها شدها لصدره ليشعر بدفء مشاعرها الموجهة له ليقول لها: أنا آسف لن أقوم بشيء كهذا مجددا لن أترك المنزل أبدا" أنزل برأسه بصمت تغير مسار الهواء المحيط به لتمد إيف ذراعيها إليه و تأخذه لأحضانها لتربت على ظهره بلطف قام بمعانقتها هو الآخر ليقول: أنا حقا آسف لن أتصرف هكذا مجددا أعدك
قالت إيف: هذا هو تيم المطيع
رفع رأسه ليقول لها: هل تحسبينني طفلا صغيرا إيف؟
ضحكت إيف بمرح شديد بعدما ابتعدت عنه لتدخل الغرفة بعده جلسوا على طاولة الطعام يتناولون وجباتهم بمرح شديد كانت إيف سعيدة برؤية تلك المشاعر الدافئة تزين المنزل الذي بنته لهذا الغرض رسمت ابتسامة لطيفة على وجهها بلا شعور منها لتقول في نفسها: هل أستحق حقا البقاء بقربكم هكذا؟
أنزلت رأسها لتمحو أفكارها تقاسيم المرح و السعادة التي علتها منذ ثوان فقط نظر إليها الفتية محاولين الغوص لأعماق كيانها الذي تحاول إخفاؤه عنهم رفعت رأسها لتنهيدة تيم الذي بدا مرتبكا لتلك النظرات التي وجهت إليه مباشرة ليقول: آسف يبدو أنني أخرجتك من أفكارك
لم تجبه بأي شيء بل لم تضع أي تعابير على وجهها ابتسمت بعدها بمرح و قالت: شكرا لك آه صحيح سنقوم بنزهة هذا اليوم
قال تيو: حقا؟ و إلى أين سنذهب؟
قالت إيف و هي تفكر: صحيح لم أفكر في هذا
نظروا إليها باستغراب ليضحك الشابين عليها بمرح شديد ليقول إيثان: ألن يكون من الأفضل البقاء في المنزل؟ فالجو في الخارج بارد قد تصابين بالمرض
نفخت إيف وجنتيها بانزعاج بالرغم من أنها أفكارها في مكان آخر حتى وقفت و قالت بمرح: أجل سنذهب للنهر سيكون هذا رائع للغاية
غادرت الغرفة قبل سماع أي شيء منهم بتلك الابتسامة السعيدة لينظر الشابين لبعضهما بصدمة شديدة بينما تنهد إيثان بقلة حيلة لينهض و يقول: يبدو أن هذه النزهة ستكون مسائية لذا استعدا لها جيدا
قالا معا بصدمة أكبر: مسائية؟ أتريد إيف قتلنا لهذه الدرجة؟
رسم إيثان ابتسامة على وجهه مستمتعا بما قالاه ليغادر الغرفة ليبدآ بترتيبها و تنظيفها عند لوكاس الذي استيقظ على رنين هاتفه رفع الخط و عيناه مغلقتان ليقول المتصل: لوكاس ألا تزال نائما؟ إنها الثانية عشرة ظهرا
قال لوكاس: أرجوك أمي دعيني أنام قليلا
قال المتصل بانزعاج: أنا لست والدتك أيها الكسول لا تتحدث في الهاتف إن كنت متعبا لهذه الدرجة
قال لوكاس: حسنا أبي سوف أنهض على الفور
قال المتصل: تبا لك لوكاس هذا أنا جيم توقف عن الهذيان
لم يسمع جيم جواب لوكاس فقد سقط الهاتف من يد لوكاس الذي لا يزال نائما أغلق الخط بانزعاج لتصرفه بعد ساعة و نصف اتصل مجددا ليرفع لوكاس الخط و يقول: صباح الخير جيم
تنهد جيم بارتياح ليقول: يبدو أنك استيقظت أخيرا
قال لوكاس: و هل تحدثنا سابقا؟
قال جيم: يا إلهي سوف تصيبني بالجنون حقا لوكاس
ضحك لوكاس بمرح شديد ليقول: أمازحك أذكر ذلك لقد كنت متعبا للغاية فقد عدت من العمل في وقت متأخر
قال جيم: اعتقدت أنك توقفت عن الذهاب
قال لوكاس: تركت عملي الأول فهو يبدأ بعد المدرسة مباشرة
قال جيم: هكذا إذا ألديك ما تفعله هذا اليوم؟
قال لوكاس: سأخرج برفقة ناليني أهناك شيء ما؟
قال جيم: لقد خططنا لتمضية هذا اليوم معا لكن إن لديك خططك فلا بأس
قال لوكاس: لا أعتقد بأن ناليني تمانع قضاء الوقت معكم لذا سأكون معكم بالتأكيد
قال جيم: حسنا سنكون بانتظارك أمام الساعة في الحديقة العامة في الثانية
قال لوكاس: حسنا سنكون عندكم في الموعد
أغلق كلاهما الخط لينظر لوكاس لساعته ليراها الواحدة و خمس دقائق غادر غرفته ليرى شقيقته تركض في الممر بمرح شديد ليقول لها: أأنت مستعدة للخروج معي هذا اليوم ناليني؟
قالت ناليني بمرح: أجل
قال لوكاس: سوف نخرج برفقة أصدقائي أنت لا تمانعين ذلك صحيح؟
قالت ناليني: لا طالما أننا سنلعب كثيرا
ضحك بمرح شديد نزل للأسفل ليخبر والديه بالأمر و قبل الموعد غادر برفقة شقيقته للمكان المطلوب وصلا لهناك ليريا جوش و لوري يتحدثان بمرح ركضت ناليني إليهما رفعها جوش عاليا لتداعب الرياح خصلات شعرها دار بها قليلا ثم أنزلها لتعانقها لوري و تقول: سعيدة برؤيتك مجددا ناليني عزيزتي
قالت ناليني: أنا أيضا سعيدة برؤيتكما
قال لوكاس: أين البقية؟
قال جوش: جيم ذهب ليخرج كين من حبسه الانفرادي ذهبت إيما برفقته
وقفوا هناك في انتظار الثلاثة البقية بينما البرد يهرب منهم بسبب دفء أحاديثهم حتى وصل البقية ليقول جيم: لا يمكن أن يسوء هذا اليوم أكثر أولا لوكاس و الآن هذا المدمن
قال كين بمرح: مرحبا جميعا.... أهلا ناليني
حملها بمرح شديد لتقول له: مرحبا كين
قال كين: لا تزالين لطيفة و جميلة كما عهدتك
ابتسمت له بخجل ليضحكوا عليها بمرح شديد تجولوا في المنطقة و لعبوا كثيرا قبيل الغروب كانوا يسيرون عائدون لمنازلهم فمع إقبال المساء بدأت الأجواء تستعد لغياب الشمس لتبدأ حفلتها الباردة كانوا يسيرون على الجسر الحديدي الذي غطي بالجليد الأبيض نظرت إيما لناليني النائمة على ظهر شقيقها لتبتسم بمرح و تقول: يبدو أنها تعبت من اللهو
قال لوكاس: أجل لقد استمتعت بوقتها كثيرا
توقف جوش عن المسير لبعض الوقت ليجبر الجميع على التوقف معه اقترب منه جيم لحيث كان يقف على حافة الجسر يحدق بشيء ما بشيء من الصدمة ليقول له: ماذا هناك جوش؟ هل أصبت بمرض ما؟
قال جوش: يبدو أن هناك أشخاص مجانين كفاية ليبدؤوا نزهتهم في هذا الوقت و المكان
أشار لمجموعة الأشخاص الذين بدؤوا بوضع أشيائهم بالقرب من النهر نظروا إليهم باستغراب قالت لوري: ربما هم هنا لذكرى ما أو حدث معين تعرفون مدينتنا تختلف فيها الثقافات و الأجانب فيها كثر
قال كين: و إن يكن لا يوجد أي شخص يود أن يكون في هذا الجو المميت خارج المنزل
قال لوكاس: أعتقد بأنني سمعت بأن الأمطار ستهطل الليلة ألا يجدر بنا إخبارهم؟
قال جيم: و لم نفعل ذلك؟ ألا يجب عليهم التأكد من حالة الجو إن كانوا يريدون الخروج في مثل هذا الوقت؟
قالت إيما: لا تقل هذا يجب أن نحذرهم أقلها
هز جيم كتفيه بعدم المبالاة لتذهب مجموعته لأولئك الأشخاص الغريبي أطوار بالنسبة إليهم وصلوا إليهم ليقول جوش: أتمنى بأننا لا نقوم بإزعاجكم
التفت إليهم الرجل الذي بدا كبيرا بالسن لينحني لهم بهدوء ثم يقول: هل بإمكاني مساعدتكم؟
قالت لوري: في الواقع لقد أردنا تحذيركم من هطول الأمطار هذا المساء
لفت نظرهم نهوض تلك الفتاة التي كانت ترتدي معطفا فاخرا أسود مبطن بالفراء الدافئة ذو قبعة كبيرة بالنسبة لرأسها و اقترابها منهم لتقول بمرح: ماذا هناك إيثان؟
قال إيثان: لقد قالوا بأنها ستهطل هذا المساء
رفعت إيف رأسها للسماء الصافية التي بدأت نجومها الجميلة تظهر نظرت إليهم لتقول: ربما أخطاؤوا في ذلك
قال جيم: لقد أخبرتكم بألا تتطفلوا عليهم لكنكم لا تسمتعون إليّ
ابتسمت له بمرح شديد لتقول: لم لا تنضمون لنا؟
نهض الشابين من خلفها ليقولا لها: توقفي عن جنونك إيف يكفي أنك تريدين قتلنا
ضحكت بمرح شديد لتقول: أنا لن أفعل ذلك ثم أن شيئا جميلا سيحدث حقا
قال لوكاس: ربما يجدر بنا الرحيل فالشمس ستختفي قريبا
نظرت إيف إليه لتقترب منه بلا شعور منها تعجب الجميع من حولها حتى توقفت أمامه لتقول: كنت أحاول تذكرك لقد ضعت في ذكرياتي إن لم أنسى لوكاس فايرين صحيح؟
قال لوكاس بمرح: أجل أنا هو التقينا مصادفة مجددا
ابتسمت له بمرح شديد ليفعل المثل وسط اندهاش الجميع من المعرفة الغريبة بينهما دعتهم إيف للبقاء معهم لرؤية حدث مميز في هذه الليلة انتهى إيثان من نصب الخيمة البنية الكبيرة و وضع به سرير متنقل جلبه لآنسته التي تعشق رؤية النجوم و هي مستلقية لكن القدر أراد لناليني النوم عليه كان دافئا و ناعما بدا الارتياح على وجه ناليني فور وضعها عليه بينما قدم الشابين للضيوف معاطف أكثر دفئا مع أكواب شاي دافئة قال جيم: حسنا هلا أخبرتماني كيف تعرفتما على بعضكما؟
قال لوكاس: لقد مررنا بالعديد من المصادفات و هذه الثالثة
قال جيم: أتعد هذه إجابة لسؤالي حتى؟
ضحكت إيف بمرح شديد لتقول: أعرفكم بنفسي أنا إيف كونيل سعدت بلقائكم و هذان المشاكسان تيو و تيم و هذا إيثان
انحنى الشابين بالإضافة لإيثان لهم باحترام ليتعجبوا ذلك قال جوش: يبدو هذا كتصرف ملكي قليلا
قال تيم: هذا لأن إيف سيدتنا الخالدة
قالت إيف: لا تقل هذا فأنا لست شابة صغيرة
قال تيو: أعتقد أنك طفلة أكثر من شابة
نفخت وجنتيها بانزعاج شديد ليبتسموا لها بلطف على تصرفها الطفولي قال لوكاس: حسنا هؤلاء أصدقائي جيم و إيما و كين و لوري و جوش
قالت إيف: سعدت بمعرفتكم جميعا
قال كين: لديّ سؤال لك؟
تغيرت النظرات اللطيفة على وجه الشابين لأخرى جادة و حذرة لتقول إيف: و ما هو؟
قال كين: ماذا تفعلون هنا و في هذا الوقت؟
رفعت رأسها للسماء لترسم ابتسامة لطيفة على وجهها و تقول: سوف تعرف قريبا لنستمتع بوقتنا حتى ذلك الوقت
شعر أصدقاء لوكاس بالارتياب ناحيتها بعد مرور وقت قصير وقفت إيف لتجبر الجميع على الصمت أغمضت عينيها لتخالط كيانها بتلك الرياح الباردة الهادئة لتقول: سيبدأ العرض قريبا
رفع الجميع رأسه للسماء كما فعلت في انتظار العرض الذي حمستهم إيف لرؤيته تلك السماء الصافية المزينة بالنجوم الفضية الجميلة ازدانت بوابل الشهب الجميل المار بها نظرت إيف لوجوه الجميع المنبهرة بذلك حتى إيثان لم يخفي اندهاشه و إعجابه بهذه السماء الجميلة أخرج جوش هاتفه ليبدأ بتسجيل فيديو لهذه اللحظة قبل اختفائها ابتسمت إيف لتصرفه ذاك أعادت بعينيها للسماء لتقول: عليكم تمني أمنية قبل انتهاء هذا العرض
قالت لوري: هذه أمور للأطفال و حسب
قالت إيف: هي ستحقق حقا لذا تمنوا قدر ما تستطيعون
نظرت لوري إليها بتعجب التفتت لأصدقائها لتراهم تائهين في أفكارهم في الأمنية التي سيلقونها قبل انتهاء هذا العرض الجميل الذي أدخل الطمأنينة و السكينة في قلوبهم مرت أكثر من نصف ساعة منذ بداية هذا الوابل ليقول كين: يبدو أنك كنت تراقبين النشرة الجوية هذا اليوم
ابتسمت إيف دون التعليق على ما قاله ليقول لوكاس: حقا كنا سنفوت رؤية هذا المشهد
قال جيم: أرى أنك تلمح لشيء ما لوكاس
قال لوكاس بمرح: لا أبدا خرج ذلك من دون تفكير
قال جيم: أجل مثل ما اتصلت عليك هذا الصباح
ضحكا بمرح شديد بدأت الأحاديث المرحة بتوليد دفء أحاط بقلوبهم وزع تيو أطباق الحلوى التي جهزها منذ فترة قصيرة بينما أعاد تيم ملء الأكواب بالشاي احتست إيف الشاي باستمتاع بادي على وجهها لتقول: شاي تيم هو الأفضل حتما
قال تيم: شكرا لك على الإطراء إيف
قال تيو مدعيا الإحباط مع انزال رأسه: و أنا لا أحصل على أي شيء
قالت إيف: أنت أيضا أفضل طاهي في العالم أجمع تيو
ابتسم تيو بمرح لها التفت لتيم الذي بدأ يسخن الأجواء بشرارات الانزعاج التي وجهت لتيو الذي بادله بصواعق انزعاج تنهد إيثان باستسلام ابتسمت إيف لتصرفاتهم التي يصعب تغيرها قال لوكاس: هل هما هكذا دائما؟
قالت إيف: منذ معرفتي بهما و لا أعتقد بأن هذا سيتغير في القريب العاجل
قالت إيما: آه صحيح في أي مدرسة أنت إيف؟
نظرت إيف إليها باستغراب من سؤالها الذي أتى من العدم و لم تعد له إجابة ترقب الشابين الإجابة التي ستخبرهم بها رأى إيثان مدى تورطها ليقول: الآنسة لا تذهب لأي مدرسة بسبب حالتها الصحية لطالما أخذت دروسها في المنزل
قالت لوري: حقا؟ ألن يكون هذا سيئا لصحتك؟
قالت إيف بمرح: لا تقلقي عليّ فأنا قد تحسنت كثيرا عما كنت عليه
قالت إيما: و كم هو عمرك؟ تبدين أصغر من أختي في المرحلة الإعدادية
قهقهت إيف بمرح لتقول: لن تصدقوا ذلك لذا لن أخبركم
قال جوش: هل أنت أكبر مما يبدو عليه الأمر أم أصغر بكثير؟
هزت رأسها بالموافقة ثم بالنفي لتعود لقهقهتها الطفولية جعلت الجميع يحتار في العمر الحقيقي لهذا الوجه الطفولي اللطيف ليقول جيم: شخصيا أظنك في الرابعة عشرة أو الثالثة عشرة بالرغم من أن تصرفاتك لا تبدو كذلك
رفعت إيف أصابع يديها العشر التي ازرقت بسبب البرد لتصيب الجميع بسقطة قلبية نظروا لإيثان على أمل إعطائهم جواب حقيقي ليهز رأسه موافق على العشر الأصابع المفتوحة فتح كين فمه من شدة الصدمة التي تعرض لها قال جيم: بالتأكيد أنتما تمزحان لا أستطيع تصديق ذلك
قال لوكاس: حسنا لو نظرنا للأمر قليلا سوف تجدها إجابة مقنعة حقا
قال كين: من أي ناحية؟ بالرغم من أنني اعتقدت بأنها أصغر من ذلك
ابتسمت إيف له بمرح شديد شعرت فجأة بحضور شخص ما قريب منهم كما فعل إيثان و الشابين الذين تبادلوا النظرات المتأهبة لأي هجوم لتقول إيف: لقد مر الوقت سريعا إنها التاسعة مساء ألا يجدر بكم العودة للمنزل؟
قال جوش: سماع هذا من طفلة يشعرني بالقشعريرة
ابتسمت إيف لهم بمرح لينهضوا جميعا بدؤوا بإلقاء عبارات الوداع لتقول إيف: تيم و تيو هلا أوصلتم ضيوفنا لمنازلهم سالمين؟
التفتت إليهما بتلك الابتسامة التي فهما معناها ليتقدماهم لحيث وقفت تلك السيارة الزرقاء الداكنة الكبيرة ليفتحا لهم الباب صعدوا السيارة ليأخذا عناوين منازلهم عند إيف الواقفة باتجاه الأشجار بانتظار إظهار ذلك الشخص لهويته بعد التأكد من رحيل الشابين قال إيثان: أتريدين مني إجباره على الظهور؟
قالت إيف: لا فهو سيظهر حالا أليس كذلك؟
ظهر ظل من بين تلك الأشجار لتظهر تلك السيدة تقدمت منهما بهدوء لتجثو على ركبتيها وقف إيثان أمام إيف بعد رؤيته للجرح العميق الموجود على ظهرها تعجبت إيف لرؤية طول و عمق ذلك الجرح رفعت السيدة رأسها لتنظر لإيف لتقول لها: أرجوك ساعديني
اقتربت منها إيف على عجل لتخلع معطفها و تغطيها به لتقول: إيثان خذها للمنزل و اطلب لها الطبيب لا تنسى أن تطلب من تيو البحث حولها سأذهب لأتفقد شيء ما
قال إيثان و هو يساعد السيدة على الوقوف: سأفعل لكن كوني حذرة آنسة كونيل سأطلب من تيم اللحاق بك على الفور
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر كل لطريقه كانت إيف تسير بسرعة بين تلك الأشجار الكثيفة التي زادت الليل ظلمة تفكر في السبب وراء ذلك الجرح الغريب سارعت خطاها أكثر حتى وصلت للطرف الآخر من الغابة لترى ذلك الحي الشبه مهجور بدا مخيفا سارت بحذر و هدوء خلف آثار الطين الكبيرة التي بدت كمخالب لحيوان ما توقفت على صوت العواء الذي سمعته التفت ناحية ذلك المنزل الكبير الأقدم عمرا بين منازل الحي كلها أنزلت رأسها لتحدق بتلك الرسوم من جديد لترسم تلك الابتسامة الشريرة على شفتيها و تقول: يبدو أننا الوحيدين المتبقين هذا جميل حقا سأعود لألعب معك لاحقا
أعطت ظهرها لذلك المنزل لتختفي أمام تلك العيون القرمزية في منزل كونيل عادت إيف لترى الشابين هناك لتقول: هل السيدة بخير؟
قال تيم: لا أعتقد ذلك فقد حضر الطبيب منذ فترة طويلة
صعدت إيف الدرجات بقلق شديد وصلت للغرفة سبقها أحدهم بفتح الباب ليظهر إيثان و يقول: آنستي أوجدت شيئا ما؟
قالت إيف: لا شيء جدير بالذكر ماذا عنها؟
قال إيثان: بالنسبة لجرحها فالطبيب لا يزال يعالج الأمر لم نجد شيئا عنها حتى الآن
قالت إيف: حسنا بإمكانك الذهاب
دخلت الغرفة لتنظر للطبيب الذي لا يزال يفحص ذلك الجرح النازف اقتربت من السرير لتقول: هل ستكون بخير سيدي؟
قال الطبيب: أجل ستكون بخير بالرغم من عمق الجرح إلا أنه لم يكن خطيرا للغاية
قالت إيف: هذا مطمئن
قال الطبيب: أتعرفينها آنسة كونيل؟
قالت إيف بمرح: أجل لم السؤال؟
نظر الطبيب إليها بشك زحف داخل دماغه بعد رؤيته لتلك الابتسامة التي ظهرت من العدم قام بتضميد ذلك الجرح ليقول: أنا حقا لست مطمئنا لتركها برفقتك آنسة كونيل
قالت إيف: ما المقصود من هذا الحذر المفاجئ؟
قال الطبيب: لا شيء معين لكن يعرف كلانا هوسك بهذه الأمور الغامضة
قهقهت إيف بمرح لتقول: حقا أنت طبيب رائع سيد رالي
ابتسم على الإطراء الذي يسمعه نادرا منها غادر المكان بعد وهلة قصيرة عند لوكاس الذي استلقى على سريره بعد حمام دافئ تذكر اللحظات التي قضاها برفقة أصدقائه يشاهدون وابل الشهب ذاك ابتسم ليقول: لقد كان ذلك مفاجئا و جميلا حقا
رن هاتفه ليتعجب من اسم المتصل رفع الخط ليقول: مرحبا لوري أهناك أمر ما؟
قالت لوري: ألا يحق بي الاتصال عليك أم ماذا؟
قال لوكاس: لم أقصد ذلك أبدا لكن اتصالاتك نادرة خاصة في المساء
قالت لوري: ابدأ بالاعتياد عليها إذا
ضحك بمرح ليقول: إذا ما الأمر؟
قالت لوري: لا شيء معين فقط اتصلت
لم تنطق بأي كلمة بعدها عرف لوكاس وراء ذلك الصمت عاصفة هائجة من المشاعر المتضاربة داخلها ليقول: هل تودين أن نتقابل؟
لم يسمع أي إجابة ليقول: حسنا سأكون عند منزلك في وقت قصير
أغلق الخط ليرتدي معطفه الأزرق و وشاحه غادر غرفته ليلتقي بوالدته المتعجبة من عجلته ليقول لها: سوف أعود حالا نسيت شيئا عند أحد أصدقائي
قالت الوالدة: لا تتأخر كثيرا
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر منزله سار بهدوء لمنزل لوري الذي لا يبعد كثيرا عن منزله وصل لهناك ليراها تغادر باب منزلها و هي منزلة رأسها بحزن شديد اقتربت منه بخطوات صغيرة متثاقلة سار معها لمكان بعيد عن منزلها قليلا توقف عن السير لرؤيته تلك الدموع تسقط من عينيها اقترب منها ليقول لها: هل أنت بخير لوري؟
تقدمت في اتجاهه لتسند رأسها لصدره متمسكة بقميصه ليقول: أهو متعلق بداني؟
نزلت الكثير من تلك الدموع المتألمة على وجنتيها المحمرتين من البرد و البكاء لتقول بحزن شديد: قال بأنني مجرد قصة عابرة في حياته و لا يهتم بوجودي بقربه
ربت على رأسها بحنان مخففا عنها فهو يدرك مدى حبها لهذا المدعو داني صحيح أنه لم يكن الشاب الأول في حياتها لكنه الأول في قلبها لم يرد التدخل كما فعل البقية بشأن علاقتهما معا لإدراكه بمدى المشاعر التي حملته له شعرت لوري بالارتياح لاتصالها بلوكاس من بين الجميع فهي تدرك بأنهم كرهوا حبيبها هذا و أخبروها مرارا بعدم التعلق به لكن قلبها لم يريد الاستماع إليهم ألقى بتلك الكلمات المحذرة في سلة المهملات تاركا لنبضاته النطق باسمه ابتعدت عنه لينظر إليها بتلك الابتسامة الدافئة ليقول لها: لا تحزني هكذا فهذا دليل كافي على أنه لا يستحقك أليس كذلك؟
قالت لوري: أجل الأمر كذلك سوف أجعله يندم على هذا حتما
ضحكت بمرح بعدها ليبتسم لها بمرح شديد وضع يده على رأسها لتنظر إليه و يقول لها: لا داعي لإجبار نفسك كل شيء سيكون على ما يرام بإمكانك البكاء قدر ما تشائين لكن عديني بأنك لن تدخلي في نوبة اكتئاب طويلة المدى
شعرت بدفء كلماته لتبتسم بلطف و تقول له: شكرا لك لوكاس أنا واثقة بأنك أخي الضائع
ضحك بمرح على كلماتها ليقول لها: يشرفني أن أكون شقيقك حقا هيا عليك العودة للمنزل قبل أن تصابي بالبرد
ابتسمت له بمرح لتذهب لمنزلها كما فعل هو عند إيف التي كانت تجلس برفقة تلك السيدة التي استعادت وعيها لتقول لإيف و هي منحنية رأسها: أنا آسفة حقا سببت لك الكثير من المتاعب آنسة كونيل
قالت إيف: لا عليك أبدا لكن أخبريني ماذا كنت تفعلين في ذلك المكان؟
قالت السيدة: لقد أردت رؤيتك و حسب فقد سعدت كثيرا لسماعي خبر عودتك لكن شيئا ما قد هاجمني هناك
قالت إيف: ألا تعرفين أي شيء عنه؟
قالت السيدة: لا فقد هاجمني من الخلف بسرعة خاطفة
قالت إيف: هكذا إذا بإمكانك البقاء هنا حتى تشفى جراحك
قالت السيدة بارتباك: لا يمكنني ذلك البقاء في ضيافتك لفترة طويلة دون فعل شيء ما
قالت إيف بابتسامتها الخبيثة: تعرفين أن هذا الأمر يغضبني كثيرا أليس كذلك؟
أنزلت السيدة رأسها بانصياع لتبتسم لها بمرح شديد أخذت دوائها و استلقت على بطنها لتنام غادرت إيف غرفتها لتتنهد بانزعاج شديد ذهبت لغرفتها لتجلس بالقرب من النافذة لتحدق بالقمر المكتمل الجميل في السماء المليئة بالنجوم المضيئة جالت أفكارها في ذلك الفضاء الشائع شعرت بالدفء يتسلل لجسدها بهدوء نظرت للشخص الذي وضع ذلك الغطاء الدافئ على كتفيها لتقول: ألا يوجد شيء يشغلك عدايّ إيثان؟
قال إيثان بابتسامة لطيفة: أنا موجود لأجل خدمتك و حسب آنستي
قالت إيف: أخبرتك بعدد نجوم السماء بأنك لست كذلك إيثان
جثى إيثان على إحدى ركبتيه واضعا يده الأيمن على صدره الأيسر منزلا برأسه ليقول: إن لم يكن وجودي لخدمتك آنستي أفضل الموت على البقاء قيد الحياة
نظرت إيف إليه بتلك النظرات الحزينة التي وصلت لقلبه المأسور بحياتها نهضت من الكرسي لتقترب منه و ترفع رأسه لتدعه يحدق بتلك العينين الزرقاوين الساحرتين لتغمض عينيها بهدوء ابتسمت بعدها بمرح لتقول: سأكون بخير لذا بإمكانك الذهاب لأخذ قسط من الراحة
نهض من موقعه بهدوء لينحني لها و يغادر الغرفة رمت إيف بجسدها على السرير لتحدق بالسقف لتقول في نفسها: هل هذا يعني أن هذا العالم الذي بنيته سيختفي بمجرد رحيلي؟
زفرت الهواء الذي دخل لرئتيها منذ وقت قصير أغمضت عينيها لترى تلك الظلمة الحالكة تجوب في كيانها الذي لم يعرف النور منذ عقود سمعت ذلك الصوت لم يفارقها قط يناديها كما يفعل دائما ليقول لها: بنيت هذا العالم لا تضحكيني أرجوك أنت فعلت ذلك فقط لتخدعي نفسك لا أكثر أنت مجرد قاتلة
تكررت تلك الكلمتين الأخيرتين كثيرا في رأسها لتفتح عينيها بفزع شديد و خوف يكاد يجعلها تفقد وعيها نفذ الأكسجين الموجود في رئتيها أمسكت برأسها لتقول بصوت مرتجف: أرجوك دعيني و شأني أستطيع إصلاح ما أفسدته أنت لذا أرجوك فقط دعيني وحدي
أعادت برأسها للوسادة عل ذلك الصوت يغادر رأسها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حال الجميع؟ أتمنى أنكم بخير رمضان بدأ بالاقتراب فهل أنتم على استعداد له؟ اللهم بلغنا رمضان مع أحبتنا
ما رأيكم بالشخصيات الجديدة؟ هل أثارت الأحداث فضولكم لما يلي هذا الفصل؟ أود كثيرا معرفة ما يجول في خاطركم لذا لا تبخلوا عليّ بردودكم الرائعة حسنا؟ في أمان الله و رعايته




 

رد مع اقتباس