عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2020, 07:08 AM   #3
ELIOT
لا تحصروني في سطر واقرأوا القصيدة كاملة.
The song of Tragedy


الصورة الرمزية ELIOT
ELIOT غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 182
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 المشاركات : 18,053 [ + ]
 التقييم :  8117
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
التعب الذي نربيه داخلنا كبرت مخالبه وصار يخدشنا.
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة

مشاهدة أوسمتي









"أوقفوا هذه التجربة فورًا"
كانت هذه الكلمات هي نهاية التجربة الأكثر غرابة في القرن العشرين لعالم النفس الأمريكي
(فيليب زيمباردو) وقيلت بعد نتائج غير متوقعة!
إنه عام 1971 حيث بدأ الأمر وقرر عالم النفس فيليب بإجراء تجربة تسمى "سجن ستانفورد"








فيليب زيمباردو هو عالم نفس امريكي وأستاذ محاضر في جامعة ستانفورد ولد عام 1933 والذي ذاع
صيته سنة 1971 فيما يسمى بإختبار سجن ستانفورد الشهير، وقام بتأليف كتب ومقالات عديدة
وكتب دراسية في مجالات علم النفس.
وقد قامت البحرية الإمريكية بتمويل الدراسة وتجهيز قبو جامعة ستانفورد ليبدو وكأنه سجن حقيقي!




فيليب زيمباردو كان لديه دائمًا تساؤلاً غريبًا: لماذا تصبح السجون مكانًا خصبًا للعنف والجريمة؟ هل
بسبب طبيعة المسجونين أم أنها نتيجة لتأثير التآكل في هيكل السلطة من السجون نفسها؟
ماذا يحدث لو أُعطي الإنسان السلطة المطلقة! كانت هذه التجربة تهدف إلى فهم الصراعات بداخل
السجون ودراسة نفسية هامة عُنيت بالإستجابات الإنسانية للأسّر.






تم الإعلان عن التجربة في الجرائد للحصول على مشاركين مقابل 15$ كل يوم (90$ بأسعار 2017)
للمشاركة في محاكاة لسجن مدتها أسبوعين. استجاب للإعلان 70 شخص، اختار زيمباردو منهم 24 كانوا
الأكثر ملائمة من حيث الاستقرار النفسي والصحة البدنية. غالبيتهم كانوا من البيض، الذكور، ومن
الطبقة الوسطى، وهم جميعًا طلاب في المرحلة الجامعية.

قسمت المجموعة عشوائيًا إلى مجموعتين متساويتين مساجين وحراس. من المثير أن المساجين
قالوا فيما بعد أنهم كانوا يظنون أن اختيار السجانين تم بناء على أجسادهم الأكبر. لكن الواقع أنهم
فرزوا بالقرعة باستخدام قطعة نقود، ولم تكن هناك أية فروق موضوعية من حيث البنية بين المجموعتين.
السجن أعد في قبو جامعة ستانفورد، وقد وضع زيمباردو مجموعة من القيود على المشاركين أملاً في أن
تمنع الهذيان والاختلالات في الشخصية، وانتفاء الهوية الفردية.






النظارات السوداء لمنع التواصل البصري

تسلم الحراس عصي شرطة، وبزات اختاروها بأنفسهم من محل أزياء عسكرية، وتم تزويدهم بنظارات
عاكسة لتجنب التواصل البصري مع المساجين (زيمباردو قال بأن هذه الفكرة جاءته من أحد الأفلام). وعلى
عكس المساجين تمتع الحراس بدوام على شكل دوريات، يعودون إلى بيوتهم بعد انقضائها، لكن عددًا منهم
صاروا يتطوعون أحيانا لساعات إضافية رغم أنها بدون أجر.

كان على المساجين أن يلبسو رداءً فضفاضًا من دون ملابس داخلية وصنادل مطاطية، وهو أمر رجح
زيمباردو أنه سيجبرهم على التأقلم مع عادات ووضعيات جسمانية غير مألوفة ومزعجة. وقد رمز إلى كل
سجين برقم عوضًا عن اسمه، وقد خيطت الأرقام على ملابسهم، وكان عليهم أن يعتمروا قبعات ضيقة من
النايلون لتبدو رؤوسهم كما لو أنها محلوقة تمامًا. كما وضعت سلسلة صغيرة عند الكاحل كمنبه دائم على
أنهم مسجونون ومضطهدون. قبل بدء الاختبار بيوم واحد، تم جمع الحراس لحضور جلسة تمهيدية،
لكنهم لم يتلقوا أية خطوط أو توجيهات، باستثناء عدم السماح باستخدام العنف الجسدي. قيل لهم
بأن إدارة السجن تقع على عاتقهم، وان لهم أن يديروه كما يشاؤون. قدم زيمباردو الجمل التالية للحراس خلال ملخص:

« يمكنكم أن تولدوا إحساسًا بالخمول لدى السجناء، ودرجة ما من الخوف، من الممكن أن توحوا بشيء
من التعسف يجعلهم يشعرون بأنكم وبأن النظام وبأننا جميعًا نسيطر على حياتهم، سوف لن تكون لهم
خصوصيات ولا خلوات. سنسلبهم من شخصياتهم وفرديتهم بمختلف الطرق. بالنتيجة سيقود كل هذا إلى
شعور بفقدان السيطرة من طرفهم. بهذا الشكل سوف تكون لنا السلطة المطلقة ولن تكون لهم أي
سلطة.»

في المقابل قيل للسجناء بأن ينتظروا في بيوتهم حتى يحين الموعد ويتم استدعاؤهم. بدون أي تحذير تم
اتهامهم بالسطو المسلح واعتقالهم من قبل قسم شرطة حقيقي، قدم مساعدته في هذه المرحلة فقط من
الاختبار. تم إخضاع السجناء لإجراءات الاعتقال التقليدية بما فيها التسجيل، وأخذ البصمات، والتقاط الصور، كما
تليت عليهم حقوقهم تحت الاعتقال. ثم نقلوا إلى السجن المعد للاختبار حيث تم تفتيشهم عراة، وتنظيفهم
من القمل ومنحهم هويات جديدة.





المتطوعون خلال التجربة



سرعان ما خرجت التجربة عن السيطرة. فعانى السجناء واحتملوا ممارسات سادية ومهينة على أيدي
الحراس، بدت على عدد منهم علامات الاضطراب العاطفي.

فبعد اليوم الأول الذي مر دونما يستحق الذكر، اشتعل عصيان في اليوم الثاني، وتطوع الحراس للعمل
ساعات إضافية للقضاء على التمرد، دون أي إشراف من قبل الطاقم المشرف على الاختبار. بعد ذلك،
حاول الحراس أن يفرقوا السجناء ويحرضوهم ضد بعضهم البعض من خلال تقسيمهم إلى زنزانتين واحدة
(للجيدين) والآخرى (للسيئين)، ليوهموا السجناء من وراء ذلك إلى أن هناك مخبرين تم زرعهم سرًا بين
السجناء. لقد نجحت الخطة وآتت الجهود أكلها، فلم يظهر بعد ذلك أي تمرد كبير. وقد ذكر بعض
المستشارين بأن هذه الخطة تستخدم بنجاح في السجون الحقيقية في أمريكا.

سرعان ما تحول السجن إلى مكان منفر وغير صحي. وصار الدخول إلى الحمامات امتيازًا، قد يحرم منه
السجين، وكثيرًا ما حصل ذلك. وقد أجبر بعض السجناء على تنظيف المراحيض بأيديهم المجردة. وتم
إخراج الفرش والوسائد من ما سميت زنزانة (السيئين)، وأجبر السجناء على النوم عراة على البلاط. أما الطعام
فكثيرًا ما حرم السجناء منه كوسيلة للعقاب. لقد فرض العري على السجناء وتعرضوا للتحرش الجنسي
والإذلال من قبل السجانين.





صورة لغلاف فيلم يصوّر تجربة سجن ستانفورد


زيمباردو قال بأن السجناء استجابوا بأحد ثلاث طرق: إما المقاومة بنشاط، أو الانهيار، أو بالرضوخ
والطاعة وهي حالة (السجين النموذجي). كما أن زيمباردو نفسه أخذ بالانغماس والتورط في الاختبار
شيئًا فشيئًا. ففي اليوم الرابع، وعلى أثر سريان إشاعة عن خطة فرار يعدها السجناء، حاول الدكتور
زيمباردو والحراس أن يحولوا التجربة إلى حقيقة، فأرادوا استخدام بناء غير مستخدم من سجن حقيقي تابع
للشرطة المحلية، ونقل السجناء إليه بهدف ضمان (الأمن)، لكن قسم الشرطة رفض طلبهم بهذا
الخصوص. ويتذكر زيمباردو لاحقًا أنه كان غاضبًا ومستاءً من شح التعاون من قبل الشرطة المحلية وعدم وضع
مرافقها في خدمة الاختبار. مع تقدم التجربة، ازداد السلوك السادي عند بعض الحراس ـ وخاصة خلال الليل
حيث ظنوا أن الكاميرات كانت مطفأة. قال المشرفون على الاختبار بأن واحد من كل ثلاثة حراس تقريبًا
أظهر ميولاً سادية حقيقة. معظم الحراس انزعجوا عندما تم إجهاض التجربة قبل الوقت المحدد لها.

وقد أثار زيمباردو فكرة مفادها أن المشاركين تقمصوا أدوارهم تمامًا، وبدى ذلك واضحًا عندما عُرض على
السجناء أن بإمكانهم تقديم طلبات "التخفيض" في المدة مقابل إلغاء الأجر المتفق عليه، فوافق غالبية
السجناء على هذا العرض وتقدموا بطلبات خفض مدة السجن مقابل التنازل عن مستحقاتهم كاملة.
وعندما رفضت طلبات تخفيض المدد، لم يقرر أي منهم الانسحاب من الاختبار. وهو ما أثار الاستغراب،
فالانسحاب لم يكن ليكلفهم أكثر مما قبلوا بالتنازل عنه سلفًا وهو الأجر الذي سيتقاضونه. بدأت اضطرابات
عاطفية حادة بالظهور على سلوك السجناء. أحدهم أصابته ارتجافات في جسمه عندما علم بأن طلب تخفيض
المدة الذي تقدم به قد تم رفضه (وكان الدكتور زيمباردو قد رفض الطلب بعدما ظن أن هذا السجين
يتظاهر بالمرض ليتمكن من الخروج من السجن). شاعت بين السجناء مظاهر البكاء والاضطراب في
التفكير. عانى اثنان من السجناء من صدمة شديدة في مراحل مبكرة من الاختبار بحيث لزم إعفاؤهما من
الاستمرار واستبدالهما.

بعد تمردهم هذا والعنف الذي لاقوه من الحراس أصبح السجناء أكثر استسلامًا، لكن عدوان الحراس عليهم
وعنفهم قد زاد، وكان من المقرر أن تستمر التجربة لمدة أسبوعين، ولكن التغيير الكبير في السلوك الذي حدث
أثناء التجربة من الحراس تجاه السجناء تسبب في إنهاء التجربة تماما بعد ستة أيام خوفًا من
الإصابة والضرر على المدى الطويل للمشاركين.




خلاصة التجربة، ومقارنتها مع ميلغرام!

تعتبر هذه التجربة عرضًا لأنماط الطاعة والانصياع التي يبديها الناس عندما يتعرضون لنظام أيديولوجي
يحظى بدعم اجتماعي ومؤسساتي. لقد تم توظيف هذا الاختبار لتوضيح وفهم معالم قوة (السلطة)، وتبدو
نتائح هذه التجربة متوافقة مع اختبار أخر أجراه (ميلغرام) وسمي باسمه، وهو كذلك من حيث أنه يدعم فكرة
(التنسيب المكاني) التي تقول بأن الوضع أو الواقع هو الذي سبب سلوك الأفراد في الاختبار أكثر من أي
شيء موروث في شخصياتهم.

رغم أن الكثيرين اليوم يصفونها بانها تجربة معيبة، إلا أنه تم استخدام نتائج تجربة سجن ستانفورد لإظهار أن
الحالات الفريدة والأدوار الاجتماعية يمكن أن تبرز أسوأ ما في الناس، وقد أظهرت التجربة لعلماء النفس
والمؤرخين الذين يحاولون فهم كيف يمكن للبشر أن يتصرفوا بوحشية دون وجود داعي لذلك أن هناك
المزيد من الأمور التي لم نعلمها عن النفس البشرية ومنها ما قد يكون حقائق صادمة للغاية.




1- رأيك بشكل عام حول هذه التجربة ؟

2- هل تعتقد أن تصرفات الحرّاس كانت عائدة لشخصياتهم في الأساس أم أكتسبوها من السلطة
التي أعطيت لهم ؟

3- تم إنتقاد التجربة لأن حجم العينة كان صغيرًا جدًا بوجود 24 مشاركًا، ولا يمكن تعميم النتائج، هل تتفق
مع هذه الإنتقادات ؟

4- هل تعتقد أن لتدخلات زيمباردو أثر على سير التجربة؟ وهل الأثر إيجابي أم سلبي؟

5- ماذا تعتقد أنك ستفعل إن كنت أنت المتطوع في هذه التجربة ؟

6- هل نتائج التجربة صحيحة برأيك ومُنصفة ؟













 
مواضيع : ELIOT


التعديل الأخير تم بواسطة ELIOT ; 04-06-2020 الساعة 07:10 AM

رد مع اقتباس