الموضوع: زهرة أخر العمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2020, 04:01 PM   #3
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



الأسفنجة الصفراء



" الاسفنجة الصفراء"..

" اوه يوهان....لاتبدو بأنك تستمع بوقتك!! ألا يمكنك الاسترخاء قليلاً حبيبي!! انها فقط حفلة عيد ميلاد الاولاد!!!"
تململ يوهان في مكانه...وقال بابتسامة خفيفة:" انني مستمتع حقاً جيني...فلا تشغلي بالك...!"
" لقد سألني عنك مارك وليزا طوال الوقت...انهما لا يرانك كثيراً...ويريدان التأكد من وجود خالهما الوحيد الذان يحبانه كثيراً في عيد ميلادهما!! وها أنت تجلس هنا بكل هدوء...ربما تفكر في مرضاك..أو في مؤتمر قمت بحضوره..او ندوة تفكر في مناقشتها!!"
ضحك يوهان طويلاً...مما أسعد جيني..فهو قلما يفعل ذلك!!
" لا تكوني سخيفة يا حبيبتي!! أنا لا أفكر بأي شيء مما ذكرت..! فاطمئني..والان لم لم أر هذان المحتالان منذ قدومي..أين يختفيان؟؟"
ضحكت جيني....:" أنت لا تعرف! انهما متحمسان جداً...لبدء فقرة الاسفنجة الصفراء...!! وهم يبحثان عنها منذ الآن....!!"
بدت ملامح الدهشة على وجه يوهان...:" الاسفنجة الصفراء؟؟ هل هي فقرة تعليم غسل الصحون؟؟"
ضحكت جيني أكثر:" أوه يوهان!! ماذا أقول...؟؟ انها أكثر افلام الكرتون انتشاراً في البلاد...والاولاد يحبونها كثيراً...أوه أخي!! أنت لا تعيش أبداً في هذا العالم...!! لست أدري كيف ستتزوج ويكون لك أولاد!!"
تبدلت ملامح يوهان فجأة....:" لا تبدأي الآن جيني!!"
جلست جيني الى جانب يوهان..وكأنها لم تقتنع بتحذير يوهان:" حقاً يوهان؟؟متى سيكون ذلك اليوم؟؟لقد أصبحت الآن في السادسة والثلاثين..وليس لديك عائلة...!! أتظن بأن والدي كانا ليفرحان بما أنت عليه ؟؟؟"
أجاب يوهان بنفاذ صبر:" جيني..! لا تقحمي والدينا في هذا الامر...كما أتمنى أن تنهي هذه المناقشة التي لا فائدة منها!!"
أيضاً لم تقتنع جيني:" ولكن قل لي...ألم تعجبك كاثرين؟؟ تلك الصهباء الفاتنة....ألا ترى كيف تنظر اليك؟؟؟؟ لم لا تعطها فرصة...انها جذابة وجميلة وطيبة القلب.....ومعجبة بك!! "
قال يوهان وهو يهب واقفاً:" أتساءل أين ذهب هذان الولدان!! ربما سأبحث عنهما بنفسي!!"
نهضت جيني وقد أعلنت الاستسلام:" حسناً..حسناً! لقد فهمت!! لن أتدخل بعد اليوم..! هل أنت راض الآن!!"
ابتسم يوهان وهو يعانق شقيقته الصغرى:" نعم...أنا كذلك أيتها العزيزة!!"
ابتسمت جيني وهي تنظر الى عيني يوهان المليئة بالحنان...فهي كل ما لديه في هذه الحياة!! يوهان والذي هو طبيب في مستشفى البلدة....ولديه عيادة خاصة به في مكان مرموق جداً من المدينة!! حرص أن تكون حياته كلها للمرضى, ولعائلة أخته فقط! كان يشعر بانه المسؤول عن جيني بعد وفاة والديه, وحتى بعد زواجها...وعامل أبناءها كما لو كانوا أبناءه...فأحبوه كثيراً وتعلقوا به...لقد كان مثلهم وقدوتهم في هذه الدنيا...! ومع هذا...لم يكن يستطيع يوهان أن يزورهم كثيراً....فقط في المناسبات الخاصة بالعائلة...وذلك بسبب زيادة ضغط العمل مابين المستشفى والعيادة, ولما كان يوهان طبيباً ماهراً ومحترفاً...رفع ذلك من أعداد المرضى الوافدين على عيادته وعلى المستشفى التي يعمل فيها... مما زاد من شهرته في عالم الطب..وذاع صيته في عالم الاغنياء والمشهورين....علماً بأن عائلته لم تكن أقل غنى أو نفوذ!!!
ولما كان لا يجد وقتاً للمواعدة والحفلات والتقاء الفتيات...خاصة في بداية مشواره المهني..., اعتاد العيش وحده...بدون أنثى....باستثناء مدبرة منزله بالطبع...والتي كانت امرأة لطيفة كبيرة في السن...تذكره كثيراً بوالدته....!!!
وقد فطنت جيني الى هذا الامر وأدركت أن شقيقها تسرقه الايام....وأنه لا يبدو راغباً في تأسيس أي عائلة....لهذا كثيراً ما حاولت دفعه لملاقاة الفتيات أو لجمعه باحداهن في بيتها وكأنها صدفة لاعلاقة لها بها....لكن الامور كانت دائماً تنتهي بعكس ما تشتهي!!
فلم يتعد الامر في كل مرة العلاقة العابرة.....وبرضى من الطرفين...مما يزيد من نفور وغرور يوهان....ومن يأس وحزن جيني!!!
كان يوهان يجبر كل النساء على الالتفات اليه أينما ذهب أو تحرك....لقد كان ذو شخصية مدمرة...مغرورة...باردة....لا تعرف المجاملات وخاصة للجنس الآخر!! كان جذاباً الى أبعد حد....!!
وبينما كان يحتضن التوأمين ويقدم لهما هدية عيد ميلادهما...علا صوت في المايكروفون...يقوم بتقديم فقرة الاسفنجة الصفراء.....ففتح كل من التوأمين عينيه...واتجها بسرعة الى حيث العرض...وهما يشدان يوهان...كانت ليزا تشده من يده...بينما مارك كان يشده من بنطاله...!!!
دهش يوهان من انجذاب الطفلين...لا بل جميع الاطفال المتواجدين في هذا الحفل الى الاسفنجة الصفراء!!! فأصبح لديه الفضول..ليرى بنفسه هذه الاسفنجة..وسبب تعلق الاطفال بها...!!!
وبعد قليل...فتحت الستائر...لتظهر الاسفنجة الصفراء أخيراً...وهي تمسك بالميكروفون وتغني للأولاد, الذين بدأوا يغنون معها ويرقصون واياها...وهم غير مصدقين بأن الاسفنجة الصفراء تقف أمامهم...!!!
نظر يوهان بفضول.....!! أطال النظر.....! ثم...لم يستطع ازاحة عينيه عن تلك الاسفنجة...بل عن ذلك الوجه الرائع الذي يظهر من فتحة دائرية في منتصف الاسفنجة!!
كانت ملامحها بريئة وطفولية الى أبعد حد...لكنها آسرة!!!! كانت تتحرك بالاسفنجة الكبيرة الصفراء وتغني بسعادة ونشاط...خاصة حينما ترى انفعال واستجابة الاطفال معها....كانت تهز رأسها بشقاوة وروعة...مع كلمات أغنيتها....مما يجعل خصلات شعرها الملتفة تتهدل على وجهها وهي تتحرك وترقص مع الاطفال...
"يا الهي!!! " قال لنفسه...
بدأ يوهان يستيقظ من أحلام يقظته على هز جيني لكتفه...,
" ما...ماذا؟؟ ماذا بكي؟؟؟؟" وهو ما يزال ينظر الى تلك الاسفنجة.....
قالت جيني بحنق:" يوهان؟؟ ما بك كأنك لا تسمعني.!.! "
أخيراً نظر اليها يوهان وحاول تمالك نفسه:" ماذا جيني...؟؟كنت أتابع فقرة الاسفنجة الصفراء!! فلقد أصابني أطفالك بالفضول لمعرفة ما يجذبهم!!"
ابتسمت جيني:" وهل أعجبتك أنت أيضاً؟؟"
عاد يوهان لشروده:" أوه..نعم!! أعجبتني كثيراً!!!"
استغربت جيني وعادت لتهز يوهان:" يوهان!!! مابك؟؟ ومن هي هذه التي أعجبتك!!"
قال وكأنما أفاق من أحلامه....:" عن ماذا تتكلمين الآن؟؟من هي هذه التي أعجبتني؟؟"
قالت بدهشة:" أنت قلت ذلك!"
قال يوهان بنبرة عدم تصديق:" أنا؟؟"
" لم أعد أفهمك أبداً يوهان!! على كل لقد انتهت تلك الفقرة الساحرة منذ دقائق...والاولاد ينتظرونك حتى يقوموا باطفاء الشموع!!!"
" أوه!! حسناً...حسناً....( وهو ينظر ناحية الاسفنجة....لقد هربت اذاً!!)..هيا بنا ؟؟!"
وبينما هما يسيران......" هل أصبحت أعياد الميلاد هذه الايام...تقوم على مثل هذه الافكار؟؟؟اسفنجة ناطقة؟؟لا أصدق!!" وهو يتبسم بسخرية....
" آه!! لم تعجبك اذاً! حسناً لا تحاول قول ذلك أبداً أمام أطفالي!! (وهي تضحك)..أو أطفال أي كان!!"
" ولماذا؟"
" ألم ترى بأم عينك كم هي مهمة ومحبوبة لدى جميع أطفال الحي!!"
قال يوهان باستغراب:" الاسفنجة!!"
ضحكت جيني طويلاً:" حسناً هم يحبون الاسفنجة..لكنهم يعشقون من هي بداخل الاسفنجة!!"
أطرق يوهان قليلاً وحاول اظهار اللامبالاة...." من تقصدين؟!"
" آه أخي!! رينيه!!! ومن غيرها!!"
آه...رينيه!! ما أجمله من اسم...!! انه يناسبها حقاً!!
أردفت جيني :"انها فتاة رائعة ومثالية...الجميع يحبها هنا...وهي تحي تقريباً معظم حفلات أعياد الميلاد!!."
"هل تعجبكي الى هذه الدرجة؟!"
أجابت جيني باستهجان:" ومن يمكنه أن لا يفعل ذلك؟! "
تساءل يوهان في نفسه:" أجل! من يمكنه أن لا يفعل ذلك!!!"
عادت جيني لايقاظه :" هيا بنا لاطفاء الشموع!!"
تابع السير الى جانب شقيقته..لكنه عقله كان ما زال يعمل ويفكر بتلك الاسفنجة الساحرة!!!



 

رد مع اقتباس