الموضوع: زهرة أخر العمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2020, 04:17 PM   #13
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



في عرين الاسد


الفصل الحادي عشر
" في عرين الاسد"
كان ما يزال يبحث عنها..ولم يعرف أين ذهبت....؟؟ ولما لم يجدها....اتجه على فوره الى منزلها..لكن رنين هاتفه المتواصل أزعجه...فأجاب بصوت اشبه للصراخ....
" دكتور يوهان..هناك حالة مستعجلة جداً..."
لكنه قاطعها قائلاً:" لا حالات اليوم....أنا مشغول!!"
فتحت عينيها بصعوبة اثر هز ذراعها بقوة...."امممممم؟!"
" هذه أكثر أعمالكي جنونية!!! أتنامين هنا؟؟؟؟"
لكنها لم ترفع رأسها...وهي ترى خيالاً طويلاً أمامها....لم تستطع تحديد ملامحه بالضبط...لكنها تعرفت الى الصوت سريعاً......
وفوراً أحست القلق في نبرة صوته حينما قال....:" هل أنتي بخير؟؟؟هل أصبتي بحادث؟؟"
وهو يرفع رأسها بين يديه...ويتفحصه..لوجود اي جروح....لكنه لم يجد شيئ!!!
نادى بحنان:" رينيه؟؟هل تسمعينني؟؟؟"
قالت وهي مغمضة عينيها باعياء:" أنا متعبة....متعبة..اتركني وحدي....اتركوني جميعاً وحدي!!!"
وهي ترتخي بين يديه وترجع برأسها الى الوراء......
هل ما تراه حقيقة؟ أم هو من نسج خيالها الرائع؟ لكنها ترى يوهان يحملها بين ذراعيه ويشدها الى صدره ان كان هذا حلماً؟ فهي تقسم بأنها تشم رائحة عطره الجذاب...وتحس بملمس قميصه الناعم...على وجنتها.....
ثم بدا لها وكأنه فارس نبيل يمتطي فرساً بيضاء ذهبية ثم يسرع لاختطافها من برجها العاجي الشاهق كانت تظهر كأميرة وقد استرسلت خصلات شعرها الفاحم الطويلة عبر نافذتها لتساعده على تسلق البرج العالي وما ان وصل اليها حتى أخذها بين ذراعيه وقبلها بشوق...قبلة الحياة!! لتصحو من نوم عميق أبدي....على يدي حبيبها وفارسها المغوار.....
تناول شفتيها من جديد وهو ينادي برغبة ولهفة:" حبيبتي رابونزيل!!"
" هاي! اسمي رينيه!!"
" هل سنتعرف من جديد؟؟؟حسناً سررت بلقائكي رينيه!"
ولكن فارسها ابتعد عنها فجأة....بعد ان نظر اليها بغرابة....ثم اندفع يهبط البرج...مستخدماً خصلات شعرها السميكة...ذهب كما حضر فجأة....لكنها اندفعت خلفه الى النافذة تصرخ..
" أين تذهب؟؟؟لا تتركني هنا وحيدة!!!"
" لا تخافي...لن أذهب الى اي مكان...ولن أترككي وحيدة!"
ولكنه كان يلوح لها من نافذتها مودعاً..وعلى ثغره ابتسامة ماكره.....
فقالت بغضب:" أهذا ما كنت تريده فقط؟؟قبلة؟؟!"
" حسناً....ليس هذا! ولكنني....لن أمانع أبداً!!"
انطلق فارسها بعيداً.....فوجدت نفسها تصرخ:" بإمكاني أن أكون رابونزيل...او الجميلة النائمة..او حتى ساندريلا!!"
" رابونزيل؟؟؟ آه يا صغيرتي....بدأتي تخيفينني حقاً....هيا اشربي هذا الدواء وستتحسنين!!"
وهو يرفع رأسها لتشرب الدواء....ثم عادت فأسندت رأسها الى الوسادة...وهي تشعر بالمرار في فمها...
" ما كان هذا؟؟؟ان طعمه مقرف!!"
" أعرف!!...ولكنه مفيد جداً....سأذهب لأحضر لكي الآن فنجاناً من القهوة الساخنة!!"
فتحت عينيها تدريجياً..حينما هزها للمرة الثانية....وقد تسربت رائحة القهوة اللذيذة الى أنفها بسهولة......وحينما نظرت..صرخت مرتعدة وهي تنهض فجأة.....
" ماذا..ماذا تفعل هنا؟؟؟"
" وأين يجب أن أكون سوا في منزلي؟؟؟"
اتسعت عيناها رعباً:" منزلك؟؟؟ولكن...؟؟ولكن...كيف..كيف جئت هنا؟؟ولماذا أنا في سريرك؟؟؟"
" اهدأي...ثم أن هذا ليس سريري!! غرفتي في الجهة المقابلة!!"
بدأت تفكر...وهي تحاول ان تفهم ما الذي حدث؟؟؟ فما كان منه الا أن ناولها فنجانها...قائلاً:" اشربي هذا سيفيدك...وسيهدأ أعصابك...."
أمسكته منه وهي تمتم هامسة:" أشكرك!"
جلس على كرسي قبالتها......:" هل تشعرين بتحسن؟؟"
" أجل..أشكرك...لكن؟؟"
قاطعها:" تريدين ان تعرفي كيف وصلتي الى هنا؟؟؟؟حسناً! بعد حديثنا الاخير اندفعتي تقودين السيارة بجنون وتهور - كعادتك لاشيء جديد في هذا!!(قال ذلك وكأنه يؤنبها ويلومها على طيشها)....- فلم استطع الا اللحاق بكي بسيارتي....ولكن بسبب سرعتك الفائقة....لم أتمكن من متابعتكي.....ولن تعرفي مقدار القلق والتعب الذين اصاباني.....حتى عثرت عليك على جانب الطريق.......في عتمة وبرودة الليل!!بعد ثلاث ساعات متواصلة من البحث!!!!"
رفعت خصلات شعرها التي تدلت على وجهها...:" آسفة ان كنت سببت لك القلق!!"
" أحقاً أنتي كذلك؟؟؟"
نظرت اليه وقالت بحدة:" نعم أنا كذلك!! ولكن ما اريد معرفته لماذا انا هنا الان؟؟؟؟"
اجاب بجفاء:" حينما وجدتك بدوتي متعبة للغاية وغير قادرة على الحركة....فكان لابد أن أوصلك الى البيت....لكنني خفت أن ينفعل والدك ويقلق حينما يراكي على هذا الحال!!فآثرت احضاركي الى هنا...!!أفهمتي الآن رابونزيل؟؟؟؟" وهو يبتسم باستهزاء...
" وما معنى هذا؟ لم تناديني برابونزيل؟؟" قالت بسخط.....
" كنت آمل أن تخبريني أنتي؟؟؟فلقد بدا حلماً رائعاً ومثيراً حقاً!!" قال بمكر.....
اصطبغ لون بشرتها بالحمرة.....ولم تعد تستطيع النظر الى وجهه ومع هذا تساءلت بضعف:"
هل؟؟؟هل كنت أتكلم خلال نومي؟؟؟"
ابتسم وقال بلهجة مسرحية...محاولاً تقليدها:" أستطيع أن أكون رابونزيل...أو الجميلة النائمة...أو حتى ساندريلا!!".......
وما ان رأى التعبير الساخط المثير للشفقة على وجهها..حتى انفجر ضاحكاً.......
" لست أرى أي شيء مضحك في هذا!!!" قالت بحنق وغضب كبيرين......
" لا...أبداً يا صغيرتي!!كل ما في الامر أنني لم أكن اظن بأن هناك من يزال يقرأ قصص الاميرات...والابطال!!"
صرخت محتجة:" لقد قرأتها عندما كنت طفلة صغيرة!!"
عاد للسخرية:" عندما كنتي؟؟؟وماذا أنتي الآن...بحق السماء؟؟؟"
انتفضت بشدة من سخريته اللاذعه..فتهضت من السرير...::" أريد العودة الى المنزل!!"
" لن أعيدكي حملاً على ذراعي يا صغيرتي.....فلا تتكلي على ذلك!!"
قالت بسخط أكبر:" لم أكن أجرؤ حتى على تخيل هذا!!!"
" اذاً....ستمشين حافية؟؟؟" بنفس نبرة التهكم التي أصبحت مألوفة لديها الآن......
نظرت الى قدميها آه تباً! انه يغيظها حقاً ولم تعرف كيف سيكون بامكانها اسكاته خاصة بعد حلمها المضحك المثير للاشمئزاز رابونزيل؟؟؟آه بالله عليها بماذا كانت تفكر؟؟؟حقاً عليها ان تكبر كما يقول الجميع!!!
فاندفعت ثائرة...تنتعل حذائها على عجل.......لكن رباط الحذاء أربكها على غير العادة....فلم تستطع ربطه.....فصرخت حانقة وهي تدق الارض بقدمها بعصبية:" تباً!!!تباً!!"
ضحك يوهان رغماً عنه....واقترب منها.....وهو يحاول تهدئتها......لكنه ما ان أصبح بالقرب منها حتى صرخت بحدة...
" ابتعد عني!! لاأريد أحد...ابتعدوا جميعاً عني!!" قالت ذلك وهي تعود للجلوس على السرير بارهاق.....
لكنه عاد فركع الى جانبها....وأمسك رباط حذائها وقام بربطه بكل سهولة.....نظرت اليه رينيه مشدوهة مما فعل.......
أمسك قدمها الصغيرة وكأنه يخاف ان تتهشم بين يديه....وأنزلها الى الارض...ثم نهض من مكانه وجذب رينيه من ذراعها لتقف أمامه.....ونظر الى عينيها المتسعتين.....
" لا تقسي على نفسك!"
كان العطف في صوته لافتاً..فوجدت نفسها تستغل ذلك وتتساءل بصدق..وكأنها مستعدة لتصديق الاجابة....فقط من يوهان...وفي لحظة الصدق هذه بالذات.....
" يوهان؟؟ هل أنا حقاً طفلة؟؟"
ارتبك يوهان..لكنه لمح الدموع في عينيها...فعرف أن هذه الفتاة تتعذب كثيراً....وبأنها ستصدقه الآن...أياً كان رأيه...اذاً هذه هي فرصته التي كان ينتظرها منذ فترة....ماعليه الا اقناع رينيه بما يريده!!
" وهل تكرهين ذلك؟؟تدفع معظم السيدات كل ما يملكن حتى يرجعن صغيرات في السن؟؟"
انتابتها نوبة حنق جديدة:" ولكنني سئمت!!سئمت من ذلك!! الكل ينعتني بالطفلة انها طفلة جميلة!!يا الهي ما أروع هذه الطفلة!!أوه كلا!! فهي ما زالت طفلة...!! هذه تصرفات فتاة غير ناضجة بل طفلة بلهاء خجولة الكل يستخدم نفس الكلمة...ولكن للتعبير عن اشياء مختلفة!! لا أريد أن أكون طفلة!!! لا أريد!!"
مد يده لتداعب خدها بحنان..فسالت أول دمعة رغماً عنها....لمسها بطرف اصبعه ..
نظرت اليه وكأنها غريق يتعلق بحبل النجاة وقالت بصوت يملأ المرار والأسى....
:" آه يوهان!!لم لا يمكنك أن؟؟"
تعلقت نظراته بنظراتها:" أن ماذا رينيه؟؟؟"
" أن؟ أن؟؟؟ أوه..لا أعرف!" قالت وهي تتخبط بيأس........
لمس ذقنها باصبعه...لتنظر اليه:"لكنني أعرف!!!"
وانحنى رأسه....فوق وجهها.....
وانسدل نور القمر عليهما...بعد أن انقشعت كل غيوم السماء.....وأصبحت ليلة صافية مقمرة..
رفع رأسه عنها ونظر اليها...وقد سقط شعاع القمر الفضي على وجهها..فزادها جمالاً وروعة....فتحت عينيها فجأة...بعد أن كانت تحاول السيطرة على ضربات قلبها المجنونة....
ولما رأته يحدق بها بهذه الصورة......شعرت بالخجل...وأحست بأن وجنتاها قد تضرجتا بالحمرة....فدست رأسها في صدره..كي تهرب من عينيه الاسرتين!!!
ضمها يوهان الى صدره بشوق....وهو لا يستطيع السيطرة على انفعالاته....لقد سلبته عقله قبلات رينيه المحمومة.....كانت بريئة ناعمة....ودافئة....جعلته يطمع في المزيد...مما أثار رعبه!!
جذبها من صدره بخشونة...فنظرت الى وجهه بدهشة وكأنها تتساءل لماذا.......لكن ما ان وقعت عيناه على شفتيها المثيرتين من جديد..حتى بدأ يفقد اصراره.....
قال وعينيه تتجولان....تارة على عينيها..وتارة على شفتيها,,,,:" لقد كنت الاول ....أليس كذلك رينيه؟؟"
احست رينيه بالحرج..لكن ذلك لم يمنعها من الاجابة:" هذا صحيح!!"
" لماذا؟؟؟" قالها بعذاب......
لم تفهم لماذا ماذا؟؟؟لماذا لم يكن هناك قبله؟؟؟ام لماذا هو بالذات؟؟لماذا سمحت له ان يكون الاول؟؟؟حسناً هذا واضح جداً...وعلى مايبدو أنه لم يفهم حتى الآن......
" أنا؟؟؟تركت لك الكلام على عيوني......لكن! أظنك لم تفهم!! ما فهمت أبداً!!!"
وكأنه عرف ماذا ستقول..فقاطعها وهو يرفع يده في وجهها..:" توقفي!! "
لكن كما هي العادة....ما ان تبدأ حتى يصبح صعباً عليها التوقف....:" يوهان!! أنا أريد أن أقول لك لماذا؟؟؟أوتظن بأنني أسمح لأي كان بأن يقبلني ويأخذني بين ذراعيه مثلما فعلت؟؟"
أشاح بوجهه عنها وهو يقول بجفاء:" ولم لا؟؟؟"
" لأنني أحبك!!" قالتها باندفاع ....
نظر اليها برعب....وقد اتسعت حدقتا عينيه أشد اتساع....وهو ينظر اليها غير مصدق...
لكنها تساءلت ان كانت قد أخطأت في اعلان ذلك الآن...أم لا؟؟حسناً..يظهر عليه التأثر ..لكنه لم يقل شيئاً.......
أخفض رأسه.....ثم قال بجمود:" سأوصلكي الى المنزل...حتى لا يقلق والدك عليك!"
لكنها قاطعته:" يوهان؟؟؟لقد...أخبرتك للتو...بأنني أحبك.!!! ألا يعني ذلك شيئاً لك؟؟"
أخذ نفساً عميقاً...ثم قال ببرود:" أتعنين أنكي لم تقولي ذلك من قبل لبيتر؟؟؟"
" بالطبع لا!!!" قالت مستنكرة رد فعله القاسي......
" كيف ذلك؟؟؟لقد قلتي لي سابقاً بأنكما قد عدتما معاً..وبأنكي سترحلين واياه؟؟؟أيعقل ان تفعلي هذا....دون عناق وقبل....وكلام معسول؟؟؟"
ظهر الالم على وجهها..:" لم يحدث هذا أبداً!!"
ولكنه كان بلا رحمة:" لا؟ ان لم يكن كذلك.....فهذا يعني أنكي كنتي تكذبين؟؟"
قالت بيأس:" لا.!..نعم!.......فقط كي أثير غيرتك!!!"
" حقاً؟؟وكيف أعرف..أنكي لا تكذبين الآن؟؟؟"
قالت بحزن:" لدي العديد من الصفات السيئة...لكن الكذب ليس منها...وأنت تعرف ذلك؟؟؟"
" وحينما ادعيتي بأن والدكي مريض...حتى تتحايلي لأخذي الى المنتزه!!ألم يكن ذلك كذباً أيضاً؟؟؟حقاً رينيه أنتي ممثلة بارعة....حتى أنني كدت أصدق كلماتك البريئة....ووجهك الملائكي!!!!"
لقد جرحتها كلماته كثيراً...وهذه ليست المرة الاولى......فقالت بكبرياء مجروحة...
" سأذهب الآن!!" وهي تحمل حقيبتها وتهم بالخروج.....
" انتظري سأوصلكي!!"
نظرت اليه بحقد وقالت باستهزاء:" لا تكلف نفسك عناء ذلك! وفر شفقتك فأنا لا أحتاجها!!"
" لا يتعد الامر شعوري بالمسؤولية أمام والدك...وان كنت أخذتك فسوف أعيدكي...كما أن سيارتك ماتزال على تلك الطريق....وسأرسل من يحضرها لكي في الصباح!!"
لم تجد بداً من المقاومة..فقالت بجفاء" لا بأس هذه المرة! ولكنها الاخيرة!!"
قال ببرود:" سنرى ذلك! " وكأنه يلمح الى كثرة ايقاع نفسها بالمشاكل...حتى تضطره دائماً الى تقديم المساعدة لها...!!!آه...لو كان بامكانها تحطيم غروره!!!!
نظرت اليه بحقد....وسارت واياه........وطوال المسافة من بيته الى بيتها...لم يتحدثا بأي كلمة.....
لكنها لما وصلت....خرجت بسرعة.....وأغلقت الباب خلفها ..حتى دون كلمة شكر.....
نظر خلفها ..ثم عاد فانطلق بسيارته.....................



 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:29 PM

رد مع اقتباس