الموضوع: زهرة أخر العمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2020, 04:28 PM   #20
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



أكان حلماً


الفصل الأخير....
"أكان حلماً؟؟؟"
كانت الابتسامة ماتزال مرسومة على وجهها الفاتن......داعبت خيوط الصباح عينيها الناعستين.....فحركتهما ببطئ وهي لاتريد الاستيقاظ من حلمها الوردي....لكن ذكرى الليلة السابقة تسلل الى ذاكرتها....فقفزت في سريرها فجأة..وقلبها يخفق بشدة لفرط الغرام!!
كانت تشعر بأن جسدها مليئ بالطاقة وينبض بالحيوية والعافية....وكل هذا بفضل يوهان..الذي رد لها روحها..حينما أخبرها بأنه يحبها........
تنهض مسرعة من سريرها....تغتسل وتبدل ثيابها وتظهر في أحلى حلة....تفتح باب غرفتها وتهبط السلالم سريعاً.....عجباً!!لايوجد أحد في الصالة...واريكة البؤس فارغة....مما يعني أن يوهان قد نهض مبكراً!!لكنها ابتسمت فجأة...ربما هو يحضر لي الفطور....
اتجهت بسرعة الى المطبخ..وهي تهم بقول أحلى عبارات الشوق والحب لحبيبها....دخلت المطبخ وهي تقول:" صباح الخير يا......" وتوقفت فجأة....حينما التفت اليها والدها.....
" آه حبيبتي...اذاً استيقظتي أخيراً......"
وهو يقترب منها معانقاً...فعانقته والدهشة ماتزال مرسومة على وجهها...." أوه أبي!! لقد عدت!"
نظر اليها باستغراب...:" ألا يسركي ذلك؟؟؟"
استدركت نفسها وابتسمت وهي تعانقه من جديد:" كيف تقول ذلك؟؟بل اشتقت اليك كثيراً..كثيراً!! كيف كانت رحلتك؟"
بدا عليه الاطمئنان لعودة رينيه الى طبيعتها...كما بدت في أحسن حال..وان كان يجهل السبب
" سأحدثكي عن كل شيء أثناء الفطور!!"
" حسناً"
وعلى مائدة الافطار..كان والدها يقص عليها كل ماحدث معه...وممايبدو فقد استمتع كثيراً برحلته بل واستفاد منها كذلك....فهي لم تر وجهه أكثر صحة من الان!! ومع أنها كانت تحاول أن تركز اهتمامها مع حديث والدها...الا أن السؤال يقفز رغماً عنها الى عقلها....
" أين ذهب يوهان؟؟هل غادر قبل حضور والدها؟؟؟هل غادر في اليلة السابقة..؟؟أم كان كل هذا حلماً!! فهي لا ترى أي شيء من اثار الليلة السابقة يدل على وجوده!!!
" لابد أنني قد جننت!!"
" حبيبتي ...هل تكلمين نفسكي؟؟؟" تساءل والدها بدهشة....
" أوه..عذراً أبي...لقد شردت لبرهة!! أكمل...وماذا عن تلك الينابيع الحارة؟؟؟هل هي حقاً كما يصفها الناس؟؟"
" أوه..عزيزيتي ...بل هي أفضل!! أتعلمين ...."
واستمر الحديث بينهما حتى شعر السيد مايكل بالنعاس..فصعد ليرتاح قليلاً....في هذه الاثناء...ارتدت رينيه معطفها....وخرجت لتتأكد من كل ماحدث لها قبل أن تفقد الذرة الاخيرة المتبقية من عقلها......
توجهت الى عيادته....فلم تجده....سألت عنه في المستشفى...أيضاً لم يكن هناك!! أين ذهب اذا؟؟؟
كانت تشعر بالضيق...فلم تجد نفسها الا وتتجه الى منزل جولي.....ومع أنها كانت غاضبة منها لأنها لم تتصل بها منذ 3 أيام...ولكنها حين عرفت بأن جولي كانت مريضة هي الاخرى عذرتها..بل لامت نفسها لأنها لم تكلمها الاخرى......
" هل تشعرين بتحسن؟؟؟" تساءلت رينيه..وهي تنظر الى جولي الراقدة بارهاق في فراشها....
" قليلاً!!ولكن من الجيد أنكي لازلتي تذكرينني!!" قالت بعتب....
" جولي لا تغضبي مني....فقد كنت مريضة الاخرى....وحينما تحسنت...جسدياً...حضرت لزيارتك!"
وبينما تمسح أنفها بمنديل..قالت وهي تنظر بتساؤل:" جسدياً؟؟؟وماذا يعني هذا؟؟"
نهضت رينيه من جانب جولي....وقالت وهي تتجه الى النافذة:" لأن عقلي على وشك الانهيار.....!"
نظرت الى جولي وقالت:" لقد جننت يا صديقتي!!!"
" تعالي حدثيني بكل شيء...فأنا لا أفهم منكي شيئاً!! تتحدثين بالالغاز!!"
هزت رينيه رأسها بيأس وهي تعود للنظر الى النافذة.....
" أنا نفسي..لست افهم شيئاً!! ولكنني سأخبركي..منذ؟؟منذ بدأت هلوستي!!"
وقالت لها كل شيء.......
" رينيه...لا تغضبي مني....ولكن؟ ءأنتي متأكدة من أن ماقلته لم يكن حلماً؟"
قالت بانفعال:" أنا واثقة..؟!..أنا..شبه واثقة تقريباً جولي!! "
كررت من وراءها:" شبه واثقة....وتقريباً؟؟بربكي رينيه؟؟أتستمعين الى ما تقولينه؟؟؟"
قالت بتوتر وهي تحرك يديها في الهواء بعصبية:" لا أعرف جولي...لم أعد أعرف شيئاً...لكنني مازلت أتذكر لمسة يديه....مازال طعم قبلاته الرائعة على شفتي....رائحته عالقة في أنفاسي....لايمكن! لايمكن أن يكون كل هذا حلماً!! لقد...لقد قال لي كم يحبني جولي...أخيراً اعترف بذلك....وأخبرني كم أفقده صوابه!! (وهي تبتسم...وتحاول تذكر كلماته بدقة)..لقد قال شيئاً عن تناقضاتي ...والتي يعشقها!! لقد...؟لقد..استغرب كيف أنني لم أحس بحبه العارم نحوي حتى الآن؟؟؟ لا جولي.....لاتقولي لي بأن كل ذلك كان حلماً!!لايمكن هذا! لا يمكن!"
" حبيبتي....أنت كنتي محمومة وقتها....ألم تقولي ذلك؟؟"
" لا..بلى! أعني أنني كنت كذلك....لكنني لم أفقد عقلي بعد!!"
" رينيه....كم أتمنى لو كان كل هذا حقيقي..لكن؟"
قاطعتها رينيه بألم:" أتقولين بأن كل هذا من نسج خيالي؟؟؟أنتي لا تصدقينني اذاً؟"
" رينيه استمعي الى نفسك بالله عليكي!! لقد كنتي محمومة وتهذين....ولشدة تعلقك بهذا الشيطان الذي يظهر بأنه لا يملك احساس.....بتي تتخيلين أحلاماً عاطفية معه....كلنا نعاني من ذلك في فترة اضطراب مشاعرنا!!وبالاخص حينما يصاحب ذلك حمى مزعجة!!"
تمالكت رينيه دموعها..وأشاحت بوجهها عن جولي...لكن جولي تابعت
" أوه رينيه..لا تغضبي مني....لكنني لاأريد أن تعيشي في وهم!! والا..كيف تفسرين عدم وجود أثر له في الصباح؟؟؟؟ها؟؟؟أين ذهب؟؟ولم يترك لكي اي عنوان؟؟لا في المستشفى أو في العيادة؟؟؟"
أطرقت رينيه بيأس:" أظن بأنكي محقة يا صديقتي....ربما هو خيالي الواسع ثانية!!"
" حبيبتي...لا تحزني!! ان كان يجعلكي تعانين كل هذا...فهو بالتأكيد..لايستحقكي!! وستعثرين على الرجل المناسب يوماً ما....انتظري وسترين!"
نظرت رينيه الى جولي وقالت بألم:" لقد عثرت عليه جولي....لكنه هو لم يعثر علي!!!"
وانسحبت حزينة.....بعد أن وعدت جولي ان تعود لزيارتها........
تمشت في الشوارع لفترة.....لماذا يحدث لها هذا؟؟؟؟أيعقل بأنها جنت...فلم تعد تميز بين الحلم والحقيقة؟؟؟لكنها ...شبه واثقة بأن يوهان كان معها ليلة الامس....ولكن ماقالته جولي...منطقي بالفعل!! ولابد أن هذا هو الواقع.....
ربما عليها ان تبتعد قليلاً عن هنا....ربما ان ابتعدت, خرج هذا اللئيم من تفكيرها الى الابد....
ستقترح على والدها ان يرحلا من هنا..بمجرد ان تراه.......عادت الى المنزل وهي اثقة بأنها قد وجدت الحل لكل مشاكلها..بالرغم من أن ذلك سيحطم قلبها كلياً....ولكنها لن تموت بالتأكيد......
فتحت الباب ...دخلت...ثم أغلقته...., خلعت معطفها وقامت بتعليقه خلف الباب....دخلت الى الصالة وهي ماتزال تفكر كيف ستفاتح والدها بالامر....لكنها وجدته جالساً براحة على اريكة الاحزان.....وفي يده فنجان قهوة....وكم كانت فرحته حينما رآها....
" آه حبيبتي...كنت بدأت أقلق عليكي....أين كنتي؟"
اقتربت منه مهدئة...:" ولم القلق أيها الوسيم؟؟كنت أزور جولي..فقد كانت مريضة وذهبت للاطمئنان عليها!!"
" أوه المسكينة؟؟وكيف هي الآن؟؟"
" انها بخير!!"
" وهل أنتي بخير؟؟؟" تساءل والدها حينما رأى الوجوم يغزو وجهها...هذا بديهي..فقد مرت ذكرى حديثها مع جولي...عن حبيبها السراب...على بالها!!فكان لا بد من هذا الوجوم والبؤس الذين ظهرا في عينيها......
لكنها رفعت رأسها لتنفي ذلك...وهي ترسم ابتسامة مصطنعة على وجهها...لكن الزمن توقف فجأة....وكذلك توقفت جميع مشاعرها وجميع أفكارها وأحزانها وأفراحها..وكل مايشغل بالها...بل توقف عقلها وتوقف جسدها وكأنها في غيبوبة....لم يكن هناك ما يعمل...سوا قلبها الملتهب..وتنفسها الذي قارب على الانقطاع....
توقف كل العالم لديها....حينما دخل ذلك الجذاب اللعين...من غرفة المطبخ حاملاً بيده فنجان قهوة له....وتظهر على وجهه ابتسامة اشفاق..أو عطف!! هل عادت لأحلامها من جديد؟؟؟هل باتت تراه في كل مكان وفي كل لحظة من حياتها؟؟؟هل غزا عالم الحقيقة..كما سرق عالم أحلامها؟؟؟؟حسناً...لقد جنت بالتأكيد....لم يعد هناك شك!!
لم تتبدل نظراتها الا حينما امتدت أصابعه الى وجنتها الشاحبة...سمعت من بعيد... وكأنه قادم من بئر....صوتاً يسألها..." هل انتي بخير حبيبتي؟؟"
حبيبتي؟؟؟حسناً...مازالت تحلم اذاً!!اذ أن هذا لم يكن صوت والدها...بل هو صوت حبيبها يوهان...أجل...هي مازالت تحلم!!ولكن حباً بالله....لم تعد تستطيع تحمل كل هذا...ان كان عقلها ماعاد قادراً على التمييز...فلا بد أن تلجأ لطبيب نفسي أوشيء من هذا القبيل! نعم...ستخبر والدها..حال تعود تفكر بمنطقية...وتختفي هذه الكوابيس....ستخبره بأن يأخذها الى أحد المراكز العلاجية.....وستشفى بالتأكيد من مرضها بيوهان....أجل..ستشفى ولاشك! ولن تعود لرؤية هذه الاحلام المزعجة ثانية...!
بدا الصوت الآن أقرب من ذي قبل...وبدأت تشعر بيده تهزها..طالبة منها الاستفاقة من أحلام اليقظة...:" رينيه؟؟هل تنامين وعينيك مفتوحتين؟؟؟لقد بدأتي تثيرين قلق والدك أيتها المشاكسة!!"
رددت ببطء:" وا..لد..ي؟؟"
التفتت حولها ولما رأت والدها...اقتربت منه وعلامات القلق بادية على وجهها...:" أبي؟؟هل أنتي بخير؟؟؟"
تنهد طويلاً ثم قال:" الحمدلله..لقد بدأت أظن بأنكي فقدتي النطق....لقد أخفتني حقاً ياصغيرتي..فلاتفعلي ذلك ثانية!!"
" أظن بأنكي بحاجة هذا الفنجان أكثر مني..تفضلي!" وهو يناولها الفنجان ويجلس الى جانبها......
كانت يدها ترتعش حينما تناولت الفنجان...فأخذه عنها ووضعه أمامها على المنضدة....ثم أمسك يديها الصغيرتين بين راحتيه وقال برقة....
" والآن؟ ماسبب هذه النظرات المريعة؟؟؟"...حقاً..بدت كأرنب مذعور....
" أنا؟؟..انا؟؟ هل أنت هنا حقاً؟؟؟"
تفاجأ من سؤالها وابتسم..:" بالطبع أنا هنا..وأين سأكون؟؟؟"
" ولكن؟؟؟"
نهض السيد مايكل مستأذناً:" أظن بأن لديكما ما تتحدثان به..فاعذراني الآن!!" وهو يغادر....
نظرت الى يوهان بدهشة:" اذاً أبي يراك؟؟"
لكن دهشة يوهان كانت أكثر:" مابكي رينيه؟؟بالطبع يراني...وهل أنا غير مرئي؟؟"
" لقد بدأت أظن ذلك!!" قالت وعينيها تنظران في لاشيء...مما دل يوهان أنها ساهمة وشاردة في أمر ما.....
هزها من كتفيها وهو يقول:" رينيه حبيبتي ماذا حصل لكي؟؟أنتي لستي طبيعية؟؟"
نظرت اليه بلوم وقالت:" أظن بأنني بدأت أفقد عقلي يوهان...فهل هذا طبيعي؟؟؟لا..بالطبع لا!!اذاً لست طبيعية!!"
" ولماذا حبيبتي؟؟؟ما الذي حدث؟؟ألم نتفق بالامس على كل شيء؟؟"
" اتفقنا! نعم...ولكن ما ان فتحت عيني هذا الصباح...حتى بدا كل شيء كالخيال!! لقد..بدأت أشك بأنني كنت أهذي وأنا محمومة....وبأن شيئاً لم يحدث بيننا! بل أنني أشك بأنني حقاً أجلس معك الان..ونتحدث عن هذا!..لم أعد أعرف ىشيئاً! لقد أفقدتني عقلي يوهان....لقد جننت...وأنا التي كنت أتساءل كيف يجن الناس من الحب!!!ها قد عرفت الآن!!"
ضحك يوهان من قلبه..على سذاجة حبيبته .....وقد بدأ يفهم كل شيء...من لحظة دخولها ورؤيته وحتى هذه اللحظة....نهض من مكانه وسحبها لتقف في مواجهته......وهو يجذبها اليه...
" يا حمقائي الصغيرة.....لم تغمض لي عين...منذ ما حدث بيننا ليلة الامس....فحالما تفجرت مشاعري...لم أستطع التظاهر وكأن شيئاً لم يحدث....كنت خائفاً أن أندم على كل شيء ما ان يطل الصباح....لكنني كنت مخطئاً!!فلم أستطع الانتظار حتى تسلل أول خيط شمس..لأنطلق.. كي أنفذ كل ماقد خططت له أثناء مراقبتك وأنتي نائمة....."
" مم..ماذا؟؟كنت تراقبني وأنا نائمة؟؟؟"
هز رأسه بالايجاب....." حينما انهرتي بين ذراعي...كنتي قد دفعتي بي كذلك.. نحو الانهيار....لقد ازدادت رغبتي بكي....وازددت تعطشاً لعشقكي وحبكي....وتعلقكي بي!! فلم استطع المغادرة...حينما كنت تستلقين هناك على سريرك...كالملاك...الفاتن....تحترقين بنار الحمى...ونار العشق....! كنت تهذين بكلام...لطالما رغبت في سماعه منكي....وأكثر مازاد عذابي ونيراني...أنكي قلتي كل ذلك....بصوت عذب مثير....فتح أبواب الجحيم علي....فوجدتني أتمسك بشعرة رقيقة....حتى لا أنجرف خلف مشاعري!! ....وما ان بدأت الحمى بالزوال....واستقر نومك....وتوقف هذيانك....حتى انسحبت بسرعة....فقد برد جسدك...وبردت عواطفك الآن...وأنتي تنامين بسلام....ولم تكن لديكي أدنى فكرة...عن الحمى التي اجتاحتني..وعصفت بمشاعري...لم يكن لديكي فكرة..عن النيران التي أشعلتها في جسدي!!حتى أصبحت كالبركان...المتوقع انفجاره في أي لحظة..!!
.كان علي أن أبتعد...وابتعدت....!"
كانت رينيه مبهورة بكل مايقول...فلم تستطع حتى ان تقاطعه...لكنها ابتلعت ريقها أخيراً وتساءلت بقلق:" ولكنني سألت عنك في العيادة والمستشفى..فأين كنت اذاً؟ ثم كيف يعقل بأنك غادرت وأبي وصل باكراً....ولم تريا بعضيكما؟؟؟"
قبل طرف أنفها..." لقد التقيت والدكي قبل مغادرتي..وأخبرته كل شيء!!وبامكانكي أن تسأليه!!"
فتحت عينيها من الدهشة:" هذا لايمكن..لو كان حدث ذلك...لأخبرني أبي!"
لكن وجه والدها أطل فجأة من المطبخ وهو يقول:" أنتي لم تسأليني حبيبتي...ثم ان الامر كان يستحق تلك النظرة التي رأيتها على وجهك..لحظة رؤيتك يوهان!!"
عرفا الآن..بأن السيد مايكل كان يسترق السمع.....
" أبي!!"
ضحك يوهان..لكنه تساءل بتسلية:" اذن لم تخبرها مايكل؟؟؟"
هز السيد مايكل كتفيه بعدم اكتراث وهو يقول:" هيه...أنتما تلعبان معاً طوال الوقت ألعاب المراهقين....فلم لا يكون لي نصيباً من اللعب أيضاً! طبعاً...فالتسلية لكم....ووجع القلب والهم لي...لست أدري أي جيل هذا الذي...." ودخل المطبخ وهو مازال يتذمر منهما.....
ضحك يوهان من كل قلبه...بينما اكتفت رينيه بابتسامة وهي ماتزال غير مصدقة لهذه المؤامرة بين والدها وحبيبها.....
" حسناً..أرى بأنكي لازلتي..غير مصدقة!! ربما يساعدك هذا على التصديق!!" قال ذلك وهو يسحب من جيبه اسفنجة صفراء.....ويقدمها لرينيه.....
نظرت رينيه الى الاسفنجة ..ثم عادت للنظر الى يوهان وهي لا تفهم..." هل يفترض بهذه الاسفنجة مساعدتي على تصديقك؟"
قال وهو مايزال يحدق بعينيها بطريقته الجذابه التي تعشقها...." أجل!" وهو يقلب الاسفنجة....فترى رينيه خاتماً الماسياً رائعاً...مثبتاً في وسط الاسفنجة.....
" رينيه مايكل ثومسون......هل تقبلين بي زوجاً لكي؟" كانت السعادة لا تقدر على وجه رينيه....لكنها ما ان سمعت طلب يوهان..حتى انقبضت أساريرها قليلاً....وفجأة لاحظت بانهما ليسا وحديهما...بل أن والدها كان يسجل تلك اللحظة على شريط فيديو.......
" آه...أبي!! ماذا تفعل؟؟؟"
أشار والدها بيده وكأن الامر لا يعنيها... وقال بصوت هامس" اش..ستفسدين الأمر....هيا ارجعا الى ما أنتما فيه!!"
نظرت الى يوهان.....الذي أحس بامتعاضها...وكذلك والدها..للحظة رفع رأسه عن الة التصوير...وكأنه يتوقع رفضها..فملامحها لم تكن مفهومة.....
" هل هذا مشهد من فيلم الكبرياء والتعالي؟؟؟ بالله عليك يوهان؟ ضقت ذرعاً بكل هذا الجمود!!"
حينها ظهرت تلك النظرة الشيطانية على وجه يوهان....والتي كانت ترعبها...ولكنها الآن...تعشقها وتريدها أكثر من أي شيء آخر.....فتح زري قميصه العلوي بعد أن نزع ربطة العنق التي كانت تخنقه...خلع سترة بذلته الانيقة وألقى بها جانباً.....فرك خصلات شعره المسرحة بأناقة..وبعثرها حتى بدا أصغر سناً وأكثر جاذبية....اتسعت ابتسامة رينيه شيئاً فشيئاً...بينما لوى السيد مايكل شفته للاسفل...وقال بصوت خافت...التقطته الكاميرا.." كنت أعرف بأنها ستدفعه للجنون!"
نزع الخاتم الرائع من الاسفنجة وقام بدسه في اصبعها دون أي اعتراض منها...ثم جذبها نحوه بقوة...وقال بتملك....:" ستتزوجينني رغماً عنكي أيتها الاسفنجة المزعجة...الفاتنة...وستنجبين لي أطفالاً بمثل جمالكي وجنونك!! وسأحبكي وأرعاكي....ان لم يكن لآخر الحياة....فحتى آخر حياتي...!!فما قولك الآن؟"
غمرت كلماته قلبها....نظرت باتجاه والدها.....كان يراقبها وهو مايزال يصور كل ماحدث....نظر اليها نظرة عميقة حنونة...مليئة بالدموع......ابتسمت هي الاخرى ولاحت دموعها كذلك في عينيها الفيروزيتين....وهي ترى والدها يهز لها رأسه..علامة موافقته....
اتسعت ابتسامتها حتى تحولت الى ضحكة....ضحكة رائعة دفعت يوهان للذوبان.....
قالت أخيراً:" اذا كان الامر كذلك......فلا بأس!" وهي تضحك.... أخذها يوهان بين ذراعيه وضمها اليه بشوق ولهفة كبيرين.........وهنا ابتسم والدها وقال بمكر:" حسناً..انتهى وقت التصوير!" وهو يغادر وقد أخذت منه السعادة كل مأخذ...هاقد اطمأن على حبيبته الصغيرة...مع رجل رائع يحبها ويخاف عليها....والاجمل من كل ذلك..أنها تحبه وتعشقه...
فماذا يريد أكثر من ذلك؟
" أعشق ضحكتك! أتعرفين؟؟؟لطالما عشقتها,,وأفقدتني عقلي!!؟؟وأظن بانه من المسموح الآن أن افقد عقلي!!"
وهو يلمس عنقها بأصابعه الدافئة....ويقترب من شفتيها ولهيب الرغبة في عينيه......
لكن رنين الهاتف أيقظهما من هذه اللحظات الحالمة.....حاولت رينيه سحب نفسها من يوهان...لكنه جذبها أكثر اليه قائلاً:" دعيه يرن..فما سنفعله أهم!"
ابتسمت رينيه وهي تراوغ ثم تجذب نفسها عنه:" سيكون هناك متسع من الوقت....ثم أنني سأعذبك كما عذبتني بالضبط!!أم تظن بأنني نسيت كل قسوتك!!" وهي تتجه الى الهاتف وترفع السماعة....
" سنرى ذلك" وهو يسرع كالفهد ليقف خلفها ويجذبها من خصرها اليه...بينما يستريح رأسه على كتفها...ضحكت بسعادة على حركاته المجنونة.....لكنها سمعت صوتاً يناديها في الهاتف...
فصرخت قائلة:" جولي!! لم يكن حلماً.....ويوهان الى جانبي الآن....ونحن سنتزوج...أتسمعين سنتزوج؟؟وهاهو الخاتم في يدي...!!؟؟"
قالت جولي بصوت يبدو عليه الحيرة....." هل عدتي لهذيانك؟؟"
ابتسمت رينيه بسعادة بينما كان يوهان يقبل خصلات شعرها الناعمة... حتى لامست شفاهه عنقها الناعم البض الذي يشبه عنق الاوزة.....وأثاره ذلك...مما جعله يسهب في تقبيله.....
كانت رينيه تضحك بينما تحاول جعل يوهان يتوقف.... لكنه لم يفعل...بل زادته كلماتها اصراراً....مما دفعها للضحك....ودفع جولي للجنون.....فاندفعت تصرخ عبر الهاتف....
" رينيه؟؟؟أيتها المحتالة.......أطالبكي فوراً باخباري كل شيء....كل شيء!!! أدق التفاصيل....ولن تنسي أن تخبريني..ماذا يفعل الى جانبكي..حتى يدفعكي الى الضحك بهستيرية بهذا الشكل!!!"
عادت رينيه الى الضحك.....لقد تبدلت حياتها فجأة واصبحت وردية وسعيدة...ومليئة بالفرح...والحب!!!
نظرت الى يوهان.....كان الشوق..والعشق باديان في جميع ملامح وجهه.....قالت وهي تنظر اليه بهيام...:" ليس الآن جولي....ليس الآن!" وتغلق السماعة تحت احتجاج وحنق جولي....لكنها لم تكن تكترث الآن بغضبها...فهي ستتفهم ذلك....كان كل مايهمها...هو هذا الرجل الذي سلبها روحها وعقلها وقلبها.......اقتربت منه...وألقت بذراعيها حول عنقه....
" يوهان؟؟؟"
لمس شفتيها باصبعه قائلا:" لن تقولي شيئاً!! بل أنا من سيقول...وستسمعين كلامي منذ الآن فصاعداً..بدون اي نقاش!!مفهوم؟؟"
" كلا!!لن أفعل!!"
" أتتحدييني أيتها الصغيرة؟؟؟"
" أجل أنا أفعل ذلك بكل سرور!!"
" اذاً...عليكي تحمل النتائج!!"
وهو يعود ليقربها منه..وهي ماتزال تضحك....ويقبلها على كل وجهها.....صرخت بشكل طفولي:" يوهان!!هذا لا يجوز!! ثم انك تحرجني أمام والدي...!!فتوقف عن هذا فوراً!!"
نظر اليها بحب:" أتعلمين كم كنت أحلم بحياتنا معاً؟؟؟؟لن تلومينني ان فعلت هذا بل وأكثر.....لقد دفعتني للجنون يا اسفنجتي الغالية....وحان وقت سداد الدين!!"
"يوهان؟؟"
" ماذا؟؟"
" هل حقاً قمت بأخذ شريط حفل ميلاد التوأمين..من أجلي؟؟؟"
ابتسم...ثم قال:" هذا ما كان يصبرني حبيبتي....تسجيل الفيديو...وشريط صورنا..أتذكرين؟"
" طبعاً أذكر!!حينما اختطفتك!!!"
ضحك يوهان من كل قلبه....ثم عاد ليقول:" ألديكي فكرة كم مرة شاهدت ذلك التسجيل؟؟؟"
هزت رأسها بالنفي..وكانت ماتزال غير مصدقة لكل ما يقوله يوهان....
" مرات ومرات عديدة....! حتى أنني حفظت رقصتك وكلمات أغنيتك عن ظهر قلب...أتودين رؤية ذلك؟؟؟"
ضحكت رينيه من كل قلبها....." !! مجنون!!"
أذابته ضحكتها من جديد....." رينيه يا اسفنجتي الجذابة؟؟؟
نظرت اليه رينيه وقد بدأت ابتسامتها بالتلاشي.....تابع :" أحبك جداً!"
ابتسمت بسعادة..اقتربت منه ووقفت على رؤوس أصابعها..وقبلته على ذقنه الخشن...قائلة:" أحبك أكثر!"
اتسعت عينيه دهشة...من تصرفها الرقيق...أمسكها من كتفيها:" رينيه أيتها الساحرة! سنتزوج غداً..غداً, ولن أبدل رأيي...فلم أعد قادراً أيتها الصغيرة...لن أتحمل أكثر!"
أطل وجه السيد مايكل مرة أخرى قائلاً بسعادة:" معك حق...ولم الانتظار؟"
التفتا كليهما للخلف...وحينما رأيا السيد مايكل تبادلا النظرات... ثم انفجرا بالضحك....
انتهى

Night Breez
نسيم الليل



 

رد مع اقتباس