ترك الكيس على الطاولة بعدها اتجه نحو داني محيطا رقبته بيده وبصوت ضاحك اجاب

: أيها الطفل المشاغب كيف كبرت بهذه السرعة؟

ثم أردف: أهي من العائلة ام الأصدقاء؟
- لا هذا ولا ذاك.
قالها بحذر وهو يعاين ملامح اخاه المنفعل
حاول الآخر ضبط نفسه بكل ما يملكه من طاقة عض شفته السفلى ليسأل مجددًا بحذاقة :من هي؟
! قطعا لن اخبرك-

‏: تنهد داني بيأس ثم زجرهما بنظرات حادة معلنًا انزعاجه الجسيم من

نقاشهما، بطريقة غير مباشرة طلب من توماس المغادرة بزريعة

الامتحان.
توماس ستتخطى موعد نومك تذكر عليك الاستيقاظ مبكرًا غدًا لديك امتحان مصيري. -

فما كان من المقصود إلا أن أشاح بوجهه نحو الباب بعد أن جحد داني

بنظرات معنفة وبخطوات ثائرة غادر الغرفة.
كل ما يفعله لمصلحة ذلك الجاحد إيان، ما هو ذنبه العظيم لتتم معاملته كوغد؟؟

غضبه وحشي يفتك بجسده لن يهدئ أبدًا مالم يلكم إيان على وجهه

عاد مسرع الخطى لمكان أخويه عله يثأر لنفسه

كاد أن يدخل لولا رؤيته لإيان جالسًا على الأريكة مطأطًأ رأسه بينما داني
يوبخه بصوت يحمل التأنيب والخيبة: أنت تشك بي صحيح؟ لا تريد

الأعراب عن هوية المرأة التي استهوتك؟؟
أتفهم عدم اخبارك لتوماس جميعنا نعرف جموحه الغاشم.

تابع بعد تنهده أعتقد أنك تبالغ لو تحدثت معه برفق سيفهمك.
انسحب توماس ليلتصق بالجدار خلف الباب مباشرة مرهف السمع لما

ستؤول له المحادثة الودية بينهما

لطالما كان داني ذو حنكة ودهاء تمكناه من استيعاب المواقف و تذليلها لتخضع لمراده.
ما لبث أن قطع تفكيره صوت إيان الصادق: داني أن أخبرتك ستخبر تومي لذلك لا أستطيع.
هل تعتقد أن توماس سيؤذيها؟-
بصوت يحمل نبرة عميقة اجاب: لا، لا أعتقد أنه سيضر بها توماس ليس حقيرًا متعسفًا لكنه سيبعدها عني بطريقة ما
ربت داني على كتف إيان مبررًا: لأنه خائف عليك سيفعل كل ما يستطيع لضمان سلامتك.
سحب أكبر قدر ممكن من ذرات الأوكسجين ليطلقها كغاز محمل بكدره

أستجمع قوته ليرسم ابتسامة صادقة على محياه

: ثق بي سأساعدك دعني اتعرف عليها ثم سأختبرها لأجلك.
جلس على إحدى ركبتيه واضعًا يده على اليمنى على قلبه مقلدا

الفرسان مستردفًا بشقاوة وأن تخطت اختباري سأسلمك لها رغن أن فراقك يعز علي وسأغني في زفافكما.
ضحك إيان منبسطًا : لا تغني أرجوك صوتك أسوء عقاب قد يناله المدعوون.

‏ طعم الخيانة علقم لاسيما لأمثاله من البشر أولئك الذين يصنفون أقل
التجاوزات تحت تعريف الخديعة.

جميع افراد أسرته يتحاشون خيبته

أبتسم داني ملئ شدقيه مع نظرة امتنان محضة مرددًا: لن تندم على ثقتك بي، أنا في صفك دائمًا.
--------
أكتفى توماس بما سمعه ثم سار بخطوات حادة نحو غرفته ممتعضًا

هكذا هو الأمر وسيبقى للأبد أخاه الأكبر يخشى انفعالاته والأصغر شديد

التواطؤ مع إيان لكنه لن يبالي الأن لديه هدف وسيطاله

ستبدأ مهمته الجديدة "مراقبة داني عن كثب" إلى حين وصوله لتلك

الساحرة التي أطاحت بقلب أخيه.
---------
كان يوما بشوشًا الشمس أعتلت عرش السماء مختالة ببريقها بعدما

أطاحت بالغيوم في معركة طبيعية ليست الأولى من نوعها أنه الخريف

الفصل الكاذب لا أحد يستطيع التنبؤ بتقلباته.
اقتحم توماس غرفة داني ليسأله عن مجريات اجتماعه مع إيان بعد مغادرته مدعًيا الجهل .
بصدق محض اجابه دانيال: حدث ما توقعته أمنا، لكني لن أنقل لك حرفًا.
أهتاج توماس وزمجر : انت خائن.
جحده داني بنظرات غير ودية : سأكون خائن عندما أخبرك عزيزي.
أخرج ساعة سوداء اللون من خزانته ارتداها بيده اليمنى في لحظات كان
الصمت سيدها المهيمن
خرج توماس والمكر معشعشًا في زوايا دماغه.
--------

مرت ربع ساعة منذ خرج توماس سيكون في طريقه إلى وجهته الآن، هذا ما فكر به داني مطمئنًا
خرج هو الآخر ليلتقي بنورسين غير واعي للقط الشرس الذي يتبعه.

‏ وقف أمام مدخل المطعم مستجمعًا قوته ليرسم ابتسامة لطيفة على محياه
دخل بكامل عفويته متجهًا نحو الطاولة التي ذكرها إيان أنفًا

هناك التقى بها لأول مرهكما أبان له إيان بل بدت أكثر بهاءً.

فتاة متوسطة الطول ذات شعر عسلي بالكاد يلامس أكتافها عيناها
بلون العشب الربيعي شديد الخضرة وجهها حيوي الهيئة ومتمرد

الملامح.

- كما وصفك إيان لي أيتها الفاتنة .
ضربت جبينه ممازحة : ايها السيد الموقر أنتبه كي لا تفتن سأصبح أختك في القانون قريبًا.
ضحك لتعليقها الذي محى كل التوتر الذي بنخر جسده.
جلسا معًا يتحدثان بشتى الأمور بينما عيون القط الشرس ما انفكت تتربص بهما.

بعد ذلك اللقاء أستطاع داني معرفة المعلومات اللازمة عنها
بأسلوب سلس لم تشعر خلاله أنها تحت التحقيق القسري.
تركها بعد ذلك معتذرًا لطول لقائهما التعريفي.

عندما خرج كان يتحدث على الهاتف بحماس محض وصوت جهور

يسهل سماعه

- اختيارك موفق تبدو فتاًة صالحة، سأذهب لحيث تقطن علي أتقفى بعض أخبارها.

أغلق الهاتف وأنطلق نحو وجهته

تتبعه توماس بحذر حتى ولج محل متخصص بالتجميل.
أنتظره ملاحقه العنيد خارجًا ليحافظ على سرية مهمته


مرت الدقائق تتبعها أخواتها وصولًا للساعة الكاملة دون أثر لغريمه ،
هل يعقل أنه هرب ؟؟ ربما شعر أنه مراقب .
مقررا الاتصال بذلك الداهية أخرج هاتفه وقبل أن يباشر عمله أبصرها
عيناها العسليتان لوزيتا الشكل ألجمته شعرها الأسود الطويل كما لو
كان الليل المعسعس نظراتها كانت فتاكة
سارت من جانبه وكأنها مرت به كريحَ عليل عابر غيبه عن الوجود

إلا أن صوت عناق هاتفه الأرض بعد ارتخاء يده المبهم أيقظه قلبه لم يتوقف عن أوجاعه
ما الذي حصل له أي لعنة ألقت عليه.

ألتقط ما سقط منه بسخط ليكمل ما كان قد عقد العزم عليه
رن هاتف داني بنغمة ثائرة تماثل المتصل تلك هي الأغنية التي أختارها

لصديقه الجامح كي يغيظه بها إلا أن توماس أحبها.

رد داني بسرعة بصوت متململ : ماذا تريد ؟
صرخ به توماس : أين أنت؟
بسخرية جلية : هل لاحظت ذلك الأن؟؟ لقد هربت منك عزيزي .
شتمه بكل ما حفظه من ألفاظ سوقيه ليصب جام مشاعره المضطربة
عليه ثم سأل : هل تريد أن تلزم جانب إيان وتتركني؟
أجاب بصوت صارم: لقد وعدته لا يمكنني الكذب عليه تلك خيانة،

أعدك سأخلصه من تلك الفتاة إذا كانت سيئة

أنا معك توماس أنت تعلم ذلك صحيح؟
أجاب الأخير بخيبة: لا أصدقك
ثم أغلق الهاتف
تنهد داني معلقًا هذا غريب ما به ؟

--------------------------------

‏: كانون الأول
لقد مر 15 يوما منذ أبصرها، لسبب ما صورتها لم تفارق خياله لاسيما

شعرها الحريري ذلك السواد الأعظم حفر عميقا في قلبه أهي بشرية؟

لم يطرأ على باله أن تكون ملاك لأن عيناها الحادتان نبئته أنها ليست رحيمًة البتا.

خلال هذه الأيام شعر داني وإيان بغرابة تصرفاته شروده الدائم وتفكيره العميق


بينما الثلاثة جالسين في غرفتهم الخاصة سأل إيان : داني ما رأيك بنورسين ؟
بنظرة غير متأكدة أجاب الأخير :جيدة حتى اللحظة.
لاحظا عدم أنتباه السيد الثائر على غير عادته المنشودة.
أقترب إيان من الأريكة التي احتوت الغر العاشق
قرفص أمامه مستفسرًا : ما الذي أصابك ؟
أنت دائم الشرود هذه الفترة قلما تشاركنا الحديث حتى انك لم تتدخل

بشؤوني منذ أسبوعين ولم تتحدث مع نورسين رغم أنك تبجحت لنا

بمعرفتها ما الذي يحدث معك ؟
أجاب توماس بابتسامة ساخرة : ألستما أنت وداني تبحثان في القضية
إذًا أخي العزيز لا شأن لي بك كانت جيدة أو لم تكن على حدًا سواء


أقترب داني وجلس على يد الأريكة ذاتها قرب توماس دون أن يعلق

ببنت شفه رمقه توماس مستهجناً: هل تريد ألقاء محاضرة من نوع ما ؟
- لا فقط افتقدتك جدا ، الفترة الأخيرة بت تستيقظ مبكرًا كما أنك تنام

قبل الجميع لم تعد تتشاجر معي ولم تعد تدعوني لمبارياتك السخيفة.
- أنت أردت أن لا أدعوك للمشاركة في لعبنا لأن اصدقائي همجيين هل تذكر؟
تركهما وسط حيرتهما وغادر الغرفة.
لقد صعقا منذ متى وهو يهتم ؟ لطالما تشاجر معهما لكن لم يبتعد عنهما يومًا


هو صاحب الصوت الأعلى في المنزل دائمًا.

بدأت أمه ترجح مرضه لم يعد يتناول طعامه كما أعتاد ولم يعد يحيي الليل بسهره وتمرده الدؤوب
هذا عامه الثالث في الجامعة مع ذلك

منافيًا لعاداته لم يعد تركيزه فيها كما كان سابقًا.
عائلته لا تعلم أن شابهم الجامح ألتقى بزهرة أوركيد كاذبة لقد كان ضيف
دائم بمحل التجميل ذاك عله يراها مجددًا وقد حصل الأمر كما أشتهى

بعد 10 أيام كاملة دخل ذلك المحل وهو يرتدي كنزة شتوية زرقاء طويلة
مع بنطال جينز أسود أشركها بشعر مستعار أحمر وعدسات سوداء ولحية


لسبب ما أراد أن يعرفها عن كثب ثم يعرفها على نفسه
كانت حجته بقدومه الدائم لذلك المحل أن يكون متدربًا متمرسًا كهواية
صدمة زعزعت ثقته بالعالم أجمع لم يتخيلها قط

"ميزها بينما لم تنتبه له"
ولج داني بابتسامته المشرقة رحب به صاحب المحل مستبشرًا

- لقد رأيت صورتك على الغلاف كما أعتدت منك رائعة ومشرقة في جميع حالاتك.
أستطرد هل تريدين ألغاء التعويذة ؟
بصوت أنثوي هادئ : أجل أرجوك

أقترب منه العجوز ذو الستين خريفًا لينزع الشعر المستعار