06-10-2020, 11:31 PM
|
#5
|
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 115
|
تاريخ التسجيل : Mar 2020
|
العمر : 23
|
المشاركات :
9,849 [
+
] |
التقييم : 23316
|
|
لوني المفضل : Black
|
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة
|
Y a g i m a
البـــارت الأول
الشٓــرقٍيـة ، الدٓمام .
8:00م
دفت الباب الخلفي للفلة بخفة و تسابقت خطواتها للحديقة المخصصة لفلتهم ، وقفت ثواني و أبتسامتها تزيد وهي تتأمل الأشياء الجديدة إلي جابها المزارع اليوم الصبح .
مشت بخطوات ثابته لتستقر رجولها على العشب الأخضر و ترمي جسدها عليه! ، غمضت عيونها و استنشقت ريحة رطوبة العشب من رشاشات الزراعه الأوتوماتيكية .
حست برطوبه تتسلل لملابسها الشتويه و نسمات تلفح جسمها لتسبب لها قشعربرة خفيفه ، أبتسمت بأستمتاع و هي تسرح بخيالها مع افضل لحظاتها المسائية .
…
سرحت بخيالي لبعيد !
وانا أتأمل السماء الصافية و افكاري تبدأ تتخبط من جديد ، اطلقت تنهيدة عشان انفض
كل فكرة سوداوية جالسة تدور في عقلي .
اشغلت نفسي بجمال الجو !
الي مستحيل يتكرر بشرقية مرتين في السنة .
ياليت تمطر و يمطر قلبي فرح مع المطر !
ابتسمت وانا بس اتخيل الشعور
قاطع هواجسي هزه في جيب بنطلوني وصوت نغمة الاشعارات طلعت الأيفون و تأملت الشاشة و انا اشوف اشعار جديد من "تويتر"
ضغطت ايقونة التطبيق و استقرت قدام عيني تغريدة جديدة
"لم يكُن للرّيح ذنب هم كَانوا أوراقاً."
تمتمت : ماكان لريح ذنب !!
جلست أقرأها كم مره ، رفعت عيني ونطقت الأسم " زُحل"
حسيت بقلبي وهو يدق و ان مستوى الادرالين ارتفع عندي
كيف لكلمات تهزنا لـ هذا الحد؟
كيف لحروف تبعثرنا ثم تجمعنا ؟
كيف لشخص خلف الشاشة يخلق لي هذا الشعور !
كلماته ذات وقع خاص و مميز جداً ، شخص غريب و مميز
مميز بشكل يخوف؟
لأنك راح تتعلق فيه و تقع في غرام اوتار كلماته !
شتت نظري اعداد الايكات الي بدت تزيد و تتغير مرت اربع دقايق و الى الأن 105 لايك
و 41 ريتيوت ، سكرت الجوال و حطيته جمبي . ضميت رجولي و سندت رأسي على ركبتي وانا اتأمل ابعد نقطة ناحية فلة " عمي خالد " الله يرحمه . غمضت عيوني و تنفست بعمق و جملة " زُحل" تتردد في ذهني
اخترق مسامعها صوت رجولي حاد ما يوحي بأي علامة خير ! :
- مــــــعـــــالـــــــــــي !!!
…
معالي عبدالله السامي
العمر : 20 سنه …~
_____
جِـــــده .
تسند بقامته الطويله على سيارته الليكسز السوداء .
طلع جواله يتعبث فيه بدون أي هدف ، ما فاتته نظرات البنات الي يمرون من قدامه و التلميحات الي تصدر من البعض ! ، بس هو ولا كأنه يشوف او يسمع .
تأمل البرامج الي في جواله
" سناب ، تويتر ، انستقرام ...." و القائمة تطول ، ! و كل برنامج عدد تنبيهاته تتجاوز المئة تنبيه ، اختار تويتر و راح لأخر تغريدة نزلها قبل ربع ساعه .
"لم يكُن للرّيح ذنب هم كَانوا أوراقاً."
رفع عينه وهو يتأمل مسطحات الكورنيش الخضراء تنورها عواميد الأنارة البيضاء المصفوفة بترتيب على رصيف المشاة و يقع خلفه البحر الي اكتسب اللون الاسود من ظلمة الليل و الأنارة تعكس ضوئها على الأمواج الي تتحرك بهدوء و تناغم ، استنشق هواء البحر المختلط مع رطوبة الجو وهو يهمس :
. ماذنب الرياح !؟
تأمل ابعد نقطه يشوفها و داهمته ذكرياته .
اشتاق لتلك الشقراء الي تغمره بحنانها ورقتها ، لحضنها ، لكلماتها المشجعة و المطمئنة دايماً ، لشعور الأمان ألي تلاشى مع فقدانها ، فقد بلا عودة !
وايش اشد من فقد الموت !؟
حس بجفاف بحلقة و بلع ريقة و هواجيسه ترجع له . ، لوكانت حيه ! ، لو أنها ما ماتت ؟
ليش هي ماتت من بينهم كلهم !
تعوذ ثلاثاً من شياطينه !
إلي ما تلبث تشوفه مستكن الا و تجي تتعبث فيه
و تدمره !
التفت لسيارته وفتح الباب و انحنى وهو يبعد و يرمي كل شي حوله
وين المويه !؟ ، دارت عينه الرماديه بأنحاء السيارة بتشتت . لقاها مرميه تحت الكرسي الامامي جنب مقعد السائق انحنى اكثر و سحبها بقوه و رش المويه كلها على وجهه لتطلع شهقه من برودتها ، ثلج!
- اخوي انت تمام ؟
- توكل !
نطق بعصبيه مبالغة بدون ما يلتفت له ، سمع صوت خطوته تبتعد .
خرب مزاجه تماماً ، ركب السيارة و فتح تطبيق " مرسول" يستنى يستلم طلب جديد
وما هي ثواني و تلقى أكثر من طلب ، اختار الي يناسبه و انطلق
ليشغل نفسه و باله من كل شي !
بــــــــــدر
العمر: 27 سنة …~
_____
فــى جِــهة أخـــرى .
- الــهــيلـــيتــون
مرخي جسده الرياضي على الكنبة وسيجارة تستقر بين انامله الطويلة ، و عيونه تحوم
على المكان إلي يطل من فوقه على أرقى جهة في الواجهة البحرية .
تأمل مجموعة البنات الي دخلهم القارسون و أشر على جهته ، قيمهم بنظره سريعة ، ثلاث بنات اشكالهم توحي بأنهم اجنبيات من الملامح الغير عربية إلى الشعر المفتوح وصول الكعب العالي ! .
ثبت نظراته على صاحبة العباية البيضاء تتجه ناحيته بخطوات رشيقة إلى ان وقفت قدامه ، تبادلوا النظرات لثواني . وقف و قال بلكنه ألمانية متقنة :
- ؟!Adela Dampier [ أديلا دامبير]
أبتسمت أديلا لتظهر صفة أسنانها اللؤلؤية وهي تمد يدها لتصافحه :
-? Bemerkenswerte Menschen vergessen nicht so leicht [ الأشخاص المميزون لا ينسون من الذاكرة بسهولة]
أبتسم أبتسامة جانبيه على مدحها الغير مباشر له ، رد عليها بثقه وهو يتفحص ملامح وجهها متجاهل يدها الممدوده له :
- ؟ann mich jemand vergessen Adel [ هل يمكن ان يتم نسياني آديل؟]
أبتسمت وهزت رأسها نفياً ، نزلت يدها الممدوه له وهي تنتقده داخلها على قلة ذوقه الي مستحيل يتركها في نظرها ! .
جاها صوته وهو يسحب لها الكرسي :
- [ تفضلي بالجلوس أنستي ] Herrin, bitte setzen Sie sich
تقدمت وجلست على الكرسي ، دفعها بهدوء ، عطى القارسون نظره و ماهي ثواني ألا وهو مختفي . جلس في مكانه و تأمل الحورية إلي قدامه ، شعر اشقر و جسم رشيق و عيون زرقاء و بشره ناصعه و صافية ، ضحك على شياطينه إلى بدأت تحوس بعقله . رفع كأس الموبة وشرب منه لكن لاحظ نظراتها المدهوشة منه ! .
تنحنح ثم همس بصوته الرجولي المبحوح :
- [ لو كان لأمواج البحر صوت …لنطقت في سحر جمال عينيك يا صاحبة العينين الزرقاء]
زادت أبتسامة أديلا أتساع وتقدمت بجسدها ناحيته ، لتتقابل نظراتها الواثقة مع نظراته التي تنطق حده و جرائه رجولية صارخة !:
- [ لقد تغيرت أشياء كثير بغيابك دارك ، ألمانيا أشتاقت و تريد ألقاء السلام عليك]
أنحنى بجسده وتقدم بضبط مثلها ، همس :
-[بلغيها السلام!]
رجعت على ورا وهي راضية تماما لكن هو مازال على وضعيته و عيونه ثابته عليها ، قاطعهم القارسون وهو يحط كوبين بلاك كوفي و ينصرف . أحتل الهدوء بينهم ما عدا صوت امواج البحر و النوارس تعطي لمسة على جلستهم المشحونة ! .
دارك
العمر 27 سنة …~
_____
- دخل الشقـة قبل شوي !
همس وهو يراقب احد الشباب داخل و حاضن بنت من على الجنب و واضح ان وضعهم مو تمام . رد عليه الطرف الثاني :
- شوف شغلك معهم
- عُــــــلــــم !!
شال سماعته البلوتوث من أذنه و تفحص شكله بالمراية . خطير و خطير جداً !
هالة خطر تحوم حوله و صقيع بارد مدمر !
أبتسم ونزل من سيارته BMW . طلع نظارته الشمسية السوداء ولبسها ، تقدم بخطوات
ثابته وهو يشوف عين البوديقارد تتبعه من يوم ما نزل من السيارة .
وقف قدامه وهو يناظره من ورا النظاره بهدوء مميت ، تشتت البوديقارد من ثقته و وقفته بسكون قدامه من دون أي حركه .
و كان متأكد ان تظراته كانت بتحرقه لولا عدم وجود النظارة الشمسية ! :
- تفـــضل !
تعداه بدون ما يلتفت عليه او يعبره ، اول ما دخل بجسده من المدخل الرئيسي استنق ريحة الدخان ممزوجه مع الكحول ، حس بقشعريرة تسري بجسده من اصتدام اارائحتين مع بعض مشكلة شعور مقرف ! .
صوت الميوزك العالي يسبب اضطراب لنبضات قلبه يحس و كأن قلبه بيطلع مع كل هزه يحسها تحت رجوله . تنفس بعمق و كمل خطواته وسط الممر المظلم على جوانبه أنارة بنفسجية خافتة تنعكس على السواد الي يغطيه ! .
وقف وهو يتأمل الفساد و الخراب حوالينه . مسوخ بشرية ! ، وكأنهم شياطين يتراقصون على انغام الموسيقى ! .
ما فاتته نظرات بعض الشباب الباين ان عقولهم غادرتهم من فترة ، و البنات من جنسيات مختلفة لكن يتشابهون بالمنظر المشؤم ! مثل الدمى المشوهة منتشرين في زوايا الشقة .
جلس على احد الأراكي المخملية الموزعه حوالين صالة الرقص وهو يدور شخص بعيونه السوداء الجامحة ! . تقدم له شاب في بداية العشرين و انحنى عند اذنه :
- ايش نوع الخدمة الي تباها؟
حس بأنفاسه الحاره تصتدم بجانب وجهه و ريحة الحشيش احاطته . كتم انفاسه و عفس ملامحه وهو داخله يلعن ألف مرة ! . حمد ربه ان النظارة تغطي أكثر مما تظهر.
رد عليه بنبرة تنافس الصقيع ببرودتها :
- كم الليلة ؟
أبتعد عنه و أبتسامة شيطانية ارتسمت على شفايفه ، همس بقذاره:
- بضاعتنا مو سهلة !
فهم عليه بس ما عبره وعينه مثبته على البنت الي تدخن بزاوية :
- كم تعطيني RS ؟
- مو من مستواك !
- 20 ألف كويس !؟
طارت عيون الولد و بلم فيه وهو يناظره و يناظر البنت الي على الزاوية ، كشر و كأن مو عاجبه الوضع ! :
- لك هيا !
طلع من جيب سترته السوداء شيك بالمبلغ ورماه عليه و قام :
- جيبوها لسيارتي !
طلع من الشقة و شاف البوديقارد جايب سيارته من المواقف و فاتح الباب عشان يركب . تجاهله و ركب ، مد يده بدون ما يلتفت له و عطاه المفتاح .
سكر الباب واشر له بأصابعه انه يروح ، ارخى جسمه على المقعد وغمض عيونه بمحاولة تهدأت أعصابه المشدودة و طرد شعور الغثيان الي إجتاحه من أمزجة الروائح الي كان وسطها قبل دقايق .
فتح عينه بفزع على صوت ضربة على الجهة الثانية من السيارة ثم فتحت باب الخلفي و جسد صغير كحلي يندفع لداخل و تسكير الباب يقوة بعدها ! . انتقل بعينه ناحية الباب ثم ناحية البنت المبهذلة قدامه وشعرها الاسود المجعد مبعثر من كل جهه ، ما أمداه يتكلم إلا يشوفها تطلع مشرط و تندفع نحوه تطعنه مع كتفه !
رفع عينه بصدمة وهو يشوفها قريبة منه و الدموع متحجرة بعيونها ! ، التقت نظراته مع عيونها الزمردية المرتجفة ! .
تأمل تفاصيل وجهها الذابل و شفايفها البنفسجية و فكها المشدود بقوه ، ماكان يسمع الا صوت انفاسها المتلاحقة وتمتمات غريبة تنطق فيها و لمعة عيونها !
همس بصوته الهادي :
- انا بطلك !
أنتهـــــــى.
أترك لكم حرية التعليق :$ .
|
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة سيـرَان. ; 06-20-2020 الساعة 03:27 PM
|