عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2020, 08:06 PM   #16
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت العاشر

.
.
.
.

السماء مازالت تمطر أملًا للقلوب المنكسرة، تُمطر أحلامًا سعيدة للأعين المُغمضة
تُمطر رحمةً وغفران لِمن رفعوا أيديهم بالدعاء سائلين المولى الرحمة والمغفرة
اكتست شوارع أكسفورد ازدحامًا من الناس بسبب خروجهم من عملهم في هذا الوقت
وكأن جميع سُكانُها خروجهم موقّت في نفس الساعة والدقيقة والثانية معًا !
منهم من انصرف إلى بيته ، او شقته أو حتى الخروج منها عائدًا إلى مدينته الأم!
ومنهم من فضّل البقاء تحت قطرات المطر والجو الغائم
هذه الأجواء ما هي إلى بداية لدخول الشتاء
أجواء مليئة بالتفاؤل والتفاني.......والاعترافات الصادقة!
كان الجميع مطمئن في هذه الأرض....يمشون بجوار بعضهم البعض
تتخبط اكتافهم وتصطدم ولكن ردّات فعلهم تحت هذه الأجواء مريحة بعيدة عن العنف والتذمّر
يبتسمون .....ينظرون للسماء....يلتقطون الصور سريعًا للاحتفاظ بالذكريات الجميلة.....العصافير عادت لأعشاشها ولم تعد تغرّد
والطيور المهاجرة ......انزاحت لمكان بعيد عن هذه الأجواء
وحتى الحشرات تخبأت خلف أوراق الشجر واغصانها الليّنة والذي يغدق عليها بحنانه الكثير!
امن وامان ويتبعه السّلام
هدوء رغم ضجيج الأصوات والسيارات المارّة
ورغم طرق أحذية الرجال والنساء والصغار على الرصيف
فجأة وبشكل غير معهود وربما أوّل مرة يحدث مثل هذا الأمر
إطلاقات نار مُخيفة ، جعلت من الناس يضجّوا بالصراخ والعويل والركض للاشيء
وهناك دخان غريب ذو رائحة نتنة ، أُلقيت عليهم بشكل عشوائي وفرقّت الجماعات
ماذا يحدث؟
هل جنّ الناس حتى يفعلوا هذا الأمر؟!
ركضوا وبدأ الصغار بالبكاء والركض بشكل عشوائي
والجميع بدأ يتخبط ببعضه ويصطدم بخوف وذعر
أتوا مجموعة رجال يرتدون قناعًا لإخفاء وجوههم
اطلقوا النار في الهواء لإخافة المدنيين
وسريعًا ما تدخلت القوات العسكرية البريطانية ......واطلقوا عليهم النار لـِأبادتهم!
واخذوا يساعدون المدنيين للوصول إلى وجهتهم سالمين
برغم تكاثر العدو عليهم بشكل مفاجئ ومخيف!
........
صوت اطلاق النار عنيف وجدًا.......وقريب من القلب والمسامع
الصوت كان قريبًا من شقته.....شعر بثقل وطنين في رأسه
فتح عيناه.....وبدأت عليهما الغشاوة اغمضهما من جديد وفتحهما سريعًا أعاد حركته بما يُقارب الثلاث مرات ....يُريد ان يستعيد وعيه وعلى.....دوّى صوت اطلاق النار بشكل متتالٍ وغير منقطع
وهنا
استوعب ما يجول حوله ورفع نفسه من على صدرها ، صُعق من صوت اطلاقات النار وبدأ يتساءل
ما بال صوت اطلاق النار؟!
وماذا حدث لهُ؟!
تذكر نور....ديانا.....وسريعًا ما التفتَ عليها ورآها ساكنة على الأرض
صرخ بذعر: نوووووووووووووووووووور

هزها بعنف ...ولم تُجيبه
أخيرًا استوعب عُظم وثقل الأمر نهض وانحنى عليها ليحملها بخفة وتصبح ما بين يديه
خرج من الغرفة ومن ثم خرج من الشقة....ورأى الناس كيف يركضون من على عتبات الدرج للذهاب إلى شققهم
قوّس شفتيه ؟!
ونزل سريعًا من عتبات الدرج متجهًا للشارع
زحمة
زحمة عظيمة من الناس التي تركض بلا وجهة مُحددة، خائفة تصرخ بذعر
واطلاق النار لم يتوقف من قبل ....لا يدري من أين؟!
ركض لناحية سيارته فتحها بعدما اخرج بصعوبة مفتاح السيارة من جيبه
ادخل نور ووضعها على المراتب الخلفية من سيارته اغلق الباب
وانطلقت رصاصة طائشة بالقرب منه ولكن تصداها بعدما خفض رأسه عنها
ماذا يحدث؟!
ركب سيارته وقادها بجنون لناحية أقرب مستشفى من هنا
ولكن الشارع مزدحم وهناك زحمة سير لا تعرف الرحمة!
تحدث: شوووووو صاير؟
رنّ هاتفه
سحبه وهو يقود مسرعًا حينما لقى فرصةً للتحرك
ثم أجاب على المتصل
وكان دانيال هو من يحدثه، مرّ وقتٌ طويل عليه لم يراه مُنذ آخر زياره له في لبنان والتي كانت من شأن جورج!
تحدث: نعم....
دانيال بذعر: يا رجل فينك انتّا......احرئت جوالي وانا بتصل عليك....
امير ازدرد ريقه انعطف يمينًا بشكل سريع حتى أصدرت كفرات السيارة صرير: شوفي دانيال؟!

دانيال بخوف: فيه مجموعة ....حاولوا قتل لويس....ومن بعدها اتصلوا الحرس الأمني الخاص فيه لجميع رجال الأعمال المشتركين معوه للتأكد من سلامتهم وخروجهم من البلد...اتصلوا فيك وما كنت ترد عليهم وخافوا ليكون صرلّك شي....واتصلوا علي بحكم كوني شريكك للاعمال الخيرية اللبنانية بظنوا انك في لبنان.....وانصدموا لم حكيت انك منّك هون...انتّا بخير امير...
أمير اقترب من المستشفى ، ازدرد ريقه من جديّة أمر تلك العصابة التي تقتنص الفرص من أجل قتل رجال الاعمال وأخذ أموالهم بالقوة دون الإفصاح عن هويّتهم اردف بعجل: بخير....بخير بحكي معك بعدين

اركن سيارته بشكل خاطئ ولم يعطي مجالًا لدانيال للرد عليه نزل .....وكان الأمن محاوط المستشفى من كل مكان .......ينتظرون فقط إشارة حتى يداهمهم العدو بأسلحتهم ....
فجأة الهيلوكوبترات أصبحت معلّقة فوق رأس مدينة أكسفورد من كل جانب حتى انها اخفت الغيوم خلفها لتمنع الناظرين عن جمال السماء والتمتّع في مشاهدة المطر
يبدو ان الحرب قامت هنا بشكل سريع!
حملها بين يديه ......نزل....صرخ في الطوارئ لنجدتها وظنوا إنها احدى المصابين من الهجوم العدواني الذي حدث من قبل عصابات مجهولة الاسم والهوية!

تلقفوها من يده وادخلوها في غرفة الطوارئ
وبقي هو في الانتظار
عقله أصيب بالشتات .....من المفترض ان يذهب قبل المغرب لاستلام جثة ديانا ودفنها ولكن مع هذه الأوضاع
تخبط كل شيء في بعضه!
نظر للتلفاز
وإلى الإعلان
خبر عاجل: في صباح هذا اليوم تمت محاولة اغتيال رجل الاعمال الخيرية لويس فكتور من قبل عصابات بريطانية متطرفة .......وحاولوا بشتّى طرقهم إثارة الشغب في أرجاء الشوارع .....وقتل المدنيين ولكن تصدّت لهم القوات العسكرية البريطانية والتدخلات الدولية المهمة لردع أعمالهم....
حاول تهدأت نفسه ......لم يستوعب أنه الآن اصبح في محض الاخطار عندما قالت المذيعة

: على المدنيين الأعزاء أخذ الحيطة والحذر والبقاء في بيوتهم حفظًا على سلامتهم إلى اشعارٍ آخر..... ونرجو منهم عدم التدخّل في الاشتباكات العدوانية.

انقطعت الإشارة وبدأت وشوشة مزعجة على التلفاز ثم اطفئوه سريعًا
يبدو أنّ تلك العصابة لديها إمدادات وأيدي كثيرة لمساعدتهم في هذه الحركة اللعينة ماذا يفعل؟

عليه أن يخرج من هذا البلد في أسرع وقت ممكن
ولكن قبل سيطمئن على نور ومن ثم سيسافر خارجًا إلى ....
إلى ....أجل ......إلى فرنسا......سيذهب هُناك...
اجرى اتصالًا سريعًا يطلب فيه
(مترجم): انقل جميع اموالي إلى الحسابات الفرنسية حالًا .......سأسافر هناك ....جهزوا الطائرة حالًا..... وارسلوا إلى مستشفى أكسفورد حراس من أجلي.....واجعل منهم يذهبوا إلى مستشفى جون رادكليف ليستلموا جثة ديانا وادفنوها ......سريعًا!

ثم اغلق الهاتف.....وفي قلبه حُرقة.......لا يعرف كيف يطفئوها
سيدفنونها قبل أن يراها .....سيدفنونها بأيديهم وبسرعة من اجل هذه الأوضاع
واختلال الامن
تبًا لهم ولأفعالهم الشنيعة !؟
هل ما يحدث له عقوبة إلهية على ما فعله بيوسف؟!
مسح على وجهه من أفكاره السوداوية بينما

رجاله بدئوا يفعلون ما أمرهم به سريعًا ولكن مسألة نقل الأموال ربما ستأخذ ساعتين أو اكثر ليس من السهولة نقل مبلغ ضخم كهذا في غضون دقائق! هو تهاون في الامر والآن سيدفع ثمن تهاونه!

تذكر امر داليا تأفف هنا ، وفتح عينيه على الآخر عندما تذكر امر سندرا
الأمر بات صعبًا واخذ يجول بما يقارب العشر دقائق الطبيب لم يخرج ليطمئنه على نور ولم يستطع الاتزان في تفكيره من اجل ابنتها
....عندما أتوا إليه حرّاسة راكضين لناحيته
توجّه إليهم وتحدث بسرعة بالغة في الخوف
(مترجم): أنا ذاهب الآن لجلب أشياء مهمة ولكن اريد منك ستيفن للذهاب إلى مكان داليا انت تعرفهُ جيّدًا
ستيفن بهدوء (مترجم): اجل سيدي
امير بقلق: حسنًا اذهب ....واجعلها تعود لديارها اليوم......فهذه الأوضاع لا تبشر بخير وربما الخطوط الجوية ستصبح بعد ذلك مزدحمة او مغلقة .......اجعلها تعود للديار مجبرها على ركوب الطيارة ....
ستيفن(مترجم) : لا تقلق سيدي سأفعل ذلك
ثم انصرف عن وجهه
اكمل امير(مترجم): ماكس ستأتي معي أما انتما ابقيا هنا واحرسا نور ولا تجعلها تخرج إلى أي مكان!
وكأنه واثق من نجاتها من كل هذا حتى اردف جملته الأخيره عليهم كالأمر
حركوا رؤوسهم بطاعة ثم انصرف أمير
وتحدث مع ماكس بهمس(مترجم): هل معك سلاحك
ماكس (مترجم): أجل وهناك واحدٌ في السيارة من اجلك
امير حرّك رأسه برضى
رغم الحزن......رغم الألم والفقد الذي يشعر به إلا أنه حاول أن يُسيطر على نفسه ويلملمّها من ضياعه
فالأوضاع اجبرته على أن يستيقظ من عاطفيّته وينسلخ من حداد الأموات!

سيذهب إلى دار الايتام لانتشال تلك الصغيرة ، يعلم حالتها الصحية غير مستقرة الآن فهي بحاجة كبيرة إلى الرعاية ولكن مُجبر على ابعادها من هنا
سمع رنين هاتفه سحبه رأى الرقم وعرف هنا أن مراد هو من يتصل به فاغلق هاتفه الآن كل ما يُريده
حماية نور وابنتها قبل كل شيء!

...وبعد التشابك....باطلاق النار من قبل تلك الجماعة ورجال الأمن ......وازدحام الناس استطاعوا الوصول وهم سالمين من كل مكروه إلى المستشفى والذي كان مغلق
ومشيّد بحصون غريبة!!

ولكن ما إن رأوه الامن حتى تحدثوا بأهمية بالغة في الأمر
(مترجم): سيدي ....لابد ان تخرج من هنا قبل....أن...
قاطعهم بخوف على تلك الصغيرة : open the door

الرجل ازدرد ريقه من حنق امير فتح الباب دخل هو وماكس
و توجّه للدور والغرفة المنشودة هو يعرف المكان وحفظ ارجاؤه وزواياه من كثرت قدومه هنا على عكس ديانا التي كانت تتجنب المجيء لرؤيتها لأنها تشعر بالذنب حيال قرارها في ابعادها عن حضن والدتها!

ذهب إلى مكتب الطبيب الخاص بها حدثه بانه سيأخذها الآن للرحيل والابتعاد عن هذه الفوضى
ولكن منعه بسبب ضعف العلامات الحيوية لديها
فهناك مؤشرات لا تطمئن بالخير عن حالتها!

ولكن صرخ امير(مترجم): اخبرتك إنني سآخذها ....هي وجولي....هل فهمت...
الطبيب بانفعال(مترجم): انت ستتسبب في موتها....امير ارجوك....الفتاة لم تستعيد صحتها ....وفكرة ركوبها للطائرة بعد عمليتها ليست بفكرة صائبة

امير عيناه مجهدتان ومحمرتين ......بالأمس أخبره لويس عن الامر كيف استعجلوا في امر قتله ؟!

هل كانوا مخططين لكل هذا من قبل عدّت سنوات
يبدوا انهم درسوا خطتهم جيّدًا للخلاص منه ومن شركاؤه حتى انهم زعزعوا الأمن سريعًا وقتلوا ما قتلوا من المدنيين واخافوا الكثير من الضعفاء!

صرخ : tell me….. do you see what happens outside?

الطبيب سكت ، استوعب رجفة امير وخوفه على الصغيرة لذا استسلم لرغبة أمير ورفع سماعته بهدوء وهو يقول: joli……..come here……in my office

ثم اغلق السماعة وانتظرا قدوم جولي
بينما امير حدثّ ماكس سريعًا ان يتصل على هنري لتحضير المكان المناسب لحمل جولي والأجهزة الطبية اللازمة في الطائرة!
وما إن دخلت جولي حتى قال امير بعجل (مترجم): جهزي نفسكِ ستذهبين معنا ومع سندرا للسفر

جولي نظرت للطبيب متسائلة وهزّ رأسه ليبرر لها قلّة حيلته
لذا هزّت رأسها بالموافقة مُجبرة على التنفيذ!

وذهب أمير لرؤية حبيبته وبعد ان اطمئن عليها وبدوا تجهيزها للذهاب إلى المطار بحرّاس أمنية دولية تكفلوا به عند الخروج من المستشفى وهي تُجر على السرير ، من الواضح انه مشهورًا وكثيرًا حتى بهم اهتموا لأمره، فهو يخرج في التلفاز من اجل تلك الاعمال التي عمل بها مع السيّد لويس
وعلّقت صورته مع العديد من رجال الاعمال الكبار في البلد في الأماكن الرسمية كونهما يحملون رسالة إنسانية للضعفاء والفقراء والمحتاجين في هذا البلد وخارجها!

أمير اشتهر بالخير ولكن ما يحدث الآن ربما خطأ من إحدى الكبار الذين لم يلتقي بهم
و يرجو من الله أن لا يصيبه مكروه ولا يصيب نور ولا حتى ابنتها!
ولكن وجود حرس من قِبل الشرطة والحكومة رسميًا سيلفت الأنظار حوله
وهذا ما لا يُريده لذا قال(مترجم): لا داعي لمجيئكم......لا اريد اثارت الشبهات من حولي...لطفًا...

إحدى رجال الشرطة تحدث(مترجم): ولكن يا سيد امير انت من ضمن المستهدفين كما اخبرنا السيّد لويس وعلينا حمايتك...حفظًا على سلامتك وسلامة الصغيرة

امير لا يُريد أن يُطيل الأمر (مترجم): اشكر لي السيد لويس...واخبره إنني بخير...وسأتكفل بأمري لا تقلقوا...رجالي لم يقصروا يومًا في حمايتي وحماية صغيرتي....وقبل كل شيء الله معنا!

هزّ الشرطي رأسه واخبر الباقي في الابتعاد
امير همس لماكس(مترجم): اركب معها في سيارة الإسعاف.....واهتم بها....سأذهب إلى الشقة وسآخذ الأوراق الرسميّة وسآتي إليكم....

ماكس بهدوء(مترجم): حسنًا

ذهب لناحية سيارته ........لا خطر عليه اخبره لويس انه أزال اسمه من النظام إذًا لن يكون مستهدفًا ولكن ما بال صورّه التي خرجت معه في كل مكان
تبًا
حقًا عليه الابتعاد ، هو خائف ليس على نفسه وإنما على تلك الأمانة التي في يده....
حاول جاهدًا التركيز في عمله الآن
أزاح من على جسده الجاكيت الرسمي.....
ازاح ربطة عنقه ....يريد أن يتحرر من نفسه
بعثر شعره ليصبح مهملًا ومبعثرًا على وجههُ
يريد أن يخفي القليل من ملامحه ، عشّقْ سلاحه ليكون مستعدًا للمواجهة في أي لحظة وانطلق لناحية شقته، وكان الشارع مزدحمًا وبعض الطرق أُغلقت في خلال ساعة فقط!
يا الله ....
تنهد من أي طريق يخرج واخيرًا استقرّ على طريق ولكن ضيّق وخشي من ألا تدخل سيارته فيه ولكن حسم الامر ومرّا من خلاله بصعوبة
عدّى عدّت شوارع مزدحمة ومضى نصف ساعة على عدم مقدرته للوصول إلى الشقة ولكن بقى شارع ما إن يتعداه سيصل ولكن الزحمة
واللعنة على هؤلاء الأنانيين!
ترجل من سيارته ، وركض بخفية من جوانب العمارات الشاهقة
تنفس سريعًا يشعر أنه في فلم اكشن مُخيف
حتمًا ما إن يروا وجهه سيقتلوه فالمستهدف كل من شارك لويس في اعماله هذا اختصار القصة!
بدأت الشكوك تطرق في باله هل فعلًا يريدون أموال اليتامى والمساكين من الاعمال الخيرية ام يعاقبون لويس من اجل شيء آخر
نفض الفكرة سريعًا من رأسه راكضًا ليقفز من الحاجز الحديدي ويصبح في الوجهة الأخرى من الشارع
اقترب من العمارة
ركض ودخل هنا، كان ماسكًا سلاحه، يتخطف ببصره لمن حوله
ما زال الناس مرعوبون ولكن لم يسمع صوت اطلاق النار
ركض لناحية الشقة بعد أن تعدّى عتبات الدرج
فتح الباب
وركض بسرعة لغرفتهما وخفق قلبه بشدة .......اليوم
يوم عنيف وقاسي على قلبه وحياته كلها .....كيف سيترك المكان الذي جمعهما فيه!
نظر لصورتها المركونة جانبًا على الكمودينة أخذها سحبها من الإطار ووضعها في مخبأ بنطاله
فتح الصندوق الحديدي واخرج الأوراق الرسمية لنور واوراق أخرى واوراق ابنتها ، ومبلغ مادي ليس هيّن
وضعها في حقيبة سوداء ومن ثم نهض
وسقطت انظاره على الصورة المتوسطة في حجمها والمعلقة على الحائط الصورة التي آخذها (كسلفي) في لبنان والتي تجمعه هو وديانا ونور
سحبها من على الجدار وفتح الحقيبة من جديد ووضعها بداخلها واغلقها ثم خرج من الغرفة القى نظره سريعة على الشقة
تنهد بضيق مُجبر على تركها ثم خرج
وركض على عتبات الدرج للخروج من العمارة
وسمع صوت إطلاق نار فتأفف كيف سيعبر الشارع الآن.....كيف؟
عاد من جديد للشقة عليه التخفي كيف ولكن....
دون شعور قادته رجلاه إلى غرفته فتح الدولاب اخرج ملابس صيفية
ارتداها على عجل ثم سحب جاكيته الأسود
والشال الصوفي معه ....
نظر إلى الحقيبة ...حقيبة سوداء رسمية كتلك التي يحملها رجال الاعمال!
فكر إن خرج ورآه العدو سيسدد هدفه لذا كل ما فعله
سحب حقيبته الرياضية الخاصة بملابس الرياضة حينما يذهب للنادي
افرق الأوراق بداخلها ووضع الصور ايضًا ثم اغلق الحقيبة
و خرج .....ركض إلى الشارع وسلاحه تحت بدلته ولكن كان ممسكًا به بطريقة لا تُثير الشكوك
الجو بدأ باردًا قليلًا والمطر يزداد والغيوم السوداء تراكمت في السماء
واطلاق النار يزيد...
اسند نفسه على جدار إحدى المحلات الخاصة بالملابس تنهد
عليه أن يقفز من الحاجز مرةً أخرى وإلا سيموت هنا....ولكن عليه أن يركض اكثر....وبشدة
بقي بما يقارب الربع ساعة لكي تهدأ تلك الإطلاقات النارية سبهم سرًا وعلانية
فرقوه عن محبوبته مجبرًا
فرقوه عن الموطن والمكان الذي جمعهما فيه
ألم يكفيهم أن الموت فرقه عنها
الآن يريدون منه ان يتفرقا حتى بالمكان ؟!
ضرب على قلبه بوجع ........برجفة حبه ....وخوفه من الفراق
سمع اطلاق نار قريب منه
فركض للناحية الأخرى التي تقربه من الحاجز.....
ولكن لم ينتبه لذلك الرجل الذي اطلق عليه النار
وهو يقفز من على الحاجز
كتم فجأة نفسه من الألم....واغمض عينيه .....لا....لن يتوقف
ركض ........إلى ان وصل إلى سيارته وعاد ادراجه سريعًا إلى الشارع الآخر والذي خفّت زحمته من الناس
وضع يده على الجرح القريب من زنده الأيمن .....تأوّه
توقف قليلًا وازاح الجاكيت من يده ...نظر للجرح لم تكن بداخله الرصاصة إنما لمست جلده فقط واحدثت جرح بسيط ولكن مؤلم لو اخترقته لكان الألم اهون عليه من هذا هكذا حدّث نفسه!

فتح هاتفه سريعًا كلّم إحدى الحراس الذين بقوا مع نور
(مترجم): هل أخذتم نور معكم
تحدث الآخر وهو ينظر إليها كجثة هامدة: آخذناها بالقوة فالطبيب لم يسمح بخروجها لسوء حالتها
قاد أمير سيارته بسرعة عندما لقي الطريق مفتوحًا(مترجم): ماذا قال لك؟
تحدث بهدوء: تُعاني من حالة صدمة وانهيار شديد .....وعلينا ألا نكدّر خاطرها ولا نجعلها تحت ضغط عنيف وإلا...
قاطعه امير بخوف وهو ينعطف يسارًا(مترجم): وإلا ماذا؟
تحدث (مترجم): وإلا من الممكن ان تصاب بنوبات تشنجية أو تدخل في حالة صرعية نفسية
أمير تنهد واكمل طريقه بصعوبة من شدّت الزحمة التي عادت في هذا الطريق(مترجم): نلتقي في المطار.......انتبهوا لها......وانتبهوا إلى الصغيرة فهي سبقتنا إلى هناك مُنذ وقت طويل....
ثم اغلق الخط.....وتابع طريقه وهو يتأوّه من جُرح زنده وقلبه
وعلى الأوضاع التي انقلبت سريعًا هنا!
.................................................. ...................

.
.
.
استيقظ من غفوته التي أصبحت كالغيبوبة فمن التعب نام لمدة لم تقل عن ثلاث أور اربع ساعات

سمع اطلاق النار....لم يستوعب ما يحدث في الخارج؟ ولم يفهم تلك الحرب التي قامة بشكل سريع ومخيف
فتح هاتفه وانهالت عليه الرسائل
وبين تلك الرسائل رسالة من رقم رسمي حكومي بريطاني
كُتب : على الأعزاء المبتعثين نرجو منكم التوجّه إلى مطار أكسفورد الدولي لإجراء عملية اخلاء سريعة للمنطقة في تمام الساعة الواحدة ظهرًا وحفاظًا على سلامتكم الالتزام بالوقت المحدد!

فتح عينيه على الآخر....هذا يعني قبل ثلاث ساعات من الآن....توتر ومسح على رأسه
هل تم أخذ الإجراءات اللازمة لنقل الطلبة والطالبات لمكان آمن أو اجبروهم للعودة إلى ديّارهم؟!
قرأ الهاشتاقات التي ظهرت مؤخرًا في تويتر وفهم كل الأمور
قرأ تغريدة أحد المسؤولين عن الطلبة والطالبات المبتعثين والتابع للملحقية البريطانية
: على الحكومة البريطانية أخذ إجراءات السلامة لجميع المبتعثين درءًا لما قد يحدث في أكسفورد ومنعًا من الخصومات مع الدول المجاورة!
فهم هُنا أنّ الأمور باتت اكثر تعقيدًا ويبدو ان ما يحدث خارجًا كان حركة شغب من قِبل مجهولين ...
خفق قلبه بشدّة وركض لناحية الدولاب اخرج أوراقه الرسمية وجواز السفر وضعهم في الحقيبة ووضع عليهم ملابسه بشكل عشوائي
اغلقها ومن ثم سحبها وخرج إلى الشارع
كان الدمار واضح على وجوه الراكضين والخائفين من الناس
خشي من ان تُصابه طلقة نار طائشة
ابعد تلك الأفكار وحصّن نفسه
سيتوجّه للسفارة السعودية الآن .......ليتمكن من العودة للديار ويكون تحت حمايتهم!
أشار إلى إحدى سيارة الأجرة واوقفها
امره للذهاب إلى السفارة .....واخذ طيلة الطريق يدعو الله سرًا ليحفظه وينجيه من كل هذه الأمور
خشي من أن يصل الخبر سريعًا لبندر او نوف ويخبرا ابيه
ويتشاغب عليه كما يتشاغب على حال الجازي
فاتصل عليهم ليطمئنهم ولكن لم يُجيبوه
ومن ثم نظر إلى النافذة وإلى الشرطة المنتشرة في كل مكان...
الطريق يستحق بما يقارب الثُلث ساعة
اخذ يتوتر.....هجوم عنيف على رجال الاعمال من قبل مدنيين في تغريداتهم يطلبون منهم الخروج ومواجهة العدو بدلًا من التخفي خلف الاسوار
يكررون
نحن في خطر بسببكم
أكسفورد احترقت في غضون ثلاث ساعات
ألم يكفيكم هذا ؟ اظهروا أنفسكم لهم!

ردت فعلهم مخيفة وهذا ما يُريده العدو يُريد وقوف المدنيين معه وعدم التعاطف مع رجال الاعمال

أي معادلة خبيثة حبكوها؟!
ولكن الأهم من هو الذي يدعمهم وهذا ما تتبحّث عنه الحكومة البريطانيّة!

والآن سيطرت على امن الشوارع قليلًا....واستطاعوا حماية الناس
وارتدع العدو في هذه اللحظة بخوف من هذا الاستعداد لتصدي ضرباتهم!

اغلق هاتفه بعد ان قرأ الاخبار والتغريدات
وتنهد مستغفرًا يُريد ان يصل إلى السفارة قبل حدوث أي شيء مزعج ومخيف لأهله!
.................................................. ................
.
.
.
ادخلوها في غرفة الطوارئ وبقيا هما ينتظران في الخارج بالقرب من الغرفة
أحدهم يستغفر متوترًا والآخر يتساءل ما بها
إلى أيّ مدى وصلت بينهما حتى يُصبح حالها هكذا؟!
أخافهم النزيف الذي انطبع على الأرض وهذا الامر أثار شكوكًا مخيفة في قلب والدها
كانت نوف تُريد الذهاب معهم ولكن اوقفها بندر بقوله: ظلي هنا عشان عبد لله يا نوووووف.....لا تحاتين موصاير لها شي

ثم ذهبا بها إلى المستشفى

لم يتحمل والدها هذا الانتظار يُريد تفريغ غضبه من الأمر تحدث ما بين اسنانه: اتصل على الزفت سيف وعطني بكلمه...

بندر نظر إلى غضب أبيه توتر واخرج هاتفه واتصل على سيف
فلم يجيبه عند الاتصال الأوّل ولا الثاني
اخبر ابيه: ما يرد
بو خالد بعصبية: حسبي الله عليه....
بندر سكت هنا واخذ يدعو الله سرًّا على ان يلطف بحالها
...................................
بينما في المنزل......اسكتت الصغير وقامت بهدهدته بين يديها حتى نام وضعته على الكنبة واردفته بالوسادات الصغيرة
بكت .....لا تستحمل ضعف اختها ولا تستحمل تذكر منظرها وهي ساقطة والدماء تسيل من بين قدمَيها
هل تعبت لأنها تتحرك كثيرًا قبل خروجها من الأربعين؟!
ام ماذا حدث بينها وبين سيف هل ضربها؟!
تفجّر قلبها خوفًا سحبت هاتفها من على الكنبة اتصلت عليه
ولم يجيبها
..............................
كان جالسًا في وحدته ينظر للفراغ ، ويعاتب نفسه على ما فعله بها
اتصالات بندر عليه اخافته من معرفة الحقيقة
ولكن اصرارهم على الاتصال به حتى أنّ نوف الآن اتصلت عليه هذا يُعني أنّ هُناك أمر مهم
بعد اتصالها الثالث أجاب
وسمع صوتها الباكي: حلّفتك بالله يا سيف.....تقول لي الحقيقة.....أنت ضربت الجازي اليوم.....سويت لها شي يضرها؟!
تعجب ...قوّس شفتيه وحاجبيه
ماذا حدث حتى بها تتهمه بضربه لها؟!
تحدث بنبرة هادئة: لا....وش صاير نوف؟
نوف شهقت لم تتحمّل الأمر....فالأمر اصبح فوق طاقتها : مادري مادري.....طاحت علينا وكانت تنزف بغزارة....ونقلها ابوي وبندر للمستشفى
اردف بذعر: وشهوووووووووووووووووو؟
ثم تساءل بعدما نهض: أي مستشفى
نوف مسحت دموعها حاولت التماسك لأنها استوعبت أنها فجعتهُ بالخبر : مادري........ما قالوا لي
خرج من جناحه راكضًا وهو يقول: بتصل على بندر لا تهتمين ......إن شاء الله موصاير لها إلا كل خير...
ثم اغلق الخط جاعلها تتآكل من كثرة الدموع والخوف على اختها وحبيبتها!
.................
نزل من جناحه وهو يركض ووجهه مكفهر ومائل للشحوب ماذا فعلت بها يا سيف؟
ركض تحت انظارهم وتساؤلاتهم ومناداتهم له
فوالدته هي من تناديف: سيف......سيف شفيك ....وش صاير؟
عزام ناداه ولكن لم يعطيه أي وجه وعندما رأى ذعر والدته هدأها قائلا: يمه لا تخافين يمكن طالبينه المستشفى لحاله صعبة....هدي...
ام سيف وضعت يدها على قلبها: ان شاء الله ما فيه شي....ان شاء الله
حقيقةً عزام توتر من وجه أخيه وحركته تلك ....ولكن بقي بجانب والدته يهدأها ويحدثها بمختلف الاحاديث لكي تشيح بنظرها عن خوفها لرؤيته هكذا!
.............................................
اتصل وهو يقود سيارته على بندر الذي ما إن سمع صوت سيف حتى مدّ الهاتف لوالده وهو يقول: انتتتت وش سويت ببنتي هاااااا وش سويت فيها يا....
قاطعه سيف بخوف: خالي وش في الجازي....
بو خالد ضرب على فخذه بتوتر: قول وش اللي ما فيها....؟
سيف بتساؤل: بأي مستشفى انتوا؟
بو خالد حاول تهدأت نفسه على سيف الحضور لكي يفهم منه كل شي
اخبره بأي مستشفى هما وبعد عشر دقائق كان أمامهم يتساءل: وين الجازي
هجم عليه خاله ماسكه من ياقة بدلته : وش سويت فيها وش سويت فيها؟!
أوّل مرة يرى خاله في هذا الحال من الغضب والعصبية خشي عليه حقيقةً امسك بيد خاله واتى بندر راجيًا ابيه ان يهدأ
وهنا خرج الطبيب تحدث بهدوء: وين زوجها؟
سيف تقدم لناحيته فقال الطبيب: حنا قدرنا نسيطر على النزيف.......وبعد الفحوصات والكشوفات اتضح انه معها نقص حاد في الهوجلوبين وتحتاج لمتبرّع بالدم...
بندر تقدم حالًا: انا نفس فصيلة دمعها اقدر اتبرع
الطبيب بأهمية: ايوا تقدر تتبرع روح مع الممرضة لإجراء التحاليل اللي تسبق التبرع
هز بندر راسه وتبع الممرضة
بو خالد بخوف: وش سبب النزيف؟
الطبيب بهدوء: قد حملت قبل كذا او...
قاطعه سيف بهدوء: هي تو والد هالاسبوع هذا كملت شهر من ولدت....
الطبيب حكّ انفه ومنعًا للإحراج: ممكن تتفضل معي ...
سيف فهم اشارت الطبيب
وبو خالد شتم ابن اخته في سرّه
ما إن انغلق الباب عليهما حتى بدأ الطبيب يستفسر عن طريق طرح اسالة جدًا حرجة ومحرجة وأخرى يسأل عنها ليتضّح له نمط حياتها الصحي..... سيف انفى كل ما توقعه الطبيب لأسالته الأولى!
لذا حسم الطبيب الأمر: واضح زوجتك جاهدة نفسها....وعليها ضغط جسدي ونفسي.....وسوء حالتها الصحية اثر عليها بشكل كبير من هالناحية....على العموم لازم تبقى عندنا تحت الملاحظة لمراقبة حالتها ....وهي بحاجة كبيرة للاستلقاء على ظهرها لفترة أطول والتغذية السليمة.....مهمة خاصة لوضعها هذا !

سيف نهض وهو يشكر الطبيب ثم خرج واخذه خاله بالأسئلة والشتم: وش مسوي فيها سيف؟.....تكلم ما عاد لي صبر.....انت قد قربت منها وهي في الأربعين؟ هااااا.
تصبّغ وجه سيف بالحمره نفس السؤال التي طرحه عليه الطبيب
أجاب دون ان ينظر لوجهه: لا......وقال الطبيب بسبب الاجهاد صار لها اللي صار.....والجازي الله يهداها ما كانت تريّح نفسها على السرير وتو نقلنا بيت ابوي وشالت أشياء ثقيلة وانا ناهيها عن هالشي بس ما تسمع لي وتعاند....

بو خالد ضربه على صدره بحنق: ما عاندتك إلا لأنها شافت المضرة منك وتبي تقهرك....وش مسوي فيها يا الخسيس.....تكلم....

ازدرد سيف ريقه، من الواضح خاله لن يهدأ له بال قبل ان يعرف بسبب خلافهما ولكن تحدث : خال.......اهدأ الحين انت ولكل حادثٍ حديث...
امسكه خاله من اكتافه تحدث بغضب: منّك متحرك من هنا قبل تقول لي وش مسوي فيها .....بنتي ما توصل هالمواصيل لشي تافه وبسيط.....قول وش مسوي لها؟

سيف اختنق بنبرة الندم
شعر بالضيق من تساؤلات خاله والحجر عليه بمسكه لكي لا يهرب من الإجابة
تنهد بضيق بقول: كسرت قلبها يا خال.....كسرت قلبها.....
بو خالد بتسرّع وانفعال: كييييـ..
وقبل أن يكمل فهم الإشارة وتوقف عن هز ابن اخته
وتردد في نطق: خنتها؟
اشاح سيف بنظره عنه.......أجل.....خانها بقلبه.....وبتمرّد افعاله عليها
متخذ القساوة مخرجًا لحمايته من كشف المستور
من كشف الحقائق....خانها ولكن بشكل آخر....بشكل مؤلم ومؤسف
لم يستطع ان يؤكّد كلمة خاله
فابتعد والدها عنه ونظر للسقف متمتمًا بالاستغفار ثم وجّه ناظريه عنه بقول: حسبي الله عليك كسرت قلبها......انقلع بيتكم......لا تدخل لها ....خل تبرد الحرّة اللي بقلبها ابعد عنها لا انا ولا هي نبي نشوفك .....روح بيتكم ولي كلام ثاني معك

سيف مسح على رأسه بحيرة وسقطت انظاره على بندر الذي أتى بجانبهما ....فأشاح بنظره عنه لا يُريد أن يوبخه الآخر ما إن يعرف بالحقيقة
ولا يريد أن يذهب إلى أي مكان قبل أن يطمئن عليها بنفسه
تحدث منفعلًا أبا خالد: قلت لك انقلع بيتكممممممممم

بندر تعجب من حال ابيه اقترب منه: يبه....هد نفسك.......الجازي بخير .....اهدأ

سيف لم يُعير خاله أي اهتمام، قلبهُ ولي اوّل مرة قاده إليها
تحرّك بجانب غرفة الطوارئ ولأنه طبيب ويملك البطاقة الخاصة لإثبات ذلك ادخلوه بهدوء
واباها يصرخ عليه بالخروج
اغمض عينيه قبل أن يتقدم لسريرها، وأخذ نفسًا عميقًا ليستنشق رائحة المعقمات .....والأدوية ....وخوفه!
وصلت إلى مسامع آذانيه
تلك النبضات الخارجة من ضجيج الجهاز الخاص لتخطيط القلب
خَجل.......خائف.......حائر......لا طاقة لهُ على ان يعاقب بها!
كسرها.......قسى عليها.....عاند نفسه وعاند الجميع لبقائه على حُبٍ عصي وعقيم!
هو لم يعاند والدته ......هو عاند قلبه من جديد...عاقبه دون ان يشعر......خذل نفسه أمام الحياة بإرادته
كان متمسكًا بطرف خيط اسود مميت من وفائه الغير معقول
ها هي تتألم....وبسببه؟!
ضغط عليها من كل جانب حتى بها تهاوى جسدها بضعف على السرير
فتح عينيه ........وسقطت انظاره على جسدها الهزيل
كانت نائمة .......نتيجة للمسكنات التي تناولتها!
فبعد الحرب التي خاضتها مع هذا النزيف ........الآن تنام باستسلام !
اُجهدت .....نفسيًا ....وحتى جسديًا من أجل ألا تحتك به وتحدثه طيلة تلك الفترة ولكن هو
تجاوز الحدود التي وضعتها له باعتراف لئيم منه
اقترب منها......وجهها اصفر.....لم يعد احمر كما تركها قبل ساعات.....
شفتيها مبيضتين....شعرها منتثر على السرير بإهمال....يدها اليُمنى موصل بها ذلك الانبوب الصغير....
والأخرى موضوعة على بطنها باهمال .......جزء بسيط من ملبس المستشفى من ناحية الصدر كان مكشوفًا ليرى تلك الملصقات الصغيرة....
فهم أم ابنه تُعاني وبشكل كبير........انحنى ليقترب منها ....طبع على جبينها قُبلة اعتذار.......وقبلة خوف....من ما هو قادم....
شدّ على يدها اليُسرى نظر إليها........ومن ثم اخذ يكتب على بطن كفها ....بعشوائية وهو يهمس
: قسيت عليك .......اعترف.......صديتك.......عذبت قلبك......مرة اقربك مني ومرة ابعدك عني خطوات طويلة....لعبت بمشاعرك بمد وجزر........كنت كاره نفسي....وكاره طريقة زواجي فيك.....وكاره وعودي اللي ما انوفت...........طاحت في انتكاسة يا الجازي بسبتي.....عجزت اسامح نفسي لم عرفت........انتي الضحية اللي ما قدرت احميها....ولا قدر امسكي نفسي من قساوتي عليها. وصرتي ضحيتي الثانية يا .....الجازي....
نظر لعينيها المنتفختين اثر البكاء وإلى رمشيها اللامعتين ببقايا دموعها
وإلى أرنبة انفها المحمرة .......قوّس حاجبيه: أي الم سببته لك؟.....أي وجع حطيته في قلبك.....اي سم....بثيته في جسمك......
قرّب وجهه من وجهها....واخذت انفاسهما تختلط ببعضهما البعض
يشعر برغبته في البكاء؟!......لا يُريد ان يخسرها.....لا يُريد ان يفتقدها.....لا يُريد ان يعاني خوفه من قساوتها في ابعاده عنها!
نزلت دمعه من عينيه.....واسند جبينه على كف يده.....اللعنة على ذلك القلب الذي لم يعي شيء مما يُحيطه إلا الآن!
هل مكتوبًا على جبينه العذاب للأبد؟!
ارتعد جسده .......غزل .....أحبها....بكل ما فيه.....حاول ان يتماسك ويُمسك بعشقه لها.....اوعدها انه لن يتخلّى عنها.....وعندما حدّث والدته عن رغبته بالزواج بها نهته عن ذلك......حتى ظنّت انه مخادع ......وسينسحب عنها بعد معرفته بمرضها وتطوره مؤخرًا....ابتعدت عنه لظنونها حوله....ولكنه اقسم لها أنه يُريدها بكل ما فيه
ولكن لم تصدقه وزاد تمسكه بها موفيًا بالوعود المنعقدة......حتى به انفعل بالحديث مع والدته لتمسكه بها ولكن .......تردّت حالتها ودخلت المستشفى ونهته والدته عن ذلك بحزم قائلة: اترك عنك البنت....البنت مو حال زواج.....البنت كل اللي تبيه منك الدعاء.....وقف جنون .....الله يرحم ضعفها.....وهوّن عليها ...ابعد عنها ....يا سيف.......ابعد وادعي لها إن كنت تحبها !

ومن هنا.....انقطع حبل الحب.....حبل العشق.....وانتهكت الوعود.....وتشتت الوفاء .......لتهب الرياح وتجمعهم تحت قساوة وعناد......لا يعرف!

اصبح هو نفسه لا يريد الحُب.....لا يريد ان يوفي لأي شخص....ليعاقب نفسه.....ويعاند الجميع

ولكن الآن ادرك أنه عاند نفسه وعاقبها بشكل مخيف ومضر
شعر بارتجاف جفنيها وشدها على يده الممسكة بيده اليُسرى
وبطريقة سريعة رفع رأسه ازدرد ريقه وبعد ثوانٍ عدّة التقت عينيهما في نقطة قريبة ولكن لم يدركا البُعد الذي بداخلها!
لم يدركا كلماتها....ولا معانيها ....ولا رجفة الخوف التي تمتزج مع الغدد الدمعية والتي تحفزها على الخروج من هذا الظلام!

كانت تشعر بالخدر.....بالتعب......بالبرد....ارتجف جسدها .....وقوّست حاجبيها ....كانت تريد ان تشيح بنظرها عنه ولكن توجعت وشدّت على يدّه دون وعي منها لتخفف من ألمها
وبكت هنا بعد ان شهقت
فقال بحنية وهو يُمسح على شعرها: اششش.....تكفين وقفي بكا......تكفين الجازي لا عاد تبكين ......دموعك تحرقني....

عضّت على شفتيها .......ملتهبة وجدًا.....قُربه يحرقها......خائن.....قاسي....مخادع.....حقير......ت ريد ان تصرخ بكل هذه الكلمات في وجهه ولكن الألم يُسكتها بعض شفتيها بقوة.....وضغط يده دون ادراك منها لتخفف من وجعها
يا الله
في شدّت عواصفها.........وشدت المها ....وبكائها الصامت ....وجسدها المهتز....وجفنيها المهتزين وعينيها التي تحدّق في عينيه بشتات.....اقتحم بردها وحرها....وخوفها وشتاتها....ورغبتها في الهروب منه.......ورغبتها في الابتعاد......بقبلته الأنانيّة......ازعجتها......ابكتها.....زادت من وجع قلبها.....زادت من نزفها.......احرقتها ........امطرت عليها الذكريات القاسية ......كل ما تتمناه في هذه اللحظة التلاشي او الموت
حقًا لا تريد أن يتلاعب بها مجددًا لم تعد تثق به ولا بأفعاله
اليوم يبكي حزنًا عليها وغدًا سيرقص فرحًا لفراقها عنه هكذا كانت تفكر وتظن !

ابتعد وكانت ستصرخ ولكن وضع اصبعه على شفتيها المرتجفتين ونهاها بقوله: تكفين........لا تصرخين .......يكفي نزفتي بما فيه الكفاية ...يكفي!
بكت وارتجفت هنا وهمست برجاء وهي تشد على عينيها مغمضة لكي تمنع صورته من ذاكرتها: اطلللللللع برا .....تكفى.....سيف......يا القاسي اطلع......اطلع.....ولا تمثل علي دور المهتم .....دور العاشق.....اطلع.....يا الخاين اطلع....

سيف بهمس وعينيه تحدّق بها وبرجفاتها: آسف يالجازي على كل شيء........اقدر اقولك الحين ....فهمت نفسي .....فهمت ليش كنت اقسي عليك......آسف يا الجازي....قساوتي عليك ....ما هي إلا عنّد لقلبي ....ما هي إلا عنّد من مشاعر كنت أخاف أواجها.....بس الحين ......انا ما واجهتها وبس......أنا غرقت فيها........اعترافي لك حدد وجهتي الصحيحة يا الجازي ولكن بطريقة غلط!...سامحيني...

انحنى قبّل جبينها ثم خرج، تاركها تبكي وتحتضن ألمها لوحدها ، اخذت تنتحب كالطفل الصغير.....ترتعش كالعصفور فوق غصن الشجرة بعد زوبعة رياح وأعاصير وامطار غزيرة!
يقسي عليها لأنه بدأ يميل لها؟!
ما أقساك أيها الوفي الخائن!
اغمضت عينيها .......شدّت على لحافها.....حاولت ألا تصرخ لأن ما إن تخرج صوت او تنفعل يزيد الم بطنها وتشعر بنزفها!
حاولت ان تهدأ نفسها بعيدًا عن اعترافاته المُقرفة
..............
بينما عندما خرج......نظر إليه خاله ....بغضب وبندر لم يعد موجودًا ربما ذهب للمنزل من اجل ان يُطمئن نوف....
تنهد بضيق ثم خرج من المستشفى
................................................

نزل من سيارته .......قلبه متحامل عليها وعلى غباؤها وشدّت عندها في اغضابه!
اغلق باب سيارته بقوة ودخل إلى العمارة
ونفسه يتسارع بغضب ووجهه محمر للغاية لا يُريد أن يكون قاسيًا عليها ولكن هي وبعندها تُثير قساوته دون ان تعلم
صعد إلى الدور.....توجّه لشقته
فتح الباب....دخل ودعا الباب مفتوحًا.....لم يغلق منه إلا جزء بسيط....وذهب إلى الصالة ونظر إلى حقيبة المدرسة وكتبها موضوعه جانبًا من على الكنب، ثم اتجه إلى غرفة النوم سحب منها المفتاح ووضعه في جيبه ومن ثم عاد بإدراجه إلى الصالة
اخرج هاتفه اتصل على الرقم التي اتصلت عليه منه !
.............
كان احمد جالسًا في حضنها تلاعبه ......ووالدته مستمرة في إلقاء الطرف والنكت حتى جعلت مُهره تدمع عيناها من كثرة الضحك سمعت رنين هاتفها نظرت فاطمة إلى الرقم وقالت: بدون اسم اظن زوجك ردي....وشوفي...
مُهره سحبت الهاتف منها بعد ان ناولتها ابنها نهضت واجابته : الو...
قصي عندما علم أنها هي من تحدثه قال بجمود: باب الشقة مفتوح تعالي انتظرك....
شعرت بحرارة شديدة تعتصر قلبها ، ونبض قلبها بشدّة لم يعطيها الفرصة في التحدث اغلق الخط في وجهها...
فتوجهت إلى فاطمة وهي تُجبر نفسها على الابتسامة قائلة: زوجي بالشقة ينتظرني....
وقفت هنا فاطمة : يا عمري.....والله ما ودي تروحين ......الجلسة معك ما تنمل....
مُهره اخذت تودعها : إن شاء الله نزور بعض في الأيام الجاية....
فاطمة سلّمت عليها: ان شاء الله .......انتبهي على نفسك
وكانت ستخرج ولكن رفعت صوتها فاطمة بقول: ممممممهره لحظة...
التفت عليها قبل أن تخرج : آمري....
فاطمة مدّت إليها الكيس : نسيتي اغراضك.......
مُهره نظرت للكيس ....والذي كان سببًا في معانتها لهذا اليوم سحبته من يد فاطمة بهدوء: مع السلامة
فاطمة : مع السلامة
وأغلقت الباب.
...................................

مُهره اخذ جسدها يرتجف، وشفتيها سُرق لونهما ليتبدل باللون الأبيض.....لا تريد مواجهته لا تريد ان ترى وجهه....
توجهت إلى الشقة....كانت ستقرع الجرس ولكن انتبهت إلى جزء من الباب مفتوح
إذًا هو بالداخل الآن ويتحرّ دخولها ليستقبلها بنار غضبه
شدّت على عباءتها ودخلت وهي تسحب قدميها بضعف وخوف
اغلقت الباب بعدما دخلت
نظرت للأرجاء ولم تراه.....
فكانت تريد أن تدخل إلى الغرفة ، رآها وهي تدخل سريعًا لغرفة النوم واغلقته
......
كانت تريد قفله ولكن لم ترى المفتاح .....وشهقت بذعر ....إذًا هو من اخذه
لكي لا يترك لها مجالًا للهروب
ولكن ما بال مفتاح الخلاء؟!
لم يترك لها مجال للتفكير والمشي لناحيته فقط
اقتحم خوفها بعدما فتح الباب حتى اندفعت للامام قليلًا....
تظاهرت بالهدوء وازاحت عن جسدها العباءة تحت انظاره
ودخلت إلى الخلاء وهو ينظر إليها بهدوء وهذا الأمر زاد رعبها
اغفلت الباب عليها
نظرت لوجهها من خلال المرآة.......لم تتحمل هذا الضغط النفسي.....شهقت بصمت ونزلت دموعها على خديها....بهدوء .....سمعت طرقه على الباب بهدوء تعجبت من هدوئه.....
ارشحت وجهها وحاولت السيطرة على رغبة البكاء: بطلع بس ثواني....
ارشحت وجهها نشفته بالمنشفة المعلّقة على الحائط....
ثم فتحت الباب...
وكان واقفًا امامها ....تنتظر أن يضربها....ان يصرخ عليها...ولكن كان هادئًا وربما هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة....
لا يدري كيف حاول أن يسيطر على نفسه ولكن يريد أن يعاقبها بطريقته الجديدة....
توجهت لناحية السرير جلست فتحت الدرج الأول من الكومدينة أخرجت علبة دواء هو يعرفها جيّدًا
أخرجت قرص واحد وكانت ستبلعه
ولكن مسك يدها وهو يقول بهدوء: فات موعدها.....لا تاخذينها إلا بكرة....
مُهره وهي لا تنظر إليه حاولت سحب يدها منه: لازم آخذها....
قصي بحده: قلت لك فات موعد آخذها....
وسحبها من يدها ورمى القرص في القمامة الجانبية....
جلس بالقرب منها نظر للفراغ وهو يتظاهر بالهدوء: ليش طلعتي من دون ما تستاذنين مني؟
مُهره بنفس طريقته تحدثت: نسيت....
قصي وكأنه قاضي في طريقة حديثه وتصرفاته!: وش شريتي من البقالة..؟
مُهره تعجبت منه نظرت إليه ، لِم هو هادئ...هذا الامر يخيفها أكثر مما يطمئنها
أعاد سؤاله: وش شريتي؟
مُهره نظرت لكفّي يديها: شيبسات وشوكلاتات....
قصي نظر إلى عينيها الخائفتين اخذ نفسًا عميقًا: امس رميت اللي بالمطبخ....
مُهره بعصبية: وعشان كذا طلعت اشتري لي غيرهم....
قصي بنفس الهدوء والنبرة: مو زين على صحتك.....صايرة بس تاكلين منهم...ولا تاكلين شي ثاني.....تبين تنتحرين.؟
ضحكت بسخرية واستخفاف وبجنون
نهضت وهي لم تحاول السيطرة على اعصابها: عاقبني بسرعة؟
قصي قوّس حاجبيه ونظر إليها بنظرات غضب وشرر
مُهره ودموعها عالقة في عينيها: عااااااااقبني.....لا تجلس تسوي فيها هادي ؟
قصي نهض اقترب منها وعادت خطوات شاسعة للخلف إلى ان اصطدمت في الشماعة وكادت تسقط عليها ولكن
التفتت عليها وأعادتها في مكانها سريعًا
قصي : تبين اعاقبك قربي؟
مُهره ....بدأت أنفاسها مسموعة لديه.....ودموعها نزلت على خديها ولكن مسحتهما سريعًا .......اسلوبه هذا بدأ يتلاعب في اعصابها ونفسيتها هي تعلم انه سيعاقبها ولكن متى ؟

كرهت نفسها...ذلها......واصرارها على العيش معه
قست على قلبها الذي سيخرج من مكانه بسبب ذعرها واقتربت منه ونظرت لعينيه وهي تحاول ان تخفي رجفة شفتيها التي تعلن عن البكاء بحركة الأطفال الصغار!

يعلم هو انّ فعله يؤذيها ويخيفها وهذا ما يُريده
اقترب منها هو الآخر....
اصبحا قريبين من بعضهما البعض
تحدث وعيناه تحدّق في عينها بحده: اذا طلعتي مرة ثانية بدون اذني .......اقسم لك بالله راح اكسر رجلك.....
مُهره لم تستطع التحدث ، نزلت دموعها لا اراديًا وهي تمسحهما من على خديها بكره وبقوة ...لا تريد أن يرى ضعفها اكثر من هكذا.....فالامر بات صعبًا بعد الآن في اثبات قوتها له!
ولكن وبسبب عواصفها ومشاعر الخوف رضخت لقوله...و
حركت رأسها بمعنى (فهمت) لم تستطع تحمل قربه .....فهي تحترق بغضبه المخبأ خلف اسوار هدوئه هذا
كانت ستخرج من الغرفة ولكن امسكها من معصم يدها قائلًا: وين رايحة......لحد الحين ما عطيتك العقاب....
مُهره اغمضت عينيها وتوقفت عن الحركة
تحدث قصي بحده: ابيييييييك.......
نظرت له بذعر وهي تقول: عاقبني في أي شي الا...
قاطعها بصرخة: خليني اكمل كلامي.....
مُهره سكتتت واكمل: ابيك تسوين لي عشاء....وبعدها راح نطلع مع بعض....
مُهره بخوف: نطلع مع بعض؟
قصي بسخرية: أي عندك مانع...
مُهره ......لا تريد الخروج بل تريد البقاء للمذاكرة.....ولا تدري بما ينوي لها...هل سيكون عقابها إلى تلك الدرجة حتى به سيخرجها من الشقة وسيبعدها عن الناس حتى لا تستنجد بهم هكذا فكرت تلك المراهقة!
: مابي اطلع معك أخاف احد يشوفنا ......وينفضح سر هالزواج..

ضحك.....وبقوة.....تركها...وشدّ على بطنه حتى ظنت انه فاقد لعقله
وخافت منه ...حقيقةً بدأت تشك في صحّة وعيه هل شرب شيئًا يُفقده عقله....هل يتعاطى؟!

انكمشت حول نفسها من هذه الأفكار

بينما جلس على طرف السرير ونظر إليها وهو يحاول السيطرة على ضحكة:.ههههههههههههههههههههه.... خليه ينفضح...
مُهره بذعر: لا....مابي......
قصي سكت لوهلة ونظر إلى خوفها: وليش ما تبين؟
مُهره بتردد: الأفضل يكون كذا بالسر....وبس......مابي ينعلن....مابي....
قصي نهض واقترب منها وليختبرها : واذا قلت لك راح اعلنه عن قريب...
مُهره فتحت عيناها على الآخر
مسكت يده: تكفى لا.....حياتك الطبيعية وزواجك الحقيقي مو معي....مو معي قصي.....تكفى لا تسويها وتعلنه تكفى لا.....تكفى لا تعاقبني بهالشي

قصي.....نظر للمعت الخوف التي تتمركز عينيها وجسدها حتى جعلته يرتجف.....حدّق في شفتيها التي تصتك في بعضهما البعض
يُريد الآن يفهم لِم لا تريد منه اعلان الزواج هل بسبب ذلك المدعو محمد فهي اعترفت له انه كان يحبها وهي تبادله الشعور هل تخطط في الطلاق منه والعودة إليه!

همس بشبح ابتسامة سخرية اخافتها: عشان ولد عمك محمد؟!

صُدمت من تفكيره.......ولعنت نفسها ألف مرة لنطقها له بالحقيقة.....خشيت من أن يداهمها بشكوكه لذا بكت بسبب رعبها منه وهي تحرك رأسها
: لااااا....والله لااااا ...اصلا لو ما زلت احبه ما كان وافقة عليك ....لا تظن فيني هالظن...

قصي ليختبرها اكثر ويرعب فؤادها كعقاب لابد ان تتجرعه وتنفي ظنونه ايضًا: وافقتي علي عشان تتحررين من عذاب وتسلّط زوجة عمك .....لكن اللي في القلب ....في القلب ....ومخفي...والحين بانت حقيقتك يا مُهره

جنّت مُهره هنا وخافت أن يقتلها على هذا الاعتراف ...وفهم ردت فعلها الآن بشكل خاطئ شدّت على كف يده وهي تبكي بجنون وتحدّق في عينيه: اقسم لك بالله ...ما احبه مثل ما تظن.......قلبي خالي....والله خالي مابه احد......خذتك عشان الأمان أي....بس ما هو من طبعي الخيانة......والله يا قصي....امي وابوي ما ربوني على الخيانة ونكر الجميل.....وقلبي مال له في ذاك الوقت عشانه بس يساعدني......أدبت قلبي قبل لا احط اسمي عند خطابة....ومستحيل ارجع هناك واصير لهم زوجة ولد....لأني أنا هربت من هالشي....مو بس هربت عشان القى أمان .....وابتعد عن التهديدات ...انا مابي ارجع لهم....مابي يزوجوني منهم ماااابي مااااااااااااااااااااااااااااااابي

وصرخت بكلمتها تلك كالمجنونة
هل يعقل أنها تخاف من زوجة عمها لهذه الدرجة حتى انها تخلّت عن مشاعر بدائية نبضت بحب محمد ؟
هل يُعقل انها عانت الكثير حتى انها تتمنى عدم الرجوع لأحضانهم
هل تحب فقط عمها والباقي لا تكرهم بل تتمنى بعدهم عنها!
هل قسوا عليها إلى هذه الدرجة ؟
تفضّل البقاء هنا ولا تعود إليهم ولا حتى تقترن بهم بعقود ومواثيق غليظة!
فهم أنه قسى عليها ونالت عقابها نفسيا ....بدلًا من أن يُمارس سطوته بالضرب والاعتداء بالجسد....فضّل هذه المرة ان يعاقبها بالحديث ومُّر الكلام
ولكن لم يخطط على ان يعاقبها في فتح موضوع اعلان الزواج
وزوجة عمها وحب المراهقة القديم!
التمس خوفها منه ، وقرأ افكارها.......تظن انه سيجعلها تعود لأهلها ......وسيعاقبها على خيانتها له....ولكن لم تفهم انه الآن يعاقبها على خروجها دون اذنه!
اقترب منها امسكها من اكتافها واجبرها على الجلوس
على طرف السرير تحدث بقصد: لهالدرجة تكرهين اهلك؟
مُهره شهقت ما بين بكائها وهي تتحدث: هأأأ....احب عمي.....خوالي.......بس فيه منهم ما اكرهم بس أتمنى بعدهم عني.......ومستحيل أوافق على أي فرد من عيلتي....
قصي : بس عشان زوجة عمك عذبتك؟
مُهره نظرت لعينين ادركته انه يستدرجها إلى الهاوية للاعترافات والتعرّف على حياتها قبل التقدم لها لذا قالت كاره نفسها: ادري اعترافاتي لك......بتخليك تعايرني...وتشك فيني.....بس حط في بالك شي واحد....صدق عمري سطعش سنة........وفي نظرك مراهقة.....بس تربية امي وابوي الله يرحمهم باقية فيني.........ومحمد ولد عمي وبس......
قصي شدّ على كف يده وحدّق في عينها الواسعتين: ما جبت الحين انا طاريه....سألتك منهارة بس عشان ...
قاطعته وهي تسحب يديها من يديه وتنظر للفراغ لتهمس: انت جالس تعاقبني بهالطريقة صح؟

قصي ...ابتسم فهمت انه يريد تعذيبها بالكلام ولكن ليس بالتدخل فيما يؤلمها....هو ليس وقح ...وفي قلبه رحمه عليها ولكن يريد ان يفهم سبب انهيارها بمجرد اردف لها بكلمة

يريد أن يستوعب ما يدور في عقلها
ابتسم: نلتي عقابك......من اوّل مادخلتي....والحين جالس آخذ واعطي معك....ابي افهم .....ليش كارهه اهلك.....وليش خايفة من إني اعلن زواجي منك...
مُهره نظرت إليه بحقد: عارف انه هدوئك بخوفني وخليني اقط خيط وخيط...
ابتسم هنا ، وهي مسحت دموعها بعنف ونهضت: بسوي لك عشا....
سحب يدها وارغمها على الجلوس همس: في احد مأذيك غير زوجة عمك....
مُهره لتنهي النقاش: أي فيه........وانتقلت لعمي .....عشان ما نيب مرتاحة بعيشتي عند خوالي...سبحان الله ما عندهم القبول فيني......مادري ليه....وزوجة عمي كملت الناقص علي.....الشخص الوحيد اللي متقبلني هو عمي وبس.....والباقي كلام فاضي...
قصي لا يدري لماذا سألها هذا السؤال: حتى محمد....
مُهره بنرفزة: كل كلمة والثانية بجيب لي اسمه........انا الحماره اللي اعترفت لك وانا استاهل شكك فيني...
وكادت ان تقوم للمرة الثانية ولكن امسك بيدها وهو يقول: محشومة.....محشومة يا مُهره........جلسي...
مُهره برجاء: قصي لا تشك فيني..........ارجع زي اوّل....تكفى.....لا تشك....ولا تحب....ولا تكره....بس لقيت فيك حنان......والحين حتى الحنان راح.......وصرت
قصي اكمل: بلا مشاعر....
مُهره بعصبية وخوف: انت اللي قلت مو انا....
قصي ضحك على ردات فعلها : هههههههههه طيب عندي سؤال واحد...
مُهره باستفسار وخوف: من ضمن العقاب؟
قصي : ترى الحين مو جالس اعاقبك....
مُهره تحدثت باضطراب: طيب.......اسال
قصي.....كان ينظر إليها....وفي قلبه حزن على حالها وانهيارها وخوفها من قبل افراد ربما قليلة وربما العكس من أهلها......واضح انها عانت اليُتم ....وعانت فقد والديها ....وتأذت في وسط من لا يرغب بوجودها كدخيلة جديدة في بيتهم!.....من الواضح لم يرحما يتمها.....ولم يعوضها .....فاصبحت تطلب بعدهم .....ولا تريد ان تنتمي لهم بأي طريقة ولكن لا تستطيع
هذا ما فهمه منها
تحدث بجدية هذه المرة: ليه ما تبين اعلن زواجنا؟
مُهره تنهدت: كذا مرتاحة......
قصي قوّس حاجبيه: شلون يعني؟
مُهره بضعف تحدثت: كذا عايلة صغيرة افضل من كبيرة.....
هو فهمها ولكن يريد منها التحدث والتخلّص من بعضًا من الحمل الثقيل الذي يتربّع على صدرها....يريد ان يعطيها مجالًا للفضفضة
يريد أن يجازيها للأيام التي كان يأخذ منها زهور أيامها وابتسامتها ولم يبالي لحزنها ....يُريد أن يكفّر عمّ ممضى.....لا يريد ان يأتي هنا ويأخذ منها كل شيء بل يريد أن يهبها كل شيء بعد الآن
لن يُصبح وحشًا كأخيه .....ولن يسمح لنفسه ليصبح ظالمًا لا يريد ان يأخذ اثمها طوال حياته !
قصي: شلون ما فهمت عليك...
مُهره حّك جبينها ونظرت لعينيه : كذا عايلة صغيرة انا وانت وبس....بدون ناس ثانية.....يعني...عشان ما يصير فيه مشاكل.....
وبصدق اردفت: على انه حياتي معك مليانه مشاكل بدون ماعرف سببها بس راضية .....مابي حمل ثقيل علي ماقدر اتحمله.....ابي كذا انا وانت وبس.......مرتاحة وحامده ربي بعد.....
قصي.....صدمته من تفكيره؟
وانشدّت خلاياه لقولها
(حياتي معك مليانه مشاكل)أي مشاكل تقصد؟
هل تقصد معاملته .....صنّفتها من ضمن المشاكل؟!
تلك المراهقة لن تكف عن اشعاره بالذنب ابدًا
قصي بواقعية: كذا انتي أنانية ؟
مُهره بفجعة: شلون انانية؟....ماظلمت احد....ولا قسيت على احد...ولا خذت مال احد بالغصب....عشان أكون انانية
هنا ضربته على الوتر الحساس
تنهّد بضعف: مستحيل تبقى حياتنا كذا ........مستحيل تبقى بس انا وانتي.....
مُهره نظرت له بعدم فهم ، اكمل: ما تدرين يمكن يجيك ولد......او بنت....
شهقت بذعر ونهضت لتصبح واقفة امامه: الله لاااا يقوله ....والحمد لله انا مستمرة في آخذ الحبوب....بس اليوم من غبائي طلعت ونسيت ماخذته....

ابتسم على كلمتها(غبائي)، يقسم انها تتحدث كطريقة الأطفال ....تشبه قليلًا حركات أخته نوف ولكن نوف تمثل هذه الطريقة حينما تريد منه شيء لينفذه او لكي تتمصلح
ولكن في الواقع انضج بكثير من أفعال زوجته الذي بدأت تطرق رأسه لتثقب ذلك المكان البعيد!
قصي نهض وامرها بهدوء: لا عاد تاخذينه خلاص....
مُهره ما زالت منصدمة ومنفعله: وشو اللي خلاص....خلنا على اتفاقنا قصي لا تنقض ولا شرط.....تكفى....
قصي صدمها من قوله: خايفة من العيلة ولا خايفة من الأمومة؟
مُهره اغمضت عينيها وهي تردف بذعر: وربي فيك شي....قصي انت شارب لك شي....
قصي ضحك هنا: ههههههههههههههههههههههه لا ليش....
مُهره تحدثت وفي صوتها غنّة من شدّت بكائها : تعاقبني بطريقة مرعبة خليت كل خلية فيني تنشد....والحين تناقشني عن أمور وكأنه احنا زوجين حقيقيين .....يعني اقصد زوجين عالنين زواجهم......وواضح انك متغير اصلًا
قصي بحنية اقترب منها ووضع يده على اكتافها: شفيها لو تغيرت؟
مُهره : فيها كثير؟......مابيك تتغير....بس ابيك تصير حنون.......بس...
قصي ابتسمت لها وتحدث: مُهره......الفترة اللي عشناها مع بعض ترى مو هينة .....والحين بنكمل السنة....وحنا مع بعض...
مُهره بنص عين: يعني؟!
ابتسم اكثر على ردت فعلها: يعني شي طبيعي الانسان يتغير ويتطبع باطباع من يعاشرهم.......وتتغير وجهات نظره..........انا تقبلتك بما انتي عليه...يا مُهره....صدق بالبداية صاير اناني في قراري من هالزواج....بس الحين تأقلمت على وجودك.....وهالعشرة حرّكت شي هنا....
وأشار في قلبه.....خافت وابتعدت عنه قائلة: قصي اصحى على نفسك زواجنا......بالسر....ولا راح ينعلن....وانا بظل معك لين ...اخلص ثانوي......وبعدها خلاص بقدر اكمل بدونك....
قصي منصدم من قرارها: انانية........
مُهره بحقيقة وواقعية: انت خليتني افكر كذا.....كله مضغوط مني وخايف ينفضح زواجنا قلت لك طلقني ما رضيت........قلت خلاص لخلصت ثانوي بقدر استوعب حجم الحياة اللي انا فيها بدخل الجامعة وبطلق منك........وبشيل همي بنفسي....

قصي ذعر من تفكيرها ، ومن ظنها به
تحدث هذه المرة بحده وبعصبية هي معتادة عليها!: لا مانيب مطلقك وزواجنا راح اعلنه بالوقت المناسب وانتي زوجتي وام عيالي باذن الله......والحين روحي سوي لي العشاء...
مُهره وضعت يدها على قلبها واغمضتها وهي تقول: الحمد لله
ثم فتح عينها وهي تحدق في عينيه: الحين انت قصي.....
سترتسم على شفتيه ابتسامة لحركاتها وكلماتها ولكن منعها لكي لا يطيل الأمر
لن يحدثها الآن عن جدية امر اعلان الزواج ولا رغبته الأبدية بها
فهي متخبطة وغير متزنه في قرارها حتى بها تزوجت ورضيت بهذا الزواج سيجبرها على أن تتقبله على حقيقته بحسن تصرفه وتغير افعاله معها
قال بنفس النبرة: روحي لا تتأخرين...تراني جوعان
مُهره ركضت للمطبخ بخوف .......لا تريد أن يتنازل عن حقيقة هذا الزواج....تريد العيش معه ولكن لا تريد أن يحبها ....لا تريد ان يتمسك بها....لانه في الواقع تريد التحرر منه....والعيش لوحدها فيما بعد!
............................................
كان في غرفته قام بتصحيح أوراق طلابه ، وبعدها حضّر اسالة مراجعة لهم لقرب موعد الاختبارات النهائية نهض واتجه لطابعته طبع الأوراق ووضعها جانبًا....
تصفح بعدها الاخبار من خلال مواقع التواصل ....وشّده عناووين
(أكسفورد تحترق)
(ما هي حقيقة محاولة قتل لويس)
(رجال الاعمال البريطانيين اصابتهم اللعنة)
(لم تعد بريطانيا في سلام)
اخذ يقرأ ......عن هجوم عنيف....من قبل مجهولين بريطانيين
بإثارة حركة شغب في شوارع أكسفورد وإثارة خوف المدنيين
وتدخل القوات العسكرية لمحاولة السيطرة على الأوضاع
فالبداية ظنّ الأمر ما هو إلا حركة استنفار ومحاولة إثارة الانقلاب ضد الدولة ولكن تعمّق في القراءة
وفهم تلك العصابات تستهدف رجال الاعمال وعلى رأسهم لويس
وحركتهم تلك تحديًا لهم للخروج وإظهار انفسهم لمواجهتهم بدلًا من إخافة المدنيين ، والتجرأ على الدولة
فهم يدعون السلام......يغدقون بحنانهم وعطفهم على الفقراء.....اعمالهم الخيرية لم تتوقف على بلد معيّن
ان أرادوا اكمال انسانيتهم فل يظهروا انفسهم بدلًا من جعل الحكومة البرطانية في التدخل
فالقضية ليست سياسية بالنسبة لهم ولكن ها هي تحولّت إلى رمادها!
عضّ على شفتيها بقهر ....عندما رأى صور لجرحى ومصابين...وقتله
همس: مجانين ذول......وش ذنب هالمساكين.....
قرأ تقرير آخر ينص باختصار على نقل.....المبتعثين عن وجهة الخطر واتاحوا لهم العودة إلى ديارهم إلى اشعار آخر
بينما الجهات المختصة تؤكد على قدرتها على السيطرة على الأوضاع
وقد اعتقلت الكثير منهم وبدوا بالتحقيق للوصول إلى اكبرهم
وتصرّح بغلظة الحروف
لن تغفر خطيئة هؤلاء المجرمين وتعديهم على امن المدينة
وقتل الأبرياء فيها وستتخذ اشد العقوبات لردعهم وردع ما ينوي الشر والتخريب في بلدهم
همس هنا: حسبي الله عليهم عيال...الكـ...
واكمل القراءة إلى ان استوعب هناك فرد من عائلته يمكث في مدينة أكسفورد نهض هالمقروص: خالللللللللللد...
سحب هاتفه اتصل عليه
.
.
كان جالسًا في الانتظار .....فهم أن تم تقسيم المبتعثين لمجموعات .....وتم توزيعهم في مناطق بعيده عن هذه البلبلة.......وامهلوهم لمدة ثلاثة ايّام للعودة إلى ديارهم .....وهو كان نائم ....فتلك الرسالة وصلته قبل شن الحرب الخارجي بثلاث ساعات ولكن كان في عمق نومه .....فمن الواضح كانوا يعلمون انّ هناك حرب باردة ستقوم ولكن لم يتحدثوا بها للحفاظ على السيطرة
اكمل الإجراءات اللازمة للعودة للوطن اخبروه ان يبقى في احضانهم هذه الليلة في الغرفة المخصصة حتى يوصلوه غدًا إلى لندن ومن هناك يستطيع السفر لبلده على الموعد المحدد بسلام
سمع رنين هاتفه اخرج نظر إلى الاسم
تنهد وأجاب: هلا عزام.....
عزام بخوف واهتمام: وش صاير يا ولد الخال......انت بخير
خالد بهدوء: بخير لا تاكل هم.....
عزام : وش هالاخبار اللي تخوّف؟......السالفة مو سالفة انقلاب ....هذول بلطجية ...تبي تاكل الأخضر واليابس...
خالد بتفهم : واضح حاقدين على هاللويس....وشكله عاندهم ...ووصولها لهالمواصيل....
عزام بعدم استيعاب للامر: نعنبوهم تحدوا دولة بكبرها....ذول مو صاحين....
خالد حكّ جبينه بتعب وارهاق مما مر فيه: خونه منهم وفيهم........تلقاهم من رجال الأعمال .....نفسهم بس.....شبّت الحريقة بينهم.....
عزام بخوف: والله يجاريك منها.......انزل السعودية واسلم على نفسك......واضح الأوضاع مضطربة هناك.......
خالد : انا حاليا بالسفارة تكلمت معهم.....وقالوا بكرا اقدر اطلع من مدينة أكسفورد في الصباح عشان اروح لندن وعلى طول راح اركب الطيارة واجيكم......
عزام بخوف عليه : حسبي الله عليهم......طيب كيف الأوضاع بس أكسفورد المتضررة؟
خالد نظر للماره: أي......وسكروا المطارات....ووقفوا المترو....والباصات المتنقلة....ماحد يقدر يدخل ولا يطلع منها....بس بحكم إني طالب مبتعث بخلوني اطلع منها زي ما قلت لك.....
عزام تمتم بالاستغفار ثم قال: طيب ما فيه تدخلات امنية قدرت تتوصل لرئيس هالعصابة...
خالد نهض ليتوجه للغرفة بعدما ناوله إحدى الموظفين المفتاح وأشار له بالتقدم: إلا.....وسيطروا على وضع اطلاق النار ......بس اكيد لازم فيه قتلة وجرحى....ومصابين........وطلعوا يوجهون تهديدات لهم....والحين تقدر تقول أكسفورد صايرة هادية....
عزام بتشاغب: قلعة تقلهم السفلة....
دخل خالد الغرفة واغلق الباب
تحدث عزام : طيب خالد ......بس تطلع من اسكفورد طمني...ولوصلت اتصل علي انا بستقبلك....
خالد بقلق: عزام احد عرف غيرك؟
عزام : ما اظن والله...
خالد جلس على الكنبة: ابوي....او بندر....
عزام بجدية: لا ما اظن...
خالد تنهد: ابوي ما هوب بحمل هالخبر....يكفي عليه ضيقة اللي على الجازي...
عزام سكت هنا....لا يعرف ماذا يقول؟ أخيه سيف أوقع في قلوبهم حمل ثقيل باتجاه تلك المسكينة
ولكن قال ليُطمئن قلب خالد: لا تحاتيه هو بخير .....ولو عرف كان الكل مستنفر عليك اتصالات
خالد بارتياح: الله يصبرني للصبح بس....
عزام : الله يحفظك من كل شرورهم ......المهم اتصل علي...زي ما قلت لك.....فمان الله
خالد بتنهد: فمان الكريم.....
ثم اغلق الخط والقى بنفسه على الكنب يريد أن يغفي قليلًا ليستعد لرحلته غدًا!
.................................................. ........................
.

كان في غرفته لم يستطع النوم ، ولم يستطع السيطرة على ذكرياته هل هي فعلًا ابنته؟!
هل كذبوا عليه فقط من اجل آخذها من احضانه ؟!
تنهد
زوجته منيرة اشعلت في فؤاده شيئًا هو حاول
طيلة هذه السنوات نسيانه ولكن تناساه وعاش بسلام
تنهد: آه يا نورة آه...
ثم سحب هاتفه واتصل عليه : هلا يا بوسلطان اخبارك وانا خوك؟
رد عليه الآخر باهتمام: هلا فيك يا النسيب انا بخير بشرني عنك وعن عيالنا ان شاء الله انهم بأفضل حال...
بو ناصر بضيق: اخبارهم تسرك يا بو سلطان...
بو سلطان بهدوء: ابشرك سلطان راح ينزل من أمريكا الشهر الجاي....
بو ناصر بلل شفتيه: الله يرده لنا سالم غانم.......خلاص اجل الملكة زي ما قلت....؟
بو سلطان بحسم الأمر: أي خلاص الشهر الجاي ....
بو ناصر بضيق: حبيت اتاكد عشان نجهز لهالموضوع
بو سلطان: خلاص جهز روحك وعط الحريم خبر.....الله يوفقهم
بو ناصر: اجمعين يارب....
اغلق بو سلطان الخط
ورجع أبا ناصر لضجيج الذكريات، وصوت الندم يدوي من قاع مظلم وعميق من داخله
!
.................................................. ............
ما إن وصل حتى منعوه من الدخول إلى المدينة فعلم أنّ الأوضاع خطيرة للغاية وأعاد الاتصال على امير ! هل مات
هل توفيت ايضًا نور وسكرتيرة أخيه !
هل توفيت ابنته!
تنهد بضيق لا يعلم ما هيته؟!
هل انطوت قصتهم وانتهت ما بال ابنت أخيه
رجع بإدراجه من أكسفورد إلى لندن
والآن هو في الفندق حدّث أخيه قبل ساعة من فجعته من الاحداث وتوقعاته اخبره على ابنته الذهاب إلى الكويت حالًا
واغلق الخط وفهم جورج كل الأمور من الاخبار وانتشار ما حدث بسرعة كمرض خبيث يُريد أن يكون سببًا في موت خصيمه!
اجرى اتصالًا سريعًا لمشاري واخبره بالأمر
فاطمئن بعد ان علم أنها على طائرة العودة للديّار،
بينما إيلاف
عاشت رعبًا وذعرًا في تلك الأثناء ركبت الباص والذي سيوصلهم على مدينة مانستشر .....علمت أن هناك خطب ما.......فذعرت من شدّت حرصهم لإيصالهم قبل الوقت محدد
فلم تترد في السفر للعودة للكويت اتصلت على ابيها مشاري انها ستعود تساءل لماذا ولكن اجابته: افهمك بعدين يبه...
اتصلت على نور ....تريد أن تخبرها أنّ هناك أمر ما سيحدث عمّ قريب ولكن نور كانت تلفظ انفاس السعادة الأخيرة أمام تلك النافذة ورؤية قطرات المطر
رسلت له عدّت رسائل من ضمنها
: نور طلعي من المنطقة في شي بصير سوو لنا اخلاء....تكفين ردي علي
وارسلت أخرى: صج انج معتوها.....اكيد بعد بجاج (بكاك) نمتي يا خيشة النوم؟
وأخرى مليئة بالقلق: تكفين يا معوده لجلستي اتصلي علي
وها هي الآن على متن الطائرة تتآكل من شدة قلقها على نور...
لا تعلم لماذا لا ترد عليها ودّت لو تذهب لرؤيتها ولكن لم يتركوا لها مجالًا
حركت نقلهم كانت سريعة وجدًا ودعتها الله واستسلمت لغفوة سريعة على متن الطائرة ولم تنتبه للأنظار التي تراقبها
كان هو الآخر على الطائرة ، هناك شيء يشدّه للنظر إليها
ربما خوفها الواضح ، وعينيها التائهتين
ما ان أسندت
رأسه للخلف واغمضت عينها قال: نوم العوافي يا إيلاف
!
.........................
مُراد به فضول يُريد أن يعرف امير ونور ما زال على قيد الحياة أم توفيا؟!
مسح على رأسه وتأفأف
ما بال تلك الصغيرة التي وضعوها في دار الأيتام
لماذا هو مهتم الآن؟
لماذا.....
صرخ على نفسه بحيرة
ثم اتصل عليه آخر مره
..........................................
طيلة الرحلة كان يُراقب هدوئها وتوهّج وجهها بالحمرة.....وهزها للامام والخلف كالبندول.....بشكل مستمر....اشار للمضيفة ان تناولها الماء بعد ان وضع فيه حبّه منوّمه ليجعلها ترتاح من التفكير....
ولكن لم تفته نظراتها للصغيرة المستلقية على السرير بهدوء كانت عينيها تُراقبها عن كثب وانقطعت النظرات بعد ان شربت الماء كله في دفعه واحده
هل الابتعاد حقًّا هو الحل لبقائه على قيد الحياة!؟
لم يطيل التفكير في هذه الفكرة
ولكن قلبه مُتعب ومرهق زاد ألم جُرحه الذي ضمّدته جولي بعد ركوبه في الطائرة، اخبروه أنه دفنوها كما أمر....آه





هل اصبحتِ تحت الثرى أيتها المشاغبة؟
هل خلدتِ بسلام الآن
هل داهمتكِ الراحة
هل شعرتِ انكِ بخير
هل الهروب جيّدًا؟ هل تنصحيني به!
لماذا يا ديانا لماذا؟!
هل عليّ ان احادثك دون ان أتوقع الإجابة منّك
ماذا فعلتي ؟ بي....وبنور....اشعلتِ نار الفقد
وأطفأِتها بقلوبنا حتى تحترق بصمت فُراقك!
هل هذا جزاء الحُب؟
الانتحار وسفك الدماء
بكل برود؟!
وما بال عُشقي هل سيبقى سرمدي لا ينضب؟!
أم سأبقى احترق في تجاهله
اللعنة على قرارك في الرحيل
اللعنة على كل من كان لديه يد في اقبالكِ على الإنتحار
احبك
هكذا ولدت ....ولدت من اجل عينيكِ ومن اجل ان اعشقك
ثلاثة عشر سنة غير كافية لأسكت حنين اشتياقي إليكِ
لم اكتفي بوجودك معي
لم اكتفي من حضنكِ الدافئ من قبلاتك الحانية من لمساتك الهادئة لم اكتفي منك ولن اكتفي





مسح على وجهه.......احترق هو الآن رماد بعد رحيلها
هو رماد.....على احدهم ان يبعثره فقط ليتطاير بعيدًا في الأُفق
وفي عرض السماء يُريد الاختفاء، سمع رنين هاتفه
لم يرد ، وتم الإعلان عن هبوط الطيّار في
مطار باريس شارل دو غول
سمع الرنين من جديد، بعد الهبوط مباشرة أجاب
بحده لينهي الأمر: مُراد راح احكي معك بس مو هلأ...
مُراد بهدوء وإخضاع غريب!: اوك.....باي
واغلق الخط
إذًا لم يموتا....إذًا.....رمى نفسه على الكنب واخذ يفكر أين هم الآن
غدًا سيتجه إلى ألمانيا لن يبقى هنا فالأوضاع لا تبشر بأي خير
اغمض عينيه ونام في سباته العميق بعد رحلته المتعبة!
.................................................. ..
انزلوا الصغيرة وحرّص عليهم أمير بذهابها مع جولي إلى المستشفى الذي حدثهم لاستقبال حالتها وشدد الحراسة عليها
بينما نور حملوها ووضعوها في السيارة دون ان تدرك ما يحدث حولها بسبب نومها العميق
أشار امير لأحدهم (مترجم): كما اخبرتك هنري اذهب واخرج لي أوراق رسمية بشخصية أخرى لا اريد اثارة المشاكل هنا ولكن مضطر للتنكر......من اجل سلامة الجميع
هنري هزّ رأسه بإطاعته وذهب لإكمال الإجراءات الهامة لسلامة امير
بينما هو ركب السيارة نظر إليها ولتعبها وتنهد
تحدث ماكس والذي كان يقود السيارة الخاصة بهم (مترجم): سيدي علينا التوجّه إلى المستشفى لتضميد جُرحك
تحدث أمير بتنهد وكذب (مترجم): توقف النزيف....الجرح ليس بذلك العمق ...لذا لا داعي للذهاب إلى المستشفى ...توجّه إلى الفندق سريعًا...
سكت ماكس هُنا وتوجّه إلى الفندق المنشود
.
.
آه.....خرجت منه وهو ينظر للشوارع....تذكر .....اوّل سفرةٍ لهما بعد عقد قرانهما في الكنيسة..... حيث انهما آتى إلى هنا وقضا أجمل اوقاتهما الرومنسية .....حفظت باريس بعضًا من مواقفهما التي لا تُنسى .....باتا فيها لمدة أسبوعين فقط
ونور جعلوها تمكث في بريطانيا برفقة المربية التي تعاقدوا معها فقط لمدة فترة شهر عسلهم!
وكانت تلك الفترة قاسية على نور.....ففي تلك الفترة تقوقعت على نفسها .....حتى إنها.....لم ترى الشمس من الخارج....لم تشارك المربية اطراف الحديث رغم أن المربية التي تعاقدوا معها كانت تتكلم القليل من اللغة العربية المكسرة ولكن نور كانت .....متوحشة بنظراتها لها ....وحريصة في الابتعاد عنها.....حتى ذات يوم قررت الهروب منها وخرجت في شوار ليدز في ذلك الوقت لم يستقرّا في منطقة معيّنة وبين فترة وأخرى سكانا في مدينة من مُدن بريطانية إلى ان استقرّا في اسكفورد بسبب عمل أمير هناك!
فبعد خروجها من الشقة

بقيت بما يقارب الساعة الكاملة تجول بضياع عدم قدرتها على التواصل مع الآخرين تُريد العودة لبلدها وعندما يئست جلسة أمام ضفة نهر الآير وهذا يُعني انها ابتعدت عن السكن لمسافات شاسعة!
حتى انّ المربية أعطت خبرًا لأمير وأخذ يشتمها ويوبخها لغفلتها عنها
ولم يخبر ديانا بذلك لا يُريد بانانيته أن يُفسد جمال اجوائهما الرومنسية فأخبرها ما إن تعثر عليها تتصل عليه لتطمئنه!

فبقيت المربية تبحث بلا خريطة عنها....إلى أن رأتها ووبختها على فعلها وتصرفها الوقح وبدأت نور بعدها تتعلم احترافية البكاء الصامت والمخيف....
وبعد قضاء اجمل أسبوعين في باريس انتقلا إلى مدينة العشاق في فرنسا
مدينة آنسي وتمما فيها بقية شهر عسلهما....وانتقلوا بعد ذلك إلى روما....وبقيا فيها اسبوعًا كاملًا
ونور ما زالت كئيبة، لا تشعر بالارتياح.....وبدأت حالات الاضطراب تظهر عليها مبكرًا في هذه الأثناء!
..............................
قطع كل تفكيره وصوله إلى الفندق واستيقاظ نور من سباتها ، مفعول ذلك المنوّم لم يكن كافيًا لبقائها نائمة لفترة أطول أو ربما لأنها كانت تشرب الكثير من الكافيين في ذلك الوقت أثّر عليها الأمر، لذا جلست!
مقوّسة لشفتيها، رفعت نفسها من على المرتبة ونظرت للشارع....تشعر بثقل رأسها......والاهم أنها كانت تشعر بفراغ عظيم يختلج قلبها.....إذًا ماتت ديانا.....ماتت تلك التي خاضت حربًا من اجل حُبها العميق ....ماتت وتركتها في شوارع الغُربة اللامنتهية ....ماتت ولم تُلقي لها بالًا ولم تودعها حتّى!
إلى اللقاء يا ديانا....إلى اللقاء يا محبوبة أمير!
نزل أمير من السيارة وفتح بابها
تحدث بحنية: نزلي.....
نور نظرت إليه .....هو السبب في ضياعها.....هو أناني في حبه لها....هي ليست من ممتلكاته الخاصة حتى به يكلمها ليزداد جنونها به....كان عليه أن يوقف رغبتها في خيانة يوسف بالتحدث معه!.....هو من جعلها تُعاني آلام الفُراق والبُعد والغربة....
هو من قتل والدتها!
نزلت من السيارة ....واجتحتها رعشة برد سريعة لجسدها الهزيل...شهقت بخفة........برد باريس لا يعرف الرحمة وشدّت على الغطاء والذي يُشبه اللحاف الصوفي الموضوع على اكتافها! هذا الغطاء لم يقيها من البرد....ولكنه مُفيد في تجمّد الذكريات والمشاعر......نظرت لأمير وانتبهت لتأوّه بين فترة وأخرى وشدّه على يده فعلمت انه مصاب
ولكن ممن لا تدري؟!
تحدث بعد ان اطالت بنظرها للمكان وله : حبيبتي نور....تعي هون......خلينا ندخل برد باريس كتير قارص
اردف لها (برد باريس) لينبها لوجودهما في فرنسا
لم تُطيل الأمر دخلت معه وتوجها للمصعد واختفى عن انظارهما ماكس.....انغلق عليهما المصعد....
وتحدثت بحدة: ليش جينا هنا...؟
امير ...نظر إلى وجهها الذي بهت سريعًا وإلى الهالات البنية التي حاوطت عينيها فجأة.....وإلى شفتيها المصفرة....أيعقل أنّ كل هذا حدث لها بسرعة بسبب صدمتها؟!
يشعر أنها كبرت .....عشر سنوات .....تغيّرت نور لم تعد نور أبدًا!
تحدث باختصار: ظهرت حركة شغب ....ضد رجال الاعمال....وانجبرنا على هالسفرة
انفتح الباب واردفت نور بسخرية: خايف من الموت؟! عشان كذا هربت
لم يُجيب عليها......يشعر بتغيّر حتى نبرتها .....يشعر أنّه دفن نور التي ظهرت مؤخرًا مع والدتها لا يُريد أن يكثر عليها الحديث ولا يريد منها أن تتجادل معه اكثر
فهي ما زالت تحت تأثير صدمتها ولن يُبالي لأي كلمة تردف بها....
دخلوا الشقة......اغلق الباب.....تقدم امير لدورة المياه سريعًا يشعر بنزف جرحه يُريد ان يغير الضمادة ويعقمه
بينما هي جلست على الكنبة ....بل رمت نفسها عليها واستلقت على ظهرها وازاحت عن جسدها الغطاء!
ونظرت للسقف.....ماذا سيحل بها بعد الآن؟.....ماذا سيفعل بها أمير....لن يتحملها أبدًا....لن يبقى على ذكرى والدتها....سيتخلّى عنها كما تخلت عنها والدتها وسيرحل.....هل حان موعد العودة للديّار أم ماذا؟!

كانت تفكر بعمّق في هذه الأمور الدقيقة ....ثم انتابها شعور باهت اللون متمحور حول تلك الفتاة الصغيرة فجلست على الكنبة هنا وشبكّت كفّي يديها
لابد أنّ هناك اسرار حول حياتهم ، وهي كالجدار الاصم لا تعرف عنها شيئًا؟!
لابد أن تسأله الآن وتستفسر من تكون تلك الفتاة وكيف ماتت ديانا
بينما في الخلاء ازاح عن جسده الجاكيت.....ونظر للجرح عضّ على شفتيه بألم
واخذ يزيل اللاصق من عليه وبدله بآخر جديد اعطته إيّاه جولي في الحقيبة الصغيرة
ومن ثم ارشح وجهه وخرج نظرت هنا إليه بسرعة ووقفت: أمير
لم تعد تقول (بابا امير)
إذًا عادت نور إلى انتكاستها وربما انسلخت من نفسها وستظهر شخصية جديدة لن يتعرف عليها
تقدم لناحيتها مدّ له جاكيته: خذي.....ما جبت معي ملابس لا إلك ولا إللي والجو كتير هون بارد...
نور تقدمت لناحيته وبقيت يدّه معلّقة في الهواء: ماني بردانه...
وبحده اردفت: كيف ماتت ديانا؟
امير سكت.....وابتعد عنها جالسًا على الكنبة اسند ظهره على المسند .....اغمض عينيه .....حتى اضطربت أنفاسه بذكراها
جلست بالقرب منه اصرّت على سؤالها: كيف ماتت...
أمير بكذب فتح عينيه ونظر لعينيها ولشدّة احمرارهما: ماتت موتي طبيعية...
نور رفعت حاجبيها الأيمن بانكار شديد: اشك.....
أمير بهدوء: منّك مصدئة؟
نور بدأت حقيقةً تنسلخ من نفسها، من كونها متقبلة لأمر زواج والدتها من امير ...وحبهما السرمدي....عادت إلى تخبطها ولكن هذه المرة تخبط بشكل آخر لن يفهمه امير ولن يفهمه شخص آخر!

ابتسمت بسخرية: يمكن سافرت مع حُب جديد....لهيك ئلت إللي ماتت......يمكن عملت نفس ياللي عملتوا مع يوسف!

ما إن تحدثت باللهجة اللبنانية حتى به حدّق في تعابير وجهها الساخرة
و فهم نبرتها واهتزاز شفتيها وضّحت أنها ما زالت .....منصدمة وتريد تفريغ حزنها بطريقة قاسية عليه

نهض متحدث باللهجة السعودية: روحي ارتاحي نور....يمكن ترتاح اعصابك ....وتنتبهين على الفاظك وافكارك....

نور...ترقرقت الدموع في عينها فجأة
ولم تعد قادرة على ان تكون هادئة في هذه اللحظة صرخت: قول لي......كيف ماتت.......كيف...قد قلت لي انها تعبانه....ماتت بسبب مرضها؟.....ولا كيف ماتت.....والبنت الصغيرة من ....ليكون بنتكم وانتوا خبيتوها علي خايفين عليها مني ؟.....احس فيه اسرار في علاقتكم......وحياتي معاكم بلشت تصير واضحة ...اختصر علي.....واترك لي مجال افهم كل شي في وقت واحد....مو بالتدريج.....لا تحاول تتدرّج لي في اسراركم....

امير.....صُعق من حديثها.....كما ظن وجود سندرا معهم في نفس طيارته الخاصة اثار جنونها وشكوكها
تحدث ببرود بسبب تعبه: انتي تعرفين اني عئيم (عقيم)...كيف راح اجيب إلك إخت .....
نور مسحت دموعها ، واخذت تجول ذهابًا وإيابًا أمام عينيه
تفكر إذًا مَن تكون؟
هل تبناها مؤخرًا، ليرضي محبوبته ....ليربطهما شيء آخر غير الترابط الروحي الذي نشأ وبشكل خاطئ بينهما
ملّت من التفكير وملّ هو من مراقبتها لذا توجّه للغرفة: راح روح نام حتى ارتاح
اوقفته بانفعال: لا تروح قبل ما توضح لي كل شي....

هل يخبرها بكل شيء....ويرتاح....ويُشيح عن فكرة المراوغة والتمهيد.....هو متعب....وإن طال في التمهيد ...ستنصدم بين كل لحظة وأخرى....هل يصدمها في دفعة واحدة افضل؟
هل...
قطع تفكيره صوت رنين هاتفه أجاب وسمع قول(مترجم): سيدي الطفلة بخير وأصبحت تحت ايدي الطاقم الطبي...
امير بهدوء(مترجم): شددوا الحراسة عليها كما اخبرتكم...
تحدث بأهمية : لا تقلق....
ثم اغلق الخط ....تكتفت وهي تقول بتحذير: لا تمهد لي وقول كيف ماتت ومن هذي البنت....كيف مهتم لها....اذا ما هي بنتك....ولا انت متبنيها ........من تكون؟
أمير ازدرد ريقه بقول: امك ماتت موته طبيعية
نور اغمضت عينيها بيأس: أدري انك كذاب......بس بمشيها لك.....وراح اعرف عن الامر بطريقتي بس البنت من تكون؟

هل شعرت بشعور الامومة هل ....تحرك بداخلها الاهتمام لناحيتها....لماذا هي مصّرة على معرفة هويتها حتى بها أشاحت بأنظارها عن حقيقة موت والدتها؟!

ما إن سيخبرها حتى بها ستكره وربما ستكره والدتها

لذا اردف بحنية وبمصداقية: راح تكرهيني لو راح خبرك عن هويتها يا نور؟
نور بكت بضعف: راح اكرهك لو خبيت علي الامر.....
أمير بأسلوب تمهيدي للموضوع: أنتي شو حاسي؟....بقصد ....لم شفتيها شو حسيتي؟
نور...تجمّد الدم في عروقها وشعرت بقشعريرة ......وتسارعت نبضات قلبها من سؤاله
ولكن لم تطيل التفكير ولم تطيل الانغماس في مشاعر الصدمة: انت مهتم مرا فيها .....ليش؟....قول لي هي بنت مين؟

غير قادر على ان يصدمها مرةً أخرى في نفس اليوم .....لا يريد أن يسبب لها أذى .....لا يريد ان
قاطعته بصرخة : قووووووووووول
أمير بهرب من مواجهتها ولّ بظهره واغمض عينيه بقول: هذي نتيجة حُبك لبهاء الدين....

ثم انصرف عن انظارها، خائفًا من ردّت فعلها....اعترف لها لكي تُشيح بسؤالها عن كيفية موت والدتها فليس من السهل ان يخبرها عن حقيقة انتحارها ولن تتوقف ولن تكف عن طرح الاسالة عن أسباب قدوم والدتها على هذا الفعل الشنيع وهو لا يُريد أن يخبرها بكل شيء في دفعة واحدة فالحقائق مرّه ولن تتقبلها بهذا الشكل!

لذا صدمها بوجود ابنتها الآن لأنه الأمر اهون عليه من ان يخبرها بواقعية انتحار ديانا وما وراء انتحارها؟!

همست بجمود: نتيجة حبي؟!

اغمضت عينيها هنا ، عليها بالتماسك هذا الوقت ليس وقت الانهيارات الآن من الواضح أنها حياتها بأكملها ستبقى تحت او ربما في وسط هذه الانهيارات عليها ان تعتاد....وتتماسك!

ولكن لم تستطع ، وضعت يدها على قلبها وأخذت تتنفّس بصعوبة
كيف؟ هي ولدتها ميتّه اخبروها بذلك
هل كذبت والدتها عندما اخبرتها انها توفيت بسبب نقص الأكسجين ولم يتلحقاها الأطباء في الوقت المناسب؟
لماذا هل لأنها كانت تصرخ بكل ما فيها: خلوني اجهض مابي طففففففففففل ماااااااااااابي
اغمضت عينيها ورجفة بسبب الذكريات
لا لن تبكي.......لن تثور.....لن تعصف بالمكان....شدّت على قبضت يديها
تشعر بالاختناق،....بالموت البطيء......بالضيق
تريد الخروج من هنا....ليتسنى لها استيعاب الأمر
ذهبت لغرفته لم يغلقها تركها مفتوحه وينتظر انهيارها بصمت مشاعره !
عندما دخلت حاولت التماسك والتحدث بهدوء: عارفة فيه أسباب لكذبتكم علي....وفيه أشياء مخفية عني....بس الحين ما عندي الحمل......على سماعها .....لذا ما راح اسالك عن شي....يكفي اللي سمعته اليوم وصدمني....

التفت إليها يُريد أن يرى كيف اثّر الخبر عليها
ولكن رأى منها شخصًا قاسيًا على نفسه يمنع شهقاته بأخذ نفس عميق وزفره بكره شديد وحاجبين مقوسين وشفتين ترتجفان بخفة
ودموع متحجرة في محجر عينيها المحمر!
أكملت وهي تحدّق في عينيه: من الأفضل ما نكون في نفس المكان هالفترة محتاجة أكون لوحدي...

أمير نهض وبخوف من افكارها
تحدث: شو قصدك؟
نور غير قادرة على الثبات ......بداخلها الحانًا تريد ان تتفجر بالصراخ وعليها ان تهذب هذا الشعور !: عطني بطاقتي المصرفية.......راح اطلع من هنا.....
امير برفض وانفعال: ما فيكي تروحي لأي مكان دوني....
نور اغمضت عينيها بشدّة وتحدثت: امير حس فيني.....بلييييييز....

حنّ قلبه عليها ، نهض بضيق انحنى على الحقيبة الرياضية .....اخرج جزء من المال الذي آخذه
مدّ إليها ....فهمت لن يُعطيها البطاقية لكي لا تبعد عنه طويلًا ولكن رضيت بالمبلغ الذي مدّهُ إليها....اخذته وسحبته إلى جيبها
لا تريد رؤيته ......ولا تريد أن تسأله لتزيد من ضيقتها همّت بالخروج ولكن تحدث: نور....خذي جاكيتي الجو هون مو متل جو بريطانيا .....
لم ترد عليه سحبت جاكيته من على الكنبة وخرجت
ما ان خرجت تحدث مع ماكس (مترجم): ماكس نور ستخرج الآن اتبعها.....عن كثب....إيّاك ان تشعر بك.....راقبها...وإن شعرت انها في خطر تدخل في الامر......
ماكس (مترجم): لا تقلق سيدي
ثم اغلق الخط...وتنهد بضيق....إلى أي مكان ستذهبين يا نور...
إلا الهاوية ام إلى الجنون؟!
كره نفسه ومن قساوته عليها في اخبارها عن الامر نهض ونظر لوجهه من خلال المرآه ولم يتردد في ان يلكم نفسه بقبضة يده ليتطاير شظايا الزجاج من حوله ومن ثم بكى بدموع بلا صوت وارخى جبينه واسنده على يده المتكئة على الجدار !
.................................................. ................
ارتدت جاكيته فالبرد هنا شبه قارص......بكت بدموع هادئة...واخذت تمشي بلا هُدى هي أتت إلى باريس ذات مرة دون رضا والدتها وأمير
أتت بصحبة مجموعة من الفتيات التي صاحبتهم عندما بلغت سن الثامنة عشر يعني قبل ثلاث سنوات
تعرف شوارع باريس جيّدًا ، تريد الهرب.....في ظلمة هذا الليل وبرده تريد الهرب من نفسها
من كونها فاشلة في حياتها.....من انانيتها في التخلّي ...لا بل لم تتخلّى هما فهماها بطريقة أو .....لا بلا كانت لا تريدها
تخبطّت في افكارها، وتشتت.....بهاء الدين ألجم حبهما بهمجية قاتلة!....تركها ولا تعرف الأسباب......كل ما تذكره تلك الليلة الحزينة عليها ....اخبرها ان تُجمع اشيائها وتخرج بهدوء من شقته .....لا تعلم لماذا ....وعندما عاندته سحبها بعنف حتى به ضربها على وجهها لتستوعب ما يؤمرها به...وألقى بها على باب شقتهم باكية ....ومنهارة؟!
يا لي قساوة الذكريات....يا لي قباحة معيشتها....و يا لي عنادها الجبّار في الانتقام من حُب والدتها!
مشت وجرّت بخطواتها لناحية الهاوية كما ظنّ أمير.....
ماكس كان يُراقبها عن بُعد.....
تُريد ان تفقد عقلها بالجنون او بأي طريقة لكي لا تتألم .....وصلت إلى مرحلة عدم القُدرة على ترجمة ألمها ....ولا على اخراج صراخها ...ولا حتى على الانهيار
كتمت كل هذا بداخلها في غضون دقائق قليلة......والآن تريد ان تعبّر بكل ما تشعر به ولكن يُصعب عليها
توقفت قليلًا نظرت للشارع الذي يُقربها إلى الذنب العظيم .....تنظر للمارة....تنظر للوجوه المبتسمة......الحزينة...الخجلة....واللقطات الرومنسية المقرفة....وإلى الهمسات والضحكات.....وإلى جنونها!
حركت رأسها بلا ...تُريد أن تبقى واعية ولا تفقد وعيها هُنا....تريد أن تصقل شخصيتها بطريقة أخرى ....
تصقلها على كتم الاحزان......على تحمّل الخبايا .....والاسرار لأنه هناك الكثير منها ...هذا واضح!
بكت......بصوت اشبه للهمس...وركضت للمجهول.....لضعفها......وسراب عقابها....اصبحت امام الباب.....تسللت الموسيقى إلى مسامعها.....بقيت واقفة....تنظر للاسم تقرؤه ببطء.......فاتحة عينيها بصدمة
هل ستعود؟....للجنون.....للشرب....للهروب....للتدخين... .لهدم قوانين الاخلاق.....لاقتراف المعاصي.....لتجاهل العقوبة...لأخذ القاب شنيعة......
هزّت رأسها تنهي نفسها الأمارة بالسوء بهمس: بس أنا مسلمة...
ثم نهرت نفسها بهمس آخر وهي تحرك رأسها كالمجنونة حتى الناس بدوا بالهمس واللمز عن حالها: لالا انا مسحية
بكت وهي تؤكد : بس هذا ما يعني إني ...اشـــ
بترت كلمتها.......تقسم إنها لم ترى والدتها ولا حتى أمير طوال حياتها يشربا من هذا السم
لا تدري هل كانا يشربا في الخفاء؟
ولكن تقسم انها لم تراهما يومًا فاقدي عقلهما؟!
ودوما ما يوبخاها بعنف عندما يروها تترنّح شاربه منه ،وحتى انهما يضرباها !
لا تدري هل يوبخاها لأنه مضر لصحتها ام لأنه محرّم في ديانتهما
هي تعرف حكمه في الدين الإسلامي وتعرف عقوبة من يشربه لم يخفي عليها هذا الحكم ابدًا ولكن هي الآن كما قالت لنفسها هي مسيحية ولكن لا تعرف حكمه في هذه الديانة ولكن والدتها تنهاها عنه وبشدّه!
هل يعني هذا انه محرّم؟!
تريد ان تنسى .......ولكن لا تريد أن تصبح من اهل النار؟!
اخيرًا فكرّت بآخرتها.....ولي أوّل مرة.....فكرت بها.....!
ارتجف جسدها......ازدردت ريقها......لا تريد ان يتلاعب بها الناس هنا....لا تريد ان يصبح عليها الصبح وهي كالحيوانات ...لترى نفسها مُلقاه في القمامة الجانبية من هذا المكان...

مشت من هنا....وذهبت للمتجر لتبتاعه......قررت ان تشتريه.....قررت أن تقترف ذنب عظيم بكامل قواها العقلية هي مصرّه على ان تكون فاقدة!......قررت ان تعذب نفسها.....ولكن السؤال هل تعلم عن تلك الآية التي تشدد على حرمته واجتنابه
في قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/90
هي تعلم انه محرم ...ولكن لم تعي انه من كبائر الذنوب.......وقد يُحرمها من الدخول إلى الجنّة !
كانت متخبطة في شراؤه أم الخروج من هنا والابتعاد....فهي لم تشربه مُنذ وقت طويل....تابت عنه.....لأنها تكره نفسها حينما تشرب !
إذًا ماذا تفعل؟....كيف لا تشعر بالألم...كيف تنسى حقيقتها....انهيارتها التي بدات تتراكم على قلبها باتت مؤلمة!
اعادت الزجاجة إلى مكانها وقررت الخروج!
خرجت ....وتعجب ماكس من تذبذبها ....علم انها ستجن في أي لحظة.....من ردات فعلها تلك....توجهت الى الصيدلية.....تريد شراء منوّم.......اجل ....ستأخذ منومًا للهروب ...اخيرًا حصلت على واحدة منها ولكن الصيدلي رفض ان يصرفها لها دون وصفة طبية فصرخت في وجهه(مترجم): ابتعني إيّاها ما شأنك بالوصفة لقد نسيتها في المنزل.....
حرّك رأسه بالنفي (مترجم): لا استطيع سيدتي....
هنا ......صرخت في وجهه بكلمات عربية لم يفهمها وفي الواقع كانت تشتمه ...رمت المال المستحق للعبة الصغيرة وسحبتها إلى مخبأ الجاكيت ثم خرجت تحت مناداته لها!
ثم عادت للضيّاع في أرجاء الشوارع .......لا تعرف أين تذهب لتؤمّن على نفسها بعد دخولها في سباتها العميق......
شهقت ببكاء من شدّت خوفها ........ومن شدّت غياب ذهنها عن التصرّف السليم.....المال الذي بحوزتها يكفي للنوم في فندق آخر غير الذي يمكث فيه امير....
لن تعود للفندق لا تريد مواجهته تريد البقاء لوحدها هذه الليلة!
لذا قررت ان تذهب إلى فندق آخر...مشت بلا هُدى إلى ان ....اقتربت من شارع الشانزليزيه ....ودخلت في زحمته ...كان هناك فندق قريب منه .....وهو فندق لو تسوبا.....لم تترد في الدخول وماكس ما زال يتبعها!
رنّ هاتفه وهي دخلت
أجاب(مترجم): أين هي الآن؟
ماكس وهو يراقبها(مترجم): في فندق لو تسوبا....
تعجب امير قطعت كل هذه المسافة ماشية يبدو أن عقلها ضاع في غياهيب الصدمة حتى بها مشت تلك المسافة الطويلة دون تعي ذلك!
ولكن الأهم ....هي لا تملك سوى المال....لن يستقبلوها مرحبين بها اوراقها الرسمية وجوازها...حتى بطاقتها الشخصية ليست بجوزتها تنهد هنا وقال لماكس(مترجم): اذهب وحل امر بقائها هناك ....فهي لا تملك سوى المال ...اوراقها الرسمية معي...
ماكس (مترجم): حاضر سيدي...
امير بتعب(مترجم): ماكس...لا تثير المشاكل.....فقط تصرف بحكمة.....
ماكس معتاد على حل مثل هذه الأمور(مترجم): اطمئن سيدي.....كل شيء سيكون على ما يرام

اغلق امير الخط وبقيت نور تحيك الخدع .....وتذرف الدموع لاستقبالها ولكن لم يقبلوا ورات ماكس ذلك الوجه المألوف عليها راته في الطائرة تحدث مع موظفي الاستقبال باللغة الفرنسية البحتة وهي تحدّق به بشرر وكره لأنه من إحدى رجال أمير
لم تتدخل في الأمر تريد فقط أن تختلي بنفسها بعيدًا عن ضوضاء الحقائق لذا دعته يقنعهم بطريقته
وبعد خمس دقائق قال الموظف بهدوء(مترجم): تفضلي سيدتي....
بما اقنعهم ؟ نظرت إليه منذهلة ولكن لم يترك لها مجالًا لتسأله ابتعد عنها سريعًا
وهي اخذت البطاقة الممغنطة من الموظّف واعطته المال بطريقة مزعجة له وتوجهة لغرفتها
وماكس بقي في اللوبي لم يبرح مكانه لمراقبتها !
.................................................. ...........
دخلت الغرفة.......وازاحت من على جسدها الجاكيت بعدما سحبت من مخبأه تلك العلبة الصغيرة ورمتها بعشوائية، تشعر بالبرد .....وبالخوف!
لا تعلم لماذا تشعر بالخوف هكذا!؟
تشعر وكأنّ روحها مسلوبة غصبًا لتنفصل عن جسدها بشكل جزئي مُخيف!
ولِم تشعر بتقلصات ووجع عارم في بطنها لِيُثير اشمئزاز معدتها
للاستعداء للإستفراغ الوهمي؟!
مشت....بتخبط و
دخلت الخلاء......نظرت لوجهها......تمعنّت في لون عينيها المتغايرة.....ولِلون شعرها الأسود الحالك التي ورثته من ابيها ...وإلى صفاء وجهها الموروث من والدتها...لعنت نفسها بصرخة .....وبعثرت بيديها الأشياء الموضوعة على جانب مغسلة اليدين
بكت.....منفعلة ....منتحبة .....منكسرة...اخيرًا استطاعت التفريغ عمّ بداخلها.....صرخت بكل ما فيها
:
اكررررررررررررررهك دياناا.....اكرهك يا أأأأأأأأأأأمير

ومن ثم جثلت على ركبتيها وخبأت وجهها عن تلك الحقائق وهي تصرخ بشدة: اكرررررررررررهك بهاء......اكرهك الله......يلعنكم....
اخذت تلعنهم ....وبشدة.......تسبهم .....بحرقة قلبها
تريد الاختباء ....تريد دفء.....تريد ....ان ...لا تدري ماذا تُريد!؟
نهضت ....ودارت حول نفسها بضياع
تشعر انّ جدران الخلاء بدات تحتضنها بقوة لتضيّق عليها حركتها لذا مزقت البدي الأسود الذي احتفظ بدموعها وشهد على اضطرابات جسدها وانفاسها!
تشعر انه يخنقها تريد ان تخرج من ذاتها لذا مزعته من على جسدها بكل قوة ......وازاحت باقي ملابسها بقساوة وعنف ...وصراخ وعويل.......ومن ثم هدأت أنفاسها المضطربة بعدما أن أصبحت تحت الدّش وشعرت بدفء الماء
اغمضت عينيها كان صدرها يرتفع وينخفض بشهيق وزفير متعبين
وضعت كفيّ يديها على الجدار والصقتهما به بشكل مؤلم
وكأنها بتلك الطريقة تُبعده عنها لكي لا يخنقها
لا تدري كم مضى من الدقائق والوقت عليها وهي تزفر عبّير الغضب من هذا الامر وعبير الحُزن من الفُقد
أخذت تتذكر ازمتها النفسية في ذلك الوقت ولكن لم تتعمّق في ذكرياتها المخيّبة للآمال
سريعًا ما نفضتها وازدردت ريقها
فتحت عينيها ونظرت لبخار الماء........كانت عينيها ضائعتين تبحث عن خيطٍ من النجاة؟!
قلبها لم يعد قادر على تلك الحمول؟
أغلقت صنبور الماء......ومشت بجّر قدميها لناحية المرآة
مسحت بيديها على المرآة لكي تُزيح ذلك الحاجز من البخار لتنظر إلى عينيها .......ودمعها واحمرار وجنتيها .....وأرنبة انفها
اخذت نفسًا عميقًا ومن ثم اغمضت عينيها
ليخالجها ألم الولادة بل توهمت ألمه بذكراه عليها!
انحنت للأمام وعضّت على شفتيها بندم على وجودها في هذه الحياة التي واجهتها بالكثير من الخُذلان!
أعادت بنظرها لنفسها من خلال المرآة أبعدت خصلات شعرها عن وجهها
حدّقت بنفسها بجنون وبحده وبكره عميق لذاتها.... ذنوبها كُثر.....لدرجة لا قدره لها على عدُّها أو إحصاؤها ......ونتيجة ذلك الذنب تواجد تلك المسكينة.....الصغيرة!
نبض قلبها بشدّة هل هي شرعية!؟
هل زواجها منه كان صحيحًا؟
لماذا بدأت تهتم من الناحية الدينية الآن؟
هل لأنها خائفة من العقوبة
تذكر.....تذكر أنّها علمت بحملها بعد ستة اشهر او تسع لا تدري بالتحديد أي رقم كان صحيح هذا يُعني ....انها حملت بها بعد عقد القران السريع....بعد تملكها لتلك الورقة التي وقعت عليها بموافقتها على الزواج به!
يعني أنّ الفتاة الصغيرة ....شرعية.......
استندت بيديها على الجدار ، فعلت كما فعلت والدتها من اجل ان تبقى محفوفة بحضن من تحبه ويحبها؟!
ولكن الفرق أنّ ذلك الخبيث خدعها، ولكن أمير لم يخدع ديانا
ولكن هي لم يرحم صغر سنها.......لم يحترم مشاعرها المتأججة لناحيته.......كانت مندفعة في مشاعرها التي تقودها إليه....احبته لأنه تقبّلها بما هي عليه .....لم يتنمّر على لون عينيها....لم يتساءل عن سبب وجودها في ذلك البلد، لم يُضيّق عليها الأُفق بالعيش على الطريقة التي تريدها أعطاها كل شيء كانت تريده واعطته روحها ! لأنها احبته....وهو احبها.....كما تظن!..ولكن انقطع حبهما فجأة دون سابق إنذار....
ارتجف جسدها ......شعرت بتسلل الهواء البارد إليها ...انكمشت حول نفسها ونظرت لمن يحاوطها
فوجدت الهدوء والسكينة وقطرات الماء المستقرة على اكتافها وحدها هي من تحتضنها الآن
مشت بثقل الاحداث تسحب روب الحمام من على تلك التعليقة المستقرة في الجدار الجانبي!
ارتدته ......حكّمته على جسدها ....ثم خرجت ......للغرفة .....ثم رمت نفسها على السرير وسحبت اللحاف على جسدها .....ثم تذكرت انها لن تنام دون تناول تلك الأقراص المنوّمة لذا انهضت نفسها من على السرير بثقل وجرّت قدميها على الأرضية الباردة بصعوبة ....سحبت العلبة التي وجدتها على الأريكة سحبت حبّة واحدة وابتلعتها دون شرب الماء
ورمت نفسها على السرير من جديد ثم
غطت في سباتٍ عميق

.
.
.
انتهى




قراءة ممتعة للجميع






 

رد مع اقتباس