عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2020, 10:52 PM   #17
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الحادي عشر


.
.
.
.
.



الحرب هدأت بينهما ولم يعد لها مكانًا في حضنهما!، تشعر بغرابة تصرفاته .... لم تُريحها تلك الاعترافات خائفة من أن تتعلّق في حبلٍ من السعادة وينقطع بها من المنتصف!

ما عانتهُ بعد وفاة أبويها لم يكن سهلًا وهي خائفة من العودة إلى ذلك المنفى، ورغبة الجميع في التحكم بها للتخلّص منها!

تعترف أنها وجدت نفسها ما بين أحضان أبا محمد ولكن لم يكتمل هذا الشعور ... لأنه
ما زال هُناك من يكره تواجدها بينهم لذا قررت الانسحاب منهم جميعًا بتلك الطريقة التي ظنّت انها مُريحة وللغاية!
حقيقةً هي الآن تنعم بالراحة، والطمأنينة بتغيّر زوجها ولكن في لحظات يتخللها القلق والخوف من أن يكون ذلك مؤقتًا....
.
.
.

والآن هي تنعم في نعيم النوم المُريح على سريرها بعد سهرٍ على مذاكرة ما فاتها من مواد! وحل واجبات متراكمة عليها
بسبب تأجيلها لأداؤها في نهاية الأسبوع!

كانت مُغمضة العَينين مستلقية على بطنها تحلم أحلامًا سعيدة لا تُريد ان تستفيق منها...ولكن الألم .....الألم الذي يخالج بطنها...أفسد عليها لذّت النوم...تمللت وبدأت تخُرج من فاهها تأوهات وهمهمات تنم عن انزعاجها وشدّت ألم بطنها......لذا انقلبت على ظهرها بشكل سريع دون فتح عينيها ومن ثم استلقت على جانبها الأيمن واصطدم ظهرها بشيء ما! جعلها تنزعج وتأففت......بقيت ساكنة وهي تشعر بذلك الشيء الملتصق بظهرها ظنّت انها إحدى الوسادات ولكن لم تكن هشة ابدًا!
لذا جلست بطريقة سريعة ومنزعجة ...وما زال الألم يداهم بطنها مسحت على بطنها وهي تضغط عليه! ......ثم ....ابعدت شعرها عن وجهها التفتت على المنبه وكانت الساعة تُشير إلى الساعة الثامنة والنصف
ذعرت هنا وصرخت تشعر انها فقدت ذاكرتها في هذه اللحظة : المدررررررررررررررررررررررسه....
ثم التفتت على الجنب الآخر وهي تبعد اللحاف عن جسدها
وفتحت عيناها على آخرهما بصرخه: يماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه.. ...

تراجعت للخلف وسحبت نفسها من على الفراش لتنهض ولكن لم يترك لها مجالًا امسك بيدها وسحبها إليه ، حقيقةً كان مستيقظًا طوال نومها العميق ، وشعر بانزعاجها وتأوهاتها.......ولم يسلم من ركلات يديها ولا حتى رجليها ولكن لم يزعجها ولم يحاول ايقاظها فمن الواضح إنها مُتعبة وجدًا!
ولكن بعد أن رأى ردت فعلها لتواجده هنا ضحك حتى أنه كاد يموت ضحكًا على شكلها المنفجع ...وخوفها....
سم بالله عليها ...وهو يكرر ما
بين ضحكاته: أنا قصي......ههههههههههههههه......هدي.......انا زوجك يا مُهرررررررره....هههههههههههههههه.....

رفعت نفسها من حضنه ونظرت إلى وجهه وكأنها تريد ان تتأكد من كونه قصي ذاته!
ومن ثم وضعت يدها على قلبها المضطرب واغمضت عينها لتأخذ نفسًا عميقًا ولم تبقى مطولًا على
وضعها هذا حتى بها سددت له لكمه على صدره بشكل مفاجأ لهُ: وش جيّبك هنا ؟.....كيف دخلت الشقة وما حسيت عليك......

قصي عندما رآها تريد تسديد لكمه أخرى من يدها مسكها وهو ما زال يضحك ....شدّ على يدها بخفة: جيتك بعد صلاة الفجر وكنتي نايمة وحاولت ....... قد ما قدر ما زعجك.....

مُهره وضعت كف يدها على جبينها وهي تتنفس بصوت مسموع : خلعت قلبي.....انا من غير شي انخلعت من الوقت اللي مر .....

قصي ابعد عن نفسه اللحاف : ترا اليوم الجمعة....ما فيه مدارس هدي نفسك يا آينشتاين....

التفتت عليه مرةً أخرى متجاهلة ألم بطنها والصداع العارم لرأسها
سحبت الوسادة ولكمته بها قائلة: قول ما شاء الله
ثم ضربته على وجهه بها: قول ما شاء الله....

ابعد نفسه عنها إلى ان نهض من على السرير وهو يضحك بقوة لدرجة استفزها ضحكه وصرخت : لا تضضضضضضضضضضضضحك.........ضحكت من سرك بلا قول آمين........

قصي هدّأ نفسه من الضحك واتجّه إلى ناحية الستائر وابعدها عن النافذة لتتخلل أشعة الشمس زوايا الغرفة .......وانزعجت من الضوء
اردف: والله لو ما أنتي تعبانة كان رجّعت لك هالضربات .....بس ما لومك واضح هذي لاعبة في نفسيتك.....لعب....

خجلت من تصريحه كيف عرف؟
بينما
حديثه هذا وكأنه كالتنبيه للألم شدّت على بطنها: شدراك انت ......يمكن فيني شي ثاني؟

مشى لناحيتها وهو يبتسم بخبث ويريد أن يحرجها أكثر: لالا ما فيك شي ثاني....شفت الزبالة حقت الحمام......
مُهره رمت عليه وسادتها قبل أن يصل إلى السرير: انقلع عن وجهي ......لا تقرب.....
قصي اقترب منها ولم يترك لها مجالًا للهروب كانت ستقوم ولكن أعادها على السرير وقبّل خدها وهو يضحك: ههههههههههه.......الحين انتي زعلانة ولا مستحية؟

مُهره لن تنكر أنّ تغيره يُعجبها ولكن يُخيفها وبشدّة
: يا صبر أيوب......

ثم نظرت لعينيه وبرجاء: تكفى قصي ارجع مثل أوّل ما خذتني.....

قصي حرّك رأسه بنفي: مستحيل....تناقشنا في هالموضوع لمدّة أسبوع....... تقبليني بما أنا عليه.....

مُهره بنذالة وبتردد: تراك اول احسن.....كذا هيبة .....الحين أشوفك واحد مجنون ما عنده عقل....

استلقى على ظهره لتصبح هي بمحاذاته من الناحية اليُمنى
: جالسة تحاولين تستفزيني بس ما بعطيك وجه اليوم رايق ....بس لأني

ثم فاجأها عندما جلس واقترب من وجهها: شفت وجهك الصبوح...!

مُهره تأففت ومسحت على وجهها وابتعدت عنه : قصي جد كيف كذا تجيني وربي اهلك بشكون فيك....ولا وصلت فيك تجيني الفجر......بكذا انت اثبت لي رسمي جنيت وتبيهم غصب يحسون....أنك مزوّج...!

قصي اقترب منها اكثر وهو ينظر لعينيها: لا تخافين حبيبتي.......انا رسمي اطلع من بعد صلاة الفجر وامشي لين تطلع الشمس........
مُهره وضعت اطراف أصابع يديها اليُمنى على جبهته ودفعته بخفة للخلف: مسوي فيها رياضي يعني......وانا اللي مهتم بصحتي.....وفي الحركة بركة..

هزّ رأسه بعبط لها بمعنى (أي انا)

ثم لم تترك لهُ مجالًا لرغبته في تقبليها مرةً أخرى على خدها الأيمن نهضت بثقل الألم ......وابتعدت خطوة عن السرير
وانصدم عندما رأى بقعة حمراء على فراشها،
التفت عليها
بذعر: مُهره وش هذا؟

مُهره قوّست حاجبيها واخذت نفسًا عميقًا: أنت ايش تشوف يعني؟
نهض واقترب منها بخوف: دم....هذا نزيف ما هوب طبيعي......
مُهره ازدردت ريقها بتعب: لا طبيعي....طبيعي يا قصي لا دقق....بروح آخذ لي شور دافي .....وكل شيء بصير تمام....

همّت بالذهاب لناحية الخلاء ولكن تبعها وامسك بها ليردف بشك: كم شهر وهي تجيك بهالغزارة؟

مُهره تشعر بالحرقة تتسلسل جسدها نابعة من اسفلها حتى تصل إلى رأسها
بملل وبسبب نفسيتها المُتعبة تحدثت: اتركني قصي لا تدقق....
قصي بحده : جاوبيني؟
مُهره رضخت لأمره: تقريبا هذا الشهر الثالث....
قصي بعصبية وانقلب حاله سريعًا في هذه اللحظة: طيب ليش ما قلتي لي؟
ثم اردف بسخرية: اوه آسف....انا حيل بعيد عنك....وما هتم لك.....هذا اللي بقولينه لي...

مُهره ضحكت بخفة على شكله وطريقة حديثه: ههههههه الحمد لله والشكر يسأل وجاوب على نفسه!!......قصي وخر منّاك خلني اتروش انقرفت ....من نفسي....

قصي ابتعد: ادخلي تروشي.....راح اسوي لك حليب دافي وبغيّر مفرش السرير عشان بعدها تستلقين على ظهرك....

مُهره وهي تدخل الخلاء وقبل ان تُغلق الباب: ماله داعي انا اغيّره

ثم أغلقت الباب حتى أصدر صوت أما هو تنهّد بضيق على حالها وبدأ يفكر لماذا وصلت إلى هذا الحال؟
أيعقل بسبب تناول ذلك العقار؟
اقراص منع الحمل أم انها....قطع تفكيره
وهو يتحدّث بصوت عال: مُهره قد نسيتي تاخذين حبوب منع الحمل.....ولم تذكرتي خذتي حبتين؟

لم يسمع سوى صوت الماء تأفف هنا

وسحب اللحاف وابعده عن السرير، ورماه في سلة الغسيل ومن ثم توجّه إلى الدولاب وسحب لحاف نظيف وجديد وبدأ بفرشه على السرير وأخيرًا ذهب لتجهيز حليب دافئ لها وله!
.
.
.
اما هي بعد ان استحمت سريعًا لبست روب الحمام ، وخرجت
وعندما لم تجده في الغرفة مشت لناحية بابها واغفلته عليها وتوجهت لدولاب الملابس لتخرج لها (بجامة نوم ) مريحة !
كان قماشها من القطن لونها وردي فاتح وتتوسطها صورة قطّة بألوان فسفورية وفوشية تلفت الأنظار..... وتنّم عن الطفولة !

ارتدتها على عجل ، ومن ثم خرجت من الغرفة واتجهت للمطبخ .....فتحت الثلاجة .......سحبت علبة المسكن سحبت (حبه واحده ) ثم ابتلعتها دون ماء وقصي ينظر لها.....ولكن لم يعلّق على فعلها!

ثم خرجت واتجهت للصالة ورمت نفسها على السرير وقطرات الماء كانت تتصبب على اكتافها وبجامتها ولكن لم تهتم لأنها تشعر بالحرارة وتريد شيئًا ما يبرد عليها!

خرج وهو يحمل كوب له ولها

مدّ لها وهي نظرت إليه: ماحب اشرب حليب....
قصي جلس بالقرب منها ومسك يدها واجبرها على امساك الكوب: مو مجبورة تحبينه .....وضعك الحين محتاج.....
سكتت
ثم اردف: كان جففتي شعرك تبين تمرضين؟..

مُهره بانفعال شديد دون مبرر: قصي لا تهتم فيني ....لا تهتم .....سو لي مثل قبل...اتعبتني وانا اكرر عليك ....هالشي...

قصي ببرود عكس نيرانها المشتعلة، يُدرك أنّ نفسيتها في هذا الوضع غير متاحة للحديث معه وتكون اكثر حساسية في كل الأمور والأشياء لذا قال: يعني كنت ما اهتم فيك...؟
مُهره : كنت تهتم بس من بعيد لبعيد...
قصي ارتشف القليل من الحليب واسند ظهره على المسند: ولله الحمد كسرت هالحاجز اللي مخليني بعيد عنك....

مُهره بنرفزة: وانا راح ابنيه....

قصي بجدية: اتركي عنك هالموال....وقولي لي قد نسيتي تاخذين حبوب منع الحمل ورحتي بعدها خذتي حبتين تعويض...

سكتت وهي تنظر لكوب الحليب بشتات....وتحاول ان تتغلّب على الألم بِعض شفتيها بخفّة!

قصي حاول أن يتمالك اعصابه: جاوبي لأنه احتمال غزارتها معك يكون بهالسبب...

مُهره تنهدت ثم التفت عليه وهي تُرسم حواف الكوب بطرف صبعها : أي......ومن بعدها مو صايرة منتظمة معي....

قصي اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم نهض: قومي جهزي حالك بروح المستشفى....
مُهره بعناد تكتفت: ماله داعي .....لا تكبر الموضوع....
قصي بعصبية: مهره انتي تدرين وش سويتي .....سويتي اضطراب لها و هالشي له اضراره!

مُهره بنرفزة: بالله انت دكتور عشان تشخص حالتي يا أستاذ؟
قصي طوّل باله عليها بما فيه الكفاية سحب الكوب من يدها وبتهديد: خمس دقايق ما تجهزين .......وربي ما يحصل لك طيب....
خافت هنا مُهره نهضت بتعب وهي تهمس: يا شينك ويا شين اهتمامك الزفت....
ثم اتجهت إلى غرفتهما للتجهز!
.................................................
مرّ اسبوعًا كاملًا على الأحداث والصدمات والخوف والتوتر ولم يختفي ذلك الشعور اللعين من داخله
يشعر بالاهتمام للأمر لا يدري لماذا ؟
وصّد أمير له بعدم التحدث اشعل في فؤاده القلق لذا قرر أن يبحث عن الموضوع بنفسه
سافرا إلى أي وجهة ومكثا في أي مكان؟!
واخيرًا في غضون الثلاث الأيّام الأخيرة علم بمكان أمير الذي انتقل مؤخرًا في شقته الذي يملكها في شرق باريس ولكن نور ما زالت في فندق لو تسوبا وابنته في المستشفى.......علم أنّ حياة امير في خطر ومن الممكن ان يُداهم في أي لحظة ممكنة ولكن صُدم من ذكاؤه بتغيير هويته و هذا امر سيؤول به للتساؤلات التي لا مفر منها، ولكن سيحميه لفترة مؤقته!

اشاح بنظره عن مقتله..... يعلم أنّ نور وابنته في حاجة ملحّة إليه
ولكن الأهم لماذا هو مهتم لهذه الأمور؟

يشعر أنّ وقت الانتقام انقضى هو حقيقةً لم ينتقم لنفسه بل انتقم لأخيه جورج وإنما هو أداة تُحرك الاحداث حيثما أخيه يُريد، فكرة استغلال أمير عن طريق نور كانت فكرة أخيه
وهو كوسيلة اُستخدم لتسهيل الأمور ، ظهر فجأة في حياة نور ولكن لن ينكر أنه
انجذب لها بهذه السهولة وكاد أن ينخرط وراء مشاعر نابضة لم يعرف اصلها في ذلك الوقت ولكن هناك من يقف خلفه ويوقف مشاعره بمجرد تحركها في مكانها الغير مُناسب.....وتهذيبها لتتحوّل إلى رماد!

اوهمها بحبه اوجعها بفراقه ولكن لم يتوقع امر حملها ابدًا!

جورج ربح في تلك الصفقات التي تنازل أمير عنها في تلك اللحظات المؤلمة والتي مرّت على نور ببطء شديد

وفهم أنّ أخيه أراد الانتقام بهذه الشدّة وبهذه الطريقة المؤذية لتأذيت كلًّا من امير وديانا!

بسبب حبه ورغبته في الزواج منها ولكن لم يمهله القدر في الاعتراف حتى به سمع عن امر زواجها من رجل سعودي وذهابها إلى المملكة وعودتها بعد ثمان سنوات من جديد لتتزوّج محبوبها امير! كل شيء عاكس رغبته في الزواج منها ليولّد بداخله شيئًا من القهر ورغبة في الانتقام!

لن ينكر أنّ أخيه استغلّهُ في الانغماس ليعسف برأس تلك الصغيرة ويقهر والدتها عليها من هذه الناحية ويقهر أمير من رؤية محبوبته في ذلك الحال ومن ناحية أخرى كسر ظهر امير في خسارته للصفقات المالية ...ولكن امير لم يستسلم عاد يقف على رجليه بعد هذه العواصف وسدّ ثغرات خسارته بحكمته وسرعة تصرّفه
ولكن نور
من يسد ثغرات خسارتها؟!

هل يفكر الآن ....لأنه ادرك لا فائدة من هذا الانتقام
أخيه انتقم منه....اجل....انتقم منه لجعله ابًا لأبنه لا يعرف شكلها حتى؟!
هو ربح بعد تلك الاحداث لا ينكر......ربح الكثير من المال.....والراحة.....واللامبالاة.. المؤقتة! ولكن شيء ما الآن يعبث في صدره....هل هذا صوت الضمير أم صوت الابوّة؟

أم أنه أدرك أنّ أخيه جورج انانيًا بشكل كبير
ويستغله في تخليص الأمور الصعبة بطرق ملتوية سهلة عليه؟
تنهّد بضيق ...
ثم ثبّت رأسه ما بين ركبتيه واخذ يحلل الأمور من ناحية أخرى








هل احببتها يومًا؟ أم إنني انغمست في الدور أكثر من اللازم
لم اكترث ابدًا حينما أخبرني أمير إنها انجبت تلك الطفلة ولكن شيء ما تحرك بداخلي بعد ذاهبي هُناك في حركة الشغب التي ظهرت مؤخرًا
شعرت ...بالخوف أجل بالخوف .... وأريد أن اطمئن على الصغيرة وعليها..... لن أنكر أنّ استغلال جورج لي كان مفيدًا عليّ لأنه كان يمطر عليّ مالًا لم احلم به يومًا!
ولكن .......اختلفت المشاعر الآن بعد علمي بالصغيرة
هل سأراها يومًا
؟







انفتح عليه باب الغرفة ودخل أخيه نظر إليه وهو يردف: أمتّا بدنا نوخلص منّوه؟

رفع رأسه بهدوء: أقلّك غيّرت رايي ...ما راح اقتله...

جورج بعصبية أشار له: وليه إن شاء الله.....بدّك يّاه ينتئم منا....

مراد نهض وبملل ولّه بظهره عن أخيه: هسه هو مشغول بنور وبنتها.......ما عنده مجال ينتقم منا....مشغول بكيف يحميهم ويحمي نفسه.....

جورج أشار له : راح احملك مسؤولية أي هجوم منه ......وتعى ئلي ....أمتّا بدك تعطيه ورئة الطلاق...؟

مراد : راح أحدد معه موعد....
جورج خرج ...واغلق الباب بقوة وبقي مُراد يتحدث مع نفسه لينظر إلى حقيقة جوانب الأمر مرةً أخرى!
وفهم كم هو اناني في موافقة أخيه على كل هذه الأمور!
.................................................. ........
.
.
استيقظ من نومه على صوتها المزعج وهي تحمل الصغيرة وتضعه على ساقيه وهي تكرر: يلا قول خالو اجلس بسّك نوم......بسّك.......
تملل على السرير بصعوبة وشعر بوخز ألم جُرح كتفه ، لن ينسى ذلك اليوم المشئوم عليه .....بعد خروجه من السفارة وانتقاله إلى سيارة الأجرة
حدث اشتباك إطلاق نار عنيف امام عينيه ، حتى أنّ السائق تصوّب برصاصة لعينه استقرّت في منتصف جبينه جعلتهُ يشهق بصدمة مما رآه!
شعر بالخوف حينها وأخذ يتشهد ، طأطأ برأسه عندما شعره بالزجاج الخلفي من السيارة يتناثر عليه بلا رحمه...وصوت اطلاق النار مستمر وغير متوقّف!
خرج من السيارة بصعوبة واخذ يركض عائدًا إلى المكان الذي خرج منه ولكن لم يصل وقتها سليمًا أُطلقت عليه رصاصتين طائشتين واستقرتا في مناطق مُختلفة من جسده أحدهما استقرّت في كتفه الأيسر ....والاخرى استقرّت في خاصرته وهنا خرّ على ركبتيه بلا حول ولا قوّة ينظر لمن حوله بتعجب ، أتت صور عائلته في مخيّلته بشكل سريع....رأى ...والده....والدته المتوفاة وهي تبتسم .....اخته الجازي ونوف.....وكذلك أخيه بندر .....اضطرب نفسه....... داهمته غشاوة على عينيه...حاول السيطرة على رجفة جسده المفاجأة له .......ولكن ........سقط على يد أحدهم وهو يصرخ (مترجم): أُصيب الرجل!

وبعدها لم يتذكر شيء ، فتح عينيه ليحدّق في سقف شديد البياض وادرك أنه في المستشفى!

أتى احدهم ليطمئنه(مترجم): حمدً لله على سلامتك أخ خالد......لقد مرّت ثلاثة ايامٍ ننتظر إفاقتك من هذه الغيبوبة......

هنا اغمض عينيه بشدّة ، وادرك أنه أصيب وتأوّه بألم .....وبعدها اصرّ ان يخرج في اليوم الذي يليه للعودة إلى الوطن ووافق الطبيب على أن يخلي سبيله !

عاد ولكن والده وبندر وأخوتيه كانوا في حالة استنفار وخوف......علموا بما حدث له ..... وضجوا بالنحيب والبكاء لم يهدؤوا إلّا بعد وصولة قبل ثلاثة أيام !
اصرّ والده على ان يرقد في المستشفى لمتابعة حالته ولكن رفض وفضّل أن يبقى في المنزل وفي أيّام خاصة لمواعيده سيذهب للاطمئنان على جراحاته!......وبدأ والده يؤدي النذور التي نذرها لله عز وجل من اجل سلامة ابنه!
...........

.
.
تململ من ازعاج أخته وبكاء الصغير رفع نفسه من على وسادته واسند ظهره على الوسادة الأخرى وهو يحاول ان يكتم ألمه

تحدث ببحة النوم: نوف.......حمدي ربك إني مصّاوب ولا كان علّمتك كيف تصحيني .....وتجيبين هذا فوق راسي يصايح علي...

نوف ضحكت وهي تُهدهد عبد لله لتُسكته عن البكاء: ههههههههه شسوي فيك نومك ثقيل.....قوم ياخي....الساعة اربع العصر قوم صل العصر ..... عشان بعدها تتغدا وتاخذ علاجك....

وقبل أن يتحدث أكملت: وترا ابوي اليوم عازم العيلة الكريمة كلها....على سلامتك .....

وضحكت بخفة: هههههههههههه اظن هذا آخر نذر .....بأديه.......وآخر كرف لي باذن الله!

خالد بعصبية : ضحكي ضحكي طاحت سنونك قولي آمين....

نوف نهضت وهي تحمل الصغير: والله مستانسه انك مو قادر تنتقم مني وتضربني مثل اول .....

خالد تحامل على ألمه ونهض بشكل سريع دون ان يبالي لألم جرح خاصرت وكتفه يُريد أن يثبت لها قوته بأي فعلٍ متهور منه حتى بها تراجعت للوراء وهي تضحك: ههههههههههههههههههه هب عليه.....هذا وأنت مصّاوب وفيك حيل....
خالد اقترب منها وهو يمشي ببطء وأشار للباب: انقلعي برا.....
نوف اشارت لأنفها: على هالخشم.....بس بشويش على روحك....!

ثم خرجت وهي تضحك

بينما هو مسح على رأسه بضيق من الألم وتوجّه للخلاء وهو يستند على الجدار ، ليتوضأ.

همّت نوف بالدخول إلى غرفة الجازي بعد ان خرجت من غرفة خالد والتي كانت مجاورة لغرفتها ولكن سمعت صوت بندر يحدثها بهدوء: الجازي يا عين أخوك.....اليوم موعدك لازم أوديك....لا تعاندين...
الجازي كانت على سريرها مسنده ظهرها خلف الوسادات الصغيرات
تحدثت بملل: اوه بندر لا تصج راسي.....أنا خلاص بخير....والله بخير ماله داعي اروح مستشفيات....

بندر بتعقل: الجازي.....لازم نروح نسوي تحاليل مرة ثانية عشان نشوف نسبة الهيموجلبين عندك.....ونطمن على صحتك....

كانت ستتحدث ولكن دخلت هُنا نوف بمرح وهي تقول: اوه بندروه في غرفة جوجو وش صاير بالدنيا......مو انت تقول اكره ريحة الحلبة وتخلي معدتك تقلب....

فتح بندر عيناه على الآخر منصدم من حديث اخته وبانفعال: متى قلت ؟ يا البزر!

الجازي فهمت أنّ اختها تتبلّى على أخيها من اجل ان تُضيف على جوهم المرح
أكملت نوف: إلا قلته.......حتى خالد سمعك....
ثم اعطته الصغير وهي تقول بابتسامة بلهاء: خذ عبود وانا بساعد الجازي تتجهّز عشان تروح معك المستشفى....

الجازي بنرفزة بحلقت في عينين اختها: هي خير خير ..... خير يا أمنا العزيزة ؟

نوف باستهبال: يلا يا حبيبتي دامني امك العزيزة .......لازم تسمعين كلامي....لأنه البنت الشطورة تسمع كلام أمها....

بندر ضحك هنا بصوت عالي: هههههههههههههههههههههههههه شف عاشت الدور ست نويفة ههههههههههههههه.....

الجازي رمت على اختها الوسادة: انقلعي برا غرفتي...
نوف تمثل الزعل: لا خلوني....جنبكم تعبت من الكرف....تركت سينا تكرف بروحها هالمسكينة ....والله بعد هالعزايم بعطيها ثلاثة أيام إجازة.....
بندر قبّل خد عبد لله الباكي: اشعندك صايرة رحومه...
نوف بتفاخر: من يوم يومي أنا رحومه.....ما شاء الله علي
بندر بنصف عين : من مدح نفسه يبيله رفسه أخت ننويفه!!

الجازي دخلت جو سريعًا معهم: أي واضح ......مو كأنك قبل يومين تاركتها .....تشطف وتكنس...وتغسل ملابس صار لهم أسبوع ما انغسلوا بس عشان لا تحتك في ابوي......الحمد لله والشكر .....
نوف تصبغ وجهها بالحمرة من هذا الطاري: ياخي والله مانكر البنت حلوة......وجها ما شاء الله مشدود ...ومدوّر ...واحمر وعليها عيون تذبح....ياخي انا خقيت أخاف ابوي بعد يخق...عليها ولا هالتبن هالي جالس جنبك .......يشبّكها....
بندر رمى عليها وسادة سحبها من تحت رجلي اخته: انا تبن يا وجه العنز.......بعدين تعالي .....شالحكي الفاضي نشبك ونخق ...وش شايفتنا حنا؟!
نوف بملل: اوه خلونا بالمهم الحين ......قومي الجازي.....خلصينا ترا ورانا كرف ....ولزوم تروحين الحين عشان ترجعون ......قبل المغرب...ابوي اليوم عازم العيلة الكريمة كلها....

بندر بفجعة: لا قولين؟!
نوف ضحكت على ردت فعل اخيها: هههههههههههههههه أي والله.....عازم عمي يوسف....وعمتي نجلا.....
الجازي بصدمة: عمتي نجلا؟
بندر نظر إلى صدمتها لذا قال: أكيد بقول لأخته شفيك الجازي....
نوف بجدية: اتركي عنك الحين هالكلام....وقومي جهزي نفسك .....أنا بجهّز عباتك ولو حابة اروح معك بروح اجهز....
الجازي بخيبة وبتردد: لا لاتروحين اكيد ابوي بيحتاجك.....
بندر ابتسم ونهض ليضع عبد لله في سريره بعد أن غفى على يده: افهم منك موافقة تروحين المستشفى...
نوف اتجهت لأختها وسحبت من عليها اللحاف بهدوء: اكيد ما فيها كلام روح جهز نفسك....
بندر هز رأسه بالرضى : تمام....عن اذنكم

الجازي رمقت اختها بنظرات شرر : صدق صايرة امنا....
نوف ضحكت بخفة لكي لا تجلس الصغير: لكم الشرف اصير ام لكم...
الجازي ضربت اختها بخفة على رأسها: ما هو لايق عليك هالدور...
نوف مسكت يد اختها لتساعدها على النهوض: لا تكذبين...
الجازي دفعت اختها بخفة وبمزح: انقلعي ترا ما تحرولت اعرف امشي.....
وبتهديد: انتبهي على دراستك يا نوف انتي آخر سنة وادري اشغلناك بهمنا........والله لو تنزل نسبتك عن التسعينات ......ما راح يحصل لك طيب....
نوف بضحك: هههههههههه اختك ذيبة لا تحاتيني خليك بنفسك بس وانقلعي تجهزي...
الجازي بتنهد: الله يعيني عليك ......
نوف نظرت لعبد لله الغارق في النوم: لا تحاتين عبود وين ما اروح باخذه في حضني
الجازي ابتسمت ، وعندما وصلت إلى الخلاء همست بينها وبين نفسها: الله لا يحرمني منك ....
نوف أخرجت عباءة اختها والحجاب ووضعتهما على السرير سمعت رنين هاتفها سحبته من جيب بنطالها ثم قرأت الاسم(شيخوه يتصل بك)
تحدثت بصوت مسموع لمسامع اختها: الجازي باخذ عبد لله لغرفتي .....وتراني جهزت لك عباتك ......بشوفينها على السرير
الجازي وهي تغلق صنبور الماء بعد أن غسلت وجهها : طيب...
حملت عبد لله ما بين يديها وأجابت على شيخه وتوجهت لناحية الغرفة دخلت ثم اغلقت الباب وهي تردف: هلا شيخوه...
وضعت عبد لله في منتصف السرير
شيخه ، هدأت قليلًا عن اضطراباتها من موضوع الخطبة بسبب عدم تحدث الجميع عن موعد الملكة
اطمأنت قليلًا
تحدثت: هلا فيك زود.......
نوف بهدوء: صار لك فترة مقاطعتني شعندك؟
ضحكت هنا شيخة بخفة: ههههههه عندي مذاكرة متراكمة الله يسلمك والاختبارات قربّت تعرفين....يعني....
نوف بلعانه وخبث: يا خوفي مقضيتها مكالمات مع الأخ بدل المذاكرة....
شيخة سكتت، حقيقةً لم تحدث بندر مُنذ ذلك اليوم التي تحدثت معه وهي في حالة انهيار
تنهدت بضيق: لا والله صار لنا فترة طويلة ما كلمنا بعض.....
نوف بروح مرحه: ما تبون الليلة اجمعكم بالصدفة...
شيخة ضحكت واحمرّ وجهها: ههههههههههههه استغفر الله يا الخبيثة
نوف : ههههههههههههههه قسم بالله منحرفة ترا ماقصد شي موزين.......بس اخليكم تشوفون بعض من بعيد.....
شيخه بجدية: لا ما يصلح....
نوف بهدوء: كيفك......المهم بشريني عن نفسيتك ....
شيخه استلقت على ظهرها: والله دام ماحد جايب طاري الزفت سلطان انا بخير ونفسيتي عال العال....
نوف تحاول ان تتحدث بصوت منخفض لكي لا تزعج الصغير ولكن انفعلت هنا بمزح: والله من قرادة الحظ انه جا تقدم لك .....ليته جاني والله ما ارده.....بس مقيولة .....إللي يبينا عيّت النفس تبغيه، واللي نبيه عيّا البخت لا يجيبه

لم تتحمل هُنا شيخه انهارت بالضحك، ونهضت من على السرير تشد على بطنها وهي تقول: هههههههههههههههه بالله منو هذا اللي يبيك وعيّت نفسك تبغيه؟....ههههههههههههههه عليك كلام ...يذكرني بجدتي مزون الله يرحمها...
نوف ابتسمت هنا : مالك دخل......واحد.....مزيون...يبيني بس أنا مابيه لانه ما يجي ربع سلطان...

شيخة بتسليك: أي واضح واضح.....
وبجدية: ولله لو بيدي قلت له يجي يخطبك انتي....... والله لايقين على بعضكم
نوف بخبث: لا لايق عليك انتي اكثر...
شيخة بنرفزة: نويييييييييييفه....
نوف ضحكت: ههههههههههههه لبيه.....
شيخه بعصبية : اقسم بالله أنك حمـ.....
نوف : عيب عيب عليك يا بنت عمي....وش هالكلام.....المهم سمعيني....مو لاجيتي تسوين نفسك مجنونة وانا يعني الضيفة وتصيرين رسمية ترا بسحبك من شوشتك تكرفين معي في المطبخ....
شيخة رفعت حاجبيها الأيمن: وست سينا وش تسوي؟
نوف بجدية: تراها آدمية حالها من حالنا ما بتقدر تخلص شغل لوحدها خاصة في العزايم وانا لازم اساعدها وانتي لازم الليلة تساعدني ولا لاتجين....
شيخة ابتسمت ابتسامة عريضة على مزح ومرح ابنت عمها التي لها طاقة اجابية وروح قادرة على بث السعادة من حولها: شف قليلة الادب....
نوف بغرور: بعض مما عندك حبيبة...
شيخة : شخلصني من لسانك الطويل أنا....
نوف نظرت لعبد لله الذي بدأ يتملل : يخلصك مني سلطان حبيب قلبي...
شيخة بنرفزة عميقة: كلي تبن.....
نوف بأسلوب أطفال: وانتي كلي زعتر يا حُبي....تراه مُفيد للذاكرة ومنشط لها ..ويمدحونه الحين وقت اختبارات......
شيخة لتنهي المكالمة: الحمد لله والشكر ....باي باي..
نوف ضحكت وهي تطبطب على الصغير لكي يعود للنوم : تعالي تعالي ههههههههههه ماتصلتي علي وانتي خالية قولي لي وش فيك...
فعلًا شيخة اتصلت من أجل أمر، يضايقها ويُفسد عليها انتظام نبضات قلبها لذا قالت: ما ودي اجي للعزيمة بس ادري ابوي وامي ما راح يرضون اجلس لحالي بالبيت

حاولت ان تتزن في حديثها وتكون جدية في الأمر: ليش يا الخبله؟
شيخة اجتمعت الدموع في عينها: مابي اصير في مكان بندر موجود فيه
نوف بصدمة: هَم ليش جاوبيني؟
شيخة بكت هنا: أخاف....
نوف بتوتر من حال شيخه: يا ام الدميعة مسحي دموعك.....وثانيا اخوي ما هوب حولك بيجلس مع الرجال ما هوب جالس جنبك عشان تخافين وتوترين....
شيخة مسحت دموعها: مادري احس هو زعلان مني عشاني ما قلت له عن خطبة سلطان من البداية....
نوف رجعت للجنون محاولةً في تغيير جو شيخه: شرايك اصالحكم الليلة؟
ضحكت وسط دموعها وهي تردف: لا مشكورة ما نبي.....ههههههههههه....
انفتح باب غرفتها على حين فجأة ونظرت لأخيها
ثم اردفت بجدية: زين روحي جهزي نفسك وتعالي يا فهيمة وبلاش حساسية زايدة ما كرف عشان ما تجين يا حلوة.....بجين غصبن عنك...
شيخة مسحت دموعها : تمام باي....

ثم أغلقت الخط وهو تقدم لناحيتها وهو يسحب قدميه على الأرض بتحاملٍ كبير على الوجع وجلس بجانبها تحدث بأهمية: وين الجازي رحت غرفتها ما شفتها؟
نوف : عندها موعد ووداها بندر المستشفى
تحدث بهدوء: طيب نوف ابيك تفهميني وش صاير بينها وبين زوجها؟
نوف بجدية وضعت عبد لله في حضنها واخذت تهزه لأنه بدأ ببكاؤه: اسالها انت يا خالد......
خالد حاول ألا يغضب لكي لا يخيفها يعلم نوف لا تعامله بمثل معالمتها لبندر .....وتهابه ايضًا تحدثت بهدوء: قال لي بندر انها اعترفت لك...
نوف بملل: اخلص من بندر تجي انت....هي صدق قالت لي بس ما قالت لي قولي لخوانك...
خالد بجدية: لازم تقولين عشان نحل موضوعها...
نوف : اظن ابوي عرف .....سكوته وهدوؤه معها يدل على هالشي...
خالد سكت ، ثم قال: ابوي يسوي هالشي عشان لا يضايقها.....لا اقل ولا اكثر.....
نوف شدّت عبد لله لناحية صدرها لينام: الجازي لو تبي تقول بقول لكم بدون تردد....
خالد احمر وجهه من كتم غيظه وتحدث ما بين اسنانه: نوف.....يرضيك اختك تطلق؟.....قولي لي يمكن نقدر نحل الموضوع....ونوقف الامر عن نقطة بعيدة عن الطلاق
نوف بإصرار: ما هوب حسافة عليه أنها تطلق منه......من الآخر الجازي والله تستاهل اللي أفضل منه.....
خالد بغضب: ما قلتي هالكلام إلا انّ الموضوع كبير....
نوف بجدية: أي كبير....ويجرح بعد......بس ما نيب قايلته.......وتركوا الجازي ولا تضغطون عليها....يكفي ماجاها منه ولو تبي تعرف هو بيجي الليلة إلا اكيد.....كلمه وسأله

خالد نهض وتحدث بتهديد: اسمعيني عدل يا نوف......لو زنيتي براس اختك ولا شجعتيها على الطلاق......وربي لا ازعل عليك ولا اكلمك للأبد.......ولا اعرفك بعدها....

نوف وضعت عبد لله على السرير وبحساسية الموضوع: لا يا خالد........لا تهددني بهالشي....انت بتظل اخوي.....وراح اكلمك وتكلمني......مو انا ولا انت نقدر نأثر على قرار الجازي....الجازي ما قررت بهالقرار إلا انها مجروحة....من سيف.....وانا ماقدر اقولك السبب لأنها تشوف الأمر من ناحية ثانية وما تبي تخرب على ناس......
خالد بشك: تخرب على ناس؟....وش تقصدين....!
نوف لتنهي الأمر: ما عندي التفاصيل.... اسالها وريّح نفسك.....بس لا تقهرني بصد.....وكلام يخوّف....
خالد اغمض عينيه ومن ثم مسح على شعرها ليردف: تمام، لا تنسين ابرة السكر........اشوفك هالليام مشغولة فينا........لا تنسين نفسك.....عن اذنك...
ثم خرج تاركها تتنهد بعمق، هي تحاول ان تغير من تعكر مزاجهم ولكن هي من يحاول أن يغير مزاجها ويخفف عنها هذا الحمل
لا أحد!
ذهبت لناحية الكمودينة لتسحب ابرة الانسولين التي وضعتها قبل دقائق عدّه هناك سحبت الغطاء من عليها وحقنت نفسها بخفة اعتادت عليها
ومن ثم خرجت وتركت الباب مفتوح من أجل عبد لله
!
.................................................
.
.
.
لكل شيء حد وحدودها هي سراب! ما إن تتجاوزها ستتغير شخصيتها....ربما تتغير لتنغمس في جنون أو برود أو سعادة او حزن!
ولكن هي انغمست في شحوب مخيف ، وعينين فارغتين من الحياة ، وعقل شارد، وأخيرًا انتقلت إلى معنى آخر من البرود لمَ يحدث حولها .....اعتادت على الألم....وتشعر بالرضى حول غربتها الثانية!
فمجيئها إلى هُنا تعبّر عنه بغربتها الثانية فالأولى كانت في بريطانيا وحملت بين طياتها الكثير من الصعّاب والاحداث والاكاذيب
وهُنا لن تقل احداثها عن هُناك هي تؤمن بهذا الشيء الذي أرهق عينيها وجعل الهالات البُنيّة تحاوط جفني عينها .....وسلب منها النوم ...وجهها اصبح باردًا خاليًا من التعابير تشعر بصعوبة في الابتسامة في البكاء لا تدري ماذا دهاها؟
ام انّ عضلات وجهها اعتادت على حركة واحدة؟!
الدموع.....نزفت دموعًا كثيرة في أول أربعة ايّام لها في هذا الفندق .....تلك الأيّام التي قضتها مع الجدران ....ومع رعشاتها وخوفها....ولكن في اليوم الخامس قررت في الذهاب إلى التسوّق مُجبرة .....لأنها رمت البدي الأسود بعد ان مزّقتهُ في القمامة ولم يعد هُناك ما يُقيها من البرد سوى الجاكيت التي اخذتهُ من أمير
ذهبت ذات يوم للتسوّق بشكل سريع وعشوائي وعادت إلى الفندق ولم تخرج إلى هذا اليوم ....
تستيقظ كل يوم من نومها لتقابل النافذة تنظر لمن خلف النافذة ....تطلق تنهيدات عميقة من صدرها.....مضى يومان عليها وهي تُحاول أن تخرج الدموع من عينيها ولكن لم تستطع وربما هذا الأمر ينم عن صدمتها ....ولم تعد غددها الدمعية تفرز الدموع وكأنها جفت!.....الامر ليس مُريحًا بالنسبة لها ....بل أخذ طاقتها في محاولتها في إخراج الدموع ......فهذا الشي سبب لها جفافًا في عينيها....ولكن رضيت بعصيان عينيها من إفراز دموعهما!

ربما ملّا من حزنها وكآبتها ......استسلمت ....من هي حتى تقرر في اخراجهما من محجر عينيها الجميع من حولها هم من قرروا أن تعيش بالكيفية وبالطريقة التي يريدونها وحينما قررت .....هي سلبوا منها القرار بأنانية مُخيفة ....لذا استسلمت للأمر ولم تحارب!

...

حدّقت للمباني الشاهقة، للناس وتجولهم....لإصرارهم على العيش...أخذت نفسًا عميقًا.....الوحدة هُنا أفادتها في التخلّص من جنونها!......دون حواجز......للتخلّص من صدمتها بهدوء وبلا قواعد.....
نظرت لهاتفها التي اشترتهُ مؤخرًا، تُريد ان تهاتفها ولكن أجلّت الأمر كانت بحاجة لوجودها مُنذ أوّل يوم قضتهُ هنا ولكن لم تحبذ ان تكون مثلهم انانية وتزعجها بحزنها العميق وجُرحها الغائر ولكن الآن تستطيع أن تحدثها بعد ان استعادت جزءًا بسيطًا من اتزان عقلها
الغريب أنها حافظة رقمها اكتشفت ذلك عندما اتصلت عليها من هاتف المحل بعد ان اخبرته انه اضاعت هاتفها وتريد الاتصال عليه لتطمئن انه بأيدي أمينة! فاجابتها عرفت صوتها وأغلقت الخط سريعًا كل هذا حدث عندما خرجت للتسوّق....
اما الآن
وضعت كوب قهوتها المرّة كمرارة الأحداث التي مرّت عليها على الطاولة أبعدت خصلات شعرها عن وجهها
جلست على طرف السرير
ثم لم تتردد في الاتصال بها
..................................................
كانت في غرفتها في منزل خالتها، تحاول ألا تحتك بزوج خالتها ولا بأولاده ولا حتى ببناته تشعر أنّ الكون اصبح ضيقًا لا تُريد أن تكون سجينة لهذه الغرفة لا تريد ........حقيقة استقبلها والدها ليومين ولكن لم تشعر بالراحة فزوجته لم ترحب بها وقضت يوم كاملًا عند والدتها ....وايضًا لم تشعر بالراحة ولا الطمأنينة وعادت بأدراجها لمكانها المعتاد......حدثت والدها أن يسمح لها بالعيش في شقة منعزلة عن الجميع ووبخها على ذلك مردفًا
: ما عندنا بنات يسكنون في شقيق لحالهم....
فبلعت الغصّة، لا تريد كيف يهون عليه ان تنام عند خالتها وفي بيت رجل غريب عليها حقيقةً لم تفهم عقليّة والدها! ولكن كل ما تعرفه انها لن تبقى هنا مطولًا ستتحدث مع والدها ليسمح لها بنقل دراستها إلى أمريكا ستكمل دراستها هناك بدلًا من بريطانيا....
سمعت رنين هاتفها ونظرت للرقم الغريب
وارسلت رسالة سريعة تكتب فيها
(راح اكلم ابوي وبقوله بكمل دراسة بامريكا)
ثم رمت هاتفها بعيدًا عنها وأعاد الرنين بنفس الرقم
تمللت ثم اجابت: الو....
اتاها صوت بارد ، خالي من المشاعر، مبحوح للغاية لدرجة انها لم تعرف صاحبة هذا الصوت: اخبارك إيلاف...
قطبت إيلاف حاجبيها ونظرت للرقم لتتأكد: عفوًا ؟ مين معي!

هل حقًا صوتها تغير أم أنّ حياتها بأكملها تغيرّت : انا نور...

إيلاف بسعادة صرخت ونهضت من على السرير: يا معوووووده وينج انتي؟......اسبوع كامل وانا ادقدق عليج ما تردين.....قلبي قرصني عليج....صرت أحاتيج........طمنيني عنج.....؟

نور بللت شفتيها الجافتين : انا بخير.....ضاع جوالي عشان كذا تصعبت علي الأمور في إني اتواصل معاك......
ايلاف بلهفة: زين اخبارج؟ بعد اللي صار ووينج فيه الحين؟

نور نظرت للغرفة هل تخبرها أنها تعيش في غربة جديدة ووحدة عظيمة ومخاوف أخرى؟!

: تطمني انا بخير....وحاليا انا في باريس.....انتقلنا عشان اللي صار ...خاصة انه امير مستهدف ....

ايلاف بشهقة: هأأأأأأأأأأأأ.....وي الله يعينه.....زين وش آخر التطورات عندج؟
نور مسحت على وجهها وبشحوب: أحاول اتأقلم على العيشة الجديدة.......إلا صدق انتي وينك الحين رجعتي لكويت؟
ايلاف بتنهد: مع الأسف أي....
نور فهمت الإشارة: انتي ببيت خالتك؟
ايلاف : أي......احس اني بسجن....جالسة بالغرفة مثل القطو لحالي.....

نور سكتت ، حالها يشبهها ولكن بمختلف الأحزان!

أكملت ايلاف: بس راح أقول لأبوي راح اكمل دراسة بامريكا...احسن لي من هالقعده هذي
نور بتأييد: زين ما تسوين.....طيب ما فيه شي ثاني ؟
فهمت عليها ايلاف واردفت بابتسامة خجلة: إلّا.....
نور ارتسمت على شفتيها ابتسامة بصعوبة بالغة : طارق؟
ايلاف بحالمية: أي......يعني صاير حاليا بينا مكالمات .....احسه مهتم فيني حيل....
نور بجدية: واضح يحبك...
ايلاف بحيرة: بس ماعترف لي...
نور باهتمام: الولد خجول ويترجم حبه لك بافعاله وتصرفاته
ايلاف بجدية: هو اللي قال لي ....قولي لأبوك راح تكملين دراسة بامريكا...
نور بشك: وهو بروح يكمل هناك...
ايلاف : أي
نور بحذر: انتبهي على نفسك.......لا تثقين فيه ثقة عميا....وخذي احتياطاتك منه
ايلاف بهدوء: لا تخافين علي صديقتج ....ذيبة ما ينوكل حقها....

نور ابتسمت هنا مرةً أخرى وكأنّ عضلات وجهها اعتادت على الابتسامة : طيب.....ما أطول عليك مع السلامة
ايلاف بزعل: وجع لا سكرين...
نور سكتت، سمعت انفاس ايلاف ثم اردفت: ماقدر اشوي مشغولة اكلمك بعدين وسيفي عندك رقمي الجديد
ايلاف برضا: انزين....وديري بالج على نفسج...
نور : وانتي بعد مع السلامة
أغلقت الخط ثم نهضت، الهروب مفيد في بعض الأحيان ولكن لن يطول أمره بالنسبة إليها، لابد ان تواجه كل الحقائق
لذا .....قررت أن تخرج من هذه الوحدة جمعت ملابسها القليلة في الحقيبة المتوسطة الحجم التي اشترتها من اجل هذا اليوم واخذت جاكيتها الأسود التي اشرته ارتدته على عجل وسحبت هاتفها وخرجت من الغرفة
صعدت المصعد وصلت إلى اللوبي سلمت مفتاح الغرفة
ومن ثم دفعت المال المستحق لجميع الليالي التي مكثت فيها هنا
ثم توجّهت لناحية ماكس والذي كان يُراقبها طيلة المدة
يظن أنها لن تلحظ مكانه ولكن هو مخطأ ولن تنكر أنّ وجوده اشعرها بالأمان توجهت إليه وهو كان جالسًا يرتشف قهوته ويقرأ الجريدة!
علمت انه مكث في الغرفة المجاورة لها وفهمت أنه يُجيد اللغة العربية لأنها سمعته ذات يوم يتحدث مع أمير بها ولكن بطريقة مكسرة
عندما وصلت إليه سحبت الجريدة من يده وتحدثت باللغة العربية: وصلني لمكان امير...
نظر إليها لوهلة ، وبتعجب اردف : what?
انحنت للأمام ليصبح وجهها مقابل وجهه اكثر وبحده نظرت لعينيه: ادري انك تفهم عربي .......لا تسوي فيها كريزي......وقوم وصلني لعند أمير...
ازدرد ريقه وبلل شفتيه ونظر لمن حوله ثم نهض وسحب من يدها حقيبتها وأشار لها أن تتقدم أمامه....وما إن خرجا حتى فتح لها باب السيارة وركب بعدها وقادها إلى المكان المنشود
حدّقت في كل الأشياء من حولها دون أن تركّز عليها
كانت تفكر .....وكثيرًا حتى بها وصلت إلى أعماق تفكيرها المخيفة
وهي ابنتها؟!
هل ستدخل عليه وستراها في حضنه؟ هل حان موعد لقاء الألم والابنة الآن
كانت ستتراجع ولكن الجمت نفسها عن التحدث بأخذ نفس عميق مسموع لمسامع ماكس....
شبكّت أصابع كف يدها ببعضهما البعض، تذكرت الأمور الخفيّة عن ديانا وأمير
ذات ليلة، في غرفة المستشفى التي احتجزوها بداخلها، بكت بوجع نفسي مؤلم ....كانت تلك الليلة ليلة شديدة البرودة والثلوج غطّت شوارع أكسفورد بكثافة زادت من جمالها.....
كانت في شهرها السابع بطنها بدأ كبيرًا بالنسبة إليها ومخيفًا
كرهت نفسها اكثر مما قبل وقفت امام النافذة وهي ترتجف خوفًا
اضاعت عليها سنة دراسية كاملة بسبب زواجها وحملها!
واحتجازها هنا
بكت ، بكت بخوف ......خائفة من فكرة الانجاب......خائفة من كل شيء .....مجروحة من الحُب....من العشق....من الفراق الغير مخطط له بالنسبة إليها
وضعت يدها على بطنها وهي ترتجف، علمت أنها تحمل بداخلها أنثى....ربما ستكون قبيحة كوالدتها .....او جميلة كوالدها
كانت تلك الفترة تثق بقبح وجهها......صنفت نفسها من اقبح الناس على وجهه الأرض بسبب قلة ثقتها بنفسها وبسبب ما عانتها من تنمّر

.

كانت قد استرجعت جزء بسيط من هذه الثقة بعد معرفتها ببهاء الدين(مُراد) ولكن سريعًا ما هدم هذه الثقة
همست لطفلتها وهي تمسح على بطنها بشكل دائري ويدين مرتجفتين: لا تجين .......لا تجين على هالدنيا .....ما في شي حلو.......i swear....
ثم أسندت
جبينها على النافذة الباردة ووضعت كفي يدها عليها وبكت بصمت!
.
.
وها هي مع هذه الذكرى .....غير قادرة على البكاء ....غير قادرة على مجابهة الأمور.....لا تدري هل ستتقبلها ؟
في الواقع لا تريد أ تراها .....فهي على غير استعداد لهذه اللحظات.......توقف ماكس في الـ(الباركنق) أوقف السيارة نزل ليفتح لها الباب.....نزلت وشدّت الجاكيت على جسدها ...تنهدت
ثم أشار لها ماكس : السيد أمير.....هُنا...
توجهت لناحية الباب اتى بجانبها اخرج من جيبه نسخة أخرى من مفتاح الشقة وفتح لها الباب
دخلت وهو بقي في الخارج لم يدخل ما إن غلقت الباب حتى سمعته يقول: ماكس لك فينك يا زلمي تأخرت......راح روح لسندرا.....طمني كيفها لنور....
ثم خرج من الغرفة ، وفهمت انه كان يرتدي ملابسه، كان سيتحدث ولكن ما إن رآها حتى انخرس وازدرد ريقه
تغير عليها....تشعر بكبر سنة فجأة....لم يعد أمير الذي تعرفه
شعره ما بال شعره قصير للغاية ......وله شارب ماذا حدث هل يتنكر بشخصية أخرى؟ ولكن لِم هو هزيل؟
هل بسبب موت محبوبته؟!
وهي ايضًا تغيّرت عليه.......اصبحت هزيلة ...شاحبة......مهملة لشعرها الطويل المنثور على كتفيها....تنظر بنظرات لا تفسر ومشتتة.....شفتيها متقشرتين ......حاجبيها معقودين .....تاخذ أنفاسها بصعوبة لتكبح شيء بداخلها لا يعرف ما هو؟
ربما الخوف!
ابتسم لها وتقدم لناحيتها بخطى سريعة ولم يترك لها مجالًا احتضنها.....بل اعتصرها وودّ لو يدخلها ما بين ثنايا صدره
اشتمّ رائحة شعرها التي تذكره برائحة والدتها
تحدث بلهجة سعودية: نورتي المكان يا قلبي....
لم تبادره بهذا الاحتضان ولكن ودّت (لو ) يبقى هكذا مطولًا هي بحاجة إلى هذا الحضن مُنذ أسبوع
أراحت رأسها على كتفه ، واغمضت عينيها التي تأبى خروج دموعها وانغمست لرغبتها للشعور بالأمان وطوّقته بيديها وبادرته بالاحتضان
رقّى قلبه على حالها ونزلت دموعه على خديه شدها اكثر إليه وكأنه يخبرها بأنه بجانبها للأبد طبطب على ظهرها همس
: حبيبتي بتأسف على كل شيء....على كل شيء يا نور...
ازدردت ريقها ومن ثم....دفنت وجهها في صدره بعد ان ابتعدت قليلًا لمسافة معينة لتمكنها من الوصول إلى تلك المنطقة التي تقسم أنها ستجد بها جزءًا بسيطًا من والدتها ....ديانا دومًا ما تفعلها حينما تشعر بالتعب .....كانت تنظر لهما بالخفاء دون ان يشعرا
وقد لمحت ذات يوم هذه الحركة التي تفعلها والدتها وتهمس له
بحب: تعبانة لمني بين احضانك امير وخليني اغفى!

هي الآن لا تريد أن اتغفى تريد أن تشعر بوالدتها
حركتها تلك آلمتهُ ، وذكرته بها
قبّل راسها وطبطب على كتفها ثم مشى بها لناحية الصالة اجلسها بجانبه ولم يدعها تتحرك من حضنه
وهي أسندت
رأسها على كتفه بتعب، وارهاق.......هي لا تريد هذا الحضن منه ولكن لا يوجد هنا من تريده!......هو كاذب....وخائن......ولكن دومًا ما تعود إليه ......مقدّر عليها ان ترتمي في حضن من كان سببًا في ابعادها عن وطنها.....هي تنتمي إليه وهو ينتمي لحبه الذي يبحث عنه في احضانها ......هي تبحث عن الأمان ....وهو يبحث عن عشقه كالمجنون....وكلاهما يداوي جرحهُ باحتضان الآخر .......شدّت على خصره ....وهي ترتعش
همست لهُ: ابي انام
تنهد بضيق على حالها من الواضح أنها لم تنم جيّدًا طيلة تلك المدّة لذا سحب نفسه إلى زاوية الكنب وهي سحبت قدميها لتمدهما على الكنبة وتنسد رأسها على صدره اغمضت عينيها وهو أخذ يمسح على شعرها
وبدأ يغني لها بلحن هادئ وحزين:
هي وهي وهللا
سمن وعسل بالجرّا
مناكل نحنا والبوبو
نام نام يا زغير نام
نيَّمتو ما كان ينام
نام.. ألله يا عيني
إبني يا عنب الزيني
يا الله يا الله يا دايم
تحفظ عبدك النايم
تحفظ عبدك وتْجيرو
وتخلّيه نايم بسريرو

.
.

اهتّز جفن عينيها بلا دموع كانت والدتها تغنيها لها وهي بعمر السادسة والسابعة قبل غربتها الأولى عندما تأبى النوم كانت تُغنيها لها لتغط في سبات عميق لا تدري هي تنام بسبب دفئ صوت والدتها ام بسبب الكلمات!

هل يعلم أنها كانت تُغنيها لها أم ما يحدث الآن من محض الصدق التي تُزيد الأوجاع؟
لم تنهاه عن اكمالها وترديدها لمسامع آذنيها جعلته يُكملها وهي تتذكر طفولتها المحفوفة بحب والدتها وبحب ابيها يوسف......اهتزّ جسدها برغبة عارمة للبكاء ولكن عجزت من اخراج الدموع
فشدها أمير لصدره مردفًا هذا البيت: يا الله يا الله يا دايم ،
تحفظ عبدك النايم
فشدّت على جفني عينها وحاولت بشتّى الطرق للنوم ولكن عجزت من النوم .....سيطرتها باتت مستنزفة .....عاجزة .....سكت أمير واخذ يراقب ملامح وجهها .....ويمسح على شعرها بهدوء....تشبه والدتها لديها الانف ذاته.....الحاجبين ذاتهما .....حدّة الوجه ذاته.....انحنى وقبّل جبينها بلطف وكأنه يُهديها اعتذاره عن كل شيء بلا استثناء......مسح على خدها بلطف .....وبندم يأكل قلبه على إخفاء امر ابنتها عنها طيلة هذه المدّة.......سمعها وهي تأخذ نفسها عميقًا
وتردف وهي مغمضة لعينيها: اوصف لي شكلها؟
لم يفهم ماذا تقصد بالضبط لذا أكملت قائلة: اقصد بنت بهاء الدين

اوجعه قلبه، حينما اردفت بهاء الدين لو تعلم أنّ حتى اسمه كذبة
وحياتها معه اكبر كذبة لاستمالتهم عن طريقها لناحية الهوى
لجُنّت!
تنهد بضيق وازدرد ريقه مترددًا: شعرها بني غامق.......
ابتسمت بسخرية وما زالت مغمضة لعينها: على ابوها
شدّ عليها وكانه يريد مؤازرتها: عندها تغاير لون عينين .....اليمين لونها عسلي فاتح.....واليسرى بني غامق....
تحشرج صوتها هنا وهي تشد على عينها تريد إخراج الدموع ولكن بلا جدوى: يعني قبيحة مثلي....
قوّس حاجبيه بضيق، وخالجته حشرجت بكاء حاول كبحها: بشرتها حنطية مائلة للبياض....
اردفت بضيق: مثل ابوها.....اجل لعصبت بصير لونها احمر......
ارتجف جسدها بعد ان سكتت تلك الرجفة التي تنم عن البكاء
ثم نهضت من حضنه ونظرت لعينيه : هي مريضة بسببي ....عشان كنت آخذ حبوب عن الكآبة......وعن اضطرابي.....
امير بجدية ليطمئنها: لا.......
نور ازدردت ريقها: أجل ليش تعبانة؟
امير لا يريد أن يُخفي عليها تلك الأمور تحدث باللهجة السعودية: نقّص عندها الأكسجين عند ولادتك لها.....واثر هالشي على نظرها...
نور بانكسار: يعني صارت عميا؟
أمير بهدوء: لا.....ولكن صار عندها ضعف نظر حاد....واضطريت أوافق على عملية إعادة تصحيح النظر وهي بهالعمر لأنها صارت نسبة العما كبيرة.....
نور ازدرد ريقها واردفت بصوت اشبه للهمس بسبب حشرجت البكاء: والحين تشوف؟
أمير هزّ برأسه مبتسمًا وهو يطبطب على كف يدها الأيمن: أي....بس لازم تلبس نظارة....
نور سكتت، ومن ثم تذكرت أمر واردفت سريعًا: اخبار يدك؟

لن ينكر أنها تملك قلبًا طيبًا ، تملك في قلبها حنيّة لا تعرف
رغم محاولتها في أن تصبح قاسية وبعيدة كل البعد عن مشاعر الرأفة إلا انها لا تستطيع أن تنغمس لهاويتهم!
: بخير.....بدأ الجرح يلتئم وما صرت احس بالوجع.....
هزت رأسها برضى.....ثم قالت : خلاص روح لها.....
ثم نهضت لتردف: أنا بطلع اتمشى اشوي.....وبرجع....
أمير نهض ثم قالت سريعًا قبل أن تتحرك من أمامه: طلعت رقم جديد....عطني جوالك اسجله لك...
مد هاتفه لها بهدوء سحبته سجلت رقمها ثم انسحبت من نظراته ومن ضعفها امامه ثم خرجت......لتجد نفسها تتنفّس بعمق وتشهق بشهقات متتالية تنّم عن رغبتها في البكاء......وضعت يدها على قلبُها تشعر باضطراب أنفاسها .... تشعر بالخوف......بالضياع.....بالتشتت والانهيارات أمام جميع الذكريات التي تطرأ عليها في هذه الدقيقة
نظر إليها ماكس ثم اتى بقربها راكضًا
: are you ok?
حدّقت في عينيه بعينيها الجاحظتين أومأت برأسها بمعنى (أجل)
ثم ابتعدت عنه وهمّ بمتابعتها وفق امر امير ولكن شعر بكف تربت على كتفه الأيسر: اتركها.....خليها اليوم بدون مراقبة.....يمكن تئدر تتنفّس وتتخلّص من عبء احزانها....
ماكس فهم على امير حرّك رأسه بهدوء
أمير : راح روح للمستشفى اطمأن على سندرا.....وبعدها راح روح على المبنى الجديد للشركة....وانتّا هلأ روح وتابع شغلك ......لك بس ساعة حتى تخلّص شغلك وتجي لهون لا تنسى ...بخاف ترجع ديانا وما تلائي حدا هون وانا انسيت اعطيها مفتاح احتياطي للشقة!
ماكس: اوك....
ثم ركب سيارته وانطلق
أما هي تمشت ببطء على الرصيف......تحاول أن تهدأ من انفاسُها المضطربة أن تستعيد وعيها ....اخذت تنظر لمن حولها....اغمضت عينيها وامتّصت ذكرياتها المأساوية واكملت الطريق إلى ان دخلت في زحمة باريس ...بقُربها من المطاعم والكافيهات وحتى محلات الملابس.....تجوّلت حول المحلّات ودخلت في معمعة الناس وزحمتهم إلى ان قررت في الذهاب إلى اقرب
كوفي شوب .....تُريد أن تشرب قهوة تستعيد بها نفسها
وتمتص غضبها!.
حقيقةً أصبحت مدمنة على شربها .....في هذه الأوان!
مشت بخطُى هادئة ، تتنفّس بهدوء وتجول بانظارها إلى الشوارع اقتربت من الباب
سحبت الباب لتفتحه ثم خطت خطوة كبيرة للأمام حتى اصطدمت في كتف إحداهما
واردفت بالفرنسية قبل أن ترفع رأسها وهي مطأطأة به ومنحنية لسحب هاتفها الذي سقط على الأرض ولكن لم ينكسر!
: Je m'excuse

ثم وقفت بشكل سوِ ورفعت رأسها ، نظرت إلى وجهه ، واحتبست أنفاسها ...وتجمّدت أطرافها وحواسها ...لم تُرمش بعينها بقيت تبحلق في وجهه ...تشعر أنّ لسانها شّل حاولت أن تنطق اسمه ولكن عجزت....كما هو مصدوم في هذا الحال ويبحلق في وجهها كما هي تبحلق في وجهه ، شعرت أنّ الزمن توقف عند هذه اللحظة حتى بها اختنقت واحمرّ وجهها الجميع انصدموا من منظرهما المتجمّد امام الباب!
إلى ان اتى احدهم طالبًا منهما أن يتحركا ليتمكن من الخروج
فهنا استيقظت على نفسها وتراجعت خطوتين شاسعتين للابتعاد عنده وتسمح للرجل العبور وادركت شيء ما حتى إنها ابتسمت بسخرية الصدف
بينما هو تلعثم وهو يتحدث: Noor?
لم تُجيب عليه......كل ما فعلته اقتربت منه وحدقّت في عينيه بحقد : lier?(الكذاب)
ازدرد ريقهُ وابتعد حينما سمع تلك الفتاة تناديه بحب
: Tom……..where are you?......look..my love….iam trying to….
ولم تكمل حديثها، لأنها انتبهت لتجمده ونظرات نور الساخرة له! تحدثت متسائلة
: who is she?
رمقتهما نور بنظرات استحقار وسخرية ومن ثم خرجت من الكوفي بدلًا من ان تطلب منه قهوتها!

اما توم مسح على وجهه بتوتر وتلك الفتاة ما زالت تسأله من هي نور؟ ولكن لم يُجيبها واصّر عليها ان تبقى هنا تنتظره ثم خرج راكضًا....
أما نور.....ما إن خرجت حتى ضحكت بقوة وشعرت بضيق تنفّسها يعود من جديد نظرت لمن حولها وابتسمت بسخرية وعادت تضحك كالمجنونة!.....ولم تنتبه لتوم الذي يركض لناحيتها

تشعر أنها جنّت ...لماذا الجميع يبتسم؟...يفرح....يُسعد ؟...يوفّق في حياته وفي حبه وهي تفشل في كل هذا.....هل العيب فيها أم في الناس الذين يعيشون من حولها...لم تتوقف عن الضحك ....مستمرة ....في الضحك على نفسها وعلى بشاعة ما يحدث لها....إذًا توم خدعها....لم يكن مريضًا ومصابًا بالإيدز كما قال.....هذه كذبة من اجل ان يفترقا بهدوء....ويأتي لهنا...من اجل حبيبته الجديدة........نظرت للسماء وهي تضحك.....بعمق شعورها بالقهر....شعرت بيد احدهم تمسكها وتجبرها على الالتفاف لناحيتها
نظرت لعينيه وباشمئزاز: leave me!
توم بتوتر.....وبخوف من ردت فعلها (مترجم): لن اتركك...دعيني اشرح لكِ الامر....

نور واخيرًا رأت لها متنفّس لقهرها لتنفجر صارخة في وجهه(مترجم): ماذا ستقول؟.....هل ستخبرني عن شفاؤك عن المرض ام عن حبيبتك الجديدة؟

توم ازدرد ريقه وتلك الفتاة لم تستمع له بل خرجت وبقيت واقفة امام باب الكوفي ونظرت لهما حتى استشاطت غيضًا لرؤية نور
القريبة من توم وضعف توم عن الحديث أمام صراخها ولكن قررت ألا تقترب منهما!

توم حكّ جبينه(مترجم): صدقني انا لم أخنك .....احببتُك حقًا ولكن..
ولّت بظهرها عنه لتمشي ولكن مسكها من كف يدها وهو يقول بصدق(مترجم): كنت انوي الزواج بك.....ولكن لم استطع أن افعل هذا لأنكِ.....
نور تنتظر الصدمة الأخرى منه ليكمل بقساوة: لأنكِ عربية الجنسية .....وتنتمين إلى ديانة .......لن يتقبلها أي فرد من عائلتي...فخشيت عليكِ من هذا الأمر وابتعدت....لكي لا أُحدث لكِ ضررًا في حياتك!
نور نفضت كف يدها من يده وبحقد اردفت (مترجم): إذًا اتركني واذهب لحبيبتك ....انظر انها تنتظرك أيها الجبان!
ثم ركضت بعيدًا عنه وعن اعترافه الذي زاد من قهرها ومن وجعها أما هو عاد لمحبوبته التي اخذته يمنةً ويسرى بالأسالة ولكن لم يُجيبها على أي واحدٍ منهم!
....
شتمت نفسها وغباؤها ، لِم جعلتهم يتحكمون بِها ويستغلون ضعفها وحاجتها إليهم .....لم جعلت نفسها كالدمية يتلاعب بخيوطها لتحريكها كما يشاؤون ؟! وهي تمتلك خواص ربما كيمائية لا تتناسب مع خواصهم لأنها تسبب الانفجار وخواص فيزيائية عنيدة تسبب التنافر للابتعاد عنهم ! تلاعبوا بتلك الخيوط ولكن قُطّعت بسبب ما يمتلكونه من خواص لا ترغب في مجاراة خواصها ابدًا!

ولكن ما يؤلمها أنهم حاولوا بشتّى الطرق ان يتكيّفوا مع خواصها الغريبة حتى أنهم خططوا لحياتها بدلًا منها !....دمروا استقرارها وهي تحاول ان تشد بيديها الضعيفتين على بقاؤه هادئة.....

مسحت على خديها متوهمةً بوجود الدموع التي لم تنساب على خديها في الأصل....ومشت بخطى متسارعة لناحية الهاوية دون تردد ودون تفكير بالعواقب.....لا تدري بهذا الفعل تنتقم منهم أم تنتقم لنفسها! هي منعت نفسها من الإقدام على هذا الأمر لعدّة أيّام وجيزة ولكن ما حدث لها الآن اخلّ باتزان افكارها...وانصاغت وراء رغبتها .....ثم.....توجهت إلى إحدى الأماكن الملعونة .....لم تهتم لا للنظرات الحقيرة الموّجهة لها ولا إلى الاشكال المقززة التي تنظر إليهم بانكسار من حالها!....دخلت هذه المرة دون خوف.......لرغبة بداخلها وتتمناها من زمن بعيد! ......تُريد النسيان ...والمرح ولكن بطريقة......تجعل من الإنسان حيوانًا لا يعرف نفسه !
كانت الموسيقى صاخبة ومزعجة لخلايا العقل....ولكن هذا مفيد بالنسبة إليها مفيد لاخراس الذكريات وشعورها بالاشمئزاز حول حياتها وغدر الناس لها.....توجهت للكراسي الرفيعة امام تلك الطاولة ......اقتربت منهم وقبل أن تجلس
اشارت للعامل ان يناولها كأسًا، فناولها إياه في بعض ثوانٍ وقبل أن تأخذه ازاحت من على جسدها الجاكيت.......ووضعته خلف الكرسي ومن ثم جلست ......نظرت للكأس تمنعت فيه.....اشتمّت رائحته قبل ان تقربه من شفتيها اشمأزت منه وابعدتهُ عن انفها ...خفق قلبها من اقدامها على هذا الذنب العظيم....وشعرت بتأنيب الضمير وكادت ان تقوم وتهرب من المكان ولكن ...شدّت على الكأس بقوة وقرّبتهُ من شفتيها اغمضت عينها لكي لا تستمع لنفسها التي تُنهيها عن هذا الأمر ...ثم ......شربت أول سمً وأوّل مقربةٍ من الذنب في دفعة واحدة .......شعرت بمرارة ما فعلتهُ واشمأزت من مذاقه هزّت رأسها وكأنها تُنفض الذكريات جميعها من دماغها الصلب......ولم تتردد عن طلب كأس آخر حتى إنها .. اشارت له بكأس ثاني...فـ تعجب منها
متحدثًا باللغة الفرنسية (مترجم): عزيزتي ......لا تشربيه في دفعة واحدة وإلا ستخسرين عقلك سريعًا!
لم تجيب عليه حقيقة ً لا يفرق الأمر.... شربته في دفعة أو في دفعات الأمر واحد ما إن يدخل في فاهك ويعبر إلى معدتك سيفقدك اتزانك لا محالة ولكن فهمت هو خائف من أن تثير المشاكل بعد أن تشرب الكثير والكثير !
ناولها الكأس وشربته في دفعة واحدة، وهنا أدركت انها انغمست في مشاعر الهروب للذنب باندفاع مُخيف ...لنسيان ما يحدث لها من خذلان!
هي لا تريد ان تُعيد ما حدث لها قبل خمس سنوات .....لا تريد ان تتذكر اوّل رشفة من هذا الذّل لا تريد ان تُعيد الامر للوراء....ولا تريد أن تُعيد ما عانتهُ بسببه!
ولكن تشعر انّ الجميع بدآ يضغطون على اوتارها و على اوجاعها لذا هي تُريد أن تسكّن من آلامها بهذا الطريق المظلم ...والموحش.....والمؤدي للضيّاع في بئرٍ عميق سرمدي!
بدأت تشعر بالدوران......وعدم الاتزان ....والتخبط في الحديث بينها وبين نفسها ......ابتسمت كالبلهاء له و
اشارت بأن يناولها الكأس الثالث
كان سيعترض ولكن اشارت له وهي تتحدث بثقل وبلغة فرنسية صعبة (مترجم): لا تكثر الحدييييييث.....هيّا...اعطني كأسًا آخر وإلا لن ادفع لك ثمن الكؤوس الأولى!
حدّق لها بملل، تنهد وهو يشتمها ولكن ابتسمت تشعر أنّ كلمته في محلها هي كما قال ولن تتشاجر معه هي في الأصل تنظر لنفسها كما وصفها !
ناولها الكأس سحبته من يده بقوة ثم
شربته في دفعة واحدة .....ثم نظرت للكأس بهدوء وهي تبتسم كالمجنونة.........اخذت تحدثه بسخرية
: ذنبي....وذنب ديانا.........وذنب الأشقر....... والاهم ذنب يوسف!

وما إن طرأ عليها اسم والدها حتى شدت على شفتيها لتمنع رغبتها في البكاء..... ..ابعدت الكأس عنها وكأن تُبعد صورته عن بالها بهذا الفعل!.....ثم ...اخرجت من حقيبتها المال المستحق وبعثرتهُ على الطاولة بيدين مرتجفتين!
قررت الانسحاب من هذا المكان بعد أن مرّت الخمسة عشر دقيقة من بقائها هنا فضجيج الموسيقى التي من هذا النوع بدا يزعجها لذا نهضت وشعرت بدوران عارم لرأسها، ولكن لم تبالي ...مشت خطوة لتبتعد عن الكرسي وكادت تسقط ولكن تشبثت بيدها بطرف الطاولة وضحكت بخفة و بخجل! ثم استقامت في وقفتها ...و.....سحبت الجاكيت بيديها ...واخذت تترنّح يمنةً ويسرى في مشيها ...إلى أن وصلت إلى الباب ثم خرجت للهواء الطلق...!
ضحكت على حالها، وبدأت تُهذي بكلمات غير مفهومة وتمتمات غير معروفة وبلهجات ولغات مختلفة ومكسرة؟
لا تنّم إلا عن حالتها وانكسارها وشتم نفسها!
جلست على إحدى الأرصفة الجانبية واسندت رأسها على الجدار الخلفي
حدّقت في السماء الممتلئة بالغيوم
واردفت : انا حققييييييييييييرررررررررررة.....

ثم وضعت كفّي يديها على وجهها واجهشت بالبكاء ...دون دموع؟!

واخذت تشتم وتسب نفسها، مرارًا وتكرارًا ثم اخذت تعاتب والدتها بصوت مكسور : ليش جبتيني يا ديانا ليش؟

شعرت بذنبها واخذت تبرر ذلك : هم ضيعونيييييييييييي.....ضيّعت بنتك يا
وبثقل ورجفة شفتيها: يوووووووسف....

ومن ثم مالت على جنبها الأيمن تضحك بسخرية مجرى الأمور عليها : هذا مكاني الصح!!!
واعتلت ضحكتها ، واشتدّ صوت الرعد والبرق ....لتبدأ السماء بالهطول......اغمضت عينيها بشدّة ثم فتحتهما و...نظرت للسماء....للغيوم التي تحوّلت فجأة إلى سواد.....ابتسمت واخذت تكرر بيقين: عذابييي.....عذاااااابي...
.
ومن ثم ضحكت وبكت في الآن نفسه....وبعدها اتكأت على الجدار محاولةً للنهوض وما إن نهضت حتى تراجعت خطوتين للخلف مترنحة وسقطت على أكياس القمامة
واعتلى صوتها بالضحك هنا ...رغم مرارة الأمر إلا انها تشعر بالسعادة والمرح والقليل من الخوف! ....ولم تشعر بقطعة الزجاج الخارجة من منتصف الكيس والتي خمشت يدها بخفة .....حاولت النهوض مرةً أخرى .....ولكن سقطت هذه المرة على طرف الزجاجة لتخمش خاصرتها!...لأنها استلقت على الاكياس سريعًا...وهي تضحك فلم تشعر بالألم...استمرّت بالضحك... إلى أن شعرت بجنون سكرتها المشؤومة....قوست حاجبيها على حين فجأة بعد ان شعرت بحرارة تتسلل كف يدها وطرف خاصرتها الأيمن...رفعت يدها امام وجهها ونظرت للون الأحمر جرحها ليس بتلك الغزارة ولكن نزف بشكل مخيف كونها فاقدة لوعيها تشعر انه غزير فابتسمت ببلاهة وبذعر ناتجة عن الشرب: المطر صار احمر......لالا....هذا عذابييييي.....يدي......عذااابيي...
ثم جلست ....وبحلقت في يدها ومررت يدها الأخرى عليها لتشعر بوخز الألم فعضت شفتيها وشتمت نفسها من جديد
ومن ثم قررت أن تشّد على الجرح ...شدّت عليه ثم صرخت.....حتى شعرت انها بدأت تستعيد وعيها قليلًا من الألم الذي شعرت به....وبسبب برودة المكان والمطر الساقط على الجرح تشعر بالخدر في يدها ....لذا
احتضنت كف يدها لناحية صدرها.....سحبت جسدها من على الاكياس تحاول النهوض وأخيرا نجحت هذه المرة دون أن تحدث لجسدها أي ضرر ...ولكن شعرت بوخز لناحية خاصرتها لم تهتم لهذا الشعور ....مشت للأمام بثقل.........مشت عائدة للشقة .....هكذا حدثها عقلها اللاواعي...ستعود هناك....تشعر بالتعب وبالغثيان .....فالشقة ليست بعيدة ...ولكن ثقل جسدها وترنحها وسقوطها ونهوضها فجأة اخّر عليها امر الوصول.....وشدّت الرياح والمطر صعبّا عليها الأمر كعقوبة على ما فعلتهُّ
من يمد لها يد المساعدة نهرته بالابتعاد عنها شاتمته بكل اللغات التي تعرفها.....ما إن يستوعبوا مدى فقدها لوعيها حتى بهم يبتعدون هنا درءًا للمشاكل والمصاعب التي ستمطر عليهم لو اجبراها على ما لا تريده!
سقطت على ركبتيها....وهي تلهث متعبة ......تشعر بالغثيان اغمضت عينيها وتنهدّت بضيق
شعرها اصبح ملتصقًا على وجهها.... من شدّت وغزارة المطر وهطوله....ابعدته عنها بضيق ومن ثم عادت تشد على يدها لتسكت الألم.....بقيت تمشي لناحية الشقة بما يُقارب الربع ساعة
اخيرًا وصلت الشقة طرقت الباب لأنها لا تملك المفتاح وأمير نسي أن يعطيها نسخة منه !
صرخت : فتحوا...يا كـ.....فتحوا يا...
وبدأت تشتمهم ......
إلى أن ارتخى جسدها وجلست على الأرض بطريقة مفاجأة ومؤلمة لها واسندت نفسها على الباب......بدأت تُكمل هذيانها .....وارتفع صوتها بالضحك...ومرةً بالبكاء.....كل من مرّ هنا حاول ان يقدّم لها مساعدته ولكن ترفض وبشدّة ......كانت
تكرر كلمتها: عذابييي......مطر.....دم .....عذااااابي...ههههههه.....انا نورة ....ولا نور؟.....ههههههههههه......
مدّت رجليها للأمام ومن ثم ضحكت : هههههههههههههه نفس جلسة جدتي مزون.....ههههههههه...
نظرت للناس الذين ينظرون إليها بأسى، وسمعت همساتهم ولكن لم تُعير لهم أي اهتمام، قرفصت نفسها بشكل سريع ، ونظرت للسماء وما زالت تكرر: عذااااااااااااابي....عذااااااااااااااااابي.......
ثم ضحكت بشكل مخيف ومريب للنفس....واخذت تتذكر من طفولتها الشيء الكثير
حتى بدأت تهذي بأقوالها عندما تتشاجر مع اخيها : نااااصر لا تاكل بسكوتي....بعلم عليك ......ابو....
لم تكمل بسبب مداهمة الحازوقة لبلعومها .....ما إن شعرت باستعادة تنفسها حتى ضحكت.......اسندت رأسها على الباب وحدّقت في السماء وفي الغيوم ......ومدّت يديها للمطر...فتحت فاهها .......لتدع قطرات المطر تنساب بداخلها .......ثم ضحكت
: هههههههههههههههههه أمي راح تضربني عشاني شربت مطر....ههههههههههه ناصر لا تعلمها.....تكفى.........ههههه

والكثير من الهذيان والجنون.....مرّ ما يقارب النصف ساعة وهي على هذا الحال إلى حين هدوؤها بسبب غفوتها السريعة تشعر أنها ما بين الواقع والحلم ....تسمع حديث الناس...ولكن ترى الظلام......وتبتعد عن النور....منزعجة منهم ...ولكن لا تريد ان تتشاجر معهم بقيت هكذا امام الباب و لم يجرؤ احد على لمسها أو على الاقتراب منها تحدث احدهم بانه سيتصل على الشرطة ولكن من حسن حظها أن ماكس وصل إلى هنا قبل وقوع الكارثة امسك بيد الرجل لينهيه عن سحب الهاتف من مخبأ بنطاله
تحدث معه باللغة الفرنسية (مترجم): لا داعي لذلك انا سأتولى امرها.....فهي قريبتي....
ثم نظر للمجموعة المتجمهرة أمام الباب وبصوت حازم (مترجم): هيا انصرفوا من هنا ...هييييييييييييييا......

ثم اقترب منها اخرج المفتاح من جيبه فتح الباب ثم انحنى وحملها بين يديه .....هنا شهقت ديانا ....وشدّت على رقبته خشيت من سقوطها على الأرض ...شعرت انها بدأت تحلّق بعيدًا عن الناس ثم ضحكت على انتشاؤها اللعين !...اغلق ماكس الباب بقدم رجله اليسرى...
وفجأة تحدثت نور بثقل: توم ولا بهاء؟
نظر ماكس إلى وجهها الشاحب.....واشمئز من رائحتها الكريهة بسبب الشرب وبسبب سقوطها على القمامة والتصاق الاوساخ على ملابسها بكل سهولة لوجود قطرات المطر عليها
وضعها على الكنب
وابتعد عنها ولكن مسكت بكف يده لتشد عليها وتنهض بصعوبة ابتسمت له وهي تضحك: ما اصدق...........بهاء......شطلعك من قبرك؟...ههههههههههههههههههههه.......هذا عذااااااااااااابي شوف...هذا عذاااااااابي...
رفعت يدها المجروحة أمام يده ......مسك بيدها وتمعّن في جرحها فهم أنه ليس غزيرًا ولكن لابد ان يعقّم حتى لا يلتهب وينظفه لها...لذا امسكها من اكتافها وارغمها على الجلوس
تحدث بلغة عربية مكسرة : جلسي......
حركت رأسها بعند وهي تحدّق في عينيه: لالا......ابي.. ..اقولك شيء....
سكت وانتظر ان تخلص هذيانها حتى اقتربت منه وطوّقت رقبته بيديها وبقي هو صامد وجامد ينتظر الفعل الآخر منها ليتصرف
ولكن كل ما فعلته انها ضحكت بصوت عالٍ لتقول: هههههههههههه تخيّل طلع لي بنت......تشبهني بالعيون ...وتشبهك في اللون....
اغمض عينيه ، بصبر
وابعد يديها عنه واجبرها على الاستلقاء على الكنبة ، وهو يردف بحسم : نامي....
نور وكأن الأمر بدا لها مقنعًا تشعر بالتعب ....وبالإرهاق هزت رأسها موافقته على الامر القت بنفسها لتتخلّص من يديه على الكنبة ......وتوقفت عن الضحك ولكن لم تتوقف عن الهذيان تحركت بشكل سريع لتصبح بعد ذلك مستلقية على بطنها ابتعد
عنها ماكس
وأجرى اتصال سريع ، بينما هي غرقت في تذبذبها وشتاتها في وحل الذنب ......في وحل الوجهة المُظلمة.....في الركض خلف الراحة باقتراف أعظم الذنوب واشدها...
.....................................
.
.
.
بقي معها لمدة ساعة كاملة ...يحاول ان يُبهجها ....يُضحك لها سُنها...يعوضها عن كل شيء فقدته ......اشترى لها الكثير من الألعاب......والحلويات و(الشيبسات)....ولم ينسى الأهم ... شراء الملابس....
مسح على رأسها: حبيبي بدّك جيب لك شي تاني؟
هزّت رأسها باقتناع بما شراه لها
(لا)
ابتسم لها ونظر إليها بحنان: راح توعديني تاخزي كل الدواء ......
هزت رأسها (أي)
يريد منها أن تنطق بكلمة واحده ولكن عجز ، عنيدة كوالدتها نور
نظر لجولي وتحدث معها : جولي ......حكيتي مع الدكتور مشان خروجها من هون؟
جولي تحدثت بلغة عربية مكسرة جديدة: أي.....ئال....تخرج بعد .....تو ويكس...(بعد أسبوعين)
حرّك رأسه برضى ، ومسح على شعرها ورنّ هاتفه
أجاب على المتصل : اهلا ماكس
ماكس نظر إليها ، هدأت أنفاسها وغطت في سباتها
تحدث بلغة عربية مكسرة ايضًا: سيّد أمير.....نور.....جات.....البيت.....لكن.......فاقدة وعيها...
نهض امير هنا بذعر: شوووو؟.....ئصدك شارباني؟

ماكس مسح على جبينه: أجل...

امير بغضب وعصبية، هذا ما كان يخشاه طيلة الفترة ...ان تعود للادمان.....للانسحاب إلى الهاوية .....والسقوط بلا وقوف!

: اسمعني منيح ...اعمل إلها ئهوي(قهوة)....واجبرها تشربها راح ارجع أنا عالبيت.....لا تتروكها إلا لم أجي...

ماكس نظر إليها: ولكن سيدي ...الآن هي نائمة....
أمير تحدث ما بين اسنانه: اجبرها على شربها...
.
ثم اغلق الخط قبل أن يسمع رده ، انحنى ليقبل الصغيرة على جبينها ثم ابتعد ووجّه حديثه لجولي: جولي انتبهي على سندرا ولو احتجتوا أي شي اتصلي علي او اتصلي على ماكس....
جولي بهدوء: اوك...
ثم خرج وهو يشتم نفسه على عدم اهتمامه بنور رغم إنها الآن وفي هذه الحالة من الصدمة كان عليه أن يكون اقرب إليها من نفسها ومراقبتها بكل ما أتي من قوة هو اخطأ حينما قال لماكس ان يكف عن مراقبتها
ركب سيارته وقادها بجنون !
.....................................
انتظام نبضات القلب يخترق مسامع أذنيه، ورائحة المعقمات لامست جيوبه الانفية بعمق، نظر للجهاز ليطمئن على المريض تنهد براحة ، تعاون الفريق الطبي معه
ساعده على اجراء العملية بشكل مريح وبعيد عن الضغوطات
مدّ يده : مقص!
ناولوه إياه بشكل سريع
تناوله من يد المساعد وقطع الجزء الطرفي من الخيط بعد ان أتمم عملية خياطة الجُرح.....
تحدث : انقلوه لغرفة الملاحظة وتابعوا حالته إلين تستقر....
ثم خرج....أزاح من يديه القفازات......ومن على فمه الكمامة....رماهما في القمامة.....ثم توجّه للمغاسل.....غسّل يديه....ومن ثم اغلق الصنبور ....وازاح من على جسده اللباس الخاص لإجراء العمليات ورماه....ارتدى معطفه الأبيض....وخرج سريعًا متوجهًا إلى مكتبه......دخل المصعد انغلق عليه الباب.....فمسح على شعره ...يشعر بالتعب....والارهاق......فالعملية استغرقت بما يقارب الست ساعات من اجل استئصال ذلك الورم الخبيث......لا يُريد الآن سوى الاختلاء بنفسه....لن يعود إلى المنزل....سيبقى هنا لفترة من الوقت!.....انفتح الباب خرج مشى ...مقترب من المكتب وضع يده على مقبض الباب فتحه ....دخل...واقفل عليه الباب.....جلس على الكرسي.....واسند رأسه للخلف......تذكر حاله وحال زوجته.....وكيف آلت الأمور إلى هذه المشاكل اللامنتهية.....تنهد....
كيف يُرضيها؟....كيف يقنعها في ان تُشيح بنظرها عن أمر الطلاق؟
هل يستخدم عبد لله كأداء للصلح؟
نفض هذه الفكرة .....نهض بعدها متجهًا للغلايّة الجانبية مقررًا في اعداد قهوة ليستعيد بها طاقته ووعيه.....
سمع رنين هاتفه سحبه من على المكتب أجاب
: هلا عزام....
عزام وهو يقود سيارته : هلا فيك زود.......
سيف سكب الماء في الكوب.....وبدأ بخلط الكوفي بالملعقة ليمتزج بالماء: شفيك متصل؟
عزام توقف عند الإشارة: خالي بو خالد عازمنا على العشا اليوم.......ولازم تحضر...
سيف جلس على الكرسي وشدّ بيده على رأسه من شدّت الصداع: ما فيه شي اسمه لازم....
عزام : سيف...
سيف بهدوء: لا تحاول.......اصلا اليوم مشغول حدي.....وما اظن اقدر اجي...
عزام بملل: تمام براحتك مع السلامة
ثم اغلق الخط ونظر لأخيه: ما راح يجي...
جسار ضحك بسخرية: ههههههه جبان خايف يواجه خالي...
عزام انطلق من أمام الإشارة ما إن اضاءة باللون الأخضر: انا اشوف افضل له انه يبتعد هالفترة ......
جسار : وانا اشوف غلط......
عزام بهدوء: لو واجه الجازي الحين .....الجازي بتنتصر عليه .....وبتصر على الطلاق اكثر....
جسار نظر للشوارع: وانا مع بنت خالي......واللي تسويه في اخوك ..صح...ما هوب غلط...
عزام بصدمة: والله انك مو صاحي يا جسار.....وش هالقساوة اللي على اخوك...
جسار لم يرد عليه
عزام بجدية: صدق سيف غلطان....بس والله ما أتمنى انه بيته يخرب....وينهدم.....
جسرا بعصبية : البنت ما طلبت الطلاق إلا انه كسرها .......وهو اعترف انه كان قاسي معها....ولا قد شكت منه......فأنا اشوف الطلاق لحالهم انسب......
عزام توقف عن القيادة جانبًا التفت على أخيه والتفت جسار مستغربًا: ليش وقفت؟
عزام بشك: جسار وقوفك مع الجازي بهالشكل مو مريّحني؟
جسار بربكة: شقصدك؟
عزام بجدية: انت صارحني....وقول.....
جسار بنرفزة: وش أقول....
عزام بقصد مبطن: اللي جا ببالك الحين؟
جسار شتت ناظريه عن أخيه: ما في شي ببالي...
عزام ربت على فخذ أخيه وشد عليه وهو يردف: الجازي....زوجة اخوك وبتتم زوجة اخوي وبنت خالك.......
جسار التفت على أخيه وبنرفزة: واضح بديت تخرّف .........وبديت تفهمني خطأ....
عزام بانفعال: لا والله ....ما فهمتك خطأ......جسار انت اكثر واحد أنا افهمه اكثر من نفسه.......انت توأمي .....لا تنسى....

جسار هز رجله بعصبية: انت تفكر إني اكن مشاعر ناحية الجازي......؟
عزام سكت ولم يسمع جسار سوى انفاس أخيه
صرخ جسار في وجه أخيه: صدق أنك حمـــ........بس عشاني قلت كلمة الحق....اتهمتني بالباطل.؟
عزام لنهي المسألة: ما اتهمتك في شي....بس انت مفضوح......انتبه من سيف يحس عليك.....وربي لا يجرم فيك....!
جسّار انفعل : ولحد الحين مصر على افكارك الغبية....
عزام التفت عليه بشكل سريع ومخيف له: قلت لك ما نيب غشيم.........اصحى على نفسك......حتى لو تطلقت .....ما راح تزوجها......ما راح....حتى لو نفسك فيها.....
ثم اردف بسخرية باردة: الله بلاني باخوان ما عندهم عقل.....وكل واحد يغلط غلطة اكبر من حجمه......
ثم نظر إليه: وأنت غلطتك اكبر مني ومنك........صاير انت واخوك واحد ...تحبون اللي ما هوب لكم.....
جسار باستسلام : دامك فتحت الموضوع اجل اسمع...
عزام سكت ونظر إلى أخيه وعينيه تجحدان بشرر وخوف من اعتراف أخيه !
ليكمل: كنت اول وقبل لا ياخذها أخوك ....حاطها ببالي اخذها بس ما كنت احبها مثل حُب سيف لغزل مجرد رغبة فيها بالزواج لا اقل ولا اكثر وربي يشهد بعد ما ملك اخوك عليها .....ما نظرت لها إلا نظرت الأخت.......وليومك ذا....ما شوفها غير أنها اختي......واقتنعت انها مو من نصيبي....والحق ينقال...اخوك ظلمها.......وما قدرها....يوم أوقف معها واصير ضد سيف ...هذا لا يعني اني ابي له الخراب او ابيها تطلق منه عشاني ابيها لا عزام ما هوب انا اللي يسويها.....
عزام بدأ يقود : مصدقك......بس لا تقسي على اخوك.....سيف عرف أنه يحبها ......وإن خسرها ....حنّا راح نخسر اخوك!
.
.
.
.
شرب من قهوته القليل.......وأخذ يفكر هل يذهب ....ليتمكن من رؤية ابنه....وكذلك زوجته أم لا؟!
لا يستطيع ان يواجه خاله.....فهو عرف أنه خائن....
تأفف ونهض يجول في مكتبه حائر يذهب أم لا؟
شدّ على قبضة يده
ثم قال: اروح احسن.....عشان احسسها إني مستحيل اتركها .....وإني شاريها....أي خلاص....بروح!
.
.
.
.
انتهى





قراءة ممتعة للجميع

اتمنى ارى تفاعلكم معي بهذا البارت
لا تحرموني من ردودكم + تقييمكم
ولا توقعاتكم

....
كونوا بالقرب
راح احاول انزل البارت الـ12 قبل الموعد
انتظروني





 

رد مع اقتباس