عرض مشاركة واحدة
قديم 06-18-2020, 06:20 PM   #19
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الثالث عشر
.
.
.
.



في تمام الساعة التاسعة مساءً ، امتلأ المكان بضجيج السعادة وامتلأ الهواء بعبق عبير الفرح وامتزج برائحة العود والعطور.....!
بحكم كبر سنة ......وكونه كبير افراد عائلة الناصي جلس في وسطهم
رحّب بهم .....بحرارة الكلمات والجمل،

تحدث بو سيف: الف الحمد لله على سلامتك يا خالد.....والف الحمد لله والشكر ربي حفظك وسلمك من شرهم.....

خالد ابتسم له: الله يسلمك يا عم...

بو ناصر وجّه حديثه لأخيه: ولا عاد تخليه يرجع لهناك وأنا اخوك النار شابه فيهم ولا عادها طفت....

بو خالد بجدية: لا والله ما راح يرجع لهناك....انا قلتها له وبعيدها عليه مرة ثانية قدامكم....السنة هذي يشيل من راسه فكرة الابتعاث ابد ابد....

همس سعود في اذن خالد : الله يعينك .....حجروا عليك يا ولد عمي....الله يفك اسرك منهم...

ابتسم خالد وقاوم ضحكته حتى همس الآخر
بندر: ابوي الود وده...يخليه ينام عنده بالغرفة من زود خوفه عليه .....
قصي همس بنبرة وصوت انثوي تنم على السخرية : مرا يخاف على سوسو

ضحك هنا سعود بخفة: هههههههه واضح عمي يغلي ويعز خويلد اكثر منك....يا بندر...

جسار ليشعل النار قال: أصلا أنا شاك بندر يصير ولد خالي......دايم خالي معطيه طااااف كبر وجهه!

بندر قرص فخذه : كل تبن...
عزام : حدك عاد لا تضرب توأمي
بندر كش عليهم : مالت عليكم.......اشوفكم مسوين نفس الحلاقة ....صايرين مثل طقم الفناجيل ...

جسار ارتشف القليل من الشاي: والله من القهر تقول كذا
عزام بتعزيز لأخيه: اترك عنك هالمتخلف .....واضح مضغوط من اهتمام خالي لخالد....

بندر بنفس الهمس: لا مضغوط ولا شي بس بـ اخلي خويي يرميني بالرشاش عشان اختبر معزتكم كلكم.....حاب اجرّب شعور الاهتمام من العيلة!

عزام باستهبال: نذر تكاليف المستشفى علي!
قصي ضرب على صدره ليكمل بهمس: وانا المرافق لك!

سعود : اتحداااااااااااك تسويها.......ومن جهتي لو سويتها لك مني اللي تبيه!

خالد ضحك بخفة ونظر لهم: ههههههه عن الخبال ....ولا تتحدونه اعرفه بندوره خبل وسويها .....

دخل ناصر في جوهم : شعندكم؟ تتساسرون؟

بندر لكزه في صدره ليبعده عنه بعد أن انحنى قليلًا عليه: خنقتني يا شيخ....وخّر.......قسم بالله متّنت يا نويصر!

ناصر قبصه من زنده: انتبه مني صاير اشيل حديد ....كل هذا عضل ما هو شحم....مثلك!

خالد ضحك بخفة وبنفس النبرة: الله ياخذكم لا تضحكوني.....ناووين تفتحون جروحي انتوا....

سعود بطنز: انت صاير تضحك مثل المهرج على كل شي....واضح منّك مستوعب لحد الحين أنك عايش!

بندر: شعرفك فرحان وصل السعودية بالسلامة مو مصدّق طلع من فلم الرعب اللي عاشه هناك...
قصي بابتسامة: والله ما ينلام


خالد حاول النهوض ليبتعد عنهم ليمنع نفسه عن الضحك والغضب نفسه! ولكن تحدث ناصر: اجلس...ما عليك منهم هالمخبّل ذول....


ارتفع صوت بو ناصر بقول: والله بو سلطان.......مصر بس التحاليل يعني....تعرف .....الحين هي الحد الفاصل بينهم وبين الزواج....

بندر ركّز مسامعه على ما يقولونه
تدخل بو سيف : الله يرزقها بالأحسن والأفضل والزواج قسمة ونصيب...

بو خالد بهدوء دارت عينيه على ابنه بندر وتذكر رغبته الشديدة في الارتباط بها
: التحليل الوراثي اللي ما قبل الزواج ........يا خوي قلل من امراض كثيرة.......صدق في ناس يزعلون.....بس يزعلون في فترة لحظية ....احسن من انهم يزعلون عمر لم يشوفون عيالهم يعانون....وان شاء الله شيخة بيجيها اللي يسعدها ......وهي توها صغيرة وانا خوك لا تستعجل على رزقها....

بندر نهض كالمقروص
إذًا اتصالاتها اليوم الغير منتهية من أجل هذا الامر؟ استأذن ونهض...
بينما ناصر وسعود نظروا ببعضهما البعض
متسائلين متى اجروا التحاليل؟

ايعقل اليوم شيخة غيّرت أفكار والدهم حتى به اتخذ من هذا الأمر مخرجًا امام الناس لأنهاء هذا الموضوع؟
بينما البقية لم يهتمّا للأمر كثيرًا !

بو ناصر هزّ رأسه مؤيدًا لحديث أخيه
وشاردًا في ذهنه متذكرًا حديثه مع أبا سلطان قبل ساعتين من الآن....
كان متردًدًا ومنحرج للغاية ....دعاه أن يخرجا إلى اقرب مكان ممكن بعيد عن ضجيج الناس ليتفاهما
خشي أبا سلطان أنّ هناك أمر كبير قد حلّ على عائلة صاحبه
لذا بعد أن جلسا على الكرسي المقابل له: تكلم يا بو ناصر صاير شي وأنا خوك؟
بو ناصر
قلبهُ لم يهدأ، عينيه متشتتين كعينين تلك الضائعة في هفوات أنانيّتهم
: بو سلطان اللي بقوله لك ......ما يسّر....ومنحرج ....كيف ابتدي.....وكيف انتهي....منه....

بو سلطان ....سكت.....يفهم حالة صاحبه ......موقفه هذا أعاده بالذكريات للوراء عندما أتى إليه ليخبره عمّ فعله بنورة وكيف تركها تذهب مع والدتها بعد تشكيكهم له من ناحية الأبوّة!
: خير يا خوي.....والله قلبي انقبض.....

بو ناصر تنهد بضيق: أنا تسرعت لم ردّيت عليك ....وقلت بنتي شيخة موافقة....الحقيقة أنها رافضة.....

بو سلطان فهم تلك الإشارة : وانت جبرتها؟

هزّ رأسه بو ناصر بخيبة أمل من هذه الدنيا كلها!

بو سلطان ضحك بخفة : ههههههه وهذا اللي مضايقك؟
بو ناصر قوّس حاجبيه: والله مضايقني ومحرجني...
بو سلطان بجدية: تقدر تقول سلطان بنفس رأي شيخة وانا ...
بو ناصر اكمل بسرعة: جبرته!
بو سلطان بهدوء: ما جبرته على كثر ما إني ضغطت عليه يتقبّل فكرة الزواج....سلطان مثل مانت عارف مبتعث في أمريكا........ومركّز على دراسته بشكل كبير....لدرجة ناسي نفسه وحياته الخارجية عن اطار الدراسة.....قلت له راح اخطب لك....بنت عمك بو ناصر.....وكان رافض الزواج....بس قنعته بالأخير......
بو ناصر نظر للفراغ وهو يكمل: اللي نسويه في عيالنا غلط........
بو سلطان بدفاع: لا ما هو غلط الغلط أنه نتركهم يسوون اللي يضرهم......
بو ناصر بندم: بس لو تارك الأمر على مبدأ موافقتها يمكن راح اخسرها ......مثل ما خسرت اختها....

بو سلطان : انت غلطان انك تجبرها مانكر بس فيه أمور ما لازم نتركهم يسوونها لأنها بضرهم مثل ما انا سويت في ولدي .......انا خايف عليه.....وهو برا ......وملذات الدنيا واجد......حبيت افرض عليه فكرة الزواج ....عشانه مو عشاني.....

بو ناصر بهَم: جاتني تترجاني......تحب ايديني وراسي......اني ما اغصبها تخيّل تقول...انا بنتك الوحيدة افرح فيني بس مو بهالطريقة.....حسيت وقتها انعصر قلبي......واني راح اغلط نفس الغلطة اللي غلطتها قبل عشرين سنة.....
بو سلطان ....فهم ضيقة صاحبه ....فهم انه وقع في فخ الندم الآن
: وضع شيخة مو نفس وضع نورة .....
بو ناصر بتنهد: إلا نفس الوضع........لأنه بصير النتيجة وحده.....راح اخسرها......راح تكرهني إني جبرتها حتى لو سلطان كان طيب معاها.....بو سلطان .....امها بعد صايرة تلومني .....وتنبهني إني بهالطريقة راح اكرر اللي صار في الماضي....

وما اقسى شعور الندم....وما أقسى الشكوك التي توارد الإنسان فجأة في صحة الأشياء.....هل يعقل أنه ادرك تسرعه في ذاك الأوان؟ هل يعقل أنه صحى من سكرة الغضب من الخيانة وبدأ يدرس الأمور من جديد ....هو يفهمه......يفهم شعوره الآن....شعور الندم يشع من عينيه ....ويخرج من رجفة شفتيه.........ما وصل إليه الآن....نتيجة لضغط ما حوله ......ليجعلوه هو السبب في ضياعهم!.....ام ناصر....ربما انفجرت خوفًا على ضياع سعادة ابنتها......وضربته على الجُرح القديم لتوقظ بضربتها مارد الندم!.....لم يكن بيدها شيء تفعله في السابق لمناصفة نورة........وليس لها حيلة في التحدث والتبرير.....والأمر حقيقةً جاء من صالحها.....فهي تخلّصت من امرأة شاركتها الكثير في يوسف!....ولكن لم تتمنى لتلك الطفلة الألم لم تتمناه لها ابدًا!

بو سلطان: ندمان يا بو ناصر؟
بو ناصر حدّق في صاحبه: خايف إني ظلمتها؟!
بو سلطان بلل شفتيه : قلت لك......وقتها ......لا تسرّع...
بو ناصر شد على قبضة يديه: الخيانة توجّع قلب صاحبها وتعميه عن الحقيقة!

بو سلطان اخذ نفسًا عميقًا: ما راح الومك!

بو ناصر: جاء من يلومني بعد هالسنين الطويلة!

بو سلطان ليهوّن عليه: ما نيب زعلان على فصخة الخطوبة ......ونقدر نقول للناس واقربائنا ....التحاليل ما هي متوافقة ......لا تضايق عمرك وانا خوك ما يهون علي اشوفك بهالحال....

بو ناصر...لمعت عينيه بحزن.....وبأسى على حاله: نسكر باب شيخة ....ومن يسكر باب نورة يا إبراهيم!

سكتت....لا يعرف كيف يواسي صاحبة والذي من المؤكد الذكريات باتت مسيطرة عليه .......استيقظ ضميره في وقتٍ متأخر وفي وقتٍ ضائع....لا يمكن ترميم شروخ الماضي .....ليس مستحيل ولكن من الصعب جدًا ......إن فتح يوسف باب الماضي......فسيعبث هواؤه بحاضرهم جميعًا!

بو سلطان: يوسف......أنت بيدك سكرت هالسالفة ......واذا انت مقتنع بكل الاقتناع مثل أوّل .....ما راح يهزك من يلومك بعدها......انت واثق أنها....
قاطعه برفض شديد: ما ني واثق يا إبراهيم.....قلبي وقتها مشتعل نار ......على خيانة أمها.....ضربي لها ...لحد الحين ما طفّى نيران الخيانة اللي بصدري....حبيتها....سلمتها هالقلب....وبالأخير جازتني بهالجزا.......عطيتها ثقة كبيرة.......وما قدرّتها.....

بو سلطان بهدوء: قلت لك......مستحيل توصل للخيانة الجسدية.....يا يوسف.....هي دايم تحت عينك وعين زوجتك....ولا تطلع إلا للضرورة......ولا تعرف أحد هنا!

بو ناصر اغمض عينيه ليردف بضياع: ما ستقمت في التفكير في وقتها...وتهاونت في ورقة التحليل ولا فتحتها...وامير استغل ضعفي وسحبها من يدي....كل شي وقتها انهار .....كان كل تفكيري .....آخذ حقي منها بدون فضايح.....بس حتى حقي منها ما اخذته!.....كان المفروض اروح لأبوها واعلمه بكل شي...عشان تعرف إن الله حق.....

بو سلطان : ما ينفع هالكلام.....ما ينفع الحين يا يوسف......ما قدر اقولك انسى.....بس بقولك إذا بتستمر في وضعك هذا ....راح تضر صحتك....وتخسر اللي حولك!

بو ناصر بتنهد: آه.....يا إبراهيم.....آه........دايم انا متسرع ......دايم......يا خوفي اصير ظالم.....ظالم لهالبنت......

بو سلطان طبطب على كف يد صاحبه: هونها وتهون ......هونها وتهون يا خوي........

هز بو ناصر رأسه واخذ يفكر بطريقة أخرى في انهاء تأنيب هذا الضمير!
................................................
من أنواع ظلم الإنسان لنفسه أن يقدم سعادة من حوله على سعادته هو .....وأن يجعل قلبه يتمزّق في اجباره على تحمّل مشاعرٍ فوق طاقته!
نزلت من غرفتها بعد صراعٍ طويل....بينها وبين نفسها.....لا تريد أن ترى عمتها لا تريد أن تستمع لنصائحها في العودة لزوجها ولا تريد أن تعرف خالتها بذلك !
ولكن لم تستطع أن تتركك اختها نوف لتأخذ دورًا صعبًا عليها
فهي ملزمة في الجلوس معهم .....فنوف ربما ستخجل من الجلوس معهم لتبادل اطراف الحديث......فهي ما زالت صغيرة .....لا تريد أن تحمّلها اكثر من هذا الحمل!
القت السلام عليهم ثم نهضت

ام ناصر: يا هلا وغلا ببنتي......اخبارك يا يمه؟........إن شاء الله تحسنتي الحين.....

ثم مسكت يدها بعد أن سلمت على عمتها التي كانت هادئة وتنظر إلى حالها بجمود وبتوتر ملحوظ!
اجلستها بجانبها

ام سيف : اخبارك يا م عبد لله...
الجازي...بلعت غصتها : بخير...
كان عبد لله في يد خالتها أم ناصر: فديت عبادي كبر.....وتغيّر علي...
ثم نظرت للجازي: يمه طمنيني عليك ....الحين؟...ما في شي يوجعك.....

شعرت بالغصة من هذا الحنان .....من هذه النبرة.....من هذا الشبه الذي يذكرها بوالدتها هزت رأسها لتكتفي بقول
: بخير ...بخير يا خالتي...
بينما ام سيف التزمت الصمت وأخذت تنظر للجازي
فنظرت إلى ضعف جسدها وقلّة حيلتها وجهها شاحب قليلًا ومصبوغ بالصفرة .....عينيها مشتتين لكي لا تنظر لها....
بينما شيخة كانت جالسة تنظر لهما بصمت
الجازي لم تسلم عليها وتصافحها لأنها رأتها قبل قليل ....
تحدثت الجازي بهدوء: شيخة....وين نوف....
شيخة : في المطبخ......بجيب الشاهي والقهوة....
ام ناصر: قومي ساعديها يا بنت وبسّك من هالجوال.....هذا اللي بخرّب لك عيونك وعقلك...
ابتسمت شيخة ونهضت بحرج لتخرج متجهة إلى المطبخ
سمعت رنين هاتفها ونظرت للاسم فأعطته مشغولًا
لتنتقم منه فطيلة تلك الساعات الماضية لم تكف عن الاتصال عليه ولكن لم يجيبها ربما بسبب زعله عليها !
اتصل مرةً أخرى ....فوقفت في منتصل الصالة قبل أن تدخل إلى المطبخ
تحدثت ما بين اسنانها: شتبي؟
بندر فهم نبرة تلك: صدق اللي سمعته....
شيخة ادارت عينيها كالمغشي عليه وبنبرة سخرية: وش سمعت ؟
بندر ينظر لباب المجلس بحذر: تحاليلكم طلعت مو توافق؟!
شيخة تحدثت بهمس: ابوي قال كذا؟!
بندر : أي
شيخة ابتسمت.....إذًا ابيها انهى الأمر امام افراد عائلتها من هذه الناحية تنهدت لتردف: لا مو هذا السبب صدق سالفتي مع هالآدمي انتهت بس مو كذا السالفة....
بندر بشك: يعني انتي اقنعتيه مثلا؟!
شيخة لتنهي المكالمة: تقدر تقول.....بندر افهمك كل شي بعدين ....ماقدر أطول بالمكالمة الحين باي...
بندر بشتات: باي....
شعر بالراحة والطمأنينة ولكن الفضول يأكل منه الكثير ليعرف كيف استطاعت اقناع والدها
دخل المجلس....وجلس بالقرب من أولاد عمه
بو خالد: بندر قم صب قهوة لعمانك......
سعود قبل أن ينهض لكزه في صدره وبهمس: الحمد لله أنك جيت ولا كان استلموني هالشيبان...
همس بندر: كل تبن...
جسار بنذالة: يلا صب صب...بس.....ابدأ من اليمين
قصي رفع حاجبه: وجب لي معك من هالحلى.....
بندر سحب دلة القهوة من على الطاولة وهمس لهما: سكتوا لا افقع وجهكم ابها الحين
خالد وناصر ضحكا بخفة دون أن يلحظ ابويهما ذلك
بينما بندر نهض ليناولهم (فنجان القهوة)
وعلى أوتار الأحاديث والضحكات والهمسات
دخل وهو يقول: السلام عليكم....
التفتت الأنظار إليه
وجمدّت انظار بو خالد عليه!
وهمس عزام وجسار في آن واحد بصدمة: سسسسسسيف
بينما قصي لم يستغرب من مجيئه هنا!
..............................

.
.
.
نوف خرجت من المطبخ وهي تنوّه على سينا بوضع صحن البقلاوة بالقرب من الضيوف على الطاولة التي امامهم وليس الجانبية
ثم قالت: وبعدها روحي قولي للجازي تنزل....
شيخة اقتربت منها: نزلت وهي داخل...
نوف ضربتها دون سابق انذار: الله ياخذك وينك تاركتني احوس معها
وأشارت على الخادمة: لحالي
ثم نظرت لسينا: دخلي يلا وش تنتظرين
سينا هزت رأسها: حاضر ماما...
شيخة : والله تو جيت بدخل جاني اتصال رديت ....وتو سكرت
نوف لعبت في حواجبها: مِن مَن؟

شيخة كتفت يديها: سلطان؟
نوف بحلقت في شيخه بصدمة: شنوووووووووووووووووووووووو؟
شيخه وضعت يدها على فم نوف وهي تتقهقة: هههههههههههههههههههههههههههههه جب وجع فضحتيني؟
نوف بعدت يد شيخه بقوة: أيا الخاينة .......وتقولين ما تبينه...
شيخة مستمرة في الضحك: والله امزح ههههههههههههههه أصلا ولله الحمد تخلّصت منه
نوف بشك : شلون؟....ما فهمت
شيخة سحبت نوف ليدخلا في المطبخ: شوفي.....أنا مادري كيف جاتني الجرأة ورحت كلمة ابوي
ضربت نوف على صدرها صارخة: اعترفتي بحبك لبندر له؟
وضعت هنا شيخة يدها على فم نوف وبانفعال: لا رسمي تبين تفضحيني وجع....
ثم ابتعدت عنها لتردف بنفس متسارع: يعني لو اعترفت له بشوفيني قدامك....لا والله بشوفيني بقبري...

نوف مسحت على جبينها: أجل كلمتيه في إيش؟
شيخة بهدوء: اقنعته أنه ما يجبرني...
نوف : واقتنع؟!
هزّت شيخة رأسها بـ(أي)
نوف بصدمة: والله ما اصدق....عمي يوسف يقتنع بهالسهولة وش صاير بالدنيا؟....لالا اكيد انك فهمتيه غلط....
شيخة : يا مجنونة .......هدي......يعني جيته من ناحية العاطفة ....وانتي تعرفيني ماعرف امسك نفسي......
نوف قاطعتها: فتحتي خزان الماي.....
تقصد دموعها
ثم اردفت: لا اكيد عمي فيه شي هاللي قدرتي عليه....
شيخه : اهم شي تخلّصت من هالسلطان وطاريه...
نوف لكزتها في بطنها: خلاص اجل حوليه علي......
شيخة ضحكت: بالله كيف احوله؟ههههههههههههه
نوف مدّت بوزها: المفروض قلتي لعمي لو هو يبي هالنسب صدق عنده خيارات متاحة مثلا يخطب بنت عمي نوف....بس اعرفك حيوانة ما تحبين الخير لي....

شيخة ضحكت بقوة: ههههههههههههههههه انا وقتها خايفة ......ولا ادري شقول...اصلا نسيت انه عينك عليه....

نوف برفعة راس: اصلًا عادي.....قلبه دليله ...هو بيجيني بدون ما تدلّينه أنتي علي...
دفعتها شيخة لتخرج : الحمد لله والشكر بس....امشي امشي ندخل لا يعطونا محاضرة بس....
.................................................. .

لم تستطع النوم ولم يهدأ لها جفن......تنظر للدفاتر والأقلام بعينين فارغتين .....عقله غير قابل بالاحتفاظ بأي معلومة.....مشغول بأمرها هي فقط
خائفة من أن تكون إحدى ضحايا ذلك المرض......لن تنسى ألم والدتها منه .....لم تنسى أنّ في بعض الحين تصرخ من شدّت الألم......والدتها تهاونت كثيرًا في الأعراض البدائية حتى إن هذا الأمر طوّر عليها من أطواره الشيء الكثير

لا تريد أن تخسر رحمها.....تخسر رغبتها في الإنجاب.....والأهم من هذا كله .....لا تريد أن تتألم وتتوجّع......لا تريد أن تخضع للصرخات والخوف من الموت!
انكمشت حول نفسها........مسحت تلك الدموع الساقطة ....حاولت ان تخرج نفسها من هذا التفكير السوداوي......لذا نهضت متجه للمطبخ.....غسلت وجهها
واخذت تكرر: مهره ....خلاص .....وقفي تفكير.....المكتوب مكتوب وما منه مفر هذا كلام امي.......اكيد ربي حطني بهذا الاختبار....عشان يشوف صبري......ما راح أخاف....ما راح أخاف.....
ثم قررت ان تطبخ لها شيئًا تأكله قبل ان تنام....
وبعد التفكير ......قررّت ان تطبخ لها باستا سريعة....
فاشغلت نفسها في تقطيع الطماطم......والجزر ......وتجهيز الزيتون الأسود والاخضر....والذرة فهي تحب أن تخلطهما مع بعضهم البعض في طبختها تلك!
حاولت أن تبقى صامدة مهما حدث لها!
.................................................. .................
.
.
.
لم ينم طيلة الوقت ، شرطه كان صعبًا ولكن كان عليه أن يوافق، اخبره رؤيته منها لا تُعني رغبته في أي أمر خبيث ناحيتها
بل من اجل أن يُجري تحليل إثبات الأبوّة ليطمئن انها ابنته وقايضه على هذا المبدأ على أن يغيّر نسبها وينسبها إليه!
لذلك وافق بضعف!
كان يفكر بحديثه معه وبأفعاله بها.........وبالعصابة التي من المؤكد لن تتركه!
خائف......تخلل قلبه الخوف من الموت ايضًا! لا يريد أن يعذبوه لا يريد أن يستغلّوا نور او ابنتها من أجل الانتقام!

لم يسمع لها حسًا وهنا أدرك أنّ نور تلاشت! ولكن ما سبب هذا التلاشي هل فعلًا سببه موت والدتها او معرفتها بابنتها
من المؤكد لا فلو فعلًا هذا السبب لفعلت فعلتها الأخيرة قبل أسبوع !
إذًا ماذا حدث عندما خرجت من هنا، هل عاد التنمّر؟ أم أنّ التخبط والتشتت داهمها فجأة واخلّ باتزانها؟!
لم يفهم سبب اقبالها على الشرب فجأة هكذا......لم يفهم السبب الفرعي ولكن الرئيسي هو مُدركه ألا وهو التخبط والضيّاع!
.
.
مضت الساعات والدقائق والثواني عليه ببطء وهو لم يستطع أن يغفو......اخبره انه سيخرج من مِيوُنِخ بالقطار ليأتي لباريس ...وهذه الرحلة تستغرق ما يُقارب الست ساعات تقريبًا!
يعلم مجيئه بالقطار لا يعني انه لا يستطيع أن يأتي بطائرة ولكن مُراد يريد أن يضيّق عليه الأمر......وشعل في فؤاده فتيل النصر عليه!
..
حدّق في ساعته .....كانت تُشير الى الساعة التاسعة والنصف صباحًا وهو لم ينم.....
تنهد بضيق ونظر لصورة زوجته الذي اخرجها من الدرج الجانبي من السرير!
تأملها.......وضاق صدره على فراقها
همس: تعبان يا ديانا......تعبان كتير!

قبّل الصورة بعمق واعادها في مكانها نهض ونظر من خلف النافذة ......تحيّر.....هل يذهب ويطمئن عليها...؟....هل يتأسف على ضربه لها!
نفض الفكرة .....لأنه يدرك لو فعل هذا الامر ستتمرد عليه أكثر مما قبل!
ضج رنين هاتفه سحبه بتعب وأجاب: الو....
مُراد : وصلت.....
زمّ شفتيه ...وقوّس شفتيه متسائلًا: كيف؟
مُراد فهم صدمته اردف بسخرية: انا مُراد مستحيل اتعب نفسي واجي بقطار.....غيّرت رأيي وجيت بطيارة ووصلت على هالوكَت المبكر.....هااا.....قولي وين نلتقي؟

أمير بدون تفكير: لو كافيه فوكيت( Le Café Fouquet’s)

مُراد : راح انتظرك....
ثم اغلق الخط.....وسريعًا أمير دخل الخلاء ليستحم ويستعيد نشاطه من جديد
لم يتأخر في الاستحمام فبعد عشر دقائق مضاها في التفكير......خرج ارتدى ملابسه على عجل ثم خرج من الغرفة ....كان سيعبر بخطى سريعة أمام الباب ليخرج من الشقة
ولكن سقطت انظاره عليها كنت ممددّه على الكنبة مغمضة عينيها .....واضعة يديها على بطنها ......تنهّد بضيق ثم خرج
!
.....
وهي فتحت عينيها المحمرتين......لم تنم .......طيلة الليل كانت مستيقظة.....تؤنّب نفسها على ما فعلته ......اجزمت الآن انها تعيش في تذبذب ديني لا يرحم!......ما فعلته حرام......وبشدّة.....ولكن من أي طريق؟.....من طريق الإسلام وهي غير مسلمة.....ومن طريق المسيحية لا تعرف الحكم ....ولكن تتمنّى لو لم يكن بنفس الحكم الإسلامي!! ...ثم تمتمت بالاستغفار و بضياع.... ثم ضحكت .....على نفسها وتذبذبها!

إلى أن استقرّت أنّ ما فعلته عقوبة شعر بها أمير بالفعل وإلا لم يجرؤ على ضربها ....آلامه المنظر واشعره بخسّة افعاله لذلك ضربها ولكن تُجزم ليس من حقه ان يصفعها على وجهها هو من اتى بها لهذا الجنون هو من دعاها إلى هذا الضياع والغربة الجديدة
...

لم تُزيح من على جسدها تلك الملابس ذات الرائحة الكريهة ولم تهتم في ارتداء غيرهم!
كل ما تُريده الآن الهروب هي اعتادت على الهروب والضياع في مُدخلات الخريطة الضيّقة اصبح الأمر ممتعًا بطريقة هزلية لها!
لذا نهضت واتجهت لغرفة امير ستعبث في غرفته وستبحث عن
جوازها.....ستخرج من هنا وستترك له تلك الفتاة .......وكل شيء.,...حتى نصيبها من والدتها لا تريده!
مشت بخطى بطيئة لناحية الدولاب....فتحته على مصرعيه
واخذت تبحث بطريقة عشوائية في ملابسة
تريد ان ترى اوراقًا .......تريد أن تلقى ملجؤها الوحيد للعيش كما تريد!
بحثت وبحثت ولم تجد شيئًا فذهبت لناحية السرير بعثرة أشياء أمير من لحاف ووسادات وغيرها ...
نظرت للكومدينة ....فتحتها .....واخذت تبحث فيها بجنون
كمتعاطي يرتجف باحثًا عن امله الوحيد في نجاته من الألم!
ولم ترى شيء سوى ضياعها !
حدّقت في الغرفة بضياع ....مسحت على رأسها
بات صوت تنفسها مسموعًا من جهدها الذي بذلته في بعثرت كل الأشياء حولها!
ثم وبطريقة مفاجأة بعد تفكير لعدّة دقائق ....وتحديق في اللاشيء
انحنت لتنظر لِم هو تحت السرير فنظرت إلى الحقيبة الرياضية
سحبتها .......وفتحتها سريعًا
وأول ما وجهتهُ
تلك الصورة التي التقطاها في لبنان
تلك الصورة التي تنّم عن رضاها عن حياتها معهما، نظرت لوالدتها التي تحتضنها من الخلف لتشد عليها لكيلا تتبعثر
وتنظر لنفسها وكيف كانت مغمضة لعينيها وكأنها لا تريد ان تستيقظ من هذا الحلم مع تلك الابتسامة التي لم تفارقها.... كانت تشير بيدها على رأسها وكأنها ستطلق نارًا أو سهامًا قاتلة فيها كل الذكريات ولكن كان ذلك مؤقتًا!
حدّقت في وجهه امير بكره .....والذي كان يحدق في وجهه ديانا بسكرة حُب عظيمة!
رمت الصورة باشمئزاز بعيدًا عنها ....واخذت تبحث عمّ تريده.......لم ترى جوازاتهم....جميعها لم تراها.....!
هُناك أوراق أخرى......بدأت تقرأ العناوين سريعًا
ورقة لدخول ابنتها في مستشفى الفلاني ......ورقة تدل على صحة ابنتها وأخرى تدل على توقيع بقاؤها في الدار....
واوراق مبعثرة لمستشفى الأورام.......وتوقيع والدتها على موافقتها للخضوع في العلاجات .....وو....
تحدثت بهمس: فيها ورم خبيث!؟
تنهدّت بضيق لماذا لم تخبرها؟ نفضت هذه الفكرة العتاب الآن لن يحل الأمر والعاطفة باتت ميّتة !
بحثت في الأوراق وقرأت
ما فيها فهمت انها ورقة تحليل لـ DNA
الاسم : يوسف محمد أحمد الناصي
واسمها على الجانب
: نورة يوسف محمد الناصي
قرأت النتيجة بهمس: التطابق بنسبة 99.99.....
.
.
.

جمدّت في مكانها، حقًا كما قال لها أمير هو شكّ في امرها
شكّ انها لم تكن ابنته واجرى التحاليل لإثبات ذلك....ولكن إن كانت النتيجة هكذا لِم تخلّى عنها؟!
لِم لم يُحارب من أجل بقاؤها عنده؟......ألي هذه الدرجة لا يُريد شيئًا يذكره بخيانة زوجته؟
ألي هذه الدرجة كره الأشياء كلها التي تذكره بديانا!؟
إذًا تركها تخوض هذه الجولة دون خداع كما ظنّت أم هناك شيء آخر!؟
صرخت وهي ترمي الورقة : ليش تحاولين تلقين له مبرر.....اصلا كلهم انانيين وحقيرين كلهم ....كلهم ....

نهضت واخذت تبعثر الورقة .....وتمزّق أوراق اخرى بقهر....تركل الوسادات برجليها...ورمت صورة ديانا ....وصورتهم العائلية على الأرض ليتناثر الاطار بعيدًا على الأرض وتتناثر شظايا زجاجه
صرخت: اكرهكم يا كلاب......اكرهكم يا حقيرين.....أنانيين.....انانييين.....

ضربت بيديها على الجدران عدّت ضربات......تريد أن تتخلّص من شيء عالق في قلبها.....تريد البكاء ونزول الدموع ولكن إلى الآن لم تنزل تلك الدموع اللعينة....
صرخت.........بأسمائهم واحدًا تلو الآخر تشتمه بأقذر واقبح الكلمات!
عاد نزف جرحها....وسقطت على ركبتيها تصرخ بجنون وتشد بشعرها : ليشششششششششششش ليششششششششششش ظلمتوني؟....ليش جبتوني لللللللللللللللللللللليش؟

انحنت على الأرض واخذت تضرب الأرضية بقهر وهي تكرر: وتلومومني لجنيت.....وتلومونييييييييييييييي لو خطيييييييييييت ....انتوا السببب....انتوااااااااااا.....
.....
سمعت اغلاق الباب الخارجي .....وطرق قدم احدهم بشكل متسارع ومتجهة لناحيتها.......نظرت لحذاؤه....وظنّت انه امير......
رفعت رأسها لتصرخ في وجهه:حقــ...
ولكن بترت تلك الكلمة عندما رأت ماكس واقفًا بذعر : شو صاير؟
ماكس لم يبرح مكانه من أمام الباب أمره امير ان يبقى لمراقبة نور......وأن يدخل إلى الدّاخل أن شكّ في الوضع أو شعر بحركة غير مطمئنة له
سمع صوت صريخها فدخل وهرعا إليها بخوف
لم تهتم لوجوده ضربت على فخذيها بقهر ووجه محمر وشعر مبعثر: كلهمممممممممممممم خدعوني....كلهمممممممممممممم انانيين ما يحبون إلا انفسهم حتتتتتتتتتتتتى يوسف....حتىىىى هذا........
واخذت تصفق نفسها بجنون ....صفعت وجهها......فخذيها ....وهي تكرر: استوعبيييييييييييييييييي ماحد يحبك....مااااااااااااااااااااااحد...
اقترب وانحنى ليوقفها من هذا الجنون شدّ على يديها حدّق في عينها
تحدث بلغة عربية مكسرة: نور....بلييييييييز.......توقفي.....بلييييييييييز.. .....وقفي جنوووون.....

ابعد يديه عنها ونظرت لوجهه بغضب: انقلللللللللللللع عن وجهي......انققققققققققققققققلع كلكم حقررررررررررررررة.......

ماكس بتهديد: If you don't stop doing that, I will call your father.

ضحكت بجنون على جملة(راح اتصل على ابوك) نهضت وهي تشير له برجفة اصبعها: ما عندي أبو انا.....كلهم ....حقيييييييييييرين ووواطييييييييييين .....يو آندير استاند ؟

ماكس.......مع سرعة حديثها......ونطقها للكلمات بشكل سريع لم يفهم المعنى العميق من كلماتها ولكن فهم انها غاضبة ......وفهم ايضًا أنها تشتمهم! أشار لها
: أنا فاهمك.....اوك.....but .....بليز .....اهدئي...
دارت حول نفسها بحيرة ماذا تفعل؟
من الواضح الجميع لا يُريدها.....الجميع خدعها....والجميع ......بدأ يُلجم قراراتها لتنجبر على قراراتهم
تحدثت بتذبذب: خلني اطلع من هنا......ابي اطلع من هنا...
فهم عليها أشار لها: لا ......ما يصير.....
صرخت بانفعال شديد وبقهر: شنو اللي ما يصير....
ثم بللت شفتيها ....ازدردت ريقها : طيب....خذني لأمير....ضروري....

ماكس هزّ رأسه برفض: نو ......لا استطيع....

نور أتت إليه ودون سابق إنذار شدّته من ياقة بدلته الرسمية
شدّت على اسنانها بكره: ودنييييييييييي لأمير.....ودني له.....

ماكس حقيقة لا يعلم إلى أين ذهب أمير لذلك ابعد يديها عنه بلطف: نور......اهدئي....انا ما ....اعرف....مكانه....

دفعته للوراء وخرجت من الغرفة وتبعها خائفًا من أن تؤذي نفسها ....ولكن وجدها متجهة لناحية الكنب ساحبة حقيبتها فتحتها بصعوبة سحبت هاتفها
ثم قالت بعد ان مدّت هاتفها له: سجّل لي رقم أمير....
سحب الهاتف من يدها دون تردد ولأن هذا الامر سيخلصه من الأعباء الكثيرة
سجّل الرقم لها وسحبته من يده ولم تتردد في الاتصال عليه
وفي هذه الاثناء أمير وصل إلى المكان المنشود
وقابل مراد
الذي يقول بكل سخرية: أنا لحد الحين مستغرب أنك ما اشتكيت على جورج....لأنك عرفت أنه يهرّب أحجار مزيّفة والماسات وبيعها في المزادات.......

امير بحقد: انت بتعرف ليش؟.....اسمي ما زال عندوه .....وأنتوا استخدمتوا توقيعاتي على تهريبات كتيرة ما بعرف عنّا شي.....والقانون هون ما راح يحميني ابدًا!

مُراد ارتشف القهوة الفرنسية واردف بسخرية لاذعة: فعلًا القانون لا يحمي المغفلين....

امير كان سيتحدث ولكن قاطعه رنين هاتفه
ولكن لم يُجيب
: عطني الورئة....
مراد بهدوء على غير المعتاد: رد على المتصل وبعدها نتفاهم على كُول شِي.....
أمير اعطى المتصل مشغول: ئلت إلك اعطيني الورئة وخلنا بعدها نروح على المستشفى....
مُراد ابتسم بخبث: مستعجل هواية
عاد الرنين
مُراد ببرود: ماعندي مشكلة رد على المتصل لا ينفجر جوالك....
امير شد على قبضة يده أجاب : هلا نور...
مُراد هنا حدّق في امير بلا تعابير!
نور بوجه محمر: وين جوازي؟...وييييييييييييييييينهههه ابي جوازي....مابي اجلس معاك.....ابي أعيش حياتي بعيده عنك وعن الحقير يووووووووووووووسف......وين جوازي....

تسلل صوتها لمسامع مُراد دون مبالغة ، فهي كانت تصرخ وبشدة
سمع صراخها ولكن لم يفهم كلماتها فابتسم بتشمت في امير
بينما امير ابعد الهاتف قليلًا عن أذنه ثم تحدث بهدوء على عكس نيرانها: لرجعت البيت نتفاهم...
نور بتهديد: اقسسسسسسسسسسسسم بالله لو ......ما جيت الحين....وما عطيتني جوازي....بقتل هالماكس.....وبقتل نفسي
لا تستطيع أن تفعلها....ماكس ليس كما تظن.....ليس ضعيفًا وليس غبيًا ايضًا هي تهدد وتثرثر بقهر ما يحمله قلبها من ضعف وقهر في هذه اللحظة!

أمير : نور....هدي قلت لك لم ارجع نتفاهم
شدّه الأمر عندما سمع أمير يتحدث بلهجتها
الأمر يبدو مهمًا!
نور تحدثت: نذذذذذذذذذذذذذذذذذل حقييييييييييييير....لا تجي....لا تجي .....بس وربي.......ما راح يحصل طيب.....
ثم أغلقت الخط
مُراد بتشفي: واضح تكرهك هواية......شمسوي فيها؟
أمير بغضب ضرب على الطاولة: عطني الورقة....
مُراد بتمديد: مو قبل تخليني اشوف بنتي واسوي التحاليل.....
أمير نهض وبغضب: تقول بنتي....وهم بدّك تعمل تحاليل.؟!....أنتّا مجنون شي؟

مُراد اسند ظهره للوراء وابتسم بخبث: لا .....بس مثل ما قلت لك أريد اتأكد قبل لا انسبها لي نفسي....

أمير....من الواضح أنّ نور دخلت في حالة انهيار ....صوتها لا يُبشّر بأي خير .....صراخها يُعلن عن حرب جديدة!
لا يُريد أن يُطيل الأمر نهض : خلصني ئوم....

نهض مُراد مبتسمًا بكل انتصار ، توجّه أمير للباب للخروج....وقلبه وعقله مع تلك التي جُنّت لا محالة
تنهّد بوجع مكبوت في قلبه تحدث مُراد سريعًا: ارسلي الموقع ....راح ألحقك بسيارتي....
امير اغلق باب سيارته بقوة وبنرفزة من ضعفه أمام شروط وأوامر مُراد!
.................................................. ..........
.
.
.
تناولا العشاء بهدوء......وبعد الانتهاء ومرور ما يُقارب الثلاث ساعات معًا كلًّا من أبا ناصر وابا سيف عادا إلى المنزل إلا هو بقي هنا......يُريد ان يرى ابنه.....
ولم يمنعهُ احد عن هذا الأمر
خاله لم يتحدث معه بأي حديث وهو كان متوقّع العكس
خالد الذي تولّاه بالأسئلة وهو يتهرّب منها
إلى أن قال: براحتك لا تقول شي......بس يا سيف لازم تلقالك حل ولا راح تخسر الجازي.....
سيف بضيق: كل الأمور بتنحل بإذن الله....
ثم تحدث ليضيّع الأمر: تأخر بندر....

كان سيتحدث خالد ولكن فجأة انفتح الباب ودخلت الجازي وهي تحمل ابنها بدلًا من بندر ، قررت على ان تخطو هذه الخطوة هو لم يطلب رؤيتها ولكن حققتها لأنها تعلم هذا الامر بات عالقًا في قلبه وعقله!
وفي الواقع هي الآن متاحة لمناقشة امر الطلاق بشكل جدي ومقنع بالنسبة له حدثّت والدها الذي سألها
: وين رايحة؟
الجازي بهدوء: بحل موضوعي مع سيف ...
ثم مشت وتركت نوف وبندر ووالدها خلفها ينظرون لها بحيرة وخوف

القت السلام بصوت هادئ
ثم وقف خالد ببطء : عن اذنكم.....
ثم خرج واغلق الباب عليهما

مدّت الجازي بدون سابق انذار عبد لله لوالده وهو يقول: سم عليه.....
كانت متعجبًا منها ، ومن نبرة صوتها الهادئة ومن مظهرها الذي لا ينمّ عن الغضب
سحب من يدها ابنه : بسم الله ....
حدّق في وجه ابنه ثم ابتسم قبّله بلطف ثم اردف: ربي يخليك لنا!

جلست على بعد مسافة قليلة منه اردف: أنا جيت عشان نتفاهم على الطلاق!

انعجن قلبه...وخفق بشدّة التفت عليها ....نظر لوجهها المتعب: الجازي......تكفين ......لا تطلبين مني هالشي.....الطلاق ما هوب حل .......ما هوب حل ....

نهضت وحدقّت فيه بقوة: عطني عبد لله بعطيه خالته وبرجع....واضح انه راح نطول بالحكي على ما نتفق....

تنهد سيف احتضن ابنه بخفة ثم مده لها
وما إن اخذته حتى خرجت تبحث بعينيها عن مخرجًا للهروب
هل استعجلت في لقاؤه ؟ في انهاء امرهما!
ازدردت ريقها وعبرت خلال الممر لتصل إلى صالة منزلهم وكانت نوف حقيقةً جالسة امام التلفاز
وتنتظر مجيء اختها
عندما رأت الجازي نهضت: شصار؟
الجازي مدّت لها عبد الله : خذيه....
نوف : طيب قبل قولي لي شصــ...

لم تترك لها مجالًا خرجت الجازي بخطى متقاربة لتعود بادراجها له
.....
كان ينتظرها.....اشتاق لها......اشتاق لحنانها .....لخجلها ...لحديثها الذي لم يعطيه أي اهتمام في ذلك الوقت لكي لا ينجذب لها....لكي لا يخون وعوده!
تنهد عندما رآها تدخل وتغلق الباب
جلست بعيدة عنه ثم اردفت بجدية : سيف......مثل ما قلت لك لازم نتفاهم ....وننهي الأمر...بدون ما ندخل بينا أحد.....وبدون ضغوطات أي طرف ثاني.....

نهض واقترب منها وجلس بجانبها حدّق في وجها وإلى نظراتها التي تشتتهم عنه: وانا قلت لك الطلاق ما هوب حل....انا احبك.....مستحيل اتخلّى عنك بهالسهولة.....

الجازي بنرفزة وبحده: وانا ماما اقدر أعيش مع واحد ما احبه....ومتذبذب في بمشاعره
امسك بذقنها واجبرها على ان تنظر لوجهه
تحدث بضعف: قسوتي عليك ما هي كره مني....قسوتي عليك عناد لهالقلب
وضرب على قلبه: انه ما يميل لك....وظلمت نفسي بهالتصرف....وظلمت قلبي الظميان .....وظلمتك معي يا الجازي.....تكفين عطيني فرصة اكفر عن هالغلطة عطيني فرصة ...اعيشك فيها سعيدة وقريبه من قلبي .....
نظرت له بثبات : قلت لك من زمان عطيتك فرصة....وانت ما حترمت هالفرصة ولا قدّرتها.....ماني ملزومة أعيش مع واحد قلبه وعقله في مكان بعيد عني....ماني ملزمة اضغط على نفسي عشان كذبك ...
سيف بانفعال شد على اكتافها: وربييييي ما اكذب....ما اكذب يا الجازي....وربي.....احبك....وندمان على زلّة لساني....وعلى عنادي وتجبري على مشاعري اتجاهك....ندمان اني ابتعدت عنك وانا بحاجة لحضنك ....ندمان إني صديتك عني وقلبي وقتها يصرخ فيني لا........ندمان إني تمسكت في شي ما هوب لي...

أبعدت عنها يديه واردفت ببرود قاتل لقلبه: وانا ندمانة اني وافقة عليك.....ندمانة إني سلمتك نفسي....ندمانة على محاولاتي من إني اقرب منك عشان املك قلبك ......ويملكك قلبي....ندمانة كل الندم انه اسمي ارتبط باسمك.....وندمانة اني حملت...وانجبت وصرت ام منك.....ندمانة لأني خسرت نفسي.....وسمحت لنفسي انذل.....وانطعن......وانقهر بسكات.....خلاص يا سيف......اللي بينا انتهى....واللي يربطنا بس عبد لله....لا تحاول....لا تحاول أنك تصلح الأمر بشي ثاني غير الطلاق...

سيف سكت.......مسح على وجهه عدّت مرات وهو يتمتم بالاستغفار لن يثور عليها بالحديث المر ولن يلومها على مشاعرها هذه
ولكن اردف بهدوء: ليش ما علمتي الكل عن سبب رغبتك في الطلاق مني؟

الجازي بحده وبوقاحة بالنسبة له: عشان لا اخرب بيت زيد.......ولا اخرب عليه فرحته من زواجه من غزل.....لو اعترفت...... عارفة ....الامر ما راح ينتهي بيني وبينك.....الامر بيكبر اكثر........وانا ما فيني حيل اشيل آثام غيري....

سيف تنهد: الطلاق ما هوب حل؟!

الجازي نهضت من على الكنبة ونظرت له بعد أن اخذت نفسًا عميقًا: إلا هذا الحل.....والحل الأمثل بعد....

سيف وقف معها هنا وتحدث منفعلًا: الجازي...
اشارت له بصوت شبه مرتفع: لا تحاول يا سيف.....لا تحاول....كسري منك كبير وعميق......والعود اللي انكسر ما اظن عمره بينجبر معاك...

وبنبرة مهزوزة: لا تطوّل السالفة تكفى....ما ابي اصير تحت ضغط اكبر من كذا ....ما راح اتحمل....طلقني....طلقني وريّحني......تكفى......قول راح اطلقك واخلصك من قيودي قول....
سيف.....ازدرد ريقه من منظرها ورجاؤها......تقدم للامام لناحيتها.....يُريد ان يحتضنها ...يزيل من الألم الذي سببهُ لها....يُريد ان ينتشلها من أعاصير الكره .....لا يُريد ان تكثر خسائره لا يُريد أن يصبح متلاشيًا بعد الآن.....
...

عندما رأت ضعفه ونظراته اللامعة...ويديه التي تتجّه لناحية جسدها
انفعلت منفجرة بالحديث : لا تفرض نفسك علي بالقوة يا سيف........لا تفرضها!......انا اخذت قرار ولا يمكن اتراجع عنه......ابوي رفض إني ارفع قضية خلع........وحكّمني بقيود رفضه.......فصار الامر بيدك....لا طوّل علي.....لا طوّل يا سيف......ولا تحلم إني ارجع لك لا تحلم....

وهمّت بالخروج...ولكن امسك بيدها : تكفيييين يا الجازي...
التفتت عليه بعينين دامعتين: انت اللي تكفىىىىى......لا تضغط علي اكثر......لا تفرض نفسك علي
اكثر......طلقني....طلقننننني وخلني ارتاح.....عن اذنك...
نفضت يدها من يده ثم خرجت....
وخرج هو الآخر راكضًا للباب الرئيسي ....وفي قلبه غصة......وفي عينيه دموع تأبى الخروج....
كان سيركب سيارته ليذهب لهاويته المظلمة
ولكن صوت اتاه....ليوقفه
: سييييف
التفت
وكان خاله واقفًا وكأنه يُريد ان ينتقم منه بالحديث وهو في الواقع ليس له طاقة على سماع وتقبل سهامه
اقترب منه
: سيف.....صدق ما عرف بالضبط وش صار....بس وقع الخيانة على بنتي ما هوب هيّن......وما فيه إنسانة تشوف زوجها يخونها وتسكت وما تنهار إلا ما ندر!.....وإن طلبت منه الطلاق فهذا طبيعي ......
سيف شتت ناظريه عنه لا يريد أن يفهم منه أنه موافق على رأيها لا يريد أن يفهم منه أنه مصر على قرارها
اكمل أبا خالد: يا سيف انت ولد اختي وهي بنتي......مابي ولا واحد فيكم يتألم.......بس يعز علي اشوف بنتي بهذا الحال......وعشانها ما راح اضغط عليك واصر اعرف تفاصيل الموضوع....

سيف ينتظر الضربة القاضية عليه نظر لخاله
الذي قال: عطها فرصة تداوي جرحها بنفسها......لا تحاول انك تداوي هالجرح اللي بقلبها وأنت اللي تسببت لها فيه......

سيف بنبرة ضعف: شقصدك؟

أبا خالد ربت على كتفه: بعدوا عن بعض لفترة .....وخاصة الجازي محتاجة تبعد عنك.....الحين قرارها متخبط.......ومنقهره منك.....عطها فرصة تستوعب الامر اكثر.....وتحكمه بعقلها ما هوب بقلبها يمكن تغير قرارها....

سيف ابتسم بسخرية وبعينين محمرتين وبقهر : الجازي....احسمت الأمر وما عاد راح تتراجع عن قرارها.....

بو خالد بوجع على حالها: إن هي احسمته فهو بيدك.......لا تنهيه بوقت هي جرحت فيه كرامتك !
فتح عينيه على الآخر، فهم حاله...فهم أن ابنته اسمعتهُ حديث موجع له......
ابتسم أبا خالد: بعدوا عن بعض وقرروا بعدها .....
ولينهي الامر: انتبه على نفسك ولا تسرع

.
.
ركب سيف السيارة ....هي اوجعته ......علمته درسًا لم يتعلمه ابدًا.....وقتلته حينما قالت (لا تفرض نفسك علي) هذه الكلمة حقيقةً مسّت كرامته وحتى رجولته ولكن حاول ألا يظهر ذلك أمامها لأنه يعلم هو يستحق كل ما اسمعته من حديث قاسي ومؤلم له
قاد سيارته بعيدًا عن منزل خاله....عائدًا إلى منزل ابيه ......يريد أن يهرب....منها ومن كل افعاله الأنانية تلك!
.................................................. ...
.
.
.
قبل دقائق عدّة
ذهب إلى الشقة يريد أن يطمئن عليها ، حالها لا يسر بعد سماعها لحديث الطبيبة.....لذا ذهب إليها مباشرة من خروجه من منزل خاله .....اغلق باب الشقة بهدوء
وكان الهدوء مسيطر على الشقة ظنّ انها نائمة .....ولذا تقدم لناحية الصالة ورأى الانوار مغلقة ولكن لم تخلو من ضوء بسيط من تلك الإنارة المتسللة من المطبخ
فهم مُهره تغلق انوار الصالة قبل نومها ولكن المطبخ لا وابدًا ولا يعرف السبب!
دلف باب غرفتها ورآها على سجادتها ، تُقيم الليل ...ابتسم ....ورقّ قلبه على حالها......تعلّم الكثير من هذا الزواج....تعلم وتألم منه حقيقةً!
والآن لا بد ان يُعلنه بأي طريقة كانت مُهره لا تستحق كل هذا....
افرقت من الصلاة .....اقترب منها : السلام عليكم
ردت عليه وهي تنظر إليه بهدوء
ثم قال: اخبارك الحين؟
مُهره أزاحت من على جسدها جِلال الصلاة(المشمر )
: الحمد لله ....
ثم اردفت: ما كان له داعي تجي.....
قصي جلس على السرير ونظر إليها بحنان: حبيت اطمن عليك وما هان علي اتركك لحالك....بعد ما سمعتي اللي قالته الدكتورة!
مُهره اخذت تمشط شعرها : كان اتصلت علي....احسن من انك تضرب مشوار طويل...
اقترب منها واحتضنها من الخلف ثم قبّل خدها الايسر: حبيت اجي واشوفك واطفي نيران الشوق اللي بقلبي عندك مشكلة ؟

مُهره بخجل ابتعدت عنه ، وبضيق غير معروف: أي عندي....
وبنبرة رجاء: قصي تكفى ارجع مثل قبل.......لا تحاول تسوي أشياء غبية تنبّه اهلك على موضوع زواجنا...
قصي بصدمة: أشياء غبية!
مُهره بتوتر: أي.....مثل جيّتك لي بهالوقت......وبالفجر....
قصي مسك كفي يدها تأمل حجمهما في يديه ثم نظر لعينيها: مُهره ليش خايفة من إني اعلن الزواج
مُهره سحبت يديها منه ثم توجهت للسرير: قلت لك....السبب....
قصي اقترب منها : وانا ماقتنعت...
مُهره ازدردت ريقها: حنا ما نناسب بعض وانا ما عندي استعداد لتكوين اسرة....
قصي سكت
أكملت : انا كل همي ادرس....انجح.....واعتمد على نفسي....انت قرار جا في وقت مستعجل.....وفي وقت كله خوف.....واضطراب......واحمد ربي الف مرة طحت في ايدينك ولا ايدين واحد ما ادري اش ممكن يسوي فيني...

قصي لكي يغيّر من جوها المضطرب: تعترفين اني طيب وحلو ووسيم ....ورومنسي...
ضحكت بخفة: ههههههه طيب أي اما الباقي لا
ثم سكتا لوهلة
قصي شد على يديها: حاضرك ومستقبلك بكون معي يا مُهره .....لا تخافين....انا ما راح اظلمك ولا راح اهدم احلامك المستقبلية من ناحية الدراسة وغيرها .....ولا تفكريني بيوم من الأيام اتخلّى عنك بسهولة ...يمكن شخصيتي ببداية زواجنا كانت غبية ......ومخيفة ...لدرجة خلتك حذرة مني بشكل كبير.....بس صدقيني انا الحين قصي انا هذي شخصيتي .....واعلان زواجنا ما راح يغير من تعاملي معك ...واهلي راح يحبونك....

مُهره بهدوء: لا تعلنه الحين....
قصي شدّ على يديها اكثر: المفروض اسارع في إعلانه....كل ما تأخرت كل ما زاد الامر صعوبة يا مُهره....
مُهره بصدق: خايفة....
قبّل يديها بهدوء : لا تخافين وانا معك.....ما هوب صاير شي......كل شي بيمر بيسر.....
مُهره اخذت نفسًا عميقًا ثم ابتعد عنه لتردف: طيب خلاص انقلع بيتكم...بنام.....
قصي يمثل الغضب: انقلع؟!
مُهره بخوف ومزح في آن واحد : امزح معك.....خلاص نام هنا
قصي القى بنفسه على السرير : والله عاد احس تعبان....
مُهر بانفعال: لالا ماهوب من جدك قصي...جد قوم روح بيتكم....لا تخليهم يعرفون بزواجك بهالطريقة را ح تعصبهم منك......
قصي نهض وقبّل رأسها وخدها: امزح معك......يلا تصبحين على خير....
مُهره وهي تسحب اللحاف على جسدها: سكر الباب معك...
أشار على انفه : على هالخشم....
خرج واخذت تُتمتم وهي مغمضة لعيناها: الله يسر الأمور!
..............
بنفس اللحظة الذي تحرّك فيها سيف من أمام منزل خاله!
هو عاد بأدراجه إلى منزل أبيه.......مُهره طفلة صغيرة.......ترضى بسرعة وتزعل بسرعة ايضًا!
كان يجب عليها ألا تجد في الهروب حلًّا للخلاص من زوجة عمها....الزواج في عمرها ليس حل بل هو ضياع من نوع آخر! ...هذا الارتباط هو متيقن انه اخدش الماسة البراءة التي بداخلها! آلامها ...ولكن هي لا تجد من تفضفض له عن هذا الامر.....لأنها وبكل سهولة هي خجولة! ربما تتحدث مع تلك المزعومة صديقتها التي اعطتها هذا الممر من النفق الطويل في الهروب! ولكن لا يظن مُهره تفعلها!
تنهد
وتمتم: ودعتك الله!
.
.
وفي الآن نفسه
وصلا واركنا سيارتهما أمام باب المنزل
نزل وهو الآخر نزل من سيارته
تلاقت اعينهما ببعضهما البعض ولكن لم يردفا شيئًا
فتح الباب
دخلا وكانت والدتهما لهام بالمرصاد
القى السلام
ردّت عليهما
سيف استأذن وذهب لجناحه
وكذلك قصي كان سيفعل الأمر
ولكن والدته اوقفته: لحظة قصي....
قصي التفت على والدته: خير يمه آمري...
ام سيف بشك: وين كنت؟
قصي لم تخشى عليه نبرة الشك لهذا ابتسم لها لكي لا يبيّن على نفسه التوتر: رحت امر اخوياي....
ام سيف بنظرة حاده: واضح أنه لك أصدقاء كُثر بالرياض!

قصي بهدوء: يمه......يعني وين بروح ......
ام سيف : ما ابيك تجيب لي مصيبة جديدة على هالبيت يا قصي......خلاص انا وابوك تعبانة وشبعنا هم....
قصي قبّل رأسها ويدها: افا يمه.......لا تحاتيني.....ولا تخافين ولدك في الطريق المستقيم......
ام سيف بنفس عميق: أتمنى.....
ثم تركته وصعدت للأعلى ....وخرج أخيه جسار من المطبخ وهو يقول: أمي شاكه فيك ترا
قصي نظر إليه : وانت مثل الظل تطلع لي وين ما اروح
جسار ضحك وهو يقضم تفاحة بيده: والله ماخذ بنفسك مقلب....يا الحبيب ترا ما اراقبك ولا انتظرك...صدفة .....
قصي : لا والله ما هي صدفة ......اعرفك تنتظر جيتي عشان ما يفوتك شي....
جسار بنذالة: انتظر لحظة فضيحتك خيي...
قصي بعصبية: والله مانت اخو...عدو اعوذ بالله...
جسار ضحك واقترب منه وامسك بيده وجره ليجلس معه في الصالة: امزح يا هو!....لا تأخذ كلامي على محمل الجد....
قصي جلس ومسح على رأسه: وش تبي؟....ادري تنتظرني وفي خاطرك كلام....
جسار غمز له: صح عليك.....
قصي بتساؤل: الجني الثاني وينه...
جسار فهم انه يقصد عزام: فوق بيستلم سيف.....
قصي ضحك بسخرية: ههههههههههه صايرين مثل المرشد الاجتماعي ....تحبون تسوون نفسكم مهتمين....
جسار بنبرة جادة: وانت عندك شك أنه حنا ما نهتم....
قصي : بصراحة ما احب تدخلكم لا فيني ولا حتى في سيف....
جسار : سيف محتاج أحد يواسيه .....وانت محتاج لنصيحة....
قصي ابتسم بسخرية
جسار بجدية الأمور وضع يده على فخذ أخيه: قصي يمكن تشوف كلامي قاسي......بس لازم تسمعه
قصي اسند ظهره على مسند الكنب
: غرّد يا الحبيب غرّد اليوم مزاجي حلو....
جسار يجاري أخيه حرّك حواجبه وبخبث: جاي من عندها...

قصي بحده: بتكلم ولا أقوم؟!
ضحك الآخر: هههههههههههه طيب اسمعني

ثم اخذ نفس واردف: قصي....اعرف انك الحين مثل السمك اللي دخل في الشباك الصيد....لا هو قادر يطلع منه ...ولا هو قادر يعيش.....
قصي انفعل : ابدًا انا ما هوب مثل كذا.....جسار انت وعزام تفكروني...واحد طايش....مو متزن في قراراته.....وما يأخذ الأمور بجدية ...
جسار بحده: لا تعلي صوتك علي....وخلني اكمل كلامي لا تاخذني بطيش كلامك وانفعالك......
قصي بنفس النبرة: وش بقول لي....بقول لي روح طلّق البلوة اللي اخذتها قبل لا تجيب فوق راسك مصيبة صح هذا اللي بقوله لي؟
جسار حاول ان يتمالك نفسه: قصّر حسك حنا في الصالة والصوت يسري....
قصي نهض: طلاق ما نيب مطلق......ما راح اترك البنت واظلمها يا جسار.....وراح أكون حقير لو سويت هالشي....

جسار اعجب بتفكير أخيه من هذه الناحية ولكن تحدث بجدية: الأمور صعبة ....كيف راح تقنع امي فيها....كيف راح تعلن زواجك .....وكيف راح تجاوب امي وابوي لسألوا عنها....ما فيه بنت واعية ترضى على نفسها تزوّج بالسر إلا لأنها....
قصي أشار له: حدك لا تكمل!...ظروف البنت غير عن اللي ببالك......من الآخر...ما هي مطلقة ولا هي عجوز....ولا هي بنت شوارع ريّح عمرك!

جسار امسك أخيه: انا جالس معاك نتفاهم مو جالس اتضارب معك عشان تعلّي صوتك....
قصي : جالس تنرفزني وكأنك تعرف عنها شي.....كل اللي تعرفه انها مزوجة اخوك وبس....
جسار : طيب فهمني يمكن اقدر اساعدك...
قصي بجدية: البنت صغيرة وانا اول رجال بحياتها وما قد تزوجة ...انجبرت على هالزواج لسوء معاملة بعض افراد عايلتها...
جسار بهدوء: كم عمرها!
قصي شتت ناظريه عن أخيه: سطعش سنة....
جسار بحلق بعينيه في أخيه: مو من جدددددك انت؟
ثم انفعل: كيف أهلها رضوا يزوجونها لك.....كيف.....اكيد انهم باعوها بمقابل مهر كبير.....
قصي ضحك بسخرية: ههههه لا ما هوب من هالنوع ......ما هوب طمعانين.....عمها وافق علي برضا تام.....يمكن يبي يحميها ...ووافق بسهولة.....البنت مستحيل اتخلّى عنها.....يا جسار....مُهره لي وانا لها....

جسار تنهد من حال أخيه: كيف بتقدر تقنع امي وابوي.....

قصي لينهي النقاش: امي ما يقدر عليها الا ابوي....وانا بكلم ابوي وبفهمه كل شي.....والحين تصبح على خير....
ثم نهض وترك أخيه يضيع في اسالته التي لا جواب لها!
.................................................. .....
.
.
.
هل يدعونا الحُب إلى الجنون؟
هل يجعلنا في بعض الحين ننسلخ من إنسانيتنا؟
هل يُمزقنا من شخصياتنا حتى بنا لا نعرف انفسنا؟
هل الحُب يدعونا للأنانية ؟
الجواب.......غير معروف!
هي وحدها من يعرف تلك الإجابات ، هي وحدها من لها القدرة على فلسفة الإجابة في الحُب
هي وحدها من تملك الجُرأة على الوقوف أمام حشد كبير من الناس وتخبرهم بإجاباتها النموذجية
هي وحدها من تعرف صدق الحروف ونطقها في اجابتنا على كل هذه الأسئلة
ولكن الآن هي تحت التراب وتلك الأخرى منهارة ومنشغلة وتمتنع عن الإجابة لكي لا تُصدم قلوبنا الحائرة !
هي منشغلة في انهيارها ، في تكسير الأشياء المادية من حاولها ....وتكسير أشياء كثيرة بداخلها
كرهت الجميع وكرهت نفسها....واصرارها على المجيء في هذه الحياة....
كرهت حتى من أحبوها بصدق ....فحبهم هذا اضرها ولم يُجدي في نفعها بأي شيء....
....

كان مثل سرابها يتبعها في أي خطوة تخطو ...ينحني ويتصدّى رميها للأشياء حوله....سمع تهديدها له.......والآن يقسم أنها تحاول جاهدة على تنفيذ تهديدها....ولكن ما زال هو الأقوى عليها!
...

اما هي ما زالت تركض في الشقة تبعثر الأشياء بيديها بتسارع نفسها....تبكي تصرخ ....بلا دموع كالعادة......تشتمهم وبدأت تدعي عليهم بالخلاص.....
ولكن فاجأتهُ حينما ذهبت للمبطخ المكشوف على غرفة الجلوس(الصالة)، ركضت للأدراج .......ودون سابق انذار لهُ سحبت سكين ورمتها عليه!
هي لم تستوعب ما فعلتهُ .....ارتفع صدرها بشهيق ...وانخفض بزفير قاتلين...
اما هو فتح عينيه على آخرهما......جمد الدم في عروقه....لو لم ينحني لارتكزت السكين في عينيه أو في منتصف جبهته...ولكن التفت و نظر إليها ورآها مرتكزة في الحائط بشكل مرعب ومخيف!
هنا جمدّت انظار نور على الحائط......كانت ستكون في لحظة قصير قاتلة .....نفذت طاقتها وجثلت على ركبتيها بذعر من الموقف هذا ....
كانت ستضيع نفسها بطريقة غير منصفة لها....ماكس لا دخل له في عواصفها وقهرها لا دخل له حتى لو كان يعمل مع امير......ولكن هو يحبه ....حركت رأسها تنفض الأفكار

.
.
اتى بالقرب منها وجلس على ركبتيه منحنيًا
: نور انتي بخير....
نور دون سابق انذار احتضنته .....ولمست اكتافه وكأنه تريد أن تتأكد انه ما زال على قيد الحياة .....شهقت ما بين توترها ،
قلقها ،خوفها لا بكاؤها ولا دموعها!: آسفة....آسفة.....آسفة.....
كانت تكررها بجنون ....ويديها تتحسس وجوده بارتجاف عظيم شعر بخوفها ....ومن لحظة غياب وعيها التي رمت فيها السكين عليه شدّ عليها ليخفف عنها آلمها وهو يردف: انا بخير نور....اهدئي......اهدئي...ما زلت على قيد الحياة....
اغمضت عينيها....شدّت على جسده بيديه بعد ان حاوطته بيديها.....فهم حاجتها إلى هذا الحضن.....وشدها إليه وكأنه يخبرها أنّ كل شيء سيكون بخير.....وأنّ الحياة جميلة ......ولا داعي لهذا الخوف والقلق....
بقيت محتضنته ودافنة وجهها في كتفه وكأنها تخفي نفسها عن لقب _مجرمة_(قاتلة) كانت ستكون في لحظة طيش انانية مثلهم في انتزاع النفس من جسدها بغير حق! كما انتزعوا روحها وجسدها من المكان التي تحبه
لم تحاول البكاء ...ولم تحاول إخراج الدموع من عينيها ابدًا فقط اغمضت عينيها .....اغمضتهما....ابعدت عن مخيلتها توم .....وديانا....وأمير ويوسف......وحتى ابنتها وبهاء الدين.....وحاولت أن تركّز بمخيلتها على صورة إيلاف....هي الوحيدة التي تقبلتها....احبتها اخلصت في صداقتها معها.....طيفها امام عينها له دور في تهدأت نور......وكأنها تجزم أن هناك خير في الناس ليس الجميع سواسية فإيلاف لم تكن مثل الجميع...

،

بعد مرور ما يقارب الثلاث دقائق ابتعدت عنه ، شتت ناظريها عنه بشتات .....وبضياع.....ولكن لم يترك ماكس لها مجالًا في البقاء هكذا
طوّق وجهها بيديه: نور.....انا بخير.....لا ....تخافي....اوك...
هزّت برأسها برضى
بينما هو اجبرها على النهوض: You should take shower now.
هزّت رأسها برضى ، ثم توجهت للغرفة الذي أشار إليها أمير لأبقاؤها فيها.......دخلت ورات دولاب خاص بها ومن المؤكد امير قام بتبضع لشراء الملابس المناسبة لها فتحت الدولاب وكما ظنت رأت لها ما يناسبها من ملابس
لذا سحبت بدلة صوفية سوداء طويلة تصل إلى ما تحت الركبة وسحبت من الطرف الجانبي بنطالًا اسود ضيقًا!
ثم توجهت إلى الخلاء وأغلقت الحمام!
...........

ماكس يومًا عن يوم، يشفق عليها.......لا يعلم بما علمت في هذه اللحظة حتى بها تجن هكذا......وتفيق على نفسها بسبب خوفها من أن تكون قاتلة !
اشفق عليها للغاية .....قرر أن يعمل قهوة له ولها ....يمكن تستطيع أن تعدّل مزاجها السيء وتضبطه....
اخذ ينتظرها........ظنّ أنها ستأخذ وقتًا طويلًا ولكن خيّبت ظنه .....بعد خروجها من غرفتها بعد مروح ست دقائق .......ارتدت قبعة صوفية سوداء ذات غرز تعرجيه مموجة بلون الرصاصي المتدرج بين الفاتح والغامق ولكن يغلب عليها اللون الأساسي الأسود ....وبيدها حقيبة يدوية صغيرة

ووشاح اسود يحيط عنقها بهدوء
شكلها بريء وكئيب في الآن نفسه

تحدثت له بهدوء: ودني لبنتي!

ماكس تحدث بصدمة: ووواااتت؟
نور اقتربت منه وبنبرة رجاء: بلييييييز.......ودني لبنتي....
ثم اردفت له :what's her name?
أيعقل أمير لم يخبرها باسم ابنتها أيعقل
تحدث بتردد: سندرا...
نور لم تعطي الأمر أهمية ، ولكن فكرّت في الخلاء........هي يومًا عن يوم تعبث وتفتّش من وراء أمير وتجد مالا يسرها .....لذلك عليها أن تذهب وترى إلى أي حال ابنتها مريضة .....وهل فعلًا ما قاله لها أمير عن حالة نظرها! تريد أن تعرف كل شيء قبل ان تداهمها أشياء كثيرة هي تتوقعها ولكن لا تتوقع اثرها عليها!

واعادت عليه رجاؤها: بليييييييز ابي اشوفها....
ماكس سحب هاتفه ووضعت سريعًا يدها على كف يده: لا تتصل بأمير....اكيد بيرفض.....اتركه يعرف بعدين...
ماكس يشعر بالورطة: ولكن سيدتي......سيغضب مني....
نور : راح أقوله طلعت من الشقة بدون ما تحس....
ماكس يعلم أمير لم يذهب لسندرا الآن كل ما يعرفه أنه خرج ولكن لو كان ذهب إلى سندرا لأخبرته جولي بذلك!
تنهد ثم أشار لها أن تمشي أمامه للخروج!
....
.
.
.
في المواجهة، في الشعور العميق.......في الرجفة الصادقة .....وفي تلاقي العينين.....
تلاقيت عينيه بعينيها من خلف الزجاج كان بإمكانه أن يدخل للداخل كما فعل أمير ولكن هو جبان ! لم يجرؤ على فعل هذا الأمر
ولكن هناك شعور شدّهُ إليها.....حدّق في تغاير لون عينيها ....في رسمتهما التي تشبه رسمة عيني والدتها ...للون شعرها البني الغامق مثل لون شعره....للون بشرتها التي تشبه بشرته....أخذت منه الكثير....عرفها .....عرفها أنها ابنته .....يقسم أنها ابنته .....هكذا يقول قلبه....شعر بوخز عظيم....وخز الأبوة ربما....وخز الضياع....وخز الخوف من المواجهة!.....ذهب لإجراء التحاليل أما هي أتت ممرضة قصت من شعرها القليل ثم خرجت....
وبقي أمير يداعبها...ويلاعبها ويمازحها وهو ينظر لهما.....كانت تحتضنه وتارة.....تبعد عن عينها النظارة الطبية وهو يعيدهما اعجبها الوضع وكررت الفعل إلى ان احتضنها بين يديه واجبرها على ارتداؤها ....سريعًا فهم حالتها الصحية من الطبيب الخاص بها......وسريعًا ما رقّى قلبه على هذه الصغيرة! ولكن لم يفهم سبب تواجدهما هنا....ولِم نور بعيدة عنها؟! هو لا يعرف أن نور عرفت بوجودها مؤخرًا ! لذلك ظنّ سندرا عاشت باحضان والدتها واخذت الكثير من حنانها ولكن الواقع أنها اخذت الكثير من حنان أمير.....
الذي تقدم لناحية الباب ليخرج تاركها تكمل لعبتها في تركيب المكعب!
أمير بحده: خلاص امشي من هون .....وبكرا نشوف النتيجة...
مُراد بغياب ذهن وهو يحدّق للطفلة: بعد ساعة راح تطلع النتيجة......رجالي ما قصروا....
أمير ضحك بسخرية: هههه هددت الطبيب...
مُراد تحولت انظاره إلى امير: مو شغلك!
أمير نظر لسندرا: اظن أنك عرفت انها بنتك....اشياء كتير واضحة ...بتئول هي بنتك....
مُراد ازدرد ريقه: شنو اسمها؟
أمير : ما اظن مهم تعرف اسمها....
مُراد بتحدي: راح اغيره .....لم اسجلها باسمي راح اسميها باللي ابيه....
أمير مستمتع كثيرًا بنظراته لها والتي تدل على ضعفه ورغبته في الدخول لها ولكن كبرياؤه هو من يوقفه للتحدث معه هنا
: بسميها على اسمك أمك ولا اسم .....بنت اخوك إيلاف!
صُعق هنا مُراد ! كيف عرف بذلك؟!
بينما أمير عرف بهذا الامر عن طريق رسالة ديانا التي رسلتها له قبل الانتحار
انتصر مرةً أخرى أمير: لا تفكرني ما اعرف شي عن خصمي! لا تفكرني سهل كتير يا مُراد.....

سكت مُراد ......واخذ يحدق في ابنته ويراقبها
تحدث امير بخبث : واضح راح تحبها كتير.....بس بتحلم تحضنها......
مُراد شدّ على قبضة يده : لا تتحداني ...لهسة واروح آخذها من قدام عينك....
امير اكمل بوتقصد قال اسمها : سندرا متعلئة(متعلقة) فيني كتير.......حتى انه بتظن اني بيّه.....
مُراد بحده: بكرة تكبر وتفهم الحقيقة....
أمير : الحقيقة راح تخليها تكرهك....
مُراد لم يجيب على أمير ، يكفيه الآن النظر إليها ......ويظن نصف ساعة يتحدا فيها بعضهما البعض كافية .......لذا بلل شفتيه وترك أمير ينظر إليه بشرر والتفت ليمشي للأمام.....
ولكن بشكل سريع، وبشكل غير مخطط له، وغير متوقع على هذه الأرض.....سقطت عيناه على
همس مصدوم: نووووووووووووور....
وارتفع صوت اطلاق نار في المستشفى من قِبل مجهول مصوبًا بمسدسة على أمير......الذي ما إن استقرت الرصاصتين في جسده!
حتى صرخ وهو يحدّق في وجه نور المصدومة
من وجود الأموات بينهم وتهمس بشكل خفي: بهاء...
سقط أمير وارتفع صوت اطلاق النار من قبل الامن على الرجل الذي صوّب امير.....وركض ماكس بجانب امير وهو يصرخ بذعر: سيد أمييييييييييييييييييييييييير.......
التفت هنا مُراد وفتح عيناه على آخرهما وجثلت نور على ركبتيها بضياع الأمر
هل الأموات يعودون من سباتهم بهذه السرعة؟!
أيعقل ما تراه سراب وخيال......ضحكت وسط الصراخ واضطراب الناس حولها ووسط القاء القبض على ذلك المتهوّر المجنون وعلى ركض ماكس ومُراد لناحية أمير واجتماع الأطباء من حوله ضحكت بقوة حتى التفت عليها ماكس بذعر عندما وضعوا أمير على السرير وهرعوا به لناحية الطوارئ نهض وركض لناحية نور التي تضحك كالمجنونة امسكها من اكتافها حدّق في عينيها: نور...
نور اشارت لمراد وهي تضحك: ههههههههههههههههههههههههه شكلي مت .....وصرت اشوف الأموات يا ماكس.....

ماكس خشي عليها من نوبة الضحك هذه ......هزها بعنف ......وصرخ بها: نووووووووووووووووور...استوب.....
نور ما زالت تضحك ، وتضحك فرفع ماكس يده وصفعها على وجهها.....حدقت به......وبالرجل الذي ينظر إليها بنظرات الصدمة والخوف
همست لماكس: بهاء الدين وراك.....
سحبها من يدها لتمشي......الوضع لا يطمئن ...يُريد أن يحميها ....ويخرجها من هنا ولكن فجأة سمع صوت يرتطم بالأرضية .......وسراب بهاء يقترب إليها راكضًا
وصارخًا: نوووووووووووووور


انتهى






 

رد مع اقتباس