عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2020, 03:48 PM   #20
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الرابع عشر
.
.
.


.
.

الضغوطات النفسية تُمنعنا من السعادة وتُبني بيننا وبينها حواجز كثيرة
والصدمات العاطفية تُجمد تفكيرنا ومشاعرنا لوهلة قاتلة بسبب وخز المشاعر ورغبتها في الانسياب من الثقاب الصغيرة
ومزج كل هذه العواصف مع بعضها البعض لـ تُنتج لنا كُتلة جنونية من الأوهام ......والاحلام المستحيلة التي تؤدي بِنا للجنون!
الأحلام الصغيرة في قلبها لم تكبر إلى الآن!
وأمنياتها البسيطة لم تتحقق بعد....
كانت كُتلة من المشاعر والحيوية ، تُريد الحياة .....تُريد الاستقرار ولكن كل ما يحدث حولها يُفسد عليها الاستمتاع بكل شيء حولها ...
لم تستطع أن تقتبس من النور الذي يُضيء من جانبها المُنير حياتها اُسهبت في الجانب المظلم الذي كبرت فجواته بلا إرادةٍ منها
أُجبرت على أن تتلقّى الصدمات .......أجبرت على ان ترى احبتها يوجهون سهامهم الحادة والمسممة لناحية صدرها....
كلما امسكت بحبل بسيط يدلها على الحُب ...على الحياة
يقطعوه من يديها بكل برود
كلما ايقنّت أنها انسلخت من معمعت التذبذب النفسي والمعنوي والاجتماعي وحتى الديني
انغمست فيهم أكثر دون أن تشعر!
....
الإنسان عبارة عن كُتلة من الطاقة ، وتنفذ الطاقة منه إما بشكل جزئي او كامل دون سابق إنذار امام مجابهة الحياة
وهي سُلبت منها طاقتها على شكلٍ متقطع مؤلم.....عاشت في صراعات نفسية حولتها إلى دمية يعبث بها الكثيرون.....وتارة حولتها إلى قطعة جماد تنظر للنّاس بحقد وهم لا يشعرون!
ولكن بعد أن نفذت منها بشكل كُلي
تحولت إلى شبح .......شبح صامت ذات عينين محاطتين بهالات بنية غامقة .....ونظرة لامعة ....وحادة.....وبشرة صفراء سُلب اللون منها ببطء شديد......لتصبح اكثر جفافًا واكثر خشونة!
تقشرّت شفتيها ...واعتادت على ان تُقطّع بيديها بقايا الجلد الميّت حتى تركت جروحًا بسيطة ولكن واضحة لمرأ العين!
شعرها الأسود الطويل......اصبح مهملًا على كتفيها يحتضنها دون خيانةٍ منه في خدش جسدها لإحداث جروح عميقة.....ينسدل على ظهرها .....ويدفئها من آلام الصدمة....يحتضنها بشدة ويلتف حول خاصرتها كلمها اهتزّ جسدها كالبندول بخوف مما هو آتٍ !
......
جسدها في خلال الثلاث الأيّام مما حدث اصبح هشًا ، ضعيفًا......خسرت وزن ليس هيّن ....بسرعة ....جنونية ....غير طبيعة أبدًا!

لم تعد قادرة على إدخال الطعام من فاهها ......فاكتفت بشرب السوائل مرغمة!
وهناك أنابيب ممتدّة إلى يديها وحتى انفها تُسند جسدها وتوصل لهُ الغذاء دون أن تطلبه!
ولكن ما زالت تسأل ......حقًا هل الأموات يعودون من نومتهم الطويلة؟
اجابها هو بنفسه في اليوم الذي يلي الحادثة من اطلاق النار على امير
: نور.....انا ما مت .....أمير وديانا افتهموا الامر خطأ....ظنوني ميّت ....بس انا ما مت....بعدي حي.....وانصدموا مثلج.....بس بعدها استوعبوا وجودي....انا حي.....مو ميّت يا نور.....مو ميّت!
....
سكنت أنفاسها في ذلك الوقت، أدركت أنها لم تجن بعد
بعد أن اخبرها بوجوده، ولكن هو لم يجرؤ على قول حقيقة التخفي ونشر خبر وفاته في ذلك الوقت لأن الوقت الحالي ليس متاح للحقائق ولكن للكذب نعم!
.....
إذًا هو على قيد الحياة ولكن ابتعد عنها مثلهم تمامًا!
وأمير سيرحل كما رحلت ديانا عنها هذا ما اتضح لها
......
حدّقت في السقف.....وركزّت بناظريها على اللون الأبيض .....أخذت ترسم في مخيلتها صورة فتاة قبيحة ....ذات شعر اسود طويل منكوش......ووجهه عابس مخيف...ويدين ورجلين مقطوعتين ومُلقا أمامها....في عينيها دموع كثيفة تأبى الخروج من محجر عينيها الجاحظ باللون الأحمر
تلك الفتاة ....ما هي إلا نور!
رسمت نفسها بهذا الشكل وبتلك الطريقة....
.....
حاولت سحب يديها ولكن شعرت بارتدادهما لمكانهما ....إذًا هما مربوطتين على جانب السرير.....تسمع طنين .....أنين.......تشم رائحة الخوف....الألم......تشعر بالضياع والتشتت.....ولكن لا تعرف كيف تتصرّف....
أدركت بوقوع هذا الأمر أمور خفية عنها......امير لديه أيدي كثيرة ورجال كُثر لحمايتها وحتى حماية ابنتها وحمايته
وهي خائفة من أن يكون بهاء الدين واحدًا منهم ولكن اخفى عليها ذلك!

وتلك الطبيبة اليكسا خطيبة ماكس.... الطبيبة التي أمسكت حالتها الصحية الآن.....
حقيقةً لها جذور عربية ......فجدتها من أصول فلسطينية ولكن من عائلة مهاجرة إلى ألمانيا..... ووالدتها تزوجت برجل ألماني مسلم كونها هي مسلمة وانجبتها وعاشت تحت ظل العائلة السعيدة ..... إلى أن التقت بحُب حياتها ماكس..... اقنعتهُ في الإسلام ليستطيعوا الزواج من بعضهما البعض......اقتنع.....وما زالا يعيشا فترة تعارف بينهما...كمخطوبين ... ولكن معيشتهما الواقعية ..... كمسلمين بلا إسلام! فالمجتمع الغربي يُفرض عليهما طبيعته على كل الأحوال وهما ولدوا على هذه الطبيعة المغايرة لبلاد المسلمين وكذلك التربية لها دور في اغراس القيم والعادات والتقاليد الذي يفرضها المجتمع عليهم!
...
انفتح الباب.....مشت بِخُطى واثقة ومبتسمة لهذا الصباح....اقتربت من سرير نور.....حررت يديها من الرباط....
ثم قالت : اخبارك اليوم؟

حوّلت انظارها عليها ثم عادّت تحدّق في السقف لتكمل الرسمة بوضع دماء ماطرة على تلك الفتاة......ونيران تحيطها من كل جانب...
جلست على الكرسي المقابل للسرير: نور.....في شي راح يفرحك كتير.......

لم تُعطيها أي اهتمام
فاكملت: جولي وسندرا....راح ييجوا اليوم حتى يطمنوا عليكي.....

نطقت نور بجفاف حلقها وحشرجته من كثرت الصراخ خلال الثلاث الأيام الماضية: مابي اشوف أحد....

نهضت هنا الطبيبة دون أن تكثر الحديث عليها ودون معاندتها وعندما وصلت إلى الباب تحدثت نور
ببهوت: أخبار امير؟

التفت الطبيب وبهدوء: وضعه في تطور.....وصحى من الغيبوبة...
ثم خرجت
...



ليتك مُت ليتكُ لحقت حبيبتك ، لِم انت مصّر على أن تتواجد في حياتي لِم؟



......
ما إن خرجت حتى توجهت الأنظار إليها
تحدث ماكس (مترجم): اليكسا......ماذا حدث؟
اليكسا نظرت لهم بحيرة: ما بدهاش تشوف حدا.....
جولي نظرت لماكس (مترجم): أخي......نور تحتاج للمزيد من الوقت .....لا اريد أن ترى سندرا الآن.....حقًا وضعها لا يسمح...
ماكس تحدث بلغة مكسرة: نور....تبي تشوفها....بس....الآن....تعاند....
التف عليهم مُراد والذي علم من ماكس أنّ نور لم تتعرف على ابنتها إلا في وقتٍ متأخر ولم تعرف شكلها ابدًا
فتساءل عن الأسباب ولم يُجيبه ماكس .....وبعدها لم يكثر الحديث
أكملت اليكسا: انا ئلت إلها أمير صحى من الغيبوبة....
ماكس بشك: شووو كانت.....ردت فعلها؟
اليكسا: ما بعرف هي سألت وانا جاوبتها بدون ما شوف وجّها وطلعت....

مُراد بجدية: ما كان له لازم تجذبين عليها.....مُراد يمكن ما يصحى للأبد الرصاصتين قريبة من قلبه هواية .....وزين منه طلع من العمليات ......
ماكس بتفهم : مُراد......هو استيقظ اليوم.....

مُراد لم يخبروه بذلك قوّس حاجبيه: وليش ما قلت لي؟
ماكس بعدم اطمئنان: واجب علي حمايته...

ابتسم بسخرية إذًا ماكس يشك بأمره

اليكسا بجدية: أمير......وضعه مو مستقر متل ما نعرف....مرة يصحى مرة يدخل بغيبوبة .......ما بدنا نئول لها شي متل هيكي حتى ما تنتكس ....اكتر ......وئلت إلها صحى يمكن هيدا الشي بخفف عنها.....

ماكس هز رأسه برضى....بينما وجّه نظره لأخته جولي ولسندرا
ثم قال(مترجم): عودي بها للمنزل.....
جولي بسبب الأوضاع المضطربة .......اقترحت عليهما أن يخرجا سندرا من المستشفى درءًا لِم قد يحدث....ولأن صحتها في تحسن وافق الطبيب على الامر وهي الآن
تعيش في منزل أخيها ماكس ....لحماية الطفلة!

اليكسا استأذنت وذهبت تُباشر عملها.....بينما تساءل مُراد : ماكس .....اريد تفهمني الرجال اللي صوّب أمير من نفس الجماعة اللي يريدون يقتلون لويس لو لا؟

ماكس : لا ......اتضح مو منهم.....
مراد سكت واخذ يتنفس بعمق.....ثم اردف: بدخل لها....
ماكس امسك بيده بسرعة: لا.......دونت دووَت....
مُراد توقف .......ونظر لماكس الذي ينظر إليه برجاء بألا يدخل لها!
فبقي واقف أمام الباب ودخل ماكس
.......
مُراد .....في هذه الأوقات العصيبة ادرك معزّة امير لدى بنته فمُنذ غيابه عنها في ذلك اليومين بعدما أصيب تمامًا وهي تسأل جولي عنه....لم تسأل إلا عنه.....ولم تكف عن اسالتها حوله....
وهذا الأمر اشعره بشيء لا يستطيع أن يعترف به ولكن اخجله!
نظر لنتيجة المعادلة التي صمموها وكتبوها هو وأخيه .......طفلة صغيرة تبحث عن الأمان في أحضان امير.....وتذبذب نور العميق.......

هو شاك في أمر الذي اطلق النار على أمير ولكن لا يُريد أن يدخل نفسه في متاهات التفكير بذلك سيؤجل الأمر .......وسيكشف من هو الآمر بذلك!
....................
أكملت رسمها .......بوضع سهام حادة تثقب عينيه تلك الفتاة.....وسمعت طرق حذاء ماكس المألوف لمسامعها....
فنظرت إليه ونظر إلى حالها .....اقترب منها وجلس على طرف السرير
وضع يده على ساقها : نور.....
نور وهي تحدّق في السقف: بهاء الدين يشتغل معكم...؟
اكتفى بقول: لا...
نور بنفس الطريقة اردفت: انت تدري انه ما زال عايش؟
ماكس بهدوء: انصدمت ....بوجوده ....مثلك ......
نور سكتت واخذت تُشير للسقف لترسم سيارة عشوائية بيدها في الهواء لتصطدم في الفتاة تحت انظار ماكس
ثم قال: ابي جوازي.......
ماكس اغمض عينيه ثم فتحهما: ما بعرف....وينـ...
قاطعته: أكيد عند امير....
ثم اعادت يدها لتريحها على بطنها وحدّقت في وجه ماكس ببرود: متى يموت؟
صُعق وذهل هي تتمنّى موت امير......لا تريده أن يعيش ، تريد ان تقتله مع ذكرياتها اللئيمة!

: نور.....
رفعت نفسها من على الوسادة ببطء بحلقت في عينيه بجمود: متى يموت؟

شتت ناظريه عنها: أمير......الآن....بحاجة لك....
نور هزّت رأسها بيأس: انا مو محتاجة له.....فليش يعيش.....لازم يموت ...عشان ما يخلي ديانا لحالها....

ماكس حدّق في وجهها الذابل وفي عينيها الميتتين
اردف : امير بحبك .....كتير.....كيف...تقولين .....هذا....الشي؟

اشارت لنفسها : لأنه هو السبب في حالتي هذي....

ماكس بهدوء اردف بصعوبة الحروف العربية لتكوين الجملة: أمير عمره ما تمنى....ليكي.....هزا الحال....

نور ابتسمت بسخرية وعادت تستلقي على المخدة : بس تمنى قرب ديانا.......وبهالأمنية انا وصلت لهالحال.......

اغمضت عينها لتهمس: بليييييييز ماكس اتركني لحالي...

نهض تنهد بضيق لحالها ثم خرج.......ولم يرى مُراد في الممر فأشار لإحدى مساعديه في العمل وابقاه واقفًا على باب نور لحمايتها وهو ذهب خارجًا من هذا القسم ليذهب إلى أمير
.......
.
.
قبل ثلاثة أيام ......في ما بعد منتصف اليل.....جلس على السرير اتصل بها عدّت مرات ثم اجابتهُ بعد الاتصال الخامس
ليردف: واضح قلبك شايل علي...

اجابتهُ: كل تبن.......مقاطعني فترة طويلة ......وتاركني أعيش همي لوحدي....

ضحك بخفة: هههههههههه ......رجعتي على شخصيتك اللي اعرفها.....

تكتفت ونظرت لأرجاء الغرفة وهي تُخفي ابتسامتها: شعندك متصل لهالدرجة الفضول ذابحك إلّا تعرف وش قلت له حتى اقتنع؟

اردف بجدية: ماني مصدق والله انه افتكينا من شي اسمه سلطان....

نظرت لأطراف اصابعها وبتوتر: بندر انا آسفة......آسفة ما عطيتك خبر من وقت مبكر...يمكن كان...

قاطعها وهو يتنهد بضيق: أنا اللي آسف....

سكتا ثم قالت بهدوء: دخلت عليه وترجيته
...وبكيت.....وصدمني لم رضى.......برفضي...

بندر : الحمد لله ...
ثم اردف بحماس: الحين اقدر اخطبك رسمي لي...
شيخة بحذر: لالا......مو الحين........
بندر بتأفف: اففففففففففف متى يا شيخه متى تصيرين حلالي .....إذا مو الحين متى يعني؟

شيخة بخوف: بندر لو تتقدم لي الحين الكل بيشك خاصة إني قلت لأبوي...ما ابي ازوج الحين وابي ادرس...ومن الحكي لو جيت وتقدمت وانا وافقة عليك بصير مكشوفة عند الكل....

بندر مسح على وجهه : طيب لو جا احد وتقدم لك....

شيخة بهدوء: بضمن لك ماحد هنا يقدر يجبرني خاصة بعد اللي صار لي من هالسالفة

بندر بخوف: وش صار لك؟
شيخة بزعل: والله لو يهمك ما قطعت اتصالاتك علي...
بندر: شيخوووه ما عرفتك وأنتي تعاتبين؟
شيخة : ليش وش شايفني ما اعرف كيف اعاتب؟
بندر ضحك : هههههههههههههههههههه لا والله مو متعود على شخصيتك الجديدة ايتها العاشقة...

شهقت شيخة هنا: هأأأأأأأأأأأأ......انا العاشقة ولا انت العاشق.....
بندر باستهبال: منو اللي رفض سلطان....؟

شيخة بتلاعب: لا تخليني اغير رايي واروح لأبوي أقول موافقة.....واللي سويته اليوم مجرد خوف من اني ارتبط بشخص ما اعرفه....بندرووووه ترا والله اسويها واحر قلبك علي......يا
وبسخرية: عاشق.....
بندر انفجر ضاحكًا: هههههههههههههههههههههههه امزح يا وردتي الحلوة.......
ثم اردف بجدية: شيخة جد أتكلم شصار لك...
شيخة بتنهد: تعبت نفسيتي وصرت نفسية ......وما اطلع من غرفتي ولا اكل ولا اشرب....إلا قليل يعني مادري....حسيت نفسي بفقد شي.....غالي على قلبي...
.
بندر : الله كل هذا حب لي...
شيخة استلقت على الوسادة : وانت تشك بحبي لك بندروه؟
بندر ابتسم: لا........والله ما اشك.......تدرين انه في حكمه اني ما اتصلت عليك طول ذيك الفترة على انها ترى فترة قصيرة .......ما تجاوزت أيام كثيرة .....

شيخة : وش الحكمة يا حكيم....

بندر نهض من على السرير وجلس على الكرسي المقابل للنافذة: عشان ما اتهور......عشان ما نتعمق في مشاعرنا ونسوي أشياء نندم عليها......شيخة وربي لم قلتي لي سلطان خاطبك ما تعرفين وش صار لي...رحت كأني مجنون أقول لأبوي ابيك......واعترفت له اني احبك......واللي زاد قهري أنه ما عبرني وقتها.....تمنيت اموت...

شيخة بذعر وانفعال: اسم الله عليك......
بندر جدية: الحمد لله انه بعدنا عن بعض....ولا عن نفسي كنت راح اتهور......

شيخة ابتسمت: بس آخر مكالمة بيني وبينك ما حسيت إنك متهور وكنت تهديني بطريقة قهرتني...

بندر : شفتك مندفعة في مشاعرك......حبيت امسك نفسي عن قرارك وقتها وما اندفع انا الثاني .....وحكّمت مشاعري ...وابتعدت ....ولّا اندفاعك وقتها كان بخليني.....اتهور جد....واسوي ...شي بخلينا اثنينا نندم....

تشعر بالسعادة لتصريحه بذلك والذي ينم عن مدى حبه لها ولكن اردفت بتلاعب: يعني وش كنت بسوي؟

بندر بخبث وبكذب: شي فوق الثمنطعش....
شيخة بصوت عالي: الله ياااااخذك يا حيـ....
قاطعها بضحكة: هههههههههههههههههههههه امزح معك.....
ثم اردف بجدية: فكرت اكلم سلطان ينهي الامر من عنده أو اخليك تهربين وأمن لك مكان ....وانا أقول لهم ابيك واعرف مكانك وما راح اخليها تجي إلا لم تزوجونا.....

شيخة ضحكت : هههههههههههههه كل فكرة ادمر واغبى من الثانية وش تخليني اهرب.....والله كان انا ميتة من زمان اشوى انك بعدت عني....
بندر ضحك الآخر: هههههههههههههههههه...انقذت عقلي نوف لم قالت على فكرتك....

شيخة بهدوء: وانقذت ابوي من الفشلة اللي بجيه ....بجرئتي على تصريحي له اني رافضته......ما كنت متخيله راح اقدر اكلمه ....عن هالموضوع ابد.......

بندر : عمي طيب......والله ما توقعت منه هالشي...ما توقعت أنه يجبرك ...
شيخة : هو طيب.....بس شخصيته قوية وله هيبة.......وكلمته مثل السيف.....بس الحمد لله ما قطع رقبتي ونقذني....
بندر ضحك بخفة: ههههههه........خلاص خلينا ننسى هالطاري.....
شيخة تثاءبت: والله جاني النوم ......بروح انام ......ولا عاد تتصل إلا بعد الاختبارات مابي ارسب....
بندر ضحك: ههههههههه وش سالفتك مع الرسوب......
شيخة بحده: والله كنت راح ارسب العام بسبتك......خليتني اسهر....ولا ذاكرت شي.....
بندر: ههههههههههههههههههههههه واثق فيك ام اقليب انتي ونوف تاكلون الكتب آكال

شيخة بصوت شبه الصرخة: قول ما شاء الله يا زفت.....
ثم اردفت: وانت بعد شد حيلك ......عشان تخلص وتشتغل وتكون نفسك وتجي تخطبني.....

بندر ما زال يضحك: هههههههههههههههههههه حاضر ماما شيخوه أوامر ثانية....
شيخة تثاءبت من جديد: قفل الخط ونام......
بندر : احبك يا خبلة......
شيخة ابتسمت: انا اكثر
ثم اغلقا الخط وغطا كلًّا منهما في سباته واحلامه الوردية!
...............

.
.
.

انفتح باب غرفته على حين فجأة
واسندت نفسها على الباب بعد أن فتحته على مصرعيه وتكتفت وهي تقول
: من تكلم؟
واخذت تلعب بحواجبها بخبث
بندر رماها بالوسادة: انقلعي ........كيف تدخلين علي كذا....ترا في شي اسمه استئذان...

مشت لناحيته وسحبت من يده الهاتف ثم تحدثت منفعلة: أيا الكلـ....اليوم في المدرسة اقولك ...مريني وخلينا نطلع نغيّر جو قبل كآبة الاختبارات وتقولين لي تعبانة وما تشوفين بوجهك غير السرير ...وانتي بس وصلتي جيتي تكلمين الأخ......وش هالنصب....وانا االلي ابي اجلس معاك.......خاصة اني ما جلست معك ....بعد شوفتي لك من ثلاث أيام....
شيخة أبعدت السماعة عن اذنها ثم اردفت بعصبية: وش ذااااا؟....بالعة مسجل....
نوف : مسجل؟...يا قدمي....اي أي غيري السالفة...
اغلق بندر الباب واتى ليسحب منها الهاتف ولكن شدّت عليه وهي تكمل: شيخوووه.....يا قليلة الادب بجين .....عشان نطلع ولا انشر غسيلك عند الأخ....
شيخة بملل: صدق انك مطفوقة وغبية ام سلطان!
ثم أغلقت الخط في وجهها
نظرت لوجه بندر الغاضب: شف سكرت في وجهي...
شدها من ياقة قميصها: قلعتك والحين انقلعي عن وجهي احسن ما اكفخك تكفخ....
نوف أبعدت يده وقامت بتعديل ياقة بدلتها واردفت بسخرية: والله لو انكم مخطوبين؟.....وش هالمكالمات.....ما اتصل عليها إلا ومشغول...
ثم عبرت من امامه وهي تردف: شكلي بحب لي واحد عشان اصير مثلكم...
ولم تشعر إلا بيده القابضة على زندها وهو يقول: وش قلتي؟
نوف رفعت حاجبها بتحدي: قلت احب لي واحد؟!
بندر بغضب وانفعال : عشان اموتك...
نوف بحده وبتقصد: شف من يتكلم؟....حلال عليك وحرام علي....!
بندر بانفعال: انا غيييييير....
نوف ابتعدت عنه وكتفت يديها: غير في شنو؟.....عندك مميزات يعني......عندك رجل ثالثة....ولا قلب بحجم مختلف....
بندر بغضب: تطنزي ......بس قسم بالله لو ادري ولا اشك أنك تكلمين لك واحد والله

قاطعته بحده: وأنت كيف ترضاها على شيخة تكلمك دامك مو راضي انا اكلم لي واحد واحبه؟!
بندر بانفعال: انا احبها وناوي الزواج ........اللي بكلمينه يمكن يكذب عليك....يمكن ياخذك تسلية....
نوف بصوت شبه عالي: عادي اجرب....
بندر كان سيضربها ولكن صحى على نفسه وابتعد وهو يستغفر
نوف : شفت .....شفت كلامي يوجع....لو شيخة قالت لناصر ولا سعود نفس كلامي بس قالت هذا اللي اكلمه ولد عمي هم بقولون لها نفس كلامك.......ما فيه اخ يرضى لأخته تكلم لها واحد....ايًا كان ...سواء من أهلها ولا ما يعرفونه...وانت رضيت على بنت عمك هالشي....وخوّنت في ناصر وسعود....
اندفع بالحديث: قلت لك انا غير راح اتزوجها....
نوف : اذا خطبتها روح كلمها.....للعلم ترا اللي تسوونه حرام...هي غبية ومندفعة في مشاعرها ....وانت استغلالي.......اذا تبيها ومو قادر تصبر ابوي تحت روح قوله يخطبها...لك...
ثم خرجت من الغرفة
وهو بقي....يعيد حديثها مرارًا وتكرارًا
شعر بالقليل من تأنيب الضمير....والخوف ايضًا!
......................

عندما خرجت نوف ذهبت لغرفة خالد وكانت الجازي جالسة بقربه وفي حضنها الصغير
تحدثت: نعنبوا شركم كلتوا علي الشيبس....
الجازي: النصابة وهذا هي اللي قالت ما ابيه....
خالد رمى عليها الكيس: خذي شبعي منه....
نوف جلست على الأرض بعد ان سحبت شوكولاتة من يد اختها الجازي بطريقة خفيفة وسريعة: لا ابي هذا...
خالد بعصبية : تراك كثرتي منهم هالاسبوع
الجازي هدهدت ابنها ليكف عن البكاء: وهو الصادق ...كثرتي......إلا صدق خذتي الابرة...
هزت رأسها بـ(أي)* واخذت تمضغ الشوكولاتة بتلذذ
ولكن خالد لم يدعها تأكله كلها نهض بصعوبة من آلام جراحه وسحبه من يدها: بس يكفي....
نوف عبست بوجهها ثم نهضت لتقف: وجع...ما تخلون الواحد يتهنى...
الجازي بجدية: انا أقول روحي ذاكري...
نوف بتملل: تحبين النكد....
ثم قالت: بروح لأبوي حبيبي...
الجازي بتحذير: لا تروحين ...
خالد ونوف بتعجب: ليش...
الجازي ضحكت بخفة: هههههه ابوي مشغول قدامه ملفات كثيرة......ووجهه ما يطمن واضح مشغول مرا...
خالد بتنهد: والله انا السبب لو كنت معه كان شلت من تعبه
نوف : يمديك على الضيم والظلايم......بس تبرا جروحك ابوي بتلّك من رقبتك للشغل...
خالد رمى عليها الوسادة: ما عمرك قلتي شي....يبرد خاطري....
نوف بضحكة: ههههههههههههههههههههه اول مرة اشوفك مقهور كذا....
رماها بوسادة أخرى
فضحكت هنا الجازي: ههههههههههه خالد على هونك نسيت جروحك.......اترك عنك هالخبلة ....هي شاطرة في الاستفزاز....لا تغلبك....
نوف مشت بغرور: أصلا غلبته وخلاص......يلا بطس المطبخ آكل...
ثم خرجت من الغرفة
خالد ابتسم : والله مسوية لنا جو......الله يخليها لنا...
الجازي بصدق: آمين......وان شاء الله ازفها عروس....
ثم نهضت : بتركك ترتاح.... عن اذنك

خالد نظر لأخته وتنهد لحالها كان سيفاتحها بموضوع سيف ولكن لم يحبذ أن يُفسد عليها ابتسامتها تلك ...فنهض هو الآخر ليستحم ثم ينزل ليساعد أبيه!
.....................

كان مترددًا للغاية ، هو فكّر في الأمر وعليه أن يحسمه قبل فوات الأوان.....إن خبأ الأمر لوقت أطول سيتصعب عليه لا محالة ....مسح على رأسه ....طلب من والده أن يحدثه على انفراد وفضّل أن يخرجا إلى المجلس الخارجي لكي لا يسمعهما احد
.
دخلا المجلس اغلق الباب
جلس مقابل لوالده الذي قال: قصي شفيك.....صاير لك شي؟

توتر....وتعرق جسده بأكمله.....الامر ليس هيّن ووقعهُ لن يكون بكل هذه البساطة
حاول أن يتزّن: يبه.....انا بخير....بس ابي افاتحك في موضوع.....مهم.....ولا فيني أخبيه عليك اكثر من كذا...
بو سيق قوّس حاجبيه: موضوع؟

قصي حكّ ذقنه بتوتر شديد: يبه.......أنا........أنا قد اتخذت قرار.....بيني وبين نفسي إني ما أزوج إلا البنت اللي انا ارغب فيها....
بو سيف ابتهجت اساريره: قول من البداية أنك تبي تزوّج...

توتر أكثر من ردت فعل والده ولكن اخذ نفسًا عميقًا ليشجع به نفسه: .....يبه.....انا أقدمت على هالخطوة......وانا متردد بس ما توقعت يصير لي .....كل هذا...

أبا سيف بشك رمق ابنه بنظرات: وش قصدك؟......قصي وش وراك....؟.

قصي شتت ناظريه عن ابيه: يبه أنا تزوجت وحده مسيار!

سكت أبا سيف......وحدّق في ابنه مطولًا .....حرّك رأسه وكأنه يعزي نفسه بنفسه!

ابتسم بسخرية: عشان كذا طلعاتك وروحاتك وجياتك ما هيب طبيعية وامك المسكينة تظن......أنك تطلع مع أصدقاء سوء....وخايفة عليك.....


ثم ارتفع صوته بتوبيخ: دامك تبي العرس وانت مقتدر ليش ما خليت امك تخطب لك اللي تبيها......ليش رحت من هالطريق .....بس شكلكم يا عيالي.....تحبون المشقّة لي ولكم......كل واحد فيكم ما عنده ذرة تفكير واتزان في قرارة....ذاك يبي يطلق وانت تجيني تقول مزوّج.....لو جايب لي بنات ارحم منكم ......والحين وش المطلوب من اعترافك بهالشي؟

قصي بقلق نظر لوالده: يبه.......ابي اعلن الزواج.....بس بطريقة ما تزعّل امي مني....

بو سيف نهض وبعصبية وانفعال شديدين: لا والف لا.....طلّق هاللي ماخذها....واترك امك بحالها.....لا تخليها تحس بهالموضوع ....انتوا تبون تجلطونها وتموتونها ....وتبون تموتوني معها؟......فيكم قل في حس المسؤولية......وفيكم عناد وخبال مراهقين انت وخوانك....

قصي وقف أمام ابيه: يبه.......اسمعني.......

بو سيف بصوت مرتفع: وش اسمعك تبيني أوافق على هالخبال؟......مثل ما تزوجتها بطلقها......من بترضى على نفسها تزوّج مسيار إلا...

قاطعه هنا، تفكيره ليس ببعيد عن تفكير جسار وكأن الموقف والحديث نفسه يتكرر عليه !

لذا قال: يبه.....اقسم بالله البنت مو مثل ما تفكر......البنت ابدا ما هي كبيرة ولا هي مطلقة ولا هي...

قاطعه والده بحزم: ما ابي اسمع منك ولا كلمة......ومستحيل اقبل انك تعلن هالزواج.....مستحيل يا قصي......

قصي باندفاع في الكلام: أي تبوني اصير مثل سيف......امي تفرض علي وحده......وتعال يا قصي اخذها غصبن عليك......ولم آخذها ....ما توقف المشاكل بينا......ونطلّق!

بو سيف صرخ في وجه ابنه: وش هالحكي!......امك ما فرضت عليه ....هو اللي اختار......ولا تقارن نفسك بسيف....لأنه ما فيه مقارنة اصلًا.....انت بطيشك ....رحت لوجع الراس.....

نسي أنّ والده لا يعلم بحقيقة مشاعر سيف .......ولكن يعرف في ذلك الوقت هو لا يرغب في الزواج...ولكن والدته اصرّت عليه إلى ان خضع للأمر!!

إذًا لن يدّخل سيف في الأمر وإلا ستنهدم أمور كثيرة
تحدث
: يبه....البنت يتيمة......وعمرها ما يجاوز السطعش سنة.....مابي اظلمها...واطلقها....مابي يبه....

بو سيف ضرب بكفيه ببعضهما البعض: الحين كل شي واضح....يتيمة....صغيرة....من عيلة محتاجة....شافوك المنقذ لبنتهم من حياتهم الصعبة ورموها عليك يا الغبي....

قصي بانفعال شديد قال: لا يبه مو كذا....انا ناسبة عايلة .....السامي....

صُعق وذهل أبا سيف......عائلة السامي......معروفة بالأخلاق....بالكرم...بطيب اصلهم......وحالتهم الاجتماعية ممتازة .....لِم رضوا على ابنتهم أن تتزوّج بهذه الطريقة؟

(ملاحظة : أسماء العائلات من مخيلتي وليس لها صلة بالواقع!)

قصي عندما رأى صدمة والده قال: يبه......البنت ظروفها مو مثل مانت مصوّر....وعمها زوجني إياها برضاه.....

بو سيف بشبح صوته: كيف رضى يزوجها بهالعمر ولا بعد مسيار .....أكيد لأنها...

قاطعه بانفعال: اقسم لك بالله البنت ما في اشرف واطهر منها.......يبه البنت بريئة من كل هالافكار......مو كل وحده لجأت لزواج المسيار لازم تكون...

قاطعه ابيه بحسم الامر: حتى لو.......طلقها.......
قصي مسك يد ابيه برجاء: يبه......طلبتك لا تسكرها بوجهي......طلبتك توقف معي....ما ابي اشيل ذنبها برقبتي يبه تكفى....
بو سيف بحده: الحين خايف حوبتها ما تتعداك......الحين حسيت انك سويت شي غلط...
قصي بدون تردد: يبه انا حبيتها.....
بو سيف نفض يده من يد ابنه ثم جلس على الكنبة تمتم بالاستغفار ثم نظر لأبنه الذي أفصح بمشاعره تجاهها
: كم صار لكم مزوجين؟
قصي هدأ هنا عندما جلس والده لرغبته في سماعه
: الشهر الجاي بناخذ سنة....
ضرب والده على فخذه بلا حول ولا قوة: هي بنت مَن بالضبط بنت صالح ولا جلال؟
قصي جلس بالقرب منه: صالح......
ثم اردف متسائلا: انت تعرفهم....
بو سيف : اسمع عنهم بس...ناس مصلية ومسمية وتعرف ربها......صيتهم واصل للعرب.....بطيب اصلهم...وكرمهم......بس شلون يزوجون بنتهم بهالطريقة......كيف رضوا لك تاخذها مسيار؟

قصي تنهد: ما يهم .....اللي يهمني الحين مُهره...
تحدث منفعل مرةً أخرى: وش اللي ما يهم إذا ما يهمك يهمني.......يا قصي.....شوف وش راها من بلا وزوجوك إياها...
قصي حاول ان يتماسك امام قساوة حديث ابيه: يبه اقسم لك بالله ...مُهره اشرف من الشرف نفسه......!

نهض بو سيف مرةً أخرى: انسى الموضوع طلّق البنت بهدوء.......وانساها
ثم خرج من المجلس وبقي قصي يصارع نفسه وهو يردف: هذا البداية يا قصي...لا تستسلم.....حاول مرة وثنتين وثلاث....لا تستسلم....!
ثم نهض وخرج من المنزل كله!
.................................................
.
.
.
في الكويت....خرجت اليوم لتتسوّق ومن حسن حضها والدها وافق على اكمال الدراسة في أمريكا .....بعد أن خرجت من الأفنيوز....توجهّت لإحدى المطاعم القريبة من هذه المنطقة ......تريد أن تبقى وقتًا طويلًا في خارج منزل خالتها فقد عادت عليها المضايقات .....وعاد الخوف والقلق لا تريد أن تكون سببًا في هدم حياة خالتها التي احبتها بصدق....لا تريد ذلك.....
جلست على الكرسي المقابل للطاولة .......طلبت لها الوجبة التي تفضلها ........ولكن لم تفتحها ولم تبدأ في تناولها
سحبت الهاتف تريد أن تطمئن على صاحبتها......تريد أن تشكي لها همها....
فاتصلت دون تردد.......وانتظرتها تُجيبها
....
كانت مغمضة عينيها تحاول أن تُمحي ماضيها الكذب وتُمحي حاضرها المر ...وتخطط على مستقبل جديد.....
سمعت رنين هاتفها الموضوع على الكمودينة البيضاء بجانب السرير .......يداها ما زالتا متحررتين ما دامت هادئة ولم تنهار!
سحبته ....هي تعلم من هو المتصل .....نظرت للاسم واصبح شكها يقينًا...
اجابت بصوت متعب: هلا ايلاف....
إيلاف نظرت لمن حولها كغريبة تبحث عن طيف انسان ينتشلها من غربتها تلك وهي غربة الذات وسط من نحبهم بصدق!
: اهلين....أخبارج نور ولهت عليج وايد؟

نور رفعت رأسها عن الوسادة لتسند ظهرها للخلف: بخير.....انتي طمنيني عنك...

إيلاف بحشرجة صوتها لم تعد قادرة على كبح مشاعر البكاء: مو بخير...
نور سكتت....جميعنا ليس بخير.....
أنتِ وأنا واحد بمختلف الاحداث المُرّة التي تدور حولنا.....
: شفيك ؟
ايلاف ابتسمت وسط دموعها: اشتقت لج....واشتقت لنفسي لم الحقج ......واجننج......واغثج في سوالفي....

نور كاذبة.....تعلم أنها كاذبة ولكن لم تحب ان تعطيها مجالًا في قول الحقيقة: وانا فرحانة أنك بعيدة عني .......وافتكيت منك...
ايلاف ارتفع صوت ضحكها وهي تمسح دموعها: ههههههههه حقيرة.....
نور تنهدت : متى بتسافرين أمريكا؟

ايلاف : بعد يومين.....
نور : يعني خلاص؟.....خلصتي اوراقك!
ايلاف بجدية: ما توقعت ابوي بخلصهم بهالسرعة بس واضح .....يبون الفكة مني....
نور مسحت على وجهها بهدوء: احسن لك.....صيري حُرّه طليقة .....بدون ماحد ينافخ على راسك....
إيلاف قوّست حاجبيها: بس انا.....محتاجة لهم....
نور بنبرة جافة: أنتي بحاجة لنفسك وبس...حبي نفسك....اخذي منهم اللي تحتاجينه ولا تترددين في انك تعيشين حياتك.....بعيدة عن همهم وصدهم .....كوني لك مستقبل بعيد عن اللي ما يحبونك يا ايلاف....

ايلاف : واضح أن اوضاعك انتي بعد مو بخير ولا ما كان قلتي لي هالكلام الطويل العريض....

نور ضحكت بخفة: ههههههههههه أي مو بخير.......بس أحاول أطلّع نفسي من اللي انا فيه...

ايلاف نظرت لوجبتها: فيه امل اشوفك ؟
نور بتفكير : اممممم......اي.....ويمكن اصير في أمريكا قبلك واستقبلك في المطار....
ايلاف بهدوء: يا ريت....
نور لمعت عيناها بتحدي لنفسها: صدقيني بحقق امنيتك......
ايلاف نظرت للرجل الذي يتقدم لناحيتها لذا قالت: نور اكلمك بعدين....
نور بهدوء: تمام.....
ثم أغلقت الخط.....
ونظرت ايلاف بصدمة: طااااااااااااارق؟
طارق بهدوء صافحها: شلونج؟
ايلاف بتوتر: بخير أنت اخبارك؟
طارق سحب الكرسي وجلس امامها: بخير دامج بخير...
خجلت واعادت خصلات شعرها خلف اذنها بتوتر وهي تنظر لمن حولها حتى قال: تنتظرين احد؟
حكّت انفها بطريقة تنم عن التوتر والخوف: لا...
فهم طارق الامر وقال: آسف لو بسبب لج احراج مع أي أحد.....بس......والله اشتقت لج...
صُعقت هنا ووقفت وهي تقول: مضطرة امشي.......
طارق وقف وهو يقول: راح اشرح لج أشياء وايد لوصلنا أمريكا عن اذنج....
ثم تركها بحرجها وتوترها
اما هو ما إن ولّى بظهره حتى رفع حاجبه بخبث وهمس لنفسه: نشوف آخرتها معك يا إيلاف!

.
.
.
أما إيلاف سحبت وجبتها من على الطاولة وانسحبت من المكان وهي تضع يدها على قلبها: يمه قلبي.....
ثم توجهت لناحية سيارتها ركبت وذهبت لتزور والدتها تريد ان تودعها من الآن ...
بعد نصف ساعة وصلت إلى الباب طرقته وانتظرت الخادمة لـ تفتحه ...وبعد دقائق فتحته
: ماما أهنيه؟
الخادمة : يس مدام...
دخلت إيلاف المنزل.....كان هادئًا للغاية ساكنًا رأت والدتها
تُلقّن أخيها الصغير الانشودة اقتربت منها وهي تسلم : اخبارج يمه؟
انصدمت والدتها من تواجدها ثم رحبت بها بضيق من تواجدها: يا هلا ايلاف هلا يمه....
جلست ايلاف بجانبها ثم قالت: حبيت ايي(اجي)...واسلم عليج.......بعد يومين راح اسافر أمريكا .....اكمل دراستي هناك بدل بريطانيا....
ام ايلاف : أي احسن يمه روحي كملي دراستج.....ورفعي راسي بالشهادة الطيبة.....
ايلاف قبلت يد ورأس أمها: إن شاء الله يمه...
ثم سكتا لفترة .......شعرت بضيق والدتها .....من تواجدها هنا ....لم يخفى عليها الامر خاصةً عندما يأتي زوجها ينقلب وجهها إلى الوان ففهمت الإشارة زوج والدتها ربما بمثل زوج خالتها ولكن الفرق خالتها ترحب بها ولا تعلم بخبث نواياه
لم تحبذ ان تطيل الأمر.....ولم تحبذ ان تحرج والدتها نهضت: يلا يمه ....مع السلامة ودعواتج لي...
نهضت والدتها: يمه جلسي.....ما شبعت منج...
ايلاف ابتسمت بسخرية على حالها تعلم والدتها تريد اللحظة التي تخرج فيها من المنزل: لا يمه مشغولة بروح اجهز أشياء وايد للسفرة.....
ثم مشت عنها لتردف والدتها بتنهد: سامحيني يا ايلاف....بس مابي اخرب بيتي بيدي....ولا ما تركتج تسافرين.....والله ما تركج.....!

بينما ايلاف ركبت السيارة وقادتها سريعًا وهي تبكي ....على حال ابويها وتغيرهما عليها مُنذ فترة طويلة !
.......................................

نهضت بصعوبة أخذت تفكر من جميع النواحي ......ديانا توفيت......لن تكذب على نفسها اغدقت عليها بالحنان الكثير ولكن هناك بعض اللحظات الانانية التي ظهرت منها حتى جعلتها تفعل ما تفعله للفت الانتباه ...بينما أمير لم تذكر أنه عاملها بشكل قاسي ......اما يوسف هو الشخص الوحيد الذي احبته وقتل حُبه من قلبها بتخليه عنها!

هذه الشخصيات أوجعوها بشكل كبير ......ومؤلم.......إلى الآن هم سببًا في عدم مقدرتها على إنزال الدموع من عينيها.....إلى الآن هم السبب في عدم استقرارها.....البُعد عنهم ربما سيجلب لها الراحة ولكن .....أين خبّأ أمير جوازها؟!
.
.
تريد أن تترك كل شيء خلفها دون أن تعلّق قلبها ما بين هفواتهم الانانية...دون أن تجعل لهم القدرة على حرقها وجعلها رمادًا ......ستترك قصتهم لتعيش قصتها لوحدها لا تريد منهم أن يُشاركوها في كل شيء.......لا تريد أن يتبعوها في خطواتها.....لا تُريد لا حنانهم ولا حتى اهتمامهم.....لذا سحبت ابرة المغذي الصغيرة من يدها ببطء وبهدوء لكي لا تحدث لنفسها ضررًا تأوّهت ولكن استطاعت فعلها......قبل يومين كان هناك الكثير من الانابيب المتصلة بها ولكن نزعوها جميعها اليوم.....فحالتها باتت مستقرة وتعدّت مرحلة خطر الصدمة التي داهمتها .....
تقسم أنها باتت اقوى بعد كل ما حدث.....هذه الصدمات امددتها بالقوة ......والحقد والكره!
سحبت نفسها من على السرير......مشت على الأرضية الباردة وارتعش جسدها....توجهّت لناحية الأريكة المقابلة للنافذة ...فهناك ملابسها.....سحبتهما ودخلت الخلاء...ارتدهم على عجلٍ منها....وبصعوبة ......وبعد انتهاؤها ارشحت وجهها بالماء البارد.....ثم خرجت ارتدت حذائها الموضوع جانبًا من السرير سحبت هاتفها وحقيبتها
توجهت للباب.....فتحت الباب....
ورأت رجل لا تعرف اسمه ومراد.....
توجهت للأمام وتحدث (مترجم): سيدتي.....أين ذاهبة؟

نظرت لعينيه ببهوت(مترجم): للجحيم هل تذهب معي؟

مراد حدّق بها مطولًّا....كبرت .....كبرت كثيرًا....ازداد طول شعرها.....يشعر أنه اصبح اكثر سوادًا........عينيها باتت نظراتهما حادة.....حاقدة ...ومخيفة مع تغاير لونهما والمحيطتان بالهالات البنية الغامقة ...وكأنها مدمنة كحول!.......لا يوجد بياض لعينيها فعدستها محاطة باللون الأحمر الباهت والنقاط الغامقة!.....شفتيها بهما جروح طفيفة ومتقشرة.....كما أنّ بشرتها باهتة كالأموات.....لا لون لها.....نبرة صوتها تغيّرت وكثيرًا......نور لم تعد نور الفتاة العاشقة.....المراهقة المندفعة في حبها لناحيته......تلك توفيت وما يراه فيها شخصية أخرى....
تقدمت ولكن امسك بيديها
ولكن بطريقة مفاجأة له حررت يديها من يديه وامسكته من ياقة بذلته والصقت ظهره بالجدار بعد أن دفعته بشكل عنيف وقوي عليه اخذ نفسها يتسارع
تحدثت ما بين اسنانها وبكره حدّقت في عينيه
(مترجم): لا تلمسني مرةً أخرى وإلا قتلتك.....ما عدت نور السابقة ...فاحذر مني......فاحذر مني...
اتى مُراد هنا وامسكها من اكتافها ليبعدها قائلا: نور......
تركت الرجل وبسرعة التفت على امير بنرفزة وابعدت يديه عنها وهي تصرخ: لا تلمسني أنت الثاني...

التفتت عليهم الأنظار....واتت إحدى الممرضات
تقول بالفرنسية(مترجم): سيدتي عودي إلى الغرفة ارجوكِ....
نور لم تجيبها كل ما فعلته دفعت مُراد عن طريقها وهي مقوّسة لحاجبيها
ومشت للأمام
تقدمت لناحيتها الممرضة وتدخلت بشكل سريع اليكسا......
تحدثت بأهمية: نور.....بترجاكي ...ارجعي على غرفتك....أنتي محتاجة لرعاية صحية اكتر....
نور بحده: وخري عن وجهي....أنا بخير .....وخري....
اليكسا حدّقت في وجهها ثم نظرت لمُراد الذي ينظر لنور بنظرات عجزت عن تفسيرها....
اليكسا حاولت أن تمسك يدها ولكن ابتعدت نور خطوة للوراء وهي تردف: اليكسا رجاءً وخري عني ....احسن ما اخلي الاولي والتالي يتكلمون عليك.....
اليكسا ازدردت ريقها وفسحت لها المجال ومشت نور....ومشى خلفها مُراد وارسل بشكل سريع رسالة لماكس!

نور دون أن تنظر له: لا تجلس تلاحقني مثل ظلي انقلع من هنا يا بهاء....
ثم انعطفت يمينًا لتخرج من هذا القسم ......نزلت من السلالم بشكل سريع تريد أن تخرج من المستشفى....الآن..
تبعها مراد دون ان يوقفها ودون أن يردف حرفًا خرجت أخيرًا اشتمت هواء نقي بعيد عن المعقمات قللت من سرعتها.....مشت بهدوء.....ونظرت لمن حولها
كررت: لا تلاحقني.....

ابتعدت عنه لخطوات كبيرة وخرج ماكس وهو يتنفّس بصعوبة بعد ركضه .....نظر لمراد: اين هي؟
مراد كان ينظر لها وهي تمشي...ركض لها ماكس....
وخرج أمامها وهو يتنفس بالقوة: نور...
توقفت واغمضت عينيها لا تريد أن تراه
شدّت على اسنانها: ماكس وخّر عني...
ماكس بصعوبة نطق: وين .....بتروحين؟

نور بانفعال: مالك دخل فيني....شتبون مني...اميركم داخل روحوا احموه......واحموا حفيدت حبيبته....انا مالكم شغل فيني.....مالكم شغل فيني أبد وخر...

وحاولت دفعه ولكن وقف امامها كالجبل الأصم!

صرخت في وجهه: وخررررررررررر...
عندما لم ترى ردت فعل منه التفتت للوراء ولكن صدمت بوجود مُراد الذي يحدّق لها بعينين ربما باردتين ....او محتارتين ...لا تدري ما نوعية نظراته دفعته هو الآخر: وخر.....عني شتبون مني...
ماكس برجاء: نور بليييييييييز...
رفعت يدها لوجهه وبغضب: لا تقول شي....ارجع لأمير .....ارجعه له......ومالك شغل فيني....
ثم نظرت لمراد: وانت وخر عني....وخر....
مُراد بنبرة هادئة: نور.....قولي إلنا وين تريدين تروحين وحنا نوديج وين ما تبين

نور نظرت لوجهه......بانت علامات الكبر عليه ولكن لم يختفي جماله.....لم يتغير عليها....هو بهاء نفسه الذي تعرفت عليه قبل خمس او ست سنين .....هو الذي سرق منها جزء من حياتها الثمينة ....هو من اشغل تفكيرها وقلبها في ذلك الوقت....هو من سلمت نفسها بين يديه....واحتواها بحب...وحنان ......واحتضنها بعشق وهيام.......هو الذي احبته....واعطته المجال في الدخول في ما يجول في خاطرها......هو الوحيد الذي وثقت به بعد وثوقها بيوسف في ذلك الوقت ولكن....بلحظة هدم كل شيء......

لذا الآن هي غير قادرة على النظر لوجهه......وجهه يذكرها ....بتمردها....بحبها السقيم...بعنادها الوخيم....
هل انانيتهم أم سذاجتها وغباؤها هو الذي أوصلها إلى هذا الحال .....الى هذا المنفى البعيد عن الحياة.....حتى عندما قررت تعيش بعيدًا عن قراراتهم قررّت أن تعيش في رحاب الحُب ولكن لم تختار من يستحقه .......شعرت في وقتها انها ملكت قلبه وملكت السعادة بيديها...تشعر أنها امتلكت جناحين تمكنّهما بالهروب من افكارها لتوقعها في أحضان محبته لها ولكن ...في نهاية قصة عشقها له اوقعها على شوك .....وألم.....وعجز....ورغبات كثيرة توصلها للموت!

أطالت النظر في وجهه، وأطال النظر في عينها المهتزتين .....والتي تنبآه عن رغبتها في البكاء.....
.....




حُبك....جعلني فتاة متمردة ...خارجة عن قوانين العادات والتقاليد التي سمعت عنها من والدي.....ومن محيطي قبل أن آتي إلى هذه الغربة المشؤمة....حُبك....جعلني اسكر بخمرٍ ربما مباح في شريعة الحُب......جعلني اطير ما بين هفواتهم دون ان التمس انانيتهم المخيّبة للآمال...هذا الحُب الذي انتزع قلبي...جعلني يومًا ارتجف ضاحكةً من السعادة.....ولكن وبشكل مفاجأ تحوّل حبي إلى جحيم....ونيران تشتعل في جسدي كله.......افسدت اتزاني......افكاري....ومشاعري.....كُنت اريد النسيان فلجأت للعصيان!....كُنت اشتاقُك....وأؤدب هذا الشعور بالصراخ والعويل......طويت على نفسي عدّت صفحات مؤلمة .......انغمست في رغبتي في النسيان.....وضعت بين هفوات الإدمان والجنون.....بين الصراخ والرغبة في البكاء دون توقف.......بُعدك .....وصدمتي في وضع قلبي بين يديك.....جعلاني ذات شخصيات متعددة ومتمرسة في الجنون....في العنف.....حتى إنني تعلمت كيفية الموت في اليوم عدّت مرات دون ان اسمح لجسدي في لفظ تلك الروح

.....
ضاق تنفسها.....همست برجفة يديها: بهاء وخر....
ماكس خشي عليها: نور....
تقدمت للأمام قليلًا ابتعدت عن حصارهما لها.....جثلت على ركبتيها...اخذت تتنفّس بصعوبة.....وتنظر لمن حولها بضياع.......فتحت الجاكيت من على جسدها وهرع إليها ماكس.....وكذلك مُراد انحنى وهو يهمس: نور......تنفسي...
ماكس ابعد عن صدرها الجاكيت نظر لوجهها المحمر: نور....take your breath…........نور.....
ثم اخذ نفس ونظر لوجهها ونظراتها التائه امسك بيدها واسند ظهرها على رجله وامسك مُراد يدها الأخرى ....واخذ يطبطب على كتفها ويدلكه بخفه
ماكس بدأ يعلمها كيف تتنفس بشكل بطيء وهادئ
اخذت تتنفس بنفس طريقة ماكس....واغمضت عينيها وتجمهر حولهم الناس متسائلين إن أرادوا مساعده ولكن
تحدث مراد (مترجم): لا فقط افسحوا المجال....لكي تتنفس...

شعرت لوهلة أنها غير قادرة على التنفّس ......هناك ألم لا تستطيع أن تشرحه لهما ...يعبث بقلبها وكيانها بشكل مخيف....شدّت على يد ماكس وكأنها تريد منه أن ينقذها من الموت وهي التي تمنته كثيرًا....
وشدّت بشكل لا ارادي على يد مُراد ايضًا في نفس تلك اللحظة.....
شعر بالأسى عليها ....تتألم...أدرك ذلك ورأى الألم والشتات في عينيها .....طبطب على يديها مسح على ظهرها ...
اخذ هو و ماكس يطمئنونها كل شيء بخير.....وعاد تنفسها طبيعيًا.......وبعد ان هدّأت من روعها سحبت يدها من يد أمير.....ومن يد ماكس ثم نهضت ...
وكانت ستتقدم للابتعاد
ماكس برجاء: نور بليييييز......وين....
قاطعته بهدوء وهي لا تنظر لمراد: خذني للشقة.....
ماكس مسكها من يدها مشى بها لناحية سيارته
بينما مُراد شعر بالغصة على واقعها الأليم....مسح على شعره عدّت مرات...لا يعرف هل هو السبب في حالتها تلك ام أمير وخباياه هم السبب؟!
رنّ هاتفه
سحبه من مخبأ الجاكيت: نعم....
جورج بعصبية وغضب: طولّت كتير...شو ما انتهيت من ئصة الطلاق؟
مراد : الورقة لسى عندي...امير تصاوب ولا قدرت اعطيه إياها.....وسويت تحاليل اثبات ابوة......وعرفت سندرا تكون بنتي...وراح اتاخر هواية لين اعدل نسبها واعرف من الفاعل في محاولة قتل امير...
جورج اخذ يسب ويشتم أمير: لك جنيت انتّا........شو عم تئول؟......اسمعني منيح اعطي الورئة لنور.....وتعى لهون .....بديّاك عنّا اشغال اهم من معرفتك لقاتل أمير....واهم من كل شي....
مراد بنبرة حادة: بنتي اهم.......متى ما خلصت شغلي جيتك وخلصت إلك شغلك...
اغلق الخط في وجهه أخيه.....ثم عاد بأدراجه لداخل المستشفى
وبقي جورج يشتم ويسب امير ويكرر: هيدا مصر على الحياة .....ومراد واضح.....راح يحميه...مشان بنتوا....
رمى هاتفه على السرير وركل برجله الاريكة واخذ يجول ذهابًا وإيابًا...يفكر لطريقة توقف كل هذه الأمور الذي لا تعجبه!
.................................................. ........

.
.


.
.
.
هل يعدها من الأموات وينسى امرها؟ هل يدفنها في قلبه بغصة بكاء الضمير؟ الخيانة اوجعته واضاعتها من يده
عاش معها اجمل ثمان سنوات.....في حياته.....هي اختياره......هي اختيار قلبه أما منيرة فكانت اختيار والدته ووالده ولكن ....لم يكرهها...احبها....بعد العشرة ولكن في بداية الامر اعتاد على وجودها في حياته وعندما اكتشف حُبه في ذلك البلد.....لم يتردد في اصطياده ...ولم يتردد في امتلاكه.....تزوجها......قضى معها اجمل الأيام والسنين .....لن ينكر ....في بعض الحين يراها حزينة تترجى زوجته في مساعدتها للعودة لبلدها ولكن ظنّ كل هذا بسبب اشتياقها لأهلها.....لم يظن انّ قلبها كان هائمًا بغيره ....فالخطأ خطؤها هي لم تفصح ببداية الأمر عن حقيقة مشاعرها اتجاهه.....ربما كانت خائفة منه ومن والدها...ولكن نتيجة هذا الكتمان...خيانة لا تُغتفر......وضياع طفلة ما بين هفوات حقيقة مشاعرها ....ما حدث كان ظلمًا له ولها....

قبّل صورتها ونزلت دمعته من عينيه ....همس وهو ينظر لعينيها الذي يعشقهما: سامحيني يا يبه......سامحيني لو ظلمتك....سامحيني ....لو كان قراري بحقك غلط.....
ثم نظر لزوجته النائمة بهدوء
ثم همس: وانتي بعد يا منيرة سامحيني...قسيت عليك كثير.....تزوجت عليك...وهجرتك لفترة....وربي عاقبني ...عاقبني.....يا منيرة...
ثم عاد بنظره لصورة نورة.....واستمرّ في التحديق في عينها!
.............................................

هنا خيبة عاشق....عاند قلبه وبشدة.....حاربهُ ....رصّ عليه بيده ليوقف تلك المشاعر ......لينبهه أنّه وفِي....لتلك المسكينة طريحة الفراش.....المتمسكة بأمل النجاة.....للخوض معه معركة حُب لا تنتهي....احبته.....واوعدها أنه سيوفي وعده لهذا الحُب....اشتّد مرضها وابتعد بقرار والدته......وبقي خائف من ان تكرهه.....وتمسك بوعده ....الذي اسقطهُ على شفى حفرةٍ من انهيار حُب صادق وجديد في قلبه....يقسم انه جبان ....كان وقتها يستطيع أن يرفض ما طلبته منه والدته.....يتمسك بغزل قلبه....ولكن استسلم....واعطى المجال للغير للتحكم به......وعندما شعر مع الأيام....والشهور ان تلك المسكينة لا دخل لها فيما يجول بخاطره وصدره.....اتاح لها فرصة التقرّب منه....اتاح لها فرصة فرض حبها في قلبه وغرس بذرة العشق في نياطه!
ادرك ذلك ...وابعدها ببرود قاتل بعكس ما يكنّه لها بداخله
عاش صراعًا طويلًا ما بين وفاء عنيد وحب جديد
ظهر لها شكّه ......وظهر لها قسوته ...بخوف من أن تُدرك محاولاته في ابعاد حبها عنه!
وها هو الآن يسهر الليل...ليقرأ محادثاته الباردة والقصيرة معها طيلة فترة زواجهما!
.
.
تنهد بضيق مسح على وجهه عدّت مرات .....ترك الهاتف ووضعهُ جانبًا سيتماسك....لن يرسل لها شوقه ولن يتصل عليها ليطفئه! سيبتعد لعله بذلك يُريحها ويأخذ عقابه ليطفي تأنيبه المؤلم...
جلس على السرير......نظر لبعثرة صور زواجهما....كانت خجلة...تبتسم على مضض.....لا ترفع عينيها عليه ببداية زواجهما....كسر خجلها بقرب لطيف....وابعدها عنه بقسوة وجفاف مشاعر اخافتها!
حدّق في وجهها......ومن ثم التقط صورة ابنه....ابتسم....
لا يريد ان يخسر عائلته....لا يريد....رمى نفسه على الوسادة وحدّق في السقف....
تنهد.....واخذ يفكر مليًا بالأمور إلى أن غفت عينيه!
.................................................. .................
.
.

اخبره ألا يتصل عليه ألا بعد ان يعرف هل توفي ام لا.....هو استأجره لهذه الحادثة.....يُريد ان يشعل النيران بينهما....يريد ان يلعب بالنار ببطء...وبيديه الباردة.....يريد ان يسدد هدفه على مهلٍ منه...لن يستعجل....سيذيقه علقم جديد وألم من نوع آخر ....واشد مما ذاقه....
اتصل عليه وبلغة انجليزية (مترجم): لم يمت....ولكن حالته جدًا سيئة......والرجل الذي امسكته المهمة سُجن....
تحدث بحذر (مترجم): ألم اخبرك ان تحل الامر بيدك؟
تحدث الآخر بهدوء(مترجم): لا ارمي نفسي بالنار يا هذا.....الرجل الذي وكلته بالمهمة ....محتاجًا للمال.....واوعدته انني سأتولى قضيته لمساعدته للخروج......لا تخف لن يكتشف احد امرك ...فهو ليس كما تظن....

مسح على جبينه(مترجم): حسنًا الآن اختفي بقدر ما تشاء....وانسى هذا الرقم...

تحدث بهدوء(مترجم): وانت ايضًا لا تحاول الاتصال مرةً أخرى على هذا الهاتف وإلا سترى ظلامًا في غرفةٍ باردة!

لم يُعير حديثه أي اهتمام اغلق الخط ونظر لنفسه من خلال المرآة ...ابتسم بانتصار شديد لِم فعله!؟
ثم همس: هذا مجرّد تمهيد والقادم أقوى!


انتهى









 

رد مع اقتباس