عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2020, 04:22 PM   #21
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





البارت الخامس عشر


.
.
.
.
.
.
.
مضى أسبوعين ونصف على الاحداث أمير صارع الموت من جديد ودخل في غيبوبة لازمته هذه المرة لفترة اطول ولم تجعله يفيق حتى الآن!
فانقبض قلب حارسيه ....وبدأوا بالتفكير .....الآن هوية القاتل غير معروفة......ولكن ايقنوا ليس من جماعة المخربين في اكسفورد.....ربما هناك طرف آخر....طرف وحِش ويريد أن يغدر بأمير بأي طريقة........فماكس وزّع الرجال بشكل مكثف داخل وخارج المستشفى وحول منزله وشقة امير الذي تمكث بها نور.....يشعر بالمسؤولية ....والشك من تواجد مُراد ....ولكن مراد ما إن ظهرت نتيجة التحليل وعلم أنّ ساندرا ابنته سارع في تعديل انتسابها إليه والامر ليس هينًا وقد يُدخله في اوساع التساؤلات الكثيرة ولكن
ارشى المسؤولين لمساعدته في الامر وقام بتعديل النسب في غضون هذين الأسبوعين .....قام بتغيير اسمها إلى رتيل....ذلك الاسم الذي يعز عليه....وعلى قلبه
سماها على اسم تلك المرأة التي ربته واغدقت عليه الكثير من الحنان الذي فقده في ذلك الأوان تلك المرأة لم تكن إلا (عمته) !
.........................
.
.
.
مُراد عاد لألمانيا.....قبل خمسة أيام من هذا اليوم وشعر ماكس بالطمأنينة....لِبُعده......
.............

.
.
.
نور ......خضعت خلال هذه الفترة لمرحلة علاجية من دخولها لمراحل متطوّرة من الاكتئاب وكانت المشرفة على حالتها اليكسا ...وعادت من جديد تتناول العقاقير اللازمة لتهدأت النفس وتنظيم النوم وتخفيف الألم النفسي.......لم تعد تُجيب على اتصالات ايلاف ولكن تكتفي بمواصلتها عن طريق الرسائل.....عاتبتها ايلاف مؤخرًا على عدم قدرتها في الوفاء بعهدها بالمجيء الى امريكا....ولكن تعذرت لها بسبب حالة امير....وانصدمت ايلاف مما حدث له فأخبرتها ستزورها في أيام العِطل!
..
.
.
في الواقع الامر اصبح معقدًا على ماكس......فهو اصبح مشرف على منزلين ......منزله الأساسي والذي تمكث فيه جولي وسندرا وشقة امير والذي تمكث فيه نور ويتناوب عليها هو وخطيبته اليكسا....
يحاول بقدر الإمكان توفير الحماية لهم ........ومراقبة امرهم ....
اليوم دوره في البقاء مع نور......عاد بعد اشرافه على العمل ....لن يوقف العمل حتى لو كان امير في هذا الحال...وإلّا ستنهار شركته!....حاول بجلّ جهده ان يُمشي الأمور كما يُمشيها أمير ...والآن عاد وعلى طريقه اشترى لهما عشاء
.
.
فتح الباب دلف منه وكانت خطيبته امامها .....ناولتها دواؤها ثم رفعت رأسها لتنظر لماكس نهضت وهي تقول: نور حبيبتي راح امشي هلأ.....وراح يكون ماكس هون.....

هزّت نور رأسها بتفهم

اما اليكسا اقتربت من ماكس همس لها: how is she?
اليكسا نظرت لنور المتكورة حول نفسها على الكنبة: فاين.....بس بدهاش وئت ....عشان تعدي هالمرحلة الصعبة....
ماكس تنهد: وأمير......واضح....انه....بطوّل...
اليكسا بحزن: هالعيلة كتير حزينة .......الله يساعدهم...
ماكس: آمين...
اليكسا سحبت حقيبتها من على الطاولة ثم قالت: يلا تصبح على خير....

ثم قبلّت خده ابتسمت في وجه وابتسم هو الآخر ثم خرجت....

وضع الكيس على الطاولة ثم جلس على الكنبة المجاورة لكنبتها .......كانت مطوّقة رجليها بيديها وواضعه ذقنها على ركبتيها وتنظر للفراغ........التفكير أخذ منها الكثير....اتعبها واضعف جسدها.....تحاول أن تُشيح بنظرها عن هذه الأمور التي خيّبت آمالها ...ولكن لا تستطيع....خاصة ظهور مُراد وعودته من جديد....احدث اختلال توازن بداخلها.....فوجوده يُشعرها بسذاجتها آنذاك!......تحاول أن تنسى الأمور ولكن محيطها لا يُساعد.....وما زالت مصرّة على الابتعاد ولكن تشعر بقلّة حيلتها في هذا الأمر....!
........

تحدث ماكس بلطف : نور.....أكلي....معي....
نور دون ان تنظر له: اكل بروحك .......انا كلت مع اليكسا....
مُراد حكّ انفه : اوك.......
ثم قال: شو رأيك.....نشوف ....فلم.....
نور اخذت نفس عميق: لا....بروح انام عن اذنك...
.
.
ثم نهضت متجهّة للغرفة ........بينما هو بقي في مكانه.....شعر بالأسى عليها.....مسح على شعره عدّت مرات ماذا يفعل ليغيّر أوضاعها ويبدل حالها التعيس هذا؟!
لم يُسهب في التفكير نهض ودخل الخلاء!
......................................
.
.
.
لم يحدّثها مُنذ أن واجهتهُ أخته بحقيقة الأمر وعبئه على غيره، والآن هي لم تلحظ رغبته في الابتعاد لأنها فضلّت في هذه الأوان بسبب اختباراتها النهائية ان تبتعد عنه ايضًا لكي لا يؤثر الامر على درجاتها!.......مسح على رأسه عدّت مرات يشتاق لها.....وكثيرًا ...يُريد بقاؤها في حياته للأبد......لن يتحمل أن يصبر لفترة أطول .....سينظر للأمر بعد انتهاء الاختبارات....سينظر للأمر وهذا مؤكدًا!
.
.
وهو يفكر سمع صوت نوف المرتفع والجازي....قوّس حاجبيه ونهض متسائلًا عمّ يحدث لهما
ثم خرج!
....

صرخت في وجهه اختها : لا تخلييييييييييييني اكرهك بسببه....
نوف انصدمت من ردّت فعل اختها.......لم تتوقع انها ستكتشف الأمر ....

تحدثت برجاء: جوجو....هدي.....وربي ما كنت....

قاطعتها وهي تصرخ : جب.........صرتي تدخلين بأدق الأمور يا نويّف.......انشغللللللللي في نفسك وبس...

بندر بتعجب: شصاير.؟
ارتجف جفن نوف وهي تحك جبينها بتوتر.....
الجازي بانفعال شديد: قولي لههههههه.....قووووووووووولي له وش جالسة تخبصين من وراي.....

نوف لم تتحمل حديث اختها القاسي لذا ارتفع صوتها بقول: وش اسوي؟...هاااااااااااااا....هو يبي يتواصل معك....حاس بغلطته وانتي تصدينه ......صار له أسبوعين ما شاف ولده..........وعشان مايبي يضايقك ارسل لي.....تعالي بيتنا وجيبي معك عبد لله ما ابي اجي بيتكم عشان لا تضايق الجازي.......

الجازي دفعتها من كتفها: وظنين راح اوااااااااااااااااافق علشان تتفقين معه...

نوف بصوت مرتفع: انااااااااااااا ما تفقت .......دامك دخلتي على الوات ساب وفتشتي بجوالي كان كملتي جميلك وقريتي المحادثة كاملة.....قلت له....بسألك قبل .....وبرد لك خبر....

بندر فهم الأمر: الجازي اهدي....طبيعي سيف يبي يشوف ولده.....
الجازي بوجه محمر وبنرفزة كبيرة: اللي مو طبيعي....يكلم اختك وحاول يخطط معها على شوفته......ليششششش ما رسل لك ولا لخالد...

نوف باستهزاء: خايفة عليه مني ولا خايفة علي منه؟.......ولا تشكين فيني من الآخر.....تراني اختك مو عدوّتك......يا الجازي......شفيك ......جنيتي ....ولا الخيـ...

قبل أن تُكمل اسكتتها بصفعة على وجهها لم تتحمل.....حديث اختها ....لا تريد ان تُسمع كلمة(الخيانة) هل بدأت تتشمت بها؟ هل الجميع بعد ذلك سيفعل كما فعلت نوف.....

هي في حالة استنفار وطيش...لا تريد منه ان يتواصل معها لإصلاح الأمور هي فهمت الإشارة يريد التقرّب من نوف لأقناعها بخزعبلات مشاعره....

بندر صُعق من صوت الصفعة والكلمة التي انبترت اكملها في عقله الباطن شدّهُ منظر اختيه وحديثهما وقف بينهما حائر ماذا يقول وماذا يفعل لو هنا خالد لأوقف الأمر ولكن ذهب لموعده في المستشفى ووالده في العمل

نوف بحده وهي ممسكة بخدها: كلمييييييييييي زووووووووجك وقولي له لااااااااااااااا يدخلني بينكممم اذا يبي يشوف ولدكم يتصل على احد من اخوانك ولا يجي هنا وشوفه....لا يتواصل معي.....ابد ولو يبي يطمن عليك قولي له...صر رجال ...وكفو...واتصل علي انا لا تتصل على اختي.......

ثم ركضت لناحية غرفتها وهي تتنفس بصوت مسموع....

الجازي ارتجفت يديها ...ونظرت لسراب اختها ورمشت بعينيها عدّت مرات

حتى اردف بندر: الجازي......
الجازي ازدردت ريقها، ودون ان تنظر إليه اردفت: خذ عبد لله لأبوه...بروح اجهزه.....

بندر بتأفف توجّه لغرفة اخته نوف....طرق الباب بعدّت طرقات ....ولم تُجيبه....
إلى أن قال: نوف...فتحي الباب.....فتحي الباب يا نوف....
...
نوف أوّلت الأمر إلى شيء آخر....ظنّت أنّ اختها تشك بها.....هكذا فهمت الأمر.....فعصبية الجازي...لم تمهلها في إيصال ما تقصده حقيقةً....بكت....وهي تمسح على خدها ...سمعت صوت بندر.....ورمت نفسها على الوسادة وخبأت رأسها بالغطاء...
.............
,
.

تنهّد بضيق ورأى الجازي القادمة لناحيته وتمد بيدها عبد لله
: خذه....وبخلي سينا تروح معك عشان تمسكه وانت تسوق....

اخذ عبد لله لا يريد ان يناقش اخته بأي شيء الآن أما هي نزلت لتستدعي سينا للذهاب معه و خضع لأمرها!

ثم صعدت الجازي.... نظرت لباب اختها تنهدت بضيق ثم عادت بادراجها إلى غرفتها
اتصلت عليه وهي تشتمه،
.
.
.
عاد إلى المنزل بعد مناوبته الطويلة وارتمى في حضن السرير لينعم بنوم هنيء.......سمع رنين هاتفه .....فتأفف.....وانقلب للجهة المخالفة له....واعاد الرنين مرةً أخرى.....وبعد الرنة السابعة أجاب بصوت
مبحوح: نعم

الجازي ضغطت على نفسها لا تريد أن تعقد الامر كما عقدتهُ على اختها: ....سيف ......بندر بيجيب لك عبد لله..........والشنطة فيها كل حاجاته الضرورية......

لم يستوعب الامر....ابعد عن اذنه الهاتف ونظر إليه
مسح على وجهه عدّت مرات
ثم قال: الجازي؟

الجازي أكملت : ولا عاد ترسل لنوف....شي......لا تحاول تخليها تصير وسيط بيني وبينك....اذا فيه شي تبي تقوله....قوله لي انا......واذا تبي عبد لله مرة ثانية اتصل علي انا مو ترسل لنوف....

رمش بعينيه عدّت مرات ثم استوعب الأمر: الجازي.....وش هالحكي؟....وش وسيط ما وسيط....انتي فاهمة غلط....

الجازي باندفاع : انا مو مثل نوف االلي على نياتها.....عارفة انك تحاول عن طريقها تقرّب مني.

تأففف: اففففف........الجازي رسلت لها.....لأني ما ابي اضايقك مني اكثر.....وعارف ما راح تردين علي ويمكن ما تخليني اشوف عبد لله بعد......فعشان كذا ..رسلت لها....

الجازي لم يعجبها الأمر ابدًا فتحدثت بصوت مرتفع: طيب .....ليش تطلب منها تجي بيتكم؟

سيف بهدوء: عشان عبد لله... يا الجازي....

الجازي ضربت بيدها على السرير وهي تردف: واكييييييد عشان ترسم خطة وياها تقربك مني....

سيف نهض من على السرير وبتعجب من أفكار الجازي تحدث بحده: مانتي طبيعية يا الجازي.......وش اخطط له........انا تاركك طولة هالفترة عشان تعيدين نظرتك للأمر وتراجعين قرارك ...ونكون بعاد عن بعض عشان لا يصير مثل اللي جالس الحين يصير!

الجازي بقسوة حكي: ابعد عن نوف....لا دخلها بينا....لا تخليني اكرها بسبتك.........خلااااص عاااااااد طولت السالفة وهي قصيرة يا سيف.......لا تحاول تصلح الأمور ....كل شيء انتهى....ووضعنا ما يسمح أنه نرجع لبعض....انت قلبك ملك لغيري...وانا ابي املك نفسي واعطيها فرصة ثانية للحياة.....لا صير اناني....

سيف تمتم بالاستغفار ، مسح على وجه عدّت مرات وبغضب وصوت مرتفع : أجل سمعي بصير أناني.......ولاني مطلقك......وولدي عبد لله بجي اشوفه كل يوم....وانتي اللي راح تفتحين لي الباب....وجيبين لي ولدي بعد....
الجازي بقهر: خلاص ولدك عندك لا عاد تجيبه لي.....دامك ما تقدر على فراقه.....اما سالفة الطلاق .......راح تطلقني غصبن عنك......
سيف بعصبية : بنشوف شلون غصبن علي.......والحين مشغول باي.......
واغلق الخط في وجهها.......ورمى هاتفه على السرير
وهو يهمس: جنّت الحُرمة....جنّت....
ثم دخل الخلاء ليستحم
اما هي بقيت تنظر لهاتفها وهي تكرر بجنون: هيّن يا سيف....هييييييييييييييين.....
ثم جلست على طرف سريرها نادمة على ما فعلتهُ بأختها، أختها فهمت ما ترمقها إليها بشكل خاطئ......وهي لم تقصّر ابدًا في قساوتها عليها ....تحدثت بصوت عالي ندم: الله يااااااااااااخذك...
ثم نهضت بخطى متسارعة لناحية غرفة اختها طرقت الباب بقوة: نوووووووووووف فتحي.....انتي فهمتيني غلط ووربي انا مو شاكة فيك.......بس انقهرت.......اعرف نوايا سيف....يبيك تصيرين وسيطه بيني وبينه عشان ارجع له.....

نوف بشهقة تحدثت: الجازي روحي غرفتك......ما ابي اسمع حتى صوتك....وخري عن باب غرفتي...

الجازي بتنهد: تكفين نوف.....لا تسوين فيني كذا....افتحي الباب.....آسفة والله ما اقصد.....آسفة........فتحي الباب....

نوف بصرخة: مابي.........مابي اشوفك......

كانت ستتحدث ولكن سمعت صوت من خلفها: شفيكم تصارخون؟
التفتت على اخيها خالد توترت قليلًا ثم قالت: زعّلت نوف.....وابي اصالحها ولا هيب راضية تفتح الباب......

خالد : اتركيها تهدأ وبتفتح الباب...أما الحين لا تحاولين تفتحه لأنها بتعاندك....
الجازي سلمت أمرها لله: طيب.....بروح اصعّد لك غداك....
ثم نزلت وهو دخل لغرفته!
..............................................
.
.
.
الاهتمام في بعض الحين يولّد الحُب، ويشعل فتيلهُ المُنير لطريق العُشّاق، وسريعًا ما يُغيّر مفاهيم وقناعات كثيرة بداخلك....
.
.
مُنذ وصولهما على نفس متن الدائرة وهو يُغرقها بالاهتمام، ولم يكتفي بذلك
بدأ بارسال إشارات الحُب لها ، لتتورّد وجنتيها وتغرق في خجلها الأنثوي المغري!

اعتادت على وجوده معها كما اعتادت على أحاديثه وجرأته في الإفصاح عن مشاعره اتجاهها ولكن إلى الآن هي لم تعطيه الإشارة الكاملة في تقبّل حبه ليصبح متبادلًا بعد ذلك.
.
.
.
........
هذه المرّة لم تسكن في السكن التابع للجامعة احبّت أن تكون في شقة مستقلّة بعيدة عن ضوضاء الطلبة والطالبات والقوانين!
مشاري ببداية الأمر كان معارضًا للأمر ولكن سريعًا ما اقتنع وحوّل لها مبلغ مالي ضخم لتدير شؤونها به خلال فترة طويلة!
.
.
.
تنهدّت بضيق.....تكره الغُربة....وشعور الوحدة اخذ يطوّقها من كل جانب.....طارق لم يقصّر في تخفيف هذا الشعور ولكن هناك فرق عندما تصبح لديك صديقة قريبة منك افضل ممن يكون لديك صديق قريب! هي لم تعتاد على صُحبة الذكور وفي الأصل لا تتقبلها وهي ضدها تمامًا.....بغض النظر عن العادات والتقاليد....التي تربّت عليها ....هي تملك بداخلها قناعة كبيرة لا صحُبة بين الإناث والذكور .....لأنها ستتحول هذه الصحبة إما إلى كارثة أو إلى أمور لم تتوقعها!

لذلك .....هي لم تسمح لطارق ان يتجاوز حدوده معها ولكن في الأوان الأخيرة لا تدري ماذا حدث لها....اخذت تُسهب في علاقتها الغير طبيعية !
وما إن يحل عليها الليل أخذت تفكر مرارًا وتكرارًا عمّ يحدث لها معه؟
مسحت على شعرها عدّت مرات، هي خائفة من هذا الشعور الجديد....خائفة من تغيّر افكارها لناحيته......خائفة من ....قلبها ان يميل ...ولا تستطيع بعدها أن تجعله يستقيم!

أبعدت الكتاب عن وجهها.....ملّت من المذاكرة ....ومن تفكيرها الممل....

.
.

قطع عليها هذا التأفف وهذا التفكير رنين هاتفها
سحبته واجابت دون أن تنظر للاسم: الو....
اتاها صوته الهادىء: اخبارج يا حلوة؟

خفق قلبها بشدّة وشعرت بالتوتر مسحت على شعرها وهي تردف: هلا طارق....انا بخير انت اخبارك؟

طارق وهو يقود سيارته : الحمد لله......توني مخلّص مذاكرة ....واحس لا عت جبدي....وقلت اطلع....اشم لي هوا...

ايلاف بللت شفتيها ونظرت لأرجاء الغرفة: زين ما تسوي.....هالشي بفيدك....وبجدد طاقتك....

طارق ابتسم : وعشان جذيه باخذج معاي تجددين طاقتج بسج....مذاكرة...

ايلاف حكّت جبينها بتوتر ونظرت لساعة الحائط والتي كانت تُشير إلى الساعة التاسعة والربع مساءًا

لا تريد الخروج في هذا الوقت معه.....لا تريد أن تنصاغ وراء مشاعرها ...مهما كان طيّبًا أو ..
.
قاطعها بقول: الوووووو ايلاف وين رحتي؟

ايلاف جلست على طرف سريرها: معك......بس طارق ...ما قدر اطلع ....لأ...
قاطعها بخوف: ليش فيج شي؟....تعبانة؟

ايلاف سكتت وبللت شفتيها ، اهتمامه هذا يُشعل بداخلها الكثير من المشاعر ...الألم....والحزن....والسعادة والفرح.....هي بحاجة إلى هذا الاهتمام خاصةً انها فقدته مُنذ ان بلغت سن البلوغ تقريبًا!

: لالا مو تعبانة......بس الوقت بالنسبة لي متأخر وانا انام بدري يعني.....

طارق ضحك بخفة: هههههههههه مثل الدياي يعني(الدجاج).....انزين على الأقل بس اليوم كسري روتينج.....وتراني عازمج على العشاء لا قولين لي تعشيتي لأني ما راح اصدقج!

ايلاف ابتسمت : لا ما تعشيت....
طارق: خلاص اجل جهزي نفسج راح امرج......
ايلاف: اوك...
طارق اغلق الهاتف ثم شدّ على المقوّد : تقدّم حلو....يا ايلاف...استمري....
ثم قاد سيارته بسرعة جنونية وهو يبتسم بخبث!
.
.
.
اما هي بقيت عالقة أمام الدولاب....لا تعرف ماذا ترتدي حقًا؟
اخذت تعبث بملابسها بما يُقارب الست دقائق، تأففت
وهي تهمس لنفسها: انزين ليش متوترة جذيه.....البس أي لبس وخلاص......ركزي ايلاف...هذا زميل دراسة وبس.....
واخذت تتحدّث مع نفسها بتناقضات .......لن تنكر انها ابتهجت حينما اعترف بحبه لها....ولكن الآن هي تخاف من أن تبادله هذا الشعور لا تريد أن تغامر....تريد ان تتريّث وترى مدى حبه الصادق لها ...لتختبره هل فعلًا يستحق ان تُهديه قلبها؟
تأففت على افكارها المُخيفة ثم أخرجت لها سريعًا بنطالًا اسود.....وبلوفر صوفي.....بلون احمر وخطوط عرضية بيضاء......ثم سحبت شال صوفي باللون الأبيض.....
مشت بخطى سريعة لناحية الباب ثم انحنت لتسحب البوت كعب بلون الأسود....
ذهبت للخلاء لتستحم سريعًا.....تذكرت تنبيهات نور ......عليها أن تحذر......حتى لو كان يكن بقلبه مشاعر لناحيتها عليها أن تأخذ احتياطاتها منه!
أغلقت صنبور الماء سحبت المنشفة واحاطتها على جسدها وخرجت من الغرفة ......لترتدي ملابسها...
مضت عشر دقائق.......بينما وهي ترتدي ملابسها ببطء سمعت الجرس....
وفتحت عيناها على الآخر: أمداه وصل؟!

ارتدت البلوفر سريعًا .......وسحبت المنشفة لتجفف بها شعرها....سمعت قرع الجرس مرةً أخرى...تأففت بتوتر...وسحبت بعجل قبعة صوفية من الدولاب وارتدتها.....ومن ثم ركضت لترى من الطارق...
نظرت من خلال العين السحرية لوجهه ....اغمضت عينيها أخرجت زفير بصوت عالٍ ثم فتحتهُ وهي مبتسمة

طارق: هااا جهزتي؟

ايلاف وهي تدخل خصلة من خصلات شعرها الرطب تحت القبعة: أي لحظة...بروح بس اجيب شنطتي واجي.....

طارق اقترب خطوة للأمام نظر إلى قطرات الماء الساقطة على اكتافها...قوّس حاجبيه: شعرج رطب؟
ايلاف بتوتر: لبست قبعة...عادي يعني ...اطلع....بدو..
قاطعها وهو يسحبها للداخل دون اذنًا منها: روحي جففي شعرج انا بنتظرج اهنيه بالصالة...

سكتت ، وشعرت بضيق تنفسها من جرأته ودخوله هنا
شعر بنظراتها التي لا توافق على تواجده هنا
لذا ابتعد عنها واقترب من الباب: آسف....اني دخلت بدون آخذ اذنج.....والحين روحي جففي شعرج بنتظرج في السيارة على بال ما تخلصين.....

وهمّ بالخروج ولكن شعرت بالحرج من أن تتركه ينتظرها في السيارة وفي هذا الجو البار لذا
اردفت بتردد: طارق.....
ابتسم بخبث قبل أن يلتفت ليرى وجهها وما إن التفت حتى ابتسم بلطف قائلًا: آمري...
ايلاف حّكت ارنبة انفها سريعًا: اجلس هنا انتظر....انا ما راح اتاخر.....
ثم دخلت غرفتها دون أن تنظر لوجهه
فابتسم وهمس لنفسه: وقدرت ادخل شقتج...
.
.
.
ثم رمى نفسه على الكنب ينتظرها
بينما هي بعد ان دخلت لغرفتها شتمت نفسها بلا صوت.....وتوجهت سريعًا للمجفف ....وضج صوته في الغرفة....اخذت تجففه بيدين متوترتين ومرتعشتين ......استغرقت بما يقارب الخمس دقائق وهي تجففه ....ثم نهضت ووضعت القبعة على رأسها وتركت اطراف شعرها الشبه رطبه مسدوله على اكتافها ...انحنت لترتدي البوت ذات الكعب المتوسط.....ولفت الشال على عنقها....وضعت بداخل عينيها الكحل الأسود ليبرز لو عدستها البنية بدرجة فاتحة....ويزيد من اتساع رسمتهما الجوزاء......اضافت إلى ذلك تكثيف رموشها......واكتفت بعد ذلك بوضع مرطب شفاه بلون (الاحمرار) الباهت.....سحبت الحقيبة ثم خرجت من الغرفة......

التفتت انظاره إليها، لن ينكر جميلة....تتميّز بملامح حادة مريحة للعين.....جمالها...خليط... بين دولتين عربيتين وهذا واضح! ....من ينظر إليها بدقة يلتمس ميزة بسيطة من جمالها!.......ولكن يغلب عليها كلمحة أولى الجمال الخليجي......شعرها متميّز بلونه البني الغامق والواصل إلى اكتافها ....جميلة .....ذات طول متوسط وقوام متناسقة......ولكن حظها قبيح.....هكذا كان يحدث نفسه

ابتسم بلطف لها: ما شاء الله ...
خجلت منه ومن نظرات: جهزت....
طارق : يلا مشينا....
.
.

ثم فتحت باب شقتها ....واشار لها بالتقدم خرجت ثم اغلق الباب جيدًا ومشى بخطى متقاربة من بعضهما إلى أن وصلا للشارع وركبا السيارة ....
.
.
شعرت بالتوتر......فسرّت توترها بسبب انعزالها عن الناس فترة ليست هيّنة ......حتى إنها لم تكوّن صداقات كثيرة .....والآن هي متوترة لأنها لم تعتاد على هذا الامر....تنفست بعمق وبهدوء لتخفف عن توترها...نظرت للشوارع.....ودّت لو كانت الآن هي في الكويت....جالسة بجانب والدتها لتمسّد على شعرها وتغرقها بأحاديث الأمهات الذي يليّن القلب!.....ماذا لو اهتم والدها بدلًا من طارق؟
ولكن طارق لا يهتم فقط....هو عـ...
قاطع تفكيرها
متساءلًا: تحبين تسمعين لمين؟
نظرت له باستفهامات؟
ليردف: اوه شكلي اتحجى بروحي....صار لي ساعة اسولف وانتي سرحانه....
ايلاف ابتسمت بخجل: لا بس شردت اشوي.....
طارق نظره لها بمكر: بمنو؟

ايلاف خيّبت ظنه وبكذب: احاتي الاختبار....
طارق : لا تحاتين ولا شي....انتي ذاكرتي ....الحين توكلي على ربج....وبس....

ايلاف تمتمت: والنعم بالله....

ثم أعاد السؤال من جديد: أي ما قلتي؟ منهو مطربج المفضل؟

ايلاف : اجذب عليك لو أقول لك عندي مطرب مفضل
طارق بصدمة: يعني ما تسمعين أغاني؟

ايلاف بهدوء: اسمع بشكل عشوائي....ما افضل احد على احد ثاني.....
طارق التف لها: اوهه....اجل أي شي تسمعين له عادي ؟

ايلاف وبدأت تنخرط معه في الأحاديث: لا مو أي....شي......يعني فيه نوع معيّن من الموسيقى افضل اسمعها .....في بعض الأغاني....بس بشكل عام ما عندي مطرب مفضل....

طارق ركن السيارة وهو يردف: شكل ذوقج صعب وايد....
ايلاف ضحكت بخفة: ههههه نوعا ما ...
.
ثم ترجلا.....واقترب منها......إلى أن اصبح أمام وجهها...
تحدث بهدوء وشاعرية : ايلاف.....قبل لا ندخل المطعم ....ودي اقولج شي...

ايلاف بتوتر ابتعدت عنه قليلًا : قول...اشفيك؟
طارق بلل شفتيه وابعد ناظريه عنها: بصراحة أنا وايد حابج.......وابيج على سنة الله ورسولة.....ومابيج تفكريني ألعب او اجذب عليج مثل باقي الشباب....عشان جذيه.....ابي اخطبج من اهلج وصيرين حلالي!

صُعِقت.....وتسللت رعشة قوية إلى جسدها .....كتمت انفاسها بعدم تصديق....أحقًّا هو يحبها إلى هذه الدرجة؟....هل هو عاشق حقًّا ليتمنى الارتباط بها.....ولكن ...والدها لن يوافق على هذا الامر....بعد أن تخرجت من الثانوية تقدم لها ابن عمها ورفضه......ومن خارج عائلتهم ورفضه ايضًا بحجة اكمال دراستها وصغر سنها.......اخبرها بصريح العبارة
(ما راح ازوجج إلا لم تتخرجين والحين ابيج بس تركزين على دراستج)
يعني لو تقدم لها طارق بشكل رسمي الآن.....لن يوافق عليه ...
تنهدّت بضيق...وشتت ناظريها عنه

شعر بحزنها هنا واقترب منها: ايلاف قلت شي غلط؟

ايلاف بجدية نظرت لعيناه: لا.....طارق...مادري شقول لك.....بس صدقني لو تقدمت لي الحين ابوي ما راح يوافق...

هو يعلم بذلك!، ويعرف السبب لذا اتاها من هذه المخارج لينتقل إلى خطوته الجديدة في اقناعها بحبه
لذا تحدث بتعجب ليخدعها: ليش؟

ايلاف بهدوء: يبيني اركّز على دراستي ....اكثر....لأنه يشوف الدراسة اهم من كل شي....ولم اخلص منها .....يصير خير..

طارق بهدوء: كلامه صحيح....الدراسة مهمه......بس حتى الاستقرار مهم؟!

ايلاف نظرت له بعدم فهم، فسحب يدها ووضعها على قلبه وهو يردف: ابي قلبي يستقر في مكانه لشفتج...
ارتعش جسدها و سحبت يدها من على صدره بتوتر
طارق بهمس العشاق: يعني وش اسوي؟ أخاف تروحين من ايديني ...لو انتظرت....
ايلاف ....سكتت ثم نظرت لوجهه: لهدرجة تحبني؟

طارق بمكر: ظنج لو ما احبج قلت لج ابي اخطبج؟
ثم اقترب منها : ايلاف انا ريّال ما يعرف الخرابيط.....قلت اخطبج.....واريّح نفسي....وكونين حلالي....وانتي تقولين ابوج بيرفض لو تقدمت ....شسوي....إلا اذا انت مو متقبل...
قاطعته بتوتر وباعتراف طال عليه طيلة هذه الفترة: لا....لا تفهمني غلط....والله ابوي هو تفكيره جذيه...

طارق شيء ما انزاح من على قلبه وابتسم بخبث: انتي شنو؟.....ايلاف ابي اعرف ....مشاعري اللي كل يوم تكبر.......بيجي يوم تنهدم ولا بتكبر مع من يبادلها بالشعور...
ايلاف تشعر أنها أصبحت تحت ضغط.....إن اعترفت له......ستتنازل عن قناعات كثيرة تحملها بداخلها وإن لم تعترف سيفهم الأمر وسيذهب عنها...

ايلاف بتنهد: طارق.......مادري كيف اقولها لك.....
وبنبرة اشبه للهمس: بس انت مهم بالنسبة لي....

ابتسم واخذ ينظر لعينيها التي تحركهما بشكل مشتت عن النظر إليه: يعني تحبيني....؟
ايلاف بجدية: الأيام بتثبت لك هالشي...
طارق سحب يدها بسعادة : اجل خلينا نتعشى......بعد ما ريّحتي قلبي.....
ابتسمت له على مضض......وتتمنى بداخلها أن يدوم حبه لها.....إلى ان يحين الموعد المناسب لارتباطهما ببعضهما البعض!
.................................................. .......
.
.
الخطط تسير كما رسمها في عقله......هي اعترفت له ولكن بطريقة غير مباشرة الآن يستطيع ان يسدد أهدافه ....بطريقة اكثر ألمًا لمن آلامه!
.................................................. ......

.
.
مهموم.....فقد اتزانه في كل شيء.....يشعر صورتها باتت مسيطرة على عقله...... هل هذا هو شعور الأبوة الذين يتحدثون عنه؟......عندما نظر إليها شعر بسذاجته في التخلي عن والدتها بمجرد انتهاء الفترة المحددة من أخيه!.....وانتصاره على امير.....شعر أنه كاللوح الذي يغيّر جورج مكانه دون اخذ رأيه بذلك!.......الآن يلوم أخيه في سحبه في هذا الطريق......كان عليه ألا يرميه في طريق أمير.....كان عليه ان ينتقم لنفسه دون أن يجعل له يد توصله إليهم!
نظراتها إلى الآن تخترقه.....ويشعر بأنها تلاحقه وتلومه ....حقًّا هذا الشعور لا يطاق!......وقّع على الأوراق....ثم نهض ليدخل إلى مكتب أخيه...
الغارق في مراجعة المستندات الجديدة....
رمى عليه الملف....
ثم تحدث : جورج....اللي ساويته بداليا.....خبال.....

جورج دون ان ينظر لأخيه: مشان تعرف مرّة تانية ما تخوّن فينا

مُراد بنرفزة: ما خوّنت فينا......أمير حبسها عنده.....واخذ منها التسجيلات ...غصب......ما قالت شي له....السجلات هي اللي حجت وسولفت له....

جورج نظر لأخيه بصرخة: وبنتي؟.....كيف عرف بموضوع بنتي ايلاف...
مُراد بحيرة: مادري....بس اكيد داليا....ما قالت شي....مثل هيج.....
جورج نهض وهو يضرب بيديه على الطاولة: هي الوحيدة ياللي بتعرف بهيدا الشي......ما حدا يعرف غيري وغيرك وهيّ ....وأنتّا ئلت هو عرف....انه عندي بنت.....

مُراد بضيق من هذا الأمر ندم انه حدّث أخيه بشأن اعتراف امير وبمعرفته عن أمور كثيرة عنهم!

: بس مستحيل داليا تقول له مثل هيج....جورج.....حاول انك تتزن بتفكيرك ولا تغرق نفسك ....اكثر.....
جورج : بدّي افهم شغله ....ليش دافع عنّها...مشان كونها زوجة سابقة لإلك ولا...
قاطعه امير: لأنها مظلومة....لبستها قضية هواية جبيرة عليها...وهسه مسجونة.....وامها بحاجة إلها

جورج مسح على شعره: ما راح اتنازل عن شي....وخليها بالسجن....حكموا عليها سنتين.....بقضية احتيالها علي.......كلها سنتين وتطلع!..
ثم ابتسم لأخيه بخبث

سكت مراد لن يناقشه في امرها اكثر ولكن صدم أخيه عندما قال: انت لك يد في موضوع امير......
جورج قوّس حاجبيه: شو ئصدك؟
مُراد بملل وحده: أنت اللي صاوبت امير.....

جورج ضحك بصوت عالي: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ثم اردفت: لو بدي اعمل هالشي.....لكان ما خليتوا يعيش لهيدا اليوم....وئتلتوا من يومتها....

مراد بشك: يعني؟
جورج جلس على كرسيه: للأسف مو انا ياللي صاوبته....

مراد بريبة من الامر : متأكد؟
جورج بانفعال: وليش شكيت فيني؟
مراد : لأنك مصر علي اني اقتله....ورفضت....
جورج ببرود: بالنسبة لي الآن هو ميّت وامير انتهت ئصتي(قصتي) معوه.......وبعيد عليك مو انا اللي آمرت بقتله....
مُراد نهض وهو يقول: الخميس الجاي برجع باريس عشان اشوف بنتي...
صرخ هنا جورج: واااااااااااااانا بئول لك لأ....
التفت مراد عليه وبحده: قلت لك بسافر.....عشان اشوف بنتي...وغصبن عليك...
جورج تقدم لأخيه: شو هالحب ياللي طلع لبنتك فجأة....
مراد بمغزى ذات معنى: مثل حبك لإيلاف ولكن الفرق اني ما ابي امثل عليها الابوّة من بعيد يا جورج

ثم انفعل بالحديث: انت استقليتني في هاللعبة .....انت ربحت فيها...وانا خسرت نفسي ......خسرت لم صرت أبو......لبنت......تدفن راسها بصدر امير علمود تحس بالأمان وتباوع فيني مثل الغريب.....وانا بصير مثلك ما راح اتنازل عن هالجزء من هاللعبة....اريد افوز لو بشي بسيط....

جورج اغمض عينيه ثم فتحهما وهو يقول: راح تجيبها لهون؟
مراد بحده وغضب: ما راح احرم أمها منها؟
جورج امسك أخيه من اكتافه وهو يقول: عملية التهريب بدأت وبدي يّاك...
قاطعه مراد وهو ينفض يديه عنه: عندك رجالك .....خلهم ينجزون المهمة بدون مراقبتي.....عن اذنك...
ثم خرج
وضرب جورج بيده على الجدار وهو يشتم أخيه!
..........................................
.
.
.
تثاقلت عليه الهموم وجعلت منهُ شخصًا يفتقد صحته يومًا عن يوم ......لم يخرج للعمل ...ووصل خبر تعبه لأعز صديق لديه .....فأتى إليه للاطمئنان....عليه......فيوسف....ليس طبيعيًا أبدًا ...تفكيره في الأوان الأخيرة مشتتًا ويغلب عليه السرحان....وقلّة النوم....
.
.
في المجلس....وضع كوب الشاي على الطاولة ثم تحدث بجدية: يوسف....مانت طبيعي...ضغطك أول مرة يرتفع كذا.....ووجهك اصفر وواضح ما تنام زين.....شاللي صاير وغيّرك كذا؟....قولي ياخوي وش فيك؟

تنهد ... يؤنبه ضميره وما اقسى هذا الشعور
: قلبي.......يوجعني يا إبراهيم...
بو سلطان بخوف: اسم الله عليك...خلنا نروح المستشفى اليوم ونسوي لك فحص ....ونتأكد من سلامتك....

ابتسم بسخرية على وضعه: ماله داعي....هالوجع بيتم بقلبي لين اطمئن أنا ظالم ولا مظلوم؟

بو سلطان سكت، لثوانٍ
ثم اردفت: رجعنا على نفس السالفة؟
بو ناصر بجدية: أحس إني ظلمتها......شيخة اشعلت بقلبي نار......بسالفتها.....وهالنار شبّت لي نيران الماضي....

بو سلطان ليجاريه بالحديث: وش اللي يريحّك طيب؟
بو ناصر بغياب ذهن: ما دري....بس فكرت لو نرجع لنفس المستشفى...ونطالبهم بنسخة.....من أوراق التحليل...

بو سلطان بصدمة: وتفكر الامر سهل؟......لا والله ما هوب سهل.....وما اظن محتفظين بنسخة لهاليوم....كم سنة مرت يا بو ناصر...
بو ناصر بانفعال: أجل وش اسوي؟
بو سلطان بحيرة: مادري....مادري......بس انت متاكد.....من أنك...
قاطعه بو ناصر: أي ابي اعرف ......ظلمتها ولا.....وابي اريّح ضميري...
بو سلطان بثقة: طيب ولو صارت بنتك وش بسوي؟
بو ناصر بهدوء: راح أحاول اصلح الأمور واجيبها تعيش معي....
بو سلطان ضحك بخفة: ههههههه تظن الأمور بهالسهولة هذي؟
بو ناصر نظر لوجه أبا سلطان: لا ......بس يكفيني شرف المحاولة....من اني ارجّع الأمور لطبيعتها...

بو سلطان : ما اظن أنهم بالبنان الحين....
بو ناصر اغمض عينيه : لا ......مو بلبنان....مستحيل ديانا تروح لابوها.....ما تتجرّأ....بس لازم اتأكد...
بو سلطان قوّس حاجبيه: يعني بتسافر لبنان؟
بو ناصر حكّ جبينه: لا.....ما ابي مشاكل.....اترك واحد من الرجال اللي يشتغلون عندك يسافر ويسأل....
بو سلطان بخيبة : ابشر اهم شي...ريّح نفسك ولا تتعبها وانا خوك...
بو ناصر تنهد من جديد: عجزت هالمرة امرر ذكراها من عيني وعقلي بسلام.......احس اني تسرعت......احس قلبي مأخوذ مني خاصة بهالفترة......عجزت اتناساها مثل قبل.....عجزت يا إبراهيم....احس اني قتلت روح.....بإيدين باردة....
طبطب أبا سلطان على فخذ صاحبه: إن شاء الله كل شي.....بيتصلح.....بس هد من نفسك...ولا تتعبها يا يوسف....
بو ناصر هزّ رأسه برضى.....وسرح بعدها في ذكرى طفولتها!
.................................................. ................

.
.
.
.
تُريد مهاتفته......والآن....تُريد أن تحتضنه بعد رؤيتها لهذا الكابوس....حاولت تهدأتها....والتخفيف عنها ولكن زاد أنينها.....وزاد البكاء......
أخذت تمسح على شعرها برقة ...وتطبطب على ظهرها بحنان....ولكن كانت تكرر
: بدي أمير.........أميييييييير....

وكانت تتحرّك بعشوائية وبحركة سريعة، شدّت على جسدها لتقربها منها اكثر.....
تكرر بلغة عربية مشابه لماكس: بليز سندرا اهدئي.....تومورو....راح وديك لألوه....
حرّكت رأسها سندرا بجنون وابتعدت عن أحضان جولي : نو.....نو......الآن....

جولي سحبتها من يدها واعادتها لأحضانها لتهدأتها.....ولكن سندرا كانت في حالة استنفار....وخوف....فبدأت جولي تتساءل ماذا رأت في منامها لتنهض بهذا الجنون؟
حاولت بشتّى الطرق أن تجعلها تعود للنوم.....ولكن أنينها يزداد....سألتها هل تتألم من شيء؟ ولكن هزّت رأسها سندرا
بالنفي: بدي أميييييييييييير....

وضجّ صوت تكسير زجاج أحد النوافذ ، باطلاق الرصاصة عليه
فتحت جولي عينها بذعر ودون شعور حملت سندرا الذي صرخت في احضانها ونهضت من على السرير وانبطحا على الأرض بعد أن استقرت الرصاصة في نافذة الغرفة هذه المرة ......
سندر بدأت بالصراخ بينما جولي اخذت تهدئها
ثم قالت بحذر stay here…:
سمعت اشتباك صوت اطلاق النار ......ففزعت من الامر نهضت وهي محنية الرأس....لتصل إلى هاتفها الموضوع على الكمودينة ....سحبته
ثم اتصلت على اخيها وهي تصرخ (مترجم): مااااااااااااكس...ارجوك........ساعدنا ...احدهم يريد قتلنا!
انتهى






 

رد مع اقتباس