عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2020, 04:31 PM   #22
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البار السادس عشر


.
.
.
.


.
.
.
كانا يتناولان العشاء على اطراف انغام لحن الموسيقى الهادئة....لم يكف عن الحديث لإقناعها بحبه....وبدأت هي في الواقع تنساب مع مشاعره تلك....اتاه اتصال
فاعتذر منها وأجاب دون النهوض والابتعاد عن انظارها
كانت تستمع لكلماته ولتغيّر نبرته لفرح وسعادة
: الله يبشرك بالخير....ولا يهمك.....هههههه ......سلملي عليهم كلهم.....وتحمد لها بالسلامة.....مع السلامة...

ثم اغلق الهاتف ووضعه على الطاولة تحدث: أختي.....ولدت يابت ولد.....
ايلاف ابتسمت له: اوه.....الف الحمد لله على سلامتها.....
طارق بتنهيدة: الله يسلمج كان ودي أكون معاهم......وعدتها أنا اللي اوديها المستشفى ......لكن الظروف

ايلاف تؤازره: ما بقى شي وتيي (تجي)...أجازة المنتصف واكيد اهلك وريلها (زوجها)ما راح يقصرون معها...

طارق بربكة : للأسفل ريلها توفى......وهي بالشهر الرابع...

ايلاف شهقت ووضعت يدها على فمها: هأأأأ......الله يرحمه....

طارق ابتسم لها ليغير من جوهما: ويرحم موتى المسلمين والمسلمات....المهم.....شرايج باختياري للأكل...؟

ايلاف بتلذذ: والله شي خيال......
طارق بهدوء: فيه بعد مطعم على الشارع الثاني ينن(يجنن)....لازم اذوقج من أكلهم...

ايلاف مسحت فمها بالمنديل : شكلك ييت(جيت) أهنيه وايد.....
طارق فهم ما تقصده: أي.....ييت لأمريكا تقريبا حوالي ثلاث مرات مع اهلي....

ايلاف ابتسمت: عشان جذيه صارت عندك خبره بالأماكن....

طارق ارتشف من عصيره: أي.....فيه أماكن وايد حلوة اهنيه لو حابة اصير مرشدج السياحي ما عندي مشكلة...

ايلاف بخجل: ما عندي مشكلة......بخليك مرشدي السياحي ....بس للأسف ما راح يكون عندي وقت كافي للسياحة...

طارق : ايلاف لازم تنظمين وقتج ما بين الدراسة ووناستج وحياتج ولا جذيه راح يجيج نفور....
ايلاف بتفهم: أحاول والله بس الدراسة تأخذ وقتي بشكل...
طارق ابتسم: وانا بساعدج في تنظيم وقتج...
ايلاف سقطت عيناها على الوقت من خلال شاشة هاتفها الموضوع على الطاولة: امبيه....صارت الساعة اثنعش....تاخرنا....لازم ارد الشقة ....

طارق نظر لساعة يده: مر الوقت بدون ما نحس.....
ايلاف بهدوء: أي....
طارق : خلاص الحين نقوم....اصلًا واضح انج تعبتي وفيج النوم.....شكلج ما تاخذين غفوة لم تردين من الجامعة

ايلاف ضحكت بخفة: ههههههه...ما علمت نفسي اغفي ....عشان انام بدري باليل....
طارق وضع المال المستحق في مكانه المخصص ثم نهض: عشان جذيه ما تقدرين على السهر...
ايلاف سحبت حقيبتها : الصراحة ما احب السهر وايد.....لأنه يخرّب علي نظامي اليومي كله...
طارق : ههههه ما راح اسالج شنو نظامج اليومي ......لأنه واضح شنو....
ايلاف فتحت باب السيارة: ترا مو كله دراسة....
اغلقا الباب وهو يردف: أتوقع منج .....دراسة...ترتبين شقتج.....يمكن تقرين روايات....وامم بعد....
قاطعته : ما قرأ روايات.....
بدأ طارق بالقيادة مردفًا: غريبة؟
ايلاف: احب اقرأ كُتب علمية اكثر....يعني....
طارق اندمج معها بالأحاديث وهي نسيت نفسها معه وبدأت تتجاوب اكثر على اسالته واطراف احاديثه!
.............................................
.
.
صُعِق من حديثها ، وضجّ فؤاده بنبضات قوية نهض من على الكنبة كالمقروص.....مشى بخطى سريعة .. لناحية الباب....خرج واغلقه
ثم ركب سيارته....
في هذا الوقت العلاج بدأ بمفعوله لنور لذا كانت تغط في سباتها العميق ولم تشعر بضجته
.......
وبعد ربع ساعة من قيادته الجنونية.... وصل.....نظر لإحدى الحرس
(مترجم): ماذا حدث؟
تحدث الرجل وهو يلتقط انفاسه(مترجم): أحدهم اطلق النار على النوافذ....وقام باقتناص رجلين منا...
ماكس بصدمة(مترجم): اقتناص؟
الرجل (مترجم):اجل اظن انّ احدهم من احدى القناصين الماهرين ....أما البقية كانوا مرتدون لباس واقنعة تخفي هويتهم.....وطلقاتهم كانت عشوائية....ولكن رأيت هذه الورقة مثبته في جسد صاحبنا الذي قتلوه خلف المنزل....

ماكس سحب الورقة من يده وقرأها، كانت مكتوبة باللغة العربية : ابتعدوا عن مُراد...وإلا لن يبقى أحدًا منكم!

قوّس حاجبيه ولم يفهم الإشارة ! وضع الورقة في جيبه
ثم ركض للداخل

رأى اخته الجالسة في الصالة وفي احضانها سندرا تبكي
ركض لناحيتهما وهو يقول: انتوا بخير...
جولي بذعر: لا......للتو خرجنا من الموت...
ماكس نظر لسندرا ثم لأخته: راح نروح لشقة امير...أأمن من هون...
جولي بحيرة: من......اقصد....الرجال...
ماكس حرّك اكتافه : آي دونت نو......يلا....خلونا نمشي....
نهضت جولي واحتضنت سندرا التي ما زالت تبكي بلا صوت......فقط جسد يرتجف صريعًا من الخوف ...واشتياقًا لعطف ذلك الرجل...

خرجوا...ونظر للحرس وللشرطة التي أتت أشار لجولي وسندرا ان يركبوا في السيارة وهو بقي يتحدث مع الشرطي
ثم التفت على إحدى الحرس(مترجم): انهي الإجراءات اللازمة أنا ذاهب....
ثم ركب سيارته والآخر وافق على امره.....
ماذا يحدث؟ هو متيقّن ما يحدث ليس له علاقة بما حدث في بريطانيا وتلك الرسالة تؤكد ذلك....

طيلة الطريق كان يفكر ، هذه المرة من الواضح حاولوا قتل او تخويف سندرا....وطلبهم في الابتعاد عن والدها يؤكد ذلك.....حاول أن يطمئن اخته والصغيرة إلى ان وصلوا للشقة ....ودخلوا.....
اغلق الباب ثم قال: دخلوا الغرفة هذي...
ثم أشار لغرفة امير...
: وناموا...

جولي كانت ستتحدث ولكن أشار لها: تومورو...
هزّت رأسها ثم التفتت على سندرا: امشي....
ومشت معها سندرا ووجهها منتفخ من شدّت البكاء والخوف
اما ماكس بقي يفكر بالأمر...
ثم سحب هاتفه ولم يتردد في الاتصال على مُراد
..................................
كان سيخلد للنوم.....للتو جهّز نفسه .....واستلقى على السرير سمع الرنين وعندما رأى الاسم لم يتردد في الرد
: هلا ماكس...
ماكس بغضب (مترجم): ماذا يحدث؟.....اريد تفسيرًا لِم حدث....أحدهم حاول قتل ابنتك......وقتل رجلين من رجال أمير...وترك رسالة تهديد
ثم قراها: ابتعدوا عن مُراد...وإلا لن يبقى أحدًا منكم!

وبلغة عربية مكسرة بالغة في العصبية: مُراد.....توقف عن .....جعلي....مجنون.....

مُراد عندما سمع حديث نهض بخوف على ابنته: شتكول(شتقول) انت...؟

ماكس بانفعال: لا تعمل نفسك....مصدوم....
مراد بعصبية: أنا مالي دخل .....بس والله لا انتقم منهم.....وهسه قولي ....شصار على بنتي....

مراد بسخرية: not fine!

ثم اغلق الهاتف في وجهه....ومشى مراد بخطى متسارعة ليخرج من غرفته...متوجهًا لجناح أخيه ....وفي عينيه شر لا ينضب!

ركض على عتبات الدرج وهو يشتمه......وصل إلى جناحه.....كان سيفتح الباب ولكن كان مقفلًا فقام بضربه بيده ورجله
وبصوت عالي: جووووووووووووووووورج افتح الباب.....افتححححححححححححححححححححححح.......


جورج كان أمام أوراقه الكثيرة ، لم ينتهي من العمل .....واخذ يكمله هنا...سمع الطرق نهض وفتح الباب بخوف .....ولم يمهله مراد مسكه والصق ظهره بالجدار وشدّ على ياقته
: لهدرجة تستخف فيني يا جورج...

جورج دف أخيه عنه وبصرخة: جنيييييييييييييت أنتّا؟

مُراد انقض على أخيه مرةً أخرى: ترسل كلابك عشان يموتون بنتي.....بس علمود ما ساعدتك في عملية التهريب....

جورج امسك بيدي أخيه وشدّ عليهما بيده وحدّق في عين مراد الغاضب: مُراد اهدأ وخلينا نتفاهم....

مراد بصرخة: مااااااااااااااااا فيه شي نتفاهم عليه.......

جورج دفع أخيه للخلف وبانفعال: ما بعرف عن شو تتكلم بس انا بعيد عن كل شي يصير لأمير وبنتك ....

مراد : تركوا رساااااالتك عند ماكس....
جورج قوّس حاجبيه: شو عم تخبّص أي رسالة....
مراد بقهر: تهددهم لو ما ابعدوا عني راح تقتلهم

جورج ضحك بسخرية: هههه وانت صدئت هيدا الشي؟
مراد بتهديد: جورج....اقسم لك بالله...لو ما كفيت شرك عن بنتي.....لا اضر بنتك....
جورج انقض هنا على أخيه وهزّه من اكتافه بعنف: اصحححححححي على نفسك.....في حدا عم يتلاعب فينا.......اصحىىىىىىى انا ما عملت شي لا لبنتك ولا لأمير....بتفهم؟

مُراد ابعد أخيه عنه ....ثم مسح على رأسه عدّت مرات
ليردف جورج: في حدا عم يعمل كل هالشغلات وبعلّئها فيني....
مراد بصرخة: منوووووووووووو؟

جروج بنفس الصرخة: ما بعرف......يمكن من أعداء امير....
مراد بحده: لا مو من أعداء امير.......اذا فعلا مالك يد ...فهالشي يكون من اعداءك...
جورج بتفكير: اعدائي؟

مراد دون ينظر إليه : راح انزل على باريس....
ثم مشى عائد إلى غرفته ....بينما جورج وقف ينظر للفراغ وبذعر
حدّق بشتات: اعدائي؟...معئولة؟
تأفف مسّح على شعره عدّت مرات ثم عاد لغرفته هو الآخر!
.........................

بعد يوم مُتعب وشاق، ومليء بالانتصارات من جميع النواحي التي خطط عليها، رمى الأوراق التي بيده أوراق تحمل بداخلها معلومات شخصية لهدم تلك الشخصية كان صعبًا عليه أن يتوصل إلى ادّق التفاصيل ولكن اتضّح له انّ هناك عنصر حاقد وحاسد ليتخلّص من هذه الشخصية وابعادها عن هذه العائلة لذا ليقتحم صفوت هدوء مشاعرها كوّن معها علاقة حُب وهمية بسبب عملها كـ(فاشينستا )وهو كمعجب وعاشق اخذ يؤثّر عليها إلى ان بدأت تُفشي بأسرار هذه العائلة وهذه الخطوة اتخذها قبل الظهور لهذه الشخصية التي لا تعلم بما يدور حولها
والآن سدد رميته القاضية على جورج بتشكيك مُراد ناحيته

ولن يكتفي بذلك ما إن يحّل النور عليه سيجعله يغّص في شوكة الألم
وسيبّث في دمه شكّ من نوع عميق وقاسي، ويتمنى لو تتحقق نتيجة هذه الخطة بسفك الدماء
ضحك بصوت عالٍ ثم سحب كأس الماء وشربه في دفعة واحدة
: انتقموا من بعضكم يا حلوين....
ثم رمى نفسه على الاريكة واخذ يفكر بخبث نواياه!
.................................................. ............
.
.
.
اشد الامراض خطورة
امراض القلوب!
القلوب العليلة بالحقد والحسد، وعدم حُب الخير للآخرين
تلك القلوب التي طُبع عليها بألا ترى حُبًا ولا ترى خيرًا
مليئة بالشوائب والاشواك الحارقة لِمن يلمسها!
تلك التي تجعل من الإنسان جمادًا لا يملك أيّة مشاعر حتى به يفكّر بالأشياء الهادمة من اجل الشعور بلذّة الانتقام
قلوب في حاجة شديدة لعلاج في أسرع وقت قبل أن تحرق الأخضر واليابس وتجعل منهُ رمادًا لا يمكن الخلاص منه إلا ببعثرته في الهواء بصعوبة بالغة من ثقل وزنه وشدّت وطئه!
هذه القلوب تحرق قلوب أخرى لا تعرف معاني تلك الامراض فتغرق في وجوهها المختلفة والمغلّفة بزيف ما تُخفيه من حقيقة

تُرسل للقلوب الطيبة والصافية تنبيهات جيّدة لتقترن بها وما إن تتمكّن منها وتقترن تعصف بها...مسببة لها دمارًا لا يُشفى!
.
.
.
لا تعرف نواياه وخبثها .....لا تعرف انه سيستخدمها كأداة من أجل تحقيق عدالته في الانتقام.....كما عذبوه....وحرموه من أشياء عزيزة على قلبه.......نفوه لمكان بعيد.....لفترة لم تتجاوز الثلاث سنوات....لمكان الجميع يكره ...زجوه في السجن كرهًا!.....بقضية لم يقترفها .....شعر بعجزه وحرقة قلبه خاصةً بعد أن علم بوفاة أخيه الوحيد والذي يصغره بسنة واحدة...توفي وهو غريب ....في بلد يمتلك قوانين صارمة بحقه....وغريب في ظلمة جدران السجن....جنّ....هناك بالبكاء .....صحة أخيه لم تكن جيّدة فهو يعاني من الانيميا المنجلية .....في ذلك الوقت .....كان مخاصمه ....لأنه علم بطبيعة عمل أخيه مع ذلك المتجبّر....ولم يعد يأخذ منه المال.....ولم يعد يتصل عليه كما يفعل....خاصمه.....في الأوان التي هو بحاجه إليه .....ها هو الآن خرج....وفي خلال سنتين جَمع معلومات جدًّا مهمة ومفيدة من أجل انتقامه....كونه مهووس....بالإلكترونيات واعمال الهكر.....وهذا كان عمله مع ذلك المدعو...استطاع أن يخترق نظام المعلومات الخاصة به......حتى توصل إليها ...واستخدم قريبتها لتعلمه بأدق تفاصيلها....ولم يكتفي بذلك أبدًا.....ولن يكتفي ابدًا.....خسر كل شيء بالنسبة له....سُجن.....اضاع دراسته......اضاع جزء من عمره.....ما زالت والدته مخاصمته.....واخيه المقرّب توفّى دون أن يسامحه ....دون أن يحتضنه ويشتم رائحته ويقبله معتذرًا!.... استقله....استقل ذكاؤه.....في انشاء القواعد والنظم الالكترونية ......وحتى البرامج .....التي تساعده في العمل.....ذكاؤه ادخل عليه الكثير من المال......والآن سيستخدم هذا الذكاء لحرقه!......سيحرقهُ عن طريق أحب الأشياء لقلبه....سيجعله يتألم....ببطء....
بينما هي
ابتسمت بحُب....على احلامها الوردية التي بدأت تتحقق
دون إدراك نواياه....كسرت القواعد التي رسمتها في عقلها .....وهدمت جميع الحواجز لأنها بحاجة إلى هذا الاهتمام ....هذا الحُب....هذا العشق...وهذه الكلمات التي لم تسمعها مُنذ ان انفصلا والديها....

احتضنت الوسادة.....واغمضت عينها وعاشت إيلاف في هذه الليلة اجمل الاحلام .....دون أن تشعر بتلك النوايا!
.................................................. .................
.
.
.
استشاط قيضًا من حديثها وتلميحاتها تلك التي اجزم بعدها انها جنّت حقًّا.....لم يأخذ ابنه....ولم يلمسه حتّى كان ينظر إليه عن بعد ....وهو يهز برجليه بتوتر.....
كان بيد أخيه جسّار يداعبه ويُلاطفه بحُب الأطفال الذي جُبل عليه...
تحدث قصي في هذه الاثناء: والله ما عرفتك وأنت تحب الأطفال.....

عزام وهو يأكل من البرتقال: والله حتى أنا انصدمت....

جسّار طبّق بطرف شفتيه على طرف خد عبد لله دون عضّه ثم بعد ذلك ابتعد عنه وقبّل يده وهو يقول: والله احسن شي في هالدنيا ذي كلها .....الاطفال وبراءتهم......ياخي فيهم صفاء ونقاء ......يجبرك على محبتهم...

قصي شعر بالغصة هُنا، هل ستكون النتائج مؤلمة؟
هل سيصعب على مُهره الانجاب؟
اخذ نفس عميق ومسح على شعره بهدوء

عزام : خلاص يا خوي تزوّج....

جسّار بروعة: اعوووووذ بالله....لا وين...تو الناس.....

قصي بسخرية ضحك: هههههه وش تو الناس عمرك صك سبعة وعشرين .......تبي تزوّج وانت في الأربعين؟

عزام ضحك : هههههههههههههه لا وهو في الستين نزفه وهو على عربيته

ضحك هنا سيف وخرج من إطار الصمت

قصي نظر إليه ثم ابتسم لهم: شكله كذا...
جسّار احتضن عبد لله واخذ يحدثه: عمانّك خبول....وابوك نفسية....يلا منو قدّك عندك عم واحد بس عاقل ورزين....وسيم بعد....

سيف بتكشيرة: يا شين الثقة الزايدة...
عزام رفع حاجبه الأيمن: عندك شك في ذلك؟

سيف بضحكة خفيفة: ههههههه أي دافع عنه عشان وجهك نسخة منه.....ما تقدر تطقطق عليه ما فيه مجال....

قصي التقط عنقود العنب من على الصحن وبدأ بأكل حبه واحده منه:...مسكين وين ما يروح يشوف نفس وجهه بدون مرايا....

جسّار نهض وجلس بالقرب من عزام واحتضنه بيده اليمنى وباليد اليسرى ماسك بعبد لله وبنبرة انثوية: يلا منّاك لا تضغطون اخوي....

ضحك هنا قصي وكاد يموت مختنقًا بعد أن غّص في اكل العنب اخذ يكح: هههههههههههههههه كح كح الله يقلعكم...
سيف نهض وضرب بخفة على ظهره وهو يضحك: ههههههههههههههههههههه لا تتكلم يا غبي خذ نفس عميق وناظر على فوق....
عزام : هذا حوبتي يا كـ......
جسّار : هههههههههههههههههههههههه لا تموت تكفى.....بعدين ما يصير عندنا احد نطقطق عليه...

قصي هدأت أنفاسه: عليه صوت بنت مادري من وين تجيبه الله ياخذك...

جسّار بتفاخر : احم احم هذا من اغرب مواهبي....
سيف نهض هنا : عن اذنكم....
جسّار نهض: أقول تعال خذ ولدك.....قلنا نحب أطفال بس مو لدرجة اخليه عندي خمس اربع ساعات....
سيف التفت عليه : عطه امي....
قصي دون ان ينظر لهم: امي راحت بيت عمي....
سيف لم يبدي أي اهتمام ثم خرج من المنزل
جسّار : شفيه بعد
قصي تنهد: الله يعينه....
عزام نظر لقصي وغمز له: وعينا جميع....بس قولي وش فيك مانت على بعضك؟
قصي حك جبينه: ما فيني شي...
جسّار : يعني من الآخر يا عزام ما راح يقولك شي....
عزام نهض: بالطقاق......بروح اطلع اشم هواء...
جسّار : الحين متى بندر جاب عبد لله....؟
قصي بتذكر: بعد ما طلعت امي....
جسّار بهدوء: الله....والله مر وقت طويل....الحين وش اسوي فيه لو بكى ولا جاع......لا حول.....
قصي نهض وهو يضحك: ههههههه الله يعينك...
جسّار: وين بتروح بعد انت....
قصي بتصريح : بروح لزوجتي ......ابي اطمن عليها.....

جسّار بضياع: طيب وش اسوي مع عبد لله...
قصي وهو يلوّح له بيده: اتصل على ابوه...يلا باي....
وطلع
جسّار نظر لأبن أخيه: شفت كلهم ما يحبونك بس انا اللي احبك..
ضحك عبد لله وكانه فهم ما قاله فنهض جسّار وهو يقبّله بشدّة على خده: فديتتتتتتتتتتتت قلبك يا قلب عمك انت
ثم اردف بحنية: الله يصلح ابوك وامك بس ...
.................................................. .................

.



تلّقى اتصالًا من أخيه رد عليه بهدوء: هلا وغلا بو خالد....

بو خالد كان في مكتبه المنزلي: هلا فيك يا بو ناصر...ها طمني على صحتك ان شاء الله احسن؟

بو ناصر بهدوء: الحمد لله احسن بواجد....
بو خالد همس: الحمد لله
ثم قال: يوسف...وش فيك يا خوي؟ علامك.....هالليام....لا عدت تجي تزورني.....ولا عدت على بعضك.....

بو ناصر: خلها على ربك...وانا خوك.....وتطمن علي انا بخير وفي افضل حال....

بو خالد لم يحب أن يناقش أخيه اكثر ولا يريد أن يضغط عليه : الله يدومه عليك من حال....
ثم تنحنح وهو يقول: اجل اسمعني.....ما تصلت عليك وانا خالي...يا يوسف.....

بو ناصر عقد حاجبيه: خير يا غازي.....علامك صاير شي؟

بو خالد ابتسم: لا تخاف.....ما فيه إلا الخير.....
ثم بنبرة جادة: يوسف...دام تحاليل شيخة ما هي متوافقة .....وانفضّت سيرة هالخطبة.....لازم اقولك......
بو ناصر بهدوء: أي .....قول....
بو خالد بهدوء: بندر.....لم عرف بخطبتها بسلطان جن علي....وواجهني وقال يبه انا ابي بنت عمي....بس انا صديته عن هالموضوع وقسيت عليه...بعد.....بس الحين...

قاطعه بو ناصر بهدوء: ياخوي...مابي اشوّش راس البنت...مابي اكلمها بهالموضوع ابد....بتركها تدرس ...و

قاطعه : اسمعني قبل.....لا تكلمها ولا شي....اترك الامر بيني وبينك......دام بندر نفسه فيها ورغبان بالزواج منها......انا ابي اخطبها منك....لا تقول لها شي الحين ابد.....اترك الامر بيني وبينك إلين يجي الوقت المناسب...بس اسمعني لو تقدم لها أي احد ثاني ....في ذمتك تقول لها عن خطبة بندر لها.....ما ابي انا اعشّم الولد وهم ما ابي اكسره...ودامك خايف على مشاعرها الحين لا تكلمها ابد .....بس مثل ما قلت لك ولد عمها يبيها والقريب أولى من الغريب.....
فهم إشارة أخيه تحدث مبتسمًا: فهمتك وانا اخوك....وبندر والنعم فيه تربيتك وتربية المرحومة ما راحت سُدى ...رجال وكفو....بس مثل ما قلت...نترك هالموضوع بينا إلى ان يجي اليوم المناسب....
بو خالد ارتاح جزئيًا: الله يكتب لهم اللي فيه الخير......والحين ما أطول عليك مع السلامة......وان شاء الله خلال هاليومين بزورك.....واشوف وش همك...
بو ناصر : الله يسلمك وحياك الله في أي وقت يا خوي....
اغلق الخط وتنهد بهدوء
ثم خرج من المنزل للقاء اقرب صديق له لمعرفة المستجد من الامر الذي ساهرت عيناه من أجله!

.................................................. ............
.
.
.
مضت ساعات طويلة وهي لا زالت في غرفتها ، بالواقع نامت ....بعد رحلة بكاؤها الطويل......اتت من جديد اطرقت الباب عليها ترجتها بفتح الباب ولكن لم تسمع صوت لها!
خشيت عليها من أنّ هناك سوء قد حلّ عليها ولكن هدئها اخيها خالد لِتكف عن التفكير بهذه الطريقة
واخذها لغرفته وكان بندر هناك......
فبعد سماعه لحديث اخوتيه فهم جزء بسيط من سبب رغبة اخته في الطلاق واخبر خالد.....
لذلك استدرجاها لهذه الغرفة للتحدث معها

خالد: اتركيها ...والله بتعاندك الحين....

الجازي ترقرقت عيناها: أخاف تنسى ما تأخذ ابرة السكر...
بندر بهدوء: هي احرص مني ومنك على صحتها....وبعدين تلقينها نامت....بعد المدرسة كعادتها....

الجازي تمتم: استغفر الله....
خالد نظر لأخيه ثم نظر لها: الجازي.....اصدقيني القول....وش قلتي لها....
الجازي بانفعال نظرت لبندر: يعني تبيني اصدق بندر ما قالك شي...
خالد أشار لها بتعجب: على هونك....ما قلت شي...
بندر بدون أي مقدمات نهض ووقف امامها وبصوت حاد: المفروض يا الجازي.....ما دخلين نوف بسالفتك مع سيف...مهما كان...نوف....تظهر لكم عكس ما تبطن....حساسة ومالها بالحمول الثقيلة...واذا مانتي حاسة انتي قسيتي عليها...ولا بعد رميتي عليها كلام.....ما يدل إلى على شكك فيها.....

الجازي نهضت وهي تشير له بغضب وصوت مرتفع: أي الحين خذها فرصة واجلس لومني....وانا ما حملتها شي.....
بندر بنفس النبرة: يكفي انها تعرف سبب خلافك معاه...وحافظة سرك........وشايلة همّك....وحتى ولدك .....في الفترة اللي صرتي تعبانه فيها صارت له مثل الام....تشربه حليبه....تغيّر له حفاضاته...تنيمه جنبها....والحين بس لأنه زوجك المصون كلمها قال ابي اشوفه ولدي شكيتي فيها...

الجازي احمر وجهها صارخة: اناااااااا ما شكييييييييييييييت...

نهض بينهما خالد بصوت حاد: خلااااااااااص يكفي....
ثم التفت على أخيه: بندر اطلع برا....

بندر بعصبية وصوت مرتفع: لا ما نيب ساكت......خلها تحس اشوي.....يكفي عااااااااااد دلع ومصاخه......صدق ما ندري وش سالفتك مع سيفففففف...بس هالشي ما يعني انه نفسيتك الزفت تمارسينها علينا....ونوف ترى صحتها جدًّا في تراجع انا اللي اوديها مراجعاتها وانا اللي اعرف عنها اكثر من اللي انتوا تعرفونه .....لا تشوفونها تضحك.....وتحاول تغير جوكم....تراها تعبانه وما تظهر لكم...ويمكن حتى الأزمات اللي مرت فيها لم توفت امي ترجع عليها من هالضغط.....
خالد بصرخة: خلااااااااااااااااااااااااص يا بندررررررر...خلااااص....

الجازي برجفة شفتيها وبدموع عينها: كل هذا شايلة في قلبك علي يا بندر....
بندر بحده: انا ابي افهم....هالحقير وش سوى فيك...وخلاك ما تحسبين احساب لأحد.......شنو سوى لك...تكلمي......

الجازي سكتت ونظرت له بعجز، وعيناها محمرتين...
خالد : بنددددددددددددر يا تسكت يا تطلع برا.....
سكت بندر وكتف يديه...
ثم قال خالد: الجازي......اعتقد انك الحين تعديتي مرحلة الغضب....والصدمة.....قولي لنا وش سوى سيف....خلينا نجيب لك حقك...عشان ترتاحين وتتخلصين من هالضغط المكبوت.....تكلمي....
الجازي .....يلومونها....ويحملونها....الكثير....
عجزت عن التحدّث ....
بندر التفت هنا وبصوت هادئ : خانك؟

الجازي اغمضت عيناها وهلّت دموعها على خديها....حركت رأسها تنفي هذا الامر
فقال خالد: اجل وش سوى؟
بندر بقل صبر: سكتي....سكتي وانفجري بوجه المسكينة اختك....اففففففففففففف
ثم خرج من الغرفة
وبكت هي هنا واحتضنها خالد وهو يصرخ: كلامك مثل وجهك ما تعرف تتكلم بأسلوب يا زففففففففففففففت....

الجازي غرقت في نوبة بكاء عميقة، حديث بندر اوجعها ولومه ضيّق عليها أنفاسها
طبطب على ظهرها خالد
: الجازي اهدي....تعرفين بندروه .....ما يثمن كلامه لصار معصب.....
الجازي ابتعدت عنه مسحت دموعها بيديها واردفت ببحة بكاء: كلامه صح.....انا هالليام مامسك نفسي لعصبت ....وجرحت نوف...
خالد امسكها من اكتافها وبرجاء: الجازي.....لمتى وانتي تخبين علينا؟.....ترا بندر والله جن عشانك ساكتة عن سيف....خايف عليك.....قولي لنا....احنا اخوانك.....

الجازي بللت شفتيها وبصعوبة: احتاج وقت......وقت اقدر اعدّل فيه وضعي وكل شي بصير تمام .....بدون ما قول لكم.....وبدون ما اشرح.....عن اذنك...
ثم خرجت من الغرفة ، وعضّ خالد على شفتيه بغضب من سكوتها ومن فعل أخيه....
بينما هي واجهت في وجهها سينا عندما خرجت تقول: ماما بابا سيف تهت (تحت)....يبغا انتي....

الجازي هزت رأسها : اوك...روحي...
ثم مشت بخطى سريعة وهي تكرر بهمس: الوضع مطوّل ....مطوّل....
نزلت من على عتبات الدرج وهي تركض.....وبقايا الدموع ما زالت عالقة على وجنتيها وفي محجر عينيها ....مسحتهم بنرفزة من الوضع الذي لم يستقر ابدًا.....ثم خرجت للمجلس ....فتحت الباب....
اغلقته
ورأتهُ جالسًا في زاوية الكنب ينتظر مجيئها بهز رجليه ...دون وجود لابنها....

تحدثت بغضب: ايش اللي جابك هنا؟....وعبد لله بندر جابه لك.....وش تبي؟....ليش جيت...

سيف نهض ونظر لحالها وبعثرته تقدم لناحيتها وتحدث
بهدوء: انتي اللي اجبرتيني اجي لك.....
نظرت له مستفهمة؟
وبسخرية اردفت: أناااااا؟
سيف نظر لعينيها المحمرتين: واضح.......ما زلتي على رايك.....وما زلتي على جنانك...
الجازي اشارت له بانفعال: ولا راح اتنازل عن قراري.....وقلتها لك بطلقني غصبن عنك....

سيف اقترب خطوة للأمام وبتحدي: وانا قلت لك نشوف شلون غصبن عني؟
الجازي ابتعدت خطوة عنه: شتبي مني ؟.......أنت ما عندك كرامة؟......ما تحس؟....جماد....
وبصرخة: قلت انا ماااااااااااااااااا ابيييييييييييييك.......ما ااااحبككككك......اكرهككككك......وش تبي من وحدددددددددة تتمنى فرقاااااااااك...

سيف امسكها من معصم يدها وبغضب اجلسها على الكنب : اشششششششش صوتك لا يعلى....
ثم قال: جيت احط النقاط على الاحرف.......
الجازي وقفت من جديد وبنفس النبرة: بطلّق يعني؟

سيف بحده: لااااااااااا......ابيك تلمين اغراضك....وتجين معي؟

الجازي لم تتحمل وقاحته وجرأته في هذا الطلب.....لذا ضحكت بخيبة ألم وقهر إلى ان دمعت عيناها......يريد منها العودة بهذه السهولة؟
: ههههههههههههههههههههههههه جنيت سيف؟

سيف لم يتحمل ...الامر اصبح فوق طاقته.....امهلها ولكن هي من جنّت على نفسها بتحديها واتصالها عليه لتتهمه بما ليس فيه......
: اظن الفترة اللي جلستي فيها هنا كافية.......وانتهت بالنسبة لي.......فماله داعي جلوسك هنا......

الجازي بصرخة ضربته على صدره: مو انت اللي تقرر......قلللللللللللللللت لك انا ابي الطلاق.....ما تفهم......وأنت تقول ارجعي ......مجنون؟....ما تفهم؟!......ما راح اروح معاك لأي مكان....وبجلس ببيت ابوي......وطلاق بطلقني....

سيف بانفعال: مااااااااااا رااااااااح اطلقك.......وعطيتك فرصة تبعدين فيها عني....فترة......وتحكمين فيها عقلك.....بس خلاص انتهت هالمدة.....ما فيني اتحمل اكثر.....

الجازي : وانااااااااااا ما فيني اتحمل أعيش معاك طول عمري.......سيف انت موتني ......هلكتني....وجاي الحين تكمل الناقص علي......الله عليك......يا سيف.....يا قساوة قلبك.....ويا شين فعايلك.......طلقني بلا مشاكل وهم وقرف....يكفي اللي صار اليوم....

سيف شد على شعر شعره منفعلا ثم مسح عليه: وعشاننن اللي صاااااار اليوم جيت باخذك....صايرة بس تثيرين المشاكل...عشان تنهين الامر ...بس ما راح اعطيك فرصة ابد....

الجازي....نظرت إليه بحده....وبغضب.....إذًا ما فعلتهُ اليوم ستدفع ثمنه كُرهًا!

هل حقًا هي بالغت حتى بها الآن تتعاقب بشكل غير سوِ
أم أنّ سيف بدأ بالتحجج عليها واخذ الموقف من صالحه
لن تبقى هُنا .....إن بقيت واقفة هكذا أمامه ....ستجرم بحقها! لا محاله....لذا ستنسحب من سُخف الحديث هذا...
مشت وعبرت من جانبه للخروج ولكن امسك بمعصم يدها بقوة واغمضت عينيها لكي لا ترى وجهه بعدما سحبها للأمام

تحدث: اكرهيني بقدر ما تبين.....أنا ما راح اسمح لك تطلعين من حياتي .....ما حبيتك عشان اتركك ...وتذبحيني بغيابك يا الجازي....

أي حُب هذا؟ لم ترى حُبه إلا في فترة الخِناق الصارم وبعد قرارها بالطلاق...لذا حُبه هذا لن ينفعها بأي شيء لأنها في الواقع لم تحبه بل اعتادت على وجوده والآن أصبحت تمقت وجوده ايضًا
لا وجود لسيف في حياتها بعد الآن
فتحت عيناها ونفضت يدها منه اقتربت اكثر وبحلقت في عينيه بثبات
اشارت إلى قلبها وهي تنفي الأمر: قلبي ما يبيك....مشكلتك انت اذا قلبك يبيني......ما احبك.....وتصدق عاد.....صرت اكرهك على قدر محبتك لي!....هذا إذا انت صادق وفعلا تحبني....بعد....
اقتربت اكثر بجرأة وبتحدي صدمه
و لم يعد هناك بينهما إلا سنتميترات قليلة وجدًا

أكملت : ما علمتني كيف احبك.....كل اللي علمتني إيّاه إني احذر من قربك لي......احذر من إني اعطي قلبي فرصة بالاعتراف.......فهّمتني الدرس صح......اللي كان بينا.....مجرد تأدية واجب....وانتقام .......
وضربته بقهر على صدره: وعاقبتني أشد العقاب......لم جبت عبد لله.......اكرر عليك هالكلام لعلى وعسى تفهمه......وتفهم قد ايش اوجعتني والحين تبيني ارجع لك ....بسهولة.....


سيف ...لم ترمش عيناه ...اخذ ينظر لتفاصيل وجهها المصبوغ بالحمرة اثر الغضب والعصبية ......نظر إلى ذلك العرق البارز القريب من حاجبها الايسر .... والذي يظهر في حالات الغضب والانفعال الشديد فقط.....اضطرب قلبه من هذا القُرب....شدّ على قبضة يده ليمنع نفسه عن رغبته وتهوره في الاقتراب منها اكثر ليروي عطش حبه بقبلة الاشتياق....وبقبلة الاعتذار!
بلل شفتيه ...وابتعد عنها وشتت ناظريه عنها لكي لا يُثير اعصابها اكثر بفعل طائش منه!

ثم نظر لها وتحدث: عبد لله مو عقوبة....متى تفهمين؟

الجازي اهتز صوتها : عقاب.....لأنك وقتها ما تشوفني.....ما تشـ....

احرقتهُ بهذا التصريح وهذه الجُرأة ، لم يتخيّلها بالطريقة التي تفكر هي بها...ولم يتخيلها كغزل ابدًا......ولكن تصرفاتها وتصريحه لم يشفعا له ابدًا.....

حقًا الآن لم يعد قادر على تحمل إهانتها وحديثها انقضّ عليها سريعًا واضعًا كف يده على فمها لبتر هذه الكلمة....
والصق ظهرها على الجدار حدّق في عينيها وهو يقول
منفعلًا: عمري ما تخيّلتها مكانك......تمنيتها لي بالحلال والله ما كتب
هنا حاولت التفلّت ولكن شد بيده على كتفها ليثبتها ويكمل
: اللي جالس يصير عقاب لي........وفيت لها بمشاعر باهتة بس لأني خايف الله يعاقبني عطيتها وعد وما وفيت به......عشان أمي.....وعشاني انا كنت جبان.......ما قدرت أواجه الكل....واقول ابيها.....وبسبتي ساءت حالتها .....وطاحت في المستشفى وزاد تأنيب ضميري...

يكفيها تصريحًا بحبه لها تريد التنفس والهروب من يديه ولكن كلما حاولت الهروب شدّ عليها بيديه اكثر

فاكمل بقساوة وهو يشد عليها وما زال واضع يده على فمها لكي يمنعها عن مقاطعته: كنت خايف اتعاقب.....وكنت خايف تظن فيني ظن سوء.....وكنت ما زلت وقتها أحس اني احبها......ما قدرت اوضّح لها سبب عدم خطبتي لها.....وأمي عشان تنهي كل هذا ...دخلتك في النص.....وصار اللي ما توقعته...

اغمضت عينيها وبكت......انهارت ما بين يديه
اعترافه بكل هذا يقهرها ويزيد من آلامها

اكمل: حبيتك......حسيت انك انتي الحب الحقيقي....وغزل مجرد حُب طفولة وانتهى بزواجي منك بس ضميري .......يصرخ اني ابقى وفي لها.....لأني سببت لها آلام ما قدرت تبوح فيها لأي أحد.......صرت اعاملك بقسوة عشان اكرهك......وعجزت يا الجازي......حتى لم اعترفت لك إني كنت اتوجع بليلة ملكتها.....ضميري هو اللي يوجعني.....وقلبي خايف من ظلمي لها.....وكنت او هم نفسي ما زلت احبها عشان ابقى لها وفي......بس لم قلت لك في ذيك اللحظة.....واعترفت ... ما عادت احس بشي مثل الحب في اتجاهها كل اللي كان في قلبي خوف من إني اخسرك ومن
إني اتعاقب ......ومن بعدها اقسمت انك ملكتي قلبي....وادري اني متهور ..ومنفعل بمشاعري بشكل تخليك تفهميني غلط....بس....كل اللي اعرفه الحين

وازاح يده عن فمها : اني احبك...وغزل مجرد ماضي......وحُب طفولي عفوي....انزاح من على قلبي بمجرد ما ارتبطت فيك......صعب اقنعك بمشاعري.....بس تكفين يا الجازي ...لا تقسين علي....يكفي ضميري يوجعني بكل ليلة...يكفي...

بكت والقت برأسها على صدره لتسند جبينها عليه ، قهرها اكثر كان يحبها بمجرد ما تفكر أن سبب مشاكلهم الآن امرأة أخرى تشعر بالغليان وعدم القدرة على الصفح
حقًا هي لا تحبه ولا تريد أن تجبر نفسها عليه
تريد أن تعيش بعيدًا عنه ، تريد حبًا حقيقيًا عفوي بإرادتها دون إجبار قلبها على حُب هي لا ترغبه
احتضنها ما بين يديه
وهي شدّت عليه اكثر وبكت، اوجعها.....ويحاول ان يداوي جراحاتها بقرب لعين ...واعترافات لا تزيد الامر إلا سوءًا.....ماذا تفعل للتخلّص من هذه الاوجاع؟
الطلاق هو من سيخلصها منه...
دفنت وجهها في كتفه......مجبرة على ان تستخدم كيدها وهي في هذا الحال....مجبرة على ان تُذيقه من الكأس نفسه .....ستؤلمه....وستهينه .....لربما يُدرك أنّ وجعها ليس بهذه البساطة .....وليست بساذجة للخضوع له بعد كل هذه الاعترافات القاهرة لها....
رفعت رأسها من على كتفه شدّت بيديها على رقبته وابتعدت قليلًا عنه.....نظرت لعينيه بعينيه دامعتين
ما إن رأى وجهها المحمر وعيناها الغارقتين بالدموع حتى شدّ على جسدها بلطف وكأنه يُجمع بحركته بعثرتها الجديدة بعد حديثه
: آسف.....الجازي...أنا ...والـ...

لم تجعل له مجالًا للإكمال اغمضت عينيها ، وبدأت بالانتقام .....ستؤلمه .....وستوجع قلبه ...شدّت بيديها على رقبته......والتهمتهُ بانتقام صغير وبسيط......تصرفها هذا لا يوجد عنوان مناسب له سوى الانتقام ...ثم الرحيل......ستفعل كما يفعل بها ....يقربها منه ويبعدها عنه لتتبعثر....وتتهاوى وجعًا وشكوكًا على الأرض!......ستجازيه من جنس العمل نفسه......ستحاول أن يفهم .....شعورها ....فحديثها معه لا فائدة منه ....ولكن ربما بالفعل سيفهم......ستوصل له الرسالة لعله يدركها....

ابتعدت ولم تعطيه مجالًا باغتته باحتضان حتى انه ظنّ أنها سامحته بهذا الفعل شدّ عليها واخذ ينغمس في مشاعره ولكن قربّت شفتيها لأذنه اليسرى وهي تهمس
بحده وبصوت مبحوح: انا مو آسفة على اللي سويته.....
ثم قبّلتهُ على خده بلطف وازاحت يديه عنها وهي تردف
بعينيه غاضبتين: انتظر ورقة طلاقي يا سيف.....عجّل ابها.....ما عدت اطيق قُربك أبد!

ثم نفضت يديه من عليها وخرجت من المجلس!

شعر ببرودة تضربه من اسفل قدميه حتى تصل إلى اقصى رأسه .....اصبح كالتمثال الواقف بلا حِراك.....عجز من أن يتحرك ليعاقبها قبل ان تخرج .....ظنّ أنّ حركتها بداية المسامحة وبداية الرضا ...لم يُدرك انها بداية الاذلال والمهانة.......لالا....هي تُريد ان يجعله يُدرك شيء....

غصّ في شتيمته لها.......وشدّ على قبضة يده......جعلته يندفع بشوقه لها....بأن يستسلم لرغبتها.....من أجل....من اجل ان تجعله يتجمّد بشعور (الإهانة)

هكذا كانت تشعر؟

ضرب بيده بقوة على الحائط وأخذ يشتم نفسه ويشتمها...وصلت الرسالة ......ووصل شعور عدم رغبتها به....اشعلت بداخله غضب عميق .....
خرج من المجلس....ثم خرج من المنزل بأكمله....ركب سيارته..... سحب هاتفه

واتصل عليها....

وصلت لغرفتها أقفلت عليها الباب ووضعت يديها على قلبها الغير منتظم.....ما فعلته حتمًا سيصيبه بالقهر.....حتمًا سيشعل غضبه ابتسمت بنصر وسط دموعها ....
سمعت رنين هاتفها......سحبته ونظرت للاسم
وضحكت كالمجنونة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ثم همست: احترق يا سيف...احترق....

ثم أعاد الاتصال من جديد

ولم تجيبه ...
شتمها وبدأ بالقيادة وما زال يتصل عليها
اجابته بعد الاتصال الخامس
وهو يتنفس بشكل متسارع ويصرخ: قد هالحركة يا الجازي؟

الجازي تشعر بالراحة وجدًا لم تجيب عليه حتى اكمل: صدقيني.....راح تندمين عليها...

الجازي بتصريح مريح لقلبها: والله ما راح اندم......وراح انتظر ورقة طلاقي...واعتبر اللي صار مجرّد.... وداع ابدي لا اقل ولا اكثر....
سيف بصرخة: سمعينننننننني زين...عبد لله انسيه.....
الجازي رمت نفسها على السرير وما زالت مبتسمة: غالي والطلب رخيص.....ما طلبت شي....يا سيف....

سيف بوعيد: وانسيييييييييييييي سالفة الطلاق......

الجازي بتحدي: ما ردّك وإلا تطلقني........وحاليا.....يكفيني بعدك حتى لو ما تطلقت .....فلا تحاول تجي.....

سيف بيأس منها اغلق الخط في وجهها وصرخ : غبييييييييييييييي غبييييييييييييييييي....
وضرب على المقود متوجهًا للمنزل!
.................................................. ...............
.
.
.
في إحدى مقاهي الرياض جلسا لِـ يتسامرا على الموضوع نفسه ....كان قلبه ينبض اشتياقًا وخوفًا مما سيسمعه
تحدث بلهفة: ها طمني يا خوي
بو سلطان نظر إلى لهفته ووجهه المخطوف: اجلس وعيّن من الله خير وبعدها ..
قاطعه : لا قول لي قبل....
تنهد بضيق: أرسلت عبد الكريم ذاك الأسبوع...وخليته يتحرّى عن الموضوع....
بو ناصر اضطرب اكثر: أأأأأأأأي....
بو سلطان شبّك أصابع يديه ببعضهما البعض: اللي عرفه انهم خارج لبنان......وما قدر يتوصل عن أي معلومة ثانية .....
بو ناصر بخيبة أمل: طيب ما سأل أهلهم؟ بو ديانا...او حتى أبو امير....
بو سلطان بجدية: حذرته ما يقرّب منهم عشان لاحد يشك....فيك....يا بو ناصر...
بو ناصر اسند ظهره على الكرسي وشتت ناظريه عنه
حتى اكمل: يوسف.......
بو ناصر بصوت كسير وحزين: ضيّعتها....ضيّعتها بسبب طيش قرار...وطيش أفعال.....
بو ناصر طبطب على يده: عبد الكريم.....راح يظل بلبنان لأسبوع الجاي....تامل خير....ان شاء الله يقدر يمسك طرف خيط بسيط يدلنا عليها....
بو ناصر هز رأسه: ان شاء الله....
بو سلطان: انا فكرت بفكرة ثانية ...
بو ناصر باهتمام: وش هي؟

بو سلطان: ولدي سلطان بامريكا.....وباقي أسبوعين وينزل للسعودية.....راح اخليه يتحرّ عنها .....و...
قاطعه برفض تام: لالا.....لا تدخل العيال يا إبراهيم ولا تشغل الولد عن دراسته اترك الامر بيني وبينك وبين عبد الكريم وبس.....
.
.
بو سلطان : تامر امر....اهم شي هد اعصابك يا يوسف....

بو ناصر بضيق: أتمنى القاها قبل لا اموت.....قبل لا...
قاطعه بانفعال: وش هالحكي يا يوسف.....استغفر بك...قول لا إله إلا الله......ما خبرتك ضعيف...وسوداوي لهدرجة.....

بو ناصر ابتسم بسخرية: حتى انا ضنيت راح أكون صلب وقاسي....مثل شخصيتي يوم تركتها....بس شي غريب ....يلعب باعصابي وقلبي.....مخليني عاجز من غني ارتاح.....والاحلام والكوابيس....فجأة صارت تهل علي هل.....
بو سلطان بهدوء: عشانك صرت تفكر فيها كثير.....يا يوسف....ابعد نفسك عن القلق ....اذكر ربك.......وانت مانت ظالم.....هم الظالمين لم ابعدوها عنك.......يا يوسف...
بو ناصر تنهد: ظالم عشاني ما تاكدت.....ظالم عشاني......تخليت عنها بسهولة......ونسيت اني انا اللي ربيتها بحضني.....
بو سلطان : الله ينتقم منهم........الله ينتقم منهم ويسلبهم راحتهم يارب....

بو ناصر سرح : آمين
.................................................. ...................
.
.
جلست من نومها العميق، ونظرت للسقف بصمت....بقيت هكذا حوالي خمس دقائق ثم نهضت ...قامت بربط شعرها وابعدته عن وجهها....ثم خرجت من الغرفة للذهاب إلى الخلاء....لم تلتفت لهم.....نظروا إليها ....ولكن لم يردفوا حرفًا واحدًا....خائفين من ردّت فعلها ....
أغلقت الباب
ارشحت وجهها، وقامت بتنظيف اسنانها......وبعد دقائق عدّة خرجت....

.
.


ثم تحولت انظارها إليهم
كان ماكس واليكسا جالسا بالقرب من بعضهما ومُراد جالسًا على الأريكة المنفردة وجولي مقابلة لها تمامًا....
قوّست حاجبيها، لم تهتم لشكلها كونها خارجة امامهم ببجامة النوم ذات اللون الكئيب الأسود....
حكّت حاجبيها.....بللت شفتيها تساءلت بينها وبين نفسها
لِم هم مجتمعون؟
اقتربت منهم.....كانت ستتحدث ولكن خرجت سندرا بعد أن استيقظت من نومها وهرعت راكضة إلى جولي
التي اخذت تُمسد على شعرها بعد أن وضعت رأسها على صدرها!
لم تهتم لوجودها......حدّقت في مُراد كما انّ مراد لم ينزل ناظريه عنها
تحدثت وهي تشير له

: ايش اللي جابك هنا؟
مراد لم ينم مُنذ البارحة .....خرج من منزله وحجز رحلته بالقطار على اقرب وقت واستغرقت رحلته بما يقارب الست ساعات يشعر أنه يموج في موج البحر ...يشعر انه غريق في متاهات الإرهاق والتعب....
كان سيتحدث ولكن قاطعه
ماكس وهو يشير لها: نور....بلـ
قاطعته بصوت مرتفع قليلًا وهي تشير له بسبابتها: اشششش.......ماكس....بليز لا تقاطعني....اذا تحسون كلامي معاه مو مناسب عشان ..هذي...

وأشارت لأبنتها: فخذوها أي مكان....
مُراد رد : هذي اسمها رتيل....
تحدثت جولي سريعًا: ساندرا...
قاطعت انظارهم برفع يدها : ما يهم رتيل .. ولا..سندرا....ما يهم...

نهضت هنا اليكسا حدّقت بهم جميعًا ثم اقتربت من نور
: نور...بدّي ياكي...تروحي تاكلي شي بالأوّل ثم نتافهم ....

نور ابتعدت عنها : ما ابي آكل شي....ابي افهم هذا وش يسوي هنا....وليش انتوا مجتمعين؟

لم تتحدث....وجميعهم سكتوا.....وحدّقوا ببعضهم وكأن كل واحدٍ منهم يرجو الآخر بالتقدم ليخبرها بالحقيقة

انقبض قلبها حقيقةً ازدردت ريقها، اشتمت رائحة الموت...وبذعر
اردفت بصوت شبه متزن: أمير مات؟
نهض ماكس سريعًا لتفكيرها واستنتاجها وبتوتر :لا....هو بخير....جئنا من أجل أمر آخر....
نور لتنهي الأمر: تكلم...ما عاد فيني أعصاب......شصاير بعد...
ماكس لم يستطع التحدث بينما مُراد شعر لو نهض وتحدث سينقلب الأمر لحرب عنيفة
وجولي كانت تراقبهم بحذر وتشد على سندرا المتوترة من المكان بأكمله....

اليكسا التفت على نور: جولي وسندرا ....راح يظلُّوا هون....
نور ابتسمت بسخرية : ايييييييييش؟

ماكس تحدث: مجبرين على ....هيدا الشي....
نور اغمضت عينها لتمتص غضبها: ما فيه شي اسمه اجبار....
اليكسا تحاول تتحدث بلطف: نور....هيدي فرصة مشان تتعرفي....على بنـ...
قاطعتها منفعلة: لااااااااااااااا..........خليهم يروحون الفندق...
ماكس تنهد: هنا اكتر مكان آمن ....إلهم...

نور ولّت بظهرها عنهم وهي تتحدث بصرامة: اذا ما طلعوا من هالشقة أنا اللي بطلع...
ماكس برجاء: نوررررررر بليييييييييييز......
مشت متوجهة للغرفة ولكن نهض مُراد بخطى متسارعة حتى اليكسا قالت: مُراد...لا....
ولكن توجّه إليها وامسك بيدها وماكس تحدث بصرامة: مُراددددددد ...
جولي شدّت على سندرا حملتها وتوجّهت بها لغرفة امير ....

مراد تحدث بحده: امس....هاجموا بنتج ...يريدون يذبحونها...
اليكسا بقلق حوّلت ناظريها لوجه نور.....لترى تعابيره
ولكن نور نفضت يديها من يده وببرود: ما يهمني....
همّت بالدخول ولكن سحبها من يديها وشدّ عليها
ماكس : مراااد اتركها...
مُراد نفذ صبره: بلييييييز ماكس...واليكسا....اريد اتفاهم معها.....لا حد يدّخل...
ثم سحبها وادخلها للغرفة ...الخاصة بها....واغلق الباب واغفله...

اليكسا بتوتر: مجنون.....راح يتسبب إلها ....بصدمة ...اتمنى ما يئول إلها شي.....بيزعلها
ماكس زفر بضيق: اففففففففففف.....

اليكسا طبطت على كتفه : هدي بالك....راح آخذ معي سندرا وجولي.....الاوضاع ما بدهاش تتحسن...واضح.....وفكرة اقناع نور كتير صعبة....فمن الأفضل نبعد البنت عنها.....
ماكس بهدوء: لا.....خذيهم حتى يغيروا....جو...بس تعالوا بعدها لهون...
اليكسا: اوك...
ثم دخلت غرفة امير لتخبر جولي للتجهز والخروج من هنا...وماكس جلس على الكنبة ينتظر بتوتر
.................................

ارتفع صوت نور وهي تشير له: اطلع برا.....اطلع برا....

مُراد يحاول أن يتحدث باتزان: نور.....رتيل بنتج.......وإن صّح التعبير بنتنا.......بالامس....عيال الحرام حالوا يقتلونها.......ويخوفونها.....
صرخت في وجهه: مالي شغل فيها.....

مُراد هزها من اكتافها: هالحجي تقولينه من ورا قلبج......بس يوم يصير بها شي....راح تجنين تتخبلين ....
نور أبعدت يديه عنها وأشارت له: الزم حدودك ولا تلمسني مرة ثانية....واذا خايف عليها هالكثر خذها وانقلعوا عني....

مُراد بحزم: راح تظل أهنانا (هنا)....هالمجان (المكان)....أأمن لها من غيره.....
نور لم تُبدي أي ردت فعل جلست على طرف السرير بعد أن ولّت له بظهرها....نظر إليها ....برودة اعصابها تثير جنونه....كان ينظر لها بشرر اقترب منها حتى اتى لأمامها

تحدث: لازم تتقبلين انج صرتي ام.....

نور رفعت رأسها له : ولازم انت تتقبّل أنك ما تدخل في حياتي....
ثم سكتت على هذه الكلمة ....اجل عليه ألا يتدخل فهو رجل غريب عنها ....اجل....فتحت عينها على الآخر بعد أن استوعبت....هي لم تعدل ارملة؟......هل ما زالت على ذمته؟...أيعقل ذلك......

نهضت بسرعة اقتربت منه وبتوجس: انت الحين.....اقصد....ما زلنا....متزوجين؟

قوّس شفتيه، هل جنّت حتى بها تمزج الأمور ببعضها البعض.....ولكن سكت هو الآخر واستوعب ما تُعنيه
فاردف بهدوء: طلقتك...

نور ابتسمت كالمجنونة ، ثم اشارت له بلا مبالاة وبكره وبكذب ايضًا: كذا اوك.....أنت ما تدري كم علاقة دخلت فيها من بعدك.....عشان لا تلومني...وتقولي خاينة.....شفت انت قلت طلقتني يعني حرّة.....

تكذب أم تهذي؟
هل هي ثملة؟ أتدرك ما تُعنيه...كان ينظر لها بحيرة
رمت نفسها على السرير واستلقت عليه وضعت الغطاء على
جسدها
جنّ حقيقةً ....كيف تحوّلت إلى كتلة كبيرة من البرود؟ هذه...كيف تحوّلت إلى جماد لا يمتلك أيّة مشاعر...في نظراتها شحوب مخيف...وحدّة لم يعهدها عليها قط
ووجه كئيب....وجسد نحيل....وإرادة قوية في لذع الآخرين...

سحب الغطاء من على جسدها وتحدث بانفعال: رتيل...بتجلس عندج.....وراح نهيّأ لها أنج أمها.....
نور جلست واسندت ظهرها على الوسادة اشارت له: نو نو.....انا ما ابيها....ليش بعد تقولون لها عندك أم؟

جلس طرف السرير حدّق في وجهها: نور انتي شاربة شي؟
نور بتلاعب : والله ما دري...
مُراد صرخ في وجهها: بنتج بحاجة لج......افتهمي هالشي.....لمتى وانتي بعيدة عنها؟

نور اقتربت من وجهه وبشحوب نبرتها اردفت: لين اموت.....انا ما اعرفها.....انا موّتها من ست سنين......دفنت معاها الألم.......الامومة.......وحتى اثر الجرح....
وأشارت على بطنها
: حاولت ادفنه...بس مصّر انه يبان ويرجع .....عشان يذكرني فيها......
وبجنون: بس ابشرك بعد الوشم ....وشيل الوشم ....بهت اكثر.....انتصرت عليه....وانتصرت على ماضيي معاك.....سندرا هذي مو بنتي......هذي بنت امير.....بنتي ماتت من ست سنين.....

تحدث منفعلًا وشدّ على اكتافها: جذبوا عليج وكتها.......وهسه اعترفوا إلج .......وانتي تقسمين بداخلج انها بنتج....بس ما تريدين تعترفين...

ما زالت على شحوب البرود: وما راح اعترف.....

مُراد: ليييييييييييييييش؟
نور تحّدق في عدسة عينيه : لأنها منك.....

انخرس ، سكن....وارخى من مسكت يده من على اكتافها شعر ان التي امامه ما هي إلا شبح نور....الاحداث التي مرّت عليها لم تقصّر ابدًا في سحب لونها .....لم تقصّر في أخذ حياتها كلها....
همس برجاء لتستوعب الامر: نور...
نور حكّت جبينها ثم نظرت إليه هزّت رأسها لتحثه على الحديث ليكمل: آني ندمان....
ضحكت بقوة هنا: ههههههههههههههههههههههههههه....
ثم اردفت: والمطلوب مني؟ يا سيد بهاء مادري مُراد
ثم استفهمت بغباء وبرود وشحوب مخيف : إلا ما قلت لي ليش ينادونك مراد؟....انت لك اسمين؟

مراد خجل مما فعله...وندم......قتلها.....لم يرحم صغر سنها.....تذكر كيف كانت قبل ست سنوات...احبته بعمق وصدق...حُب عفوي ...بريء من خبثه وخبث أخيه...مندفعة في مصداقية مشاعرها والآن.....لا شي مما هذا ينطبق عليها....الآن...لا الحب يعرفها.....ولا العُشق ينتمي لقواميسها.....اصبحت مسلوبة الحياة ....والضحكة....والابتسامة

هز برأسه دون أن ينطق بحرف واحد بـ(أي) لا يريد أن يزيد النار حطبًا ويخبرها عن حقيقة هذا الاسم
فتحدثت : عشان كذا سميت بنتك اسمين....طلعت مثلك ....
وبغصة: مثلي!

تحدث سريعًا: وهالشي يثبت لج انها بنتج.....صح..

تنهدت بضيق ثم نهضت من على السرير نظرت لمن خلف النافذة
همست ولكن سمعها: ماتت.....من ست سنين...ماتت....
اقترب منها خشي من ان يضع يده على كتفها وتثور وتنفعل
فهي تارة تنفعل وتارة تعود لركودها المخيف
تحدث: بنتج عايشة يا نور....بنتج محتاجة لحنانج...لحضنج.....اعداء امير.....يريدون يذبحون أي احد عزيز عليه...واعدائي...يريدون بس يتلاعبون بي عن طريق اللي احبهم.....ساعدينا يا نور......تقبلي وجودها معاج......

نور....انتكست هنا...سرحت في ظلمات الذكريات ....حدّقت للخارج دون ان ترمش
: وانا منو يتقبّل وجودي؟......يوسف ما تقبلني....
وبهلوسة جنونية مخيفة: وبهاء الدين ما تقبلني....ديانا ما تقبلتني...وامير ما تقبلني.....
التفتت عليه وعينها محمرتين ......احمرتا فجأة وبسرعة
: منو يتقبلني؟
ثم تذكرت لتردف بشكل سريع: حتى توم....ما تقبلني.....ليش اتقبلها ......مو مجبورة......هي غلطة.....مو مجبورة على اني اتحملها لأنها غلطة ديانا ويوسف.....مو غلطتي انا.....مو غلطتي.....

واخذت تهز رأسها تؤكد ذلك
مراد بلل شفتيه.....وترقرقت عينيه......ودّ لو احتضنها ليخفف عنها تلك الحمول ولكن لم تعطيه أي مجال
ابتعدت وأشارت له وهي تعود للاستلقاء
: الأفضل تكون بعيدة عني عشان تعيش...
اغمضت عينيها....
ولكن اتى بالقرب منها ، اجبرها على الجلوس وهي تأففت وشدّت على عينيها أكثر
أصبحا جالسين على السرير ومقابلين بعضهما البعض
تحدث: نور كل واحد منا عنده ماضي.....وعنده ألم وهم على كَلبه(قلبه)....بس نحاول نلقى لنا مخرج يسعدنا علمود نعيش بشكل سو في هالحياة......ما تدرين يمكن دخول رتيل بهيج وكَت في حياتج ...ينطيج تغيرات .....تقبليها.....يا نور.....
نور نظرت لوجهه، الوجه الذي احبته وخانها بكره لها الآن جالسًا أمامها ويمطر عليها حكمًا ونصائح
تحدثت : دايم اللي يجروحني يصيرون قراب مني بوقت أتمنى اني ماشوفهم فيه......بهاء....ليش رجعت؟....ليش ما ظليت ميّت وبعيد....

مراد انكسر قلبه وبكذب: عشان بنتي رجعت.....

نور : الله يهنيك فيها.....

ثم همّت بالاستلقاء ولكن التقفها لتصبح بعدها ما بين يديه ينظر لعينها وهي تهمس: اتركني....

مُراد بغصة اردف بصعوبة: سامحيني!

بقيت على وضعيتها تلك ،تنظر لعينيه بعينيها المحمرتين ارتجفت شفتيها بضعف الذكريات ، وقسوة الماضي
قُربه هذا كان مصدر حنان بالسابق والآن مصدر نيران وذكريات تأبى النسيان، بعد كل هذه الدوّامة...بعد الضرب الشبه مبرح...بعد الكلمات العنيفة والقاسية...بعد الرفس والركل....وتشتيتها....الآن يطلب منها أن تصفح عنه؟!....أيعقل هذا ....ايعقل....
وضعت يديها على يديه وابعدتهما عن جسدها
وبحده: على ايش بالضبط اسامحك يا بهاء؟

ما زالت تصّر على تسميته بذلك الاسم الذي يشعره بالغباء وبالانانية ....همس: على كل شي.....

نور بصوت خالٍ من أي مشاعر: قلبي مو على خبرك...

فهم إشارتها تلك ، تعجز عن مسامحته.....تنهّد بضيق
: خلينا نلعب لعبة يا نور....
نور ضحكة بسخرية: ههههههه حياتي كلها لعبة....فليش العب لعبة وهمية وانا أعيش واقعيتها....

مراد بجدية: خلينا نكون أصحاب.....على علمود نخفف من هالحمول .....ونتعايش معاها....بطريقة غير اللي انتي عايشة فيها.....
نور : ارفض هالصحبة.......بهاء....وجودك حاليا.....مجبرة عليه...عشان تذبذب الأوضاع.......لا تحاول تكون قريب....الافضل تكون بعيد.....حتى عن بنتك....لا أنا ولا انت مؤهلين في حمل مسؤليتها....لأنه هي جات على أساس كذب وقدر........وحتى خيانة.....جات لأنها غلطة .....عن نفسي ببعد عنها عشان لا اضرها....حتى انت المفروض تبعد عنها عشان لا تضرها ولا تعلّقها في آمال انت مو قدها....

مُراد نهض وحدّق في عينها ، تدخل في طور وتخرج إلى طور آخر من اطوار الحديث المخيف.....تعابيرها جامدة.....وكلماتها متلّونة ومؤلمة.....ازدرد ريقه

وبحزم وبقساوة: بنكون قراب منها لأنها بحاجة إلنا.......يا نور......تقبلتي أشياء هواية....وآني متأكدة راح تتقبلينها
وتقدم لناحية الباب ليختم الحديث: وتتقبليني كصديق...
ثم خرج
وهي ابتسمت بشبح ذكرياتها : لسى ما عرفتوا نور.....أنا غير عن اللي تظنون ...غير....
ثم استلقت على ظهرها وحدّقت في السقف لتفكر بطريقة تجد بها جوازها سريعًا وفي وقت وجيز

.................................................. ................
.
.
عندما خرج نظر إليه ماكس مستفسرًا: وافقة؟

مُراد مسح على شعره وتقدم لناحيته: .....ما اظن.....بس الأفضل نجبرها على تقبّل بنتها....اضطراب الأوضاع تجبرني على هيج فعل....علمود نحمي الكل....

ماكس سكت وشتت نظراته عن مُراد الذي اتى وجلس بالقرب منه
تحدث مُراد بجدية: ماكس أنا حاس فيك.....شايل على اجتافك (اكتافك) حمل ثجيل (ثقيل).......أريد منّك بس تفتهم شي واحد.....اللي قاعد يصير....لا أنا ولا جورج حتى لنا دخل بيه......

ماكس نظر لعينيه وتحدث بعربية اعتاد عليها مُنذ الأحداث الأخيرة : اليوم انتشر خبر مقتل لويس...

مُراد هزّ رأسه بتفهم : أعرِفَت بهالخبر.......وآني فاهمك.....اللي صار لأمير اليوم .....واللي صار لبنتي مو تابع لهالجماعة......
كان سيتحدث مُراد ولكن خرجت جولي وهي مُمسكة بيد سندرا....واليكسا
تحدثت: حبيبي ماكس ....راح نرجع بعد هيك ساعة او ساعتين....
حرّك ماكس رأسه بالرضا
بينما مُراد حدّق في طفلته وتنهد بضيق تبعها بنظراته إلى ان خرجوا من الشقة

ماكس نظر لمُراد : بدي اعرف مين ؟

مُراد بحيرة: آني ماعرف بالضبط بس في طرف قاعد يلعب بينا كلنا.....واليوم حاول يقتل أمير ....بس ربي حفظه.....وقدروا الممرضات يشيلون المحلول من ايده قبل لا ينتشر بالدم بشكل مركّز.......وتقتله هالمادة السامة....

ماكس بتفكير: we should travel to another country
مراد: ما ينفع........حالة امير هواية صعبة......ومو مستقرّة.....ونور انت اخبر بحالتها....ورتيل تعيش بخوف من اللي صار.....
ماكس مستفهمًا : يعني.؟

مُراد تنهد: الأفضل نبقى في مجان واحد(مكان)......ونتماسك ....هالشي بفيدنا نتوصل للي يسوي هالخبال بينا......بس عليك تشدد الحراسة على المستشفى وهنانا....وآني راح اجيب حرّس يساعدون حرس أمير.......
ماكس ...نظر إلى مُراد ....سيُعطيه فرصةً لمحي الفكرة السيئة عنه.....فهو بحاجة إلى أحدٍ يشد به أزره....حرّك رأسه برضى....ودخل في عمق التفكير والتحليل عمّ حدث لهم؟
.................................................. ..............
.
.

سدد رميته بتخويف الأطراف المستهدفة والعالقة في ذهنه
ولكن شعر بفقدان الأمل من قتل أمير
فقد وصله الخبر بنجاته من بث السم
فهم أنّ هناك حراسة شديدة عليه، لذا سيكتفي بهذا القدر من المحاولات في قتله...ما يجري عليه الآن ارضاه....وتذبذب مُراد الواضح وخوفه اصبح مرئي له

ربما استنتجوا أنّ هناك طرف خفي يحاول أن يقتلع الامن من وجودهم
وهذا مُرضي ايضًا
اما الآن هو ينتظر ردت فعل جورج عندما ينصدم مما اوصله إليه
.
.

ابتسمت بخبث ثم نهض ذاهبًا إلى الخلاء!
.................................................
.
.
.
تشعر بالرضا، ستعطي حياتها فرصة لملامسة الفرح والسعادة
والحُب ايضًا.....بما انّ الجميع ازاحوا انفسهم واخذوها بعيدًا عنها ستتقبل ذلك
ولكن ستعطي الغير فرصة لإهدائها أجمل ألحان الحياة

حُبه إليها واضح...ومُنير....لن تنكر بالأمس كانت تفكر بطريقة أخرى والآن بطريقة لا تدّل إلا على تناقضها
ولكن لن تركل هذا الحُب

ولن تُصفح به إلى أن يحين موعده
نظرت لوجهها من خلال المرآه.....قامت بترتيب شعرها...
ثم سحبت حقيبتها وخرجت من الشقة....

واخذت تمشي على الرصيف متجهةً إلى الجامعة ....تشعر أنها ملكت حياة أخرى مليئة بالفراشات والورود ذات الرائحة الزكية
تشعر بتجدد طاقتها....واسترجاعها لحُب الحياة والذات ايضًا
زفرت زفير الراحة واكملت الطريقة على امل لُقياه في الجامعة!
.................................................. .................
.
.
.
وصل الطرد إليه ، كان في مكتبة يفكّر بحديث أخيه لم يُباشر عمله مباشرة
لأنه شعر بتذبذب أفكاره جلس على كرسيّه يفكر
من هو الحاقد في تلبيسه هذه التهم ؟
ولِم يحاول التخريب والتشويش بينه وبين أخيه؟
تنهّد
وسحب الطرد وفتحه كانت هناك صورة ورسالة
نظر للصورة وصُعِق نهض سريعًا من على الكرسي
تمتم باسمها برجفة شفتيه: دلال!

كانت صورة تلك المرأة الجميلة ذات الصفات الشكلية البارزة والملفتة للنظر ، ذات الملامح الحادة
والمتناسقة القوام....طويلة .....شعرها ذات اللون البندقي الواصل اسفل ظهرها مُضيفًا عليها جمالًا آخر....عينيها الجوزاء الواسعة ازدادت جمالًا بكثافة رمش عينيها.....كبُرت ...ولا زالت تمتلك جمالًا....لن ينكر قتلهُ في يوم من الأيام

ازدرد ريقهُ......كان بجوارها ...رجل....ممسكًا بيديها....ينظر لها بشوق ومن الواضح انهما سعيدان....
فهم هذا زوجها؟
هل استطاعت الزواج بغيره ؟ كيف؟

سحب بيده الورقة ....وكانت يديه ترتجفان بذعر

قرأ





(اعلم جيّدا أنكَ تعيش في صراع اخوي وصراع آخر مُنشّق عليك من أبواب الخوف

كُنت ولا زلت يا جورج عنيفًا بقراراتك وأنانيًا في حياتك
لا تحب احدًا سوى نفسك

أكتب لك بالعربية الفُصحى لكي لا اعطي لك مجالًا لتخمين من أكون؟
لأنك لن تستطع التعرّف علي ولن آتي إلى عقلك قط!
فالمظلومين من قِبلك كُثر ولن تستطع تذكرهم!
و

ما يجري حولك ما هو إلا عقوبة على فعلتك بالكثير بهم

بدايةً وها انا آمرك بأن تُخرج تلك المسكينة من السجن
داليا

تزوجت باخيك.....اضاع حقوقها بهذا الزواج ثم تركها مخلّفًا وراؤه
قلب يتوجّع بصمت

ثم أتت ضربتك الأخيرة على رأسها لتتهمها بما ليس فيها

اخرجها من السجن وإلا....ستصل هذه الصورة إلى ابنتك إيلاف

تلك المسكينة التي تظن مشاري المُغّفل والدها وحصة المخبولة أمها الحبيبة

اخرج داليا من السجن سريعًا وإلا سيموت قلب ابنتك قهرًا
سأرسل هذه الصورة المرفقة مع حقيقتها التي لا تعرفها
كونها
غير شرعية لأم احبّت نفسها ، خافت على نفسها من القتل والذبح مِن قبل أهلها لغسل العار واستمرّت في اكمال رحلة دراستها وكأنّ شيئًا لم يكن اخفت الحقائق على أهلها واختفت عنهم لفترة طويلة بحجّة الدراسة حتى بها

انجبتها و رمتها عليك لترميها على عاملك التي تفضله لتذهب وتُجري عملية لتعيدها كما كانت
في الواقع لم تكن عملية واحدة بل عمليات باتت بالفشل إلى ان نجحت
حتى بها تتزوّج بابن عمها......
حبكما كان طائشًا ومندفعًا
اجبرتك على ما لا تريده .....على الدراسة .....على العمل...على ان تطوّر نفسك ولكن صدمتها بفعلك الشنيع بها....حتى تحوّل هذا الحب إلى كره.....ورمت عليك تلك النتيجة التي فلقت قلبها الى شطرين....

رغم أنكّ مسلم ولكن ينطبق عليك قول
مسلم بِلا اسلام
لا تعرف الحلال من الحرام شيء......فعلت فعلتك الشنيعة ورحلت

ولكن دلال كانت مكافئة لخبثك وذكاؤك القت عليك حمل ثقيل
ورحلت لِتعيش بنعيم

والآن أنا الضمير الذي سيلعب دوره في استرجاع حقوق الناس منك
وليكن بعلمك ما يحدث الآن نتيجة لأفعالك
ودعني احذّرك لا تحاول التقرّب من دلال
فهي لا تعلم بما يحدث لا لك ولا لابنتها وانا حقيقةً لا اريد معاقبتها، فهي انخدعت وأصبحت ضحيّة لحُب شهواني ويميل للأفكار الحيوانية أكثر!
فلا داعي لمعاقبتها فهي ضحيّة من ضحاياك المساكين!

بل اريد أن اعاقبك انت
أخلي سبيل داليا
وسأبتعد عن التفكير بأرسال الحقائق لأبنتك
كما إنني

أتمنى ألا تتوقف تلك اللعنة التي حلّت عليك)

.
.
.
(خوفك)







رمى الورقة واخذ يسب ويشتم هذا المخبول الذي من الواضح انه يعلم بكل شيء يدور حوله
مسح على رأسه عدّت مرات تأفف، الآن فهم هُناك
طرف يُريد الانتقام منه كما اخبره أمير
ولكن سيبقى مجهول الهوية إن لم يبذل قصارة جُهده في معرفة شخصيته
صرخ على أحد الحرس وما إن دخل عليه تحدث: بدي يّاك تبحث عن المعلومات الشخصية للي رسل هذا الطرد
الحارس اومأ برأسه دلالةً على الموافقة لتنفيذ ما أمرهُ به
وبقي جورج في محله يتآكل من خوفه ، ويتآكل من تفكيره
اذا هو على علمٍ بما جرى بينه وبين دلال
هذا يُعني انه يعلم بالكثير عن حياته وطبيعة عمله
سحب هاتفه واتصل عليه
الذي اجابه بملل: نعمممممم
جورج بحيرة وخوف: أمير.....وصلتني رسالة تهديد.....ويمكن تكون من نفس الشخص ياللي بحاول قتل بنتك وقتل أمير...
مُراد سكت ثم ستحدث :شنو مضمونها؟
جورج بحيرة: لازم اتنازل عن قضية داليا مشان ما يوصّل حقيقتي وحقيقة دلال لإيلاف....

مُراد تنهّد بضيق: لا تبادر لا برد ولا بأي حركة تثير شكوك هالحاقد.....علمود لا نحقق مراده....لا تحاول تسوي حركة توصل له شقد أنك اخترعت او اهتميت بالرسالة .....وداليا طلعها من السجن مو علمود تهديده .....لا علمود انها مظلومة ....
ثم اغفل الخط في وجه أخيه الذي بدأ بشتم داليا وشتمه وشتم ذلك الحاقد
صرخ مرةً أخرى للحارس : لا تبحث عن شي....وروح جهّز لي سيارتي

الحارس : حاضر سيدي
ثم خرج


.
.
انتهى







 

رد مع اقتباس