عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2020, 05:23 PM   #27
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





البارت الواحد والعشرون
.
.
.


.
.
.
تتكرر شهقات الألم ، ويتبعه بعد ذلك زفير الخوف من لحظة تطبيق أيدي الموت على مجرى التنفّس للاستمرارية في العيش ....في تلك اللحظة لحظات الندّم تتلو على صاحبها ما فعله سابقًا....لتتركهُ يعج بضجيج محاولاته في النجاة ولكن بِلا جدوى!
.......
شعر للمرة الثانية أنّ الموت يتخطف بصره وسمعه ونفسه
هو ضعيف.......وخائف....والألم يزداد بألحانهِ المعذّبة للفؤاد
من شدّة حركته نزف جرحه......وفتح عيناه على الآخر وحدّق في وجهه من يحاول قتله......
حاول أن يُبعد يديه بيده الضعيفة
ما بين شهقة وأخرى تحدّث بشكلٍ متقطع
: إ...يـ...لـ....ا....ف...
.
.
وازدادت طبقته على عُنقه وتعرّق جبينه دموعهُ انسابت على خديه لا زال قلبه مقهور مما حدث.....
تحدث بكره: لا تطري اسمها على لسانك القذر......موت.....موت.......
.
.
زادت حركة طارق على الفِراش.....شعر بالتنمّل يعود لجسده كله.....اعاد بشكل متقطع
مخيف : إيـ.....لـا......ف....
شهق بشكل متتالٍ ادمعت عيناه وسقطت على جانب رأسه
اكمل عبارته المتقطعة: بـ....يـ...ق..تـ....لو....نـ....
صرخ الآخر : وآني بقتلك........باخذ حق اخويا منك....
ارتخت يدي طارق من شدها على يد مُراد
واستسلم للموت
اغرقّت عينيه بالدموع ...وما زال يكرر ببهوت اسم ايلاف...
تحدث مُراد بضياع وعينين دامعتين ومحمرتين: خليت اخويا عاجز......عقب اللي سويته بيه.....ما راح يمشي........بسببك انت......انت....
رفّ جفن طارق للأعلى.....ليعلن احتضاره امام عينين مُراد الغاضبتين
ارتخت يده من الشّد على عُنقه واخذ يهز طارق من اكتافه
وفي اللحظة نفسها طارق استعاد نفسه بشكل مخيف جعله يشهق ويكح ....ويبكي في الآن نفسه!
مُراد : تريد تذبح بنته بعد......تريد تذبحها.....
طارق يُريد التحدث يُريد شرح أمور كثيرة ولكن مُراد يعصف به بغضبه دون أن يترك لهُ مجالًا في الحديث
صرخ مراد: ما راح اجتلك......بس راح اخليك تذوق مرارة الموت.....ومرارة محاولاتك من إنك تعيش......اريد اشوفك تتعذب قدام عيني وآني اباوع فيك ببرود.......راح اخليك تعاني مثل ما خليته يعاني..........ما راح اسمح لك تعيش بهدوء....
ثم وضع له الاكسجين....وكاد يخرج ولكن طارق شد على يده
وهو يتحدث بصوت هامس من شدّت الألم: مُراد.....
مُراد نفض يده منه......وكان سيخرج ولكن تحدث
طارق وعينيه تدمعان : احمي ايلاف......إإدواااارد......إدوااارد....ببببيذبحها. ...
مُراد وقف مكانه ونظر إليه لم يفهم شي.......هو مصدوم مما سمعه من الطبيب .......انسالت دموعه على خديه وبلا وعي خرج من الغرفة....وبقي طارق
ينظر لسرابه وهو يكح وهو يبكي بدموع وبلا صوت
.
.
بينما مُراد بعد أن خرج من الغرفة .....نظر للممر بعينين باهتتين .......مسح على شعره عدّت مرات ...ازدرد ريقه ......وبدأ يفكر......ما حدث لأخيه عقوبة؟ أم نتيجة لانتقام طارق منه...لا يدري.....لن يراه في جبروته بعد الآن؟....سيبقى على كرسيه مدى الحياة.....سيبقى يتألم...لأنه اوجع قلوب كُثر أهمها قلب طارق الذي انتصر بانتقامه عليه!......سحب رجليه من الممر.....ونظر لظله.....الذي يتبعه بضميره!......ماذا سيتجرّع من وراء تلك الأشياء التي فعلها؟...ماذا......
في وسط معمعة جنون تفكيره رنّ هاتفه...اخرجه ثم أجاب
: مُراد......امير صحى...من الغيبوبة وبدو...نور!
رمش مرتين كالمجنون......ثم انسابت دموعه على خديه...
حالته هذه يذكر انه ذاق مرارتها بعد ان توفيّت عمته شعر وقتها بالضياع والشتات وتذبذب التفكير......لا يريد أن يخسر أخيه شيئًا يُكّرههُ في الحياة لا يريد ان يراه ضعيف.....فهو لم يعتاد على ضعفه ولن يتقبله!

بلل شفتيه تحدث بلا وعي: وانا ابيها بعد.....
ثم اغلق الهاتف دون ان يستمع لرد ماكس المصدوم منه
مشى بصعوبة إلى ان خرج من المستشفى، تنفّس بصعوبة .....اخذ الماضي في لحظته تلك يطرق رأسه ....تذكر مُعاناته ......تذكر جبروته....وظلمه....تذكر أمور كُثر مختلطة ببعضها البعض....إلى أن ركب سيارته ...واسند رأسه على المقوّد وبكى.....بكى بخوف....بكى بحسرة على ما حدث لعضيده......للجبل الأصم....للشخص الذي لا يُهزم...أحقًا اصبح عاجزًا سيلازمه الكرسي لبقيّت حياته!
أحقًّا!
.
.
ما يحدث لهما ....ليس لسوء تخطيطهما.....بل نتيجة له!
دون ان يدركا ذلك.......لم يتوقعا يومًا سيحدث ما يحدث لهما الآن.....بكى لا يدري هل ندمًا ام خوفًا مما قد سيحدث او ما حدث لأخيه!
ولكن كل ما يشعر به الآن
بالخوف!
بالبرد ينهش عظامه....وهو ذعر جدًّا من جميع الذكريات التي تطرق رأسه الآن.....ما يتذكره في لحظة غضبه وخوفه...ودموعه جنون.....
شهق وهو ينظر للشارع بعينين فارغتين ........ازدرد ريقه عدّت مرات.....خشي من أن يخسر جزءًا منه
همس ما بين جنبات عاصفته
سحب الهاتف واتصل على ماكس
تحدث بلا مقدمات: ماكس بنتي بخير ما فيها شي صح؟
سكت......صدم الرجل بسؤاله....وصمت بسرحان الماضي...والخوف من العقوبة الإلهية!
.
.
ماكس للتو دخل إلى الشقة سمع الرنين واجابه صُدم من حديثه
ولكن تحدث بضياع أفكاره: بخير...
مراد انسابت دموعه على خديه من جديد وبجنون الخوف تحدث: انطيني إيّاها اكلمها....
ماكس قوّس حاجبيه وبهدوء: ...هلأ بخليها تحاكيك...
ثم اقترب من الكنبة التي تمكث بها سندرا ، كانت جالسة مكتفت اليدين تنظر لشاشة التلفاز بينما جولي كانت في المطبخ
تقدم لناحيتها ابتسم لها: اوه...شو عم تتابعي...
كانت عاقدة لحاجبيها تتابع بصمت وبرفض من التحدث
ماكس عندما لم يراها تتحدث جلس بالقرب منها
ومد هاتفه إليها: خزي....في شخص بتحبيه راح يحاكيكي...
بشكل سريع اردفت وهي تنظر له بسعادة: نور؟
تعجب ماكس من ردت فعلها وكلمتها تلك ......لا يدري....كيف لها .....تتعلّق بنور بهذا الشكل الكبير كيف؟

سحبت الهاتف منه وبلهجة ثقيلة وصادمة لمسامع جولي التي أتت وهي تحمل بيدها صحن الطعام ولماكس الذي شعر بالشتات
: ماما!
سقط الصحن من يد جولي وارتعشت يدين ماكس
بينما مُراد سقطت دموعه على خديه!
: اخبارك رتيل؟
سندر قطبت حاجبيها: بابا مُراد....
جولي كاد قلبها يقف....بينما ماكس استشاط قيظًا....متى مراد اخبرها بكل هذا...متى؟
تحدث بعصبية: سندرا اعطيني الموبايل
سندرا نهضت وهي تتحدث بلهفة: بابا أمتى راح شوف ماما....
مُراد ضاع الحديث من فاهه، وندم من اخبارها بالحقيقة.....اخبرها انه اباها ونور والدتها في معمعة تلك الاحداث ظنّ أن نور تقبلتها جيّدًا اخبرها ولكن اجبرها على كتم السر لسبب......
اردفت: انت ئلت إلي ما ئول لحدا...حتى تشتري إلنا بيت ونطلع سوا مع بعض...شو صار..هلأ....فينها ماما....

جولي تقرقت عينيها كيف اطاعه قلبه ان يتلاعب بمشاعرها ويعقد العهود بينها ،
السؤال نفسه كيف تقبّلت هي الأمر؟
الجواب بسيط يا جولي
لأنها بحاجة لأم وأب وهي على علم أنّ جولي ليست والدتها وأمير ليس والدها ولكن لقبته بـ(بابا) كما هو طلب منها!
كان حريص على ان يعلمها انه ليس والدها لكي لا يتصعب الامر فيما بعد.....
ماكس لم يتحمل سحب من يدها الهاتف
وصرخ متحدثًا مع مُراد: انا الغلطان ياللي ...وثقت فيك.....كيف .....تئول.....إلها كل شي......مُراد أمتي ئلت إلها كل هاد......انت مجنون؟......الخطأ مني أنا.....اللي تركت إلك المجال حتى تبّث سمك....
مُراد بصوت مكسور: ماكس........لا صير علي قاسي......هي المفروض تعرف اني ابوها....ونور.....امها....وقلت لها عشان تقرّب من نور ......بس البنت ترددت وخافت منها...ويوم تقرّبت نور هربت!
ماكس صرخ: مجنون.....بسببك التنتين جنّوا.....نور هربت......وسندرا تبكي...وتصرخ بدها نور........المكان كلّوه صار فوضى بسببك....
جولي ركضت للغرفة بعد ان رأت سندرا تبكي بصوت عالي

مُراد مسح دموعه: مو بسببي...نور هي مخططه على كل شي.....وكل اللي صار بسببها...
قاطعه بصرخة: لا تحملها كل شي انت سهلت عليها عملية الهروب....
مُراد بغصة: اوعدك خلال هالاسبوع اعرف مكانها لا قول شي لأمير حاول قد ما تقدر باي...
ثم اغلق الخط في وجهه وقاد سيارته بعيدًا عن المستشفى!
بينما ماكس شتم مُراد سريعًا ثم خرج من الشقة!
.......
.
.
في الغرفة.......الجو بارد .....يرتدون ملابس صوفية .....متغطين بأغطيتهم الثقيلة.....وما زلتا تشعران بالبرد....وتنظران للسقف...بتحديق مطوّل....كلًّا منهما......تربط عقد الاماني امام عينيها....وتتمنيّا ان تتحقق في اسرع وقت ممكن.....
بكت كلتاهما بلا صوت وبلا دموع......عندما تذكرتا ما حصل لهما.....
.
.
تأففتا في الآن نفسه ثم دار رأسهما على الجهة نفسها
ابتسمت ايلاف وهي تقول: كملت اليوم عشرين سنة....
نور بصدمة: اليوم ميلادك؟
هزت رأسها ايلاف (بأي)
ثم تحدثت بعتاب: للأسف ...انه ميلادي...وقاعدة اقضيه .....بهالنفسية والذكريات الشينة....كان ودي اقضيه مع امي ابوي.......اخواني.....كان ودي يفاجاوني....ويبون لي كيكة .......كبيرة.....وهدية.......حتى لو بسيطة....
ثم التفت على نور بعد ان أسندت
ظهرها خلف الوسادات الصغيرة: تصدقين ما مره فاجاوني بهدية....ولا مرة ...احتفلوا بهاليوم معاي.......
نور اعتدلت في جلستها وطبطبت على كتف ايلاف
الذي أكملت ببحة بكاء: أصلا عمري ما حسيت باهتمامهم فيني.....كل واحد يحاول يتخلّص مني ويبعدني مادري ليش ......
نور بهدوء: لا تفكرين كذا.....
ايلاف بنبرة بكاء: مو هذا الصج......امي لاهية مع ريلها....وتبعدني عن حضنها وانا بحاجه له عشانه.....وابوي...لاهي بشغله وعياله ومرته....ولا فتكر فيني.......حتى لم قلت بروح عند خالتي سعاد ماهتموا....و..لم قررت ابتعث حسيت انهم ارتاحوا من وجودي....نور...متخيلة.....ولا قد اتصلوا علي....انا اللي بس اتصل عليهم.....فيهم خير بس يرسلون لي فلوس...وكأنه الدنيا بس فلوس.......ابي حنانهم ....ابي حضنهم....ابي وجودهم حزّة خوفي....

نور تنهدت بضيق: قولي الحمد لله على نعمة وجودهم....
ايلاف بقسوة ودمعتها انسابت على خديها: وجودهم وعدمه واحد يا نور......ما يفرق معاي...والله ما يفرق....
نور احتضنتها وبكت هنا ايلاف.......ثم ابعدتها نور
وهي تقول: قومي نطلع ونسوي لك احلى بارتي....
ايلاف مسحت دموعها: الجو بارد ولا لي خلق...
خلينا تحت الفراش متدفين احسن من البارتي...واهله
ابتسمت نور
ثم قالت: متخيلة انا بيوم ميلادي الواحد والعشرين تلقيت فيه خبر موت ديانا.......
شهقت ايلاف ووضعت يديها على فمها
هزت رأسها نور وهي تبتسم بقهر: ماتت.....وحاسة موتها مو طبيعي.....تركتني في نص الطريق اللي اخذتني منه......وتركت لي صدمتي.......صدمة الحقائق اللي خايفة اني استوعبها....
ايلاف نزلت دموعها من جديد على حالهما!
نور أكملت : فجأة صار لي بنت....وفجأة الأموات صاروا احياء يا ايلاف!....متخيلة....شفت بنتي....اللي قالوا عليها ماتت بعد ست سنين ...وشفت زوجي اللي ظنيته مات.....بعد كل هالسنين......صدمة يمكن تسبب الجنون ......وكنت أتمنى اصير مجنونة او اموت عشان ارتاح....بس ما صار لي لا هذا ولا هذا...
ايلاف : اسم الله عليك.....
نور بتنهد: يبوني اتقبل وجودها بهالسهولة....وانا مو متقبلة حياتي..... أساسا كيف اهديها حياة .......خالية ......مظلمة.......حتى لو اثارت شوفتها مشاعر امومة بسيطة.....ماقدر اعطيها مجال تتغلب علي.....
ايلاف بحنية: ليش يا نور؟
نور بصوت شبه مرتفع: لأني دفنتها يا ايلاف...دفنتها في الحظة اللي حسيت نفسي فكيت القيود من ايديني.......ايلاف....انا دخلت في مرحلة جنون......مرحلة طيش...وعصيان.........انا خايفة من نفسي....ما عندي امان.......كيف اصير لها امان....وانا دافنتها......بعيد عن قلبي وعقلي......وحياتي مهدده!

ايلاف : لو فعلا دفنتيها بعيد عنك......ما كان حسيتي بهالمشاعر....
نور ابتسمت بسخرية: تعودت اني احس بمشاعر وفجأة بعدها تنطفي....مشاعر كثير.....كانت بداخلي والحين بس باقي رمادها يا ايلاف......
ايلاف سرحت قليلًا: مشكلتنا مو يايين نسامح......ولا قادرين ننسى.....
نور بللت شفتيها: حتى لو نسيت يا ايلاف......امور كثير.....ومن حولي.....تذكرني قد ايش انا منبوذة...وضايعة.......يمكن انتي اهون مني...
ايلاف ازدردت ريقها: اهون!.....تعرّضت لاغتصاب.....يا نور....كيف اهون منك.....
نور ابتسمت وشدّت على شفتيها العلوية ثم نظرت لها وبنبرة لها معنى كبير ولكن اردفتها مازحة لتخرج ايلاف من حزنها: مابي اخرّب اخلاقج.....وقومي بس نسوي لنا عشا.....
ايلاف شعرت برعشة من حديثها هل تعنى انها تعرضت له؟ ام خضت له تمامًا!
ولكن نبرتها تلك جعلتها تقول : امبيه لا تتكلمين كويتي.....
ثم استوعبت : بعدين تعالي يا المينونة تو ماكلين ....
نور بجدية: والله جعت.....يمكن عشانا بس شربنا شوربة .....ابي شي يثقلني للصبح....
ايلاف بحده: مالج إلا خبز وجبن....
نور نهضت سريعًا: والله راضية بس قومي.....
ايلاف ضحكت بخفة: وليش ههههههه أقوم.....
نور نظرت لها : ساعديني....
ايلاف بطنز: ليش بسوين ذبيحة....
نور : مابي ابرد وانتي لا!
ايلاف رمت عليها الوسادة: حيوانة.......ههههههههه........
نور هربت سريعًا خارج الغرفة،
بينما ايلاف تنهدت ونهضت لتتبعها رأتها تفتح الثلاجة
وهي تتذمر: ما فيه شي ينوكل....بكرا بروح السوبر ماركت اشتري .....كل ملتزمات المطبخ....
ايلاف اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها: ليش تشترين واغلب وقتنا ناكل من برا؟

نور سحبة علبة الجبن ووضعتها على الطاولة وهي تقول: من يوم ورايح ما فيه أكل من المطاعم...
ايلاف تخصرت: ليش ان شاء الله ؟........على اساس انتي بطبخين ويّه ويّهك؟
نور اشارت لا وبنظرة تعالي: تؤتؤ .....انتي بطبخين....

ايلاف بشهقة: هأأأ......مشي بوزج.......تحلمين يا معوده انا وراي جامعة وكرف....
نور سحبت كيف الخبز وبدأت تدهنها بالجبن: وانا وراي شغل....وراي مراكض وراء مدير المطعم....
شهقت ايلاف وكأنها تذكرت امر: أمبيه صج نسيت......مصرّة يعني تتركين شغلة جليسة الأطفال....
نور قضمت لقمة من الخبز: بقوة بعد ......
ايلاف : ترا والله مو متأكدة اذا يبون عاملات او لا....لا ضيعين هالشغلة من ايدج.....صبري....
نور مسحت على شعرها: بكرا بروح اتأكد......بس قبل بروح الكنيسة......وبعدها بروح هم يفتحون الصباح؟

حينما اردفت (كنيسة) قوّست ايلاف حاجبيها وكأنها ادركت حقيقة شتات نور بللت شفتيها ثم اردفت: تقريبا لا......يفتحون الظهر.....
نور سكبت لها ماء: خلاص اجل اروح بعد ما اطلع من بيت لورين

ايلاف سكتت وحكّت أرنبة انفها، فاشارت لها نور: تبين اسوي لك؟
ايلاف بتوتر: لا......ثم اردفت
: نور....
نور ما زالت تمضغ الخبز على مهل: اممم....
وكأنها تقول ماذا تريدين!
اقتربت ايلاف: شنو تعرفين عن الديانة المسيحية؟

نور توقفت عن المضغ وشربت الماء في دفعة واحدة ثم أكملت بجمود: يمكن اعرف عن الإسلام اكثر منه
ايلاف صُدمت وبنبرة جدية: انزين ليش لحد الحين...
قاطعتها نور بحده: مادري مادري ايلاف لا تساليني عن شي انا ماعرف اجابته....
ايلاف امسكت يد نور وبحده: انتي تعرفين الإجابة بس خايفة تواجهين نفسج .....
نور نفضت يدها من ايلاف وتكتفت وبحده: المطلوب مني؟
ايلاف بلا مقدمات: ارجعي لدينج؟.....انتي أصلا مسلمة......دامك ما تعرفين شي عن المسيحية ....يعني ما زلتي ...
قاطعتها بصوت عال : ايلاااااااااااف....الف مرة قلت لك تدخلين في هالموضوع....
ايلاف امسكتها من اكتافها وبحده: لا بدخل.....بحاول الملم شتاتج....في هالموضوع.......نور......لا تحاولين تثبتين عكس الحقائق اللي تشوفينها وتؤمنين فيها......هالشي بزيد عليج من عذاب الضمير......واجهي كل شي وتماشي معها على حسب واقعيته يا نور......تصبحين على خير
ثم تركتها واقفة تنظر للمكان بعينين حائرتين ومترقرقتين بالدموع
وعندما انسابت على خديها مسحتهما وذهبت لناحية الصالة ورمت بنفسها على الكنب واخذت تبكي بلا صوت!
..............................................
.
.
.
.
في اليوم التالي وفي الصباح الباكر قاموا بزيارته
وادخلهم سيف عليه بعد ان اطمان انّ حالته الصحية في تحسن....
تحدثت ام ناصر وهي تطبطب على كف يده: ما تشوف شر ...يا بو ناصر....ما تشوف الشر....
بو ناصر نظر لها وبهدوء وبلسان اثقله التعب: الشر ما يجيك يا الغالية...
شيخة قبلّت رأسه: ما تشوف شر يبه......
مسح على رأسها بعد ان رأي تجمّع الدمع في عينيها: الشر ما يجيك يا بنتي....
سعود نظر لناصر وناصر نظر له وكأنه فهم من نظرات أخيه كل شي حديث عمها اشعل اسالة كثيرة في بالهما ولكن اجوبتها ستبقى مؤجلة ....
ناصر : ما تشوف شر يا الغالي.....
سعود: اجر وعافية يايبه....
كان سيتحدث ولكن كح وأشار لهم برأسه
بعد ان قالت زوجته: ريّح عمرك لا تتكلم كثير
رن هاتف شيخة ونظرت للاسم وارتعش جسدها ونظرت لوالدتها ووالدتها واخوتها
تحدث سعود: ردي.....ازعجنا جوالك....
شيخة بكذب: هذي صديقتي...
بو ناصر بصوت متعب: ردي عليها....
نهضت شيخة : بطلع برا عشان مازعجكم
ناصر بهدوء: لا تبعدين عن الغرفة...
شيخة بتوتر: طيب....

.
.


ثم خرجت واجابت في الممر بصوت واطي: وجع وجع...ليش تتصل....
بندر: ايش فيك؟....توقعتك بتفرحين باتصالي....
شيخة تتلفت يمين ويسار: انا في المستشفى ازور ابوي...والكل جالس لم اتصلت .....خرشتني....
بندر بضحكة خفيفة: هههههههه اسم الله عليك....
شيخة بصوت واطي: شتبي متصل؟

بندر بتلاعب: ولهت عليك....
شيخة بنفس النبرة ولكن على طريقة ساخرة: منين طالعة الشمس؟
بندر بابتسامة : من المشرق يا قلبي...
شيخة بعصبية : لا تستهبل على راسي....
بندر انفجر ضاحكًا: واضح اني خرشتك على قولتك مرا.....وش هالنفسية....
شيخة بنبرة جدية: اكلمك بعدين.....
بندر سبقها قبل ان تغلق الخط: كيف عمي؟
شيخة بشكل سريع: بخير...
بندر :اشوي راح نجي المستشفى.....
شيخة بذعر: ايشششششش؟
بندر ضحك من جديد: ههههههههه جاي اشوف عمي ما اشوفك ريحي يا عمري....
شيخة بعصبية : كـ...
ثم بترتها عندما رأت ممرضة تمر بجانبها...
فاكمل بندر: هههههه الجازي ونوف بجون معاي....
شيخة : يعني شسوي لك....؟
بندر : قلت اعطيك خبر عشان لا جيبين العيد فيني....
شيخة : والله مادري منو اللي بجيب العيد في الثاني....
بندر : هههههههههه شوفي لك حل؟
شيخة بتأفف: تبيني ارجع البيت مثلا....
بندر باستمتاع : ترا جالس اطقطق عليك وربي....
شيخة بلا مقدمات تأففت وأغلقت الخط في وجهه
ومات ضحكًا ، ثم انفتح باب غرفته على حين فجأة
ورأى نوف تدخل لغرفته مكتفت اليدين
: متي بتوديني؟

بندر بروقان: اجهزي الحين وقولي للجازي تجهز بعد...
نوف جلست بالقرب منه: الجازي ما تبي تروح...
بندر : ليش
نور بنرفزة: ما تعرف اختك يعني.....خايفة تقابل سيف....ولا ابشرك نزلت تكلم ابوي....عن الطلاق.....والحرب قايمة تحت في الصالة....
بندر بصدمة نهض: مو من جدك...
نوف: والله....
بندر ركض من الغرفة لينزل
بينما نوف تأففت: يا ربي متى تنتهي هالمشاكل....
.
.
.

الأصوات قليلًا ارتفعت
تحدثت من جديد: يبه.....افهمني...ما بيه....والله ما ابيه....

بو خالد لا يريد ان يبيّن لها بانه على علم بالسبب .....ولكن معرفته للأمر جدًّا سطحي
: قولي لي السبب ....عشان اقتنع يا الجازي...
خالد بتأييد: صحيح قولي السبب.......اللي يخليك تطلبين الطلاق...
وصل إليهم بندر وجلس بالقرب من أخيه

الجازي لم تعد قادرة على السيطرة على نفسها: يا ربي ليش ما تفهمون ....قلت لكم عفته مابيه....السبب خلوه بيني وبينه....
بو خالد نهض وبعصبية: وش بينك وبينه......قوليه يمكن نقدر نصلح الحال بدل طلبك لهالطلاق.....ترا الطلاق يا الجازي ما هوب امر سهل...
بندر بخوف : يبه على هونك.....
خالد نهض ونظر لوجه اخته : هد يبه.....
الجازي بنرفزة ارتفع اكثر صوتها: ما عدت اطيقه....اكرهه.....يبه....اكرهه .....مابي اشوف خلقته...........
بو خالد بغضب شديد: وش اللي خلاك تكرهينه.......كنتي وش زينك معه.......والحين بعد ما جبتي منه الولد....تقولين لي اكره....
خالد وبندر صمتوا هنا
بينما الجازي سكتت ولكن صوت تنفسها بات مسموعًا
اكمل والدهم: الطلاق ما هوب سهل....... وما هوب حل للمشكلة........ومو كل مشكلة تحتاج لهالحل أصلا.....

هنا انفجرت الجازي صارخة : يبه.......ولد اختك......هذا......
كانت ستنطقها......ستنطقها ولكن شهقت ببكاء وارتجفت شفتيها
فصرخ والدها: كملي كلامك....دامك تبين الطلاق......كملي كلامك.....خليني بس افهم سالفتكم.....
الجازي بقهر: روحوا اسالوه....
ثم ركضت للدرج تصعد لغرفتها....
بو خالد تمتم: استغفر الله
بندر نظر لأبيه
بينما خالد تحدث: هد يبه.....
بو خالد مسح على لحيته: اتصل على سيف قوله يجي....
خالد نظر لبندر بتوتر
ثم قال: ان شاء الله
.................................................. .....
.
.
بينما في الغرفة بكت .......وسحبت بيدها الهاتف واتصلت عليه بلا تردد......
بينما هو للتو وصل إلى المنزل بعد انتهاء مناوبته......
سمع الرنين اجابه سريعًا بعد ان رأى اسمها
تحدث: الجازي...
الجازي بصوت باكي: الله ياخذ الجازي.....
سيف بصدمة : اسم الله عليك ......
الجازي بانهيار: متى ناوي تطلقني.....متى؟
سيف بنبرة هادئة: والله ما طلقك....
الجازي بصرخة: لا تحلللللللللللف.......لاااااااااااااااتحلف.....
سيف بجدية: الجازي.....لازم تستوعبين اني احبك....
الجازي بانهيار تام: وانا اكرهك والله اكرهك.......الكل مو جاي يوقف معي........الكل.....بسببك....روح قول لهم وش سويت فيني روح......روح......لا تخليهم يسألوني.......قول لهم انت. وش سويت فيني......يمكن يوقفون معي......

سيف مسح على رأسه: الجازي اهدي وخلينا نتفاهم بهدوء....
الجازي ببكاء: ما فيه شي نتفاهم عليه.......كل اللي ابيه منك...تطلقني .....طيب.....وش تبي مني ......اطلب مني شي بمقابل الطلاق انا راضية بكل شي راح تطلبه مني بمقابل نطلق ......بس تكفى طلقني.....

اغمض عينيه وسكت لتكمل: تكفى سيف....والله تعبت......والله ريّحني........ماطلبت شي صعب....

سيف نظر لهاتفه فقال لها: خالد يتصل اكلمك بعدين...
الجازي بصوت مبحوح: لا ترد عليه.....قبل قول لي..ايش اسوي عشان تطلقني...
سيف: جنيتي الجازي؟.....قلت لك انا مستحيل اطلقك....
الجازي بجنون وبنبرة مكسورة: حتى لو بمقابل....؟
سيف ما تطلبه منه صعب...... صعب للغاية.....تنهد بضيق
ثم اردف: حتى لو بمقابل....
الجازي قست على نفسها اكثر وبوجع: حتى لو جيت وظليت معك أسبوع!؟

سيف قوّس حاجبيه اوجعه حالها ، انكسارها وتذللها الغير مباشر له ،يقسم انه فاهمًا لشعورها.....لحالها ولكن لا يريد ان يبعدها عنه
تحدث بهمس: انا ابيك عمر مابيك أسبوع......
تحدثت وكأنها تعرض نفسها عليه وهذا الامر يؤلمها للغاية ويزيد من نزف قلبها ودموعها: شهر طيب.....
سيف يكرر بوجع: قلت لك ابيك لي العمر كله.......
الجازي ضربت على قلبها بقبضة يدها وبشهقة: ست شهور تكفيك؟
سيف : ليش تقسين على نفسك بهالطلب؟
الجازي بشهقة ، بدا جسدها يرتجف: ابيك تعتق ارقبتني....
سيف انقهر: وش هالكلام يا الجازي....خذي وقتك بالتفكير اكثر.....
الجازي بانهيار وصراخ: تعبت وانا افكر.....ابيك تطلقني خلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااص...... .
سيف بهدوء: مازال اخوك يتصل.......اكلمك بعدين....
ثم اغلق الخط في وجهها وبقيت منهارة على السرير
بينما أجاب على خالد: نعم.....خير خالد صاير شي؟
خالد نظر لأبيه: ابوي يبيك تجي بيتنا ضروري...
سيف فهم الامر: انا جاي في الطريق....
ثم اغلق الخط....

نزلت هنا نوف نظرت لهم: شصار؟
بو خالد : نوف....اختك تكلمت لك عن سبب طلاقها...
نوف بخوف نظرت لأخوتها لأنها تعلم
يعلمان بأمر اخفائها للسبب
ازدردت ريقها: لا....
خالد شد على قبضة يديه
بينما بندر تحدث: يبه دام الجازي طلبت الطلاق....يعني ......صدق مجروحة من سيف.....

بو خالد بجدية: انا عارف انه الموضوع مرتبط بال خيانة...
انقبض قلب نوف
خالد بنرفزة: يبه تعرف؟
بندر : وجالس تضغط على الجازي....
بو خالد بغضب: ماعرف التفاصيل.....ولا اعرف شسالفة.....

نوف : دامك تعرف انه سيف خانها......ليش مصر تعرف كل شي....يعني هالسبب مو مقنع انها تطلب الطلاق.....

بو خالد بنبرة حازمة: يعني تعرفين انتي السبب هااااا؟

نوف حاولت أن تكون اشجع : حتى لو اعرفه ما بقول....دامك انت تعرفه وصاف معه ضد بنتك....
بو خالد بصرخة: انا ما نيب ضد بنتي....ولا بصاف معه.....مثل ما هي بنتي هو ولد اختي ومن حقي اعرف منهم الاثنين السالفة عشان اعرف منو اللي على حق ومنو اللي على باطل....

بندر بتدخل: بس يبه.....
رفع يده والدهم: لا تجلس تبسبس على راسي
نوف تقدمت لناحيته : يبه......الموضوع واضح ولد اختك خانها........ليش تجلس تسمع لها و تسمع له .......خلاص قالت لك تبي الطلاق.....
بو خالد بنبرة حازمة: في بعض الأمور الحريم يلبسون المشاكل لقب خيانة وهو في الأصل ما هوب خيانة!

نوف بنفاذ صبر: يبه بس هو قالك خانها....

بو خالد : ما قال انا استنتجت....
ثم اقترب منها وبحده: عارف انك تعرفين كل شي.....بس مابي اسمع منك ولا شي......ابي اسمع من صاحبة الشأن......وصاحب الشأن....مابي اظلم احد......الحين هي في لحظة غضب....لم تستوعب بعدين الأمور بتندم......وانا ما بي اتبعها على خبالها.....وراح اسمع للخبل الثاني ....
نوف : يبه....الجازي مكسورة من سيف مرا......وما اظنها راح تتراجع....

بو خالد بحده: راح تتراجع اذا انتي ما دعمتيها في خبالها...
نوف نظرت له ثم ادارت ظهرها عنه وركضت لناحية الدرج....
بينما هو خرج ليجلس وينتظر سيف في المجلس....

خالد بقهر: خاينها؟
بندر بعصبية: ابوي مادري شلون يفكر......
خالد : تعال ......نروح المجلس....
بندر بتهديد ووعيد: والله لا اتوطّى في بطنك يا سيف.....!
.........................
بينما سيف خرج، وهو يتأفف ماذا يقول.....كيف يواجه خاله في الامر؟....شعر بالثقل من حديثها .....ورغبة خاله في سماع كل شي.....اتصالها وانهيارها لا يدل على أي خير!
....
بعد مرور ربع ساعة وصل ...طرق الباب فتح له بندر وجعله يدخل في المجلس
وبعد السلام
تحدث بصيغة امر
: خالد قول للجازي تجي...
بندر بقهر: يبه ماله داعي.....
بو خالد بحده: اسكت انت ولا تقلّع من هنا....
خالد أشار لأخيه برأسه ثم تنهد ونهض
بينما سيف شعر بالتوتر اكثر من نظرات بندر وخالد حقيقةً
تحدث بو خالد: اليوم يا تتكلم انت والجازي عن مشكلتكم وتحطون النقاط على الاحرف......ولا انا وابوك بنتصرف.....

سيف انفجع: خالي....انا والجازي نحل ال....
قاطعه بغضب: ما شفتكم حليتوا ولا شي.......وكل ما سألت احد فيكم عن السبب .....ماحد يجاوب....وضعكم مو عاجبني.....والسالفة طوّلت....يا سيف....
سيف لا يريد ان يقحم نفسه في احراجات ولا يريد من الجازي ان تخضع للضغوطات
تحدث: خال.....افضل الأمور تبقى بيني وبين الجازي....
بو خالد بعصبية: لم تجي هي وتقول يبه ابي اطلّق....من حقي اعرف السبب ولا لا يا سيف؟....ومن حقي اسمع لك ولها.......
سيف تنهد بضيق واخذ يفرك بيديه.....
.
.
.بينما في غرفة الجازي ما ان اخبرها خالد بالامر
حتى استشاطت غيضًا
وبصراخ: مابي اشوفه.....مابي...
خالد يحاول ان يتمالك اعصابه: تكفين الجازي انزلي لا سوين لنا سالفة مع ابوي......
الجازي بانهيار....: ليش ابوي يحاول يقهرني....
خالد بتفهم لفكر ابيه: ابوي يحاول ما يظلمك......
الجازي وتشير لنفسها: ويقسي علي بهالطريقة ظنًا منك انه ما راح يظلمني؟
نوف أتت بالقرب منها: نزلي الجازي......خلاص....ما صار قدامك خيار ثاني اذا صدق مقررة تطلقين انزلي....وواجهي ابوي....وقولي له كل شي....
الجازي عضّت على شفتيها بقهر: اف اف افففففففففففف...
ثم مسحت دموعها.....ونزلت قبل خالد
خالد قبّل رأس اخته نوف: مشكوووووووووووووورة ....
ضحكت بخفة في معمعة هذه الفوضى وتوجهت للصغير!
....................
.
.
دلفت باب المجلس بعجل ودخلت بحالها المرثي له
وجه متعب واحمر من البكاء وجبين متعرق من العصبية وشعر مربوط باهمال ولبس كئيب ....وجسد هزيل
دخلت وجلست مقابل سيف
وبين فترة وأخرى رغمًا عنها يخرج منها صوت كشهقة خفيفة تتلوها رجفة
تلك الرجفة التي تأتي بعد بكاء متعب وطويل مؤلمة للغاية!
تحدث بو خالد بهدوء: خالد وبندر اطلعوا برا
بندر كان سيعارض ولكن خالد قال: بندر يلا.....
ثم خرجا بعد ان رمق بندر ابن عمته بنظرات الحقد!
.........
بو خالد تحدث: اعرف يا سيف انك خنت بنتي......
الجازي نظرت لابيها بصدمة
اكمل: ولكن ماعرف التفاصيل....
الجازي بصوت مبحوح: وليش التفاصيل يبه....
بو خالد: عشان ماظلم احد......
سيف بجدية: يا خال السالفة مو كذا......انا ما خنتها...
الجازي نظرت له بغضب
سيف بقهر: انا اعترفت لها عن حبي القديم....ومات وانتهى .....زلّة لسان جابت لي مشاكل....
الجازي احترقت في مكانها دومًا ما يحرقها بحديثه وتبسيط الامر وكأنه لا يُعني شي
بو خالد بعدم فهم: شلون يعني؟

سيف بهدوء: قلت لها اني كنت احب وحده وابيها بس ما صار نصيب.....
بو خالد ضحك بسخرية: وليش قلت لها....

الجازي ان لم تكمل الجانب الآخر من القصة سوف تكون هي الظالمة وهو المظلوم !
اكمل: زلّة لسان يا خال.....
بو خالد : تطلبين الطلاق عشان هالامر يا الجازي؟
الجازي شتت ناظريها عن والدها وعن سيف
تمتمت بقهر: الله يحرق الجازي
سمعها سيف وكذلك والدها
الذي قال: استغفري ربك.........
الجازي نهضت بقهر: يببببببه تخيل لو انا اللي قلت له هالكلام ....وش كان بصير.....كان بيضربني ....ويهيني ويرمي علي الطلاق بعد........ولا لانه العكس صار شي يهون.....
بو خالد بغضب: ما قلت يهون.......الطلاق صعب يا الجازي......وبينكم ولد.....
الجازي دون ان تنظر لسيف: ولدي بعيش حاله حال أي طفل يا يبه لا تصعب الأمور........
بو خالد بتنهد: الجازي.......
الجازي فهمت: خلاص....فهمت......ماتبيني اطلق....على مبدأ ما عندنا بنات يطلبون الطلاق صح؟
بو خالد بغضب: وش فيك صايرة بارود....جلسي نتفاهم....
الجازي بعصبية: يبه انا مابي اتفاهم يبه انا ابي الطلاق..........
بو خالد نهض وهو يردف: تفاهموا مع بعض......وان اتفقتوا على الطلاق....
نظر لأبنته بهدوء: ما راح امنعك يا بنتي....بس فكري.....وتفاهمي مع زوجك عن اذنكم
ثم خرج واغلق الباب عليهما....
ضربت برجلها على الأرض غاضبة: ليش يبه تصعب الأمور؟
نهض سيف ونظر لها: راح انتظرك العمر كله.......بس فكري....
كان سيخرج ولكن امسكت يده
نظرت له : طلقني......تكفى طلقني سيف......لا تطلع إلا وانت رامي علي الطلاق.....
سيف نظر لوجهها للتعب .....للذل....للقهر.....
اشاح بنظره عنها منقهرًا من نفسه: ما قدر....
امسكته من اكتافه هزته: ليششششششششششش؟
سيف بهمس: لأني احبك...
الجازي لم تعد قادرة على تحمل تكرير الكلام والآلام جثلت على رجليها أمامه وبذل صريح ومباشر وقهر : تكفى طلقني سيف......تعبت ...ريّحني.....ريّحني.....
سيف جلس امامها رفع وجهها بطرف ذقنها: صدقيني راحتك مو في الطلاق يا الجازي.....وانا راح انتظرك متى رضيتي علي........راح اجيك وآخذك لبيتك...
قبّل جبينها ثم قال: لا تتعبين نفسك في هالطلب.....عن اذنك....
ثم خرج...وبقيت هي ترتجف باكية على الأرض تشعر بالقهر منه....ومن الجميع.....تشعر أنها بدأت تكرهه اضعاف مضاعفة.........والخلاص منه بات صعبًا......بكت بجنون ....وبانين......مسموع......بكت لتنزف جروحها من جديد وتجدد عزاء اعترافه مرةً أخرى .......لن تتقبل الامر ولن تعطي نفسها فرصةً لتقبله .....مسحت على شعرها ثم حاولت النهوض لتخرج من المجلس ولكن شعرت بثقل جسدها فرمت بنفسها على الكنب لتكمل نوبة البكاء والغضب هناك!


.
.
كان في غرفته يحدثها بهدوء: ايش تبيييييييين؟

مُهره مسحت على شعرها وشدّت على الهاتف وهي تكرر: العطر اللي تحط منه....

قصي مسح على وجهه: متصلة علي ومطيرة نومي عشان تقولي لي جيب العطر اللي تحط منه......فكرت فيك شي...والله...

مُهره تشعر برغبتها الصارمة في شم رائحة ذلك العطر الذي علق في ملابسها بالأمس
: تكفى جيبه معاك لو بتجي اليوم....
قصي بضحكة خفيفة: ههههههه والله انك غريبة.......
مُهره ابتسمت على مضض: والله حتى انا حسيت اني غريبة بس مادري ابي هالعطر يعني....
قصي استوعب الامر بعد سكوت طال لثلاثون ثانية: لحظة لحظة.....عرفت حالتك هالمستعصية .....
مُهره قوّست حاجبيها: وش حالته بعد.....
قصي نهض من على السرير: هذا اللي فيك من الوحام.....
مُهره باستفهامات: وحام؟
قصي بهدوء: كل حُرمة تحمل يجيها يعني.....
مُهره بطنز وسخرية بعد ان شعرت بالاحراج: ما شاء الله تعرف كل شي.....
ضحك : هههههههههههههههههههههه المهم راح اجيبه لك بالليل.....لأنه احتمال ماجيك العصر بروح ازور خالي تعبان بالمستشفى....
مُهره : ما يشوف شر....
قصي : الشر ما يجيك حـ.....
وانبترت كلمته بعد ان دخلت والدته على حين فجأة
فقال: اكلمك بعدين سامي....
مُهره ضحكت بخفة: هههههههههههه تمام....باي....
ثم اغلقه
تحدث: صباح الخير يمه.....
ام سيف: وين كنت فيه امس؟
قصي بهدوء: عند اخوياي....
ام سيف بجدية: وش هالاخويا اللي طلعوا فجأة......قصي مانت طبيعي....
قصي ابتسم لها: يمه وش فيك مركزة علي كأني بزر.....
ام سيف بنظرة : حركاتك هذي ما سويتها وانت مراهق....تسويها الحين ولا بعد لم خطبنا لك......
قصي بضحكة: هههههههههههههههههههه يمه.....
ام سيف ابتسمت رغمًا عنها: والله مابيك تفشلني قدام الجماعة......خايفة وراك شي مخبيه علينا.....ونتفشل......والبنت بعدها ترفضك......

قصي قبّل رأسها ويدها: يمه والله اني أخاف ربي.....ومالي بالاشياء اللي تجي براسك.....
ام سيف: لا تتأخر برجعتك في الليل......واليوم حط ببالك تروح تزور خالك.....
قصي أشار على انفه: على هالخشم.....
ام سيف خرجت من غرفته ودخلا التوأم
جسار: اويلي كنت بتنكشف...
عزام بدقة: هااا بو عزام......على وين الفرة اليوم.....؟
قصي ضحك بخفة ثم قال: ههههههههههه عزام بعينك....مجنون اسميه على اسمك.....
جسار لكزه في خاصرته: خلاص سمه على اسمي.....
قصي : تخسي ......
عزام رمى نفسه على سرير أخيه : وش بسميه يعني؟
جسار رمى نفسه بجانب أخيه واخذ يفكر : اممممم أتوقع بسميه ....معيض....
عزام نظر لأخيه بسخرية : لا أتوقع يسميه عايض.....

قصي كتف يديه: تمصخروا ......قومي انقلعوا بس على شغلكم قوموا.....
عزام : الحمد لله بدات إجازتي
قصي نظر لجسار: وانت.....
جسار حرك حواجبه : خذت إجازة....
قصي : اطلعوا برا غرفتي ببدل....
عزام بروقان: بدل ماحد ماسكك....
جسّار غمض عينيه: غمضت عيوني انا بدل....
قصي : ياربي وش سويت بدنياي انا عشان تسلطون علي من الصبح....
عزام: خايف تتأخر عليها؟
جسّار: اوه يا انها بتوّلع فيه لو تأخر....
قصي رمى عليهما بسرعة عقالة الذي سحبه من على الكمودينة: قووووووووموا.... روحوا لسيف طقطقوا عليه....
جسّار بجدية: للأسف جا وطلع بسرعة....
عزام نظر لأخيه: صدق؟
جسّار: أي.....حسيت فيه شي....بس ما امداني اكلمه....
قصي جلس على الكرسي: يمكن المستشفى استدعوه....
عزام بتفكير: ليكون خالي صار له شي؟
جسّار : والله مادري...
قصي بهدوء: ما اظن .....
عزام : ما تحسون طوّل بسالفته مع زوجته...
قصي أشار بيده: مالنا دخل فيهم ....يحلون مشاكلهم بنفسهم...
جسّار: انا مستغرب من امي لحد الحين ما تدخلت....
قصي بجدية: واحسن انها ما تدخل.....في ولا شي....ولا الأمور بتصعّب...
عزام : اول مرة تقول شي صح...
قصي ضحك بخفة: هههههه حيوان...
جسّار بابتسامة: المهم بروح نزور خالي جميع ماله داعي كل واحد يروح بسيارته ....نروح مع عزام....
عزام بمزح: سواق ابوكم انا....؟
قصي : هههههههه .......لا انا بروح بسيارتي عشان اروح لزوجتي بعدها.....
جسّار لعب بحواجبه: يا حركات انت....
عزام بتعزيز: يا خطير....
قصي نهض : الحمد لله والشكر مطولين....
عزام : أي والله نبي نطقطق على احد....
قصي بنرفزة: طقطقوا راسك في الجدار قوم آمين....
جسّار بجدية: تعال صدق.....وش بصير الحين على موضوعك خالي تعبان اكيد ابوي باجل....الامور الباقية....
قصي بتنهيدة: وانا هذا اللي خايف منه.....
عزام : لا المفروض ما يتأجل شي......لو ما هي حامل يمكن أي.....بس وضعكم صعب......
قصي بتفكير وخوف: يا كـ....لا تخلوني اتوتر......
جسّار بضحكة: هههههههههههههههههههههه
عزام ابتسم رغمًا عنه: الأفضل تكلم ابوي
قصي فتح الباب سريعًا وهو يصرخ: الله ياخذكم

جسّار ضرب بيد أخيه: لعبت في اعداداته يا ولد
عزام : ما توقعت بكون ردت فعله كذا....
جسار مبتسما: هو خلقه كله متوتر....
عزام نهض من على السرير : الله يعينه!
.................................................. ............
.
.
.
يشعر بالأسى ، يشعر بالألم......يشعر بالوحدة وبالخوف....يشعر أنّ الزمن يلاحقه ...يشعر أن حان موعد موته.....حقيقةً هو رافض فكرة العيش دون ديانا......رافض ان يكمل حياته بلاياها....يؤلمه حقيقة موتها......ويؤلم عناد نور......يريد أن يراها ....ليخبرها بكل شيء....ليُريح قلبه.....يريد ان يشرح لها الأمور عامةً......ليس هناك وقت.....ازدرد ريقه ....الم الجرح بدأ يخف قليلًا ولكن ألم الجرح المعنوي يزداد يومًا عن يوم!
رأى ماكس يدخل إليه
تحدث بهفة: إجِت نور؟
ماكس هز راسه: لا....
وليخفف عنه: سندرا إجت وبدها إيّاك....
ابتسم أمير: خليها تفوت لهنون
هز ماكس راسه خرج وما هي إلا ثواني حتى دخلت سندرا وجولي
سندرا اقتربت من السرير رفعها قليلًا ماكس
حتى وضع امير يده خلف ظهرها واحتضنها إليه توجّع حينما قربها من جرحه اغمض عينيه واشتمّ رائحتها وقبّل خدها ويدها الصغيرة
نظر إليها: كيفك يا ئمر؟
سندرا ما زالت تعيش في صراع نفسي لرغبتها في رؤية نور !
اجبرتها جولي على المجيء هنا بعد أن وعدتها في محادثة مُراد ليخبرها عن موعد قدوم والدتها!
تحدثت: منيحة....
أمير قبّل باطن كف يدها: ما بدّك تسأليني كيفك؟
سندرا بصوت واطي: انت منيح؟
هز رأسه بنعم
تحدث لجولي: كيفها لنور جولي؟
جولي نظرت لمكان ومكان نظر لها وكأنه يخبرها ان تجيبها على حسب ما اخبرها به: بخير.....
سندرا نظرت له: أمتي راح تجي؟
ماكس وجولي وقع قلبهما في الأرض
أمير فهم انها تقصد تجي لهون: أمتي ما هي قررت.....
سندرا ترقرقت عيناها: بس انا بدي إيّاها....
امير سكت هنا....نظر لماكس وجولي شعر أنّ سندرا ليست على ما يُرام
ماكس بتوتر: جولي اخزيها لسندرا واطلعي برا...
امير شد على يد سندرا بخفة وبشك: هي بالبيت .....لم تروحي البيت راح تشوفيها...
سندرا بزعل: بس هيّا مو في البيت....
جولي اقتربت من سندرا قالت: تعي لهون سندرا .....تعي حبيبتي...
اخذتها بخفة وحملتها.....
ماكس شعر بالتورط
تحدث أمير بذعر: فينها لنور؟
شد على يد ماكس وقرّبه إليه: ئول لي فينها لنور...انا حاسس فيك شي.....وفي شي مخبيه عني...
ماكس دون ان ينظر له: في البيت...
أمير بحده: ئول إلها اتصل عليها وئول إلها تجي بدي ئول إلها شي مهم...
ماكس بتوتر: ما بدها تشوفك.....
أمير بنبرة صارمة: فينها؟
ماكس : انتّا لازمتك الراحة ....بــ....
امير فهم صرخ: هربت صححححححح؟....هربتتتتتتت؟
ماكس سكت
أمير صرخ: فييييييييييييييييينها نوووووووووووور
ماكس بتردد: هرببببببببببببببت
.
.
.
انتهى





اعتذر عن اخطائي الاملائية

كتبت بشكل مستعجل ونزلته عشان ما اتاخر عليكم



تحياتي شتات



 

رد مع اقتباس